معنى العبادة توقيفية
العبادة التوقيفية تعني أن جميع أفعال العبادة لا تُشرع إلا بناءً على نص شرعي صريح من القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة. بمعنى أن العبادة يجب أن تكون مأخوذة من الوحي، فلا يجوز لأي شخص أن يبتدع عبادة جديدة أو يضيف أو ينقص في هيئة العبادة أو أوقاتها أو أسبابها أو أماكنها إلا بدليل شرعي.
تفصيل في المعنى:
1. توقيفية في أصلها:
العبادة لا تُفعل إلا إذا ورد أصلها في الشريعة.
مثال مشروع: الصلاة الخمس المفروضة.
مثال غير مشروع: ابتكار صلاة جديدة غير معروفة في الإسلام.
2. توقيفية في هيئتها:
كيفية أداء العبادة يجب أن تكون وفقًا لما ورد عن النبي ﷺ.
مثال مشروع: قراءة الفاتحة في الصلاة كما ورد.
مثال غير مشروع: قراءة الفاتحة في السجود.
3. توقيفية في زمانها:
تخصيص وقت معين للعبادة يجب أن يكون منصوصًا عليه.
مثال مشروع: صيام رمضان في وقته.
مثال غير مشروع: تخصيص يوم الجمعة لصيام معين بغير دليل.
4. توقيفية في عددها:
الأعداد التي تُؤدى بها العبادة يجب أن تكون وفقًا لما ورد في الشرع.
مثال مشروع: التسبيح 33 مرة بعد الصلاة.
مثال غير مشروع: التسبيح 40 مرة بزعم أنه أفضل.
5. توقيفية في مكانها:
أداء العبادة في أماكن محددة يجب أن يكون منصوصًا عليه.
مثال مشروع: الطواف حول الكعبة.
مثال غير مشروع: الطواف حول قبور الأولياء.
الدليل على أن العبادة توقيفية:
من القرآن:
قال الله تعالى:
﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۡ بِهِ ٱللَّهُ﴾ (الشورى: 21).
أي أن التشريع في الدين خاص بالله وحده.
قال الله تعالى:
﴿وَمَا ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْ﴾ (الحشر: 7).
يبين أن الطاعة للنبي ﷺ في كل ما أمر به أو نهى عنه.
من السنة:
قال النبي ﷺ:
“من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.” (رواه البخاري ومسلم).
أي أن كل ما لم يكن من الدين فهو مردود.
قال ﷺ:
“صلوا كما رأيتموني أصلي.” (رواه البخاري).
أي أن الصلاة، وهي من أعظم العبادات، يجب أن تؤدى كما علمها النبي ﷺ.
من أقوال السلف:
قال الإمام مالك رحمه الله:
“من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمدًا ﷺ خان الرسالة؛ لأن الله قال: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ﴾، فما لم يكن يومئذ دينًا، لا يكون اليوم دينًا.”
أهمية كون العبادة توقيفية:
منع الابتداع في الدين:
كون العبادة توقيفية يمنع إدخال البدع والخرافات التي تشوه نقاء الدين.
تحقيق الإخلاص:
العبادة التوقيفية تجعل العبد ملتزمًا بما أمر الله به فقط، وهذا يحقق الإخلاص لله.
حفظ وحدة الأمة:
الالتزام بالنصوص الشرعية يمنع الخلافات والفرقة الناتجة عن البدع.
الفرق بين العبادة المشروعة والبدعة:
العبادة المشروعة:
هي ما ورد بها دليل شرعي صحيح من الكتاب أو السنة.
مثال: صلاة العيد.
البدعة:
هي ما لم يرد بها نص شرعي، وأُحدثت في الدين.
مثال: الاحتفال بالمولد النبوي.
الفرق الجوهري:
العبادة المشروعة تعتمد على الدليل الشرعي.
البدعة تعتمد على الهوى أو الرأي بلا دليل.
أمثلة عملية لتوضيح العبادة التوقيفية:
1. الصلاة:
مشروع: صلاة الفريضة كما علمنا النبي ﷺ.
غير مشروع: زيادة ركعة سادسة في صلاة الظهر.
2. الذكر:
مشروع: قول “سبحان الله” 33 مرة بعد الصلاة.
غير مشروع: قولها 100 مرة اعتقادًا بفضل خاص بلا دليل.
3. الصيام:
مشروع: صيام الاثنين والخميس لأنه ورد في السنة.
غير مشروع: تخصيص يوم 1 من كل شهر بالصيام بلا دليل.
4. الحج:
مشروع: الطواف بالكعبة.
غير مشروع: الطواف حول قبور الأولياء.
الخلاصة:
العبادة توقيفية: لا يجوز الإتيان بعبادة جديدة أو تغيير صفة عبادة إلا بدليل من الكتاب أو السنة.
الالتزام بالتوقيفية في العبادة يحفظ الدين من البدع، ويحقق الإخلاص لله عز وجل.
أقوال أهل العلم في ضرورة الأخذ من النبي ﷺ وحده كمشرع وحيد
ابن تيمية:
قال: “الرسول هو المبلغ عن الله شرعه ودينه، وما أمر به من عبادة أو عمل فهو الدين الحق، وما لم يأمر به فليس من الدين، ولو فعله الناس زعمًا أنه قربة إلى الله” (مجموع الفتاوى).
الإمام الشافعي:
قال: “من استحسن فقد شرع، والدين لا يقبل إلا بما جاء به رسول الله ﷺ”
أضاف: “لا يُعبد الله إلا بما شرع، فإن زاد زاعما أنه قربة، فقد ابتدع”
الإمام مالك:
قال: “من أحدث في الدين ما ليس منه، فقد زعم أن محمدًا ﷺ خان الرسالة”
أشار إلى قوله ﷺ: “من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد” (رواه مسلم).
ابن القيم:
قال: “العبادة لا تكون إلا بما أمر الله ورسوله، وكل ما لم يأذن به الشرع فهو بدعة مردودة”
تعريف العبادة:
العبادة لغة: الخضوع والتذلل.
العبادة شرعًا: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
قال الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات: 56).
قال النبي ﷺ: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” (رواه البخاري ومسلم).
أركان العبادة:
الإخلاص لله وحده:
قال الله: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ﴾ (البينة: 5).
اتباع النبي ﷺ:
قال الله: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْ﴾ (النور: 54).
هل لا يجوز عبادة الله إلا بما أمر به؟
العبادة مقيدة بما أمر الله ورسوله ﷺ به.
قال النبي ﷺ: “صلوا كما رأيتموني أصلي” (رواه البخاري).
العبادة توقيفية، بمعنى أنه لا يجوز الإتيان بعبادة جديدة لم ترد في الكتاب أو السنة.
أمثلة على ذلك:
صلاة الظهر أربع ركعات:
لو زاد أحدهم ركعة خامسة، يُعتبر ذلك بدعة لأنها لم ترد في الشرع.
الصيام في شهر محرم:
جائز لأن النبي ﷺ حث عليه. أما صيام أيام معينة بلا دليل واعتقاد فضلها، فيعد بدعة.
الفرق بين العبادة والبدعة:
1. العبادة:
ما شرعه الله ورسوله ﷺ.
مثال: الصلاة المفروضة، صيام رمضان، قراءة القرآن.
2. البدعة:
ما لم يشرعه الله ورسوله ﷺ وزُعم أنه عبادة.
قال النبي ﷺ: “كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة” (رواه النسائي).
الفرق الجوهري:
العبادة: موافقة الكتاب والسنة.
البدعة: مخالفة الكتاب والسنة، أو إضافة شيء لم يأذن به الشرع.
أمثلة على البدع وسبب كونها بدعة:
1. الذكر الجماعي بصوت واحد:
الوصف: يجتمع الناس على ذكر الله بصوت موحد.
لماذا بدعة؟
لأن النبي ﷺ والصحابة لم يفعلوه، وقد شرع الذكر فرادى.
قال ابن تيمية: “كل عبادة تُخصص بزمان أو هيئة بلا دليل فهي بدعة”
2. تحديد الذكر بعدد معين غير وارد:
الوصف: قول “سبحان الله” 500 مرة.
لماذا بدعة؟
الأعداد في الذكر مقيدة بالدليل الشرعي، مثل “سبحان الله 33 مرة بعد الصلاة”
وتحديد عدد بلا دليل يُعتبر ابتداعًا.
3. الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج:
الوصف: تخصيص ليلة معينة بالعبادة والاحتفال.
لماذا بدعة؟
لأن النبي ﷺ لم يخصص هذه الليلة بعبادة معينة، ولو كان فيها فضل لبيّنه.
4. التوسل بالأموات:
الوصف: دعاء الأولياء أو زيارة القبور بقصد قضاء الحوائج.
لماذا بدعة؟
لأن الدعاء عبادة يجب أن تكون خالصة لله وحده. قال تعالى: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ (الجن: 18).
الفرق بين البدعة والطاعة:
الطاعة:
هي اتباع أوامر الله ورسوله ﷺ في العبادة والسلوك.
مثال: قراءة القرآن، الصدقة، الدعاء بأدعية مأثورة.
البدعة:
هي الابتداع في الدين بإضافة شيء لم يشرعه الله أو رسوله ﷺ.
مثال: تخصيص يوم لذكر معين بلا دليل.
قاعدة ذهبية:
“كل طاعة عبادة، لكن ليست كل عبادة بدعة، إلا إذا خالفت النصوص الشرعية”
أمثلة توضيحية أخرى:
رفع اليدين للدعاء بعد كل صلاة:
لماذا بدعة؟
لأن النبي ﷺ لم يثبت عنه أنه رفع يديه بعد كل صلاة.
صلاة الرغائب في ليلة النصف من شعبان:
لماذا بدعة؟
لأنها غير مأثورة، ولا أصل لها في السنة.
التزام صيغة محددة للصلاة على النبي في كل مجلس:
لماذا بدعة؟
لأن الصيغ المأثورة متنوعة، والتقيد بصيغة واحدة بلا دليل يُعد ابتداعًا.
الاحتفال بالمولد النبوي:
لماذا بدعة؟
لأنه لم يثبت أن النبي ﷺ أو الصحابة احتفلوا به، مع أنهم أحب الناس له.
الخلاصة:
العبادة: ما ورد في الشرع بنصوص صريحة.
البدعة: ما استحدث بلا دليل وزُعم أنه قربة.
التمسك بالكتاب والسنة هو المعيار الأساسي للتمييز بين العبادة والطاعة والبدعة.
قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، في العبادة
تناول موضوع العبادة والبدعة بتفصيل كبير في كتبه وفتاويه، موضحًا معانيهما، أنواع البدع، وضوابط التمييز بين العبادة المشروعة والبدعة المحدثة. فيما يلي أبرز أقواله:
تعريف العبادة والبدعة:
1. تعريف العبادة:
قال الشيخ ابن عثيمين:
“العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، كالصلاة، والزكاة، والصيام، وذكر الله، والدعاء، وغير ذلك مما شرعه الله” (مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين، ج1).
“العبادة مبناها على التوقيف، فلا يعبد الله إلا بما شرع، ولا يُزاد في العبادات ولا يُنقص منها”
2. تعريف البدعة:
قال:
“البدعة هي التعبد لله بما لم يشرعه، أو مخالفة طريقة النبي ﷺ في العبادة”
“هي إحداث شيء في الدين لم يأت به الشرع، لا في أصله ولا في كيفيته”
(شرح الأربعين النووية).
أنواع البدع:
1. البدعة في أصل العبادة:
قال الشيخ:
“أن يبتدع الإنسان عبادة لم يشرعها الله أصلاً، كأن يُحدث صلاة جديدة غير الصلوات الخمس”
مثال: صلاة الرغائب التي تُؤدى في أول ليلة جمعة من رجب.
2. البدعة في وصف العبادة:
قال:
“أن تكون العبادة مشروعة في أصلها، لكن يُحدث فيها وصفًا أو هيئة لم ترد في الشرع”
مثال: ذكر الله جماعة بصوت واحد، أو تخصيص يوم معين لصيام لم يرد تخصيصه.
3. البدعة الإضافية:
قال:
“أن تكون العبادة مشروعة، لكن تُضاف إليها أمور لم ترد في النصوص الشرعية”
مثال: الدعاء الجماعي بعد كل صلاة مفروضة بصوت مرتفع.
4. البدعة في الاعتقاد:
قال:
“أن يعتقد الإنسان اعتقادًا يخالف ما ورد به الشرع”
مثال: اعتقاد أن أحد الأولياء يتصرف في الكون.
ضوابط العبادة المشروعة والبدعة:
1. العبادة مبنية على التوقيف:
قال الشيخ:
“الأصل في العبادات الحظر، فلا يُعبد الله إلا بما شرع، وإذا ثبت أن العبادة لم تثبت عن النبي ﷺ فهي مردودة”
استدل بحديث النبي ﷺ:
“من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” (رواه البخاري ومسلم).
2. العبادة توقيفية في أصلها وهيئتها:
قال:
“كل عبادة لابد أن تكون مشروعة في أصلها، وهيئتها، ووقتها، وعددها، وسببها، ومكانها”
مثال: الصلاة لا تُؤدى إلا في أوقاتها المحددة، ولا يُزاد في عدد ركعاتها.
أمثلة عملية على البدعة والطاعة من كلام ابن عثيمين:
1. الذكر الجماعي بصوت واحد:
قال الشيخ:
“الذكر الجماعي بصوت واحد بدعة؛ لأنه لم يرد عن النبي ﷺ ولا عن الصحابة. والذكر المشروع أن يكون كل إنسان يذكر الله وحده، ولا يجتمع الناس بصوت واحد”
استدل بحديث ابن مسعود:
“اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم”
2. تحديد الذكر بعدد غير مشروع:
قال:
“إذا حدد الإنسان الذكر بعدد معين يلتزمه، ولم يرد ذلك في الشرع، فهو بدعة”
مثال: قول “سبحان الله” 1000 مرة يوميًا بدعوى القربة.
3. الاحتفال بالمولد النبوي:
قال:
“الاحتفال بالمولد النبوي بدعة؛ لأن النبي ﷺ لم يفعله ولا الصحابة، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه”
4. التبرك بالأماكن أو الأشخاص:
قال:
“التبرك بالأماكن أو الأشخاص بدعة، إلا ما ورد به النص الشرعي، كالتبرك بالكعبة أو بالمسجد النبوي”
الفرق بين العبادة والبدعة:
العبادة:
قال ابن عثيمين:
“العبادة ما جاء به الشرع من أمر أو نهي، يُفعل على وجه التعبد”
مثال: الصلاة، الزكاة، الحج.
البدعة:
قال:
“البدعة ما لم يأذن به الله ورسوله، سواء أُضيفت إلى أصل العبادة، أو إلى وصفها”
مثال: رفع اليدين للدعاء بعد كل صلاة، ظنًا أن ذلك قربة.
قاعدة في التمييز:
قال الشيخ:
“كل عبادة ليس لها دليل صحيح من الكتاب والسنة فهي بدعة، ولو قصد بها القربة إلى الله”
الأدلة التي اعتمد عليها ابن عثيمين:
من القرآن:
﴿وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ﴾ (النساء: 115).
من السنة:
قال النبي ﷺ:
“من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد” (رواه مسلم).
أقوال السلف:
استشهد بقول الإمام مالك:
“ما لم يكن يومئذ دينًا، فلا يكون اليوم دينًا”
الخلاصة:
العبادة توقيفية ولا يجوز الإضافة إليها.
البدعة مردودة، سواء كانت في أصل العبادة أو وصفها أو سببها.
التمسك بالكتاب والسنة هو المخرج من الوقوع في البدع.
الأمثلة الواقعية من كلام الشيخ توضح ضرورة الالتزام بالسنة وترك الابتداع.
قول ابن تيمية: “كل عبادة تُخصص بزمان أو هيئة بلا دليل فهي بدعة”
معنى العبارة:
يقصد ابن تيمية رحمه الله أن أي عبادة يُخصص لها زمان معين، أو هيئة معينة، أو مكان معين لم يرد بها دليل من الكتاب والسنة، تعد بدعة؛ لأن العبادة توقيفية، ولا يجوز الإحداث فيها إلا بنص شرعي.
1. شرح العبارة من كلام ابن تيمية:
قال ابن تيمية:
“الأصل في العبادات التوقيف، فلا يُعبد الله إلا بما شرعه، والبدعة: هي كل عبادة لم يشرعها الله ورسوله، سواء في أصلها، أو وصفها، أو زمانها، أو مكانها.” (مجموع الفتاوى).
وضح أن أي تخصيص للعبادة بزمن أو هيئة أو كيفية لم يأذن بها الشرع يُعد من الابتداع المذموم.
2. أنواع البدعة المتعلقة بالتخصيص:
أ. تخصيص عبادة بزمان معين بلا دليل:
المعنى: أن يربط الإنسان عبادة بوقت معين لم يخصصه الشرع.
أمثلة:
الاحتفال بالمولد النبوي:
تخصيص يوم 12 ربيع الأول بالاحتفال بدعوى محبة النبي ﷺ لم يرد في الشرع.
النبي ﷺ لم يحتفل بمولده، ولم يأمر به، ولو كان خيرًا لفعله الصحابة.
صيام أول يوم من كل شهر واعتقاد فضله:
لم يرد عن النبي ﷺ أنه خصص هذا اليوم بالصيام.
قيام ليلة النصف من شعبان باعتقاد فضل معين:
تخصيص هذه الليلة بقيام أو عبادة معينة لم يرد به نص.
ب. تخصيص عبادة بهيئة معينة بلا دليل:
المعنى: أداء عبادة مشروعة بطريقة لم يرد بها نص شرعي.
أمثلة:
الذكر الجماعي بصوت واحد:
الذكر مشروع، لكن الاجتماع على ذكر واحد بصوت موحد لم يفعله النبي ﷺ ولا الصحابة.
قال ابن تيمية: “الذكر المشروع يُفعل فرادى، وما يُحدث من الأذكار الجماعية بدعة.”
رفع اليدين في الدعاء بعد كل صلاة مفروضة:
لم يثبت عن النبي ﷺ أنه كان يرفع يديه بعد الصلاة المكتوبة للدعاء.
أداء السجود مرتين عند الدعاء للتقرب إلى الله:
السجود مشروع، لكن تخصيصه في غير الصلاة كهيئة عبادة دون دليل يُعد بدعة.
ج. تخصيص عبادة بمكان معين بلا دليل:
المعنى: تقييد عبادة بمكان معين لم يرد به نص شرعي.
أمثلة:
الطواف بالأضرحة:
الطواف عبادة مشروعة بالكعبة فقط، وتخصيص القبور بالطواف بدعة وشرك.
تخصيص الصلاة في أماكن يُزعم أنها مباركة:
كالصلاة عند شجرة أو قبر اعتقادًا بأن لها بركة خاصة، وهو لم يثبت في الشرع.
د. تخصيص عبادة بعدد معين بلا دليل:
المعنى: تقييد عبادة بعدد محدد لم يرد به نص شرعي.
أمثلة:
قول “الله أكبر” 100 مرة بعد الصلاة:
الوارد هو قولها 33 مرة فقط.
تكرار سورة الفاتحة 50 مرة بعد صلاة معينة:
لم يثبت عن النبي ﷺ تحديد هذا العدد.
3. أقوال العلماء في تخصيص العبادة بلا دليل:
أ. الإمام الشاطبي:
قال في الاعتصام:
“تخصيص عبادة بزمان أو هيئة أو مكان لم يرد في الشرع يُعد ابتداعًا في الدين، والابتداع في الدين مردود، لأنه زيادة على ما شرعه الله.”
ب. الإمام النووي:
قال في المجموع:
“الأعمال التي يتقرب بها إلى الله يجب أن تكون وفق ما ورد به الشرع، والتقييد بزمان أو مكان أو كيفية لم يأذن بها الشرع يُعد من البدع.”
ج. ابن القيم:
قال:
“كل عبادة لم يقيدها النبي ﷺ بوقت أو عدد أو مكان، فتقييدها بدعة، لأنه استدراك على الشارع.” (إعلام الموقعين).
4. الفرق بين العبادة المشروعة والبدعة في التخصيص:
أ. العبادة المشروعة:
موافقة للنصوص الشرعية.
مثال: صلاة العيدين في وقتها المعلوم.
ب. البدعة:
مخالفة للنصوص أو إحداث طريقة لم يشرعها الله.
مثال: تخصيص ليلة الجمعة بالصلاة واعتقاد فضلها.
5. أمثلة عملية للتوضيح:
مشروع:
صلاة التراويح في رمضان.
صيام يوم عرفة.
غير مشروع (بدعة):
تخصيص يوم معين لصيام لم يرد فيه فضل، كصيام أول جمعة من كل شهر.
قراءة سورة “يس” بعدد معين قبل الفجر بزعم أن لها فضلاً معينًا.
6. الخلاصة:
تخصيص عبادة بزمان أو هيئة أو مكان أو عدد بلا دليل من الكتاب والسنة يُعد بدعة.
العبادة يجب أن تكون موافقة للشرع في أصلها وصفاتها وتوقيتها.
الالتزام بالسنة هو الضمان لحفظ الدين من البدع.
مثال: إضافة عمر لصلاة التراويح، لماذا لا تُعد بدعة
1. صلاة التراويح ليست عبادة محدثة:
صلاة التراويح عبادة أصلها مشروع من فعل النبي ﷺ.
النبي ﷺ صلى التراويح جماعة بأصحابه في المسجد ليلتين أو ثلاثًا، ثم ترك الجماعة خشية أن تُفرض على المسلمين، كما ورد في الحديث الصحيح:
“إنه لم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم” (رواه البخاري ومسلم).
2. عمر بن الخطاب أعاد سنة تركها النبي ﷺ لعلة زالت:
عمر بن الخطاب لم يبتدع صلاة التراويح، لكنه جمع المسلمين عليها جماعة في المسجد، وهذا كان عملًا موافقًا لسنة النبي ﷺ.
قال النبي ﷺ: “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ” (رواه أبو داود).
الجمع كان تطبيقًا للسنة التي فعلها النبي ﷺ، ولم يكن إحداثًا لشيء جديد.
3. سبب ترك النبي ﷺ الجمع في التراويح زال:
النبي ﷺ ترك الجماعة في التراويح خشية أن تُفرض على الأمة.
بعد وفاته ﷺ، انقطع الوحي، وزالت علة الخوف من فرضها، فأعاد عمر السنة إلى حالها الأصلية، وهي صلاة الجماعة.
لماذا لا تُعتبر بدعة؟
1. القاعدة: “البدعة هي ما لم يثبت له أصل شرعي”:
صلاة التراويح لها أصل شرعي من فعل النبي ﷺ.
قال الشاطبي: “ما كان له أصل في الشرع يُردّ إليه، فليس ببدعة” (الاعتصام).
2. الفعل كان اجتهادًا في إحياء السنة:
عمر اجتهد في إعادة ما شرعه النبي ﷺ وتركه لعلة مؤقتة.
قال عمر رضي الله عنه عند جمع المسلمين: “نعمت البدعة هذه”
كلمته “بدعة” لا تعني البدعة المذمومة، بل تعني التجديد في شيء له أصل مشروع.
3. اجتماع الناس على إمام واحد مصلحة شرعية:
عمر رأى أن اجتماع الناس على إمام واحد في التراويح أفضل من صلاتهم متفرقين، وهذا يدخل في باب المصالح المرسلة، وهي ما يحقق مصلحة معتبرة شرعًا.
الفرق بين فعل عمر والبدعة الحقيقية:
أ. الأصل في العبادة:
صلاة التراويح أصلها مشروع بفعل النبي ﷺ.
البدعة الحقيقية تكون بإحداث عبادة لا أصل لها، مثل تخصيص احتفال بمناسبة دينية بلا دليل.
ب. الغاية من الفعل:
فعل عمر كان لإحياء سنة نبوية تركها النبي ﷺ لعلة، وزالت هذه العلة.
البدعة تهدف لإحداث شيء جديد يُظن أنه قربة إلى الله.
ج. موافقة السنة:
جمع عمر المسلمين في التراويح موافق للسنة النبوية.
البدع الحقيقية تُخالف السنة وتبتعد عن النصوص الشرعية.
أقوال العلماء في فعل عمر:
الإمام النووي:
قال: “إحياء التراويح سنة؛ لأن النبي ﷺ صلاها جماعة، وإنما تركها خشية فرضها على الأمة”
(شرح صحيح مسلم).
ابن تيمية:
قال: “ما فعله عمر في التراويح ليس إحداثًا في الدين، بل هو إعادة لما كان في عهد النبي ﷺ وأقره”
(مجموع الفتاوى).
الشاطبي:
قال: “ما أحييه عمر من التراويح ليس ببدعة مذمومة، لأن له أصلًا في الشرع، وإنما سماه بدعة باعتبار الهيئة”
(الاعتصام).
الخلاصة:
إضافة عمر لصلاة التراويح لا تُعد بدعة لأنها:
لها أصل شرعي من فعل النبي ﷺ.
كانت سنة تركها النبي ﷺ لعلة مؤقتة زالت بعد وفاته.
تحقق مصلحة شرعية بجمع الناس على عبادة مشروعة.
هذه الإضافة تدخل ضمن إحياء السنة وليست ابتداعًا في الدين.
لماذا يعتبر الاحتفال بعيد المولد النبوي بدعة؟
1. تعريف البدعة:
البدعة هي إحداث أمر في الدين لم يرد فيه نص من الكتاب أو السنة، مع الاعتقاد بأنه عبادة وقربة إلى الله.
قال النبي ﷺ: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” (رواه البخاري ومسلم).
وقال أيضًا: “وكل بدعة ضلالة” (رواه مسلم).
2. الاحتفال بعيد المولد النبوي بدعة لأنه:
أولًا: لا أصل له في الشرع
أ. لم يحتفل به النبي ﷺ:
النبي ﷺ هو أكمل الناس حبًا لنفسه وحرصًا على بيان ما يُقرب إلى الله، ومع ذلك لم يشرع الاحتفال بيوم مولده.
قال تعالى: ﴿لَقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ (الأحزاب: 21).
أي أن السنة النبوية هي النموذج الكامل لعبادة الله.
ب. لم يفعله الصحابة:
الصحابة كانوا أشد الناس حبًا للنبي ﷺ وأكثرهم اتباعًا له، ومع ذلك لم يحتفلوا بمولده.
تركهم للاحتفال دليل على أنه ليس عبادة مشروعة.
ج. لم يفعله التابعون أو السلف الصالح:
القرون الثلاثة المفضلة التي أثنى عليها النبي ﷺ لم يعرفوا الاحتفال بالمولد، وهذا دليل قوي على أنه ليس من الدين.
ثانيًا: يخالف مفهوم العبادة التوقيفية
العبادة التوقيفية تعني أن كل عبادة يجب أن تكون مأخوذة من الكتاب أو السنة.
قال الإمام مالك: “ما لم يكن يومئذ دينًا، لا يكون اليوم دينًا”
الاحتفال بالمولد لم يرد به نص، وبالتالي إدخاله في الدين هو اعتداء على مبدأ العبادة التوقيفية.
ثالثًا: تشريع لم يأذن به الله
قال الله تعالى:
﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۡ بِهِ ٱللَّهُ﴾ (الشورى: 21).
الاحتفال بالمولد تشريع عبادة لم يأذن بها الله ولا رسوله ﷺ.
رابعًا: يدخل في البدعة الإضافية
البدعة الإضافية تعني إحداث أمر له أصل مشروع في الشرع، ولكن طريقة أو كيفية الأداء غير مشروعة.
حب النبي ﷺ مشروع، والصلاة عليه عبادة عظيمة، ولكن تخصيص يوم محدد للاحتفال بمولده قربة لله لم يأذن به الشرع.
خامسًا: يفتح باب الغلو
الاحتفال بالمولد قد يؤدي إلى الغلو في شخص النبي ﷺ، وهذا ما نهى عنه النبي ﷺ صراحة:
قال: “لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله” (رواه البخاري).
سادسًا: أصل الاحتفال بالمولد
تاريخيًا، أول من أحدث الاحتفال بالمولد هم الفاطميون الشيعة في القرن الرابع الهجري، ثم انتقل إلى بعض الدول الإسلامية لاحقًا.
هذا يُظهر أن الاحتفال بالمولد ليس له أصل في الإسلام، بل هو مستورد من الفرق التي لديها غلو في الاحتفالات.
أقوال العلماء في الاحتفال بالمولد:
الإمام ابن تيمية:
قال: “الاحتفال بالمولد ليس له أصل في السنة، ولا فعله السلف الصالح، ومع ذلك فقد يفعله بعض الناس حبًا للنبي ﷺ، ولكن حب النبي ﷺ يكون باتباعه، لا بالبدع”
(اقتضاء الصراط المستقيم).
الإمام الشاطبي:
قال: “البدعة في الدين مذمومة، ولا يجوز إحداث شيء لم يفعله النبي ﷺ ولا أصحابه، والاحتفال بالمولد من ذلك”
(الاعتصام).
الإمام الفاكهاني:
قال: “لا أعلم لهذا المولد أصلًا في الكتاب ولا في السنة، ولا يُنقل عن أحد من السلف الصالح”
(المورد في عمل المولد).
ابن باز:
قال: “الاحتفال بالمولد النبوي بدعة محدثة، لأنه لم يُعرف في عهد النبي ﷺ ولا الصحابة ولا التابعين”
سابعًا: أمثلة توضيحية على حب النبي دون بدع:
ما هو مشروع:
الصلاة على النبي ﷺ يوميًا، خاصة يوم الجمعة.
اتباع سنته في جميع جوانب الحياة.
نشر سيرته وتعلمها.
الدعوة إلى التوحيد الذي جاء به.
ما هو غير مشروع:
تخصيص يوم 12 ربيع الأول للاحتفال بمولده.
إقامة الحفلات مع الأناشيد والمدائح التي قد تحتوي على غلو.
الخلاصة:
الاحتفال بالمولد النبوي بدعة لأنه:
ليس له أصل في الشرع.
لم يفعله النبي ﷺ ولا الصحابة.
يخالف مفهوم العبادة التوقيفية.
يؤدي إلى الغلو ويُفتح باب الابتداع.
حب النبي ﷺ يكون باتباع سنته وترك البدع التي لم يشرعها.
قال الله تعالى:
﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ﴾ (آل عمران: 31).
أمثلة على عبادات بدعية مصدرها الطرق الصوفية
أمثلة بارزة على ابتداع الطرق الصوفية في العبادة:
1. الطريقة التيجانية
المخالفة: صلاة الفاتح لما أغلق
النص: “اللهم صلّ على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، والهادي إلى صراطك المستقيم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم”
سبب البدعة:
زعم التيجانيون أن هذه الصلاة أُوحيت للشيخ أحمد التيجاني مباشرة من النبي ﷺ يقظة، وأنها أفضل من القرآن الكريم ومن جميع الأذكار النبوية.
النبي ﷺ لم يشرع هذه الصيغة للصلاة عليه، بل علّم الأمة صيغًا ثابتة في السنة، مثل الصلاة الإبراهيمية.
قال النبي ﷺ: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” (رواه مسلم).
2. الطريقة القادرية
المخالفة: حزب البحر لعبد القادر الجيلاني
النص: دعاء طويل يُنسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني يحتوي على توسلات وأدعية بألفاظ قد تصل إلى الاستغاثة به، مثل: “يا قطب العوالم، ويا سلطان الأولياء، أغثنا يا شيخ عبد القادر”
سبب البدعة:
الاستغاثة بغير الله شرك وابتداع في العبادة، كما قال الله: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ (الجن: 18).
الدعاء عبادة توقيفية لا يجوز أن تُصرف لغير الله، وقد قال النبي ﷺ: “الدعاء هو العبادة” (رواه الترمذي).
3. الطريقة الشاذلية
المخالفة: الذكر الجماعي بصيغة “الله.. الله”
الوصف: يجتمع أتباع الطريقة الشاذلية في حلقات ذكر جماعي يرددون اسم “الله” بصوت واحد بطريقة متكررة، وأحيانًا يقفزون أو يرقصون أثناء الذكر.
سبب البدعة:
الذكر الجماعي بهذه الطريقة لم يرد عن النبي ﷺ ولا عن الصحابة، الذين كانوا يذكرون الله فرادى وبصيغ مأثورة.
قال ابن تيمية: “الذكر المشروع هو ما ورد به النص، وما أحدث من صيَغ لم يرد بها دليل فهو بدعة”
الهيئات المحدثة في العبادة مثل القفز والرقص أثناء الذكر تزيد من شبهة الابتداع.
4. الطريقة الختمية
المخالفة: الحجاب الختمي
الوصف: “الحجاب الختمي” ورقة مكتوبة تحتوي على آيات قرآنية وأسماء مشايخ الطريقة الختمية، ويُعتقد أنها تجلب البركة وتحمي من الشرور.
سبب البدعة:
النبي ﷺ لم يشرع كتابة الأحجبة أو التمائم، بل نهى عنها.
قال النبي ﷺ: “إن الرقى والتمائم والتولة شرك” (رواه أبو داود).
استخدام الأحجبة يعزز الاعتقاد بقدرة مخلوقين على جلب النفع أو دفع الضر، وهو مما ينافي التوحيد.
5. الطريقة الكركرية
المخالفة: الرقص الصوفي ولبس الخرقة الملونة
الوصف: أتباع الطريقة الكركرية يرتدون “الخرقة الملونة” ويقومون برقصات دائرية أثناء الذكر، ويعتقدون أن هذه الخرقة تُميزهم بالأنوار الربانية.
سبب البدعة:
لبس الخرقة كرمز للتصوف لم يثبت عن النبي ﷺ ولا عن الصحابة.
الرقص كجزء من العبادة هو ابتكار لم يرد في السنة، بل يخالف وقار العبادات الشرعية.
قال الإمام مالك: “من ابتدع في الدين بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمدًا ﷺ خان الرسالة”
الخلاصة:
كل طريقة من هذه الطرق الصوفية ابتكرت عبادات أو هيئات لم يرد بها نص شرعي، مما يجعلها تدخل في مجال البدع المذمومة.
العبادات توقيفية، ولا يجوز إحداث جديد فيها.
قال النبي ﷺ: “من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد” (رواه مسلم).
الالتزام بالكتاب والسنة هو الطريق الصحيح لعبادة الله عز وجل.
كيف نصنف الدين الشيعي هل هو من البدعة أم أسوأ منها؟
الدين الشيعي، بمعتقداته الأساسية التي تُخالف عقيدة أهل السنة والجماعة، يمكن تصنيفه بأنه أشد من البدعة في بعض جوانبه، خاصة تلك التي تمس أصول العقيدة الإسلامية مثل الإمامة، العصمة، والغلو في أهل البيت. بينما بعض الممارسات والأفكار في المذهب الشيعي تدخل في البدع المذمومة، فهناك جوانب أخرى تصل إلى حد الشرك أو الكفر، مما يجعلها أسوأ من البدعة.
1. ما هي البدعة؟
البدعة: هي الإتيان بأمر جديد في الدين لم يشرعه الله ولا رسوله ﷺ.
قال النبي ﷺ: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” (رواه البخاري ومسلم).
البدعة قد تكون في العقيدة أو العبادات.
أنواع البدع:
بدعة صغرى (بدعة في الفروع): مثل إضافة صيغ مبتدعة للأذكار.
بدعة كبرى (بدعة في الأصول): مثل إنكار السنة أو الغلو في البشر، وهذه أشد خطورة.
2. الدين الشيعي بين البدعة وما هو أسوأ منها
أ. المعتقدات الشيعية الأساسية:
الإمامة:
يعتقد الشيعة أن الإمامة منصب إلهي، وأن الأئمة الاثني عشر معصومون كالأنبياء، بل فوق الأنبياء في بعض الأحيان.
الحكم:
هذا الاعتقاد ليس مجرد بدعة، بل يضرب في أصل الدين، حيث يُعتبر غلوًا يخرج عن العقيدة الإسلامية.
قال الله تعالى: ﴿إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾ (يوسف: 40)، مما ينفي أن يكون هناك مصدر تشريعي خارج الكتاب والسنة.
عصمة الأئمة:
يعتقدون أن الأئمة لا يخطئون أبدًا، وأن لهم علم الغيب.
الحكم:
هذا أشد من البدعة، لأنه يرفع البشر إلى مرتبة الألوهية، مما يقترب من الشرك.
تحريف القرآن:
بعض الشيعة يعتقدون أن القرآن الحالي ناقص وأنه تم تحريفه.
الحكم:
القول بتحريف القرآن كفر صريح؛ لأن القرآن محفوظ بنص قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ (الحجر: 9).
التوسل والاستغاثة بالأئمة:
يطلبون الحاجات من الأئمة الأموات كعلي والحسين.
الحكم:
هذا يدخل في الشرك، لأن الدعاء عبادة يجب أن تكون لله وحده.
ب. الممارسات والطقوس الشيعية:
اللطم وضرب النفس:
يمارسون اللطم وضرب الجسد في يوم عاشوراء حدادًا على مقتل الحسين رضي الله عنه.
الحكم:
هذه بدعة منكرة تخالف مفهوم الصبر الذي أمر به الإسلام.
زيارة القبور والتبرك بها:
يقدسون قبور الأئمة ويعتقدون ببركتها، وقد يصل الأمر إلى الطواف بها.
الحكم:
هذا شرك أصغر، وربما يصل إلى الأكبر إذا صاحبه اعتقاد أنها تجلب النفع أو تدفع الضرر.
إقامة المآتم (الحسينيات):
تخصيص مجالس للندب والرثاء على مقتل الحسين.
الحكم:
بدعة محدثة لم يأمر بها النبي ﷺ ولا الصحابة.
3. لماذا يُعتبر الدين الشيعي أسوأ من البدعة في بعض جوانبه؟
أ. ضرب أصول العقيدة:
المعتقدات الشيعية تمس أصول الدين: التوحيد، العصمة، والقرآن.
قال الإمام مالك: “من زعم أن القرآن ناقص فقد كفر”
ب. الغلو في البشر:
رفع الأئمة إلى مرتبة فوق البشر، بل فوق الأنبياء في بعض الأحيان.
هذا الغلو يدخل في دائرة الشرك، وهو أشد من البدعة.
ج. تقويض السنة:
يرفضون السنة النبوية الصحيحة التي وردت عن طريق الصحابة، ويعتمدون على مروياتهم الخاصة.
إنكار السنة أو تحريفها يؤدي إلى هدم الإسلام.
4. حكم العلماء على المعتقدات الشيعية:
الإمام أحمد بن حنبل:
قال عن الغلاة في التشيع: “من جعل عليًا إلهًا أو نبيًا، فقد كفر”
شيخ الإسلام ابن تيمية:
قال: “الشيعة الرافضة أضل من أهل البدع الأخرى، لأنهم يغلون في حب أهل البيت حتى يعبدونهم”
(منهاج السنة النبوية).
ابن باز:
قال: “ما عليه الرافضة اليوم من غلو في الأئمة، والاستغاثة بهم، وتحريف القرآن، هذا كفر أكبر”
ابن كثير:
قال في تفسيره: “من ادعى تحريف القرآن فهو كافر؛ لأن القرآن محفوظ من التغيير”
5. كيف نواجه هذا الفكر؟
تعليم العقيدة الصحيحة: توضيح أصول الإسلام التي تقوم على التوحيد واتباع السنة.
الرد العلمي: بيان فساد المعتقدات الشيعية بأدلة من القرآن والسنة.
الدعوة بالحكمة: دعوة الشيعة المعتدلين للعودة إلى الإسلام الصحيح.
الخلاصة:
الدين الشيعي ليس مجرد بدعة بسيطة، بل فيه ما هو أشد من البدعة، خاصة في معتقدات الإمامة، العصمة، والغلو في الأئمة.
بعض الممارسات تدخل في البدعة، مثل اللطم وإقامة الحسينيات، بينما جوانب أخرى تصل إلى الشرك والكفر.
الواجب التحذير من هذه المعتقدات والممارسات، والدعوة إلى العودة إلى منهج أهل السنة والجماعة القائم على الكتاب والسنة.
كيف نصنف الدين العلماني الديمقراطي هل هو أسوأ من البدعة؟
تعريف العلمانية:
العلمانية هي فصل الدين عن الحياة العامة، بحيث لا يكون للدين أي دور في التشريعات أو تنظيم شؤون المجتمع.
تقوم على جعل التشريع قائمًا على العقل البشري والمصلحة الدنيوية بدلًا من الوحي.
هل العلمانية بدعة أم أسوأ منها؟
أسوأ من البدعة: العلمانية ليست مجرد بدعة في الدين، بل هي رفض مباشر لحاكمية الله واستبدال شرعه بشريعة البشر، مما يدخلها في دائرة الكفر الأكبر.
قال الله تعالى: ﴿إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾ (يوسف: 40).
البدعة تبقى داخل إطار الاعتراف بالدين، لكنها تضيف أو تغير في العبادات، بينما العلمانية تنكر تدخل الدين كليًا.
2. الفرق بين العلمانية والإلحاد:
الإلحاد:
الإلحاد هو إنكار وجود الله تمامًا.
لا يعترف الملحد بأي دين أو وحي أو أي قيمة دينية.
العلمانية:
العلمانية لا تنكر وجود الله بالضرورة، لكنها تُقصي الدين عن الحياة العامة والتشريعات.
قد يدّعي العلمانيون الإيمان بالله، لكنهم ينكرون أن يكون للدين دور في التشريع.
الفرق الجوهري:
الإلحاد: ينكر أصل الدين والعقيدة.
العلمانية: تعترف بالدين ظاهريًا أو شخصيًا، لكنها ترفض تطبيقه في شؤون الحياة.
الحكم الشرعي:
الإلحاد كفر صريح.
العلمانية إذا رفضت حاكمية الله فهي كفر أيضًا؛ لأن الله تعالى أمر بتحكيم شريعته، كما قال:
﴿وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ﴾ (المائدة: 44).
3. الديمقراطية: تشريع جديد أم بدعة؟
تعريف الديمقراطية:
الديمقراطية هي نظام حكم يعتمد على جعل التشريع في يد الشعب أو نوابه، بحيث يُسن القوانين وفقًا لإرادة الأغلبية، لا وفقًا للوحي.
هل الديمقراطية تشريع جديد؟
نعم، الديمقراطية تشريع جديد يناقض الإسلام في أصوله، لأنها:
تنزع الحاكمية من الله: تُجعل الحاكمية للشعب بدلًا من الله.
قال الله تعالى: ﴿وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ﴾ (المائدة: 49).
تُخالف النصوص القطعية: مثل حكم الزاني والسارق والقاتل الذي ورد في الشريعة الإسلامية.
هل الديمقراطية بدعة أم أسوأ من البدعة؟
أسوأ من البدعة:
الديمقراطية ليست بدعة دينية، بل هي دين جديد قائم على رفض شريعة الله، وهو أقرب إلى الكفر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
“من اعتقد أن الحكم بغير ما أنزل الله مساوٍ له أو أفضل منه فهو كافر”.
4. لماذا تعتبر الديمقراطية والعلمانية أشد من البدعة؟
أ. البدعة تبقى داخل إطار الإسلام:
البدعة عادة ما تكون إضافة أو تغييرًا في أمور العبادات مع الإقرار بأصول الدين.
مثال: الاحتفال بالمولد النبوي بدعة لكنه لا ينكر أصل الدين.
ب. العلمانية والديمقراطية ترفضان أصول الدين:
إنكار حاكمية الله:
العلمانية والديمقراطية تنكر أن تكون شريعة الله هي المرجعية العليا.
قال الله تعالى: ﴿أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ يَبۡغُونَ﴾ (المائدة: 50).
تشريع البشر:
التشريع في الديمقراطية يقوم على إرادة البشر، بينما الإسلام يجعل التشريع لله وحده.
قال النبي ﷺ: “من أطاع أمرًا على غير أمر الله فقد عبد ذلك الأمر”
ج. رفض أحكام قطعية:
الديمقراطية والعلمانية تعطل الأحكام الشرعية القطعية مثل:
الحدود (قطع يد السارق، الرجم، القصاص).
تقسيم الإرث وفقًا للشرع.
الاعتراف بالفواحش كالزنا والمثلية على أنها حقوق.
5. الدين العلماني والديمقراطية كدين جديد:
هل العلمانية والديمقراطية دين؟
قال الله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ﴾ (النساء: 65).
الدين الإسلامي قائم على تحكيم الشريعة، بينما الديمقراطية والعلمانية تستبدل هذا بتحكيم البشر.
العلمانية والديمقراطية دين جديد بمعنى أن لها نظامًا تشريعيًا وسلوكًا يُخالف الإسلام.
6. الخلاصة:
العلمانية:
ليست مجرد بدعة، بل هي رفض مباشر لحاكمية الله، ما يجعلها كفرًا أكبر في جوانبها المتعلقة بالتشريع.
الديمقراطية:
ليست بدعة فقط، بل هي تشريع جديد يناقض الإسلام في أصوله، حيث تنزع حق التشريع من الله وتجعله بيد البشر.
الفرق بين البدعة والعلمانية والديمقراطية:
البدعة: إحداث في الدين مع البقاء ضمن إطار الاعتراف بأصوله.
العلمانية والديمقراطية: تتجاوز البدعة إلى رفض شريعة الله واستبدالها بحاكمية البشر، ما يجعلها أسوأ من البدعة وأقرب إلى الكفر.
الحكم الشرعي:
قال العلماء: من اعتقد أن التشريع البشري أفضل من شريعة الله، أو مساوٍ لها، فقد كفر كفرًا صريحًا.
كيف تقبلت الدول الإسلامية العلمانية؟
1. عوامل تاريخية:
أ. الاستعمار الأوروبي:
فرض الأنظمة العلمانية:
الدول الإسلامية خضعت للاستعمار الأوروبي في القرنين 18 و19، وكان الهدف الأساسي للاستعمار تفكيك النظام الإسلامي واستبداله بأنظمة علمانية.
تفكيك الخلافة العثمانية:
بعد سقوط الخلافة العثمانية عام 1924، عمدت الدول الغربية إلى نشر الفكر العلماني كبديل للإسلام السياسي.
ب. إصلاحات “حداثية” مفروضة:
كثير من قادة الدول الإسلامية في القرن العشرين تأثروا بالثقافة الغربية وسعوا لتقليدها.
مثال:
مصطفى كمال أتاتورك في تركيا ألغى الشريعة واستبدلها بقوانين غربية.
محمد رضا شاه في إيران اتبع سياسة تحديث تغريبية مشابهة.
2. عوامل ثقافية وفكرية:
أ. ترويج فكرة “تأخر المسلمين بسبب الدين”:
الاستعمار بث فكرة أن الإسلام عائق أمام التقدم، وأن العلمانية تمثل الحداثة والرقي.
نُشرت أفكار تنسب أسباب الضعف والتخلف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية.
ب. التعليم الغربي:
أدخل المستعمرون أنظمة تعليم غربية تزرع القيم العلمانية في أجيال المسلمين.
أُنشئت مدارس وجامعات تغذي فكرة العلمانية كحل لإدارة الدولة.
ج. الإعلام والثقافة:
استخدام الإعلام لنشر القيم العلمانية، والتقليل من أهمية الدين في الحياة العامة.
3. عوامل سياسية:
أ. الأنظمة الحاكمة:
بعد الاستقلال، تبنت كثير من الدول الإسلامية أنظمة علمانية للحفاظ على الدعم الغربي أو لتجنب “الرجعية الدينية”.
مثال: الأنظمة في تونس ومصر وسوريا بعد الاستقلال دعمت الفكر العلماني على حساب الإسلام.
ب. الخوف من الحركات الإسلامية:
كثير من الأنظمة العلمانية في الدول الإسلامية رأت أن تطبيق الشريعة سيعطي الحركات الإسلامية قوة سياسية تهدد الحكم القائم.
كيف تركت الدول الإسلامية تطبيق حدود الله؟
1. تأثير الاستعمار:
فرض الاستعمار الغربي قوانين مستوردة من أوروبا على الدول الإسلامية، لتحل محل الشريعة.
مثال:
في الهند، استبدل المستعمر البريطاني قوانين الشريعة في القضاء الجنائي بالقوانين الإنجليزية.
2. تدمير النظام القضائي الإسلامي:
مع هيمنة الاستعمار، ألغيت المحاكم الشرعية تدريجيًا، واستبدلت بمحاكم علمانية تطبق القوانين الوضعية.
مثال: القضاء في الجزائر بعد الاستعمار الفرنسي أصبح يعتمد على القانون الفرنسي.
3. دعاوى “حقوق الإنسان”:
بعد الحرب العالمية الثانية، برزت منظمات حقوق الإنسان التي اعتبرت بعض حدود الشريعة مثل القصاص والرجم والجلد تنافي القيم الحديثة.
الأنظمة الإسلامية خافت من الانتقاد الدولي، فألغت تطبيق الحدود.
4. التذرع بـ”عدم ملاءمة الشريعة للزمان”:
ظهرت أصوات تدعي أن تطبيق الشريعة يناسب الماضي فقط ولا يلائم العصر الحديث.
مثال:
قادة دول في العالم الإسلامي تبنوا القوانين العلمانية بحجة “تحقيق العدالة الاجتماعية”.
5. ضعف العلماء ودورهم:
كثير من العلماء التقليديين عُزلوا عن السياسة، وأُضعفت سلطتهم أمام الأنظمة العلمانية.
تم تهميش المؤسسات الدينية مثل الأزهر في مصر لصالح التعليم والقضاء العلماني.
أسباب استمرار العلمانية في الدول الإسلامية:
1. قوة النفوذ السياسي الغربي:
الدول الغربية استمرت في دعم الأنظمة العلمانية لضمان استمرار السيطرة الاقتصادية والثقافية.
2. ضعف الوعي الديني:
أجيال من المسلمين تربت على التعليم والإعلام العلماني، مما أدى إلى ضعف معرفتهم بالشريعة.
3. القمع السياسي:
الأنظمة العلمانية قمعت الحركات التي طالبت بتطبيق الشريعة الإسلامية.
4. النزاعات الداخلية:
تم ربط الشريعة بالتطرف والإرهاب لتبرير إبعادها عن الحياة العامة.
كيف يمكن العودة إلى تطبيق الشريعة؟
1. إصلاح الوعي الديني:
إعادة نشر العلم الشرعي الصحيح بين المسلمين، وبيان أهمية الشريعة ومرونتها وقدرتها على مواكبة العصر.
2. دعم العلماء والمؤسسات الدينية:
تقوية المؤسسات الدينية وإعادة دور العلماء في قيادة الأمة.
3. مواجهة الفكر العلماني:
الرد على الشبهات التي يروجها العلمانيون عن الشريعة الإسلامية.
4. العمل التدريجي:
البدء بتطبيق الشريعة في المجالات التي لا تواجه اعتراضًا كبيرًا، مثل الأحوال الشخصية (الزواج، الطلاق، الميراث).
5. استقلال الدول الإسلامية:
تحقيق استقلال حقيقي عن النفوذ الغربي سياسيًا وثقافيًا.
الخلاصة:
تقبل الدول الإسلامية للعلمانية كان نتيجة لتاريخ من الاستعمار والتغريب، مع ضعف الوعي الديني والتأثير الثقافي والسياسي الغربي.
ترك تطبيق حدود الله جاء نتيجة ضغوط استعمارية، وتذرع بحداثة مزعومة، وضعف دور العلماء.
العلمانية ليست حتمية، ويمكن العودة لتطبيق الشريعة من خلال جهود إصلاحية شاملة على المستوى الثقافي والسياسي والديني.