كيفية كتابة رواية للمبتدئين.. نصائح في كتابة رواية ناجحة بطريقة أفضل..
رغم أن المحرر يساعد الكاتب، بل وراء معظم كتاب الغرب محررين فارهين، إلا أن أكثر العرب لا يحبون من يتدخل في نصوصهم! لذا فإن مهنة المحرر الأدبي – المساعدة في تحرير وكتابة رواية خيالية – غير موجودة في الوطن العربي، وما تقترحه دور النشر من تحرير قد لا ينبني على قواعد التحرير الأصيلة فتكثر فيه النواقص والأخطاء.
ووجود المحرر قد يساعد الكثيرين خاصة من المبتدئين في عالم الرواية، ويضع رواياتهم بل آفاقهم ومداركهم على الطريق الصحيح.
خطوات تحرير روايتك بنفسك
1- اجعل افتتاحية روايتك مشوقة أو غامضة لأن ذلك ما يشجع القارئ على مواصلة القراءة.
2- اقرأ روايتك بصوت عال فإن ذلك يجعل الأذن تستبعد الكلمات والجمل الغير مستساغة، ويساعدك على استكشافك لنصك بصورة أكثر.
3- اجعل شخصيات روايتك قليلة، متباينة الصفات، فذلك أفضل من جعلها كثيرة عائمة الصفات، وهو ما سيدفع القارئ إلى التشتت والملل.
4- ابتعد عن تكرار كلمات معينة في كل صفحة، فالتكرار نقص، واستعض عنها بكلمات مرادفة لها فاللغة العربية غنية بذلك.
5- قد تحتاج إلى تقديم فقرة وتأخير أخرى لتنضبط القصة، فلا تكسل عن فعل ذلك وإن كان مرهقا.
6- احرص على أن ينتهي كل فصل من فصول روايتك بنهاية مشوقة ترفع نبض القارئ، تعلم ذلك مما يفعلونه في نهاية حلقات المسلسلات.
7- لا تتردد في حذف صفحات أو فقرات تحس بأنها زائدة ومبنية على الثرثرة وضعف القيمة، فالأفضل أن تقتصد في الكلمات لتؤدي دورها على أكمل وجه.
8- اجعل حوارك مركزا بحيث يدفع بعجلة القصة إلى الأمام، وابتعد عن الثرثرة حتى إن كانت غير مملة، فذلك أفضل. خير الأمور أوسطها.
9- حقق التوازن في روايتك، فمثلا لا بأس بالقليل من الرومانسية إذا كانت القصة بوليسية، يعني أنك تحتاج دائما إلى أشياء أخرى من غير الموضوع الأساسي لتحقيق التوازن. أي إلى خلق تغيير وتجديد في الرواية فذلك مفيد.
10- لا تنس أنه قد توجد بعض الفقرات التي يستحسن إضافتها إلى الرواية لتتسم بالوضوح، أو لتضع القارئ في الجو المصنوع عبر ثنايا القصة.
11- اقتصد في وصف أبطالك فالناس اليوم أميل إلى المختصرات. إلا إذا كان الحديث عنهم باستفاضة – صفحة أو أكثر – يخدم النص من وجهة نظرك.
12- احرص على وضع نهاية جيدة لروايتك، فالنهايات هي ما يتبقى في ذهن القارئ.
13- دقق روايتك لغويا أو ابحث عمن يفعل ذلك، فلا يجوز أن تكون الرواية عامرة بالأخطاء اللغوية.
في الأخير:
ابدأ في كتابة روايتك، واستعن بأهل التجربة إن كنت مبتدئا، وستجد نفسك على الطريق الصحيح.
كتاب كتبوا رواياتهم بعد الخمسين واشتهروا
غالبًا ما يعتقد الناس أن لديهم رواية مكتومة بداخلهم، تنتظر الخروج إلى النور. لكن الواقع يُظهر أن الكتابة الروائية ليست بالمهمة السهلة، فتحويل فكرة إلى 80,000 كلمة متسلسلة وجذابة يُعد تحديًا بحد ذاته. والكثيرون يجدون أن الوقت لا يسعفهم بين مشاغل الحياة كالعمل، والدراسة، والعلاقات الشخصية، بالإضافة إلى الحاجة للراحة والنوم، مما يجعل كتابة الرواية تبدو كحلم بعيد المنال.
وهنا يأتي السؤال: هل فات الأوان لكتابة الرواية التي طالما حلمت بها؟
الإجابة هي لا. فقد أثبت العديد من الكتاب الذين لم ينشروا أعمالهم إلا بعد تجاوزهم سن الخمسين أن الإبداع لا يعترف بحدود العمر.
وهذه قائمة ببعض الذين حققوا الشهرة والنجاح في مرحلة متقدمة من حياتهم:
ريموند تشاندلر
لم يبدأ تشاندلر ملك القصة البوليسية، الذي كان يعمل في صناعة النفط، ثم تم فصله من عمله نتيجة المحاكمات الاقتصادية للكساد العظيم، كان تشاندلر عاطلا عن العمل وبدون دخل، وكانت فكرة جني بعض المال بالكتابة فكرة مجنونة. فقام بنشر رواياته بعد بلوغه الخمسين من عمره، مبتدئًا برواية “The Big Sleep”. وعلى الرغم من تحديات حياته الشخصية، استطاع أن يحول مسيرته المهنية إلى الكتابة، وأصبحت رواياته من بين الأكثر مبيعًا، وتم تحويلها إلى أفلام.
فرانك ماكورت
بدأ ماكورت، المهاجر الإيرلندي الذي عمل في مجموعة من الوظائف المختلفة، بكتابة مذكراته “أنجيلا آشز” في الستينيات من عمره، وفازت بجائزة بوليتزر. وقد عمل ماكورت عدة وظائف ذات رواتب منخفضة قبل نشره لرواياته. أمضى العقد الأخير من حياته ككاتب مشهور ، على الرغم من أنه نشر كتابًا واحدًا فقط (كتاب تيس عام 1999) ، وقد أصبحت دقة وصحة “أنجيلا آشز” موضع شك فيما بعد (إذ يبدو أن المذكرات دائمًا ما تكون إشكالية عندما تتواجه مع الحقيقة).
برام ستوكر
على الرغم من أن ستوكر كتب العديد من الأعمال الثانوية، إلا أنه لم يحقق شهرة كبيرة إلا بعد نشر روايته “دراكولا” في سن الخمسين، والتي لا تزال تطبع حتى اليوم.
وقد نشر روايته الأولى The Snake’s Pass في عام 1890 عن عمر يناهز 43 عامًا. ومع ذلك لم يلاحظ أحد ذلك. ثم نجحت روايته دراكولا نجاحا باهرا، واستمر طبعها لأكثر من قرن من الزمن.
ريتشارد آدمز
بدأ آدمز الذي كان يعمل موظفًا حكوميًا بكتابة قصته “أسفل الماء” في عمر الثانية والخمسين، وهي قصة بدأت كحكاية حكاها لابنتيه قبل أن تصبح رواية مشهورة.
وفازت القصة بالعديد من الجوائز، وتعتبر الآن من أهم قصص الأطفال في الأدب الإنجليزي. ولا يزال الإقبال عليها كبيرا باعتبارها قصة جميلة عن الأرانب.
لورا إينغالز وايلدر
عاشت وايلدر حياة مليئة بالتجارب فقد أثرت أزمة الكساد على أسرتها، وعاشت في بيت في الغابة الكبيرة أثر على خيالها. وبدأت متأخرة بكتابة سلسلة “البيت الصغير” في الخامسة والستين من عمرها، والتي أصبحت أساسًا لسلسلة تلفزيونية شهيرة عُرفت في السبعينات.
وكتبت في السبعينات من عمرها، وعلى الرغم من قصر مهنتها في الكتابة، فإن تأثيرها يبقى كبيرا حتى يومنا هذا.
من السهل أن تصاب بالإحباط، وتقوم بافتراض أنه إذا لم تكتب هذا الكتاب في تاريخ معين فسيكون الأوان قد فات. لكن الحقيقة هي أنه يوجد دائما وقت لفعل كل شيء، الوقت لا يكون متأخرا لفعل أي شيء يقدر عليه صاحبه، إلا إذا أخره هو بنفسه. فاطمئن، لا يوجد تاريخ محدد لتحقيق النجاح في الكتابة. الوقت دائمًا مناسب، عليك فقط الخروج من القوقعة وقلة الثقة. إذن نجاح كتابة الرواية بعد الخمسين أو الستين أمر ممكن.
يتبع..