لا تنتظر دائمًا الوقت المناسب

هل لكل شيء وقت مناسب؟

هناك قول مأثور: “لكل شيء وقت مناسب”، ولكن الحقيقة هي أنك لا تحتاج دائمًا إلى الانتظار حتى يحين ذلك الوقت المناسب.
غالبًا ما تقدم لك الحياة لحظات تجعلك تعتقد أنه من الأفضل انتظار الوقت المناسب.
ولكن هناك أيضًا لحظات تختبر فيها الحياة صبرك وشجاعتك، وتحثك على اتخاذ القرارات والمخاطرة حتى عندما يبدو الوقت غير مناسب أو غير مثالي مثلما تعتقد.
إذا لم تتصرف، فقد تفقد تلك الفرص.
أنت الآن لا تستطيع الزواج مثلما تعتقد. بلا وظيفة في الوقت الحالي لأن الزواج عندك مرتبط بالوظيفة. فجاة ظهرت في حياتك أجمل وأفضل امرأة. إذا تركتها تعبر الطريق قد لا تراها ثانية، بل قد لا تتزوج امرأة في قيمتها أبدا.
وكذلك اي فرصة أخرى  تدخل حياتك بسرعة الضوء. إذا لم تقفز عليها وتتعلق بها بسبب العجز أو الوقت الغير مناسب، فقد تتخرج من حياتك إلى الأبد، وأنت الخسران.

هل الوقت المثالي موجود حقًا؟

ستقابل أشخاصًا يخبرونك بأن تنتظر — اللحظة المثالية، الموسم المثالي، السنة المثالية، الشهر، اليوم، الساعة، أو الثانية المناسبة.
بمجرد أن تبدأ في انتظار الوقت المثالي، ستدرك أن كل ما قمت به هو الانتظار.

الحقيقة هي أنه بغض النظر عن الوقت الذي تقضيه في الانتظار، اللحظة المثالية لن تأتي ما لم تبدأ في اتخاذ خطوة اليوم.
الغد غير مضمون، والوقت الوحيد الذي نملكه حقًا هو الآن. الآن هو الوقت المثالي للبدء في كل شيء.

توقف عن انتظار الوقت المثالي، أو ستفوتك جميع الفرص.
توقف عن انتظار اللحظة المثالية، لأن الوقت غير ثابت بل ينفد.
توقف عن انتظار الوقت المناسب، وإلا ستنتظر إلى الأبد.

إذا كان هناك شيء تريد القيام به، افعله الآن. اغتنم الفرصة. الفرص الضائعة تؤلم أكثر من المحاولات الفاشلة.
المحاولات الفاشلة عبارة عن دروس قيمة، أما الفرص الضائعة فعبارة عن حسرات دائمة.
ادخل السوق الآن، بع واشتر برأس مال شبه معدوم، وقد تصبع بعد اعوام أكبر تاجر في البلد. من يدري. لا تنتظر الوظيفة التي قد لا تأتي أبدا، أو إذا أتت جلبت معها الفقر والمذلة والمعاناة.
تزوج الآن ولو بأقل القليل. وافتح بيتك في شارع الحياة المطل على الناس، كن واحدا منهم بحق فالأعزب يغرد خارج السرب. ابن لك بيتا وزوجة وأولادا، عش حياتك بطبيعية كما ينبغي، والباقي على الله.

لديك دائمًا الخيار

لأن الحياة ليست انتظار كل شيء حتى يتماشى بشكل مثالي مع كل شيء.
أساس الحياة هو اتخاذ القرارات والإجراءات المتاحة رغم العيوب، والاستفادة القصوى من اللحظة الحاضرة لأنها كل شيء.

“أخشى أن التوقيت ليس مناسبًا وقد أفشل”.
الخوف يقتل الأحلام أكثر مما يفعل الفشل.
افعل ما تريد حتى وأنت خائف، وإلا ستفقد الفرصة الماثلة أمامك.

عندما تواجه مخاوفك، تكتشف إمكاناتك الحقيقية، وتفتح أبوابًا لم تكن تعرف بوجودها. وترى الحياة بمنظارها الكبير. فكر في ذلك.

تكلفة الانتظار المستمر

تكمن تكلفة الانتظار في قضاء بقية حياتك تندم على الفرص الضائعة وتتمنى لو أنك اغتنمتها، بغض النظر عن التوقيت.
الثمن الحقيقي الذي ستربحه ليس الوقت الضائع، بل التجارب المفيدة التي قد تضيع بسبب ترددك.

لذا، رغم كل شيء، توقف عن انتظار الوقت المناسب. ابدأ الآن، خذ المخاطرة بغض النظر عن كل الحسابات.
اللحظة التي تقرر فيها التصرف، بغض النظر عن التوقيت المناسب، هي اللحظة التي ستبدأ الأمور فيها بالتحسن.

تذكر: “في النهاية، لن تندم إلا على الفرص التي لم نغتنمها”.

اغتنم الحاضر. افعل شيئًا الآن.

Exit mobile version