السحر في الإسلام محرم شرعًا، وحُكمه ضرب عنق الساحر فماذا عن لامتسبب الأصلي في السحر، وهو المريض نفسيا أو المريضة التي ذهبت إلى الساحر، وتسببت في ذلك الأذى العظيم؟
الذهاب إلى السحرة أو العرافين تصرف يوقع الإنسان في الإثم العظيم.
ومن يصدّقهم يُحرم من فضل الصلاة لمدة أربعين يومًا.
الساحر هو مجرد أداة، بينما المُحرّض على السحر أو من يلجأ إليه قد يُعدّ المذنب الأكبر، فما بالك بذنب قد يتجاوز ذنب الساحر نفسه؟!
والسبب هو أنه هو الساحر الفعلي. تصرفه يؤدي إلى نتائج كارثية على المسحورين. كأنه يتدخل في حياتهم ليوجهها حيث يشاء من بؤس وتعاسة وشقاء.
وسائل الشيطان وشياطين الإنس في الإغواء
الشيطان لا يترك الإنسان وشأنه، بل يرسل عليه شياطين الإنس والجن لتحقيق مآربه الخسيسة.
وسائله تعتمد على المكر والوسوسة وتزيين القبيح. هذا الأسلوب يتكرر بين شياطين الإنس الذين يزرعون الفتن ويؤذون الآخرين، سواء بالكلام الجارح أو التصرفات السيئة.
لا يترك الشيطان الإنسان، لا هو ولا أتباعه من شياطين الإنس والجن، وتعتمد طريقتهم على الوسوسة وتزيين القبيح والأذية.
قد تجد من يعرفك أو لا يعرفك، وهو متشيطن لك في سبيل إزعاجك على الأقل ليدفعك إلى منطقة عدم الراحة ويضنيك، فالحل هو الإعراض عنه، او الفرار من المكان الذي هو فيه. لذا يقولون إن الوحدة قد تكون أحيانا أنفع من وجود الناس.
وما دام البعيد في الشارع أو غيره، بعيدا، فليفعل ما شاء، ليحملق شزرا، أو ليسب ويشتم في المرور وغيره. جوابه هو السكوت عنه، والإعراض التام عن أمثاله ليواصلوا طريقهم المتلبس بالشيطان إلى غير رجعة.
لا تدخل في شجار مع أولئك المجاهيل التافهين، ولا مع أي احد، فالأمر لا يستحق العناء، هؤلاء شياطين إنس، وذلك طبعهم، والهدف هو السلامة من شرهم، والراد على اإساءة بإساءة مثلها مسيء أيضا، بل لا يضمن أن تكون إسائته أعظم.
المجاهيل الذي يلتقي بهم الواحد في ساحة الحياة يعتبرون في مرتبة المعدوم، فكأن ما حدث لم يحدث، الصبر بضع دقائق يجعل الواحد يخرج من الموقف وينساه وينساهم تماما. كم من جريمة قتل بسبب غضب وشجار على شيء سخيف في الشارع، والعياذ بالله. لم يكن القاتل والمقتول يعرفان بعضهما البعض قبل تلك اللحظة، لكنهما سمحا للشيطان بالدخول بينهما فأفسد حياتهما معا.
التعامل مع الأذى والتجاهل
تجاهل الأشخاص السلبيين يعدّ الحل الأمثل، فالدخول في شجار مع تافه شرير أمر غير مجدي، وهو ما يعطي الشيطان الفرصة لتحقيق أهدافه من ذلك وهي تضييع افثنين. فيجب التعامل مع السفهاء – أدوات الشيطان، بصبر وتجاهل، من أجل السلامة من التلبس بهم.
قد تصادف من يسبك في المرور بسبب أو بدونه، وأنت لا تعرفه ولا يعرفك. الشيطان وراء ذلك، يريد إحداث فتنة بالإيقاع بينكما، فانتبه لذلك، وقل للسفيه سلاما، وتجاوزه، لأنك قد لا تراه بعدها.
ولا تستغرب من كثرة المؤذيين في كل مكان، فكل ذلك من الشيطان. البعد عن الدين أصبح واقعا فزاد بذلك عدد المحتنكين من طرف الشيطان.
حُكي أن شخصا تشاجر مع آخر في السوق على شيء سخيف، فضربه بعصى على الرأس، فوقع على الأرض، فظن أنه قد مات، ففر هائما على وجهه، وأمضى 30 سنة في فرار وتأنيب ضمير، لا يجرؤ على الظهور، حتى قرر يوما تسليم نفسه للشرطة ليرتاح من العذاب، ففوجئ بأن المضروب لم يمت، وأنه غير مطلوب!
انظر كيف أضاع الشيطان حياته لسبب سخيف، ولو كان قد قتله فعلا لكان الضياع أعظم!
لا ترض بالعبش في مكان واحد مع الشخاص السلبيين، فهؤلاء شياطين إنس، وإن لم تتعد أذيته نشر الكآبة والأمور السخيفة. هؤلاء عذاب ولو من خلال الإثارة بالحقد المعلن والحملقة.
وفي الأرض متسع بعيدا عن كل المؤذيين. رؤيتهم غم، وأفعالهم وأقوالهم غم، وإن كان ولابد منهم، فتجاهلهم أولى من التناقر معهم مثل الديوك، وإن كان صعبا جدا.
يجب تعلم فن التجاهل فهو حل أمثل في مثل هذه الحالات، لكنه ليس بالسهل.
السحرة ووسائلهم الشيطانية
شياطين الإنس، كالنساء اللاتي يلجأن للسحر للإضرار بالآخرين، يمارسن أساليب خبيثة تبدأ بالوسوسة وتنتهي بالسحر مثل الشياطين تماما.
يستغلون الساحر لتحقيق مآربهم الشخصية، ويستغلهم لإفساد حياة المزيد من الناس، فبعضهم من بعض. وكلهم سحرة. بل الذاهبة إلى الساحر أسحر في رأيي منه. ولولا أن لعن المسلم لا يجوز لقلت: عليها لعائن الله وملائكته والناس أجمعين، لفداحة جرمها.
أسلوب شيطانات الإنس هو أسلوب سيدهن الشيطان، أي الوسوسة!
تظل الواحدة منهن جالسة تحت أذن الرجل مستغلة كل صغيرة وكبيرة في عالمه وعالم أهله إن كان متزوجا قبلها، لتفتري الأكاذيب في سبيل إبعاده عن كل ما سواها، وإذا وجدت الفرصة لسحره فعلت ذلك دون تردد.
ومع الوسوسة المستمرة، والأكاذيب المتكررة، والسحر الأسود والأبيض، يتحول المسحور إلى عدو لأحب الناس إليه، كاره لكل البشر حتى نفسه، لا يقدر ولا يرى غير تلك الساحرة المذنبة.
أيضا بعض المحامين (محامو الشيطان) يدافع عن المجرمين لأن الغرب اللعين أعطاه مبررا لذلك لأنعدام شرفه، وما المنتظر من شعوب أكثرها من الزنا؟!
جعل المحاماة مهنة سامية رغم دفاعها عن الباطل، وأكلها أموال الناس بغي حق!
المحاون أيضا من شياطين الإنس.
وجعل للمجرمين حقوقا. عجبا كيف يكون لمجرم فاتك حقا؟ هذا كالأسد المتجول بين الناس، فأي حق له؟
ذنب المجنونة التي تهز أردافها إلى الساحر لتسحر الأبرياء، عظيم، وهي تعلم أن السحر صرف وتخبيل وإمراض ثم جنون. تدخل سافر في حياة الآخرين وتحويلها إلى ظلام. فهل تحب ذلك لنفسها الأنانية؟
من سمح لها بتتغير حياة الآخرين لتكون وفق ما تريد فقط، هذا من قلة الصبر على الحياة التي هي في كلها مبنية على الإبتلاء، وتتطلب الصبر كحل أمثل لكل مشاكلها ووساوس شياطينها وأفعالهم.
من أعطاها الحق في إفساد حياة غيرها؟ وهل تحب ذلك لنفسها؟ فيا له من ظلم وذنب عظيم!
تذهب إلى الساحر، وقد تهبه شرفها – وهو الغالب على الذاهبات إليه، لأنه فاجر خسيس، في مقابل أذية غيرها، وساتعجالا لدنيا زائلة.
خذلان الشيطان للإنسان
الشيطان خذول لإنسان في الأوقات التي يحتاج فيها إلى السند والمعين، يدفعه إلى المعصية ويمنعه من التوبة، ويظل يبعده عنها حتى يلقيه في جهنم.
هذا الخذلان يظهر جليًا في الدنيا حين يُبعده عن الخير، وفي الآخرة حين يعلن براءته منه ومن جميع أتباعه، ويلقي اللوم عليه: “فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ”.
هدف الشيطان ليس مصلحة الإنسان عندما يوسوس له بارتكاب الذنوب، وتناول الخمور والمخدرات، والخيانة والغش والنهب، هدفه انهاكه في الدنيا والتسبب في دخوله النار بعد ضنك الحياة.
أما هدف الرب فهو الخير للإنسان في الدنيا والآخرة، فلا يأمره إلا بما فيه خيره، ولا ينهاه إلا عما فيه شره، تأمل ذلك في كل الأوامر والنواهي.
انظر في ذنوبك، وستجد الشيطان يخذلك فيها أكثر مما يمتعك بها. وهذا ينطبق على كل أنواع الذنوب، لهذا قال الله تعالى: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا”، وقال تعالى: “وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ”، فوعد الشيطان خذلان وشقاء.
فلماذا لا يبدأ العاقل بخذلان الشيطان؟
لماذا لا يوجه إليه الضربة بدل تلقيها؟
إن الذين أرغموا أنف الشيطان أبطال، ولا يكون ذلك إلا بالتقوى والصبر، قد يتعب الواحد في البداية، لكنه سيرتاح في النهاية.
ستتحول دنياه إلى جنة قبل الجنة إن شاء الله. قال ابن تيمية: “إن في الدنيا جنة، من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة”.
إنها حرب عشواء لا هوادة فيها ولا راحة بل جهاد وصراع ضد الأنفس وشياطين الإنس والجن والظروف القاسية وأمريكا وإسرائيل، فإما النصر أو الخذلان.
كم زين الخبيث من قبائح إذا عادت الفكرة بعد ذهاب السكرة، عرف المتلبس بها أنه كان يخوض في مستنقع قذر.
لكن ينسى بعد أيام، ويعود لنفس الذنب، ثم يرنبه ضميره – إن كان له ضمير، نفس التأنيب وهكذا دواليك: الشيطان يزين ويلمع وهو يقع في الفخ.
مثال ذلك أقبح وأرذل وأقذر فاسدة، ألا يزينها الشيطان لضحاياه؟ تأمل ذلك في الفاسدات المنتشرات على الطريق، ألم يمر عليهن العشرات قبل ذلك المغرور، ما أدراه أن أجسادهن أصلا نظيفة؟
كذلك المواد افباحية، من هم الممثلون الذين فيها، أليسوا زناة معلنين للزنا؟
كيفية التغلب على الشيطان
هزيمة الشيطان تتطلب الصبر والتقوى. تتطلب أولا الابتعاد عن الذنوب، وتحصين النفس بذكر الله والعمل الصالح لإغلاق منافذ الشيطان.
على المسلم العاقل أن يجعل حياته مرتكزة على الطاعة، فيبدأ فيها وفي سد منافذ الشيطان بالزواجن وتحري الحلال والصدق والأمانة والرضا، ويصبر على ذلك ليفوز في الدنيا والآخرة، وينجو من كل شر وسوء.
بالنسبة لشياطين الجن يكفي القرآن والعبادات والدعاء في صرفهم، ومن فعل ذلك وداوم عليه فإن الملائكة تحرسه وتعينه هي والجن المسلم عليهم، أما بالنسبة لشياطين الإنس فيجب الحذر منهم تمام الحذر لأنهم أخطر. يجب قول سلاما لهم – ما أثقلهم، وتجاوز السفهاء.
الحياة مع الإيمان والعمل الصالح
الفائز الحقيقي في الدنيا هو من يملأ صحيفته بالأعمال الصالحة.
لنحقق ذلك علينا أن نلتزم بالتقوى ونتجنب كل ما يزينه الشيطان لنا من ذنوب هي في حقيقة أمرها لا شيء.
قال ابن تيمية: “إن في الدنيا جنة، من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة”، وجنة الدنيا تكمن في الرضا بالله والعيش بطاعته.
بهذا، يكون الإنسان قد خذل الشيطان بدلًا من أن يخذله. اصنع لنفسك طريقًا إلى السعادة في الدنيا والآخرة بخذلان عدوك وعدو أبيك الشيطان.
أغلق مداخل الشيطان الآن، تزوج ولو كنت بلا عمل، فتحصين نفسك هو الأهم. وبذلك تتقي أعظم فتنة، وهي فتنة النساء.
اسع وتوكل على ربك. ابدأ صغيرا وستكبر. واصبر وستنل.
تجاوز عن الإساءات والحركات الشيطانية التي يدفع ابليس وذريته بعض شياطين الإنس إليها، فلا خير في التناقر معهم.
أطع ربك واتقه، وعش حياتك بافيمان والقربات، تفز في الدنيا والآخرة.
لا تذهبي إلى السحرة
فالذاهبة إليهم يتم تقييدها بالجن والسحر قبل الذي تسعى لسحره، فيتحول عالمها إلى فيلم رعب مرتبط بذلك الشيطان الساحر المتسلط عليها، والذي لن يترك عندها دين ولا مال.
قالت واحدة: ان إحدى النساء المؤمنات بالسحر وصلاح المعالجين بالرقية، وأكثرهم سحرة. ذهبت إلى شاب في الثامنة والعشرين من عمره من أولئك الرقاة الدجاجلة، فاستغل الفرصة وأقنعها بأنها مسحورة، ثم في أثناء الحديث أخذ منها معلومة عن امتلاك أختها لسيارة وأرض كبيرة، وقال لها إنه خلصها من السحر، ولكن سحرها من النوع الذي يتم ربط شخصين به، وأن المربوطة الثانية هي أختها، وطلب منها أن تخبرها بذلك لتأتيه حتى يخلصها من السحر.
فأخبرت أختها بذلك فاعترضت على الذهاب إليه، وحسنا فعلت، لكنها أخبرت زوجها بذلك، وكان ضعيف النفس، وبعد مدة أصيب ببعض المشاكل في ظهره، فأجرى عملية جراحية لم تنفعه، فنصحه البعض بالذهاب إلى أحد الرقاة، فتذكر أنه يحتفظ برقم هاتف الراقي إياه، فاتصل به، ففرح الأخير بالصيد الذي وقع في شبكته.
فأخذ منه مبلغا كبيرا، وأخبره بأن السحر مرتبط بأرض اشتراها، وهي الأرض التي أخبرته بها الأخت، وأن صاحبها مظلوم لذا وضع فيها سحرا لكي لا يهنأ بها أحد غيره، وأن عليه بيعها، ولكن حتى إن باعها ستستمر اللعنة في النقود، والحل هو أن يكتبها باسم الراقي على أنه باعها له، ثم يبيعها الراقي ويعطيه الثمن، وبهذا يخلص من السحر! ففعل ذلك.
ثم طلب منه مبلغا كبيرا آخر لمسألة أخرى!
ثم اضطره إلى بيع سيارته وإعطائه نقودها، وظل يبتزه حت أكل ماله، مما يدلك على أن هؤلاء الدجاجلة والسحرة إذا تمكنوا من ردجل أو امرأة ضعيفةن فيا ويلها منهم لأنها مصدر رزقهم، يلتصقون بها طول عمرها أحيانا، وقد يمتهنونها جنسيا بذريعة الجن والسحر، وكل ذلك من شؤم الذهاب الأول إليه، فالخير كل الخير في الإبتعاد عن طريقهم وعالمهم القذر المظلم المليء بالعفاريت والأنفس الأمارة. والعاقل ينأى بنفسه عن الخوض في القذارات.
ثم في الأخير ليثبت للشرطة أنه بريء إذا تم كشف أمره، أجبر الأخت الأولى التي جاءته، وهي المؤمنة بالسحر، على أن تشتري منه الأرض ب 100 ألف، ولم تكن تملك المبلغ، فهددها بأنه سيرسل عليها كل خدام الأسحار الذين تحت يده، فأخذت قرضا من البنك وذهبت تستقصي عن الأرض، وحسنا فعلت بذهابها ذلك، خلصها حرصها وربما بخلها، فقد اكتشفت أن الكذاب اشتراها من زوج أختها، وفهمت اللعبة الخبيثة، وعرفت أنه استغل خوفها وثقتها فيه في النصب عليها وعلى زوج أختها. فبلغت الشرطة.
وهذه مجرد قصة واقعية واحدة، والقصص في هذا كثيرة. وبعضهم يمتهن الذاهبة إليه جنسيا، بل قد يبيع جسدها لشياطين الإنس والجن وهي مسلوبة الإرادة إما خوفا منه أو طمعا فيه أو من خلال تسليط الشياطين عليها.
وقد يتسبب السحر الذي تدس لزوجها وضحاياها في القتل أو الجنون، وأقله إفساد حياة الواحد منهم إضافة لإفساد حياته قبله، تظن الغبية أنها ستربح شيئا من السحر وهي أكبر خاسر في تلك العملية دنيا وآخرة.
إن الساحر – وكذلك الدجال – عدو لله وللإنسان وللحيوان وللطبيعة، ومن أكبر المفسدين في الأرض وإن تزيا بزي الشيخ لامبجل كما عند الطرق الصوفية الكاذبة.
إنه مؤذي، لكن شرط وقوع أذيته أن تذهبي إليه بنفسك لتسهمي في أذية الأبرياء وأذية نفسك قبلهم. عجبا لك: ألا تخافين من ظلك؟ كيف تدخلين جحر ساحر مظلم تسكنه العفاريت؟
أنت المتسببة في الأذى، فالساحر لن يؤذي إلا إذا ذهبت إليه، وذهابك إليه هو أصل البلاء. وإذا كان حد الساحر ضرب رقبته بالسيف، فما هو حدك أنت، وأنت أسحر منه وأخبث؟
الساحر كافر بالله، وثمن تعلم السحر هو الكفر بالله، فهو مقلب لأحوال الناس، مخرج لهم عن طبائعهم بسبب سحره، يتلاعب بحياة الناس بغير وجه حقن ويسلط عليهم شياطينه ويمرضهم وقد يقتلهم، وأنت مشاركة له في ذلك الجرم العظيم.
مهما كرمه الناس واتخذوه شيخا صوفيا أو كوفيا، واعتبروه وليا من أولياء الله، وما هو إلا من أولياء الشيطان، لن يكون لك عذر في الذهاب إليه والعبودية له من دون الله. ثم لماذا تستعجلين الخير؟ لن تجدي إلا المكتوب لك، أفلا صبرت لربما رزقت بأفضل زوج وحماة.
فلا تذهبي إلى الساحر فتكوني أسحر منه بذلك، لأنك أصل السحر وسببه، لولا ذهابك إليه لما ضر الأبرياء الذين تحقدين عليهم بسبب إيمانك بتفاهات الدنيا وملذاتها العاجلة.
احذري من أوهام التسلط على الغير والإنتقام، فالدنيا ليست دار صفاء وقرار، لن تدوم لك مثلما لم تدم لغيرك.
ستدفعين الثمن عاجلا أم آجلا إن لم تتوبي، وحتى مع التوبة حق المسحور محفوظ، لكن الرب كريم.
فلا تذهبي إلى السحرة. توكلي بدلا من ذلك على ربك، اقنعي وارضي واصبري على الذية، فلن يصيبك إلا ما كتب لك، ولن تجدي إلا رزقك، فعيشي حياتك بقناعة وعلم بحال الدنيا، وأنها دار ابتلاء بكل ما حولك، لا الجنة.
لا تقربي السحرة، فهم أشد الناس كفرا وأذية. عالمهم متلبس بالرعب والشياطين، فما الذي تأملين فيه عندهم؟
لا تحبي لغيرك السحر الذي لا تحبين لنفسك، فالمسلم يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
السحر والطرق الصوفية
أصبحت معارضة المتصوفة في هذا الزمن من الكبائر، في حين كان يفترض أن تكون من أعظم الحسنات.
المتصوفة، في بعض الطرق، يستغلون الخوف من سوء الخاتمة لتقييد أتباعهم ومنعهم من الخروج عن طاعتهم، رغم مخالفاتهم الصريحة للدين، وأولها تبنيهم للسحر، فهم كاليهود فيه.
يستخدم المتصوفة أساليب تعتمد على السحر والخرافة، تحت مسمى “الكرامات”، لخداع الناس.
هذه الكرامات، كإخراج الأشياء من الهواء ليست إلا أعمالًا شيطانية.
التصوف يشوّه الدين الحقيقي بزعم وجود “علم باطن” مغاير للشريعة الظاهرة، رغم أن الإسلام يدعو إلى الالتزام بالظاهر، كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته.
والمتصوفة يبررون أفعالهم الباطلة بزعم تقليد الخضر عليه السلام، رغم أن الخضر نبي يوحى إليه، وأفعاله كانت بوحي من الله وليست اجتهادًا شخصيًا. أما المتصوفة، فيرتكبون المحرمات ويزعمون أن ذلك من “العلم الباطن”.
هذا الانحراف يبعد الناس عن الإسلام الصحيح، ويغرقهم في دوامة من الجهل والخرافات.
التصوف، كما يبين التائبون منه، ليس إلا سحرًا مغلفًا بالدين. السحرة من المتصوفة يستخدمون العفاريت لتحقيق ما يسمونه بال”كرامات”، ويضللون أتباعهم. و”القطبانية” المزعومة ليست إلا درجة من السحر كما يؤكد القب الصوفي التائب حامد آم هنا.
من مظاهر التصوف المعاصرة، استغلاله للدين لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية. فمشايخ التصوف يديرون زواياهم لجمع المال من الفقراء، ثم ينغمسون في السياسة، في تناقض واضح مع تعاليم الإسلام بل مع الزهد الذي يزعمونه أساس التصوف.
هذا الانغماس في الدنيا، مع بدعهم الدينية والسحر المتلبس بهم، يؤدي إلى فسادهم وفساد المجتمع بسببهم.
الطرق الصوفية ليست من الإسلام في شيء، بل هي دين مبتدع يشوّه العقيدة.
يجب التفريق بين عوام الصوفية المغرر بهم وبين المشايخ الذين يستغلونهم.
العوام قد يعذرون بجهلهم، أما المشايخ فشياطين.
والتحذير من التصوف واجب، لأن البدعة هي أساس ضعف الأمة وتفككها.
هؤلاء المتصوفة يضللون أتباعهم باسم الدين، بينما الإسلام واضح في دعوته وهي الالتزام بالعبادات الظاهرة دون بحث عن العلم الباطن وأمثاله من الخرافات، والابتعاد التام عن البدع والخرافات.
التصوف، بشهادات التائبين منه، ليس إلا غطاء للسحر والضلال.
وهو بدعة وكل بدعة ضلالة.
الإسلام دين واضح يعتمد على الشريعة الظاهرة، فيجب الحذر من دعاة التصوف الذين يبتعدون عن جوهر الدين لصالح البدع والخرافات.
والتحذير من هذه الطرق ضرورة لإنقاذ الأمة وإعادة توجيهها نحو العقيدة الصحيحة والعمل الصالح.
لا تسمحي لنفسك – ولا أنتَ، بأن تكوني عبدة لأحد شيوخ التصوف، سيستدرجك وينهب نقودك ويلبسك في حائط السحر.