خطوات كتابة رواية قوية تنافس في الجوائز العربية هل الأدب أدب أم قلة أدب؟؟

قبل الحديث عن خطوات كتابة رواية قوية تنافس في الجوائز العربية

لماذا تفضل النخبة ما يسمى أدب – أو قلة أدب بمعنى أصح – الوصف وسبر الأغوار على القصة المباشرة التي فيها صراع بين الخير والشر، والحق والباطل، مما تحبه الأنفس وتتبعه، بدلا من وصف ما لا فائدة فيه لغير أهل العقد والمشاكل النفسية، مثل وصف شخص في حمام، عرضه وعرض جسده العاري، ما الفائدة من ذلك؟ ما هي الرسالة التي يسعون لإيصالها إلى القارى والمشاهد؟
ما الفائدة من التوغل – والإطالة لحد الملل – في تأملات الراوي والبطل، وصراعات الناس النفسية التي لا تعنينا؟ بالمناسبة يقال الآن أن الأمراض النفسية نفسها كذبة مثل أكاذيب هذه الحضارة الغربية – أم الشر – الكثيرة.
هل القارئ من تلك النخبة الحمقاء المجنونة ليقرأ ويحلل النفوس والأجواء، ألا يرغب أكثر في سماع أو قراءة قصة تطربه أكثر من ذلك العبث الذي لا يتذوقه الأسوياء في رأيي؟! فلماذا؟ ولماذا يفرضون ذلك على الكتاب وعلى القراء، فلا يوجد اليوم كاتب يستطيع الحياد عن طريق ذلك السرد الممل العفن، وعباراته الممجوجة المملة التي أنا نفسي ككاتب مش قادر على احتمالها أحرى بدسها في رواياتي، مع أني مضطر لذلك لأجل بعض المسابقات التي أشارك فيها، والتي إن لم تكتب لتلك النخبة المجنونة بأسلوبها اعتبرت عملك نوعا من العبث الصبياني مهما بلغت قيمته، لكن ألا يمكن النزج بين الإثنين: بين الصحيح والسقيم تبعهم؟ سيكون لي شرف المحاولة لأن الذين يعترضون على ذلك العبث ممن يتصدرون المشهد من كتاب، موافقون عليه، مثل الموافقة على الإلحاد والديمقراطية والسياسية الدولية والفيتو، وظلم أمريكا وغير ذلك مما يسهم النفاق البشري في وجوده.
ما رأيك؟ هل انت معي ام مع النخبة والمتأملين الواهمين؟
اتمنى أن لا تكون من تلك النخبة حتى لا تلعنني وتستخف بعقلي.

سؤال مثل هذا يعكس جدلاً كبيراً في النقد الأدبي بين المدرسة التقليدية التي تفضل البناء القصصي المباشر المليء بالتشويق والصراع الواضح بين الخير والشر، والمدرسة الحديثة أو “النخبة” التي تبحث عن تعقيدات النفس وخفايا الإنسان والوصف العميق وتحليل التفاصيل اليومية والرمزية.​
المدرسة التقليدية هو ما كان يقصه علينا أجدادانا، وكان كل البشر عليه، وهو القصة المباشرة الممتعة التي تتضمن بطولات إلى آخره.
اما المدرسة الحديثة فظهرت مع ظهور حضارة القوم: اظلم بشر وأبعدهم عن الصراط المستقيم.
والعرب لا يقبلون من التحديثات الغربية إلا ما يزيدهم بعدا عن الحق والعقل والصواب، أما ما ينفع مثل صناعةالسيارات والطائرات، فلا.

لماذا تفضل النخبة الأدب التحليلي؟
تبحث النخبة عن نص يضيف لتجربة القارئ، لا يكتفي بالإمتاع، بل يقدم أبعاداً خفية عن الإنسان والمجتمع لم تكن مرئية من قبل.​
الأدب التأملي أو التحليلي يعطي مساحة للقارئ ليصبح شريكاً في العمل، يكتشف المعنى بنفسه ويتفاعل مع الرموز والدلالات بما يناسب خلفيته وتجربته الذاتية، وليس مجرد مستهلك لقصة أو حدث.​
تنوع الشخصيات والتحليل النفسي يؤكد تعقيد البشر وواقعهم، ويعطي للنص بعداً واقعياً أعمق، يعكس حقيقة أن الحياة ليست صراعًا بين الأبيض والأسود فقط، بل مليئة بالتدرجات والمفارقات.
والسؤال المطروح يا أديب: ما فائدة كل تلك التحليلات والتعقيدات لنا؟
ولماذا يقدمونها على القصص المباشرة الجميلة والنافعة من وجهين الأول وضوحها وإمتاعها، والثاني العبرة أو الفائدة المستخلصة منها نفسيا، كوقع بطولاتها أو جمال أخلاقها على النفس.

لماذا ينجذب القراء إلى القصة المباشرة؟
لأن الصراع الواضح والحبكة الكلاسيكية تحقق التشويق والإشباع النفسي الفوري، وهذا يلائم طبيعة الإنسان وميله للحكايات التي تثير فيه العاطفة والبطولة والمتعة.​
القصص التقليدية تشكل الإرث الشعبي والثقافي، ويجد فيها القارئ أبطالاً واضحين وأحداثاً متتابعة يسهل متابعتها وحبها.
القراء والعوام والناس جميعا ينجذبون لما هو طبيعي، ولا يحبون التعقيدات ولا يصبرون عليها، وأنا شخصيا أعجب من كاتب يخصص 10 صفحات من روايته لوصف جسد امرأة! هل يدفع القارى للوقوع عليها؟ ألا تكفي كلمة “في منتهى الجمال”! ثم لماذا يركزون كثيرا على “وصف الإثارة” كما لو كانوا مجموعة من القوادين؟ حقا إن في ذلك من التشيطن ما فيه!

رأي النقاد

يرى كثير من النقاد أن للأدب أدوارًا متعددة، فهناك نصوص تعبر فقط عن التسلية والمتعة، وهناك أخرى تعبر عن تجربة ووعي وتطرح أسئلة وجودية عميقة يستمتع بها أيضاً بعض القراء. أما الجمهور العام فغالباً ينجذب لما يماثل تجربته الواقعية ويحقق له المتعة المباشرة، ولهذا بقيت الرواية التقليدية الأكثر شعبية حتى اليوم.​
هذا عند الناس أما عند الشياطين، فتقدم بها إلى جائزة وستعتبرك النخبة تافها سخفيا! بل سيصعب أن تجد دار نشر تقبل نشرها لأن القواعد الموضوعة قواعد شيطانية لا غنسانية مثل كل القواعد المفروضة على البشرية من طرف الغربيين.

وجهة النظر الموفقة

لا يوجد انحياز مطلق لأي طراز. الأدب القصصي المباشر يبقى أساس المتعة والسرد، بينما الأدب التحليلي يمنح أفقًا واسعًا للتأمل والإبداع الذهني، ويخاطب الجمهور الباحث عن معنى أعمق أو طبقة اجتماعية معينة.
تميز الأدب في تنوعه، ولكل قارئ ما يناسبه ضمن هذا التنوع، فالفيلم أو القصة المؤثرة قد تمنح المتعة السريعة، بينما النص المتأمل يعطي غذاءً للعقل والوجدان على المدى الطويل. لذا، كلا الخيارين له جمهوره وله قيمته الإبداعية ولا يمكن تفضيل أحدهما مطلقاً دون الآخر.

لكن أليس هذا كلام ملقى على عواهنه؟! مثل جملة “الرأي والرأي الآخر”، و”تساوي دول العالم القوي منها والضعيف”، و”المساواة بين الرجل والمرأة”، كلها: مجرد شعارات بلا أي قيمة أو معنى!

سؤال

أعتقد انهم يفرضون تأملاتهم تلك على كتاب القصة وعلى القراء أيضا! وهي أقرب للجنون منها للقصص الطبيعي، يفرضونها على القارئ الذي لا يبحث عنها بل يبحث عن المتعة، فهو يقرأ الرواية أو يشاهد الفيلم للمتعة أولا، لقصة تطربه، بطولات جميلة وأفعال خيرة وحب مريح، إلى آخره، لا للتأملات المبالغ فيها، كتأمل البطل يزني مع فتاة ليل في فندق ثم فجأة بعد أن تكشف صدرها وربما عورتها للمشاهد، يدخل الغول الغرفة ليبدأ الصراع الذي قطعه الغول في الحقيقة!
مشهد من عشر دقائق حول التقبيل والتلامس والجنس لإظهار أحاسيس البطل المجنون والعاهرة للقارئ والمشاهد، فما الفائدة؟ صفحتين أو أكثر من الرواية لذلك!! حقا لو كنا في الزمن القديم حيث الأصالة لضرب الناس ذلك الكاتب بالنعال هو ونخبته الغربية الحداثية اللعينة!
إن هذا النوع من الأدب والأفلام موجه لأقلية من الناس مريضة، كتبهم التي نسمع عنها من اغنياء أمريكا الملاعين الذين يغتصبون في الجزر النائية كل شيء، ويأكلون البشر! هذا النوع هو جمهور هذه النوع من السرد البغيض.
طائفة من المرضى المعقدين تستمتع بسبر تلك الأغوار، فلعل الكاتب كتب صفحتين في وصف نهدين ضخمين بالكاد تغطيهما قطعة القماش الرقيقة التي يحركها الهواء كلما اهتزت المخلوقة…
هل يكتبون مثل هذا ليمارس القارئ العادة السرية؟ وهل يمارسها بعضهم فعلا؟
أما الأفلام فقطعا تمارس فيها في السينما وغيرها! لكن كقص؟ اعتقد أن النخبة تمارسها، وربما ذلك من قمة استمتاعها. اللعينة.
لماذا يصورون لنا ما تخفي الحياة أو ما لا نلاحظه ولا ندركه من صراعات نفسية، ولا يعنينا أصلا في الحياة؟

الأكثرية تريد الإيقاع السريع الصريح الواضح دون مطولات أو عهر أو استمتاع بالشر، ففي أفلام الرعب مثلا، يعطون الشيطان شرف الإنتصار في أكثرها، وذلك يغيظني: يتابع الواحد فيلما منها على مدى ساعتين أو أكثر إن كان يخرج ويدخل من وإلى الغرفة، وفي الأخير لا البطل بطل ولا البطلة بطلة، كلاهما رعديد جبان خسيس أرذل من كاتب القصة ومخرجها، ثم في الأخير ينتصر الشر!
لماذا؟ هل هذا هو ما حضرنا الفلم لأجله؟ يا لها من مضيعة للوقت لذيذة عند المعقدين والمتأملين (ليتأمل أولئك الملاعين في أمراضهم النفسية ويريحونا)، لذا  في وجود الذكاء الصناعي الأفضل قبل تضييع الوقت في مشاهدة فيلم – أو قراءة رواية، خاصة في هذا الزمن: ما عندنا وقت للتفاهات – سؤاله عن النهاية هل هي نهاية بطولية أم جبانة.
لولا وجود هؤلاء المعقدين الذين يحبون مثل هذا – المعذرة – لما ربحت رواية شاذة واحدة، ولا خرج فيلم شاذ واحد، لأن الذي سيشتريها ويشاهده هو فقط نسبة 0.0000000000000001 أو أقل بكثير، من البشرية كلها!
البشر طبيعيون، أما النخبة غير الطبيعية فقليلة جدا، فلماذا تفرض رأييها وعبثها على الناس؟
الجمهور العريض يفضّل الأدب والسينما التي تمنح المتعة المباشرة والصراع الواضح والقصص الواقعية بلا مطوّلات تحليلية، وهو توجه يرتبط بالاحتياجات الفطرية للإنسان للمتعة والتسلية وتيسير فهم القصص والأفكار ببساطة ودون تعقيد.

لماذا يهيمن أدب النخبة أحياناً؟

لأنها نخبة! المال والوسائل بيدها! وهذا طبيعي، الشيطان هو المسيطر على الدنيا وهي تبع له!
– المؤسسات الثقافية والجوائز تركّز غالباً على الأعمال التي تطرح تأملات فلسفية وعمقاً نفسيًا، معتبرة أن هذه الأعمال تحمل قيماً معرفية وفكرية تضيف لتطور الأدب وتوسع مدارك القارئ، وليس فقط متعته أو إشباع حاجاته العاطفية الواقعية.
– هناك حراك نخبوي يرى أن الجمهور بحاجة لأن ترفع ذائقته لأفق أعمق (أو لنقل شذوذه)، مما يدفع في بعض الأحيان إلى فرض أنماط كتابة تعتبرها هذه النخب “مرتفعة” أو “راقية” على حساب الأدب الشعبي أو التجاري، لذا يسيطر مثل هذا الأدب على الجوائز والمهرجانات.
الخلاصة:
هل مجال الجوائز محصور فقط على الأدب العفن: أدب الجنون المتأمل والعهر؟
وهل يمكن لدور النشر أن تقبل نشر رواية مباشرة كرواياتي تعتمد على القصة الواضحة التي فيها قيم إنسانية حقيقية؟
أجب يا هذا في مجال التعليقات 😉😉.

الجمهور والأدب الشعبي

الأدب الشعبي عموماً – لنسمه هكذا لأن أكثرية الشعوب تفضله – أو التجاري (مثل الأفلام التي تعتمد القصة المباشرة والحب والصراع) يظل هو الأكثر مبيعاً انتشاراً، ويستحوذ على أغلبية الجمهور الحقيقي، ويحقق النجاح التجاري الفعلي لأغلب دور النشر وشركات السينما.
– ظهور منصات التواصل وتقييم القراء أضعف سلطة النقاد والنخب، وصار الجمهور أكثر قدرة على التعبير عن ذوقه وفرض نجاح أي عمل بعيداً عن رغبة النقاد والجوائز.

الأدب النخبوي موجه لشريحة ضيقة تبحث عن التحليل والتأمل وربما الهروب من الواقع – صحيح، معقدين –، بينما الأغلبية تبحث عن قصة واضحة ومباشرة.
الجدل موجود، بين قلة تحكم المجال وأكثرية هي الشعوب، والرؤوس غالبا شياطين وطواغيت!
كل نوع يجد جمهوره، والمهم أن تبقى الخيارات مفتوحة وينال القارئ ما يناسب ميوله، دون فرض أي نمط معين باعتباره النموذج الوحيد الصحيح للكتابة. لهذا السبب تبقى السوق، لا الجوائز وحدها، هي التي تحدد قيمة الأعمال الأدبية والفنية الحقيقية.
إذا نجونا من فرض النخبة لإتجاهها التأملي الغريب، يكون خير. هي التي تفرض لا العوام!
وهذا عجيب: المتصدر المثقف هو الشرير!
مثل شر الدولة المتصدرة، والهيئة المتصدرة، وكل المتصدرين. نعوذ بالله من كل شر.
عندما يعلو الإنسان يتكبر ويفجر، هذه حقيقة، اما الإصلاح فمجرد حبر على ورق. نحن في الدنيا لا الجنة، وهذا الوضع الفاسد هو الطبيعي فيها لا عكسه، لكي تختار: ربك أو الضلال؟ ما يمتعك فعلا من زواج وروايات وغيرها أو ما يضرك من فساد وكتابات مجانين إلخ.

هل هو إستعمار؟

نعم من الواضح أنه إستعمار! محاولة لفرض ما يرون على النسبة الكبرى من البشر، وهذه عادة سيئة عند الغربيين وأتباعهم الدكتاتوريين، العالم كله يعاني منها، حتى الدين جرموه وحرموه وحاربوه في اعلامهم وكل وسائلهم، يريدون لعلمانية الشيطان وغيرها أن تسود!
مدرستهم مدرسة استعمارية،واجدادهم عانت منهم البشرية فبلهم، ويقع في الفخ من يصدق أنهم يريدون الخير والجمال والتحضر، هيهات: قلنا لك لسنا في الجنة بل في دارهم، دار الشياطين.
حتى أنهم يركزون الآن في رواياتهم وأفلامهم على ما لم تكن البشرية تقرب حتى التفكير فيه، وهو الشذوذ! وأي كاتب يكتب رواية تتضمنه ويتقدم بها لجائزة عالمية ستفوز إن لم تكن هنالك منافسة قوية، وستكون هنالك منافسة، وقوية!
النخبة تحب هذا، وقد بدأت الأفلام والمسلسلات تعرض ذلك، والآن يعرضون باستحياء في فترة ترامب لأنه متطرف دينيا فقط، لكن عندما يذهب سيعودون، وبدلا من التصريح به أصبحوا يلمحون مثل ميل الذكر إلى مثيله في مسلسل Alien Earth، حتى أني تركت مشاهدته من الحلقة الثالثة، ثم سألت الذكاء الصناعي فأجاب لا يوجد شيء صريح بذلك في المسلسل، أي يلمحون ليؤثروا على أصحاب النفوس المريضة ليستلطفوا ذلك.
ومثل مشاهد في فيلم Predator Badland، للأثى الآلة وهي تتكلم بحب وعشق واضح عن زميلتها، ثم بعد ذلك الحب الكبير والتأمل، قالوا كأخت!
شياطين بمعنى الكلمة. هم في حرب لأجل إضلال البشرية، حرب لا هوادة فيها، وذلك أكبر دليل على أن الصراع الحقيقي فيها هو بين الشيطان والإله، مهما حاول الملحدون إظهار عكس ذلك، هم أنفسهم أدوات في يد الشيطان!
ويغرون الكتاب الطامحين للفوز بأي ثمن، وأصحاب الأفلام، بالجوائز الكبيرة حتى لا يكتبوا إلا في ذلك!
وأنا عندي رواية طبيعية أحاول إدخال بعض عباراتهم وتأملاتهم فيها، دون مبالغة أو فساد، حتى أستطيع ان آمل في أن تنظر اللجنة إليها في المسابقة التي أنوي تقديمها إليها، لأني أعلم أنه بدون ذلك، لن تكون لها أي قيمة عندهم 😉، قيمتها جيدة، حرام نتركها لهم، فهل هو عشم ابليس في الجنة؟!
متى سنتخلص من هذا الإستعمار في رأيك؟
وهل النجاة من دكتاتورية الغربيين وأزلامهم الأدباء ممكنة؟

ظاهرة الهيمنة الثقافية الغربية، التي تراها في فرض مدارس معينة من الأدب والفكر على بقية العالم، حقيقة معروفة في الدراسات ما بعد الاستعمارية التي توضح كيف أن الهيمنة لا تقتصر فقط على السيطرة السياسية أو الاقتصادية، بل تمتد إلى السيطرة على الإنتاج الفكري والثقافي، بحيث تصبح قيم وثقافات الغرب هي “المعيار” و”الطبيعي” والمطلوب تبنيه.

أسباب استمرار الهيمنة الثقافية الغربية:
– هيمنة تاريخية رافقتها أدوات إعلامية وتقنية ضخمة مثل السينما والصحافة ووسائل الاتصال الحديثة التي تستخدم لنشر القيم الغربية كمعيار عالمي.
– وجود مؤسسات ثقافية وأكاديمية تمول وتدعم فكرة أن الأدب والفن “الراقية” هي تلك التي تتبع مدارس معينة، وغالباً ما تكون مرتبطة بالغرب أو متأثرة به.
– خدعة التحديث والحداثة التي تروج لنظريات تجعل قبول هذا الأدب ضرورة “للتقدم” والتطور، بينما هو في الحقيقة أداة لإبقاء الأقطار الأخرى في حالة استسلام فكرية (إذا عرفنا هذا يذهب العجب من فرضهم لكل ما يصدر عنهم علينا: لغات وتعليم وديمقراطية ودين وادب ورياضة إلخ، حتى طرائق تيكتوك!).

هل هناك مخرج أو نجاة؟
– المقاومة الثقافية مهمة وضرورية، وهناك جهود في العالم العربي ومن غيره لبناء أدب وفن يعبران عن الهويات المحلية بصدق ويقوّيان الوعي الذاتي بدل الانصياع (أين هي؟ هل سمعت بها؟ ذلك ضعيف جدا، ككل من يقاوم هذا الإستئساد الشيطاني).
– استقلال ثقافي حقيقي لا يعني الانغلاق أو رفض كل جديد بل يعني استثمار كل ما هو جيد من الثقافات الأخرى مع المحافظة على الثوابت والهوية المحلية (يا ريتنا ننغلق تماما عن الثقافة الغربية).
– المبادرات مثل “بريكس” الثقافية التي تدعم تنوع الأصوات وتقاطع الحضارات، تعطي أملًا في تحجيم الهيمنة وتشكيل فضاءات متعددة للثقافة والفن (مجرد شعارات مثل السلم الدولي وحقوق الإنسان).

النجاة من “الدكتاتورية الثقافية” ليست مستحيلة لكنها تتطلب وعياً شعبياً واسعاً، وأين هو؟
تفعيل العمل الثقافي من قاعدة مجتمعية، وتعزيز منظومة التعليم والمعرفة التي تعطي الثقة للذات، مع فتح آفاق للتبادل الثقافي القائم على الاحترام والمساواة لا الاستعلاء. مقاومة الانصياع الفكري، وإنتاج ونشر أعمال أدبية وفنية تمثل الواقع والهوية الحقيقية، هو الطريق الأهم للخروج من هذا الهيمنة الثقافية والسياسية والفكرية.
وبالتالي، فإن الجهاد الحقيقي هو في الثقافة والمعرفة، وعلى الشعوب أن تدرك أن حرية عبورها الحضاري والثقافي تكمن في قوة ذاتها وثقتها بهويتها، وليس في الانصياع لما تفرضه النخب الأجنبية أو الغربية.

نصائح لكتابة رواية مستقلة تحقق الفوز في المسابقات

استراتيجيات الكتاب العرب للفوز بالجوائز الدولية مع الحفاظ على هويتهم تتم عبر مزيج من عدة عوامل توازن بين التعبير عن خصوصياتهم الثقافية واللغوية وبين متطلبات الجمهور واللجان الدولية، بحيث يبرز الأدب العربي بأصالة دون فقدانه لقابليته للتواصل العالمي.
يعني يحافظ على الدين والأخلاق أولا، ثم القصة الطبيعية ثانيا، ثم بعد ذلك لا ضير من الوصف ما لم يكن طويلا، لا لصفحة كاملة في وصف جدار أو طاولة أو حتى بيت!

إذن يجب:
طرح قضايا محلية بمواضيع إنسانية عامة: بحيث يركز الكتاب على القضايا التي تمس الواقع العربي، مثل الهوية، الدين، التاريخ، الصراع، الذاكرة، يطرحونها بأسلوب يعكس أبعادًا إنسانية مشتركة تجعل النص مقروءًا مفهوما عالميًا (أو على الأقل محليا بلاش القرية العالمية الملعونة).
التجديد في الشكل والأسلوب: كثير من الكُتّاب العرب المعاصرين يعتمدون أساليب سردية حديثة ومتطورة تجمع بين التقاليد والسرد المعاصر، ما يجعل نصوصهم جذابة للقراء الدوليين وللجان الجوائز الفنية.
الترجمة والترويج الدولي: الانفتاح على دور النشر العالمية واستخدام الترجمة المدعومة من جهات مثل جائزة الشيخ زايد وغيرها، لتوسيع دائرة القراء والتعريف بالعمل (هذه العالمية البغيضة هي التي أتعبتنا، داهية تأخذها، لماذا نقدم الهولندي والأمريكي في رواياتنا وحتى ثرواتنا وأسماكنا؟).
الابتعاد عن إملاءات النماذج الغربية الصارمة: هناك واعون بأهمية الرفض الذكي للمفاهيم التي تحاول فرضها أنظمة الجوائز الكبرى، ويركزون على صوتهم الخاص وهويتهم التي تميزهم عن غيرهم.
الدمج بين المحلي والعالمي: كما يظهر في بعض الأعمال التي تحتفي بالتفاصيل المحلية من ناحية، وتستخدم قوالب سردية أو موضوعات إنسانية شاملة من ناحية أخرى، لخلق نصوص أقرب لقلوب وأذهان جمهور واسع.
الكثير من الروائيين السعوديين والمغاربة واللبنانيين توفقوا في صياغة أعمال تقدم صورة عربية أصيلة دون فقدان الترحيب الدولي (الهدف هو الترحيب العربي لا الدولي، لأن الأخير يعني أن يكون العمل بشروطهم ووفق هواهم الذي هو عكس هوانا تماما،كأننا بذلك نحاول إرضاء الشيطان، وهو الفخ الذي يقع فيه الكثيرون).

الاستراتيجية الناجحة هي الحماية الذكية للهوية مع التكيف الذكي لمتطلبات المشهد الأدبي العالمي، لا الخضوع التام ولا الانغلاق، بل التوازن الذي يضمن الاعتراف والنجاح دون فقدان الجذر الثقافي.

معايير لجان التحكيم في تقييم الروايات الأصيلة والقوية

معايير لجان التحكيم الدولية في الجوائز الأدبية تركز على الجودة الفنية العالية، الأصالة، والابتكار في العمل، إضافة إلى قدرة النص على التعبير عن تجارب إنسانية أو قضايا فكرية بصورة عميقة ومستقلة ثقافياً، مع لغة سردية جيدة التركيب ومتوازنة.

فمنها:
الأصالة والابتكار: تقدير الأعمال التي تقدم شيئاً جديداً أو مميزاً في الأسلوب أو البناء السردي، مع تجنب التقليدية المملة.
الارتباط بالموضوع ومستوى التطوير: يجب أن يكون العمل متماسكاً ومطوراً جيداً، ويعالج موضوعه بعمق وجدية دون تنازل عن الطرح.
القدرة على التفاعل الإنساني والفكري: أن ينقل الكاتب بصماته ويطرح أفكاراً أو مشاهد تحرك المشاعر أو العقول.
تعدد الأصوات والأساليب: المرونة الفنية في التعبير مع تمكين النص من التحدث بلغة عالمية مع المحافظة على الخصوصية.
التحيز للتقييم الموضوعي: عدم التفريق بناءً على شهرة الكاتب، جنسيته، أو دار النشر، وإنما الالتزام بالمعايير الفنية فقط.
الإيمان بالذات والهوية: تقديم الأعمال من منظار الهوية الثقافية الخاصة مع تجنب التقليد الأعمى للأساليب الغربية.
إثراء النص بالتجربة الشخصية والمجتمعية: الأدب الحقيقي ينبع من صلب الواقع والتجربة الحياتية، وهذه الأصالة تقنع لجان التحكيم.
الاهتمام بالصياغة الفنية والجمالية: لا بد من رعاية اللغة والأسلوب، فهما مفتاح الدخول إلى مشاعر وآفاق القارئ والناقد.
الدراسة المتأنية للقواعد والمتطلبات: كل جائزة لها شروطها وملاحظات خاصة، لذا فهم قواعدها ورصد الأعمال الفائزة يساعد على توجيه الكتابة نحوها دون فقدان الأصالة.
الترجمة الدقيقة والمهنية: في الجوائز العالمية، الترجمة عامل مهم لعرض عمل أصيل بشكل مقنع.

باختصار، التقرب إلى لجان التحكيم الدولية بأصالة يتطلب مزجاً بين الأصالة والاحتراف في الأسلوب، وحفاظاً على الهوية، مع فهم دقيق لمتطلبات سوق الجوائز والقراءة العالمية، وهذا ما يظهر في الأعمال الرائجة والحائزة على الجوائز الكبرى.

بشكل عام، النجاح في الجوائز الكبيرة يحتاج نصوصاً ذات جودة عالية في السرد والأسلوب، أصالة فكرية وموضوعية، مع نضج فني قادر على التواصل مع لجان تحكيم عالمية متنوعة، إضافة إلى دعم جيد من حيث الترجمة والترويج.

كيف أكتشف نقاط الضعف الأسلوبية في نصي الأدبي

لاكتشاف نقاط الضعف الأسلوبية في نصك الأدبي، يمكن اتباع مجموعة من الخطوات والأدوات التي تساعدك على تحليل النص بموضوعية وتحسينه:

– اقرأ النص بتركيز عدة مرات، وحاول تقييم جوانب مثل وضوح الفكرة، انسيابية التعبير، وتناسق اللغة.
– اطلب آراء قراء مختلفين (أصدقاء، كتاب، نقاد) ممن يتمتعون بحس أدبي، ليعطوك ملاحظاتهم ونقدهم الموضوعي.
– ركز على النقاط التالية:
– هل اللغة واضحة أم فيها تعقيد أو تكلف مفرط؟
– هل الجمل متماسكة أم مشوشة، وهل تسلسل الأفكار منطقي؟
– هل هناك تكرار غير مبرر أو أساليب مبتذلة؟
– هل الأسلوب يعبر عن الشخصية والمزاج المناسب للنص؟
– استخدم أدوات القراءة النقدية أو تقنيات مثل قراءة الصوت العالي للنص، والتي تساعدك على سماع الأخطاء أو التعثرات في الأسلوب.
– قارنه بنصوص أدبية معترف بها وفزت بجوائز، وحاول استلهام تقنيات مختلفة من هذه النصوص.
– يمكن أن تساعد مراجعات المحررين أو الورش الأدبية المتخصصة، لأنها توفر نقدًا تقنيًا بناءً.
– لا تكتف بتحسين الأسلوب فقط، بل ادرس تدفق النص والسرد والحبكة، لأن ضعف السرد قد يؤدي إلى إضعاف الأسلوب.
– استخدم برامج تحليل النصوص لتحليل التكرار، طول الجمل، استخدام الكلمات، لكن الأهم هو النقد الذاتي والمراجعة المتواصلة.

هذه الخطوات تساعد في كشف نقاط الضعف الأسلوبية وتحسين جودة نصك وجعله أكثر جذبًا واحترافية.

لتقديم روايتك المستقلة دون أن تتأثر بقيود النمطيات أو الإملاءات المفروضة من بعض اللجان أو التيارات الثقافية، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات التي تحافظ على أصالة النص وتعزز فرصه في الوصول إلى جمهور أوسع دون التخلي عن هويته:

​​​الثقة بالذات والأصالة: التمسك برؤية خاصة بالموضوع والأسلوب، والكتابة انطلاقاً من خبرتك وتصورك، دون الخضوع للضغوط الخارجية أو “صيحات الموضة” الأدبية.
التركيز على القضايا الحقيقية التي تهمك وتهم مجتمعك، مع الحرص على التعبير عنها بشكل صادق وواضح دون تزييف أو تقمص نماذج أجنبية.
تطوير عملك من حيث البناء السردي، اللغة، وتصميم الشخصيات حتى يكون النص متقناً فنياً وذو جودة عالية، حتى يستطيع القارئ والناقد الاعتراف بقيمته رغم اختلافه.
توظيف تقنيات السرد الحديثة وابتكار طرق سردية تتناسب مع الموضوع وحس القارئ، دون الحاجة للتقيد الصارم بتوجهات معينة.
البحث عن منصات نشر مستقلة أو دور نشر داعمة للأعمال المبدعة والأصيلة، بدلاً من الانصياع فقط للجوائز الرسمية والتي قد تفرض قيوداً.
الاهتمام بالترويج والتسويق الذكي للنص بين قراء منوعة، عبر وسائل التواصل، المجموعات الأدبية، والمواقع المهتمة بالأدب الحر.
الانخراط في مجتمع الكُتّاب المستقلين وورش العمل النقدية التي تشجع على التجديد وتحتفي بالتنوع بعيداً عن سيطرة نماذج موحدة.
إذا كنت تخطط للجوائز، يمكن تقديم الرواية مع بعض التعديلات التي لا تمس جوهرها، فقط للتوافق مع بعض المعايير دون التضحية بالبنية والهوية.

بهذا الأسلوب يمكنك الحفاظ على استقلالية عملك الأدبي والتعبير عن ذاتك وأفكارك بحرية، مع تحسين فرصه في الانتشار والتأثير دون أن يُفرض عليك نمطٌ واحد.

ناقشنا في هذا الموضوع أساليب الروائيين، وكيف تقدم روايتك إلى المسابقات العربية والدولية.
أتمنى أن يكون الموضوع قد أفادكم.

Exit mobile version