ملخص كتاب كيف تؤثر على الاخرين وتكتسب الاصدقاء للكاتب ديل كارنيجي..
مقدمة
رغم الثرثرة والمتاجرة بالكلام التي تضمنها هذا الكتاب – وأمثاله – إلا أنه ممتع ومسلي، ومفيد ايضا، فيه فوائد كثيرة إن استطاع الواحد تطبيق حرف واحد منه..
لا تنخدع بكتب تضع عناوين كبيرة مثل “كيف تؤثر في الناس”، و””كيف تؤثر في الاخرين”، لأنك لن تؤثر في أحد تأثيرا إيجابيا حقيقيا إلا عندما تتم إيمانك وتلتزم بالتقوى إلتزاما تاما يعيد إليك التوازن والصفاء، يعني تنطلق من منطلق إرادة الخير للناس أولا بدعوتهم إلى التوحيد والحق، والتسامح معهم، أما ما عدى ذلك فمجرد ثرثرة وتسلق، حرب مصالح تافهة لا أساس لها.
وأنا على يقين من أن ديل كرنيجي نفسه عاش في ضنك – إن لم يكن قد أسلم، فأقل ما يعيده لنقطة الصفر “كآبة عابرة” أو “إفراط في الخمر القبيحة التي لا يتورعون عنها”..
يتضمن الكتاب بعض القصص والحِكم الممتعة التي تخدر الضعيف والكئيب، وتُشعرهما بالراحة والقوة.. وهو مختصر من الملخص ال PDF المصور..
إني لأعجب من تجارة الكلام التي بدأت في أمريكا في أوائل القرن العشرين من طرف هؤلاء المحتالون الذين يبيعون الكلام، والذين مهدوا لما يسمى اليوم بالإعلاميين والمدونين والسياسيين، وكل من يخاطب الناس، وأغلبهم كذبة على أنفسهم أولا ثم على الآخرين!
ومن أوائل أولئك Dal Karenegie الذي عرف كيف يؤثر في الناس بالثرثرة (الهدرة الخاوية)، والذي باع الناس كلمات تخدرهم وتنسيهم واقعهم المزري للحظات معدودات، وقليل من انتفع مما يقول (حسي وجهة نظري).
فعلمهم الخطابة والإدارة، وغير ذلك من الأشياء التي يهتم بها الضعفاء، بنى ذلك على الكلام الحلو الذي ينسي الهموم دون تقديم أي علاج لأصل المشاكل إلا قليلا.
كلام جميل كالقصص، ولكنه لا يذكر بالآخرة التي يعتبر العمل لها أساس النجاح الحقيقي في الدنيا، وسبب إهمالهم للجانب الروحي هو أن بداية القرن العشرين كانت بداية لسيادة الإلحاد في عالمهم الغربي البارد، والتنمر على الدين، فانتهج أغلب الكُتاب والمفكرين باعة الكلام نهج معادة الدين وإهماله، واكتفوا بالدعوة للنجاح المادي عن طريق بعض الطرق التي زعموا أنها تنفع في ذلك.
وعلمهم هذا مسروق من غيرهم (ككل ما عندهم)، فإذا قرات كتاب العالم الإسلامي الجليل “ابن حزم” “السير والأخلاق” (طالع ملخصه هنا)، ستجزم بأنهم استندوا في كتبهم هذه على ذلك الكتاب وأمثاله، ولكنهم لا يذكرون مصادرهم، لأن اللص لا يذكرها خوفا من الشرطة.
ومهما يكن، فإن في هذا الكتاب مقولات وقصص تحفيزية ممتعة أرجو الاستفادة منها.
دع الآخر على سجيته
كان أحد الأدباء ساخطا على الحب، يقول إن أكبر حماقة قد أرتكبها هي الزواج عن حب. فبقي أعزبًا حتى بلغ الخامسةَ والثلاثون، ثم خَطَبَ أرملةً ثريةً تَكْبُرُهُ بخمسةَ عشر عاما، شعرُها أبيض، كانت تعرف أنه تزوجها من أجل المال لا الحُبّْ. لم تكن شابة ولا جميلة ولا ذكية، إلا أنها كانت عبقرية في أهم شيء في الزواج وهو التعامل مع زوجها.
كان صوتها الهامس يسمح له بالإسترخاء كلما عاد من ضوضاء الخارج، فكان يجد في البيت الدفء والحب، وكانت اللحظات التي يقضيها مع زوجته أسعد لحظات حياته، وكانت نتيجة تلك الألفة أن قد جعلت كل أموالها تحت يده.
ومهما كانت سخيفة، أو مشتتة الذهن في الأماكن العامة، لم يكن ينتقدها، ولم يعنفها أبدا، بل كان يدافع عنها كلما انتقدها أحد أمامه.
حتى أنه قال: “لقد تزوجتها على مدى لثلاثين عام، لم تشعرني يوما بالملل”، وكانت تقول لصديقاتها: “زوجي الطيب جعل حياتي سعادة لا نهاية لها”.
وكان يداعبها قائلا: “أتعرفين، لقد تزوجتك من أجل أموالك”، فتجيبه مبتسمة: “نعم، ولكن لو تقدم بك العمر مرة أخرى، فسوف تتزوجني بدافع الحب”، فيجيب بنعم.
لم تكن كاملة، ولكنه كان حكيما بتركها على سجيتها، طالما كانت طريقتها لا تفسد عليه شيئا.
إن شرط النجاح في الزواج ليس اختيار الشخص المناسب، بل أن تكون أنت أيضا الشخص المناسب”.
لذا إذا أردت أن تكون حياتك الزوجية سعيدة فدع شريك حياتك على سجيته.
اخرج تحرك
إذا أردت الحصول على شيء في الحياة، مهمها كان، فيجب أن تخرج لتحصل عليه، فافعل شيئا في سبيل تحقيق أمانيك!
تزوج على سبيل المثال إن لم تكن كذلك، لا تقل لا أستطيع، فالموانع مجرد أوهام، والرزق بيد الله وحده، وفائدة الزواج في غاية الأهمية والأولوية على كل شيء عداها لأنه إحصان للنفس وسد لأكبر منافذ الشيطان، فلا تقل لا أستطيع وليس عندي ما يكفي، بل تزوج وسيفتحها ربك عليك فقد وعد المتزوج بغية الإحصان بالرزق الوفير، ولمتزوجون يعرفون ذلك بالتجربة.
لكن لابد من السعي له ولأغلب متطلبات هذه الحياة الإمتحان، لابد أن تخرج لتحصل عليه.
سلوكك السيئ نتيجة لأخلاقك السيئة
قال كارنيجي إنه عندما كان صغيرا كتب مقالا إلى أحد الأدباء الكبار أراد أن يلفت فيه الإنتباه إلى نفسه، فكتب في أسفله “يُطبع ولا يُقرأْ”، فلم يتضايق الأديب من ذلك، بل أعاد إليه الخطاب مع ملحوظة في أسفله، وهي: “سلوكك السيئ لم يكن إلا نتيجة لأخلاقك السيئة”.
وهذا هو جواب كل عديم تربية، ولكن في النفس، لا تصرح له بذلك فلن يستفيد منه شيئا بل قد يزيد من المشكلة.
العاقل لا يشغل نفسه ووقته وجهده بالإعتراض على سوء أخلاق وتصرفات الآخرين، بل يتجاوز ذلك ويقول للسفهاء سلاما، فتمر مع أصحابها، وقد لا نصادفهم ثانية.
فاترك السخافات والإفتزازات تمر مع أصحابها، فما هو إلا طريق كل ما عليه متحرك، لا تتضايق من سائق أحمق، ولا بائع غبي، ولا شرطي ولا مستفز واقف معك في الطابور، فكلها لحظات سرعان ما تمضي هي وأصحابها الشياطين.
إن أردت جمع العسل فلا تركل الخلية
تذكر عند تعاملك مع الناس أنك لا تتعامل مع مخلوقات منطقية، بل مع مخلوقات عاطفية ممتلئة بالشرور والكبرياء والغرور. والإنتقاد اللاذع لها قد يسبب كارثة كالإنفجار الذي قد تسببه شرارة في مخزن الوقود.. فإذا أردت أن تجمع العسل فلا تركل الخلية.
ولهذا يسكتون عن بدع التصوف والتشيع والتأخون، وعن المصيبة الكبرى التي تسمى الديمقراطية، لأنهم يريدون الربح فقط، يطبقون هذه المقولة لأن النحل الذي في الخلية يوفر لهم بعض المصالح العاجلة والنقود الحرام.
لكن في العموم، بعيدا عن الدعوة لله التي لا يجب ان تكون فيها مجاملة ولا سكوت عن الباطل، يجب فعلا عدم ركل الخلية إن أردت جمع العسل، أي التقليل من الإنتقاد والإعتراض والسخرية في مجالك الربحي.
جنون العظمة
قال كارنيجي: قال لي أحد الدكاترة مفسرا الجنون: “قد يكون سبب الجنون هو أن كثيرا من الناس الذين يصابون به يجدون فيه الشعور بالأهمية التي حرموا منها في عالم الحقيقة”، فعلى سبيل المثال: إحدى المريضات كانت تتطلع إلى الحب والأطفال والمكانة الإجتماعية، إلا أن الحياة حطمت كل آمالها، فزوجها لم يحبها، بل رفض حتى تناول الطعام معها، ولم يكن لها لا أطفال ولا مكانة اجتماعية، فأصيبت بالجنون، وأصبح في مخيلتها أنها متزوجة من ارستقراطي، وأن اسمها الليدي سميث، وتتخيل أنها تلد طفلا جديدا في كل ليلة..
وهذا صحيح، فجنون العظمة أحد السبل إلى الجنون، فكم من متعاظم محروم أصيب بالجنون بسبب ذلك، وكم من متسلط أدرك يوما انه لا شيء فاختل عقله.
يجب اشعار الناس عموما بالأهمية فهم متعطشون لها، محبون للزيف والغرور والثناء والتقدير الكاذب، حتى عندنا هنا على سبيل المثال، توجد ظاهرة في ظل حكم هذا الرئيس (حكومة 2022)، وهي أن الوزراء والوجهاء أصبحوا ضعافا أمام المتملقين كالعذارى! فكأن في الإبتسام للمنافقين حسن أدب، وما هو إلا الضعف (ضعف القائمين على الدولة وتلك طامة)! فالرسول صلى الله عليه وسلم أمر بحثو التراب في وجوه المتملقين، فما بالك بمن يصيح مثل الحمار في وزارة مادحا الوزير أمامه وأمام الجميع، وبما ليس فيه من الأكاذيب التي يعرف كل أحد حتى الممدوح أنها كذب، والأخير مطرق بحياء العذراء مبتسم في خجل!
هذا ما لم تشهده أي حكومة بهذه الطريقة من قبل! لكن انتشار التيكتوك أدى حتى بالوجهاء إلى الطمع في أن يكون لهم نصيب من الشهرة، حتى إن كانت على يد المتملقين المنافقين، فيجب وضع حد لهذا.
أحد هؤلاء المتملقين يقزل إن “الرازق هو الله”، فرغم ما يحلبه منهم إلا أنه لا ينسبه لهم، ولا يوليهم أدنى اهتمام بل تجزم غنه لو شاهد أحدهم يموت عطشا في صحراء وعنده برميل ماء لما سقاه شربة ماء! فأي صحبة هذه؟ ولكن ذلك هو ما يستحق ذلك الغبي الذي قبل بالتملق والمتملقين.
فلا يوليهم أي أهمية إن شاهدته معهم، فهو المتملق الوقح الذي يعرف أن لسانه هو الذي يحلب نقودهم لا حسن خلقه تجاههم ولا كرمهم وسخائهم المعدوم، لذا لا يقيم لهم أي وزن، وهم يعطونه الآلاف بل الملايين، ويعلمون انه كذاب وأنهم أسوأ!!
قال مرة لبعض الشباب الذين يصورونه سخرية، فقد شاع أمره وفضحهم: اتركوني أعمل!! يعني اتركوني أحلب هذه الأبقار الوزارية المحبة للتملق!
أبقار من الوزراء والمدراء وشيوخ القبائل والدين، فما الذي تركوا للأبقار الحقيقي؟!
فيجب عدم احتقار الصغائر، تأمل في قصة هذه المرأة، فمجرد رفض زوجها أكل الطعام معها جرحها جرحا عميقا أدى بها إلى الجنون، فلا ترتكب ذلك الخطأ مع مقرب منك، فقد يسيء إليك من حيث لا يدري بسبب تلك النفخة الشيطانية الزائفة التي هي أخبث شيء (الكبر المقيت).
فكر فيما يريده الآخرون لا ما تريده أنت
إذا أردت كسب الناس ففكر فيما يريدونه هم لا ما تريده أنت..
“أنا اعرف أن السمك يفضل الديدان لذلك عندما أذهب للصيد لا أفكر فيما أريده أنا بل فيما يريده السمك، لذلك لا أضع في السنارة فراولة”..
طبق هذه القاعدة عند البيع وفي كل شيء، وستنجح، بع للناس ما يريدونه لا ما يعجبك أنت، واجعلهم يفعلون ما تريد من حيث يعتقدون أنه ما يريدون هم.
كان يدخل في غرفتي قط مدلل، فأطرده من الغرفة ركلا، فيخرج بمشقة، ولكن عندما أفتح الباب، واقف خارج الغرفة ثم أحرك قدحا، يندفع عند سماع صوته إلى الخارج مثل الصاروخ..
إن معظم الناس مثل هذا القط المدلل، إذا أردتهم أن يفعلوا ما تريد، فحرك لهم قدحا.
تخيل دائما أنك سعيد وأنك الأفضل
لا تضيع دقيقة واحدة في التفكير في أعدائك، فالتفكير فيهم عذاب للنفس مثير للإحباط..
فكر في الأشياء الرائعة التي تحب أن تفعلها، وارسم في ذهنك صورة للشخص القادر النافع، فإن تفكيرك هو الذي يحولك إلى ذلك الشخص، لذا احتفظ بموقف ذهني صحيح فالناس يكونون سعداء بقدر ما يصرون على أنهم سعداء أي بقدر ما يمثلون على مسرح الحياة أنهم سعداء..
يكفي لنكون سعداء أن نصطنع السعادة، أن نمثل دور السعداء، فما الحياة إلا مسرح كبير، عندما نمثل عليه أننا سعداء نصدق شيئا فشيئا أننا كذلك، ويفعل من حولنا.
اجعل الناس يشعرون بالأهمية
قال وليام جيمس: “إن أعمق مبدأ في الطبيعة الإنسانية هو السعي بلهفة نحو الشعور بالأهمية”..
إن امتداح المرأة قبل الزواج هو من قبيل الرقة والعطف، ولكن امتداحها بعد الزواج هو ضرورة حياتية لضمان راحة البال..
لا تنتقد زوجتك في شؤون إدارتها لمنزلها، وامتدحها دائما أمام الآخرين..
إذا أردت أن يحبك شخص ما فتحدث عن نفسه، وسوف ينصت لك لساعات..
قال أحد الأشخاص، تزوج من 23 امرأة، واستولى على حساباتهن، عندما سئل عن كيفية وقوعهن في حبه، وكان قيد المحاكمة: “لم يكن ذلك بالتحايل على الإطلاق، كل ما كنت افعله هو أنني كنت أتحدث عنهن طوال الوقت”..
إن الذين مرغت خدودهم مسكنة الحياة حتى أفقدتهم الشعور بالأهمية، هم أولى الناس بالشفقة ومد يد العون.
أقرب وسيلة للفوز في جدال هي تجنبه
لا تجادل.. تجنب دائما الزاوية الحادة.. في كل تسع مرات من عشر ينتهي الجدل بين المتنافسين بأن يصبح كل منهما أكثر تعصبا لرأيه أكثر من ذي قبل، ويجزم بأنه على صواب.. فلا فائز في النقاش، حتى إن انتصرت على خصمك، وبرهنت على أنه غير ذي قيمة، فإنك بذلك تجرح كبريائه، ولن تحصل على رضاه..
وجه لنكولن ذات مرة توبيخا قاسيا لأحد الضباط، فقال: “لا يمكنك أن تحقق ذاتك، وتسمو وأنت تضيع الوقت في خلاف شخصي لا طائل من ورائه”..
إن وسائل الإفتراق الإجتماعي جعلت الأكثرية تعتقد أن الإنتقاد هو سب الآخر واتهامه بالنهب والتطرف، ومنهم من يسمي أشخاصا، وهو لا يعلم أن تلك جنحة قد تجعله يدفع ما ورائه وأمامه.
فليس معنى إبداء الرأي تجاوز الحدود إلى تحطيم الآخرين تحت ذريعة النقد وابداء الرأي التافهة، والتي لا وجود لها أصلا، فلا رأي آخر لا في الإعلام ولا في البرلمان، ولا في غيرهما، كل إنسان يتمسك بما يعتقد بجنون، ويرفض في الغالب التحول عنه حتى إلى الحق.
وهؤلاء المدونون – لا أعرف ماذا يدونون – يعتقدون انهم يعبرون عن آرائهم!
إن الطريقة الوحيدة للفوز في نقاش هي تجنبه.
إن قولك للآخر إنه مخطئ لن يجعله يوافقك لأنك بذلك تكون قد وجهت ضربة إلى ذكائه ووجهة نظره وكبريائه واحترامه لنفسه، وهذا سيجعله يحس بالإهانة إن لم يكن متواضعا (وأين هو المتواضع)، ويدفعه إلى الإصرار على رأيه مهما كان خاطئا.
فإذا أردت أن تبرهن لأحد على شيء، فلا تظهر ذلك مباشرة، بل افعله بمهارة ولباقة، حتى لا يشعر أنك فعلته.. فلابد أن يتعلم الرجال منك دون أن يشعروا بأنك تعلمهم.. قال شترفليد لأبنه: “كن أكثر الناس حكمة إذا استطعت، ولكن لا تقل لهم ذلك” (بصراحة لا أدري كيف! هذا مثال على بيعهم للكلام).
إن قليلا من الناس هم المنصفون الذين يقبلون بأنهم مخطئون، أما الغالبية فمتحاملين وغيورين يغلب عليهم الحسد والكبرياء.. إنهم يضعون آرائهم مع كرامتهم وأهميتهم في كفة واحدة لذلك يصعب تغييرها بإخبارهم أنهم مخطئون..
تذكر المثل القديم الذي يقول: “لن تحصل على شيء بالشجار، ولكن باللين تحصل على أكثر مما تتوقع”..
تذكر أنه: إذا امتلأ قلب أحد بالكراهية والبغض لك فإنك لن تستطيع أن تكسبه إلى صفك حتى إن استخدمت كل منطق الدنيا.
امنح الكلب اسما محببا
ربما من الأفضل أن تصرح علانية للطرف الآخر بأن لديه الفضيلة التي تريدها أن تكون فيه.
أعطه المكانة المرموقة ليتصرف وفقا لها، وسوف يبذل مجهودا جبارا لكي لا يخيب ظنك فيه.
قال الكاتبة جوجيت بلان: “أحضرت لي إحدى الخادمات وجبات طعامي من الفندق المجاور، كانت تدعى “ماري غاسلة الصحون” لأنها بدأت عملها بذلك، كانت غريبة الشكل، عيونها حولاء، وذات ساقين متقوسين، وفي أحد الأيام بينما كانت تحمل لي صحن المعكرونة في يدها، قلت لها بصراحة: ماري إنك لا ترين الكنوز التي تخبئين في داخلك، ولأنها تعودت أن تكتم مشاعرها انتظرت للحظات ثم وضعت الصحن على المنضدة، وتنهدت وقالت في براءة: لم أكن أصدق ذلك أبدا يا سيدتي.
لم تشك، ولم تسال أي سؤال، بل عادت ببساطة إلى المطبخ، وبدأت تعتني بوجهها وجسمها بحرص شديد، لدرجة أن شبابها الذي عانى من الحرمان بدأ يزدهر، وبكل اعتدال أخفى قبحها. وبعد شهرين، وبينما كنت أغادر المكان جاءت إلي ماري وأعلنت خطبتها لإبن عم رئيس الطهاة في الفندق، وقالت: سأصبح عما قريب سيدة. قالت ذلك وهي تشكرني”..
لقد أعطت جوجيت لماري غاسلة الصحون مكانة مرموقة تصرفت وفقا لها، وتغيرت حياتها تماما.
كل شخص غني أو فقير، لص أو شريف، يتصرف وفقا لما تهبه له من سمات.
قال واردن مدير سجن “سنج سنج”: “إذا كان لزاما عليك أن تتعامل مع مخادع، فهناك أسلوب واحد يمكنك أن تحصل منه على أفضل ما فيه، وهو أن تتعامل معه على أنه سيد شريف.. وسيتصرف على أساس أنك تحترمه وتثق فيه”..
إذن: امنح الآخر مكانة مرموقة ليتصرف وفقا لها (ذلك خير من منح الكلب اسما محببا الذي اتخذه عنوانا).
اهتم بالآخرين
أكتب هذه الجملة واقرأها في كل صباح: “سوف أمر في هذا الطريق – طريق الحياة – مرة واحدة فقط، لذا فإن أي خير يمكنني القيام به، وأي عطف يمكنني إظهاره لأي إنسان، سأقدمه الآن، لن أؤخره أو أهمله لأنني لن أعبر هذا الطريق مرة أخرى”.
إذا أردت أن تسعد في حياتك الزوجية، طبق القاعدة التالية: أظهر للآخرين قليلا من الإهتمام.
كان كوهان على كثرة مشاغله معتادا أن يتصل تليفونيا بأمه مرتين في اليوم حتى موتها.
هذه الإهتمامات الصغيرة تظهر لمن تحبها أنك تفكر فيها، وتريد إدخال السرور إلى قلبها.
قالت إرنا فيلان: “ليس ضياع الحب هو الذي يشقيني، ولكن الذي يشقيني أنه ضاع بسبب أشياء صغيرة” (تافهة).
قالت السيدة دامروتش: “ليت الزوجات الشابات يتعاملن مع أزواجهن باللطف الذي يعاملن به الغرباء، فكل رجل يهرب من اللسان السليط”.
إن كثيرا من الرجال لا يستطيعون الحديث بقسوة مع عملائهم (زبنائهم)، أو حتى مع زملائهم في العمل، ولكنهم لا يرون بأسا في الصراخ في وجوه زوجاتهم!
لهؤلاء نقول: إن الزواج أكثر أهمية وحيوية من العمل لسعادة الإنسان.
يقول بوبينوني: “إن فرصة الرجل في النجاح في الزواج أفضل من فرصة نجاحه في أي مشروع آخر، فمن كل الرجال الذين يعملون في التجارة يفشل 70 في المائة، في حين ينجح 70 في المائة من كل الرجال والنساء الذين يتزوجون”.
فإذا أردت أن تسعد في حياتك فكن مهذبا ولطيفا.
لتحميل ملخص كتاب كيف تؤثر على الآخرين وتكتسب الأصدقاء pdf اضغط هنا.