كيف نتذكر ما نقرأ؟
إذا كنت تواجه صعوبة في تذكر ما تقرأ، فلا تقلق. هذه الاستراتيجيات البسيطة ستساعدك على الاحتفاظ بمعظم ما تقرأ، مما يحول قراءة الكتب من مجرد تسلية إلى استثمار حقيقي في المعرفة.
🌟 1. تجنب المشتتات
إذا لم تركز أثناء القراءة، إليك طريقتين لتحسين انتباهك أثناء القراءة:
ضع هاتفك بعيدًا، أغلق الحاسوب، واستمع لموسيقى بلا كلمات.
اسأل نفسك باستمرار: “كيف يمكنني استخدام هذا في حياتي؟” هذا السؤال سيبقيك مركزًا على النقاط المهمة.
هل سمعت عن نيلسون ديليس؟ إذا لم تكن تعرفه، فهو أسطورة في عالم مسابقات الذاكرة، يصنف عاليًا على المستوى العالمي.
وفقًا له، الأمر يبدأ بالخطوة الواضحة: الانتباه!
من البديهي أن عدم الانتباه أثناء القراءة يجعل تذكر أي شيء مستحيلًا. لذا، إذا أردت تذكر المزيد مما تقرأ، فعليك تحسين قدرتك على التركيز.
لسوء الحظ، الانتباه مهارة يعاني الكثير منا في تطويرها. لكن لحسن الحظ، هناك خدعتان يمكنك استخدامهما لتحسين انتباهك أثناء القراءة:
تخلص من أي مشتتات أثناء القراءة.
التزم بالتركيز الكامل على ما تقرأ.
🌟 2. تصور ما تقرأ وكأنك تشاهد فيلمًا
أثناء القراءة، حاول تخيل الأحداث وكأنها تُعرض على شاشة سينما أمامك.
وفقًا للأبحاث، العقول تتذكر الصور البصرية بشكل أفضل من الكلمات المجردة.
تخيل الفكرة أو الحدث في الكتاب كأنه جزء من ذكرياتك. هذا الأسلوب سيجعل المعلومات أكثر رسوخًا في ذاكرتك.
انتبه!
تذكر النصيحة السابقة؟ ركز جيدًا أثناء القراءة.
تخيل أنك تشاهد فيلمًا.
أثناء القراءة، حاول تخيل ما يحدث وكأنه يُعرض على شاشة سينما كبيرة وأنت جالس تشاهده.
بالطبع، لا يمكنك تصور كل شيء، لكن حاول استيعاب الفكرة العامة لما يُقال.
لماذا يساعد هذا؟
لأن الأبحاث في مجال الذاكرة أظهرت أن الصور البصرية أكثر رسوخًا في أدمغتنا من الكلمات المجردة. لذا، أياً كان ما تقرأه، حاول تصوره وكأنه جزء من ذكرياتك.
على الرغم من أن هذا الأسلوب لن يضمن الاحتفاظ بكل التفاصيل، فإنه سيعزز فرصك بشكل كبير في تذكر ما قرأته لاحقًا.
🌟 3. دوّن الأفكار المثيرة يدويًا
كتابة الملاحظات يدويًا تساعد على الاحتفاظ بالمعلومات.
وفقًا للأبحاث، الكتابة باليد تدفعك إلى اختيار النقاط المهمة فقط، مما يعزز الفهم والذاكرة.
حتى إذا لم تقرأ ما كتبته مرة أخرى، مجرد عملية الكتابة كافية لتعزيز الذاكرة.
بيتهوفن كان يحتفظ بعدد هائل من الدفاتر، لكنه نادرًا ما كان يعود إليها أثناء التأليف. وعندما سُئل عن سبب الاحتفاظ بها، قال:
“إذا لم أكتب الفكرة فورًا، أنساها على الفور. لكن إذا وضعتها في دفتر، لا أنساها أبدًا ولا أحتاج للعودة إليها”.
تشير العديد من الدراسات إلى أن كتابة الملاحظات يدويًا تساعدك على الاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل.
لماذا؟
عندما تكتب يدويًا، فإنك لا تسجل كل كلمة تقرأها، بل تركز فقط على الكلمات الضرورية، مما يساعدك على التمييز بين المهم وغير المهم ويعزز استيعابك للمعلومات.
لذلك، عندما أتعلم فكرة مثيرة للاهتمام، أكتبها فورًا.
حتى إذا لم أعد إلى ما كتبته، فإن مجرد عملية الكتابة تساعدني على فهم وتذكر المعلومات بشكل أفضل.
🌟 4. تفاعل مع الكتاب
القراءة ليست عملية سلبية. إذا أردت أن تتذكر المزيد، كن قارئًا نشطًا.
قم بتظليل الجمل المهمة.
أضف رموزًا، مثل نجمة للأفكار الرئيسية أو علامة استفهام للأفكار التي تحتاج للبحث عنها.
اكتب ملاحظاتك في الهوامش.
استخدم الملاحظات اللاصقة لتحديد النقاط المهمة عند الانتهاء.
تفاعل مع الكتاب وكأنك في حوار مع المؤلف.
القراءة يجب أن تكون عملية نشطة وليست سلبية.
إذا كنت تقرأ دون تفاعل مع المادة، فمن الطبيعي أن تنسى معظمها.
إليك 4 استراتيجيات لتصبح قارئًا نشطًا:
قم بتسطير أو تظليل الجمل أو العبارات المهمة.
أضف رموزًا مثل نجوم لتحديد الخطوط المؤثرة أو علامات استفهام للأفكار التي تحتاج إلى مزيد من البحث.
اكتب أفكارك أو أسئلتك في الهوامش.
بعد الانتهاء من الكتاب، استخدم ملاحظات لاصقة لتحديد النقاط أو الفقرات المهمة.
هذه الأساليب تتيح لك إعادة فتح الكتاب في أي وقت وإنعاش ذاكرتك بمجرد النظر إلى الصفحة.
قد تكون فكرة الكتابة في الكتاب مخيفة لبعض الأشخاص، لكن لا تخف.
حتى لو كان الكتاب قيمته $1000، فإن الأفكار التي يحملها أهم بكثير من الورق نفسه.
وفي العموم برامج ال PDF الآن توفر لك الكتابة على الكتب، وتدوين ملاحظاتك دون أن يكون في ذلك تهديدا للكتاب الغالي.
🌟 5. طبق ما قرأت
أفضل طريقة لتذكر ما قرأت هي تطبيقه.
إذا قرأت كتابًا عن الصحة، ابدأ بتغيير عاداتك الغذائية أو ممارسة الرياضة.
المعلومات التي لا تُستخدم تُنسى بسرعة. لذا، ابحث دائمًا عن طرق لتطبيق الأفكار التي تتعلمها.
🌟 6. علم الآخرين ما قرأت
تدريس الأفكار للآخرين يعزز فهمك واحتفاظك بها.
وفقًا لـ “هرم التعلم”، الاحتفاظ بالمعلومات يصل إلى 90% عند تعليمها للآخرين.
شارك الأفكار مع صديق أو فرد من العائلة: “مرحبًا، أريد مشاركة فكرة مثيرة للاهتمام من هذا الكتاب…”
استخدام كلماتك الخاصة أثناء شرح الفكرة يساعد على تثبيتها في ذاكرتك.
قد يبدو الأمر محبطًا، لكن تسطير النصوص وتسجيل الملاحظات لا يساعدان وحدهما في تذكر المعلومات.
لماذا؟
لأن الذاكرة البشرية تتذكر ما نستخدمه.
على سبيل المثال:
إذا قرأت كتابًا عن الصحة ولم تغير عاداتك الغذائية أو الرياضية أو طريقة نومك، فلن تتذكر شيئًا من الكتاب.
بدون تطبيق الأفكار التي قرأتها، ستشعر دائمًا أنك تقرأ الكتب دون الاستفادة منها.
لذا، إذا أردت أن تتذكر ما تقرأه، اجعل الأفكار التي تتعلمها جزءًا من حياتك اليومية.
التطبيق العملي هو السبيل الوحيد لتحويل القراءة إلى تجربة مفيدة ومستدامة.
تخيل أن لديك دلوًا، وكلما ملأته بالماء تسرب 90% منه.
هل ستستمر في ملئه أم ستصلح التسريبات؟
بالتأكيد ستصلح التسريبات.
لكن عندما يتعلق الأمر بالتعلم، فإن معظم الناس يستمرون في ملء الدلو دون التفكير في التسريبات.
هذا يؤدي إلى إهدار 90% مما يتعلمونه لأنهم لا يفهمون مفهوم “هرم التعلم”.
هرم التعلم يقول:
“ستحتفظ بـ 90% من المعلومات التي قرأتها إذا قمت بتعليمها لشخص آخر”.
لماذا؟
لأنك عندما تحاول تعليم فكرة ما، لن تستخدم كلمات المؤلف بشكل حرفي، بل ستستخدم كلماتك الخاصة.
وهذا يجبر عقلك على فهم وتعلم المعلومات بشكل أفضل.
في المرة القادمة التي تقرأ فيها فكرة مثيرة للاهتمام، حاول مشاركتها مع شخص آخر.
اطلب من صديق أو أحد أفراد العائلة:
“مرحبًا، هل يمكنني أن أشاركك فكرة مثيرة من هذا الكتاب الذي أقرأه؟”، ثم خصص 2–3 دقائق للحديث عن ما قرأته.
تذكر:
المفاهيم لا تُتعلم من خلال القراءة فقط. القراءة وحدها لديها معدل احتفاظ لا يتجاوز 10%، وهو أمر سيئ للغاية. لذلك، تحتاج إلى التحدث عنها لتُحفظ وتُترسخ.
🌟 7. راجع بانتظام
وفقًا لـ “منحنى النسيان”، ننسى معظم المعلومات الجديدة خلال 24 ساعة.
الحل هو استخدام التكرار المتباعد.
هناك أشخاص يستطيعون قراءة كتاب مرة واحدة ويتذكرون كل المعلومات فيه.
لكن بالنسبة لـ 99% منا، فإن معظم المعلومات التي نقرأها تُنسى بسهولة.
هذا يُعرف بـ “منحنى النسيان”:
“ننسى تقريبًا كل معلومة جديدة نتعلمها خلال أول 24 ساعة”.
كمية المعلومات التي تنساها خلال أول 24 ساعة تختلف من شخص لآخر.
لكن هناك حقيقة واحدة:
إذا لم تراجع المعلومات التي تعلمتها حديثًا، فإنها ستنساها تدريجيًا.
ما الحل؟
الحل هو المراجعة المتكررة المتباعدة.
🌟 قاعدة الـ5
راجع المعلومات 5 مرات في اليوم الأول.
مرة يوميًا لمدة 5 أيام.
مرة أسبوعيًا لمدة 5 أسابيع.
المراجعة المنتظمة هي الطريقة الوحيدة لترسيخ المعلومات في الذاكرة طويلة المدى.
(أقول: يمكن استخدام ما بعد أو قبل الصلوات الخمس يوميا، وصلاة الجمعة أسبوعيا!!).
🌟 الخلاصة
ركز أثناء القراءة وتخلص من المشتتات.
تصور المعلومات وكأنها مشاهد في فيلم.
دوّن الملاحظات يدويًا وتفاعل مع الكتاب.
طبق الأفكار التي تتعلمها وشاركها مع الآخرين.
راجع المعلومات بانتظام باستخدام قاعدة التكرار المتباعد.
باتباع هذه الخطوات، ستتحول القراءة إلى استثمار حقيقي في معرفتك وستتمكن من تذكر 80% مما تقرأ بسهولة.
تذكر:
المعلومات تُعزز في ذاكرتك طويلة المدى فقط من خلال المراجعة.
إذا لم تقم بالمراجعة بانتظام، فستُنسى بسهولة.
لكن باستخدام قاعدة الـ5، يمكنك الاحتفاظ بأي معلومة تقرأها لبقية حياتك.