الحياة في موريتانيا.. ملخص من كتاب “حياة موريتانيا” للمختار ولد حامدن..
1- الإسم
لم يكن هناك قديما إسما جامعا لكل هذه النواحي، وقد أطلق بعضهم على الجزء الصحراوي منها اسم “صحراء الملثمين” أو “المجابة الكبرى”، وهناك اسم آخر وهو “بلاد التكرور” أطلقه مؤرخو “تنبكتو” على منطقة غرب إفريقيا التي اعتنق أهلها الإسلام..
2- الأشجار
منها أوروار: (بهمزة فواو مفتوحتين فراءين ساكنتين بينهما واو ممدودة بألف) وهو شائك صغير الشوك مقوسه كأظفار الهر، يورق في الصيف ويزهر في الخريف، فيثمر غلافا داخله حبوب صغار مفرطحة تسمى “آبيله”، من أجود مراعي الإبل، ويعتقد أنه هو القتاد، وعليه قول امحمد بن أحمد يوره الديماني:
تعجبت من أمر القتاد شبابه / له عنفوان أن تشيب ذوائبه [1] [2] [3] ويحيي به سجع الحمائم بالضحى / هوى من نأت أحبابه وحبائبه [4] [5] [6] وتعشقه الأنعام إبان شيبه / وما خلت أن الشيب يعشق صاحبه
وإيروار هو شجر العلك (الصمغ العربي) وصمغه أهم ما في القبلة (جنوب موريتانيا) وهو سلعة تجارية رئيسية.
ومنها تيشط: وهو شجر شائك عظيم الشوك مورق يثمر في الخريف حبا قويا في حجم التمرة، داخله لب دسم يدرك في أول الشتاء يأكله العوام في المجاعات يطبخونه فجاًّ فيأكلون لبه أو يمتصون قشره ناضجا. وهو ضار لحاراته ومرارته، ومن خشبه يصنع أكثر الأدوات والآنية والمواعين كالمدق وأعمدة البيوت وبكرة البير..
ومنها السدر: وهو معروف وثمره النبق.
ومنها أيزن: وهو مورق كبير الورق لا شوك له ولا ليف، وثمره يشبه البن، يأكله العوام مطبوخا بعد الغسل الناعم، فيكسبهم صحة، ويخصب أبدانهم لكثرة دهنه.
ومنها آدرس: وهو شائك مورق عطري الرائحة، ولا ليف له. يثمر في الربيع غلافا داخله حب دسم أحمر طيب الرائحة، مغذ للبدن يأكله العوام. وخشبه خصوصي للقباقيب، وآنية الحلب…
ومنها التيدوم: وهو شجر عظيم ليفي مورق لا شوك له. يورق في الصيف فيثمر حبوبا سوداء عليها لحمة بيضاء حلوة تسمى “تجمخت” أو “تيفنكران” وورقه مصلح للطعام نافع من الإسهال والقولنج. وثمره نافع من التهاب المعدة ووجعها نقوعا في الماء. وتعمل من ليفه حبال أقوى من الحبال.
ومنها القصبة: وهي حشيشة شائكة تكثر في القبلة، تنبت من مطر الصيف تدرك في أول الخريف، فتثمر سنابل صغيرة عليها شوك دقيق مؤذ يسمى “إينيتي”.
3- الحيوانات
الخيل: وتنقسم إلى حرائر (وهي العتاق)، و إلى حراطين (وهي المتوالدة من الحرائر وغيرها)، وإلى براذين. وللخيل عند العرب وسروات الزوايا مكانة عظيمة وقيم وأثمان غالية، فمنها ما قيمته مائة ناقة، على أنه قلما يبيع أحدهم فرسه كلها إلا لضرورة، وغنما يبيع ربعها ورسنها، أي يكون رسنها بيد المشتري حتى تنتج ثلاثا فيأخذ أحدهما الأم وصغرى بناتها، ويأخذ الآخر الكبيرتين، أو ما أصطلحا عليه. وكلما كانت القبيلة أكثر حروبا كانت إلى الخيل أحوج ولها أكثر اقتناء، وخصوصا إذا كان هواء الأرض أوفق للخيل، كالحال في آدرار وتكانت (الكاف معقودة) والحوض، بخلاف أرض البراكنة والترارزة حيث يكثر الذباب السام وتهب ريح “باروش” القاتلة للخيل.
كان أمير أولاد رزك يحمي “شمامه” (في القبلة) مدة الخريف وأول الشتاء حتى تيبس أرضها لئلا يطأها إنسان أو حيوان خيفة أن تعثر خيله عند السباق بآثار الواطئين فيها.
الإبل والبقر والغنم والحمير: هي التي عليها اعتماد الجمهور في المعاش بألبانها وسمنها ولحموها، والسكن تحت الخيام من وبرها وصوفها، والركوب والحمل على ظهور حمولتها.
والإبل أكثر في الصحراء حيث ينبت الحمض وينعدم الذباب السام الذي هو إحدى آفاتها. والبقر أكثر في البلاد الجنوبية والشرقية حيث تكثر المياه وتنبت الحشائش. والغنم تنمو في جميع الجهات، وهي في الشمال أصلح لقلة الذباب السام. أما الحمير فهي كالبقر في احتياجها إلى الماء فلذلك تقل في الصحاري، والغالب فيها صغر الأجسام وعدم النشاط، إلا في حمير “إينشيري” فإنها نشطة عداءة. والحمار على وجه العموم لا يحتاج إلى علف ولا إلى كبير رعاية، وهو الوسيلة الوحيدة لحمل الماء من الآبار والغدران إلى المحلات القريبة، وهو ركوبة وحمولة في النجعة والميرة سواء ذكره أو أنثاه.
وأما الكلاب والسنور: ففي كل جهة، ويتخذ الكلب لحفظ المواشي، والمزارع وللصيد. ويتخذ الهر لطرد وقتل الحية والفأر.
وفيها من الحيوانات المفترسة: الأسد والدب والنمر (الدب غير موجود في موريتانيا، ونعني به حيوانا مفترسا يشبه الضبع هو نوع منه أكبر منه يسمى “شرتات” أو “كابون” (الكاف معقودة)، هذه في القبلة والشرق حيث الغيضات والمستنقعات أكثر. وفيها الفيل ويكثر في الشرق مثل أفله والضبع والفهد والذيب وكلب الخلاء وشاة النمل.
وفيها من الحيوانات الغير مفترسة الغزال بنوعيه وهما الكبير الأسمر ويسمى “الدامي” والصغير الأبيض ويسمى الغزال.
والمها، وآركميم وأجمل (بهمزة مفتوحة وميم مضمومة ولام ساكنة) وهذان في الشرق وهما من فصيلة حمار الوحش إلا أنهما يختلفان عنه في اللون، فلون آركميم أغبر وقرناه أسبه بقرون الوعول، ولون أجمل فهدي وقرناه أشبه بقرون الظباء الوعل، ويوجد الظبي والنعام في الحوض وفي الجهات الشمالية، والأرنب.
وفيها من ذوات السموم: العقرب والحية وهي أنواع منها الفاع والأرقط والأفعى والفليج (وهو الثعبان) وصواع البجوان، وكرجمه، وبونينه وغير ذلك.
وفيها من الزواحف: الضب، وأزلَّم (الورل)، والفكرون (السلحفاة).
وفيها من الطير: الحمام والقطا والنسر والرخمة والحدأة والعقاب والغراب، وغيرها. والغراب نوعان: الأبقع يكون في القبلة وتكانت (الكاف معقودة)، والأسود ويكون في الشمال، ويقال في تمييز الحدود بين تكانت وآدرار: إنه حيث يوجد الغراب الأبقع فهو من تكانت، وحيث يوجد الأسود فهو من آدرار.
وفيها من الحيوان البحري أنواع كثيرة، من حيتان وغيرها. فمن دواب البحر تادكمليت، مثل السلحفاة، وهي سوداء وثابة ذات ثلاث ذرى. ويوجد في البحر تارة شبه إنسان وشبه البقر والخيل. حدث عباس التندغي أنه خرجت له من المحيط ناصية فرس من نقطة – في مستهل أحد الشهور – متوجهة إلى الجنوب سابحة فرصدها حتى خرج ذنبها من تلك النقطة، آخر يوم من الشهر. ثم ظهرت فرس ثانية وثالثة [7].
4- المعادن
الملح: وتجارته قديمة ومشهورة في هذه البلاد.
الكبريت: ويستعمل كدواء لجرب الإبل وغيرها. ويقال أنه لا تتمرغ جربا في جنوب تافلي إلا برئ جربها لكثرة الكبريت هناك.
الحميرة: وهي المغرة، وتستعمل في أدوية العين، والحكة والأورام.
الونكل: وهو طين أصفر صلب، يستعمل في أدوية الصفار وللبن المتجمد في المعدة، وأمراض العين، دبر الحمولة ولإنبات الشعر (محروقا مفتوتا)، ولصباغة الجلود.
تافراجيت أو “اير جرج” وهو طين أدخن صلب يوجد كثيرا في بلاد اترارزة وبه تملط الآبار فتبقى متماسكة إلى ما شاء الله.
طين الإمام الحضرمي، وهو ابيض إلى الصفرة يوجد في تيارت شمال غرب أطار قرب قبر الإمام الحضرمي، ويستعمل لصباغة الجلود.
طين اعلي، وهو ابيض اكتشفه رجل من أهل ولاتة يسمى اعل، والطين الأحمر، والطين الأصفر، و”تمتكه” وأربعها في ولاتة يستعملونها في صباغة الحيطان، وفيها ايضا “تراب مامه” وهي مولاة اكتشفتها قديما، وهي تراب شديدة البياض، ينقلونها إلى بيوتهم فيفرشونها.
5- السكان
ينقسمون إلى: بيض يشكلون قرابة أربع أخماس السكان، وسود يمثلون الخمس تقريبا. وينقسم البيض إلى 3 طبقات: طبقة قديمة منحدرة من المرابطين من صنهاجة، وطبقة منحدرة من الأفراد القادمين من بلاد الإسلام (مجاهدين في أزمان فتوح المرابطين، أو مهاجرين في أزمنة متفاوتة) ومنهم من ينتسب إلى الأنصار أو إلى شتى بطون قريش، وطبقة منحدرة من بني حسان من عرب المعقل الذين دخلوا هذه البلاد في آخر القرن الثامن الهجري، فغلبوا على أهلها وضربوا المغرم على جمهور منهم يسمى ب”اللحمة”.
ومن هذه الطبقات تكونت 3 أقسام اجتماعية: قسم ذو شوكة وسلاح يسمون العرب وهم بنو حسان المذكورين ومن سار بسيرتهم من أحفاد المرابطين أو غيرهم، وقسم يقومون بالخطط الدينية من تعلم وتعليم وقضاء وفتوى وهم الزوايا، وقسم غارمون يقومون بالصنائع والحرف ووجوه المعاش وهم اللحمة تشبيها بلحمة الثوب وهي ما يمد طولا وخلافها السدى وهو ما ينسج عرضا، لأنهم كانوا يعطون الزكوات والإعانات للمجاهدين والمعلمين وكان الجهاد والتعليم أسداء والإعانة لحمة له.
ويطلق اسم الزوايا على من سار بسيرته ولو كان من عنصر حساني أ لحمي، كما يطلق اسم اللحمي على كل غارم ولو كان زاويا أو عربيا، ويسمى من يدخل في الزوايا من حسان أو من اللحمة طالبا أو تائبا أو مهاجرا.
ويضاف إلى هذه الأقسام قسم يحترفون بالفن الموسيقي، ويسمون الشعار وهم منحازون إلى العرب غالبا. وقسم يحترفون بالحدادة والنجارة وتحترف نساؤهم بالخرازة والصباغة، وهم الصناع أو المعلمون وهم منحازون إلى الزوايا غالبا وعليهم مغرم للعرب.
وتحت جميع هذه الأقسام عبيدهم الرقيق ومواليهم المعتقون، وأصلهم سودان استرقوا منذ الفتح الإسلامي.
وأما السودان فيمثلون خمس السكان تقريبا وهم خليط من السرغلات والتكارير والفلان وقلة من الولف. ومواطنهم شواطئ نهر السنغال، وأغلبهم فلاحون إلا الفلان فإنهم رحل أهل بقر وغنم.
الشرفاء: يقول الكاتب [8] : لا سبيل إلى التحقق في هذا الموضوع.. إنما هي حكايات شائعة مقبولة عند البعض مطعون فيها أو في بعضها عند آخرين. وإذا كان الطاعن ليس عنده تحقيق يرفع الخلاف وهو ناف وغيره مثبت فالمثبت مقدم على النافي والشهادة على النفي غير مقبولة. وإذا كان في كل قبيلة عدول هم أدري بشأنها فلا أقل من الإقتداء بقول ابن خلدون في المقدمة “إن غاية أمر المنتمين إلى أهل البيت الكريم ممن لم يحصل شواهد على شرفهم أن يسلم لهم حالهم لأن الناس مصدقون في أنسابهم، وبون ما بين العلم والظن واليقين”.. وفي الإستقصا “وتفرقت ألدارسة في قبائل المغرب ولاذوا بالاختباء إلى أن خلعوا شارة ذلك النسب الشريف واستحالت صبغتهم منه إلى البداوة”.. ومن كتاب أبي بكر بن محمد السيوطي ما نصه “واستمرت خلافتهم إلى الأدارسة إلى خروج موسى بن أبي العافية لعنه الله فكان يقتل الأدارسة أينما وجدهم” وقيل خرج من فاس 700 رحيل فارين إلى جبال غمارة، و12 رحيلا فارين إلى جبال تادلة، و7 رحائل إلى فجيج، و4 إلى سجلماسة، و10 إلى سوس الأقصى، و4 إلى تامسنا، و7 إلى أوطاط، و5 إلى وادي درعة، و8 إلى الساقية الحمراء. وفي كتاب شجرة الأصول في سلسلة أبناء الرسول للقاضي سيدي عبد الله بن الشارف الجزائري الوهراني ما نصه: “كانت مدة حكم الأدارسة 216 سنة حتى جار عليهم البربري فبدد شملهم.. ففروا خوفا من الفضيحة والعار، فتغيرت أسمائهم وبدلوا ألقابهم خوفا على نفوسهم وحريمهم، وهذا هو السبب الأقوى في تغيير النسب”.
6- المعيشة
من عمل الإماء غالبا. ومن لا أمة له يستأجر أمة أو عاملة، وللطباخة نصيب من مطبوخها، زيادة على أجرتها إن كانت حرة، ومعيشتها إن كانت مملوكة. ويصنع الكسكس من القمح أو الشعير أو منهما معا وهو أجود، أو من الذرة، كلها مع اللحم، والسمن، أو مع اللبن. ويصنع العصيد من الحبوب أيضا، فإن كان دقيقه أكثر من مائه فهو العيش الصالح، وإن كان ماؤه أكثر فهو النشا، وإن كان من الذرة والشركاش فهو ابركط (الكاف معقودة)، وإن زيد عليهما اللوبياء فهو خيلوط، وإن طبخ الحب دون طحن فهو شرشم، وإن قلي في الماء فهو الكلية (الكاف معقودة)، وإن طحن بعد القلي فهو السويق، ويسمى مسحوق الشركاش اكضيم، أو اكديم، وإن خلط مقلو الذرة والشركاش فهو دواء اعمر.
ومن دقيق الذرة أو القمح تعمل الأرغفة، وإن طبخ الحب مع اللحم فهو بلاخ (الثريد).
7- الرعي
هي عمل الرقيق واللحمة، والعادة أن يستأجر الراعي بجزء من غلة الماشية من لبن أو سمن أو لحم أو وبر أو صوف ونحوها. وللراعي ما بين العشرة والعشرين من الإبل كسوته، وهي في العادة القديمة: 10 إلى 15 ذراعا من القماش ونعلان في كل ستة أشهر، وناقة حلوب دائمة، ولراعي الثلاثين فأكثر: 3 حلائب وحمولة لمتاعه ولطلب ضالته، وبعير في كل عام (بشرط عدم الضالة) وإذا أنتجت الناقة فله لبنها مدة 20 إلى 30 يوما.
وعلى الراعي حفظ البهيمة من الضلال والمخاطر واختيار المرعى وطلب الضالة، وأفضل الرعاة هو الذي يميز آثار الإبل ويعرف وجهتها إذا نزعت إلى جهة ماء، بمهب الريح التي تهتدي بها الإبل إلى جهة المرعى، ففي الصيف تطلب الضالة في مهب الدبور، وفي الخريف في مهب الصبا.
والانتجاع غالبا يكون إلى جهة الشمال ويبدأ من نزول المطر الصيفي إلى انسلاخ الشتاء ثم يكون كل قوم في مراكزهم مدة الربيع فإذا كان الصيف ونفدت المراعي أهرع الناس إلى الجنوب حتى إن منهم من يعبر نهر السنغال.
8- أعمال أخرى
الكتابة الخطية: كانت ولا زالت رائجة. كان بعض الزوايا كبني ديمان وتندغة وانتابه ايكمليلن يعتنون بتحسين الخط إذ كانت تؤاجرهم شتى القبائل على نسخ الكتب، وفي كل قبيلة من الزوايا آحاد خطاطون يتنافس في خطهم.
اجتلاء الحاصلات: مثل العلك والنبق وآز وغيرها فعمل العامة، فالعبد يجتلي لسيده، وسيده ينفق عليه ويكسوه، واللحمي يجتلي لنفسه فينفق ويدخر ويبيع لكسوته وتكاليفه من غرامة وغيرها ولشراء الماشية، وقد يباشر بعض الزوايا اجتلاء الحاصلات وبعضهم يأنف من ذلك.
المكارة: وهي عمل الفقراء من الزوايا والأمناء من غيرهم.
المغارسة: هي النصف أو ما اتفقا عليه، وكذلك المزارعة.
9- المغرم
منه على اللحمة: منيحة ناقة حلوب للعام على من ملكهم الإبل، وبقرة على من ملكهم البقر، وهبة شاة للعام على من ملكهم الغنم وقد يكون معها كمية من الصوف أو السمن أو جلد قربة.
على قرى السودان (موريتانيا – السنغال – مالي): كمية من القماش الذي ينسجه السودان تسمى البنيقة أو كمية من مثاقيل الذهب أو الفضة. كان ملك مجور من سنغال يعطي أمير الترارزة حملا من القماش ويسمح له ولجماعته بالدوران في مملكته مدة شهر من كل عام ولهم ما أخذوا من مال وأثاث ورقيق، وكان أهل باغنة (مالي) يعطون اضعاف ذلك لأولاد أمبارك، وكانت نساء باغنة يغرمن بأطباق الذهب هذا يحكى شائعا.
على التجار المتجولين: كمية من اللباس عند قدومهم.
على قبائل العرب المغلوبة: مهر أو حصان تأخذه القبيلة الغالبة على القبائل الخاضعة لها، ويسمى هذا المغرم بالغبر.
على الزوايا: ثلث ماء البير، وضيافة 3 أيام للمسافر ثم حمله إلى حي آخر يغيبه كذلك، وهذا المغرم خاص بالمغافرة وخصوصا الترارزة.
10- أماكن وقصص
في الحوض الشرقي:
مكان اسمه الجويرح (ترمسه):
به كان يوم بين أهل بهدل من أولاد أمبارك وأولاد عيشة منهم، وسببه أن عزى بنت اهناتي من أولا عيشة توفيت فدفنت عند الجويرح فسأل خطري بن اعمر بم اعلي أمير أهل بهدل هل دفن معها من يونسها؟ فقيل له لا. فرحل إلى الجويرح فرأى أولاد عيشة أن في نزوله بأرضهم إهانة لهم فنفروا إليه واقتتلوا فلما مات رجال تقلب بجيشه وقال يكفيني أن يدفن مع عزى من يونسها. هكذا يحكى.
وفي ولاته:
الحرب خدعة:قتل أولاد يونس شنان العروسي 1040ه (حوالي 1519م) وكان شنان جاء إلى ولاته وبنى قصبة شرقي القرية وأدار عليها سورا ووضع المغرم على كل شيء فيها حتى الحطب وقلال الماء وحتى التراب التي تفرش في البيوت، فلما جاء أولاد يونس احتالوا لقتله بأن انقسموا إلى طائفتين متحاربتين في ظاهر الأمر ولجأت إليه إحداهما فأدخلها في قصبته وزحفت إليه الطائفة الأخرى فلما خرج إليهم جاءت الطائفة الأولى من خلفه فقتلوه وهدموا قصبته.
وفي ولاية الترارزة:
مكان اسمه شمامة:
وفيه “نهر الخيل” المذكور في قول ابن أحمد يوره:
على شط نهر الخيل بين الحدائق / معاهد أقوت من مشوق وشائق [9] [10] [11]
أربت بها الأنواء تزجي بقائدها / من الرعد وجه الجنوب وسائق [12] [13] [14]
فأصبحن لم تدرك لهن حقيقة / ومن عادة الأيام قلب الحقائق
ومكان اسمه الخشومة:
قبر مغنية:وفيه “تند كصالة” (الكاف معقودة) وبها قبر المغنية الشهيرة مريم السالمة بنت الببان، قال أمحمد بن أحمد يوره يرثيها:
يا روضة عند تندكصالة حييت / ومن أذى وصدى في القبر نجيت
يا ذات صوت وصيت عند فقدهما / لم يبق في الحي من صوت ولا صيت [15]
ومكان اسمه الزبار (وهو الرمال التي تحف المحيط):
وفيه “انجيل” وبه كان موسم عظيم للبياضين ومرسى للسفن الإفرنجية، وكان لأمير الترارزة إتاوة على كل سفينة وعلى تلك الإتاوة كانوا يتنافسون ويتغادرون، وأول مغدور عليها منهم محمد فال بن عمير بن سيد المختار بن الشرغي بن هدي قتله إبراهيم والد بن الأمير أعمر المختار بن الشرغي سنة 1816م (تقريبا) وقتل معه رديفه محمد بن أعمر بن كنب واثنان من أولاد ساسي، وعن هذه الغدرة نشأت الحرب بين عمير واعمر بن المختار فوقع يوم “غسمرت” ثم يوم “تيورورت”.
ومكان اسمه برويت:
حنين حبيب:من مواضعه “دارا” المذكورة في قول باباه الحراكي:
قلت لما نأيت عن وصل ليلى / واعترتني الهموم في جنب دارا [16] إنما المرء في الحياة معنى / حيث دارت به المقادير دارا
ومكان اسمه ظهرانوللان:
شاب رأسه:وفيه موضع اسمه “اغبراويت” وبه قتل احمدوم بن ابراهيم بن سيد المختار من أولاد السيد من أولا أحمد بن دامان فقيل أنه شاب رأس مولاه محمد رمظان حتى قتل قتلته وهم أولاد اعلي من أولاد السيد أيضا فرجع رأسه أسود.
مؤانسة:
ويشبه هذا ما قيل بأن عيشة بنت اعمر الدفء بن الشرفي لما قتل أخوها محمد المعروف بولد اخناثة يوم اغبسيت 1803م (تقريبا) فمسحت بيدها على عينها وقالت “ألا أرى عوض أخي بعيني” وعميت من حينها فلما كان يوم انبيم سنة 1804 م واستحر القتل في أولاد دمان ومات منهم مائة، جاءها زوجها المختار الكوري بن إبراهيم بن اعلي بن احمد بن دامان بقلادة من آذان أولاد دامان معلقة برقبة فرسه فمسحتها على عينيها فأرتدت بصيرة. هكذا يحكى.
ومكان اسمه “إيكيدي” (الكاف معقودة):
أخناث:ومن مواضعه “وتينشكل” وتعرب بذات اليم، قال يكوي الفاضلي (الكاف معقودة):
فما درة حمراء تعرض في رق … ولا الذهب الإبريز ينشر من حُق [17] [18] بأحسن من أخناث بالأمس منظرا … على جفر ذات اليم مغبرة تسقي [19] [20] [21] يعني أخناث بنت آنيوال إحدى الكتيبات كانت مشهورة بالجمال والحظوة، وهي التي يضرب بها المثل: “مجيء أخناثه من كرائها”. كانت مكتوبة مرة عند قوم ورجعت، فجعلت كلما مرت بحي سار معها رجاله، حتى أنها مرت على حداد يدور بشجرة يريد قطعها فألقى قدومه (آلة القطع) وسار معها، فلما بلغت أهلها رأى الناس كثرة من معها من الرجال فظنوه جيشا يقصدهم وفزعوا إلى أسلحتهم، فقال لهم زوجها ليس كما تظنون ولكنه المرأة جاءت من كرائها. وزوجها هو المختار بن عبد الوهاب السباعي.
وموضع يقال له “التاكلالت” (الكاف معقودة) وتعريبها البتراء قال محمد بن بابكر بن احجاب الفاضلي:
يا رب ليل لدى البتراء مغبوطا / شربت كأسا به بالراح مخلوطا [22] [23]
وبت أذري دموع العين معتسفا / أرضا من الشوق والأحزان لم توطا
وموضع اسمه “المنبع” و”ذات الكلاب”، قال محمذ بن بابكر الفاضلي:
إن المهاد للرباب وتربها / عصر الصبابة والصبا بالمنبع [24] [25] [26]
قد سيرت ما أسرت أسأرت تبالها / ذات الكلاب ودورها مدمعي
وموضع اسمه “بير التورس” أي ذو الطريق، قال بن أحمد يوره:
تشوقت الأحبة يوم بانوا / كما اشتاق الحمام إلى الهديل [28]
إذا سلكوا أجارع ذي سبيل / فليس إلى التواصل من سبيل [29]
وإن أك بعد بعدهم بصبر / هممت فقد هممت بمستحيل
الهويدج:
وموضع اسمه “آرويكن” (الكاف معقودة)، وهو الهويدج، قال ابن أحمد يوره:
هذا الهويدج يبدو ثم يحتجب / قفوا لنقضي عند الدار ما يجب
دار تقضت ملاهيها على عجل / كأن أيامها مرت بنا تثب [30]
كانت مساحتها أذيال المها / فغدت فيها ذيول الصبا والسحب تنسحب [31] [32]
وموضع اسمه “اغشوركيت” (الكاف معقودة)، يقول محمد فال بن محمذ بن أحمد بن العاقل الديماني:
بينا أعلل نفسي بالوصال على / بأس بظبي طوى عني الوصال سنه [33]
ربوعه في الحشا لم تعف حين / عفا حول الجذيع مرور السافيا دمنه
وموضع اسمه “العباب”، قال بن أحمد يوره:
حول العباب من الرباب مغاني / لعبت بهن حوادث الأزمان
ذكرنني عهد الشيبة والصبا / ومعاهد الفتيات والفتيان
وموضع اسمه “أنبنبه”، وبه كانت الوقعة 1812م (تقريبا) بين الترارزة والقصة فيها أن بني أحمد بن دامان نفوا أهل عتام ومن معهم إلى بلاد إدوعيش وأولاد أمبارك فامن أولاد أحمد بن دامان واطمأنوا لجلاء عدوهم، ثم إن بني عتام غزوا تلك البلاد فكانوا يكمنون النهار ويسيرون الليل حتى هجموا عليهم عند انبنبه وهم غافلون فأحاطوا بهم وساقوا الإبل وكسروا طبلهم، قيل أنهم ضربوه بالأرض ليكسروه فقامت لصوته زلزلة أجفلت الإبل التي تشرب من بوطريفة ودونه يومان للقطار (عن ابن أحمد يوره).
وموضع اسمه “التيزيت” وهو ذو السقا، قال ابن أحمد يوره:
أطعت العواذل خوف الجفا / وخوف الحشيشة أن تنتفا [34]
وأخفيت شوقي على كثرة / وليس المقام مقام الخفا
وصنت الدموع على أربع / بوادي الأراك فوادي السفا [35]
ربوع أصبن بأيدي البلى / فمنها جديد ومنها عفا
يذكرنيها قديم الهوى / ويأبى التقادم أن تعرفا
وموضع اسمه “الوزغاء”، قال محمد بن بابكر بت احجاب الديماني:
قل للعواذل لا تطلن ملامتي / أنَّى يصح لعذل إصغائي
من بعد ما سلب الفؤاد عشية / ظبي أجم بجانب الوزغاء [36]
وموضع اسمه “بير المعلوم”، قال الشاعر السابق:
دعي الملامة ذات اللوم أو لومي / فاللوم في مثل هذا غير معلوم
خلي المتيم يبكي ربع قاتله / حول المزارع من بير أبن معلوم
فلبي بقلب الجمل:
ومكان اسمه “الخطوط”: من مواضعه “قلب الجمل”، قال يكوي الديماني (الكاف معقودة):
ألا أيها الخاتلي بالمقل / لتصطاد قلبي أضعت الختل [37] [38]
فلو كان قلبي معي صدته / ولكن قلبي بقلب الجمل
ومكان اسمه “الكرعان”:
من مواضعه “يطبون” وبه مقبرة الجدر الأخضر، وأول مدفون بها أحمد مولود بن المصطف ابن حوم الله اليعقوبي العالم الصالح فنبتت على قبره شجرة خضراء سميت بالجدر الأخضر، وكان أخبر أنه سيدفن معه أصلح أهل عصره ثم دفن معه الشريف سيدي محمد الصعيدي.
وموضع اسمه “غانب”، يقول محمد بن بنو الشقروي:
أثارت على الحزن من كل جانب / ربوع تعفت في جوانب غانب [39]
ومكان اسمه “آوكيره”:
من مواضعه “انيلفه”، قال محمد عبد الله بن ففا:
خليلي مرا بي على جانب انيلفا / لعل مطايانا تقربنا زلفى [40]
ومكان اسمه “آفطوط الشرقي” ومن مواضعه: “تيدومة الحبال”، قال الشيخ محمدو بن حنبل الحسني:
أذات الحبال الشم ما لك غضة / وفيك نقوش الأقدمين الأوائل
تعاطوك قرنا بعد قرن فأصبحوا / رميدا رفاتا تحت صم الجنادل
وكم فتية قالوا بظلك قبلنا / لهم حسب في الأكرمين الأفاضل
بأيديهم فضل من أثواب خرد / نواعم أشباه الظباء الخواذل
لحى الله من غرته دنياه بعدهم / ومن باع عيشا لا يزول بزائل
وموضع اسمه “أودن”، قال محمد لمين بن بابانا العلوي:
ألا ليت شعري هل نأى اليوم أو دنا / لقائي من أهوى لدى جنب أودنا
وهل لربوع التوأمين وأهلها / وذات بثين يقدر الله عودنا
وموضع اسمه “كندلك”، قال العتيق بن امحمد بن الطلبة اليعقوبي:
عجبت لطيف جاب أردية الحلك / سحيرا من البطحا إلي بكندلك
فقلت له أهلا وسهلا ومرحبا / بمسراك يا طيف الرباب وقل لك
ومكان اسمه “آتكور”:
فيه موضع اسمه “الركاب”، قال الحسن بن إيه الحسني:
قف بالركاب على الركاب وحيه / واقر السلام على معاهد حبه
ربع أثار من التذكر في الحشا / مكنون ميته القديم وحيه
وموضع اسمه “برينا”، قال العلوي:
مروري بالركاب على برينا / يهيج من بلابلي الدفينا
لأن للأولين بها سبيلا / ونحن على سبيل الأولينا
وموضع اسمه “السديرة”، قال ممو الجكني:
ربع سليمى بالسديرة ألح / عليه صوب المدجنات فأمح
من كل ذات هيدب واهية / يرزم في حافاتها الرعد الأيح
وقد خلت من عرب أنفاسها / كالمسك من أردانها إذا نفح
فليبكها إذا نزحت عن أرضه / من كان باكيا على إلف نزح
وموضع اسمه “الخظر” و”عقيلة آل الصافي”، قال أبو مدين:
عقيلة آل الصافي فالغب فالخظر / منازل ما لي عن تذكرها صبر
بلاد إذا ما جئتها بعد غربتي / فلست أبالي بعد ما صنع الدهر
وموضع اسمه “العين”، قال محمد بن محمد المختار العلوي:
رأيت رسوم الحي مذ عام أولا / نصوصا على برح الهوى لن تؤولا
فأظهرت هما طالما كان مضمرا / وبينت بثا طالما كان مجملا
وبذرت دمع العين في عرصاتها / كتبذيرك السمط الجمان المفصلا
وقال محمدو بن المصطفى بن فتى العلوي:
تحاول تهجاعا وما كدت تهجع / وذاك السنا مما تحاول يمنع
سنى بات نصب العين للعين يلمع / إذا لمعته العين يلمع تدمع
فما محمي الطبع من بات يهجع / على حين بات البرق بالعين يلمع
أراه بمرأى من سليمى ومسمع / وهيهات مرأى من سليمى ومسمع
سليماك ما أدراك ما هي إنها / دهي خدوع وهي تدهى وتخدع
جرور لنا حبل الشموس فلا قلى / بين ولا قلب يلين فنطمع
ويزرع في إبانه كل زارع / ولاحين نإلا وهي في القلب تزرع
فكل سليم يرتجى رقية سوى / سليم سلمى آيس حين يلسع
خفى البرق ذكراها وما كنت ناسيا / ولكن نكأ القرح بالقرح أوجع
وموضع يقال له “الجراريه” ويعربونها بالسواحب، قال محمد بن المختار العلوي:
أمن ذكر رسم لاعبته الزعازع / لهمك ورد ضاق عنه الأضالع
ذكرت به عصرا تولى زمانه / وكان لما نهواه طوعا يسارع
زمان به سرب الصبابة آمن / وغصن التصابي فيه فينان يانع
قام من قبره ليمدح!
وموضع اسمه “تنداعمر ابيل”، وبها مقبرة عظيمة فيها “محم تار” أخو “الفغ الحمد”، والمداحان اللذان تعاهدا أن لا يلتقيا إلا وأنشدا مديحا في رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات أحدهما قبل الآخر فزاره وأنشد عنده مديحا فقام من قبره وأنشد هو أيضا فرعب الرجل وكاد يزول عقله، فطمأنه ألفغ الحمد وقال له إنما وفى لك بالعهد، فقيل للفغ الحمد: أندفن الرجل في قبره ثانية فقال قد سقط عنا التكليف، هكذا يحكى والله أعلم.
وفيه موضع اسمه “العائدية”، قال الشويعر الحسني:
حي المعاهد حول العائديات / أغرى الزمان بها أيدي البليات
تلاعبت فوقها الأرواح ساحبة / أذيالها في ضحاها والعشيات
فكم لعبت بمغناها بغانية / تجلو الدجى في ليال مرقسيات
وفيه موضع اسمه “أودش”، قال محمد فال بن آبني التامكلاوي (الكاف معقودة):
إلى الله أشكو من معاناة ذا الرشا / يصرف في قلبي به الله كيف شا
أراني قحوانا بأودش نابتا / وما نبت القحوان قط بأودشا
وفيه موضع اسمه “تنيخلف”، قال عبد الله بن الفع أوبك التامكلاوي (الكاف معقودة):
أغرى بي الذكرى وهيج ما بي / عرفان رسم للرباب بباب
بالجانب الغربي من تنيخلف / حيث استكف عراؤها بالغاب
دهر زائل:
وموضع اسمه “العريه”، قال محمد بن الطلبة اليعقوبي:
ألا حي دورا بتنياشل / عفت عبر آريها الماثل
منازل هيجن ما لم تهج / منازل ماوى بالحائل
فلو كنت أبكي لشيء مضى / بكيت على دهرها الزائل
وقال المختار السالم بن علي المالكي:
يا منزل الحي ذا الحي ما صنعا / حي له كنت مصطافا ومرتبعا
هل يرتجى عود أيام له سلفت / أم لا فأترك فيما أرتجي الطمعا
وهل بنجدك ترنو نحونا دعد / كأنها مطفل قد آنست فزعا
هذي نواحيك لم توهل وكان بها / ظبي يضيع حلم الشيخ والورعا
وذي مغانيك قفر لا أنيس بها / وذا يذكر كون الدهر منقطعا
وموضع اسمه “المنجاع”، وبه كانت وقعة بين أهل بابك وأهل ابييري من المالكيين مات فيها أحمد بن عبد الله بن الأمين بن أحمد من أهل بابك، وقطع أنف محمذ بن سيد احمد وفخذه، وقطع منكب أخيه محمود وشج رأسه فاستنجد أهل آبييري أهل المختار الله، واستنجد أهل بابك الشيخ ابن متالي، وقال في ذلك محمذ بن سيد احمد يخاطبه من قصيدة:
أتيتك أرجو العلم والحلم والتقى على أنني لم أنس مصرع أحمد
ومصرع فتيان أماثل حوله / وما حدث الركبان في كل مشهد
أفي اليوم أدعى للهوادة بعدما / تخافقت الأسياف فوق مقلدي
ولاقوا قريع القوم أعزل مخليا / فأردوه والهفا على ذلك الردى
وقد قددوا بالمشرفي أديمه / سلام على ذلك الأديم المقدد
وغودر محمود صريعا لوجهه / تخضب خداه بأشقر مزبد
ومكان اسمه “آمكرز”:
فيه موضع اسمه “انتيدبان” وتعريبه ذو الكرب، وهو معقد الرشا في الدلو، قال الكبيد بن جيه التندغي:
بذي الكرب بين الواديين منازل / عفتها السوافي والسواري الهواطل
تلاعب فيها منذ خمس فأصبحت / كأن لم يقم في سفحها قط نازل
ومكان اسمه “آمليل”:
وفيه موضع اسمه “مشرك” (الكاف معقودة)، قال ابن أحمد يوره:
وحركني ظبي هنالك ساكن / فيا ساكنا عكفا على متحرك
فقلت له إذ رامني ليصيدني / فإنك كالليل الذي هو مدركي
وقال:
خليلي مرا بي قليلا بمشرك / لعل مرور النفس يشفي مصابها
أظن بها تيك المنازل أهلها / وأحسب فيها دعدها وربابها
فأيام ذي قار قواصر دونها / وأيام حزوى ما أكلن كعابها
ومكان اسمه “فاي”:
من مواضعه “انواكل” قال الشاعر:
لله غانية من حي سوباك / تمشي الهوينا على أحقاف أنواك
وموضع اسمه “الميمون”، قال العلامة ابن بونا الجكني:
تذكرت أياما لنا ومنازلا / عذابا عذاب ذكرها حين تذكر
منازل بالميمون بعدي تغيرت / لها منزل في القلب لا يتغير
ومكان يقال له”آوكار”:
يقول الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيديا:
لعمرك ما ترتاب ميمونة السعدى / بأنا تركنا السعي في أمرها عمدا
وقال:
رويدك إنني شبهت دارا / على أمثالها تقف المهارى
تأمل صاح هاتيك الروابي / فذاك التل أحسبه أنارا
وقال:
هاج التذكر للأوطان في الحين / برق تألق من نحو الميامين
برق يحاكي إغتذاء الطير آونة / ونبضة العرق في بعض الأحايين
وموضع اسمه “المنبوع”، قال ابراهيم بن الشيخ سيديا:
طال ليلي بساحة المنبوع / حين حال السهاد دون الهجوع
واعترتني وساوس من سليمى / وسليمى بالأرض ذات الشسوع
ومكان اسمه “آمشتيل”:
من مواضعه “بوتلميت”، قال الشيخ سيديا بابه:
أبو تلميت واسطة البلاد / هدى أهله إذا نزلوه هاد
توسط بينها شرقا وغربا / وبين الريف منها والبوادي
هواء طيب ودمير ماء / إلى الشم الحسان من النجاد
وصاحبه من الرحمن لطف / وإرشاد إلى سيل الرشاد
وأعطى كل عافية وأمن / مدى الدنيا إلى يوم التنادي
وموضع اسمه “انتوطفين”، وهو ذو النمل المذكور يف قول اكليكم (الكاف معقودة) حفيد الشيخ بن متالي التندغي:
ألا لا تلوما في الصبابة والجوى / فسيان إغرائي علي ولوميا
ألم تعلما أني إذا الناس نوموا / يشرد تبريح الصبابة نوميا
أقاسي إذا ما الليل جن علي ما / أقاسي وحسبي ما أقاسي بيوميا
وإن صمت أو صليت فالهم والجوى / قريناي في حال صلاتي وصوميا
وما ذلك إلا من تبسم شادن / بذي النمل أنساني بلادي وقوميا
وفي ولاية آدرار:
أماكن منها “أم اتويكدات” (الكاف معقودة)، قال حامد بن بيدح الديماني:
ومالت لليمين وقد دهاها / لهيب زمانها ودهى الرجالا
للفح الوجه منه سموم قيظ / بحر لا تطيق له انفتالا
إلى ذات الجداول قد حدتها / عزائم لا ترى فيها انحلالا
ومنها “الادى” (الظهر)، يقول نفس الشاعر:
ربى جهلتي وادي الأدى بها نخل / كهمك لا حرص لديه ولا بخل
تظللك منه باسقات فروعها / تجود بأكل ما يجود به النخل
موانع خلو أكلها متنوع / فإن تخل من نوع من آخر ما تخلو
وفي ولاية داخلة انواذيبو:
موضع يقال له “واد الحبش”، وتعريبه واد القبج، قال المجدد المجلسي يرثي احمد بن الجار الانتابي المدفون عنده:
خليلي مرا بي على جدث الفتى / بجانب وادي القبج تستوجبا شكري
فتى ليس بالمجزاع إن مسه الطوى / ولا هو بالبطار في زمن اليسر
وفي ولاية تيرس زمور:
قال المجيدري اليعقوبي:
يا من يرى ولا يرى / عني الكروب نفس
لقد نفى عني الكرى / شوقي لأهل تيرس
وفي ولاية إينشيري:
وفيها مكان اسمه “المسيحة”:
قال ابن أحمد يوره:
حي المسيحة وابك العهد واسترح / ما شئت ثم وبالمكنون منك بح
إن المسيحة من يمرر بساحتها / عنه المآثم والأحزان تمسح
وليس يخشى على آت منازلها / إلا انشراح لصدر غير منشرح
جادت عليك من الرضوان جائدة / تسقي رياضك سقي الهمع الدلج
ومنها “بيركني” (الكاف معقودة)، قال شيخنا محنض اليعقوبي:
لليلى بذات الجيش آي عرفتها / وأخرى بذات البين آياتها سطر
ومنها “النيش”، قال امحمد بن الطلبه:
عفا النيش ممن هو بالأمس آهله / مخارمه فسفحه فمجادله
فسهب الكديد فالغيشواء فاللوى / لوى الساق بعد الأنس قفر منازله (الغشيوات: موضع)
ومنها “أغمميت”، قال البخاري بن اجه:
قف تأمل فأنت ابصر مني / هل ترى بالغميم من اجمال
انتهى ملخص الكتاب الأول ويليه ملخص الكتاب الثاني بعون الله.
11- شرح المعاني
[1] القَتادُ: شجر شاكٍ صُلْب له سِنْفَة وجَنَاةٌ كَجَناة السَّمُر ينبُتُ بنَـجْد وتِهامَةَ، واحدته قَتادة. وقال مرة: القتاد شجر له شَوْك أَمثالُ الإِبَر وله وُرَيْقة غبراء وثمرة تنبت معها غبراء كأَنها عَجْمة النوى (لسان العرب)[2] عُنْفُوانُ كلِّ شيء: أَوّله، وقد غَلب علـى الشباب والنبات؛ قال عدي بن زيد العبادي:
أَنْشَأْتَ تَطَّلِبُ الذي ضَيَّعْتَه فـي عُنْفُوانِ شَبابِك الـمُتَرَجْرِجِ (يقولون: امرأَة رِعديدة: يترجرج لـحمها من نَعْمتها وكذلك كلُّ شيءٍ مترجرج. وجارية رِعْديدة: تارّة نَاعِمة) / قال الأَزهري: عُنفوان الشباب أَوّلُ بَهْجته، وكذلك عُنْفُوان النبات.
[3] ذَأَبْتُ الشيءَ: جَمَعْته. وقـيل: الذُّؤَابةُ مَنْبِتُ الناصيةِ من الرأْس، والـجَمْعُ الذَّوائِبُ.
[4] سَجَعَ يَسْجَعُ سَجْعا ًسَجَّعَ تَسْجِيعاً تَكَلَّـم بكلام له فَواصِلُ كفواصِلِ الشِّعْر من غير وزن وصاحبُه سَجّاعةٌ وهو من الاسْتِواءِ والاستِقامةِ والاشتباهِ كأَن كل كلـمة تشبه صاحبتها.
[5] بعدت.
[6] الـحِبُّ: الـحَبِـيبُ، و الـحِبُّ بالكسر: الـمَـحْبُوبُ، والأُنثى: حِبَّةٌ، وجَمْعُ الـحِبِّ أَحْبَابٌ، وحِبَّانٌ، وحُبُوبٌ، و حِبَبةٌ، وحُبٌّ؛ هذه الأَخيرة إِما أَن تكون من الـجَمْع العزيز، وإِما أَن تكون اسماً للـجَمْع.
[7] هكذا ورد، ونحن لا ننكره لأن علمنا قاصرا عن الإحاطة بمثله. ألا نتساءل: ألا يمكن أن يحدث مثل ذلك، سواء أكان طبيعيا أو جنا متلبسا أو غيره. المهم عندنا هو الطريقة التي كانوا ينظرون بها إلى الحياة بغض النظر عن الحقيقة والخرافة..
[8] المختار ولد حامد
[9] العَهْدُ الأمان واليمين والموثق والذمة والحِفاظ والوصية وعَهِدَ إليه من باب فَهِم أي أوصاه ومنه اشتق العَهْدُ الذي يُكتب للولاة وتقول علي عهد الله لأفعلن كذا والعُهْدَةُ كتاب الشراء وهي أيضا الدَّرك، والعَهْدُ والمَعْهَدُ المنزل الذي لا يزال القوم إذا انتأوا عنه رجعوا إليه والمَعْهد أيضا الموضع الذي كُنت تعهد به شيئا والمَعْهُودُ الذي عُهد وعُرف وعَهِدَه بمكان كذا من باب فهم أي لقيه وعَهْدِي به قريب وفي الحديث “إن كرم العَهْدِ من الإيمان” أي رعاية المودة و التَّعَهُدُ التحفظ بالشيء وتجديد العهد به وتَعَهَّدَ فلانا وتعهَّد ضيعته وهو أفصح من تَعَاهَدَ لأن التَّعَاهُدُ إنما يكون بين اثنين.
[10] خلت من السكان. ودارٌ قَواء: خَلاء، وقد قَوِيَتْ وأَقْوَتْ.
[11] لشَّوْقُ و الاشْتـياقُ: نِزاعُ النفس إِلـى الشيء. والـجمع أَشْواقٌ، شاقَ إِلـيه شَوْقاً و تَشَوَّقَ و اشتاقَ اشْتـياقاً. ويقال: شاقَنـي الشيءُ يَشُوقُنـي، فهو شائِقٌ وأَنا مَشوقٌ؛ وقوله: يا دارَ سَلـمى بدَكادِيكِ البُرَقْ صَبْراً فقد هَيَّجْتِ شَوقَ الـمُشْتَئِقْ / إِنما أَراد الـمشتاق فأَبدل الأَلف همزة، قال سيبويه: همز ما لـيس بمهموز ضرورة.
[12] أرب: الإِرْبَةُ والإِرْبُ: الـحاجةُ.. و الإِرْبَةُ و الأَرَبُ و الـمَأْرَب كله كالإِرْبِ. والـمَأْرُبة و الـمَأْرَبةُ مثله، وجمعهما مآرِبُ. و أَرِبَ إِلـيه يَأْرَبُ أَرَباً: احْتاجَ.
[13] ناءَ النـجمُ يَنُوءُ نَوْءاً إِذا سقَطَ. وفـي الـحديث: ثلاثٌ فـي أَمْرِ الـجاهِلـيَّةِ: الطَّعْنُ فـي الأَنْسَابِ والنِّـياحةُ و الأَنْواءُ. قال أَبو عبـيد: الأَنواءُ ثمانـية وعشرون نـجماً معروفة الـمَطالِع فـي أَزْمِنةِ السنة كلها من الصيف والشتاء والربـيع والـخريف، يسقط منها فـي كل ثلاثَ عَشْرة لـيلة نـجمٌ فـي الـمغرب مع طلوع الفجر، ويَطْلُع آخَرُ يقابله فـي الـمشرق من ساعته، وكلاهما معلوم مسمى، وانقضاءُ هذه الثمانـية وعشرين كلها مع انقضاءِ السنة، ثم يرجع الأَمر إِلـى النـجم الأوّل مع استئناف السنة الـمقبلة. وكانت العرب فـي الـجاهلـية إِذا سقط منها نـجم وطلع آخر قالوا: لا بد من أَن يكون عند ذلك مطر أَو رياح، فـيَنْسُبون كلَّ غيب يكون عند ذلك إِلـى ذلك النـجم، فـيقولون. مُطِرْنا بِنْوءِ الثُّرَيَّا والدَّبَرانِ والسِّماكِ. والأَنْوَاءُ واحدها نَوْءٌ.
[14] زَجَا الشَّيءُ يَزْجُو زَجْواً وزُجُوّاً وزَجاءً تَـيَسَّر واسْتقام. زَجا الـخرَاجُ يَزْجُو زَجاءً هو تـيَسُّر جِبايتِه التَّزْجِيةُ دَفْعُ الشيء كما تُزَجِّي البَقَرةُ ولَدَها أَي تَسُوقُه. ويُقالُ زَجَّيْت الشَّيءَ تَزْجِيةً إِذا دفَعْته بِرِفْقٍ. وفـي التنزيل العزيز “أَلـم ترَ أَنَّ اللَّه يُزْجي سَحاباً”.
[15] يقال رجل له صيت وذكر في الناس. [16] العُرَواءُ: الرِّعْدَة، مثل الغُلَواء. وقد عَرَتْه الـحُمَّى، وهي قِرَّة الـحُمَّى ومَسُّها فـي أَوَّلِ ما تأْخُذُ بالرِّعْدة.. ويقال: عَراه البَرْدُ وعَرَتْه الـحُمَّى، وهي تَعْرُوه إِذا جاءَته بنافضٍ، وأَخَذَتْه الـحُمَّى بعُروائِها؛ واعْتراهُ الهَمُّ، عامٌّ فـي كل شيء. قال الأَصمعي: إِذا أَخَذَتِ الـمـحمومَ قِرَّةٌ ووَجَدَ مسَّ الـحُمَّى فتلك العُرَواء.
[17] اللُّؤْلُؤَةُ: الدُّرَّةُ..
[18] الرُّقُّ: الـماءُ الرَّقـيق فـي البحر أَو فـي الوادي لا غُزْرَ له. والرَّقُّ: الصحيفة البـيضاء؛ غيره: الرَّق، بالفتـح: ما يُكتب فـيه وهو جِلْد رَقِـيق، ومنه قوله تعالـى: فـي رَقَ مَنْشُور ؛ أَي فـي صُحُفٍ.
[19] يقال للصبـي إِذا ولد: رضيع وطفل ثم فطيم ثم دارِجٌ ثم جَفْر ثم يافع ثم شَدَخ ثم مُطَبَّخ ثم كوكب. وقـيل: جُفْرَةُ الفرس وسَطُه، والـجمع جُفَرٌ وجِفَارٌ. و جُفْرَةُ كل شيء: وسطه ومعظمه. والـجُفَرُ: خُروق الدعائم التـي تـحفر لها تـحت الأَرض. والـجَفْرُ: البئر الواسعة التـي لـم تُطْوَ، وقـيل: هي التـي طوي بعضها ولـم يطو بعض، والـجمع جِفَارٌ.
[20] أَجمع أَهل اللغة أَن الـيَمَّ هو البحر. وجاءَ فـي الكتاب العزيز: فَأَلْقِـيهِ فـي الـيَمِّ؛ قال أَهل التفسير: هو نـيل مصر، وأَبْحَرَ الـماءُ صار مِلْـحاً
[21] واغْبَرَّ الـيوم: اشتدَّ غُباره؛ عن أَبـي علـيّ. واغْبَرْتُ: أَثَرْت الغُبار، وكذلك غَبَّرْت تَغْبِـيراً. وطَلَب فلاناً فما شقَّ غُبَارَه أَي لـم يُدْرِكه. وغَبَّرَ الشيءَ: لَطَّخَه بالغُبارِ. وتَغَبَّر: تلطَّخ به. واغبَرَّ الشيءُ: عَلاه الغُبار. والغَبْرةُ: لطخُ الغُبار. والغُبْرَة: لَوْنُ الغُبار؛ وقد غَبِرَ و اغْبَرَّ اغْبِرَاراً، وهو أَغْبَرُ. والغُبْرة: اغْبِرار اللَّوْن يَغْبَرُّ للهمِّ ونـحوه. وقوله عز وجل: “ووجوهٌ يومئذ علـيها غَبرَة تَرْهَقُها قَتَرة” ؛ قال: وقول العامة غُبْرة خطأ، والغُبْرة لون الأَغْبر، وهو شبـيه بالغُبار. والأَغْبر: الذئب للونه. والـمُغَبَّرة قوم يُغَبِّرون بذكر الله تعالـى بدعاء وتضرّع. وقد سَمَّوْا ما يُطَرِّبون فـيه من الشِّعْر فـي ذكر الله تَغْبـيراً كأَنهم إِذا تَنَاشَدُوهُ بالأَلـحان طَرَّبوا فَرَقَّصوا وأَرْهجوا فسُمّوا مُغَبِّرة.
[22] الغِبْطةِ، بالغين الـمعجمة، وهي الفرَح والسُّرُور وحُسْن الـحال.
[23] الرَّاحُ: الـخمرُ اسم لها. والراحُ: جمع راحة، وهي الكَفُّ. والراح: لارْتِـياحُ؛ قال الـجُمَيحُ بنُ الطَّمَّاح الأَسديُّ:
ولَقِـيتُ ما لَقِـيَتْ مَعَدٌّ كلُّها وفَقَدتُ راحِي فـي الشَّبابِ.
[24] مَهَدَ لنفسه يَمْهَدُ مَهْداً: كسَبَ وعَمِلَ. والـمِهادُ: الفِراش. وقد مَهَدْتُ الفِراشَ مَهْداً: بَسَطْتُه ووَطَّأْتُه. يقال للفِراش مِهاد لوِثارَتِه. وفـي التنزيل: “لهم من جَهَنَّمَ مِهادٌ ومِن فَوْقِهِمْ غَواشٍ” والـجمع أَمْهِدةٌ و مُهُدٌ
[25] قـيل: تِرْبُ الرَّجُل الذي وُلِدَ معه، وأَكثر ما يكون ذلك فـي الـمُؤَنَّثِ، يقال: هي تِرْبُها وهُما تِرْبان والـجمع أَتْرابٌ. و تارَبَتْها: صارت تِرْبَها.. وقوله تعالـى: “عُرُباً أَتْرَاباً”. فسَّره ثعلب، فقال: الأتْرابُ هنا الأَمْثالُ، وهو حَسَنٌ إذْ لـيست هُناك وِلادةٌ.
[26] الصَّبابَةٌ: الشَّوْقُ؛ وقـيل: رقته وحرارته. وقـيل: رقة الهوى. صَبِبْتُ إِلـيه صَبَابةً، فأَنا صَبٌّ ايـي عاشق مشتاق، والأُنثى صَبَّة.
[27] سأر: السؤر بقية الشيء وجمعه أَسآرٌ سُؤْرُ الفأْرَةِ وغيرها. وفـي الـحديث “إِذا شَرِبْتُم فأَسْئِروا”؛ أَي أَبقوا شيئاً من الشراب فـي قَعْرِ الإِناء.
[28] الهَدِيل صوتُ الـحمام، وخصَّ بعضهم به وحْشِيَّها كالدَّباسِيِّ والقَمارِيِّ ونـحوها.
[29] الـجَرْعةُ عندهم: الرَّملة العَذاة الطَّيِّبةُ الـمَنْبِت التـي لا وُعُوثة فـيها. وقـيل: الأَجرع كَثِـيب جانبٌ منه رَمْل وجانب حجارة، وجمع الـجَرَع أَجْرَاع و جِراع، وجمع الـجَرْعَةِ جِراعٌ، وجمع الـجَرعَة جَرَعٌ، وجمع الـجَرْعاء جَرْعاواتٌ، وجمع الأَجْرَعِ أَجارِعُ.
[30] يقولون: تَقَضَّى شَبابِـي، وتَقَضَّتْ لَـيالِـيه..
[31] البقر؟
[32] والـمرأَةُ تَرْكُضُ ذُيُولَها برجلـيها إِذا مشت.
[33] قال عنترة: ولقد أَبِـيتُ علـى الطَّوى وأَظَلُّه حتـى أَنالَ به كَرِيمَ الـمأْكَلِ / والطَّيّانُ من الطَّوَى، وهو الـجوع فلـيس من هذا.
[34] العَذْل: اللَّومُ، والعَذُل مثلُه. عَذَلَهُ يَعْذِلِه عَذْلاً وعَذَّله فاعْتَذَل وتَعَذَّلَ: لامَهُ فَقبِلَ منه وأَعْتَبَ، والاسم العَذَلُ، وهم العَذَلةُ والعُذَّالُ والعُذَّلُ، والعواذِل من النساء: جمع العاذِلة ويجوز العاذِلات
[35] شجر.
[36] شاة جَمَّاءُ إِذا لـم تكن ذات قَرْن بَـيِّنَةُ الـجَمَـمِ. وكبش أَجَمُّ: لا قَرْنَـيْ له.
[37] مقل: الـمُقْلة: شَحْمة العين التـي تـجمع السوادَ والبـياض، وقـيل: هي سوادُها وبـياضُها الذي يَدُورُ كله فـي العين، وقـيل: هي الـحَدَقة؛ عن كراع، وقـيل: هي العين كلُّها، وإِما سميت مُقْلة لأَنها تَرْمِي بالنظر. و الـمَقْل: الرَّمْيُ. والـحدَقة: السوادُ دون البـياض.
[38] ختل: الـخَتْل: تـخادُعٌ عن غَفْلَةٍ. خَتَله يَخْتُله ويَخْتِله خَتْلاً وخَتَلاناً وخاتَله: خَدَعه عن غَفْلَة. والـمُخاتَلة: مَشْيُ الصيّاد قلـيلاً قلـيلاً فـي خُفْـية لئلا يسمعَ الصيدُ حِسَّه
[39] عَفا الـمَنزِلُ يَعْفُو، وعَفَتِ الدارُ ونـحوُها عَفاءً وعُفُوَّاً وعَفَّت وتَعَفَّت تَعَفِّـياً: دَرَسَت، يتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى، وعَفَتْها الرِّيحُ وعَفَّتْها، شدّد للـمبالغة؛ قال: أَهاجَكَ رَبْعٌ دارِسُ الرَّسْمِ باللِّوَى لأَسماءَ عَفَّـى آيَهُ الـمُورُ والقَطْرُ.
[40] زلف الزلف والزُّلْفةُ والزُّلْفَـى القُربةُ والدَّرَجة والـمَنزلةُ.