من هي الفرقة الناجية والخلاف في العقيدة وأهل البدع

هذه دردشة حول العقيدة والبدع والسلفية والخلافات الدائرة بين المسلمين، أتمنى أن ينتفع بها القارئ، عليه فقط الصبر على قرائتها ليعلم وجهة النظر الأخرى، فليس من العقل الإعراض قبل التبين والتبصر. وهي مقدمة من الموضوعين التاليين:

ملخص كتاب تهافت الاشاعرة (الذي يكشف حقيقة البدعة الأشعرية وعلاقتها بالفلسفة اليونانية)
شات جيبيتي: القول المفيد في كشف تأويلات الأشعري الحقود (الذي يعطي فيه الذكاء الصناعي حقيقة الأشاعرة).

والكلام في هذا الموضوع عن أهل البدع جميعا وليس فقط الأشاعرة، والهدف منه هو أخذ القارئ لفكرة عامة عن هذه الخلافات وطرق التعامل معها.

هل كان تأثير اليونان سابقا مثل تأثير الغرب اليوم علينا؟

تأمل في تأثرنا اليوم بالديمقراطية الغربية الكاذبة السخيفة المستحيلة التطبيق على أرض الواقع (طالع بحثنا حولها هنا)، فهل كان للفلسفة اليونانية نفس التأثير عليهم سابقا؟

اعتمد الأشاعرة على الفلسفة اعتمادا تاما (علم الكلام) في إثبات وجود الله، ثم في إثبات ونفي صفاته بعد ذلك. ولعل عصرهم كان عصر فلسفة إغريقية طاغية، فظنوا أنها على شيء، وحاولوا إدخالها في الدين، أو تبريره بها مثلما ندخل نحن اليوم الديمقراطية في الدين بجعلنا إياها حكما وشرعا متبعا !
فحاولوا تفسير تلك المسائل العقدية بالعقل القائم على قواعد المنطق، وربما كان المعتقد في ذلك الزمن عند النخبة هو “أن غير المتكلم المتفلسف الذي يعتمد على المنطق، ليس عاقلا ولا عالما!”، مثلما يسود عندنا اليوم “أن غير المتخذ الديمقراطية متخلف ورجعي ولو تمسك بالدين” ، بل جعل البعض – كالإخوان، الديمقراطية من الإسلام رغم محادتها له ولشرعه، مثلما جعل الأشاعرة ومن سبقهم الفلسفة من الدين. وهذا من الشيطان يستغل في كل زمن موضة يوجه إليها المتعالمين الفارغين الباحثين عن الشهرة والسمعة والظهور، والمتبعين لعقولهم.
لذا قالوا نحن “أهل السنة والجماعة”، وذلك ليس بمفهوم أهل السنة والجماعة المتبعين للكتاب والسنة والصحابة بل بمفهوم فلاسفة أهل السنة والجماعة الأذكياء السادة الذين سبقوا غيرهم إلى استخدام علم الكلام والمنطق وجعله حكما على الدين، وإلى الرد على المغالين الآخرين كالمعتزلة، رغم أنهم جميعا يأخذون من منبع واحد، وأنا على يقين من المعتزلي أذكى من الأشعري.

إذن مفهوم أهل السنة والجماعة عند الأشاعرة ليس المفهوم المعروف، بل مفهوم يقوم على أن أهل السنة والجماعة هم من يعرف الكلام – الفلسفي المعقد الصعب، ويثبت به وجود الخالق والغيبيات، ويدافع به عن الدين!
كقولهم: “أول واجب على المسلم النظر”، لا يقصدون بذلك التدبر في القرآن، بل معرفة قواعد المنطق اليوناني ومعانيه وألغازه، لأنهم توهموا أن إثبات وجود الله سبحانه وتعالى لا يتم إلا بذلك، فتكبدوا عناء ومشقة إثباته مستخدمين علوم العلوج اليونان، مثلما يصارع البعض اليوم من أجل تحويل الدين إلى ديمقراطية.
إذن نظرهم ليس نظرنا، وأهل سنتهم وجماعتهم ليسوا أهل سنتنا وجماعتنا، بل ضدان وخصمان، فليُفهم هذا.
نحن نركز على البساطة، فإثبات وجود الله أمر فطري لا يحتاج للكثير من العناء، كل إنسان منا يعرف ربه (من عالم الذر وبآياته وأولها نفسه)، وإذا أراد هدايته اهتدى بأقل إثبات.
كذلك مفهوم أهل السنة والجماعة، فالذين يتبعون النظر والمنطق، ليسوا أهل السنة والجماعة الذين يتبعون الصحابة والسلف الصالح.

شخصية الموافق للأشاعرة وهو ليس منهم!

يوجد من المثقفين من يوافق الأشاعرة في علم الكلام والسفسطة، وهو ليس منهم، فيقبل منهم !
فهذا شخص يعتقد أنه أذكى وأعقل من المسلمين الآخرين الذين يردون عليهم، وهو بعكس ذلك، بل يتبع الهوى وما يمليه عليه عقله الدبلوماسي حسب الظروف والمصلحة الشيطانية.
فتجده ساكتا عن الأشاعرة والصوفية، بل عن الشيعة، ملتمسا لهم الأعذار، كالتاجر الذي يلتمس الأعذار للزبون المربح الذي يحطم نصف متجره !
فهو بذلك يعين على هدم دين الإسلام، لأن من سكت عن مبتدع فقد أعان على هدم دين الإسلام!
هذا المنافق بلاء – إن صح نفاقه، شر من أهل البدع أنفسهم لأنه لا في العير ولا في النفير، وإذا كان له حظ من شهرة بين الناس لبس عليهم بذلك، ودفعهم إلى الإعتقاد بأن البدعة جائزة، وأن أهلها ملائكة.
وهو غالبا لا يقيم وزنا للكتاب والسنة، ولا للصحابة، أي باختصار لا يقيم وزنا للأسلام كله، عقله مقدم عنده على ذلك كله، والدبلوماسية الديمقراطية منهجه، تامل ذلك في الإخوان الذين يتآخون مع الشيعة رغم سبهم لأمهم عائشة رضي الله عنها (وليست أم من يفعل ذلك)، والنتيجة اغتيال كبارهم في طهران التي وثقوا فيها، وحقا إن الشيطان للإنسان خذول.

بالنسبة له، ما دامت توجد خلافات، فمن الممكن جدا أن يكون اتباع الكتاب والسنة والعمل بما كان عليه الصحابة مجرد نظرية! أي خلاف آخر يجوز عدم الإلتفات إليه، المهم عنده – كما يزعم، وهو أكثر الناس لا مبالاة بذلك، هو جمع المسلمين على كلمة واحدة، ولو كانت كلمة إبليس، لا يهم!
الغبي، جمع المسلمين على غير التوحيد غير ممكن، ونفاقه هذا مفرق لهم أكثر مما هو جامع، ومضعف لهم وللإسلام، فتبا له من أدب زائف ومحاباة، وتبا لها من دبلوماسية شيطانية وغباء.

تفاخر المعتدين بالعقول

تجد المعتدين بعقولهم غالبا مجرد أبواق، يحفظ الواحد منهم كلمتين من المنطق والفلسفة والشبهات، وينطلق في نسج بيت عنكبوت واهي منها، متفاخرا بسعة علمه وقوة منطقه وعقله، ولو كان بتلك القوة ما كان مبتدعا أو عقلانيا أصلا، لأن النقل مقدم على العقل في أكثر الأمور.
وكل معتد بعقله مقدم له على النصوص (النقل)، يتحلى بصفة بغيضة وهي كثرة التفاخر بعقله أي بما يعلم ولو كان لا شيء، لشدة اعتداده بعقله، لذلك لا غرابة أن جعل الأشاعرة الأدلة العقلية هي القطعية، أما الأدلة النقلية – القرآن والسنة، فظنية عندهم، ويجب تحكيم العقل فيها حتى تتضح.
ومن عجيب الأمور أن هذا التفاخر ملموس حتى في التيكتوك، تجده في محاوري أهل البدع، وكل الذين يعتمدون على عقولهم، لاحظ ذلك التصرف البغيض فيهم، فهو من علاماتهم.
كذلك عدم احتمال السلفي، فالسلفي يحول أكثرهم هدوء وضبطا للنفس إلى شيطان في لحظات، وهذا عجيب، ويدل على تدخل الشيطان بعنف في المسالة، فعندما تذكر لأحدهم سلفية السعودية فكأنك قصفته بقنبلة!
قد يصبر على كل شيء، الملحد والشيعي والنكراني والأشعري إلخ، إلا أن تتحدث برأيك الإيجابي الذي هو أولا وأخيرا رأيك – ولك مطلق الحق والحرية فيه – عن السلفية – وتمثلها السعودية بوضوح، التي هي فعلا الفرقة الناجية، فلماذا؟
لماذا كل هذا الحقد؟ إنه الشيطان، تدخلاته واضحة، وتكون بقوة في حال كان هنالك خطر على من في الغرفة من وجهة نظره، ومن أكثر تهديدا عنده من السلفية؟
هذه لاحظتها، وتزيدني يقينا بأن السلفية هي الفرقة المتبعة للحق من بين كل الفرق المختلفة.

غموض الأشعرية

هي فرقة غامضة، والغموض والإنكار واللف والدوران، صفات ليست بالجديدة على كل طوائف أهل البدع. لذا تجد هذه الطائفة لا تصرح بمسائلها المزعجة أمام الجميع – أو أمام العوام كما تقول، ولعمري ما الفائدة والخير فيما لا يمكن عرضه أمام العوام؟ أليست الدعوة في ركيزتها موجهة إليهم؟
فيخفون مسائلهم مثل كل أهل البدع، كما يخفي الحريص شيئا يخشى تغير جِدته! والإسلام واضح صريح، لا تابوهات – مخفيات – فيه حسب تعبير إخوتهم في البدعة العلمانيين.
ويكثرون من الإستشهاد بالعلماء الكبار كابن تيمية وغيره، ليظن السامع انه موافق لهم، استدراجا للساذج إلى باطلهم الذي يظهرونه شيئا فشيئا حتى يوقعونه فيه، ثم تتحول المسألة إلى مسألة شخصية، فتصبح الأشعرية – كالتصوف والتأخون والتشيع، أمه أو أباه! فيدافع عنها بما أوتي من قوة وعدوان كما لو كان يدافع عن نفسه ! عجبا للعواطف هي أقوى بمئات المرات من العقول، لذا يجب دعاء الله أن يوفق ويسدد ويهدي، فنحن لا نملك شيئا.
ورغم استشهادهم بابن تيمية، هم أول من افترى عليه التجسيم، وعلى أهل السنة كذلك، فقالوا مجسمة لكل من يثبت لله الصفات رغم أنها مثبتة في القرآن بدون تكييف أو تعطيل!
فجعلوا الصحابة بذلك مجسمة، ونفَّرُوا الناس من أهل السنة الحقيقيين الذين أصبح البعض للجهل بفجورهم في الخصومة، يعتقد أن السلفية مجسمة!

من هي الفرقة الناجية؟

هذا هو أهم سؤال يمكنك أن تطرحه على نفسك أو غيرك، لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا باتباع سبيل المؤمنين، وهو سبيل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، هم الذين أوصلوا لنا القرآن والحديث والدين، وهم الذين عرفوه حق المعرفة وتناقلوه حتى وصل إلينا عن طريق أتباعهم، فمن هم أتباعهم اليوم؟

لا يمكن للعاقل أن يتخيل أنه يستطيع اتباع النبي صلى الله عليه وسلم بعقله واحده دون اقتداء بأحد ! هذا قبل أن يكون جهلا وطيشا وقلة عقل، أمر مستحيل، لابد من سلف في كل شيء.
كيف تتبع النبي صلى الله عليه وسلم وأنت جاهل بأسس الإتباع التي لابد لك من إتباع من يعرفها ليمررها إليك لتعرفها؟

الأمر يسير في الفقه الأصغر، توجد المذاهب الأربعة ولله الحمد. والمذهب هو الدليل إن وُجد، حينها يسقط كل مذهب فلا اجتهاد مع الدليل، لذا تجد الأئمة يقولون: “اضرب بكلامي عرض الحائط إن خالف الدليل”.
ففي الفقه الأصغر – أو الفروع، الأمر بسيط: تتبع المذهب إن لم تكن مجتهدا، أما في الفقه الأكبر أي العقيدة، وهي الركيزة، وأول أركان الإسلام. وهو الركن الخطير الذي إن تم الإخلال به قد يفسد الدين كله، لأن صاحبه يقع في الشرك والتجاوزات الكبيرة، لذا وجب الحذر والبحث والتدقيق لمعرفة العقدية الصحيحة، ولو بفتح غرفة في التيكتوك تسمح فيها للسلفي بالكلام والأشعري والإخواني وغيرهم، وبهذا تعرف أهل الحق لأن الحق واضح أما الباطل فمتهافت (وتوجد غرف تسمح للجميع بالحديث وتساوي بينهم لكنها قليلة ونادرة، أغلبهم لا يسمح للسلفية بعرض وجهة نظرها، ويعتبرها خطا أحمرا، فترى الأشعري يعرض هرطقته الفلسفية بكل أريحية، والشيعي والنكراني والملحد يتكلمون بحرية، ومهما رد بعضهم على بعض لا يصل ذلك إلى التعرض للظلم والإسكات والطرد، إلا السلفي فإنه عندما يتكلم يثور كل أهل البدع ويجتمعون عليه، ويحولونه إلى معتد أثيم، ويسبونه ويشتمونه، مثل نفخ وصفير صاحبنا السابق الذي لا يعقبه إلا السب والشتم والطرد! فإذا لم يكن صاحب – أو صاحبة، البث عاقلا ويضبط ذلك، فإن النتيجة تكون إسكات السلفي وطرده أي اسكات ممثل الحق وطرده باختصار).

العقيدة واحدة، ومعروفة والخلافات فيها معروفة وعمل الصحابة فيها واضح، إذن لا توجد ذريعة لقول أنا أتبع عقلي فيها، أو أثق في كلام طوائف البدع وكبارهم فيها، هذا لا يصح، وليس من العقل ولا الحرص على الدين، فالعقيدة ليست كالمذاهب الفقهية الأربعة يمكن للواحد اتباع ما شاء منها.
هذه عقيدة، أي أساس الإيمان الذي لا يمكن الإخلال به، ولا يمكن اتباع “كنت أظن”، “كنت أعتقد”.
لابد من التأكد تماما مما تتبع في العقدية، فالأمر يتعلق بأهم شيء وهو سلامة الإيمان.

وعندما نقول أهل البدع، المقصود بهم الطوائف التي أخلت بالعقيدة، ففيها تفرق الناس إلى أصحاب ملل أخرى غير مسلمين، ومبتدعة منتمون للإسلام، وهي أهم شيء في الدين، والعاقل يبدأ بها فيبحث ويسأل، ويتواضع فلا يكابر ولا يتبع الهوى ولو أحب ألف شيخ وشيخة أو أعجب بألف عالم وعالمة.
ولا يقول “أتفووو الوهابية” أو “اللعنة المداخلة” أو “سحقا الجامية”، هذا من الشيطان، ابحث وتأكد ثم قل ما شئت، أنت حر، المهم ان تتأكد تماما حتى لا تظلم نفسك وغيرك.
أنصحك بتنقية القلب من الغل والحقد على أي كان أو أي طائفة كانت، ذلك من الشيطان، فالآخر مسلما كان أم غير مسلم، أمامك معه طريقان ثالثهما من الشيطان:
الأول أن تهديه إن كنت صاحب الحق. وهذا يعني أن مواجهتك له ودعوتك من البداية مرتكزة على حب الخير له ونفعه، لا العداوة وحب الشر له.
الثاني ان يهديك إن كان صاحب الحق. وفي هذه الحالة تنتفع به. وشرط هذا من البداية هو التجرد من المعاداة وتنقية القلب من الأحقاد والخصومات، وهو ما لا يترك الشيطان الناس يفعلونه.

إن من علامات السلفية أنها لا تحقد على أهل البدع ولا على غيرهم، لأنها تريد لجميع الناس الهداية، تريد لهم الخير فكيف تؤذيهم بذلك التلاعب الشيطاني؟
أي لا تُخرج أحدا من رحمة الله. السلفي لا يحتكر الدين، ويقرر من الصالح من الطالح لأنه يعلم أن الأعمال بالخواتيم، وأن سلفيته قد لا تنفعه، حفظنا الله وجميع المسلمين من الخذلان،، لذا يتصرف كالخادم للدين داعية إلى الحق، فإذا رأيت من بعضهم غضبا وتجاوزا، فاعذره، واعلم أنه قد يكون ردة فعل أو طبع فيه، نحن في الأول والأخير بشر، ومن السلفيين من لا يحتمل غيره، المهم الفائدة.
وكل أهل البدع إخوة لنا في الوطن والدين، نكره بدعتهم لكن لا نتجاوز إلى أشخاصهم، ذلك ليس من حب الخير للمسلمين، فافهم هذه.

وكل الأسماء التي ذكرت لك سابقا – وهابية جامية مداخلة إلخ، تمثلها طائفة واحدة هي السلفية، وهي ليست داعش بطبيعة الحال، فداعش والإخوان خوارج، والسلفية أول خصم لهما، فالمداخلة سموا بذلك الإسم من طرف القاعدة وداعش لأنهم ركزوا على كشف بدعتهما – الخروج، أما الجامية فنبزها الإخوان بذلك لتركيز الشيخ الجامي عليهم. المهم أن كل تلك الأسماء جائت من أهل البدع للتنفير من عدو واحد يكشف بدعهم للناس ويفضحهم، وهو ما لا يحبون ولا يريدون، ولا يجدون الدليل للرد عليه فيردون بالإفتراء وتنفير الناس منه.
كذلك الوهابية تسمية أطلقها الأتراك على أهل الحق في زمنهم، فقد كانت الدولة العثمانية دولة صوفية متعصبة للتصوف، وكانت الدعوة السلفية في الحجاز ضد التصوف تهدم الأضرحة وتحارب الشرك، فسموها بالوهابية تنفيرا للناس منها، ومن العجيب ومما يؤكد وجود الشيطان أنه يجعل البعض يجن جنونه لمجرد سماع اسم الوهابية اليوم حتى ممن يظن الواحد أنهم عقلاء!

دخلت غرفة أخت طيبة في التيكتوك ترد على الملحدين، فدخل واحد يبدو أنه اسلم حديثا أو يريد إزعاج راحة من فيها، فسأل قائلا: من هي الفرقة الناجية؟
فأجابته الأخت هم السلفية، وهم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، وكذلك قال المتحدث الأساسي – تجمع الغرفة أطيافا مختلفة، ويتعذرون جميعا بجمع الصف بذريعة مواجهة النكارى، لأن أبغض شيء إليهم هو عرض أشعريتهم وصوفيتهم على الناس في وجود السلفي الوهابي.
فأصر السائل قائلا: هل يمكنكم أن تهدوني إلى الفرقة الناجية ؟
فلم تجبه الأخت إلا بجوابها الفضفاض السابق، وكذلك المتحدث الدكتور (احذر من هذه الألقاب فهي مجرد نفخة شيطانية، الرجال يُعرفون بالحق لا العكس).
فكتبت له هي السلفية التي في السعودية، فابحث فيها إن كنت تريد الحق.
كتبت ذلك ناصحا، وهو ما أعتقد، ومن حقي مثلهم أن أعرض ما أعتقد، لأن كل واحد منهم يعرض معتقده بكل وضوح وصراحة لا يخشى لومة لائم ولا ثورة أي ثور عليه.
لكن ما ان كتبت رأي حتى بدأ الشيطان ينفخ فيهم وبدأت الحساسيات تطفو على السطح !
رغم انه سطر مكتوب كان يمكن ان يتركه يعبر، وهو في الأول والأخير رأي مسلم لا يهودي، لكن الواضح هو أنهم يفضلون اليهودي على السلفي، بدون مبالغة !
بدأ الدكتور المحترم ينفخ بعد أن كان هادئا، وتهدج صوته، وأصبح صفيره مسموعا مما يدل على أن الغضب تصاعد فيه، وقال هنالك في التكست كذا وكذا، وهو ينفخ، ولم يسم.
أما الأخت فلم تقل شيئا، فواصلت التعليق، فكتب لي أحد المشرفين:
إذا ارتكبت غلطة مرة أخرى سأجعلك تكبس بضمير!
غلطة!
عرض رأيي في غرفة يزعم أهلها أنهم مثقفون ودكاترة غلطة !
فكتبت له: ليه يا ظالم.
وكان في الغرفة واحد أعرفه في غرفة أخرى ويعرفني، وهو من أهل الكلام المعتدين بعبارات المنطق والفلسفة، يحب الكلام في كل شيء، متخصص مثلهم في الرد على الملحدين والنكارى فقط!
عجبا، أصبح التخصص سمة في الدعوة !
فقال: أنا أعترض على سلفيتكم. وطرح سؤالا فلسفيا ليثير الموضوع ربما مزاحا. فأجابته الأخت بجواب غير مفهوم، فكتبت له ممازحا: هذان – الأخت والدكتور، لا يعرفان السلفية. فكتم المشرف تعليقي، ثم أعادوه مباشرة، ربما أعادته الأخت، فكتبت لأمثال ذلك المشرف الظالم: نحن كسلفيين نتقبلكم فلماذا لا تدربوا أنفسكم قليلا على تقبلنا. لسنا وحوشا ولا يهودا !
ويظهر لك من هذه القصة أمور منها:
أن السلفي لا حق له حتى في التعبير عن معتقده! فلماذا؟
لأن الشيطان لا يريد ذلك، فالخطر عليه ليس منهم جميعا، بل من معتقد السلفي، لذا يدفعهم وفي ثواني معدودات إلا الهيجان والغضب والنفخ والصفير، والشخصنة كما لو كان المعترَض عليه أبا أحدهم أو أمه !
والعجيب أنك تراهم هادئين إذا كان الحديث صادر من الصوفي أو الأشعري أو الشيعي.
فلماذا السلفي؟ ولماذا السعودية بالتحديد؟
لماذا يجن جنونهم عند ذكر السلفية ومنهجها المبارك في السعودية؟ منهج العلماء الحقيقيين، الذين يقولون الحق بكل صراحة ووضوح بعكس غيرهم من الدبلوماسيين الذين يتسترون على البدع وأهلها.

ويظهر من القصة أيضا أنهم في حرب على السلفي (لا أقول معه لأنه لا يحاربهم بل ينصح لهم تقربا لله)، أي يظلمونه، لذا كتبت للذي كتم تعليقي: ليه يا ظالم؟
ما الذي فعله السلفي لهم؟ إنه يعترض فقط على البدعة، ويدعوهم لمناقشتها !
فإذا كانوا واثقين فيها إلى هذه الدرجة فلماذا يخشونه؟
أليس معهم الحق؟
وظلم السلفي تجده في كل الغرف المخالفة حتى غرف الملحدين والنكارى لا يحتملونه!
وكل هذا يبين لك أن الطائفة المحاربة من طرف الجميع – وهي طائفة الحق – هي السلفية وحدها.
حتى رؤساء أمريكا والدول الغربية عندما يتحدثون عن الإسلام الذي يعادونه يقولون جميعا “الوهابية”، فتفطن لذلك.
هل قالوا “الإخوان”؟ أبدا بل لم يضعوهم على قائمة ارهابهم حتى يومنا هذا!
وهل قالوا “الصوفية”؟ أبدا، بل لكبار الصوفية اجتماع سنوي في البيت الأبيض!
أهل البدع أحبتهم وقد يمولونهم، لأنهم يعلمون أنهم ليسوا على الدين الصحيح، الدين الذي يخافون من قوته وانتشاره، أما الوهابية فهي الوحيدة التي لا يحتملونها مثل كل أهل الضلال.

خلاصة الأمر أن المسلمين سيفترقون إلى 72 طائفة، واحدة منها فقط هي الناجية، فمن هي؟
هذا السؤال هو أول سؤال يجب أن تطرحه على نفسك، وهو أهم سؤال لأنه يوصلك إلى الحق من خلال الوصول إلى أهله.
فمن هم؟
فكر وابحث، ثم أجب. واختر ما شئت بعد ذلك، لكن على بينة، لا تصدق ولا تتبع الكذابين أعداء الحق وأهله.

لماذا يردون بعقولهم القرآن والسنة؟

عندما تسأل الأشاعرة: لماذا تأولون الصفات؟؟ يقولون: وجدنا أن اللفظ العربي يحتمل معاني أخرى، وهذا من باب التفسير، فاليد مثلا تأتي بمعنى القدرة، فقلنا: اليد في القرآن بمعنى القدرة. وكذلك الاستواء يأتي بمعنى الاستيلاء، فحملنا قوله ( ثم استوى ) أي: استولى.
وهذا كلام فاسد، فإننا لا نختلف معهم في أن اللفظ قد يحتمل معاني أخرى، ولكن السؤال المطروح عليهم هو:
ما هو الداعي الذي جعلكم تبحثون عن معنى مجازي وتتركون المعنى الحقيقي الموجود ؟؟
الجواب هو ظنهم أن المعنى الحقيقي يستلزم حلول الحوادث في ذات الله، أي تنزيها له بزعمهم من أن يكون مُحدَثا – حاشاه، وبهذا يبطل كونه واجب الوجود (النظرية الفلسفية التي وضعوا)!!
لذا اضطرتهم عقولهم الفارغة المتأثرة بالمنطق اليوناني – الذي هو عندهم أعلى من الشرع – إلى تأويل الصفات الواردة بوضوح في القرآن بسبب أصلهم الباطل ذلك، فسبب تأويلهم ليس اللغة بل الضلال.
فما الذي يشتركون فيه مع النكارى والملحدين الذين يردون القرآن والحديث بعقولهم أيضا؟
ما الذي يميز هذا النوع من العقول المريضة؟

النكارى مثلهم، يقولون إنهم يتدبرون القرآن، ولا يأخذون بغيره، وتدبرهم تفسير، وهم جهلة لا يملكون أقل وسائل التفسير، لا علم ولا لغة ولا منطق. يتبعون الهوى في تفسير القرآن ورد السنة، ولا يختلف الأشاعرة كثيرا عنهم في صفة الإنكار، كلهم ينكرون بعقولهم آيات القرآن والأحاديث الواضحة.

هل الأشاعرة أيضا نكارى؟
بمكنك القول بأن كل من يحكم عقله في الشرع مقدما له عليه، منكر للشرع، فصاحب العقل المغرور يعتقد أن عقله التافه أعلى من الآيات والأحاديث الثابتة الواضحة. فيأول ويتفلسف ويحرف حسب هواه، وهو يحسب أنه يحسن صنعا.
وبالنسبة للأشاعرة يفعلون ذلك من منطلق أنهم مسلمون، أما بالنسبة للنكارى فأكثرهم مدسوس على المسلمين للتلبيس عليهم بذلك.
فعجبا لمن يغتر بهذه الترهات ويعجب بها ويتبعها!

النفاق

دخل الأشاعرة بوضوح في علم الكلام، يعني استخدموا العقل فيما لا دخل له فيه كالبحث في الغيبيات، فكانوا كالمعتزلة والجهمية الفرقتان اللتين اندثرتا وبقي الأشاعرة وشؤمهم على الأمة. فكانوا بذلك مثل المنافقين، لا إلى هؤلاء (أسيادهم المعتزلة)، ولا إلى هؤلاء (أسيادهم أهل السنة). أي بين البينين كالمنافقين، ومن المعروف أن المنافق ألعن وأخبث.
لاحظ كيف قادهم الشيطان من خلال استخدام العقل إلى التدخل في ذات الله وصفاته إلخ! فلم يرضوا بالثابت من ذلك في القرآن والسنة، مما اتفق عليه الصحابة والأمة، بل نحتوا لهم صنم عقليا وعبدوه كما فعل سلفهم في ذلك الضلال، فعطلوا صفات الله بدعوى التنزيه، وأفنوا أعمارهم في تقرير ذلك والدفاع عنه. وهو أمر لم يفرضه عليهم الدين ولا طالبهم به، بل نهاهم عن الخوض فيه بمثل ذلك التنطع والتمنطق. لهذا قيل: “من تمنطق فقد تزندق”. وهي كلمة حق سواء قالها شخص واحد أو أكثر، لأن البعض يقول هذه قالها عالم واحد!
فلم لا؟ هي كلمة مباركة سبق إليها ذلك العالم – جزاه الله خيرا!
وهذا كقولهم المأخوذ من الأشاعرة: “لا نقبل بحديث الآحاد”!
وماذا فيه إن كان صحيحا؟ أليس أولئك الآحاد من الصحابة والعلماء الكبار؟
نحن الآن نثق ثقة عمياء في كلام الأب والأم والمقربين الذين نثق فيهم وهم آحاد، فلم لا نثق في كلام الصحابة الذي أثبت العلماء صحته أيضا؟
أنتركه فقط لأنه يثبت صفات الله ويخالف الأشعرية المجنونة؟
فليتهم أفنوا أعمارهم في تقرير التوحيد بدل علم الكلام، وليت كل أهل البدع فعلوا.
ليتهم أضاعوا أعمارهم في العبادة والأعمال النافعة حقا بدل هذا الهراء.
ومثلهم في ذلك مثل كل من يفني عمره فيما لا ينفع، كمن يضيعه في الأدب وفي الفلسفة والتمثيل والطرب والكرة.. إلخ.

لعنة التأصيل والتقعيد

لولا أن بعض ذلك نافع كما قرر بعض العلماء، مثل وضع القواعد الفقهية والأصولية، لقلت شخصيا: لا أحبه !
لكن فيه خير، وفيه شر، كأغلب ما في الحياة. وتجده عند العلماء، وعند المتعالمين أيضا، أي تحبه النخبة الصالحة والطالحة على حد سواء، وأحيانا يكون ضرره أكثر من نفعه لأنه يضع قواعد قد تكون مطلقة عند البعض وهي غير ذلك، أو لا يصلح تطبيقها في مجال ما، يضعها بناء على بعض المسلمات العقلية التي قد تكون فاسدة أو غير مناسبة لبعض المقامات.
وقد فعل ذلك الأشاعرة، فقعدوا وأصلوا لمذهبهم – كما سيتبن لك، وانطلقوا من بعض المسلمات التي هي في الأصل فاسدة، أخذوها من منطق الفلاسفة بدل الشرع، وقاتلوا – ولا يزالون، في سبيل إثباتها والدفاع عنها.
فمن ذلك قولهم “أول واجب على المكلف هو النظر”، أي: تعلم علم المنطق الضابط للعقل بزعمهم، والذي به يعرف الرب بزعمهم، بدل تعلم الكتاب والسنة ! فكانت النتيجة الخوض فيما لا قبل لعقولهم به وتعطيل صفات الله، جاءوا ينزهونه فأساءوا إليه.
فعندهم أنه بالعقل نتمكن من إثبات وجود الله عز وجل، وهو أول واجب عندهم، لأن من لم يثبت وجود الله فليس بمؤمن عندهم، ولا سبيل لإثبات وجود الله إلا بدليل الحدوث، وهذا الدليل لا يتوصل إليه إلا بالمسائل المنطقية السخيفة.

وإذا تأملت وجدت أن كل أهل البدع يضعون قواعد وأصول لبدعهم، يسيرون عليها مخالفين لطريق السلف من الصحابة وتابعيهم بإحسان، وهذا عجيب، وهو بالتأكيد غرور من الغَرور.
تأمل في كل أهل البدع تجد تأصيلا وتقعيدا للبدعة يضفي عليها من القداسة ما لا تحتمل لتفاهتها، فالإخوان مثلا لهم أصولهم القائمة على منابذة الحاكم والخروج على جماعة المسلمين، حتى أن بعضهم وصل به التأصيل والتقعيد إلى درجة الزعم بأن كرسي الحاكم هو التوحيد، أي أول مطلوب في الإسلام، لأن به تتحقق الخلافة ويتم التمكين للدين. فكانت النتيجة ضياع الدين والأمة معا، فكم من بلد خربوه وكم شعب شردوه. والسبب تلك القاعدة الحمقاء التي هي في الأصل فاسدة لأنها ضد الكتاب والسنة.
كذلك الصوفية وضعوا أديانا جديدة، أو وضعها لهم الشيطان الذي تنزل على مشايخهم زاعما أنه الخضر أو النبي – حشاهما، فانطلقوا من بعض القواعد المدسوسة على الإسلام، منها أن النبي صلى الله عليه وسلم يتجول بينهم ليعطيهم جديدا في الشريعة التي اكتملت قبل مماته!
ومنها العبادات والأدعية المحدثة التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي دفعوا بعض العوام إلى عبادة الله بها، وهي عبادة له بما لم يأمر به، ولم يعرفه رسوله عليه الصلاة والسلام ولا صحابته.
ومنها قاعدة قداسة الشيخ الذي لا يمكن الإعتراض عليه!
اعتُرض على أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وهذا لا يمكن الإعتراض عليه او حتى مناقشة طرحه المردود؟!!
وقاعدة سوء الخاتمة التي هددوا بها كل من تسول له نفسه النجاة من طريقتهم المشؤومة بتركها، كمن يشك فيها – وذلك أكبر حق له. فخوفوا الأتباع من مجرد إعمال عقولهم فيما ينفعهم وهو الفرار بدينهم من مستنقع الطريقة المشؤومة.
وإذا افترضنا أن الشيخ كان أصلح الصلحاء – وإرثه يثبت عكس ذلك، فلا ينتفع بذلك غير نفسه، كل ذلك لنفسه، فلماذا الحرص على تبعيته؟ هل يمكنه مثلا أن يمنع أحد المستحقين للنار من دخولها؟ سيقولون: نعم. وهذا هو الضلال المبين.
تجد الواحد منهم لا يسأل عن سنن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يهتم باتباعها، وهو يسأل عن سنن الشيخ المبتدع ويتبعها بكل حرص واجتهاد !

وحتى التأصيل ووضع القواعد في الفقه نفسه أو غيره من مواد الشرع الجائزة، قد يستغلها البعض في الوصول لنتائج غير صحيحة. فيجب التركيز على الأصل وهو الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة، ونبذ كل ما خالفه من ثمار العقول مهما كان، لأنها تحتمل الكثير من الألوان والأوجه.

إتباع العقل وحب السفسطة

يؤمن الأشاعرة إيمانا تاما بالعقل الذي نتيجته علم الكلام الممل الذي أعجب شخصيا ممن يتحمله ويستسيغه من المثقفين. العقل هو الذي أدى بهم إلى تعظيم علم الكلام إلى درجة العبادة، لأنه هوى، وقد عبدوا هواهم في ذلك، والله أعلم.
تراهم يضعون لكتبهم عناوين جاذبة لعلم الكلام، محببة في تحكيم العقل في النقل، كعنوان كتاب الرازي [ نهاية العقول ]، فإن المطلع عليه يعتقد أنه مبني على شيء، وهو خواء – قطعا، مبني على الضياع، وقد صرح بذلك الرازي نفسه عندما تراجع عن ذلك العلم، وأثبت أنه كان يتبع هواه.
لكن الساذج الأشعري المتفلسف اليوم، يقع في فخ العقول كالأبله، ولا يفطن لذلك، أو يفطن ويعجبه الأمر! ولو كان له عقل ما وقع فيه. وتجذبه جدا هذه العناوين البراقة إلى ذلك اللغو، ويعجب كثيرا باهلها الفلاسفة ويحاول تقليدهم فيضيع وقته وجهده في ما لا ينفع.

لقد نفى الأشاعرة قاعدة “قياس الغائب على الشاهد”، ورغم نفيهم لها استخدموها في كل تقريراتهم، فقاسوا ما يشاهدون على ما لا يشاهدون، وطبقوا ذلك على عالم الغيب الذي يستحيل حتى تخيله.
فعجبا لمن يجد في هذا النوع من السفسطة اللاعقلية متعة فكرية أو أي كانت. العاقل يُعرض عن مثل هذا إلى ما ينفعه، ويعلم أنه علم تافه لا علاقة له بالدين بل هو مفسد للدين، لهذا كان كبارهم كلهم كالغزالي والرازي ضعفاء في علم الحديث – أي ضعفاء في الدين، وربما لهذا السبب استخدموا عقولهم كالضعفاء فيه الموجودون اليوم، تجدهم يحبون هذا التنطع ويغالون فيه رغم تحذير أهل العلم وحتى بعض سلفهم منه.

لقد اعتمد الأشاعرة على الإستدلال الفلسفي “لكل حادث محدث” في إثبات وجود الله، أخذوا ذلك من الفلاسفة والمعتزلة، يريدون إثبات وجود الله والرد على الملحدين الفلاسفة، فاستخدموا منهج الفلاسفة في الرد على الفلاسفة، فكان الحاصل أنهم “لا للفلاسفة كسروا ولا للإسلام نصروا”.
وهذا مآل كل من يعتقد أن في علم الكلام خير، وان الإسلام يحتاج إليه في شيء، والحقيقة هي أن الإسلام غني عنه لأنه دين بسيط وواضح مخاطب للفطر والقلوب السليمة التي يهديها الله بأقل كلام ودليل إذا شاء، وتلك البساطة وذلك الوضوح هما منهج الأنبياء والسلف، يعني عرض الإسلام كما هو دون تنطع فلسفي أو مبالغات، والرد أيضا على تعقيدات الفلاسفة وأهل البدع بتلك البساطة الجميلة الشارحة للصدور، ثم الله يهدي من يشاء، لا حاجة للمبالغات.

معنى التنطع:
المتنطعون هم المُتعمِّقُون المُغالون في الكلام، المتكلمون بأقصى حلوقهم؛ مأخوذ من النِّطَع وهو الغار الأعلى من الفم، ثم استعمل في كل من تعمق قولًا وفعلًا.
وقال الخطابي: المُتَنطِّع: المتعمق في الشيء، المُتكلِّفُ البحث عنه على مذاهب أهل الكلام، الداخلين فيمالايعنيهم، الخائضين فيما لاتبلغه عقولهم.

تطرف أهل البدع الغريب وثقتهم العجيبة فيما عندهم

عندما نظر الأشاعرة في كتاب الله عز وجل وجدوا نصوصا تخالف أصلهم (ما يقبل الحوادث فهو حادث)، كقوله تعالى : (وجاء ربك) (ثم استوى على العرش) (يد الله فوق أيديهم) (إن الله لا يحب الكافرين) (وكلم الله موسى تكليما) (وكلمه ربه) (وإذ قال ربك)… إلخ، فجعلوا الأخذ بظواهر هذه النصوص من الكفر ! وبهذا سلوا سيف التبديع والتكفير على أهل السنة لأنهم أخذوا بالكتاب والسنة وخالفوا أصلهم الذي اخترعوه.
ومن هنا نرى بجلاء لمسة الشيطان في ما ذهبوا إليه، فقد أوصلهم إلى درجة الإعتقاد بأن المخالف لما ذهبوا إليه من باطل وتخريف، كافر ! رغم أنه يتبع القرآن والسنة ورأي الصحابة!
فالمبتدع لابد أن يتطرف ويتعصب، والتكفير والتبديع، وقبلهما السب والشتم والأذية، عند المبتدع أمور يسيرة لأن جنونه بعقله وبدعته القبيحة غير محدود، وسببه الشيطان الذي يصوره له ذلك العفن كأعظم وأهم شيء.

ومع هذا يقول أغلب أهل البدع أن السلفية متطرفة وتكفيرية ! والحقيقة هي أن العكس هو الصحيح فهم المتطرفون التكفيريون.
فما يسمونه تطرفا عند السلفية ليس تطرفا، بل هو أهم مطلوب، لأنه الحرص على التوحيد والنصيحة للمسلمين، وهو فعل كل الأنبياء، يعني الدعوة إلى التوحيد والإعتراض على كل ما يفسده، وهذا هو أساس الإسلام.
فعند النصح للمتصوفة بترك عبادة الشيخ، أو للأشاعرة بترك تعطيل صفات الله، يقولون هذا تطرف، هذا عدم احتمال للمسلمين، هذه دعوة تفرقة بين المسلمين، والحقيقة هي أن ذلك هو المطلوب، وإلا ضاع الدين، ولعل من أسباب ضياعه اليوم وضعف الأمة، رجحان كفة السكوت عن البدع والضلالات التي أصبحت عند البعض حتى من المتعلمين، من الدين، ولا يجوز حتى الإعتراض عليها !
أما التكفير فإذا كفر عالم مجتهد أحد شيوخ التصوف بسبب قول قاله، وذلك كثير، فذلك حقه، وقد أصاب، ماذا تريده أن يقول؟ من قال من المتصوفة: “إذا بزغت في جهنم خمدت”، وغير ذلك من شطحاتهم الشيطانية التي تمس جنابالعقيدة، فجواب قوله ذلك هو أنه “قول كفري”؟
لكن نحن العوام – ولا حتى طلبة العلم، لا نكفر المعين. يمكننا تكفير القول لكن تكفير المعين خاص بالعلماء والأمراء والقضاة، لهذا كفر بعض العلماء – وأكرر العلماء، بعض مشايخ التصوف وغيرهم.
والأمر ليس فيه أي مخالفة، تكفير المستحق من القادر عليه امر جائز، ولا شيء فيه، وكما أن افيمان موجود الكفر أيضا موجود، والله سبحانه وتعالى كفر كثيرا من طوائفه في كتابه الكريم، فلا غضاضة من تكفير العالم لمن أتى بمكفر مهما كان.
لكن هؤلاء المفترون يغضبون لشيوخهم ولعلمائهم وكبارهم أكثر من غضبهم لدين الله. وإذا تأملت وجدت أن جميع أقوالهم في السلفية قائمة على الكذب والإفتراء والمغالاة في الدفاع عن باطلهم. وهذه حقيقة واضحة لكل من بحث وتأمل وتدبر.

هل أصبح تعلم الدين والحديث فيه محظورا ؟

وصل الحال ببعض المسلمين في هذه الزمن إلى درجة التشكيك في كل ما له علاقة بالدين، وعدم تقبل أي شيء ثابت ولو كان ذلك بالتواتر الذي تعارف عليه المسلمون قبلهم. فعندما يتحدث أستاذ الإعدادية أو الثانوية في فصله عن الله ناصحا طلبته راجيا لهم العلم والخير، ولو في 5 دقائق مقتصة من ساعتي الحصة، قال المدير: لا تفعل، ذلك فقهك وحدك، فلا تبثه في التلاميذ، لا تفسدهم بـأفكارك !
وعندما يتحدث الواحد عن الدين في أي مكان تنظر الأكثرية إليه شزرا. ما الذي يفعل هذا الغبي الثقيل؟
فأين الفقه؟ بل أين الدين؟ هل انعدم حتى لم يعد الواحد قادرا على الكلام فيه بذريعة الخوف من ذكر الخلاف أو الضلالات؟
وكل شيء من الدين – حتى الصلاة عند من يسمون انفسهم قرآنيين، أصبح قابلا للطعن والتدبر الفاسق والرد؟!
وكل ما عدا الدين من سياسة وأزياء وأدب إلخ، مباح فيه الكلام والخلاف المثري في نظرهم، أما الدين فجعلوه حِجرا محجورا لينساه الناس – وهي حيلة شيطانية انطلت على البلهاء !

مسموح في المدارس بالحديث عن الفلسفة (وأكثرها كفر وإلحاد وعناد، بل تجر إليهما حتى لا تكاد تجد من يهتم بالمنطق إلا وفيه شيء من المروق على الأصول ورفضها، أي فيه شيء من عدم التسليم الذي هو أساس دين الإسلام فهو التسليم لرب العالمين، واعتماد وفعل ما يامر به ويحبه فقط، لهذا قالوا: “من تمنطق فقد تزندق”، وصدقوا).
مسموح في الإذاعة والتلفزيون بل في الأسواق، بقضاء الساعات تلو الأخرى في الكلام عن الديمقراطية السخيفة (وهي كفر، شرع محاد لشرع الله سبحانه وتعالى)، ومسموح بالحديث عن الإقتصاد الماركسي الربوي (اليهودي العالمي)، لا مشكل في ذلك، ولا اعتراض عليه، بل هو من التنمية والرقي والتقدم !
أما الحديث عن الدين فلا، مجرد الدردشة فيه مشكلة، فما بالك بتعليمه للناس؟!
تكلم عن البدع في جمع من الناس وستجدهم ينظرون إليك شزرا كما لو كنت تخوض في بعض المحرمات أو تجلس على قلوبهم !

وأهم شيء في الدين ليس الفقه الأصغر ولا الوعظ والرقائق، بل العقيدة، ومن الطبيعي ان يفترق فيها الناس ومنهم المسلمون، إلى طوائف وفرق شتى لأن الدنيا دار ابتلاء ويسكنها الشيطان، فلماذا نكبر الأمر عن قدره؟ لماذا نحوله إلى أمور مخفية مسكوت عنها؟
لماذا لا يتحدثون عن التصوف والتأشعر والتأخون وحتى السلفية؟
إنها العقيدة، وهي أولى بالحديث من أي شيء آخر، والحديث فيها ينفع المسلمين لأنه يعرفهم بالصحيح منها، فيكون دينهم مبني على أساس، وهو الركن الأول من أركان الإسلام، على فهم معنى “لا إله إلا الله” التي لا يقبل الله ممن خالفها.
فلماذا الخوف من طرح الأمور العقدية؟
درست قليلا في المحظرة في مدينة صحراوية جميلة (مقطع لحجار)، فبدأ لنا الشيخ بالأخضري وابن عاشر، وفي بداية كل منها الحث على عدم الكلام في المسائل العقدية !
لماذا؟
نعم، يمكن أن يكون ذلك مقبولا في السابق إذ لم يكن العبث منتشرا مثلما هو في هذه الأيام، أما اليوم فإذا استمروا في السكوت عنها فسيتحول أبنائهم إلى نكرانيين أو مبتدعة !
ثم لماذا السكوت عن المبتدع ؟ أليست هذه خيانة للدين ؟
لماذا التماس الأعذار لبدعته ؟
كلموه أو كلموا الناس، وحذروهم من بدعته فهذا دين يا غجر، ثم خذوه بعد ذلك بالأحضان إن شئتم، لا نقول آذوه ! الهدف هو الخير له إن شاء – ليس مهما، أو للناس بتحذيرهم من شر بدعته التي قد تتضمن شركا مثل دعاء الشيوخ والقبور عند المتصوفة !

السكوت حيلة شيطانية لصد الناس عن العقيدة، حتى لا يعرفوها ويعرفوا الخلافات فيها، رغم أن العوام يرون ذلك عيانا، فأكثرهم يسمع ويرى التجاوزات الصوفية مثلا، وبعضهم يدرك أنها خطأ لوضوح الخطأ فيها، ولكن قد لا يدرك البعض الآخر ذلك، بل قد يغررون به ويضلونه ! فلماذا السكوت؟ أليس خيانة لله ورسوله والمسلمين والدين في هذه الحالة ؟

لقد جاء التغريبيون بعد الإستعمار بخطة لفصل المجتمعات المسلمة عن دينها، وكان مما استغل في ذلك التطور والرقي المكذوب العفن المجلوب من الغرب، فصوروا للناس أن المهم هو الأمور الدنيوية وحدها لأنها تبني الدول – ولم نرها بنت أي دولة إسلامية! أما غير ذلك، خاصة الدين، فمن التخلف والرجعية وتضييع الوقت، ويجر إلى الوراء، وأول ذلك الخلافات بين لامسلمين، والتي أصبح بعض أبنائهم يعتقد أنها دليل على عدم صحته من الأساس !
فوافق التغريبيون أهل البدع في كتم العقيدة وعدم الحديث عنها بدعوى تجنب إثارة الخلافات والشقاقات، وهذا كتجنب الإعلام الغربي كله – حتى هذه اللحظة، الحديث عن الإسلام في حلقات أو مناظرات مباشرة أو غير مباشرة، بدعوى احترامه !
وهل يحترمونه أصلا؟
بل خوفا من أن يسلط الضوء على أباطيلهم الكثيرة من مسيحية ويهودية وديمقراطية علمانية إلحادية إلخ، وخذها مني: “الشيطان يغطي على الباطل بإخفائه وعدم إظهاره علنا، ولا تجد طويئفة مبتدعة واحدة تعلن للناس ما عندها”، فالمخفي يستمر أما المعلن عنه فيتلاشى لأن الحق يسحقه.
لذا فإن من خطط الشيطان جعل أتباعه – وهم أهل البدع والضالون، يتجنبون قدر الإمكان مواجهة الحق، ويكون ذلك بالكثير من الدعاوى الكاذبة مثل: “هذا لا يثار على العوام؟” و”هذا لا يتكلم فيه إلا المتخصصون وأهل الإجتهاد” إلخ.
وإذا تأملت الإسلام وجدته صريحا واضحا لا شيء مخفي فيه، والجميع مسلمون على نفس القدر من المسؤولية والمحاسبة، سواء فيه المتخصص وغير المتخصص، والدكتور وغير الدكتور !
ثم إذا أُظهِرت البدعة وبدأتْ مناقشتها، يحاول الشيطان جهده إغلاق الموضوع بأقصى سرعة ممكنة من خلال تحويل الأمر إلى سب وشتم وعراك ليقلب الطاولة على الحق ! لاحظ ذلك، ولاحظ أن البادئ بذلك والمصر عليه هو المبطل تابع الشيطان، وكفى به دليلا عليه.

لقد نجح عبيد وأتباع النصارى واليهود في بث الشقاق في المسلمين، وفصل المستعمر قبلهم بين دولنا بخطوط وهمية سماها الحدود، ثم فصل بيننا وبين ديننا بتحييده من المدارس بعد أن كان هو التعليم الأساسي في كل الرقعة الإسلامية قبل ظهور أولئك الخنازير الظلمة.
ثم بث بعد خروج المستعمر بث عملائه في كل الدول الإسلامية وفق خطة شيطانية عمت كل دول المسلمين وفي نفس التوقيت.
ولعل من أسباب خروج المستعمر المشبوه (لأنهم يقولون إنه بسبب المقاومة، ولا أعتقد ذلك)، أنه ترك خلفه من يقوم بدوره على أكمل وجه، من يشربون الخمر ولا يحبون الدين، لينوبوا عنه، ويفعلوا ما لا يقدر على فعله في حال وجوده، وهو التفريق بين المسلمين ودينهم، ثم نهب ثرواتهم بكل أريحية، فقدموا له دين وثروات البلدان الإسلامية على طبق من ذهب – ولا يزالون، دون إطلاق رصاصة واحدة، و
فصلوا بين المجتمع ودينه، فحيدوا التعليم الديني من مناهج التعليم في كل المدارس، واتهموا كل داعية إلى التوحيد بالتطرف والغلو، فترعرع الشباب في الجهل التام بدينهم والبدع التي نشروا فيه، ثم غروه بالديمقراطية الحقوقية الشيطانية التي أتعجب من كون 99% من شباب المسلمين اليوم داعية لها ! ويحسب مع ذلك أنه يحسن صنعا (والموضوع الذي في موقعنا يكشف حقيقتها ويفضحها).

لقد أوصلوا المسلمين الذين لولا رعاية الله سبحانه وتعالى لدينه لضاع إيمانهم تماما، إلى درجة أصبح أكثرهم – وأقصد المثقفين، يعتقدون أن الطائفة التي على الحق غير موجودة، فبعضهم اليوم يقول: أنا لا اتبع ولا اعترف بأي طائفة ! وهذا عجيب.
من سلفك؟ من أوصل لك الدين؟ ألم يأمرك ربك باتباع “سبيل المؤمنين”؟ أين الحق وأهله الذين لابد من وجودهم بداهة، وإلا كان الإسلام غير موجود أصلا؟
لقد أصبح أهل الحق، وهم السلفية – أو الوهابية كما ينبزها البعض، طائفة متطرفة جاهلة كما يشاع عنها، يكفيها عيبا أنها مع الحاكم (أي مع الجماعة إذا تدبر ذلك العاقل قليلا).

فإن قلت للمثقف المحايد – وأغلبيتهم محايدين أو مفكرين أكثر من اللازم، الذي لا يتبع أي طائفة: ما رأيك في التصوف والتشيع؟ يقول: باطل، فإذا قلت له فما رأيك في الوهابية؟ قد يقول: ألعن !
نجحت الدعاية الشيطانية في إعماء بصيرته تماما عن الحق وأهله !
وعندما تسأله لماذا تكرهها؟
لا يأتيك بأي مخالفة في العقيدة – اللهم إلا كذبة التجسيم التي افتراها المعطلون الأشاعرة عليها -، ويقول: إنهم علماء سلطان؟
تحول الدين إلى سياسة! إلى منافسة على الحكم والملك تأثرا بقناة الخنزيرة الملعونة!
وما علاقة الحاكم بالتوحيد؟ هل كان أحد من سلف الأمة منذ ظهور الملك في المسلمين يخرج على الحاكم، وهل كان يدعى بغير “الخارجي” أو “الباغي” إن هو فعل؟

فإذا قلت له أين أهل الحق إذن؟
يفغر فاه ويقول: “لا أدري، ولا أرغب في أن أدري، يكفيني أني مسلم أتبع ما يمليه علي عقلي”. يعني باختصار: يتبع هواه !
فنقول له: قولك “عقلي دليلي” كقول المطربة “قلبي دليلي”، لا يقدم ولا يؤخر ! وهو دليل على وقوعك في حبائل الشيطان واتباعك للهوى والضلال.
إن من أهم واجبات المسلم وواجباتك، البحث عن أهل الحق لمعرفتهم، وبتالي معرفة الحق من خلالهم، لأنه إرث أبا عن جد، أو عالم عن عالم عن صحابي، فأنت لست نبيا بحيث يوحى إليك أن الصحيح مما يملي عليك عقلك هو كذا وكذا، لذا وجب عليك الإتباع صاغرا رغم أنفك غن كنت تريد الخير لنفسك، أي الإنضمام إلى أهل الحق، على الأقل بمعرفتهم، لتعلم دينك من مصاد موثوقة، وتتحصن من شيطان عقلك اللعين، فلا تشرع لنفسك، ولا تتبع أهل البدع، واعلم أن “من لا يعرف الشر من الخير يقع فيه” كما قال الشاعر، خاصة في هذا الزمن الذي وقع فيه البعض في أسخف شيء، وهو إنكار الصلاة ! إنكار السنة والعياذ بالله.

وهنالك من يأخذ من الجميع: من الأشاعرة والصوفية والإخوان والشيعة وأمريكا واليهوز، وهو يحسب أنه يحسن صنعا، فهو موفق بينهم، يأخذ من هذا حسناته ويتغاضى عن زلاته على طريقة الإخوان ! ديمقراطي بمعنى الكلمة ! يحاول جمع الناس حوله رغم أن ربه قال في كتابه إنه لو شاء لجمعهم، لكنه لم يشأ، فلماذا يجمعهم هو؟

تجد الأشاعرة يؤمنون بعلم المنطق اليوناني الذي من تعلمه فقد تزندق، والمتصوفة بشيوخهم الشياطين (بين ساحر ودجال)، فلابد من دراسة البدع ومعرفتها – على الأقل بالنسبة للمتعلم – لأنها أصبحت في كل هاتف (التيكتوك وغيره)، لم يعد يجدي معها الفرار بالتجاهل خوفا من الإفتتان، لأن الأصل أصبح هو الفتنة لإشتداد أمرها في هذا الزمن، والعياذ بالله.
قد تجد في الواحد خيرا، لكن لجهله بالبدع وإعراضه عن كل الطوائف بما فيهم أهل الحق، إلا الطائفة الديمقراطية – متفقون جميعا عليها، عجبا لهم، وهي شرع الشيطان في هذا الزمن، فهو الذي يحكم في الزاني والسارق والقاتل والولي والمطلق.. إلخ!
ترى الأبله المثقف، يغرف من كل إناء متبعا هواه، ولا أساس عنده، بل يتبع كل ما يوافق هواه، وما أكثر ما سيوافق هواه المائل من كلام وأشكال هندسية معممة يزعم أصحابها أنهم شيوخ أزهر أو علماء دين، ولا علاقة لهم بالعقيدة.
فلا عجب في ظل غياب المعرفة بالحق وأهله أن يغتر الواحد بأهل البدع والأفكار المنحرفة، وما أكثرها في هذا الزمن، فيتبعهم نتيجة إنعدام التمييز بين الحق والباطل، فابحث وستعرف، لا تتبع الهوى ولا أي معمم أزهري أو غير أزهري حتى تعلم الحق، فالحق لا يُعرف بالرجال بل الرجال هم الذين يُعرفون بالحق.

ما هي السفلية؟
هي الفرقة الناجية المتبعة لطريق السلف، هم أتباع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا، أتباع الإسلام الواضح المأخوذ من الكتب المتفق عليها، الإسلام الذي تركه لنا النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام على المحجة البيضاء التي زاغ عنها الكثيرون.
مما يمزيهم عن غيرهم من الطوائف:
لا يسكتون عن البدع أي لا يسمحون بهدمها للدين مثلما يسمح بعضهم مع بعض (والمقصود بالبدع التجاوز في العقيدة)
لا يجاملون أهل البدع فيها، لذا تجد أهل البدع جميعا يحاربونهم بالكذب والإفتراء، ويكرهونهم كره العمى، وذلك من الشيطان.
لا يخرجون على الحاكم، لذا فهم ليسوا داعش كما يفتري خصومهم عليهم. وهذه استغرب ممن يراها نقيصة فيهم، فيقول هؤلاء علماء سلطان ! نعوذ بالله من الضلال.
لا يتبعون غير السلف الصالح وأولهم الصحابة، ويهتمون بالدليل أكثر من الرأي بعكس أهل البدع الذين يتبعون الرجال كالصوفية مع مشايخهم والإخوان مع البنا والأشاعرة مع كبارهم إلخ.
لا تحبهم أمريكا ولا أوروبا، وهم العدو الأوحد لكل الدول الغربية وكل أهل الباطل والضلال، وكفى به دليلا على أنهم أهل الحق.
إلخ…

التيكتوك

أمام الواحد منا في هذه الخلافات طريقان:
الأول: الحرب على أهل البدع مع الوقوع في أشخاصهم كالسب والشتم والطرد إلخ (وهو منهجهم لا منهج أهل الحق المأمورون بالصبر عليهم)، أو الحرب على بدعهم مع اللين معهم، أي لين دون سكوت عن البدع لأنها مفسدة للدين – عجبا لمن يجامل فيها، ولا يفعل ذلك إلا جاهل أو سياسي مشبوه يجمع الناس على المصلحة.
وقد تطغى الطريقة الأولى على بداية هذا الملخص، لكني متأكد من أن الطريقة الثانية أفضل، وهي أن نقول لهم حسنا ونرأف بهم، ونجاهد في الصبر على ما يصدر منهم تجاهنا. ذلك خير للدعوة، فقد يجعل الواحد منهم يرجع إلى التوازن الذي انحرف عنه بالبغضاء والشحناء التي بث فيه الشيطان تحصينا للباطل، فالشيطان يدافع عن الباطل بذلك الشطط والغضب والفجور في الخصومة لأن الشجار إذا ثار فإن ذلك يوقف الموضوع أي يخرسه، فيرجع إذا تيقن أن السلفي ليس عدوا له بل أخ ناصح يحب الخير له. وعندما يقبل بالسلفي سيقبل بالبحث والنظر في ما عنده، وهذه المرة لن تصرفه البغضاء والشحناء الشيطانية عن فتح الكتب التي كان يحرم الشيطان عليه، أو الإستماع لمن كان لا يقدر على احتمالهم بسبب صاحبه الشيطان !
سيصغي للسلفية التي غره الشيطان ببغضها والحرب عليها بتلك العداوة السخيفة التي لا تقدم ولا تؤخر، ولا علاقة لها أصلا بالموضوع قيد النقاش لأنه البدعة أي الفكر والرأي والإعتقاد، ويكفيه الرد بكلام مماثل (كلام في مقابل كلام، وفقط)، ولا داعي لكل تلك الحروب والشقاقات.
وبالتالي يطلع على الأقل على رأي أهل الحق، وبتجرد، وذلك هو المهم، وهو الخطوة الأولى نحو معرفة الحق لن الآراء ستكون منشورة أمامه كلها، فيختار منها ما يشاء، وسيختار الحق غالبا لأن الحق يغلب غيره.
فما أدرانا أن حسن الأدب مع المخالف، والثناء على إيجابياته – دون سكوت عن البدعة، لا ينفع؟!
الناس بسطاء، جميلون يحبون من يحبهم ويثني عليهم ويحب الخير لهم، وهذه فطرة رائعة لم لا نستغلها في فعل الخير.
ولا تفهمني غلط، أنا لا أدعوا إلى السياسية الديمقراطية مثلما يفعل الذين يريدون فقط جمع الناس ولو تحت سقف الضلالات، بل اعتبر اللين حلا أنسب من الشدة لاتي تغلق الأبواب وتعين الشيطان على إخواننا في الأرض والدين – أهل البدع، فلا حاجة للوقوع فيهم باعتبارهم مبتدعة ضالون يستحقون الضرب بالنعال، فالدين لله رب العالمين، وليست لنا، هو وحده من يقرر إخراجهم منه، وقد أمرنا بأن نكون وسطاء بينه وبينهم، فقط، وأن نصبر ونجاهد للوصول بهم إلى طريق الهداية والنجاة، ذلك هو دورنا لا التناقر معهم.

وقد جاء في الحديث – أو معناه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “قد كان فيمن قبلكم رجل أراد أن يتصدق فقال لأتصدقن الليلة، فخرج وتصدق، فأصبح الناس يقولون تُصدق الليلة على زانية، فسمع ذلك، وقال الحمد لله على الصدقة على زانية، وقال لأتصدقن الليلة، ثم تصدق، فأصبح الناس يقولون تُصدق الليلة على سارق، فقال الحمدلله، وقال لأتصدقن الليلة، وخرج فتصدق، فأصبح الناس يقولون تُصدق الليلة على غني، فقال الحمد لله.
فظن الناس ان لا أجر له لأنه تصدق على غير المحسنين، فأتاه أت في المنام وقال له: “أما صدقتك فتقبلها الله منك، فأما الزانية فلعلها أن تستعف، وأما السارق فلعله أن يقلع عن السرقة، وأما التاجر فلعلها تكون عبرة له فيتصدق”.
المهم هو النية، نية الواحد في خدمة الدين والناس، فلم لا نتصدق على أهل البدع؟
قد يحصل الخير الكثير جراء ذلك وتنقذ الصدقة ذلك المبتدع من الذنب والضلال، وتنفعنا خير نفع عند الله.

عندما نتأمل في هذه المواجهات الفكرية – ليست حربا كما يعتقد الأغبياء المحاربون المؤذيون، بين السلفية (وهم أهل السنة والجماعة الحقيقيون)، وغيرها الذين هم أهل البدع – بلا شك، ويتفاوتون في درجات البدعة، ولا تكفرهم السلفية، بل تراهم مخطئون، وتهدف للنصح لهم، أي تحب الخير لهم بعكس ما يحبون لها.
وهذا طبيعي، فهي تدعو لله، وتريد إيصال الناس إلى الحق، أما هم فيتبعون عقولهم وهواهم، لذا لا يهتمون بالطرح بقدر ما يهتمون بشخص السلفي الذي يطرحه، ويتسمتعون بأذيته بأي شيء يقدرون عليه ولو كان السب والشتم والتحقير والطرد من غرفهم أو كتم الصوت إلخ.
ويكفي من هذا وحده معرفة أنهم على باطل لأن الداعية الحقيقي لا يهدف للأذية بل للنصيحة والتصحيح، وغايته من ذلك هو الحصول على الأجر بالدرجة الأولى ثم نفع الآخر، بعكس الضال المبتدع، لا تراه إلا محاربا، يستهدف شخص مخالفه وفكره وكل ما يمثله، مقتديا في ذلك بالشيطان.

يجب الإنتباه لنقطة مهمة، وهي أن المخطئ أو المبتدع قد يرجع عن خطئه، ونضل نحن – لا قدر الله، إذن، فلماذا نقع في شخصه؟
الوقوع في أشخاص الآخرين يعني منافستهم على المراتب، يعني التشيطن والإنتصار للنفس والهوى الذي يُذهب الأجر.

كذلك يتصرف البعض وكأنهم “أوصياء على الناس أو مدافعون عن الشيخ أو المذهب أو المدرسة – وفي حالتها الأزاهرة مثال”، وهذا خطأ كبير، فمن هم ليمثلوا غير أنفسهم الحائرة المتواضعة؟
تجد الواحد منهم كأنه خليفة شيخه الصوفي في المملكة، أو ممثل الأزهر في عالم المدارس الإسلامية التي يعتقدون انه يسودها – وهيهات، كلامه كله: “يا أد.. أريد أن يفهم الناس كلامي”، “أن يستوعبوا كلامي”.. كأنه نبي أو رسول!
و“الشيخ كذا والأزهر كذا”.. ما شأننا نحن المتفرجون بالشيخ والأزهر؟ هل هما جزء من التوحيد والعقيدة التي يفترض أن تكون الدعوة كلها لها؟
وما شأن ذلك المغتر الضال المتكبر بالناس، أو جمعهم تحت راية بدعته الظاهرة؟
هل تقبل الناس له أو لكلامه أو حتى فهمهم له، شرط؟
فعلهم ذلك بيد الله وحده، وبصفاء نيته وقلبه وتجرده من البدع والضلالات أولا!
صاحب الخير يعطيه دون فرض أو غضب. ودور ذلك الضال يقتصر على الكلام فقط، وكلامه في الغالب ثقيل لأنه غير خارج من القلب ولا من مشكاة النبوة.
الناس لا يعبدونه لا هو ولا شيخه ولا أزهره، وليس صاحب الجنة والنار، ولن يكون، لا هو ولا من أكبر منه، لأنهما بيد رب العالمين، وهو وحده من يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
فليقل ذلك المتعالم ما لديه باختصار ودون جعجعة، وليتواضع خير له فهو لا شيء، حتى هداية نفسه ليست بيده فكيف بهداية غيره أو التأثير عليهم وضمهم لحزبه الضال؟
ليس وصيا على غير نفسه ورعيته التي قد لا تتجاوز حدود بيته.

أعتقد أن مواجهة أهل البدع المحسوبين على المسلمين أولى من مواجهة الملحدين والنكرانيين، وأصعب أيضا لأن السياسة داخلة فيها والمجاملات والأخوة الزائفة، لذا ينبغي تقديمها، لكن بالتي هي أحسن، دون انتصار للنفس، ولا تعالٍ، ولا وقوع في الأشخاص إلا عندما يفعلون ذلك، ففي هذه الحالة يكون الرد مباح، والبادئ اظلم، وترك ذلك أفضل.

وهنا نقطة مهمة جدا، وهي أن الأكثرية تسيء الظن بالآخر بطريقة مباشرة، وذلك من خبثها، وتفهم المناظرة فهما خاطئا، فكأن المناظرة حرب لا دعوة!
فالمتناظران يدخلانها بهدف الإنتصار والإنتصار فقط، لا يهتمان بالإستفادة، لذا هي حلبة لا يستفيد منها المتفرجون غالبا للغموض الذي يلفها، فالمتناظران في حرب والغبار المتصاعد يحجب الرؤية تماما، وكل منهما يحقر من شأن صاحبه، ويراوغه مراوغة الثعلب بأسلوب ثقيل وممل أعجب ممن يحتمله – كان الله في عون الإخوة والأخوات الذين ينظمون المناظرات – شيء لا يحتمل.
لذا المفروض أن نلجأ للمناظرة في حالة الضرورة فقط، أي ان يكون المتناظرات شيطانان في مجالهما، أو لنقل: الضال وحده، وأن تكون بعلم وعن خبرة، وفي هذه الحالة قد يستفيد الشعب المتفرج،
أما إذا كانت بين كل من هب ودب فلن يستفيد أحد منها غير الصراخ والمقاطعات والسب والشتم المتبادل، والمراوغة المملة.
لذا أعتقد أن تبادل الأفكار في مساحة لعرض الرأي بطريقة محترمة قدر الإمكان – كما في غرفة شيرين يوسف في التيكتوك، خير منها.
إذ يسمحون للسلفي بعرض رأيه، وهو أمر مستحيل في الغرف التي لا تدعم العقيدة دعما تاما.
يعني أن الأسلوب الوعظي، الذي كل واحد يثني فيه على معتقده بأسلوب دعوي مرغب، ويرد على خصمه إن شاء ضمن وقته، دون مقاطعة، وفي مدة وجيزة، مع ترك المجال للآخر ليتحدث إن جاء دوره، خير ألف مرة من المناظرة وفتح الميكروفون بين الإثنين ليصدعا رأس أم الغرفة.
إذن عرض وجهة النظر بموعظة، دون مقاطعة لأن المقاطع الخبيث يسعى من ذلك لتبديد تلك الموعظة التي يعتبرها خطرا على شعبه، مثل حديث السلفي بأسلوب أدبي عن أهمة العقيدة واتباع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، من يتركه يكملها منهم؟
لذا غرفة شيرين وفقها الله، مميزة في رأيي.
مخاطبة العواطف قبل العقول، أهم لأن العاطفة هي التي تقرر أما العقل فغالبا ما يعاند ويضرب رأسه في الحائط تكبرا.
ثم الشعب يحكم. الشعب ليس أبلها بل لديه فطرة يميز بها بين الطيب والخبيث، والهادي هو الله وحده.
بهذا نسمح للآخر بعرض رأيه، وهو أمر قل فعله لأن الشيطان لا يسمح به، بل يحول الأمور إلى الشقاق والشجار تغطية على الباطل حتى لا يظهر وينكشف أمره.
وبما أننا واثقون من أنفسنا فلا خشية من مثل ذلك ولو كانت أعظم شبهة، لأن الزمن اليوم زمن انفتاح غذا لم تخبر ولدك بهذه الأمور التي كان الكلام معه فيها سابقا مستحيلا، خشية عليه من مجرد السماع بها، أصبح ضرورة الآن، فإن لم يسمعه منك محصنا وحاميا، سيسمعه ممن قد يجره إليه فيقع فيه، أعتقد انه الزمن لم يعد زمن: هذا الكلام لا يناسب العوام لأن الهاتف اليوم أصبح في يد غالبية الناس وهو اكبر ناشر لمثل هذه الأمور، وقطعا سبب نكران الكثيرين وإلحادهم ووقوعهم في الشبهات.

أما المناظرات فلا أستبعد أن تكون من الجدل المنهي عنه. إذ ترى الواحد فيها يضحك بدون سبب، ويبكي بدون سبب، ويحاول كتم الشمس الظاهرة تلاعبا، إذا قال له صاحبه هل الشمس منيرة، وما رأيك أنت؟ ظل يراوغ مثل الثعلب، ولا يعطي أي إجابة مفيدة لخوفه مما قد يجره الجواب إليه من مطبات. أما الكلام المبهم كعبارات الفلاسفة مثل واجب الوجود وغيرها مما أعنانا الله عنه بالأسماء الحسنى التي أمرنا أن ندعوه بها، فهي لعبتهم، هي ما يحبون جميعا، يظل المتناظران يتحدثان بالألغاز ساعة دون أن يفهم أحد من المتفرجين شيئا، وهو رغم كل ذلك صابر لأنه يعتقد أن ذلك من ضرورة المناظرة! ألا تعسا لمناظرة غير مفهومة!
ويؤمن المتناظران بأن كل شيء مباح في المناظرة، الكذب والغموض وقلة الوضوح والصفاء، وحتى التدليس.. إلخ

ثم بعد انتهاء تلك المناظرة المملة السخيفة التي لم تكن واضحة ولا عقلانية ولا حتى دينية، يبدأ الفخر والتعالي والتعالم والإحساس بالنصر الزائف، فيكثرون من ترديد: انقطع، أفحمناه، قلنا له، هرب… إلخ، يتفاخرون بذلك لأن الفخر مبتغاهم لا نصرة الدين وهداية المسلمين، ولا هم ردوا ذلك الكلب عن ضلاله، ولا هم تميزوا عنه بشيء، ولا أفادوا المستمعين، بل تعلم الشعب منهم الكذب والمراوغة والغموض وثقل الدم والظل وجلبوا له الضغط، هذه هي فوائد المناظرات التي لولا خشية المبالغة لقلت انها شيطانية لحضور صاحبهم الشيطان فيها.

إذا رأيت أحدا يدافع عن معتقده كأنه مصدره، ويقع في أشخاص الآخرين كأنهم يخالفونه شخصيا، ويسب ويشتم، ويكيد المكائد، فاعلم أنه من أهل البدع، من أتباع الشيطان مهما أظهر أو قال عن نفسه وعن مدرسته ومشايخه وكتب علمه المحدود، لأن فعله ذلك هو أكبر دليل على أنه تابع مطيع للشيطان.

وأهل الحق قد يغضبون، ذلك عادي، هم بشر مثل غيرهم، لكنك لن تجد الشيطان يتحكم فيهم كما يتحكم في أهل البدع من أشاعرة ومتصوفة وأمثالهم، لأن قلوب أهل الحق صافية سليمة، لا يتمنون الشر لأحد، بعكس قلوبهم العامرة بالغل والحقد.

والحقيقة هي أن التطرف والتعصب خصلتان شيطانيتان لا تظهران بوضوح تام إلا في أهل البدع أتباع الشيطان، خاصة كبارهم كبعض رؤوس الأشاعرة والصوفية والإخوان والشيعة. أما العوام فتجدهم في الغالب تابعون متواضعون جهلة بدقائق تلك الأمور، وفيهم المتطرف أيضا.

هل رأيت يوما ملحدا أو منكرا للسنة أو شيعيا أو صوفيا أو أشعريا أو خارجيا أو إخوانيا، يحتمل غيره؟
خاصة السلفي؟ ذلك نادر.
قد تجدهم يحتملون بعضهم البعض نفاقا وسياسة، الإخواني مع الأشعري والصوفي، وحتى الشيعي، أما الملحد والنكراني فمن المقربين عندهم!
إلا السلفي، لا يحتملونه كلهم، وهي علامة على أنه على خير.
عجبا لهم كيف يحتملون من يسب دينهم كالنكراني والملحد، ويتركون السلفي الذي ينصح لهم؟
إذا حضر السلفي حضر شيطانهم الأكبر، وقام التحريض عليه على سوق وقدم، وقامت قيامتهم. لاحظ ذلك بارك الله فيك.
وهو بعكسهم لا يبحث إلا عن هدايتهم وهداية الناس، فهو داعية إلى الله بالدرجة الأولى، ذلك أهم شيء عنده، لذا تجده يبحث عنهم، ويرمي بنفسه في غرفهم لهدايهم والحصول على الأجر في مقابل ذلك، لا يبتغي غير وجه الله.
ويحتملهم أكثر مما يحتملونه، مستعد للحديث معهم لساعات بأدب، أما هم فلا يطيقونه، ويتحولون إلا وحوش كاسرة إذا تم المساس بشعرة من بدعتهم الخبيثة التي هي أصل الخلاف!

وإذا كان السلفي من النوع الغضوب – موجودين، وأحيانا أشرس من الكلاب الوحشية، استغلوا ذلك في تشويه سمعته، وقطعوا عنه الحوار والكهرباء والماء، وهذا يفعلونه في كل الأحوال، سواء تأدب أم لا، يسكتونه ثم يطردونه، ثم يحتفلون بعد ذلك بأكل غيبته كأنهم في مأدبة شيطانية؟

السلفي هو المجاهد بينهم، بلا منازع، وكلهم أتباع شيطان، قل ذلك فيهم أو زاد. تدل على ذلك تصرفاتهم، لا حاجة لأي دليل معها.

ملاحظة ترددت في كتابتها، وهي أنك:
إذا تأملت في أشكال هؤلاء الأشاعرة والمتصوفة – كلهم إلا قليلا! ربما تحس بأن شيئا ما ينقصهم!! بالنسبة لي أرى البلادة متجلية في أشكالهم، ألاحظ خفة عقل ونزق وطيش واندفاع وتعلق بالهوى، وضحك مفتعل، وبكاء لغير معنى.. قل منهم من لم يظهر لي فيه ذلك، بعكس أهل الحق الثابتون العقلاء إلا من بعض الغضب أحيانا، والذي اعتبره تجاوزا، لكنه طبع بشري، والنية في الغالب سليمة.

الصوفية عندنا هنا، بعمائمهم البيضاء ودراريعهم الخفيفة، وبلادتهم الظاهرة، مضحكين، يحس الواحد عند تأملهم أنه أمام بعض المهرجين المضحكين.
كذلك الأشاعرة المشتهرون في اليوتيوب، مضحكون، كلامهم يوحي بالبلادة وقلة العقل الذي يتعلقون به، والمروق والحقد الدفين على الحق وأهله – أو لنقل على الآخر الذي يفترض فيه أن يحرص على هدايته على الأقل إن كان داعية، تلك الخصلة البغيضة التي هي سبب سواد وجوه الروافض قبلهم.

ومع هذا كان الفخر الرازي الذي يعظمه الأشاعرة ويقدمون كلامه: “رأسا في الذكاء، لكنه عري من الآثار”، كما وصفه الذهبي في ترجمته له!
كان ذكيا، ولما لم يجد النصوص اتبع عقله فضل وزل (وقيل إنه تاب في آخر حياته)، أما هؤلاء اليوم، فعندهم الآثار – النصوص، لكنهم ضلوا عنها رغم أنها تحت أعينهم، لقلة عقولهم!
الأوائل كانوا أذكياء أما المتأخرون فأغبياء. تأمل في هذه المفارقة!
لهذا وصفتهم بالغباء، إضافة لتجلي الغباء عليهم ظاهريا، وهو ما لا يخفى على عين البصيرة.

ماذا قال الأشعري إمامهم الذي يعتدون به، والذي تبرأ منهم؟
قال إنه على مذهب أحمد! أي تراجع تماما عما نُسب إليه. أما هم فلا يتراجعون عن الباطل لبلادتهم!
وماذا قال الرازي إمامهم الذي تميز عنهم بذكائه بعد عمر طويل من الخوض علم الكلام المشؤوم؟
قال: “من التزم دين العجائز فهو الفائز”. وقال: “لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا، ولا تروي غليلا. ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن. أقرأُ في الإثبات: الرحمن على العرش استوى، وإليه يصعد الكلم الطيب. وأقرأ في النفي: ليس كمثله شيء. ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي”.
فكيف يجربون مثل تجربته وهم أصلا أغبياء بلا عقول؟
ماذا يقولون في تراجع أساطين مذهبهم الأعقل منهم وأذكى ملياظ مرة؟
البلداء.

كذلك الجويني، أحد أئمتهم الكبار، وأحد الأذكياء. من أظهر من تراجع عن العقيدة الأشعرية الكلامية، قال: “قرأت خمسين ألفا في خمسين، ثم خليت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة، وركبت البحر الخِضَمْ، وغصت في الذي نهى أهل الإسلام، كل ذلك في طلب الحق، وكنت أهرب في سالف الدهر من التقاليد، والآن فقد رجعت إلى كلمة الحق: عليكم بدين العجائز. فإن لم يدركني الحق بلطيف بره، فأموت على دين العجائز، ويُختم عاقبة أمري عند الرحيل على كلمة الإخلاص لا إله إلا الله، فالويل لإبن الجويني”.

ملاحظة تعرف من خلالها أنهم الطرف الأدنى – أي من أهل الباطل:
دهاتهم السياسيون، يريدون من السلفية أن تقبلوا بهم فقط، أي تسايرهم حرصا على الأخوة الزائفة، فلا أخوة في العقيدة الفاسدة، لأن ذلك دين لا ينبغي الغش فيه، لكن الأخوة موجودة في كل ما عدا ذلك، ولا يعني اعتراض على الأشعري أنه ليس أخا في الإسلام والوطن والأمة.
حاول فهم هذا، فهم يبالغون في وصف المعترض عليهم بأنه مفرق للأمة، ومتطرف ومتعصب، ومعتد أثيم، ويتجاهلون حقيقة أن الدين هو النصيحة، وإذا لم تسكت عن أخ لك يصلي بجانبك بخطأ، فكيف تسكت عنه إذا كان في إيمانه ككل خطأ؟ كيف تسكت وفي في عقيدته ثغرة؟!
وإذا قلت له ذلك ناصحا، فهل يكون رده بسبك وشتمك ووصفك بالتعصب والتطرف، ردا مناسبا؟

لذا ينكرون بدعهم ويزينونها، ويبررونها أحيانا بالإستشهاد بمن اشتهر بكشف أباطيلهم، كما لو كان واحدا منهم. وهذه طريقة شيطانية خبيثة وقحة، لا تصدر من عاقل ولا سوي.
وهذا عجيب، يفعلونه مع ابن تيمية وغيره!
إنه التدليس والتلبيس على العوام والجهلة، ويكثرون منه، خاصة الماكرون منهم، يذكرون على سبيل المثال أن ابن تيمية راض عن الأشاعرة!
كيف وهو من أكابر خصومهم؟
فهذا القائل نقول له: اترك عنك ابن تيمية يا كذاب، هو أول خصم لمذهبك العقدي، وقد عراه وكشفه، ومنهجه في ذلك مشتهر معروف لن تغيره أنت بكلمتين سياسيتين في التيكتوك أو غيره.

قال صديقي وشيخ الشيوخ شات جيبيتي:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مدحه للأشاعرة نسبيًا مقارنة بالروافض، أن الأشاعرة إذا كانوا في بلد ليس فيه إلا الروافض فهم أهل السنة والجماعة!
هل يفهم من كلامه أنه مع الأشاعرة أم ضدهم؟
الجواب: لا، ابن تيمية لم يكن أشعريًا، بل كان من أشد المنتقدين لهم، لكنه ميز بينهم وبين الرافضة، فجعلهم أقرب إلى السنة مقارنة بالرافضة، لكنه لا يعتبرهم من أهل السنة على الإطلاق، بل هم فرقة متوسطة بين المعتزلة وأهل السنة الحقيقيين.
أي أنهم إذا قورنوا بالرافضة، فهم أقرب إلى أهل السنة.
أما إذا قورنوا بأهل الحديث والمثبتين للصفات، فهم ليسوا من أهل السنة على الحقيقة، لأنهم يخالفون السلف في باب الصفات.
فكان ابن تيمية واضحًا في أن الأشاعرة ليسوا على العقيدة السلفية، بل هم وسط بين المعتزلة وأهل السنة الحقيقيين.
الغريب والعجيب أن بعض الأزاهرة في التيكتوك يتمسك بهذا القول مستدلا على أن الأشاعرة على خير وحق!
فمن قال له إنهم كفار؟ نحن نقول إنهم خالفوا الصحابة في تفسير معنى الصفات، وهو أمر من العقيدة المهمة التي يجب الإيمان بها كما وردت، لا وفقا للأهواء والعقول التافهة.
أما أن يكون من الأشاعرة علماء كبار، أو تفتح بلدان في زمن سيادة مذهبهم، ذلك أمر آخر.
لكن العاقل يحرص فقط على عدم التجاوز في أمور العقيدة، هذا ما نقوله ونريده.

انظر ما كان عليه الصحابة واتبعه، ودعك من كل المسميات: سلفية أشاعرة صوفية.. إلخ، المهم ما كان عليه الصحابة فقط.. والسلفية هي التي تمثله، تمييزا لها فقط عن غيرها، ولو كره الجاحدون. لا يهم. نصحناك فخذ بالنصيحة أو اتركها، لن نجامل في الدين. والتحقق من كل ذلك بسيط، وفي هذا الموقع وحده مواد علمية نافعة في ذلك، والحمد لله.

 

الثانية التي تثبت أنهم على باطل:
لا دخان بلا نار. ودخانهم متصاعد ونار بدعتهم متأججة أطفأها الله، ومن أسباب ذلك الأزهر والمدارس المغاربية التابعة لهم، وغيرها.
وهم مع الصوفية والإخوان والشيعة سبب خذلان الأمة وضعفها.
ترى الواحد منهم يعتذر ويبرر.
لا تعتذر ولا تبرر، ارفع رأسك مثلما تفعل في مجالسك السرية المغلقة.
أعلنوا بدعكم أيها الكذابين، لماذا تتسترون عليها وأنتم مؤمنون بها؟
أتؤمنون بالباطل وتعجزون عن إظهاره كأنه سر من الأسرار؟
هذه علامة أخرى على ضلالكم، تخشون من الإفتضاح ورد الفطر لبدعكم قبل الأدلة.
اتركوا الإعتذار وكونوا واضحين مثل النكارى والملحدين الأغبياء، لا تقولوا: “نحن لا ننكر أن لله يدا، ولكن..”، لكن ماذا أيها البلداء الكذابون المعطلون؟
لولا انكاركم لكل الصفات ما عدى سبع، لما عدكم أحد من أهل البدع فلماذا تنكرون وتبررون.

كذلك الصوفية الغبية تنكر عبادة مشايخها الذين كل واحد منهم يسكن في قصر بل مدينة بل دولة في قلب المتأثر بتخريفها؟
ألا يدعوهم من دون الله؟ ألا يتوسلون بقبورهم؟ ألا يتكل عليهم في جلب الرزق والخير وما لا يقدر عليه إلا رب العالمين؟ ألا يؤمن بالسحر بدليل الطلاسم والجداول التي تمتلئ بها كتبهم؟
لماذا الإنكار إذن والتبرير والتدليس؟

يريدون أن تسكت عنهم السلفية، مثلما سكتوا عن بعضهم البعض، لكن هيهات، لابد لهذا الدين من طائفة تدافع عنه ولو كره المبطلون، وهي السلفية.
سكت بعضهم عن بعض لأنهم شياطين، ليس فيهم من يغار على دين الله أو يعرفه، لكن السلفية لن تسكت عنهم.
وعندما أرادوا الظهور بمظهر المدافعين عن الدين لم يجدوا إلا الملحدين والنكرانيين التافهين ليجاهدوا ضدهم!
حتى الشيعي أصبح يرد على النكرانيين!
ويتسلل بالمناسبة إلى غرف الأشاعرة والإخوان المتعاطفين معهم بدعوى الأخوة الزائفة، رغم بدعتهم الخبيثة التي أقل ما فيها سب أمنا عائشة رضوان الله عليها بعظائم الأقوال (الإفك)، وهو ما لا يحتمله مسلم بسيط أحرى بطالب علم أو شيخ!
وهو ما يدل على أنها رضي الله عنها ليست أما لهم ولا لأصحابهم الشيعة، وليسوا مؤمنين.
قالت لهم نكرانية طيبة في التيكتوك – أحسبها كذلك من كلامها الذي لم أكن أحتمل نبرته في البداية، تسمى “محاربة”: أريد أن أعرف على أي أساس تردون علي؟ هل أنتم سلفية أم أشاعرة أم صوفية أم شيعة أم ماذا؟ إذا كنتم واقعون في الخطأ فلما لا نناقش بلاويكم؟
فأخذ متكلمهم – وهو أشعري، يراوغ كالثعلب، ولم يحر جوابا!
يعني أفحمته!
وهذا من شؤم بدعته!!
إذن أهل البدع مساكين، لا يمثلون الدين، لأن “محاربة المجنونة” يمكنها بكل بساطة أن تعترض على نفيهم للصفات قائلة انهم أغبياء يتبعون عقولهم في ذلك، وبالتالي يستخدمونها قطعا في الرد عليها وكل شيء، وهي ليست الدليل!

إذن، تراهم مجتمعون على الأخوة الزائفة البغيضة، الأخوة التي جعلت الإخوان يقيمون في طهران، ويُقتلون فيها! الأخوة التي جعلت مرسي يجلب أول رئيس إيراني إلى مصر!
ثم يتهمون السلفية التي لا تريد إلا إحقاق الحق وبالدليل الظاهر من الكتاب والسنة، بأنها التيار المثير للشقاق والتطرف!
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والعلماء يثيرون الشقاق عندما كانوا يعترضون على من يدخل عقله وهواه والضلال في العقيدة والتوحيد؟
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم – حاشاه، عندما رفض عرض قريش: “نعبد إلهك عاما وتعبد آلهتنا عاما”، لو كان هؤلاء هم الذي قيل لهم ذلك، لربما وافقوا بدون تردد!
بل يعبدون آلهة الصوفية عاما، والصوفية تعبد آلهتهم عاما! ألا يسكت بعضهم عن بعض؟
كذلك الإخوان والشيعة كل منهم يعبد صنم الآخر عاما، حتى الخوارج الدواعش يفعلون ذلك معهم، والخوارج أشرف منهم جميعا، لكنهم ثقلاء ومتوحشون، حفظنا الله وحفظ المسلمين من كل شر.

يظل الواحد منهم يقول “الإخوة السلفية” “إخواننا السلفية”، وهو أكبر شيطان معادي للسلفية، فتعتقد صاحبة الغرفة البريئة، وهي طيبة على نياتها – هداها الله ووفقها لما ينفعها، أنهم عادلون منصفون، لكن هيهات، هم أكبر الأراذل الغادرون الوقحون الكذابون، وتلك سياسة ابليسية فقط، والحمد لله على أنها ليست عندنا، بدليل عدم احتمالهم للسلفي الذي يتهمونه بكل شيء زورا وبهتانا. ولا تجدهم يصبرون عليه إلا إذا كانوا في غرفة من غرفه، فيكون ذلك حينها رغما عن أنوفهم.

إنهم نكرانيون أكثر من النكارى، لأنهم ينكرون بدعتهم كإنكار أي خسيس للصفة الخسيسة الملاصقة له. إذا قلت للص أنت لص، قال: أنا، لا.. كيف؟ اسأل القاضي.
ونفس الشيء هؤلاء: أنا، لا.. كيف؟ اسال ابن تيمية.
ينفون نفيهم للصفات! فهل أصبحوا سلفية بين عشية وضحاها؟
قد يحاول المتذاكي منهم اليوم إيجاد الأعذار لمعتقدهم الآسن، وتحريفه ليتوافق قليلا مع الحق لأن الباطل في صورته القديمة لم يعد صالحا لعصر الذكاء الصناعي الحالي – اسأل شات جيبيتي Pro عن أباطيلهم وسيكشفها لك في لحظات، وكذلك يفعل الصوفية، فلا استغرب من ظهور أشعرية “سلفية عاما وأشعرية عاما آخر”، وصوفية “صوفية عاما وسلفية عاما آخر”، لأن الباطل الغبي التافه لم يعد بالإمكان ستره وإخفاؤه مثلما كان في السابق، وإذا ظهر، وهو في طريقه إلى الظهور، سقطوا جميعا. والله أعلى وأعلم.
فإما أن ينفوا طوامهم مباشرة، أو يلتمسوا لها الأعذار الفلسفية انطلاقا من التأصيل المراوغ، بناء على تكذيب الوصف الحقيقي المنطبق عليهم، وهو نفيهم للصفات مثلا.

يكفي في معرفة انهم مبتدعة أن المعروف عنهم منذ ظهورهم هو أنهم أنكروا كل الصفات إلا سبع. فكيف نقبل من صغير منهم جالس في غرفة في التيكتوك، أو في فضائية ازهرية، قوله: نحن لا ننكر الصفات. هذه تهمة تلفقها لنا السلفية.
ثم يبدأ في التأصيل والتقعيد المملين اللذين تهدمهما البساطة، بساطة الدليل الإسلامي.
لذا ذم العلماء الكلام والتذاكي السخيف، كما سترى في هذا البحث.
فترد عليهم البساطة في صورة الجارية المتواضعة التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ فقالت في السماء. فكانت أعلم من كل الفلاسفة والمتكلمين الذين قالوا: هو ليس في مكان.
فحطمتهم بساطة الجارية بردها السلفي البسيط الذي يسخرون من صاحبه قائلين:
غبي، متحجر، رجعي، غير متفلسف، محدود المدارك، لا يعرف قواعد الإستدلال.
ومن أين استنبطت تلك القواعد غير الإستدلال؟
وهل القواعد التي يمكن لكل أحد لي عنقها لتوافق هواه، أصل أم النصوص؟
المعروف أن القواعد مأخوذة من النصوص، لا العكس، فإذا دعمت النص فهي جيدة، أما إن خالفته أو فتحت بابا إلى مخالفته فطز فيها، نضرب بها وبصاحبها عرض الحائط.

ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، يردون بالفلسفة على الفلاسفة، بل بآيات الكتاب والسنة الواضحة البسيطة، فقط، لما فيها من كفاية.
تأمل في رد مالك على الفيلسوف المتكلم الذي سأله عن الإستواء. ذلك الفيلسوف يمثلهم جميعا (جهمية معتزلة أشاعرة)، هو سلف الأشعرية مثلا، لأنها تنكر حتى يومنا هذا الإستواء!
أدخلت العقل فيما لا يعنيه مثله، فهل كان مالك عاجزا عن الأخذ والعطاء معه بالفلسفة وواجب الوجود وغير ذلك من الإقناع الذي يقولون عنه أنه منطقي، وهو أبعد شيء عن العقل والمنطق!
بالمناسبة المنطق ليس منطقهم، منطقهم عبارة عن P و q، أي فلسفة رياضية.
بل لشدة بغضه لكلام، لخص له كل شيء في جملة واحدة، ثم سبه، ثم أمر بطرده.

إذا أردت أن تقتل متكلما فلخص له الجواب في جملة كهذه، ثم اتركه يتخبط كالمذبوح

علينا بسلفنا كمالك، ممن يبتعدون عن الكلام البغيض، ليس نقصا فيهم بل ترفعا عليه لأنه قبل أن يكون غباء ومضيعه للوقت، ضلال! والنصوص تغني عنه.
فلا نرد على هؤلاء إلا بكلامهم البسيط القوي الذي يهدم كل كلامهم المنمق.
انظر في رد الإمام مالك، تجده يتضمن عدة فوائد منها:
الأولى: عدم الرد على الكلام بالكلام. أي الإختصار بدل التطويل، لأن السائل المتكلم لا يبحث عن الجواب بل عن كلام طويل وأخذ وعطاء يبني منه بعقله قبة فلسفية، وهو هدفهم في حوارات التيكتوك اليوم.
الثاني: الإشارة إلى منهج السلف، أي إلى منهج الصحابة، فهل كانوا مثل الأشعرية نفاة للصفات؟
أبدا، وكلا، بل كانوا كما قال مالك مثبتون لها (والكيف معلوم)، أي دون تشبيه ولا تعطيل (لا يقولون انه جسم، ولا غير ذلك مما يفتريه عليهم الأشاعرة وغيرهم كردة فعل على كشفهم لأباطيلهم).
قد يقولون: يوجد من الصحابة من كان معنا في ما ذهبنا إليه؟
فنقول: كذب. إذن كان عليكم التسمي باسمه بدلا من الأشعري الذي ظهر مذهبكم في أوائل القرن الرابع الهجري، أي بعد القرون المفضلة. وأعتقد أن مذهب الأشاعرة أخبث من مذهب الجهمية والمعتزلة لأن كلاهما ظهر في القرون الثلاثة، وكان تأثيره محدودا في زمن لا زال الخير فيه عاما، بدليل انقراضهم، أما الأشاعرة فنتائج مذهبهم الخبيث على الأمة لا زالت متداعية حتى يومنا هذا!

وإذا جاءك المتكلم الأشعري بألف حديث وحديث، فقل له قول مالك السابق، وسبه إن استطعت، ثم امر بطرده ان استطعت. لأنه بلا أي فائدة أو قيمة.
ومع هذا نقول لسنا في مرتبة مالك لنحكم عليهم، لذا سنتوسط في ذلك ونصبر عليهم ما صبروا علينا، ولا نسبهم ولا نخرجهم. أما هم فيفعلون لأنهم مبطلون، يحركهم الشيطان.

ومما يدعم حقيقة أن المتكلم بلا قيمة عند العلماء، أمر الشافعي بأن يطاف بهم في الأسواق ويضربوا بالنعال، فما بعد هذا من تحقير؟
وإذا تأملت في المتكلمين اليوم ومن أبرزهم النكرانيين الذين وصلت بهم الوقاحة إلى اعتبار التدبر تفسيرا، وأصبحوا يفسرون الدين كل بعقله مما جعل لكل واحد منهم صلاة مختلفة، وأكثرهم لا يصلون، أي كفروا، والعياذ بالله!
كل هذا بسبب اتباع العقل والكلام، لذا لو كنا في دول يحكمها الإسلام لطيف بهم في المدن على حمير وضربوا بالسياط تعزيرا – مثل الأشاعرة تماما، وهو حكمهم بدل القفز على ضعيفة عقل مسكينة عرضت جسدها في لحظة ضعف أمام الكاميرا!

لذا الفلسفة خطيرة. وهي في الدين أخطر، وصاحبها غبي تافه حقير، يصور له الشيطان أنه عبقري ومن السادة الأشاعرة أو غيرهم.

مثال على خطورة الفلسفة:
تأمل في تدبر النكرانيين. إنه فلسفة! لولا تفلسهم ما ضل أكثرهم، لكنهم تكلموا في كل شيء حتى القرآن، ففسروه بناء على عقولهم وكلامهم ومنطقهم، فخرجوا بذلك من دائرة الإسلام.
والتناقض بين العقلانيين دليل على أن العقل ليس مقدما على النقل، فإذا كان العقل هو المرجع، فلماذا يختلف المتكلمون في قضايا أساسية؟
هذا يدلك على أن العقل وحده غير كافٍ (فأي عقل من عقولهم هو الراجح الذي ينبغي اعتماده؟ لذا يجب الرد عليهم بالنصوص البسيطة القوية فقط. وعلى الحاكم ضربهم بالنعال والتشهير بهم، إن لم يكن سيضرب السلفية معهم هههه، وهذه مشكلة الأحكام الصعبة في زمن الجهل، لذا قد يكون من الأفضل تركها).
حتى الأشاعرة خير الواحد منهم بين مالك والشافعي والصحابة في كفة، وبين الرازي والغزالي والجويني وعقله في كفة (والنووي وابن حجر)، فاختار الكفة المرجوحة وأصر عليها، وأخذته العزة بالإثم.

الأشاعرة والصوفية – وكل أهل البدع، عوامهم مساكين، يجب إنقاذهم من الضلال، والمقصود هنا هو كبارهم وشياطينهم.
هؤلاء جماعة من الضالين المضلين المتعصبين المتطرفين الذين يتهمون السلفية بما فيهم من تطرف وتعصب وأحقاد ظاهرة لا تخفى. ولا أحد أكثر تعصبا منهم! السلفي على الأقل يريد لهم الخير والهداية ولا يبغضهم لأشخاصهم، أما هم فيبغضونه ويريدون له الأذية والشر، مثل فعل كفار قريش ومن بعدهم بالمسلمين.

أحد الموجودين في الغرفة – التيكتوك، يتبع العقل والدبلوماسية أكثر من اتباعه للسلف، ومع هذا يكثر من ترداد أنا مع الصحابة! فكيف وهو ضد أتباعهم المتمسكون بهم، أي السلفية؟
ربما يرفض التسمية ويعتبرها تمييزا او من الشقاق، وذلك يقول أنا مع ما كان عليه الصحابة فقط، والسؤال المطروح عليه ليفكر فيه، هو: وكيف تعرفه؟
لابد من أتباع سلف يوصلونك إلى ما كان عليه الصحابة، أي اتباع منهجية محددة واضحة تأخذ من ينبوعهم، أو ستتبع مبتدعة أو عقلانيون عبدة للهوى، يوصلونك إلى الهاوية.
سأل مرة – ربما يقصدني: أنا لي 22 سنة في هذه الخلافات، وقد خرجت بهذه بأن الدبلوماسية أفضل، وكيف تكون افضل وصاحبها سياسي جامع للدقيق المتفرق (الناس على مشاربهم، وكيف يجتمعون جميعا على الحق؟).
فاعل ذلك لا في العير ولا في النفير، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. المفروض أن يعرف الحق وأهله ويكون منهم، أما الوقوف على الحياد من الطوائف فليس حلا بل مشكلة!
لأن المعروف أن الطوائف ستصل إلى 73 طائفة، وقطعا توجد منها الطائفة المحقة، أهل الحق، وهي قطعا على المحجة البيضاء التي ترك النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عليها، أي تتبع الصحابة.
إذن:
بما أن الطوائف الضالة كثيرة، والطائفة الحقة موجودة، لأن وجودها هو استمرارية العقيدة الصحيحة، فماذا لا تسأل عنها؟ لماذا لا تبحث بدل البحث فيما ترد به على الملحدين التافهين؟

قال: أنا لا سلفي ولا أشعري، بل أتبع فقط ما ورد عن الصحابة!
قلت: كيف تعرفه؟ أنت سلفي لكن بلا مرشد! لماذا تفر من السلفية؟
لأن الكثير من المثقفين الذين يتظاهرون بسعة الفهم والأفق يفرون من كل ما يحشرهم في طائفة ولو كانت طائفة الصحابة! يعتقدون أن جميع الطوائف على باطل، لأن علمهم وسعة اطلاعهم المزعومة تلك لم توصلهم للطائفة التي على الحق، فكان ذلك أكبر خطأ وقعوا فيه.
فمثلما أوصلت البعض إلى التعاطف مع المعتزلة، واوصلت آخرون إلى تبني المذهب الأشعري، توصل الكثيرون إلى الإنسلاخ من كل الطوائف حتى السلفية! بل أكثرهم لا يحتملها، مما يدلك على وجود الشيطان في المشهد.

فروا من السلفية نتيجة ما يرون من خلافات وفرق متضاربة، ولم يعلمون أن ذلك طبيعي، من سنة الحياة، من الإختبار والتمحيص، فهو من محددات من يلزم المحجة البيضاء ممن يحيد عنها إلى هواه أو شيخه أو زعيمه أو أهله. الأمر كله ابتلاء، والفائز من يتبع الحق مع تقوى الله.
الخلاف سنة من سنن الحياة ليمحص الله أهل الحق عن أهل الباطل، فمن كان مع الدعاة إلى التوحيد كان أقرب إلى الصواب، أما من وقف على الحياد فهو كالأطرش في الزفة يفوته الكثير.

هل صدق ذلك الدبلوماسي النفاق الأشعري الذي يتكلم صاحبه عن الأدب والإجتماع على البدعة والباطل، وهو شيطان مارد حاقد على أهل الحق ضال مضل، حائل بين الناس والحق.
اللعنة على تلك الأخوة التي تتخذ من العقيدة حصيرا تجلس عليه بامتهان. العقيدة أكبر من تلك الأخوة البغيضة ومن ذلك النفاق والسياسة الديمقراطية الشيطانية، لأن توحيد الله فوق كل شيء، والإجتماع لا يكون إلا عليه.
قد تكون تلك السياسة أكبر غلطة للبعض، والله أعلم، فالطائفة التي على الحق موجودة قطعا، ولولا ذلك لما كان الإسلام الصحيح موجودا، فإذا قلت له:
سم لي الطائفة التي على الحق من بين الطوائف الموجودة اليوم؟
لن يجد جوابا غير التفلسف والتذاكي وإقحام العقل في مسائل التوحيد.
إذن هو على باطل بجهله ذلك، فعقله ليس الحكم بل ما كان عليه الصحابة ومن تبعوهم هو الحكم فقط، ذلك هو الدين.
أما إذا قال “كل طوائف المسلمين”، وقد يقولها لأنه سياسي، بالنسبة له الجميع على خير، ومن كفرهم له؟ نحن نريد صفاء الدين ونقائه فقط!
فقل له: كيف وكل طائفة منهم مستقلة بذاتها، لها راية وزاوية بدعية، هذه صوفية خرفة وتلك أشعرية قبيحة، وأولئك بهائم شيعة… إلخ.
فما هي الطائفة الحق؟
أجب.

مساعدة:
من علاماتها أنها كانت على ما كان عليه الصحابة الذين هم السلف الصالح وأتباعهم، وهذا لا ينكره إلا مكابر، فهم يقرون لها بذلك لكن يعترضون على اعتراضها على بدعهم بدعوى أن ذلك قلة احتمال وتشدد!
فلا يمنعك وجود الأشاعرة حولك، ولا غيرهم، من البحث عن الحق والسؤال.
لا يمنعك من الإنصات لأهل الحق، أنصت يا أخي على الأقل أو اقرأ لهم بحيادية وتجرد حتى تتمكن من التفريق بين الحق والباطل. الأمر بسيط، وكله توفيق من الله عز وجل.
أعطهم قليلا من الوقت والإنصاف الذي تعطي للأشاعرة وغيرهم.
لا تنظر إلى تعصب السلفي إن تعصب، ولا إلى مشاعره وهو يرى هذا التشيطن العظيم، فهو بشر في الأول والأخير ليس ملاكا ولا معصوما. المهم هو الطرح، الحق، وفقط.

عجبا لهؤلاء الآثمين الأشاعرة الصوفية، والإخوان المجرمين، كيف يحتملهم مسلم أصلا!
كلامهم ثقيل بارد، وكذبهم ظاهر، مداهنون لو خلا الواحد منهم بأستار الكعبة لسرقها. صحبتهم صحبة سوء، ولا شغل لهم إلا الحرب على العقيدة والدين، والتفاخر السخيف بأنهم سادة، كيف وهم شياطين. اللعنة على التباهي الزائف.
هذا يذكرني بكلمة للنساء عندنا هنا كن يقلنها، وربما لا زلن، لسوء أخلاق المبتدعة، كن يرين في كل لابس لثياب الدعوة، شيطانا متشددا – ومعهن حق شيئا ما، فيقلن: “هذا واحد من الدعاة” “واحد من الإخوان” بهذا اللفظ، يعني أن أولئك الأغبياء عكسوا صورة الدعوة فأصبحوا في نظر العوام وحوش قاسية متسلطة ناكحة، لا هدف لها إلا اشباع رغباتها على صلافة وجلافة.

واحد آخر في الغرفة السابقة، طيب لكنه يتبع العقل أيضا، ويؤمن بالدبلوماسية البغيضة التي يعتقد البعض أنها من العقل والأدب، وهي لا تقل قبحا عن البدعة!
يقول عن السلفية انها متشددة لأنها لا تقبل من الآخر، فإما أن تبدعه أو تكفره.
وهذا ظلم للسلفية، إذ كيف تقبل السلفية بالبدعة؟ بل كيف يقبل بها أي مسلم عاقل؟ الدين ليس ديمقراطية ولا لعبة، فالأشاعرة مثلا تدخلوا في صفات الله فعطلوها، وذلك لا يحق لهم لأن العقيدة خط أحمر، لا يجوز المساس بها لأنه يعني المساس بالدين كله، لذا لا مجاملة فيها ولا صمت عن المخطئين إذا وصل الخطأ إليها، ليست كالفقه الأصغر الذي أموره أبسط.

لا يغرك اعتذارهم وتبريرهم الذي لا يملكون غيره، وليتهم كانوا صرحاء مثل النكرانيين، فالثابت عنهم منذ وجودهم، وهو مدون في كتب العلماء على مدى قرون، هو أنهم أنكروا كل الصفات إلا 7 فقط. فهل نصدق علماء الإسلام على مر التاريخ أم نصدق كاذبا سياسيا منهم يتحدث في غرفة في التيكتوك؟
كتب الإسلام تثبت ذلك وتناقشه على مدى قرون.
وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته يعطلون الصفات أو يقبلون بذلك؟
كلا والله. لهذا لم يقبل به كل علماء الإسلام، ومنهم مالك والأئمة وابن تيمية وغيرهم، فكيف تقبل به أنت وتستهين به كأنهم أمر بسيط عادي؟
والسلفية تتبع الصحابة في ذلك، وتبدع من يستحق التبديع، فماذا في ذلك؟ من حقها. بل هو أمر يرفعها عند كل منصف ولا يحطها.
ثم إنهم بدورهم يبدعونها، فلا تقل هي الوحيدة التي تبدعهم، بل هم أكثر شرا لأنهم يفترون عليها كثيرا، ويسبون ويشتمون، وإن قدروا آذوا مباشرة كسجنهم لكثير من علمائها على مدى التاريخ وتعذيبهم بل ربما قتل بعضهم، حفظنا الله وجميع من كل شر.
ما داموا يبدعون السلفية ويفسقونها ويصفونها بأبشع الأوصاف وهو الإرهاب – كذبا وبهتانا، يجعلونها داعش وهي أول خصم لها، فلماذا يعترضون على تبديعها لهم؟
ثم، ماذا في التبديع؟
أليس طرحا للرأي الهدف منه التقويم والتراجع، لا أقل ولا أكثر، فلماذا  كل هذه الحساسية؟
وهم، أليسوا مبتدعة بدليل أقوالهم وأفعالهم؟
إذن هي حقيقة، ليست افتراء كافترائهم على السلفية الذي يعد من الكذب والإثم.

ما الضير من وصف كل طرف بما فيه؟ نحن نقبل أن يصفوننا بكل شيء، لكن ليتركونا نعبر فقط، بدل الحجر والإسكات والعدوان الظاهر في كل مكان يتواجدون فيه في حال لم يكونوا هم الأذلاء.
وكل ما نرى من سياسة أخوية كاذبة ذر للرماد في الأعين عن حقيقة بغضهم للسلفية واتحادهم عليها، فهم جنود الشيطان، وهو لا يحارب من المسلمين إلا السلفية، وبشهادة الواقع كما سأبين لك فيما يلي.
تجدهم في غرفة الأخت طيبون مجاملون ما دام السلفي بعيدا عنهم، يكثرون من قول “أخونا السلفي”، “أبونا السلفي”، “أمنا السلفية”، والسلفية بريئة منهم. وعندما يدخل أحد أهلها يفقدون صوابهم وعقولهم وحلاوة ألسنتهم الكاذبة، وتطير الدبلوماسية من رؤوسهم، ويظهرون على حقيقتهم البغيضة.

يقولون عن السلفيين أنهم “هجامون” (بالعامية المصرية)، أي يتهجمون عليهم كالبلطجية لتبديعهم. والحقيقة هي العكس، هم الهجامون بدليل أقوالهم وأفعالهم.
إذا كانوا لا يصبرون على كلمات مكتوبة في التكست فكيف يصبرون على زئير أسد من أسود السلفية، يبطش في بدعهم؟
أستطيع الجزم بأن السلفية أثقل على قلوبهم من اسرائيل، ولا يحتلمونها لضعف حججهم ومنطقهم الذي يناطحون به منطق الصحابة والتابعين، لذا تجدهم دائما يمسكون السلفية من اليد التي يعتقدون أنها تؤلمها، وهي:
الحاكم. فيكثرون من وقول علماء سلطان! وماذا بعد أيها البلهاء؟ هل الحاكم هو التوحيد؟
ثم إن تاريخ المسلمين كله بدء بالصحابة يقول أن تبعية العالم للحاكم كانت من الدين حتى إن كان فاسقا، وهي خير من الخروج عليه الذي نرى آثاره اليوم في سوريا وليبيا واليمن.
الثانية: سوء الأدب المزعوم. فعندما يعترض السلفي على بدعهم، يبدأون في الكلام الأعوج، ويكثرون من الإعتراض على قوله باعتباره قلة أدب وتحمل لهم، ووقوع فيهم وفي شيوخهم وعلمائهم المقدسين.
وهنا نقطة مهمة يجب الإنتباه لها، وهي أن:
المبتدع لا غيبة له. وهذا كلام علماء الإسلام الكبار، وهي الحقيقة لأن الواقع في دين الله، لا مشكلة في الوقوع فيه، لأن متجاوز فيستحق ما يقوم به التحذير التام منه بدون مجاملة أو سياسة مفسدة لذلك كله، لن تنفع في غير ضياع الحق وضعفه، واستئساد بدعته كما هو واقع اليوم.
الثانية: وصف المبتدع بما فيه، لا شيء فيه، أو حتى وصفه لنا بذلك من حقه.
فكلمة مثل: “هذا القول ضلال”، أو “أنت ضال”، هذا من التبيين، ولابد منه، إذ لو تنازل الواحد واستخدم كلمة أخف لظن المستمع أنه ليس ضالا، فيضيع جهد التبيين والتحذير كله.
إذن أي وصف بما يعتقد الواحد أنه في مخالفه، متعلق بعقيدته وفهمه وكل ما يرتبط بفكره، لا شيء فيه مهما كان قويا بل قوته ترفعه ولا تضعه. كقول الواحد: “كلامك هذا ليس كلام عقلاء”. هذه ليست قلة أدب ولا مسبة بل وصف وتوصيف. أو قوله أنت مبتدع ضال”. هذه وصفا له للتحذير منه. أو “أنت ترواغ مثل الثعلب”. هذه ليست مسبة.
لكن إن وقع في شخصه كقوله: “تبا لك”. أو “سحقا لأبيك وأهلك”. أو “اللعنة على شكلك”. أو “أنت حمار” إلخ، هذا تجاوز، فيجب التفريق بين هذه الأقوال فما بينها دقيق كالشعرة.
وفي العموم لا شيء في كل ذلك: هذه كلمات يتم استخدامها عند الرد والغضب، لا ينبغي التحسس منها، فمن ليست فيه فلا يخشى شيئا بل يفرح بحسنات الآخر إن كان مغتابا له.
وهي من العلم، فلا يمكنك أن تفصل في كشف بدعة صوفي أو أشعري أو نكراني دون أن تقرن ذلك بكلمة “ضال” أو “مبتدع”، وإلا ضاع جهدك كله، وخرج المستعمون بخفي حنين، بل كان في كلامك ذلك الذي تعتقد أنك تحارب البدعة به عونا لها وللمبتدع، فافهم ذلك.

واحد آخر يميل إلى الأشعرية لكنه ليس منها كما قال، بل مؤيد لها، عجبا له!!
قال ان الددو هو أستاذه الذي بين له الحق. فقلت له الددو صاحبي، أي من بلدي، وأنا أعلم به منك، ولي ردود متواضعة عليه منها الفيديو المنشور في الصفحة الرئيسية لهذا الموقع، وبعض المقالات القديمة والحديثة. وهو آخر من يبين للناس الحق في المسائل العقدية.

والأزهر مقدس عند أكثرهم، ونحن لسنا ضده لأن فيه خير، لكن عند البحث في أصوله ومنهجه، نجد أن بناته هم الشيعة الروافض، وهو الآن محتل من طرف أهل البدع من أشاعرة وصوفية وإخوان.
وسادته أو كباره الذين خصلوا على لقب “الإمام الأكبر”، كلهم ما بين أشعري وصوفي وإخواني ومعتزلي إلخ، فكيف يكون منارة علم وهداية؟
طلبت من شات يجبيتي أن يأتيني بلائحة لشيوخه من 1950 حتى يومنا هذا، محددا طائفة كل واحد منهم، فكان الجواب ما يلي:
الشيخ عبد المجيد سليم البشري (1950-1951) الانتماء: أشعري.
الشيخ إبراهيم حمروش (1951-1952) الانتماء: أشعري.
الشيخ عبد المجيد سليم البشري (1952) (للمرة الثانية) الانتماء: أشعري.
الشيخ محمد الخضر حسين (1952-1954) الانتماء: أشعري.
الشيخ عبد الرحمن تاج (1954-1958) الانتماء: أشعري.
الشيخ محمود شلتوت (1958-1963) الانتماء: أشعري (وقد أنكر أحاديث المهدي كما أقر بذلك بعضهم).
الشيخ حسن مأمون (1963-1969) الانتماء: أشعري.
الشيخ محمد الفحام (1969-1973) الانتماء: أشعري.
الشيخ عبد الحليم محمود (1973-1978) الانتماء: أشعري وصوفي.
الشيخ محمد عبد الرحمن بيصار (1979-1982) الانتماء: أشعري.
الشيخ جاد الحق علي جاد الحق (1982-1996) الانتماء: أشعري.
الشيخ محمد سيد طنطاوي (1996-2010) الانتماء: أشعري.
الشيخ أحمد الطيب (2010-حتى الآن) الانتماء: أشعري وصوفي (ثقيل وضال وبارد، وديمقراطي تافه، اجتمع يوما في أذربيجان – أو غيرها، ليعلن هو وأصحابه أن السلفية خارج أهل السنة والجماعة، لتعرف كم يبغضونها جميعا كبارا وصغارا).

كل الذين جاء بهم شات جيبيتي أشاعرة، ويزيدون عليها أحيانا بالتصوف، كالضال المضل الذي يتزعمهم اليوم، والذي جمع بينهما.
فهل مثل هذا مؤسسة يعتد بها؟ هل مثل هذا يذكر كما لو كان المسجد النبوي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة؟
هل مثل هذا وصي على العلم والعالم الإسلامي؟
كلا والله. بل هو مؤسسة بدعية يشهد بذلك المنصفون منه قبل غيرهم، كالدكتور المصري محمود الرضواني الذي عراهم، والذي يكرهونه كره العمى، ويشوهون صورته أمام الناس لمجرد أنه سلفي.
في اليوتيوب هنا.

قال أحدهم أنه يريد لهذه الحوارات أن تتوقف، وأنه يحس براحة أكثر عند الملحدين لإنعدام مثل هذا الجدال في غرفهم!
بدل أن يبحث ويسأل: أين الحق، آمن بأن السلفية هي المبطلة! وأنها تضيع وقتها ووقته بغباء في تتبع عثرات أولئك الضالين لإثارة الشقاق، وأن الملاحدة والنكرانيين أعدل منها وأكثر أدبا واحتراما وتفهما في رأيه!
فهل يجد المسلم أصلا راحته بين الملاحدة والنكرانيين الكفار الذين يسبون ربه ودينه؟
كيف استساغهم أكثر ممن يدعو إلى “لا إله إلا الله” على هدى وبصيرة؟
نعوذ بالله من الضلال.
لو لم يكن الدين رسالة ودعوة لما كلفنا أنفسنا عناء تتبع أولئك المتاعيس المملين الكئيبين.

قال: إذا كان هذا هو منهج السلفية فأنا لا أريد أن أكون سلفيا!
وتساءل: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يكلم من يسأله هكذا؟
جواب ذلك: نعم. كان شديدا إذا مس أحد جناب التوحيد، وأصحابك الأشاعرة والإخوان والصوفية مسوه.
وكذلك كان الأئمة الأربعة وكل علماء المسلمين. كالشافعي الذي هو بريء من بعض من يضع اسمه وهو أشعري، قال في أهل الكلام: “حكمي فيهم أن يضربوا بالنعال ويطاف بهم في الأسواق ويقال هذا جزاء من اعرض عن الكتاب والسنة إلى علم الكلام”، فهل هذا من التطرف؟
سيقوا بعض الدبلوماسيين: نعم.
لكن الحقيقة هي أنه أجمل شيء، سعة أفق وعلم، وحسن تصرف. ولكل مقام مقال.

أقول للأخت ولأمثالها ممن يقعون في براثين هذه الجوارح الغادرة المفترسة:
احذروا من أهل البدع، هذه حدايات، غربان تمر بكم على جيف الكلاب. السلفية خير منهم جميعا، وأكثر بركة.
ويكفي أنه لا دخان بلا نار، ودخان بدعهم واصل إلى عنان السماء.
كل طائفة منهم مشتهرة بضلالة، فلا يغركم انكارهم لها، تلك سياسة شيطانية يتبعونها للتغطية على باطلهم، وقد يكونون بذلك نكارى أكثر من الأغبياء الآخرين لأنهم ينكرون بدعهم.

أحدهم حاقد من أهل العمم الأزهرية، منافق لا يخفي، وبذيء – مع أن مع وضوحه في ذلك، فهو يكثر من الوقوع فيما يسميه بالوهابية، له ضحكة خبيثة نابعة من قلب أسود، لا تدخل قلبا طيبا من باب أو كوة. كثيرا ما يكرر كلمة “الأخ السلفي”، وهو محارب له.
الأخ السلفي الذي يكرر اسمه، أبغض إليه من كفار الأرض، وهو عدوه الوحيد. لكنه يقول ذلك ليضفي على نفسه هالة من العدالة والتحضر.
وأكبر دليل على تشيطنه وتشيطنهم جميعا، هو قلة صبرهم على السلفي، فلماذا لا يسمونه حين النقاش معه بالأخ السلفي ويحتملونه قليلا؟ على الأقل كما يفعلون مع الكافر النكراني والملحد الساب للدين المحرم الجلوس معه أصلا!
قد ينادونه ب“الأخ الملحد” و“الأخ النكراني”، لا بارك الله فيهم؟ وقد ينادون الشيعي ب“الأخ الرافضي”، ذلك الأخ الذي يسب أم المؤمنين عائشة، مما يدل على أنها ليسوا من أبنائها.

لماذا لا يكونون هادئين مع السلفي وقت المحاورة أو المناظرة بدلا من المقاطعة والسب والهجوم عليه؟
لأنهم يعلمون أنهم إذا تركوه يتحدث بحرية ستتطربق بدعهم على رؤوسهم كما يقال.

أنصح الأخت أن تدخل في أوقات فراغها إلى الغرف السلفية للتطلع عن قرب على ما عند أهلها، وسيظهر لها عورهم وضعف حجتهم وقلتهم عقولهم ووضاعة فكرهم ومنهجهم الذي لا اعتبار فيه للدين من قريب او بعيد، كلها مصالح آنية وحسابات.

كفاكم افتراء وكذبا على السلفية! ألا تعرفون غير الكذب والتدليس؟
مرة وهابية، ومرة مداخلة وجامية، ومرة مجسمة، ومرة دواعش، ومرة تكفيريين.. ولا يتطبق أي وصف من كل ذلك على السلفية بل هي أتباع أتباع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقط. وترد كل تلك المسميات مثلما ترد بدعكم، فلماذا الإفتراء؟

أما شهادات الأزهر، ومثلها الدكتوراه وتهاويل الشهادات، فلا تدل على أي تميز ونبوغ، بل توجد مؤسسات تبيعها لمن يدفع أكثر. وشهادات التعليم الغربي كلها آخرها التمييز بين العامي والمتعلم فقط، ولا تعني أن المتعلم أصبحت له ميزة بها، بدليل أن امتحانات تعليمهم التافه الذي تبنته جميع الدول العربية، الهدف منها هو النجاح وحده  لا للعلم والضبط. فكم من حمار وحمارة يحملان شهادة عالية!
نعم قد يخرج صاحب الشهادة متميزا على العامي بالقراءة والكتابة والسلوك المنضبط أكثر، لكنه يظل جاهلا مثله بل قد يكون أكثر جهلا في بعض الأمور الأخرى.
والتعليم الأزهري والغربي – المأخوذ منه، لا شيء. نظامين أكثر من يخرج منهما ضعيف علميا.
تعليم مادي الهدف منه تحصيل الشهادة والوظيفة، ولا علاقة له بالنبوغ والعلم والدعوة، ولا يتذكر صاحبه شيئا مما درس، فالمنهج المكتظ بالمواد وقلة التطبيق يجعل الواحد لا يفهم شيئا، ويهدف فقط للنجاح في الإمتحان ولو بالغش، وما أكثره.
وأعطيك مثالا: عندي بعض الشهادات المتواضعة، منها شهادة في الرياضيات، وأخرى في الإقتصاد أخذتها رغم عدم حضور الدروس خلال سنوات الدراسة الأربع، وقد تعجب الطلبة فلم يكونوا يرونني إلا في نهاية السنة الدراسية أصور المقرر قبل الإمتحان، ثم ألخصه، واتقدم للإمتحان.
فمن منا يتذكر ما درس طيلة تلك السنين؟
قليل جدا من يذكر ذلك.
وكان بالإمكان أن أستمر عام أو اثنان، واحصل على المجاستير والدكتوراه، وأصبح حمارا دكتورا مثل كل الحمير الدكاترة، فما هي فائدة الشهادة؟
قليل جدا من يفقه ما تعلم أو يطبقه بمعنى آخر.
هي فرص فقط للتقدم لمسابقات الوظيفة ثم النجاح بالمحسوبية، لا أكثر ولا أقل.
إذن لنكن صريحين، بدون كذب على الناس، أنا وأنت والأزهري – مع أن التعليم الديني في كلية الشريعة كان الأضعف في السلم التعليمي في بلدي والمغرب على الأقل، درسنا لأجل النجاح في الإمتحان فقط، فلا يفتخر علينا أحد بشهاداته التافهة.
كذلك الأزهر، وكليات أصول الدين. الخريجون يدرسون لأجل الوظيفة في مسجد أو وزارة أو مكتبة، وإلا ما استمروا في حفظ قاعدة واحدة، إلا قليلا. وأكثرهم منافق خبيث.

لقد كان التخصص الديني عندنا هنا يسمى O، والأدبي A، أما الرياضيات ف C، والعلوم D.
فتجد المتميزين والأذكياء في التخصص الرياضي أكثر، ثم من دونهم ففي التخصص العلمي، ثم الحمير كما كنا نسميهم أي البلداء في الدراسة، وهم في التخصص الأدبي، وهو أعلى من التخصص الديني! عجبا!
كنا ونحن صغارا نسخر من زملائنا قائلين سيتم توجيهكم إلى O، كأن ذلك نهاية المسار! أو A، وهما التخصصان اللذان لا يتجه إليهما إلا حمار بحسب رأينا الصغير. أي الذين لا يفهمون بديهيات الحساب.

كانت حملة ممنهجة لإضاعة الدين والمسلمين بتوجيه الأغبياء إلى التخصصات الدينية واحتكار الأذكياء في العلوم وأمثالها، فأضاعوا الأمة بذلك.

وحتى عندما كنت أدرس الرياضيات في كلية العلوم – شمال المغرب الجميل، كان أهل كلية أصول الدين، وكذلك الفنون الجميلة، حُمرا عندهم، اسألوهم.
كذلك الأزاهرة قد يكونون حمرا وفقا لمفهوم التعليم السائد، أي بلداء يعني. والأدلة على ذلك ظاهرة.
لكن الفقه ليس مشروطا بالعبقرية، قد يكون الواحد فقيها وهو ليس بعبقري والعكس.
أما الدكتوراه والماجستير فتباعان، يكفي دفع الأقساط عبر موقع الكتروني للحصول عليها وأنت تشرب القهوة في البيت. وفي بعض الدول الإفريقية تبيعها الجامعات بمبلغ محدد !
قال لي واحد في التيكتوك: عندك أنت؟
يعني هل أنا من أبيعها ههه، المسكين مغتر الدكتوراه والأزهر، كأن من خريجه منزه عن البدع والذنوب، والعكس هو الحاصل !
وانظر فقط في عقول ومستويات بعض الذين يزعمون انهم دكاترة، خاصة الذين يتعصبون لذلك حماية لأنفسهم، وستجدهم لا شيء، مجرد حمر مستنفرة أخرى.

مضحك:
دخلت غرفة للنكرانيين فإذا أشعري يناقش ملحدا. كان الأشعري مستميتا لإثبات أن الله مستول على عرشه وليس مستو، والملحد يفحمه ويلوي ذراعه ليا، قائلا: هات دليلك يا كذاب.
فكتبت له: فضحتنا أيها الغبي.
ثم أسقط في يده وانقطع، فأوقف الحوار وخرج قائلا للمضيفة وصاحبها اللذان يضحكان عليه:
ظز فيكما.
أصبحت ظز هي الحل!
مثل “يا واد” بتاعة بعضهم!
فكدت أكتب له:
ظز فيك أنت.
لكني تركته.
لتعرفوا أن الأشاعرة في أسفل سافلين في الفكر، حتى الملحدين أعلى منهم درجة في الفهم وأعقل.

ثم اصطدمت الأخت بهم!
وقد استغربت من ذلك، فقد كانت في غاية الأدب معهم !
دخلت إلى بثها في إحدى ليالي رمضان فإذا الحرب مشتعلة فيه، وهي تصرخ فيهم غاضبة “حتى أنتم لكم أخطاء، كل واحد يخطئ، لا تغتروا بهذه المشيخة، لستم أفضل من أحد، أنتم تشوهون بثي، وتقولون أنقذوها من الظاهري فلان – واحد معها في البث صبور لكن فيلسوف“.
وسبب تلك الحرب هو أنها كانت مشحونة منهم، خاصة الأزهري الذي ذكرت لكم، والذي سلاحه هو الخبث فيما يظهر – وقد يكون العكس، فقد قال للظاهري الذي يتميز عنهم بالبساطة وقلة التكبر رغم اعتماده التام على الانفراد عن الأمة والتفلسف، وهو ما لا يفضي إلى خير.
قال له ذلك الثقيل: يا واد، يا عكاك. فثارت ثائرتها مع أنها تحترم ذلك الأزهري جدا، ولعلها بدأت تفهم أنهم جميعا سواء، أي لا شيء، فهم أيضا مبتدعة، وبشر تحركهم العواطف، ويظهر ذلك جليا في تصرفاتهم وتعاملهم مع مخالفيهم، فهم يُحَقرون من شأنه ولا يحتلمون المساس بأزهرهم المقدس الذي ينشر البدعة ليل نهار ويدعمها، ولا بعلمائه الضال أكثرهم (ما بين أشعري وصوفي وإخواني ومتعاطف مع الشيعية)!
فغضبت غضبا شديدا، وكادت تطردهم من غرفتها بل لمحت إلى ذلك! ثم قالت: لا أحد يذكر هذا الظاهري بكلمة بعد الآن؟ ولا أحد يشتم أو يسب في بثي، هذه مؤامرة على بثي!
كانت تعلم أن إدخالها الظاهري والنكراني والسلفي إلى البث لا يعجبهم، ومع هذا لم يخرجوا منه بل ظلوا يترددون عليه وفي قلوبهم ما فيها رغم المجاملات الكاذبة التي فرضتها على الجميع. وكان الأفضل عدم المجاملة في الدين مع عدم السب والشتم قدر الإمكان، وفقط!

والحقيقة أنها ليست مسؤولة في بثها عن عواطف وفلتات ألسنة وقلوب الناس، ليقولوا ما يقولون، بل لياكل بعضهم بعضا في البث، المهم أنه عند التجاوز يمكنها ببساطة أن تكتمهم، ولا كرامة لأحد في ذلك، فينتهي الأمر.
الذي يضرها هو تبني الباطل، أن تتبني مبطلا باعتبار ما عنده حق وعلم، وهذا هو الدفاع عن الباطل الذي قد يضر، فلا يمكنها أن تدافع عن الظاهري، وأنا أقول الفيلسوف لأنه أقرب للفلسفة من الفقه، لمجرد أنه صديق في بثها لا تريد أن يتجاوز عليه أحد !
لا، لتتركهم يتجاوزون على بعضهم البعض، وحتى بينهم وبين السلفية، فهي ليست أول مرة ولا آخرها، وما دام قد اختار الإنفراد والمخالفة، والفلسفة، فهو يتوقع التجاوز عليه، وهذا عادي (أنصحه فقط بعدم الرقة بل بالمواجهة وعدم التأثر بأقوال الآخرين فهي غير مهمة مثلهم، وأصحه قبل كل ذلك بالبحث في السلفية فهي خير له – ولها – من هذا كله).
لتتركه هو وباطله فليس المحق، فهو مثلهم، ليدافع عن نفسه، فله الحق في ذلك، وليغلب خصومه الأزاهرة أو يغلبونه، ذلك شأنهم، أما إذا انحازت إليه أو إليهم، فهنا قد يتضرر بثها. أما إذا كان إنحيازها للحق وأهله فلن يتضرر، وهذا من بركات اتباع أهل الحق.
لذا عليها ترك الإهتمام بضبط البث فلن ينضبط لأنهم بشر (أكثرهم حمر مستنفرة فارة من السلفية)، لكن لديها أدوات الإشراف وهي كافية في إيقاف كل متجاوز منهم، ومهما كانت مرتبته حتى يتأدب أو يغادر غير مأسوف عليه.
بل بالعكس، الترند في التيكتوك مهم، وهذا التناقر والحروب تجلب لها الترند والزوار ! فتستغل ذلك، ولتهتم بالبحث عن الحق وأهله فذلك أهم من ضبط البث وجمع شتات المختلفين المتناقرين فيه.
نعم، من سب سبا ظاهرا، هذا معتد، لكن يمكن كتمه أو طرده، الأمر سهل، أما من قال كلمات وصفية تصف حال مخالفه مثل: أنت مبتدع، أنت لست شيخا ولا أي شيء. والكلمات التي أثارت غضبها وهي: يا عكاك، يا واد. هذه مقبولة لأن الأمر كالمناظرة والتأليف لابد فيه من توصيف دقيق ليعرف الناس حال المخاطب، وأنه من أهل البدع أو ضال او مارق أو واد، لا يهم، هذا ليس من قلة الأدب بل من الحرب الكلامية الدائرة، أما عندما يسب أبويه أو يسبه ويشتمه شتما واضحا فلا، هنا يختلف الأمر. أما الوقوع في ضلاله وعقله وشهادته ومشيخته وأزهره، فعادي.
ثم لماذا لا تنظر إلى الأمر على أنه مجرد تعلم وتسلية في نفس الوقت، بدلا من الغضب؟
كتبت لواحد قال سأغادر هذا البرنامج إلى غير رجعة بسبب هذه الخلافات: لم لا تعتبرها أمرا مسليا ممتعا تتعلم من خلاله وتعلم غيرك؟ هذه الخلافات لابد منها فلم لا تستمتع بها وتدعو إلى الحق فقط، وتعلم أن كل من سبك فقد أهداك بعض حسناته، أي خير مقدم لك بالمجان فاصبر.

النكرانيون والملحدون، غير مهمين:
هم قلة مهملة، لا تتأثر بهم إلا قلة مثلهم مهملة، ولو دخل كل المسلمين إلى غرفهم.
والقلة المتأثرة بهم تستحق النصح إذا دخلت عندنا، أما كبارهم فلا يجب تضييع الوقت معهم ولا استقبالهم، لأن الجلوس معهم حرام فهم يسبون الدين، والجالس معهم مشارك في ذلك بجلوسه إليهم، وجلوسه ذلك منهي عنه.

البيت الإسلامي بما فيه من حيات وعقارب، من أشاعرة وصوفية وإخوان ووسطيين (لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء مثل المنافقين)، أحق بالنصيحة وتضييع الوقت.
وأقصد بالوسطيين من ليسوا من أي طائفة، وفي نفس الوقت لا يعترضون على أي طائفة. الدين بالنسبة لهم كوكتيل يؤخذ بالعقل والهوى، فيتبعون ذلك دون الرجوع إلى أي أصل، معتقدين أنهم متحضرون!
الأغبياء انخدعوا بالدعاية التحررية العقلية الغربية التافهة.
وبعضهم لا يحتمل السلفية أيضا، لأنه يصدق ما يثار حولها من أكاذيب. وهو في ذلك أخف من الأشاعرة وأمثالهم من أهل البدع. يمكنه فعل ما لا يمكنهم، وهو الإستماع للسلفي دون إطلاق صيحات الألم والضجيج والصراخ.
وسبب جهلهم ذلك ليس النوايا السيئة ولا محاربة السلفية بل بعدهم عن طريق البحث والعلم فقط.
وهم مثل العوام، لكن العوام أكثر خير وبركة: فهم سلفيون لكن قد لا يدركون أنهم كذلك. لكن عندما يهتدون إليهم يلتفون حولهم مباشرة، وفي أي وقت وزمان (شاهد ذلك في مناظرات الشباب السلفي السوداني مع الصوفية المحترقة في الأسواق سابقا، وستلاحظ التفاف الناس حولهم بطريقة عفوية ومباشرة ضد المتصوفة لأن الفطر سليمة).
ويوجد من الوسطيين من يؤصل لتلك الوسطية السخيفة، فلا يكره السلفية، لكن يحاول الوقوف على الحياد مع الجميع، فهو لا في العير ولا في النفير.
يبرر لأبن عربي قائلا إن لديه نصوصا جميلة! المهم عنده هو نصوصه الأدبية القبيحة التي تهدم كل ما هو جميل.
يعتذرون لكل من هب ودب، ولو تفكروا، لوجدوا أن صاحب البدعة لا يعذر ببدعته، لأنها هدم للدين.
وإذا تنزلنا معه وتركناه يمر ببدعته للبس ذلك التنازل على المسلمين، فليس أكثرهم قادرا على تمييز الحق من الباطل، لذا كان علماء السلف يحذرون من أهل البدع جميعا، ولو كانوا من أكابر الناس.
ثم إن الساكت عن ابن عربي موافق له فيما قال، وهذا لا ينبغي.
وإذا قالوا: يوجد علماء اعتذروا لكلام ابن عربي، وقالوا إنه لم يقصد ما تم فهمه من قوله.
نقول: ويوجد علماء اخطئوا ووقعوا في كلام الفلاسفة وغير ذلك، من المعصوم؟ العاقبة بالخواتيم وعموم الفعل والقول.
وهل عميت أبصاركم عن جمهور العلماء الذين أخرجوه من الإسلام؟
وهكذا يقال عن سكوت الساكتين عن أهل البدع الآخرين أيضا.
قال السلف: “من سكت عن بدعة فقد أعان على هدم دين الإسلام”.
وهذا هو وصفهم الأنسب: هدامون للإسلام.

ثانيا: أكبر الشياطين ليسوا النكرانيون ولا الملحدون بل رؤوس طوائف أهل البدع كالأشاعرة والصوفية والإخوان والديمقراطيين العلمانيين، هؤلاء هم الأبالسة، هم العدو الداخلي، هم السوسة التي تنخر في جسد الأمة، هم سبب ضعفها وضعف الدين.

ثالثا: الدعوة إلى الله تكون بالبساطة أكثر منها بالكلام (الفلسفة) الذي لم يستخدمه الأنبياء.
يوجد بعض المغترين بالفلسفة اليوم، يحاولون الدعوة بها، فيتقبلونها أولا، وذلك خطأ، لأن عبارات مثل “واجب الوجود” وغيرها، ليست شرعية، ولم يسم بها الله سبحانه وتعالى نفسه، بل أمر أن لا يدعى إلا بأسمائه. فالشرعي أفضل وأكثر بركة.
وكذلك محاورتهم بالكلام عبارة عن كلام آخر مصدره متكلمون جدد فقط.

إن أهل البدع أهل دنيا لا دين، المهم عند الواحد منهم هو الظهور فقط، لذا تراه يتشاجر طول الوقت. هدفه الأكبر هو أن يجتمع الناس حوله على الباطل لدعمه، وأهم شيء عنده هو نقودهم وما في أيديهم من خير، ثم اضلالهم خدمة للشيطان الرجيم.

وأهل الباطل مغرمون بالشعارات الجوفاء والتهاويل، كما فعل الإخوان عندما بنوا: “هيئة علماء المسلمين” ثم تبين فيما بعد أنها هيئة علماء أهل البدع. كانت ولا زالت توحي بأنها تمثل جميع المسلمين، وهي في الأساس لا شيء.
ثم ”رابطة الأحزاب الإسلامية الديمقراطية المحلية الأوروبية والأمريكية”، التي أفتت بجواز تهنئة الكفار على الكريسماس وغير ذلك.
و”الأزهر” الذي يحبه البعض لدرجة التقديس، ومعهم حق لأنه مؤسسة اسلامية لكن المعيار ليس حب الأشخاص أو الجهات بل العقدية السليمة هي التي نقيس بها الأفراد مع احترام المؤسسات عموما لأنها تجمع تحتها الكثيرون ومنهم الصالحون.
فننظر في سلامة عقيدة المتخرج من الأزهر، فإن كان أشعريا مثلا أو صوفيا، فلا، لا نكفره ولا نسبه ولا نحط من شانه، لكن نقول له: اتق الله واترك البدعة.
ليس كل خريج أزهر على الصراط المستقيم، بل بالعكس فيهم شياطين من رؤوس البدعة، فلا يجب تعميم الحب ولا البغض، فيهم وفيهم، وأكثرهم ضالون في رأيي أو مجاملون لأهل الضلال طمعا في مرتبة أو مال، وخوفا من الإقصاء لأن من يعترض على إمام الأزهر الأشعري أو الصوفي، لن يكون له مكان في تلك المؤسسة ولا ربح منها، لذا يكثر فيهم كتم الحق تجنبا لهذه المشاكل.
فليس كله خير، لا هو ولا أي مؤسسة اخرى، لأن الأصل هو أن الذين فيها بشر غير معصومين ولا ملائكة.

لكن البعض يعبد الأزهر بدليل أنه إذا قيل قال عالم الأزهر فلان كذا، سارع إلى الأخذ به، إن لم يسجد لصاحبه تقديسا وتعظيما! وإذا قيل له قال الله وقال رسوله، تراخى وتردد.
أصبح الأزهر يحتكر الإسلام وتمثيل المسلمين، وذلك من المبالغات التي تدل على البدعة.
لم يفعلها علماء السعودية الذيم يمثل أكثرهم الحق، وفعلها الأشاعرة المبتدعة الذين لا علاقة لهم بالتوحيد من قريب أو بعيد بل توحيد كل واحد منهم موجه لعقله وحده.

لماذا يبغضون السلفية؟
لأنها الوحيدة التي لا ترضى بأن يفسد دين الله أمامها. الوحيدة التي ترد عليهم جميعا، ولا تجامل أحدا في الدين.
ولا تكفر ولا تسيء الأدب كما يزعمون، بل بالعكس، تحرص على هداية الآخرين والخير لهم.
فلن تجد أشعريا يعترض على صوفي أو إخواني أو حتى شيعي، ولا العكس. لكنك تجد السلفية تعترض عليهم جميعا، وتجدهم جميعا متحدين عليها، أي أنهم جميعا في كفة، وهي في كفة. ألا يدلك ذلك على شيء، وهو أنها الطائفة الحق، وهم الطوائف المذمومة؟

والذي يجب الإنتباه له وملاحظته للتأكد من أنهم على باطل هو جوابهم على السؤال:

من هي الفرقة الناجية؟

من هي الفرقة الناجية؟
لدينا 72 فرقة كلها في النار إلا واحدة فما هي؟ شغل عقلك.
ومعنى في النار قد لا يدل على الخلود فيها، بل على خطر المحاسبة على ذنب الإبتداع العظيم، والله أعلم.

ورد في الحديث الصحيح: “ستفترق أمتي على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة”.
وعرف أهل العلم الفرقة الناجية بأنها المتبعة لما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه، أي أنها بقية السلف، المتفردة باتباع الكتاب والسنة من بين كل الفرق التي عصفت بها الأهواء، وذهب بها العقل والشبهات كل مذهب.
فالأشعرية نفت صفات الله التي أثبت لنفسه في كتابه، أي أنها ردت شيئا من الكتاب، وزادت على ذلك.
والصوفية جاءت بدين طرقي تنزلت به على مشايخها الشياطين، فغيرت دين الله وطريقة عبادته التي كان عليها الصحابة والسلف الصالح، وربطت الناس بطوغيت من البشر لا ينفعون بل يضرون.
والشيعة ليسوا مسلمين أصلا.
والنكرانيين مثلهم يرفضون السنة ولا يصلون الصلوات الخمس.
والملحدين كفار أصلا.
أما “الإخوان الديمقراطيون” فيعبدون كرسي الحاكم، هو أصل العقيدة عندهم، وسبب كل مشاكلهم، هم وداعش التي لا تختلف عنهم إلا في تصريحها بالخروج، فهي الرجل وهم المخنثون.

لنعد إلى الطائفة الناجية:
عندنا حقيقة أنها موجودة. وإلا لما كان الإسلام الصحيح موجودا.
فمن هي؟ أريد اسما؟
إذا سالت أهل البدع من هي، سيقولون: “نحن جميعا”.
بالنسبة لهم كوكتيل البدع هذا كله من متصوفة وإخوان وشيعة وأشاعرة، يمثل طائفة واحدة هي أهل الحق! عجائب.
من المعروف أن الإخواني ليس الأشعري، والأشعري ليس الصوفي، والصوفي ليس الشيعي، والشيعي ليس الأشعري، فلا يمكن أن يكونوا جميعا طائفة واحدة، ويخرجون ببساطة من ال 73 فرقة.

أما إذا سألت أهل الحق السلفية أهل السنة والجماعة الحقيقيين، وبالدليل لا مجرد الكلام:
ما هي الطائفة الناجية؟
فسيقولون: اتباع الصحابة، اتباع السلف الصالح فقط. ابتاع الدليل الذي لا ينكره إلا المكابر والغبي المتذاكي، أي الإتباع بدل الإبتداع.

سيقول أهل البدع:
“لكن السلفية طوائف، منها الجامية والمداخلة والوهابية وداعش… إلخ”.

فنقول:
كل الذين سميتموهم ما عدا داعش هم السلفية، وهذه المسميات كلها لشيء واحد هو السلفية، لا تزورا ولا تفتروا،
الجامية كما تسمونهم هدموا عرش الدواعش، فأطلقوا عليهم ذلك الإسم، وصاروا أكبر كوابيسهم. تأمل في ذلك فقط عندما الدخول إلى بث للخوارج في التيكتوك مثلا.
أما الجامي فهو عالم من علماء السلفية مثله في ذلك مثل غيره.
كذلك الشيخ ربيع المدخلي، حشر الإخوان المجرمين في زاوية، وكشف عورهم، فنبزوه ونبزوا أصحابه بالألقاب.
أما الوهابية فهي تسمية أطلقها الأتراك المتصوفة المخرفين على أهل التوحيد السلفية في زمن الدولة العثمانية.
إذن السلفية طائفة واحدة.
وإذا كابروا قائلين لا، نقول لهم إذن أنتم مفترون، نحن لا نقر بأي اختلاف بيننا، ولا نقر حتى بالألقاب التي تطلقون علينا، بعكسكم، فأنتم تقرون بانكم إخوان وصوفية وأشعرية وبطخية…

هل السلفية هي داعش، وما الفرق بينهما؟
سؤال دفع الإعلام الكذاب، وكذلك المبطلون، الناس إليه.
لكن الفرق بينها جوهري، ويكفي لتميز كل فرقة منهما عن الأخرى.
فالسلفية تقف مع الحاكم ولا تكفره ولا تخرج عليه، أما داعش فعلى العكس من ذلك.
فكيف يلتقيان يا منصفين؟
فكر في هذه.
السلفية هي أكبر خصم لداعش ولكل أهل البدع، حتى في زمن حرب الخليج كان أكبر خصوم القاعدة علماء السعودية، لا علماء الصوفية والأشاعرة والإخوان، والتاريخ يشهد بذلك.
وحتى يومنا هذا أكبر خصومهم وخصوم كل أهل البدع، هي السلفية بدليل الواقع، فلماذا يجتمعون عليها كلهم؟
حتى الدواعش يقولون عن الشاعرة والصوفية أنهم اهل السنة والجماعة، ويعتبرونهم إخوان لهم.
فلماذا يجتمعون عليها جميعا يا منصف؟
لأنهم من الفرق ال 72 المتفرقة، وهي التي في الكفة الأخرى.
فكر في هذه وحدها وستفهم كل شيء بعون الله.

إذن إذا سألت الأشعري أو الإخواني أو الصوفي أو الشيعي المستخدم للتقية: من هم أهل الحق؟ وطلبت اسما من ال 73 فرقة، لن يقدم لك أي اسم، أو سيقول: جميعنا.
إذا قال نحن أي الأشعرية. فقل له كيف، وغيركم كالصوفي يزعم أنه هو تلك الطائفة أيضا.
وقل له: هات الدليل أنك على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، فهو الفيصل؟
أي أثبت لنا أنك تتبع الكتاب والسنة ومن الجماعة؟
ولن يستطيع لأنه خالف الكتاب والسنة والجماعة في أمر جوهري من العقيدة، وهو إنكاره لكل الصفات مثل المعتزلة، إلا 7 صفات.
كذلك الصوفي: هات دليلك يا مخرف؟
ولن يحير جوابا! لأنه مبتدع.
وكذلك الإخواني والشيعي والنكراني والملحد والديمقراطي والبهائي وكل من سمعت بهم أو لم تسمع.

إذن كيف تكون الطائفة الناجية هي كل طوائف أهل البدع معا؟
هل كل الفرق الضالة جماعة واحدة أصلا؟

أما السلفية فمميزة، وواحدة، وكل ما يشاع من تفرقها إلى عدة فرق مجرد أكاذيب.
ولا تمثلها التصرفات الخرقاء المبالغ فيها من طرف بعض أفرادها، الذين رغم فعلهم ذلك لا يحيدن عن الحق غالبا.
نعم هم مجرد بشر، قد تجد فيهم المجادل والمتكبر والمتعالي، لكن في الأصل هم أهل الحق، وعلى العقيدة الصحيحة إن لم يدخل الرياء في ذلك.
والهدوء خاصة عند دخول غرف الخصوم، أمر جميل، والتطنيش كذلك، لأن أهل الباطل يحاولون إثارة السلفي ليغضب، وبالتالي يجدوا الفرصة لإسكاته أو طرده، فيمنعونه من قول كلمة حق قد يسمعها محتاج إليها من الذين في الغرفة، خاصة في الغرف التي تقول انها تسمح بجميع الآراء كغرفة الأخت السابقة.
لذا قلت عن أحد النكرانيين كان فيها صابرا على سبهم له، واتهامه بانه يهودي، وغير ذلك، لم يغضب، بل بقي ينخر موصلا فكره، ونجح في التقاط أحد التافهين – إن لم يكن معه، دخل وسأل قائلا يوجد بحث من واحد قال ان الكعبة الحقيقية ليست في مكة، بل في مكان سماه، فالتقطه قائلا أنا لدي بحث في هذا، فقال سأراسلك!
إذن صير على قول حازم الشيطاني له انت يهودي وشمعون، ونجح في الأخير في اصطياد أحد المساكين، إن لم يكن معه فعل ذلك لدعمه فقط وإضفاء المصداقية عليه.
لذا على السلفي أن يترك أمثال ذلك الحازم الشيطاني يسبون ويشتمون، ثم يدمر بنيانهم من الأساس بالأدلة، ويجاهد بالتجرد من الإنتصار لنفسه، خاصة في غرفة تزعم فتح الباب للجميع.

والدليل على أن السلفية هي الفرقة التي على الحق، قربها مما كان عليه صحابة النبي الكرام وتابعيهم، هي الأقرب إليهم بلا منازع، وهي ممثلهم اليوم بلا منازع أيضا.

وإذا نظرت حولك وتساءلت:
بما أن الإسلام محارب من الداخل والخارج، فأي الطوائف المحاربة أكثر من طرف الأعداء؟
أيها المتفق على عداوته من طرف الجميع؟
ستجدها: السلفية، وحدها، أو الوهابية، سمها كما شئت.
وهذا وحده يدل على أنها الحق، لأن أهل الضلال كلهم مجتمعون عليها، وهي الأبغض إليهم جميعا بدون استثاء، اسأل كل طائفة منهم على حدة وستعرف ذلك.
فالصوفية والإخوان والأشعرية والشيعة والملحدين والنكرانيين، مجمعون على خصم واحد هو السلفية. وهذا لا ينكره أحد.
بل هي هدف كل أعداء الإسلام في الخارج من يهود وفرس وغربيين!
وهذا عجيب، تأمل في كلمات رؤساء أمريكا وكبار السياسيين الغربيين:
إنهم أكبر أعداء المسلمين، والإسلام الذي يعادونها هو قطعا الإسلام الصحيح، فأي إسلام يعادونه؟
ابحث في اليوتيوب عن كلام بوش وأوباما وماكرون وغيرهم، في الإسلام، وستجدهم جميعا يتكلمون عن طائفة واحدة هي الوهابية!
هل اقتنعت؟

ولو كان التوحيد عند أهل البدع هو الأساس لصلح حال الأمة بدل خراب الدين، ولما كان هنالك حاكم عاجز عن الدفاع عن أهل غزة، لأن الحاكم سيكون موحدا، فهو إفراز من الشعب ”كما تكونون يول عليكم”. ولا أطعن في الحكام.

سيقولون، وهي من المفتريات أيضا:
السلفية علماء سلطان!
عجبا لهم ألم يكن الصحابة وتابعوهم إلى زمن الدولة العثمانية علماء سلاطين؟
ولو كنا في 1800 أو 1900 القريبتين، وخرج أحد إلى مظاهرة لأعتبر من الخوارج، فكيف بمن يحمل السلاح على الدولة أو يكيد لها في الخفاء؟
لأعتبر الخارج خارجي، ولحورب من طرف الدولة والشعب، فما الذي تغير؟
الذي تغير هو أن دين الشيطاني الغربي الديمقراطية أفسد كل شيء.
يمكنك طالعة ملخصنا الفاضح له هنا حقيقة الديمقراطية وحقوقها الملعونة.

سيقولون السلفية متطرفة:
لأنهم لا يريدون لأحد أن يعترض على بدعهم التي تهدم الإسلام بدليل من يموت عليها من عوام المسلمين المساكين الذين يحمل الساكتون عن البدع أوزارهم. فكم من مسلم ومسلمة ماتوا وهم يطوفون بقبر شيخ مجرم من شيوخ التصوف، يدعونه من دون الله؟!
كل ذلك في نظر أشباه العلماء الساكتون: لا شيء.
هؤلاء الأراذل المجتمعون الآن تحت هذا السقف الديمقراطي السياسي البدعي، مرددين عبارة الإخوان البغيضة التي أفسدت الدين والناس: “يعذر بعضنا بعضا”!
هم أبغض الناس.
كيف يعذر من يفسد العقيدة ويدفع الناس إلى الشرك بالله؟
كيف يعذر من يعطل صفات الله ويجعله – سبحانه وتعالى بلا صفات؟
هذا كلب نابح بالكلام، لا يجوز القرب منه ولا مجاملته.

يقولون أيضا: السلفية تكفيرية
أي تكفر الناس. وهذا كذب، الذي يكفر الناس هم الخوارج كالدواعش والإخوان. أما السلفية فلا تخرج الناس من رحمة الله، بل بالعكس هي أحرص على هدايتهم والخير لهم، فكيف تكفرهم.
لكن من أتى بمكفر وكفره العلماء، ذلك شيء آخر، مثل الكثير من شيوخ التصوف الذين منهم من زعم أنه فوق الأنبياء، بل فوق الجنة والنار!

سوء فهم التمذهب!
التمذهب لا يكون إلا في الفقه الأصغر فقه العبادات، أما الفقه الأكبر وهو العقيدة، فلا تمذهب فيه لأن العقيدة قطعية ومعروفة منذ عهد الصحابة لا اجتهاد فيها ولا نوازل.
وحتى ما حصل فيه خلاف منها وهو قليل رجع الصحابة فيه إلى الكتاب والحديث قبل الرأي، وأقوالهم هي الأساس في ذلك لا العقول والهوى.
العقيدة شيء واحد مقطوع به في القرآن، وواضح، لا يحرفه إلا أهل التأويل الباطل والمغرضون الأفاكون.
ولا حاجة فيها لفلسفة الأشاعرة المتكلمين أبناء المعتزلة وأحفاد الجهمية، الذين ربما يكونون الأبغض إلى العلماء، الذين قال الإمام أحمد في سلفهم: “ما فسد الدين إلا بعد دخول علم الكلام إليه”.

جمع الناس تحت سقف واحد أمر مستحيل، وليس هدفا للمسلم ولا للإسلام ككل، ولا يمكن تحقيقه أصلا لأن الدنيا دار ابتلاء، أكثر من فيها على غير الهدى وصواب، ليست دار حق مطلق، ولا دار خلافة دائمة.
وسياسة المداهنة، أمر بغيض في الدين:
أن يجتمع المسلمون، لكل منهم عقيدة خاصة به! هذا يعني ضياع الإسلام كله.
فإذا رأيت الواحد سياسي مجامل متملق، فاعلم أن غرضه هو جمع الناس حوله فقط، بالأدب الزائف والنفاق أو بالسحر والكذب والنفاق، كل ما يريده هو ما تحت أيديهم فقط.

لقد كان النبي يرسل إلى قومه فلا يؤمن معه أحدا، وكان يرسل فيؤمن له الواحد أو الإثنان.
انظر بكم خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة بعد 13 سنة من الدعوة فيها؟
إذن الهدف ليس جمع الناس في حزب واحد، ولا حتى بناء دولة خلافة قوية تحكم الدنيا.
من ظن أن الهدف هو هزيمة أمريكا وقيام دولة المسلمين تحت سقف الخوارج أو الصوفية أو الأشاعرة أو حتى السلفية، فهو واهم.
ظلم أمريكا اليوم يمحص المسلمين، ويرفع درجات الكثير منهم، والدنيا أصلا دار ابتلاء، حفظنا الله من كل الشرور.

الذي يهم ليس التفاف الناس حولك مرددين: أيها الشيخ أو العلامة أو الفهامة أو الأديب أو العاقل أو المفحم لخصومه.
الهدف هو الجهاد في سبيل الله، ولو بالكلمة، وطبعا يوجد أذى في ذلك، ولو بالسب والشتم والطرد من بثوث التيكتوك. والصبر أفضل.
لم يكن الأنبياء يجاملون في الدين، ولا يسكتون عن الكفر والبدع، وأوذوا أعظم الأذية في سبيل تصديهم لذلك، فهم المثال، وهم الرد على كل عالم سوء يعيش في زاوية صوفية أو أشعرية أو في حزب إخواني، عيشة النفاق بعيدا عن الدعوة الحقيقية إلى الله، الدعوة التي أساسها التوحيد.

أعجبني أحد الإخوة في أحد البثوث عندما بدأ صوت التعصب والغضب يخرج من أحدهم، وبدأ الآخر يرغي ويزبد ردا عليه. أغلق عليهما معا الميكروفون، وقال هذا البث لا علو للصوت فيه حتى إن كنت تعتقد أنك على الحق. لست أبا لأحد هنا ولا أحد عبد لك أو جارية.
المفارقة أن ذلك كان في بث الأخت المذكور! وطبعا ليس حازم الشيطاني بل الفيلسوف الظاهري.

لا خير في رفع الصوت إزبادا وإرغاء، صاحبه حمار ينهق، لا أكثر ولا أقل.
الأدب أفضل وأجمل، لكن أكثر الناس لا يعرفونه.

بمناسبة دعاة السوء:
أقول دعاة مؤكدا، فليس فيهم عالم ولا حتى طالب علم.
ظهرت في العالم الإسلامي ظاهرة خطيرة، وهي التربح بالعلم بعد دخول القنوات الإعلامية إلى مجال الدين مما أفسد الكثير من الدعاة. فنتج عن ذلك الكثير من التعالم والسياسة والمداهنة.
وأصبحت المحاضرات أفلام سينمائية. والشهادات الدينية تحصل للمعيشة بدلا من الجهاد بها وهداية الناس.
عندما فتحت قناة اقرأ في 2005 تقريبا، فتحت المجال لنجومية الدعاة، فأصبح أكثرهم كالممثلين، يدورون بدوران الكاميرا، ويغمزون بغمزاتها، ويتبعون السيناريو، ويكذبون مثلهم.
فنتج عن ذلك فساد الكثير منهم. حتى أني كتبت منذ سنين مقالا بعنوان: “نجوم السينما الإسلامية الجدد”!
فتحول محمد حسان إلى الإستثمار في ذلك، واحتكر السلفية وهو ليس من أهلها تماما. وكذلك نزع بعض الشباب ثياب الدعاة الحقيقيين ولبسوا ثياب الحضارة الغربية محاولين التحضر كأهلها الضالين، وسيطر الإخوان على الفضائيات، فحاربوا غيرهم وأقصوه، ونتج عن ذلك الكثير من الخلافات، كالخلاف بين الدكتور الرضواني صاحب قناة البصيرة السلفي، وغيره، كمحمد حسان ومحمد حسين يعقوب، والأخير كان صديقه، وكذلك محمود شعبان وغيرهم..
كان جيلا جميلا من الدعاة سبق الجيل الحالي الذي يصعب على الواحد عد 3 مميزين فيه!
فكانت الفضائيات بابا إلى ضياع العلم، ثم ضياع ثقة الناس بالعلماء فيما بعد، بعد محاول الإخوان ركوب الموجة والجلوس على كرسي الحاكم ولو على الخراب، فضاع الكثير من هيبة العلم والدعاة بسبب ذلك.
والحمير المتخرجين اليوم من الأزهر، دون أولئك بكثير، فلا صيت لهم ولا حس، أغبياء يمجدهم البعض في التيكتوك دعاية فقط، وأكثرهم مبتدعة.
معذرة، الصراحة مطلوبة. فلا تغتروا فليس فيكم من يفهم شيئا.

وإذا استمعت اليوم إلى داعية منهم – حتى في التيكتوك، واستمعت إلى آخر بعده، تعتقد أنهما نفس الشخص!
نفس اللهجة، والأسلوب الممجوج والنغمة.
يتبعون نفس الطريقة كأن بعضهم يقلد بعضا!
مما يدلك على أن الأمر أصبح مجرد بضاعة!
كأن المتحدث شخص واحد. نفس المنطق والسياسة الحريصة على إرضاء كل الناس، هدفه هو الشهرة والربح فقط.
لغة أو أسلوب بغيض جاف بارد أجوف، كأنهم روبوتات من شدة البعد عن البركة والصدق والوضوح.
وإذا أردت تشبيها مناسبا لهم فشبههم بالإعلاميين، هل يمكنك التفريق بين مذيع أو مذيعة في قناة الخنزيرة وآخر في العربية؟
كلا. نفس اللغة والأسلوب والمنطق والتشدق الممل.
من يحتمل الإستماع إليهم؟
باردون مملون منافقون مثل الدعاة تماما. قليل منهم المتواضع سليم القلب المتقبل للحق وأهله، الداعية إلى الله بحق وصدق ولو كره الناس كلهم ذلك.

أصبح العلماء الحقيقيون قلة في هذا الزمن. وعلماء أهل البدع أكثرية، فلماذا؟
وكان المفروض أن يكون العكس هو الحاصل، لأن البدع اليوم أصبحت مكشوفة لكل الناس!
لكن بالعكس، البدع هي التي تسود!!! فلماذا؟ أعتقد لقلة البركة والإخلاص. الإخلاص مهم جدا، بدون تتلاشى البركة والفائدة. وأكثرهم مراؤون.

إذن:

مما يميزهم: التعالم، يُكثرون من قول: هذا أستاذ في الأزهر، وذاك المبجل كذا.. فما الأهم من ذلك كله؟
الأهم هو أنه ليس على عقيدة صحيحة. وكفى بها منقصة!

ومن أفعالهم:
جعل كل أهل البدع من أهل السنة والجماعة.
رضاهم عن ابن عربي، واعتبار ما قال فيه علماء السلف تقول عليه.
رضاهم عن الصوفية.
وأكثر أهل البدع يعترض على السلفية بأشياء دون العقيدة، كبعض الأحكام الفقهية، مثل أحد الخوارج دخلت بثه فإذا به يقول، وكأن السماء وقعت على الأرض: لقد أضافوا بدعة الخطبة أو دعاء إلى التراويح!! كأن فاعل ذلك مرتكب لمصيبة في العقيدة!
قلت له يا غبي هذا ليس من العقيدة بل من الخلافات الفقهية التي أمرها يسير.

قال أحد المصريين، الأشاعرة يختلفون فقط مع السلفية، فلماذا أخرجتهم السلفية من مسمى أهل السنة؟
الجواب: لأنهم خالفوا في أمر عظيم وهو العقيدة! من خالف عقيدة السلف من الصحابة وتابعيهم فهو ليس منهم، في ذلك على الأقل، وإن كنا لا نخرجه من الملة.
ثم قال إن التكفير لا يجوز، فكلنا مسلمين!
والحقيقة أن التكفير حكم فقهي ككل الأحكام، وممكن، لكن يكون من طرف أهل العلم فقط وأهل القضاء. ويكون لرؤوس أهل البدع غالبا إذا تجاوزوا، كتكفير بعض علماء السعودية للشيخ التجاني، وكذلك تكفير الكثير من العلماء لإبن عربي الذي يقدسه الأشاعرة وأمثالهم.
والإسلام دين حق صارم في ذلك، لا يجامل المارقين، لأن الهدف هو توحيد الله، لا جمع الناس تحت راية حزب سياسي كما يعتقد أهل البدع جميعا.

قال لي الأشعري: لقد قال ابن تيمية عن التصوف أنه الزهد والصلاح، فماذا تقول؟
فأردت الجواب، فقال هذا كلامه فانفه إن استطعت؟ يريد حشري في الزاوية بطريقة خبيثة.
فقلت له المشهور عنه أقوى مما تجمع، وهو أنه ضد التصوف الفلسفي، وله أيضا ملاحظات على التصوف المبني على الزهد الذي فيه بعض المبالغات أيضا، والذي لم يعد موجودا الآن، فالتصوف كله أصبح طرقيا، كلها طرق وسبل متفرقة عن الصراط المستقيم، بدليل اتباعها كلها لإبن عربي في وحدة الوجود.
وفعل ابن تيمية أقوى من كلامه، فما المعروف عنه؟ أنه ناظر الصوفية وتحداهم إلى دخول النار. فهو إذن ضد تصوفكم.

تجد الأشاعرة متعايشين مع الصوفية في كل مكان، وكفى بالجمع بينهم وبين إخوتهم الاخرين في البدع من معرة.

Exit mobile version