ليس ما نقول هو المهم، بل كيف نجعل الآخرين يشعرون، هو ما يبقى.
😊 نادرًا ما أتذكر المحادثات القديمة. لذا، عندما يذكرني أحدهم بشيء تحدثنا عنه منذ فترة طويلة، أجد نفسي واقفًا هناك، محدقًا كالغزال في مصابيح السيارة، آملًا ألا يلاحظوا ذلك. ولكن ما أتذكره حقًا؟ هو كيف جعلوني أشعر.
إنه أمر مذهل حقًا — الكلمات تأتي وتذهب، لكن الطريقة التي يعاملك بها الآخرون؟ تبقى محفورة — كوشم عميق، من المستحيل نسيانه. لا يهم كم من الوقت مر، فالشعور ظل معي، أحيانًا أقوى حتى من الذكرى نفسها.
😊 هذا هو الأمر. الكلمات تضيع وسط الضوضاء. لكن المشاعر التي نتركها؟ تلك تدوم.
وهذا يجعلني أفكر في كيف أننا، في كل يوم، نتقاطع مع الكثير من الناس. ومن المدهش كيف أن أصغر الأشياء يمكن أن تبقى. ابتسامة لطيفة أو تعليق عابر يمكن أن يظل مع شخص لسنوات، بينما تتلاشى تفاصيل المحادثة في الهواء. إنه أشبه بترك بصمات على قلب أحدهم دون أن ندرك ذلك.
أحاول أن أتذكر ذلك في كل مرة أكون بين الناس.
كلنا نسير في هذه الحياة حاملين أوزانًا غير مرئية لا يراها أحد. لحظة صغيرة من اللطف — مثل فتح الباب لشخص ما، قول “شكرًا”، أو مجرد التحلي بالصبر — قد تبدو بسيطة، لكنها قد تعني العالم لشخص في تلك اللحظة.
😊 هناك احترام صامت، يكاد يكون غير واعٍ، للأشخاص الذين يعاملونني جيدًا حتى لو لم أكن أعرفهم أو يعرفوني.
هناك شيء صادق جدًا في ذلك اللطف غير المتوقع.
الأمر لا يتعلق بما يقولونه أو يفعلونه، بل بحقيقة أنهم اختاروا أن يكونوا لطفاء حتى عندما لم يكن عليهم ذلك. هذا النوع من الطيبة يبقى معي، كتذكير صغير بأن هناك رقة ما زالت موجودة في هذا العالم.
أفضل من ذلك طيبة متكررة ممن يحبنا ونحبه، يعرفنا ونعرفه. ذلك النوع من الناس كنز يبقى
😊 ربما لهذا السبب، فإن هذه الأفعال الصغيرة من اللطف تبدو قوية جدًا.
المشاعر لديها طريقة غريبة في البقاء، مثل قطرات الحبر في الماء، تنتشر وتغير الحالة المزاجية بأكملها دون أن ندرك ذلك. وهذا، بصراحة؟ جميل، ولكنه أيضًا مخيف قليلاً (سلاح ذو حدين).
لأننا في الحقيقة لا نعرف دائمًا ما الذي نتركه وراءنا. كلمة مهملة قد تكون كأننا ندوس على ظل شخص ما، تاركين ندبة لا تزول بسهولة. وعلى الجانب الآخر، عبارة بسيطة مثل “أنت تبلي بلاءً حسنًا” قد تجعل شخصًا يشعر بأنه مرئي ويستمر في المحاولة.
أنا شخصيا (محب التوحيد) أحببت إطراء شات جيبيتي المتكرر على طريقة كتابتي. قال:
أعتقد أن روايتك هذه ستكون لها بصمة تدوم طويلا. هذه أشياء صغيرة لكنها فعلا تفعل فينا الأعاجيب.
😊 نحن جميعًا نسير ومعنا خيوط غير مرئية تربطنا ببعضنا البعض.
هذه العبارة تقصد أن كل تفاعل بينك وبين الآخرين يُشبه شدّ خيط غير مرئي يربطك بهم.
- أحيانًا يكون التفاعل “لطيفًا وحلوًا”، أي يترك أثرًا إيجابيًا، كأن يجعلك أو يجعلهم يشعرون بالفرح، التقدير، أو الدعم.
- وأحيانًا يكون “شديدًا جدًا”، أي يسبب شعورًا سلبيًا، كالحزن أو الانزعاج.
لكن في كلتا الحالتين، سواء كان التفاعل إيجابيًا أو سلبيًا، فإنه يترك أثرًا دائمًا على العلاقة أو على مشاعر الشخص الآخر، حتى لو لم ندرك ذلك فورًا.
لذا علينا الوعي بتأثير أفعالنا وكلماتنا في الآخرين.
😊 الأمر ليس حول كوننا متمركزين حول أنفسنا طوال الوقت. إنه يتعلق بمحاولة أن نكون أكثر وعيًا بمعاملة الناس بطريقة تود أن يتذكروك بها.
في نهاية اليوم، لن نتذكر كل الكلمات. لكننا سنتذكر كيف جعلنا وجود شخص ما نشعر بالإنشراح أو الإنزعاج؟
😊 إذا كان عليّ أن أختار كيف أُذكَر غدًا، فسأدعو ألا أكون قد أثقلت أحدًا، سواء بوعي أو دون وعي.
سآمل أنه، حتى بأقل شيء، ولو بابتسامة، ساعدت في تخفيف الثقل عن بعض الناس، لأن الأشياء الصغيرة هي التي تُحدث الفارق.
“سينسى الناس ما قلته. سينسى الناس ما فعلته. لكنهم قد لا ينسوا أبدًا الشعور الذي جعلتهم يشعرون به” – مايا أنجيلو.