💯 غير واقعك لتتغير طريقة تفكيرك نحو الأفضل
في بداية مسيرتي المهنية، واجهت تحديًا شائعًا: الخوف من الظهور بمظهر الغبي أمام زملائي. كان هذا الشعور يجعلني دفاعيًا وغاضبًا عندما تُهدد آرائي أو أفكاري، مما أدى إلى تصنيفي كشخص “صعب” أو “ساخر”. ومع تقدمي في العمل، وخاصة في السعي نحو أدوار القيادة وإدارة الأشخاص، أصبحت هذه الصفة عائقًا أمام تطوري.
التناقض الداخلي
كان رد فعلي وسلوكي يتعارضان مع قيم أساسية أؤمن بها، مثل التعاطف، والثقة، والانفتاح. هذا التناقض بين أفعالي ومعتقداتي كان يُشعرني بالإحباط والندم والخجل من الطريقة التي كنت أتعامل بها مع زملائي وأصدقائي.
رغبتُ في التغيير، وبدأت رحلة طويلة لفهم عقلي وتدريبه على التفكير بطريقة مختلفة. كانت هذه الرحلة مليئة بالتجارب والفشل والتعلم المستمر.
💯 اكتشاف المحفزات
في البداية، حاولت قمع مشاعري السلبية. هذا النهج شائع ولكنه غير فعال على المدى الطويل، لأنه يؤدي إلى آثار سلبية على الصحة العقلية. بدلاً من ذلك، تعلمت أن أصلح جذور المشكلة: إيقاف المشاعر السلبية قبل أن تُثار.
على سبيل المثال، كان عليَّ أن أتوقف عن الشعور بالتهديد عندما يعارض أحد زملائي رأيي. كان هذا تحديًا صعبًا، لكنه كان نقطة انطلاق ضرورية.
التجربة والخطأ
عندما بدأت بفهم كيفية عمل العقل، اكتشفت أن “الواقع” ليس حقيقة مطلقة كما نعتقد. الحقيقة التي ندركها ما هي إلا توقعات عقلية تنبني على تجاربنا السابقة.
فهم الواقع
عقلنا لا يعالج الواقع بشكل فوري. هناك تأخير طفيف (50-100 مللي ثانية) بين تلقي الإشارات من الحواس ومعالجتها في الدماغ. للتعامل مع هذا التأخير، يقوم الدماغ بتوقع ما سيحدث بناءً على البيانات التي يملكها.
هذا يعني أن ما ندركه كواقع هو توقعات عقلنا للمستقبل القريب.
💯 تغيير التوقعات
بدلاً من محاولة التحكم في رد فعلي تجاه “الواقع”، بدأت أعمل على تغيير التوقعات نفسها. قررت أن أرى الخلافات كفرصة للتعلم والنمو، وليس كتهديد لمكانتي.
💯 إعادة تدريب الدماغ
تعتمد توقعات العقل على البيانات التي جمعها من تجاربنا السابقة. إذا أردت تغيير تلك التوقعات، يجب أن أغير نوعية البيانات التي أضيفها إلى “مجموعة بياناتي الشخصية”.
بدأت بقراءة الكتب، حضور الندوات، والتفاعل مع الأشخاص بطرق إيجابية. مع الوقت، أصبحت هذه الطريقة جزءًا من طبيعتي.
💯 النتائج
- أصبحت أكثر انفتاحًا على وجهات النظر المختلفة.
- تحسنت علاقتي بزملائي وبدأت أعمل بشكل أكثر انسجامًا مع قيمتي الأساسية.
- لم أعد أسعى إلى الكمال، بل أركز على الخيار: اختيار الطريقة التي أريد أن أعيش بها وأتعامل من خلالها مع العالم.
💯 الخلاصة
تغيير طريقة تفكيرك يتطلب تغيير البيئة التي تعيش فيها، التجارب التي تخوضها، والأشخاص الذين تحيط نفسك بهم.
الأمر ليس سهلاً، لكنه ممكن إذا كنت على استعداد للعمل على نفسك بصدق واستمرارية.
تحكم في توقعاتك، وستتمكن من التحكم في واقعك.