هل تريده حقًا، أم تريد فقط أن يراه الآخرون عندك؟

الأشياء التي لا نستطيع الحصول عليها غالبًا تصبح ما نستحوذ عليه 🌼 .

سأكون صريحة: أنا شخص يشعر بالحسد أحيانًا. وهذا السبب الرئيسي وراء حاجتي المستمرة لأخذ فترات راحة طويلة من مواقع التواصل الاجتماعي، للأسف لا أستطيع استخدام هذه التطبيقات لفترات طويلة دون الوقوع في فخ مقارنة حياتي بحياة أصدقائي.

أعلم أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست سوى استعراض للأجزاء “المثالية” من حياة الآخرين، وأنها لا تُظهر الجوانب السلبية. ومع ذلك، لا يمكنني التوقف عن الشعور بذلك.

🌟 تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على رغباتنا
في كل مرة أتوقف فيها عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ألاحظ شيئًا مهمًا:
رغباتي الملحة في امتلاك أشياء، أو خوض تجارب معينة تتلاشى تمامًا، وفجأة أشعر بالامتنان للحياة التي أعيشها (أي أحس بالقناعة والرضا، وهم أعظم كنز يمكن أن نخبئه في قلوبنا، فالقلوب الراضية هي القلوب السعيدة).

اقتباس من فيديو على إنستغرام ذات مرة ألهمني كثيرًا:

هل تريده حقًا، أم أنك فقط تريد أن يراه الآخرون عندك؟

أدركت أن هذا يفسر سبب اختفاء العديد من رغباتي بمجرد حذف التطبيق. بعض الأمثلة:

كنت مهووسة بحقيبة Polene Cyme لأنني رأيتها مع فتاة جميلة في قصتها على إنستغرام، ولأنها كانت منتشرة على تيك توك.
الآن؟ لم أعد أهتم بها وأجد تصميمها بسيطًا جدًا.
أحيانًا أكون سعيدة جدًا بعزوبيتي، لكن رؤية قصص أصدقائي عن مواعيدهم الليلية ورسائلهم الرومانسية تجعلني أشعر بأنني أفتقد شيئًا، فأبدأ في التوق إلى رفيق.
أحب كوني انطوائية وأستمتع بالبقاء في المنزل، لكن رؤية الأنشطة الاجتماعية الصاخبة في قصص أصدقائي تجعلني أشعر بأنني “فاشلة” ويجب أن أخرج أكثر.
هل نحن حقًا نريد الأشياء التي نسعى إليها؟
بعد حذف وسائل التواصل الاجتماعي، أدركت أن رغبتي في أحدث صيحات الموضة ليست لأني أحتاجها حقًا، بل لكي أستعرضها في قصصي في هذه الوسائل.
وأن توقي للعلاقات يكون أحيانًا لإثبات قدرتي على الحصول على شريك، وليس لأني أريد الحب نفسه.
الكثير من الأنشطة التي جربتها لم تكن لرغبتي الحقيقية، بل لرغبتي في التوثيق والإثبات (والإفتخار والمنافسة الفارغين).

🌟 تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سلوكنا
أحيانًا، كنت أخرج فقط لالتقاط صور تُظهر أنه “لدي حياة اجتماعية”!
كنت أقوم بأنشطة خارج منطقة راحتي المحببة، مثل ركوب الدراجات الجبلية، حضور الحفلات، أو الذهاب في رحلات عشوائية، فقط لأجل التوثيق.
ورغم أني ممتنة لتلك التجارب، يجب أن أعترف أن معظمها كان مدفوعًا برغبتي في الظهور على منصات التواصل الاجتماعي. وبدونها، كنت سأكون غالبًا في المنزل أقرأ أو أكتب طوال اليوم (مثل الكثير من الذين يعتقدون أنهم أذكى من غيرهم).

توازن ضروري مع وسائل التواصل الاجتماعي:
وسائل التواصل الاجتماعي ليست سيئة تمامًا؛ أحيانًا تدفعنا لتجربة أشياء جديدة أو التعرف على منتجات قد تكون مفيدة. لكن يجب أن نستخدمها بحذر.

اسأل نفسك دائما:

هل أريد هذا الشيء حقًا؟ أم أنني أريده فقط لإثبات ملكيتي له، للآخرين؟ 🌼

Exit mobile version