💠 في أكتوبر 2022، أثناء أزمة إيلون ماسك مع تويتر، قمت بحذف تطبيق تويتر من هاتفي. في نفس الوقت تقريبًا، خرجت من حساباتي على إنستغرام وفيسبوك. كنت أرغب في إزالة هذه الملهيات من حياتي منذ فترة طويلة، وبفضل شطحات إيلون، حصلت على الدافع للقيام بذلك.
💠 بعد ستة أشهر، أدركت شيئًا يتعارض تمامًا مع معظم النصائح التي تُقدم للمبدعين: لم أفتقد وجودي على وسائل التواصل الاجتماعي.
لم أكن مندهشًا من أنني لم أفتقدها على المستوى الشخصي. من البديهي الآن أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تعني بالضرورة بناء روابط حقيقية.
بدون إنستغرام وتويتر وفيسبوك وما شابه، أصبح لدي وقت وطاقة أكبر، وعلاقات أعمق مع أصدقائي الحقيقيين. أقرأ أكثر، وأكتب في روايتي أكثر.
لكن المثير هو أنني لم أفتقدها حتى من الناحية المهنية. لم أفقد أي فرص عمل، ولم أفقد القدرة على التواصل مع قرائي.
بقدر ما أستطيع أن أقول، لم أفقد أي شيء على الإطلاق.
💠 هذا الإدراك ألهمني لكتابة هذا المقال.
💠 النصيحة السائدة اليوم هي إنشاء حساب في كل مكان ونشر المحتوى بلا توقف حتى تحصل على التفاعل. لكن من واقع تجربتي، هذه نصيحة سيئة. إليك السبب:
المؤثرون يريدونك على منصاتهم لأن هذا هو مصدر دخلهم
💠 قبل عامين، أنشأت حسابًا على “بينترست”. لماذا؟ لأن مؤثرة على بينترست أقنعتني بأن هذا هو المكان الذي يوجد فيه المال والزيارات: “بينترست هو طريقتي المفضلة لجلب المزيد من الزوار إلى موقعك… وهذا يعني المزيد من المشاهدات والمبيعات والأموال”.
فكرت: “أود المزيد من المشاهدات والمبيعات!”، لذلك اشتركت في قائمتها البريدية المجانية، وأخذت دورتها المفيدة حول كيفية البدء على بينترست.
في النهاية، قمت بإنشاء تصميمين، وحصلت على زيارات متواضعة، وتوقفت.
حدث معي الشيء نفسه مع إنستغرام وتويتر وتيك توك، وماستودون، ولينكدإن، وعدة منصات أخرى قد تكون اختفت الآن.
💠 المؤثرون لديهم مصلحة في إقناعك بأن منصتهم هي الطريقة المثلى لتحقيق النجاح. ليس الأمر خبيثًا (أقول: بل خبيث في كثير من الأحيان الهدف منه هو الربح على حساب ثقة وسذاجة الآخرين)، فأنا أفعل الشيء نفسه مع التدوين. بدأت التدوين ونجحت، والآن أشارك نصائح حول كيفية تحقيق ذلك، سواء مجانًا أو بمقابل مالي.
لكن ما نجح مع هؤلاء المؤثرين لم ينجح معي. كل ما فعله هو أن جعلني أشعر بأن هناك مكانًا آخر يجب أن أنشر فيه، مكانًا آخر يجب أن أتابعه، مصدرًا آخر للمتابعين عليّ أن أتعلم عنه.
🌟 كل منصة تستنزف وقتك وطاقتك
لنأخذ إنستغرام كمثال. كنت مواظبًا على إنستغرام لفترة طويلة جدًا. اتبعت كل “القواعد”، ونشرت بانتظام، واستخدمت كل ميزة جديدة (من يتذكر IGTV؟)، وطلبت من القراء التفاعل.
حصلت على 2000 متابع! ولكن… لم يحدث شيء آخر. لا أريد أن أفكر في مقدار الوقت والطاقة التي أهدرتها في محاولة البقاء على “قمة” إنستغرام. ولأجل ماذا؟ حصلت على عدد قليل من المشتركين في قائمتي البريدية وبعض الإعجابات. لم يعثر عليّ أي عملاء عبر إنستغرام، ولم أحصل على رعاة.
حتى تويتر، الذي وفر لي بعض الترفيه، لم يجلب لي أي فرص عمل أو نمو.
إلى الآن، المنصتان الوحيدتان اللتان أثمرتا بالنسبة لي هما التدوين ويوتيوب!
🌟 الفرصة الضائعة
قد يبدو أن النشر على هذه المنصات لا يتطلب الكثير من الوقت أو الجهد. لكن هذا اعتقاد خاطئ لسببين:
النشر ليس مجرد تغريدة واحدة. يستغرق الأمر وقتًا واستمرارية وجهدًا للحفاظ على تواجدك على المنصات. انظر إلى الحسابات الناجحة، كم عدد المنشورات لديهم؟ ربما بالمئات أو الآلاف.
لا تستهلك الوقت فقط، بل تفقده. الوقت لعبة صفرية. كل دقيقة قضيتها في اختيار صورة، تعديلها، كتابة تعليق، وجدولة منشور على إنستغرام؟ هي دقيقة لم أكتب فيها – أو أصور مقطع فيديو.
🌟 الخلاصة
يجب أن تحدد المنصات التي تستخدمها لأنك ببساطة لا تستطيع مواكبة أكثر من منصتين. اختر بعناية، وركز على ما يناسبك وينسجم مع شغفك وقدراتك.
مهاراتك واهتماماتك تجعلك غير مناسب لمعظم المنصات، ومناسبًا تمامًا لنسبة 1% فقط منها.
بطبيعة الحال، لدي ميزة النظر إلى الوراء، ولكن إذا كان عليّ التنبؤ مسبقًا بالمنصات التي ستكون ناجحة بالنسبة لي، كنت سأختار يوتيوب والتدوين.
لماذا؟ لأني:
أحب وأجيد الكتابة.
أحب وأجيد التواجد أمام الكاميرا.
أحب وأجيد تبسيط الأمور المعقدة.
كل هذه العوامل تجعلني مناسبًا للتدوين واليوتيوب.
وفي المقابل، تجعلني غير مناسب لتويتر، وإنستغرام، وبينترست، ولينكدإن.
لا أجيد التفكير في عبارات قصيرة وذكية (تويتر).
لا أجيد الكتابة بأسلوب “البروتري” على لينكدإن (لينكدإن).
لا أجيد تحرير الصور (إنستغرام وبينترست).
لا أجيد مواكبة الأمور الرائجة (تيك توك).
🌟 تحدى نفسك الآن!
فكر فيما تجيده وما يجعلك سعيدًا. من المحتمل أنك تعرف بالفعل أين تكمن نقاط قوتك واهتماماتك.
في النهاية، الأمر يعتمد على مزيج من المهارات + تنسيق المنصة لتحقيق النجاح، وليس المنصة نفسها.
🌟 ركز على ما يناسبك
لا تجعل المنصات تحدد نجاحك. اختر المنصات التي تتيح لك استعراض نقاط قوتك، بدلاً من الاعتقاد بأن المنصة وحدها ستحقق النجاح.
لقد وقعت في فخ التفكير بأن النتائج الجيدة ستعوض عن نقص في الموهبة أو الاهتمام. ظننت أنه إذا حصلت على زيارات على بينترست، سأجد الدافع للاستمرار، رغم أنني لم أكن أقضي وقتًا طويلاً هناك، أو أستمتع باستخدامه.
لكن ذلك لم يكن صحيحًا. حصلت على 400 مشاهدة على منشور، و10 مشاهدات على منشور آخر، ثم توقفت. لم أستطع إجبار نفسي على الاهتمام. حتى لو كنت ناجحًا جدًا منذ البداية، كنت سأفتقر للطاقة اللازمة للاستمرارية.
🌟 التقليل أفضل من التوسع
أن تكون نشطًا في أكثر من منصتين بطريقة ذات مغزى هو خطأ.
أولاً، لأنها تستهلك وقتك.
ثانيًا، لأنك لست مناسبًا لمعظم المنصات بناءً على مهاراتك واهتماماتك.
ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟
إذا كنت تريد النجاح على الإنترنت، احذف حساباتك على إنستغرام، وبينترست، وتيك توك، أو أي منصة تستنزف طاقتك دون مقابل.
ألغِ متابعة المؤثرين الذين يقدمون نصائح لا تناسبك.
ركز على المنصات التي تناسبك. اختر منصتين فقط، واسأل نفسك:
هل لديك المهارات التي تميزك على هذه المنصة؟
هل تستمتع حقًا بقضاء الوقت هناك (ليس لمجرد أنك مدمن عليها)؟
هل ستستمر بالنشر حتى لو لم تحقق نجاحًا فوريًا؟
إذا كانت الإجابة نعم لكل سؤال، فالمنصة تستحق الجهد.
🌟 التحدي
اختر منصتين فقط، وتأكد من أنهما تفيان بالمعايير المذكورة أعلاه. التزم بهما. ركز عليهما. استخدم نقاط قوتك.
توقف عن مطاردة النجاح على منصات أخرى.
واحذف الباقي (أو بديلًا أقل درامية: فقط قم بتسجيل الخروج).
💠 أعدك — ستفقد أقل مما تتخيل 💠