مجموعة المقالات العامة

مجموعة المقالات العامة.. مقالات متنوعة مجموعة في صفحة واحدة، للإختصار وترك مساحة لما هو أفضل وأكثر فائدة.
تجد فهرست المواضيع في أسفل الصفحة، وهي قابلة للتحديث، مع الإشارة إلى التحديثات في الصفحة الرئيسية.


لو كنت رئيسا للجمهورية

لن أقول انتخبوني وسأفعل وأفعل، لأنني أولا كافر بالديمقراطية، بكذبها وشرعها وجشع أهلها، وثانيا لمعرفتي أن شؤم السياسة الشيطانية الديمقراطية سيطرد بركة تلك النية إن وُجدت أصلا، فأغلب المترشحين في الديمقراطية كذبة ولصوص كما يعرف الجميع.
كنت في جولة مع الأصدقاء في أجواء الحملة الإنتخابية (البلديات 2023)، فكان الجميع متفقون على أن الصور المعروضة للمترشحين تعرض لصوصا! والضجيج والصياح لأجل المال الحرام!
وطبعا أفتيتهم بأن الديمقراطية حرام، لا تجوز ممارستها أحرى بالترشح فيها! كيف لا وهي شرع شيطاني يحكم الناس مزيحا شرع الله سبحانه وتعالى!
لو كنت رئيسا للجمهورية، سأعمل على تحقيق ما يلي:
1- تقاسم الثروة مع الشعب: الأرض والبحر في هذا المنكب ملك للشعب لا للحكومة ولا للدول الإستعمارية كفرنسا وأمريكا. الشعب هو مالكها الوحيد، وهو كصاحب الدكان الذي يُجلس فيه عاملا لإدارته، فالعامل هو الحكومة، وعليها دفع ما تجني لصاحب المال لا تخزينه عندها مهما كانت ذرائعها الكثيرة، أو في بنوك سويسرا أو إعطائه للغرب وكل من هب ودب.
يجب أن تدخل الأرباح إلى جيب صاحب الدكان الأصلي بدرجة أولى.
لكن الحكومة الكذابة تقول انها تجمع العائدات وتضعها في البنوك الربوية المشؤومة لدفع رواتب 2 بالمائة من الشعب من الموظفين الذين نجحت في توظيفهم، ولا تعطيهم إلا الفتات، تقول انها تبني بها الطرق المعبد المتقعرة، فلتأكلها وتشرب مائها!
تقول إنها تبني المستشفيات وأغلبها بلا تجهيزات، تديرها شرذمة من الفاسدين الأراذل الذين لا يرحمون، فماذا جنى الشعب من ذلك؟
تقول إنها توفر الأمن. OK وفريه، ولكن ليس بكل اموالنا يا اخبث العمال!
حصولنا على نقودنا أفضل عندنا من كل تلك الإنجازات التي لا تحس بها نسبة 99 بالمائة من الشعب! ولو سكنا في بادية بلا طرق معبدة ولا بقالات، فالطرق المعبدة لا تؤكل ولا يسير عليها غير كلاب الأعمال الأدنياء وبضائعهم الضارة! أما غالبية الشعب الفقير فبلا سيارات أصلا.
كذلك المستشفيات من يتحمل فواتيرها غير كلاب الأعمال واللصوص؟!
أما المدارس فهي اليوم أخطر شيء على أبناء المسلمين لما فيها من تغيير للفطر والدين! تجهز الأبناء للإلحاد والعلمانية والشذوذ.
فلماذا بدلا من كل تلك المنجزات المشؤومة لا تقسم الحكومة عوائد ثروات الشعب عليه؟!
لسنا ضد تسير البلد بجزء منها، ولكن لابد من تخصيص نصيب لصاحب المال، فوضع المال في يده أفضل بالنسبة له من وضعه في يد المسيرين لبناء ما لا فائدة فيه، وحتى مع ذلك لا توجد بنى تحتية نافعة في البلد!لماذا عندما تكون مداخيل السمك 450 مليون دولار (في التسعينات)، وعوائد الحديد كذلك، وعوائد النحاس والغاز والذهب، لا يتم تجميع كل تلك الأموال وتخصيص نسبة منها ولو 20 بالمائة لتوزيعيها على الشعب، بدون شروط أو قيود فالمال ماله!
كل رب منزل أو عاطل عن العمل، يملك حصة في الثروات، حتى القطط والكلاب والحيوانات لها الحق في عظام الأسماك على أرضها؟!
لماذا لا تخصص الحكومة مليار أوقية فقط من تلك العائدات، لتوزيعها في كل شهر على حي من أحياء العاصمة، ثم الحي الموالي وهكذا، ثم المدن الداخلية، ثم تعود للحي الأول.
لن أعلم كلاب الإقتصاد الحاكمين كيف يوزعون الثروة أحسن توزيع بدل من توزيعها على أنفسهم وحدها، لا أشبع الله جوعهم لا يعملون إلا لبطونهم والغرب، ثرواتنا مضيعة على شهواتهم ونزواتهم وديون الغرب وتعاونه الدبلوماسي (عجبا لتعاون الذئب مع الحملان).
إذا حصلت الأسرة على مليون أوقية يمكنها أن تنتظر دورها ولو بعد سنة!
لكن للأسف، الثروة تجمع عائداتها لتوضع نسبة منها في كروش القائمين عليها من المجرمين واللصوص عبدة الغرب والشيطان الذين لا يرحمون ولا يستحقون الرحمة، أما الأكثرية فتذهب إلى الكفار المستعمرين الذين ينهبوننا حتى اليوم باسم الديون والتبادل التجاري (والديني حتى الدين يتبادلونه معنا، لا يأخذون منا بل يفرضون علينا شرع ديمقراطيتهم وشذوذهم)، وينهبون سمكنا وبترولنا دون علمنا، ومنهم من يعطينا نسبة 1-10 بالمائة على مدى 10 سنين من الثروة المكتشفة، يبتلع خلالها الموجود!
ألا لعنة الله على الظالمين ومن يعينهم.
يأكلون الذهب والنحاس والحديد ويرمون بالعظام لكلابهم التي تدير ثرواتنا، ويظل الشعب ويمسي فقيرا، أغلبه عاطل عن العمل!
حتى تخصيص 50 ألف أوقية شهريا للشباب أو المرضى، غير موجود!
أما في فرنسا فيدفعون أكثر من ذلك للعاطلين والقحاب، ويتكفلون بالمرضى ومن ثرواتنا!
ألا لعنة الله على الظالمين وأعوانهم المنافقين.
يجب الحد من الصداقة الشاذة التي تربطنا بالدول الاستعمارية الغربية التي تنهبنا، سلط الله عليها من لا يرحمها، فهذا ليس تعاونا بل نهبا وامتهانا، فليتركونا في سلام، لا نريد رؤية وجوههم في هذا البلد، كيف لا ويتم عقد اجتماع في وزارة إلا وحضره جاسوس منهم، ولا يتم استخراج طن من الحديد إلا تحت أعينهم!
لا نريد أي تبادل ثقافي أو تجاري أو ديني معهم، فلا خير في ذلك كله كما هو ثابت، فليتركونا في حالنا إن استطاعوا، ولن يستطيعوا لن يتركونا إلا مرغمين!
ويجب إظهار الدين الحق، وهذا باب أولى، فالإسلام الحقيقي مضيع اليوم في ظل هذه البدع والتوجهات الشيطانية التي آخرها الديمقراطية التي لا يعرف أصحابها أنها قد تكون من الكفر لأن موالاة أصحابها والترويج لها قد يكون خطيرا على المسلم، أحرى بالعمل فيها والكسب منها، عجبا لمن رضي بشرع الشيطان الذي يزيحون به شرع الرحمن، وظن أنه خير منه!
وهنالك من هو محتار لكثرة البدع والمذاهب، حتى قال أكثرهم أنا اتبع عقلي! يعني اتبع الهوى المذموم وعبد الله على غير بينة، فالدين يؤخذ من أهله، لا مجال فيه للفلسفة والرأي واتباع الهوى.
وقد حذفوه من المدارس والجامعات، فخرج الشباب جاهلا به ضائعا بين مذاهب الشيطان المحيطة به وأولها المذهب الغربي العلماني الديمقراطي.
لا يعرف أنه توجد طائفة على الحق، وأن من أهم واجباته البحث عنها والتعلم من علمائها، لأن عدم وجودها يعني ان الإسلام غير موجود، وهو ما لم ولن يحدث قبل قيام الساعة، ستظل تلك الطائفة موجودة والذي أنصحك به هو السلفية بقيادة ابن تيمية وما يسمونه بالوهابية.
مهلا، لا تشتط غضبا فذلك من الشيطان، يوقد تحتك نارا لتغلي وتنصرف عن البحث والتبصر، فانظر بنفسك هل هي على حق أم لا، اقرأ لها، واطلع على ما عندها بنفسك ثم احكم بعد ذلك بما شئت، أنت حر، المهم أن لا تحكم عليها من خلال أكاذيب الفساق الذين يأتون الأبرياء بالأنباء الكاذبة، وما هي إلا النصيحة، عسى أن تنفعك فتشكرني عليها.
إن الشيطان يفرض على الجميع عدم مناقشة الدين أو البحث عن الحق بمعنى آخر، حتى في الإعلام الفرنسي والأمريكي لا يأتون أبدا بوهابيا لمحاورته حول الإرهاب الذي يتهمونه به مثلا، وتلك هو أقرب طريق لإثبات أن الإسلام باطل، فلماذا لا يحاورون أهله ويقيموا الحجة عليهم بالأدلة بدل التزييف والكذب والعدوان؟
لماذا لا تجرؤ أي قناة شيعية أو صوفية أو إخوانية على مناظرة الوهابية؟!
لماذا لا يجرؤ أي إمام بدعة في مسجد على دعوة إخوته الوهابية للمحاورة والمناظرة العلنية؟
لماذا ترمي الوهابية بنفسها على أولئك ليقبلوا فقط محاورتها، وهي مستعدة للدفع لهم مقابل ذلك! وهم يتهربون منها مثل الجرذان من القطط!
ولنا في قناة البصيرة الفضائية الوهابية الموجودة على قمر النايلسات، وفي اليوتيوب أكبر مثال على أن أهل الباطل من إخوان وصوفية ونصارى وشيعة وديمقراطيين، ليسوا على شيء، فالشيخ الوهابي المتخصص في العقيدة والتصوف يدعوهم للمناظرة منذ 10 سنين، ولا أحد منهم يجرؤ على رفع السماعة للدفاع عن شيطانه!
فلماذا يخافون؟
ببساطة، لأنهم على باطل، ومناظرة الحق تعني افتضاحه أمام المغترين بهم وتعريهم، وزوال ما يجنون من الزوايا وغيرها، لذا يتهربون من المناظرة.
فضحتهم قناة البصيرة – ولا نزكي على الله أحد – وعرت باطلهم ومشايخهم الدجاجلة، حتى أن لديها برنامجا من عشرات الحلقات الطويلة دكت في أصول الطرق الصوفية الموجودة في مصر – أكبر مركز لها – ولم يجرؤ أي شيخ  أو عالم من علمائها على الدفاع عن باطله، فهي يتبع عاقل في مصر بعد ذلك تلك الطرق، وخوف أصحابها من مواجهة أهل الحق والعلم هو أكبر دليل على أنها على باطل، فسكوتهم ليس أدبا، فهو كسكوت CNN عن الإسلام والسلفية التي ترتعب منها هي والحكومة الأمريكية، ذلك خوف لا أدب، وهو أكبر دليل على أن صاحبه على باطل إذ لو كان على حق لطار به مثلما تطير الوهابية بالحق الذي معها وتعلنه للجميع وتدعو إليه وتناظر محذرة من ضده الذي هو الباطل.
فأين لنا بحاكم قوي يجمع كل هذه الطوائف المختلفة على طاولة الحوار، وبالغصب لإظهار الحق؟! لو كنت حاكما لما ترددت في ذلك ولو قاموا بألف انقلاب علي!
يجب إرغام هؤلاء الجبناء على الجلوس مع الوهابية على طاولة واحدة، رغما عنهم لأنهم يتهربون من ذلك خوفا على مذهب الشيطان من الضعيف من الإفتضاح، فكفى من هذه المجاملات الشيطانية على أصحابها من الله ما يستحقون، فقد أضاعت الدين وميعته، وكل سكوت عن أهل البدع يعتبر إعانة على هدم دين الإسلام، فما أكثر ما يهدم الساكتون عنهم.
اجمعوا الناس على طاولة النقاش التي يفرون منها، وستعرفون الحق.
وحبذا أن يكون من عقلاء الصوفية مثقفون يفتحون قنوات أو صفحات في التيكتوك، ويجمعوا بين المتناقضين، أي يدعون كبارهم من المتصوفة لمناظرة الوهابية (فإن جبنوا تركوهم)، هذا هو ما يجب، أما التسفيه والتشهير والبغضاء فليست حلا لأي مشكل، بل هي من الشيطان ليحمي بها الباطل، والحوار مجرد كلام، ليس حربا بالسيوف والعصي، فلما يرتعبون منه؟
إذن لو كنت رئيسا للبلد لركزت على نقطتين فيهما إشباع للناس، الأولى تقسيم ثروة الشعب عليه بشكل مباشر، فالدولة مجرد عامل في دكانه.
الثانية إرغام أهل البدع على الجلوس إلى طاولة واحدة مع أهل الحق لإظهار الأخير لمن لديه شكوك.
ثالثا – بونس – قطع العلاقات مع الغرب المجرم، أو على الأقل فرض احترام النفس عليه، فمن حقنا على أرضنا تطبيق شرع ربنا وديننا في تعليمنا، وإعطاء الأولوية للغتنا، والتعامل معه بندية لا كتابعين ل
تقاسموا الثروة مع المواطنين بدل تحويلها إلى سيدكم “الغرب” وأخذ الفتات على ذلك.

حصنوا الجيش بقانون الرموز وإلا طعن فيه المتبرمون!

انظروا كيف تغرر الديمقراطية بأهلها بالسماح بمثل هذه الخطابات، كخطاب المدعو بيرام في البرطمان واتهامه لأفراد من الجيش الموريتاني بقتل زملائهم (وما الذي يعنيه في ذلك إن كان حقا؟ هل هو ملك أو خليفة؟)، شاهد كلامه هنا..
جيشنا الجيش الموريتاني الكريم، خط أحمر، إنه تاج رؤوسنا، ووسيلة أمننا واستقرارنا بعد الله سبحانه وتعالى، فلا يجب السماح بالطعن فيه من قريب أو بعيد. رواتب الجيش الموريتاني لا تعنيكم، سواء زادت أو نقصت. وخباياه وأسراره لا يجوز الخوض فيها.
وفي أمريكا الملعونة “أم الديمقراطية” التي يعبد هؤلاء،  الجيش خط أحمر، يقتل من شاء ويرفع من يشاء في أمريكا وخارجها بحسب مصالح اليهود الذين يتحكمون فيه، والحمد لله على أن قوة الله فوقه، نسأل الله أن يبدد شمله وشمل كل عدو للإسلام والمسلمين..
الجيش هو القوة الأولى في المجتمع البشري الحيواني الذي يسمى بأمريكا، وموريتانيا أيضا.. والقوة هي التي تحكم، وهي التي يهابها الجميع، ولولاها ما استطاع أحد منكم السير في الشارع، ليس خوفا من الجيش والرئيس بل من بعض المدنيين من إخوانه..
وحقيقة البشر هي انهم مجموعة من القطعان مثل قطعان الوحوش الأخرى، تقاد وتحكم بالقوة لا المشاركة والديمقراطية الزائفة الكاذبة المستحيلة التطبيق على أرض أمريكا قبل غيرها!
و999 من كل ألف من البشر، مستحقون لعذاب جهنم، والعياذ بالله، فبماذا استحقوه؟ ألا يدلك هذا على أنهم أسوأ حتى من الوحوش الضارية؟!
وما دامت البشرية عبارة عن قطعان مفكرة كما يقولون، فلابد له من قائد أقوى أو مهيمن بقوة الجيش، ومهما ارتكب من أخطاء ومجازر فعليه وزره! وأكبر حسناته الحفاظ على النظام ووجود القطيع، وذلك هدف لولاه ما تحقق، أي ما كانت هنالك قبائل ولا مجتمعات، وحتى الأسود تقاد فما بالك بالخرفان المدنية الديمقراطية؟
أليس من حق القوي من البشر والوحوش الأخرى (والإنسان وحش كما تعلمون، هو أخطر شيء على أخيه الإنسان، أخطر حتى من الشياطين والوحوش الضارية)، فعل ما يشاء، لا يمنعه من ذلك إلا معرفة ربه وحدها، أي التقوى..
من حق الأسود فعل ما تشاء، كذلك من حق الجيش والرؤساء والوزراء وكلاب الأعمال، وحتى الآباء في بيوتهم والمعلمون في فصولهم، فعل ما يشاءون، ولابد مما يسميه البلهاء الذين خدعهم اليهود “الدكتاتورية”، لأنها طبع وسنة حياة، وأول منتقد لها يمارسها في بيته ورعيته، وهذا هو قانون الغاب السائد فيها وفي المجتمعات البشرية لأنها غابات أخرى (غابات يزعمون أنها متحضرة، وغابات الأسود أكثر منها حضارة لأنها على الأقل على فطرتها وطبيعتها لم يغير اليهود دينها ولا هوائها بالملوثات ولا أغذيتها، يجب على السود حمد ربها على أنه لا يوجد يهود فيها ولا عبيدهم النصارى الضالون)..
إننا دواب، نتبع الطبيعة البشرية الحيوانية، والإصلاح التام مستحيل في الدنيا، ومن نادى به فهو كذاب متسلق يسعى لمصلحة، لذا يغلب على المنادين به الإحتيال والجهل بالله ودينه، وإذا كان هذا الحقوقي يؤمن بالله لعرف ذلك واستراح وأراح، مع أنه لا يتعب إلا نفسه! فالدنيا دار ابتلاء كلما ابتعد الواحد فيها عن الله كلما ازداد ضنكا وشقاء، ولن تكون أبدا جنة خلد يا دعاة الإصلاح.
إذن البشر منهم الصالحون ومنهم الطالحون وهم أكثر.. إذن كل الناس يَظلمون ويُظلمون، ويبنون ويُبنى عليهم، وينهبون ويُنهبون، ويسعون للسعادة فيتقربون لها بالزلل والخطأ والذنوب لإستعجالهم (وخلق الإنشان عجولا)، فلا تحدثنا أيها الحقوقي بخطابات أنبياء ورسل الديمقراطية الذين قد تكون واحدا منهم للأسف – تأمل في دعوتك ولا تبدأ خطاباتك بذكر الله فلا علاقة له بالديمقراطية والحقوق، بدليل كلام العلماء والباحثين الذي أوردنا، والله أعلم – أنت وأمثالك من الحقوقيين والسياسيين..
دعونا من هذا الخطاب الديمقراطي الحقوقي التافه، فقد مللناه، المجتمع عبارة عن قطعان من الدواب منها الأسود ومنها الأبيض، وسيظل كذلك إن لم تخربوه بهذه الفتن، أو تُستجلب لها دواب إفريقيا ومن بعدها جيوش أمريكا وأوروبا – والعياذ بالله – لتحتل الأرض وتهلك من فيها. على من يخون الله ورسوله والمسلمين، لعائن الله..

البشر أسوأ من الحيوانات، لأن الحيوانات لا تذنب (لذا وُصف عتاتهم في القرآن بأنهم أضل من الأنعام)، ومن توهم أنه مناضل في سبيل الديمقراطية الكافرة، وما تدعيه من تحقيق للمثالية في الحياة ودخول جنة الغرب الحضارية، فهو واهم، غبي تافه، أضل من حمار أهله، لم يفهم أساس الدنيا لبعده عن الدين وجهله به المدقع كفقره النفسي، ويناضل في سبيل الشيطان والفساد، بل يُخشى عليه من أن يكون من رسل الشيطان، داعية إلى دين الشيطان الديمقراطي، فالديمقراطية دين وشرع يحاد دين الله وشرعه! (طالع موضوعها في موقع أخبار الموريتانيين هنا لتعرف ذلك)، بل يُخشى عليه من موالاة الكفار لأن الدعوة لمبادئهم وقيمهم نوع من موالاتهم، وفي ذلك خطر على دينه – الضعيف أصلا – قد يجعله منهم، فيحشر معهم والعياذ بالله.. لذا وصل بهم ضعف الدين والمروءة إلى بيع فلسطين لليهود والغربيين، واحتمال بيع هذا الوطن لهم ولأراذل الأفارقة..
ومن تعرض للمجتمع والدولة والجيش، وكان صادقا في تعرضه – كبعض الشباب الذي يدعي الصدق، وليس في السياسيين صادق، وإن كان فهو في البداية فقط، وسيُرسي صاحبه في الأخير على الكذب والنفاق وموالاة الكفار وإفساد الدين – فهو غبي تافه، يدس أنفه فيما لا يعنيه، لأن الدولة ليست رعيته، ولا الجيش، هذه مسؤوليات يضع فيها الله سبحانه وتعالى من يشاء ابتلاء وتمحيصا، ومن المعروف أن منصب الرئيس أخطر من منصب الغفير، فلماذا يتهافت عليه الجميع، حتى أن بعض البلهاء مستعد لدفع مبلغ 5 ملاين لترشيح نفسه في الإنتخابات المزورة، فقط ليسلك طريقا قد يوصله للرئاسة، مثل المتبرم وأمثاله؟ (لا توجد انتخابات ديمقراطية نزيهة، حتى في أم الديمقراطية اللعينة أمريكا، تأملوافي مجيئهم بالكلب بايدن المخرف! هل يوجد عاقل واحد يصوت له خاصة في أوج قوة ترامب؟ وما ذلك إلا مثال).
إن رعية ذلك الحقوقي ليست الدولة ولا الضباط ولا حقوق عرقه، ولن يحق في ذلك أي حق أو يبطل أي باطل، لن نجد منه إلا الكلام ثم الكلام ثم الكلام، لأن ذلك فوق مستواه، ابتلاء إلهي فوق جهده، الله سبحانه وتعالى جعل هذا فقيرا وذاك غني، وهذا داهية وذلك غر ساذج، ليبلونا فيما آتانا كما أخبرنا في كتابه الكريم، لا ليقول الحقوقي إن سبب فقر الناس هو الناس! متى كانت هذه في غير هذه الدعوة الحقوقية الديمقراطية البائسة؟ سبب فقرهم هو الله هو الذي وزع الأرزاق ابتلاء..
ومن يحاول رعاية غير رعيته فهو كذاب منافق بل محتال، لأنه أولا لا يهتم بطبعه وفطرته إلا برعيته المقربة من زوجة وأولاد، حتى الآباء يخرجهم البعض من دائرة حساباته رغم أنهم أصل كل ما هو فيه بل أصل وجوده! فكيف يهتم حرطاني لكل الحراطين أو بيظاني لكل البيظان؟ كلها أكاذيب.. ولمعرفة ذلك أنظر فقط هل يتصدق أولئك على الفقراء أم لا..
هو مسؤول عن حظيرته الصغيرة وحدها، عن دوابه التي قد تكون عديمة التربية، وكيف تتربى دواب على الخير في بيت يؤمن أهله بالسياسة والحقوق (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)..
وما يحدث من مروق وكلام غير نزيه ولا عفيف، يعد من بركات طاعة الغرب اللعين واتباع خطواته نحو جحر الضب المشهور في الحديث، وذلك ما يفسد الناس في هذا الزمن، وقد فسدوا لأن قبول كورونا ولقاحاته، والسكوت عن تبغيج المسلمين في فلسطين وبيعها لليهود، والطاعة العمياء للغرب حتى في بيع دول المسلمين لهم، يدل على أن الفساد قد عم، ومآل ذلك نزول العذاب، لذا قد تكون الفترة القادمة حالكة على دول المسلمين وعلى شعوبها التي أصبحت ديمقراطية، حفظنا الله من كل شر، وأجارنا من أن نكون مع الظالمين..

الحقوقي بيرام الداه اعبيد يتهم الضباط بقتل بعض إخوانهم!

مسكين هذا الرجل الفظ، يتوهم أنه مناضل، هيهات.. ليناضل في سبيل قصره في الجنة، فذلك خير له، وطريقه قطعا ليست طريق الحقوق والشقاء والضنك الذي يجد مهما اشتهر، بل حق الله سبحانه وتعالى عليه، وحق المسلمين.. تلك هي الدار الباقية الصالحة، لا هذه الفاسدة المضنية التي سواء فيها الملياردير والفقير في الهم والغم، إلا من شرح الله صدره للإسلام والراحة من العناء..
الدار الآخرة هي التي تستحق النضال أيها المناضلون الأغبياء، أما غيرها فهباء منثور يتبدد في الهواء يوم الموت، فاتركوا عنكم الإفساد بين المسلمين بهذه الدعوات الخبيثة التي أقل ما فيها أن صاحبها سائر في طريق الكفار يتتبع خطواتهم الشيطانية، فهم من وضع – بإيحاء من الشيطان – هذه الحقوق والديمقراطية، وأرغم أنوف الدول عليها..
اليهود هم من وضع الديمقراطية والإقتصاد (فلاسفتهم) في أوروبا ليفسدوا بين حكامها وشعوبهم، فسيطروا بذلك على جميع المنافذ، وأصبحت أمريكا عبدة لهم، يوجهونها حيث يشاؤون، ونحن نعيش ذلك اليوم، أنظر كيف يوجهونها في الإفساد في الأرض والكذب في مجلس الأمم المتفرقة وتدمير فلسطين لبناء صرحهم العالي على أرض المسلمين..

من أنت أيها الحقوقي لتصلح موريتانيا؟
أنا أعترض على كلمة “حقوقي”، وعلى كلمة “سياسي”.. فما فيهم حقوقي ولا سياسي، لأن الحقوقي من عرف حقوق الله عليه وحقوق المسلمين، وليس ذلك ببث الفتنة والأحقاد والسباب. والسياسي من جعل سياسته لله والدار الآخرة، لا لمقعد في البرلمان، قد يباع ويشترى، أو منصب آثم في مكان يعلق به منه الكثير من المال الحرام المضني الذي أقل ما فيه أنه منزوع البركة، لا راحة نفسه معه ولا سعادة، ولا زوجة ولا أولاد، بل لا لقمة هنيئة، والعياذ بالله..
والأرض لله يولي عليها من يشاء، عجبا لمن يقول موريتانيا أرضي! أيها الأبله، أرضك بحكم أن الله وضعك عليها، وفقط، فلا تحسد غيرك عليها!
لا تعتقد أن وجود هذا الرئيس أو الضباط في الحكم نعمة؟ بل قد تكون نقمة إن لم يتقوا الله في تلك المسؤولية الجسيمة التي من الأفضل لك كعاقل أو لنقل للمؤمن المتقي، أن يفر منها..

وخطاب هذا الحقوقي وحده يدل على أنه غير مصلح، لأن قول المصلح قول سديد، أما كلامه فيتنزه عن مثلهه أطفال الحواري الضائعين..
وتهمه التي يقذف بها جنسا بأكمله – هو وصاحبته الطيبة – أو الضباط وغيرهم..

بالمناسبة يجب إصدار قانون رموز خاص بالجيش – أي بالضباط مهما كانوا لأنهم يمثلونه، ولو كانوا شياطين، تشيطنهم عليهم لا علينا، ولهم رب سيحاسبهم على الصغيرة قبل الكبيرة، لسنا من يحاسب الناس إلا إذا كان بلداء الحقوق والديمقراطية يعتقدون أنهم أصبحوا بذلك آلهة مثلما يتوهم اليهود وأمريكا!
الضباط أحق بقانون الرمز لأنهم رموز للجيش، والجرأة عليهم تحقير من شأنه وإفساد للبلد، ويكفي أن الديمقراطية أسقطت الحاكم كرمز، فلا يجب السماح لها بإسقاط الجيش كقوة رادعة (وانزعوا قانون الرموز عن الرؤساء فذلك يخالف منطق ديمقراطيتكم العرجاء، حولوه إلى الجيش ليسلم ويسلم البلد)..
ثم إن كل بيت وحارة وزقاق، عليه شياطين يديرونه حتى بيتك، فلماذا التذمر والتنمر أيها الساخط (ومن سخط فله السخط، كما في الحديث الشريف، وقد يكون من ذلك أخذ كل واحد منهم 100 ضربة مقابل ضربة واحدة، فيا لها من حياة في البعد عن الله والشقاء)؟!

وما دام الرئيس ووزرائه يلعبون اللعبة البلهاء، لعبة الأطفال التي تسمى الديمقراطية، فهم شخصيات عامة يمكن لكل من هب ودب تناولهم بلسانه بل بيده – انظروا كيف صفع أحدهم الكلب ماكرون، ولم تسجنه الديمقراطية لأن ماكرون وكل رئيس وحاكم، رخيص في الديمقراطية، وهذا من علامات فسادها -، فكيف يحصنون أنفسهم بقانون الرموز؟! إن من يستحق هذا القانون هو الجيش، فبادروا بتحصينه لحفظه وحفظ البلد، المهم عندنا هو وجود جيش مهاب، ولو كان قادته أبالسة، لأن وجوده وتماسكه يصب في الصالح العام، أما ذنوبهم وأخطائهم فلأنفسهم وسيدفعون ثمنها عاجلا أم آجلا، فاطمئنوا، لا تتعبوا أنفسكم بتتبع عثراتهم فالمسلم ليس بسباب ولا متتبع للعثرات..

وقد أخطأ ضباط الجيش بتصديق الأكذوبة الديمقراطية، والجلوس في البرلمان، برلمان المنافقين السياسيين المحتالين الكذابين الذين قد يكون من بينهم عملاء للكفار، فالجلوس معهم على طاولة واحدة خطأ كبير، وهو سبب جرأتهم عليه!
فليحذر الضباط من الإنحطاط إلى ذلك المستوى، ليحذروا من المبالغة في إظهار أنهم ديمقراطيين لترضى أمريكا، لا أرضى الله كفارها المحاربين، وليبتعدوا عن البرلمان، فهو لا يليق بهم، لأن أكثر من فيه سياسيون، والكائن السياسي معروف بالإنحطاط والدناءة والوضاعة والعمالة وقلة العقل والدين والعهد، فليتركوا العيب للوزراء والنساء..
ليسنوا قانون سيادة يتضمن عدم السماح لأحد بالطعن في الجيش، ولا حتى في الشرطة..
ليس من حق أحد أن يتعرض للقضاة، فكيف يحق له التعرض لقوة البلد الضاربة، او للشرطة التي تحميه؟
الجيش خط أحمر، وبلوغه يعني أن الإيمان بالديمقراطية قد وصل لحده، وأن طاعة أمريكا قد بلغت مداها، وذلك هو الشؤم بعينه! ذلك الذي إن لم يعقبه الخراب أو الكفر، فالحمد لله..
طالع الموضوع الكاشف لحقيقة الديمقراطية هنا.


نصائح للمقدمين على الباكالوريا في موريتانيا

حول امتحانات الباكالوريا (الثانوية العامة) للسنة الدراسية 2023 ـ 2024 في موريتانيا:
شارك فيها  47.217 مترشحا موزعين حسب الشعب التالية :

1-شعبة الرياضيات: 1.427 مترشحا

2-العلوم الطبيعية: 29.073 مترشحا

3-الآداب: 7.332٠ مترشحا

4-الآداب الأصلية: 9.051 مترشحا

5-اللغات: 0007 مترشحين

6- التقنيات الرياضية: GMGM) 286) مترشحا

7 :التقننيات المتخصصة فى الهندسة الكهربائية: TSGE) 0004) مترشحين

وكان تعميم مشترك بين وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، ووزارة الداخلية واللامركزية، قبل انطلاق الامتحانات، قال إنه سيتم إلغاء مشاركة كل من يضبط بحوزته هاتف داخل أي قاعة من قاعات امتحان الباكلوريا.

وأضاف التعميم، أن ضبط الهاتف داخل قاعة الامتحان، يجب أن يتم توثيقه بمحضر معاينة وملاحظة، مشيرا إلى أن الهواتف المصادرة عند البوابات بإمكان أصحابها استرجاعها بعد انتهاء كامل أيام امتحانانات الباكلوريا.

وشدد التعميم على ضرورة منع دخول أي شخص من غير هيئات الإشراف وعناصر الأمن، إلى حرم مراكز الإمتحان.

وطالب بموافاة مديرية الامتحانات والمسابقات، عند نهاية كل يوم من أيام الامتحان، بأسماء وأرقام التلاميذ الذين ضبطت بحوزتهم الهواتف.

رسالة إلى الشباب قبل الباكالوريا

للذين يتهيئون لخوض إمتحان الباكالوريا، يجب العلم ببعض الأمور الهامة التي قد تساعدهم في فهم الظرفية والنجاح في تجاوزها:

1- المنهج وورقة الإمتحان أمران مختلفان! فالمنهج في مادة الرياضيات مثلا (وهي أبرز مواد الباكالوريا)، قد يتوسع في بعض الأشياء التي تبعدكم عن النجاح إن لم تفهموها، فالأستاذ أمامه كتاب كبير عليه نقله إلى التلاميذ في ظرف 9 أشهر (السنة الدراسية)، وحتى هو قد لا يكون فاهما تمام الفهم أو مستوعبا لكل ما فيه من تفاصيل.
فمثلا قد يحدثكم عن قاعدة في المتتاليات، فيتوسع في ذلك عارضا نظرية غير مثبتة، فيعرض لكم البرهان المتخيل لها، وهو كلام طويل وممل قد تستثقلونه، وبالتالي تستثقلون المادة، وتعتقدون أنها صعبة جدا، لكن ما هو إلا حشو، أو ملء للدفتر، فافهموا ذلك!
نعم من الجيد بالنسبة للأذكياء المهتمين، التفكير في ذلك ومناقشته عقليا، لكن بشرط أن لا يبعدهم عن خط الإمتحان لأن الأخير لا علاقة له به.
وهذا حدث لي في كلية العلوم بتطوان – أجمل مدنية في المغرب، عندما كنت أدرس مادة MP (الرياضيات والفيزياء)، وفشلت مرارا بسبب عدم المنهجية (كما أعتقد ☺️☺️). كنت عندما يعرض الأستاذ نظرية وهي مثل القاعدة عبارة عن سطر أو سطرين يجب حفظهما وفقط إن كان لهما لزوم في حل الإمتحانات، ويعرض تحتها البرهان، وهو قصة طويلة ومملة، محاولة من بعض عباقرة الرياضيات في تبرير النظرية أو تحليلها أو إثباتها، أضيع وقتي في محاولة فهم ذلك وحفظ البرهان، مع أنها نظرية والنظريات أغلبها غير مثبت!! أي مجرد لغو إلا عند الإستعانة به في مسألة، وذلك نادر.
ومثله عرض الأستاذ للقاعدة ووضعها في مربع، ثم شرحها وتحليلها في الأسفل، لن يفيد ذلك الشرح في غير شحن الدماغ بما لا فائدة فيه، نعم نحاول فهمه، لكن لا نركز عليه من أجل النجاح الذي هو هدفنا في الوقت الحالي، والذي بعده يمكن الوسع في المادة كما تشاء.
إذن دفتر مادة الرياضيات (200 صفحة) سيمتلئ بحلول شهر يونيو، لكن المهم فيه هو بضع جمل وعبارات وقواعد، لا غير، وهنا يأتي دور فهم ساحة المعركة وبيادقها، في الإنتصار فيها، فلكل مادة وأولها الرياضيات، خط ثابت تسير عليه امتحاناتها، وهذا الخط هو المطلوب منك الإحاطة به، أي معرفة الأجوبة على أسئلته.
فإذا ركزت عليه بدل التركيز على ال 200 صفحة المملة، أحطت بطرق الإختبار ونجحت بتفوق.
فمثلا كانت ورقة الإمتحان الرياضيات في زمننا تتضمن تمرينين ومسألة، التمرينان قد يكون أحدهما في المتتاليات والآخر في الإحتمالات، والمسألة عبارة عن دالة أو مسالة هندسية، وهنا يأتي دور فهمك المختصر لأسلوب الإمتحانات وما يستخدم فيه، فهو مجرد تكرار يختلف من سنة إلى أخرى، فقط، بل قد يكررون نفس أسئلة امتحان السنة الماضية، فعليك معرفة أكبر قدر ممكن من أسئلة كل باب من أبواب المادة.
فمثلا في باب المتتاليات، لديك 15-30 صفحة من دفتر الرياضيات تشرح لك هذا الباب، فعليك حفظ القواعد المهمة، وحل الكثير من التمارين المتعلقة بالمتتاليات، خاصة تمارين امتحان الباكالوريا في البلد.
وبعد حل أمثالها بنفسك من مخزون حفظك وفهمك، وسترى أن تمرين المتتاليات سيأتي مثل أحدها لا محالة، وهنا تتجاوز مشكلة المتتالية، ونفس الشيء مع الإحتمالات والدوال، وغيرها، الأمر بسيط، يتطلب ذكاء في المنهجية، وفقط.
وإذا كان في البيت أخ أكبر أو قريب من حملة شهادات الرياضيات الفاهمين للعبة، سترى أنك ستكون الأول على زملائك، ولن تتعب لأن الفهم يجعلك تختصر الطريق، ولن تتعب أو تجهد، بل ستستمتع، وتزداد ثقة في إمكانية حصولك على المرتبة الأولى في الإمتحان.
وهكذا حتى في امتحانات الجامعة، يوجد أسلوب تسير عليه تلك الإمتحانات، إذا أحطت به كفاك، سيأتي الإمتحان في إطار معرفتك، وستجيب بفعالية، بدل عصر الذهن كمن يختراع قنبلة نووية يوم الإمتحان، ثم الرسوب.

2- اجتهد ثم اجتهد، وهو معنى “واظب”، فالمواظبة هي الإستمرار في التمرين، ألا ترى أن من يتمرن على تكبير عضلاته ينجح في ذلك إن واظب عليه، أي استمر فيه دون انقطاع، وكذلك حفظ القرآن إن استمر الواحد في مراجعته يوميا ثبت، أما إذا انقطع عنه فإنه يتفلت.
إذن واظب، ولو ساعة في اليوم، ليس شرطا أن تغلق عليك باب البيت طيلة السنة الدراسية أو يُغلق عليك، فإذا عرفت منهجية المراجعة وفهمت اللعبة جيدا (وهو الأهم)، تكفيك ساعة واحدة في اليوم أو ساعتين، وستجد نفسك في نهاية العام محيط بالمواد، أو على الأقل ابدأ المواظبة قبل الإمتحان ب 3 أشهر، لتنجح على الأقل، فالمواظبة من أهم الأشياء، وكما يقولون لكل مجتهد نصيب، فالإجتهاد من أهم وسائل النجاح في كل أمور الحياة.

3- اسأل ثم اسأل ثم اسأل، إذا كان حولك فاهم من أهل المجال فتلك نعمة، اسأله واسأل استاذك، لا تتردد، لا تخجل فالخجل صفة بغيضة لن تحرمك من فوائد الأجوبة فحسب، بل قد تحرمك من زوجة وعمل ومال تنتزعه بالحلال من الناس، أي تربحه بعرق جبينك منهم بدون تردد، فالخجل بغيض، وهو التردد والخنوع والعجز، فابتعد عنه. واعلم أن الناس والدنيا بما فيها لا يساوون شيئا ليخجل الواحد منهم أو يحسب لهم حسابا.
والأهم، التصق بالمميزين في فصلك، صاحبهم، وراجع معهم، فلديهم خبرات، والأمر كله مرتكز على الخبرة. ف
التصاقك بهم مع محاولة فهم طريقتهم، سيجعلك تتميز مثلهم، وحتى إن كنت مميزا التصق بالمميزين مثلك وسيزيدك ذلك، والعب الكرة مع الحمير.
ناقشهم كثيرا في ما هي أهم أسئلة الباب والمادة، وما التمارين التي تتوقعون طرح أمثالها، وحتى الأستاذ اطرح عليه هذه الأسئلة..
وأكثر من حل تمارين الباكالوريا في المادة، خاصة باكالوريا الدولة، خذ مثلا 100 ورقة امتحان – إن قدرت على جمعا، أو كتابا أو كتبا متخصصة في حل الإمتحانات، وتأمل فيها جميعا وسترى أن الإمتحان له خط مرسوم، بصمة لا يحيد عنها، وتشابه واضح، وتكرار في نوعية التمارين والأسئلة، وذلك هو المهم معرفته والإحاطة به لأجل النجاح.
فإذا عرفته اختصر عليك الطريق، ولم تتعب، والذين يطرحون الإمتحان يعرفون ذلك، وربما يكتمون السر ليجتهد التلاميذ بزعمهم، لكن الإجتهاد على عمى دون مرجعية ثابتة هو ما يسبب للبعض الفشل وضياع الجهد والعمر في التعليم حتى الباكالوريا دجون فائدة.
الأكثرية ترسب في الإمتحان رغم حفظها لدفتر المادة كله، بل حفظ بعض الكتب معه، وكان في زمنا مساكين يفقدون عقولهم بسبب الضغط النفسي والحشو الذي في الكتب والدفاتر!
إذن لابد من معرفة طريقة الإمتحان ونوعية الأسئلة، فتمارينه لا تخرج مثلا عن 20 نوع في كل باب من أبواب المادة، إذا أحطت بربعها نجحت، أما إذا أحطت بها كلها فربما تكون الأول.
وقد يوجد بعض الخارقين في الذكاء يكفيهم دفتر المادة والقليل من النظري معه في التغلب على أسئلة الإمتحان، لكن الناس ليسوا سواء، وإن كنت أعتقد أن الأكثرية تعتمد فقط على منهجية الإمتحان.
لذا تجد الواحد عندما يكون في بيته أستاذ رياضيات أو عارف بها، متفوقا على أقرانه فيها، ليس بسبب الذكاء فحسب بل بسبب المنهجية الصحيحة والخبرة التي تم تمريرها إليه، وقد لا يكون الأذكى في الفصل، ولا في الحياة، بل يزعم البعض في التيكتوك أن المتفوقين في الدراسة فاشلين في أمور الحياة غالبا! أي أغبياء فيها، يتجاوزهم بعض الذين كانوا بلداء في المدرسة!

4- ركز على حلول الإمتحانات، وعلى حلول التمارين المشابهة لها، واعلم أن لكل تمرين سؤال كمدخل، ثم واحد بعده أو اكثر للتوسع قليلا، ثم العقدة في المسألة أو مؤخرته، فحاول حصر ذلك، والتدريب عليه بالتطبيق، ولا تكتفي بحل السؤال الأول وهو الأسهل، وتعتقد أنك فهمت طريقة ذلك التمرين، بل حاول أن تفهم جيدا كيف يتدرج التمرين من السهولة إلى الصعوبة، وارتباط ذلك ببعضه البعض، فالتمرين أو المسألة كالعقد المختلفة حباته في الحجم، يبدأ بالصغيرة ثم يزداد حجمها مع التوغل فيه.
وابتعد عن التعقيد، فأحيانا تجد في الكثير من كتب الباكالوريا بعض التمارين والمسائل المعقدة التي كما قلت لك تهدف لإثراء العقلية لا غير، ولا يتم طرحها أبدا في الإمتحان – إلا نادرا، وحتى إن تم طرحها سيكفيك الجواب على ما قبلها في النجاح، فهي غير مهمة.
المهم التركيز على الأسئلة السهلة والمتوسطة والصعبة شيئا ما مع وجود لغز ممتع، فذلك النوع هو ما يتم طرحه في الإمتحان كثيرا لأن الطارح لا يريد تعجيز التلاميذ بل معرفة أيهم لديهم القدرة على حل الأسئلة المعروفة المتكررة والذكية. يعني ابتعد تماما عن كل سؤال ثقيل وممل لا ذكاء فيه ولا لغز جميل.

5- كذلك يجب معرفة أن منهج الباكالوريا في الرياضيات الذي تراه كالجبل، يعتبر لا شيء مقارنة بمنهج الرياضيات في الجامعة، ففي الأخير يبدأ التوسع والجموع الحقيقية، والدوال والتكاملات المعقدة مثلا، وكذلك النظريات المملة وبراهينها، حتى يدرك الواحد أن الباكالوريا كان لعبة أطفال أتعبته أيامها.
وحتى مع ذلك، فإن لإمتحانات الجامعة أيضا منهجية وطريقة معروفة تتكرر، فيكفي حل 50 امتحان وفهم الحلول، في النجاح فيها.
الأمر كله لعبة، لأن المنهج قد يركز على إفهام سر الرياضيات، لكن الإمتحان لا يريد إعجاز أحد بل تمرير الفاهمين له، وإلا ما نجح أحد.
وهنا ملاحظة:
لو كانوا يدرسون العلوم الشرعية بدلا من هذا الهباء الغربي لكان خيرا وأكثر بركة، ولصلح التلاميذ وارتاحوا من العناء، خاصة، وهي الحقيقة التالية:
أن مادة الرياضيات على سبيل المثال (يعني مثلها كل المواد)، كلها من السنة الأولى إلى الباكالوريا، مرتكزة في منهج الباكالوريا.
يعني أن الخمس أو ست سنين السابقة للباكالوريا، كلها تضييع لوقت التلميذ في رأيي.
فمثلا تبدأ أسس الرياضيات البسيطة في السنة الأولى من الثانوية، ثم السنة الخامسة بتوسع قليل، ثم يفاجئ التلميذ في الباكالوريا بتوسع مبالغ فيه! ولا أعرف لماذا؟ ربما ليعجزوا البعض، أو ربما لأن التلميذ في أولى سنين الإعدادية والثانوية لا يزال صغيرا على الإستيعاب!
لذا كان بالإمكان اختصار رياضيات الإعدادية كلها في سنة واحدة أو أقل، واختصار الثانوية في سنتين، الثانية منها للباكالوريا.
فيمكن تخصيص الإبتدائية لتعلم اللغات والحساب، وفقط.
وتخصيص الإعدادية أو التركيز فيها، على علوم الشرع من قرآن وفقه وحديث وسيرة إلخ، فهي مواد أكثر سعة وبركة، فلماذا احتقرها تعليمنا ونحن أهلها؟ لماذا نتبع الغرب الكافر المادي في كل شيء حتى تعليمه ولغته وأسلوب حياته؟!
ثم تحصيص الثانوية للرياضيات وأمثالها، مع علوم الشرع أيضا. يعني جعل الشرع هو الأساس، وكذلك في الجامعة، وسيخرج الطالب عارفا بدينه أيضا بلد علوم ماركس وديكارت الكافرين التي لا تفيد في غير البطالة والجهل بالدين إن لم يرافقها ويكون المهيمن عليها.
يتم تعذيب الطفل وأهله بالذهاب إلى المدرسة صباح مساء على مدى اكثر من 18 سنة! يصرف عليه الأهل الكثير، ويتعبون ويتعب معه في الحر والبرد والمطر، ثم في الأخير يخرج عاطلا عن العمل! والمصيبة الأكبر غير فاهم لدينه ولا لأساس الحياة، وهو السبب الرئيسي لعنصرية البعض مثلا، وهو ما قد يخرب المجتمع لا قدر الله، فلو عرفوا الدين لما اقتربوا من العنصرية، ولا اقترب غيرهم من أكل المال الحرام، إلخ.
فلماذا تضييع الوقت والعمر والجهد في تعليم يمكن اختصاره؟ حتى مادة الرياضيات في الباكالوريا يمكن اختصارها في ورقتين وهو ما يفعل كل التلاميذ قبل الإمتحان، ثم حل بعض التمارين الأساسية، وقد يكفي القليل منها مما تأتي فيه الإمتحانات بالضبط، فذلك يكفي في النجاح.
فالوقت الكثير المخصص لهذا التعليم، بلا فائدة، والمتخرجون منه لا يعرفون دينهم أولا، وثانيا نسبة 99% منهم عاطلة عن العمل، عبء على الدولة، فما فائدته؟
فلماذا بدل 9 أشهر من التعليم المتعب للتلاميذ والأساتذة والأهالي، الإكتفاء ب 3 أشهر أو اكثر قليلا إن شئتم، تختصر فيها المادة، فالعبرة بالجودة لا الكم، وكل المواد من الإبتدائية حتى الباكالوريا عبارة عن حشو في معظمها، يمثل الحشو منها نسبة 80%! ولا فائدة له غير تضييع عمر الطفل وجهد أهله طمعا في وظيفة قد لا تأتي بنسبة 99! فما هذا العبث؟
إذن تكفي أشهر قليلة، وبساعات أسبوعية قليلة أيضا، وبمناهج مختصرة جدا، في إيصال الرسالة للتلميذ دون إتعاب له ولا لأهله ولا حتى للأساتذة.
ويجب تذكر أمر مهم وهو أن واضعوا المناهج في الغرب من الفلاسفة الملحدين وجنود الشيطان، والشيطان لا يريد للناس راحة ولا خيرا، وقد تبعناهم فيها حتى أننا اهملنا تعليم ديننا للنشء، وهم أهم شيء لهم، وقد كان أساس التعليم في كل دول المسلمين حتى مجيء الإستعمار اللعين الذي أفسد وخرب كل شيء، ولم يحرم ذلك المسلمين من التفوق على العالم كله في الرياضيات وكل العلوم!

التلميذ صغير وبريء، يحتاج للتخفيف، للعب والحياة خارج أقفاص المدرسة وسجون الكتب، ذلك مكان العلماء الباحثين المخرفين!
حريته هي الأهم لأنها متعته وفائدة بواكير حياته التي ستتغير بتقدمه في العمر، فلماذا نثقل عليه ونسجنه؟
لماذا نكلفه وهو في سن عدم التكليف؟ لماذا نشقيه وهو في سن السعادة؟ لماذا نحمله الهموم وهو في البراءة؟ لماذا نعذبه بهذه التفاهات؟
يجب الحذر من أمر مهم، ففي هذا الزمن تكاثرت المواد الغذائية الفاسدة وكل دواعي المرض، لم يعد الأمر كما كان في الماضي، والقلق معروف بجلبه للأمراض، فإذا تعاون هو وفساد المحيط فإن ذلك قد يسبب مشكلة للتلميذ، فيجب التخفيف من القلق، ومن المعلبات الغربية أيضا، فهي خبيثة (طالع موضوعنا حول التغذية هنا).

تكفي 3 مواد فقط، الأولى اللغات وأولها العربية ثم الإنجليزية (احذفوا الفرنسية فهي الأضعف)، ثم علوم الشرع، ثم الحساب البسيط، هذه الثلاث تكفيها 3 سنين من الإبتدائية بدلا من الحشو الذي جعلها 7 سنين، وكله مواد تثقيفية لن يحفظ منها شيئا، ويمكنه الإطلاع عليها فيما بعد في مراحل التعليم المتقدمة مثل التاريخ والجغرافيا والعلوم الطبيعية والمدنية إلخ. فلماذا نعذبه بها؟ أليقال فقط هذا هو المنهج الفرنسي خذوه أو اتركوه؟
ثم تأتي الإعدادية، وكما ذكرت لك أن كل ما فيها يعتبر ألف باء التعليم، فلماذا يخصصون لها 3 أو 4 سنين، وهي لا تستحق، مجرد حشو، فليتهم اختصروها في سنة واحدة مدتها 5 أشهر أو أقل! وبساعتين أو 4 في الأسبوع! صدقني ذلك أكثر من كافي! ليتهم ركزوا على المواد الشرعية المباركة.
ثم تأتي الثانوية وقد ضربت لكم المثال بالرياضيات، وهي اعظم موادها على الإطلاق، وقلت لكم أن سنين الثانوية كلها مجرد حشو وتوسع في بعض الأسس التي يمكن للطفل تعلمها في بضعة أشهر! فلماذا تضييع الوقت والجهد؟
ثم تأتي الباكالوريا ليعرف التلميذ أنه أقبل على شيء مختلف لا يشبه ما سبق، لكنها مع ذلك سهلة، وكل توسع فيها فهو من باب الحشو، وإذا عرف التلميذ أسلوب امتحاناتها كما قلت لكم، أتته صاغرة سهلة، وتفوق فيها.
ثم تأتي الجامعة، وهنا يجب أن تكون الأولوية عند الشاب للزواج في أولى سنينها، وعلى أهله إن كانوا عقلاء تزويجه، ليس شرطا توفر المال، يمكنه العيش معهم هو وزوجته حتى يفرجها الله، فذلك ما ينفع شخصيته، فهو يحصنه ويحوله إلى رجل بسرعة، وهو المهم.
إضافة للعمل، فيمكنه ممارسة التجارة والدراسة معا لم لا، يتعلم من المدرستين، مدرسة الحشو والنظريات اليهودية (كنظريات ديكارت وماركس)، ومدرسة الحياة التي ستنفعه أكثر بجعله إنسانا صالحا في مجتمعه فاهما لرسالته في الدنيا.
فربما يصبح من كبار الأعمال لأن الواحد منا لا يعرف فيم سينجح إلا بعد تجربة المجالات، لذا من الأفضل له التجربة ثم التجربة حتى يقع على ما يمكنه التميز فيه، فهو صغير والعمر أمامه، فذلك خير من تضييع الوقت في الجلوس في البيت أو على طاولات الجامعة منتظرا شهادة قد لا يكون رزقه فيها، وهو الغالب في هذا الزمن، لأن الأكثرية لا توفق في الحصول على وظيفة أو عمل من خلالها، فتبقى مجرد ورقة مهملة يعلوها الغبار على الحائط أو في الخزائن رغم الجهد والعمر المبذول فيها! حتى أن البعض يمزقها حنقا وغيظا!
لذا قد تجده عند ممارسته للتجارة من أول عام في الجامعة، قد أصبح أكثر دخلا من أساتذته بحلول سنة التخرج! لا يعرف الواحد طريقه الأمثل في هذه الدنيا إلا بالإقتحام.
وحتى مع الأب أو الكريم، إن لم يقتحم لا يحصل على شيء في الغالب، فمثلا قد يقول لنفسه هذا أبي وسيعطيني مما لديه لأني ابنه، لكن قد لا يكون تفكير ذلك الأب بحسب توقعاته، ففي هذه الحالة عليه فرض نفسه، فلو اقتحم عليه خلوته في كل يوما ملحا في الطلب لحصل على ما يريد لأن أمور هذه الدنيا تؤخذ غلابا، قليل من يعطي بعد تفكير في الغير لأن الشيطان يحول تماما بينهم وبين ذلك.
كذلك في أمور الحياة الأخرى، وهذه قاعدة مهمة: إذا أردت شيئا اسع إليه وحاوله من كل جانب حتى يقع في يدك، مهما كان.
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه شيء، أقبل عليه الصحابة – على علو أقدارهم، يريدون شيئا، فيعرف ذلك في وجوههم ويتبسم ويعطيهم، ولم يكونوا يسألوا أحدا شيئا، ففرق بين المسألة فهي مذمومة، وبين السعي والمحاولة.
فمثلا طلب لقاء رئيس الجمهورية لعرض أفكاري هذه التافهة عليه طمعا في مقابل، ليس من النفاق المذموم، ولا من التجاوز 😆😆، أو الوجيه أو الكبير، لأجل تحقيق مصلحة مشروعة، لا شيء فيه بل هو من القوة والعزة، وهو ما يقوم به كبار الناس قبل غيرهم، ولا شيء فيه، بل من التسبب المشروع أليس الأمير؟ وما هذا إلا مثالا أعطيك إياه لتفهم أكثر لن أمور هذه الحياة متداخلة، غالبا ما يكون بين الغلو والوسط والتهاون، شعرة كشعرة معاوية.
ومثل ذلك التقدم لطلب وظيفة، أو دق باب جار نافذ للمساعدة في الحصول عليها، وغير ذلك من الأمور التي لابد منها من أجل النجاح في هذه الحياة المبنية على التعاون بين الناس، فاليد الواحدة لا تصفق، لذا ابتعد تماما عن العزلة والتوحش، فلا ربح ولا راحة معهما.
وإذا كنت متميزا في مجال فارم بنفسك على أهله واختلط بهم، وتعاون معهم، وستجد نفسك ترتقي لأنك مسنود بهم مثلما هم مسنودون بك، وتتقدم في مجالك علما وفهما.
كذلك لا تهتم بنظرة الناس إليك ولا كلامهم فيك، فلن يحبوك جميعا، ولا يهتمون بك في الأصل، ففي الطريق تعتقد أنهم جميعا ينظرون إليك وحدك، وكما قال أحدهم الذي ينظر إليه بإمعان إما أن يكون ملكا أو مهرجا، فلماذا لا تكون ملكا بمظهر لائق ورزانة ظاهرة، وتترك من يتأمل يتأمل على راحته!
وأكثرهم يحملقون فقط لأن ذلك طبعهم، لذا نصح البعض بعدم مقابلة حملقتهم تلك بحملقة مماثلة، بالنظر في عيونهم، بل النظر أمامه محيطا بما حوله، دون التركيز على أحد، فهو لا يعرفهم ولا يعرفونه، قد يكون الواحد منهم متضايقا في تلك اللحظة او عنصريا أو أي شيء، فيقع معه في قيل وقال لا لزوم له. والمشهد كله لن يدوم إلا قليلا ثم يذهب كل واحد في حاله.
كذلك يجب الإستمتاع بالحياة، بالخروج للناس، والسفر، لا تخجله مرتبته من أن يراه الناس يلعب أو يمرح، أو مسافرا للإستجمام، فرأيهم لا يهم، المهم هو فعل ما لا يشين.
كذلك عدم الإهتمام بآرائهم فيه، مما يدفعه لحساب كل شيء، حركاته وكلامه، فيصبح كالمعقد النفسي تحركه خيوط وهمية، فالناس غير مهمين ورأيهم غير مهم، كل من يعترض منهم عليك في شيء فاعلم أن فيه أضعافه، فلا تهتم بهم إلى درجة جعلهم أساس حركاتك وسكناتك.

إذن لماذا الإنتظار؟ الإنتظار غباء، والسماء لا تمطر ذهبا، كل تجربة تضيف للشاب مداركا جديدة يستفيد منها حتى يضع رجله على طريق التميز المكتوب له، فيحصل على ما يريد، ويبقى أساس كل شيء في الدنيا هو التقوى واتباع طريق الإسلام الحق الخالي من البدع، طريق السلف الصالح الذي نحاول في هذا الموقع رسم بعض معالمه لكم بعون الله، هدانا الله وإياكم إلى الصواب ووفقنا لكل خير.

رسالة إلى الشباب بعد الباكالوريا

كم هي جميلة مرحلة الباكالوريا، وكل مراحل الصغر والشباب حيث الحياة تتفتح كزهرة، والهم والغم والشقاء هباء بتقدير الله..
لا يحملون غير هم النجاح كأن الباكالوريا أكبر أو أول وآخر عقبة.. البراءة سمتهم، والحيوية تحركهم، والدنيا مبسوطة أمامهم، يضحكون ويمزحون ويلعبون ويمرحون، لا يحسب أي حساب..
أجمل مراحل العمر، مرحلة الشباب، وإن تضمنت الكثير من الغباء والغفلة في هذا الزمن، لم يعد الشاب يجاهد في سبيل الله هو في مثل هذه السن او حتى يتزوج فيزداد عوده اشتدادا، ويفتح بيتا باكرا في شارع الحياة ليضع كتفه بين الأكتاف، ويصبح رجلا وهو في مثل هذا السن ليس بالوصف بل بالفعل بدل أن يبلغ الأربعين او الخمسين وهو بدون زواج، طفل في ثياب رجل!
فلماذا يحزن البعض عند الرسوب في الباكالوريا أو غيرها؟
رأس مال الواحد هو نفسه ووجوده، إذا عرف كيف يوجههما أفضل توجيه فاز بالدنيا والآخرة، سواء نجح في الباكالوريا ام لم ينجح..
رأس المال هو الإنسان، والعاقل يعيش حياته لا يبالي بما يأتي أو لا يأتي من المقدور، ويعرف أن كل ما فيها زائل، فلا يهم إلا بدينه والتقوى، وفعل الحلال في أسرع وقت، لا يؤخره أبدا..
وطريق العلم هو القلم والكراسة، وللأسف لا يركز التعليم المدرسي في المناهج على العلوم الشرعية، ولو فعل لما ظهر فينا من العنصريين والفساق والمجرمين ولصوص المال العام إلا القليل.
والثاني طريقه الصبر، والشفقة على خلق الله مع الحذر منهم، أي عذرهم على ما هم فيه من زيغ وضلال وأذية وثقل دم، فذلك سببه الأنفس الأمارة والشياطين التي تحتوشهم، وهذا طبيعي لأن الدنيا دار عكرة..
والأهم في هذه السن المبكرة، المبادرة إلى الزواج لإحصان النفس والراحة من الكثير من العناء، وبأي ثمن حتى إن كان “لا أملك غير نفسي”، فالرازق هو الله وحده سبحانه وتعالى، وقد وعد المتزوج يبتغي إحصانا بالغنى، والله تعالى لا يخلف وعده، فلماذا التردد؟
ماذا ينتظر؟ أن يأخذ الشهادة ويتوظف، وماذا بعد؟ قد ينتظر عقدا آخر يجمع في المال، وهكذا يظل الشيطان يفتح عليه أبواب التأخير حتى يفوته القطار، ويظل يتخبط في ذنوب الشهوات التي تذهب بماله وجهده ووقته وتفكيره وصفاء إيمانه، إن لم تشقيه، والعياذ بالله.
فلا تحزن يا أخي إن لم تنجح في الباكالوريا، فيمكنك النجاح في الكثير غيره، والأهم هو النجاح في امتحان الحياة. تعلم أن تكون لك شخصية قوية، حضور قوي، واستخدم ذكائك، فذلك وحده ما قد يجعلك في مدة وجيزة من التكركير من كبار رجال الأعمال، وبالتجارة وحدها إن كان ذلك مكتوب لك، ولو بدأت بأقل رأس مال، كلهم بدءوا من الصفر!
فجرب العمل في مسارات مختلفة، فأنت لا تدري أيها مكتوب لك، فتسبب لتهتدي إليه، وقد يهتدي إليك لأنه مكتوب لك، لكن ابدأ بالزواج.


لعنة الديمقراطية وانتخاباتها – الحملة الرئاسية موريتانيا 2024

قد يغضبك هذا المقال، لكن تذكر أنه مجرد رأي، طرح مغاير للطرح الذي تعتقد أنه الحق المنزل، فلا ترد بالكلمات النابية بل بالعقل والعلم. صحح لي إن كنت مخطئا أو اتركني أصحح لك.. الأمر بسيط، لا يكبره عن قدره إلا أهل الباطل لغلوهم الشيطاني.
قد يعتبر أكثركم هذا المقال ضد التيار، بل ضد دين بعضكم الديمقراطي. فقد صرنا إلى زمن الحق فيه باطل والباطل فيه حق! فلا غرابة أن يعلق أحكم بجملة كقول الأهبل: “ما هذا الهبل؟”.
عندما تنصح المسلمين اليوم بترك الديمقراطية وسياستها الشيطانية المفسدة للدين والدنيا، يفكرون يتخيلون يتسائلون: ما هذا الهبل؟!
عندما تنصحهم بترك البدع المفسة لأهم شيء وهو الدين، يقولون ما هذا العبط؟ و
ندما تترك عنك المال الحرام، وطرقه الشيطانية التي أولها الديمقراطية، يقولون ما هذه السذاجة؟
عندما تعتكف في بادية بعيدا عن تكالبهم على الدنيا الذي لن يحصلوا منه إلا على ما كُتب لهم، يقولون ما هذا الغباء؟! أما إذا كنت ذئبا منافقا لصا علمانيا آكلا  للمال الحرام والبشر معه، داعية إلى الفتنة، سيصفقون ويتصايحون بإعجاب ما كل هذا الذكاء والحزم والإنتهازية؟!

الفيسبوك يمنع الإعلان لهذا المقال!!
عندهم الحق، ألا يدافعون عن شيطانتهم الديمقراطية؟ عن حقوق مجتمعهم الكاذب الزائفة، وعن عدم التدخل من قريب ولا بعيد في الإنتخابات اليهودية. تأمل في المكتوب أعلاه، مجرد حجج واهية لا أصل لها، ولو كانوا يحرصون على الحق والحقوق لتركوا الفلسطينيين يعبرون عن مظلوميتهم بدل كتم انفاسهم والدعاية لليهود مالكو هذه المؤسسات.
نحن أيضا، يحق لنا الدفاع عن ديننا وحقوقنا، وأولها الحق في الرأي الذي لا يسمحون بما يخالفهم منه! ولو من باب الرأي الآخر الذي يزعمون كفالته، وقد بان كذبهم في ذلك. فضحهم الوباء وكشف مدى كذبهم وإجرامهم، ثم تلته غزة لتنزع عن عورتهم ورقة التوت التي يسترونها بها!
انتقد الوباء بروفيسورات في الأوبئة، فطردوهم من عملهم، وحجروا على حرياتهم، وقتلوا بعضهم. هي حرب إذن. حرب بين الشيطان والحق، كل من ينتقد وبائهم أو يهودهم أو ديمقراطيتهم يعتبر محاربا، الأمر ليس رقيا وحرية بل حرب على الحق وأهله، حرب بين الباطل والحق، وإلا كانت محاورة الإسلام هي أولى أولوياتهم، ألا يزعمون أنهم أهل علم وحق؟ فلماذا يماطلون ويفترون بالإرهاب ويتهربون ويغشون؟
يحق لنا الإعتراض على ما نراه باطلا ينهش في أرضنا وديننا، خاصة إذا كان آتيا من عندهم، ولا تأتي الخبائث في هذا الزمن إلا من عندهم لأنهم جنود الشيطان، وهو محارب للحق وأهله، لا يرتاح أبدا من حربهم.
وفي جميع الأحوال يجعلك الفيسبوك واليوتيوب والتيكتوك، تدرك أنه إذا كانت صفحاتهم الإجتماعية بمثل هذه الشراسة لمجرد أننا مسلمون، فما بالك بطائراتهم الحربية ودسائسهم الكيدية؟ عليهم اللعنة، وعلى كل من يؤمن بما عندهم، وحفظنا الله والمسلمين من شرهم.

اسأل نفسك لماذا كل المعارضة اليوم تدعم الرئيس؟ ألبرنامجه المفرح للشعب من دونهم؟
لو كانت الديمقراطية حقيقة ملموسة لكان هدفهم هو الشعب، تحسين ظروفه بدل ظروفهم التي لا يمكن لشيء أن يحسنها لكثرة مشاكلهم وطلباتهم! يريدون قطعة من لحم الدولة المرمي للكلاب بفضل الديمقراطية.

لم يتغير شيء منذ حملة التسعينات، غير تزايد الضجيج وارتفاع عدد الغوغاء، وتزايد المنافقين والمصفقين. وكالعادة تحولت العاصمة إلى بادية، وهي أصلا بادية! ولا أسخر من البادية فهي أجمل وأكثر بركة. فتناثرت الخيام حول الشوارع المعبدة مميزة لها بفجور البذخ والنفاق، وطمع البُناة في المزيد من المال الحرام الذي يعتقدون أن الرئيس وسيلتهم إليه.
وتأثثت الخيام بأفخر الأثاث كأن أصحابه كرماء إلى درجة رميه للمارة والأطفال يتمرغون فيه. وصدح اسم الرئيس في الأجواء بنغمته المميزة ليطغى على أسماء المنافسين. وازدهر سوق الطرب والعجب، وتسابق الفنانون مادحين لكل من هب ودب بما ليس فيه – كعادتهم.
وطغى النفاق كما لم يطغ من قبل، وطغى معه التجريح في وسائل التواصل، كل يتغنى بليلاه ويقدح في الأخرى.

وبدأت السيبة الديمقراطية تؤتي أكلها، فهدد البعض بالمروق إن لم ينجح في الإنتخابات، لذا على الدولة عدم تكرار خطأ الرئيس المصري السابق مبارك – رحمه الله، فقد غره الغرب بإعطاء المخربين المتظاهرين حقا، ومتى كان في التظاهر حق أو بركة؟! فتركهم المسكين ينبحون، فكانت النتيجة زوال حكمه، وكاد البلد أن يشتعل.

إن الديمقراطية كذبة، وحقوقها أكذب، فلا تغتروا بها، ولا تعطوا الدنية للغرب ولا لبيرام ولا لأي مغرض آخر. لا تسمحوا للشعارات الزائفة بأن تشعل البلد، فالحق واضح وكذلك الباطل، فخذوا بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الدعوة إلى الفتنة، أو إلقاء حجر على مسلم، عاقبوه ليكون عبرة لمن يعتبر، وحذروا الحقوقي من مغبة إشعال الفتنة.
ومن ذلك إهانة صور الرئيس، من فعل ذلك لن يترد في رمي حجر على مسلم، أو فعل ما هو ادهى، فحاسبوا على بوادر الفتنة تسلم لكم النهايات، أو تقاعسوا وسيشعل البلد، لا قدر الله، فالكلام الساقط والعنصرية أمر أصبح لا يخفى، ةهي “الظاهرة البيرامية” كما أسميها! والتي أعتقد أنها في نواكشوط أقوى منها في بقية المدن! ولا أدري.
فيجب على القانون المعاقبة عليها بصرامة، وأي تقاعس في ذلك سيؤدي إلى المزيد من التطاول، فيجب جعل الفاعل عبرة لمن يعتبر، فالبشر يخافون ولا يستحون، وإذا لم تخيفوا المغرضين أخافوكم.
لا تغرنكم الديمقراطية الكاذبة بقولها إن من تصدر كالرئيس أصبح مسخرة لكل من هب ودب، يسيء فيه من يشاء، ويبصق عليه، لا، العكس هو الصحيح عندنا نحن المسلمون، يجب احترام من تصدر، خاصة الحاكم فهو ولي أمر، ومن أخل بذلك وجب صفعه والتنكيل به لأنه محرض على الفتنة، فلا تغرنكم الديمقراطية بعبثها السخيف، ولا تغرنكم حقوق حيواناتها الكاذبة. لذا يضمن هذا المقال كلاما شديد اللهجة في الغرب قبل الديمقراطية، لأنه أصل البلاء، ولأنهما معا وجهين لعملة شيطانية واحدة هدفها الأول والآخر هو إفساد الدين والبشر.

قال أحدهم في الحقوقي المتبرم: “إخوتي لست عنصريا، ولكني أحب هذا المخلوق الحقوقي، نعم إنه يشذ كثيرا عن قواعد اللياقة والحديث، إلا أني أحبه، وذلك كله مجرد كلام، أعطوني دليلا واقعيا يمنعني من حبه؟
فكتبت له: تحبه على ماذا؟ الدليل الواقعي الذي تطلب متجسد أمامك! إنه تنامي الفتنة بين المسلمين بسببه، مع العلم أن الظلم أمر عادي في الدنيا، وعفا الله عما سلف عند المسلمين وجميع العقلاء. لا يتحمل البيظان ما فعله أسلافهم إن كانوا فعلوا شيئا – هل كنا معهم، هل نحن مسؤولون عن أفعالهم؟!، ولا تزر وازرة وزر أخرى. والناس يظلم بعضهم بعضها منذ بداية التاريخ، بدأ ذلك بأبني آدم ولن ينتهي إلا بقيام الساعة، فلماذا كل هذا الضجيج والصراخ؟ هل أصبح شيعيا لا تنقضي أحزانه وثاراته أم ماذا؟
صدقني سيأتي اليوم الذي يستعبد فيه المسلمون الأوروبيين من جديد (قربه الله)، فلا تستغرب من سنة الحياة. ولو اهتم كل منا بنجاة نفسه من جهنم لكفاه ذلك، فهو غير مسؤول عن غيره بل عن نفسه فقط ورعيته.
ولو كان هذا الحقوقي حريصا على طائفته، لتقاسم معها ممتلكاته! ولقلنا حينئذ إن معه الحق، ولكن أكثرهم يؤكد أنه يستغلها لمصلحته، وهذا هو حال كل السياسيين والحقوقيين.
ليتقاسم معهم غدائه وعشائه إن كان حقا حريصا على رفاهيتهم، ولا أحد حريص على أحد!، الأمر كله كذب في كذب، المهم عند الأكثرية هو المصلحة فقط.
أما محاولة البعض تحويل الدنيا إلى جنة ديمقراطية تسكنها المساواة، ويتقاسم البشر فيها الثروات بعدل ورضا، ويعم الخير وتحل البركات، فهيهات، لن يحصل من ذلك إلا المقدور، وهو قليل بالمقارنة مع الضنك والشقاء والضلال، بدليل الواقع. ألا ترى كيف يتبع أكثرهم الكفار اليوم، متخذين من طرقهم وأولها الديمقراطية، سبيلا إلى السداد والفلاح؟
لا توجد عدالة في العالم، وأكذب الدول فيه هي الدول التي تزعم أنها كبرى، فهي صغرى جدا، وأكثر تخلفا وكفرا من كل الدول، لأنها مبينة على الظلم والقرصنة، وأساس ذلك هو الديمقراطية وحقوقها! فأين العدالة المزعومة في هذا النظام الشيطاني؟ هل رأيتم منها شيئا في فلسطين وغيرها؟ بل نحن نتوجس خيفة منهم في كل ساعة، فقد يسلطوا علينا مالي أو السينغال، أو يشعلوا حربا أهلية بهذا المخلوق أو غيره، لا قدر الله، فهل مثل هؤلاء المفسدين في الأرض يستحقون التبعية؟
أين حقوق المسلمين في دولهم، بل أين حقوق السود فيهم هم؟ ألا يعاملونهم بالعنصرية الحقيقية، عنصرية من لا يعرف رب العالمين! أما عندنا فنحن لا نعرف العنصرية، نعم يوجد الحسد والحقد المتبادل أحيانا بين بعض الجهلة والمخابيل من أهل العين والطمع وغيرهم، لكن العنصرية كما تُعرف في الغرب غير موجودة عندنا، ومن أراد معرفة ذلك فليسافر إليهم، سواء كان أسودا أو أبيضا، وسيعلمونه درسا يجعله يحمد الله على نعمة بلده. إنهم يكرهون الواحد للونه، لمجرد لونه!!! تصور، عجبا لهم، كأنهم المميزون، وهم أقبح الناس بعد الشياطين. كيف يتميز من لا يعرف ربه، وأكثرهم كافر محارب للحق وأهله؟
لو عرفتم دينكم واعتززتم به لأحترموكم، ولعرفوا أقداركم. لقد كان المسلم في زمن الإسلام عزيزا، إذا مر في طريق لا يوسعها للرومي الذمي ليجعله يحس بالدونية نتيجة ذنب الكفر العظيم، فقارن ذلك بحالنا اليوم، بعضنا مستعد للتخلي عن دينه لأجلهم! وكيف يحب المسلم أو يوالي من يبغض خالقه ورسوله؟
لا أقول أن على المسلمين الإعتداء عليهم، لا فتلك جريمة وقلة عدل، هدفنا في الدنيا ليس تفجير الناس بل إحيائهم بالإسلام من خلال هدايتهم، لكن على الأقل يجب عدم التأثر بهم إلى درجة هذه التبعية العمياء المخزية.

عندما يذهب مثقفنا إلى الغرب لا يجلب الرقي والتطور مثلما يفعل المثقف الصيني والياباني إذا ذهب إليهم، يرجع إلى بلده وقد سرق أفكارهم – التي سرقوا من المسلمين أصلا – ويطورها، أما مثقفنا الغبي فيرجع بالتاتو ومن غير هدوم ولا دين! داعية إلى سفور المرأة وعهرها، حرب على الدين الذي لم يفعل له شيئا، كأن في ذلك حل لجميع مشاكله أو مشاكل البلد. ثم إذا تأملت وجدتهم يتبعون أراذل الملحدين في كل شيء، يضعون على رؤوسهم قبعات قبيحة مثلهم، ويشربون الخمر، وينادون بالديمقراطية والحقوق التافهة، وبحرية المرأة التي تعني فجورها وشذوذها، وبالشذوذ الآخر.

الدنيا ليست جنة إلا عند المغترين بها، ولن تكون أبدا، ومن عمل على تحويلها إلى جنة ضاع عمره وجهده ودينه، فتكفي المؤمن جنة قلبه التي يرتاح فيها للقرآن وفعل الخير والصالحات، تكفيه جنة الحلال التي لا خطر فيها ولو كانت في أقصى بادية.
انظر كيف أضاع الدواعش حرصهم على تحويل الدنيا إلى جنة ترتع فيها الخلافة الإسلامية، وذلك أمر مستحيل، وليس من أهداف الإسلام، لأن الدنيا قذرة لم تخلق لذلك. لم ينزل الإسلام ليسود، بل لتؤمن به قلة من المتميزين فقط، ويكونوا فائزين، جعلني الله وإياك منهم.
أما غيرهم ففي جهنم وبئس القرار، لن ينفعهم تحضرهم ولا رقيهم، لذا ورد في الحديث أنه من كل 1000 إنسان، 999 إلى النار، فاحسبها وانظر كم حولك من الناس الجيدين، وستعرف أن الدنيا ليست مصممة لكل ذلك الرخاء والتحضر والإنجازات المزعومة.
وجنود الشيطان اليوم هم الغربيون الذين انخدع فيهم أكثر المسلمين رغم ظلمهم وفجورهم وكفرهم المعلن الظاهر، حتى أنهم لا يستحون من إعلان العداوة والبغضاء لكل ما له علاقة بالإسلام والمسلمين، ومع هذا يحبهم هؤلاء السياسيون والحقوقيون لأنهم منهم.
الدنيا دار امتحان، وليس بالإمتحان السهل، خلقت لتكون صعبة قاسية لا يُنجي منها إلا التقوى والتوكل على الله والصدق، وعند الإمتحان يكرم المرء أو يهان.
ومن لم يدخل جنة الدنيا فقد لا يدخل جنة الآخرة، وجنة الدنيا لا تكون في مقرات الأحزاب والمنظمات الحقوقية، ولا في أروقة التآمر على المسلمين، وبيع الأمة والدين، ولا في الأجواء المشحونة بالحسد والكراهية، والتنافس على المال الحرام الذي يشتعل في بطون أصحابه، والعياذ بالله.
أساس الفلاح هو سلامة القلب، قال الله تعالى: “إلا من أتى الله بقلب سليم”، فانظر هل قلبك الجميل يحقق ذلك الشرط، فهو مفتاح دخول الجنة، لا طول اللحية وكثرة الطاعات على انعدام طهارة وتقوى، أو النضال السياسي والحقوقي السخيف.
أهم شيء هو تقوى الله، أي وضع الله في الحسبان عند الإقدام على أي فعل، وإن أخطأ الواحد بعدها في اليسيير ولم يصر عليه، فكلنا خطاؤون، والجاهل المتقي لا يضره جهله إن حقق أركان التقوى ولم يتبع شيخا من أهل البدع ولا معمما ولا يهوديا ديمقراطيا، ففي هذه الحالة هو خير من العالم الغير متقي.

قال أحد المدونين: “مما يميز حزب تواصل سمت أهله، فرجاله ملتزمون باللحية، ونسائه ساترات”، فقلت له: وعلى ماذا؟ على اتباع طرق الكفار، وأولها الديمقراطية والكذب الذي لابد منه فيها، أم على اتباع جماعة الإخوان الضالة التي هي جدة داعش أم أمها القاعدة؟

كذلك من المهم معرفة صفات أهل الجنة التي في الآيات التالية ، فلم يذكر الله تعالى فيها كثرة الطاعات والمحاضرات. قال الله تعالى: “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ”. لاحظ الترتيب: بدأ بالتقوى، ثم أتبعها بأشياء متعلقة بمعاملة الناس، أولها الإنفاق، فليفرح الكرماء والمحسنون، فكم في الكرم من ميزة جميلة يحمدها الناس في الدنيا قبل الآخرة، وكم حض ربنا سبحانه وتعالى على الإنفاق ومدح المنفقين في كتابه الكريم.
ثم ذكر كظم الغيظ، لأن عكس ذلك يؤدي إلى أمر خطير وهو سواد القلب، والعياذ بالله. وقلب المؤمن يجب أن يكون صافيا على الدوام، سليما من كل متعلقات الشيطان، فهل من كظم الغيظ التنمر على المسلمين بالعنصرية والحسد على النعمة وغير ذلك؟!
ثم ذكر العفو، وهو أعظم وأسمى وأجمل صفة. فوصف أصحاب هذه الصفات بأنهم المحسنون، ربما لأنهم زادوا بها على التقوى.
ثم أكد بعد ذلك أنهم قد يخطئون، لأنهم بشر، والبشر خطاؤون، لا توجد ملائكة تمشي بيننا، المهم هو التقوى وسلامة القلب، وكل ما بعد ذلك من أخطاء إن وقعت، ستكون خفيفة إن لم…
انتبه، فهي الصفة التالية، قال تعالى: “ولم يصروا على ما يفعلون”، هذه هي المهمة، فليس معنى تحقق الشروط السابقة التساهل مع الذنوب، لذا وجب الإبتعاد عنها بالإستغناء بالحلال عن الحرام، فلكل حرام بديل من الحلال، ولكن الشيطان يصعب الحلال على الناس ويسهل الحرام علبهم.
والرضا والقناعة هما أهم شيء، يوجد من يعيش في بادية صافية الأجواء متسعة الأرجاء بين الأنعام الرائعة المريحة للنظر، وحياته أفضل وأجمل وأكثر بركة من حياة أغنى أغنياء العاصمة العكرة، فبماذا زاد على الأغنياء؟
زاد بحياة القلب والرضا وبركة التقوى والطاعة في ليالي الصحراء الجميلة التي يخيل للواحد أن نجومها التي تزين سمائه تكاد تلامس رأسه! هل جربت ذلك الإحساس؟
يمكنني إيقاف المحاضرة هنا والعودة إلى الحديث عن المنافقين الحقوقيين والسياسيين، لكني لن أفعل لأننا دخلنا في الأجواء السعيدة، قال الله تعالى: “أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ”، فجازاهم بالمغفرة، وتعني رضاه التام عنهم وحبه لهم.  ثم ذكر الجنة التي سيرونه فيها، ورؤيته سبحانه وتعالى أعظم لذاتها، وما أدراك أيها الغافل السياسي ما الجنة؟ تلك الأراضي المتدرجة في العلو، الجميلة النظيفة، الخالية من كل ما يزعج ويقلق، فلا شقاء فيها ولا أحزان ولا أمراض ولا موت، بل لا خبثاء ولا غل ولا أحقاد. قال تعالى: ” مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ”.
فيها كل ما نحب ونشتهي، صدق أو لا تصدق: طولنا فيها 40 ذراعا على طول أبينا آدم عليه الصلاة والسلام، واللذة الحاصلة أضعاف أضعاف الموجود منها اليوم!
وفيها الحور العين اللواتي لا يمكن تخيل جمالهن، إضافة للأزواج الصالحين. والملائكة يدخلون علينا من كل باب يهنؤوننا إن شاء الله بتلك الدار الجميلة البراقة المريحة، يقولون: “سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ”.
احذر: لابد من الصبر، وهو صعب جدا، وهو أحد أركان النجاح في امتحان الدنيا إن لم يكن المسألة كما في امتحانات الحساب، والتي يعجز عنها أكثر الناس. وفقني الله وإياك للخير وجميع المسلمين.
ومن أراد منها شيئا ظهر له في لمح البصر. وأدنى أهلها يجلس في قصره يملك أكثر مما يملك أعظم ملوك الدنيا، إضافة لأهم شيء، وهو الخلود في ذلك النعيم، في ذلك المكان الرائع الجميل المريح، بين المصطفين من المخلوقات، في تلك اللذات التي لا تنقضي، والتي لا عجز عنها ولا شبع منها.
رخاء ما بعده رخاء، ونعيم وجمال بلا حدود، وصحبة رائعة للملائكة والأنبياء والرسل وخير الناس، ورؤية لرب العالمين ومخاطبته بدون حجاب. أتقارن هذا بشهوات الدنيا وجميع أموالها التي لا فائدة لها؟!

انظر كيف حاول الإخوان تحويل الدنيا القذرة إلى جنة ديمقراطية يتساوى فيها الكل في الحقوق، تقام فيها الخلافة الديمقراطية التي يؤمنون بها (لغبائهم، لذا سميتهم شخصيا بالإخوان السياسيين)، فخذلهم الله حتى لم يعد لهم حس، فأين هم الآن؟ حتى هذا الحقوقي – هداه الله، أصبح أكثر صيتا منهم.
وتركيزه على عرقه في حد ذاته، أمر لا يفعله مسلم، لأن الأخوة بين المسلمين في الدين لا العرق، فكان عليه ترك ذلك للذين يؤمن بهم في بلجيكا وأمريكا من الكفار دعاة الديمقراطية والحقوق الكاذبة التي لا وجود لها على أرض الواقع.
لا أحد مسؤول عن مشاكل أحد في هذه الدنيا، والرازق هو الله وحده، لا يمنع من رزقه أحد، ولا يعطيه أحد بدون إذنه، ومن كُتب له شيئا طارده ذلك الشيء حتى يقع بين يده، ولن ينفعه نفاقه للغرب بالدعوة إلى السفور والعلمانية، ولا للرئيس ببناء الخيام والسياسية، ولا لغيره.
لن ينفعه لعياط في التيكتوك والفيسبوك، إلا أن يشاء الله، فقد كُتب له نصيبه من الدنيا منذ كان في بطن أمه، ولن يحصل منها إلا على ما قُسم له.
قلت له: لعلك تلاحظ تنمر بعض المسلمين اليوم على إخوانهم في كل مكان، ونظرات الحقد  والحسد والبغضاء التي لم تكن موجودة من قبل هذا الحقوقي، حتى أن البعض قد يقفز على أخيه ظلما وحسدا، أو يغشه أو يخونه، ألا يمكن أن يكون كل ذلك بسببه؟ فهل سن في المسلمين سنة حسنة أم سن سنة سيئة عليه وزرها ووزر من تبعه فيها؟ وهل هذا مما يُحب عليه المرء؟
أين حرقه لكتب المسلمين ووصفها بكتب النخاسة؟ ووصف علماء البلد بأبشع الأوصاف، وأكل غيبتهم بالسخرية من لحاهم بدلا من مناظرتهم بالحجج والبراهين، لم نره يوما تجرأ على دعوة أحدهم إلى مناظرة في قناة تلفزيونية أو راديو، وكان عليهم هم دعوته لإخماد فتنته.
حتى الدواعش أشجع منه، فقد ناظروا بعض العلماء لأنهم يعتقدون أن في جعبتهم شيء، أما هو فجعبته خاوية، ويعرف ذلك جيدا. وليس وحده في ذلك، حتى أصحابه الغربيون لا يجرؤ أحد منهم على مناظرة الإسلام، وهذا ظاهر، وهو سبب ابتعاد الإعلام الأمريكي والأوروبي تماما عن ذكر الإسلام بغير الكذب والإفتراء الذي يشوهون به سمعته ظلما وعدوانا، وإلا لأجلسوا منذ اليوم الأول قساوستهم وفلاسفتهم، على طاولة المناظرة مع علماء الإسلام ليفضحوه ويكشفوا للناس أنه لا شيء أمام أفكارهم الديمقراطية ومذاهبهم الفلسفية الجبارة، لأنه أبغض شيء إلى قلوبهم، لكنهم لم يفعلوا ذلك ليس احتراما له ولا للمسلمين، بل خوفا منه على أتباعهم، فالحمد لله على نعمة الإسلام.
وإذا أردت ان تعرف ذلك فابحث في اليوتيوب عن “مناظرات الهايدبارك المترجمة”، وسترى كيف يحطم شبابا من المسلمين – ليسوا بعلماء، كبار القساوسة والعلمانيين واليهود.

أين صحبته لليهود والنصارى وتلقيه للدعم المعنوي منهم وربما المادي معه كما يؤكد البعض؟
ما هو برنامجه بعد الفوز بالرئاسة؟
هل يتضمن الإستمرار في الحط من شأن الدين وكتب أهله وعلمائه؟
هل يتضمن جلب الحريات الغربية التعيسة، التي قد يكون منها فتح البارات كما ذكرت إحدى النبيهات في التيكتوك، عكس الأبله الذي وصف مقالنا هذا بالبلاهة.

أنصار الرئيس واثقون من فوزه، وبالمناسبة ذلك من سنن الحياة لأنه الحاكم، والبقاء غالبا للأقوى، فكيف تغير تلك الحقيقة انتخابات ديمقراطية كاذبة سخيفة يتقافز فيها المدنيون أمام العسكريين؟
لو كانت الديمقراطية شيئا لرأينا آثارها على أهلها على الأقل، فأين هم من مبادئها وشعاراتها البراقة التي صدعوا رؤوس الناس بها؟ أين هم من فلسطين والعراق وسوريا وليبيا؟ أين هي عندما يظلمون المسلمين حتى في بلدانهم، حتى جعلوهم يعيشون بين الأمرين، مرارة الكفر ومرارة القهر؟ (عجبا لمن يهاجر إليهم).

لا يوجد اقتراع نزيه، بل الوعود فقط، وهي ثالث زاوية من زوايا الديمقراطية الملعونة حشب هذا التقرير، تلك الديمقراطية التي هي بحق شرع ابليس في هذا العصر.
تأمل في القوانين الديمقراطية عندنا، مرة يمنعون تداول البلاستيك! ومرة يمنعون دخول المساجد مثلما حدث في فترة الوباء الكاذب، ومرة يمنعون الأبناء من القيام بامتحان الباكالوريا لسبب أو لغيره، أو يحدون سن العمل بثلاثين أو أربعين. مجرد لعب بالناس وفقا لهوى السياسيين المتقلب، مجرد قوانين مضنية متتالية يضعها المنافقون الجالسون في مراكز اتخاذ القرار بما يسمونه بالأغلبية (والمفروض أن يكون الإختيار للأعقل والأكثر دينا، لا للأغلبية السخيفة)، وحتى هنالك يفرض عليهم ما يقررون، ويزعمون أنهم يمثلون الشعب، والشعب منهم براء.
حفنة من الشياطين تجلس تحت تلك القبب، لا تمثل الشعب من قريب أو بعيد، فالشعب لا يسجن نفسه كما حدث في فترة الوباء، ولا يفرض عليها لقاحا ساما!
وفي فرنسا تتالى القوانين الضنك على الفرنسيين والمسلمين معهم، كمنع استخدام مياه المطر مؤخرا، وتحريم كتابة كلمة “حلال” على لافتات الجزارين المسلمين التي لا تعني الكفار في شيء! ويوقلون هذه أرضنا نحن أحرار فيها، وليست أرض المسلمين، فلماذا لا نقول لهم نحن بدورنا هذه أرضنا أرض الإسلام سنطبق فيها حدود ربنا ونركل ديمقراطيتهم بعيدا؟! لاحظ، جعلوا ديمقراطيتهم قيمة عالمية ففرضوها على كل الدول، أما الإسلام الذي هو القيمة العالمية الحقيقية فقد جعلوه محليا! عجبا لهم.

إن عمل السياسيين في كل مكان هو الدعوة لسيادة مذهب الشيطان من كفر وفجور وشذوذ، وتغييب لكل ما له علاقة بالحق المنزل من رب العالمين. والدنيا مبنية على الخير والشر، على الرب سبحانه وتعالى وعدوه الشيطان، وأكثر الناس يختارون التبعية للأخير.

ماذا الذي يمكن أن يضع هذا الحقوقي في الرئاسة غير ضعف الرئيس، أو عدل أمريكا الديمقراطي المزعوم، عدل التناوب الكاذب الغير مطبق حتى فيها.
ربما يحاولون الآن فرض قبول الرئيس بالتناوب المشؤوم، وتداول السلطة كما يزعمون، مثلما فرضوا الديمقراطية على معاوية، خاصة إذا كان يرغب في العزلة والراحة من عناء السياسة الممل، سيستغلون ذلك ويحاولون أن يوفروا له المغريات ليفعل كنوع من الرشوة! خاصة إذا كان الحقوقي وليا من أوليائهم الكبار، وقد لا يكون لأن من يتولهم يخرج من دائرة الإسلام تماما كما أكد الله سبحانه وتعالى في كتابه بقوله: “ومن يتولهم منكم فإنه منهم”. واعتقد شخصيا أن الموريتاني قد يبيع كل شيء إلا دينه، وهذا ما لا يزال يميزنا عن الكثير من الدول، وربما هو الذي يؤخر كيدهم لبلدنا على قول المصريين: امش مستقيما يحتر فيك عدوك، أي لا تتجاوز الخطوط الحمراء التي وضع لك ربك، تسلم.

وهذا يدعونا للحديث عن بعض أركان الديمقراطية السخيفة توعية ونصحا للمسلمين. لدينا 3 أركان لأحد مثلثات الديمقراطية الشيطانية الكثيرة، وهي: “الكذب” و”النفاق” و”الوعود”:
الركن الأول الكذب. لا حاجة إلى التفصيل في علاقة الديمقراطية بالكذب، يكفي أنه أساسها، فالسياسي الذي لا يكذب ليس بسياسي!! وهذه المقولة هي أساس السياسة، يعني أن البيع عند السياسيين أمر سهل وعادي جدا، لذا تجدهم يبيعون كل شيء حتى دينهم وبلدهم والمقربين منهم، ويخونون ويغدرون، ويعضون اليد التي امتدت إليهم وآخرها يد الرئيس السابق التي عض أغلبهم، وسيعضون يد الرئيس الحالي والذي يليه، وهو يعرف ذلك، لكن ما العمل، نفاق البشر لا يمكن نزعه من القلوب.
وكفى بصفة الكذب بيانا لما عليه الديمقراطية وأهلها من خبث وقبح وقلة دين ومروءة، فالمسلم يكون كل شيء إلا كذابا.
الركن الثاني النفاق. ويتضمن الكذب فهو أساسه. لكن المقصود هنا هو المنافقون. السياسيون الحقوقيون أصحاب المنظمات الديمقراطية، وكل من يتعلق بقطار الديمقراطية من المرتزقة. ومنهم من وصل لدرجة منافقي المدينة ببيعه دينه وبلده للغرب.
تقوم الديمقراطية على السياسيين، وأكثرهم منافقون، لا تقل لي إن فيهم الصادق الأمين، فلا محل له من إعرابها اليهودي.
والسياسيون هم سبب تمكن اليهود من أمريكا وأوروبا، باعوا لهم أنفسهم ودينهم، ورضوا بالتبعية لهم، فأصبحوا علمانيين عبيد لهم، وهو حال ماكرون عندما يفتخر بعلمانية فرنسا في كل المناسبات ويناصر اليهود، وهو يحسب أنه يحسن صنعا.
لذا يحتل اليهود أمريكا اليوم أكثر من فلسطين، والفضل في ذلك يعود للديمقراطية التي خدعوا بها الناس، بقوانينها التي يعتقدون أنها منهم، وهو الغرض الأكبر منها، أي: “السيطرة على الناس” مثلما يسيطر كل صاحب مال على السياسيين المنافقين، في كل مكان.
طالع البحث الكاشف لحقيقة الديمقراطية هنا، ففيه ما يفضحها ويكشف عورها بفضل الله.
وكذلك عندنا، رضوا بالدون، ولا يزالون يقدمون القرابين للشيطان من دينهم وأمانتهم وصدقهم ووفائهم بالعهد.
فليعطي الواحد منهم الله ودينه نصيبا من كلامه السياسي البارد، بدل إعطاء الوطنية السخيفة الكاذبة والحقوق كل النصيب. قولوا للكاذب حدثنا عن الله ورسوله، ماذا تعرف عنهما؟ كيف ستقوم بأمر المسلمين؟ اسألوا حارق كتب المسلمين بأي مذهب تصلي؟ بل بأي مذهب ستحكم إن حكمت؟
الركن الثالث الوعود. اللعبة الديمقراطية مبنية على المصالح، لا يهم ما يُدفع في مقابلها من دين وكرامة وماء وجه. أما في الغرب فلأجل المصالح وصل السياسيون لدرجة القتل، فأصبحوا قتلة بسن القوانين التي تفجر الأبرياء في كل مكان من الأرض، كسوريا وغيرها، وغزة الآن في هذه الأيام! ويتهمون الإسلام بالإرهاب!كم قتلت داعش مقارنة بما قتلوا ويقتلون؟
أيديهم ملطخة بالدماء، عجبا لمن يصافحهم من رؤسائنا، ألا يخشى من تعلق بعضها بيديه، ومشاركتهم في الوزر نتيجة تلك المصافحة المشؤومة؟!
ما كل هذه الثقة فيهم؟ ما كل هذا الحب والتقدير؟! وعلى ماذا؟ أعلى طيبتهم وسلامة قلوبهم، أم على حسن أفعالهم السيئة؟
وحتى اليوم رغم كل ما يفعلون في غزة، لا زال حكام المسلمين يستقبلونهم بالتمور. عجبا لهم! والحقوقي يفخر بصحبته لهم، ويتعاون معهم فيما يعتقد أنه حقوق، وهم أظلم الناس!
ومن أراد من السياسيين الوصول لمرتبة رفيعة في الغرب كالرئاسة وغيرها، وجب عليه أن يُميت قلبه أو يكون شاذا أو من دعاة الشذوذ، محبا لليهود محاربا للإسلام، هذا هو شرط الفوز بالرئاسة في جميع الدول الغربية، لا نزاهة الإنتخابات الكاذبة.
لذا تجدهم في أمريكا وبريطانيا يفتتحون حملاتهم الإنتخابية الرئاسية بتقديم فروض الطاعة لليهود بسب الإسلام والمسلمين، والوعد بالتضييق عليه وعليهم، واحتلال بلدانهم. ألم تسأل نفسك لماذا؟!
لأنهم يعلمون جيدا أن اليهود يحتلونهم ويسيطرون على بلدانهم، وأنه من المستحيل أن يتقدموا قيد أنملة في السياسة أوو غيرها، بدون رضاهم عنهم، ومن تبعهم منهم حولوه إلى عبد وملحد ومجرم قاتل.

الديمقراطية لعبة مصالح خبيثة، وقد تتحول إلى أكبر تجارة في بلدنا، حتى أنني أخشى أن يقوم عليها الإقتصاد – الربوي أصلا، قريبا، لأن الجميع أصبحوا سياسيين يتاجرون بألسنتهم ونفاقهم، فكم من الملايين بل المليارات تتحرك من خزانة الدولة إلى جيوب الداعمين والمعارضين بسبب الديمقراطية اللعينة؟ انظر فقط إلى رواتبهم، لا بارك الله فيهم، كم هو راتب رئيس المعارضة؟ كم هو راتب النائب في البرلمان؟ كم، وكم.. والفقراء جياع!
ومن قال لك من ممارسيها انه يمارسها لأجل الشعب وتحقيقا لقيمها (الزائفة)، فقل له: اخرس يا كذاب، يا منافق، عن أي شعب وعن أي قيم تتحدث؟ تحدث عن شعب بطنك، فأنت تمارسها لأجله وحده.
من قال لك إنه يهتم بغيره مثملا يدعي هذا الحقوقي الساخط، فقل له يا مخادع، لا أحد يهتم بغيره من البشر إلا المتقون، ولست منهم قطعا، وإلا ما كانت هذه دعوتك، فتقاسم مالك وبيتك مع غيرك إن كنت صادقا، ولا تعد بما ليس في يدك من ثروات البلد، ابدأ بما في يدك، هل أعطيت أحدا شيئا غير الكلام؟
لقد انتبه الكثير من المتعلمين اليوم لمردودية السياسة (أو النفاق بمعنى أصح) من المال الذي قد يكون حراما والجاه التافه، فانغمسوا فيها مثل الضفادع البشرية، فأفسدتهم وأفسدت البلد.
أصبح العاطل لا يبحث عن وظيفة بسيطة تغنيه عن الحرام فقط، بل عن مرتبة عالية ينهب فيها البلد بغير حق! وسيلته في ذلك هي السياسة الديمقراطية. أصبح يطمع في مرتبة في البرلمان، أو رئاسة وزارة أو إدارة من خلال النفاق السياسي، أو حتى رئاسة الجمهورية. لذا تستغرب من بعضهم عندما يتطاير الريق من شدقيه في البرامج التلفزيونية والمهرجانات، وهو يؤكد ولائه المعدوم للرئيس والبلد.
وأحيانا يسعد الكذب والنفاق الرؤساء والكبار، فما العمل، هم بشر، يحبون كغيرهم من ينافق لهم.
ترى الممدوح يهتز طربا عندما يمدحه الكذاب المنافق أمام الناس بما ليس فيه ولا في آبائه ولا أجداده، فيرمي عليه كل ما في جيبه من نقود، بل لو استطاع لخرج من نفسه ورماها عليه مكافأة.

ويوجد بعض المناكيد الذين كانوا لا شيء وجدوا في السياسة فرصة للنفاق والمحسوبية، فاحتلوا بذلك مراتب لا يستحقونها، ولأجل ذلك بنيت خيام الحملة، وارتفعت الأصوات باسم المطموع فيه تزلفا ونفاقا، وضاع الصالحون من الناس في ذلك الهرج والمرج.
أصبحت الديمقراطية الملعونة مصدرا للمال الحرام الذي يبدو أنه أكثر إغراء لعلية القوم من غيره، لا يتورع عنه الكبير قبل الصغير. وقل الإعتراض على الديمقراطية وأهلها، واختفى انتقادها وانتقادهم تماما. بل أصبح من الغباء وقلة الدين، يقولون: أهبل على رأي الأهبل السابق.
لا تجد أحدا ينتقدها لأن انتقادها يهدم مصالحهم الشيطانية التي أصبحت أهم وأغلى من الحق والدين.
فكتبوا ونعقوا وغنوا وصفقوا، لأجل مصالحهم، ففسدوا وأفسدوا.
اسأل الرئيس السابق عن المنافقين، فهو أقرب المتأذين من نفاقهم، حتى الرئيس الحالي سيتخلون عنه عندما تنعدم المصلحة، ستتغير الوجوه وتسود وتكلح عند أول بادرة، فعليه تقديم أهل المروءة على المنافقين، ومن إذا وضعه في مرتبة حصلت البركة للجميع وثبت الأجر.

إذا أخلصت للغرب في حربك على نفسك ودينك وأمتك، أعطوك اللجوء، ووعدوك بالرئاسة لأنك أصبحت كلبا في أيديهم، وهذا هو حال السياسيين في الغرب وبعض المدونين المقيمين فيهم الذين تحول بعضهم إلى أبواق لهم، رسل الشيطان أرسلهم بكتابه المسمى بالديمقراطية وحقوقها! فعليه الحذر، فقد يستدرجونهم بأي طريقة ليبتزونهم.
والنفاق هو واقع الذين ينبحون تحت خيام الحملة اليوم لأجل مصالحهم، ولو أخذوا طريق السوق لكان خيرا لهم.
متى كان المنافق الخسيس الوقح يستحق مرتبة أو سيادة؟
كيف يضعونه بهذه التعيينات وزيرا أو مديرا في مصلحة لا تعرفه ولا يعرفها؟! اين الذين أفنوا أعمارهم في تلك المصالح لا يتقدمون خطوة رغم أحقيتهم بذلك؟ يأتيهم مظلي من حزب إبليس أو إيرا أو غيره، أو من الشارع ليسودهم ويحكمهم بالباطل والجهل والمحسوبية لمجرد أن الرئيس يتقاسم الثروة مع بعض اللئام الذين لا يستحقون غير الصفع على أقفيتهم.
كيف يقبل الرئيس من المنافقين نفاقهم بدل ضربهم بالنعال وحثو التراب في وجوههم مثلما جاء في الحديث.

ومن يعطي هذه الوعود السياسية البغيضة المشؤومة، كمن يعطي مما يسرق، فمرتبة الرئاسة التي يعد بها اليهود السياسيين الفاسدين أمثال بايدن وماكرون في الغرب، ليست ملكا لهم. كذلك الإدارات والوزارات التي يهب البعض في التعيينات ليست ملكا له ليرمي بها للمنافقين السياسيين عندما يرقصون في الأعراس الوزارية. وما أفسد البلد إلا قيام التعيين والتوظيف فيه على المحسوبية.
ثم يقدم المنافق إلى المصلحة أو الوزارة أو الإدارة من عرصات الكذب والأحزاب والقبلية والنفاق، وهو متجرد من جميع القيم والأخلاق، وأولها الإعتراف بالجميل لمن وضعه في ذلك المكان الذي لا يستحق!
فهو في ذلك كالمدّاح اللئيم الذي يعتقد أنه ينتزع ما يُعطي، فيسارع في النهب قبل تعينات مجلس الوزراء القادمة التي قد تطيح به إن لم تنقله إلى مكان آخر يفسد فيه أيضا.
ثم إذا بقي مدة أطول في مصلحة تركها يابسة ينعق فيها البوم، حتى النظام ومبادئ العمل الجاد يفسدها. ويغير تركيبتها بجلب شلة السوء المقربة منه من عديمي الخبرة والضمير ليسود الجهل والعبث واللامبالاة، بل منهم من يفتخر بذلك ويعتبره من قوة الشخصية. فتقل الفائدة المرجوة والإنتاجية، ويحارب ويؤخر ويُمرض نفسيا كل من يعمل بجد، ويحرمهم من أبسط حقوقهم لأنه لا يريدهم فهم يكشفون جهله وعوره، فأي بلاء تجلبه التعيينات السياسية إلى مصالح الدولة وشؤون الناس؟!
ألا يمكن أن يكون على الرئيس من ذلك الوزر الأكبر؟ فهو المتسبب، إضافة لتضييعه لحق رعاياه الذين سيُسأل عنهم يوم القيامة، فمصالح الناس ليست لعبة في يد المنافقين السياسيين ولا غيرهم، بل هي أمانة.
إن مساوئ الديمقراطية كثيرة جدا، تجدون بعضها هنا.

يمكن للرئيس أن يتمسك بالرئاسة فهو القوي المتغلب، المستحق لها في الوقت الحالي نتيجة لخطابه المعتدل، على الأقل، وكل ما في الدنيا ينتزع، فإذا اتقى المنتزع ربه فيه عم الخير (والدنيا تؤخذ غلابا).
دعونا من الديمقراطية والتناوب والإنتخابات، فلا معنى لترك الحكم للمخابيل المدنيين والحقوقيين؟! بل على العسكري – تحية لجنودنا الكرام، التشبث بالرئاسة لكن مع اتقاء الله في الشعب، وكفى. سيسعد الناس ويدعون له، فهم لا يهتمون بالتناوب ولا بغيره، ذلك حلم المعارضين الطامعين في الحكم، بل بمن فيه فائدة لهم، وفقط.

ومع هذا إذا سلمنا بنزاهة الديمقراطية فإن السواد الأعظم من الشعب اليوم مع الرئيس، أما الحقوقي فمعه قلة، ولم تعد هنالك ديمقراطية إن تأملتم، فالمعارضة انضمت كلها للرئيس لأنه وفر لأهلها المنافقون ما يريدون، وهو إشباع بطونهم، وذلك هو أساس جميع مشاكلهم، مما يدلك على أن الحاكم العادل القوي يلقى القبول عند الجميع، فلا حاجة معه لأي انتخابات ولا لأي ديمقراطية، خاصة إذا كانت الديمقراطية لعنة تجلب أمثال بايدن وماكرون والحقوقي.

فكرة لتقاسم الثروة:
ربما هي فكرة ساذجة عند الأكثرية لأن الأصل في الدنيا هو البخل، قليل من يرضا بتقاسم شيء مع غيره، أو يفهم معنى الإحسان، بل يتساءل اكثرنا لماذا أعطى أوقية واحدة لأحد؟ وهذا هو الذي يفرق أهل الخير عن الناس العاديين، فأهل الخير يعطون إنفاقا في سبيل الله، لا ينظرون لسواد أحد ولا لبياضه، بل لله وفقط، لأن من حاسب الناس على الخبث والشر الذي في نفوسهم بسبب الظروف والشياطين، لن يكلم أحدا أو يجاوره، لكن يكفي اتقاء الله فيهم، وطلب الأجر منه عند التعامل معهم لا منهم.
لذا فإن الفكرة مبنية على تقسيم ثروات البلد على الشعب بطريقة مباشرة، وبأي طريقة كانت سواء هذه أو غيرها، فما هي إلا فكرة.
لنفرض أن الدولة تُدخل من ثوراتها مبلغ 100 مليون دولار شهريا، ما رأيكم في تخصيص جزء قليل منها لتوزيعه على الشعب مباشرة؟ الشعب هو مالك الأرض والبحر، والدولة عاملة في دكانه (ثرواته)، فلماذا لا تعطيه مردودية دكانه أو أرضه؟ لماذا يغش النظام الغربي الناس بالخدمات الزائفة من بناء طرق ومدارس تأتي كلها في درجة ثانية بعد غنى الإنسان المباشر إن كان ممكنا؟!
فلا حاجة لإتعابه بالوعود والآمال الزائفة، وإرغامه على الكد في مقابل ما يستحق، وهو نصيبه من خيرات أرضه.
وتكفي إرادة الرئيس فعل ذلك، وسيكون فيه الكثير من الخير له قبل غيره، وستكون سنة حسنة يستمر فضلها وثوابها له.
مليون واحد يساوي 400 مليون أوقية تقريبا، فبدلا من ترك المنافق الصفاق والسياسي والحقوقي ينهبه على حساب الشعب بالمشاريع الوهمية، ألا أعطاه لأصحابه؟
وطريقة ذلك على سبيل المثال توزيع مبلغ من المال في كل شهر على حي من أحياء العاصمة، حتى تكتمل الدورة بالعودة إليه ولو بعد مدة. فيتم توزيع مبلغ 5 ملايين دولار مثلا على ساكنة ذلك حي واحد، و2 مليون على ساكنة حي آخر من أحياء مدينة داخلية أو على قسم منها، وسيعم الرخاء. وسيفرح جزء من الشعب والمسلمين في كل شهر بالمال الوفير، وسيكون هنالك ما يسمى بالأمل الذي هو أهم دوافع سعادة الإنسان وغناه! وسيغتني الجميع في الأخير ويحبون الرئيس والوزير وحتى الغفير العامل في الدولة.
ولن يحتاج الرئيس بعدها للتزوير إن كان يحتاج إليه، بل سيصوت له الجميع بدون تردد، ألا يصوتون لنفسهم؟! وسيفدونه بأنفسهم، ولن يجد أي مغرض فرصة للطعن فيه ولا في تضليل الشعب والوقيعة بين طوائفه ببث الكراهية والعنصرية.
ويكفي الرئيس ذلك الخير، ستغمره الأدعية المباركة، فيفوز بالدارين بدل الضياع السياسي والحقوقي، والضنك.
كل هذا مقابل 5 ملاين دولار فقط، في كل شهر! تجعل الناس سعداء وأغنياء يملكون ثروات بلدهم الموجهة لليهود والنصارى باسم الديون، وللصوص المال الحرام من المنافقين السياسيين والقبيليين وغيرهم، أو لبناء ما لا يؤكل ولا يشرب من طرق معبدة متقعرة لحمل بضائع التجار الجشعين المغشوشة، أو المدارس المشؤومة التي تعلم الأبناء الطرق الغربية والضياع، فكل هذه تعتبر كماليات يأتي قبلها رضا الشعب ورخائه وسعادته، فمتى يفكر في ذلك المسؤولون؟
اتقوا الله، فبضع ملاين من الدولارات لا تساوي شيئا، توزع بعدل في كل شهر على المسلمين خير من جميع مشاريعكم.

لا نريد مدنيا ولا حقوقيا، نريد أهل الشوكة الذين لديهم ندية للغرب وكرامة.
الديمقراطية غير موجودة، لا في أمريكا ولا في غيرها، والعدل معدوم بدليل ما يحدث في فلسطين من ظلم.
والحريات صفر، بدليل استعمار الغرب لكل دول العالم، وأولها دول المسلمين، يتدخل في شؤونها حتى اليوم، ويمنعها من تطبيق شرع ربها قبل أي شيء آخر، وينهب ثرواتها وخيراتها، ويظلمها.
هل تعتقدون أن رؤساء الغرب الشياطين المتتالين على الحكم جاءوا بانتخابات نزيهة؟ هيهات؟ بل وضعهم أسيادهم اليهود في تلك المراتب ليفسدوا بهم في الأرض، فالتزوير هو الأصل لا الشفافية.
واليهود الآن في قمة الضعف، فضحتهم غزة وقبلها كورونا، كشفت تسلطهم على الدول الغربية لشعوب تلك الدول، وبهذا اصبح إعلامهم لأول مرة يظهر بعض جرائمهم لأن التغطية عليها لم تعد تحتمل. وتمكن ترامب من الظهور مجددا، وقد يفوز إن وصل بهم الضعف إلى العجز عن التزوير (وربما يكون ليس منهم، وإن أعتقد أنه أولهم).
إن الحكم في كل زمن يكون للقوي العادل، أو للشيطان المتجبر، لا يوجد وسط بينهما، ولا ديمقراطية، فكفوا عن الإيمان بهذا التناوب السلمي المستحيل الذي لو نظرنا في بيت أحدكم لوجدناه يحرم منه كل المستحقين له.


لا نريد دعمكم ولا استشاراتكم أيها الأوروبيون

لا علاقة للأشخاص الذين في الصورة بالكلام الذي في المقال، ولا يستهدفهم، ولا يستهدف أي معين. الصورة للخبر الذي تم نشره في الفيسبوك.

قبل الدخول في الموضوع رأيت مقطعا لأحد الحقوقيين وهو يقف بين النصارى في كنيستهم يستمع لصلاتهم أو أدعيتهم (والدعاء صلاة)، فإن ثبت هذا، فهو أمر خطير يدل على أن درجة إيمان هؤلاء بالقوم قد بلغت مداها، وأنه كلما زاد إيمانهم بهم كلما زاد انتقاصهم من الدين، والمقصود بذلك احتقارهم وبعدهم عن علمائه الذين ورثوه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأورثونا إياه بالتواتر والإجماع الذي لا يعترض عليه إلا من في نفسه مرض.
لم يعد للآراء الفقهية والإجماع مكان عند هؤلاء لذا رأينا منهم من وافق على جعل النصارى واليهود من أهل الإسلام (أدخلهم عنوة مع المسلمين فيما يسميه بالدين الإبراهيمي)، وسبب ذلك بالنسبة للمتدينين منهم، وهم أهل البدع، هو بغضهم لكل ما فيه توحيد، ومعلوم أن فقهاء الأمة اتفقوا واجمعوا على التوحيد، وتبعتهم الأمة في ذلك لذا إن سألت اليوم أكثر من في السوق هل تتبع طائفة معينة سيقول لك لا، بل لا أوفق على الكثير من أطروحاتها، والسبب هو أن أغلب المسلمين على الفطرة.
اتفق أهل التوحيد – علماء الأمة الحقيقيون – على فضح وخذلان أهل البدع، لذا تجد هؤلاء يتسابقون إلى كل ما فيه مخالفة لهم وللإجماع، لا ينظرون من شدة حقدهم وحسدهم لأهل التوحيد إلى نصوص القرآن الثابتة ومقرراته! ولا تجد ضال إلا وهو يكره أهل التوحيد كره العمى رغم أن المشكل ليس شخصي بل من لديه الدليل ليقدمه وينتهي الأمر بالمحاورة لا بالسب والشتم والبغض والهرب!
القرآن هو الذي قطع بكفر كل من لم يؤمن بمحمد عليه الصلاة والسلام، وليس فقهاء الأمة! وقد قرر ذلك بوضوح، وأكد أن من لم يسلم – خاصة في هذا الزمن الذي وصل فيه الإسلام إلى الجميع تقريبا – فإنه من أهل النار. فكيف يأتي هؤلاء ليجلسوا في الإمارات مع من يشهد القرآن بكفرهم من النصارى واليهود ليخرجوهم من دائرة الكفر ويُدخلوهم في دائرة الإيمان، أو يضعوهم في مرتبة بين البينين بفقههم الأعوج الضال؟! وابراهيم بريء من ذلك الدين ومنهم.
النوع الثاني من المشاكسين هم هؤلاء الحقوقيين والسياسيين والمفكرين، الذين لا يفكرون إلا في مصلحتهم الآنية وما يضرهم، وهم أكذب وألعن خلق الله، لأن المسلم قد يكون كل شيء إلا أن يكون كذابا منافقا، لكن السياسة التي لا كذب فيها ولا نفاق ليست سياسة عندهم، وهذا ما علمهم المتاجرة بكل شيء حتى دينهم، وموالاة أعداء الله، بل ربما الصلاة في كنيستهم اتباعا لعقولهم الفارغة أو لآراء علماء أهل البدع التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأول ما يردها هو القرآن الذي هو أول ما يعترض عليهم لو كانوا يعقلون، فكم أمرهم بترك الشرك، وعدم رفع البشر فوق أقدارهم مثلما يفعلون مع شيوخهم، أو الأخذ من غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنهم صم لا يسمعون لإتباعهم للهوى، وما تحب الأنفس المريضة، وما يطربها ولو كان الزنا في حفل تعبدي! عجبا لتعبدهم الذي أصبح يقام في حفلات يغنون فيها ويرقصون!
يتبعون ما لا أساس له لا من القرآن ولا من السنة، بل من “قال الشيخ” الذي عندما يقول لهم إن الصلاة حرام يتركونها، فأي حب وتقدير من هؤلاء لهؤلاء؟! ألجمال وجوههم أم لنورها وهي المظلمة؟ أم لعلمهم المبني على الكتاب والسنة اللذين لا علاقة لهما بهم.
لا مشكلة عند الواحدة من هؤلاء المفكرين – أو الواحد – في التعري في التيكتوك أو غيره، تحديا لكل من يتمسك بالأصول، فكأنه الذي وضع تلك الأصول لا رب العالمين! فنعوذ بالله من الزيغ والضلال.
قبل أن تتعروا أو تذهبوا إلى الكنيسة أو توالوا أعداء الله، اقرؤوا كتابكم – القرآن – إن كنتم مسلمين، فالقول قول رب العالمين ورسوله لا قول أهل التوحيد أو غيرهم، لماذا تشخصنوا الأمور، بل الغريب، كيف تبغضون أهل العلم؟! لو لم يكن الشيطان موجودا لقلت إن هذا هو أغرب شيء أن يوجد مسلم يبغض من يدعو لتوحيد الله سبحانه وتعالى!
وهذه الخلافات تحل بالدليل، يعرف ذلك العاقل المتزن، لا بظلام النفوس والأحقاد والسب والشتم، فمن كان يتوفر على الدليل فليقدمه لأهل التوحيد فهم موجودون في التيكتوك وغيره، وليصبر على مناظرتهم إن كان يعتقد أنه على شيء، وهم ينتظرونه، ويتمنون مناقشته لربح أجر ذلك، يعملون لله وحده، ويرأفون بأهل البدع، لأنهم لن يخسروا شيئا بهدايتهم.
أما بالنسبة لكشف حقيقة الديمقراطية فأقترح عليكم الموضوع الموجود هنا، فهو كاف في تعريتها وإثبات ضلالها لكل مسلم عاقل.

وصل الأمر بهؤلاء الحقوقيين حتى جعلوا للكفار المصرح بكفرهم في القرآن حقا؟! ودخلوا الكنيسة معهم، التي أصلا يحرم بناؤها على أرض إسلامية لما في ذلك من محادة لله ورسوله. لكن الأمر للحاكم لا نناقشه فيه، فهو وعلمائه أخبر، وعلماء البدع في كل مكان يفتون بذلك وبما هو أطم وأشح.
ألا يُدعى المسيح في تلك الكنائس من دون الله؟ ألا يوصف بأنه ابن الله؟ ألا يعبد من دون الله؟ فلماذا يقف هؤلاء أو يجلسون مع من يفعل ذلك، والله تعالى يقول: “وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم”، ولن يخوضوا في غيرها، إذن قد يكون هؤلاء مثلهم!
ما الذي يريده هذا المسكين عند المشركين، وفي عقر دار الشرك؟ أيريد الظهور بمظهر المتسامح، هل يعتقد حقا أن ذلك من التسامح؟ عجبا له، هذه مصيبة في الدين قبل أي شيء آخر!
هل يريد مخالفة الإجماع كسلفه من المفكرين والحقوقيين؟ الأمر خطير، وعاقبة السياسة وحقوقها الكاذبة التي لا وجود لها على أرض الواقع بدليل ما يحدث في فلسطين، وخيمة على دنيا الواحد وآخرته، تلك الدنيا التي لن يشبع منها أبدا – رغم قذارتها وقذارة أغلب من فيها من اللئام حولنا وحولكم، ولن يرضي، فكيف يبيعها وهو مسلم برضا كل الكفار أجمعين؟

أنوه هنا إلى أن الكلام هنا عن ساسة ومجرمي الإتحاد الأوروبي والأمريكي ومن ورائهم من اليهود الذين يحتلون أوروبا وأمريكا، لا عن شعوبهم البريئة الهائمة المغلوبة على أمرها، التي فيها من هو أفضل من الكثير من اللئام الذين عندنا، رغم البعد عن الصراط المستقيم وعن الأخلاق والبساطة، لا صحبة فيهم ولا قرابة، ولا يحزنون، مجرد آلات مؤدبة تدب في الشوارع العارية ركضا خلف النقود والشهوات. وعندما يختل ذلك الأدب الذي سببه القانون والنظام المفروض عليهم من طرف اليهود، يتحولون إلى أعتى الوحوش.
فعجبا لإثنين، واحد يقتل هؤلاء بتفجيرهم – الداعشي – وهم أبرياء من إجرام ساستهم المجرمين (ولا تزر وازرة وزر أخرى). كان بإمكانه إحياؤهم بهدايتهم إلى الإسلام، وذلك خير له ولهم وللمسلمين، وأفضل ألف مرة من سفك دمائهم.
والثاني جاهل يسافر إليهم ليعيش بينهم، ضاقت عليه الأرض بما رحبت فلم يهاجر إلى الفيافي والخلاء ليرتاح، ويستمتع بنجوم السماء البراقة في الليل، التي يخيل للمتأمل فيها أنها تكاد تلامس رأسه. يهرع إلى هؤلاء الأوغاد! فيالها من حياة! عجبا، ألا يحسب حسابا لأولاده إن كان سيربيهم هنالك؟ ألا يفكر في الكآبة والإجرام اللذين ينتظرانه هنالك؟ ومع هذا يوجد بعض أهل الكذب يصور بعض المقاطع فيهم يزعم فيها أن أرضهم آمنة، وهيهات.
ألا يفكر في الشقاء الذي سيخقنه هنالك لأجل لقمة عيش كانت شبه مجانية في بلده رغم الفقر؟ وأنه إن مرض – لو لم يكن هنالك موريتانيون، ولا زالت فيهم الرحمة بعكس أكثر أمم الأرض – لمات جوعا أو تشرد مثل غيره!
ألا يخشى من قوانينهم المتقلبة تقلب الليل والنهار، ومنها فرض الشذوذ على أبنائه في المدارس، دعك من الكفر، فالبلاء قد تجاوزه إلى فرض الإنقلاب من ذكر إلى أنثى والعكس، وعلى من؟ على الأطفال!!!!!!!!
واللقاحات القاتلة المفروضة عليهم!
إن العيش بينهم شقاء، فافهموا ذلك.
وأضيف لهما ثالث، وهو موضوع مقالنا هذا، وهو ذلك الدنيء الوضيع الخسيس اللئيم السياسي الحقوقي المدون، أو المسخ الذي باع نفسه للأوربيين والأمريكيين واليهود لأجل حفنة من الدولارات، وأصبح على استعداد لتقديم دينه وبلده وأمته، قربانا للشيطان!

أرسل الإتحاد الأوروبي في مايو 2024 مبعوثا للإشراف على الإنتخابات الرئاسية الموريتانية، بحجة الدعم ومراقبة الشفافية..
تلك الحجة البغيضة التي مللناها، سئمنا منها ومنهم.. من تدخلهم في شؤوننا وشؤون دول المسلمين، وظلمهم وكيدهم، وتبعيتهم العمياء لليهود كأنهم دواب يركبونهم! وذلك هو حبل الناس الذي لولاه لما استطاع اليهود قتل فلسطيني واحد لأن الأطفال يغلبونهم.
أيها الأوروبيون البغيضون، قبل شفافية الإنتخابات الموريتانية والصومالية، توقفوا عن قتل الناس ونهب ثرواتهم والعيش على ظهورهم وإفساد دينهم وأخلاقهم!
توقفوا عن الإجرام في غزة وغيرها.. أوقفوا أكاذيبكم وشفافيتكم الكاذبة البغيضة، فكذبكم قد أصبح مكشوفا، ألا تستحون أيها الشياطين؟!
انزعوا الأقنعة عن وجوهكم القبيحة ليعرف المسلمون حقيقتكم الإجرامية، أيها المجرمون المتخلفون البائسون، أتباع الشيطان. حقا إنهم جند الشيطان ورأس حربته في هذا الزمن الأغبر، ولا يحتملهم إلا شيطان مثلهم.

بحجة الدعم يتدخلون في شؤوننا.. ألا تعد هذه رشوة قبيحة لا يقبلها عاقل أو مسلم، ولا يقربها لخطرها، فهي ليست كبقية الرشاوى بل شيء آخر ماحق للدين والدنيا!
يريدون البقاء بجانب ثرواتنا وديننا، يخربون فيهما كما يشاءون، ومسؤولونا.. موافقون.. خائفون آكلون للسحت الذي يلقون إليهم!
هل تعلم أن تدخلهم في الإنتخابات ليس لصالح شفافيتها، ولا لعيون الديمقراطية الفاجرة الكاذبة التي ليست أكثر من كذبة كبيرة كما وضحنا هنا؟
إن الهدف من وراء ذلك هو مصلحتهم الشيطانية الخسيسة، مراقبتنا ونهبنا وإفساد أرضنا وديننا، ودراسة الوضع عن قرب، والتعرف على حثالات السياسة الإبليسية المترشحون من الحقوقيين والمتشردين وغيرهم، والضغط بهم، وابتزاز الحاكم بهم إن لم يكونوا يسيطرون عليه، وذلك صعب (عليه لا عليهم، لعنهم الله).
ألم يأن لنا أن نعرف هؤلاء الشياطين على حقيقتهم أم أننا منافقون، نعرفهم ونتعاون معهم رغم ذلك؟
يا أخي إن موالاتهم كفر، فلا يصل بكم الجهل بالدين إليها، فمعناها جهنم وبئس المصير.
لنبتعد عنهم بعد ما بين المشرقين، على الأقل لنتبع النيجر فيما فعلت إن تركوها تستمر فيه، فهم قطعا يخططون ويمكرون لضم حاكمها إلى سلة المنافقين الموالين لهم، أو استبداله بانقلاب، أو قتله، فهم أسوأ أنواع المجرمين، ثم إلقاء التهمة على داعشهم الفاجرة التي يلعبون بالمسلمين بها، أو على مجنون لا يميز بين رئيس وغفير، كما يفعلون في أغلب اغتيالاتهم للزعماء، لذا قد يوجد بعض العذر لهؤلاء الزعماء الأرانب، لكن ألا يتركوا المكان لمن لديه شجاعة وصلاح كصلاح الدين، وأين هو؟!
هل يسمحون لنا بالتدخل في شؤونهم بالمثل، هل يسمحون لنا بمراقبة انتخاباتهم بحجة الدعم بالسمك والحديد والعلك وتجمخت؟
يعني رشوتهم مثلما يرشون بلهائنا، حتى أصبح أكثر المسؤولين والسياسيين والحقوقيين والمنظماتيين، متسولين، يتسولون على ناصية إشارات مرور كلاب الإتحاد الأوروبي والأمريكي، ليرموا إليهم ببعض الدولارات التي تشتعل في بطونهم نارا وحرا.

من أجل قصر في تفرغ زين وامرأة ماهي زينه، يتحول ابن الأصول إلى متسول، ويركع للدولار من دون الله، فما بالك بالخسيس اللئيم المتشرد، المترعرع في الفقر الأسود – كالسحر السود -، المترعرع بين اللئام، من خرج من بيئة مدقعة يُسب فيها ويعاير ليل نهار حتى من أقرب الناس إليه، تنظر إليه النساء اللواتي يعبد بعين النقص، ويسلخه بألسنتهن (ما شينك، مأقل فظة بوك)، حتى يتحول إلى وحش، ويجعل نصب عينيه الإغتناء ولو ببيع نفسه ودينه للأوروبيين والأمريكيين والإسرائيليين، والمشاركة معهم في ذبح المسلمين، والعياذ بالله.
باع آخرته لهؤلاء القذرين الذين لا يستحمون ولا يعقلون، ولو عقلوا لآمنوا! فعلى أي معيار أصبحتم تصنفون الناس؟ حقا ليس بعد الكفر ذنب، وليس بعد غبائكم غباء، ربكم – أيها البلهاء – يحذركم من هؤلاء الكفار ليل نهار، ويتوعدهم تحت أسماعكم بنار جهنم والعذاب الأليم – في القرآن إن كنتم تقرؤونه أو تسمعونه،  وينصحكم بالبعد عنهم إن كنتم تسمعون أو تعقلون، وأنتم مؤمنون بأنهم متحضرون متطورون، رغم أفعالهم السوداء التي تكشف حقيقتهم وفضحهم؟
الآيات الدالة على خبثهم وتشيطنهم كثيرة جدا، لكنكم معرضون عنها، بل فيكم من يواليهم ويقدرهم ويحبهم أكثر من حبه لدينه وبلده وأمته!

هل يسمحون لنا ولو بالتعليق إعتراضا على قوانين الكفر والشذوذ التي يسنون ليل نهار في دولهم التي لا يعنينا أمرها؟ وكان المفروض أن لا يعنيهم أمر دولنا في شيء، فالهنود يحرقون جثثهم ولا أحد يقول لهم 1/3 كم! فماذا لا يتركوننا نطبق شرع ربنا إن كان لديمقراطيتهم اللعينة التي يروجون لها أقل معنى، لتعرف أنها مجرد وسيلة شيطانية للكذب وإضلال البلهاء الذي أصبحوا جميعا ديمقراطيين ينادون بالشفافية والحقوق، وهيهات.
هل يسمحون لنا بالإعتراض على قوانين قتل إخواننا في فلسطين وغيرها؟! بل هل يسمحون لنا حتى بالإعتراض على علمانيتهم أو لقاحات أوبئتهم التي يصنعون؟ أين الديمقراطية التي تعتقدون أنها تسكنهم؟ بل قل أين قلة الهمجية والوحشية والظلم الذي يسكنهم منذ الحروب الصليبية وحتى اليوم، أين قتل الناس في كل مكان حتى بالأغذية والأدوية المعلبة التي يبيعون؟ الهدف عندهم هو الربح وحده، ولو ببيع الناس ما يقتلهم بعد حين، أمثل هؤلاء يتخذهم العاقل أولياء من دون الله، أو يهاجر إليهم ليعيش في تعاستهم وكفرهم وفجورهم وقوانينهم التي يسنها السياسيون المجرمون أتباع الشيطان ليل نهار، في كل ساعة قانون مرهق للناس جديد؟ تأمل فقط في قوانين فرنسا التي تزيد المهاجرين المغاربة تعاسة وبؤسا وقنوطا من رحمة الدولة العلمانية التي فروا إليها، فهي متتالية كالمتتالية الهندسية! فمن يسنها غير جنود إبليس؟!
لا نقدر حتى على الإعتراض على نزعهم لحجاب نسائنا في دولهم وامتهانهن، فمن أراد أن يعير متحجبة أو يصفعها أو يبصق عليها، فله أن يفعل، فلا قانون يحاسب على ذلك، بل سيقولون لها لماذا تحجبت أصلا؟!
هل نقد على الإعتراض على وإرغامهم لأبنائنا – في دولهم التعيسة، أيضا – على العيش مع أسر مسيحية لأن الإسلام إرهاب عندهم، بحجة أن أباه أو أمه صفعته صفعة يستحقها، ولا يستحون من التصريح بأن ديننا إرهاب، وإعلان ذلك أمام أكبر رأس فينا! ونحن بلهاء نعقد المؤتمرات الكاذبة لنحارب الإرهاب زعمو، إقرارا لهم على أن ديننا إرهاب.
فتعسا لمن يجلس معهم ويفعل ذلك، أو يأخذ منهم أوقية واحدة في سبيل محاربة الإرهاب فمن انت أيها الحقوقي أو المنظماتي لتحارب الإرهاب أو تحرر العبيد؟ كأن الدولة غير موجودة، وكأن الأمن عدم هو والجيش! أليست هذه وقاحة، وتجاوز على ثوابت الدولة التي هي أساس الأمن والإستقرار بعد الله سبحانه وتعالى؟! وقد رأينا نتيجة ذلك بث للشقاق وزرع لبذور الفتنة بين الناس، حتى أصبح بعض الأغبياء يرى في كل صاحب مال لصا ناهبا لمال أبيه المعدم أصلا!
لماذا يفتحون المنظمات لمحاربة الغلو والإرهاب! أيها الأبله الفاتح لذلك المرقص ليرمي إليك الفجار ببضع النقود، الإرهاب غير موجود في المسلمين، هذه طائفة مندثرة، أفرادها قلائل جدا، يغذيهم أولياؤك الأوروبيون والأمريكيون بأمر من اليهود ليرجعوا، فلا تبصم لهم بالعشرة على أن دينك دين إرهاب، ولا تأخذ منهم فلسا فذلك حرام.
هل يمكننا الإعتراض على تعليمهم للشذوذ للأطفال في المدارس؟ وهو الواقع في أغلب مدارسهم الآن، حتى أن إحدى المدارس التي تواليهم عندنا رفعت أعلام المثليين كما قرأنا في بعض الأخبار، فتعسا، لهذه الدرجة وصل بالبعض الإيمان بهم من دون رب العالمين؟ لدرجة التفرج على تبغيجهم لإخوانه المسلمين في فلسطين؟!
رعايانا أسوأ من الحيوانات عندهم، أما رعاياهم عندنا فملوك مكرمون معززون يرقصون ويزنون ويشربون ويمكرون! راتب الواحد منهم قد يصل ل 100 ضعف أحسن راتب عندنا!  ولديهم جميع الإمتيازات، حتى أن السفارة الفرنسية عندنا تقتطع حيا بأكمله، لا مجرد سكن كسفارتنا البائسة فيها!
ومستشاروهم قد لا يغادرون المراكز الحساسة، والتي فيها نقود، كالثكنات والوزارات المهمة، بذريعة تقديم الإستشارات، فمن يستشر هؤلاء؟ من يستشير عدوه غير الغبي المخذول؟!

هل يسمحون لنا بدعم ورشوة من يعارض قوانين الشذوذ فيهم، وتقويته عليهم وعليها، أو ابتزازهم به كما يبتزون رئيسنا بالملاعين الحقوقيين وغيرهم؟ أبدا، لن يكون ذلك من السياسة الدولية حينها، بل من الحرب عليهم، ولن يقبلوا به، وسيعلنونها صراحة: لماذا تظلموننا بالتدخل في شؤوننا أيها المسلمون، نحن كفار ملحدون ولسنا مسلمين، فانتظروا طائراتنا الحربية في أجوائكم، وشكرا على تقديم الذريعة!
هكذا هم، فلماذا نقبل نحن ذلك منهم؟ لماذا نعطي الدنية في ديننا وأنفسنا؟ تعسا لنا نحن الأذلاء الجبناء الجهلة الأغبياء المتخلفون، وهم الأعزة الأغنياء العقلاء المتحضرون؟! لا ينقص إلا أن يكونوا هم أهل الجنة ونحن أهل النار!
اسأل نفسك أيها المسلم، يا من تتبعهم وتؤمن بهم وبديمقراطيتهم وحقوقهم، فقد وضعت نفسك في زريبة عليك الخروج منها قبل أن تحشر مع الحمير وتكون عدما، ولن تكون عدما مثل الأنعام لأن يديك حينها ستكون ملطخة بما يسفكون من دماء، وبما يفسدون من إسلام، لأنك موافق لهم بمشاركتك بصمتك وموالاتك ودعمك. وقد يتبرأ منك دينك براءة الذئب من دم يعقوب، وكان الشيطان للإنسان خذولا، سيخذلكم جميعا يوم القيامة – إن لم تنتبهوا – وتعرفوا أن هدم الدين والأمة ليس بالأمر المربح.

لماذا يشرفون على لقاءات مسؤولينا السرية؟ ما الذي يفعل مستشاروهم – جواسيسهم بمعنى أصح – في وزاراتنا وإداراتنا؟
هل نحن جهلة أغبياء بلا علم ولا إدارة ولا أصول ولا دين ولا لغة، ولا سلف ولا كتاب ولا تاريخ، إلى درجة الإعتقاد بأن هؤلاء الكفار خير منا في كل شيء حتى في إدارة شؤوننا؟ بل إدارة شؤون ديننا وتقرير ما يصلح للتعليم منه وما لا يصلح، إلخ!
هزلت والله هزلت، تكالبت الأمم علينا تكالب الأكلة على قصعتها، واصبحنا بالنسبة لهم كدجاج في مرق..
انتبهوا واتقوا الله في المسلمين يا من تترامون في أحضان هؤلاء المجرمين ترامي الفراش على النار..
قولوا لمن يقدم لكم الدعم: معذرة أيها الكلب المحترم أنت وربطة عنق الكلب التي تضع، لسنا متسولين لنقبل صدقاتك التي قطعا ليست لوجه الله ولا حتى لوجه الإنسانية، نفضل الموت جوعا على مد أيدينا لكافر جاحد لخالقه غبي مجرم مثلك.
قولوا لمن يحشر نفسه في إداراتكم وثكناتكم كمستشار: احزم حقائبك وارحل أيها المنافق، لسنا أطفالا لتربينا، ولا جهلة لتعلمنا وترعانا..
اطردوهم قبل أن يطردوكم من أرضكم بالقتل والتشريد، كما فعلوا بإخوانكم في سوريا وغيرها، ولا يزالون.
الأمثلة أصبحت كالصروح ماثلة أمامكم مثول السماوات والأرض لتذكركم بربكم وأعدائكم، لكنكم لا ترونها ولا ترون السماوات والأرض! مصرون على تتبع خطوات الشياطين والرضوخ لهم، فتعسا لكم يا من أصبحتم علوجا أكثر منهم. ألا تلاحظون أن لغتكم أصبحت فرنسية عوجاء – ما اقبحها على المسلم والمسلمة، وما أذلهما وهما يجاهدان من أجل الكلام بها بطريقة صحيحة، وما أتعسهما بأبنائهم الذين يعلمونهم الفرنسية والفلسفة ليل نهار بدل العربية والدين. قد يأتي اليوم الذي يجعلونهم يدفعون ثمن ذلك الغرور  – شرعكم ديمقراطية، وحقوقكم فجور وشذوذ، وعقولكم جوفاء متعلقة بأوهام المساواة والحضارة الغربية الشيطانية؟! وهمكم الأكبر هو الحاكم الذي لم يفعل لكم شيئا، فهو مجرد إنسان مثلكم وجد نفسه بقلم القدر في ذلك المكان فلماذا تستهدفونه جميعا كأنه أصل جميع المشاكل؟ إن أصل جميع المشاكل هو هؤلاء الكفار، ثم عقولكم الفارغة وقلة دينكم وفقهكم.
إذا كان هؤلاء هم الكفار فاحذروا من أن تكونوا المنافقين. إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار.


سيدي الرئيس لا تبعنا للأوروبيين

قال وزير الداخلية في لقاء تلفزيوني قبل التوقيع على الإتفاقية بأيام:
إن ما يتردد من كون موريتانيا ستكون وطنا بديلا للمهاجرين مقابل بعض التمويلات الأوروبية والإسبانية، مجرد شائعة. وهو قول مرفوض ومستحيل، ولم تتم مناقشته أبدا، ولم يطرحه الشركاء على طاولة الحوار أبدا لأنهم يحترمون السيادة الموريتانية (هؤلاء ليسوا شركاء بل أعداء).
وما يجري بين موريتانيا وهؤلاء الشركاء، أمر معلن، ليس فيه شيء تحت الطاولة. وتوجد بيانات ختامية للزيارة يمكن مطالعتها لمعرفة ما تم الإتفاق عليه.
كذلك لم يتم حتى الآن الإتفاق مع أوروبا، بل لا يزال قيد النقاش، لأننا ناقشنا معهم بصورة أولية في بروكسل، وسيأتي وفد منهم في الأيام القادمة (لا مرحبا ولا سهلا)، وسيتم التوقيع مبدئيا في مارس. ودائما مصالح موريتانيا وسيادتها حاضرة (كيف وهم الرابحون دائما؟!).
ثانيا المبادرة عبارة عن مبادرة موريتانية، وليست من الشركاء، بل تفاعلوا معها وتفهموها، إذن الذي فتح الملف هو الطرف الموريتاني هو الذي حلل النقص في الدعم في مجال الهجرة (وغيرها، وطلباته. وعيب على المسلم أن يطلب شيئا من غير الله، خاصة الكفار)!!
إذن كما قال مقدم البرنامج المتخوف مثلنا: الأمر لا يزال مجرد نقاش، وهذا مجرد تخوف من أن يكون هؤلاء المهاجرين سيستقرون هنا.
فقال الوزير: نحن لا نسمح لأي شخص قادم بطريقة غير شرعية أن يستقر. والذي يعنينا هو ان لا تنطلق الهجرة الغير شرعية من أرضنا.لكن أين نضع كلام الرئيس التونسي المصور فيديو للأوروبيين في وجوههم البغيضة” “تونس ليست حارسة لحدود أي بلد آخر غير تونس”؟ أي نضع كل التحركات الأوروبية المشبوهة في منطقة المغرب العربي من أجل توطين هؤلاء اللاجئين؟
حقا لا دخان بلا نار.
ولا أعتقد شخصيا أنه يوجد موريتاني واحد يمكنه بيع دينه وبلده، أحرى برئيس الجمهورية الطيب المسالم – ككل الموريتانيين، الذي يتهمه بعض المدونين بالغباء لمجرد أنه لم يعزل بعض وزرائه منذ مجيئه!
وذلك يحسب له، ففيه الوفاء، والثقة في الغير، وقلة المتعلقين به، والذين كانوا يرغمون الأنظمة التي قبله على خلع هذا لتنصيب ذاك، واختلاق وزارة داخل وزارة لوضع كلب قبلي أو سياسي أو حقوقي عليها، وهكذا..
إن سلمنا من الطيش الشرقي! والجنوبي والشمالي.

كلام وزير الداخلية إن ثبت – مع أن الكذب هو أساس السياسة الشيطانية الموجودة، وأكبر أهله هم هؤلاء الشركاء المجرمين  – يعتبر نفيا، وهو ما نتمنى، وللأمر فعلا علاقة بالمهاجرين كما قال الوزير، لكن بحسبه نحن الرابحون في ذلك بأن لا يكون بلدنا ممرا لهم، أي لمصلحتنا أكثر من مصلحة الشركاء الكلاب! لكن كيف.

لكن تصاعد الإعتراض من طرف الكثيرين على وسائل التواصل قبيل الموعد المزعوم لتوقيع الإتفاقية (7 مارس)، وكما يقولون: “لا دخان بلا نار”! خاصة أن الرئيس لم يخرج للشعب لينفي الأمر بصورة مباشرة، بل ترك حاشيته تغرد، كل في واد نفيا، وربما كذبا!
لعن الله كل كاذب خائن منافق.

لهذه الضجة فوائد من أهمها إظهار التخوفات المشروعة من مشروع توطين المهاجرين القذرين على أرضنا.
ومن المآخذ على الدولة وعلى دول المسلمين عموما، جهلهم بحقيقة الأوروبيين والأمريكيين، فهؤلاء ليسوا شركاء، بل أعداء وشياطين، فمتى سيفهم الحكام العرب الأخساء هذا؟ أو بمعنى أصح متى سيخافون الله أكثر من خوفهم منهم؟
لقد دخل المستعمر البلد فقتل الآباء واغتصب الأمهات ونهب الثروات، ثم زعم الخروج منه، ولكنه بقي، بقي بإشرافه على كل شيء حتى الدين والتعليم! بقي بعملائه الذين بثوا لغته وتعليمه وأساليبه حتى أصبحنا أوروبيين دخن!
بقي بفرض ديمقراطيته الملعونة المشؤومة (طالع فضحها وكشف حقيقتها هنا)، وهو الآن يعتمد علينا ممثلا بالأوروبيين والأمريكيين، كسلة غذاء، يطمع في ثرواتنا، ويفسد إسلامنا ويتدخل في شؤونه التي لا تعنيه، ويقتل المسلمين في كل مكان ويسهم في قتلهم، فهل يجوز السلام على مثل هذا، أحرى بعقد الإتفاقيات العبودية له؟!

من يقرب الأوروبيين الآن، وهم يبيدون المسلمين في فلسطين؟!
لا يقربهم ولا يجاملهم ولا يخنع لهم، ولا يبيع المسلمين لهم إلا كل كلب منافق معلوم النفاق، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار.

قال مسعود ولد بلخير (لاحظ أنه – لأنه تعقل – ضد الأوربيين بعكس السخفاء المتعلقين بهم، مثل المتبرم الذي افتعل شجارا مع زميله أمام بعثة صندوق النقد، ربما لتدويل مشكلته في زمن لعياط هذا. بالمناسبة أحدهما كذاب – والسياسة كلها كذب في كذب -، وأنا أصدق زميله، وفي هذه الحالة قد يكون كذابا أشر، إذن أغلب مزاعمه حول العبودية مجرد أكاذيب أو مبالغات، وهو الحاصل)، قال ولد مسعود:
إن الأوروبيين قتلونا وسجنونا ونهبوا أموالنا، فما الذي يجذبنا إليهم إلى هذه الدرجة؟ وصدق. وهو من القلائل الذين اظهروا الإعتراض على هذه الطامة أما الأكثرية فصامتة، خاصة إخوان الشيطان الديمقراطيين الذين يسمون أنفسهم الإخوان المسلمين، خرج منافقهم “قبيح” بكلام منمق ممل، يعارض فيه ويوالي في نفس الوقت.. المنافق.
لم تعد المعارضة موجودة، اشتراها هذا الحاكم الصامت الذي كنا نحسب صمته حسنة، فإذا هو سم ناقع تحت السن المبتسمة!
أخرج “قانون الرموز” ليحمي حاشيته، حتى أن كبار المتمردين والمتبرمين أصبحوا يخشون الدولة البوليسية أكثر من أي زمن مضى، وأولهم المتبرم الذي أصبح يرتجف منها، فما بالك بغيره!
والخطير في الأمر، وهو ما لا يفهم هؤلاء الأعراب الأجلاف الأشد كفرا ونفاقا، أنه خيانة لله ورسوله والمؤمنين، وهذا لا يفعله مسلم، بل لا يفعله إلا المعقدون الحاقدون الحقيرون الذين ينظرون إلى المجتمع بعين الحقد لنقصهم، كالمجرم الذي يكره الصالحين! وهذا ما ابتلينا به منذ زمن الرئيس السابق (حكم الجهلة العسكريين المعقدين، وإن كان في العسكر خير أكثر من المدنيين بالنسبة لي)، إلا أن النقص والحقارة في عهد هذا أكبر وأدهى.

وإليكم المقال للتحذير:
أقول لهذا الرئيس، لقد كانت سياستك الداخلية هادئة وربما لا زالت، وإن كنت قد أفسدت ذلك بقوانينك الدكتاتورية، وكان ذلك الهدوء محمدة، لكن احذر فسياستك الخارجية تتحول إلى جحيم، نار إن صح ما يثار حولها، لقد أصبحت تسكن في الطائرات بين واشنطن وبروكسل كأكبر حليف للكفار الجاحدين، في وقت تنبذهم القارة كلها فيه، حتى لم يعد أحد يحتملهم أو يحتمل امبرياليتهم وأكاذيبهم وإجرامهم!
تتهافت عليهم في وقت يتكشف فيه خبثهم وإجرامهم لكل الناس في كل الدول، حتى دولهم! تعقد معهم الصفقات! فهل صاحب النيجر أو مالي أو الجزائر أو حتى السنغال، أشرف منك؟
ما مصدر كل هذا الرضا عن هؤلاء الكفار، وما سر صحبتهم المشؤومة هذه؟ هل قتلهم للفلسطينيين، أو تبغيجهم لهم – بالمعنى الدارج؟
استح على وجهك، لا تسئ لتصوفك ولا لأسرتك ولا لبلدك، فلم يفعل لك أحد شيئا، وتب يا أخي من ذنوبك لتستريح، فسبب كل هذا البلاء الذي قد تكون عقدة النقص أوله، هو الذنوب..
هل أنت واثق في الأوروبيين إلى هذا الحد؟ هل دماء الفلسطينيين والمسلمين رخيصة عندك إلى هذا الحد؟ هذا بدل أن تشن الحرب عليهم أنت وإخوتك زعماء أمبطاس العرب!

هؤلاء الكلاب المجرمين المقززين، لا يستحون من الضرب بقوة على يد كل من تسول له نفسه النطق بمخالفة مصالحهم الشيطانية، بل مسح فلسطين كلها من الخريطة – وموريتانيا قريبا، بسببكم، لا قدر الله – دون أن يختلج لهم جفن! فعجبا لمن يستطيب الجلوس معهم، والحديث إليهم.. ومجرد الضحك في وجوههم ذنب عظيم في هذا الزمن.
إنهم لا يخجلون من تحديد حلفائهم اليهود، والدفاع عنهم بمنتهى الوقاحة والظلم، وظانتم ترتمون في أحضانهم، وتبيعونهم الأوطان!
حكام العرب ومثقفو المصالح، عبيد لهم خانعون يخشونهم أكثر من خشية رب العالمين، لا يقدرون حتى على الإعتراض عليهم ولو بكلمة.. ويبيعونهم كل شيء حتى الدين والأرض..
لا تعترضوا عليهم إن شئتم، لكن لا تبيعوا المسلمين والقرآن لهم، ومن يفعل ذلك منكم فهو أرذل الناس وأكفرهم، ولعل شراكته معهم تكون في الحشر أيضا.
في الوقت الذي نتمنى فيه كشعوب مغلوبة على أمرها أيها الفراعنة، أن تطردوهم من بلداننا، وتعترضوا على حرقهم لغزة، وتغييرهم للدين وحربهم المعلنة على المسلمين في وضح النهار، تهرولون إليهم لتعقدوا معهم الصفقات المشبوهة، وترددون بمنتهى اللئامة والوقاحة كلمة “شركاؤنا الأوروبيون واليهود”.. ألا لعنة الله على الظالمين ومن يتولهم.

تذكروا كلمة الرئيس التونسي قيس السعيد في وجوههم: “تونس ليست حارسة لحدود أي احد”، فهل أنتم حراس لحدودهم، من الواضح أن صاحب مصر وصاحب الأردن يحرسان حدود الكيان الصهيوني، فهل ستحرسون حدود أوروبا؟
وكيف؟ سيحاصرون هم البلد، وسيحرسون ثرواته رغما عن أنوفكم لأنكم اعطيتموهم المدخل، فهل توجد فيديوهات شذوذ ممسوكة يمسكون على قادة العرب الشواذ؟ يبتزونهم بها؟ لأن الرضوخ إلى درجة بيع فلسطين والأوطان يدل على أن الضغط كبير.
لقد طمعوا في تونس بعد مظاهرات الخراب التي أفسدوها بها بنشر قيمهم التافهة (القيم الديمقراطية السخيفة)، وحاولوا جعلها مكب نفايات للاجئين، وقبل ذلك من قبله من أهل الأطماع والمصالح ممن في السلطة من الكلاب، فكادت تونس تحترق. وكذلك المغرب كاد يحترق، والمقاطع التي يعاني فيها الشعبان التونسي والمغربي من أولئك المنحطين منتشرة لا يجهلها إلا جاهل.
واليوم يطمعون في موريتانيا المسكينة، البلد الضعيف الذي ميزته إسلام جميع شعبه، الأمر الذي حال دون تطاحن من فيه من أعراق، يأتونه بأعراق جديدة ومن الكفار والمجرمين الفارين من السجون ليخربوه..
يعقد هؤلاء الصفقات معهم في أوج لحظات انكشاف حقيقتهم للعالم أجمع، لم يعد إنسان واحد على ظهر الأرض يجهل أن الأوروبيين والأمريكيين واليهود مجرمون، فكيف تجهل هذه الحكومة ذلك؟ بل كيف قبل بهذا؟
يطمعون فينا فهل نحن رخيصون إلى هذه الدرجة؟
هل تريدون إدخال البلد في دوامة يهودية أوروبية أخرى؟ إن ثبت هذا، فهذه خيانة عظمى، ولله قبل الناس. لكن هل أصبحت خيانة الله ورسوله والمسلمين، موضة في هذا الزمن؟

لا تبيعونا للغرب إن كنتم مسلمين بل إن كنتم بشر، لسنا سلعة تباع وتشترى، نحن مسلمون، وهذه أرضنا، هذه ثرواتنا، لسنا سلة غذاء لأحد خاصة لهؤلاء الكفار، ولسنا فقراء لنحتاج لصدقاتهم التي تأكلونها أكل السحت، وهم لا يعرفون أصلا معنى الصدقة، ولا يعطون فلسا واحد بدون ربح، لا أقول مقابل. يستردونه أضعافا مضاعفة، وليسوا أغنى من أحد، ولو تركونا لكنا أغنى منهم جميعا..
ابتعد عنهم يا مسلم، لا تقربهم، ولا توالهم كغيرك من الملاعين، فموالاتهم كفر وخذلان، وخسران للدنيا والآخرة، لن تنفع أي حاكم قبعته ولا ضخامة لقمته.. تكفي الذنوب الصغيرة، فلماذا تصرون على دق أعناقكم؟!

لا نريد اللاجئين في بلدنا.. لا نريد أي شراكة مع أوروبا وأمريكا اللعينتين، انظر ماذا فعلوا في العالم كله، بل ماذا يفعلون الآن في فلسطين، انظر ماذا فعل اللاجئون الحمقى في تونس والمغرب عندما استقبلهم حكامها اعتقادا منهم أنهم يستقبلون بشرا، وان الأمر مجرد رشوة أوروبية لذيذة ستمر مرور الكرام.
أتريدهم أن يفعلوا ذلك في بلدنا؟
يكفينا ما نحن فيه من فقر وتفرق، لولا أننا جميعا مسلمون لسادت فينا الفوضى منذ زمن بعيد، فلا تجلب لنا أراذل إفريقيا والهند وغيرهما، لا تجلب لنا المغتصبين والمجرمون الفارين من الحروب والسجون..

لا تبيعوهم الوطن مقابل بضع ملايين يتصدق بها أكفر الناس عليكم يا أتباع الكفار، وتذكروا أن جلبهم ليس إلا بداية للخراب الذي يتلهف عليه الأوروبيون واليهود المتربصون بالبلد،  خاصة في ظل إكتشاف الثروات الجديدة كالغاز، والتي يطمعون فيها، وفي ظل تراجع قوتهم، ذلك هو سر التفاتتهم المريبة إلى بلدنا. فلا تقبلوا إغراءاتهم الشيطانية، ولا يغرنكم الغرور..
هؤلاء اللاجئين المناحيس قد يكونوا الشعلة التي تشعل البلد، أغلبهم لن يكون مسلما، لأنهم لن يختاروا لكم إلا الأراذل، وربما يجندون منهم العملاء، وما كان يحفظنا من مكائدهم إلا طمعهم فينا من بعيد، فلا تقربوهم منا، وإن فعلتم فأبعدكم الله وإياهم.
لا تجعلونا سلة قمامة لأوروبا اللعينة..

عندما كادوا يفسدون تونس – عندما أخذت أموال الأوربيين من قبل لذلك – اعترضت عليهم، فثارت الفتنة بينها وبينهم وبين شعوب دولهم الإفريقية المتعاطفة معهم بطبيعة الحال، لن تسمح بردع أو ضرب أي واحد منهم، حتى إن كان كلبا مخربا قذرا، ولن يسمح بذلك الأوروبيون أنفسهم بل قد تحلق طائراتهم الحربية فوقهم بدعوى حماية حقوق الإنسان من إجرامكم، وتقربا لليهود ولأفارقة، وزحفا نحو ثرواتكم! ما هي إلا ذرائع، والهدف واحد هو مؤخراتكم.
لقد ظهرت الحساسيات المتعلقة بالعنصرية، وكاد الخراب يعم تونس والمغرب! ظهر الكثير من الأفارقة يزعمون أن إفريقيا الشمالية كلها لهم! أي كانت سوداء وفسق فيها البيض العرب!
فلا تقعوا في الفخ، ألا تكفيكم المليارات التي يجلب السمك والحديد والنحاس أم أنها أصبحت تحول مباشرة إلى اليهود بإشراف منهم (فخ صندوق النقد الدولي الذي تستقبلون يهوده ليل نهار)، ألا تشبعون؟

الأمر ليس لعبة أطفال، ولا يساوي 200 مليون يورو ولا حتى ألف مليار، إنه وطن يباع، ومستقبل يتلاشى، وضياع للإسلام والمسلمين، وخيانة من أعظم الخيانات.. وفرصة لإندلاع الفوضى في البلد ومن خارجه، ولتدخل العلوج بقيادة أمريكا وأوروبا للسيطرة على منابع الغاز وغيره! دفاعا عن حقوق الإنسان، زعموا، عليهم اللعنة وعلى من يتولهم!
فلا تقبلوا بالأجانب مثلما قبلت الدولة العثمانية باليهود في فلسطين، فكانت النتيجة تبغيجهم لأهلها اليوم.

الوطن خط أحمر، ليس للبيع، وسكوت المثقفين والسياسيين المتوقع، دليل على أنهم لا يبحثون إلا عن مصالحهم الضيقة في زمن أصبحت المصلحة فيه هي الدين، هي الصنم الذي يعبد في محراب الشيطان السياسي الديمقراطي الحقوقي!
إن الوطن ليس للبيع، ومن باعه فقد باع نفسه للشيطان، فلا تكذبوا على أنفسكم بأنكم مسلمين بعدها، لا تقربوا المساجد بعدها، فلن تنفعكم إن شاء الله إن ثبت هذا..
إذا كان كل ما يدخل أوروبا اللعينة من مشائيم إفريقيا سيتم كبه في موريتانيا، فإن النتيجة ستكون ما حصل في تونس وأكثر، ونحن أضعف منها لذا قد يكون ذلك سببا لخرابنا واحتلال أرضنا وتحويلها من الجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى الجمهورية الإجرامية المسيحية اليهودية الإفريقية، ودخول الأوروبيين والأمريكيين والروس واليهود إلى أراضينا، كل ينهش من جانب مثلما يحدث الآن في كل الدول العربية المخربة.
ولن يرقص على أنغام ذلك إلا شركاؤكم المجرمون: “الأوروبيون”، حتى كلمة “شركاء” كلمة خطيرة في هذا الزمن، ما أقل ما تفقهون وتؤمنون ما أهردكم وأفجركم، شركاء قد تعني في هذا الوقت بالذات أولياء، والله تعالى يقول: “ومن يتولهم منكم فإنه منهم”..
إذا كانت أوروبا عاجزة عن حل مشكلة اللاجئين، فكيف نحلها نحن الضعفاء؟ وما علاقتنا أصلا بها وبهم؟
لماذا نقبل بدخولهم إلينا وقد رأينا ما فعلوه في تونس، ورأينا ما فعله الأوروبيون في دول المسلمين وآخرها فلسطين! زيادة على وجود تباين عرقي فينا لا ينقصه تأجيج النيران.. وإذا دخلت هذا البلد أعراق جديدة فعلى الأعراق الموجودة السلام.
ومن أجل ماذا؟ بعض مليون اليورو أو مقطع شذوذ ممسوك على كلب فاجر من حكام العرب!
اللعنة.. حقا إن الطبقة الوسطى هي الطبقة التي يجب أن تحكم لأن الضمير لديها يكون في الغالب مستيقظا، أما الطبقة المعدمة طبقة المعوزين – وأكثر السياسيين والحقوقيين والنخبويين التافهين منها – فل تستحق أي حكم لأن ضميرها مبيت، ذبيح العوز والحاجة والعقد، ومثلها الطبقة العليا ماديا، فهي طبقة رذلة أيضا لأنها باعت ضميرها مقابل الشهوات.
وإذا آمن الجميع بالله، وخافوه، انصلحت الأحوال، لكن أين من يؤمن في هذا الزمن. زمن التبعية لليهود والخوف منهم أكثر من الخوف من رب العالمين؟!

200 مليون يورو لن نشم رائحتها مثل ثرواتنا التي تمر مرور الكرام كل شهر إلى بنوك اليهود كسداد لديون الربا التي لا تنقضي! والتي يقترضها هؤلاء الكفار – كفار النعمة وربما غيرها – المسلمين، منهم ليل نهار دون وازع من دين أو ضمير!
نحن نعيش في زمن بيع كل شيء، بيع النفس والدين والوطن… زمن تسيد فيه الكفار وضياع المسلمون إن لم يتداركهم ربهم برحمته.

لماذا يُدخلون هؤلاء الأفارقة المناحيس إلينا؟
وبأي حجة؟
أكثرهم مزق أوراقه، وأنكر أصله وفرعه، وفيهم القتلة والمغتصبون والمدمنون والكفار…
كيف سنتعامل معهم؟
هل سنمنحهم الجنسية تشريفا للأوربيين الذين يعبدهم أصحابنا – شركاؤهم – من دون الله؟
يقولون إنه ليس توطينا، لكن من الراجح تحوله إلى ذلك خاصة إذا كانت الرشوة هذه المرة من الأوروبيين الذين يدفعون بالأورو الذي سيكون سببا في هدم قصور البعض التي كان يبني في الجنة!
ما هذا العبث…
إن الأفارقة اليوم في نواكشوط أكثر من المواطنين، لكنهم أجانب، أوراقهم وحالتهم معروفة، فماذا عن هؤلاء الذين سيتم دسهم دسا؟ كيف سنميزهم؟ هل سيكون لدينا الحق في طردهم إن لزم الأمر، وسيلزم؟
كيف سنواجه الوحوش الذين رغم قلة عددهم كادوا يحتلون المغرب وتونس، وهما أكبر وأقوى منا؟
كانوا في كازابلانكا إذا اكتروا في حي مثل الذر، انعدم فيه الهدوء، يبيتون ساهرين محششين مخمورين يرقصون بضجيج وضوضاء حتى أن المواطنون منهم، ولك عبرة في أن المجرمين المغاربة الذين لا يمكن الخروج ليلا خوفا منهم، كانوا دونهم..
هؤلاء لا تنفع فيهم شرطة ولا غيرها، ولا يخافون من أحد (المقاطع موجودة)، بل إنهم في تونس كانوا هم من يؤذي التونسيين لا العكس، فما بالك بهذا الشعب الضعيف المسكين المنهوبة ثرواته، الذي لا يعرف القتل نتيجة لإسلامه الجميل؟!
إذا ثبت هذا، سيكون هذا الرئيس أسوأ رئيس مر على البلد منذ استقلاله المسرحي، وسيثبت بنفسه أنه لم يستحق يوما مرتبة رئيس، وبل كان عليه أن يظل خادما في الظل، فذلك خير له للمسلمين..

لن يتركوا بلدا مسلما واحدا يهنأ بعيش.. ولطالما تساءلت كيف سيتسللون إلى بلدنا، وكنت أعتقد أن ذلك سيكون من خلال داعش التي صنعوا، لكنها انتهت لأن حكومات العالم اكتشفت أن أمريكا تديرها، فلم يعد للوقاحة مبرر أو لنقل قبول.
لذا قد تكون هذه المصيبة السوداء سود الله وجوه من كانوا سببا فيها، بداية تدخلهم في شؤوننا، لا قدر الله..
وعندما يدخلونه هذه المرة لن يخرجوا، لأن اليهود يجربون الآن إبادة وترحيل الشعب الفلسطيني، وستكون قاعدة المستعمر القادم مسح شعوب الدول التي يدخلها مثلما فعلوا في أمريكا وأستراليا وكندا! وربما يبيدوننا أو يرسلوننا إلى سيبريا لأخذ أرضنا الرحبة الغنية!
فهل بدأ شؤم الصمت عما يجري في غزة من إجرام ضد المسلمين، يعود على الدول الإسلامية ومنها بلدنا؟
أعتقد ذلك، إن لم يتدارك هؤلاء  الباعة الذين باعوا كل شيء بدء بالدين، هذا الأمر.

تأملوا في كلاب السياسة والحقوق كيف هم صامتون مثل الخرس!
هذه الديمقراطية بضاعة شيطانية.. دين شيطاني، لا يقبله إلا أصحاب المصالح الآنية الضيقة الأنانيون ضعاف الإيمان، وطبعا ليس فيهم رجل رشيد (طالع أيها المسلم حقيقة الديمقراطية هنا)..
إن شرط الإسلام في التقديم، هو عدالة الرجال، وهؤلاء الأنذال أراذل، حفنة من الكذبة المنافقين السياسيين، ليس فيهم من لا يكذب ويفجر، لأن الكذب ببساطة هو أساس السياسة الديمقراطية، لذا أعجب كل العجب من رؤية أحدهم يتحدث عن حرصه على الوطن والحقوق، والريق يتطاير من شدقه إظهارا للصدق وهو كذاب!
نعم، قد يصلي في المسجد لكنه شيطان يعبد الشيطان بسن قوانينه ومباركتها، قال له شيطانه الذي يعبد: “اقطع يد السارق”، “وارجم الزاني المحصن” فلا خير فيه مثل هؤلاء، فقال: لا، هذه حقوق إنسان، الأفضل من حكم رب العالمين الحكم عليه بفلسفة اليهود الديمقراطية التي نعبدهم بتشريعاتها..
لن ينفعه قول “لم أصوت على المصيبة كذا في البرلمان” مثلما يقول الإخوان الديمقراطيون (لا المسلمون) الملاعين. يكفي جلوسه في قاعة البرلمان المشؤومة التي يتمنى كل مؤمن عاقل أن لا يدخلها، أحرى بالتكبير فيها والصلاة كما يفعل الإخوان، وهي محراب من محاريب الشيطان في هذا الزمن، ومن فيها كهنة ككهنة الأصنام السابقين.
لقد اشتراهم هذا الرئيس، فلم نعد نسمع لهم أي نباح، فأين هم والوطن يباع؟ أين المعارضة الملعونة؟ أين الحقوق المشؤومة؟
لا بارك الله في الجميع، ولا في الديمقراطية ولا في الحقوق، ولا في شركاؤهم الأوروبيين والأمريكيين، حشرهم الله معهم..

مصدر الإعتراض اليوم هو الشباب! لم يعد هنالك كبار ولا عدول، وهذا يدلك على أن الإنسان كلما كبر في الشؤم كلما انتكس، لذا تجد الشباب رغم بعد أكثرهم عن الدين، ورغم الثقافة الغربية الدخيلة عليهم، خير ألف مرة من أولئك الكهول والشيوخ الشياطين.
قال أحدهم:
هذا الرئيس هو أسوأ رئيس مر على هذا البلد منذ استقلاله بدليل ما يتردد الآن من خيانة عظمى للبلد.
ما الذي يعنيه في شأن بين الأوروبيين وأبناء إفريقيا المهاجرين؟
ما شأن بلدنا في ذلك؟
ألا يكفيه أن كل الدول التي حوله رفضت العرض الأوروبي اللعين، ومنها دول غير مستقرة، كان بإمكان من عليها الطمع أكثر منه في المال الحرام؟!
هل نحن لحويط لكصير؟
ما الذي يورطنا فيه؟
سيجلب الأفارقة الفارين من الحروب والسجون وغيرها، وسيجمعهم في ساحة إن لم يخترع لهم مقاطعة. وسينظرون إليه وإلى البلد كعدو حارم لهم من أوروبا، خائن قبض ثمن تحطيم أحلامهم وسجنهم في هذا البلد المتخلف الذي لم يضعوه في حسبانهم أصلا، والذي سيكون بمثابة سجن لهم.
أناس ليس لديه أي خلفية عن ماضيهم، ولا يعرف هل كانوا مجرمين قتلة أم مغتصبين أم كفار سحرة أم أكلة بشر. لا يعرف لماذا يطردهم الأوروبيون، ومن يختارون له منهم! فهل أعمته الملايين إلى هذه الدرجة؟
لقد باع هؤلاء الحاضر، ويبدو أنهم مصرون على بيع المستقبل أيضا، وهذا الرئيس هو الأسوأ بهذه وحدها، وتدل على أن وراء الأكمة ما ورائها، وهدوئه ليس إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة السوداء..
فيا لتعس أجيال قادمة هذا رئيسها!
قراره يمس الأمن القومي الموريتاني، ولو كان ولد عبد العزيز مكانه لما أقدم عليه.. أما معاوية وولد هيدالة فأبعد لأن لديهم كرامة، وليسوا فسقة..
إن زعمهم أن موريتانيا ستكون دولة مستقرة واعدة، ودعوتهم لشركائهم الأوروبيين والأمريكيين والإسرائيليين للإستثمار فيها (وهم حقا شركاؤهم حشرهم الله معهم)، كما لو لم يكن يوجد في العالم مستثمرون غيرهم، يناقض توطينهم لحثالات إفريقيا الذين لا استقرار ولا أمن معهم.
كيف يتصف بالأمن والأمان كما يزعم، وهو يسعى لإشعال البلد بهذه الطريقة؟!
لقد دمروا حاضر البلد، ويريدون تدمير مستقبله! اللعنة على حكمهم.
البلد اليوم يتعرض لأكبر خيانة في تاريخه، قد تكون أكبر من خيانة بيعه للفرنسيين يوم خروجهم الزائف منهم.
والحثالات السياسيون صامتون، لا يعترضون ولو بكلمة بعد أن كان نباحهم يملأ الأجواء!!
البلد يتحول إلى مكب للنفايات الأوروبية وهم بكم خرس!! خونة كالقيادة التي لا يهمها غير النقود.
إن الغاز القادم قد يتحول إلى بلاء مثلما تحولت الثروة الليبية والسودانية، فالأوروبيون قد بدءوا يشتغلون لنا في الأزرق كما يقول المصريون..

وقال آخر:
ما الذي تنتظرونه من حكام المسلمين في هذا الزمن؟
لقد باعوا الدين وأنفسهم فكيف لا يبيعون الأوطان؟
ألا ترون كيف يبيع صاحب مصر سيناء لليهود؟
وصاحب السعودية نيوم؟
إن من خان الله ورسوله، لا غرو أن يخون بلده!
إن خيانة هذا المحتملة لهذا البلد إن تحققت، لن تكون أقل من خيانة أولئك للدين والإسلام والعروبة!
إن خيانتهم المحتملة تأتي في أوج تلك الخيانات، وفي اوج إجرام الأوربيين! لتكون لبنة في جدار الكفر إن لم يتراجعوا عنها، ولا نريد لهم ولا للمسلمين إلا الخير، فليتقوا الله فينا إن كانوا مسلمين.

ستكشف الأيام حقيقة الأمر، وإذا جلبوا أولئك الفيلة، فلن يستطيعوا إخفائها. وإذا تحقق هذا علمنا أن الجزء الذي منه هذا الرئيس، لا يصلح للحكم، نعم إنهم أهل الكرم والبساطة والعلم، ولا يختلفون عن بقية المواطنين إلا في بعض التضاريس المعروفة، ولكل منطقة تضاريسها وتضاريس أهلها، إلا أنهم أبعد شيء عن القدرة على الحكم وإقامة دولة بدليل ما يحدث الآن، ولعلهم من قصد ابن خلدون بقوله إن: “البدو لا يقيمون دولة”!
وهذا ظاهر في لا مبالاة من يوقع منهم على مثل هذه الإتفاقيات، فقد كثروا في الحكم حتى أصبحت الكلمة كلمتهم وحدهم.
وإذا استمر الأمر على هذا بانتخاب هذا صاحبهم لفترة ثانية، فعلى البلد السلام! فلامبالاة الأعراب هي أخطر شيء، وتكون أخطر عندما تتعلق بالدين، لذا قال ربنا عن الأعراب الذين ذلك حالهم أنهم أشد كفرا ونفاقا!
وهؤلاء الذين عندنا في الحكم (والمقصود الرؤوس لا العوام الرائعين)، أشد جهلا وطيشا ولا مبالاة! والذين في الجنوب أشد خبثا وانغلاقا، والذين في الشمال أشد حقدا وتفككا لا يهتم الواحد منهم بغير نفسه (حتى لا يغضب أحد).
انظر فقط في مدنهم، تجد اهل الشمال أقرب للحضارة من البقية، وأهل الجنوب أقرب لها من أهل الشرق، وهم الأكثر عشوائية وقلة تمدن، وهذا مجرد رأي، ولا أعمم، وليس لدي موقف ضد أي احد، بل هي كلمة أراها وأذكرها.
وقد بدأت بوادر عبث حكمهم تظهر الآن.
ومن سمات عبثهم، والعبث مبالغة وقلة تعقل ورشاد:
مبالغتهم في الديون الخارجية المعروف أنها قيود يضعها اليهود على الدول بالربا وغيره، تؤخذ من صندوق النقد الدولي اليهودي الذي يجتمعون به وبالأوروبيين الملاعين ليل نهار، وهي ليست وسيلة نمو ورخاء، بل قيود وأغلال، لكن العابثين لا يكترثون، ولأول مرة في تاريخ البلد، أصبحت القروض بالمليارات بعد أن كانت بالملايين، مما يدلك على الفرق بين من كان يحكم ومن يحكم الآن!
ذكر ذلك أحد النواب في البرلمان في مسائلته لوزير الإقتصاد، قال له: “لم نعد نستطيع الراحة من كثرة ديونكم، ففي كل ساعة تنادون علينا للتوقيع على اتفاقية ديون جديدة! وديونكم بلغت 1473 مليار، تجاوزت ميزانية البلد التي بلغت 1081 مليار! حملتم الديون على الأجنة والنطف والأحياء والأموات، فمن سيسددها؟ وتكافئون المفسدين بوضعهم في مناصب أعلى بدل تنحيتهم وعقابهم!!”. انتهى ملخص كلامه.
ومن سمات عبثهم، وهذه شاركهم فيها من قبلهم، بناء الأسواق الكبيرة المتخلفة البدوية، دكانا ينطح دكانا، فقط لأجل 40 ألف شهرية ككراء! لا أغناهم الله، بدلا من عمل مول راقي أو ترك المساحة لما هو أهم! نقلوا ثكنات الجنود حتى من عرفات، وارتفع مكانها بنيان سوق! عجبا لفرد أو فردين تسمح لهم دولة الفقراء هذه بتملك أحياء كاملة وأسواق بقدر أحياء!
ومن سمات عبثهم، وعبث كل من في هذه الدولة من البدو من غيرهم، إلا ما رحم ربي:
أكل المال الحرام! ذلك الجمر المتقد الذي يرمون في بطونهم دون وازع من ورع أو إشفاق على أنفسهم من النار!
فهل هم مؤمنون؟
هذا أيضا يمكن إدخاله في عبثهم.
من يستطيع أكل الحرام وهو مؤمن يا كفار النعمة؟
ومع هذا يصلون في المساجد!
ألا تعسا لفقههم!
ألا تعسا لفقه أساسه أن الشيخ الضال المضل سيحط عن أتباعه الذنوب إن هم عبدوه ونفخوا في بطنه من المال الحرام!
قد يذنب الوحد بينه وبين نفسه، لكن إعلان ذلك يعني الضياع!
قد يسرق بيضة، لكن أن يسرق بلدا وشعبا، فلا، هذه لا يفعلها مؤمن!
قد يبيع فرخا لكن أن يبيع أمة ودينا، لا، هذه لا يفعلها مسلم!
هذا عبث غير مبرر ولا مقبول، ولا يجب السكوت عنه، على الأقل بالكلام لأن الباطل والفساد لا يقويان إلا بضعف الحق ونفاق أهله، إن كانوا أصلا من أهله.

إنه الفساد، تلك الصفة الإبليسية البغيضة التي يتسم بها أكثر الفاسدين في هذا البلد، ترى الواحد منهم كالحشرة القذرة في مكتب مغبر، يتحين الفرص لتلقف الرشوة والخيانة من أجل رفع رصيده من المال الحرام والسحت، يخون الأمانة ولو ببيع دينه! ولا يعنيه، يعميه الشيطان عن الدين والأخلاق والإنسانية لأجل ورك أنثى أو قصر في تفرغ زين المتسخة..
إن الفساد الذي تربون عليه أبنائكم منذ الصغر، حتى جعلتموهم يحلمون بنهب الدولة كما لو لم يكن من رزق غير ذلك! ويحسبونه مثلكم رزقا وهو حرام، نار في بطونكم وبطونهم!

هذه الإتفاقية ستجعلنا تحت انظار الأوربيين المجرمين شركاء المجرمين! سيتدخلون بعدها في شؤوننا، وثقوا بأن ذلك لن يكون في صالح الأمن ولا الرخاء! خاصة وأننا دويلة غنية قليلة السكان قريبة منهم، خير من كل دولهم بشمسها وصحرائها ورحابة وإشراقة أرضها، وغناها! وشعبها بضع ملاين، والآن أصبحوا على سنة اليهود يهجرون الشعوب بالملاين ويبيدونهم، أنظر ما يفعلون في غزة، فهو تجربة خطيرة إن نجحت – لا قدر الله – فعلى بعض الدول الصغيرة السلام! وعلى العرب الجبناء أيضا.

لماذا موريتانيا؟ فهي ليست أساس عبور المهاجرين إلى أوروبا؟

أين البرلمان؟ لماذا يوافق الأوروبيون أنفسهم وهم دعاة الديمقراطية الكاذبة، على تمرير اتفاقية خطيرة تمس الشعب الذي يفترض في البرلمانيين أنهم يمثلونه، دون علمهم؟
لتعرف أن أوروبا القذرة لا تعنيها ديمقراطية ولا حقوق إنسان، ولا يحزنون! كلها شعارات زائفة ظهر زيفها بعد كورونا وغزة، لكن أكثر الناس لا يعقلون!
والغبي التافه الأبله عديم الدين والضمير، هو من يؤمن بأنهم بشر، ومتقدمون، ولديهم كنز يسمى الديمقراطية والحقوق، اللعنة عليهم وعلى كنزهم. ما أضاعنا إلا أمثال هؤلاء التافهين المهادنين التابعين العملاء المستعدون لتولي الكفار والخروج من الدين وبيع المسلمين.

قد تكون هذه الإتفاقية المشؤومة التي جلب لنا المشؤومون، بداية ضياع موريتانيا التي نعرفها، ليس من طرف المهاجرين فحسب بل من طرف الشركاء الأوربيين الذين عندما يدسون أنوفهم في شؤونكم سيحطمون أنوفكم إن أعطيتموهم الفرصة.
كان البسطاء من قبل يقولون إن معاوية أغظف (مبارك)، ووُجد من قال بان عزيز أغظف! لكن هذا؟! ما هذا؟
في الوقت الذي يطرد فيه النيجر أوروبا، يأخذهم هذا بالأحضان! ألا لعنة الله على الظالمين.


اللعنة على رادار الشرطة الكلب

مرة أخرى يثبت البدو العاملين في الدولة عندنا أنهم أبعد شيء عن التحضر، وأن الأخير لا يعدو كونه وسيلة للإثقال على المواطنين وابتزازهم! حتى عندما يقتنون رادارا لإلتقاط السرعة الزائدة للسيارات يسمون سرعة 90 كلم في الساعة سرعة زائدة! وليته وضع في يد الدرك بدل الشرطة الموريتانية!
يثبتونمرة أخرى وأخرى أن ضرائبهم – أو مكوسهم بمعنى أصح، ليست للإصلاح بل للإفساد على المواطنين، إفساد جيوبهم على الأقل، وتعكير صفوهم بما يسمى القانون (الشريعة الغربية الجديدة التي لا مكان فيها للحدود برضى مسلمي آخر الزمان هؤلاء!).

الضرائب بصفتها الحالية – في أكثرها، لم تعرف في الإسلام، لم يعرفها النبي صلى الله عليه وسلم ولا من تبعه بإحسان، بل عُرفت المكوس في العصور المتأخرة، وكانت تهدف لسلب الناس وإثقال كواهلهم، وهي علامة فسادها، السلب أو الهدف الخسيس الذي يتجلى بوضوح في تصرفات الكثير من رجال الدولة اليوم عندما يبتزون المواطنين بوجه حق أو بغيره! لا تجدهم إلا وهم يجمعون ويجمعون، ويأكلون لا يملون، ولا يرحمون، كأن الهدف من تلك الغرامات هو ملء جيوبهم أو تعكير صفو غيرهم، وإذا جئت للفارض لها وجدته صخرة لا مجال للنقاش معها، لا يقدر على إخراج 100 أوقية من يجبه، ولو للصدقة، لكن عندما يفرض على غيره 10 آلاف أوقية مجحفة، لا يحب له ما يحب لنفسه ولا يكره له ما يكره لها، لأن الأمر لا يعنيه، لذا أتساءل أحيانا هل الأنانيون محقون في عدم التفكير في غيرهم من البشر؟!
والسبب الأول والأخير هو أن القلوب تحجرت والدين انعدم، وأصبح المسلمون في هذا الزمن مسخا أو شيئا آخر، شيء له علاقة بالحضارة الغربية الربوية أكثر منه بحضارة وأخلاق المسلمين التي تتلاشى شيئا فشيئا في هذا الزمن، وتحل محلها الحقوق العنصرية السخيفة، والطمع في مال الدولة الحرام، والعدوان على الناس بمختلف الطرق، وتحجر القلوب!

إذا سلمنا بمصداقية الضريبة الملعونة، وهي ليست من الإسلام في شيء، لأن الإسلام رفق بالناس بعكس نظامها الغربي اللعين المرهق لهم، يُعطي ولا ينهب، بعكس الأنظمة الغربية الخسيسة التي اتخذنها المسؤولون عن البلد غرابا يمر بهم على جيف الكلاب وحياة الضنك الغربية والشقاء
هذا النوع إن سلمنا به – ما اقذره وأقذر العاملين فيه، إلا ما رحم ربي! المفروض فيه أن يكون لتحقيق النظام لا سلب المواطنين، معاقبة المخالفين للنظام لا القفز على الأبرياء والمسالمين، فغرامة 10 آلاف أوقية التي وضعوا على من يتجاوز سرعة 90 كلم – أو 100، بكليلومتر واحد، وعلى طريق سريع يفترض أن يسير عليه بأكثر من ذلك بكثير، أمر مجحف!
10 آلاف يا ناس، ومرة واحدة! فيا لها من غرامة شيطانية! ثمن البنزين ذهابا بين نواكشوط ونواذيبو لا يتجاوز 15 ألف!! فكيف يضعون 10 آلاف لمجرد تجاوز بسيط ل 90 كلمتر في منطقة لا تتجاوز كليومتر، كأنهم محطة بنزين أخرى، ما اهردهم؟
ما الذي يفعله الفقير الذي بالكاد يحصل على الكافي من الديزل لرحلته؟ كيف يدفع 10 آلاف أوقية بسبب جرة قلم أحد المنزلقين في وزارة النقل والتجهيز أو غيرها؟
من الذي يقدر للمسلمين مثل هذه المكوس الثقيلة التي لا فائدة لها غالبا، فالطريق متقعر، والناس يسيرون بحفظ الله لا رادارهم ومكوسهم.

غراماتهم ثقيلة، كغرامة 6 آلاف على كل من يرتكب مخالفة مرور! ألا تكفي ألفين على الأكثر، فالهدف هو الردع لا النهب! فلتتوسط الدولة في هذا النهب، ألا تشبع؟ ألا يكيفيها أن مداخيل السمك والحديد والغاز والبشر، كلها إلى خزائنها؟!
لماذا إرهاق الناس بهذه المكوس اللعينة؟ إن خفة شر رجال الشرطة وغيرهم على المواطنين دليل على قوة الحاكم، وعكسها هو أكبر دليل على ضعفه، وأنه فاتح الباب على مصراعيه لكل من هب ودب من العاملين في الدولة، يفعلون ما يشاءون كأن البلد بلا كبير، وهذا ما لا ينبغي، فاول من يجب أن يخاف الحاكم هو شرطته وموظفيه، فإن لم يفعلوا فعلى الشعب السلام!
وهذا ليس اعتراض على الدولة ولا على الرئيس بار الله فيه، بل دعوة إلى تجنب مثل هذه الأعمال التي تزيد المواطن، حتى المستقيم، حنقا على الدولة! كفاها ما هي فيه من صراع مع العنصريين الملاعين والحاقدين الحاسدين القذرين!

يجب أن لا يكون قول ذلك الرادار أمر قطعي، لأن 10 آلاف بالنسبة لسائق تاكسي، كثير على سبيل المثال!
ويجب أن توضع الغرامة على من يستحق، وهو من يسير بسرعة خيالية لا 90 كلم في الساعة التي هي المتوسط!
ويجب تذكر ان الصيانة ضعيفة، وكذلك البناء والإنجاز، الطرق متقعرة والأرصفة ناقصة او مغبرة، ومع ذلك لا إنجاز إلا في إرهاق كواهل المواطنين وتغريمهم بما يستطيعون وما لا يستطيعون!
وهذا النوع من المكوس يجب إعلام الناس به! يجب نشره في الإعلام وغيره، والتيتوك أفضل منهم في التحذير من شرهم، لأن الهدف غالبا هو تجاوزه لحلب الناس في تلك الصحراء دون رحمة أو نقاش..
تقبل إلى المدينة مستبشرا منشرح الصدر بالصحراء والفضاء المريح الذي يلفك، فتلتقيك وقفة من المشائيم العابسين، يقفز أحدهم أمامك كالقرد عارضا صور راداره الكلب قائلا: عليك مخالفة رادار!
فتتأمل الصورة الملتقطة وتلعن التطور في داخلك، تحاول التبرير والإتذار، لكن كأنك تخاطب حجرا أصما، لا يرحم صاحبه جيوب المواطنين! يقول لك: تكلم مع مع سيد الوقفة، فتنزل من السيارة لتجده متكئا على سرير في ذلك الفراغ، ويضطرك في الأخير إلى الدعوة عليه وعلى من معه وورائه، بالسوء!
وتظل تتوسل وتعتذر، لكن لا حياة لمن تنادي!
القانون فوق الجميع! خاصة عندما تدخل في ذلك نقودك!
اللعنة على قانون الغرب وعلى من يتخذه دينا!
ثم يحتجز أوراقك لتدفع لك في ظرف 14 يوم في نواكشوط!

حقا إن مشكلة الناس الأساسية في هذه الدنيا هي الناس، ويقولون أن القانون الغربي الخسيس لا يرحم الجهلة به الذين يسميهم بالمغفلين وقد يكونون أعقل الناس، وهو المغفل دائما!
لماذا لا يرحم؟ ما ذنب من يجهله، من لا يعرف خفاياه التي ألف فيها المتاعيس المجلدات؟ أيذهب ضحية لذلك الجهل لمجرد أن ذلك القانون الكلب لا يرحم من يجهله؟
اللعنة عليه وعلى واضعه، وعلى متخذه شرعا ودينا من دون شرع رب العالمين، وهو يعلم!
فليت الواحد يعثر على مكان منعزل بسيط وهادئ، يقل فيه وجود كلاب البشر، ويستريح!
وانواكشوط الآن سوداء، تتحول إلى جحيم، فمع الحرارة والناموس والأوساخ والعشوائيات وغلاء الأسعار مع ضعف جودة البضائع إلى درجة الخطورة، والفواتير الكثيرة، ينضاف لذلك ضنك العنصريون السود، ووجوههم العابسة الحاقدة على كل مسلم أبيض أو معتدل أو غني!
صدقني إذا استمر الحال على ما هو عليه، سيترك البيظان العاصمة مثلما تركوا المقاطعة الخامسة والسادسة وبريمير وبيك ودار النعيم، والآن يتركون نواذيبو وأطار والمدن السائرة في ذلك الطريق، بدل التمسك بالأرض وعدم بيعها لليهود مهما كانت المغريات.

حرج لنا ذلك الغول وراداره من العدم، والتقطوا للسيارة صورة تبين أنها تجاوزت 116 كلم في الساعة، فتعسا لها من تكنولوجيا! عكرت مثلهم صفونا، وأمسك بأوراقنا، وجعلتنا ندخل مدينتنا ونحن مكتئبين بدل الدخول منشرحين!
وكتب لنا وصلا فيه أنه احتجر الرخصة لكنه لم يذكر بطاقة السيارة مما جعلنا نفكر فيما بعد في إمكانية ضياعها، وانكاره أخذها، ذلك أقل ما يقابل به رفضنا الدفع المباشر إن كان غير مستقيم.
كان بالإمكان دفع المبلغ مباشرة وعدم التعرض لإحتجاز الأوراق، لكن لماذا؟
فضلنا الدفع للدولة مباشرة أي للمسؤول، وذلك شأنه، المهم أن من ظلم حقا سيدفعه عاجلا أم آجلا، الظلم ظلمات، وذلك ما يريح المظلومين على الأقل.
وطبعا إذا ضاعت الأوراق قد لا تتحمل الدولة مسؤولية استخراجها رغم أنها السبب في ضياعها! لكن عدم وضع النقود في أيديهم في ذلك المكان أفضل من وضعها، وعلى كل من يغرمونه أن يدفع للخزينة مباشرة، فذلك أفضل، ليضمن أن النقود ستدخلها باحتمال 51%.
ولماذا يأخذون الرخصة ما ادناهم؟ لماذا لا يكونوا متطورين بالفعل، ويعطون المخالف ورقة للدفع دون استصدار أوراق سيارته فاستصدارها ظلم له، ومخالفته تلك لا يجب أن تكون ذريعة للحجر على أوراقه أو سيارته، لكنهم متخلفون، وكل مظاهر التحضر الزائف تزيدهم تخلفا وتعنتا!

هددتهم قائلا: لا تظلمونا فلدينا سلاح الدعاء! ولاحظت وأنا خارج أن 2 من العسكر واقعين في مخالفة الرادار مثلنا، كانا يبتسمان، فكأن البغيض قال نكتة متهكما علينا، مثلا: “اذهبوا وتكركرو من أجل استعادة أوراقكم”، أو ربما أضحكهم تهديدي لهم بالدعاء عليهم، فكل ما يتعلق بالدين أصبح يُضحك في هذا الزمن لسيادة الجهل واسوداد القلوب!
المهم، عندما شاهدت تلك الإبتسامات الشامتة، رفعت صوتي وأنا أركب السيارة قائلا: “يعطيكم البحر”، أي ما هو أقوى منهم، مما يضيق عليهم بالفعل ويخنقهم ولا يترك للحلول الوسط مجالا، اضحك 😊..

ضريبة 10 آلاف أوقية قديمة! هذا كثير! وعلى ماذا؟ تجاوز سرعة 90 كلم في خلاء، وعلى طريق سريع مخصص لذلك؟!!
قال لهم صاحبي: المفروض فرضها على من يسير بسرعة أقل من 90 كلم! فأجابوه ذلك خاص بالطريق السريع، وهو ليس عندنا، وقد يقتونه لا أغناهم الله، ولن يعنى ذلك سوى المزيد من سلب المواطنين لأن المرور فيه سيكون من خلال دفع غجباري لمكس آخر، وليس مجانا. والمواطنون يفضلون السير على الحمير والجمال في أرض الله الواسعة على الدفع لطريق معبد المفروض فيه أن يكون مجانا لولا نظام الغرب المبني على المكوس!
وما أجمل الجمال في تلك الصحراء، لا وقفة توقفها ولا رادار كلب يحسب عليها خطواتها!

تخيل، 10 آلاف على تجاوز سرعة 90 كلم ولو بكيلومتر واحد! وأين؟ في أفضل جزء من طريقهم المتقعر الذي يربط بين نواكشوط القبيحة ونواذيبو الباردة!! الجزء الذي يفترض في السائق أن يأخذ عليه راحته، وينطلق بسرعة تتجاوز ال 100 كلم في الساعة، إن شاء، وذلك عادي جدا، مع أني شخصيا أحاول عدم تجاوز سرعة 80 كلم غالبا.
بالمناسبة الطريق جيد بين نواكشوط والشامي، لكن يجب الحذر من منحدر – أو حفرة غريبة مثلهم، تظهر علامتها على بعد 100 كلم من نواكشوط تقريبا ، فهي كالمنحدر الحاد يجب تخفيف السرعة عندها، وتوجد أخرى على بعد 180 كلم تقريبا، لكنها أخف. تركوهما لمباغتة من لا يعرف الطريق، ثم يغرمون الناس ب 10 آلاف أوقية على سرعة عادية!
لا أعرف الحكمة من تخفيف السرعة إلى 90 كلم في الساعة غير ما ذكرت لكم! لكن الظاهر لي أن الأمر كله عبث في عبث ككل ما يتعلق بهم.
وبعد مدينة الشامي قليلا تبدأ 50 كلم تقريبا من الطريق الخامر، رغم محاولتهم الترقيع، تحصل فيها اهتزازات كثيرة للسيارة، مما قد يسبب لها بعض التهتك مع الزمن، لكن ذلك لا يعنيهم، المهم عندهم هو حلب الناس بالمكوس! فأين حق المواطنين في طريق سريع لا يفسد ممتلكاتهم وأرواحهم؟ حفظ الله المسلمين من كل سوء.

المفروض حسب رأيي إبعاد رجال الشرطة تماما عما يتعلق بهذا الرادار، وترك الدرك يتولى المهمة، فهم أرزن وأوثق. ورفع السرعة إلى أكثر من 90 كلم، لكي يكون العقاب منطقيا، وعدم تجاوز 2000 كغرامة لأن الهدف ليس انهاك المواطن بل راحته وسلامته!
وماذا في تجاوز سرعة 90 كلم؟ خاصة أن الطريق فضاء لا مدن فيه ولا بشر غيرهم!
من لديه سبب مقنع لتغريمهم المسلمين على تجاوز سرعة 90 كلم فليكتبه لنا في مجال التعليقات.
لكن الراجح عندي أن الهدف هو عدم إعطاء السائقين فرصة للنجاة من الغرامة، فسرعة 90 كلم في الساعة يمكن تجاوزها سهوا بكل بساطة إلا إذا ركز السائق على جنبات الطريق لرؤية حدجة الحمار (الرادار) من بعيد، وبالتالي تخفيف السرعة قبل الوصول إليه، خاصة في النهار!

نحن الآن في زمن على الدولة إعطاء المواطنين فيه حقهم من أرباح ثرواتهم الشهرية، أي كل شهر، فهي بمثابة العامل لهم في دكانهم (أرضهم)، فكيف تستحوذ على أرباح مخدميها؟ كيف تتعذر لهم بصرفها فيما ينفعهم كبناء الطرق المعبدة التي لا تؤكل ولا تشرب، وأمثالها؟ ولو سألوا الشعب لفضل وضع نقوده في يديه، وسيمكن بعدها من التجول على أفضل الطرق في أجمل مدن العالم السياحية، وتعليم أبنائهم في أفضل المدارس، والتداوي في أرقى المستشفيات.
الإنسان أولا ثم الطرق المعبدة والمدارس والمستشفيات، وغير ذلك مما يتحججون به لأكل الثروات التي لا تغادر جيوبهم، ولا يعملون إلا على جيوبهم كما هو ظاهر، وأكثرهم مفترس للمال الحرام.
فبدل سلب المواطنين نقودهم بمثل هذه الذرائع، أعطوهم حقهم في ثروتهم!
قسموا عليهم أرباح ثرواتهم التي تدخلونها شهريا بالدولار، وسيغتنون ويرتاحون منكم ومن نهبكم! حينها ستكون ضريبة 10 آلاف على طريق سريع أو خفيف، منطقية! ولن يحتاج لها أحد منكم.
أعطوا الشعب ورجال الشرطة والدرك والمعلمين وغيرهم، نقودهم، ولن يحتاجوا للمكوس، ولا للتضييق على الناس وحصرهم في زاوية الإنتهازية والرشوة والظلم. ولن يحتاج الكلاب لحسد المسلمين البيض أ, غيرهم على ما من الله عليهم به من نعم أو نقم تبدو في هيئة النعم.
لم يعد الزمن زمن التغاضي أو التسامح، بل أصبح زمنا غريبا ترتع فيه القيم الغربية وحقوقها، ويعيث فيه أتباع الغرب اللعين في الدولة وغيرها، فسادا، فإذا بادرت الدولة بتقسيم الثروة على الشعب، ولو بتخصيص نسبة 5% من أرباحها لتوزع عليه مباشرة في كل شهر (من خلال الطريقة التي شرحنا سابقا أو غيرها)، فقد يعيد ذلك الصواب إلى الناس، وإلا احترق البلد بسبب تزايد دعوات السوء والأطماع، وإشراف الغرب اللعين الذي هو الآكل الأول للثروة، يليه أكلة المال الحرام الملاعين.

حتى ونحن نتعرض للغرامة، أحسسنا أن رجال الشرطة والجيش الممسوكين بمخالفة رادار مثلنا، يشمتون فينا بدل التعاطف معنا، وهو أقل واجبات المسلم على أخيه المسلم، فكأننا بيظان ناهبون للبلد لا نستحق إلا الغرامات والتضييق!
قلت لصاحبي، مرحبا في نواكشوط بيرام والمتبرمين، نواكشوط الجديد بعد انتخابات 2024! فقال: لا أعتقد أن هنالك مشكلة، سينسى الناس السياسة بعد أشهر قليلة، وترجع الأمور إلى طبيعتها، الحرطاني في شقائه وكذلك الكوري والبيظاني!
قلت له: لا أعتقد أنها سياسة ستزول لأن الحال يتغير، والبيظان الآن مستهدفون وكذلك الدولة! أصبح لدى كل الجهلة التيكتوك، ألا تلاحظ أن شغلهم الشاغل هو انتقاد الدولة كأنهم يعملون على ذلك! أو تبادل مقاطع العنصرية والكراهية؟ لذا وجب على الدولة معرفة كيف ستتصرف مع هذا التيكتوك، وكيفية معاقبة المجرمين الممسوكين بجرم العنصرية، وغيرها من الأحقاد!

إن الميل الواحد يساوي 1.6 كلم. إذن 55 ميل تساوي 88 كلم، فيجب عدم تجاوزها مسافة 88 كلم – أو 55 ميل، من نواكشوط، وسيكون الرادار ظاهرا على الطريق مثل حدجة لحمار، فيمكن التخفيف من السرعة عند مشاهدته.
وسيتلاشى هذا القانون سريعا لأن الناس سيعرفون مكانه، ولن يمسكوا بأحد بعدها إلا أن يكون الرادار زفاط! وذلك ممكن.
المشكلة الآن تكمن في أن بعض المسافرين لا يعلم به مثلنا، لذا يتعبونه.

والمستغرب هو وجود وسيلتين للدفع عندهم! الأولى أن تدفع لهم مباشرة، ولا أعرف هل سيعطونك وصل آخر أم لا يعطونك أي شيء!! ولكنك ستأخذ أوراقك وتذهب،وذلك افضل، لأنهم حتى غن سرقوك سيدفعون لك عاجلا أم آجلا، لن يضيع المال!
أما الحالة الثانية في أن لا تدفع لهم مباشرة فيعطونك وصلا آخر! وتدفع في العاصمة!
وكان المنطق أن يكون الوصل واحدا سواء دفعته عندهم أو في العاصمة، وهذا ما أثار ريبتي ودفعني للعناد!
وقد أخذوا الرخصة وبطاقة السيارة، لا أعرف لماذا أخذوا الرخصة لأن أخذها حرمان لصاحبها من القيادة لحين استرجاعها، وهذا ظلم له وقلة مسؤولية، تكفي بطاقة السيارة لأنها صاحبة المخالفة، خاصة أنهم يتأخرون جدا في إيصال الأوراق للإدراة، وكما قال الفظ: يجب أخذ الأوراق في ظرف 14 يوم، تعتقد من قوله أنك إذا أتيت اليوم الأول ستجد أوراقك، لكن هيهات، ستيت وتقيل معهم ليلي وأياما في تلك الصحراء، وسط ذلك الإهمال والعشوائية، فإن حصلت عليها بعدها فلتحمد الله!
وفي لحظة كتابة هذ الكلمات مضى أسبوع ولم تصل! مع العلم أن مكان التوقيف على بعد 50 كيلومتر فقط من انواكشوط! تأمل في هشاشة هذهالدولة التي نعتقد أنها قوية! سيارات الشرطة كثيرة جدا مخصصة فقط للإستعراض على الغراب بيرام وأتباعه التافهين، أما أن تذهب إحداها كل يومين أو ثلاث او تجلب الموجودة منها هنالك أوراق الناس الذين ينتظرونها على أحر من الجمر، فلا!
وفي هذه الحالة لو كان الشعب كله يدفع الغرامة هكذا، أي من خلال الوصل لكان افضل لضمان دخول ذلك للخزينة، لكن الشعب لن يفعل، وهم لن يوصلوا الأوراق بسرعة، ربما عن عمد حتى لا يتحداهم أحد بعدها! فلماذا التضحية والعناد؟
لكن بالإمكان تفادي الرادار فهو على بعد 120 كيلومتر من مدخل انواكشوط للقادمين من نواذيبوا، فيمكن التخفيف من السرعة عندها، وستراه في رأس عمود عالي كالزق المنفوخ.
ومن الأفضل قبل السفر في طريق سؤال أهل السفر عنه، مثل سائقي باصات النقل مثلا، عن أحواله واحوال المبتزين الذين عليه، ففي هذه الحالة يأخذ الواحد الأخبار ويكون مستعدا، أما السفر على غفلة في زمن تطور هؤلاء الأجلاف، فقد تكون فيه بعض المشاكل معهم، حفظنا الله وحفظ المسلمين من شرهم.


جائزة كتارا للرواية العربية

جائزة كتارا للرواية العربية.. إحدى الجوائز العربية المعتبرة، تعني بالأدب والثقافة، وتقدم جوائز معتبرة للفائزة تقدر ب 30 ألف دولار للفائز في كل المجالات.

الأدب العربي

احتفالا بالأدب والثقافة العربية الجميلة الرائعة المثيرة، أعلنت جائزة كتارا للرواية العربية عن فتح باب الترشيحات لدورتها العاشرة 2024.

تأسست جائزة كتارا للرواية العربية لتكريم الأدب والأعمال الهادفة، وهي جائزة أدبية سنوية تم إنشاؤها في عام 2011 من قبل مؤسسة “قرية كتارا الثقافية” القطرية لتشجيع الإبداع، والترويج للأدب العربي على مستوى العالم. وقد برزت الجائزة كواحدة من أرقى الجوائز الأدبية في جميع أنحاء العالم، ووضعت قطر على خريطة المشهد الأدبي الدولي الذي تستحق.

تضم الجائزة عشر فئات ، بما في ذلك أفضل رواية تاريخية ، وأفضل رواية للأطفال والشباب ، وأفضل رواية عربية غير منشورة… إلخ.
والمسابقة مفتوحة لكل المؤلفين العرب بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو الجنس. وعملية التقديم تتم عبر الإنترنت عبر موقع الجائزة، والترشح مجاني.
ويتم اختيار الفائزين من قبل لجنة تحكيم متميزة مكونة من مجموعة من الشخصيات الأدبية البارزة من مختلف أنحاء العالم يقومون بتقييم المشاركات بناء على أصالتها وإبداعها وصلتها بالثقافة والتراث العربي. ويكافأ الفائزون بكأس وشهادة وجائزة مالية معتبرة.

جائزة كتارا للرواية العربية ليست مجرد جائزة أدبية بل منصة مهمة لتعزيز الثقافة العربية. تهدف مؤسسة كتارا من خلال هذه الجائزة  إلى خلق حوار بين الثقافات المختلفة وتوسيع فهم الأدب والفن العربي والإبداع والابتكار.

حفل توزيع الجوائز هو أكثر من مجرد إعلان عن الفائزين ؛ إنه مناسبة للاحتفال بالأدب والثقافة العربية. يستقطب الحدث المؤلفين المحليين والدوليين والنقاد الأدبيين والناشرين والمتحمسين ، ويعرض تنوع وثراء وتعقيد الثقافة العربية. ويوفر فرصة للانغماس في عالم الأدب العربي ومعرفة المزيد عنه وعن المنطقة وشعوبها.

جائزة كتارا للرواية العربية هي شهادة على قوة الأدب في تجاوز الحدود والثقافات واللغات. وهي تحتفي بالهوية الفريدة للأدب العربي، وتعزز التبادل الثقافي والحوار، والاحترام المتبادل والتفاهم بين الأمم.

الفائزون بجائزة كتارا للرواية العربية 2023

فاز المغربيان سعيد بن لحسن أوعبو وفريد الخمال بجائزة كتارا للرواية العربية 2023 في دورتها التاسعة، وتم تتويجهما في حفل أقيم يوم الجمعة 13 أكتوبر 2023 بدار الأوبرا بكتارا في دولة قطر.

كتارا 2024

أعلنت كتارا، المؤسسة العامة للحي الثقافي في قطر، عن افتتاح باب الترشيح للدورة العاشرة اعتبارًا من يوم 21 نوفمبر 2023. وقد تم تحديد 31 يناير 2024 كآخر أجل لإستلام مشاركات المتقدمين للجائزة، ويمكن للمهتمين تقديم طلباتهم عن طريق الموقع الإلكتروني للجائزة (الرابط أعلاه) حسب للشروط المحددة لكل فئة على حدة.
وقد أضيفت في هذه الدورة فئة جديدة هي فئة الرواية التاريخية غير المنشورة، وسيتم اختيار فائز واحد يحصل على 30 ألف دولار أمريكي قدر جائزة. وبهذا أصبحت فئات الجائزة ست فئات.
وحددت اللجنة شروطا مشددة لفئة الرواية التاريخية بحيث تكون مخصصة للرواية التاريخية فقط، ولن تقبل أي عمل لا يلتزم بشروط الكتابة الروائية. ويجب تناول الرواية لأحداث تاريخية واقعية بأسلوب روائي مع إمكانية إضافة لمسات إبداعية من خلال تناول أحداث تاريخية. كما تنص الشروط على أن تقتصر المشاركة على نصوص غير منشورة، ولا تُقبل المشاركات التي تم نشرها سابقًا في دور نشر أو مواقع إلكترونية أو في وسائل أخرى (هذا بالنسبة للرواية التاريخية فقط).
ويشترط أن لا يقل حجم الرواية عن 20 ألف كلمة بالتمام والكمال والجمال، وفي حالة فوز المشارك في فئة الرواية التاريخية غير المنشورة، ثم تبين مخالفته لأي شرط من الشروط (الصارمة حفاظا على التراث!)، سيتم حجب الجائزة عنه ولن ينال فلسا واحدا.

جائزة كتارا للرواية العربية في سطور

تتضمن جوائز الجائزة “جائزة الرواية العربية غير المنشورة” وهي فرصة للمترددين والمتوانين الذين لم ينشروا رواياتهم بعد مثلي، وستقوم اللجنة بطباعة وتسويق الروايات الفائزة غير المنشورة، وترجمة الروايات المنشورة وغير المنشورة الفائزة إلى الإنجليزية، وذلك رائع.

الجائزة معتبرة ومهمة، تعتبر من كبريات الجوائز العربية للأدب والأعمال الثقافية. وتنقسم فئاتها إلى الرواية العربية المنشورة، والرواية العربية غير المنشورة، والبحث والنقد الروائي، وروايات الفتيان غير المنشورة، والرواية القطرية المنشورة، والرواية التاريخية غير المنشورة.
ويشار إلى أن إعلان قائمة ال 60 سيكون خلال شهر يونيو 2024، وإعلان قائمة ال 9 إصدارات سيكون خلال سبتمبر 2024، أما إعلان أبناء المحظوظة الفائزين فسيكون في 13 أكتوبر 2024.

ويتم تقديم 3 جوائز في كل فئة، عدا فئتي “الرواية القطرية” و”الرواية التاريخية”، حيث يتم تكريم فائز واحد، وقيمة الجائزة: 30.000 دولار لكل فائز في فئات الجائزة، عدا فئة “روايات الفتيان غير المنشورة” فيتم تقديم 15.000 دولار فيها.
جدير بالذكر أن عدد المشاركات في جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها التاسعة للعام 2023، بلغ 1491 مشاركة، وبلغ عدد الروايات غير المنشورة المشاركة في هذه الدورة نحو 833 رواية، فيما بلغ عدد الروايات المنشورة 393 رواية، نشرت في عام 2022، و191 مشاركة في فئة روايات الفتيان غير المنشورة، و68 مشاركة في فئة الدراسات غير المنشورة، إضافة إلى 6 روايات قطرية منشورة في الفئة الخامسة للجائزة.

الحي الثقافي “كتارا” ملتقى الإبداع والثقافات في قطر

تعتبر المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”، واحدة من أهم مراكز الإشعاع الحضاري في قطر، إذ ينطلق منها بريق الثقافة والتراث القطري إلى العالم، وفيها يتم استلهام واستحضار ثقافات وفنون العالم لتكون ملتقى الثقافات على أرض قطر.
وقد حدد قرار أميري في سنة 2010 يتعلق بإنشاء المؤسسة العامة للحي الثقافي، أهداف المؤسسة في المساهمة في النهوض بالحركة الثقافية وتشجيع وإبراز الطاقات الإبداعية ليكون من مهامها جعل الحي الثقافي بيئة مناسبة لرعاية وتفعيل النشاط الثقافي والإبداعي الفكري والفني، وتهيئة الحي الثقافي ليكون ملتقى للمبدعين والمثقفين، والمساهمة في نشر الوعي الثقافي من خلال تنظيم المهرجانات والمعارض والندوات وغيرها من الأنشطة ذات الطبيعة الثقافية.
وتم اختيار موقع “كتارا” لتلامس شاطئ البحر انطلاقا من الإرث العريق للقطريين الذين ارتبطوا ثقافيا وحضاريا بالبحر منذ قديم الزمان، هكذا نشأت فكرة “كتارا” من حلم تكون فيه قطر منارة ثقافية عالمية تشع من الشرق الأوسط من خلال المسرح، والآداب، والفنون، والموسيقى، والمؤتمرات، والمعارض، ليصبح الحي الثقافي مشروعا استثنائيا يزخر بالآمال والتفاعلات الإنسانية.
ونجحت المؤسسة العامة للحي الثقافي على مدى تاريخها، في أن تكون ملتقى للثقافات فكانت بمثابة نظرة على مستقبل عالم يتمكن فيه الناس من كل المرجعيات الثقافية المختلفة من تخطي حدودهم الوطنية الجغرافية، وتبني قضايا مشتركة في دعم الوحدة الإنسانية.

واستضاف الحي الثقافي في خضم قيامه باحتضان ثقافات العالم، مهرجانات دولية تعبر عن مختلف الثقافات من أهمها مهرجان التنوع الثقافي، ومهرجان كتارا الأوروبي للجاز، وفعاليات ومعارض متعددة للفنون والمسارح العالمية.
وكذلك المهرجانات والمعارض الكبرى التي تنقل التراث القطري إلى العالم، ومن أبرزها مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد “مرمي”، ومهرجان حلال قطر، ومهرجان كتارا الدولي للخيول العربية، ومهرجان كتارا للمحامل التقليدية لتعكس هذه المهرجانات وغيرها مفردات الثقافة القطرية.
وساعد في تحقيق أهداف مؤسسة الحي الثقافي امتلاكها بنية ثقافية ومرافق جعلت من الحي الثقافي واحدا من أهم المعالم في دولة قطر يحرص الجميع من مواطنين ومقيمين وسياح على زيارته صباح مساء، ففيه المسرح المكشوف “جوهرة كتارا” والذي يعتبر تحفة فنية تلتقي فيه الهندسة المعمارية الرومانية بالفن العربي الإسلامي الخالد وقد بني ليعكس الفسيفساء الثقافية العالمية، ويتسع المدرج لما يقارب من 5 آلاف شخص، مما يجعله من أكبر المسارح الموجودة في الشرق الأوسط، وافتتح رسميا في 11 ديسمبر 2011 بحفل موسيقي عالمي بهيج.
وتضم “كتارا” مسرح الدراما الذي استوحي طرازه من المعالم المعروفة في الدوحة ليعكس إحساسا بالتمازج بين الروح العصرية والنمط التقليدي في قطر، ويتسع لحوالي 430 شخصا، وتم تصميمه لاستضافة طيف متنوع من الفعاليات الثقافية المتنوعة والعروض المسرحية والفنية وحتى عروض الأفلام.
وتحتوي “كتارا” على عدد من القاعات وصالات العرض التي تستضيف المحاضرات والمؤتمرات والندوات والمعارض.
ومن أهم معالم /كتارا/ القبة الفلكية، وتتيح عروضها للزوار من مختلف الأعمار، المجال للتعرف على المكنونات الفلكية بأسلوب تفاعلي يتيح لهم فرصة توسيع مداركهم وجذب اهتمامهم بالعلوم الحديثة، وتحتوي على تقنيات رقمية حديثة وتتسع لحوالي 200 زائر، وتمتد شاشة القبة فوق الزوار بعرض 22 مترا. وتدعم عروض القبة الفلكية عدد من أجهزة العرض الرقمية الحديثة التي تولد مشاهد بانورامية للفضاء.
ويضم الحي الثقافي بين جنباته مجموعة من الجمعيات والمراكز الثقافية والفنية أهمها جمعية القناص القطرية، ومؤسسة الدوحة للأفلام، ومنتدى العلاقات العربية والدولية والجمعية القطرية للفنون التشكيلية، ومتحف طوابع البريد العربي، واستوديوهات كتارا للفن، ومجلس قطر للشعر، وأكاديمية قطر للموسيقى، وأوركسترا قطر الفلهارمونية، ومركز الفنون البصرية، وإذاعة صوت الخليج وغيرها، إلى جانب مجموعة من المساجد التي تعد هي الأخرى تحفا معمارية.
وتحفل “كتارا” التي تمتد على مساحة تزيد على المليون متر مربع، بمجموعة من المرافق التي تعزز الترفيه والتسوق بداية من شاطئ كتارا، حيث يوفر هذا الشاطئ إطلالات خلابة على أفق الدوحة، كما يوفر ممارسة مجموعة من الأنشطة والرياضات المائية، إلى جانب حديقة كتارا، وهي مجموعة من البسط السندسية والمروج الخضراء التي تم تصميمها بأساليب حرفية فائقة الجودة وفق أشكال هندسية رائعة تستمد عناصرها من مختلف الأنماط، ويجسد تنوع نباتات الزينة والأشجار المزروعة فيها والتي تبلغ نحو 225 شجرة تم استحضارها وجلبها من مختلف الدول والقارات لتنمو في التربة القطرية، الفكرة التي أنشئت من أجلها كتارا بأن تكون، بحجرها وبشرها وشجرها، واحة ظليلة لالتقاء الثقافات وتمازج الحضارات، وساحة فسيحة للانفتاح على الفكر العالمي، تحتفي بأصحاب الفن والإبداع والموهبة.
وتضم كتارا سلسلة مطاعم ومقاه ومحلات عالمية في أرجاء الحي الثقافي وكذلك في الشارع الراقي “هاي ستريت”، تعبيرا عن مختلف الثقافات وإرضاء لأذواق الزائرين من مختلف الجنسيات.
جدير بالذكر أن “كتارا” هو أول وأقدم مسمى استخدم للإشارة إلى شبه الجزيرة القطرية في الخرائط الجغرافية والتاريخية منذ العام 150 ميلادي (ومن اشتق الإسم قطر). وفي هذا الإطار، ارتأت مؤسسة كتارا أن تعيد إحياء اسم قطر القديم دعما للروابط التي تجمع الإنسان بجذوره التاريخية، وتكريما لموقع قطر الهام والمتميز منذ فجر التاريخ.

موقع جائزة كتارا للرواية العربية

يمكنك دخول الموقع عبر رابطه التالي هنا.
أما الإعلان عن الجائزة لعام 2024 فهذا رابطه:
 جائزة كتارا للرواية العربية لعام 2024.


التوكل على الله يحفظ من العنصريين والمجرمين

عش حياتك بالتوكل وبدون خوف من أي شيء، إذا كان الله معك فلا تخش أي شيء.. التوكل على الله هو أهم شيء في مواجهة المخاطر والتحديات المبثوثة في هذه الدنيا، والتي أساسها شياطين الإنس والجن.. توكل على الله وكفى بالله وكيلا..

لماذا هذا المقال؟
أولا للحديث عن التوكل المبارك، وذلك هو الأهم، وكل ما سواه مجرد غثاء.
ثانيا لأن الواحد في هذا الزمن أصبح يفكر كثيرا قبل الذهاب إلى الشاطئ أو أي خلاء قريب للإستجمام، خوفا من أن يباغته العنصريون بثياب الإجرام، مستهدفين ناهبين مؤذيين، كأن ما لديه من مال وعرض حلال عليهم!
أصبحنا في زمن التنمر علينا كجنس أبيض على هذه الأرض! ينظر إلينا البعض كما لو كنا سالبين لمال أبيه الفقير أصلا! أو ناهبين لدولة أعطانا الله ملكها في الوقت الحالي.. وثلاثة أشياء لا يعطيها ولا ينزعها إلا الله سبحانه وتعالى:
المُلك والرزق والأرض، ولو فهم العنصريون ذلك لأستراحوا وأراحوا.
ولو عقلوا لهاجموا أصحاب الشوكة – الدولة إن كانوا يستطيعون، ولن يستطيعوا، بدل مهاجمة الأبرياء!

ذهب يوما إلى الشاطئ، وشاهدت طفلا في 10-12 من عمره، وكنت أريد ملء قنينة فارغة بماء البحر المبارك، فأقبلت على الخبيث، وطلبت منه ملأها بحجة أني لا أستطيع ذلك بسبب النعال، ومثل هذا لو قلته لمثله قبل ظهور المتبرم، لأسعدته تلبيته، من باب الأخلاق فقط!
فقال لي: أعطني 200، فقلت له ليست عندي، فأصر وحاول الإبتعاد، لكني أمسكت به، وأخذته بالحيلة حتى ملأها وهو كاره!! ولم يصبر حتى على مناولتي إياها، بل أقبل يجري، وقال خذ خذ، وفر من أمامي كأنه فعل أمرا عظيما، أو يخشى أن يراه الكلب المسؤول عنه يفعل ذلك..
فتعجبت، وقلت في نفسي هل أصبحنا هينون إلى هذه الدرجة؟ لقد طلب 200، ولم يطلب 50 أو 100! فهل أصبح مالنا حل لهؤلاء، يريدون أخذته بكل الطرق الممكنة، وبدون أي تعب؟ ولماذا فر من أمامي بقلة أدب واختقار، كأن الكلام معي سيئة!!
نظرت حولي، فإذا البحر أسودا مكفهرا لا بياض فيه، فتعوذت بالله من الشيطان الرجيم، وقلت في نفسي، هؤلاء إن لم تُعد الدولة القرآن والحديث إلى مناهجها التعليمية عاجلا قبل آجر، وتفتح في كل حي من احيائهم، مكانا لتعليم أسس الدين، خصاة السيرة النبوية التي تعلمهم أنه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، وترغم أو تغري أسرهم ليدفعوا بهم إليها، فقل سلاما على البلد، الحرب الأهلية قد تكون متربصة به، والعدو الخارجي موجود، لا يكل ولا يمل، وطامع في الغاز والبترول والثروات، ودعاة الشيطان الحقوقيون موجودون! قاتلهم الله.. والجنس المستهدف أصبح مترفا مسالما إلى درجة الخنوع (وذلك جيد، لأنه عندما ينتفض، فمعنى ذلك الخراب، لا قدر الله)، أكثرهم من أهل المال الحرام، وهي ذنوب تؤدي إلى الخذلان. هدى الله جميع المسلمين..

إن هذا التنمر والحقد الظاهر في الأعين الغائرة، أصبح واقعا للأسف، ومن طرف سفهاء بعض الشرائح المعروفة، مع أن أكثر تلك الشرائح مسلمين مسالمين بلا مشاكل ولا تنمر، لكن ظهر في بعضهم، خاصة المراهقين من هذا الجيل (جيل الإنترنت الخبيث)، وبعض الحاسدين غيرهم على النعمة من مرضى القلوب، من يتنمر على إخوته البيض، بسبب دعاة الحقوق الغربية الشيطانية الذين لا يبحثون إلا عن حقوق جيوبهم، لا أشبع الله بطونهم.

أصبح الواحد يتردد في الذهاب إلى مكان غير مأهول، أو أي مكان معروف بتلك الشرائح، كالشاطئ مثلا، خشية أن يكون هدفا للفارغين من أولئك العنصريين والمجرمين، وزادت العنصرية المجرمين إجراما! وأصبح أولئك الشواذ عن الدين والأخلاق، يستمتعون بالتنمر على المسلمين، ويسلبونهم أموالهم، ويؤذونهم في أنفسهم وأعراضهم دون حساب لدين ولا جوار.
هذه حقيقة.. فإذا استفرد بعضهم بأحد البيض، فيا ويله من ذلك السواد، وغالبا ما يكونون جماعة يتعاونون على الإثم والعدوان – ما اكثرهم.. لن يترددوا في سلبه وأذيته، فما بالك باستفرادهم بالنساء؟! حفظ الله المسلمين من شرهم..
أصبحوا يتنمرون بدون أي سبب، هكذا، وفي أي مكان، أصبح البيض عندهم الحائط القصير..
وطبعا، ليس المقصود من هذا الكلام كل تلك الشرائح، بل قلة منها، قلة يجب تأديبها الآن، قبل فوات الأوان، ومن طرف الدولة لا العوام. فئة من الجراء والمسعورين، لا تمثل أصولها، تتشكل من اللصوص والمراهقين، وعديمي الأدب والتربية..

ليس الهدف الحث على مواجهتهم بالعنف، فذلك دور الدولة والشرطة والقانون، ويجب تفعيل الأخير، وتحسيس المجرم والمعتدي العنصري، بأن ذلك ليس بالمجان، والأهم من ذلك كله تحسيسه بانه بلا أي قيمة أو حقوق!
وقد ذكر أحد المدونين أنه يجمع بعض التواقيع ليسن البرلمان قانونا ضد التنمر العنصري، لكنه بالغ في العقوبة، فجعلها السجن 10-15 سنين، وهذه أعمار، هذا كثير.. يكفي وضع غرامة عليهم، تكون ثقيلة شيئا ما بحسب مستوياتهم المادية، وسلبهم نقودهم التي هي أغلى عندهم من آبائهم وأمهاتهم.. تلك هي العقوبة النافعة للمسلمين والدولة في نفس الوقت..

الهدف من هذه الكلمات هو الحديث عما يجب فعله في هذه الحالة.. أي عن التوكل على الله والإعتماد عليه لأنه وحده الحافظ من كل شر..
عندما يكون الواحد صغيرا، يفعل كل ما يحلو له، ولا يحسب كثيرا، ومع ذلك كله لا يقع له إلا المكتوب.. إذن المكتوب هو فقط ما سيقع، فلماذا الخوف وكثرة الحساب؟ يوجد التوكل على الله، وقراءة الأذكار والقرآن قبل الخروج والدخول، فذلك أكبر حافظ من الشرور..
والشر في كل مكان من هذه الدنيا، والحافظ منه هو الله سبحانه وتعالى وحده، لا الحرص أو الحساب المبالغ فيه، أو الخوف من الخروج! نعم يجب عدم الإلقاء بالأيدي إلى التهلكة، والحساب الجيد مع اليقظة، لكن دون أن يمنع ذلك من الحياة بشكل طبيعي بتجاهل الشر، كأنه غير موجود، فنسيانه طبع في الناس، وهو ما يجعلهم قادرون على فعل كل شيء بدون حساب، فإذا انضاف إلى ذلك قراءة الأذكار والمعوذات، والتحصن، كان خيرا وبركة..

أما المتنمرون، ومثلهم المجرمون الذين أصبحوا يسلبون الناس في وضح النهار، فيجب على الدولة التعامل معهم وفقا للقانون الإسلامي لا الغربي السخيف الذي يعطيهم حقوقا وقيمة، وهم أصلا بلا أي حقوق ولا أي قيمة!
فهل للأسدا الكاسر الذي يتجول بين الناس مهددا، حقوق؟ هؤلاء أسوأ منه لأنهم عقلاء!
سيقول دعاة الحقوق من الغرب وغيره: “دعوه، سمنوه في السجن حتى يخرج بعد حين ويعيد الكرة، فإن له حقوقا أعطيناها له نحن أتباع الشيطان”..
هذا ما يقوله الغرب وأتباعه، وكلهم دعاة شيطان، بل منهم من يعبده صراحة، وكل دعوة صريحة إلى مخالفة شرع الله، عبادة له، ومن ذلك هذه الحقوق.

فماذا يقول الإسلام؟
يقول أن على المسلمين أولا، نصرة بعضهم بعضا، من البداية، فيأمر المسلم بإعانة أخيه في تلك المواقف، فلا يعود المجرم أو الظالم، قادرا على أذية أي أحد في شارع، وهذا جيد، على الدولة التشجيع عليه بإعطاء هدية ثمينة من خزينة الدولة، لكل بطل ينقذ رجلا من السلب، أو امرأة من الإغتصاب، بدل إدخاله بالقانون الغربي اللعين في سين وجيم، وجعله يندم على اليوم الذي قرر فيه التدخل لنصرة مسلم.
كذلك السماح للناس سودهم قبل بيضهم، بالتكاتف على كل من يتنمر على غيره بالعنصرية، وضربه حتى ينسى نفسه الخبيثة والعنصرية التي تعشش فيها. وإعطاء الضاربين والراكلين هدايا ثمينة مقابل ذلك..
وإذا تعارف الناس على ذلك قلت جرأة المجرمين والمتنمرين عليهم..

ثانيا، تطبيق شرع الله، وهو حد الحرابة.. ويا له من حد عظيم، طالعه وستعرف أن البلد الذي يطبقه، يستحيل أن يسلب فيه أحد أحدا، أو يغتصب امرأة، أو يؤذي مسلما.. فالحمد لله على نعمة الإسلام.. وواأسفاه على تضييع الأمة له في هذا الزمن.. زمن الرويبضة وعبيد الغرب الملاعين، “ومن يتولهم منكم فإنه منهم”…


فتوى الأمين العام لهيئة العلماء الموريتانيين بجواز قتل المتظاهرين، ورأي الغربان في ذلك

(مسودة) لنبدأ بكلام الشيخ الأمين العام لهيئة العلماء الموريتانيين الذي يعترضون عليه جميعا، والذي هدد بيرام برفع دعوى ضده! هو الذي لم يرفع أحد من المسلمين دعوى ضده عندما حرق كتب المسلمين متعديا على قيمهم ودينهم ووجودهم، وكان الأولى الأخذ على يده بدل تركه يعيث في الأرض فسادا حتى يومنا هذا. ولم يرفع أحد ضده دعوة ولا ضد غربانه الذين ينكرون رئاسة الرئيس المنتخب غزواني علنا، ولا عندما سب الحكومات وقادة الأركان والرئيس والبيظان! يريد ترهيب عالم، عليه اللعنة.

طالع المقال:

كلام الأمين العام لهيئة العلماء الموريتانيين
قال الشيخ: الضوابط الشرعية الأصلية هي أنه لا يجوز لأي كان أن يتظاهر إلا إذا رأى كفرا بواحا عنده من الله فيه برهان. وهذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد قال أيضا: “سيولى عليكم أمراء يهدون بغير هديي، ويستنون بغير سنتي، قالوا ألا ننابذهم بالسيف؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة”.
فما أقام الأمير الصلاة، وترك الناس يقومون بشعائرهم، فلا يجوز الخروج عن طاعته وتأليب الناس عليه، ومن فعل ذلك فقد فعل محرما.
أما الضوابط الشرعية التي تنازل عنها الحاكم المسلم بمحض إرادته، وضُمنت ضمن الدستور، فهي ضوابط معروفة.
فلا يجوز أن يقع التظاهر إلا بمبرر شرعي، ولا يجوز أن يتجاوز الحدود المقبولة شرعا.
فالمظلوم إذا ظلم، فله أن يتظاهر بالطرق السلمية، كأن يرفع عارضة أو يقوم باعتصام سلمي، أما غير المظلوم فلا مبرر لوجوده في الشارع، ولا مبرر لتظاهره، ولا مبرر لتجاوزه إلى أموال الغير، فالخطأ والعمد في أموال الناس سواء.
فهؤلاء الذين يتظاهرون بإحراق العجلات، أو كسر سيارات البعض، أو نهب الممتلكات، هؤلاء في دائرة الحرابة، وفي دائرة الإفساد في الأرض، وقد قال الله تعالى: “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض”.
وهؤلاء يقومون بفساد متعد، ويجب على السلطة التصدى لفسادهم لأنها المعنية بحماية الأموال والممتلكات والأرواح والأعراض والأنساب والأديان، وحينها لا يجوز للمتظاهرين مقاومة أفراد القوة العمومية الذين يتصدون لهم، وإذا قاوموهم، فإن الشرع يأذن لهم في ضربهم الضرب المبرح، فإن لم ينتهوا، فلهم أن يقمعوهم ولو أدى ذلك إلى قتلهم.
ومن يسقط في هذه العملية من أفراد الشرطة فهو شهيد، أما غيرهم فإنهم من المجرمين الذين تجاوزوا حدودهم ودخلوا في ورطة لا تحمد عقباها في الدنيا ولا في الآخرة، والعياذ بالله.

ملخص كلامه: أن الإسلام مع الأمن والجماعة، وضد أي خروج عليهما، فعلى المسلمين حمد الله على نعمة الأمن، وعدم المشاركة في أي شيء يزعزعه مثل المظاهرات، فذلك من الفتن.
ولا يجوز في الإسلام لغير المظلوم أن يخرج أو يتظاهر، فما شأن الخارجين ببيرام؟ هل هو أبوهم أم جدهم؟ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ليس فينا من هو مسؤول عن رعية الحاكم، ولا عن طموحات بيرام، فلماذا الخروج لأجله.
وهل سبق وخرج أحد على الحاكم بهذه الطريق في تاريخ الإسلام الطويل؟ أبدا.
وخروج المتظاهرين في حد ذاته فساد وتعطيل لمصالح الناس، وتعرض وتعريض للغير للمخاطر نتيجة الغوغاء وحركة القطيع، لذا تقوم الدولة بمحاولة ضبط الأمور، ويكون ذلك غالبا بالقوة وحدها لن ينفع تسليمهم الورود، ولا التغزل فيهم!
فمع الدولة حق في الشدة عليهم، وهي الحل الناجع الوحيد معهم، لهذا ثار المغرضون على فتوى الشيخ لأنهم أحسوا بالخطر، فهم لا يريدون للدولة أن تفهم أنهم مجرد خوارج أو محاربين، وتعاملهم بما يستحقون، بل يريدون منها أن تطبطب على ظهورهم أثناء ترويعهم للآمنين وتخريبهم للمتلكات، أو تعطيلهم لمصالح الناس على الأقل، كل ذلك تحديا لها! فكيف؟ أين العقول؟
تأمل في إغلاق الناس لبيوتهم عليهم في الأيام الأولى لهذه المظاهرات، لماذا؟
وفي إغلاق التجار لدكاكينهم؟
لو كانت المظاهرات امر جيد لما فعل أحد ذلك، فمن لا يستطيع السيطرة على قطيع، فعليه عدم دعوته إلى الخروج.

إن هذه الفتوى ليست من خيال الشيخ بل مدونة في كتب العلماء، وسترى ذلك في بعض الأدلة الآتية إن شاء الله، وتدل على خطورة التظاهر، وهي حقيقته، فمهما زينوه بالحقوق والسلمية الكاذبة، سيظل بلاء يتضمن زعزعة الأمن وترويع المواطنين، خاصة بعد دخول العنصرية فيه، فهو من الحرابة، بل من أشد أنواعها لأن الحرابة تقع غالبا من طرف أفراد معدودين يتعدون على المال والأعراض والأنفس، أما هؤلاء فجحافل من البشر الهمج، لا قبل للواحد أو الإثنين بهم، ويهددون المال والعرض والأنفس.
والإعتداء من المتظاهرين على الناس وعلى ممتلكاتهم، أمر واقع، يشهد به الكثيرون ممن وقع عليهم، أو عاينوا وقوعه، وليس كذبا من الدولة كما يزعم البلداء.
ولولا أني دخلت سيزيم ليلة في مظاهرة الزنوج التي جرت في العام الماضي بسبب قتل أحد الزنوج من طرف رجال الشرطة، لما صدقت ذلك! فقد رأوا سيارتي قادمة من 30 متر تقريبا، وكنت قد دخلت ذلك الشارع دون أن ألاحظهم، ومررت على بعض الزنجيات يحملقن في، ولم تحذرني أي واحدة منهن من الحشود المحتشدة في الظلام أمامي!
فانصبوا على سيارتي عندما رأوني، وهم يتصايحون “بيظاني بيظاني” كأنهم يأجوج ومأجوج!
وانهالت الحجارة عليها، فنجحت والحمد لله في الفرار، ومررت على نفس الزنجيات وهن ينظرن بنفس النظرة البليدة الحاقدة، وتعطلت السيارة بسبب ذلك عطلا معتبرا، أنا الذي لا ناقة لي ولا جمل في قضيتهم التي حاولوا صب سوادها علي وعلى أمثالي من الأبرياء.
لذا اعتقدوا أن بإمكانهم إعادة الكرة هذه المرة ضد البيظان الذين وصلوا لدرجة احتقارهم بسبب حلمهم وتعقلهم، فخرجت لهم الدولة كالأسد، وفرقت جموعهم، وضربتهم الضرب المبرح الذي يستحقون، وليت المدافعين عنهم يقعون في موقف كالذي ذكرت لكم، فيخرجونهم من سياراتهم لأجل ألوانهم، ويسحلوهم ليعرفوا أن هذه الدعوات العنصرية الخبيثة مبنية على بغض البيظان لا غيره، ولا علاقة لها بالحقوق ولا بغيرها! فهل مثل هذا يخرج من الحرابة؟ لا وفق الله ولا بارك فيمن يؤيد المظاهرات، أو يعترض على قمع الدولة لها.
ثم كسروا سيارة صحفي وضربوه لمجرد أنه أبيض، وفعلوا الكثير، ولم تكن الدولة حينها تنتهج نهج الصرامة في معاقبتهم والتصدي لهم، وهو ما يوقفهم عند حدهم، لكن بعد مظاهرات السنغال التي أمر الحاكم فيها بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وخمود نارهم بعد ذلك بيومين، عرف الجميع أنهم يستحقون هذه الفتوى، ولولا شدة الدولة المحمودة معهم لكانت المظاهرات تحرق الأخضر واليابس الآن.

وتأمل في فقه المأجورين الذين في الغرب فإنهم يحملون غزواني دماء القتلى، ولا يحملون دعاة الفتنة والخروج أي شيء؟! فما الذي يضع الغرب في أفواههم حتى أصبحوا بمثل هذه الشراسة تجاه بلدهم وعرقهم البيظان؟! أيعتقدون أن هذا من الرقي والتطور؟ بل هو تخلف وغباء، ونفاق بعد ذلك كله!

رأي أكماش في فتوى الشيخ
نبدأ به لشدة بلادته، فقد بدأ اعتراضه على الشيخ الذي قال كلمة حق في المظاهرات والمتظاهرين، وهي أن كل من يقتل فيها عليه تحمل مسؤولية خروجه، وللدولة قتلهم إن كان ذلك هو الحل!
فبدأ بسبه وقذفه ووصفه بالنعوت السيئة كأن لخلاف بينهما على طبق من الكسكس لا اختلاف في الرأي! لأن ما يحرك البليد ككل المغرضين هو الجهل والمصلحة السياسية.
فقال واصفا إياه: عالم السوء الذي لم ينفع علمه العباد ولا الأمة، بل استخدمه لتشريع قتل الأرواح المحرم.

أقول: الرجل حافظ للقرآن، فكم تحفظ منه يا بعيد؟
الرجل عالم بالفقه فهل تعرف أحكم السهو؟ عالم بالسيرة فهل تعرف – أنت وبيرام – اسم جد النبي صلى الله عليه وسلم السابع؟
وعالم بالحديث، فهل سمعت من قبل حديث البخراي رقم 1900؟ لا أقول الدارقطني أو غيره ممن لا تعرف حتى أسمائهم!
الرجل يعرف تفسير القرآن، فهل تعرف أنت تفسير أبسط كلماته؟ ما معنى كلمة “الصمد”؟
اتق الله يا الكبش النطاح، لا ينكسر قرنك، اعطنا دليلا على كلامك، ودعك من الكلام المرسل والعاطفة الحمقاء.
ما دليلك من القرآن والسنة وكلام العلماء – وهو المهم لا كلامك الذي بلا فائدة، على أن كلامه باطل؟ اعطنا دليلا؟

ثم قال: إن الشباب فر إلى أمريكا بسبب منعه من التعبير والمظاهرات!

أقول: هذا كذب، لم يفر إلا طلبا للرزق وطمعا. فالتعبير والمعارضة والمظاهرات أمور لا يفكر فيها مسلم عاقل في هذا البلد! ولا أحد يعارض هنا إلا ليحصل على شيء من الدولة، أو يحرقها بالفتن كما هو حال العنصريين والحاقدين، أما السواد الأعظم من المواطنين ففي حالهم، مهتمون يشؤونهم في الأمن والعافية، وذلك هو الأصل.
لقد هاجرتم إلى أمريكا طمعا في المال، لا غير، ولن يحصل أي منكم إلا على ما كتب له منه! وكان الأفضل لكم البقاء في بلدكم بين أهلكم وأحبتكم، فعلى الأقل تتعبوا وأنتم بجوارهم.
وأمريكا اليوم لم تعد كما كانت بل تزداد صعوبة، وسيعرف الكثير ممن هاجروا إليها مؤخرا أنهم كانوا في نعمة ورحمة بين المسلمين في الأمن الذي تريدون بدعواتكم الشيطانية نزع لباسه عن المسلمين، والفتنة نائمة، لعن الله موقظها!

قال: هذا العالم استخدم علمه استخداما سيئا، وعلى الفقهاء وولد سيدي يحي الرد عليه، فقتل الناس حرام، ولا يجوز تشريعه للدرك والجيش والشرطة، ولحيته التي تشبه لحية الشيطان يعرف من خلالها أنه من علماء السوء وعلماء البلاط، وفتواه هذه قبيحة وعلى الجميع الإعتراض عليها، لأن التدوين والكتابة في الجرائد والمعارضة، هذه أمور لابد منها! هذه الفتوى خطيرة جدا، خطيرة على موريتانيا، وخطيرة على حقوق الإنسان وعلى كيان الدولة، وهذا لا يجب قوله لأن القتل والضرب والتعذيب حرام.

أقول: الجاهل ينظر إلى الأمر من منظور الحقوق والديمقراطية الضيق، ليس لديه أدنى نصيب من علم ليحلل ما قاله الشيخ، ومثله بيرام في ذلك بل أسوأ لأن بيرام يعتقد أن كل ما هو ضده داخل في مجال المؤامرة والتلفيق! حتى الفتوى من الكتاب والسنة، كأن الشيخ ألفها من أجل المخابرات!
تأمل في غرور هذا البيرام وجهله أيضا! حتى أنه قال إنه سيرفع دعوى ضد الشيخ!
فما الحاجة إلى الدعوى إن كان لديه علم فليرد به بدل الكلام المرسل والإتهامات الجوفاء التي يبدو أنه متخصص فيها؟
ليرد على الدليل بدليل مثله ويترك عنه القضاء والدعوى، ليجلس مع العلماء ليمرمطوا به الأرض بالعلم، بدل التهديد وهو الذليل، لا أحد يخشاه أو يخشى دعاويه، وهو أحق أن يُدعى ويُغلق عليه ليستريح المسلمون من شره، وكلنا نستغرب من ترك الدولة له حرا طليقا يعيث في الأرض فسادا حتى يومنا هذا، وبوقاحة متزايدة، فأين من يدعوه بجرم حرق كتب المذهب؟ أين من يدعوه بجرم الوقيعة في شريحة البيظان بأكملها والتأليب ضدها؟ هذه التهم تكفي لإراحة المسلمين منه، بدل أن يسعى هو مثل الشيطان الرجيم في إراحة المسلمين من العلماء ورئيسهم وجيشهم ورجال شرطتهم!
ألا يزعم أنه ديمقراطي وحقوقي، فأين تركه لحرية التعبير؟
أين حق ذلك الشيخ وحق كل من يتبعه، وهم المسلمون جميعا، في ذكر الأدلة من الكتاب والسنة على ما يخمد فتنته؟
فعليه عدم إرهاب الناس، فليس في موقف المتحكم، فهو ليس دولة، والدولة ليست تحت تصرفه أو تخاف منه، سلطها الله عليه.
عجبا له يرفع دعوى ضد الشيخ لمن؟ إذا كان للدولة، فالدولة مع الشيخ بل اتهمها بأنها من دبر ذلك!
أما إذا كان سيرفعها لليونسكو والمنظمات اليهودية، فطز، لا سلطة لها على الشيخ.
ثم، وهذا هو المهم، عالم الدين يرد عليه عالم دين أو من لديه دليل، ولا يجوز رفعه إلى القضاء، ومن طرف من؟ من طرف هذا العلماني الديمقراطي (كل داعية إلى الديمقراطية علماني علم ذلك أو لم يعلمه)؟
لكن الإحتقار والتنغيص من أقدار أولي الأمر (الحكام والعلماء)، هو سمة هؤلاء الناعقين، يجعلهم يرون لأنفسهم مكانة أعلى من الحاكم والعالم، وهذا هو الغرور الذي شاهدناه جميعا عند حرقه لكتب المسلمين!
فعلى الحاكم والعالم الرضوخ لهؤلاء الجرذان وإلا حاكموه إلى اليهود والنصارى! وأين من يحاكمهم هم ويسجنهم ويريح الناس من شرهم؟

رجل ضد دولة، المفروض انه ذليل ومضطهد وخائف، يعتقد رغم ذلك كله أنه فوق الجميع! فما هذا الغباء والتسلط والكبر، بل قل ما هذا الحقد على كل عالم وحاكم، بل ومسلم؟! وإذا حكم مثل هذا فالويل للمسلمين منه.

نعود إلى الغبي أكماش. قال: “هذا العالم استخدم علمه استخداما سيئا، وعلى الفقهاء وولد سيدي يحي الرد عليه، فقتل الناس حرام”!
أولا الشيخ لم يفت من جعبته، هذا رأي علماء المسلمين المتبعين للسلف الصالح في المظاهرات والخوارج، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج بمنتهى الوضوح والصرامة. والمظاهرات نوع من الخروج لأنها رفض وتحد للحاكم، وفيها ما فيها من الحرابة، فلا تتكلم بجهل.
وولد سيدي يحي إذا كان عالما فسيكون معه لا معك، الأمر ليس لعب أطفال! هذه فتنة، ولا يجوز السماح بإقلاق راحة المسلمين، وبأي ثمن.
ولو تركت الشرطة والجيش المتظاهرون يعربدون لكنا الآن في مسرحية كمسرحية مظاهرات مصر أو ليبيا أو سوريا، ولربما أعقب ذلك احتراق البلد! لأن الدولة لن تسلم الكرسي لبيرام لمجرد خروجه للتظاهر، ذلك غباء منه، أما إن كان يريد مكانة أو مالا، فليترك عنه التأجيج، وليتخذ طريق ذلك دون إزعاج الناس.
والبيظان يعانون اليوم لأن العنصريين داخلين في المسألة بقوة، وهدفهم الأكبر هو الجلد الأبيض، ولا رادع لذلك أقوى من اتباع أوامر الشرع، والشرع بقدر رحمته وشفقته، صارم تجاه الخروج والحرابة والجرائم الكبرى التي تمس باللحمة وتروع الآمنين. ألا ترى كيف يقطع يد السارق في مبلغ معين، لو قلت لمنظمات بيرام التي يتبع ما رأيكم في قطع يد السارق، لقالوا ذلك من الهمجية والتوحش! كذلك قتل المتظاهرين والمحاربين، ألا يعد خطرهم أكبر من خطر السارق؟
والذين يسميه اكماش علماء البلاط هم خير العلماء، لأنهم لا يخرجون على السلطان، وفي نفس الوقت هم حلقة الوصل بينه وبين الرعية، وذلك خير من منابذته وحمل السلاح عليه!!
علماء البلاط كما تسميهم هم اتباع الصحابة فقد كانوا جميعا مع الحاكم منذ الدولة الأموية وحتى الدولة العثمانية لم يكن فيهم من يعارض، بل كان من يفعل ذلك يعتبر خارجيا ويعامل بالقتل. الأمر خطير لما فيه من تهديد لإستقرار المسلمين وأمنهم وإقامة دينهم واجتماعهم. وهذه الأمور كلها يهددها العنصريون اليوم بدعواتهم البغيضة التي تقطر سما، عجبا لك كيف استطعت تقبل العنصريين؟!
وقد بدأ بيرام يتنصل منهم لأن الناس ضاقوا ذرعا به وبهم، وأصبح يقول إن عدد شياطين أفلام في البلد يعد على رؤوس الأصابع – وطبعا الراجح أنهم معه!
كان يظن أن تحالفهم معه سيمر على أنه توافق سياسي ديمقراطي عادي، اللعنة على الديمقراطية بالمناسبة، فلما رأى اعتراض الناس واستنكارهم من أصغرهم إلى أكبرهم ما عدى المرضى النفسانيين والحاقدين على المجتمع والدين من شواذ البيظان، بدأ يبرر ويتراجع، ويتهم الدولة بما فيه كعادته، على الرأي: رمتني بدائها وانسلت!

والتدوين والكتابة في الجرائد والمعارضة، أمور لا حاجة لها إلا في شرعكم الديمقراطي، شرع ابليس، ولم يعرفها أحد من الصحابة ولا تابعيهم حتى سقوط الدولة الإسلامية، بل الأصل اهتمام كل أحد برعيته، ورعية الحاكم لا تعني غيره، فهل هي من رعيتكم حتى تهتموا بها إلى درجة مناطحته والتدخل في شؤونه؟ هذا أمر ابتلاه الله به أو انعم عليه، لا يعنيكم ولا يعني بيرام.
وهذه الفتوى خطيرة عليكم وحدكم لا على البلد، ومانعة من مظاهراتكم وتخريبكم، والحمد لله. ولولا ضرب الدولة بيد من حديد على يد المخربين لكان البلد يعاني الآن من العنصريين، ولزاد طمعهم وطمع من ورائهم فيه، لكن خمدت فتنتهم كأن لم تكن ببركة هذه الفتوى، ولو اتبعت الدولة فتواك وفتوى بيرام التي هي القبيحة حقا بإعطائها حقا للمخربين والمجرمين والعنصريين، لكان البلد الآن في شقاق.
نعم الضرب والتعذيب والقتل حرام، لكن إن كان على البريء، والعلماء لا يبرؤون من يخرج في المظاهرات، بل الواقع نفسه لا يبرئه، لما في ذلك من ترويع لآمنين وتخريب لممتلكاتهم وتعطيل مثالحهم وتحد للدولة واسقاط من هيبتها، والسيطرة على قطيع من الحمر المستنفرة أمر مستحيل، ولو أمروا كل من فيه بالسلمية كما يزعمون، فليسوا بالغين حتى، شرذمة من المراهقين الأغبياء الذين لا يمكن توقع أفعالهم الرعناء.

قال: إن ولد احويرثي كذب بقوله أن هنالك عملية نهب وحرق للمتلكات، ثم تراجع وقال إنهم أبرياء وأطلق سراحهم، وقص قصة أحد المعتقلين ليظهر مدى ظلم وبغي الدولة (علقنا عليها في موضوع سابق).

أقول: الدولة فوق الجميع، ولها أن تفعل ما تشاء، وعلى من لا يريد التعرض لأذاها أن يهتم برعيته، بشؤونه بدل شؤونها!
كيف تنازعون الملك أهله، وأنتم مجرد فراخ وثعالب وغربان؟ هل هذا منطقي؟
تأمل في حالك، أنت فار من البلد إلى جحيم أمريكا من أجل الحصول على النقود، فمن يا معدم لتناطح الدولة؟ وهل عملك في أمريكا وضيع إلى درجة عدم الإستغناء به عنها؟ والكلام موجه إليهم جميعا، لكن ليحذروا فالصيد في المياه الغربية العكرة قد يدخلهم جهنم، فيخسروا الدنيا والآخرة!
وكذلك بيرام وأمثاله. هل يعتقدون أنكم فوق الدولة؟ هيهات. خاصة بيرام الوقح الذي لم يعد تطاوله على الدولة يُحتمل.

واتهم أفراد من الجيش بيض كلهم، بضرب شاب بعد ان أرغموه على قول إنه صوت لبيرام، يعني استهدفوه بعنصرية! وأطلقوا كل أبناء البيظان وتركوا أبناء لحراطين ولكور، وضربوهم كل تلك الليلة، وعلى مدى أيام. الغبي، إذا سلمنا له بذلك، ألا يستحق من خرج على الدولة وعلى البيظان، ذلك؟
من العنصري إذن؟ الدولة أم هم؟ لا يمكنه وصف الدولة بالعنصرية لأن الذين ضربوا أصحابه وأصحاب بيرام حتى رجعوا إلى جحورهم، لم يكونوا من البيظان فحسب، بل من مختلف الشرائح!
أما هو فغراب أبيض بين الغربان، ولو تمكنوا منه لنتفوه عاجلا أم آجلا.

رأي الحافظ لوبد
قال: توجد شريحة من البيظان تفضل فساد غزواني على إصلاح بيرام! أي تفضل موريتانيا فاسدة يحكمها البيظان على موريتانيا صالحة يحكمها بيرام!

أقول: هذا الغبي الآخر أحد وقاح التيكتوك، وجهه من حديد، وعقله خواء!
ليست طائفة بل كل البيظان مع غزواني اآن نكاية في العنصريين، وهذا حقهم، يفضلونه بطبيعة الحال على مبغضهم بيرام الذي لا يحبه إلا أمثالكم من المنافقين، وفساد غزواني بالفعل خير من صلاح بيرام وعنصريته وعنصرية أتباعه التي يستحيل أن يتأتى معها صلاح، لو كنت تعقل أيها الأبله.
عجبا للمنطق السياسي الغبي! هؤلاء كالمنافقين لا إلى البيظان ولا إلى غيرهم!

ثم نصح بيرام بالتسليم، وقال إن الدولة ظلمته وطحنته، لكن ليس باليد حيلة!
تأمل في نفاقه، حتى بيرام أصبح من البيظان من ينافق له! لتعلموا أن البيظان أيضا فيهم الملاعين والوقحين!
رجل حرق كتب المسلمين، وسبهم وسب علمائهم وتحدى كبارهم وصاحب أعدائهم، ووضع يده في يد العنصريين من أفلام، كيف يقف معه عاقل أحرى ببيظاني معني بتهديده وبذائته؟!
لكن ما العمل هذه هي الديمقراطية، مشكلتها أنها لعبة شيطانية مبنية على السوء والنفاق، لكن يجب معرفة أن أغلب المنضمين لبيرام من البيظان – وليس كلهم، عبارة عن أراذل البيظان والتعبانين منهم، من عجز عن تحصيل شيء من الدولة لسوء خلقه، فوقع على من هو أسوا خلقا منه، والطيور على أشكالها تقع.

ثم قال لبيرام بنفاق: قل لهم إنه لا يوجد سياسي لديه شعبية كشعبيتك! ولا يوجد سياسي ينتخبه الناس بدون مقابل إلا أنت! ولا يوجد قمر اسود جميل إلا أنت! (هذه من عندي) لكني أنصحك بالبعد عن أي شيء يفرق بين الناس.
الوقح مارد في النفاق ككل الوقاح، بل هو أسوأ من اكماش، لأن اكماش فيه وضوح ام هذا فغموض في غموض!
كيف يبتعد عما يفرق بين الناس والعنصريون من أفلام وغيرها يحيطون به؟ ويلعنون البيظان ليل نهار في التيكتوك وغيره؟! ولولا الضربة الحديدية التي وجهت لهم الدولة يف اليومين الأوليين من مظاهراتهم التي بدؤوها بالثقة في نجاعة تحديهم للدولة معتقدين أنها ضعيفة، لأحرقوا البلد، وقد خف حراكهم بسبب قوة الدولة وحدها، وذلك وحده ما يعيد الأمن إلى البلد، ويدخل كل مغرض في جحره الكئيب الذي خرج على المسلمين منه.
ويكفينا هذا من كلامه السخيف..

رأي تاله
أما تاله، ففيه خصلة جيدة ظهرت مؤخرا، وهي دفاعه عن غزة بطريقة ملاحظة لا تجدها في أكثرهم، لأن بيرام أهم عندهم منها، كيف لا وقد يحصلون من خلاله على الأوراق المشؤومة والنقود!
لكنه مقصر في فهم وجهة نظر الدين في الديمقراطية وحقوقها ومظاهراتها، لذا أدعوه لمطالعة البحث الذي قمنا به هنا.

قال: أنا أحترم الفقهاء، لكني أقول للفقيه الذي تكلم في الحرابة خارج السياق، أن المساجين قتلوا بدم بارد تحت التعذيب، وغزواني يتحمل أرواحهم أمام الله!

أقول: أولا أرواحهم في رقبة من أخرجهم إلى الفتنة بالدعوة إلى التظاهر، وفي رقبة من دعا إلى خروجهم، ومن أعان عليه، هذا هو المغرر بهم.
غزواني لم يقفز عليهم، والدولة لا تقتل من لم يخرج على الأمن والناس، بل بالعكس تحفظه!
وقد خرجوا على الدولة بحجة الديمقراطية السخيفة، لم تسمح لهم بالتظاهر لكنهم تحدوها، وخرجوا! فكيف تقبل ذلك؟ وبأي قوة أو سلطان يتحدونها غير سلطان الجهل والغرب؟
إضافة لشهادة الواقع ضدهم، فهم فعلا داخلون في الحرابة لأن معناها ترويع الآمنين ونهب ممتلكاتهم وتخريبها، وهذا ما ينجم عن المظاهرات، وإذا كنت لم تجرب ذلك، فتعال ادخل سينكيم أو سيزيم في مظاهرة للعنصريين، وسترى، حينها ستتمنى لو قصفتهم الدولة قصفا، لأن العنصرية قبيحة، وبعضهم ولو كان 5 أفراد، يتستر بهذه المظاهرات للوقيعة بالبيظان، والأمر لم يعد خافيا على أحد.
والرأي الديني هو ما قاله الشيخ، لا الرأي الديمقراطي الحقوقي التافه الذي يؤيد المتظاهرين في فتنتهم!
الدين صارم مع أهل الفتن، فابحثوا في ذلك قبل أن تتكلموا.
وليس في ذلك استرخاص لدماء أحد، بل الأفضل عدم تحدي الدولة وعدم الخروج، وما داموا فعلوا فلا يحملون غيرهم جريرتهم لأن الخروج هو أصل البلاء، عليهم توقع كل شيء منه.

وقال: السود مسترخصون ومضطهدون في البلد!

أقول: لا أفهم سر تغزل غربان المهجر جميعا في السود هذه الأيام! خاصة البيظان منهم، مع أننا ونحن في البلد نعلم علم اليقين أن الدولة لا تستهدفهم بأي سوء، وليست عنصرية لتفرق بينهم وبين البيظان! بل هم أكثر جراءة على السوء من البيظان!
لكن في بعضهم، خاصة حركة أفلام ومن يتبعها، عنصرية مقيتة، لا يخفيها أهلها، فكيف تخفونها أنتم بنفاقكم هذا؟
وقد اتضحت لكل من في موريتانيا الآن بعد هذه الحملة البيرامية المقيتة، لهذا ضربتهم الدولة ضربة قاصمة، لو لم تقصم بها ظهورهم لكانوا الآن يعثون فسادا في البلد.
وكلام بعضهم العنصري القبيح موثق تجدونه في “صفحة أخبار الموريتانيين” على الفيسبوك، فاتركوا عنكم النفاق، وقولوا الحق، قولوا قول المسلمين: السود الطيبون – وهم الأكثرية، إخوة لنا في الدين قبل غيره، أما العنصريون فلا!
كيف نآخي من يريد هلاكنا، ويحسدنا على عطاء ربنا، ويرى أننا لا نستحق شيئا؟!

قال: كيف يسترخصون دماء السود في موريتانيا، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: “دعوها فإنها منتنة”.

أقول: الحديث موجه للعنصريين بدرجة أكبر، فالعنصرية دعوة جاهلية منتنة، أما الدولة فتتحرك بالأبيض والأسود معا، وربما كانت ضربات السود للمتظاهرين أقوى من ضربات البيض! فهي ليست عنصرية، العنصريون هم الخارجون عليها، بدليل الواقع الذي تتجاهلون عمدا لإتباعكم سياسة ابليس. فدعوها أنتم فإنها منتنة، لا تعينوا على المسلمين.

قال: وطاعة ولي الأمر تكون في طاعة الله فقط، أي يكون عادلا ويؤدي الحقوق، ليس من يقتل الناس بالتعذيب، فهذا لا طاعة له، فلا طاعة لمخلوق في معصية خالق…

أقول: لقد دخلت في الفقه وأنت غراب! أولا هذه الآية قتلها العلماء تحليلا وتعليقا، وأجمعوا كلهم على عدم الخروج على الحاكم. وتاريخ الإسلام ينطح الظلم فيه بقرنين منذ زمن بعيد، فهل كان الناس يخرجون لمجرد أن الحاكم، أو الخليفة قتل بعضهم أو علقهم أو قطع أوصالهم؟
أبدا لم يخرج أحد من المسلمين على مدى تاريخهم بسبب ذلك، بل خرج الخارجون لأجل السلطة مثلكم جميعا، لأجل الحكم فقط، وهو حالكم وحال بيرام.
كم من معذب قتل في السجن في زمن خلفاء بني امية والعباس ومن جاء بعدهم؟ فهل خرج أحد من الناس عليهم بسبب ذلك حتى نخرج نحن بسبب قتل بعض المتظاهرين؟

ثم برر وجود أفلام، وبرأها من بغض البيظان مثلما فعل بيرام مرخرا، وقال إنهم كانوا سيقومون بانقلاب فقط، لكن عليه تذكر ما الذي كان يشاع حينها من مخططات سوداء ضد البيظان ودولتهم، فهو أمر متعارف عليه في ذلك الزمن، والناس لا يتفقون على باطل!
ثم لينظر في الخلجات والوجوه وفلتات الألسنة، وسيجد الكثير من العنصرية والبغضاء والحقد الدفين على البيظان من طرف هؤلاء، فتصريحاتهم كثيرة، لا يتجاهلها إلا منافق معلوم النفاق، حتى أن بعض المنافقين السياسيين الذين لم يتكلموا في أحدا يوما – حتى الشيطان لا يزال سالما منهم، تكلم عن عنصريتهم وسوء نيتهم!

وقال: إن رجال الشرطة سيصيبهم سوء عملهم لدى الظلمة! وضرب مثالا بفرعون وجنوده!

أقول: تأمل في تخويفه للدولة من ردع المارقين! هذه هي الديمقراطية الجميلة وحقوقها اللعينة، أما عندما يفتي الشيخ للدولة بالحق لصالح الأمن والدين، يضللونه! ويزعم بيرامهم المجنون أنه داعيه إلى القضاء!

وقال: إن العلماء يقولون أن الذين ماتوا تحت التعذيب لن يدخلوا في الرحمة!

أقول: جاهل، ولك الحق في أن تستغرب لجهلك بالعلم والواقع، الأمر فتنة يا هذا، وحرابة، وكلاهما خطير!
إنه زعزعة لأمن المسلمين، فلا عجب في هذه الفتوى، لكن لجهلكم وبعدكم عن الصراط المستقيم ومنهج السلف تتخبطون في الظلمات مثل بيرامكم بسبب هذه الديمقراطية، وهو ما يريده الشيطان.
لذا ليفتي الواحد منكم بأدلة واضحة تعارض أدلة العلماء إن استطاع، ومن هو ليفتي أصلا؟! بيرام اللعين عرف أنه غير قادر على الفتوى لجهله وبعده من الدين، فلجأ إلى القضاء وأمه اليونسكو.

فتوى طالب كندا
قال مخاطبا المتظاهرين: من منكم خرج ليخرج فقط ويُضرب ويعود منهكا، عليه الجلوس عند أهله وأن لا يخرج! أما من خرج وعرف أنه سيلاقي شرطة أو جيش يضربه، فعليه الإستعداد لذلك، ومعرفة أنه خارج بنية سلمية، لكن عندما تمتهن كرامته عليه الرد، سواء على الجيش أو غيره! وحينها ستفكر الشرطة ألف مرة قبل مد أيديها عليكم (المتظاهرين).

أقول: كيف يخرج بنية سلمية وهو يجهل تماما أن نية الغير قد لا تكون سلمية؟ ألم يكن خير له من ذلك الجلوس عند أهله بدل الخروج؟
وكيف يرد على الجيش؟
ألا تتعلمون من تجارب الدول المجاورة؟ ليبيا احترقت بسبب ذلك، وكذلك سوريا، أم تريدون للبلد أن يحترق؟ أحرقكم الله بنار أمريكا وكندا.
احذر يا الطالب، لديك متابعين، لنفرض أن أحدهم سمع كلامك هذا، وأكثرهم مراهقون أو جهلة بلا عقول، فأخذته حمية الجاهلية، وخرج متحديا الجيش، ثم قُتل، على من سيكون الوزر؟ سيكون عليك وعلى بيرام ومن دعا لخروجه، ففكروا قبل أن تتكلموا، وأعلموا أنكم تخوضون في مستنقع قذر هو الفتنة.

الأدلة على حرمة المظاهرات في الإسلام ووجوب طاعة الأمير
يجب أولا أن ننطلق من منطلق صحيح، وهو أن تنظر في صحة النصوص وتبحث في ذلك إن شئت لا في الأشخاص، فمثلا قد تكون كارها لأحد العلماء الواردين في هذا الموضوع، فيمنعك ذلك من مجرد النظر في كلامه، وهذا أكبر خطأ لأن المعيار ليس شخصه بل الدليل، صحة الحديث وتعلقه بالصحابة الذين هم سلفنا، سبقونا إلى الإسلام وهم أعلم به، وأمرنا الله تعالى باتباعهم.
إذن حلل الدليل واترك عنك الرجال، فمثلا عندما تأتيني بقول شيخ أو غيره، لا انظر في القائل بل في القول، فأعرضه على الكتاب والسنة (على العلماء)، ثم على المنطق في درجة ثانية، ويكفي ما كان عليه الصحابة (السلف الصالح).
والمشكلة في هذا الزمن أن الناس تفرقوا حتى في الدين، أصبح يوجد السلفي والصوفي والإخواني والأشعري، وانضاف لهم العلماني الديمقراطي (الديمقراطية أكبر بدعة موجودة الآن). فلا تنظر إلى الشخص بل إلى القول.

مقولة: “سيكون من الصعب عليك قول الحق إذا كنت مستفيدا من الباطل”. لهذا يقبل الكثيرون بالديمقراطية، في حين ان الإسلام يردها! يعرفون أنها كذبة، وأن أهلها الغربيون بلاء، لكنها السياسة، سياسة إبليس.
إن حكم الشرع في الإضرابات والمسيرات والمظاهرات السلمية منها وغير السلمية، والانتخابات، هو أنه تقليد لأعداء الإسلام، و صدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: “لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن”.

قال ابن عثيمين رحمه الله: عليك باتباع السلف، إن كان هذا التظاهر والإعتصام موجوداً عند السلف فهو خير، وإن لم يكن فهو شر. ولا شك أن المظاهرات شر كلها، سواء منها المظاهرات السلمية وغير السلمية، لأنها تؤدي إلى الفوضى من المتظاهرين ومن الآخرين، وربما يحصل فيها اعتداء على الأعراض أو الأموال أو الأبدان، لأن الناس في خضم هذه الفوضى يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول ولا ما يفعل. فالمظاهرات شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن. وإذن بعض الحكام بها ما هو إلا دعاية، وإلا لو رجعت إلى ما في قلبه لوجدته يكرهها أشد كراهة، لكن يتظاهر كما يقولون بأنه “ديمقراطي”، وأنه فتح باب الحرية للناس، وهذا ليس من طريقة السلف (وما أضاعنا إلا اتباع اليهود والنصارى كما ثبت في الحديث).
والمظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد الخلفاء الراشدين، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم، فلماذا نقوم بها؟ لو كان فيها خير لسبقونا إليه، فقد كان فيهم ملوك ظلمة إلخ.
ثم إن فيها من الفوضى والشغب ما يجعلها أمراً ممنوعاً، حيث يحصل فيها تكسير الزجاج والأبواب وغيرها، ويحصل فيها أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه ذلك من المفاسد والمنكرات.
وأما مسألة الضغط على الحكومة فهي إنْ كانت مسلمة يكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم، وإنْ كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين، وسوف تجاملهم ظاهراً، وهي ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى أن المظاهرات أمر منكر.
وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر، ثم تكون تخريبية.
وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف، فإن الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان.

وقال الألباني: أقول إن التظاهرات خروج عن طريق المسلمين وتشبه بالكافرين، وقد قال رب العالمين: “وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا”.

وفي فتاوى اللجنة: ننصحك وكل مسلم ومسلمة بالابتعاد عن هذه المظاهرات الغوغائية التي لا تحترم مالًا ولا نفسًا ولا عرضًا، ولا تمت إلى الإسلام بصلة، ليسلم للمسلم دينه ودنياه، ويأمن على نفسه وعرضه وماله.

وقال الشيخ صالح الفوزان: المظاهرات ليست من دين الإسلام، لما يترتب عليها من الشرور، من ضياع كلمة المسلمين، من تفريق بين المسلمين، لما يصاحبها من التخريب وسفك الدماء، لما يصاحبها من الشرور، وليست بحل صحيح للمشكلات، ولكن الحل يكون باتباع الكتاب والسنة وما جرى في الأزمان السابقة، أكثر مما يحصل الآن من الفتن.
الفوضى ليست من دين الإسلام. دين الإسلام يدعو إلى الانضباط، يدعو إلى الصبر، يدعو إلى الحكمة، يدعو إلى رد الأمور إلى أهل الحل والعقد، إلى العلماء “فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ”.
ديننا ليس دين فوضى، ديننا دين انضباط، ودين نظام وهدوء وسكينة، لا فوضى وتشويش وإثارة فتن. والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين، وما كان المسلمون يعرفونها.
ماذا أثمرت المظاهرات الآن في الأماكن التي ظهرت فيها من الدول المجاورة لكم؟ ماذا أثمرت إلا سفك الدماء وتخريب الديار وتشريد الناس من مساكنهم، وهذه هي ثمرة المظاهرات.

وقال الشيخ مقبل: إنني أحمد الله سبحانه وتعالى فما تجد سنيًّا يحمل لواء هذه المظاهرات، ولا يدعو إليها إلا الهمج الرعاع، وماذا يستفيد المجتمع؟
ولقد أحسن الشيخ محمد بن سالم البيحاني رحمه الله إذ يقول:
هَيْهَاتَ لاَ يَنْفَعُ التَّصْفِيقُ مُمْتَلِئًا …. بِهِ الْفَضَاءُ وَلاَ صَوْتُ الهِتَافَاتِ
فَلْيَحْيَ أَوْ فَلْيَمُتْ لاَ يَسْتَقِيم بِهَا …. شَعْبٌ وَلاَ يَسْقُط الْجَبَّارُ والعَاتِي
يا أَسكَتَ اللهُ أَفْواهًا تَصِيحُ لَه …. فَكَمْ بُلِينَا بِتَصْفِيْقٍ وَأَصْواتِ
وكَمْ خَطِيبٍ سَمِعْنَا وَهُوَ مُنْدَفِعٌ …. وَمَا لَهُ أَثَرٌ مَاضٍ وَلا آتِ
المظاهرات تقليد لأعداء الإسلام، وكذلك الإضراب. وأهل السنة أعظم الناس إنكارًا لهذه الأمور، ولكنهم ينكرون هذه الأمور على بصيرة، فنحن ننكر هذه الأمور ولا نشجع على الثورات والانقلابات؛ لأنها ما صارت ثورة ولا انقلابات من صالح الإسلام والمسلمين، لكن يخسر المسلمون رجالهم وأعمارهم وأموالهم وتخرب دورهم، ثم يُؤتى بعلماني بدل العلماني، أو يؤتى ببعثي بدل البعثي، وربما تفضلوا وأتوا بعلماني بدل شيوعي. فأعداء الإسلام هم الذين يضعون هؤلاء الحكام على الكراسي.
أما الثورات والانقلابات على الحكام الذين هم في الديار الإسلامية فهذه ليست سبيل الإصلاح.
وسبيل الإصلاح هو تعليم المسلمين كتاب ربهم وسنة نبيهم وتعليمهم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته إلخ.
ينبغي أن نربي شعوبًا قريبة من الصحابة، وما أظننا نستطيع، لكن ولو قريبة لكان أفضل. أما شعب يغضب إذا قطع الغاز أو السكر أو الحبوب، يقوم بثورة على حاكمه الذي يريد له الخير! هذه الدعوات تبني دعوتها على الخيالات والأوهام والتلبيس على المجتمع، ينقلون الناس من كذبة إلى كذبة أخرى.
والخروج ضد الحكام بلية من البلايا التي ابتلي بها المسلمون من زمن قديم، وأهل السنة بحمد الله لا يرون الخروج على الحاكم المسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه”.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا بويع لخليفتين فاضربوا عنق الآخر منهما”.
وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: “دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا، وَأَثَرَةٍ علينا، وَأَلَّا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان”.
فالخروج على الحاكم يعتبر فتنة، فبسببه تُسفك الدماء ويضعف المسلمون، حتى لو كان الحاكم كافرًا، إذ لا بد أن يكون لدى المسلمين القدرة على مواجهته، حتى لا تسفك دماء المسلمين؛ فإن الله عز وجل يقول: “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا”.
وتاريخ أهل السنة من زمن قديم لا يجيزون الخروج على الحاكم المسلم، وفي هذا الزمن الخروج على الحاكم الكافر لا بد أن يكون بشروط، فإذا كان جاهلًا لا بد أن يُعَلَّم، وألا يؤدي تغيير المنكر إلى ما هو أنكر منه، ولا تسفك دماء المسلمين.
ولست أدعو إلى الثورات والانقلابات، فإن الثورات والانقلابات ليست سبيل الإصلاح، أدعو إلى التعاون ومناشدة المسئولين، والجلوس في بيوت الله وتبليغ شرع الله، وعقد المحاضرات.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم، قالوا: أفلا ننابذهم يا رسول الله؟ قال: لا، ما صلوا”.
ونحب الحكومات بقدر ما فيها من الخير، ونبغضها لما فيها من الشر، ولا نجيز الخروج عليها إلا أن نرى كفرًا بواحًا عندنا فيه من الله برهان، وبشرط أن نكون قادرين، وألا تكون المعركة بين المسلمين من الجانبين، فإن الحكام يصورون الخارجين عليهم بصورة المخربين المفسدين. وهؤلاء أصحاب الثورات والانقلابات على الملوك والرؤساء مساكين ما هم إلا ضرر على الدعوة الإسلامية.

قال الشيخ الشيخ عبد المحسن العباد: لا أعلم شيئا يدل على مشروعية هذه المظاهرات ، لا نعلم أساساً في الدين يدل على هذه الأشياء. وإن هذه من الأمور المحدثة التي أحدثها الناس، والتي استوردوها من أعدائهم من البلاد الغربية والشرقية، ليس لها أساس في الدين، ولا نعلم شيئاً يدل على جوازها وعلى مشروعيتها.. ويترتب عليها مفاسد، وقتل، وتضييق، ولو لم يكن من أضرارها إلا التضييق على الناس في طرقاتهم وفي مسيراتهم، لكان كافياً في بيان سوئها وأنه ليس لأحد أن يقدم على مثل هذه الأشياء.
والناس يبحثون عن المصالح ويتركون المفاسد، والمظاهرات من الخروج على ولي الأمر، لا شك.

قال الشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني: يُنكِر العلماء المظاهرات المُخترَعة في هذا الزّمن بحقّين، الأوّل: حقّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الطّاعة؛ فإنّ الأمر الّذي من أجله يقوم المتظاهرون هو طلب حقوقهم الشّرعيّة الّتي يرون أنّ السّلطان قصّر في أدائها لهم، فلو تكلّم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن هذه الحالة لكان له حقّ الطّاعة في ذلك كما له حقّ الطّاعة في كلِّ ما أمر به ونهى عنه، وبعضُ المفتونين بالمظاهرات يَحرصون على تخريجها مخرَج المصالح المرسلة وأنّها من النّوازل، لكنّ الّذي يَمنع مِنْ إدراجها تحت المصالح المرسلة هو أنّه صحّ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أخبر عن فتنة السّلاطين وأعطى أمّتَه المخرج منها، فقد تواتر عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه أنذر أمّته وُجودَ أمراءَ بعدَ زمنه يمنعون شعوبهم حقوقَهم، فأمر فيها بأمرين هما الدّعاء والصّبر، أمّا الدّعاء فثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها، قالوا: يا رسول الله! كيف تأمر مَن أدرك منّا ذلك؟ قال: تؤدّون الحقّ الّذي عليكم، وتسألون الله الّذي لكم” رواه البخاريّ ومسلم والتّرمذيّ، فقد ذكر صلّى الله عليه وسلّم أنّ هؤلاء الحكّام يستأثرون بحقوق الرّعيّة ولا يؤدّونها لهم، فأمر مع ذلك الرّعيّة بأداءِ حقوق السّلطان له وطلبِ حقِّها مِن الله. فما محلُّ المظاهرات مِنْ هذا الحديث الواضح؟! هل نسيَها صلّى الله عليه وسلّم حتّى يستدركَ عليه مستدركٌ، أو غفلَ عنها حتّى يَفطنَ لها كفرةُ الغرب ويقلّدَهم فيها المستغربون مِن هذه الأمّة؟!
قال ابن تيمة: “فقد أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ الأمراء يَظلمون ويَفعلون أمورًا منكَرة، ومع هذا أمرنا أن نؤتيَهم الحقّ الّذي لهم، ونسأل اللهَ الحقّ الّذي لنا، ولم يأذن في أخذِ الحقِّ بالقتال، ولم يُرخّص في ترك الحقِّ الّذي لهم”.وقال النّوويّ: “هذا مِن معجزات النّبوّة، وقد وقع هذا الإخبار متكرّرًا ووُجِد مخبرُه متكرّرًا، وفيه الحثّ على السّمع والطّاعة وإنْ كان المتولّي ظالمًا عَسوفًا فيُعطَى حقَّه مِن الطّاعة ولا يُخرَج عليه ولا يُخلَع، بل يُتضرّع إلى الله تعالى في كشف أذاه ودفع شرّه وإصلاحِه”.
وروى مسلم عن وائل الحَضرميّ قال: “سأل سَلمةُ بن يزيدَ الجُعفيُّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا نبيّ الله! أرأيتَ إنْ قامتْ علينا أمراء يسألونا حقّهم ويمنعونا حقَّنا فما تأمرُنا؟ فأعرضَ عنه، ثمّ سألَه فأعرضَ عنه، ثمّ سألَه في الثّانية أو في الثّالثة، فجذَبه الأشعث بن قيسٍ وقال: اسمَعوا وأطيعوا؛ فإنّما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتم”. قال النّوويّ: “أي اسمَعوا وأطيعوا وإنِ اختصَّ الأمراء بالدّنيا ولم يوصِلوكم حقَّكم ممّا عِندَهم”.
وهذه الأحاديثُ في الحثِّ على السّمع والطّاعة في جميع الأحوال، وهدفها اجتماع كلمة المسلمين؛ فإنّ الخلاف سببٌ لفساد أحوالهم في دِينهم ودُنياهم.
وأمّا الأمرُ بالصّبر فكَيلاَ يقولَ عَجِلٌ: إلى متَى نصبرُ على أثَرَة هؤلاء الجَوَرة؟! فقد روى البخاريّ ومسلم عنْ أُسَيْدِ بن حُضَيْر رضي الله عنه “أنَّ رجلاً مِنَ الأنصار قال: يا رسول الله! ألا تستعملُني كما استعملْتَ فلانًا؟ قال: سَتلْقَوْنَ بعدي أثَرَةً، فاصبروا حتّى تلْقَوني على الحوض”، قال ابنُ حجَر في “الفتح”: “أي يومَ القيامة، وفي رواية الزّهريّ: أي اصبروا حتّى تموتوا؛ فإنّكم ستجدونَني عند الحوض فيحصُل لكم الانتصافُ ممّن ظلَمكم والثّوابُ الجزيلُ على الصّبر.
هذا الدّاء والدّواء في حديثٍ واحدٍ، فهل يَحلُّ لطبيبٍ أنْ يَدخلَ بين النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأمّتِه بشيءٍ زائدٍ؟! وكلُّ مؤمِن يَعلمُ أنّ هذا الدّواء قرّره مَنْ قال الله فيه: “وما ينطق عَنِ الهوى * إنْ هو إلاّ وَحْيٌ يُوحَى”؟! فبأيِّ حقٍّ يُطاعُ الغربُ الكافرُ في اختراعِه المظاهرات لخلعِ الحكّام، ويُعصى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم الرّؤوف الرّحيم بأمّتِه النّاصحُ لهم بتمام نصحٍ وإحكامٍ؟!
ومِنَ العجائب أنّ بعضَ المتظاهرين قالوا إنّهم قاموا بسبب أنّ حكّامَهم لا يَحكمون بما جاءهم به الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وهَا هم أنفسُهم لا يَحكمون بما جاءهم به الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في مسألَة ظلم الحكّام!!
الثّاني: حقُّ السّلطان المسلم في طاعته في المعروف وتركِ جميع أسباب الخروج عليه؛ فإنّ المتجمِّعين ضدَّه قصدُهم منازَعتُه في منصِبِه وإحلال غيرِه محلَّه، وقد حرّم النّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم منازَعةَ السُّلطان في إمارَتِه ما دام مسلِمًا؛ قال عُبادَة بنُ الصّامت: “دعانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فبايَعْنَاه، فكان فيما أخَذَ علينا أنْ بايعنا على السّمع والطّاعة في منشَطِنا ومكْرَهِنا وعُسْرِنا ويُسْرِنا وأَثَرةٍ علينا، وأنْ لا ننازع الأمرَ أهلَه، قال: إلاَّ أنْ تَرَوْا كُفْرًا بواحًا عِنْدَكم فيه مِنَ الله برهانٌ” رواه البخاريّ، فإنّ أخْذَ السُّلطانِ أموالَ رعيّتِه بغير حقٍّ ظلمٌ عظيمٌ، ولكن لا تَسْقُط به حُقوقُه مِن السّمع والطّاعة وتَرْك منازَعَتِه، هذا هو حُكْمُ رَسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسِياسَتُه الحكيمَة الّتي لا يرضى بها أصحاب المظاهرات القائلون: الحاكمُ الّذي لا يُؤدِّي إلينا حقوقَنا المادّيَةَ نُنازِعُه الحُكْمَ!! فأين ذهبَتْ عقولُ المسلمين مع هذه الأدلَّة الصَّريحةِ؟!
قال ابنُ تيمية رحمه الله: “فهذا أمْرٌ بالطّاعة مع استئثار وليِّ الأمر، وذلك ظُلْمٌ منه، ونَهى عنْ منازعة الأمر أهلَه، وذلك نهيٌ عن الخروج عليه؛ لأنّ أهلَه هم أولو الأمر الَّذين أمَرَ بطاعتِهم، وهم الَّذين لهم سلطانٌ يَأمرون به، وليس المراد مَنْ يستحقُّ أنْ يُولَّى ولا المتولِّي العادِل؛ لأنَّه قد ذكَرَ أنّهم يَستأثرون، فدلَّ على أنَّه نهى عنْ منازعة وليِّ الأمر وإنْ كان مُستأثِرًا”.
وفي هذا ردٌّ مِنْه رحمه الله على مَنْ أرادَ أنْ يُعطِّلَ العملَ بالحديث زاعمًا أنَّ النّهيَ عنْ منازعة الأمر مَنْ كان أهلاً لأنْ يُوَلَّى مِنَ العُدولِ، فلْيُتأمَّل.
وأينَ هي دَعْوى محبّتِهم الرّسولَ صلّى الله عليه وسلّم وقد قال تعالى: “قُل إنْ كنتم تُحبُّون اللهَ فاتَّبعوني يُحبِبْكم اللهُ ويَغفِرْ لكم ذنوبَكم والله غفور رحيم”؟! أيكونُ النِّظامُ الدّيمقراطيُّ أهدى إلى استرجاع الحقوق مِنْ هَدْي رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم، والله سبحانَه وتعالى يقول: “وإنْ تطيعوه تهتدوا”؟! أيكونُ النّظام الدّيمقراطيُّ أرحمَ بمهضومي الحقوق وأرأفَ واللهُ يقول: “لقد جاءكم رسولٌ مِنْ أنفُسِكم عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم”.
وأينَ هم ممَّا روى مسلم مِنْ حديث حُذَيفةَ رضي الله عنه أنَّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم قال: “يكونُ بعدي أئمَّةٌ لا يهتدون بِهُدايَ ولا يَستنُّون بسُنّتي، وسيقوم فيهم رجالٌ قلوبُهم قلوبُ الشّياطينِ في جُثمانِ إنس، قال: قلتُ: كيف أصنعُ – يا رسول الله! – إنْ أدركتُ ذلك؟ قال: تَسمَعُ وتُطيعُ للأميرِ وإنْ ضُرِبَ ظهْرُك وأُخِذَ مالُك فاسمعْ وأطِعْ”؟! ونحنُ قد أدركْنا هذا الّذي أخبرَ به النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم في كثيرٍ مِنَ البلاد، فلماذا لا تَسَعُنا وصيّتُه صلَّى الله عليه وسلَّم هذه لِحُذيفةَ رضي الله عنه ولسائر الأمّة؟! وقد أمَر صلّى الله عليه وسلّم بالسّمع والطّاعة كما أمَرَ بالصّبر، ولم يأمُر بالمظاهرات، فهلِ الكفّارُ أهدى مِنْه سبيلاً؟! وهلْ هُم بالحقِّ أقومُ قِيلاً؟!
مع أنّ مقوِّمات المظاهرات كانتْ متوفِّرةً في كلِّ عهدٍ، أقصِدُ البشرَ الَّذين يتجمَّعون، والأصوات الّتي بها يَصرُخون، والأرجلَ الّتي بها يمشون، والظّلمُ كان ينطحُ بقرنين ويَمشي قائمًا على قدَمَين..
فإذا اختارَ الرّسولُ صلّى الله عليه وسلّم لأمّتِه المظلومة شيئًا أيَحِلُّ لأحَدٍ أنْ يختارَ غيرَ ما اختارَ أوْ يَستدْرِكَ عليه في هذا الاختيار؟! “فإنَّها لا تعمى الأبصارُ ولكنْ تعمى القلوبُ الَّتي في الصُّدورِ”!

قال ابنُ تيميةَ رحمه الله: “فعَلَى كلِّ مؤمنٍ أنْ لا يتكلَّمَ في شيءٍ مِنَ الدِّين إلاَّ تَبَعًا لِما جاء به الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ولا يتقدَّم بين يديه؛ بل ينظُرُ ما قالَ فيكونُ قولُه تَبَعًا لقولِه وعملُه تبعًا لأمرِه، فهكذا كان الصَّحابةُ ومَنْ سلكَ سبيلَهم مِنَ التّابعينَ لهُم بإحسان وأئمّةِ المسلمين؛ فلهذا لم يكن أحدٌ منهم يُعارض النّصوصَ بمعقولِه، ولا يُؤسِّسُ دينًا غيرَ ما جاء به الرّسولُ صلّى الله عليه وسلّم، وإذا أرادَ معرفةَ شيءٍ مِنَ الدّين والكلامِ فيه نظَرَ فيما قالَه الله والرَّسول صلّى الله عليه وسلّم، فمِنْهُ يَتعلّمُ، وبه يَتكلَّمُ، وبه يَنظُرُ ويَتفكَّرُ، وبه يَستدلُّ، فهذا أصلُ أهلِ السُّنَّة. وأهلُ البدعِ لا يَجعلون اعتمادَهم في الباطِنِ ونفسِ الأمرِ على ما تَلقَّوْهُ عنِ الرَّسولِ صلّى الله عليه وسلّم؛ بلْ على ما رأوْهُ أوْ ذاقوه، ثمّ إنْ وَجَدُوا السُّنَّةَ توافِقُه، وإلاَّ لم يُبالوا بذلكَ، فإذا وجدوها تُخالِفُه أعرَضوا عنْها تفويضًا أوْ حَرَّفوها تأويلاً، فهذا هو الفرقان بين أهلِ الإيمان والسّنّة وأهلِ النّفاقِ والبدعةِ”.
وأمّا ما قيل في نجاح المظاهرات فإنَّه مِنْ تزيين الشّيطان؛ لأنّ مِنْ وظائفِه إضفاء المشروعيَّة على عملٍ ما بتحسينِ نتائجِه فيما يُظهِرُه للنّاس، ويُقنِعُهم بالنّتائج المزيَّنةِ حتّى يَصُدّهم عن البحث عن البيّنَة الّتي هي أصل المسألة، قال الله تعالى: “وزيّنَ لهم الشّيطان أعمالَهم فصدَّهم عن السّبيل فهم لا يَهتدون”، ولا ريبَ أنَّ النّجاحَ الظّاهريَّ لا يُعدُّ نجاحًا إلاّ بشرطين هما:
الأوّل: أنْ يكونَ العاملون فيه يُريدُونَ وجهَ ربِّهم لا أنْ يَقوموا مِنْ أجل بُطونِهم.
والثّاني: أنْ يكونوا فيه مُتَّبعِين للرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم لا مخالِفين له.
وممَّا سبَق فقد بان مخالفة المتظاهرين لهديِ نبيِّهم صلَّى الله عليه وسلّم، أمَّا مِنْ جِهة النّيَّة فقد علِمَ النّاس أنّ أكثر المتظاهرين قاموا طلبًا لِشِبعٍ أو دفعًا لوجَعٍ، عَرَّاقون مرَّاقون “إنْ أُعْطوا مِنْها رَضُوا وإنْ لم يُعطَوا مِنْها إذا هم يَسخَطون” (أي طلاّبُ مَرَق وطلاَّبُ عَرْق، وهو العظم عليه بقيَّةٌ من اللَّحم).

* الأدلَّةَ على حُرْمة المظاهرات

إنَّ المظاهراتِ قسمان:
القسمُ الأوَّل: المظاهراتُ الَّتي يُرادُ منها أمورٌ شرعيَّةٌ دينيَّةٌ.
القسم الثَّاني: المظاهراتُ الَّتي يُرادُ مِنْها أمورٌ دُنيَويَّة، وهذِه نوعان: النَّوع الأوَّل: المظاهراتُ لإسقاط حاكمٍ لدافعٍ دُنيَويٍّ لا دينيٍّ. النَّوع الثَّاني: المظاهراتُ لتَحصيلِ ما سوى ذلكَ مِنْ أمور الدُّنيا.
أمَّا القسمُ الأوَّل: المظاهراتُ الَّتي يُرادُ مِن ورائها تَحقيق أمورٍ شرعيَّةٍ دينيَّةٍ، فهذه بدعةٌ في الدِّين؛ لأنَّها مُحدَثة، والقاعدة الشَّرعيَّة النَّبويَّة: “أنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”، كما أخرجَ ذلك مسلمٌ في صحيحِه.
فإنْ قيل: إنَّ هذه مِن الوسائل، والأصلُ في اتِّخاذِ الوسائل الجوازُ ما دامتْ مباحةً.
فيُقال: هذا حقٌّ، لكنْ في غير الوسائل المؤدِّيَة إلى العبادات، فإنَّ للوسائل أحوالاً ثلاثةً:
الحالةُ الأولى: الوسائلُ الملغاةُ، وهيَ الوسائلُ الَّتي جاءَ النَّهيُ عنها بدَليل خاصٍّ، ولا إشكالَ في بدعيَّةِ اتِّخاذِ هذه الوسائل، كاتِّخاذِ التَّمثيلِ وسيلةً مِنْ وسائلِ الدَّعوةِ؛ لأنَّه مُحَرَّمٌ؛ لكونِه مُتضمِّنًا الكذبَ.
الحالةُ الثَّانية: الوسائلُ المعتبَرَة، وهيَ الَّتي نصَّ الشَّرعُ على جَوازِها بنصٍّ خاصٍّ، مثلَ: جَعل الأذانِ وسيلةً للإعلامِ بدُخولِ وقت الصَّلاة، ولا إشكالَ في شرعيَّة هذه الوسائلِ.
الحالةُ الثَّالثة: الوسائل الَّتي لم يأتِ نصٌّ خاصٌّ بجوازِها ولا حُرْمتها، وهذه تتردَّدُ بينَ المصالحِ المرسَلةِ والبِدَع المحدَثة، والضَّابط في التَّفريقِ بينَ هذَين النَّوعَيْن دقيقٌ، حرَّرَه تحريرًا بديعًا شيخُ الإسلام ابن تَيمية، وكان يُردِّدُه كثيرًا العلاَّمةُ الألبانيُّ – رحمه الله -، وخلاصةُ ذلكَ أمرانِ:
الأوَّل: أن ينظُرَ في هذا الأمر المرادِ إحداثُه لكَونِه مصلحةً، هل المُقتَضِي لِفعلِه كانَ موجودًا في عهدِ الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم والصَّحابةِ والمانعُ مُنتفيًا؟
أ- فإنْ كانَ كذلكَ فَفِعلُ هذه المصلحةِ المزعومةِ بدعةٌ؛ إذ لو كانت خيرًا لسَبَق القومُ إليه فإنَّهم بالله أعلمُ وله أخشى، وكلُّ خيرٍ في اتِّباعِهم فِعلاً وتركًا.
ب- أمَّا لو كانَ المُقتَضي – أي السَّببُ المُحوِجُ – غيرَ موجودٍ في عهدِهم، أو كانَ مَوجودًا لكنْ هناك مانعٌ يَمنعُ مِن اتِّخاذِ هذه المصلحةِ، فإنَّه لا يكونُ مَصلحةً مُرسَلةً، وذلكَ مِثلَ جَمعِ القرآنِ في عهدِ رَسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فإنَّ المُقتَضِيَ لِفِعلِه غيرُ موجودٍ؛ إذ هو بينَ أظهُرِهم لا يُخشَى ذهابُه ونِسيانُه، أمَّا بعدَ موتِه فخُشِيَ ذلكَ، لأجلِ هذا جَمَعَ الصَّحابةُ الكرامُ القرآنَ، ومِنَ الأمثلةِ أيضًا: الأذانُ في مُكَبِّراتِ الصَّوتِ، وتَسجيلُ المُحاضراتِ في الأشرطةِ السَّمعيَّة، وصلاةُ القِيامِ في رمضانَ جماعةً، فكلُّ هذه الأمورِ كانَ يوجَدُ مانعٌ في عَهدِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم مِنْ فِعلِها.
أمَّا الأمرانِ الأوَّلان: فعدمُ إمكانِه لعدَم وُجودِها في زمانِه، أمَّا الأمرُ الثَّالثُ: فإنَّه ترَكَ الفعلَ خشيةَ فَرضِه، وبعدَ موتِه لم يَكُنْ لِيُفرضَ شيءٌ لمْ يَكنْ مَفروضًا مِنْ قبلُ.
الثَّاني: إنْ كانَ المُقتَضِي غيرَ موجودٍ في عهدِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فيُنظَرُ فيه هل الدَّاعي له عندَنا بعضُ ذُنوبِ العبادِ؟ فمِثلُ هذا لا تُحدَثُ له ما قد يُسَمِّيه صاحِبُه مَصلحةً مُرسَلة، بل يُؤمرون بالرُّجوع إلى دين الله والتَّمسُّك به؛ إذ هذا المطلوبُ مِنهم فِعلُه، والمطلوبُ مِن غيرِهم دعوتُهم إليه، ويُمثَّلُ لهذا بتقديم الخُطبةِ على الصَّلاةِ في العيدَيْن لأجل حَبس النَّاس لسماع الذِّكْر، فمِثل هذا مِن البدَع المحدَثة لا مِن المصالح المرسَلة، وإليك كلامَ الإمام المحقِّق ابن تيميَّة في بيان هذا الضَّابط، قال ابنُ تيميَّة في “اقتضاء الصِّراط المُستقيم”: “والضَّابطُ في هذا – والله أعلم – أنْ يُقالَ: إنَّ النَّاسَ لا يُحدِثونَ شيئًا إلاَّ لأنَّهم يَروْنَه مَصلحةً؛ إذ لو اعتقدوه مَفسدةً لم يُحدِثوه، فإنَّه لا يَدعو إليه عقلٌ ولا دِينٌ، فما رآه النَّاسُ مَصلحةً نُظِر في السَّبب المُحوِج إليه، فإن كانَ السَّبب المُحوِج أمرًا حدَثَ بعدَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن غيرِ تفريطٍ منَّا، فهُنا قد يَجوزُ إحداثُ ما تَدعو الحاجةُ إليه، وكذلكَ إنْ كانَ المُقتضِي لِفِعلِه قائمًا على عهدِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، لكن تَركَه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لمُعارضٍ زالَ بموتِه. وأمَّا ما لم يَحدُث سببٌ يُحوجُ إليه، أو كانَ السَّببُ المُحوِجُ إليه بَعض ذنوبِ العباد، فهنا لا يجوز الإحداثُ، فكلُّ أمرٍ يكونُ المقتضي لفعله على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مَوجودًا لو كانَ مَصلحةً، ولم يُفعَلْ يُعلَمُ أنَّه ليس بمصلحةٍ، وأمَّا ما حدثَ المُقتَضي له بعد موته مِن غير معصيةِ الخلق، فقد يكونُ مصلحةً”.
ثمَّ قال: “فأمَّا ما كانَ المُقتَضِي لفعلِه موجودًا لو كانَ مَصلحةً، وهو مع هذا لم يَشرعْهُ، فوَضعُه تَغييرٌ لدينِ الله، وإنَّما دَخل فيه مَن نُسِب إلى تغيير الدِّين مِن الملوكِ والعُلماء والعُبَّاد، أو مَن زلَّ مِنهم باجتهادٍ، كما رُوي عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وغيرِ واحدٍ مِنَ الصَّحابة: “إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم: زلَّةُ عالِمٍ، وجِدالُ منافِقٍ بالقُرآن، وأئمَّةٌ مُضِلُّون”.
فمِثالُ هذا القِسم: الأذانُ في العيدَيْن، فإنَّ هذا لمَّا أحدَثَه بعضُ الأمراء أنْكَرَه المسلمون؛ لأنَّه بدعة، فلو لم يَكن كونُه بِدعةً كان دليلاً على كراهيتِه، وإلاَّ لقيل: هذا ذِكرٌ لله ودُعاءٌ للخلقِ إلى عبادة الله، فيَدخُل في العموميات كقولِه: “اذكُروا اللهَ ذِكرًا كثيرًا”، وقولِه تعالى: “ومَنْ أحسَنُ قولاً مِمَّن دعا إلى اللهِ وعَمِلَ صالِحًا”.
وبعدَ هذا التَّحقيقِ البديعِ مِن شيخ الإسلام ابن تيميَّة، فإنَّ فِعالَ الصَّحابة والسَّلف دالَّة على دُخولِ البدَع في الوسائِل، كما تَدخلُ في الغاياتِ، ومَنْ نازَع في ذلكَ نازَعَ سلفَ الأمَّة وهُم خَصمُه، ومِنَ الأمثلة الدَّالَّة على ذلك ما روى البخاريُّ في قصَّة جَمْع المصحفِ وأنَّ عمرَ بن الخطَّاب أشارَ على أبي بكرٍ بالجمعِ، فقال له أبو بكرٍ: كيفَ تَفعلُ شيئًا لمْ يَفعلْهُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وبِمثلِ هذا أجابَ زيدُ بنُ ثابتٍ أبا بكرٍ الصِّدِّيق لمَّا عرض عليه جمعَ المصحف.
ففي هذا دلالة واضحة على أنَّ البدعَ تدخُل في الوسائل كما تدخل في العبادة ذاتِها؛ وذلك أنَّ جمعَ المصحف مِن الوسائل، ومع ذلك احتجُّوا بعدَم فعلِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فإنْ قيلَ: لماذا إذَن جمعوا المصحفَ مع أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لم يَفعلْه؟ فيُقال: لأنَّ مُقتَضى – أي: سَبب – الجمع وُجِد في زمان أبي بكر رضي الله عنه، ولم يَكن موجودًا في زمان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ إذ هو حيٌّ بينَ أظهُرِهم فَبِوُجُودِه لا يُخشى ذهابُ القرآن.
ومِن الأدلَّة أيضًا: ما ثبتَ عند الدَّارميِّ وابنِ وضَّاح أنَّ ابنَ مسعودٍ أنكرَ على الَّذين كانوا يَعدُّون تَكبيرَهم وتَسبيحَهم وتهليلَهم بالحصى، واحتجَّ علَيهم بأنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابَه لم يَفعلوا، مع أنَّ عدَّ التَّسبيح راجعٌ للوسائل.
وبعدَ أنْ تبيَّن أنَّ المظاهراتِ الَّتي تُفعَل لأمورٍ شرعيَّةٍ دينيَّةٍ بدعةٌ مُحدَثةٌ لم يَفعلْها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولا صحابتُه مع إمكانِ فِعلها، فلا يصحُّ لأحدٍ بعدَ هذا أنْ يَعترِضَ بأنَّ الأصلَ فيها الإباحةُ فلا تُمنَعُ إلاَّ بدليلٍ؛ لأنَّها عبادةٌ، والأصلُ في العبادات الحُرمَة، وهذا مثل مَنْ لم يَقنَع بالمنع من الاحتفالِ بمولِد النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بحجَّة أنَّه لا دليلَ يدلُّ على المَنع.
فيُقال: إنَّ الدَّليل على منعِها كَونُها عبادةً، ولا دليلَ على شرعيَّتِها، فتكونُ بدعةً؛ لأنَّ الأصلَ في العباداتِ الحظرُ والمنعُ، وانظُر بحثًا مُفيدًا لأخينا الشَّيخ حمَد العَتِيق بعُنوان: “المظاهراتُ بين الاتِّباع والابتداع”.

أمَّا القسمُ الثَّاني: المظاهراتُ الَّتي يُرادُ مِنْها تَحقيقُ أمورٍ دُنيَويَّةٍ، وهذه نوعان كما تقدَّم:
أمَّا النَّوعُ الأوَّل: وهي المظاهراتُ لإسقاط حاكمٍ لدافعٍ دُنيَويٍّ لا دينيٍّ، فهذه محرَّمةٌ بدلالةِ كلِّ نصٍّ على وُجوبِ السَّمع والطَّاعة للحاكم ولو كان فاسقًا غيرَ عدلٍ، فمع تكاثر الأدلَّة في حرمة هذا الفعل – وهذا كافٍ، فكذلك السَّلف أجمعوا على حرمة هذا الفعل وتَضليل مَن خالفَ فيه، ودونَكم ما شئتم مِنْ كُتُب الاعتقاد السَّلفيِّ، ومَن حاولَ المنازعةَ في هذا فقولُه مَردود، وهو ضالٌّ قد خالفَ ما عليه دلائل السُّنَّة وآثارُ السَّلف.
وتزدادُ حرمةُ هذا النَّوع إذا فُعِل لأجلِ الدِّين أيضًا، فإنَّه بالإضافة إلى كونِه محرَّمًا يكونُ بدعةً، ثمَّ كلُّ ما سيأتي مِنَ الأدلَّة في النَّوع الثَّاني يَصلُح دليلاً على حُرمَة هذا القِسم، وللشَّيخ عبد السَّلام بن بَرْجَس آل عبد الكريم – رحمه الله – كتابٌ نفيسٌ فيما يتعلَّق بهذا النَّوع، قد أثنى عليه شيخُنا العلاَّمة ابنُ عثيمين في شرحِه على “السِّياسة الشَّرعيَّة” لابنِ تيميَّةَ، واسمُ الكتاب: “مُعاملةُ الحُكَّام في ضوء الكتابِ والسُّنَّة”.
أمَّا النَّوع الثَّاني: المظاهراتُ لتَحصيلِ ما سوى ذلك مِنْ أمور الدُّنيا، فهيَ محرَّمةٌ لأوجُه كثيرة، مِنْها:
الوجْهُ الأوَّل: أنَّ المظاهراتِ – ولو كانتْ سِلميَّةً – خلافُ ما أمرَ به رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم مِنَ الصَّبْر على جَوْر الحكَّام الَّذينَ اغتصبوا الحقوقَ، كما أخرج الشَّيخان عن ابن مسعودٍ أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “ستكونُ أثَرَةٌ – أي حكَّامٌ يُؤثِرون أنفُسَهم علَيكم في أخذِ حُطامِ الدُّنيا – وأمورٌ تُنكِرونَها – أي حكَّام عندَهم معاصٍ شرعيَّة، قالوا: يا رسولَ الله! فما تأمُرُنا؟ قالَ: تُؤدُّونَ الحقَّ الَّذي عليكم، وتسألونَ الله الَّذي لكم”، وفي “الصَّحيحَيْن” عن أُسَيْد بن حُضَيْر قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “ستلْقَون بعدِي أثرةً، فاصْبِروا حتَّى تلْقَوني على الحَوْض”، فنحنُ مأمورونَ بالصَّبر، لا بالمظاهرات للضَّغطِ على الحُكَّام، وقد أمَرَ أئمَّةُ السُّنَّة بالصَّبْر وقالوا: “حتَّى يَستريحَ بَرٌّ، أوْ يُستَراحَ مِنْ فاجِرٍ”.
الوجه الثَّاني: أنَّ فيها فتحَ بابِ شرٍّ بتحكيم الشُّعوب، فكلَّما أرادَ الشَّعبُ أمورًا تظاهَروا للمطالبةِ به، فإذا أرادَ أهلُ الشَّهواتِ أمرًا مِنْ أمورِ الشَّهواتِ المحرَّمة تظاهروا للمطالبةِ به، فاستُجيبَ لهم، وإذا أرادَ العلمانيُّونَ واللِّيبراليُّونَ أمرًا تظاهَروا للمطالبة به، فاستُجيبَ لهم، وهكذا… ومِنَ المعلوم أنَّ أهلَ الاستقامة والدِّيانةِ أقلُّ مِنْ غَيْرِهم بكثيرٍ في المجتمعات الإسلاميَّة؛ قالَ تعالى: “فمِنْهُم مهتَدٍ وكثيرٌ مِنْهم فاسقون”.
الوجه الثَّالث: أنَّ أكثَرَ المظاهرات – إنْ لم يَكُنْ كلُّها – متَضَمِّنةٌ على اختلاط الرِّجالِ بالنِّساء، الاختلاط المحرَّم، وما خالَفَ ذلكَ فهو قليل لا حُكْمَ له، والواقعُ المُشاهَد خيرُ بُرهانٍ.
الوجهُ الرَّابع: أنَّ جَوْرَ الحكَّام بسَبَبِ ذنوبِ المحكومين، والذُّنوبُ لا تُرْفَع إلاَّ بالتَّوبة والاستكانة إلى الله لا بالمظاهرات، قال شيخُ الإسلام في “منهاج السُّنَّة النَّبويَّة”: “وكانَ الحَسَن البصريُّ يقول: “إنَّ الحجَّاج عذابُ الله، فلا تدفعوا عذابَ الله بأيديكم، ولكن عليكم بالاستكانة والتَّضرُّع؛ فإنَّ الله تعالى يقول: “ولقد أخذْناهم بالعذابِ فما استكانوا لربِّهم وما يَتَضَرَّعون”، وكانَ طَلْق بنُ حَبيب يقول: اتَّقوا الفتنةَ بالتَّقوى”.
هذه الأوجُه الأربعُ في المظاهراتِ الَّتي يقال سلميَّة!
أمَّا غيرُ السِّلميَّة فهيَ – زيادةً على ما تقدَّم – تحتوي على قتلٍ للنُّفوس وإهلاكٍ للأموالِ، وانتهاكٍ للأعراضِ، وغيرِ ذلكَ.

وبعدَ هذا كُلِّه إليكَ شُبَه المجيزينَ للمظاهرات وكَشفَها، وأؤكِّدُ أنَّ واقِعَ حالِهم: “اعتقدوا، ثمَّ سعَوْا لِيَستدِلُّوا، فتكلَّفوا وحرَّفوا نُصوصَ الشَّريعة”.
الشُّبهة الأولى: ادَّعى مُجَوِّزو المظاهرات أنَّ فعلَ المتظاهرينَ قد دلَّت عليه السُّنَّة؛ فقد أخرجَ أبو نُعَيم في “الحِلْيَة”: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم خرَجَ بعدَ إسلامِ عمرَ رضي الله عنه على رأس صفَّيْنِ مِنْ أصحابِه، وعلى الأوَّل مِنْهُما عُمَر رضي الله عنه، وعلى الثَّاني حَمزَة رضي الله عنه؛ رغبةً في إظهار قوَّة المسلِمينَ، فعلمتْ قُرَيْشٌ أنَّ لهم منَعةً”.
وهذا لا دلالةَ علَيه مِن وجهَيْن: دِرايَةً، وروايةً:
الوجه الأوَّل رِوايَةً: فإنَّ إسناده ضعيف؛ لأنَّ فيه إسحاقَ بنَ فَرْوة، قال الإمام أحمد: لا تَحِلُّ عندي الرِّوايةُ عنه، وقال: ما هو بأهلٍ أنْ يُحمَل عنه، ولا يُروَى عنه، وقال الإمام ابنُ مَعِين عنه: كذَّاب.
الوجه الثَّاني دِرايةً: أنَّه لا ولايةَ في مكَّة، وكان أعداؤهم حربيِّين، فلمَّا تقوَّوا استعملوا القوَّة في مقدار ما يستطيعون، فأين هذا مِنْ تجمُّع أناسٍ على حكَّامِهم لإظهار سخطِهم على فِعلٍ ما؟!

الشُّبهة الثَّانية: أنَّها – أي المظاهرات – وسيلةٌ قد جُرِّبَت فوُجِد نفعُها بأنْ حصلَ المطلوب.
وكَشفُ هذه الشُّبهة مِنْ وجهَيْن:
الوجه الأوَّل: أنَّها أيضًا جُرِّبَتْ في مواطِن كثيرة وكثيرةٍ جدًّا فلم تنفعْ، فهي وسيلةٌ مظنونة، وليس حدَثُ تظاهُرِ المسلمين في فرنسا ضدَّ قرار منع الحجابِ عنَّا ببعيدٍ، فلم يَنفع، والأمثلة كثيرة، وما كان كذلك فلا يُجَوَّز به المُحَرَّم، وقد تقدَّم ذكرُ الأدلَّة على منعِها وحُرْمَتها.
الوجه الثَّاني: أنَّه لو قُدِّر حصولُ النَّتيجة مِن هذه الوسيلة، فإنَّه لا يَدلُّ على حِلِّها ولا صِحَّتها بحالٍ، فإنَّ الغاية لا تُبَرِّر الوسيلةَ
وهذه فتاوى جماعةٍ مِن عُلمائِنا في حُرمةِ المظاهراتِ ليُقارَن بينها وبينَ كلامِ الحَرَكيِّين والحماسيِّين العاطفيِّين في هذه المسألة الَّتي تذرَّعَ الحركيُّون الثَّوريُّون بها للتَّهييج على الولاةِ وإشاعةِ الفَوْضى مُستَغلِّين عاطفةَ عامَّةِ النَّاس:
قال الشَّيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -: “فالأسلوبُ الحسنُ مِنْ أعظمِ الوسائل لقَبولِ الحقِّ، والأسلوبُ السَّيِّء العنيفُ مِنْ أخطَر الوسائل في ردِّ الحقِّ وعَدَم قبولِه، أو إثارةِ القلاقل والظُّلم والعُدوان والمضاربات، ويُلحَق بهذا البابِ ما يَفْعلُه بعضُ النَّاس مِنَ المظاهرات الَّتي تُسَبِّب شرًّا عظيمًا على الدُّعاة، فالمسيرات في الشَّوارِع والْهُتافاتُ ليسَت هيَ الطَّريق للإصلاح والدَّعوة، فالطَّريقُ الصَّحيحُ بالزِّيارة والمكاتبات بالَّتي هي أحسنُ، فتنصَحُ الرَّئيسَ والأميرَ وشيخَ القبيلةِ بهذه الطَّريقةِ، لا بالعُنْفِ والمظاهرَةِ، فالنَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مكثَ في مكَّة ثلاثَ عشرةَ سنةً لم يَستعمل المظاهرات ولا المسيرات، ولم يُهَدِّدِ النَّاسَ بتخريبِ أموالِهم واغتيالِهم، ولا شكَّ أنَّ هذا الأسلوبَ يَضرُّ بالدَّعوةِ والدُّعاةِ، ويَمنَعُ انتشارَها، ويَحمِلُ الرُّؤساءَ والكبارَ على مُعاداتِها ومُضادَّتِها بكلِّ مُمْكِن، فهُم يُريدون الخيرَ بهذا الأسلوب، ولكن يَحصُل به ضدُّه، فكَونُ الدَّاعي إلى الله يَسلُك مسلكَ الرُّسل وأتباعِهم – ولو طالَت المدَّة – أولى به مِنْ عملٍ يضرُّ بالدَّعوة ويُضايِقُها أو يَقضِي عليها، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلاَّ بالله”.
وقالَ الشَّيخ الألبانيّ – رحمه الله – في “سلسلة الهدى والنُّور”: “صحيحٌ أنَّ الوسائلَ إذا لم تَكُن مُخالِفةً للشَّريعة، فالأصلُ فيها الإباحة، هذا لا إشكال فيه، لكن الوسائل إذا كانت عبارةً عن تقليدٍ لمناهج غيرِ إسلاميَّة، فمِنْ هنا تُصبِحُ هذه الوسائل غيرَ شرعيَّة، فالخُروجُ للتَّظاهُرات أو المظاهرات وإعلانُ عدمِ الرِّضا أو الرِّضا وإعلانُ التَّأييدِ أو الرَّفضِ لبعضِ القرارات أو بعضِ القوانين، هذا نظامٌ يَلتَقي مع الحُكْم الَّذي يقول: الحُكْم للشَّعب، مِنَ الشَّعبِ وإلى الشَّعب!! أمَّا حينما يكون المجتمع إسلاميًّا فلا يَحتاجُ الأمرُ إلى مُظاهراتٍ، وإنَّما يَحتاجُ إلى إقامةِ الحُجَّة على الحاكِم الَّذي يُخالِفُ شَريعةَ الله… أقولُ عن هذه المظاهرات: ليسَتْ وسيلةً إسلاميَّةً تُنْبِئُ عن الرِّضا أو عدَم الرِّضا مِنَ الشُّعوب المسلِمة؛ لأنَّ هناك وسائلَ أخرى باستطاعتِهم أنْ يَسلكوها. وأخيرًا: هل صحيحٌ أنَّ هذه المظاهرات تغيِّر مِنْ نظامِ الحُكْم إذا كانَ القائمونَ مُصرِّينَ على ذلك؟ لا ندري! كَم وكَم مِن مظاهرات قامتْ، وقُتِل فيها قتلى كثيرون جدًّا، ثمَّ بقيَ الأمرُ على ما بقيَ عليه قبلَ المظاهرات، فلا نرى أنَّ هذه الوسيلةَ تَدخلُ في قاعدة أنَّ الأصلَ في الأشياء الإباحة؛ لأنَّها مِنْ تقاليد الغربِيِّين”.
وقال في “سلسلة الأحاديث الضَّعيفة والموضوعة”: “لا تزالُ بعضُ الجماعات الإسلاميَّة تتظاهرُ بها، غافِلينَ عنْ كونِها مِنْ عادات الكفَّار وأساليبِهم الَّتي تتناسَبُ مع زعمِهم أنَّ الحكمَ للشَّعب، وتتنافى مع قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: “خيرُ الهُدَى هُدَى محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم”.
وسُئِلَ الشَّيخ محمَّد بن عثيمين – رحمه الله -: هل تُعتَبرُ المظاهراتُ وسيلةً مِنْ وسائل الدَّعوة الشَّرعيَّة؟
فقال: “فإنَّ المظاهراتِ أمرٌ حادثٌ، لم يكُن معروفًا في عهدِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا في عهدِ الخُلَفاء الرَّاشِدين، ولا عهدِ الصَّحابة رضي الله عنهم.
ثمَّ إنَّ فيه مِنَ الفوضى والشَّغَبِ ما يَجعلُه أمرًا ممنوعًا؛ حيثُ يَحصُلُ فيه تكسير الزُّجاج والأبواب وغيرِها، ويَحصُل فيه أيضًا اختلاطُ الرِّجال بالنِّساء، والشَّباب بالشُّيوخ، وما أشبه ذلكَ مِنَ المفاسِد والمنكرات، وأمَّا مَسألةُ الضَّغط على الحكومة فهيَ إنْ كانتْ مُسلِمةً فيَكفيها واعظًا كتابُ الله وسُنَّة رسولِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا خيرُ ما يُعرَض على المسلِم، وإنْ كانتْ كافِرَةً، فإنَّها لا تُبالي بهؤلاء المتظاهِرين وسوفَ تُجامِلُهم ظاهرًا وهي ما هي عليه مِنَ الشَّرِّ في الباطِن، لذلكَ نرى أنَّ المظاهرات أمرٌ مُنكَر.
وأمَّا قولُهم: إنَّ هذه المظاهراتِ سلميَّة، فهيَ قد تكونُ سلميَّةً في أوَّلِ الأمر، أو في أوَّلِ مرَّة، ثمَّ تكونُ تخريبيَّةً، وأنصحُ الشَّبابَ أنْ يتَّبِعوا سبيلَ مَنْ سلَف؛ فإنَّ الله سبحانَه وتعالى أثنى على المهاجرينَ والأنصارِ وأثنى على الَّذينَ اتَّبعوهُم بإحسانٍ”، انظر: “الجواب الأبهر”.
وبعدَ معرِفةِ حُكمِ المظاهراتِ فلا تجوزُ ولو أذِنَ بها النِّظامُ؛ لأنَّها مُحَرَّمةٌ، ولا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالق، هذا ما كانَ يُقرِّره شيخُنا العلاَّمة ابنُ عثيمين.
بل ولو كان الحاكمُ كافرًا والدَّولةُ كافرةً لم تَجُزْ؛ لأنَّها وسيلةٌ محرَّمة.

عشرة أوجه لبطلان المظاهرات:
وقع بعض المسلمين وبعاطفة غير منضبطة بضوابط الشرع في وسائل بدعية جاءت من الكفار كالخروج الى الشوارع جماعات أو ما يسمى بالمظاهرات التي ما أطعمت جائعاً ولا سقت عطشان وما أنزل الله بها من سلطان.
واليك أخي القارئ بيان بطلانها من عشرة أوجه:
الوجه الأول: انها تعبد لله تعالى بوسيلة غير مشروعة، فأين السلف الصالح من فعلها؟ لو كان خيراً لسبقونا اليه. وأما الاستدلال بما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بعد اسلام عمر رضي الله عنه على رأس صفين من أصحابه وعلى الأول منهما عمر وعلى الثاني حمزة، رغبة في إظهار قوة المسلمين، فعلمت قريش أن لهم منعة، فهذا الأثر قد رواه أبو نعيم في الحلية وفي إسناده اسحاق بن عبدالله بن أبي فروة وهو منكر الحديث لا يحتج به، فالرواية اذا لا تثبت.
الوجه الثاني: أن فيها تشبها بالكفار، فهذه المظاهرات وسيلة ابتدأها الكفار للضغط على حكوماتهم والمطالبة بحقوقهم، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول: “لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لا تبعتموهم” رواه الشيخان، وفي مسند احمد قال صلى الله عليه وسلم: “ومن تشبه بقوم فهو منهم”.
الوجه الثالث: أن القيام بها مخالف للنظام ومعصية لولاة الأمر في بلادنا خاصة، وهذا يتضح من خلال تصريح كبار المسؤولين في منعها وعدم السماح بها، وقد قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ”.
قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله: “وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الامور وغشهم والخروج عليهم بوجه من الوجوه كما قد عرف من عادات أهل السنة والدين قديما وحديثا ومن سيرة غيرهم”.
الوجه الرابع: زعزعة الأمن واثارة الفوضى والغوغائية، ولا يخفى على كل عاقل أن حفظ الأمن مطلب مهم، ومن الضروريات الخمس التي جاء الاسلام بحفظها، واذا أردت ان تعرف قدر هذه النعمة فانظر حال من فقدها، نسأل الله العافية والسلامة.
الوجه الخامس: إيقاع العداوة والتصادم والتقاتل بين رجال الأمن والمتظاهرين.
الوجه السادس: أن المظاهرات فرصة خطيرة لإندساس المفسدين والمجرمين لتحقيق مآربهم وأغراضهم السيئة، فليس كل من دخل في صفوف المتظاهرين يسعى إلى ما يسعون اليه ويهدف الى ما يهدفون اليه.
الوجه السابع: تعطيل مصالح الناس بما تحدثه هذه المظاهرات بجموعها الغفيرة من إغلاق للمحلات وتعطيل حركة السير، فقد يموت انسان مصاب أو تتضاعف اصابته بسبب عدم وصول سيارة الاسعاف إليه، والسبب في ذلك جموع المتظاهرين.
الوجه الثامن: ترك السنة وإحياء البدعة. فالناس اذا انشغلوا بالمظاهرات ظنوا أنهم قدموا كل شيء، ويكتفون بذلك عن الوسائل الشرعية النافعة المجدية كالتبرع بالمال والتضرع الى الله بالدعاء.
الوجه التاسع: أن القول بجوازها ذريعة لأهل البدع والأهواء وأصحاب الأفكار المنحرفة للقيام بها والوصول الى ما يريدون من مقاصد سيئة.
الوجه العاشر: ما يحدث في هذه المظاهرات من محاذير شرعية كالاختلاط بين الرجال والنساء، وتضييع الصلاة، وغير ذلك من المحاذير.


السفر إلى العالم بالدراجات الهوائية

السفر إلى العالم.. أبناء بطوطة الجدد، أحفاد ابن بطوطة من المغاربة الجدد الذين يجوبون قارة إفريقيا على دراجاتهم بلا أنيس ولا أنيس متحدين المخاطر الجمة التي قد تواجههم في الطريق، والطبيعة الغير متوقعة التي قد تجرفهم رياحها العاتية، والخلاء الموحش العامر بالجن والأفاعي، والغابات، والبشر الذين وإن كان فيهم خيرا، ففي بعضهم شر، حفظنا والله وإياكم وجميع المسلمين من كل شر.

انتشرت في الآونة الأخيرة موضة الرحلات الغريبة التي مصدر فكرتها بالطبع المجانين الغربيين الذين لا شيء لديه يخسرونه.
فشاع في اليوتيوب ما يسمى بال VLOG، أو تصوير المسافر للمشاهد التي تحيط به في العالم الجديد الذي أقبل عليه في مقابل نقود اليوتيوب التي يتقوى ببعضها على تلك العزيمة!
وهو أمر مسلي للمشاهد لأنه يأخذه إلى ذلك العالم البعيد، فيتجول فيه كما لوكان بجانب ذلك الثرثار.
فظهر بعض الشباب المغاربة في اليوتيوب، يضعون قبعة واقية، ويحملون كاميرا تصوير متجولين في عدة دول، يثرثرون حول تجربتهم، وعن تلك الدول والمجتمعات الغريبة عليهم وعلى المشاهد، ويبحثون بشكل أساسي عن الربح من وراء ذلك، أو على الأقل عما يغطون به تكاليف الرحلة التي لا ينفقون فيها إلا القليل، حتى أن بعضهم يعيش على الساندويش، ويعبئ الماء من الآبار التي يمر بها! وذلك طبعا ليس عيب، فالأصل هو عدم الإسراف، ومياه الابار.

فمنهم من جاب الهند المتسعة، عارضا عاداتها الغريبة كعبادة الفئران، وأكل جثث الموتى، والإكتظاظ الممتزج بطيبة أكثر الناس وبساطتهم.

ومنهم الكذاب الذي لا يمكن الثقة في كلامه نتيجة للمبالغات!
ومنهم اللئيم الوضيع الظاهر لؤمه، فيا ويل المساكين الطيبين الذين يستضيفونه ويكرمونه من نكرانه للجميل أو عضه لتلك الأيادي الممدوة إليه! ربما يسرقهم في آخر ليلة له في ذلك البلد ويسيء لسمعة بلده بذلك، ولكن ما العمل، ليس شرطا أن يكون اليوتيوبر صالحا، بل أكثرهم من أهل الكذب والغش والإحتيال، والجرأة التي تصل إلى درجة الوقاحة، وربما ذلك ما يبرر جرأتهم الكبيرة على مثل هذه المغامرات! فالخبيث جريء، لكن ليس الجميع بطبيعة الحال.

والأدهى هو أن يسافر الواحد من المغرب أو أوروبا قاطعا إفريقيا على دراجة!
وأدهى من ذلك أن يكون الفاعل امرأة مثل الإسبانية التي ذهبت من جزر الكناري إلى المغرب ومنه إلى موريتانيا ومنها إلى السينغال، على دراجة (في أواخر 2022)! قاطعة تلك الفيافي والصحاري وحدها!

ألا يخاف هؤلاء؟
ما مصدر كل هذه الثقة والإحساس بالأمان؟
هل هي مغامرة أم طيش ورعونة واندفاع؟
الحقيقة كلاهما، فإذا مرت بسلام، وهو ما نتمنى للجميع، تكون مغامرة رائعة، وربما مربحة من اليوتيوب وغيره لأن صاحبها طوال طريقه يعمل دعاية لشخصه ودراجته، ويمر على الكثير من أهل الكرم والنخوة من البشر الرائعين!
أما إذا حدث المخوف فتكون رعونة وقلة تبصر بالعواقب، فما الذي يضمن لذلك المسكين الذي يجوب القارات على دراجة بقبعة على رأسه وكاميرا في يده قد تنتزع منه انتزاعا، أن يُغدر به؟ ما مصدر ثقته العمياء في الناس – وغيرهم – وأكثرهم ثعابين؟

أحدهم كان مارا بين قرية وأخرى على دراجته الهوائية، فالتصق به مجنون يعدو بجانب دراجته ويكلمه! فلم يعرف المسكين ما يفعل، فإن أسرع هربا لربما التحق به ذلك المجنون وبطش به، وإن استمر في السير على مهل لربما ثارت ثائرة الأخير فجأة وبطش به!
لكنه استمر على مهل، وهو يلهث من فرط الخوف مخاطبا جمهوره يحكي لهم الواقعة متصنعا ثباتا لا وجود له في تلك اللحظات المجنونة!
هذا مجنون، فما باك بالعصابات والمجرمين والعنصريين والمرضى النفسانيين والجن والعفاريت التي تسكن الفيافي والخلوات؟
الا تعد المرأة التي تقوم بهذه المغامرات مجنونة؟!

وعلى كل حال نتمنى لهم السلامة، فمغامراتهم رائعة تصور جانبا من تلك العوالم الأخرى التي يمرون بها، سأحاول تدوين بعض تفاصيلها المميزة هنا، بدء بأحد أحفاد ابن بطوطة.

رحالة مغربي شاب انطلق من طنجة ليجوب إفريقيا في طريقه إلى الحج على دراجته الصغيرة! سنعرف تفاصيل بعض ما اعترض طريقه مستخرجين الفوائد والعبر..
سنرى كيف كان ينام في الخلاء والأماكن المهجورة التي تعترض طريقه، مما يوحي بأنه لا يعرف جيدا عالم الجن، وذلك خطر آخر قد يواجه هؤلاء.
فهل يحفظون تحصيناتهم من الأذكار والقرآن مما يساعدهم في السلامة من شر الجِنة والإنس؟


قولوا للعنصري: أنت عنصري، لا تتخذوه أخا وهو ليس كذلك!

تجد في المقطع التالي بتاريخ 30-06-2024، يوم إعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية 2024، التي حصل فيها الرئيس غزواني على نسبة 56%، وحصل بيرام على 22%، فخرج رافضا للنتائج معلنا أنه هو الفائز، وتكالب العنصريون من الزنوج وغيرهم عليه، إضافة للغوغاء، فحاول الظهور بمظهر الملاك متملقا للشعب والشرطة، لاعبا لعبة أخرى – وهو غير عنصري، لأجل المصلحة الخبيثة، فهو بيظاني أخظر، والبيظاني مستعد لفعل أي شيء في مقابل المصلحة، فعلى الدولة عدم مكافأته على ذلك، هذه أمانة وليست مخصصات للسياسيين والحقوقيين وأمثالهم.
عليها حرمان كل من يبتزها من المناصب، ومن تشريع الأحزاب الشيطانية والإمتيازات. فهذه أموال الشعب ومصالحه، فلماذا تضعها في أيدي الحقوقيين والسياسيين؟
تخيل حقوقي يبحث عن حقوق طائفة على حساب حقوق طائفة أخرى؟!!
لم يهذب كلامه إلا قبل الإنتخابات بساعتين (أو أسبوعين)، ولعلها نصيحة من أحد اليهود لأن اللباقة والكلام الطيب هما آخر ما كان يتميز به، ومشكلته الأساسية هي لعبه بالنار، لكن البيظان كلهم يفعلون ذلك إلا ما رحم ربي، وسيدفع الآثم منهم ثمن تبعات ذلك عند ربه.

يجب على الدولة أن تعلم أن الحافظ هو الله وحده، سبحانه وتعالى، فلا تعطي الدنية لهؤلاء الحقوقيين والسياسيين الذين يلعبون بها وبالمسلمين، ويبتزونها، يجب عليها عدم الإستمرار في تجريء كل من هب ودب عليها من أجل إبتزازها والحصول على شيء في مقابل ذلك.
عليها تجاهل المغرضين واللئام والأراذل، وأن تبحث في أصل وكرامة وأهل وعقل ودين وأخلاق كل من توليه مرتبة، لا يكفي في ذلك الشهادة وحدها، ولا الفاق والتصفيق السياسي فهله بلا أي فائدة أو بركة، ولو كان فيهم خير لما نافقوا.
عليها عدم تقديم من لا يستحق، ولو كان أكبر سياسي وحقوقي، اللعنة عليه، يكفيها أنها الأقوى بفضل الله، فتلك نعمة، وذلك وحده ما يمنعها منهم، لا تقسيم المناصب والإمتيازات عليهم، وتشريع أحزابهم التي تهدف إلى زعزعة الأمن والإستقرار.

كفى مكافأة للمغرضين والمنافقين على خبثهم وقلة أدبهم وجرأتهم عليها وعلى الشعب، فذلك يزيدهم إشعالا للفتنة وتخريبا، وعندما يحسون بأول بوادر ضعفها لن يتذكروا أي جميل، لا منها ولا ممن سار معهم في ذلك الطريق المظلم الأسود من غيرهم.
احصروا تسجيلات العنصريين المتكاثرة في هذه الأيام، واضربوا بيد من حديد على أصحابها، خاصة زنوج العنصرية الذين يقطر كلامهم سما، ولا يستحملون كل ما هو أبيض في هذا البلد، كأننا جاثمون على صدورهم، قاتلهم الله ما أخبثهم. وهم أقلية في الزنوج، فأكثرهم مسلمون مسالمون لا مشاكل معهم.

لا تقولوا للعنصريين “إخوتنا”، لا في مناقشة على التيكتوك ولا في التلفزيون ولا في أي مكان آخر، كفوا عن فعل ذلك فهو يسيء إلى كرامتكم ووجودكم، ويجعلكم أهون عليهم من الذر. هؤلاء ليسوا إخوة لنا بل أعداء لنا. وكما يجرؤون على احتقارنا في كل مكان، علينا احتقارهم بالمثل، فردوا عليهم بالمثل (الكلمة بالكلمة واليد مكروفة، وليس مباشرة حتى، بل من خلال وسائل التواصل التي يستخدمون).
ردوا عليهم بوضوح، لا تجاملوهم، فإخوتنا هم الزنوج المتعايشين معنا الذين يحترموننا ونحترمهم بفطرة المسلمين المتآخين في الله، أما هذه الأفاعي النتنة فلا علاقة لها بنا، وإن لم نحذر منها خربت علينا البلد أو مهدت لتخريبه، فلا تعطوا الدنية في أنفسكم وأرضكم ودينكم.

مثال ذلك صفحة لبعض الموريتانيين في التيكتوك، دخل عليهم عنصري من أولئك البائسين الحاقدين، فقال لهم “أنتم فيكم وحدين عندهم أبياج البيظان لكنهم ليسوا بيظان”. فبدءوا في مناقشته، كل يشرح في واد، محاولين التبرير مع كامل الأدب والإحترام، بعضهم يقول أخونا ليس فاهما ففهموه! وآخرون يحاولون إثبات وجود البيظان في هذه الأرض، وهو يضحك مستمتعا.
وشابة مسكينة تناقشه بأدب معترضة، وهو لا يقبل منها، بل يحتقرها بقوله “أنت بالذات لا أحترمك”، اللعنة على احترامه! انظر مدى جرأتهم على النساء ككل المغرضين، وهي مع ذلك لا تكلمه إلا بادئة بذكر اسمه البائس كأنه مهم!! وهذا لا يُفعل إلا مع المحترم، فقلت في نفسي إن الرد على هؤلاء بكلمة مماثلة أصبح ضرورة، فالتغاضي لا يزيد السفهاء إلا سفاهة، فقد ينتقلون من مرحلة الكلام إلى مرحلة الفعل، وربما نرى بوادر ذلك الآن في هذا الزمن.
ولا يعني الإعتراض عليهم أذيتهم أو أذية أي مسلم، ف”المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، ويعلم الله أن أكثرنا لا يذكرهم بكلمة سوء، لذا وجب الرد في إطار التقويم وإظهار الحقيقة، والرد على الحجة القذرة بما يدحضها، لا للأذية في حد ذاتها لأننا مسلمين، لسنا مثلهم، وكل ما يتهمون به غيرهم من قبائح موجود فيهم، وفيهم ما يزيد عليه، وهم الأدنى في كل شيء، وأول ذلك الدين الذي هو أهم شيء، لو كانوا يعرفونه لقنعوا ورضوا.
فهو رد على الكلام بالكلام، وذلك أبسط حقوقنا. لسنا مثل إيرا التي بدل أن ترد على منتقد بيرام بكلام مثل كلامه في المقطع المنتشر، قفز عليه افرادها وانهالوا عليه بالضرب مثل الحمير.
إضافة إلى الجملة القبيحة التي تصدر كالفحيح من أفواه هؤلاء العنصرين صغارا كانوا أو كبارا كلما استفردوا بمخالفهم في اللون، وهي: “بيظاني. بيظاني”، كأنهم ذئاب وقعت على حمل وديع، يهجمون عليه في المظاهرة محطمين سيارته أو دكانه، لا ينجيه منهم إلا رب العالمين سبحانه وتعالى، والدولة.
ثم تقول الدولة إن ذلك من فعل بعض القصر الجهلة وحدهم؟ أو من فعل الأجانب! تغطية للشمس بغربال!
اللعنة، عن أي قصر تتحدث؟ هؤلاء سباع كاسرة بإمكانهم الفتك بضحاياهم، لا قدر الله، فذلك ليس عذرا إذا ثبت الجرم، كل من قدر على أذية غيره فهو مذنب ومجرم، دعكم من أفكار وقوانين الغرب الكافر، ألا يضعون لسن البلوغ ما يضعون لسن مشاهدة الأفلام الإباحية، وهو 18 سنة، ولا أحد يعتبرهم في ذلك لا من البالغين ولا من مشاهدي تلك الأفلام، وأولادهم وبناتهم يزنون وهم في سن العاشرة أو أقل، وأكثرهم بلا أب مثل العنصريين الذين عندنا، لم يسود قلوبهم إلا ذنب الفجور الذي جاءوا إلى الدنيا من خلاله، فانى لهم الإحترام؟
والدليل على أن أولئك القصر شياطين هو كونهم اليد الضاربة في المظاهرات، واليد الضاربة يجب ضربهالا اعتبارها مضروبة لمجرد أن الأغوال الذين يمثلونها تحت سن 18!
والدولة تعلم أن كثير من البغال الذين دون ذلك بكثير يستطيعون الإنجاب؟ إذن العبرة بالقدرة على إيقاع الضرر لا بالسن السخيفة!
فاتركوا عنكم اتباع الغرب فلن تحصلوا منه إلا على الضنك والسيئات، عودوا إلى شرع الإسلام، واتركوا عنكم شرع الكفار الذي لا حاجة لكم به أصلا، عجبا كيف يكون عندكم شرع الله وتتركونه إلى شرع الشيطان؟
إن أكثر المخوف منهم في المظاهرات ليسوا الكبار بل الصغار الشياطين، أليسوا من يعتدي على رجال الأمن بالحجارة، وعلى الآمنين؟ فمن المسؤول عن التخريب غيرهم؟! فهل تتساهل الدولة معهم لمجرد انهم صغار؟ اللعنة عليهم.

اتركوا عنكم الأجانب المساكين، لا تحملوهم المسؤولية مثلما يحملهم الفاشلون مسؤولية فشلهم قائلين: لا نستطيع ربح شيء من الصيد البحري بسببهم، ولا من التاكسيات ولا من البيع في السوق! لا يعلم الواحد منهم أن أساس كل تجارة هو المنافسة، فهم منافسون، وذلك في صالح السوق لأنه يخفض الأسعار على الأقل، وهو ما لاحظناه في كل ما يعملون فيه، فعليه التميز والأمانة من أجل الفوز، عليه تحسين جودة تجارته وعمله وأخلاقه وأسعاره، وسيكسب القلوب والجيوب ويتميز، أما أن تطردهم الدولة ليخلو له الجو، ويستفرد بالمواطنين يذبحهم بأسعاره وسوء أخلاقه وخدماته وحقده، فلا.
مثال ذلك الصيد البحري، فعندما طردت الدولة الأجانب الذين يعملون فيه، لم يبق إلا أهل البطالة المتبطرين على النعمة، الذين لا يعرفون العمل ولا التيسير، فارتفعت الأسعار وقلت جودة الخدمات، وكذلك في مجال التاكسيات، وغيرها.

تصحيح: في الحقيقة كان هذا في الزمن الماضي، والأجانب قلة، أما الآن، فمن شاهد احتشادهم في العاصمة، وفيهم الكافر والمغتصب والمجرم، يعلم أن الضرورة أصبحت تدعو إلى طردهم جميعا، فكيف بتوطينهم كما يشاع؟!
فلا خير فيهم، وذلك ظاهر في وجوههم ومعاملتهم، كأنهم بشر من كوكب آخر! لا يحترمون أحدا، ومنهم من يحتقر رجال الشرطة، وتلك ثقافة دخيلة علينا، هي التي تنقصنا! وكثرت بسببهم الدراجات النارية التي لم تكن معروف، يكفينا ما عندنا من أحقاد.

إذن على الدولة ترك إلقاء مسؤولية المظاهرات في كل مرة الأجانب، فهم لم يفعلوا أي شيء غالبا، لا تلقي عليهم ذنب المفسدين المحليين، لتكن عندها الشجاعة في مواجهة المسيئين بإسائتهم، فتلك هي الخطوة الأولى للإصلاح، ومثل ذلك مواجهة العنصري بحقيقة أنه عنصري، أما ما دامت تكذب عليه وعلى نفسها، بالتستر على أفعاله الخرقاء، وتبريرها فلن يستقيم الحال.

اذكروهم بأسمائهم وأعراقهم، قولوا لهم في التيكتوك والصفحات الإجتماعية أنتم المسيئون، أنتم العنصريون، لا تجاملوهم، فحضورهم القبيح لم يعد خافيا مسكوت عنه خشية الفتنة، فالفتنة تكاد تقع خاصة إن استمر نهج التغطية والصمت هذا، فقد أصبحوا في كل مكان، فإلى متى مجاملتهم؟
وكل من يرتكب إثما وهو قادر عليه تجب محاسبته، ولو كان في سن العاشرة، لن يقومه إلا الردع. كفاكم اتباعا لقانون الكلاب الغربيين فهو الذي أرداكم، هو وديمقراطيته المشؤومة التي هذه نتائجها البائسة.

ماذا لو اجتمعت مجموعة من طائفة غير طائفة ذلك العنصري، وأرهبته مثلما يفعل بالآمنين؟ مما يدلك على أن هؤلاء غير مسلمين، ف”المسلم يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لها”. فهل يحب أن يخرج لقضاء حاجة فينقض عليه آخرون من غير عرقه لمجرد أنه بيظاني أو حرطاني أو كوري؟! إذن لماذا يفعل ذلك للآخرين؟
وهنا ملاحظة، السبب الأول لذلك هو تغييب العلوم الشرعية من المدارس والتعليم، وهذه كارثة، فقد استجابت الدولة للضغوطات الغرب الكافر – ممثل ابليس في هذا الزمن، المانعة من الدين في التعليم، فإذا كانوا هم علمانيين فنحن لسنا كذلك!
وبحجة الخوف من الإرهاب الذي افتروا علينا وصدقناهم فيه، قبلنا بكل إملاءاتهم الشيطانية، فكانت هذه النتيجة: كبار وصغار لم يسمعوا بالحديث السابق ولا يعرفونه! ولو سمعوا به وبالقرآن، وتشربتهما قلوبهم لما أقدموا على مثل هذه الأفعال التي لا علاقة لها بالإسلام!
فأعيدوا التعليم الديني إلى المدارس، واجعلوه الأساس، فقد كان الأساس على مر تاريخ الإسلام، تتبعه العلوم الأخرى، لا العكس الحاصل الآن، حتى أنهم غيروا اسم “مادة التربية الإسلامية” إلى “الحضارة الإسلامية” لمجرد أن فيها كلمة “تربية”، اللعنة عليهم، حتى الأسماء لا يحتملونها، وذلك مثل تغيير النشيد الذي فيه الدعوة إلى ترك البدع، والعلم الذي كانت فيه ألوان الإسلام فأضافوا لهنا ألوان الفتنة التي يكادون ينقعون فيها الآن!
التعليم الديني هو الذي يصلح المسلمين ويقومهم ويهذب نفوسهم وأخلاقهم، أما تعليمهم المادي فهو الذي يشعل في النفوس الطمع والجشع والتحصيل المادي والأنانية والعنصرية والثورات التافهة والنضال السخيف الذي لا علاقة له بقواعد الحياة ولا بالقناعة، حتى أن أكثر الخريجين يعيشون من المال الحرام أو طمعا فيه، والعياذ بالله، المال هو هدفهم الوحيد!
الهدف عند الجميع هو الغنى وبأي طريقة، ولو كانت الفتنة والعنصرية! أما الدين ورب العالمين فلم يتعلموا حولهما شيئا، والحقيقة أننا في هذه الدنيا لأجلهما فقط، لأنها محطة فانية، لا لأجل جمع المال والذنوب.
تأملوا في الرئيس الأمريكي المخرف بايدن، حتى عقله وجسده لم يعد يملكهما، وربما ينتظره العذاب الأليم في جهنم هو وأمثاله إن شاء الله، فماذا ربح من الفتن والعدوان على دول المسلمين والتبعية لليهود الشياطين، وجمع المال والولوغ في الشهوات المحرمة؟ لقد مضى ذلك كله كأن لم يكن، وبقي الحساب العظيم، فالحمد لله على معاقبة المجرمين إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة، لن يضيع حق أي أحد، فلا تستعجلوا.
أعيدوا التعليم الديني إلى المدارس والجامعات، واجعلوه الأساس، وسترون نتائج ذلك المباركة على الناس والبلد.

إن الكلمة يرد عليها بكلمة مثلها، وما فوق ذلك يعتبر عدوانا، ومثله كسر سيارة أحد أو دكانه، وهذا ما لا يفعله مسلم، لذا لا علاقة للعنصرين والمغرضين بمبادئ الإسلام، ولا يعرفونها ولا يعتبرونها، ومن فعل ذلك منهم يجب على الدولة محاسبته حسابا عسيرا ليدفع الثمن ويكون عبرة لغيره.

نعم من الأفضل عدم الخوض في هذا الكلام البغيض الذي طالما ابتعدنا عنه (الحديث في العنصرية)، وهو ما يفعل أكثرنا، لكن العدوان اللفظي على مسمى البيظان تجاوز الحدود، والأمن يكاد ينفلت من عقاله بسبب احتقارهم لهذه الطائفة الكريمة التي لم تفعل لهم أي شيء، بل بالعكس أدخلت آبائهم الإسلام لو كانوا يعقلون، وعلمتهم إياه، ولا زالت تحترمهم وتقدرهم وتستحي حتى من مواجهة العنصريين منهم بكلمات تتضمن ربع ما تتضمنه عباراتهم العنصرية الجارحة.
فكأن هذه الطائفة بلا حول ولا قوة رغم أنها الأكثر تمكنا بشهادة التاريخ، لكن الأرض لله يورثها من يشاء، لم تسيطر بالتعليم كما ذكر أحدهم، بل بالقوة وحدها، وهي ليست قوة ذاتية بل تمكين من الله لحكمة يعلمها وحده، ويمكن أن يُخرج قوة أخرى بدلا منها في أي لحظة، وليس كل عطاء نعمة بل قد يكون نقمة.
لقد توغلت في إفريقيا ضاربة يمنة ويسرة، لم يكن أحد من زنوجها يقدر على الوقوف في وجهها، ةبقيت تفعل ذلك على مدى قرون، فلماذا يحتقرونها الآن!؟
لعن الله الفتنة، فلا خير فيها، لذا من الخير الجنوح للسلم، فالشر لا خير فيه. ويمكن الرد على كلامهم بكلام أقوى منه، أما الفعل فليترك للقانون والدولة.

وعلى المسلمين في أي مكان إن رأوا تنمرا على مسلم أو مسلمة، أو تهجما عليه من مجرم، أن يأخذوا على يد المعتدي في التو واللحظة، وعلى الدولة بدلا من مسائلتهم بقانون الشيطان الغربي الذي لا يريد لأحد أن يغيث أحدا، وهو المطلوب شرعا لتضمنه إعانة المسلم لأخيه المسلم.
عليها بدل المسائلة القانونية الغربية السخيفة، تكريم كل بطل شجاع ينقذ مسلما أو مسلمة من مغتصب محارب، عليها تخصيص جائزة قيمة لذلك، وسيرتاح الناس من المحاربين!
ويكفي تطبيق شرع الله، لكن إذا جئت تطبيقه قد ترفع عليك المنظمات الحقوقية دعوى قضائية لتسجنك أو ترغم أنفك وأنف الدين، مثل رغبة بيرام في رفع دعوى ضد مفتي أفتى بجواز قتل الدولة للمتظاهرين عند الضرورة، وهو رأي فقهي شهير وحق!
يريديون دعل العلماء والإسلام تحت الحقوق، يتحاكمون إلى مذهبها الديمقراطي كأنه أعلى منهم! وهذا ما لا ينبغي القبول به.
فماذا إن حدثتهم عن صرامة الإسلام مع أمثالهم ومع المجرمين، فمصلحة المجتمع عند الإسلام هي الأولى، لذا لا اعتبار لأي مارق يفسد النظام ولا حقوق، فمثلا لديك حدود تتعلق بالمظاهرات.
فأولا بالنسبة للمظاهرات، الراجح عند علماء السلفية، أي المتبعين للسلف الصالح بناء على الدليل من الكتاب والسنة، وهم غير داعش لأنهم مع الحاكم وداعش ضده، ويمثلون الإسلام (ومعرفة ذلك عبارة عن نصيحة غالية أهديك إياها لتعرف الحق وتتبعه، قل من سيخبرك بها ر في قناة الجزيرة ولا في غيرها إلا ما رحم ربي)، فحكم التظاهر في الإسلام حرام، وحكم ضرب المتظاهرين بل إن اضطرت الدولة إلى قتلهم، فذلك يقع، والمسؤولية تقع من باب أولى عليهم وعلى من أخرجهم. لإشتراكهم مع الخوارج في الخروج، ومن المعروف أن المظاهرات بغير إذن الحاكم نوع من الخروج كما هو مقرر في موضوع “حقيقة الديمقراطية وحقوقها”، الموجود في موقعنا. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج، إضافة لما قد يترتب عن المظاهرات من فساد وفتنة.
الحكم الثاني حكم الصائل، وهو من يقتحم بيت مسلم أو دكانه لأجل سلبه أو قتله، وهذا قد يحدث في فتنة المظاهرات من طرف بعض الحاقدين والمجرمين، فهنا يجوز للمسلم دفعه بالأدنى فالأدني، لا يتعمد قتله إلا للضرورة، وإن قتله فلا شيء عليها، الصائل في النار، أم إن قتل فهو شهيد.
الحكم الثالث حكم الحرابة، وتقال للخروج على المسلمين مثل فعل قطاع الطرق، ففيه 3 أحوال أن يروعهم دون أخذ مال أو قتل، فهنا يكون الحكم نفيه من البلد.
أو يأخذ المال وحده، ففي هذه الحالة تقطع يده ورجله من خلاف، وينفى من البلد.
أو يأخذ المال ويقتل، ففي هذه الحالة تقطع يده ورجله من خلاف، ويصلب.
وهذه الأحكام الثلاثة واردة في آية الحرابة. قال الله تعالى: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ”.
فتأمل في صرامة الإسلام تجاه كل ما يخل بأمن المسلمين، وفي لين الديمقراطية الشيطانية التي وضعها الشيطان ليفسد بها في الأرض، مع كل مجرم ومعتد، حتى انه أصبح من أصحاب الحقوق، يعيش في السجن كملك ليخرج أعتى على الناس!
فأين من يعيد لنا أحكام القرآن التي لا يعترض عليها، ولا ينتقص منها مسلم!

على الدولة أن تفكر في طريقة لتقاسم الثروة مع أهلها، ولن يجد بعد ذلك أي عنصري أو مغرض مدخلا إليها أو إلى الفتنة، فهي واقفة في دكان الشعب تعمل لديه (دكانه أرضه وثرواته) تدير له شأنه، فعليها إعطائه أرباحه التي هي حقه، لا تنهبها وتتعذر ببناء الطرق المعبدة أو المدارس والمستشفيات التي لا تؤكل ولا تشرب، ثم تدفع تلك الأرباح للغرب بذريعة دفع الديون اللعينة التي لا انقضاء لها، أو للصوص المال العام من أصحاب المشاريع الوهمية، أو للسياسيين والحقوقيين الملاعين وكلاب الأعمال، وغيرهم.
طالع فكرتي الساذجة حول تقاسم الثروة في هذا الموضوع هنا، وأقترح فكرة أفضل إن كانت لديك، فقد آن الأوان لإقتسام الثروة الفعلي بدل المماطلة والكذب والنفاق كتآزر التي لا فائدة فيها، كفانا اتباعا لطريق المادية الرأسمالي المشؤوم، فلا خير فيه.

المهم، رغم تكرار الشابة البريئة لإسم ذلك العنصري المارق أدبا – أو خوفا، لا أدري، ما زاده ذلك إلا احتقارا لها، ومن يحتقر النساء ليس برجل كما قالت لي واحدة مرة، ومعها كل الحق، فالرجل لا يتشاجر مع النساء حتى بالكلام.
لكن هؤلاء العنصريون يجدون في النساء صيدا سهلا، لذا تراهم يركزون على الرد عليهم في كل مكان ومباشرة دون حياء، وهذا أمر يتميزون به لأنهم كالنساء، لا يملكون إلا اللسان.
ونساؤهم العنصريات أقبح منهم وألعن، ألا ترى كيف يخضن في المظاهرات وأعينهن والسنتهن تتطاير بالشرر؟! بل منهن غولات أنشط من الرجال! وهذا ما يجعل الواحد يؤمن بأن تعرض بعضهن للإمتهان أحيانا، نوع من أنواع العدل، فما أدرانا باستحقاقها لذلك؟ حفظ الله المسلمين من كل شر.

كتبت لهم: كفوا عن قولكم “إخوتنا” بالتعميم، فهؤلاء لا يعتبرونكم إخوة، استثنوا العنصريين كحركة أفلام ومن يتبع نهجها مهما كان. نعم يمكنكم القول إن الزنوج إخوتنا في الدين والوطن، لكن باستثناء العنصريين منهم بوضوح وصراحة، هؤلاء يجب قصفهم بكلام أشد مما يقصفوننا به، وعدم الإقتراب منهم أو تقريبهم، عجبا للدولة كيف تضع بعضهم في مراتب عليا، وتعطيه مسؤولية لينقلب عليها وهو المنافق! تعطيه المال الذي لو وزعته على الفقراء الطيبين من البيظان والحراطين ولكور لكفاهم وأرضاهم عنها.
قلت لهم: قبل مناقشة العنصري في أصول البيظان التي طرح عليكم لبث الفتنة فيكم، اسألوه: ما الذي يعطيك الحق في البحث في أصول البيظان؟ هل يعنيك أمرهم في شيء إلى هذه الدرجة؟ هل ناقشناك نحن في أصول الزنوج التي لا تعنينا؟
قولوا له، لأن أساس كلامهم كله حسدكم على الأرض التي من الله بها عليكم رغما عن أنوفهم: الأرض لله يورثنا من يشاء من عباده، لو شاء لأحتلتها الصين – أو غيرها في بضع دقائق، وقتلت من فيها ورمت بهم في البحر، وأسكنت بدلا منهم 100 مليون صيني، وأصبحت الأرض لهم. فأين كنا جميعا قبل هذه الأرض؟
كنا في السماء، في الجنة، ثم أهبطنا إلى الأرض وتفرقنا فيها، وبعضنا عدو لبعض، وسيحاسب كل منا على شططه في تلك العداوة.
ومن وُجد في مكان منها فهو له، أرض الله التي استخلفه فيها إلى حين، ليست أرض البيظان ولا لكور ولا اليهود. حتى الفرنسيين لو استوطن بعضهم هنا واختلطوا بالأعراق، أو حتى وهبتهم الدولة الجنسية، تصبح أرضهم، ولا يحق لأحد مؤاخذتهم أو محاسبتهم عليها، أحرى باحتقارهم ومحاولة التميز عليهم، وبلا شيء.
كنا في السابق نتأمل في المتعفن منهم يخرج من جحره القذر بثياب قذرة مثله، بنطلون متدلي على مؤخرته، ونعال مهترئة متسخة، وجيب فارغ وعقل أفرغ، ثم تراه في ساحة الكرة أو الجامعة يتعالى بنفخة شيطانية على غيره، ويتنمر ويسخر ممن قد يكون أفضل منه بعشرات المرات!
ثم ماذا لو أعطينا الحاقد منهم صكا بأن موريتانيا له ولأجداده، وأخرجنا منها كل أبيض؟ سيعيش بضع سنين ثم يذهب إلى الجحيم وبئس القرار، لسواد قلبه، والله تعالى يشترط في دخول الجنة سلامة القلب!
لن يخرج من الدنيا بشيء، وسيأتي آخرون، ويسكنون الأرض التي طالما غره الشيطان بها.
الأرض كالبيت، ما يملك الواحد منهما هو ما يضع فيه وركه فقط.

وعلى الدولة عندما تبتسم لها أفعى من هؤلاء العنصريين، أن لا تضعها في مرتبة رفيعة أو توليها مسؤولية. عليها الأخذ بقوة على أيدي العنصرين، وكل من عرف عنه ذلك، فهذا يجب أن لا تكون له توبة عند الدولة، إذا تاب إلى ربه من ذلك الحقد والبغضاء التي لا تكون في قلب مسلم، فعليه اعتزال الناس لأنه شبهة، فكيف يولى منصبا أو مهمة؟
والتيكتوك وحده يكشفهم، مقاطعهم فيه كثيرة تقطر سما وحقدا، كقول أحدهم “تلك الطائفة التي تعتقد أنها الوحيدة القادرة على الحكم”، لا يستحون من إظهار عنصريتهم، فكيف يستحي المتضررون منهم من الرد عليهم؟
كيف نجعل العنصريين إخوة لنا مجاملة وسياسة (سياسة الضعف والخور والنفاق)؟
كيف تستحي الدولة منهم، وتعطيهم ما يستحقه لحراطين مثلا، لسلامة صدور أكثرهم؟
يمكن مقابلة كلامهم في التيكتوك بكلام مثله، أما في الشارع أو أي مكان آخر، فالأفضل عدم مقابلتهم لا بكلام ولا بفعل، بل الشكاية منهم إن لزم الأمر، وعلى الدولة سن القوانين المعاقبة للمتنمرين والعنصريين والمعتدين على الناس بالكلام البذيء والفعل ليتعلم المغرضون احترام غيرهم. على الدولة كبح شياطين البشر بالقوانين مثلما يحدث في أوروبا وأمريكا، فالقانون سلاح رادع يقوم المتجاوزين، وهو ما يخفف من افتراس الوحوش التي في تلك الدول لأهلها.

من المؤسف رؤية بعض لحراطين الطيبين يعانون من الفقر المدقع هم وأولادهم، ومع هذا صابرون محتسبون، وهؤلاء الكلاب الجاحدين الحاقدين يرفلون في وظائف الدولة السامية! أقصد العنصريين لا الطيبين. فتعسا لهم، بدلا من تحييد الدولة لهم ينجحون دائما في ابتزازها لأن القائمين يعتقدون أن هذا من السياسة، وإلا لكان المنطق السماح لولد عبد العزيز بالترشح أكثر من بيرام، لكنه النفاق السياسي الذي هذه نتائجه، ولو كان العنصريون هم الطرف الأعلى لما استكانوا أبدا.

وقد وجد العنصريون من الزنوج في بيرام ضالتهم في الوقت الحالي، لذا انكبوا عليه، فهم مثل السباع تتحين فرص إثارة الفتن، لا حبا في بيرام ولا في شريحته، فهي أبغض إليهم من البيظان البيض، وهذا شاهدناه بأم أعيننا ونشهد عليه.
لكن لماذا بدلا من بيرام لم ينجحوا في حشد الزنوج وهم شريحتهم؟ الجواب بسيط، لأن أكثر الزنوج مسالمين وليسوا معهم.
إنهم اليوم يحيطون ببيرام يشيطنوه، ويشيطنوا من معه على الدولة، فعجبا له كيف يستحملهم؟! كيف يترافق مع العنصرين وهو يزعم أنه ليس عنصريا، ويعرف جيدا أنهم لا يحتملون أصله ولا فرعه!

على الدولة أن تأخذ العبر والدروس من التاريخ، فمبارك هلك بسبب إيهام الغرب له بأن المظاهرات حق للمخربين (فكانت ضريبة ذلك الحق الكاذب غالية)، ومتى كانت الهمجية حق؟
كذلك سيضغطون على الدولة باسم الحقوق والمشاركة السياسية لتقدم بيرام وحركة أفلام العنصرية، فعليها عدم الإستجابة لذلك، واللعب بهم مثلما يلعبون بها بالوعود الفارغة والإملاءات، وتقديم من يستحق، وتقسيم الثروة على من يستحق.
طالع هذه الدعوة إلى تقسيم الثروة على المواطنين هنا.

وكذب بيرام ومن معه عندما ضمنوا سلمية المظاهرات، فمن من قادتها يستطيع ضمان سلمية قطيع من الحمر المستنفرة فيه اللصوص والهمج والعنصريون المندسون؟ كذب من زعم ذلك، وحمل أوزار المخطئين فيها حتى إن سكبوا ماء لأحد، ومن ذلك قتل بعض المتظاهرين في كيهيدي بسبب من أمرهم بالخروج، والعياذ بالله.

إن المظاهرات تخريب وفتنة وشغب، لا يجب قبول الدولة به، ومن سار فيها فهو أسوأ من المجرم، سواء دعا إلى السلمية لأن دعوته تلك لن يسمعها أحد، أو رمى بحجر أو روع الآمنين. ويستحق أشد أنواع الصرامة.
ولولا إطلاق الحكومة السنغالية الرصاص في مظاهرات السينغال 2023 لخرب البلد. فيجب الحذر من المظاهرات، فهي ليست حق لأحد لما فيها من أذى وترهيب وإفساد لممتلكات العامة التي من واجب الدولة حمايتها وحماية أهلها، فعلى الدولة أن تكون صرامة تجاهها. حفظنا الله وحفظ البلد وجميع المسلمين.


أيها الزبون أنت المخطئ BMCI موريتانيا

تقول القاعدة عند أصحاب الأطماع والمشاريع “أن الزبون على حق وإن كان على خطأ!”. وذلك النفاق أو المداراة كما يسمونه، خير من عكسه، وهو أن الزبون ابن كلب يجوز احتقاره والتنقيص من شأنه! فالبائع في السوق يستقلها فرصة لإظهار عقده على الزبون، والمستقبلون في المصالح الحكومية وغيرها، يعتبرون المواطن القادم لقضاء مصالحه مجرد متسول جاء يطلب منهم صدقة، فلا احترام ولا تقدير، ولا عطاء، رغم أن الزبون هو أساس نجاح ذلك المشروع، وسبب وجودهم في تلك المصلحة!

من دلائل الجهل والتخلف قلة احترام الآخر، وفاعل ذلك رافض للتحضر بدليل أفعاله تلك، فهو يعرف الصواب، ولكنه لا يريده، كمن لا يحترم المرور، أو كمن يرفع صوت الموسيقى في بيته كأنه يسكن في غابة دون احترام لجيرانه.
يوجد منزل غير بعيد مني مخصص لبروفات الموسيقيين التافهين، تستعد الفرق والمغنيين فيه للحفلات المشؤومة التي ينظمونها، إذا استمعت لبروفاتهم سمعت نهيقا ونعيقا وأصواتا كالأواني المتهشمة، وأشياء هي أبعد ما يكون عن الذوق السليم، فما الذي حدث للذوق العام؟ ما الذي تطعمه الماسونية لبشر هذا الزمن أو تبثهم عبر الإنترنت والمدارس والإعلام، ليغير ذوقهم وعقولهم إلى هذا الحد كما قال أحد المفكرين في زمن الوباء، ومع ذلك يتوهمون أنهم وصلوا لقمة التحضر!

لكن الكائن الفضائي الصحراوي على ما فيه من إيجابيات، كائن متميز بحق، وربما يفسد الكم ألف مهاجر موريتاني الذين تدفقوا على أمريكا في 2023، ذلك البلد! لا شيء مستبعد!

يقول الصينيون: “إن كنت لا تستطيع الإبتسام فلا تفتح دكانا”. فلماذا يوظف هؤلاء كل من هب ودب من قرابتهم ومعارفهم، حتى أدخلوا البرلمان بين عشية وضحاها من لم يره الناس في الإنتخابات، من بني قرابتهم!
أقول لك “الكائن الفضائي الصحراوي غريب!”.

إن الموظف الفاشل – أو الموظفة – الذي يعجز عن استقبال الزبون بوجه بشوش عليه أن يبقى في بيته، فلا خير فيه لصاحب المصلحة ولا للزبون. يحدث هذا في بلد تكاد تنعدم الوظائف فيه، ومع هذا تجد هؤلاء الساخطين يحتكرون الوظائف بالمحسوبية، وهم ليسوا أهلا لها، حتى الإبتسام في وجه من يخدمونه عاجزون عنه.
يعرفون جيدا أنهم جاءوا بالغش وقلة الأحقية، لذا لا يخلصون في العمل، يظل الواحد منهم يشغر ذلك المكان وهو يعمل على الإنتقال إلى مكان يربح فيه أكثر ويؤذي أناسا أكثر ببروده ذلك. كيف يخلص ذلك المدسوس القادم من النافذة ليلا للإدارة أو البنك أو الدكان، وهو يعرف أن الذي جاء به إلى ذلك المكان ليس الأحقية ولا الأهلية بل المحسوبية الوقحة التي أورثته وقاحتها، وحولته إلى حجر يابس بلا إحساس.
كيف ينجز شيئا وهو أصلا دخيل باحث عن نهب لا يهتم بغيره!
هل يلعب مجلس الوزراء عندنا الورق بالوظائف في كل أسبوع، ليضع من شاء حيث شاء، حتى رأينا مرهقين مدراء، وجهلة وزراء، تجد المتخصص في الأدب وزيرا للبترول، والفنان وزيرا للبحث العلمي!
يغيرون في كل أسبوع المدراء والوزراء، ولا يعطونهم أي فرصة للإستقرار والإنجاز، ولا يهتم القادمون إلا بالمحسوبية والقبيلة والمصالح السياسية الخبيثة التي جلبت اللئام كل من هب ودب.
إذا كان هذا على مستوى مجلس الوزراء فما بالك بما هو دونهم! إذا كـــان ربُ البيتِ بالدفِ ضاربٌ فشيمـةٌ أهلِ البيتِ الرقصُ.

كنت في مهمة شخصية تتعلق ببنك BMCI، فقدمت إلى مقره الرئيسي، وارتكبت خطأ أدى إلى تحويل مبلغ من المال إلى غير وجهته، إذ أمليت على الموظفة أرقاما من ذاكرتي وهي خاطئة، وقلت لها إني غير متأكد منها، وأمامها الحاسوب، لكنها لم تكلف نفسها عناء التأكد، فوقع الخطأ، وتم تحويل النقود إلى شخص آخر.
كان ذلك يوم جمعة، وكان علي الانتظار حتى يوم الاثنين للقدوم إلى مقر البنك من أجل التصحيح، وفي مثل هذه الحالة كان على الموظفين أن يدخلوا في حالة استنفار لأجل حل المشكل، لأن المبلغ اتجه إلى حساب غير حساب صاحبه! ويمكن لصاحب ذلك الحساب أن يتصرف فيه دون علمه! ولكنهم لم يكترثوا، كأن شيئا لم يحدث! بل أدخلوني في حروب نفسية جانبية لا علاقة لها بالمصلحة بسبب عقدهم من الزبائن، وحربهم عليهم!

ألقت الموظفة التي كتبت الرقم الخاطئ، باللوم في الخطأ علي، وأنا طبعا متقبل للمسؤولية.. ولعب بي طاقم المصلحة كرة القدم، هذه ترسلني إلى تلك، وتلك إلى ذاك، وأنا ما عندي تجربة في خبث المصالح والإدارات، وما عندي وقت! حتى قررت نسيان الموضوع، ولكنه كان متعلقا بالنقود، وقد تضيع، وذلك إسراف!
اتصلت الموظفة الأولى بالموظفة التي تؤكد الإرسال، فبدأت القصة بأن “الزبون هو المخطئ” وقد فعل وفعل.. إلخ.

وفي الأخير ذهبت إلى أقربهم مسؤولية في المجال، وظاهرها الرقي والتحضر والتفرنس، لكن بدلا من المسارعة في حل المشكل سارعت إلى ازعاجي وعاملتني بازدراء كأني خدام عند أبيها، وانا أكره المتكبرين أصلا، فقالت إنه يجب حضور صاحب البطاقة بنفسه أو إحضار صورة من بطاقته الوطنية مع طلب خطي، ولما سألتها لماذا، قالت “إنها النقود يا بابا، لا لعب في مجال النقود” (ولو سمعتها لاعتقدت أنها تعبد النقود من التقديس الذي ظهر في نبرتها).

خرجت من عندها وصورت البطاقة، وقدمت إليها لأكتب الطلب باعتبار المسألة بسيطة، وهي المطالبة بحق قد يضيع، ولا علاقة للأمر بالإفتراء على البنك أو على أحد، فنقودي هي التي قد تضيع لا نقودهم، وأنا المبلغ عنها.
نظرت إلي شزرا، ولم تقل كلمة كأنها تعاقبني على تخلفي، ولو كنت قريبها أو أحد معارفها لما كان في الأمر أي مشكلة، لأن الكائن الصحراوي يتغذى ويعيش بالقرابة، فتركتني أكتب الطلب ساعة، وبعد الإنتهاء قالت: “لا بد من توقيع صاحب البطاقة”! وخلال كل ذلك كان تضايقها باديا، كأني حجر ملقى على صدرها، تعاملني بترفع كأني عامل عندها! فانفجرت غضبا، وأسمعتها ما لا يرضيها، وخرجت ساخطا وقد علم كل من في البنك أنها أزعجتني، ولو كان الأمر بيدي لما رجعت إلى ذلك البنك ثانية.

فيجب على أصحاب البنوك، وجميع المصالح، أن يتخيروا من يوظفوا، فليس كل قريب ينفع، ولا كل حمار يحمل أسفارا من الشهادات المشتراة، المهم هو الأخلاق والبشاشة والراحة النفسية، فتوظيف المعقدين لن يجلب إلا العقد والفشل.

لا تغتر ببشاشة بعضهم الكاذبة أحيانا، فعند التجربة يظهر البشوش من العبوس، والصالح من الطالح، فلا تضيع وقتك في المبالغة في صحبتهم وتطويل الكلام معهم، فذلك لا فائدة له.. لو قدرت على عدم السلام عليهم لفعلت، ولكن ما العمل، نحن مأمورون بالسلام لأننا مسلمون، والحمد لله على نعمة الإسلام واللعنة على الديمقراطية وعلى الربا معها فقد يكون كل ذلك من شؤمه. واللعنة على التعليم الغربي الذي لا يخرج إلا الحمير التي تحمل أسفارا وأحقادا وإلحادا، وتنهق بلغة المستعمر.

وفي الأخير، إذا دخلت مصلحة من مصالح هذا البلد الكئيبة، فلا تتصرف برقي ولا تحضر إلا احتراما لنفسك، لا تنتظر بل افتح الباب الموصد، واسأل عن غايتك ولو كان أمامك طابور، فذلك هو ما يعرفون، وهم أصلا غير مهتمين بك لتطيل الجلوس أو الوقوف انتظارا لهم، بل قد يكون انتظارك على الفاضي وسيأتي العشرات ويمرون من أمامك ويخرجون وأنت جالس في مكانك.
وإذا قضيت مصلحة عند أحدهم فلا تعتبره صديقا، لا تصاحبهم، فذلك لم يعد الحال، الناس تغيروا، وأمراضهم النفسية زادت في هذا الزمن، فلا تأتي واحدا منهم فقط بل اسأل الذي بجانبه والذي بجانبه، المهم قضاء حاجتك لا اعتبار أحدهم.
وعدم فعل ذلك هو ما وقع لي مع واحدة في بنك آخر – لا أعرف ما مشكلتي مع البنوك التي أصلا أكرهها من كل قلبي لقيامها على الربا – فقد أتيت باكرا وانتظرتها هي بالتحديد لأنها كانت التي قضت لي المصلحة في الأول، فاعتقد أن ذلك سيزيدها أدبا وتفهما لما أريد، لكن حدث العكس.
اعتقدت أن انتظارها ضروري وأنها ستخلص لي المعاملة بطريقة أفضل، وأنها الوحيدة القادرة على ذلك بطريقة فعالة، فخاب ظني، فكل من في المصلحة يستطيع فعل ذلك، ولو سألت التي بجانبها – ولم يكن عليها طابور مثلها – لكان خيرا لي، لأنها أظهرت فيما بعد قلة الإكتراث، وغالطتني في أمور بديهية واضحة، ثم تبين فيما بعد أنها لا تذكر حتى أنها قضت لي المصلحة في البداية (والأمر مرتبط بتفعيل الحساب!)!
فكان خطئي هو انتظارها مع وجود غيرها، واعتقادي أن المصلحة لن تنقضي إلا على يدها، وهذا درس، يجب عدم مصاحبة من في المصالح الحكومية وغيرها، فهم مجاهيل والمجهول يعامل بقلة كلام وفي صميم عمله، وفقط، دون اعتراض عليه أو الدخول في مناوشات معه. فهو ليس صديق بل مجهول، والمجهول حكمه سوء الظن به حتى يثبت العكس، لا الإقبال عليه والإنفتاح، ولا صديق لهؤلاء غير رواتبهم الزهيدة التي هي أصل كآبتهم.
كما يجب عدم الإلتزام بواحد منهم، فيوجد غيره كثير، والتنويع في هذه الحالة مطلوب، المهم أقلهم طابورا.
وهم غير مهمين، بل أكثرهم معقدون مصابون بالملل واليأس من تحقيق آمالهم، والبنك نفسه الذي وظفهم يكره تصرفاتهم تلك، ولكنه مضطر، فالمجتمع لا زال بدويا، وقد لاحظت أن أسوأ البدو هم الجيل الجديد الذي تعلم باللغة الفرنسية الآثم أهلها، لأن ترفعهم وجلافتهم أظهر منها لدى غيرهم.
لذا يجب الحرص على قضاء المصلحة وبأسرع وقت ممكن، والإنطلاق من أن هؤلاء مجرد كراسي أخرى موضوعة في تلك الغرف الضيقة الكئيبة لقضاء مصالح المواطنين، وعدم اعتبارهم شيئا يدفع للغيظ.

إن سبب كل هذا الكلام هو وقوعي في خطأ كررته مرارا، وهو اعتباري الزائد للآخر، وانتظار الرقي والتحضر منه، خاصة من بدو أجلاف اجمل ما فيهم بساطتهم وانفتاحهم، يعيشون في خيمة مفتوحة. لكن محاولة التحضر معهم واعتبارهم أمر خاطئ فلن يقبل المرضى منهم ذلك، والأكثرية منهم تنطلق من خلفية فاسدة.
وإذا تأملنا في الحال نجد أن تحضرهم مستحيل، لذا طلبه لغو.. وبدلا من ذلك يجب التعامل معهم كأطفال لا انتظار الكمال منهم فذلك بعيد.
من ناحية أخرى قد تجد لهم عذرا كالحمر المستنفرة التي في المرور، إذا لم تنازعها الطريق لن تتركك تمر، وهكذا هؤلاء، رواتبهم زهيدة وأطماعهم كبيرة ونظرتهم إلى المواطن وبعضهم البعض نظرة متدنية، والجلوس على كرسي في غرفة ضيقة كل يوم للتعامل مع بدو أجلاف لا يعرفون معنى احترام الموظف وتقديره أمر يغير النفوس (أولئك البدو على العكس مني، ولكنهم يربحون من تلك التصرفات أما أنا فأدخل في متاهات!).
وفي جميع الأحوال، الخطأ مني، لولا الإفراط في اعتبار الآخر وتقديره، لما انتقدتهم أصلا، فالسفيه يجاوب بالإعراض عنه، وفقط. فليتنا نتبع هذه القاعدة العظيمة التي في هذه الآية الكريمة: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم”، حينها لن تكون هنالك أية مشاكل نفسية 🙂🙂.

ودون الرقابة والإشراف على العمال يتصرف الواحد منهم كما يشاء مراعاة لعاطفته أكثر من مصلحة الشركة التي وظفته لمصلحتها، فمثلا قد يضرب الزبون أو يسبه أو على الأقل يطرده كما لو كانت الشركة لأبيه! شاهد هذا المقطع الذي يثبت فوائد الإشراف على العمال في كل مكان، خاصة البنوك المتخلفة.


رسالة إلى الطالب ولد عبد الودود وبيرام ولد الداه اعبيد

أخيرا جلس المتناقران على طاولة واحدة: الطالب عبد الودود وبيرام الداه اعبيد!
العياط الأسود بيرام ولد الداه، والعياط الأبيض الطالب ولد عبد الودود، أكبر غرابين ناعقين في موريتانيا اليوم.. أقوى سبابين ساخطين في السياسة والإعلام، والتفاهة.. رأسين من رؤوس الرويبضة لا أقول الفتنة في هذا البلد، وما هي بمفخرة.. هدانا الله وإياهما للحق.
لكن هل القوة والعقل والدين في النعيق والزعيق واتباع الكفار الغربيين والشرقيين؟!
لا بل من سلامة القلب، والصبر عن خطوات الشيطان اليهودي التي يهرولون خلفها مهلوعين..
فهل هو لقاء لأجل الشعب – الذي لا يعنيهم – أم هو لقاء مصالح كالعادة؟!
أحدهم ثوري مناضل من الزمن القديم، يرتدي قبعة شكيفارا الملعونة، سليط اللسان متبرم، والآخر مغترب تائه، يمارس السياسية بالتدوين التافه الذي حول الناس كلهم إلى عياطين في هذه الوسائل الشيطانية..
جمعتهم الديمقراطية اللعينة التي يجلس على طاولتها إلا الجهلة بدينهم وأصحاب المنافع اللحظية، ولا يعلو فيها إلا الساخط الحاقد صاحب الوجه الحديدي. والتي لا صديق فيها ولا عدو غير المصلحة وإملاءات الغرب الذي يعبدون! الغرب اللعين الذي يغيرنا يهوده شيئا فشيئا مثلما غيروه قبلنا، وغيروا العالم العربي.. حتى السعودية وفلسطين يغيرانهما اليوم أمام نظر الجميع! وقد نصبح يوما والسعودية علمانية ترقص في ميدان الترفيه والتحرير.. أو على المسجد الأقصى وهو خراب بفعل اليهود.
حتى الإسلام الذي لم يعد لديه علماء! ألا تلاحظون غياب العلماء؟ إن السبب في ذلك هو تقدم كبارهم في السن أو موتهم – في السعودية، وتحولهم إلى الديمقراطية في غيرها، فقد أصبحوا جميعا – إلا ما رحم ربي – سياسيون ديمقراطيون نفعيون تحركهم المصلحة والمنفعة وحدها! والنتيجة هي هذا النفاق الذي يكاد يعم..

الطالب عبد الودود يضرب المثل ليل نهار بأمريكا اللعينة! اللعنة عليها وعلى من بناها، هذه ليست مثلا يحتذى به، هذه غرابة ومن كان الغراب دليله مر به على جيف الكلاب.
يقول إنها مجموعة من البشر القادمين من شتى أنحاء العالم، ليس فيهم اثنان من جهة واحدة، ومع هذا تحكم العالم!
هذه دعاية سخيفة للتنوع! والحقيقة أن التنوع بلاء، والدليل ما نسمع به من عنصرية سوداء في تلك المجتمعات التي كان خيرا لها أن تكون مكونة من عرق واحد، ولكن اليهود لم يتركوها على حالها بل أفسدوها بجلب كل من هب ودب إليها، على طريقة فرق تسد، واصنع اختلافا عرقيا تضيع فيه السكان الأصليين أصحاب الأرض الذين يحبونها حقا، وهو ما يحاوله الغرب مع حكومتنا المرتشية اليوم لأجل تغيير الطبيعة السكانية لهذا البلد بالأفارقة لأجل إفساد دينه – فهو هم الغرب الأول – ثم قبض الثمن بنهب ثرواته، أي ضرب عصفورين بحجرين، ضربهم حجر هم وكل من يدعو لهم..
والحقيقة التي يتجاهلها الطالب، أو لا يعرفها، هي أن أمريكا وأوروبا محكومتين من طرف اليهود، اليهود هم الذين يسيطرون على منافذ القوة فيهما حتى حولوهما إلى دواب خاضعة يركبونها إلى حيث يشاؤون، وبدليل الواقع!
طالع موضوع توثيق قصف غزة ففيه كشف لحقيقة اليهود هنا..
فكيف حكموها يا الطالب؟
حكموها بالديمقراطية والمال!
نعم الديمقراطية التي تقدس أنت وأمثالك، هي التي خدعوها بها الناس في هذا الزمن، وخدعوك وخدعوا بيرام أو انخدع لهم، بحقوقها!
الديمقراطية اللعينة، ذلك الدين الشيطاني الذي غيروا به مسيحية أوروبا حتى أسقطوها، وأحلوا محلها العبث والإلحاد، والأفكار الشيطانية التي آخرها فرض الشذوذ على أطفال الغربيين في جميع دولهم، وهم الآن يكادون يقطفون ثمار العمل عقودا على تغيير الإسلام والمسلمين، حتى كادوا يسقطونه.. انظر كيف أصبح الناس صما عما يحدث لإخوانهم في غزة؟ وأنظر كيف يدعو ولي خراب السعودية إلى التحرر والترفيه ويخلع الثوابت واحدة تلو الأخرى في السعودية مركز الإسلام الحق!
الديمقراطية دين شرعه هو المعمول به اليوم (شرع اليهود العلماني الذي وضعوا للناس اتباعا للشيطان الذي يتولونه)، ألا ترى كيف تحكم على السارق بشهر سجنا، أو بغرامة مالية، هذا بدلا من قطع يده، وهو امر الله سبحانه وتعالى، أصبح عند البعض وربما منهم المتبرم، تطرف ووحشية لا تقبله الحقوق الديمقراطية.. وأنت ما رأيك؟ هل قطع السارق طاعة لله ورسوله أمر لائق أم لا؟ أجب بصراحة لتحدد موقفك من الإسلام والمسلمين أولا.

اليهود الذين خدعوا الشعوب بإيهامها بأنها من يقرر من يحكمها، وهذه مغالطة كبرى، فالمجتمعات البشرية لا يمكنها ان تحكم نفسها بنفسها، بل لابد لها من قائد ككل قطيع، هذه فطرة وسنة حياة وابتلاء، وإلا كان الأسود يحكمون أنفسهم بالديمقراطية أي بأنفسهم كما تزعمون! ومن المعروف أن البشر أسوا من الأسود، بدليل أن الأسود ستسلم من العذاب يوم القيامة، أما خبثاء البشر وغيرهم، فإن نصيب جهنم من كل 1000 عدد 999 منهم!  تخيل! لن يسلم إلا واحد فقط، فيا ترى هل هو أنت في الألف التي فيها أم بيرام؟ أم ذلك أم لا يستحق النضال بقدر نشر الديمقراطية والحقوق في موريتانيا التي لا تعنيكم في شيء! كيف وأقرب الناس إليكم، لا يعنيكم امره في شيء.
وما دام عذاب جهنم لا يُتصور ولا يطاق، فيعني ذلك شيئا أنهم مستحقون له، أي قاموا بأعمال رهيبة، وهو ما يدلك على خبث البشر وكونهم الأسوأ من بين جميع المخلوقات، حفظنا الله وإياكم من كل شر..
إذن الشعوب لا تقرر من يحكمها بما يسمى الإنتخابات، بل اليهود هم من يفعل ذلك بالتزوير والطرق الملتوية، بدليل أن من يحكم أمريكا منذ الحرب العالمية – التي سيطر بعدها اليهود عليهم -، لا يخرج عن طوع بنان اليهود!

ثم إن قول الطالب “كفى الموريتانيين نظرا إلى الآخر بحسب لونه”. لا أحد فينا ينظر إلى الآخر بحسب لونه، تركنا ذلك لكم، العنصري في هذا البلد هو الذي إذا حسبت كلامه وجدت كل كلمة “العنصرية” تشكل 99% منه، أي من يعيش بها بدعوى المظلومية أو أي شيء آخر، ذلك هو العنصري، وعنصريته أوضح من شمس النهار، ذلك المناضل سواء كان حقوقي أو حاقد من أهل الشارع، هو العنصري الوحيد، أما غيره فمسلمون لا يعرفون معنى العنصرية ولا الحسد، ويعلمون جيدا ان هذه الدنانير التي جننتكم، أرزاق يبتلي بها الله سبحانه وتعالى من يشاء..
الموريتانيون ليسوا عنصريين. العنصريون هم الكنديون والأمريكيون الذين تعتزون بهم، أما المسلمين فيستحيل أن بكون فيهم عنصري واحد، وإلا خرج من الإسلام. وسبب نمو بذرتها في المجتمع – ولا زالت في طور نموها البدائي – هو هؤلاء الحقوقيون الديمقراطيون الذين زرعوا النعرات، وأججوا الفتن بدعوى المشاركة في الرزق، ومن المعروف عند كل مؤمن أنه لا سبيل إلى الرزق إلا بعطاء الله، ولكل رزقه وابتلائه، وما يتسابق الناس إليه اليوم من مناصب ومال حرام قد يكون سبب هلاكهم في الآخرة، والعياذ بالله..

خلاصة الكلام أن منطق بيرام المبني على معاداة كل من يحكم الدولة صراحة، وإسقاط هيبتها وهيبة جيشها وشرطتها، أصبح مقبولا عند هؤلاء المدونين كالطالب واكماش، كيف لا وهم يعيشون في الغرب بلد الديمقراطية اللعينة التي غرتهم، والتي قد تتسبب يوما ما دخولهم السجن أو جهنم..
ثم إن الغرب ليس جنة، فارجعوا إلى بلدكم خير لكم لأن اندلاع أي حرب هنالك ستكونون في صفوفها الأولى رغما عنكم كثمن لإستضافتكم، وأقلها فرض اللقاح القاتل عليكم، فكيف تعيشون باطمئنان هنالك؟ بل كيف تزيدون على ذلك بالثناء عليهم ومدحهم. فهذه كندا الباردة الكئيبة من يرضى بالعيش في ثلاجاتها غير كئيب! وكذلك أمريكا التي يقتل الناس فيها في الشارع بدون سبب، ومن ذلك الجريمة التي حدثت الشهر الماضي والعياذ بالله، أحد المكتئبين – وكلهم مكتئبون – خرج إلى الشارع وأطلق رصاصه على المارة ليردي ثلاثة منهم قتلى، لا لشيء، ولا يعرفهم حتى، ولكم نفس للتجول هنالك؟
إن الديمقراطية دين شيطاني – طالع الموضوع الكاشف لها هنا، ومن دعا لمنهج الشيطان فهو تابع له سائر على خطواته، من أوليائه الكبار.
ومن حرض على مظاهرة أو عنصرية، فتلى ذلك ضرر يقع على المسلمين من قتل أو تشتت أو دخول جيوش غربية (وهو المنتظر من مثل هذه الدعوات)، فعليه وزره، وقد لا تنفعه حسانته كلها في دفع ثمنه، فاحذروا، احذروا أيها السياسيون والحقوقيون من لعنة اليهود الديمقراطية، واحذروا أيها المدونون من أن تحملوا من أوزار الحقوقيين شيئا أو تكونوا مثلهم فالطريق شائك قاحل مظلم عامر بالمطبات، ولا خير فيه ولا بركة ولا دين..

ثم إن الدنيا مبنية على العواطف، لا يمكن أن يجلس اثنان كل منهما يكره صاحبه ويسبه ليل نهار، على طاولة واحدة إلا أن يكونا ديمقراطيين! وهذا هو النفاق بعينه. لكن ما العمل؟ الديمقراطية مبينة عليه، ويحسب أهلها أنهم يحسنون صنعا..
ثم إن احتقار فلان لعلان أو احتقار علان لفلان لفقره أو قبحه أو أصله أو فرعه، هذه أمور موجودة في كل المجتمعات البشرية، وهي من تفضيل الله لبعض على بعض إبتلاء وتمحيصا، وليس شرطا في النجاح أن يكون عياطا أو ولد خيمة أكبيرة أو “كلب أعمال” آكل للمال الحرام وكلهم آكلون له، فعلى سبيل المثال لا الحصر، ما مصدر الملايين التي يمول بها أصحاب النوايا الخبيثة حملاتهم الرئاسية، وهل هي حلال؟ قطعا لا..

والفكرة الديمقراطية المبنية على تشارك الشعب في الثروة، وانعدام سيطرة القوي – العسكري – على القطيع، فكرة سخيفة غير واقعية، بدليل أن أمريكا نفسها لا يحكمها إل الجيش أي ا الأقوياء، ولا يتشارك الشعب في ثروتها بل فيها أقبح أنواع الرأسمالية اللعينة التي لا يمكن للفقراء أن يعيشوا فيها، وثروتها موجهة لدعم اليهود وقتل المسلمين تلبية لرغبة اليهود الذين يحكمونهم أكثر من فلسطين.

قبل ان ترفعوا أصواتكم بهذه الدعوات الشيطانية التي لا تعدو كونها مجرد نعيق وزعيق، مجرد كلام، انظروا حولكم، ما الذي جاءت به الديمقراطية من البينات غير نشر الفتن وتحرير المرأة ولقاحات كورونا الفتاكة المفروضة على الناس، وقبول الظلم اليهودي المبالغ فيه للفلسطينيين اليوم، ونشر الكفر والشذوذ، وسيطرة اليهود على العالم بطريقة غير مسبوقة ربما تكون الإفسادة الثانية.
فكفاكم دعاية لمذاهب الشيطان، واهتموا بدينكم خير لكم، فهو ليس مجرد شعارات واتباع للهوى والإعتقاد بأنكم علماء، بل قواعد وأوامر من العار عليكم عدم معرفتها أو تجاهلها لأنها لا تُربح دولارا ولا اوقية..

مقتطفات من حديثهما:

42 مليون أوقية!
قال بيرام أنه أنفق على حملته السابقة 42 مليون أوقية على المستوى الوطني، وأكد له بعض المعارضين أنهم أنفقوا هذا المبلغ على مقاطعة واحدة من مقاطعات العاصمة! فكم أنفق الحزب الحاكم على سبيل المثال لا التعجب؟!
فيا له من مال حرام لا يستحق إل ان يضيع وهو الواقع! يا له من تبذير يدل على أن السياسيين إخوان الشياطين!
ويالها من لعبة بغيضة، اللعبة الديمقراطية، ففي الوقت الذي يموت فيه الفقراء جوعا، ينفق هؤلاء 42 مليون أوقية على حملة في حي واحد، والمقربون منهم من الحكم يعلمون جيدا أنه لا داعي لذلك فهم ناجحون فيها ناجحون، وليس بالنجاح في الآخرة، وكذلك البلهاء المعارضون يصرفون المال الحرام الذي لا بواكي له لأنه حرام، وهم يعلمون انهم لن يروا أي كرسي في البرلمان أو القصر الرمادي الطيني.
ومع هذا يتشدقون جميعا بأنهم أنصار للفقراء، دعاة للمشاركة في الثروة!
اللعنة على أكاذيبهم ونفاقهم، لماذا إذن يبذرون المال على الحملات بهذه الصورة؟
لو انفقوا ما صرفوا عليها على الفقراء لما بقي في البلد فقيرا!
ويحسبون أنهم سائرون في طريق الجنة؟!
ثم أين ما تصدق به عليهم المنبوذ من مليارات؟ لقد أعطى لبيرام 140 مليون، ولولد مولود 500 مليون وللغزواني مليار أوقية، بحسب بيرام، فلماذا أعطى الغزواني مليارا؟ وما الذي يقدم كل منهما لصاحبه اليوم؟ حقا لم يعد في المسلمين من يتق الله!
ثم أي ال 140 التي اعطى لبيرام؟ هل وزعها على الحراطين المساكين؟
وكم سيعطون للطالب واكماش، بل كم يعطيهم البعض اليوم إن كانوا يأخذون السحت؟ لقد أصبحوا رؤوسا  لمن لا رأس له في وسائل الإعلام، لكن يجب ان لا يفرحوا بذلك فعما قريب سيصبح الشعب كله مدونا بواسطة التيكتوك، ويضيعون في الزحمة، وقد بدأت بوادر ذلك، وتدل على أن فساد وسائل التقاطع الإجتماعي قد بلغ مداه!
أعوذ بالله من العمل لأجل النهب والرشاوى أو طاعة للغرب الفاجر ونشرا لدينه ومبادئه وتغاضيا عن ظلمه!
لذا أفضلهم اليوم هو المدعو “تال”، فعلى الأقل يعترض على الظلم الغربي، ويلعن بايدن علنا، وهو في أمريكا! لكن عليه الحذر، فلا توجد الديمقراطية في أمريكا ولا في أي بلد آخر، بل هي كذبة، والذي يحكم هنالك هم اليهود، وبايدن واحد منهم، وهم قتلة كما هو معروف، حفظ الله جميع الموريتانيين من شرهم.

لو لم يكن في هذه السياسة نقود لما اقترب منها أحد، ولكنه إغراء المال الحرام السهل، هو الحافز المشجع لهم على مواجهة الأسود التي في الحكم وزبانيتها، لذا صبر المعارضان السنغاليان على السجن ليحصل احدهما اليوم على الحكم، ليس من طرف الشعب بل من طرف فرنسا وخداعا للشعب، والبلهاء الذين عندنا يعتقدون أن ذلك انتصار للديمقراطية البلهاء، ويثنون عليه رغم أنه عدو للبلد!

من اين جاءت تلك المبالغ؟ ما مصدرها؟ هل هي حلال؟ هل ثمنها خيانة المبادئ والدين والوطن والمسلمين!
إذا كان هذا محليا، فما بالك بما يضخ اليهود الذين يصنعون الدولار بالأوراق البيضاء وحدها فيهم؟! لذا لا غرابة في أن تتبنى منظمة يهودية كندية الطالب ليسب العلماء أو يدعو للمثلية والشذوذ، أو على الأقل للقيم الغربية كما يفعل الآن!

ونواب البرلمان  كل منهم قدم 60 مليون أوقية إضافة لحشد قبيلته في حملته، فلماذا؟
إنها تجارة، وبئست التجارة.. ولو لم تكن سوقا مربحا للجشعين والميتة ضمائرهم، لما دخله أحد، لكن ليهنئوا بالحرام قليلا فسوف يرون مغبة ذلك عاجلا أم آجلا، خاصة إذا كان فيهم من يخون الله والمسلمين لأجل بطنه، وأكثرهم يفعل ذلك..
كل هذا لماذا؟
ألأجل امرأة جميلة، يوجد بعض الفقراء تحته أجمل مما تحتهم. أو منزل في تفرغ زين القبيحة خير منه خيمة في البادية؟!
إنها بوادر الفساد الناجم عن استتباب الديمقراطية اللعينة التي لا ينتقدها أحد ولا يعترض عليها، رغم معرفتهم جميعا بحقيقتها ومصدرها اليهودي الشيطاني وشؤم طريقها وطريق مالها الحرام الذي يرتعون فيه.


لسنا ضد الزنوج ولا غيرهم بل ضد احتقار العنصريين لنا

في الأيام الأولى لإعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية الموريتانية (30 يونيو 2024)، تجلت العنصرية في موريتانيا بخروج الكثير من العنصريين الزنوج الطامعين في إثارة الفتن بغضا في البيظان، متوهمين أن الدولة في قمة الضعف، مستغلين هزيمة المرشح العربي الأسود بيرام الذي لا يعنيهم أمره ولا أمر شريحته في شيء، بل هما عندهم في خانة العرب الذين يكرهون.
فظهر أنهم وراء السعي لإيقاظ الفتنة التي موقظها ملعون كما ورد في الحديث الشريف، بشهادة وزير الداخلية.
حتى الدولة المعروفة بابتعادها عن أي كلمة تثير الشقاق، لم تستطع مجاملتهم، فصرحت بأن العنصريين وراء الفتنة في أول يوم من أيام المظاهرات، وظهرت لهم بالوجه العكر الذي لم يتوقعوا، الوجه الأكلح من وجوههم، الرادع لشرهم، حيث تصوروا أن الرئيس ضعيف والدولة هباء، فضربتهم بيد من حديد، فلتكن فرصة لتطهير البلد من العنصرين والأفاكين الذين يركبون أمواج الفتنة.

القانون موجود، يمكنه تغييبهم خلف القضبان بالحق لمجرد تلفظهم بعبارات العنصرية التي أصبحنا نسمع من البعض في وسائل التقاطع الإجتماعي دون أدنى ذرة من خلق أو حياء!
آن الأوان لمعرفة أن الديمقراطية وسيلة شيطانية خبيثة يسيطر بها اليهود على أوروبا وأمريكا، يخربون بها أخلاق الناس ودولهم، فلا يجب الإغترار بشعاراتها الزائفة كقولهم عن المظاهرات: “سلمية”، وقد تنتهي بما انتهت به في سوريا وليبيا، وهو “تخريبية”، ويتحول البلد إلى الضياع بسببهم، لا قدر الله.
فلا يجب قبول العنصرية من أي أحد، ولا التنغيص في الدولة والجيش ةالكبار مهما كانوا، لما في ذلك من تجريء للعوام وفتنة، حتى في التيكتوك، هذا النوع ليس رأيا أو مناظرة بالحجة أو اعتراض على توجه، بل ظلم وعدوان وقلة أدل ودين! وانظر كيف خنسوا بعد ضرب الشرطة لهم، حتى أن بيرام دخل في موجة اكتئاب لم يخرجه منها إلا تواضع الرئيس!
فلابد من قوة الدولة، ذلك وحده ما يدخلهم في جحورهم، حتى أنه لم يبق في بعد أول يومين من المظاهرات من الناعقين إلا البلهاء الذين في الخارج يحتمون به.. وقد قلت لأحد أغبيائهم: “عندما يتسلط عليك العنصريون الحقيقيون من الأمريكيين ستحمد الله على نعمة البيظان”.

يجب الصرامة تجاه كل فعل أو قول مخل بالأعراق أو الدولة، هذا لا لعب فيه ولا سياسة ولا رأي، فأمن البلد وسلامة مواطنيه فوق كل ذلك، وكفى تشجيعا للوقاح ولأدنياء الذين يتسلقون بحبال الفتنة، أوقعهم الله في شر أعمالهم ونواياهم.

بيرام ليس عنصريا، العنصري هو من يعترض على وجود البيظان على هذه الأرض، التي هي أرضهم وأرض آبائهم كره من كره من رضي من رضي، عاشوا عليها منذ دهور كأمازيغ ثم استعربوا، وكانوا المسيطرين، بل فتحوا افريقيا! فكيف يأتي بعض البلاد الذي لم يُعرف أكثرهم بشيء لينكروا وجوودهم؟

بيرام يريد نصيبا ككل السياسيين، وهذا ما خذل به كبار العنصريين الزنوج الذين كانوا يريدونه مخربا مثلهم.
وهو غاضب من ميزة ربما تكون في الرئيس، وهي صرامته إذا ولى ظهره لأحد، كما يظهر في تعامله مع الرئيس السابق – نسأل الله الفرج لكل مسلم، وقد تكون حالة خاصة.
فإذا نجح في ابعاد كل من يركب أمواج الفتنة عن مصالح الدولة، سيكون ذلك نصرا عظيما! وستكون أكبر ضربة لهم. فهم الآن يريدون فقط أن تمد لهم الدول يد المساعدة ليتمكنوا أكثر وأكثر، وربما ينجحوا فيما لم ينجحوا فيه من تخريب الآن، بعد أعوام!

ولا أعتقد أنه يوجد حرطاني عنصري، لكن بعضهم حاقد وحاسد، يجهل أن الأ{واق بيد الله وحده، وما أدراه أن ذلك المال والجاه الذي عند غيره نعمة؟ فقد يكونا نقمة، الفقر خير منه.
نعم يوجد بعض المتاعيس وصل بهم الحقد إلى درجة العنصرية – طراهية اللون الأبيض، لكن ذلك قليل، موجود لكنه قليل، والله أعلم. وهؤلاء يجب عزلهم تماما، فمن كان من المسلمين يشتري منهم أو يتعامل معهم عليه تركهم، سواء البيظاني أو الحرطاني، ليعرفوا أن العيش مع المسلمين غير ممكن إذا كانوا يكرهونهم.

لكن بما أن الحديد لا يفله إلا الحديد، فقد ظهرت الدولة بمظهر الدولة القوية، وأحسنت الإعداد للمخربين، فاستطاعت إيقاف مهزلة المظاهرات في أول يومين بالضرب بيد من حديد على المتظاهرين، وهو ما يستحقون، وهي فتنة فلا يلومن الخارج فيها إلا نفسه ومن أخرجه.

لقد انقسم البيظان إلى 3 أقسام، قسم ساكت لا يتحدث في أحد، مغلق بيته عليه، مسالم يتمنى فقط أن يسلم من العنصريين الذين يستهدفونه دون أي وازع من حياء أو دين، حتى لم يعد يطمئن إذا خرج من بيته!
وقسم أقل، يتكون من المثقفين، منهم من يكره العنصرية ويمقتها، ويعلم أنها ليست من الدين في شيء، وأنها أصبحت موجودة بدليل تكاثر غربانها في التيكتوك مثلا. مما دفع ببعض البيظان إلى الرد بمبالغة أحيانا، وذلك ليس طبعهم، لكن كثر الخبث إلى درجة أصبح فيها السكوت عنه تغرير وخور! وهو سبب كتابتنا لمثل هذا الكلام الذي لم نكن نرد الخوض فيه!
وأكثر المثقفين كأثر العلماء، أصبحوا طلاب دنيا، لا يعترضون على باطل إلا عندما لا تكون في ذلك خسارة مادية! حتى أن أكثرهم لا يتكلم في رأي الدين في المظاهرات، وأنها فتنة، ويمكن للدولة قتل الخارجين فيها عندما تضطر لذلك! حتى أصبح الحقوقي يسعى لجر عالم الدين إلى محاكم الحقوق لمجرد إفتائه بذلك الرأي الفقهي الذي لا يوافق هواه! كأن تفتي بأن السارق يستحق قطع اليد، فيجرجرك الحقوقي إلى المحكمة معترضا على قلة احترامك لحقوق الإنسان!
لذا يعتبر الرد على العنصريين بكلام مماثل أو أشد، ضرورة وامر طبيعي، على الأقل لتذكيرهم بانهم ليسوا وحدهم من يستطيع الإعتراض والتنمر! وما دام الأمر في مجال رد الكلمة بكلمة مثلها أو أقوى، فذلك حق الجميع، أما إذا تدخلت اليد فالأمر من اختصاص الدولة، هي الوحيدة المخول لها تقويم من تشاء، وإلا صار الأمر سيبة، تكفي السيبة اللفظية!
إذن الرد عليهم في التيكتوك بكلام مماثل أمر عادي، إن لم يكن لإعادتهم إلى صوابهم، فإثباتا للوجود على هذه الأرض. والأرض في الأصل لله يورثها من يشاء، واللعنة على العنصرية والعنصريين.
أي كان الزنوج منذ البداية؟ سيجبك أحدهم دون علم ولا دليل: كانوا في إفريقيا بالطبع!
فما أدراه، ألا يمكن ان يكونوا أصلا من الهند او الصين؟ وأين كان البشر جميعا عندما كانوا في ظهر آدم؟
إنها مجرد نظريات غربية من بعض المخرفين الذين لا يعلمون شيئا.
تناولت بعض الرطب – تمور آدرار، ولله الحمد والمنة. ففكرت في أن الرطب مثل البشر، فيها الجيد والرديء، والرديء من العنصريين والحاقدين على الدولة يجب على الدولة رميه في السجن حتى تخرج علفته، وينشغل بنفسه عن غيره.
جلست أتأمل في الرطب شاكرا أنعم ربي، فقلت في نفسي: هذه تمثلنا، وهي رمز من رموز أرضنا، ولا يعرفها الزنوج! فكيف يزعم عنصريوهم أن الأرض لهم وهم لا يعرفون هذه؟
ألا يمكننا بدورنا القول بأن من لا يعرفها لا تعرفه وليس من أهلها؟
سيقول البعض ولكنها موجودة في منطقة لا يوجد فيها الزنوج؟
أقول لهم هي موجودة في الكثير من المناطق، ثم ألا يزعم هؤلاء أن الأرض كلها لهم، فكيف يجهلونها؟
إنهم أقلية من المخرفين تسكن ضفاف النهر وجزء من نواكشوط، تحلم بطرد أكثرية عربية رغما عن أنفها؟!!
وذلك مثل قولي لواحد منهم أبله، قسم خريطة موريتانيا في التيكتوك إلى قسمين، قسم علوي أعطاه للبيظان – ولو قدر ما أعطاهم شيئا، وقسم سفلي أخذه للزنوج.
كتبت له: أيها المعتوه، القسم السفلي الذي أخذت بغير وجه حق، تملكه طائفتين كبيرتين من البيظان هما أهل الشرق وأهل الكبلة، فالطريق الممتد من بتلميت حتى النعمة (1000كلم وأكثر) كله لهم لمواشيهم الجميلة التي هي خير من أمثالك وأكثر بركة، ونواحي روصو، فلماذا تعطيه للزنوج؟ هل هو لهم؟
أيها الغبي، الأرض لله يهبها لمن يشاء، وهي لمن فيها، من يعمرها لا لمن يدعيها بغير وجه حق.
لذا يقول البعض إن بعض القبائل تحسن فعلا باحتكارها لبعض المناطق، ورفض أي دخيل فيها، وقد يكون معها حق في ذلك، فالدخيل قد يتحول بعد عقود قليلة إلى طارد لأصحاب الأرض الأصليين، خاصة إذا كان يتناسل مثل الذر دون حساب لزواج ولا يحزنون.
مثال ذلك المقاطعة الخامسة، كانت في الثمانينات للبيظان، عشنا فيها طفولتنا الجميلة والحمد لله، ثم دخلتها في مظاهرات الزنوج السابقة 2023، فهجموا على سيارتي، متصايحين بأقذر عبارة: “بيظاني بيظاني” كمن وقع على صيد، لا بارك الله فيهم ولا لهم.
تخيل أرضنا التي ترعرعنا فيها أصبحنا غرباء عنها! بل نهان فيها بهذه الطريقة؟!
وإذا كنا نحن 5% كما يقول الزنجي المتظاهر في فرنسا، ضربته عنصرية بيضها، ومن حوله ينادون: “بل أقل أقل”!، حتى 5 % يستكثرونها علينا! فلماذا أغلب مناطق موريتانيا عربية بيضا وسودا، تلبس الدراعة والملحفة تهتف بلهجة الصحراء: “أنا حسانية لا أعرفكم أيها العنصريون”؟
وهم يعرفون ذلك جيدا لأنهم أقلية حتى يومنا هذا، لم يتغير شيء بعد، والحمد لله! ولو كانوا أكثرية لثارت الفتنة بلا شك، فليس عندهم وازع من دين ولا عقل ولا أخلاق!|
لأكلونا مثلما أكل السود البيض في جنوب إفريقيا، وفي كل مكان تكون لهم الغلبة فيه! وهذه ليست عنصرية تجاههم بل حقيقة مرة، الناس فيهم اندفاع، يتميزون به عن غيرهم، وفيهم الفضلاء، ولا فرق بين عريي وأعجمي إلا بالتقوى، لكننا نذكر ما نعتقد أن صفة خطيرة فيهم! لذا وجب الحذر منهم، وعدم الغفلة والتساهل مع المفسدين منهم. لذا فوجئ الرئيس السابق معاوية كما قال السياسي ولد مولود، بعض المقربين منه منهم يده الممتدة إليهم، حتى أن وزير الدفاع ووزير الداخلية كانوا منهم! لذا كانت ردة فعله شديدة تجاههم، ولا زالوا يئنون تحت وطأتها حتى يومنا هذا! هدى الله جميع المسلمين!
الغريب، لتعرف ان العسكر خير من هؤلاء السياسيين المدنيين الذين يحلم البعض بتوليهم الرئاسة، لو تولوها لخربت الدولة! فالعسكر أفضل منهم ألف مرة، هو ان ذلك السياسي المخرف هو الآخر، يقف في صفهم مثل أكثر مثقفي السوء الموجودين اليوم!

سينكيم وبريمير وعرفات ودار النعيم وبيك، كان السواد الأعظم فيها في الثمانينات والتسعينات القريبتين، للبيظان، يعرف ذلك كل أحد. فما الذي تغير ليتوهموا أن العرب أصبحوا أقلية؟ حتى نسبة 5 بالمائة يستكثرونها عليهم، بل يجحدون أنهم يمثلون 20 بالمائة فيها جنسيات إفريقيا الأخرى، و يصرون على أن البيظان 20 بالمائة على الأكثر! كأن الأمر بهذه النسب؟!
نحن لا نحسد أحد على قطعة أرض هنا أو في أي مكان، ملك لله لا له، لن يدوم عليها أبدا لو كان يعقل،سواء جاوره البيظاني أو الصيني أو الكوري، وقد يكون البيظاني خير فيه من أبيه وأمه، وذلك كثير!
الأرض ليست لنا ولا لهم ولا للغير، بل لرب العالمين يورثها من يشاء من عباده حتى حين، ولن يخرج منها أحد بسطل من تراب أو مال.

أما القسم الثاني من المثقفين البيظان، فبعضه مع بيرام، وهم قلة، لا تراهم إلا على العتبة وحدها! فهؤلاء في الحقيقة لوجودهم فائدة كبيرة في تذكير الهمجيين بأن بيرام ليس عنصريا لأنه يجلس بين بيظان مثله، كأنهم يقولون لهم قبل أن تضربوا سيارة بيظاني واحد، اضربونا نحن، فنحن على العتبة أمامكم، فكأن في ذلك اكبر ردع لهم، إضافة لحقيقة بيرام السياسية، فهو لا يريد إلا تحقيق بعض المصالح، أما الخراب فله أهله من أفلام، وهو يتبرأ منهم، أو ربما تبرأ منهم بعد خذلانه لهم، وتبرؤهم منه، فلم نعد بعد تنكيل الشرطة بهم، نسمع عبارات العنصريين منهم، يحرضون على البيظان والدولة، فربما يكون سبب ذلك انفراط عقدهم من حوله، لا أعادهم الله، فهم بذرة شر، وحفظ الله جميع المسلمين من شرهم، وشر الحاقدين من غيرهم.
فهؤلاء بالنسبة لي سواء كانوا نفعيين أو غير ذلك، مجاهدون، قاموا بأفضل عمل وهو الموازنة بين دعوة بيرام السوداء، وبين حق البيظان في الوجود، فكأن جلوس بعضهم على حول بيرام، رسالة إلى الحاقدين، أن إلعبو بعيدا!

ويوجد قسم ليس مع العنصريين لكنه يستغل الفرصة للإشادة بالزنوج كأنه واحد منهم؟! وهذا أمر لسنا ضده، لكنه يعمم، فيقول مثلا: “إخواننا” بتعميم، دون استثناء العنصريين، خاصة في هذا الوقت – وقت كتابة المقال، وهو وقت المظاهرات، الذي لا يستثنوننا فيه، فكأنه يريد تغطية الشمس بغربال!
فهذا المنافق نقول له: هذا ليس الوقت المناسب للنفاق، نحن نعرفهم أكثر منك، بل وقت الصراحة وقول الحقيقة ليتعظ من يتعظ او يسمعها على الأقل، فوجود الطيبين من الزنوج وغيرهم، ليس دليلا على عدم وجود الخبثاء العنصريين، وليس مدعاة للتغطية علي العنصرية البغيضة، ولا للنفاق للزنوج الطيبيين الغير محتاجين أصلا لذلك، فلا أحد يطعن فيهم أو يذكرهم بسوء لأنهم مسلمون مثلنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا.
الكلام الآن أيها المنافق، عن العنصريين الذين خرج منهم اثنان لبيرام يطلبون منه الإذن بحرق البلد، أي بشن حرب على الدولة! فقال لهم كلمة حكيمة – يبدو أنه تعلم الحكمة من التجارب، وتحول من بيرام الغاضب إلى بيرام الضاحك، خاصة عندما تضحكه البلهاء: من يريد الخروج لا يسأل أيها النساء! وهم بالفعل نساء، لا يملكون إلا الكلام.
والزنوج أنفسهم يعلمون جيدا أن فيهم بعض العنصريين المبالغين في البغضاء للبيظان بسبب فكر أفلام وغيره، وقد يتحمل الآباء مسؤولية ترك الحبل على القارب لأبنائهم، عندما يتركونهم يقضون أوقاتهم في التسلي بالسخرية من البيظان ولحراطين، وذلك ديدنهم! وهي عادة سيئة جدا في بعض شبابهم، لكن لا بأس فهم مراهقون، لكن إن تحولت تلك السخرية إلى احتقار للمغاير فذلك طيش وغباء وظلم، ليس من العقل ولا الدين في شيء، ليس من الأدب السخرية من قوم قد يكونوا خيرا منهم، بل أكثرهم خير منهم على الأقل بالعلم بالدين.
ثانيا بترك بعضهم يصل لدرجة الحقد حسدا أو عنصرية، فهذا كان على الأب – إن لم يكن عنصريا تعليم ابنه مبادئ الإسلام أولا، وهذا واجب الدولة قبله، وعليها التركيز عليه الآن، أي إعادة التعليم الديني المبارك إلى المدارس حتى لا يتفرق الناس، ليتشرب أبناء الناس القرآن المبارك والحديث الشريف، وينتهوا عن الباطل والعنصرية.
كذلك منعه منعا باتا من الخروج في مظاهرة قد يرجع منها جثة هامدة إلى أهله، وتكون المسؤولية عليه أولا ثم على من أخرجه بالدعوات المغرضة.

وإذا تأملت في الخارج وجدت أغلب الموجودي فيه من المدونين معهم (يعتقدون أن في ذلك ديمقراطية وعدالة). فلا يجب عند طغيان الآراء العنصرية، محاولة التغطية عليها بالمجاملات، ولا يعني ذلك الإساءة للمستقيمين، ففي كل طائفة الجيد والرديء، ولو ظهر في البيظان من يدعو بنفس الدعوى المنتنة، دعوى الجاهلية لوجب الرد عليه والتشهير به، ومعاقبة الدولة له.

وظهر لبعض شباب البيظان في التيكتوك اعتراض شديد اللهجة على العنصريين، قد تكون فيه مبالغة أيضا! لكن ذلك حقهم، فما هو إلا كلام مثل كلامهم، ليسوا أولى بالسفه والكلام مثلما يشاءون، من غيرهم!
لذا تداخل أحد المبالغين في الأدب مع أحدهم ناصحا إياه بان لا يكون مثله، فكتبت له: دع الحديد يفل الحديد! هذا حقه، وهو مظلوم، والأمر كله كلام، فدع مجالا للردود، وعلى قدر الإساءة تكون! ففي ذلك دفاع، وقد ذل من لا سفهاء له.
ماذا تنتظر من امراة مسجونة في بيتها، تخشى في أي لحظة أن يستغل بعض الحاقدين والعنصريين الفرصة للتهجم عليها في بيتها وسلبها وأذيتها؟
ألا تريدها أن تحمل سلاحا وتهدد مدافعة عن نفسها؟
البعض اعترض على فعلها ذلك، ولم يعرف كيف يعترض أو يوقف طمع العنصريين في أمثالها من البيظان المساكين!

حفنة المراهقين السود تجوب الشوارع، تكره أو تحسد البيظان، وتحملهم مسؤولية كل ما هي فيه من عجز ووهن! ولو صدقوا لتركوا عنهم التظاهر أمام الأسواق، فالأسواق لم تفعل لهم شيئا، ولأتجهوا إلى مراكز الشرطة التي إذا رأوها من بعيد تفرقوا مثل الجبناء، أما إذا رأوا بيظاني فإنهم يتصايحون: “بيظاني بيظاني”، كمن وقع على صيد، لا بارك الله فيهم.
فالمعترض عليهم من البيظان ليس عنصريا مثلهم، بل بدافع من الغضب، ولن تجده يعمم، وحتى غن فعل، فأيضا بدافع من الغضب.
أما هم فيسمحون لأنفسهم بتجاوز كل الحدود، ولا يسمحون لغيرهم بمجرد إبداء رأيه دفاعا عن نفسه، أو إفراغا لغضبه الناتج عن أفعالهم وأقوالهم الخرقاء التي لا تمت للعقل والدين بصلة.

أما العنصريون من الزنوج فتكفي مقاطعهم المنشورة في معرفة أنهم لا يريدون خيرا للبيظان، ويحاسبونهم على وجودهم وألوانهم وعروبتهم، لا وفق الله الظالمين.
تأمل في كلامهم الساخط في كل مقاطعهم على التيكتوك، وستراهم يرغون ويزبدون عندما يتحدثون بمنتهى الحقد والعنصرية عن البيظان الذين يفترض فيهم أنهم إخوة لهم في الدين!
يتجلى ما في قلوبهم السوداء على وجوههم ووجوههن (ما أقبح العنصريات منهم). ويحلمون بحرق كل ما هو أبيض على هذه الأرض، فبعدا لهم، يريدون انتزاع الملك بالعنف، ولو بإدخال اليهود والنصارى إلى البلد – وهو ما يتمنون، حتى أن منهم من يقف مع إسرائل الآن ضد أهل غزة المسلمين نكاية في العرب، فهل هذا مسلم؟ لا أعتقد.
الجهلة الأغبياء، يجهلون أو يتجاهلون أن الملك والأرض بيد الله وحده يهبه لمن يشاء.
ولولا صرامة رجال الشرطة تجاه هذه النزعة الخبيثة في هذه المظاهرات لربما اشتعل البلد! فقد خنسوا وتقهقروا عندما أحسوا بأن الدولة لا تلعب ولا تجامل هذه المرة، فتحية للدولة ولوزارة الداخلية وللشرطة والجيش، ولكل المسلمين.
ولا يؤمن بهذه الديمقراطية وحقوقها الكاذبة إلا الجبان الخاضع للغرب الشيطان، أو المخدوع من قِبل أوليائه اليهود مثلهم. طالع بحثنا: “حقيقة الديمقراطية وحقوقها”، لتعرف مدى كفرها وكذبها وخبثها وخبث من ورائها هنا.

قال بيرام أن الدولة اعتقلت 1500 من أتباعه، فالحمد لله على ذلك، فمثله وأشد، هو ما يخمد فتنتهم، والشعب كله شاكر حامد لكل ما يطفئ نار الفتنة، ولو كان ترهيب المفسدين.

رسالة إلى الذين يتملقون للزنوج، نقول لهم:
الطيبون من الزنوج إخوتنا في الدين قبل الأرض، لكننا نستثني العنصريين، فهم ليسوا إخوتنا، ولا يتقون الله فينا، ولا يريدون الخير لنا، فهؤلاء لا نعرفهم ولا يعرفوننا، وعلى الدولة تأديب من شاءت منهم، وهو أقل ما يستحقون.
فعلى كل من يتحدث اليوم بكلام إيجابي عن الزنوج، أن يذكر طائفة العنصرين المتربصة به قبل غيرهم، فهي طائفة عنصرية حتى النخاع، أصبحت ظاهرة، يعرف ذلك كل من على هذه الأرض، بل انضمت لها قلة قليلة جدا من لحراطين، بحسب رأيي.
ظهورها أصبح طاغيا، بل وصلت بها الجرأة في مظاهرة فرنسا اللعينة التي احتشد فيها الكثير من العنصريين، وفيهم مندسون من متاعيس الأفارقة الذين يكرهون المغرب العربي والعرب والإسلام وكل ما هو أبيض، عجبا لعبوديهم للفرنسيين العنصريين الحقيقيين! يخضعون لهم مثل الكلاب والعبيد.
تظاهروا، يقول بعضهم إن الرئيس غزواني من الجزائر، يعني أن البيظان جزائريين! تأمل في الحقد والعنصرية، وهتف بعضهم يأن البيظان يمثلون 5% فقط من الشعب! وتعالت أصوات بعض إناثهم يؤكدن ذلك قائلات: “بالكاد بالكاد”، أي بالكاد 5%! عليهم اللعنة جميعا.
وقال الخبيث ان الرجل الأسود هو الأصل في الأرض، أما الأبيض فطفرة!!
الغبي نسي أنه يعيش على صدقات الفرنسيين كمتسول، وأدخلهم في ذلك الكلام السخيف!
تأمل في هذا التفكير، إنه فكر بعض مثقفي السود الأفارقة! وهو كثير جدا، لتعرف أنهم أغبياء!
فلندع أحد الفرنسيين العنصريين البيض أو الأمريكيين الملاعين الذين يعتد بهم، يعطيه درسا في العنصرية، وربما يمتهنونه ليل نهار لكنه ساكت صابر لأنهم أسياده بالفعل، أما علينا نحن البيظان فمفتوح!
يوجد مقطع من إحدى دويلات أوروبا الخبيثة، ظهرت فيه زنجية مسكينة كانت ترقص في ملهى ليلي، ثم توجهت إلى مقعدها لتجلس، فأقبل عليها أحد العنصريين البيض بقدر البغل، ووقف فوقها وتقيئ عليها بمنتهى الفجاجة والنتانة!! تخيل!
ومشهد آخر، لأخرى، كسر أحدهم زجاجة خمر على رأسها لمجرد أنها سوداء!
وماذا في السواد؟ فيه من هو أفضل وأكثر بركة من أكثر الأوربيين والأمريكيين!
قصص يندى لها الجبين! ثم يتهمنا هؤلاء المتاعيس – ونحن مسلمين، بأننا عنصريين، ولا يرغبون في وجودنا على أرض الله التي أوجدنا ربنا فيها والحمد لله.
مشاهد تدمي القلوب، تذكر المسلم العاقل بنعمة الإسلام الذي يجمع بين المسلمين سودهم وبيضهم وفقا لقاعدة التقوى بدل اللون والعرق الذي يتبع هؤلاء.

عنصري آخر، هذه المرة حرطاني يعيش كالغراب التائه في أمريكا، قال مفتخرا: أنا الآن أركب تويتا 2020.
يفظم. بعدنك ما اركبتها!
الحرطاني التقي الطيب الذي يركب حمارا في نواكشوط وبواديه النقية، خير منك!
ألا يعلم ذلك المسكين أن الرزق بيد الله وحده، لا يمنعه أحد أحدا غيرهم؟!
ألا يعلم أن البيض العنصريون هنالك، قد يقتلونه في أي لحظة لمجرد أن لونه أسود!!
ماذا إن صادف أحدهم يوما؟ نسأل الله السلامة لنا ولجميع المسلمين.

يجب استثناء العنصرين من الزنوج المسالمين، وتسميتهم بالعنصريين، وردعهم بالحجة والدليل، بالرأي (لا الفعل، فهو من اختصاص الدولة والقانون).
هذا ليس وقت المجاملة والأخوة الزائفة والجبن والخور، لو كان وقتها لكنت أول المجاملين لهم، فإخوتي منهم كثيرون، ولا يمكنني أن أكرههم بأي شكل من الأشكال! لكن الوقت وقت الشدة معهم بالكلام فقط، لا ندعو إلى الإعتداء عليهم أو على أي أحد، فالدولة موجودة، ويمكنها إيقافهم عند حدودهم بيدها وقوانينها، بل نرد على أفكارهم القذرة بكلام مثله ليعرفوا أقدارهم، أو للتذكير بوجودنا على الأقل، فقد أصبحوا يتصرفون كما لو لم كنا غير موجودين أصلا، ينظرون إلينا بعين النقص وهم أولى بها، لا دين فيهم ولا علم ولا أصل ولا نسب ولا تاريخ ولا مال ولا جمال ولا حتى أرض.. ومع هذا متكبرين، إذا تتبعت حياة أحدهم وجدته يسكن في جحر ضب متسخ من ساسه إلى سقفه، وبنطلونه ساقط على وركيه، ويستلف من أجل توفير سجارة يشربها! ومه هذا يختق البيظان والدولة، حقا إن سخرية البعض ممن هو أفضل منه بملايين المرات، غباء! لكن ما العمل لو لم يكونوا أغبياء وشياطين لما فعلوا ذلك.

بالمناسبة، مصالح الدولة يجب أن تكون لمن يعمل فيها فهم أدرى بها وبتطويرها ونفع المسلمين بها، فلا ينبغي جلب السياسيين والحقوقيين المنافقين إليها كمكافأة على السياسة الخبيثة. يجب التوقف عن تولية السياسيين المنافقين شؤون المسلمين، فهي لا تعنيهم!
كيف يوضع على إدارة أو وزارة من يجهل أبسط أدبياتها؟
وعدم تشكيل الحكومة وفقا للمحاصصة، هذه الوزارة للحرطاني وتلك للبيظاني والكوري، وهذا لتواصل، وذلك للنساء أو الشباب! وبما أن الرئيس بيظاني فيجب أن يكون الوزير الأول حرطاني أو كوري! ما هذا العبث؟ هل مراكز الدولة الحساسة لعبة ورق توزعونها على أقذر اللاعبين؟
الكفاءة والأحقية هما المعيار، من يستحق أن يكون وزيرا بالخبرة والتجربة فله ذلك، لا المحاصصة السياسية السخيفة! هذا هدم وليس من البناء في شيء.
ثم المكانة، لا تجلبوا اللئام والأوغاد وأولاد الشوارع والبذيئين إلى مصالح الدولة لإسكاتهم، فلن يسكتوا، وستتخرب تلك المصالح وتخرب معها الدولة وهيبتها!
تحروا خيار الناس لتوليتهم، ولا تفرطوا في الأمانة، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
الأمر ليس بالعرق ولا كثرة الأتباع والنعيق، هذه مسؤولية وأمانة!

يكفي هؤلاء الحقوقيين البقاء في منظماتهم، ويكفي السياسيين بعض القبب المخصصة لهم كالبرلمان، مع ضرورة خفض رواتبهم لتكون مثل رواتب بقية المسلمين، فما الذي يميزهم عن المعلم والجندي غير النفاق والكذب والخبث والنتانة؟
اتركوهم يتصارعون على البرلمان والمنظمات، وأبعدوهم عن مصالح الدولة التي لا تعنيهم في شيء، وسيكون ذلك أكبر إصلاح بعد تقسيم ثروة البلد على شعبه كما ذكرت من قبل.


المختار ولد أنجاي وزيرا أولا وبيرام هذه خطوة على طريق الإصلاح!

مرة أخرى تثبت الدولة أنها قوية، ويثبت الرئيس غزواني أنه قوي باختيار رجل مناسب لبيرام، سبه الأخير في البرلمان، أي هو صاحب بيرام المناسب!
الرجل الذي قد يحقق لكل الذين اساء إليهم بيرام بعض العدل، ليس في أذيته، بل في تحييده وعزله تماما عن المشهد السياسي، وذلك أمر ممكن، بل مطلوب في هذا الوقت الذي وصل فيه حزبه الحاقد على المسلمين ومن معه من العنصريين إلى درجة توهموا فيها أنهم قادرون على الدولة، فقال في تصريح عنصري مقيت آخر قبل نتائج الإنتخابات: كل من اعترض طريقي نحو الرئاسة من مغافري أو غيره سأضعه تحتي، أو ما في معناه، لا أحفظ كلامه السخيف.
وقال إنه إذا فاز سيفرض ضريبة عنصرية على الفئة التي يحاربها، وقال إنه سيرفع دعوى قضائية على عالم أفتى بالحق في أمثاله والمتظاهرين، فمن يرغب في وجود مثل هذا المشاغب في المشهد السياسي، خاصة بعد حرقه المشبوه لكتب المذهب المالكي السائد في البلد، والذي قد يدل على ما هو أكبر وأعظم، لتضمنها القرآن والحديث، إن كان قد أمتهنها بالفعل دون حساب (ولست متأكدا من ذلك)!
من يرغب في وجود مثل هذا في السياسة؟
إذا كانت هذه هي السياسة فاللعنة عليها من سياسة! إن ارتباطها بالشيطان واضح، وقد كشف الموضوع التالي ذلك، طالعه هنا.
لا حاجة للبلد في من يدعو للفتنة مهما كان غرضه، خاصة الحاقدين والعنصريين من الزنوج، هذا النوع إن لم يرمى في السجن، يجب على الأقل عزله عن المسلمين حتى لا يصيبهم أذاه، فهو مثل الحداد، إن لم يُصِب بناره آذى بدخانه. واحذروا من السماح لهم بدخول البرلمان، فكما منعتموهم من دخول القصر امنعوهم من دخول البرلمان لكي لا يتأذى الشعب من أفكارهم وأقوالهم الساقطة، خاصة ان بيرام يعد بفوز صاحبه صاحب أفلام بأصوات كثيرة في الإنتخابات التشريعية القادمة، فاحذروا من اللين مع هؤلاء والتساهل، وانطلقوا من أن الديمقراطية كلها مجرد كذبة، ألعوبة شيطانية للإفساد، وأولولة تلعب فيها هي أمريكا التي تتشدق بها. فالعبوا بهم مثلما يلعبون بكم، فهدهم هو أن يقوى نابهم ليفترسوا البلد، ومن راى البدايات عرف النهايات، والكتاب بائن من عنوانه.

ولتعرف أنهم جميعا طلاب مصلحة رغم تذرعهم بالدفاع عن الوطن والشعب، ومحاربة المفسدين الذين هم أولهم، وغير ذلك من الأكاذيب، طالع كلام المدون المغتر بهذه السياسة الشيطانية الخبيثة. وهذا رد على بعضه.

قال المدون مبررا قول بيرام: “إن اختيار المختار ولد أنجاي خطوة على الطريق الصحيح”:
لا يجب على أتباع بيرام الغضب من ذلك ولا استنكاره، فهذه سياسة، ليفهم الجميع أنها ليست شجارا، والرجل القوي هو الذي يتخذ المواقف والقرارات الغير متوقعة!
تأمل في هذا الكلام المبني على النفاق: هل توجد سياسة نافعة مبنية على الكذب؟! والنفاق وكل المساوئ كهذه؟!
نريد الصدق في الخطاب والتوجه على الأقل؟! هذا نفاق وكذب، والمسلم يكون كل شيء إلا كذابا.. أبغض الناس إلى بيرام بعد رجال الشرطة قد يكون المختار ولد أنجاي، بل أعتقد أن الرئيس غزواني ما اختاره إلا ليقتل بيرام ومن على طريقته كمدا، ولعل اشتعاله من الحنق والغيظ هو سبب تصريحه هذا، لم يجد ما يقوله غير هذه الكلمات المنافقة التي ليس الوقت وقتها إن كان صادقا في دعوته على الأقل، حتى يبقى في الركب، لأن الرئيس معروف بتمسكه بوزيره الأول والمقربون منه طيلة فترته، وهذا حقه، لا يستطيع أحد أن ينازعه في مُلك وهبه الله له، وإما أن يحسن فيه فيفوز، أو يسيء فيدفع الثمن أمام ربه، الأمر لا يعنينا ولا يعني المعارضة ولا أمريكا ولا إسرائيل.
متى كان الحاكم مساويا للتافهين في التيكتوك وحزب بيرام؟
يجب إيقاف هذا النوع من التطاول فهو تطاول على البلد لأنه تطاول على رمزه، وغير مقبول، ومجرئ للمغرضين على الفتنة والسوء، وعلى الدولة تأديب أبناء هؤلاء الجهلة لأن الظاهر أنهم لا يملكون الوقت لفعل ذلك.
يجب إمساك كل من يتلفظ بكلمة سب في حق مسئول، وليكن الأخير أول من يشكو منه، يجب إيقاف كل من يتلفظ بكلمة عنصرية، وعدم ترك الحبل على القارب للمفسدين حتى لا يستفحل أمرهم.

بالنسبة لي أفضل عزل هؤلاء وعدم محاورتهم أو الجلوس معهم لأن ذلك قد يكون من التشجيع على الفتنة، لكن القرائن توحي بأن بيرام قد يكون عقد صفقة مع الرئيس كما يقول البعض، بدليل سفره المباشر بعد ذلك، ولا زال في الخارج، وإن كنت استبعد ذلك لأني اعتقد أن الرئيس من أهل العزم في تحييد خصومه، لكن كل شيء محتمل، وفي هذه الحالة ستُجلس هذه السياسة المنافقة التي لا خير فيها، بيرام والرئيس، أو بيرام وولد أنجاي على طاولة واحدة، وقد نسمع قريبا خبر تعين بيرام وزيرا! لم لا، ما دام الإعتقاد والإغترار بهذه الديمقراطية الكاذبة وصل إلى درجة طلب الرئيس السابق ولد عبد العزيز من بيرام الإعتراف به كرئيس حتى يعترف بحزبه المشؤوم إيرا الذي نرى ويلاته!
أصبح الرؤساء في هذا الزمن يتوهمون أنهم في حاجة إلى أمثال بيرام والسياسيين والصحفيين التافهين، وقد أغناهم الله عنهم، فسبب وجودهم في الحكم هو تقديره لا مقايضة البلد مع بيرام وأمثاله! فليفهموا ذلك، وينطلقوا منه، ليستريحوا ويرحوا الشعب من هؤلاء. لا تبيعونا لبيرام!
خرج بيرام في مقطع يبرر شجاره السابق مع ولد أنجاي في البرلمان، وقال إن أي ورقة سياسية جائت في يده لن يتركها إلا بمقابل! مثلا في سبيل الإعتراف بحزبه أو أي غاية شيطانية أخرى، سيكون مستعدا لصحبة ولد أنجاي وغيره.
انظر كيف يبررون هذا النفاق! وسبب تبريرهم له ليس التواضع ولا التنازل ولا حتى ما يسمونه السياسة، بل الضعف، ولو كانوا في مركز قوة كأن يتغلب المتظاهرون في المظاهرات السابقة على الدولة أو يكونوا أقوى منها، فلا سياسة حينها ولا مفاوضات، هكذا يتصرف المغرضون أهل الفتنة، ونرى ذلك جليا اليوم في مالي، كيف يتجرأ جيشها على الطوارق المساكين لأنهم أقلية، ويرفض كل مفاوضة أو نقاش أو سياسة!
كذلك هؤلاء لن يترددوا في أذية مجتمعنا، لذا على الدولة استقلال كونها في وضع قوة، ومعرفة أن ذلك بفضل الله لا فضلهم ولا فضل أمريكا ولا فرنسا، وعدم تخريب الوطن بمشاركتهم في سياسته، بل مشاركة االأولى من الناس فالأولى، ذلك أفضل وأكثر بركة.

قال المدون مبررا نفاق بيرام وسياسته: “حد ادور أخلاك أهل موريتان اللا كيف حد يكرا الفاتحة فوذن أحمار”! يجب أن تفهموا شيئا نحن – هو بيرام، لا يقودونا الجمهور بل نحن من يقود الجمهور.
انظر كيف يحتقرون الشعب! أي أن الجمهور إذا كان يأمل في أن يظل بيرام على منهج واحد لا يغير لونه في المواسم حسب الظروف مثل الحرباء فهو واهم، بل سيغيره، يعني أنهم جماعة من المنافقين يتلونون حسب المصالح!
الآن ولد أجاي قوي، فيجب الثناء عليه بدل سبه فاختيار الرئيس له أصبح خطوة على الطريق الصحيح، بحسبهم! هذا ما يحاول المدون إفهامه لجمهور بيرام المستغرب من نفاقه السريع هذا، لم ينتظر حتى يحتل الرجل منصبه على الأقل!
ما الذي يتلهف عليه بيرام إلى درجة وصف خصمه السابق بهذا الوصف الرائع، مثلما وصف الرئيس من قبل بقوله: “لقد عثرت على صاحبي”، ثم عض يد صاحبه التي امتدت له، وقد يعض يد الأول أيضا!

قال المدون: بيرام رجل يمارس السياسة، وهو أعلم بمصلحة من يتبعه! وقد كانت مشكلته مع قوى الشر الظلامية التي يقودها ولد أحويرثي وولد بي – تحية لكل من أوقف المظاهرات، هي التي أخرت موريتانيا في السنوات الخمس الماضية حيث تراجعت الحريات وهاجر الشباب، وكان بيرام قوة الخير التي تصارع الشر!
بفظم.. عن أي خير يتحدث، الخير لا يأتي من جهة بيرام ما دام في هذه الطريق، فهو مثل حكام أمريكا: من معهم ومن ضدهم عندهم سواء، مستعدون للتضحية به عند الحاجة، والمدون أولهم!
عن أي خير وأي شر يتحدث هذا المغرور؟ لقد خدع الشيطان الناس بهذه الديمقراطية الخسيسة في هذا الزمن. الخير هو ما ارتبط بالله سبحانه وتعالى، والشر ما ارتبط الشيطان وحزبه، وليس عندي شك في أنهم من حزبه.
هذه هي الحرب الحقيقية بين الخير والشر، لا السياسة التي أقل ما فيها أنها مبنية على الكذب واتباع طرق الغربيين التي حذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم منها!
وأين الخير عندما تسبب بيرام في إخراج بعض المتظاهرين إلى اشلارع بدعوته المشؤومة، وقتلهم من طرف رجال الشرطة المدافعة عن النظام؟!
أين الخير عندما كان يفتخر بسب كل البيظان، كبارهم وصغارهم وعلمائهم، ويحرق كتب مذهبهم؟
أين الخير عندما علم أبناء الشوارع الحاليين من العنصريين الصغار بغض البيظان، والحقد عليهم، حتى أنك لترى ذلك واضحا الآن في الشوارع والأماكن العامة، حسدا وعنصرية! حفظنا الله وحفظ جميع المسلمين من كل شر؟
أين الخير عندما التف حوله عنصريون من زنوج معرفون بمروقهم على البلد، ورغبتهم في تقسيمه ككعكة، لا أغناهم الله؟!
حزب هذا المدون وحزب بيرام أقرب للشر منه إلى الخير، أقرب لدعوة الشيطان الذي يتبعون جميعا، أقرب للفتنة الظاهرة في كل أفعالهم وأقوالهم، لأنه حزب نفعي متسلق يهدف لتحقيق بعض المصالح الخسيسة فقط، ولو على حساب ضياع البلد، لذا نراهم الآن بتنازلون ويلينون.

قال المدون: عندما يرغب بيرام في دعم المختار ولد انجاي، فلن يخاف من جمهوره! فهو رجل يمارس السياسة، يريد من يرخص له حزبه (لكي يحرق البلد)، وتقويته أكثر وأكثر (ليأكل المسلمين)، ويريد من يحل عن هذا البرلمان والمجلس الدستوري واللجنة المستقلة عن الإنتخابات.
كأن المختار ولد أنجاي من حزب بيرام ليفعل له كل ذلك.
بالعكس، يجب على المختار ولد أنجاي تذكر ما قاله له بيرام، والبعد عنه تماما أو التلاعب به، وعدم إعطائه أي فرصة للعب البغيض، أو أي شيء مفيد.
وتعيين الرئيس له كوزير أول خطوة صحيحة بالفعل، لكن إتجاه عزل بيرام، وهو ما أرجو، لا نريد أي تنمية، نريد محاربة فتنته، نريد تخليص الناس من هذا الحقد المتفاقم الذي يبث، والذي أصبح الواحد معه يتمنى لو كان في مكان آخر بعيدا عن هؤلاء الغربان الذين تراهم في كل مكان عابسين كالحين كئيبن، إلا ما رحم ربي.
نريد من يسن القوانين الصارمة الرادعة لكل من يزعزع الأمن وينشر فتنة العنصرية أو الأحقاد ضد البيظان أو غيرهم.
نريد من يقسم ثروة البلد على شعبه!
قسموا الثروة على البلد بطريقة مباشرة، ولو بتخصيص 5% من أرباح الثروات الشهرية لبناء طريق أو رصيف أو مدرسة، لا.. هذا ما كنا نطالب به من قبل في زمن الغفلة، أما الآن فالأفضل تقسيمها مباشرة على بعض أحياء العاصمة ومدن الداخل، نريد إغناء الناس لو سمحتم، فهل تقبل نفوسكم بذلك أم تضن به بخلا! لهذا حث الخالق في كتابه الكريم على الإنفاق، وذكره عشرات المرات لأهميته، وقلة المنفقين!
من يفتح حزبا يكون هدفه الدعوة إلى تقسيم الثروة مباشرة على المواطنين حتى يتحقق ذلك للناس، ونكون أول المنضمين له؟!
أقسم لكم أن ذلك خير من دعوة بيرام وولد داداه وولد مولود وغيرهم! فلا يريدون إلا تقسيمها عليهم وعلى أحزابهم المتعلقة بالدولة تسالمها مرة ويحاربونها مرة ضغطا لأجل الحصول على شيء فقط، وذلك ظاهر الآن في تحور وتغير بيرام 180 درجة، وهذا هو التعريف الحقيقي لممارسة السياسية اللعينة.
بالمناسبة ماذا سيقول بيرام في وقت الحاجة عن ولد مولود؟ هل سيعتذر له أيضا عن وقوعه فيه؟ مشكلة هذا الرجل هي الوقاحة والبذاءة، فيجب على كل من يتعرض لكلامه البذيء أن يرد عليه مباشرة في نفس اللحظة، لأن السكوت عن ذلك، وعن العنصريين، هو الذي جعلهم يرتعون ويسرحون في أشخاص وأعراض الناس، والكلمة بالكلمة واليد مكروفة!
تأمل، فقد سجل التاريخ سبه لود أنجاي في البرلمان، فلو رد عليه الأخير بسب أقوى لسجل التاريخ ذلك أيضا، ولما خرج منها كعبه أصحاح! فردوا على هؤلاء بالمثل، ردوا على العنصريين أيضا بالمثل، لكن لا تؤذوهم بفعل، اتركوا الفعل للدولة.

قال المدون: من يعترض على قول بيرام إن تعيين ولد أنجاي خطوة في طريق الإصلاح، لا يعرف السياسة ولا يريد الخير لموريتانيا، لأن جلوس السياسيين – أو المعارضين بمعنى أصح، مع الحكومة لإيجاد الحلول والمكتسبات أمر مهم! أما من يخاف من متابعيه أن ينتقدوه في مثل هذا، فلا يعرف السياسة! الشجاع هو من يتخذ المواقف ضد التيار، ولا يمشي خلف العوام بل يقودهم!
تأمل في هذا الكلام الساذج، مع جمهوره الحق في أن يغضب من مثل هذا، خاصة اتباعه من الزنوج العنصريين الذين لا أعرف ما الذي حببه إليهم فجأة وهم لا يحتملون طائفته أصلا؟!
ليدنا مقاطع لرد بعضهم عليه في صفحتنا على الفيسبوك.
هذا النفاق المسمى بالسياسة هو وضع العرب أيديهم في يد أمريكا التي تدعم قاتلتهم الصهيونية بالمال والعتاد، بل وضع أيديهم في يدها، فأين الدين والأخلاق والمروءة، بل أين رأي الأغلبية من عامة المسلمين؟ القائد الحقيقي لا يخذل أتباعه، ولا يفعل ما يبغضهم وليس في صالحهم، بل يتبعهم، وإذا خالفهم فلأجل الصالح العام، ودون تغيير المسار بل في نفس الإتجاه، لا يتخذ طريقا مغايرا!
وإذا كانت هذه هي السياسة فاللعنة، ما أغبى من يؤمن بها.
والحلول التي يبحثون عنها والمكاسب هي كل ما يهمهم، سواء من خلال إشعال الفتنة المرحقة للبلد الذي لا يعنيهم أمره في شيء، أو من خلال النفاق للرئيس ولولد أنجاي. أما الشعب، وخاصة أتباعهم فخارج الحسابات.
ما سبب دعم هذا المدون وغيره من البيظان لبيرام مثلا؟
قطعا ليس من أجل مصلحة موريتانيا ولا لحراطين ولا لكور! إنها المصالح الأنانية، أما الشعب والبلد فخارج الحسابات، وأستطيع أن أقسم على ذلك! (إلا من كان منهم عمله لصالح المسلمين).

قال المدون: إن الأمر ليس شجارا، لأن الدولة هي الت تملك كل شيء، هي التي ترخص الأحزاب وتنظم الإنتخابات، وموريتانيا ليست لولد الغزواني ولا للمختار ولد أنجاي.
لاحظ التناقض في كلامه، الآن أصبحت الدولة مالكة لكل شيء، بعد أن أوجعت ظهورهم وأعادتهم إلى جحورهم بعد يومين من تظاهرهم البغيض! فأين كانت عندما تحدوها بالمظاهرات، وظلوا يصفون أحمقهم بالرئيس الشرعي حتى عرفوا أنه ليس كذلك؟
وأقول للرئيس إن المُلك لله يهبه من يشاء، وقد وهبه لك اليوم، فى تلن لهؤلاء الذين ليس بأيديهم شيئا أصلا ليهبونه! لا هم ولا الغرب الذي ورائهم.

على الدولة أن تعزل هذا الرجل ما دامت متمكنة منه، وأن لا تسمح له بإثارة الفتنة، وتشتد مع العنصريين من الزنوج فلا خير فيهم، فهذا النوع لا يُحاوَر، ولا يُنظر إليه من الأصل.

قال المدون، هذه المرة مادحا المختار ولد أنجاي ربما نفاقا أيضا: إن مشكلة المختار ول أنجاي أنه بنى نفسه بنفسه، فهو ابن أسرة فقيرة، لم تأت به قبيلته ولا الدولة العميقة، وقال شيخه بيرام في المقطع الذي سبه فيه أنه عقدوي أتى به الرئيس السابق!
لكن ماذا في ذلك؟ هل هو عيب؟ الرجل سياسي، فإن كنتم تريديون سياسيا يعرف من أين تؤكل الكتف فهو صاحبكم؟! وكذلك يشاع أنه من أهل الجد والعمل.
وأنا متأكد من أنه يقطعها ويرقعها، وذلك يحقق مصالح الكثير من المسلمين، فهو خير من الذين لا يقطعون ولا يرقعون، أي رجل ينفع المسلمين، أما غير ذلك فبينه وبين ربه، لا يعني أحدا، فانتبهوا لرعيتكم الضائعة، خير لكم.


العشابة في موريتانيا غرائب وعجائب

غزا جيش من العشابة المغاربة العاصمة “نواكشوط” منذ سنين، واحتلوا جانبا من السوق المركزي فتحوا فيه دكاكينهم التي يبيعون فيها التوابل والأعشاب، وغيرها من المواد المتعلقة بالنبات والحيوان!

توجد إيجابيات كثيرة لذلك لا أحد ينكرها، ولكن توجد أيضا سلبيات من أهمها بعض الوجوه العابسة التي تستقبلك أسوء استقبال في تلك المغارات! ولا أدري لماذا، فأسعارهم الخيالية مقبولة من طرف المواطنين بدون أدنى اعتراض، رغم أنها أضعاف أضعاف ما تباع به في المغرب الشقيق.
وبعضهم بدل أن يكتفي بالمحل الواحد، تجد له محلين أو أكثر، مما يدل على انه يربح جيدا منها، ومع ذلك لا يشكر الناس، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله!

سأذكر بعض ملاحظتي الشخصية على بعضهم، وليس الكل، ففيهم الطيبون، وإن كانت الأغلبية تكتسيها سحنة الأعشاب اليابسة والجلافة! معترضا على تلك المعاملة التي كان أولى أن تكون البشاشة وحسن الإستقبال بدلا لها، خاصة وأنهم غرباء! فهل نحن طيبون إلى هذه الدرجة أم متخلفون جدا لدرجة احتقار الأجانب، أغبياء إلى درجة قدوم أحد هؤلاء الأجانب علينا من عرصات الجحيم التي كان يُشوى فيها في بلده، ليتحكم فينا، ويكشر عن أنيابه حتى زبنائه الذين هم أصل تجارته؟!

تحدثت عن قلة أدبهم واحترامهم، ولعل أحد أهم أسبابها أميتهم وجهلهم، مع أحد المواطنين في حانوت لأحدهم، فيه عامل موريتاني، لا أشك في امتهانهم له، فقلت له إن أحد كهولهم يستقبل الناس بوجهه العابس الذي يشبه وجه عجوز ولت إلى أهلها بطلاق، ويصرخ في وجوههم، فقال لي برزانة: “اتركه سيجد صاحبه”، أي سيجد من هو مثله من طينته فيريه نجوم الليل نهارا (قال: يطير له الروزة، أي يجعله يدفع ثمن ذلك الغرور).

فمن سلبيات الإنفتاح على عالم توابل المغرب الشقيق:

الجهل بمصدر المواد، وتركهم يحددون الأسعار:

الجهل بالمصدر أمر لا يمكن للدولة السكوت عنه، فما أدراها أن هؤلاء يتعاملون مع مزارعين يستخدمون الممنوعات من مواد ضارة ومغيرات وراثية لإنتاج أطنان من البضائع التي لا يمكنهم بيعها هنالك نتيجة الرقابة، فيقومون بتمريرها إلى بلدنا الواثق في كل المسلمين في زمن قل فيه المسلمون؟!
على الدولة أن تعرف مصادرهم، من أين تأتيهم هذه المنتجات، وهل هي مزروعة بطرق سليمة وقانونية – في المغرب، أم لا، لأن الغش منتشر، وتوجد مواد كيميائية يمكنها بدل انتاج القنطار الواحد من المادة، إنتاج مائة قنطار، فيجب الحذر لأن تلك المواد الضخمة البراقة قد لا تكون طبيعية، وبالتالي تكون خطيرة على المستهلكين، وهو ما لن يكترث له باعتها، خاصة أصحاب تلك الوجوه العابسة الغير مرحبة.

كذلك أسعارهم الخيالية التي لا يمكن مقارنتها بأسعار المغرب، لذا لا عجب في أن يكون المجال مجالا للإنتهازيين ممن لا خلاق له ولا أخلاق، خاصة أن البعض يشتري هذه الأشياء معتقدا أنه يشتري الشفاء من الأمراض، وذلك هو خطأ، وقد بينه الدكتور الفائد بوضوح في ملخصاته الموجودة في موقعنا.
فالسعر أضعاف سعر المادة في المغرب، وبصورة أقل ما يقال فيها أنها مستفزة وانتهازية! كثمن 10 آلاف أوقية للكيلو الواحد من عشبة أو ثمار!
وأكثر الباعة في المجال بلا أخلاق، يحتقرون المواطن ولا يولونه أدنى اعتبار، رغم أن المسكين يدفع لهم بالسعر الذي يفرضون عليه في غياب تام من الدولة التي كان عليها مراقبة أسعار ذلك السوق ومواده.

يتصرفون كما لو كانوا في جزيرة مستقلة، كأن ما يبيعون هو الذهب الإبريز!
وليت أسعارهم كانت خفيفة ليهون احتقارهم للمواطن عليه! لكنها أشد حرارة من لفح وجوههم البغيضة!
أعرف العشابين في المغرب، فقد عشت فيه ردحا من الزمن، وأقل ما لاحظته فيهم أيامها، قبل دخول هذه المواد إلى هذا البلد، هو كآبتهم الطاغية!
تجد صاحب المقهى والدكان والتاكسي، مرحا مطمئن النفس، هادئ البال، إلا العشابة، يعطيك الواحد منهم انطباعا بأن التحميرة قد صبغت وجهه الكئيب بالقتامة والعبوس، فلعلها ضريبة العمل بين أكياس الدقيق واستنشاق تلك الروائح المدوخة!
لكن العشابين في المغرب يعرفون جيدا أنهم يبيعون مواد متواضعة الثمن، لذا يبيعونها بأثمان معقولة، أما عندنا فيعتقدون أنهم يبيعون الذهب، أو يوهمون الناس بذلك بمعنى أصح، فجيب وضع حد لهم!

فعلى الدولة أن تقارن الأسعار، وتفرض ما هو مناسب منها على هؤلاء الإنتهازيين، وبدون مشاورة، أو ليعودوا من حيث أتوا، حماية للمواطن من شرهم الذي إن استمر على هذا الحال، فقد يتجاوز نهبهم للمواطنين إلى الإعتداء عليهم أو العكس.
أما الإعتداء اللفظي فحاصلٌ، وقد تعرضت له شخصيا وبدون أدنى سبب!
دخلت على أحد شيوخهم البائسين، فسألت العامل عن زيت الزيتون، فأجاب بأنه موجود، فسألته هل هو جديد أم قديم، وهو سؤال عادي وطبيعي، فأغضب السؤال الأشيب الأرعن، فالتفت إلي مثل الثور الهائج، وصاح بكلام لم أسمعه جيدا، اختتمه بكلمة “سِيرْ”، أي “إذهب أو غادر”! يعني طردني!
فاستغربت من ذلك، وقلت له: مالَكَ، الأمر مجرد سؤالٍ رَدَّ غَطَاهُ الجَوابُ! فاستمر في زَعِيقِهِ ونعيقه، فصِحْتُ فيه بدوري، ثم خرجت غاضبا بنية عدم دخول حانوته الكئيب مرة ثانية ولم لم يبق إلا هو، وهو الأمر الذي لو طبقناه لما بقي منهم واحد لقلة أدبهم.

وهؤلاء لا يمثلون المغاربة الكرام، فلا فرق بيننا وبين أشقائنا المغاربة، إلا مثل هذه التصرفات تسيء لسمعة الدول.
إن سوء أدب التاجر – وغيره – علاجه عدم دخول حانوته، وسيعرف حينها قيمة الزبون، أو يفكر في الذهاب إلى الصين ليتعلم منهم أسرار مقولتهم التي يعتمدون، وهي: “لا تفتح دكانا إن كنت غير قادر على الإبتسام”.

زفي نفس اليوم، دخلت حانوت كهل عابس آخر، فقال لي إن لتر زيت الزيتون ب 5 آلاف، فقلت له: أربع (وهو ثمنه المعتاد بل أقل)، فكاد يضربني بدوره، وأكمل كلامه بقوله: هذا سعري، اشتر أو غادر!
فقلت له: مالكم، مالذي أصابكم لماذا تتصرفون مع المواطنين هكذا؟
فقال لي ساخرا ومحتقرا في نفس الوقت، وبأسلوب متهكم غير أسلوب الغضب الذي اتبعه قرينه الشيطان الآخر: “إن كان بيدك شيء فافعله”! فكدت أنفجر غيظا!
فقلت في نفسي: لقد تدهورت أخلاق هؤلاء اللئام كثيرا منذ آخر مرة زرت فيها سوقهم البائس هذا!

كذلك شيطان آخر منهم، ظاهره الصلاح، على جبهته علامة السجود، كنت أشتري من عنده باستمرار، فجئته مرة، وسألته عن ثمن مادة، فقال لي كذا، فقلت كذا، فلم يشفع لي عنده أني زبون، بل قال بمنتهى الفظاظة والبرود: “ابحث عنها في مكان آخر”! فقلت له سأفعل ولن أدخل محلك ثانية.

ولعل من أسباب قلة أدبهم، حلول لعنة المال الحرام عليهم، فهي ظاهرة على وجوههم الكئيبة، وهذا من قلة بركة الربا وغش الناس، فربما يبيعون للمساكين ما يقتلهم وهم يزعمون أنه يشفيهم، ويحلفون على ذلك، كزيت الحبة السوداء الشديد التركيز الخطير على الصحة.

بيعهم لبعض المواد الفاسدة:

على الدولة أن تقوم بتفتيش ما يبيعون للتأكد من سلامته من الأخطار والأضرار الصحية، فبعض المواد المتعفنة التي عندهم قد لا يفطن لعفنها المشتري نتيجة جهله بها، فتضره.
كذلك بيعهم لبعض الأشياء الضارة كزيوت النبات التي يشاع أنها تعالج من الأمراض وتنفع في الجلد، وذلك كله كذب، على النساء خاصة، الحذر منه، ومن مواد الجميل الغير طبيعية التي يزعمون أنها طبيعية!
فزيوت هذه المواد ذات تراكيز عالية جدا، ويمكنها الإضرار بالصحة، خاصة في ظل لعب الواحد منهم دور الطبيب الناصح وهو أكذب الكذابين وأكثرهم غشا وجهلا ووضاعة.

مجال الأعشاب مجال خطير على الجاهل به، فطالع بعض ملخصاته هنا، فمصدرها علمي وموثوق وهو الدكتور المغربي الفائد (وإن كنت أشك الآن في كل ما يقول بعد تعرضه للدين).

التغاضي عن البحث في خلفياتهم القانونية:

على الدولة أن تتحقق من سلامة كل داخل إلى البلد أو مقيم فيه من الغرباء، من السجل الإجرامي، وذلك بسيط، يكفي فيه التواصل مع حكومة بلدهم لمعرفة تاريخهم القانوني، فإن كان الواحد منهم هاربا من العدالة يجب تسليمه مع هدية، وإن كان صاحب سوابق يتم طرده أو كتابة “صاحب سوابق غير تائب، وبلا أدب أو أخلاق” على حانوته، تحذيرا للناس منه!
فيجب التحقق من خلوهم من السجل الإجرامي، فلا يعقل أن يدخل البلد كل من هب ودب بدون رقابة. أقول هذا، لأن النظر في وجوه هؤلاء يوحي بأن ورائها سباع مفترسة فارة من العدالة، أو قادمة من السجون! حفظنا الله وجميع المسلمين من كل شر.

الحذر من هذه المواد:

كفانا حديثا عن أولئك البائسين الكالحين المظلمين، لنتحدث قليلا فيما هو أهم، وهي الحقائق التي يجب معرفتها والإنتباه لها، لأن ثقافة الأعشاب أصبحت ضرورة في هذا العصر، خاصة بعد ظهور مشاكل الوباء ولقاحاته.

من الدكاترة العلميين الذين يتحدثون عن الأعشاب بحيادية، ولا يمارسون فيها أي تجارة، الدكتور محمد الفائد (له ملخصات في موقع سرد الثقافي).
وظاهر الرجل هو الصدق، والله أعلم بحاله، لا نزكي على الله أحدا، ومن أهم ما يدل على ذلك عدم متاجرته بمعلوماته، بعكس المتحدثين في المجال، يقول “انه لا يتاجر بآلام الناس”.
وهو متخصص في مجاله، فهو أستاذ جامعي، ورجل مختبرات، درس مكونات هذه المواد مخبريا لأكثر من 40 عاما، واخترع فيها، وجرب، ودوّن، لذا يعرف فوائدها وأضرارها، ليس كالعشابة الجهلة الذين لا يعرف الواحد منهم مركبات الحبة السوداء أو زيت الزيتون مثلا!
كما ينصح للناس قدر الإمكان، ومن علامة صدقه في ذلك، إعراض الأكثرية المثقفة عنه (نخبة السوء في كل بلد)، وهذه علامة مهمة، تدل على الصدق والإخلاص، فمن شاء أن يكون صادقا فليسر على طريق الأنبياء، وسيتفرق الناس من حوله، وذلك ظاهر، فطريق الأنبياء ليس طريق المترفين من أهل الدنيا السياسيين والحقوقيين ولا مشايخ وعلماء السوء الذين هدفهم هو جمع الناس حولهم لأجل أموالهم وفروج نسائهم.
فمن أراد أن يكون مبجلا معظما في الناس، وسكت عن الحق – وأوله التوحيد، وتجاهله فهو من أتباع الشيطان، من عبدة الدنيا، مهما كان ظاهره.
أما من يتكلم في الحق ويحذر من الباطل، فلا يجتمع حوله إلا القلة ممن هدى الله، من النافعين حقا، أما الأكثرية فمحتنكة من طرف الشيطان، يلوي أزمتها بعيدا عن كل داعية إلى الحق، لاحظ هذا.
فتراها تكذبه وتسخر منه، وتتهمه بما ليس فيه كالتطرف!
فمن المتطرف؟ من يدعو إلى الحوار وعرض الآراء على الكتاب والسنة، أم يصم آذانه وبرفض تماما مناقشة فكره الصوفي أو الإخواني أو الديمقراطي!
لذا من كان صادقا، فيعاني قليلا بذكر الحق الذي لم يعد أحد يجرؤ على ذكره خشية على مصالحه! وسيجد الأجر عند الله، وربما في الدنيا أيضا، أما الآخرون فجنتهم مقدمة إليهم في الدنيا مع الكثير من الضنك والبؤس.
وإذا أردت أن تعرف هل دعوتك صادقة مباركة أم كاذبة زائفة منافقة، وإن ربيت أطول لحية، فانظر فيم أنت سائر، هل هو طريق معاكسة أكثر الناس، أم طريق مرضاتهم؟، فإن كان الأول فأنت على طريق الأنبياء، وإن كان الثاني فأنت على طريق إبليس، جامع لدقيق لا يمكن جمعه، وهو الناس، ولن يرضوا عنك جميعا أبدا مهما تنلقت لهم، وخشيتهم أكثر من خشيتك لربك.
فإن كنت عالم دين، وكان همك جمع الناس حولك لتفوز بالإنتخابات والهدايا، بدل تحذيرهم من البدع التي تخرب الدين وتهلكهم، والمفروض فيك كعالم أن تكون أول الغيورين على الدين، وتدعوهم إلى العقيدة التي لا مجاملة فيها لأحد، فاعلم أنك لست وريثا للأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه، بل وريث أحد أحفاد أحفاد إبليس، هو الذي يحركك!

يدعو الدكتور إلى تجنب الخلطات، فمن ينصح الناس بعمل خلطة من الحبة السوداء والقرفة والعسل الذي ينصحون به في كل شيء، يدعوهم إلى تدمير صحتهم بأيديهم، وكذلك من يدعوهم إلى شرب زيت الحبة السوداء! فهذه مواد تراكيز زيوتها عالية جدا، قد تضر بعض أعضاء الجسد، لذا ينصح الدكتور بالإبتعاد عن الخلطات بعكس الناصحين الآخرين!
وبدلا من الخلطات، ينصح بإدخال هذه العناصر في الغذاء كتوابل من أجل الوقاية من الأمراض، أو استخدامها برشاد عند العلاج.
وينصح بالإكتفاء بالموجود منها في البيت أو السوق، يعني عدم المبالغة باقتناء الكثير من أنواعها، أو التركيز على الغالي منها، بل التركيز على الرخيص فهو كافي، والإبتعاد التام عن زيوت النبات ما عدا زيت الزيتون، وغير ذلك من النصائح المهمة الموجود في الملخصات الخاصة به في موقعنا.

ويجب الإنتباه لحقيقة مهمة وهي ان هذه الأعشاب والمساحيق تتقادم، فالجديد منها هو الجيد الذي ينفع تركيزه، وتكون له رائحة نفاثة، وشكلا براقا، أما القديم فتراه مسودا ذابلا بلا رائحة، بل قد تجد فيه رائحة العفن أو الدويبات.
وهؤلاء يبيعون كل شيء مستغلين جهل الناس بهذه المواد، فيجب تحري شراء الجديد، وربما يكون هذا ما أغضب كهل السوء السابق، أي سؤالي له عن مدى جِدة زيت الزيتون، وذلك حقي، فلست مضطرا لشراء القديم المتعفن أو المزور الذي يبيع، سواء رضي أم غضب.
فيجب تحري النظر في لون المادة، وشم رائحتها للتأكد من أنها جديدة، فالزعتر مثلا إذا كان قديما يكون لونه مائلا للبني ورائحته ضعيفة، أما إذا كان جديدا فيكون لونه أخضر ورائحته نفاثة وطعمه قوي.
كذلك الحمص إذا كان قديما تستوطنه الحشرات، تثقبه وتسكن في داخله، فيظل هؤلاء يعرضونه مستغلين جهل الناس بذلك! وإن كان بعضهم يصارح المشتري بقوله إنه قديم.
والفول والجلبانة، أيضا تكون جديدة براقة، أو قديمة ذابلة مائلة للون البني.
فيجب تحري شراء الجديد من هذه المواد، فذلك أفضل، فإذا لم يوجد عند هذا، فقد يوجد عند ذلك، فيجب التحري، ولن يتركك هؤلاء تأخذ راحتك في البحث، لكنه حقك فلا تنازل عنه وإن اضطررت إلى التنازل عنهم جميعا، لن يرغموننا على شراء العفن.

وعلى النساء الحذر من استخدام هذه المواد بتراكيز قوية، كعمل خلطات منها مع العسل أو غيره، ووضع ذلك على الجلد أو أكله، فذلك خطير، فبعض هذه المواد لها تركيز عالي لا يتحمله الجسم، لذا ينبغي الحذر.

وأفضل استخدام لهذه المواد هو التقليل منها، ووضع عشبتين أو ثلاث منها في الوجبات الغذائية بنسب قليلة لتدخل مع التغذية (يكفي ما بين الأصابع منها)، أو عند الإحساس بوجع، فالزعتر مثلا مفيد في آلام البطن، إلخ.


فهرست المواضيع

لو كنت رئيسا للجمهورية
حصنوا الجيش بقانون الرموز وإلا طعن فيه المتبرمون!
نصائح للمقدمين على الباكالوريا في موريتانيا
لعنة الديمقراطية وانتخاباتها – الحملة الرئاسية موريتانيا 2024
لا نريد دعمكم ولا استشاراتكم أيها الأوروبيون
سيدي الرئيس لا تبعنا للأوروبيين
اللعنة على رادار الشرطة الكلب
جائزة كتارا للرواية العربية
التوكل على الله يحفظ من العنصريين والمجرمين
فتوى الأمين العام لهيئة العلماء الموريتانيين بجواز قتل المتظاهرين، ورأي الغربان في ذلك
السفر إلى العالم بالدراجات الهوائية
قولوا للعنصري: أنت عنصري، لا تتخذوه أخا وهو ليس كذلك!
أيها الزبون أنت المخطئ BMCI موريتانيا
رسالة إلى الطالب ولد عبد الودود وبيرام ولد الداه اعبيد
لسنا ضد الزنوج ولا غيرهم بل ضد احتقار العنصريين لنا
المختار ولد أنجاي وزيرا أولا وبيرام هذه خطوة على طريق الإصلاح!
العشابة في موريتانيا غرائب وعجائب

 

Exit mobile version