رئيس هيئة علماء المسلمين يفتي بجواز تهنئة الكفار بأعيادهم

أخيرا أصبح لهؤلاء صوت وهيئات وأسماء رنانة مثل: “رئيس كذا وكذا” و”رابطة علماء المسلمين”!
كدأب مفتي أوروبا المتساهلين الذين قد يكون من بينهم شارب خمر – باعتباره نصف حلال، خرج رئيس هيئة علماء المسلمين المزعومة يبيح تهنة المسيحيين بالكريسماس، وربما يخرج منهم قريبا من يبيح المثلية طاعة للغرب.

رئيس هيئة علماء المسلمين الغريب العجيب

إنه وضع مؤسف، في الوقت الذي يقل فيه تأييد الحق واتباع أهله المتبعين لما كان عليه الصحابة وتابعوهم بإحسان، يتعالى صوت المبتدعة المتساهلين في الدين الذين يتعلقون بأكاذيب قيم الحضارة الغربية السخيفة، التي لا أصل لها ولا وجود على أرض الواقع.
وكل ذلك لتدمير قواعد الإسلام التي لا يعرفون، وكيف يعرفونها وهم إما غربيون تغريبيون أو صوفية أو إخوان شياطين!
بدعهم ظاهرة، فالصوفية ليسوا من أهل السنة لأنهم تركوا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، واتبعوا سنن شيوخهم المشبوهين الذين لا دليل لهم غير القصص المرعبة والأساطير، يقول الواحد منهم: “رأيت في المنام”، و”فُتح علي بكذا”، و”التقيت بالرسول والخضر”، و”جلست مع الرب في الحضرة الإلهية”.. الكذاب الزفيفيط.
لنكن صريحين في اتهامهم بالكذب، فما أفسد ديننا إلا المجاملات التي ليست في محلها، ومنها هذه الفتوى السخيفة.
هذه المجاملات هي أحد أسباب انتشار البدع وخفوت صوت الحق.

عجبا من مسلم سياسي – منافق كذاب، عجبا من مسلم له حزب ديمقراطي، عجبا من مسلم يجلس في برلمان يرد فيه أعداء الله قوانينه.
تبا له وللديمقراطية وللجميع، المهم عندهم هو النقود ورضى اليهود والنصارى عنهم، لا أرضاهم الله.

يقولون “هيئة علماء المسلمين” “رابطة علماء المسلمين”، وهم أصلا ليسوا بعلماء، بل مبتدعة جهلة يعبدون الهوى، والمبتدع لا يمكنه أن يكون عالما لأنه على غير الصلراط المستقيم، يجهل أهم شيء وهو العقيدة.
علماء المسلمين الحقيقيين لا يتحزبون، ولا يتبعون اليونسكو ولا الأمم المتحدة، ولا يرتزقون بالسياسة والهيئات الحقوقية، ولا يجاملون الغرب ولا غيره على حساب دينهم مثلما يفعل هؤلا الكلاب المندسون في المسلمين.

هؤلاء الضالين لا يمثلون الإسلام ولا المسلمين من قريب أو بعيد، من أراد الإسلام فعليه باتباع السلف الصالح، وكفى.
ذلك أقرب إلى السلامة. وقد عاش النصارى مع السلف، فهل لدى هؤلاء المبتدعة دليل واحد على أنهم كان يهنؤونهم بالكريسماس التي لا يخفى الشرك الذي فيه؟
لو كان عندهم دليل واحد، ولو أضعف دليل، لطاروا به، أما قول المخبول: “لا يوجد نص شرعي يمنع من ذلك”.
ذلك حسب فهمه الأعوج الذي يحلل له ما يقربه من الشرك والمشركين، ويحشره معهم إن شاء الله.
بعض مخابيل المبتدعة يفهم القرآن بالمقلوب، إذا قرأ آية تأمر بعدم الشرك بالله، فسرها بعبادة شيخه! وصاح قائلا لن تفهموني لأن العلم الباطن لا يطلع عليه غير خاصة الخاصة، كأنه مميز، ولو كان مميزا بالفعل لما وقع في الصرف الصحي البدعي.
حقيقة العلم الباطن هي أنه وهم وكذب وبدعة بعد ذلك كله لأنه ليس من الدين في شيء، لم يعرف النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من القرون المفضلة، فكيف يكون أفضل وأعظم من الإسلام؟ حقا ليس بعد الحق إلا الضلال.

هؤلاء لا يمثلون المسلمين، وهيئتهم هذه أحرى بها أن تسمى: “الهيئة الأوروبية للإبتداع والتبعية للشرك والغرب”، فلا يجب اعتبار مثل هذه الفتوى، ولا مثل هذه الأسماء الرنانة ك “هيئة علماء المسلمين”، فهم لا شيء. شياطين لن يعدوا أقدارهم.

موقع RT الروسي يخدع المسلمين بخبر إباحة علماء المسلمين لتهنئة الكفار بأعيادهم

تاريخ الخبر ديسمبر 2022 – أعلن رئيس هيئة علماء المسلمين المدعو محمد العيسى، عن حكم شرع شيطانه – لا الشرع – في مسألة تهنئة الكفار بأعيادهم العقدية. وأوضح العيسى في برنامج “في الآفاق” (آفاق الإخوان والضلال)، عدم وجود أي نص شرعي يمنع تهنئة المسيحيين بـ “الكريسماس” وغيره من أعيادهم. وذكر أن تبادل التهاني مع المشركين، صدرت فيه فتاوى بالجواز من علماء كبار في العالم الإسلامي (يقصد علماء أوروبا الذين فيهم واحد مخنث في فرنسا يصلي بالمغفلين)، وقال انه لا يجوز الاعتراض على المسائل التي تتعلق بالإجتهاد الشرعي، بزعمه (كأن ذلك اجتهاد، أتعبونا بكلمة إجتهاد، فمن هم ليجتهدوا أصلا؟ أليس اكثرهم متلبس بالبدع؟ كيف يجتهد مبتدع معدوم التوفيق؟).

ملاحظة: الموقع الذي أورد الخبر، أورده بحيث يفهم القارئ منه أن الفتوى معتبرة وتحل مشكلة تهنئة الكفار في أعيادهم حلا نهائيا، وهذا يدلك على خطورة الإعلام الكذاب المدلس، فكأن علماء الأمة اتفقوا على ذلك، حتى يقبله ضعيف الدين والعقل الذي يقرا الخبر.
والحقيقة هي أنه رأي فردي، قاله أحد المبتدعة في برنامج تلفزيوني تافه.
إذن المصدر ليس هيئة العلماء المذكورة ولا هيئة غيرهم، بل تغريدة على صفحة البرنامج التلفزيوني التافه في موقع تويتر الأتفه.
عجبا لهم، حتى موقع RT الروسي الذي نعتبره اليوم الأقرب للقضايا الإسلامية، عدو لنا، محارب للإسلام، يستغل الفرصة للترويج لكل ما يهدم أسس ديننا، لو صدقوا لقالوا إنه رأي فرد واحد وفي برنامج، وليس رأي كل علماء المسلمين مثلما يبينون.
فينبغي الحذر من الإعلام، فاختلاف روسيا وأمريكا لا يجعل روسيا تحب الخير للمسلمين، أبدا، هؤلاء كلهم أعداء، يتهارشون علينا مثل الكلاب، ليس فيهم صديق ولا حليف لأنهم كفار محاربون، ومهما صفت نوايانا تجاههم، ومهما دعا البلداء إلى تهنئتهم وأخذهم بالأحضان، لن يتركوا عدائنا أبدا، سيستمرون في محاولة أذيتنا حتى يظهر الدجال أو نغلبهم.

حكم الشرع في تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية المبنية على مخالفة التوحيد

أخي الكريم، الأمر لا يحتاج لعلم ولا لتعالم، فأغلب ديننا جلي واضح، نستخدم في الإستدلال عليه إضافة لعقولنا ما تعارف عليه من سبقنا من سلفنا، أي الثوابت التي تلقتها الأمة بالقبول، أما الآراء الدخيلة المبنية على الهوى وحدثتني نفسي وأظن وأعتقد، فلا نريدها لأننا متبعون لا مبتدعون.
إذا رأيت العالم يقول عن وعن، ويضع نفسه دون السابقين فطر به، أم إذا رأيته معتد برأيه فاضرب به وبرأيه الحائط.
السلف أسبق للنبي ثلى الله عليه وسلم وأعلم به وبالدين منا، فاتباعهم أولى من اتباع الهوى.

لا تقل هذا متطرف وذاك وسطي، فما أدراك أن المتطرف ليس بمتطرف، وأن الوسطي هو المتطرف كالإخواني مثلا.
قبل إطلاق الإتهامات والسب والشتم، والدخول في العداوات التي لا فائدة فيها، شغل عقلك واستفت قلبك، وانظر إلى الدليل.
دقق في الصورة أكثر من الإطار، فالإطار قد يكون من ذهب مصقول مزين بعبارات “الوسطية” و”جمع المسلمين” (ولو على البدع)، و”الجمع بين المسلمين والكفار”. كلها إطارات براقة زائفة منافية لجوهر الإسلام.

سُئل فضيلة الشيخ اين عثيمين رحمه الله عن وصف الكافر بأنه أخ؟
فأجاب بقوله: لا يحل للمسلم أن يصف الكافر – أيا كان نوع كفره؛ سواء كان نصرانيا، أم يهوديا، أم مجوسيا، أم ملحدا -، لا يجوز له أن يصفه بالأخ أبدا، فاحذر يا أخي مثل هذا التعبير، فإنه لا أخوة بين المسلمين وبين الكفار أبدا، الأخوة هي الأخوة الإيمانية كما قال الله – عز وجل -: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}. وإذا كانت قرابة النسب تنتفي باختلاف الدين، فكيف تثبت الأخوة مع اختلاف الدين وعدم القرابة؟ قال الله – عز وجل – عن نوح وابنه لما قال نوح عليه الصلاة والسلام: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}. فلا أخوة بين المؤمن والكافر أبدا، بل الواجب على المؤمن ألا يتخذ الكافر وليا كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ}.

وسئل عن حكم تهنئة الكفار بعيد الكريسماس؟ وكيف نرد عليهم إذا هنئونا به؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة؟ وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئا مما ذُكر بغير قصد؟ أي إنما فعله إما مجاملة أو حياء أو إحراجا أو غير ذلك من الأسباب؟ وهل يجوز التشبه بهم في ذلك؟
فأجاب فضيلته بقوله: تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيم – رحمه الله – في كتابه “أحكام أهل الذمة”، حيث قال: “وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر، فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله، وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر، فقد تعرض لمقت الله وسخطه”. انتهى كلامه رحمه الله.
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراما، وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم؛ لأن فيها إقرارا لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضا به لهم، وإن كان لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، فيحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر، أو يهنئ بها غيره؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك، كما قال الله تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}. وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}. وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا.
وإذا هنئونا بأعيادهم، فإننا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى؛ لأنها إما مبتدعة في دينهم، وإما مشروعة، لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمدا – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إلى جميع الخلق، وقال فيه: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها، لما في ذلك من مشاركتهم فيها.
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من تشبه بقوم فهو منهم». قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: “اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم”: “مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء”. انتهى كلامه رحمه الله.
ومن فعل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة، أو توددا، أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
والله المسئول أن يعز المسلمين بدينهم، ويرزقهم الثبات عليه، وينصرهم على أعدائهم، إنه قوي عزيز.

وسئل فضيلة الشيخ عن مقياس التشبه بالكفار؟
فأجاب بقوله: مقياس التشبه أن يفعل المتشبه ما يختص به المتشبه به، فالتشبه بالكفار أن يفعل المسلم شيئا من خصائصهم، أما ما انتشر بين المسلمين، وصار لا يتميز به الكفار؛ فإنه لا يكون تشبها، فلا يكون حراما من أجل أنه تشبه، إلا أن يكون محرما من جهة أخرى، وهذا الذي قلناه هو مقتضى مدلول هذه الكلمة، وقد صرح بمثله صاحب الفتح حيث قال ص272 ج10 “وقد كره بعض السلف ليس البُرْنُس؛ لأنه كان من لباس الرهبان، وقد سئل مالك عنه فقال: لا بأس به. قيل: فإنه من لبوس النصارى، قال: كان يُلبس ها هنا “. اهـ. قلت: لو استدل مالك «بقول النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حين سئل ما يلبس المحرم، فقال: لا يلبس القميص، ولا السراويل، ولا البرانس» الحديث؛ لكان أولى.
وفي الفتح أيضا ص307 جـ1: وإن قلنا: النهي عنها (أي عن المياثر الأرجوان) من أجل التشبه بالأعجام فهو لمصلحة دينية، لكن كان ذلك شعارهم حينئذ وهم كفار، ثم لما لم يصر الآن يختص بشعارهم زال ذلك المعنى، فتزول الكراهة. والله أعلم. اهـ.

وسئل فضيلة الشيخ حول ادعاء بعض الناس أن سبب تخلف المسلمين هو تمسكهم بدينهم، وشبهتهم في ذلك أن الغرب لما تخلوا عن جميع الديانات وتحرروا منها، وصلوا إلى ما وصلوا إليه من التقدم الحضاري، وربما أيدوا شبهتهم بما عند الغرب من الأمطار الكثيرة والزروع؛ فما رأي فضيلتكم؟
فأجاب بقوله: هذا الكلام لا يصدر إلا من ضعيف الإيمان، أو مفقود الإيمان، جاهل بالتاريخ، غير عالم بأسباب النصر، فالأمة الإسلامية لما كانت متمسكة بدينها في صدر الإسلام كانت لها العزة والتمكين والقوة والسيطرة في جميع نواحي الحياة، بل إن بعض الناس يقول: إن الغرب لم يستفيدوا ما استفادوه من العلوم إلا مما نقلوه عن المسلمين في صدر الإسلام، ولكن الأمة الإسلامية تخلفت كثيرا عن دينها، وابتدعت في دين الله ما ليس منه عقيدة وقولا وفعلا، وحصل بذلك التأخر الكبير والتخلف الكبير، ونحن نعلم علم اليقين ونشهد الله – عز وجل – اننا لو رجعنا إلى ما كان عليه أسلافنا في ديننا، لكانت لنا العزة والكرامة والظهور على جميع الناس، ولهذا لما حدث أبو سفيان هرقل ملك الروم – والروم في ذلك الوقت تعتبر دولة عظمى- بما عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه؛ قال: “إن كان ما تقول حقا فسيملك ما تحت قدمي هاتين”، ولما خرج أبو سفيان وأصحابه من عند هرقل قال: “لقد أمر أمر ابن أبي كبشة، إنه ليخافه ملك بني الأصفر”.
وأما ما حصل في الدول الغربية الكافرة الملحدة من التقدم في الصناعات وغيرها، فإن ديننا لا يمنع منه لو أننا التفتنا إليه، لكن مع الأسف ضيعنا هذا وهذا، ضيعنا ديننا وضيعنا دنيانا، وإلا فإن الدين الإسلامي لا يعارض هذا التقدم، بل قال الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}. وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ}. وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}. وقال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ}. إلى غير ذلك من الآيات التي تعلن إعلانا ظاهرا للإنسان أن يكتسب ويعمل وينتفع، لكن ليس على حساب الدين، فهذه الأمم الكافرة هي كافرة من الأصل، دينها الذي كانت تدعيه دين باطل، فهو وإلحادها على حد سواء، لا فرق. فالله سبحانه وتعالى يقول: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}. وإن كان أهل الكتاب من اليهود والنصارى لهم بعض المزايا التي يخالفون غيرهم فيها، لكن بالنسبة للآخرة هم وغيرهم سواء، ولهذا أقسم النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أنه لا يسمع به من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يتبع ما جاء به إلا كان من أصحاب النار، فهم من الأصل كافرون، سواء انتسبوا إلى اليهودية أو النصرانية أم لم ينتسبوا إليها.
وأما ما يحصل لهم من الأمطار وغيرها، فهم يصابون بهذا ابتلاء من الله تعالى وامتحانا، وتعجل لهم طيباتهم في الحياة الدنيا، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب، وقد رآه قد أثر في جنبه – عليه الصلاة والسلام – حصير، فبكى عمر. فقال: “يا رسول الله، فارس والروم يعيشون فيما يعيشون فيه من النعيم، وأنت على هذه الحال. فقال: يا عمر، هؤلاء قوم عُجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة». ثم إنهم يأتيهم من القحط، والبلايا والزلازل والعواصف المدمرة ما هو معلوم، وينشر دائما في الإذاعات وفي الصحف وفي غيرها، ولكن من وقع السؤال عنه أعمى، أعمى الله بصيرته فلم يعرف الواقع، ولم يعرف حقيقة الأمر، ونصيحتي له أن يتوب إلى الله – عز وجل – عن هذه التصورات قبل أن يفاجئه الموت، وأن يرجع إلى ربه، وأن يعلم أنه لا عزة لنا ولا كرامة ولا ظهور ولا سيادة إلا إذا رجعنا إلى دين الإسلام، رجوعا حقيقيا يصدقه القول والفعل، وأن يعلم أن ما عليه هؤلاء الكفار باطل ليس بحق، وأن مأواهم النار، كما أخبر الله بذلك في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه سلم، وأن هذا الإمداد الذي أمدهم الله به من النعم ما هو إلا ابتلاء وامتحان وتعجيل طيبات، حتى إذا هلكوا وفارقوا هذا النعيم إلى الجحيم ازدادت عليه الحسرة والألم والحزن، وهذا من حكمة الله – عز وجل – بتنعيم هؤلاء، على أنهم كما قلت لم يسلموا من الكوارث التي تصيبهم من الزلازل والقحط والعواصف والفيضانات وغيرها، فأسأل الله لهذا السائل الهداية والتوفيق، وأن يرده إلى الحق، وأن يبصرنا جميعا في ديننا، إنه جواد كريم.

وسئل فضيلة الشيخ هل يمكن أن يصل المسلم في هذا العصر إلى ما وصل إليه الصحابة من الالتزام بدين الله؟
فأجاب بقوله: أما الوصول إلى مرتبة الصحابة فهذا غير ممكن؛ لأن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم». وأما إصلاح الأمة الإسلامية حتى تنتقل عن هذا الوضع الذي هي عليه، فهذا ممكن، والله على كل شيء قدير، وقد ثبت عن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أنه قال: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك». ولا ريب أن الأمة الإسلامية في الوضع الحالي في وضع مزر، بعيدة عما يريده الله منها من الإجماع على دين الله والقوة في دين الله؛ لأن الله يقول: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}.
المصدر: «مجموع فتاوى ورسائل العثيمين» (3/ 50)

سؤال ورد في فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
نحن في بلد عربي لنا جيران نصارى يحملون جنسيتنا، تمر عليهم أعياد كعيد الميلاد فلابد من مشاركتهم وتهنئتهم، وإن لم تفعل ذلك صار بيننا من الحقد والضغينة الشيء الكثير، نعم بيننا وبينهم كفر وإسلام ولكن أتكلم عن مصالح العباد، وهل يختلف الحكم لو كان جاري النصراني خالاً لأبنائي؟
الجواب لإبن عثيمين رحمه الله:
لا يجوز لك أن تشاركهم في أعيادهم ولا أن تهنئهم، وأما مسألة الإحسان فهو شيء والمعاملة شيء، أما أن تشاركهم في أعيادهم وتهنئهم فهذا لا يجوز حتى ولو كان خالاً لأولادك.
وقال في موضع آخر:
والعلماء اتفقوا على عدم جواز ‌تهنئة ‌الكفار ومشاركتهم في تلك الأعياد، بينما اختلفوا في حكم ابتداء الكفار بلفظ السلام عليكم لا مجرد التحية، فلو أنه ابتدأهم بقوله: “صباح الخير أو مساء الخير” لم يك عليه حرج، لكن ابتداؤهم بقول: “السلام عليكم”، هو موضوع الخلاف، فأكثر العلماء على منع الابتداء، واستدلوا بحديث: “لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام”. رواه مسلم.
وذهب جَمْعٌ من السلف إلى جواز ذلك، وقد فعله ابن مسعود وأبو أمامة وأبو الدرداء وعمر بن عبد العزيز. وهذه الأقوال مروية عنهم في المصنف لابن أبي شيبة وغيره.
وقد سئل الأوزاعي عن مسلم مر بكافر فسلم عليه؟ فقال: “إن سلمت فقد سلم الصالحون، وإن تركت فقد ترك الصالحون قبلك”. على أننا نقول: “إن كانت هناك مصلحة كترغيبه في الإسلام أو دفع ضره، فلا نرى بأساً من إلقاء السلام عليه، وفي ألفاظ التحية الأخرى مَنْدُوحَةٌ للمسلم عن هذا الحرج”.
وقال:
ولتعلم أيها الأخ الكريم، أن ‌تهنئة ‌الكفار ببعض أعيادهم تعد تكذيبا لصريح القرآن، ومما يدل على ذلك أن القرآن جاء فيه أن عيسى عليه السلام لم يصلب بل رفعه الله إليه، وأما النصارى فكما هو معلوم فإنهم يعتقدون أنه صلب ودفن، وبقي في قبره ثلاثة أيام ثم قام، ويوم قيامه من قبره يعظمونه ويحتفلون به ويسمونه عيد القيامة المجيد، فكيف يطيب لمسلم موحد أن يهنئهم على مثل ذلك الكفر؟ (نعم يا عقلاء: كيف يُكذب ربه؟) (ولمزيد بيان حول الموضوع طالع موضوع الولاء والبراء هنا).

أقول:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: “اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم”: “مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء”.
صدق شيخ الإسلام، ألا ترى كيف خضعنا لهم وتنازلنا وذللنا حتى طمعوا اليوم في جمعنا تحت القبة اللاإبراهيمية، قبة دينهم العالمي الجديد الذي لا نهي عن المنكر ولا أمر بالمعروف فيه، ولا كافر ولا مسلم.
كذلك طمعهم في قبولنا للمثلية التي ينشرون بقوة في هذه الأيام، كل ذلك بسبب فتاوى أمثال هذا العيسى ومن في هيئته.

Exit mobile version