مهارات حل المشاكل وطرق مواجهة صعوبات الحياة..
ما أمضيته حتى الآن على هذه الأرض عرّفني على أشياء كثيرة.
إن النتيجة ليست دائمًا جيدة إذا اخترتنا تجاهل الحكمة التي تُظهر لنا الحياة عند كل منعطف.
دروس لتجنب المصاعب غير الضرورية
1. افتراض الأمور
قد يكون هذا هو “الأساس الأكبر” للمشاكل التي يقع فيها الناس، والتي تجعل حياتهم صعبة.
معنى الافتراض هو اتخاذ قرارات، أو الوصول إلى حكم بناءً على معلومات محدودة غير كافية.
نحن نفترض أننا نعرف ما يكفي للمضي قدمًا، فنقود السيارة خارج الموقف بافتراض عدم وجود عائق ثم نقع فيه.
الافتراض يسبب للناس المشاكل أكثر من أي شيء آخر.
علاقات ووظائف مفقودة، جدالات كبيرة وأفعال إجرامية إلخ
تذكر انك خسرت مرة أو مرات بسبب الإفتراض دون تحقق من الحقائق.
الافتراضات غالبا ما تكون عبارة عن مخاطر، بل ومخاطر غبية لأننا نكون مندفعين دون وعي نحوها.
لذا، الأفضل الإبتعاد عن الإفتراضات. لا تفترض أبدًا بل انطلق من الحقائق، وجرب أولا قبل أن تفترض.
تحقق من السعر قبل أن تفترض أن البائع ملاكا.
وتحقق من صدق الصديق وأمانته وإخلاصه قبل أن تفترض أنه معصوم.
وتحقق من حسن اخلاق ودين المرأة التي تريد الزواج بها قبل أن تفترض فيها الكمال.
2. وضع التوقعات بدلاً من الاتفاقات
من بين المشكلات الأكثر شيوعًا: صعوبة التواصل الشجاع. فنحن لا نحب المواجهة، لذا نفشل في قول ما يجب أن يُقال لضمان سير العلاقات والأنظمة بسلاسة.
لابد من الصراحة، التعود على وضع النقاط على الحروف، ولو كان في ذلك جفاء في البداية، سيصبح مهارة وعادة مريحة.
مثلا: “فلانة” غاضبة من “فلان” لأنه دائمًا ما يترك قميصه على السرير. ومع الوقت بدأت مشاعر الامتعاض تسيطر عليها. لقد كانت تتوقع أن يفعل ما تريد، لكنه لم يفعل.
لقد استندت توقعاتها إلى توقعات، ولم يتم التوصل إلى اتفاق بينها وبينه يدفعه إلى وضع قميصه حيث يجب أن يضعه، أي في المكان الصحيح.
لو كان هناك اتفاق بينهما، فإنه عندما يخالفه، يمكنها الإشارة إلى إخفاقه في الوفاء بالتزامه، والتمسك بذلك البند لصالحها، مما سيدفعه إلى تجنب ذلك الفعل.
كذلك شراء أي شيء أو القيام بأي اتفاق، يحتاج في الغالب إلى عقد واضح لضمان الحقوق والراحة النفسية بوضع النقاط على الحروف بوضوح وصراحة وعدم مجاملة.
يمكننا تطبيق الاتفاقات مع الناس لضمان المزيد من الانسجام في حياتنا، وذلك هو الأفضل بدل ترك الأمور للتوقعات التي قد تخيب بل تخيب غالبا.
3. إلقاء اللوم
قد يبدو أن إلقاء اللوم على الآخرين يمنح الواحد قوة. حيث يحس بأنه نقل الشعور بالذنب إلى الآخر، وبالتالي يشعر بالراحة والحرية لبعض الدقائق.
لكن اللوم سينقلب عليه ويتعبه من الداخل.
إنه يُزهر من خلال اللوم أنه الضحية. يقول في نفسه وعلنا: “كم أنا مسكين.. انظر إلى ما علي تحمله.. انظر كيف أساءوا إليّ.. إنهم..”.
لكن عندما تلوم نفسك فإنك تُضعفها. اللوم يعزز فكرة أنك لا تستطيع إحداث تغيير في حياتك. وهذا هو حال أغلب المكثرين منه.
تحمل المسؤولية عن كل شيء بدلاً منه، حتى الأشياء التي كان الآخرون مخطئون فيها بوضوح.
بهذا ترتاح وتعود لواجهة القيادة من جديد.
لن تخسر شيئا تحمل المسؤولية تمرين ممتع إذا واظبت عليه كانت نتائجك مريحة في الغالب وإيجابية.
إنه راحة وليس تعبا كما يعتقد أكثر الكسلاء والمتوانون.
انظر كيف يعظم الولد الصغير في الأعين إذا أظهر حب تحمل المسؤولية!
إنه القادر على البناء بسرعة، لن يطوف عليه عقد من الزمن بمعونة الله، إلا وقد بنى بيتا وأنجب عيالا وأصبحت له مكانة حقيقية في الحياة بعكس الذي يفر من تحمل المسؤولية خوفا من وهم لا حقيقة له، بل الحقيقة أن تحمل المسؤولية هو أساس الحياة.
القيام بما ينبغي وترك ما لا ينبغي، وتحمل مسؤولية الأخطاء لكي نتعلم منها ولا يعذبنا الندم عليها، وتحمل المسؤولية عن الذنوب مع الإصرار على تركها وصدق التقوى، ذلك هو ما يؤدي بنا للنجاح في الدنيا والآخرة.
4. الاعتماد على التقدير الخارجي
نشأنا على فكرة أن الأشياء الجيدة تحدث عندما يرضى الآخرون عنا. عندما نحصل على موافقة الآخرين نشعر بالرضا.
لكن إذا كنت بحاجة إلى التقدير من الآخرين لتشعر بالسعادة، ستصبح خائفًا للغاية من الحصول على الانتقادات السلبية.
إن الاعتماد على التقدير الخارجي يجعلنا تعساء ومقيّدين. وبدلاً من ذلك، علينا الإنطلاق دائما من أننا بخير كما نحن، لا نحتاج لأي شيء آخر في ذلك، فنفعل ما نرى وما نحب ما دام لا يخالف الدين والأخلاق، أو يتعدى حريات الآخرين.
الناس مختلفون حتى في التقدير، بعضهم يقدر من لا يستحق، وبعضهم يستهين بمن يستحق! فلا تركز عليهم كثيرا اترك أفعالك تقدرك أكثر منهم.
5. الاعتماد على “استراتيجية الأمل”
الأمل ليس استراتيجية آمنة.
الأمل قد يبدو جذابًا، لكنه ليس كافيًا لاتخاذ قرارات هامة في حياتنا.
مثال: “آمل أن ينجح زواجي من هذه الفتاة التي أعرفها منذ ثلاثة شهور فقط”.
الأمل أشبه بافتراض آخر.
إن القرارات الحرجة لا يجب بنائها على الإفتراضات.
ابحث وتحقق ثم وتحرك لتحقيق الأمل وتحويله إلى حقيقة.
المشكلة التي تعتقد أنك تعاني منها الآن ليست المشكلة الحقيقية
جميعنا نواجه مشاكل تجعلنا نشعر بالسوء، ونعتقد أن الحل يكمن في التركيز على تلك المشاكل وبذل الجهد لحلها.
لكن إذا كانت هذه الطريقة فعالة حقًا، فلماذا تستمر المشاكل في الظهور واحدة تلو الأخرى؟
يبدو أن التركيز على المشكلة لا يؤدي إلا إلى تعميقها وزيادة مشاعر القلق والتوتر المرتبطة بها.
لذا أتعس الناس أولئك الذين يسمحون لأنفسهم بالدخول في أجواء الكآبة القاتلة التي تحول الحي إلى ميت بلا رغبات ولا طموح، وغير قادر حتى على الجلوس مع أقرب الناس إليه لتبادل حديث طريف مسعد للنفس.
ذلك النوع من الناس كثير التفكير في مشاكله، وفي أفعال وردود أفعال الناس تجاهه، تراه دائما جالسا في عالمه الضيق الكئيب منزويا منعزلا يدخن سيجارة – إن كان مدخنا، يدمر نفسه بيده، ويفكر في كل صغيرة وكبيرة حتى التوافه، يفكر في طليقته أو طليقها الذي تزوج غيرها ولن يجتمع بها أبدا، وفي ردة فعل أبنائه على دكتاتوريته المصبوبة عليهم كيف يجرؤون على التضايق منها، ولماذا لم يضحك فلان في وجهه، ولماذا لم يسلم عليه الحبيب أو الحبيبة قبل طرده..
حياته كلها مشاكل وتفكير في المشاكل، يعني ببساطة تركيز على المشاكل. فتجنب ذلك، ولا تكن من تلك النوعية المفكرة الحالمة الكئيبة المدخنة.
لماذا لا تنجح الطرق التقليدية لحل المشكلات؟
عندما تواجه مشكلة مالية، على سبيل المثال، فإن القلق والخوف من المستقبل يدفعانك للتركيز على المشكلة نفسها. لكن هذا التركيز يجعل المشاعر السلبية أكثر حدة ويمنعك من الوصول إلى الحل.
يقول أينشتاين: “لا يمكننا حل مشاكلنا بنفس طريقة التفكير التي أوجدتها”.
التحدي الحقيقي هو تغيير حالتك الذهنية، وليس مجرد التركيز على المشكلة.
وأحيانا يكون الحل أقرب ما يكون إلينا، بل قد يكون في تجاهل المشكلة من أساسها، أو تقبلها، أو المبادرة بأخذ طريق مغاير لفشلها نجد أنفسنا بعد اتخاذه نخرج من نجاح إلى نجاح.
وكما قال ربنا: “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.
الدين والتقوى يؤديان إلى معرفة حقيقة هذه الدنيا، وهي أنها لا تساوي شيئا، بل كل ثرائها وسخ كما نقول في موريتانيا العزيزة، نقول للتافه المغتر بالغنى: “غره وسخ الدنيا القليل الذي هو فيه”. وهو حقا وسخ إن لم يكن يأخذه من مصادره السليمة ويتطهر به.
إذا عرفت سبب وجودك في الحياة – وهو العبادة لإرضاء ربك ودخول الجنة، وضعت جميع مشاكل الحياة في إطارها الصحيح، وكان الرضا والقناعة والأمل في الخير والجنة بعد ذلك، بركة تعيش فيها أنت ومن حولك، ولم تأسف على أي شيء، وحفتك السعادة والملائكة حيثما كنت.
الدنيا وسخة فيجب الحذر من تغلغها في النفس، والمال يجب أن يكون في الجيب لا في القلب.
والناس من أكبر أدوات الإبتلاء بها، ويجب الحرص والحذر منهم، لكن مع ذلك نحن مأمورون بأن نقول لهم حسنا، ولابد من مخالطتهم، بدون ذلك لا يكون للحياة أي طعم أو مذاق.
ما هي المشكلة الحقيقية؟
المشكلة ليست نقص المال أو أي ظرف خارجي آخر؛ المشكلة الحقيقية هي حالتك العاطفية.
ما يؤلمك في الواقع هو القلق والتوتر المرتبط بالمشكلة، وليس المشكلة نفسها.
إذا تمكنت من تغيير حالتك العاطفية والشعور بالسلام الداخلي، ستجد أن المشكلة لم تعد تبدو بنفس الأهمية.
فكر في الحل الوحيد والأفضل وهو الإلتزام بشعائر الدين طاعة لربك وأملا في جنته، بهذا لن يضيق بالك لأي شيء.
طريقة بديلة لحل المشكلات
بدلاً من الغرق في التفكير السلبي والقلق، جرّب تغيير تركيزك إلى شيء يجعلك تشعر بالسعادة (الدين مثلا، والدفاع عن التوحيد ضد البدع، ذلك الجهاد الممتع ولله الحمد الذي يشعرك بانك على خير وأن ما تفعله فيه الخير الكثير للمسلمين، ويا لها من رسالة. أنت نعم انت إذا نصحت للمسلمين بصدق تكون من المجاهدين، فيا لها من مرتبة نطمح لها جميعا).
اسأل نفسك كيف ستشعر إذا تم حل المشكلة، وحاول استحضار هذا الشعور.
كرر هذه العملية كلما وجدت نفسك تعود إلى القلق.
هذا لا يعني تجاهل المشاعر السلبية، ولكن السماح لها بالمرور دون تضخيمها.
(أعتقد شخصيا أن هذه التخيلات التي ينصحون بها من الشيطان. فلا تحلم ولا تتخيل ولا تشعر نفسك بأي شيء، ذلك يقود إلى التفكير السلبي والكآبة، لأنه يعني مدى تأثرك بالمشكلة التي قد تكون تافهة، لكن انشغل بما هو أفضل، ما يجعلك تنسى المشكلة من جذورها وهو الدين).
التفكير الفعّال مقابل القلق
التفكير الفعّال هو التفكير دون تأثير المشاعر السلبية. القلق، من ناحية أخرى، هو شكل من أشكال التفكير القائم على سيناريوهات سلبية لا تؤدي إلى أي حلول. لذا، بدلًا من تضييع حياتك في القلق، ركّز على العيش في اللحظة الحالية واستمتع بما لديك.
هل العمل الجاد هو الحل؟
العمل الجاد ليس دائمًا الحل. إذا كان العمل يهدف فقط إلى التغلب على القلق الداخلي، فإن هذا القلق سيستمر في الظهور بأشكال مختلفة.
لذا، قبل أن تغرق في العمل، اسأل نفسك: “هل هذا ما أحتاجه لأكون سعيدًا؟”.
الحل الحقيقي يكمن في التوازن بين العمل والسعادة الداخلية.
السعادة الآن أو أبدًا
إذا كنت تعتقد أن السعادة مرتبطة بتحقيق أشياء معينة، مثل المال أو النجاح، فستظل دائمًا غير راضٍ، وقد يطول الإنتظار ويفوتك القطار.
سيضيع وقتك هباء.
السعادة الحقيقية غير مرتبطة بأي شيء خارجي.
إذا اخترت أن تكون سعيدًا الآن بغض النظر عن الظروف، ستجد أن العديد من مشاكلك تُحل تلقائيًا.
طريق الحياة مليء بالورود، لكنها لن تأتي إليك بأرجلها.
ابصر الورود الكثيرة المبثوثة في طريقك. اختلق السعادة لتعش في أجوائها. اضحك وابتسم وستجد كل من حولك تنفرج أساريرهم.
غير طريقة تعاملك مع المشكلات. بدلاً من التركيز على الظروف الخارجية، ركز على تغيير حالتك الداخلية (الإلتزام بالدين وتعلمه هما أفضل حل).
اختر أن تكون سعيدًا الآن، وستجد أن الحياة تصبح أكثر سهولة وسلاسة، وأن النجاح والسعادة يأتيان بصورة تلقائية.
لا تستسلم عندما تصبح الأمور أكثر صعوبة
لا تستسلم ابدا.. الإستسلام يعني الإنهزام، كن صبورا قويا شجاعا.
يستسلم الناس عندما تصبح الأمور صعبة لأن فكرة أن الصعوبة ستستمر إلى الأبد لا يمكن تحملها. لكن الحقيقة هي أنه لا شيء يستمر إلى الأبد حتى الصعوبة.
إما أن تستسلم،
أو يصبح الأمر أسهل فينحل،
أو تصبح أنت أقوى من خلال تلك التجربة الرائعة.
بغض النظر عن أي شيء، فإن النهاية تأتي دائمًا.
أنت تخسر فقط عندما تستسلم قبل أن ترى النتيجة.
معظم الناس يستسلمون لأنهم يعتقدون أن ما يحاولون بناءه أو تعلمه سيبقى صعبًا إلى الأبد.
لكن الحقيقة هي أن الصعوبة لا تدوم.
الأشخاص الذين يستسلمون لا يحققون أي شيء أبدًا.
عندما يجدون صعوبة في النمو في مجال معين، يقفزون إلى مجال آخر فقط ليكتشفوا أنه “أيضًا صعب”، ويكررون القفز دون أن يدركوا أن النمو يتطلب المرور بالتحديات والصبر. يتطلب صبرا ووقتا.
لكن إذا تمسكوا بمجال واحد لفترة كافية وتحملوا كل الصعوبات، وتجنبوا الشكوك والتوتر، فسوف يحققون في النهاية ما يحاولون تحقيقه.
معظم الناس يلقون باللوم على المجال الذي اختاروه عندما لا يرون نتائج عاجلة، بدلًا من قبول حقيقة أنهم يحتاجون فقط إلى المزيد من المعرفة والوقت للنمو فيه.
وهذا يتطلب الثقة في النفس والصبر.
إذا كنت لا تتقدم، لا تستسلم.
ابدأ فقط في التعلم أكثر وأكثر.
في الواقع، عندما تبدأ، لا ينبغي أن تركز على كسب المتابعين أو العملاء أو المال.
بدلًا من ذلك، استثمر كل وقتك في الخوض في مجالك وبذل الجهد في تعلمه وإتقانه لتصبح أكثر معرفة به.
قد يستغرق الأمر 6 أشهر أو سنة، أو حتى 5 سنوات لتصل إلى النجاح.
لابأس إن كنت ترى بوادر تحقيق نجاح، لكن إن لم تظهر تلك البوادر خلال 6 أشهر أو عام على الأكثر فاتركه فذلك يشير إلى أنه ليس لك، جرب مجالا آخر قد يكون مصمما لك فتنجح فيه بسرعة وفعالية.
بمجرد أن تصل إلى مرحلة النضج في مجالك (كالتيكتوك بعد الجلوس تهذي وحدك في بثك الذي لا يدخله إلا القليل مدة أشهر، إلخ)، ستبدأ في كسب المتابعين والعملاء والمال تلقائيًا، لأنك ستتمكن من تقديم قيمة حقيقية. وستكون قد أعطيت الفرص للناس ان يعرفوك ولأفكارك أن تتبلور وتظهر في الهيئة المناسبة التي تجلب لك الربح.
عندما تكتب تغريدة أو تنشء مقطع فيديو على يوتيوب، سيستفيد الناس مما تقدمه، وسيقرؤون ويستمعون بما تقوله.
من ذلك الوقت ستبدأ فيه بالتقدم بشكل تصاعدي يومًا بعد يوم.
بمجرد أن تتقن مجالا واحدا، يمكنك الانتقال إلى المجال الثاني. وهكذا.
لا تتشتت بتجربة أكثر من مجال في وقت واحد، فذلك متعب ومضيع للجهد.
عندما تنتقل للمجال الثاني بعد النجاح في الأول. هذه المرة ستكون مجهزًا بالمزيد من المعرفة والخبرة والتجربة، مما يجعل إتقان المجال الثاني أسهل من المرة السابقة وأسرع في رؤية النتائج المرجوة.
لا تستسلم ابدا.. لا تنسحب قبل أن تجرب وتتأكد في ظرف سنة مثلا أن المجال لا يصلح لك، نعم قد يصلح لغيرك لكنه لا يصلح لك، رزقك لس فيه، لذا من المهم أيضا دعاء الله عز وجل أن يهدينا لما فيه الخير لنا.
الأشياء التي تعطيها الصبر والوقت والجهد والمواظبة، تأتي ثمراها في النهاية.
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة
“أعظم النجاحات تبدأ بأبسط البدايات” (انظر نوع الكاميرا الذي بدأ به كبار اليوتيوبرز، وانظر حجم الطاولة الصغيرة التي كان أكبر تاجر يضع عليها بضاعته المتواضعة في بداياته.. إلخ).
“بداية أي شيء كبير هي خطوة صغيرة إلى الأمام”
“لا تستهن بالخطوات القليلة، فالطريق الطويل يتشكل منها”
“الاستمرارية أهم من السرعة؛ قطرات الماء تنحت الصخر باستمراريتها لا بسرعة تدفقها”
“الثبات يحقق ما يعجز عنه الحماس”
“العمل الدائم ولو كان صغيرًا يثمر أكثر من الجهود المتقطعة”
“الإصرار هو مفتاح الإنجازات العظيمة”
“لا ينال النجاح إلا من واصل العمل رغم الصعوبات”
“من صبر نال، ومن استعجل ضاع”
“الزمن كفيل بإظهار ثمرة جهدك، فقط امنح الجهد وقتًا كافيًا”
“الأشجار المثمرة تنمو ببطء ومثلها كل ما هو مثمر”
“الصبر هو الوقود الذي يقودنا إلى الأهداف البعيدة أو حتى الخيالية”
“النتائج العظيمة تحتاج إلى صبر عظيم”
“الأمل هو النور الذي يضيء لنا الطريق حتى في أحلك الليالي”
“عندما تفقد كل شيء، لا تفقد الأمل”
“الحياة بدون أمل كالجسد بلا روح”
“كل يوم جديد يحمل معه فرصة جديدة؛ فقط حافظ على نور الأمل والإيمان في قلبك”
“من جد وجد ومن زرع حصد” (هل تعتقد أن العمل ساعة أو يوما أو يومين جد؟ هل تعتقد أن زراعة البذرة اليوم تعطي شجرة غدا؟ ربما تتوهم ذلك).
لا تستسلم ابدا. الاستسلام يمنع ثمار النجاح من الظهور
لماذا نقوم بأشياء نكرهها؟ نقاوم ما نحب ونتحمل ما نكره!
كثير منا نحتفظ برغبة عميقة في تبني هوية معينة، غالبًا ما نصور أنفسنا كأشخاص مختلفين عما نحن عليه.
على سبيل المثال، لطالما رغبت في أن أكون راكب أمواج. كان الأمر يبدو مثيرًا للغاية لدرجة أنني حجزت عدة أسابيع من دروس ركوب الأمواج في كوستاريكا.
ركوب الأمواج يمكن أن يكون تأمليًا للغاية، فهو يجبرك على التخلي عن السيطرة، والرد فقط على تقلبات المحيط غير المتوقعة (وهو ما ينبغي تجاه أمور الحياة الخارجة عن إرادتنا). لا يمكنك التحكم في الأمواج، كل ما يمكنك فعله هو التفاعل معها. يتطلب ذلك عقلية هادئة تتقبل كل ما يحدث وتستجيب بأفضل ما لديك (الهدوء والتواضع خصلتين مباركتين).
ومع ذلك، ورغم جاذبية الفكرة، أدركت حقيقة مؤلمة: كنت أحب فكرة أن أكون راكب أمواج أكثر من ممارسة ركوب الأمواج نفسها.
التفكير في الإمساك بالموجة المثالية كان مثيرًا، ولكن الواقع كان مليئًا بالانهيارات، والتجديف المتعب، والإرهاق.
الهواية مقابل الواقع
هناك فرق بين جاذبية الهواية وواقعها.
لماذا نسعى لتبني هذه الهويات؟
بالنسبة لي، كان ركوب الأمواج طريقة لسد شعور بالنقص، وسعيًا لأكون ذلك الشخص “الرياضي الرائع” على الشاطئ.
لكن من الضروري أن نفهم أن الرغبة في هواية معينة لا تعني الاستمتاع بالعمل اللازم لتحقيقها أو ممارستها، الرغبة شيء والجهد المبذول شيء آخر.
تعلمت هذا الدرس من الكتابة. من السهل أن تقول إنك كاتب، ولكن أن تقوم بالعمل الفعلي لتكون كاتبًا هو أمر مختلف تمامًا، مليء بالتحديات.
كثيرون يعبرون عن رغبتهم في أن يصبحوا كُتّابًا، ولكن الحقيقة هي أنهم غالبًا ما ينجذبون لفكرة الكاتب، وليس لبذل العمل والجهد اللازمين اللذين تتطلبهما الكتابة. إنهم يريدون الهواية فقط لا بذل الجهد.
كذلك في الدين لن تصبح طالب علم ما لم تتعلم علوم الشرع أو بعضا منها، ولن تستفيد مما تعلمت ما لم تكن ملما بنقاطه الأساسية على الأقل، وإلا ظهر للساميعن والمتناظرين معك أنك جاهل، بل ربما اعتقد بعضهم أنك كذاب ولم تقرأ شيئا من تلك العلوم من قبل.
لابد من الدخول في مجالك بقوة، أي معرفة قواعده وضوابطه على الأقل، والإنطلاق من ذلك، وإلا كنت كالمتفرج عليه من الخارج – أي كالجاهل فيه، سواء كان الكتابة لتصبح أديبا أو الدين لتصبح ملما به حقا لا على الورق، أو كلاهما مع غيرهما، لم لا. والحمد لله رب العالمين.
الشجاعة اللازمة للتخلي
الاعتراف بالتباين بين الرغبة في هواية معينة وعدم الاستمتاع بالنشاط المتعلق بها يمكن أن يكون صعبًا.
اضطررت إلى مواجهة حقيقة أنني لم أجد ركوب الأمواج ممتعًا، رغم الوقت والمال الذي أنفقته عليه.
كثيرون منا يقعون في فخ تبني هواية معينة والاستمرار في أنشطة يكرهونها بسبب حب الصورة التي تمنحها.
مثل المحامي الذي يكره وظيفته ولكنه يتمسك بهواية أو مفهوم “المحامي الناجح”، يسيطر على عقله منذ الصغر.
لديك الحرية في التخلي
إذن، السؤال هو:
ما الذي تفعله في حياتك وأنت لا تحبه بالفعل؟
ما الذي تفعله بسبب الصورة الجميلة التي يوفرها لك فقط؟
تحديد هذه المجالات يمكن أن يساعدك على الوصول إلى سبب القلق أو التعاسة أو الاختلال الذي تعيشه.
الهويات المزيفة تخلق احتكاكًا غير ضروري في حياتنا وتدفعنا إلى الدفاع عنها باستمرار، وذلك متعب وبلا جدوى.
التخلي عن الهويات التي لا تخدم سعادتك ورضاك أمر محوري لتحرير نفسك.
وكما قال سينيكا:
الرجل الغني ليس من يملك كل شيء، بل من لا يريد شيئًا.
فكر في المقولة السابقة؟
أين أنت منها؟
كلما رغبت في أشياء لا تتماشى معك حقًا، قل شعورك بالرضا. عملية التخلي تزيد من إحساسك بالرضا والسعادة. إنها بركات القناعة الجميلة.
عندما أدركت أني لست مقدرًا لأكون “راكب أمواج رائع”، شعرت براحة هائلة.
وجدت نفسي مرتاحًا في تقبل هويتي الحقيقية كـ “شخص مهووس بالكمبيوتر”.
شخص تافه إن لم تكن لذلك فائدة؟!
ساعدني هذا الإدراك على التخلي عن القناع المثقل وقبول نفسي كما أنا.
المفتاح لحياة غنية يكمن في القدرة على إيجاد السعادة الحقيقية في الأنشطة والأشياء التي نقوم بها، بدلاً من السعي وراء الصورة التي تعكسها هذه الأنشطة علينا.
عندما نربط السعادة بصورة الهواية التي نطمح لها مع عدم وجود المقدرة أو الراحة في الوصول إليها، فإننا نعرض أنفسنا لإحباط مستمر، لأن صور الهويات غالبًا ما تكون مجرد تصورات خارجية أو رغبات مبنية على توقعات الآخرين أو المجتمع.
قد نسعى لأن تصبح “شخصًا ناجحًا” أو “فنانًا محترمًا” لأنك تعتقد أن هذه الهويات ستمنحك التقدير أو القبول. لكن إذا كان الدافع الأساسي هو الحصول على اللقب أو الصورة، فقد تجد نفسك غير قادر على الاستمتاع بالعمل نفسه، لأنك تطارد شيئًا خارجيًا بدلاً من الاستمتاع بما تقوم به فعليًا.
السعادة الحقيقية تأتي من التركيز على اللحظة الحالية والاستمتاع بتفاصيل ما تقوم به، سواء كانت كتابة، رسمًا، أو حتى أعمالًا بسيطة في الحياة اليومية.
عندما تقدر التجربة نفسها، تتحرر من الضغوط التي تفرضها عليك الهوايات، وتصبح أكثر رضا وارتباطًا بذاتك الحقيقية.
مثال: وأنت خارج للسوق مع صديقك في جولة مسائية ممتعة، إذا ركزت فقط على الهدف وهو الخروج ببضاعة ذات جودة، لن تأخذ حريتك في الكلام أما البائع التافه، الذي لن يغير شيئا من حقيقته سواء كان غشاشا أو نزيها.
إذا ظللت تنتقد خبرة صديقك في المنتج الذي تسعى إليه، وجعلته مجور الحديث او اخترت الصمت رفضا للكلام في غيره، ستضيع الخرجة.
أنت أولا وقبل كل شيء تمشي في طريق حياة تحت أشعة الشمس المنكسرة الجميلة، ترى الجمال حولك وتسعد به، هذا هو الهدف الأول، قبل المنتج والبائع، الجولة للإستمتاع بالهواء العليل والمدينة الجميلة، فلماذا تضيق على نفسك بالتركيز على المنتج وحده ورفض أي كلام فيه أو حوله خشية أن يؤثر ذلك على البائع سلبا؟!
البائع غير مهم، المهم اللحظة وصديقك الذي معك لأن لسانك حالك يقول: كان من الأفضل أن أكون وحدي!
لا، بل الأفضل أن تكون لك رفقة، هذه هي الحياة الجميلة السعيدة.
فركز على تلك اللحظات فهي أهم من الهدف نفسه ومن كل شيء، طريق حياتنا أهم من كل تفكير وأهداف، وهذا مثاله أيضا شاب يذهب للفصل في الباكالوريا، وفي الفصل المحاذي له أجمل بنت في الثانوية، والبنت تحبه وتنتظر فقط أن يكلمها، لكن البطل مركز على الهدف وهو النجاح في الباكالوريا بامتياز، ويعتبر كل ما عداه مضيعة له وللوقت، خاصة أمور الحياة التي يراها تافهة.
وهذا خطأ كبير، لأن طريق الحياة وتلك الضحكات مع الصدقاء وتكوين صداقات جديدة، هذا هو ما يبقى، هذه هي تجربة الحياة لا الشهادة التي يتم نسيانها بإلقائها في أبعد صندوق!
ذلك المجتهد ركز على الهدف أكثر من الجمال فلم يعيش اللحظة، وبعد أن نجح بامتياز سافر للدراسة ثم عاد بعد 10 سنين ثم انتظر 10 أخرى للحصول على وظيفة، فلم يجدها، ثم اضطر إلى دخول السوق – كأي مراهق لم يدخل مدرسة من قبل، وتزوج مرغما لأن القطار يمر وهو في الأربعين أو أكثر، وبواحدة لا تساوي ظفر صاحبته الأولى التي ابتلعتها الحياة بدورها.
فانظر كيف أضاع اللحظة والحياة لأجل وهم!
طبعا لن ينسى جمالها ولا نظراتها المتوسلة التي لم يلق لها بالا لتوهمه أن الباكالوريا أو المنتج كما في مثالنا السابق، اهم منها!
لكن الحقيقة أنها أهم وأجمل، وهي الحياة واللحظة لا شهادة الباكالوريا بامتياز، ولا التاجر البغيض الذي مهما صمت الواحد أمامه وتذاكي لن يحصل منه إلا على ما فيه ربح له!
لو ترك الباكالوريا كلها وركز عليها وتزوجها لربما كانت حياته أسعد وأفضل، حياة مليئة بالأطفال الرائعين والصداقات الحقيقية مهما كانت متواضعة، لأن الإنسان لا يحصل إلا على رزقه، والمرأة الجميلة من أعظم الأرزاق.
اجعل الهدف تابع للحظة، وعش الأخيرة فهي الأهم.
استمتع باللحظة أكثر من الأشياء السخيفة التي تضخمها في عقلك.
اهتم بالمحسوسات أكثر من الجمادات.
اهتم بالناس وجمال الطريق أكثر من أي شيء آخر.
لا تسمح للحسابات بأن تنسيك جمال اللحظة التي تعيشها فهي الأهم، هي التي تبقى وتكون ذات جدوى أكثر من أي شيء آخر.
الغنى ليس في امتلاك أشياء أكثر أو تحقيق ألقاب مرموقة، بل في العيش بوعي.
عش اللحظة جيدا، وانغمس في ما تقوم به – مهما كان، لا تبخل على نفسك بالشعور بالفرح والسلام الداخلي في كل لحظة تعيشها.
هذا هو مفتاح السعادة الدائمة.