💡حول امتحانات الباكالوريا
تُعدّ الباكالوريا (الثانوية العامة) أحد أهم مراحل التعليم في موريتانيا، حيث شارك في دورة 2023-2024 حوالي 47,217 مترشحًا موزعين على عدة شعب، أبرزها: العلوم الطبيعية، الآداب الأصلية، والرياضيات. وكالعادة، شددت وزارة التعليم على منع الهواتف المحمولة داخل قاعات الامتحان، مع تحذيرات صارمة تصل إلى إلغاء مشاركة المخالفين.
💡رسالة للمترشحين للباكالوريا
- افهم منهج الامتحانات، لا الحشو الذي في الدفاتر
كثير من مواد الباكالوريا، مثل الرياضيات، تحتوي على كم هائل من التفاصيل والنظريات التي قد تكون غير ضرورية للإجابة على أسئلة الامتحان. ركز على فهم القواعد الأساسية المهمة في حل التمارين، خاصة التي تكررت في امتحانات السنوات السابقة، والتي من المعروف أنها هي لب الامتحانات فهي معروفة. الأسئلة غالبًا ما تسير وفق أنماط محددة، والتدرب على الامتحانات السابقة، وسؤال الخبراء عما يهم هو مفتاح النجاح. - المواظبة هي مفتاح التفوق
اجعل المراجعة عادة يومية ولو لمدة ساعة أو ساعتين. الاستمرارية تضمن ترسيخ المعلومات في ذهنك. إن لم تبدأ مبكرًا، فابدأ على الأقل قبل الامتحان بثلاثة أشهر وركز على المواضيع الرئيسية. - لا تتردد في السؤال والبحث عن المساعدة
إذا واجهت صعوبة، اسأل أساتذتك أو زملاءك المميزين. الخجل من طلب المساعدة عائق لا داعي له. شارك في جلسات مراجعة مع زملائك المتميزين لتبادل الخبرات، واطلب من الخبراء تقديم نصائح حول الأسئلة المتوقعة فهي معروفة، لا تعتقد أن الحشو هو المهم، المهم هو معرفة منهجية الامتحان أي نوع الأسئلة المركز عليها فيه غالبا. - حلّ أكبر عدد من تمارين الامتحانات السابقة
الأسئلة في الامتحانات غالبًا ما تتكرر أو تتشابه في الأسلوب. احرص على الإلمام بأساليب حلها لتختصر عليك الطريق، وتزيد من ثقتك. - لا تهدر وقتك على التعقيد
تجنب التركيز على التمارين المعقدة التي تُعدّ غالبًا للإثراء الفكري فقط، فأسئلة الامتحانات تميل إلى التوازن بين السهولة والتحدي. ركز على الأسئلة ذات الصعوبة المتوسطة، فهي الأكثر احتمالاً للظهور، وهي لب الإمتحان 85% أو 100% أحيانا. - رياضيات الباكالوريا ليست صعبة، ولا الأصعب
رغم اعتبارها أصعب المواد عند الطلبة، فإن رياضيات الباكالوريا هي بداية الطريق وليست نهايته. تذكر أن المواد التي تراها معقدة الآن ستبدو لك لاحقًا سهلة مقارنة بمناهج الجامعة.
لذا العقلية مهمة جدا: إذا آمنت بانك قادر عليها ستكون القدرة عليها سهلة. أما إذا تعقدت منها فستصرعك.
ومن المهم معرفة أن الإستفادة من مقرب من أهل المجال أهم من قراءة كل كتب الرياضيات، وكذلك من الأساتذة المتميزين، وكذلك من أصدقاء الفصل التميزين، لكن كن ذكيا لاحظ المتكرر الذي يركزون عليه، واسال الأسئلة الذكية النافعة.
💡إصلاح التعليم: رؤية مختلفة
نظام التعليم الحالي يعتمد على الحشو وإضاعة الوقت في مواد كثيرة يمكن اختصارها في صفحات وسنين. فيمكن تقليص مدة التعليم من 14 سنة مثلا إلى 4 أو 5، وتخفيف الأعباء على الطلاب عبر التركيز على المهارات الأساسية كاللغات، الحساب، وعلوم الدين التي هي الأهم.
هذا سيتيح مساحة أكبر للفهم والاستيعاب، وبناء شخصيات صالحة متوازنة، ومجتمعات أكثر فهم وبركة.
💡رسالة للشباب بعد الباكالوريا
- النجاح في الحياة لا يقتصر على التعليم
النجاح في الباكالوريا ليس نهاية الطريق، والرسوب فيها لا يعني الفشل في الحياة.
يمكنك التفوق في مجالات أخرى عبر السعي والمثابرة كأن الباكالوريا التي صوروها لك كنهاية المطاف حتى رأينا بعض المساكين ينتحر أو يفقد عقله بسببها، هي كل شيء، في حين أنها لا شيء.
كم من واحد بلا أي مستوى في التعليم يتحكم بشركته أو مشروعه في كبار العقول. - ابدأ حياتك العملية مبكرًا
البدء بالزواج، لا تؤجله ولو لإكمال الدراسة، لأنه أهم منها دينيا وعقليا ورغبة.
ولأنه البداية الحقيقية لطريقك في الحياة، به تستعين وتتقوى وتكمل مسيرتك بأريحية وطبيعية.
الزواج يحصنك نفسيًا ويفتح لك آفاقًا جديدة من النضج والاستقرار، والعمل المبكر يعلمك دروسًا عملية لا تجدها في الكتب. - التجربة خير معلم
لا تنتظر الوظيفة أو الفرصة المناسبة؛ جرب مختلف المجالات، فقد تجد النجاح في مكان غير متوقع. الطريق نحو التميز يبدأ بالمبادرة والجرأة.
إذا لم تجد عملا بعد الباكالوريا أو اللسانس، فجرب بيع القماش مثلا، إذا كان فيه نجاح قد تصبح في المستقبل أكبر تاجر في ذلك المجال، وذلك خير من ألف وظيفة.
انت لا تعرف أين رزقك ولا غناك، فجرب أكثر من تجربة لكي لا تهدر الفرص، ولتقع في المجال الذي فيه نجاحك الحقيقي.
لا تنتظر الوظيفة، فما أدراك أنها ستأتي؟ والوقت يمر، ولو مر في التجربة ولو بخسارة، لما اعتبر ذلك ضياعا. - الشخصية القوية سر النجاح
ثق بنفسك، واجعل ذكاءك وجرأتك أدواتك للتغلب على التحديات. لا تهتم كثيرًا برأي الناس، فالأهم هو تطوير نفسك وتحقيق أهدافك.
💡خاتمة
مرحلة الباكالوريا هي محطة مهمة، لكنها ليست كل شيء. النجاح الحقيقي هو فهم دورك في الحياة والسعي لتحقيق أهدافك الدنيوية والأخروية أي مع التمسك بدينك وأخلاقك.
لا تضيع وقتك في القلق والتردد والانتظار بل اقتحم مثل الفارس؛ الحياة مليئة بالفرص، لكنها تحتاج إلى من يبادر لاستغلالها.