من هم القرآنيون؟ مناظرة منكري السنة بالعقل والمنطق الذي يزعمون أنهم من أهلهما، لا نريد الدخول في متاهات البحث الذي لا علاقة لهم به، والصفحة كذا من المجلد كذا، وقال فلان كذا وكذا، نريد ما يوافق العقل وطبيعة الرسالة الإسلامية!
هل نحاورهم بالأدب ام بالتلاعب والفظاظة؟
في بدايات حواراتي المتواضعة التي كنت اعتقد – ولا زلت أن إفحامه ممكن من خلال كلامهم لا حاجة للبحث فيه – مع أن أكثره كذب وتدليس، كنت اعتمد الإحترام والأدب الزائدين، ولم ينفعني ذلك، بل أطمعهم في في البداية معتقدين أني ساذج، ثم عندما بدأت ازعجهم طردوني بعد محاورة قصيرة جدا، لم يصبروا، فهل الإحترام معهم طريقة؟
أم يجب اللعب معهم، واستهداف إفحامهم، وعدم الصراحة ولا الوضوح معهم كأنها حرب؟
الحقيقة هي ان المنهجين لهما إيجابياتهما وسلبياتهما، لكني أفضل المنهج الأول.
لكن عند الدخول إلى غرفهم والبدء في الحديث ذكرهم بحقوقك كمخالف، وقل لهم بوضوح غن اي مخالفة لها تعني انهم هم المنهزمون أمام جمهورهم، ومنها:
1- أنك مخالف، أي غير نكراني ولا شيعي، فعندما تقول للشيعي مثلا أنا أنكر وجود المهدي، فعليه بأبسط قواعد المنطق أن يتقبل ذلك، أليس هو ينكر كل الصحابة بل يقول ما هو أكبر من ذلك وأدهى، وأنت تنطلق من ذلك ولا تحاسبه عليه؟
كذلك النكراني، عندما تقول إنك متبع للسنة أو للبخاري أو للشيوخ، فلماذا يغضب النكراني ويقوم بإنزالك؟
كلها ذرائع لقطع الحوار، فذكرهم بها في البداية حتى لا يركبوها.
2-
ملاحظاتي على النكرانيين
– يغوي بعضهم بعضا: يجتمعون تحت راية في غرفة، يكون فيها رأسا من شياطينهم، فيغرهم بالسخرية من المخالف، والإستهزاء به، وإسكاته بالكتم أو إنزاله من البث، وطرده بعد ذلك إذا ظهر منه أدنى علم بالموضوع أو كان في طريق التغلب عليه!
ثم يجلس بعد ذلك يفاخر بذكائه وعقله ودينه، وذلك وحده يثبت أنه على باطل، لاحظ ذلك في كل غرف أهل البدع.
فالصادق الناصح لا يفتخر ولا يسب ولا يشتم، ولا يسخر يستهزئ، ولا يتخذ الحوار حربا على مخالفه كأن بينه وبينه عداوة، المهم في الأخير عند صاحب الحق أو من يريده، هو إحدى حسنيين:
إما أن يكون معه الحق ففي هذه الحالة يكون هادئا مريحا لخصمه حتى يسمع منه، ثم يهديه.
أو يكون هو الذي على باطل، وفي هذه الحالة يستمع ويصبر ويتأدب حتى يفهم، وربما ينجيه محاوره من عذاب النار إذا صبر إذا كان على ضلالة كبيرة مثل التشيع أو انكار السنة اللذين فيهما شبهة الكفر والعياذ بالله.
– لا يترك الشيطان أهل الباطل يصبرون على سماع الحق، فاعلم أن الهادئ والرزين والصابر والمؤدب هو في الغالب صاحب الحق، أما كثير الزعيق والإتخار وافثباتات الفارغة الظاهر غبائها، فهو المبطل.
الشيطان موجود وهو سبب تحويل البعض الحوار إلى حرب، مثلما حوله كفار قريش إلى حرب على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا يصمون آذانهم عن كلامه ويمنعون الناس من افستماع إليه، فلماذا؟
مماذا يخافون لو كانوا أهل حق أو حتى عقل؟
لذا تجد هؤلاء يقاطعون ويسبون، والغلط كله واقع منهم هم مهما تأدب الواحد معهم، وعندي تجربة بسيطة في ذلك، فقد قلت لأحدهم لا حاجة لفتح المجلدات قم فقط بذكر مقولاتك وللناقشها دون حاجة لإستدلال، فلم يتركني أفتح فمي، كان هدفه وهدفهم جميعا هو إدخال محاوره في متاهات البحث العلمي، وليس في التيكتوك عالم إلا ما رحم ربي، بل قليل في الأمة كلها علماء اليوم!
والمجلدات التي قد تكون محرفة أو مطبوعة بطبعات أخرى، والرد أبسط من ذلك، والبدعة ترد على نفسها كما يقول السلف الصالح.
– يجتمعون في غرفة أو صفحة تيكتوك على باطل، يشجع بعضهم بعضا بسب المخالفين والسخرية منهم ومن دينهم، فهل هذا منهج من يزعم أنه مفكر أو متحرر أو يعلم شيء؟
وهي صحبة عكرة فلو خلا أحدهم بصاحبه لسرقه أو غدر به، لا أشك في ذلك، لأن الشيطان لا يجمع بل يفرق.
– عندما يفهمون أن محاورهم قادر على محاورتهم ولو كان بالمنطق وحده، يحجرون على رأيه بإسكاته أو طرده! فما بالك بمن يحاورهم بالعلم والأدلة؟
هل هؤلاء متدبرون كما يزعمون؟ هل هم حملة فكر حر كما يزعمون؟ من كان كذلك مثلنا نحن حملة السنة والتوحيد فلا يخشى شيئا، أم حملة الحقد على السنة والنبي والإسلام والمسلمين، فإنهم شياطين، ويتصرفون كالشياطين بالوسوسة والتدليس والحجر والسب والشتم والسخرية، هذه علامات كل مبطل.
فتصرفاتهم تنبئ عنهم. وهي زفت بشهادتي بعد ثلاث مداخلات أولية معهم فقط، فما بالك إذا عرفوا أني أستطيع مناورتهم؟ طبعا لن يسمحوا لي بالكلام في غرفهم، إذن لماذا يحاورون السذج منا؟ لماذا يستهدفون الأبرياء منا وهم بلا أي أساسا.
لكن الأمر مفهوم، الشيطان موجود وهم أتباعه، وهو سبب ألاعيبهم الجبانة، لا يريدون الحق ولا محاورة من يغلبهم، بل يريدون من يؤثرون عليه، من يضلونه لأنهم شياطين.
سؤال للنكراني: هل تصلي
قال أحد الإخوة:
قال العلماء: من ينكر السنة أو القرآن فهو كافر.
وهذا صحيح، ولابد من الصراحة معهم، فمن ينكر عدد الصلوات فهو لا يصلي، إذن هو كافر، هذه تقال بوضوح دون تسمية معين قدر الإمكان، نعطي الحكم على الفعل، ونكرر ذلك ونركز عليه فهو ليس تكفيرا، لكن يخوفونا من التكفير لنقول لهم ما يريحهم ويزيدهم تماديا في الباطل.
قال: سؤال يفحم النكراني وهو هل تصلي؟ فان قال نعم قيل له أعطنا عدد ركعات الصلاة التي تصلي من القرآن؟ وكذلك الزكاة والحج والصور، أعطنا كيفيتها كلها من القرآن؟
الوزغة المجرمة
قالت إحدا النكرانيات ساخرة كعادتها:
كيف يأمر الحديث بقتل الوزغ في كل مكان، يقول إن السبب هو نفخه للنار على سيدنا ابراهيم؟ ما ذنب هذه الحشرة الكيوت؟
إذا في هذه الحال من حق اليهود اليوم قتل الأطفال والنساء في غزة؟
قلت لها:
إذا ثبت الحديث – وأعتقد انه ثابت، ولم أتحقق، فهذه وزغة مجرمة أشد غجرام من اليهوز الذين يقتلون الفلسطينيين اليوم!
قالت، وما ذنبها لتقتل؟
قبت لأنها نفخت النار على نبي جليل، وتلك مساعدة للكفر واهله.
قالت كيف هل هذا منطقي؟
قلت نعم منطقي، لماذا لا يكون منطقي؟ ألم يركب السفينة مع نوح وزغتين؟ كيف أتوا وركبوا؟ لا تحكمي بالمنطق القاصر على ما لا تعلمين، فالوزغ وغيره أمم أمثالنا، لا نحيط بعوالمهم إلا بما يخبرنا به العلم اليهودي الأوروربي الخبيث الكذاب الذي ثبت كذبه في وباء كورونا لكل العالم.
وتوجد حشرات الأفضل قتلها مثل العقرب والفأرة إلخ.
قالت كيف هذا لا إنسانية فيه؟
قلت لها إذا كان في بيتك عقرب أو حية هل تتركينها بدواعي الإنسانية؟
وعندما أدركت أني أستطيع الرد عليها بما يفسد انبساطها في الكلام الخاوي على الأقل، قامت بالحجر على كلامي في غرفتها.
كلام أهل البدع ضدهم
قال الله تعالى في سورة الملك: “تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ”.
حولت النكرانية الضالة هذه الآيات وغيرها إلى شيوخ السنة، فقالت إن المسلمين لم يتبعوا النذير بل اتبعوا الشيوخ، فقلت لها إن النذير هم الشيوخ، فقالت انتهى الكلام معك!
تأمل، انتهى الكلام لأنني ازعجتها فقط برأيي، إذن لماذا بدأ من الأول؟ اتريديني أن أسلم لها بما تقول وأكون مثلها؟ مثل الشيع الذي عندما قلت له أنا لا اعترف بمهديكم، ثاح وأسكتني قائلا هذا ينكر المهدي!!! فهل أنا شيعي مثله، هل أنا نكراني مثلها؟ لتعرف أنهم لا يبحثون عن حوار، ولا يحتملون غيرهم.
والشيوخ هم النذير فعلا، لأنهم ورثة الأنبياء، وعلى طريقهم في تبيين الدين للناس وتحذيرهم من البدع والكفر، وإنذارهم.
قال ابن تيمية إن كلام أهل البدع يتضمن ما يقيم الحجة عليهم، وهذا صحيح، إذا تدبرت في استدلالاتهم الشيطانية وجدتها تدحض نفسها، مثل قولها إن النذير هو المتدبر المتبع لهواه الذي يحذر من ابتاع العلماء (الشيوخ) والأخذ بالأحاديث لأن العلماء كتبوها ويتحدثون بها!!
قولها هذا يدل عليها، بل كانت كل جملة من قولها ترد عليها، فسبحان الله، ورحم الله ابن تيمية وأمثاله من جهابذة العلماء الذي لا يكرههم إلا مبتدع ضال.
لا تكونوا مثلهم
رسالة إلى بعض أهل السنة والجماعة، فاض بهم الكيل إلى درجة عدم احتمال الشيعة، وقد يكون عندهم حق فالبادئ أظلم.
أنزلت سنية شيعيا قائلة: احترم الشيخ. مع أنه لم يقل إلا كلمة “تهريج” يقصد الحوار.
فكتبت لها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعرض لقلة الإحترام من طرف الناس وهم كفار عندما جاءهم بالبينة الواضحة، لكنه لم يكن يلق لذلك بال، كان همه هو قول كلمة الحق وفقط، لأن الدعوة تتطلب الصبر والتواضع والتجرد من الكبر والأنا.
قلت لها: والشيخ أقل من النبي صلى الله عليه وسلم، فلما تفرضين على الكفار الشيعة احترامه؟ خاصة عندما يكون الكلام مجرد زلة لسان عادية، قد تكون من حقهم لأن هذا ما يعتقدون، لكن اصبروا عليهم حتى تفحموهم بالحجة والدليل.
من لم يسلم فلن يدخل الجنة
في القرآن الكريم، وردت عدة آيات تشير إلى أن الإيمان بالله تعالى وتوحيده شرط لدخول الجنة.
هذه بعض الأدلة التي توضح أن الإيمان بالله وتوحيده هو الشرط الأساسي لدخول الجنة، وأن من لم يسلم ولم يوحد الله فلن يكون له نصيب في الجنة.
من هذه الآيات:
سورة النساء (آية 48): “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا”.
في هذه الآية، يؤكد الله تعالى أن الشرك بالله ذنب لا يغفر لمن مات عليه، ويعني ذلك أن من مات على غير الإسلام (على الشرك) لن يغفر له، وهو من موجبات الحرمان من الجنة.
سورة آل عمران (آية 85): “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.
في هذه الآية، يبين الله سبحانه وتعالى أن أي دين غير الإسلام غير مقبول عنده، وأن من يختار غير الإسلام دينًا فهو من الخاسرين في الآخرة، والخسران في الآخرة يعني عدم دخول الجنة.
سورة التوبة (آية 17): “مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ”.
في هذه الآية، يتحدث الله عن المشركين ويشير إلى أن أعمالهم حبطت، وأن مصيرهم في الآخرة هو الخلود في النار، مما يدل على حرمانهم من دخول الجنة.
سورة المائدة (آية 72): “لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ”
في هذه الآية، يُحرم الله تعالى الجنة على من يشرك به، ويبين أن مصيره هو النار.
القول بأن “الإسلام” يُدخل جميع الشرائع السابقة فيه:
حيث يُعتبر الإسلام في معناه العام هو الإيمان بالله وتوحيده، واتباع المنهج الذي يُرسله الله للأنبياء، وهذا ما اشتركت فيه جميع الرسالات السماوية.
والمنهج يوضحه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، والعلماء يحفظون ذلك في صدورهم وتدوينا، لا يمكن أن ياخذ النكراني القرآن ويكون نبي نفسه، يضع منهجه وفقا لهواه وما يحب، هذا اتباع للهوى وضلال، وهو عبادة للهوى لأن الهوى في هذه الحالة هو من يعطيه الشريعة، فيقول مثلا أصلى فقط كما ورد في القرآن ركعتين في الصباح وأخرى في المساء.
والإسلام بمعناه الأوسع هو الخضوع لأمر الله واتباع توجيهاته، وهذا هو ما جاء به جميع الأنبياء منذ آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
بعض الأدلة من القرآن على أن جميع الأنبياء جاؤوا بنفس العقيدة الأساسية:
سورة البقرة (آية 136): “قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”
هذه الآية تؤكد أن جميع الأنبياء جاءوا بنفس الإيمان بالله الواحد، وأن هذا الإيمان يُسمى “الإسلام”، بمعنى التسليم والخضوع لأمر الله.
سورة آل عمران (آية 19): “إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ”.
في هذه الآية، يُشير الله إلى أن الدين الحق عنده هو الإسلام بمعناه الشامل، وهو الاستسلام لله والتوحيد.
سورة آل عمران (آية 67): “) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”.
هنا، يُوصَف إبراهيم عليه السلام بأنه “مسلم”، بمعنى منقاد لله ومؤمن بوحدانيته، رغم أنه لم يكن تابعًا لشريعة اليهودية أو النصرانية، مما يدل على أن الإسلام هو الاستسلام لله.
سورة الشورى (آية 13): “شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ”.
في هذه الآية، يُشير الله إلى أن الدين الذي جاء به جميع الأنبياء هو دين التوحيد والإسلام لله، رغم اختلاف الشرائع في التفاصيل، فالتوحيد والإسلام لله هو الأساس.
والإسلام بمعناه العام هو التسليم لله وعبادته وحده (التسليم والتوحيد)، وهذا هو الجوهر الذي جاءت به جميع الرسالات السماوية، أما “الإسلام” بشريعته الخاصة كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فهو الرسالة النهائية والشاملة التي ختمت الشرائع السابقة.
لابد من ابتاع شريعة محمد كشرط في الإسلام في هذا الزمن:
مثلما كان اتباع الأنبياء الأخرين شرطا في الإسلام في زمنهم، فقد وردت آيات صريحة في القرآن الكريم توضح أن الإيمان برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم شرط أساسي للإسلام وأن من لا يؤمن برسالته لن يُقبل منه إيمانه، وذلك في سياق توحيد الله وطاعة رسله.
وفيما يلي بعض الأدلة من القرآن:
سورة النساء (آية 136): “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا”
هذه الآية توجب الإيمان بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبالكتاب الذي أُنزل عليه، وتوضح أن الإيمان لا يكتمل إلا بالاعتراف برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
سورة الفتح (آية 13): “وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا”.
في هذه الآية، يبين الله أن عدم الإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم يُعد كفرًا ويؤدي إلى الحرمان من الجنة.
سورة الأعراف (آية 158): “قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”
هنا يخاطب الله الناس جميعًا ويأمر النبي بأن يُعلن أنه رسول لجميع البشر، وبالتالي فإن رسالته موجهة للجميع، والإيمان بها شرط أساسي.
سورة النساء (آية 150-151): “إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا”.
توضح الآية أن الإيمان بجميع الرسل، بما فيهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، شرط أساسي، وأن التفريق بين الرسل يُعد كفرًا.
سورة آل عمران (آية 31): “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ”.
في هذه الآية، يوضح الله أن اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو دليل محبة الله وشرط لنيل مغفرته، مما يعني أن الإيمان به واتباعه جزء أساسي من العقيدة.
سورة الفتح (آية 29): “مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”.
تُثبِت هذه الآية مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كرسول الله وتؤكد ضرورة اتباعه لمن يريد أن يكون من أتباع الله ورسوله.
الخلاصة: تشترط النصوص القرآنية الإيمان برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كجزء من الإيمان الكامل بالله ورسله، وأن من يكفر به لا يُعتبر مؤمنًا، ولا يُقبل منه إيمانه، مما يعني أن الإيمان برسالته شرط لدخول الإسلام.
سورة النساء (آية 80): “مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا”.
توضح هذه الآية أن طاعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هي طاعة لله، مما يعني أن الإيمان به جزء لا يتجزأ من الإيمان بالله، وأن من رفض طاعة الرسول فقد تولّى عن طاعة الله.
سورة الحشر (آية 7): “وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.
في هذه الآية، يأمر الله المؤمنين بأخذ ما يأتيهم به الرسول والانتهاء عما ينهاهم عنه، مما يعني أن اتباع النبي جزء أساسي من الإيمان.
سورة التوبة (آية 24): “قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ”.
تبين الآية أن محبة الله ورسوله وتقديمها على جميع المحاب الدنيوية واجبة، مما يدل على أهمية الإيمان بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه.
سورة محمد (آية 2): “وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ”.
هنا، يوضح الله أن الذين يؤمنون بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هم من تُكفر عنهم سيئاتهم، مما يدل على أن الإيمان برسالته شرط أساسي لنيل المغفرة.
سورة الفتح (آية 10): “) إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا”.
تبين هذه الآية أن البيعة للنبي صلى الله عليه وسلم هي بيعة لله، مما يبرز أهمية الالتزام بما جاء به النبي وأن من لم يؤمن به فقد نكث عهده مع الله.
سورة الفتح (آية 28): “هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا”.
في هذه الآية، يُظهر الله تعالى أن رسوله صلى الله عليه وسلم أُرسل بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، مما يدل على أن الإسلام بشريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الدين الحق الواجب اتباعه.
ما هو الإسلام في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم؟
يتأسس الإسلام في شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم على عقيدة التوحيد الخالص أي لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويتضمن الالتزام بالأركان الأساسية التي جاءت بها الرسالة، والتي تُعد أسس الإسلام.
يُعرف الإسلام بأنه الخضوع التام لله تعالى، وإفراده بالعبادة والطاعة، والإيمان برسالته التي بُعث بها محمد صلى الله عليه وسلم، والعمل بتعاليمه وأركانه.
تعريف الإسلام كما ورد في حديث جبريل:
جاء تعريف الإسلام بشكلٍ واضح في حديث جبريل عندما سأل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، فأجابه النبي قائلاً: “الإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً.” (رواه مسلم)
وبالتالي، الإسلام في شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتضمن:
الشهادتان: الإقرار بوحدانية الله وأن محمداً رسوله، ويعتبران المدخل الأساسي للإسلام.
إقامة الصلاة: أداء الصلوات الخمس المفروضة بانتظام.
إيتاء الزكاة: إخراج قدر معين من المال للمستحقين من الفقراء والمحتاجين.
صوم رمضان: الامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس خلال شهر رمضان.
حج البيت: زيارة بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً، مرة في العمر.
ويشمل الإسلام في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم أيضا:
الإيمان الكامل بأركان الإيمان الستة (الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره).
اتباع السنة: الالتزام بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من سنة وهدي.
الامتثال للشريعة: الالتزام بالأحكام والتشريعات التي جاء بها القرآن والسنة.
الخلاصة: الإسلام في شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو دين التوحيد الخالص، الذي يجمع بين الإيمان القلبي والعمل الجسدي، ويقوم على الطاعة الكاملة لله واتباع رسوله في كل ما أمر به ووجه إليه، وهو السبيل لنيل رضا الله ودخول الجنة.