💯 أخذ الحياة بجدية شيء غريب.
انظر إلينا، بوجوهنا العابسة، وافتقارنا إلى روح الفكاهة، ومشاكلنا التي لا تنتهي، ورغبتنا في “النجاح” في العالم.
بجدية، هل هناك شيء أكثر غرابة من ذلك؟
أحيانًا يجب أن ننظر إلى الأطفال للحصول على بعض الحكمة والهدوء النفسي.
💯 كطفل، كان العالم ملعبك، وكل ما أردت فعله هو الاستمتاع واللعب وإحداث الفوضى. بالطبع، كنت تبكي أحيانًا، لكن كان من السهل عليك الخروج من تلك الحالة بسرعة.
كلما كبرت، أصبحت أكثر جدية. فجأة، ظهرت قضايا “جادة” يجب التفكير فيها. فجأة، أصبح هناك أشياء أكثر أهمية من الفرح والاستمتاع.
إلى أن أصبح الفرح والمتعة ثانويين أمام حياة جادة ومسؤولة.
إذا نظرت حولك، فإن تعريفًا جيدًا للبلوغ يعني إدراك أن الحياة ليست للمتعة والفرح.
💯 الكثير من الجدية تأتي من معتقدات متصلبة عن الحياة وعن أنفسنا.
لكن ربما ليست الصلابة كجدار من الطوب علامة على النضج.
ربما التشبث بمعتقداتنا وعدم النظر إلى الحياة من زوايا متعددة ليس تطورًا راقيًا بل تطورًا متوقفًا.
بدلاً من النضج للخارج، نحن ننضج للداخل — داخل شرنقة نقوم بتعزيزها بطبقات أكثر من المعتقدات.
💯 لكن الخبر الجيد هو أن الشرنقة دائمًا تحمل إمكانية خروج الفراشة. لذا، لم يفت الأوان للخروج من القوقعة المتكلسة ومواجهة الحياة بدون درع الخوف المتمثل في الافتراضات غير المختبرة.
كطفل، ربما نظرت إلى الكبار وتساءلت: “ما الذي أصابهم؟ لماذا يبدون وكأن الحياة عبء عليهم؟ ماذا دهاهم؟ الأغبياء”
الآن، وأنت شخص بالغ، قد تكون أدركت أنه من السهل الانغماس في طاحونة الحياة المقدسة التي تدور بالناس رغما عنهم.
💯 بالإضافة إلى ذلك، نحن كبالغين، مشهورون بقدرتنا على تصديق هرائنا الخاص.
لكن ذلك لا يعني أنك عندما تكون بالغًا يمكنك تناول الكثير من الحلوى، واللعب طوال اليوم.
قد يكون ذلك فكرة عن الحياة المثالية لطفل، ولكن ليس لشخص بالغ.
بغض النظر عن مدى شوقنا لبساطة طفولتنا، هناك بعض الأشياء التي يجب أن نتجاوزها إذا كان ذلك لزاما علينا (فقط).
💯 رغم ذلك، مع تجاوزنا لبعض الأمور، نحن ننغلق على أنفسنا في أمور أخرى.
نحن نعتقد أن امتلاك معتقدات قوية وآراء حاسمة هو علامة على النضج.
لكن التمسك الشديد بمفاهيمنا يمكن أن يجعلنا “متعفنين” بدلًا من أن نتطور.
💯 نعتقد أننا يجب أن نكون كذا، نفعل كذا، ونحصل على كذا.
نعتقد أن مشاكلنا مهمة جدًا وتستحق كل الاهتمام الذي يمكننا منحه لها.
نعتقد أننا يجب أن نفهم كل شيء قبل أن نتمكن من الاسترخاء ونكون على طبيعتنا.
💯 نحن جادون بشأن الحياة، والحياة تعلم أننا جادون.
لكن ماذا تفعل بالمقابل؟
تجعلنا محور نكتة. الحياة لا تأخذنا، ولا مشاكلنا الصغيرة (أو الكبيرة) على محمل الجد.
💯 هناك وقت للجدية، لكن أن تكون جادًا بشأن القصص الوهمية التي نرويها لأنفسنا يوميًا هو أمر غريب للغاية.
الأطفال يتخيلون أنفسهم في مواقف عديدة أثناء اللعب. الفارق هو أنهم يتوقفون عن التخيل عند انتهاء اللعب. أما نحن، فنأخذ الخيال إلى مائدة العشاء لنشكو منه.
💯 نعم، يمكن للأطفال أن تبدو عليهم الجدية أثناء اللعب. لكنهم جادون بشكل غير جاد أو غير جادين بشكل جاد.
تذكر عندما لعبت ألعابًا مع أصدقائك أو إخوتك؟
كنت تريد الفوز. كنت جادًا بشأنه ومندمجًا تمامًا. ولكن في وسط كل هذه الجدية، كنت تعرف:
أنك فقط تلعب لعبة.
💯 كل شيء قد يبدو جادًا للغاية في بعض الأحيان، أعلم ذلك.
لكن لا يتطلب الأمر الكثير لتدرك أن كل الأهمية التي تضيفها على الأشياء هي مجرد إسقاطات من عقلك.
لن تكسب شيئًا من تحميل الأشياء أهمية زائدة. لن يجعلك ذلك شخصًا أفضل. ستخسر الكثير من راحة البال.
💯 البعض قد يخاف من رسالة كهذه ويعتقد أنها تعني أنه يجب عليه أن يتخلى عن حياته بالكامل — يترك وظيفته، يحرق منزله، يبيع أطفاله، وما إلى ذلك.
لكن ما نتحدث عنه هو تغيير داخلي بالأساس.
💯 إذا كنت لا تريد تغيير أي شيء في حياتك، فلا بأس.
تخيل فقط أنك تستمر في عيش حياتك كما هي، لكن بدون تلك الأهمية الزائدة وكل القلق والتوتر المرتبط بها.
ألن تستمر الأمور بشكل جيد، وربما أفضل؟
💯 إذا كنت تأخذ الحياة بجدية زائدة، فربما نسيت أنك تلعب لعبة.
هل تستمتع؟ إذا لم تكن كذلك، انظر حولك.
ما نوع اللعبة التي تلعبها؟ لماذا تلعب لعبة لا تحبها؟
ما القواعد التي قبلتها بدون وعي؟
💯 إذا أردت، يمكنك لعبة مختلفة. ابدأ الآن. إلعبها الآن.
تساءل عن القواعد. تساءل عما تعتقد أنه حقائق ثابتة. تساءل عن نفسك. تساءل عن كل شيء.
💯 عدم أخذ الحياة بجدية لا يعني أن تصبح شخصًا لا فائدة منه أو أن تختفي مسؤولياتك فجأة.
ولا يعني أنك لا ينبغي أن تلعب لعبة الحياة بأفضل طريقة ممكنة.
بل يعني فقط أن تتوقف عن أخذ الحياة بجدية مفرطة.
💯 عدم القلق المستمر هو طريقة أكثر متعة لعيش الحياة. وعندما تترك الأمور تأخذ مجراها، ستجد أن الأشياء غالبًا ما تسير بشكل أفضل (وأكاد أجزم أننا جميعًا مررنا بتجارب تثبت ذلك).
💯 بالطبع، هذا أسهل قولًا من الفعل. لكن يمكنك البدء بخطوة بسيطة:
خفف قبضتك على الأمور. اترك عنك بعض السيطرة (الوهمية)، وراقب ما سيحدث.
💯 يتطلب الأمر شجاعة في البداية لتغيير نظرتك للحياة رأسًا على عقب.
يجب أن تتخلى عن الدوافع الأنانية التي كانت تدفعك مثل سيارة سباق على وشك الانهيار.
لكن عندما تبدأ في التخلي عن بعض المعتقدات والعادات الذهنية المرتبطة بها، والتي تجعل حياتك عبئًا، ستصبح اللعبة أكثر متعة.
💯 وعندما ترى أن هناك نهجًا أكثر متعة للحياة يعمل بالنسبة لك، ستبدأ بشكل طبيعي في الاسترخاء أكثر فأكثر.
وإذا شعرت أن هذا النهج لا يناسبك، فحياتك القديمة دائمًا موجودة، يمكنك العودة إليها.
💯 الأمور ليست بتلك الجدية مثلما يبدو لنا.