مجموعة خواطر عن الحياة والناس، اعلق فيها على بعض الأمور والتصرفات مبرزا الصواب من الخطأ حسب وجهة نظري.. مجموعة في صفحة واحدة، للإختصار وترك مساحة لما هو أفضل وأكثر فائدة.
تجد فهرست المواضيع في أسفل الصفحة، وهي قابلة للتحديث، مع الإشارة إلى التحديثات في الصفحة الرئيسية.
حول الناس والذنوب
من الناس من تتعدد أنواع ذنوبه، فتجده يزني ويسرق ويغش ويخون.. إلخ، ومنهم من يكون يؤتى من جهة الشهوة وحدها، فإن تزوج بنية إحصان نفسه بالإبتعاد عن الحرام كفاه ذلك، لكنك تجده في الغالب متوانيا مقيدا بالعجز والحسابات السخيفة التي ينسى معها تأييد ربه له، حفظنا الله وإياكم من كل شر.
فهل يمكن للواحد منا أن تقرر التوبة من كل ذنوبه الآن، وفورا؟! وترك كل ما فيه قلة حياء من ربه؟ هل يمكن الوصول إلى درجة غض البصر وعدم التفرج في الإنترنت على الصور والمقاطع الخبيثة؟
إذا قررت ذلك وصبرت شهرا أو اثنين أو ثلاث، سيكون بعون الله أفضل، وإذا تزوجت يكون ذلك أسعد، الزواج مباشرة بعد البلوغ أفضل، أما الإنتظار فضياع، ومن أسبابه مواصلة الدراسة السخيفة التي تنتهي غالبا 99% بالبطالة، فيصيع التعب والجهد البمذولين طيلة أحقاب الدراسة المضنية للطالب وذويه في آن واحد! إنه تعليم شيطاني لا خير فيه، والوظيفة التي يعد بها لا يتوفر منها إلا نسبة 1 لكل ألف شخص، والأرزاق بيد الله وحده، وقد تعهد بأن يغني من يتزوج إحصانا لنفسه.
نعم قد يكون ترك المعصية متعبا في البداية، لكنه ألم عابر إن صبر الواحد، وينتهي بنسيانها والخلاص من شرها وشؤمها، والعودة إلى الفطرة والطبيعة، والحصول على رضا الله.
أما إن لم يستطع الواحد، فعلى الأقل يجب ان لا تبالغ، لأن الكأس إذا فاضت، فتلك علامة على الإمتلاء، علامة على المبالغة في الذنوب، وهو ما لا تحمد عقباه.
ويجب تجنب السخط، ومن سخط فله السخط. مثال ذلك أن يغضبه شيء، فيفرغ غضبه في المعاصي معتقدا انها تريحه، ويبالغ في الفجور، فلا خير في ذلك. يجب تعلم السيطرة على النفس، والإنطلاق من فعل الصواب وحده.
احفظ فرجك، فالمؤمن يحفظ فرجه. وتب إلى ربك من الفواحش، فلا خير في ذلك.
والفاسدات كالسراب لا يمكن الإمساك به، ولا خير فيهن ولا سرور معهن.. تبدو الواحدة منهن مثيرة لأن الشيطان يزينها، لكن تحت ذلك العفن والقذارة، وقلة الخُلق والأصل، فلا تقع في فخهن. كلهن فاسدات، بلا جمال ولا أخلاق، ممتهنات، مر عليهم الآلاف فأفسدوهن.
لن تجد عندهن إلا الوقاحة والقذارة، وكل ما هو خبيث، وإذا استطاعت سلبتك نقودك وأضرت بك لأنها باحثة عن المال، وحاقدة على الناس.
قد تسمعك الكثير من التأفف بغير مبرر، أنت من دفع لها كل ما في جيبه.. تظل تتأفف وتنفخ وتزعق، كأنها لم تأخذ منك شيئا، فلا مقابل لأنها بلا كلمة ولا ضمير وأخلاق، وبلا فائدة أيضا، القرب منها وحده مؤذي!
وكل ما يعطى لها خسارة، مع كونه مهر بغي، ومع قلة رضاها به لقلة بركته عليها، فعجبا لمن يلهث خلفهن، ويترك الحلال وتقوى الله، نعوذ بالله من ذلك.
يصور له الشيطان ان الحلال صعب شاق يتطلب كذا وكذا، أما طريق الفساد الصعب حقا والشاق والمضني، بل والمهلك أحيانا، والعياذ بالله، فإن الشيطان يصوره كأسهل وأفضل طريق.
إحذر من تزيين الشيطان، فلا يزين إلا القبيح، ولا يقبح إلا الجميل، لأنه لا يريد مصلحة أحد من البشر.
وبعد أن تضع القحبة النقود في حقيبتها تفكر فقط في الخلاص، المهم عندها أن تربح بعض الوقت لكي تصطاد لها فريسة جديدة لتربح أكثر، فتنهب نقود المعطي ولا تطفئ نار عطشه. فتبخل بوقت يفترض أنه اشتراه منها، ويعضهن – كما في أوروبا الخبث وأمها أمريكا، تبيع الدقائق، 20 دقيقة ب 500 يورو! فيا لها من بضاعة صينية مزورة فاسدة غالية، يرغب فيها الشيطان ويزينها.
قارن ذلك بزوجة متوفرة لا خوف من الناس عند إتيانها، ولا خجل من ذلك، ولا وقت محسوب بالأورو، ولا غش ولا غدر ولا سوء نية وخبث كلام وعبوس وجه، إلا إذا كانت زوجتك حمارة.
تبدأ الفاسدة في التأفف، وتتلفظ بكلام غير لائق كأنك حجر مطروح على صدرها، بل قد تهددك مثل اعتى المجرمين! والهدف هو الخلاص منك في أسرع وقت، لأن النقود قد تم وضعها في الجيب.
إن السعادة والسرور المبحوث عنهما عند القحاب سراب، وحرام قبل ذلك، ومن يطارد ذلك الذباب فهو في ضنك وشقاء، فلا خير في الحرام ولا بركة.
والأليق والأرزن حفظ النفس من الوقوع في مثل ذلك، والتلطخ بشؤمه، حفظنا الله وإياكم من شره.
فبادر إلى الزواج، كن من أهل العزم، فالدنيا تؤخذ غلابا.
أكثر الناس دواب شيطانية تتحرك بحثا عن المنفعة بأي طريقة أو ثمن. يتحركون بأمر من شياطينهم وأنفسهم الجشعة الحسودة الحقودة، فلا تستغرب من تحول أحدهم أو إحداهن إلى شيطان قاعد في طريقك للتنغيص عليك، أو أذيتك بحسب الظروف وما قدر عليه، ذلك هو دور الشيطان الأكبر، وهو تابع له.
فلا تعطي الواحد من هذا النوع من البشر المزعجين فوق قدره.
لذا يلجأ البعض إلى طريقة ذكية، وهي خداع ذلك النوع بالنفاق من أجل السلامة من قرفه، فإذا كان محبا للعظمة نفخوها فيه ليرضى عنهم، ولا يخسرون شيئا لأنهم لا يدفعون من جيوبهم، فيسلموا قدر الإمكان من شره.
وأعتقد أنه من الغباء عدم القدرة على فعل ذلك مع الناس، لأن السيطرة بالعقل على الآخر امر مطلوب، لكن في إطار المباح، أي بذكاء، ودون الإضرار به. وذلك ليس من النفاق إن كانت نية صاحبه سليمة، فالحرب خدعة، هو تكتيك لأجل حفظ النفس من شر الآخر، او الربح منه بالمعقول، فلا بأس بذلك.
أو التصدق عليه بإرضائه بذلك الإشباع الكاذب لغروره أو أي شيء آخر، ألا ترى كيف يتملق الرجال العقلاء لنساء؟ ذلك ليس كذبا بل حربا، والحرب خدعة، والمهم هو اإنتصار في الأخير.
وذلك أفضل مع المؤذيين، بدل التناقر معهم الذي لن يزيد البريء إلا شقاء، لأنهم شياطين، لو لم يكونوا شياطين لما كانوا مؤذيين أصلا، فالأفضل الرضوخ والتعامل معهم بعقل بدل مواجهتهم إن لم تكن لها فائدة.
وأقل ما يؤذون به الواحد هو الإزعاج، إن وضعتك إحداهن – أو أحدهم – في رأسها، فلن ترتاح أبدا، لأنها فارغة وذلك هو تخصصها، وحربها يوقدها الشيطان في كل يوم، خاصة غن كنت تقيم معها أو تحت كنفها أو كنف إدارتها، فلا كلل عندها ولا ملل من ذلك، وحتى إن كنت مثقفا وعلمت أن مناقرتها مضيعة للوقت، فلن تعلم هي لأنها شيطانة، فاحذر من تضييع الوقت والجهد والراحة مع هذا النوع من البشر الذي أسميه “المترصد”، لسبب تافه، ومشكلة حلها بسيط، فإما أن تضعهم بحسن أخلاقك في جيبك أو تفر وتبتعد عنهم.
يشبه البشر مجموعة من أحجار الشطرنج لكل واحد منهم حركة يقدمها، عليكاللعب معها بحركة مضادة، بالعقل تحقيقا للسلامة والمصلحة، فهم يتضورون جوعا في سبيل تحقيق مصالحهم الأنانية، وقد يفعلون أي شيء من أجل الربح ولو كان أكبر ذنب! لذا يجب توقع ذلك منهم واتقاء لشرهم. فلا تنفتح كثيرا ولا تثق كثيرا، فتلك أبواب مفتحة للتسلل إلى عالمك وأذيتك.
لا تهتم بالبشر لدرجة صدور ردود الأفعال مبالغ فيها منك على ما يقومون به من أفعال غير محسوبة. فهم بشر وخطاؤون، فلا تهتم بوجودهم ولا بنظراتهم ولا بفضولهم ولا بأفعالهم وأقوالهم الغير محسوبة في أكثرها، فإنهم كالبهائم، بل أضل، لأن عقولهم مستحوذ عليها من طرف الشياطين، ويتصرفون وفقا لما يملء شهوتي البطن والفرج، والحافظ منهم هو الله وحده سبحانه وتعالى، فتعوذ به منهم وتوكل عليه، واترك الإهتمام الكثير بهم.
تجاوز كلامهم ونظراتهم وأفعالهم السيئة أو المزعجة، لا تغضب بسببها فهي تافهة مثلهم، سواء في ذلك حركات المقربين أو البعيدين منك، وستمر كلها في طريقها مثلهم، فتسلم من حرق أعصابك لغير فائدة.
انطلق من أن الدنيا دار ابتلاء ومنغصات، ليست جنة ولن تكون أبدا حتى بالنسبة للملوك، فما بالك بالصعاليك! انطلق من أنك لا تملك تغيير أي شيء فيها وسترتاح. فأفرغ بالك من ذلك الهم وسترتاح.
الناس هكذا، حتى الأنبياء لم يسلموا من شرهم وعبثهم وعنادهم وجهلهم وطيشهم وسخفهم، فهل تتوقع أن تسلم أنت؟ عندما سأل موسى عليه السلام ربه أن يسلمه من الناس، لم يستجب له، بل قال له هكذا خلقتهم. فهم ابتلاء علينا الصبر بينهم تأسيا بالأنبياء، وانظر ما فعل الكفار بالنبي صلى الله عليه وسلم، وسيكون لك في ذلك عبرة، وانظر كيف كان يتصرف معهم وستتعلم.
شرار الناس من بلغ بهم الخبث إلى درجة الأذية الكبرى كالقتل والإغتصاب ومثل ذلك، هؤلاء طينتهم من أخبث التراب، وهم قلائل في الناس، لكنهم موجودون، حفظنا الله وإياكم من شرهم، ويوجد من هو دونهم، مؤذي، كل حسب مرتبته في الخبث والتشيطن والجرأة على الله وخلقه.
الدار دار ابتلاء، إذا نسيت ذلك أو تناسيته ولم تعمل للدار الحقيقية السالمة من كل المنغصات، ذكرتك هذه في كل دقيقة بأنها ليست بدار يتوهم العاقل أنه سيخلد فيها أو يسلم من بشرها وشياطينها القباح، فاحذر من الغفلة، احذر من أن يكون كل همك بطنك وفرجك مثل البهيمة.
الناس يبنون ما لا يسكنون، ويقتلون وينهبون ويغشون ويخونون لأجل مسكن وأمراة قد تكون ساحرة، لا تقارن من قريب أو بعيد بالحور العين الموعودون بهم، امرأة – إن لم تكن جيدة، متكدرة كالماء الذي خالطه العفن، كئيبة نصف الشهر، وكثيرة الثرثة والأخبار التافهة في نصفه الآخر، تعتقد لتفاهة الدنيا أن من معها حتى إن كان ملكا طفل بين يديها، ويثبت لها هو ذلك في كل ليلة بحركاته البهلوانية المخجلة التافهة! فيا لدناءة أحوال هذه الدار، ويا لسخريتها من الرجال والنساء على قدر سواء. تجد الملك كلبا أمام أصغر جارية عنده، وتجد أعظم امرأة عنز عند ألأم العبيد.
إذا تأملت في نساء ورجال هذه الدنيا وجدت أقرب ما يمكن وصفهم به هو أنهم “مهرجون”، الحياة مسرح عليه بعض المهرجين الذين يقومون ببعض الحركات البهلوانية الغريبة والمضحكة أحيانا، والسالم من ذلك هم المتقون وحدهم.
يأتي الواحد إلى الدنيا وهو معدم حتى من سروال Silp يلبسه، فيكبر ويصارع لأجل الإستحواذ كل شيء، سواء عنده ما له حق فيه وما ليس له حق فيه، بعضهم يكذب وينافق ويحتال ويغش ويخون ويغدر بل يقتل وينهب أبوه أو أخوه في سبيل السلطة والمال والنساء، عياذا بالله! ثم في الأخير يخرج من الدنيا مثلما دخلها يوم ولدته أمه، بلا شيء. فعجبا لمن لا يبني قصرا في الجنة بالصبر والتقوى والصالحات، عجبا لمن يفضل بناء هذه الدور المتهدمة التي سيترك خلفه.
أظهر نفسك بمظهر الحكيم الرزين المثقف، واستخدم عقلك أكثر من عاطفتك، فبالعقل تدار الأمور لا العاطفة.
شخصيتك هي رأس مالك، فلا تتعتع أمام بائع في دكان، أو امرأة في أي مكان، أو أي أحد. لا تكن الدون، لكن بدون تناقر أو تجاذب وسفاهة، تجاهل المتجاذبين معك تماما، فهم كثر، وأكثرهم من المتكبرون والمعقدون والحاسدون حتى إن كانت أول مرة يرونك فيها.
وإذا كنت في سن متقدمة، فلا تعامل الصغير كالصاحب إلا في حدود، فذلك ليس تواضعا أو أدبا، بل ضعف. مع أن أجمل ما في الحياة هو الطفولة إن سلمت من المنغصات، والأبناء في مرحلتها هم زهرة الدنيا، أما عندما يكبرون فيتحولون إلى آلات شهوانية جشعة مذنبة إلا ما رحم الله، فيفقدون تلك البراءة، خاصة في هذا الزمن الذي يبدأ فيه انسلاخ الواحد منهم من الأسرة والقيم بسرعة – بسبب لاهاتف والإنترنت، بعكس الزمن الماضي.
ومع ذلك أقول لك أيضا غن خي رمن تصاحب هو الصغير لأنه بريء، لا نية قبيحة في قلبه تجاهك، ولا يحسدك ولا ينافسك، بل يعتبر رفعتك من رفعته، ويحدثك بكل صراحة ووضوح، ويضحكك ببساطته، ويسعدك بتعلمه منك، وإظهار رغبته في ذلك بعكس الكبير الذي قد يكون أجهل وأضل من حمار أهله، ولا تعرف طريقا إلا مجرد قبول للكلام معك عن العقيدة مثلا، مع ما في ذلك من نفع له! لذا عندما يكبر الناس يفسدون إلا ما رحم ربي، وتبقى أهم علامة لتمييز الصالحين منهم، هي التقوى ومعرفة الله.
شخصيتك هي رأس مالك، والعزلة تدمرها وتدمر خبراتك، فاخرج للناس، ناوشهم بعقلك واستمتع بذلك، تحدث مع هذا ومع تلك بدون حدود، واضحك واسعد، لا تكن منغلقا على نفسك، فلا خير في الإنغلاق!
وفي كل خروج تجد في طريقك شيءا جديدا، قد يكون ربحا أو زوجة أو صديق عزيز، الخروج مغنم.
انفتح على الناس بدون مبالغة، وحقق منافعك دون أذية لأحد، ودون خوف من أحد أو اعتباره حجر عثرة أمامك. فذلك يصقل تجاربك، ويعلمك التصرف القويم. والناس في معظمهم بسطاء، يحبون سليم النية، والمعرفة تزيد ولا تنقص.
ولا تخرج إلى الناس إلا بهندام محترم، فبدونه لن يحترمك أكثرهم. الهندم هو المظهر الذي يريدون، فهم يرتاحون للقوي الغني أو لنقل للقوي النظيف حسن الهيئة أكثر مما يرتاحون للمتردد المهمل لنفسه.
صدقني، رغم ما في الناس من شر كامن، إلا أن الإستمتاع بالخير الظاهر فيهم أمر مبهج ومسعد إذا استطاع الواحد حفظ نفسه من شرهم،والشر موجود في كل مبتعد عن الله، لكن من توكل على ربه واستعان به لن يضره شيئا.
اترك عنك السب والشتم والإعتراض، إلا الإعتراض على البدع ونصرة الدين، فهذا ليس نصيحة لله ورسوله والمؤمنين، وفيه الأجر العظيم، ولابد منها.
أما غيره من الإعتراض والمشاحنة كما ترى في البعض، بعضهم ينتقد الفنانين، والبعض ينتقد الحكومة، وآخرون ينصبون انفسهم قضاة على الناس، يتابعون مصادر أموالهم بل يتهمونهم ببيع المخدرت، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا! ولا خير في ذلك كله، فليس بيد أحد تغيير أي شيء، وليس له إلا محاولة النجاة بنفسه من الشرور المحيطة به، وهو ما عليه فعله قدر الإمكان، وأرض الله واسعة إن ضاقت عليه أرض، لكن ليكن ذلك مع التوبة النصوح والتوكل على ربك، وتطهير القلب من الشوائب لتحل البركة.
بعض الناس معقد، وذلك مرض نفسي، والأمراض النفسية خطيرة لأنها تحول البعض إلى وحوش، فتجد المتكبر المستعد لفعل كل نقيصة ما دام شيطانه يوسوس له بها. فماذا يمكنك فعله تجاه ذلك؟ لا شيء، ابتعد فقط، لا تقع في فخ الصدام معه، ولا في فخ النصح له، يكفي التأذي بحركاته، وإذا كان ذلك من بعيد فاحمد الله.
وفي أكثر من تلاقيهم من الناس نقائص وطبائع خبيثة يخفونها تحت ثيابهم، فلا تنخدع بكلامهم المعسول خاصة المجاهيل منهم، بادل الواحد منهم بكلام معسول، وكن يقظا فطنا، ووثق لكي لا يخدعوك ويسرقوك.
ومن يخرج منه كلام معسول خير ممن يبخل به، حتى إن كان محتالا، والناس جميعا غير مضمونين المنافق منهم والعابس، لأنهم محاطون بأنفسهم وشياطينهم، والدنيا دار ابتلاء قليل فيها من يسلم من النقائص والخطأ، ينتظرون فقط الفرصة ليسرقوا أستار الكعبة إن خلوا بها! لا يمنعهم من ذلك إلا التقوى وحسن التربية، فمن تأكدت أن هاتين الخصلتين ليستا فيه فاحذره، خذ منه وجهه البشوش لكن دون الإغترار به، بادله بالمثل، واستكف بذلك، فإذا كان خفيفا لبقا فذلك أكثر من كافي، فهو لن يدفع شيئا من جيبه، لا هو ولا أكثر الناس.
وإن سرقك فأنت السبب لأنك أقرضته مبلغا كبيرا، فلماذا تعطيه الفرصة لذلك؟ ابق معه في حدود تلك اللباقة في المقهى أو السوق، ولا تتجاوز حدود الضحكات، فذلك قدره.
والمقهى خير من إدخالهم المنزل، خاصة بعد تعقد المدينة بالتحضر الغربي الذي لا يجلب إلا الخبائث والسوء، والذي أفسد الناس، لذا لا يدخلون لمنازل في أكثر الدول العربية كالمغاربية مثلا، ويضعون لهم مكانا مخصصا في دول الخليج بحيث لا يختلطون بالنساء لما قد ينجم عن ذلك من فساد. إذا كان صاحبهم الذي يعزمهم في كل يوم ويتكرم عليهم، على خطر من أكثرهم، فما بالك باالمرأة التي فيها الشهوة، والشيطان حاضر؟!
تزوج فالزواج لابد منه إذا أردت الراحة والإستقرار، بدونه لا يمكن لحياتك أن تكون سوية، ومن زعم ذلك فهو كذاب، لأن الضعف الغريزي سيسلط عليك شياطين الأرض كلها. فتزوج التي تليق بك من ذوات التربية والأصل، واحذر من خضراء الدمن، فالبيئة خطيرة، ومن تربى أمام والدين يأكلان من ضرب الطبول وهز الأرداف، قد تفسد تلك الطبول مشية أخلاقه، وكذلك أي شيء وضيع آخر، لذا تجد المجتمع يحتقر بعض أصحاب المهن أو الأعراق، ليس بغضا فيها، بل لأن الغالب على الخارجين من بئتها هو الفساد، وهذا واقع ومجرب. فلا يجب الإستهانة بتجربة المجتمعات مثلمثا يفعل بعض المثقفين، مع العلم أن الصالحين من الناس موجودين في كل البئات والأعراق.
لكن مع العلم أنك لا تعلم الغيب، فإن كانت الزوجة جيدة فجيد، وإلا فهي ليست شرطا، المهم أنها ستغنيك عن الذنوب، إن اكتشفت أنها لا تصلح لك فاتركها وانتقل لغيرها، وستنتقل لغيرك، فالدنيا مجرد سياحة وتجوال.
المهم هو اغناؤها لك عن الذنوب، فذلك بلا ثمن، فهي موجودة في الوقت الذي تشاء، وحيثما تشاء، وكيفما تشاء، فهل يقارن ذلك بقرف العاهرة الذي ذرنا من قبل؟
وأنت صاحبها الوحيد وهي صاحبتك الوحيدة، هل تقارن مثل ذلك بفاسدة تتخفى بها بعيدا عن أعين الناس في غير أمن وراحة أو حتى بهجة، وهي أصلا غير نقية النفس ولا البدن، وقد مر عليها العشرات قبلك وسيمرون عليها بعدك.
لابد من إحصان النفس، فبدونه يظل الشيطان يفسد عقلك، ثم دينك وأخلاقك وحيائك، ولن تسلم منه حتى في رمضان! سيأتيك من باب الشهوة لتنظر نظرة أو تلمس لمسة يضيع فيها عمل الشهر كله.
بالزواج تحصن نفسك وترتاح من مشاكل الشهوة على الأقل، لتتفرغ لمشاكل الناس يا أخي. ومن كانت مشكلته فقط في الشهوة فليتزوج وسيكون رجلا صالحا، لا يؤخر ذلك، لأن عدم الكذب الغش وأكل الحرام وغيرها، خصال جيدة، لكن إذا حاذتها ذنوب الشهوة كان للذنوب حضورها الغير مرغوب، ولم يكتمل للواحد دينه ولا علمه ولا حياؤه من ربه.
فلا تنظر إلى العوائق والناس، المهم هو الزواج والإنجاز. ضع كل العقبات جانبا فأكثرها مجرد أوهام يلقيها الشيطان وشياطين الإنس التابعين له، أمامك، فاقتحم كالفارس المغوار، وعش لحظتك، فالأمور في هذه الحياة تؤخذ غلابا لا بالتمني والآمال، ولاجلوس في الإنتظار، ولكل مشكلة حل، أو لا، الدنيا هكذا، المهم عشها بالتقوى فهي مفتاح السعادة والفرج أما غير ذلك فغير مهم مهما ظهر لك عظيما.
لا تكبر الأمر عن قدره، الزواج راحة وسلامة عقل ودين، إلف لك وحدك لا يعترض عليك أحد فيه، ولا ينافسك فيه، وقد يكون أحب خلق الله إليك، فإما سعادة ووفاق، أو خلاف وفراق، هكذا هي الدنيا، الأمر أقل من أن يكبره الواحد عن قدره ككل أمور الدنيا التافهة.
الزواج هو وسيلة الأمان من خطوات الشيطان والمغريات، أو على الأقل التقليل منها بتجنب الفواحش، فالفاسدة ليست بديلا للصالحة، ولا يمكنها أن تكون كذلك، لأنها أولا غير واضحة، متسخة الأجواء والثياب، كيف تكون واضحة وطبيعية وقد عقدتها نفسها الأمارة والشياطين من الناس والحياة.
كذلك قضاء الوطر منها عذاب، فهي بحسب الظروف، قد تكون غير مستعدة أصلا لكن تقبل ذلك لأجل النقود، وعندما تضعها في جيبها ترفس الواحد وتسبب له المشاكل.
وهي غالبا متعبة منهكة مبتذلة قذرة خائنة عشاشة لصة، مر عليها الكثيرون. تكره جميع الرجال بل كل البشر، والبراءة منها براء، وخروجها ليس للمتعة بل لجمع النقود والإفساد في الأرض فقط. لأن البعض يكتفي بفعل ما دون الزنى، ويعتقد أن ذلك أمر عادي، وهو ليس كذلك، هدانا الله وإياكم للصواب، وجعل التقوى أساس أعمالنا.
فكن صارما في ترك الفواحش فلا خير في القحاب لكآبتهن وتكدر أجوائهن، ولا يردن إلا مالك فكأنك غبي ينفقه عليهن بلا مقابل، والواحدة منهن كذابة ومحتالة هدفها الأول وضع أكبر قدر من المال في جيبها، ولو بدون تقديم مقابل، وإن قدمته يكون ناقصا أو متكدرا عكرا، فيفقد المقبل عليهن ماله ووقته وجهده وراحته، ويرجع من عندهن تمرهق مهموم خاسر لنقوده وجهد وماء وجهه ودينه، إضافة لأهم شيء وهو قلة حيائه من ربه المطلع عليه في كل مكان، هذا إن لم تقبض عليه الشرطة وتكون فضيحته بجلاجل!
مع احتمال وقوعه في أعراض الناس، فقد يكون لها أولاد أو إخوان، فيكون متعديا على حقهم، فلا خير في الفاحشة.
لكن غن سألتني فإني أقول لك ابتعد عن المرأة المتكبرة، ابتعد عن المرأة المسترجلة، المرأة الزعاقة القليلة الحياء، فتلك ليست شخصية قوية بل بلاء عليها وعلى رجلها وأبنائها، فهذه كالمحارب، والمراة خلقت لتكون تابعا لا فارسا مقتحما!
اتبع قانون التوازن، حافظ على المسافات بينك وبين الناس، لا تبالغ ولا تندفع، ولا تعطي أي موضوع أو أي شخص أكبر من حجمه، فذلك قد ينعكس عليك سلبا. لا تعط كثيرا ولا تحب كثيرا ولا تهتم كثيرا بأي شيء، قف في منطقة وسط.
اخرج للناس دون شعور بوجودهم، انظر بين قديمك واهتم بهاتفك مع ملاحظتهم، واجب من يكلمك بأدب ورزانة.
تأمل فيهم وستجدهم مندفعين، لا يحسبون أي حساب لما حولهم، ولا يتعبون أنفسهم بالتفكير في أي شيء، حتى العواقب لا يحسبها أكثرهم، ويسلمون غالبا لأن المصائب أقدار، وهي قليلة، ومن يتعوذ منها لا تصيبه بعون الله.
فلا تحسب حسابا لكل شيء، إذا دخلت مطعما لا تشغل نفسك بالتفكير كيف يراك الآخرون، ولا تدقق فيهم أو تبحث عنهم، خاصة النساء، فكأنهم غير موجودين، وبهذا تكون طبيعيا، يمكنك التشاغل بهاتفك أو خفض بصرك فقط.
وهل يلاحظك الآخرون مثل ملاحظتك وخوفك منهم؟
لا، إذا فعلوا ذلك فاعلم أن الذي يحدق فيه الناس هم القردة أو الملوك، فأيهما أنت؟
لا تهتم بمن ينشغل بك وبما تفعل، ولا تنشغل به، ولا تهتم لوجوده أصلا، فكأنه غير موجود، لا تبادله النظرات الحادة، ولا تكلمه بكلمة وإن وجهها إليك. وسيمضي في طريقه، وتمضي بما معك من ربح.
إنهم في المقهى أو الملهى، لا يفكرون في غير أنفسهم، وفي ما يريدون فقط، فكن مثلهم، فإن تثاقل الواحد منهم أو تحاسد، فاتركه يتنطط مثل القرد في ركنه، ولا تعره أدنى اهتمام، بل تعوذ من نظراته وتجاهله تماما، لأنك فوقه لا تحته، لولا ذلك لما ركز عليك، وهو حر في عينيه.
وإذا دخلت مكانا فيه فرح، فلا تفكر في غير الفرح بين الناس، أما كيف تعجبهم أو ترضيهم أو تتجنب ما يمكن لنظراتهم أن تلاحظه فيك، لتكون مثاليا بينهم، فلا تهتم به، فليس فيهم من هو مثالي بل هم مجموعة من الدواب المتأنقة التي تترافس، بالعكس فكر في التأنق أكثر لتظهر بينهم لا لتعجبهم، ولا تخشى من نظراتهم وهالاتهم، فحضورهم تافه، يجب أن تكون نفسك هي رقم 1، وهذا حقك، لكن كما قلنا بدون مبالغة او أذية لأحد.
الأفضل عدم التفكير في الناس بتاتا لا بالإيجاب ولا بالسلب، والإعماد على معوذاتك وحفظ الله لك. وتجنب الغضب لأن معناه أنهم أثروا فيك، وأنك تعطيهم قيمة ومكانة، فانطلق من أنهم حيوانات سائبة لا يمكنها إلا الخطأ، وإذا تجاهلت أخطائهم تلك ربحت الراحة والسلامة.
الناس مبتلون في الدنيا بأنفسهم وشياطينهم، فهم أصلا غير متحكمين في أقوالهم ولا أفعالهم، فطنش وتجاهل وتجاوز، لا تقف عند مسرحياتهم الشيطانية لتشارك فيها بالرد عليهم أو معاملتهم بالمثل، أو محاولة التصحيح لهم بغضب او بغيره، اتركهم عنك فلن تستطيع تصحيح أي شيء، وذلك ليس دورك، لكن تكلم عن الدين والقيم لكي يعتبروا طاعة لربك.
واعلم أن النقد غباء، فالفاعل يفعل ما يفعل لغرض في نفس ولشياطينه، لا لكي يتعلم من النقد أو التصحيح، فأغلبهم يخطئ وهو مقنع نفسه بأنه على صواب، وبأسخف حجة، فمثلا قد يخون الواحد غيره أو يسرقه أو يبيعه للعدو، لمجرد أنه اعتقد وهما أنه نظر إليه شزرا.
ولا تنس أن تعليم الأحمق يزيده حمقا، ويزيد أثر حماقته فداحة.
وهذا النقد فيه الكثير من الشرور، فمثلا انتقاد من لم يكلمك من المسؤولين، من أنت لتتنقده أو لتتهمه بالسرقة مثلا، هذا قد يقوده أو يقودك إلى عالم الجريمة، فلا خير فيه.
ومع الغرباء، حافظ على مظهر ورزانتك، وكن بسيطا في طرحك، لا تفرضه، ولا تنتقد للتصحيح فلن تهدي من شئت، مهمتك هي العرض فقط، لا تكرر، وتصر على إفهام من لا يهتم أو يستفسر، فمعنى عدم استفساره هو عدم اهتمامه فلا تتعب نفسك بالتكرار.
ضع غيرك على الطريق بعرض الحقيقة التيتعرف أمامه، وبإيجاز واختصار، واترك سليمي القلوب منهم يختارون الصواب، وانصت كثيرا فأكثرهم يريد أن يعبر عما في صدره فقط، وإن كان المجلس مجلس أنس فلماذا تحوله إلى مجلس علم؟ خاصة إذا كان من فيه غير مهتمين بعلمك اصلا.
لا تؤاخي ولا تصاحب أهل المصالح، وكذلك المجاهيل الذين لا تعرف، بل أظهر لهم من البداية أن هدفك هو قضاء مصلحتك على أكمل وجه فقط، ولو عكر ذلك مزاجهم، فذلك حقك، كما أن الغش والكذب والخداع عندهم حق، لا يستحيون من إظهاره في حركاتهم وسكناتهم، فكيف تستحي أنت من الحق، وهو الدفاع عن مصالحك وقضاء حوائجك وغاياتك على أكمل وجه بالتوثيق وإشهاد الشهود وأمثال ذلك.
اصبر على قضاء مصلحتك، لا تتعجل، ولا تستحي من سؤال أكثر من واحد.
ولا تستح أبدا من السؤال السخيف أو الساذج، فجهلك بأي شيء سيقودك إلى طرح سؤال سخيف عند العالم به، فغذا استحييت من طرحه فلن تتعلم، وهذا الكلام موجه إلى الطلبة بالخصوص، فاحيانا يكون الطالب خجولا، فيقول لنفسه إذا طرحت على أستاذ الرياضيات هذا السؤال سيضحك ويضحك من في الفصل، لكن لا يعلم أنه إذا لم يطرح ذلك السؤال السخيف فلن يأخذ بداية خيط علم تلك المسألة أبدا، إذت يجب طرح السؤال إذا تبادر إلى الذهن مهما كان، لأنك تحتاج إلى الجواب، وستحصل عليه فتتعلم ولو ضحك كل من حولك، ومع الوقت والتدرب على طرح الأسئلة ستصبح أسئلتك أقوى شيئا فشيئا حتى تسبب للأستاذ ومن في الفصل العبوس بدل الضحك، وبهذا تصل لقمة العلم في تلك المسألة.
ونفس الشيء ينطبق على المجال الديني وكل مجال.
علم نفسك وابنائك أن يسألوا، فالسؤال هو العلم كله. ومن الطبيعي والبديهي أن تكون أسئلة الجاهل بالشيء سخيفة، لكن الشيطان قد يدفع بعض من يعلم بالمسألة إلا الضحك من ذلك السؤال، لكن الفائز حقا هو من يضحك في الأخير. والمهم هو ربح الجواب في الوقت المناسب.
انطلق في السوق من مكر التاجر، أولا بغشك في السعر، ثانيا بدس مادة غير جديدة لك، ثالثا بدس ماركة دون الجيدة لك. فاسأل عن الماركات أولا قبل السعر، أو عنهما معا من عدة باعة. وانظر المادة التي تشتري فإن كانت قديمة مثلا الفستق القديم، فلا تأخذها، بل ابحث عن الجديد فقد يكون موجودا، لا تعتقد ان الكل سيان، ومن لديه قد يرفع سعره، فذلك حقه إن كانت الدولة لا تنظم الأسعار، ويجب عليها ذلك، فيعتقد المغفل أنه يغشه برفع السعر، ويسارع إلى شراء الرخيص فيكتشف أنه المغبون، لكن يمكن المساومة، ولابد منها مع التجار لأنها تقلل السعر ولو بنسبة قلية خير من اعطائها لهم، فإذا رفع أحدهم سعره فانظر إلى المادة هل تستحق ذلك، يعني هل هي جديدة أو مميزة، فقد يكون ذلك هو السبب، فساومه للربح منه او انتقل إلى غيره بحثا عنها، ولا تستعجل بشراء الرخيص الذي قد يكون قديما أو تالفا أو غير نافع.
اترك عنك الإهتمام بالناس وأولهم المقربون منك، فلا تشغل بالك بسلبياتهم، فهي شأنهم، ولا تظهر لهم أنك متأثر بهم، فالإنسان الخبيث أو الغير سعيد يثبت وجوده بالتنغيص على الآخرين مثل الشيطان الرجيم فذلك ربحه، وبئس الربح.
أما الإنسان السعيد البريء فلا وقت لديه لذلك لأنه يعرف أنه لن يربح من ورائه شيئا. مثال ذلك من في الشارع يحملق في الغير أو يزعجهم بأي طريقة كانت، هذا شخص معقد خبيث، وبذلك يغذي نفسه، فتجاهله أفضل. وأحيانا يكون مجنونا ينظر وهو لا ينظر، فإذا قلت له إلى ماذا تنظر، قال: هل أنظر إليك أصلا؟ فتجاهل الجميع.
نصائح:
كل عقبة أو مشكلة أو تحدي عبارة عن درس ومنفذ لشيء جديد قد يكون مربحا أو مريحا أو هما معا.
وسع مداركك بالقراءة والتلخيص في العقيدة والدين إلخ.
المواظبة على الأعمال المهمة، وأهمها الدين والتقوى. الأشياء العظيمة تأتي في كثير من الأحيان من مجموعة من الخطوات الصغيرة والمتسقة المتواصلة.
العمل بحيوية مع اعطاء النفس فترات راحة كبيرة، لأجل الفعالية والعمل باندفاع ومتعة وإنجاز. وبعد أن تتقن مجالا، اعمل بذكاء لا بكل الوقت، يعني وقتا قليلا لعمل متقن، والكثير من الراحة فهي ربح.
وعند العمل ابدأ بما يجدي ويدر الربح والفائدة، فقدمه على ما لا يجدي من أجل ربح الوقت والجهد. أي ركز على المفيد وابتعد عن تضييع الوقت بالتوافه..
المواظبة مع التقوى تؤدي إلى الفوز والفلاح
فحفظ القرآن مثلا، يحتاج للترديد والتكرار أي للتمرين المتواصل الغير متقطع لأن التقطع يضيع التعود على الفعل، ويجلب النسيان والتراخي.
كذلك التعود على كل الصفات الحميدة، كالهدوء، وكبت الغضب، إلخ، لابد فيه من التمرين أي تكرار تلك الأفعال بالمواظبة عليها دون تقطع.
وعندما يتعود الجسم على تكرار فعل والتمرن عليه، يبدأ في تنفيذه أوتوماتيكيا.
جرب الاستيقاظ لصلاة الفجر مستخدما المنبه لمدة أسبوع متواصل، وستجد نفسك غني عن المنبه. وقل مثل ذلك عن كل شيء نتعلمه أو نطبقه، يجب التمرن عليه لتعويد النفس عليه فعله وللحصول على نتائجه المرجوة.
حتى الحديث في اليوتيوب أو في حشد، يبدأ بالتردد والتلعثم ثم ينتهي بالخبرة في الإلغاء إذا استمر صاحبه عليه، لأن الشخص يتمرن عليه.
الطريقة الأولى تدخلك في أجواء القرآن وتدمجك به، وتعلمك تلاوته وتثبيت ما حفظه.
إذن الإهتمام بأي شيء يؤدي إلى المواظبة عليه وبالتالي الإستمتاع بفعله فيما بعد لأنه يصبح سهلا وعادة وذا نتائج، مهما كان..
إذا أحببت قراءة القرآن ستكون مهتما به، وستواظب عليه، وستقرر حفظه.
والمواظبة هي المراجعة يوميا ولو لمدة خمس دقائق، ذلك ما يجعلك تحفظه بعون الله.
لا بد من المواظبة لأن القرآن يتفلت سريعا، وتركه بسبب المشغلات لن ينتهي، فالحياة كلها مشاغل فلا تترك الأخيرة تحول بينك وبين الشروع في حفظه وتلاوته.
ويجب حفظ القليل حتى يتم اتقانه، ثم الإنتقال إلى التالي ولو بضع آيات، مع المواظبة بالمراجعة الدائبة كلما سنحت الفرصة، فالتكرار هو الذي يثبته.
وعندما يتكرر خطأك في آية ما، فتلك علامة على أن حفظك لم يتم، فيجب إعادة الحفظ من جديد، وإعطائه وقتا بالتكرار ليثبت في الذهن، ومن الجيد عند المراجعة اتباع طريقة الحدر، وهي التلاوة المسرعة لكي تتمكن من مراجعة الكثير في وقت قصير (طريقتي عكس هذه، فأنا أراجعه بهدوء للإستمتاع به والتدبر)، لأن قراءة الجزء الواحد تستغرق 25 دقيقة تقريبا، وكلما كانت القراءة سريعة كلما راجعت أكثر.
ويمكن البدء بأي جزء تشاء، ليس شرطا البدء من بداية المصحف.
غير نظرتك إلى الأمور
لا تستقيل
معظم الذين يفشلون يستقيلون بسرعة! يستسلمون للظروف بسرعة بدل التأقلم معها، فلا تستقيل..
واصل الطريق مهما كان، وكن مرنا في تتفادى العقبات التي تواجهك، وستصل سواء أكان ذلك في بناء تبنيه أو مشروع تطلقه أو عمل تنجزه، أهم شيء هو الصبر والمواظبة، وعدم اليأس والقنوط بسرعة.
حكمة
إذا كان الإنصات للناس من الأدب، فإن عدم تصديق كل ما يقولونه من الحكمة..
فلا تصدق كل ما يلقى إليك الآخرون فأكثره كذب وتفاهات، استخدم حدسك، وانطلق من الشك حتى يثبت العكس، وإلا وقعت في فخاخهم الكثيرة، فالتاجر والمستفيد والمروج والإعلامي وشيخ الضلال يحاول التأثير عليك بالكلام المعسول المدعم بالأقسام الكاذبة والكثير من الثرثرة والحركات الدعائية لتقبل كلامه وبضاعته، فلا تصدق كل ما يقولونه..
من كان الناس عنده سواء فليس لعلته دواء
الناس ليسوا سواء، ولن يتساووا أبدا لا بالديمقراطية الخسيسة ولا بغيرها.
فهل يستوي الكريم واللئيم؟
هل يستوي الغني والفقير؟
هل يستوي الرجل والمرأة؟
هل يستوي العالم والجاهل؟
هل يستوي الحاكم والمحكوم؟
هل تستوي ابنة الكرام وخضراء الدمن؟
هل يستوي المتقي والمذنب؟
لا ترتكب خطأ التحضر السخيف الذي يجعل الواحد يعتقد أن الناس كلهم سواء، وأنهم ملائكة فليسوا كذلك ولن يكونوا أبدا.
لا تظلمهم وفي نفس الوقت ضع كل واحد منهم في مرتبته فهم يتمايزون بالتقوى والعلم والمراتب والتربية والنسب إلخ.
هل يمكن معاملة صبي فراش معاملة المدير؟
ضعهم في مراتبهم وانطلق من أن لكل مقام مقال لتنجح في معاملتك معهم.
ولا تكن حييا مثل العذراء مع الجميع، معتقدا أن ذلك أدبا وتواضعا وما هو به لأن التواضع وسط بين الإفراط والتفريط، فزيادته سلبية وكذلك نقصه.
وبعض الناس يتطلب خشونة من أجل السلامة من غشه وشره، فلا تكن مؤدبا أكثر من اللازم مع من لا يعتبر ذلك (وهي الأكثرية).
غير تفكيرك ونظرتك يتغير حالك
معتقدك في أي شيء هو الذي يحدد تعاملك ومدى نجاحك فيه، فإذا اعتقدت أنك طفل وتصرفت بناء على ذلك، فستبقى طيلة حياتك طفلا، والرجل الطفل هو الذي لا يريد أن يتصرف كرجل..
كل ما حولك ينمو ويتقدم نحو الأمام، ويتغير، فإذا بقيت في مكانك فستتغير، لأن التغير حتمية، ولكن بدون تحقيق أي نجاح..
فاخرج من قوقعة أفكارك الحالية إن كانت لها نتائج سلبية، والتقط الفرص الكثيرة التي ترتمي في طريقك، فهي منه، تنتمي لعالمك وإلا ما وُجدت أمامك.
ارم بنفسك عليها وتمكن منها وإلا ضاعت وربما إلى الأبد.
اقفز على من يقدر على مساعدتك، وساعد غيرك، وافتح بيتا ومتجرا ليكبر البيت والمتجر، وافعل ذلك على أساس الدين لأن البيت والمتجر زائلان أما الجنة فهي الباقية..
لا تبقى في مكانك مكتوف اليدين دون فعل أي شيء، منتظرا أن يتغير كل شيء نحو الأفضل دون بذل مجهود منك، فالسماء لا تمطر ذهبا..
إنك بحاجة لأن تنمو كشخص، لأن ما حولك ينمو، فلا تبقى في مكانك منتظرا أن يتغير كل شيء وأنت ثابت لا تتغير، فالمنحنى له صعود حتى يبلغ الأربعين ثم يبدأ في الهبوط..
إذا اعتقدت أنك لن تنجح في بزنس ما، فإن الفشل سيصاحبك لأن إيمانك بالقدرة على النجاح معدوم..
فلابد من تحدي النفس الأمارة والمعتقدات الخاطئة، لابد من السير عكس تيارها، والمقاومة والتعلم من التجارب والبحث عن الحق لتحقيق ما تصبو إليه..
وكما جاء في القرآن، لابد من تغيير النفس أولا قبل أن يغير الله تعالى الحال، وأول تحدي وتغيير مهم وأساسي لكل نجاح هو تعويد النفس على اتباع الصراط المستقيم، ومقاومة العوائق المبثوثة في طريق الإبتلاء، ذلك هو النجاح، وتلك هي السعادة والرضا، حتى إن كان المتقي أفقر الناس لن تجده إلا مبتسما راضيا مقاوما لشياطين الإنس والجن، عارفا بحال الدنيا، منطلقا من كونها دار ابتلاء لا جنة مثلما يعتقد بعض أهلها، فما أضيع وقت وجهد من يعمل على بناء دورها ناسيا دار الآخرة.
إن اعتقادك فيما حولك، هو الذي يحدد مآله، فإن آمنت بأنك لن تنجح في أمر فلن تنجح فيه، وإن اعتقدت بأنك عاجز عن فعل شيء فلن تقدر على فعله، ولو كان أبسط الأشياء، وإن اعتقدت أن شخصا ما هو سبب تعاستك وآلامك، فلن تتحرر من قيوده الثقيلة بل سيعمل على زيادتها إن لاحظ أنك ترميه بتلك التهمة!
وإن اعتقدت بأن جسمك ضعيف، فلن تقاوم الأمراض، وهكذا..
لا تعتقد أن التغير نحو ما تريد أمر بسيط.. فمقاومة النفس الأمارة والشيطان أمر ليس بالسهل، بل هو امتحان الدنيا الصعب، ليس مجرد كلام بل عمل قد يكون شاقا، يسر الله لنا ولكم النجاح في كل أمورنا ولجميع المسلمين..
كذلك بناء بزنس من الأساس ليصبح مربحا، أمر ليس بالسهل، لابد فيه من الجهد والوقت واكتساب الخبرات مع الصبر الذي يكون مريرا غالبا.. وهكذا..
لابد من تغيير عقليتك وطريقة نظرك إلى الأشياء أولا، لابد من الثقة في قدرتك على التغيير، وفعل شيء، لابد من تحدي نفسك والشيطان ومعتقداتك الفاشلة، لكي تحقق نجاحا، وإلا ستظل تتبع الأماني وتضيع الوقت والعمر من أجل لا شيء..
ففي الدين ستظل تطيع وتعصي، وقد ترجح كفة المعاصي على كفة الطاعات، لا قدر الله..
كذلك في كل الأمور، ستظل تقدم رجلا وتؤخر عشرا، ولن تتقدم نحو الأمام..
فلابد من أخذ الأمور بقوة والعزم على فعل الصواب، واقتحام المجال بقوة وإصرار، والصبر لرؤية النتائج المرجوة..
كن المنتصر المهزوم في حرب الناس والظروف المعلنة عليك، فلن يتركوك لأن الدنيا دار ابتلاء، وهذه هي طبيعتها..
الشيطان لن يترك الآخرين يتصرفون معك بملائكية، فتذكر ذلك، وقاومه بالإعراض عن المسيئين منهم والسفهاء فالسبب قد يكون شيطانهم.. واعلم أنك المنتصر بذلك، وإن بدا أنك المهزوم..
إن كاتم الغضب هو المنتصر القوي لا المنفجر لأتفه الأسباب.. وعواقب الحلم والصبر خير بعكس عواقب الغضب والاندفاع التي قد تضيع معها الدنيا والدين..
إذا كان المسيء حيوانا فلا تنحدر إلى مستواه بالرد عليه، وتعود تجاهل السفهاء بقول سلاما، ولو في نفسك..
ما يحرك الناس هو العواطف والأنفس الأمارة والشياطين
إنه مخلوق قذر إن لم يتبع أوامر خالقه ويتقه في نفسه وخلقه، وقليل من يفعل ذلك بدون خشية شيء، يعني أن الأكثرية تبدوا بلا مشاكل ما ابتعدت عن المغريات، لكن إن وُجد الإغراء يوجد معه الذنب مباشرة، لذا يقولون إذا أردت أن لا تخسر صديقا أو قريبا فلا تسلفه مالا!
لا تدخل في معاملة مع من لا تعرف، وحتى إن كنت تعرفه لابد من التوثيق والإشهاد، ووضع للنقاط على الحروف بأن تسرد عليه كل ما تريده منه، ولا تتركه يتملص من مهامه وواجباته بسهولة بعد ذلك..
فإذا بعت او اشتريت فأشهِد واكتب ووثق، وإذا اكتريت عاملا لأي شيء، مثلا لبناء كوخ، فضع النقاط على الحروف، قل له المطلوب منه بالتمام، لأنه سيحاول التهرب تهربا من التعب استخفافا بمصالحك، ولا تعطيه كل الأجرة بل أمسك أكثرها عندك، حتى ينتهي من كل عمله.
ولست مضطرا لمجاملته لأن ذلك عمله وعليه قضاؤه على التمام، وكيف تجامله لينتج عن ذلك عملا ناقصا قد يكون فيه ضياع التعب والمجهود والنقود، خاصة أنه قادر على كماله لأنه مجال تخصصه، فاعلم أن كل تساهل منك قد يؤدي إلى عمل ناقص أو فاسد تندم على ما ضيعت فيه، أما هو فسيذهب بحثا عن ساذج غيرك ليضحك عليه ويربح منه على راحة؟!
فكن مصرا على أن ينهي عملك على كمال لأنه إن لم يفعل ستفعل أنت أو تكتري من يفعل فتتضاعف عليك التكلفة، فلماذا؟
الغالبية منهم تريد نقودك فقط ولا يهمها العمل الذي كان عليها من باب الأمانة إتقانه، فلا امانة ولا صيانة ولا أي شيء آخر، وحتى إن وقفت على الواحد منهم 24 ساعة/24، سينتهز فرصة غيابك، ولو للحظة للخديعة والغش، أو التمهيد لما يريحه، أو فعل ما قتل له أن لا يفعله عندا فيك، وذلك ظاهر في لئام هذا الزمن.
فاعمل نفسك ذاهبا لمكان ثم عد بسرعة وستجده ينفذ خططه، فكن يقظا.
قل له أن يفعل كل ما طلبته منه، ولا تترك منه شيء، لأن الثمن معطى كمقابل للعمل وليس مجانا أو لنصفه أو ربعه!
وسيظل الطماع يعمل جهده لأنه يريد النقود، ومنهم من يتنمر ويظهر الضجر والتعب، فلا تلتفت إليه بل قل له بين وبينك إنجاز العمل وفقط، فإن شئت اتركه واذهب وسآتي بغيرك، وراقبه بعدها فقد تحول إلى عدو لا مجرد عامل!
وإن طلب بعض النقود مقدما فاعطه القليل ليبقى طمعه في الباقي حيا وإلا استخف بك وبعملك وربما يطلب المزيد ليكمل المتبقي خاصة إن كان عملا شاقا، ففي هذه الحالة لن ينزعج إن طردته ففي ذلك راحة له فقد أخذ الجزء الكبر من النقود، لذا لا تعطه إلا أقل القليل أو لا تعطه شيئا أحسن.
وإذا دخل المغرب وبقي من العمل القليل، أو اللمسات الأخيرة أو إخراج مخلفات العمل، فحلف لك أن ابنه أو أباه أو حبيبته في المستشفى، يريد الحصول على أجرته، وانه سيعود باكرا قبل طلوع الشمس لإكمال المتبقي، فإن أعطيتها له، لن تراه بعدها، فلا تستصغر شيئا، ولا تعطه أجرته إلا بعد أن يكتمل العمل، وهذا حدث لي مرة فقد جلبت شخصا ودودا بشوشا ظريفا، لقطع شجرة عملاقة كانت في المنزل، فقام بعمله وهو يضحك، واتخذته لغبائي شبه أخ، وتساهلت في دفع أجرته له على أساس أن يعود في الغد لإخراج الجذوع الضخمة المتناثرة في المنزل، والتي يحتاج حملها لخمسة أشخاص على الأقل، إضافة لسيارة تحملها!
فكانت النتيجة أني لم أره بعدها حتى الآن!
فلا تدخل العواطف والصداقات في العمل، فيس مجالا لها، وأكثرهم انتهازيون، وحتى إن لم يكونوا كذلك، فإن إعطاؤك النقود لهم، يجعلهم يتكاسلون عن القيام بأي شيء خاصة إخراج جذع شجرة، وربما يقول له شيطانه استرح فلديك مشاكل في الظهر، دعه يتصرف، سيدفع لغيرك ليخرجها، ذلك شأنه.
سيطلب منك النقود بمنتهى التذلل والتواضع والأمانة والصدق والصداقة الزائفة، وهو صادق حينها، كلهم صادقون عندما يطلبون، كاذبون عندما يسددون!
وبعد أخذ المال لماذا يضيع فيك دقيقة واحدة يمكن استغلالها في كسب المزيد من المال؟
لماذا يرجع إليك لإتمام عمل قبض ثمنه مسبقا؟
هذا مثال للظلم الكامن في الإنسان، طبق ذلك على كل المجالات وستجد أنه منطبق عليها كلها، فعند طلب سلفة تبرز الضعة والطيبة والورع والتقوى، وقد يقوم الليل أمامك لأجل ذلك، وبعد وضع المال في جيبه يتحول إلى شيء آخر بدافع من نفسه الأمارة، بل قد يثقفي أنه هو المظلوم، لماذا تتعبه بإكمال عمل لم يتبق منه إلا إخراج النفايات وأنت قادر على فعل ذلك بنفسك أو بالمال، ألست الغني وهو الفقير، لماذا تتعبه إذن؟
لماذا تطالبه بسداد الدين وهو الموظف العادي وأنت مدير؟
ومثل ذلك من الظلم الذي لا يعرف الناس غيره.
لن ينظر إلى الأمر بعدل، سيقاتل مثل الشياطين في سبيل قضيته الظالمة الآثمة، وحتى إن اتصلت به هاتفيا، سيماطلك في الأول بالكذب، مرة يقول لك أنا في الخارج ومرة في الداخل، وعندما تغضب سيرد عليك بغضب أكبر من غضبك كأنك أنت الظالم لا هو! هكذا هم البشر وشياطينهم وأنفسهم الأمارة (ثلاثي خطير يجب التفكير فيه عندما يقترب الواحد منهم في خداعك بالكلام المعسول).
يقوم أكثر الناس بالمماطلة بعد التمكن، ويستصعبون إخراج النقود من جيوبهم للسداد وغيره، لأن الظلم يمنعهم من ذلك، فالإنسان أناني عاطفي تحركه المصالح وحدها، ولا يرحم ولا يعدل، فإن كان في موقف ضعف لبس لباس الزهاد، وإن تحول إلى موقف قوة صار أشر الجبابرة.
هذا ما يفعلونه تجاه ربهم، يتبعون الهوى والأنفس الأمارة والشياطين، فكيف تجاهنا نحن؟
الناس دمى تحركهم العواطف والأنفس الأمارة والشياطين، وقليل منهم من يعدل، لذا لا يبقى من حل غير القضاء، وهذا في الأمور الكبيرة، أما الصغيرة فما دمت قادرا على تحريك ذلك الحمار بزمام الطمع، فافعل بدون أي مجاملة غير ضرورات التواصل، حتى يتم لك عملك على أكمل وجه، ولا تنس أنه موجود لإتمامه على أكمل وجه لا لأخذ النقود فقط مثلما يعتقد، فنقودك ليست مرمية له، ولا عملك كذلك لأنك تريد الإتقان لا الغش والخداع.
وعندما تضايقه وتحشره في الزاوية مذكرا إياه بالمواثيق والعمل الغير مكتمل أو البضاعة التي وجدتها بعد الذهاب بها دون تبصر، فاسدة، سيقول لك انت وشأنك، لماذا وثقت في من أصله، لماذا اخذت بضاعة فاسدة بدون تبين؟!
فخذ من التاجر وعدا بقبول الإعادة في حال اكتشفت أي شيء في بضاعته، ولا تاخذ ما يقدم لك بل خذ مما هو مكدس في الحانوت، فقد يقدم لك ما فيه عيب.
البشر لديهم: “قبل وبعد”، قبل أخذ النقود وبعد، قبل المعاملة وبعد، فضع ذلك في الإعتبار، واحم مصالحك ونقودك بصرامة وبدون غضب أطفال، كن هادئا رزينا حتى إن قالوا بخيل طماع متعب مزعج مدقق! فهم البخلاء حقا والمزعجين الخبثاء!
فلا تجاملهم لأنهم محاربون لجيبك ومصلحتك، ولن يجاملوك في ذلك ما قدروا، ولن يعدلوا معك، ولن يهمهم غير وضع نقودك في جيوبهم، وفقط.
فلا تعطي أحدا أجرته قبل قيامه بمهامه على أكمل وجه، لا ترضى بالدنية، أذكر له من البداية ما تريد منه القيام به، ولا تترك شيئا لأن على أساس ذلك يكون تسعير الأجرة، وإذا لم تكتب ما تريد في ورقة وتقرؤه عليه سطرا سطرا وتجعله يبصم عليها، فعلى الأقل كرره على مسامعه، لكي لا يقول لك فيما بعد لم يكن هذا ضمن الإتفاق!
وإذا قال لك الآن حل الظلام، ولم يبق غير القليل فاعطني النقود وسأرجع لإكماله، فقل له لست في عجلة من أمرى فأت غدا واكمل عملك، ولا تحدثني عن النقود قبل إكماله، فهدفهم هو أخذ المال بغير وجه حق، فالمصلحة التي لأجلها تمت المعاملة، ودفعت النقود، لا تهمهم في شيء لإنتشار الغش والخيانة، لذا يجب تحري البحث عن الأمناء، وسؤال أهل التجربة فقد يدلوا عليهم!
وعندما تذهب إلى السوق كن في صف نقودك لا صف التاجر الكذاب المعسول الكلام، لا تغرك ابتسامته ولا هيئته فبعضهم يلبس لباس العلماء والشيوخ!
ولا تستح في البضاعة من الفحص والتقليب والتدقيق، والخروج والرجوع، والتحري لمعرفة السعر والجودة والأنواع، لأن الشراء من أول بائع غباء وتضييع للنقود، فقد يبيعك بضاعة بضعف الثمن، وتكون مع ذلك فاسدة، فلا سلمت النقود ولا حصلت على ما تريد!
فيجب التحري والسؤال، وترك مجاملة التجار والعمال، فليسوا أصدقاء ولا أقرباء، وحتى إن كانوا يجب أن لا تكون هنالك مجاملة في العمل وإلا فسد.
وهؤلاء قد لا تراهم بعدها، فجامل نقودك ونفسك في المرتبة الأولى، واحرص عليهما فهما الصديقان الصادقان معك لا غيرهما، ضعهما في المرتبة الأولى لتكون الرابح، وتسلم ولو بنسبة 80 بالمائة من الغش والكذب والإحتيال المنتشر في الناس في هذا الزمن (السلامة بنسبة 100 بالمائة صعبة).
وانطلق دائما من مبدأ أن معظم الناس اليوم لهم: “قبل وبعد”، بحسب الظروف، ففي ظروف الإختلاء بأستار الكعبة لا يترددون في سرقتها، أما في ظروف الطمع والدبلوماسية تجدهم كالأخيار، بل منهم من يريك أنه أحرص منك على مصلحتك، كواحد أتعبنا بشرح الفوارق بين الدراعات، وهذه كذا وتلك كذا، والتجار يبيعون كذا والأمر كذا، يتحدث بلغة الناصح الأمين وعليه علامات الدين، كأنه يكشف لك الأسرار العليا للسوق، ثم ثبت أنه كان يريد أن نثق فيه لنشتري منه دراعة ب 20 بالمائة زيادة على ثمنها الأصلي الذي عند التجار الآخرين الذين أتعبنا بانتقادهم، وجودتها أقل مما لديهم! فانظر إلى ماذا كانت تلك المحاضرة الطويلة ستقودنا؟
وهنا ملاحظة: من الأفضل عدم إكثار الكلام مع التجار، فذلك مرهق ومضيعة لوقت ثمين كان يمكن استغلاله في بعد اختصار الكلام معهم في الجول بين الحوانيت لمعرفة حقيقة المبحوث عنهم من جهة السعر وأنواع الجودة إلخ.
فاخصار الكلام مع التجار، والكلام في المهم وحده أمر مهم، فأكثرهم لا يكثر الكلام إلا ليؤثر على الزبون سلبا.
التاجر قبل استلام النقود، والعامل قبل العمل، لن يترددوا في تقمص دور الكاملين أمامك، أما بعد وضع النقود في جيوبهم فربما يكلحون في وجهك بعد الإشراقة!
بل قد يطردونك من الدكان أو يشتمونك أو حتى يحاولون ضربك لأنك متجرئ على النقود التي وضعوا في جيوبهم ولو كنت صاحبها ومعك حق في المطالبة باستعادتها؟
فلماذا تعكها لهم بسهولة من الأول؟
فحرك زمامهم بالنقود التي في جيبك لتحصل على ما تريد، وعلى أقل من مهلك، لا تستعجل فالعجلة من الشيطان، وصاحبها في الغالب هو الخسران.
فبينك وبيهم العمل والمعاملة، ثم القانون، ما لا يمكن حله بالإتفاق يوجد القانون لحله، بدون كثرة كلام لا فائدة منها، فهل تريد أن تثبت للشيطان أنه شيطان؟ وفر كلامك فهو يعرف جيدا انه شيطان فلا تسبه ولا تغضب عليه بل بينك وبينه القانون. عجبا ممن يقول للكذاب أنت كذاب، وللمجرم أنت مجرم، ما فائدة ذلك؟ لن يستفيد من ذلك غير حقده عليه ووضعه في دائرة أذيته، وكان الأولى حمد الله على نعمة انكشافه له، فهي نعمة، ومحاولة تفادي شره إنطلاقا من ذلك، أما خبثه وكذبه فأمر يعنيه وحده ولا حاجة لإثباته له لتستريح نفسيا، فقد لا تستريح!
من قواعد النجاح
نكران جميل
افعل الخير تكن خير الناس *** ذاك جزاء وخير الجزاء الحسنات
هذا البيت أو الكوخ لي، قلته منذ عقد من الزمن، ولم أكلف نفسي عناء وزنه!
عوادم بشرية
ابتعد عن الأشخاص الذين يحبطونك ويلوثون أجوائك
مُسمِّم مثل عوادم السيارات والمبيدات الحشرية، يسمم الأجواء التي حوله، فلا سعادة في جزاره، تراه دائما كئيبا خبيثا شري. كآبته طاغية، وحبه للتنقيص على غيره والتلاعب به تلاعب القط بالفأر ظاهر، فهو عبد لشيطانه يستخدمه في تعكير صفو المساكين الذين حوله، أي كأداة في إنهاك الآخرين!
تراه دائما غاضبا عابسا حاقدا حاسدا متشاجرا.
كل ذلك لتعكير صفوك وإمراضك، لهذا ينصحون بالفرار من السلبيين فلا خير فيهم.
عزلة
وإن كان في الخروج بركة، ففي كل مرة يخرج الواحد يوسع عالمه ليدخل إليه أشخاص جدد ولو على شكل مارة، لو تعرف عليهم لربما بقوا فيه!
فالخروج بركة لجلب الرزق وعيش الحياة، أما الإكثار من العزلة فمضيعة للعمر، ومآله الندم. فيجب التوسط في الأمور، وعدم المالغة.
لا تخبر الناس بمشاكلك
احترام
والرزانة مع المظهر الجيد، فالمظهر الجيد هو مفتاح القبول لدى الناس، تأمل في معاملة البائع أو أي أحد لشخص هندامه جيد، ومعاملته لآخر غير مكترث، فلن تكون واحدة.
أما الرزانة هي الحكمة والعقل، فمن يمشي بهدوء ولو كان مستعجلا، ويفكر ثواني قبل أن يتكلم، ويحسب بعقله كل شيء، مركزا على الهيئة التي يراه بها الآخرون، شخص حكيم وناجح لأنه في الغالب يتصرف التصرف السليم عكس المندفع الذي لا كوابح له، أو الذي لا يهتم بمظهره ولا كلامه، فكلاهما محتقر عند الناس غالبا، وعرضة للزلل ثم الندم.
قواعد نجاح
يتصور مؤلف كتاب The 4-Hour Workweek أن ثمة مراحل أربع يجب اجتيازها للحصول على الثراء أو النجاح في الأعمال، وهي: التعريف، الحذف، الأتمتة والتحرير.
ففي مرحلة التعريف ينصح المؤلف بتحديد ما تريده حقًا، والتغلب على الخوف من ولوج مجاله، واتخاذ الإجراءات فورا.
ولا بأس بوضع أهداف غير واقعية إلى حد ما فمن الأخطاء يتعلم الواحد، والضربة التي لا تقتل تقوي.
أما مسألة التحرير، فهي جوهر الكتاب ولبه، وأول ما عليك التحرر منه هو أفكارك المسبقة، وانطباعاتك الأولية التي قد لا تكون صحيحة.
ويسرد المؤلف بعض الفروق بين الـغني الجديد، والفاشل الذي يتمتع بذهنية التأجيل المستمر للأهداف والطموحات، وذلك على النحو التالي:
المؤجل: أريد العمل لنفسي (والأفضل اتخاذ مساعد مهما كان الوضع).
الثري الجديد: أريد أن يعمل الآخرون لديّ.
المؤجل: أريد أن أعمل متى أردت ذلك.
الثري جديد: أتوقف عن العمل من أجل العمل، وأبذل الحد الأدنى للحصول على الحد الأقصى.
المؤجل: أريد التقاعد شابًا.
الثري الجديد: أريد القيام بمغامرات بانتظام طوال حياتي. الخمول ليس هدفي بل القيام بما هو مثير باستمرار.
المؤجل: أريد شراء كل الأشياء التي أريدها.
الثري الجديد: أريد أن أفعل كل الأشياء التي أريد أن أفعلها.
المؤجل: أريد أن أمتلك الكثير من المال.
الثري الجديد: أريد أن أجني الكثير من المال بأسباب محددة وبأحلام واضحة محددة.
المؤجل: أريد المزيد.
الثري الجديد: أريد الحصول على جودة أكبر وأقل نسبة من الفوضى.
إدارة الوقت فخ:
ينصح المؤلف بأن ننسى إدارة الوقت، فهي بالنسبة له فخ لا أكثر، فليس من الصواب أن تحاول ملء كل ثانية في حياتك بل العكس هو الصحيح.
فإذا عرفت ما تريد فعله بالضبط، فيلزمك تخير أنسب الطرق للقيام به؛ لتتمكن من إنجازه في أقل وقت ممكن، ومن ثم تظفر بأكبر قدر لنفسك.
وينصح المؤلف بأن تكون انتقائيًا فيما تفعله، فحتى فعل القليل هو الطريق إلى أن تكون منتجًا.
إن الأهمية المتصورة للمهمة ستزداد ارتباطًا مع مقدار الوقت المخصص لإكمالها؛ لذلك يجب عليك تقصير وقت عملك وقصر مشاريعك على المهم فقط.
يعني على سبيل المثال إذا كنت تعمل في الإنترنت فلا تخصص لذلك العمل كل وقتك، ففي الحياة أشياء أخرى مهمة يجب إيلائها بعض الوقت أو أكثره، لذا تعود على الإنجاز والفعالية في أقل وقت فتلك هي طريقة العمل الصحيحة، أما قضاء كل الوقت أمام الهاتف أو الحاسوب أو أي شيء آخر فعلامة الهاوي لا المحترف، والهاوي لا يربح شيئا أما المحترف فيربح، والمحترف أكثر يربح أكثر بوقت أقل، أي يكون عند العمل أكثرا تحديدا ومعرفة لما يريد وطرق الحصول عليه، فينجز ما يريد في وقت أقل.
ولا تضيع الوقت الكثير في التعلم وتدوين الملاحظات، فسيعلوها الغبار ولن ترجع إليها إلا نادرا، بل تعلم الأساسيات في أسبوع ثم طبق وجرب، فبالتجربة تتعلم فعلا، ويكون ما تعلمته منقوشا في ذهنك بعكس تدوين الملاحظات الذي إذا زاد عن حده، وسيزيد إن بالغت في التعلم النظري، تهت فيه وضاعت الفائدة، بل حتى انك عند التطبيق قد تجد ما دونت خاطئا أي بلا فائدة، فخذ الأساسيات وانطلق في الطريق لتصل، لا تجلس في أولها تسأل كل من يدخلها ليسبقك، عن أوصافها وما تنتهي إليه.
لا تهتم بالكمال في البداية
انظر إلى أصحاب أكبر الشركات في العالم وأجود المنتجات، منتجاتهم ليست كاملة مثلما تعتقد (قارن اندرويد 3.2 باندرويد 11)، بل قد تكون خطيرة، وفي نفس الوقت معرضة للخطر والزوال في أي لحظة، فهي أبعد شيء عن الكمال.
فلو استغل الواحد الوقت الذي أضاع في الانتظار والتعلم المبالغ فيه – لأن البعض لا يبدأ شيئا إلا بعد قضاء وقت طويل في تعلمه أو التجهيز له – لكان على القمة! انتظر الكمال الذي لن يحصل!
بل لو وفرت له كل الضروريات لفشل في النجاح لأنه لم يتبع الخطوات الصحيحة له، وهي التعلم من التجربة لا الجلوس انتظارا أو الكتابة على الأوراق.
يتعلم الرضا بالمحدودية والتوسع، ومواجهة الصعاب والتعلم منها، فينجح مع الوقت والصبر.
أما انتظار أن تكون كل الظروف مواتية، وأن لا يفعل إلا ما هو كامل الأوصاف، فهو تضييع للوقت، والذين لديهم مثل ذلك الخوف يضيعون الكثير من وقتهم قبل البدء في أمر لو بدءوا فيه باكرا لربما استراحوا من العناء.
ومن ذلك الزواج باكرا، فبعض الشباب ينتظر توفر كل شيء بدء بالشهادة اللعينة التي خدعوه بها فقالوا “عندما تتعلم على مدى 25 سنة من الذهاب والإياب من وإلى المدرسة الغربية المشؤومة ستحصل على الوظيفة”، شغلوه بتلك الكذبة هو وأهله، وبعد الحصول على الشهادة أصبح عاطلا عن العمل، ولم يتعلم في المدرسة حتى أسس دينه! في ضياع ذلك، لا الدنيا حصل ولا الآخرة!
فلو تزوج باكرا لكان له بيت ودكان صغير وأولاد، وذلك يكفي في وجود الدين! لكنه انتظر الشهادة ثم الوظيفة ثم بناء بيت بعد الوظيفة ثم الزواج، فاستيقظ يوما فوجد نفسه في الأربعين أو الخمسين!
المهم هو أن تبدأ ولو بشيء بسيط، والشيء البسيط أفضل بكثير من التعقيدات، لأنه يعلم الواحد التدرج في الخبرة والعطاء، ويعطيه إحاطة أكبر بجوانب المجال الذي يستثمر فيه طاقته.
فابدأ بتواضع وتدرج… هكذا تتعلم حقا، لأن العلم الذي يرافقه التطبيق خير من العلم المكتوب على الأوراق المركون صاحبه جانبا وهو يعتقد أنه يعمل، فبعض الناس يظل يدرس المشروع لمدة طويلة، ويوهم نفسه بأنه يعمل بذلك فيه، وذلك خطأ، فهو لا يعمل فيه، وسينسى قريبا ما درس إن لم يبادر بالتطبيق. لذا لابد من التطبيق فهو الأمهم، ثم الرضا بحقيقة أن الأخطاء ستحدث وكذلك الكبوات، لكن الضربة التي لا تقتل تقوي، وما صحح أقفية رجال الأعمال إلا تلك الضربات.
والمنتجات التي تصنع في بدايتك وهي دون المستوى ستعلمك إنتاج الأفضل والأقرب للكمال، وإنتاجها خير من الانتظار سنين قبل انتاج منتج واحد.
فلا تخش الخطأ وضعف الإنتاج في البداية، فمن خلال ذلك تتعلم العلم الحقيقي بالممارسة وهي أفضل طريقة للتعلم، ويكون لك وجودا في السوق، ومع الوقت تصل إلى المستوى المرغوب إن كان ذلك مكتوبا لك.
من مشاكل الزواج بالجميلة
وجئت لأحد رجال أعمالهم أطلب الدعم، وكان أبوه مقاوما مشهورا، فقلت له لقد كرمنا أباك، فقال من قال لك أن تكرمه؟ أنت رباطي، وذلك شأن التطوانيين؟!
سكنت في تطوان أعواما جميلة للدراسة في كلية العلوم الرائعة (تحية لطاقمها الذي كان موجودا في ذلك الزمن)، وخرجت منها بذكريات جميلة، وانطباعات إيجابية عنها وعن المغرب والمغاربة عموما:
ويرون أنهم معذورون في ذلك، لأن مآخذهم على الغير تكون متحققة في الغالب فيهم، كما يقولون..
ركزت على من في الوطن، سواء من فتيات جميلات، ظهر فيما بعد أن اكثرهن خسيسات! أو على الداعمين الفاشلين الذين ثبت فيما بعد أنهم يبحثون عمن يدعمهم رغم غناه الظاهر (غنى المفسدين الغير مبارك، لا تغرك المظاهر)!
ركزت على أولئك التافهين الكبار، وعلى أولئك التافهات الطماعات، أكثر من التركيز على الفرص الحقيقية التي مرت في طريقي، وكل ما يمر في طريق حياتنا فهو منها إذا تمسكنا به وأدخلناه فيها، سواء زوجة جميلة أو فرصة نهتبلها، أو غير ذلك.. أما إذا تركناه يمضي في طريقه، فسيتجاوزنا..
تركت فرصة الزواج من أجمل صبية أو صبيتين شاهدتهما! وليتني أمسكت بهما..
وتركت فرصة العمل في ذلك البلد الجميل والإستقرار فيه ككاتب، وهو خير ألف مرة من هذه الدويلة المغبرة..
ركزت على عبيد الشيطان من شياطين الإنس، فكان المصير الخذلان، وكان الشيطان للإنسان خذولا، هو وأتباعه..
لا تركز على من شخصيته ضعيفة خاصة إذا كانت زوجته ساحرة، تحركه يمينا وشمالا.
لا تركز على امرأة خسيسة أو لعوب أو طماعة.
ولا على من لا دين لها، ومن علامات ذلك عدم لهجها بذكر ربها ودينه مثل المسلمين الطبيعيين! المرأة التي فيها خير تجد فيها هذه العلامات:
ذكرها لربها، فتحدثك عن الدين والنبي صلى الله عليه وسلم وجمال القرآن والقناعة، ولو مرة مرة، المهم أن لا تكون صخرة صماء منقطعة من ذلك.
ثانيا أن تكون انثى يعني هادئة خجولة، وليست مسترجلة، فالمرأة التي تناطح الرجل ولو اعتبرت ذلك قوة شخصية فهي رجل أكثر منه! ثالثا أن تكون بنت ناس ولو كانوا في قمة الفقر…
ولا يستمر الزواج إلا في حالتين:
أن يكون الزوجان طييان أو يكونا خبيثان، ففي الحالة الأولى تجمعهما المودة والوفاء، وفي الثانية يظلان يتناقران مثل الديوك، تخونه فيخونها، وتسرقه فيسرقها، وتضربه ويضربها.. ويستمر النظام والزواج على ذلك، ويطلع الأبناء أخساء انذال يزيدون في بؤس وشقاء المجتمع مثل أبويهم..
ولا شيء يدوم في هذه الحياة، كلها أيام، العاقل من يقضيها في أحسن الأحوال، وعندما تقول الجميلة يوما: “طلقني”، فمعنى ذلك أن أيامها الجميلة قد ولت، فلا بأس بتجربة أخرى، وبدون إثارة ضجيج..
اتق شر من أحسنت إليه
أكثر الناس دواب شيطانية تتحرك بحثا عن المنفعة بأي طريقة أو ثمن. يتحركون بأمر من شياطينهم وأنفسهم الجشعة الحسودة الحقودة، فلا تستغرب من تحول أحدهم أو إحداهن إلى شيطان قاعد في طريقك مثل الشيطان الرجيم لأجل التنغيص عليك فقط، أو أذيتك بحسب الظروف وما قدر عليه، فذلك هو دور الشيطان الأكبر الأساسي، وهم شياطين إنس فلا تستغرب أن يكونوا مثله فيه.
فلا تكبر أمر الواحد منهم عن قدره. لذا يلجأ البعض لطريقة ذكية وهي وضع من يتعاملون معه في جيوبهم، فإذا كان محبا للعظمة نفخوا فيه، ولن يخسروا شيئا لأنهم لا يدفعون من جيوبهم، وهكذا حتى يحبهم ويواليهم، فيسلموا قدر الإمكان من شره.
أعتقد أنه من الغباء عدم القدرة على فعل ذلك مع الناس، وليس نفاقا بل تكتيك لأجل حفظ النفس من شرهم، والتصدق عليهم بإرضائهم بذلك الإشباع الكاذب لغرورهم. ذلك أفضل من التناقر معهم لأنهم مؤذيون، وحتى إن قدرت عليهم أياما سيجدون فرصة للتنغيص عليك على الأقل، فلم لا تستلم من ذلك كله من خلال هذه الطريقة؟
وأقل ما يؤذون به هو الإزعاج، إن وضعك أحدهم – أو إحداهن – في رأسها، فلن ترتاح أبدا، خاصة مع الإناث، لأنها فارغة وذلك هو تخصصها، والحرب يوقدها الشيطان الذي لا يكل ولا يمل، وحتى إن كنت مثقفا وعلمت أن ذلك مضيعة للوقت، فقد لا تعلم هي أو يكون شيطانها ماردا أو عفريتا، فاحذر من تضييع الوقت والجهد والراحة لسبب تافه، ومشكلة حلها بسيط، فإما ان تضعهم بحسن أخلاقك في جيبك أو تبتعد عنهم.
فضعهم في الجيب بالكلمات الطيبة والثناء، خاصة الثناء خاصة الكاذب (لا تكذب)، فذلك ما يحبون.
فهل ل “اتق شر من أحسنت إليه معنى” حقيقيا؟ هل ذلك ثابت بالتجربة؟ هذه القصة تعطيك بعض الجواب.
ابحث عن الحظ بدل انتظاره
لا تبحث عن ربح المال!
إذا بحثت عن ربح المال، وكان ذلك أكبر همك فلن تربح شيئا، لكن افعل ما تهتم به وترتاح له وتجد فيه متعة وتسلية، وقد تربح المال منه ولو بالصدفة.
لابد من التوثيق عند المعاملة
أمرنا الله تعالى بكتابة الدين المؤجل توثيقا له حيطة ودفعا للمشاكل، وهذا هو الواجب، فلا تثق في غير المكتوب والإشهاد وأخذ العهود فالإنسن كذاب وغدار.
الحظ يجب البحث عنه
يقول أحد كبار السن الفرنسيين la chance il faut la provoquer toujours.
تعني هذه الجملة أن الحظ يجب إستثارته باستمرار لكي يظهر.
فهل يعني ذلك الأخذ بالأسباب؟
نعم، وأخذ كل الأشياء المهمة في الحياة بقوة، وأولها الدين، وقد نصحنا ربنا في القرآن بذلك، فخذ دينك بقوة، وكذلك كل ما سواه مما هو نافع لك مهم عندك، فالتراخي والإهمال لا فائدة فيهما.
اقفز إلى طريق ما تريد، ثم انتظر مقابلة حظك فيها.
أمثلة:
تريد أن تتزوج؟ خذ الأمر بقوة الآن، وكن مجدا فيه، فمن جد وجد، أما من بقي جالسا منتظرا حصول ما يريد بلا تخطيط ولا حركة، فكمن يعيش في حلم من الأماني ينتظر السراب.
وإذا كنت تريد الترقية في عملك، فأثر موضوعها باستمرار، واقفز أمام المدير والوزير والرئيس، واعمل بجد على الحصول عليها مع التنبيه إلى أحقيتك فيها باستمرار، لا تقف مكتوف اليدين منتظرا أن يأتيك الحظ دون عمل شيء، فالحظ يستثار باستمرار ليخرج من مخبئه.
وقل نفس الشيء عمن يريد أن يصبح شيئا في أي مجال، أو الحصول على أي شيء، لابد له من دخول معمعته، والتنطط هنا وهناك من أجل الحصول عليه، أي لابد من فعل شيء يؤدي إليه.
وكل الذين نرى من حولنا من الناجحين في مجالهم لم يدخلوه بخجل وتواني وتردد وانزواء، بل بالعكس دخلوه بقوة، وقفزوا على كل وسيلة ممكنة مؤدية إليه، وعضوا عليها بالنواجذ، ولم يترددوا في طلب المساعدة من كل من في طريقهم حتى إن كانت معرفتهم به معدومة، ولا في الإشهار لمهاراتهم وجمع المؤيدين لهم حولهم!
ألقوا بأنفسهم في معمعة ذلك المجال، فجاءتهم حظوظهم، ولو بعد حين لأنهم استثاروها وعملوا على إظهارها، وجدُّوا ليجدوا، ولو لم يفعلوا ذلك لما حققوا أي شيء.
لكن أغلب الناس لا يفعلون أي شيء، يجلس الواحد منهم مكتوف اليدين، ينتظر أن تدق الزوجة والوظيفة والمهارة والعلم النافع، بابه، وهو لا يتحرك خطوة واحدة في ذلك الاتجاه!
كم من واحد، تعود على اللامبالاة والجهل بأهمية الفرص، فدقت الفرصة تلو الأخرى على بابه، وفتحت له ذراعها مبتسمة ليأخذها بالأحضان، فأعرض عنها لجهله بقيمتها أو قلة الإنتباه لها، وتركها تمر لأنه تعود على عدم فعل أي شيء تجاه أي شيء..
تعود على قلة الانتباه لما فيه خيره، واعتقد أن حصوله ذلك أمر عادي، ناسيا أن الفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة، وقد لا تأتي أصلا، فكم من حبيبة مرت بجواره، فتركها تمضي في طريقها، ولو قفز على باب أهلها ودقه طالبا يدها، ولو كان معدما، لربما كانت معه الان، وقل مثل هذا عن أي شيء.
وكم من وجيه مقرب احتل مكانا في الحكومة والإدارة، كان بإمكانه مساعدته على الحصول على وظيفة، فلم يهتم به ولا بها، ثم اضطر أخيرا بعد ضياع الكثير من الفرص والعمر، إلى فعل ما هو أكبر من ذلك التسول الذي كان يعتقد، لأجل لقمة العيشن اعاذنا الله وإياكم من شر الحاجة وأغنانا من فضله.
فلا تجلس مكتوف اليدين منتظرا الفرص والحظ، فالسماء لا تمطر ذهبا، بل تحرك وأثر ضجة وغبارا في تلك المعمعة (فكلها معامع، معمة الزواج، ومعمعة الوظيفة، ومعمعة السوق إلخ)، فقد يعجل ذلك بخروج حظك من مخبئه لمبارزتك، فتأخذه أسيرا من على حصانه كعصفور بين يدك، فلا تضيع الفرصة.
قد لا تفهم معنى ما أقول لك الآن إلا بعد فوات الأوان.
ما أسعد الطفل الذي يجد نفسه في أسرة مؤمنة مكافحة، يتعلم منها أسس الدين والحياة، يحدثه أبوه عن ربه وعن تجاربه، وينير له الطريق، وكذلك الأم!
أما الطفل الذي يجد نفسه في أسرة غنية غبية يترفع فيها الأب عن مجرد الحديث معه، ولا تجد الأم من متعة غير تعكير صفوه أو تجاهله، فلن يتعلم شيئا.
من نصائح فريطس
من نصائح المخرج السينمائي المغربي محمود فريطس صاحب صفحة في التيكتوك وقناة في اليوتيوب يثرثر فيهما عن الجنس اللطيف مشاكله والصدمات المدفعية التي قد يعرض لها البعض بسبب جمله أو قبحه، وآخرهم لحظة كتابة هذا المقال كلب من السينغال اكترى شقة بالجوار، لا دين له ولا أخلاق، يتحدث مع القحاب بصوت مرتفع رغم وجود الجيران، وإذا قدمت إليه إحداهن – وهو فاشل حتى في مجالهن – يوقفها في الشرفة ليساومها تحت أسماع الآخرين!
ولا يرتاح إلا عندما يفعل ذلك علنا، فيجلس في شرفة شقته المكتراة والتي تقع في الطابق الأول، والتي أتمنى أن تقع عليه، ويتحدث بصوت مرتفع يمكن لكل من هو قريب منه سماعه، حتى أنه تفرج مرة على البورنو في هاتفه اللعين بصوت مرتفع!
وهذه سلبية هذا التمدن الشيطاني المقلق للراحة، فبعد أن كانت المنازل عبارة عن فيلات تسكنها الأسر وتجاورها الأسر التي هي مثلها فتنبني العلاقات السليمة، أصبح كلاب الأعمال يتسابقون إلى بناء الشقق حتى اختفت المنازل والفيلات، وضاع الجار وحق الجوار!
أصبح الجار الذي يكترون له تلك الشقق، مجرما أو فاسدا أو شاذا، ولا يعنيهم ذلك في شيء، المهم عندهم هو مبلغ الكراء وحده الذي يتلقفون شهريا لا بورك فيه ولا فيهم، حتى إن كان من قِبل الشيطان!
وبهذا عندما تدور أربع عمارات بفيلا تسكنها أسرة محترمة سيضيع الإحترام، ولن تجد الأخيرة راحة ولا حسن جوار لأن من في تلك العمارات سيشرف عليها من كل الطوابق، إضافة للفساد الأخلاقي وغيره!
فإما أن تضع الدولة قيودا على الكراء لكل من هب ودب، أو تفسد المدينة بذلك لأن الباحثين عن هذه الشقق أغلبهم عزاب وفاسدون، اللعنة على المدن الكبيرة، أقسم أن البادية المريحة خير منها.
المهم جلس مرة في شرفته يتحدث إلى قحبة كعادته، فسمعته يصرخ غاضبا “أنا لا أطلب الصدقة” (والحقيقة أنه يطلبها)، وأغلق الهاتف بغضب بعدها، وهو يزمجر غضبا.
يعني أنه تعرض لقنبلة منهن، وهذه قوة النساء تجاه أشباه الرجال، وذلك ما يستحقون، فهن يعتبرونهم لا شيء، يأكلونهم لحما ثم يرمونهم عظما، وقد يسرقوهم أو يجننونهم، فلا مكانة لأمثال هذا الكلب عند النساء، ولا عند الرجال، ولعل ذلك سبب عقدته التي تدفعه إلى إعلان رذائله، ومثل تلك القنابل هي ما يستحق أمثاله، وهي ما يحصلون عليه في الغالب.
وقد يكون شاذا، لأن الشواذ معقدين إلى درجة التهجم على غيرهم أحرى بالإعلان بالمساوئ.
من أهم إيجابيات التيكتوك الصيني اللعين، إتاحة الفرصة لكل من هب ودب لصنع محتوى وتكوين ما يسمى بالمتابعين، إذا كان في طرحه أو شخصه ما يميزه، والإغترار بعد ذلك بالنجومية لدرجة الجنون بها أحيانا، أغلب نجوم التيكتوك ومتابعيهم مجانين!
التيكتوك “منصة المجانين” بامتياز، وكذلك “منصة الراقصات والناطحات”! ومنصة الشواذ والفاسدين والمرضى النفسانيين والمعقدين، الكل يجد فيه متنفسا ووسيلة لإثبات الذات الضائعة، أو نشر السموم إلا المثقفين فلا زال أكثرهم يفضل الوسائل القديمة كالفيسبوك الخبيث عليه، ولا مقارنة بينها، التيكتوك أفضل ألف مرة!
يعتبر وسيلة التواصل الأقوى في الوقت الحالي، وهكذا بدأت كل وسائل التواصل الشيطاني، متواضعة جذابة، كالفيسبوك الكلب الذي بدأ سهلا، ولكن مع مرور الوقت وتمكنه أصبح صعبا عابسا، والآن يدفع الناس للإشهار من أجل الظهور، وكذلك التيكتوك سيغير سياسته لا محالة، كيف لا وهو صيني منافق لأمريكا!
لكن من أفضل التطبيقات الموجودة في الوقت الحالي والتي لا يهتم بها إلا الجادون، ومتابعيها أقل من التيكتوك، تطبيق التليجرام الروسي، الداخل في الحرب الباردة والساخنة مع تطبيقات الغرب الإستحواذية التي يمكن اعتبار التيكتوك واحدا منها لأنه يتبع قوانين أمريكا لا الصين!
فالتليجرام يوفر مجالا أكبر من الحرية، فيمكن فيه إدراج ما تشاء دون أن يتم حجبه بدعوى الحقوق الأمريكية السخيفة التي جعلوها على كل شيء حتى الكلام، تصور! باعوا كل شيء حتى الكلام! وهذه هي الرأسمالية البغيضة، فبعض العبارات لا يمكنك وضعها كعنوان لكتابك لأنها مباعة لغيرك يحتكر سوق بحثها! وهكذا.. وحتى الجمل السخيف التي ترد في المسلسلات أو الأغاني يحرم استخدامها كعناوين بدعوى انها ملك لصاحب العمل الأصلي! فأي غباء أو إجرام يعتبرونه تحضرا هذا! الأغبياء أو المجرمين الماديين الملاعين الذين يخدعون الناس بهذه الشعارات الزائفة التي يعتبر تطبيقها على أرض الواقع شذوذا ما بعده شذوذ! فكيف تتساوى المرأة مع الرجل؟ كيف يتساوى الحاكم مع المحكوم والأب مع الإبن؟ كيف يتساوى الشرطي مع المجرم؟ ما معنى جملة “إذا كنت فوق سن 18 فاضعط هنا للدخول”، والأطفال قادرون على الضغط والدخول؟ هل يكذبون على أنفسهم بهذه الحضارة الخبيثة ويصدقونها أم يكذبون على الناس لأكلهم واستعبادهم وتغيير دينهم وأخلاقهم؟ يقولون إن البرلمان هو حكم الشعب، فكيف يحجر على الشعب ويفرض عليه لقاحات يرتعب من شرها، هل هذه هي الديمقراطية أم أنها كذبة وشعار زائف آخر لخداع الناس؟ إن الذي يحكم الشعب ليس الشعب بل شيء آخر، حفنة من المجرمين السياسيين لا غير، والشعب الغبي يصدق أنه الذي انتخبهم، ولو كان الإنتخاب في أمريكا نفسها نزيها لما ظل هؤلاء المجرمين يحكمونها منذ ظهور الديمقراطية الكاذبة التي أقل ما فيها محادة شرع الله وإزاحته بقوانينها التافهة التي تربي المجرمين في السجون بدعوى الحقوق ليخرجوا أعتى على الناس! اختار الأغبياء سجن السارق وتركوا حكم الله من فوق عرشه بقطع يده، آمنوا بان ذلك ليس من الحقوق ونسوا أن ربهم سبحانه وتعالي اعلم بهم بالحقوق وما يصلح المجتمعات والناس. كذب الغرب كذبة فصدقتها الشعوب، والنتيجة ما نراه من كفر وانحلال ومادية واستغلال وكذب سياسي واعلامي لا محدود، ولم يبق إلا المتاجرة بصحة الناس، وهو ما بدأوا فيه بالوباء.
من الأشخاص الذين يتحدثون في التيكتوك حول تجارب الحياة المخرج المغربي محمود فريطس الذي أقتبس لكم بعض أفكاره لتتم الفائدة، وأكثرها جيد، ومن تجاربة الخاصة حسب قوله، لكن في بعضها ضعف، خاصة ما تعلق بالدين، فرغم تمسكه بالدين، وتلك علامة جيدة، ودفاعه عنه بعكس أكثر المخرجين السينمائيين المحاربين له بالكاميرا والفساد، إلا أن جهله به كمعظم الناس، يجعله أحيانا يتحدث بما لا يعرف، وهذا خطير عليه وعلى متابعيه لأنه بمثابة الفتوى، وكمثال على ذلك قالت له واحدة “أريد عمل مشروع ليلي في المغرب”، فقال لها “ماذا تقصدين بالليلي؟”، قالت “مطعم وبار في نفس الوقت!”، فلم يعلق، والسكوت علامة الرضا!
فكان من الأفضل لو كان يعرف دينه جيدا، أن يحذرها من ذلك الذنب العظيم، ويذكرها بلعن حامل الخمر وبائعها إن كانت مسلمة، ولكنه تصرف بلا مبالاة كأن الأمر عادي أو لا يعنيه، واستمر في النصح لها في ذلك المجال، وربما لو اقترحت عليه مشاركتها في ذلك المشروع إذا كان مربحا، لشاركها فيه، وتلك علامة على قلة أو لنقل ضعف الدين.
كذلك ذكر في مجال مواقعة الزوجة من الدبر، أن بالإمكان فعل ذلك دون الإيلاج! وشجع المتصلة عليه بقوله إن ذلك قد يُمتعها! واقتبس من فتاوى علماء آخر الزمان الذين يفتون بكل ما هو دبلوماسي ديمقراطي موافق للماسونية والفضاء والحداثة السخيفة، دون اعتبار للخالق.
ويكفي في هذه المسألة أنها محرمة، والمحرم يجب الإبتعاد عن كل طرقه، وبغضه والنفور منه، أما اللف والدوران حوله فقد يوقع فيه، إضافة إلى أنه يشبه المواقعة.
وإذا كان مثل هذه الفتاوى جائزا لقلنا إن الخمر حلال إذا تم وضع شيء منها في الفم دون ابتلاع، وغير ذلك من الحيل الشيطانية المتلاعبة بالدين، فكم من مذنب يعتقد أنه يحسن صنعا باحتياله على أوامر الدين، فالإحتيال سهل، والنفوس تلجأ إليه للتبرير والتشريع، لكنها تشريعات شيطانية غير مقبولة في الدين، ولا تخفى معارضتها للأصول، طالع كتاب ابن القيم حول أمثال تلك الحيل.
كما يتصرف كأنه يبحث عن زوجة، أي مراهقة متأخرة، مع احترامه، وكلنا مراهقون!
فلو قبلت به فتاة في الثامنة عشر من عمرها لربما تزوجها، وربما يخطط للزواج من إحدى متابعاته، يعني أنه يستغل المنصة، لكن ذلك من حقه، لا نعارضه فالمصريون يقولون “اللي تغلبو إلعبو”.
والموضوع الرئيسي لصفحته في التيكتوك هو النساء والزواج والجمال.. إلخ.
ورغم ما يُبدي من حرص على مصالح المتصلين، وزبائنه معظمهم من النساء، فهو يشبه الراقي الذي قد يستغل مهنته بغير وجه حق، خاصة أن الشيطان موجود، والجهل بالدين هو الطاغي. كم من راقي شاب افتتن بتلك المهنة حتى نصح العلماء بعدم جوازها للشباب، وعندهم حق، إذا كانت تفتن الكهول فما بالك بالمراهقين!
ومن سلبياته التي لا أعتقد أنها سلبية، صرامته مع المتصلين وقلة اعتبارهم وتغليطه لهم. وقد كتبت مقالا منتقدا مقدمي البرامج التلفزيونية عندنا، منذ عقدين من الزمن، ولعي الآن أدرك أكثر أن البشر لا ثقة فيهم ولا جاه لهم، خاصة المجاهيل الذين يجب معاملتهم بحذر وشيء من الجفاء قبل التأكد من سلامة نواياهم وطباعهم التي يصعب أن تكون سليمة خاصة في هذا الزمن، لذا ترى البعض يبالغ في قلة اعتبار المجاهيل إلى درجة الغلط فيهم، وقد يكون معذورا، ولكن التوسط في الأمور مطلوب، أما كثرة الأدب والإحترام، وإعتبار الآخر فغلط آخر، وتكون نتيجتها غالبا الندم، لأن الآخر قد لا يكون أهلا لها ولا سهلا.
وفي العموم كل من يلتف حوله الناس لحاجة في نفوسهم، يصعب أن يكون متواضعا معهم، وذلك حقه، فهو يحمي نفسه ووقته وجهده بذلك، شاهد ذلك في النافذين والمدراء والآباء والأساتذة وقليل من الأزواج، لابد من ظهور القوة في تصرفاتهم، وقد يحطمون من هو دونهم تحطيما في سبيل ذلك، فكيف بمن فتح قناة في التيكتوك ويتابعه آلاف المتابعين الذين أكثرهم مشبوهين، لابد من عصا يهش الواحد بها على غنم، وإلا تفرق عليه أو تشتت الموضوع.
من نصائحه
1- احذر من الذي تصنع له الخير، فقد يطمع أكثر، ولا يرضيه شيء! فبعض النفوس مريضة.
ابتعد عن الشخص الغير واضح الذي تصنع له الخير فتصدر منه أذية أو خطأ يدل على لؤمه، فهذا مهما تقرب منك قد تكون النتيجة الضرر.
حكى في اليوتيوب قصة فتاة رائعة الجمال، كانت تدرس في الثانوية قال إن جرأته التي أساسها الفقر، هي التي جعلته يكلمها يوما بشجاعة يفتقر إليها أغلب الشباب الخجول الذي تمرق الجميلة من حياته كطائر سريع دون أن يصطادها بالزواج!
فقالت له بكبر وتهكم: “لو لم يبق في الرجال إلا أنت لما تزوجت بك!”، فضحك واعتبر الأمر دعابة.
ثم تزوج بعدها وأنجب، وفي يوم من الأيام صعد إلى الأوتوبيس وهو يحمل بعض الجوازات، فإذا بها تجلس بجواره، فسألته عنها وعرفت أنه يقطن في الخارج، فطلبت منه ارسال دعوة لها لمساعدتها في دخول أوروبا، وأعطته إيميلها، فأرسل لها دعوة، فطلبت منه مالا بذريعة أنها مفلسة، فأعطاها 4000 درهم، لكنها لم تأت!
وفي الصيف التقى بها فأخبرته أنها حصلت على دورة في المغرب ففضلت عدم الذهاب إلى أوروبا. وهنا ضاع الخير الأول الذي قدم لها.
ثم وظفها في شركته المختصة في الأفلام، وقدم لها الكثير من التسهيلات والخدمات، وفي الأخير عملت له سحرا!
فنصح بالإبتعاد عن الذي لا يشكر الخير الأول، فمعنى ذلك أنه لن يحس بأي خير تفعله، فالأفضل الإبتعاد عنه لأن من لا يحس بخيرك قد يحس بالرغبة في ضرك إن كان ذك يصب في مصلحته، وهو ما صدر منها.
الناس معادن ونفوس وشياطين، الإنسان 3 أقانيم كما يقول إخوتنا المسيحيون الضالون! “هو ونفسه الأمارة وشيطانه”، يعني “ليس “هو” وحده كما تعتقد، فلا تنظر إلى الموديل الخارجي – المظهر الجذاب والظرافة الزائدة – فقد يكون تحته قرين من مردة الجن ونفس أمارة خبيثة قادرة على ارتكاب جميع المبيقات إن أتيحت لها الفرصة، وقد يكون ذلك من مبررات ما ينقله الإعلام وحتى التيكتوك، من جرائم بشعة قد لا تخطر لأحد على بال، حفظنا الله وإياكم من جميع الشرور.
عندما يكون الواحد مرتاحا بعيدا عن المغريات لن يقع في الخطأ لأنه غير قادر على الوصول إليه، فلا مجال للغدر ولا للسرقة ولا للخيانة، فتراه ظريفا محببا مسليا، فهذا أبعده عن البيئة التي قد يرتكب فيها الخطأ لأن دخوله إليها يعني قيام نفسه الأمارة وعفريته الشيطان من سباتهما، فلا تحكم عليه بالإستقامة في حال بعد المغريات عنه، لأن وجودها قد يثبت لك العكس إلا القليل من الناس.
جربه بإعطائه سلفة أو ملاحظة تصرفه تجاه الشهوات ولو بالحديث والمزاح والتجوال، فقد تجده منحرفا، فمثل هذا لا تدخله بيتك فقد يخونك مع عرضك، ولا تخبره بأموالك فقد يخطط لنهبها ولو بأذيتك، ولا تستأمنه فقد يغدر بك… عجبا لمن يغش ويخون، ثم له وجه يقابل به الناس!
الحذر على الزوجة من صاحب الحانوت
نصيحة، لا تترك امرأتك تذهب باستمرار إلى نفس البائع لأكثر من شهر، بل اجعلها تغير الحانوت أو محل بيع الخضروات أو الخياط أو بائع الملابس أو غيره، باستمرار، لأن إلفها للواحد منهم قد يشكل خطرا عليها، خاصة إذا كانت بينكما مشاكل، كأن تكون لا تقيم لها وزنا، أو تبغضك لأي سبب كان (هذا إن استطعت منعها!).
فمعاودتها لنفس الحانوت قد يدفع البائع إلى طبخها على نار هادئة حتى تستوي! خاصة إن كان ممن يلعبون بالنساء،
وقد تستغرق الطبخة أشهرا قبل أن تقع في براثينه، ويفعل بها ما يريد.
فيبدأ أولا في نزع الحواجز بينهما بالفضفضة زغيرها، فيبثها أحزانه ومشاكله التافهة، ثم يكثر من التكرم عليها، يعطيها أفضل ما في حانوت سيده من بيض وحليب وخضار، ثم يبدأ في الثناء عليها، وسؤالها هل زوجها مهتم بالجوهرة التي أمامه مثله أم لا.
وبهذا تألفه، ومن طبع المرأة أنها تألف بسرعة وتحب بسرعة.
وهؤلاء أغلبهم من أهل الوقاحة والسلاطة والفجور، خاصة أصحاب الحوانيت، لأنها تذهب إليهم في كل وقت.
وكلما طلبت منه شيئا، يفتح معها برنامج حواري بسؤالها عن غايتها منه، حتى يوقعها في شباكه.
فإذا لاحظت كثرة حديثها عن خفة دم أحدهم وإضحاكه لها وتكرمه عليها بالبيض وغيره، فاعلم أنها قد بدأت تنضج وتستوي، خاصة إذا كان جميلا وصغيرا!
أنواع من الشرف
توجد الشريفة العفيفة التي يمكن أن تلقاها في الشارع فتذهب معك، ولكنها لا تتركك أبدا تضع يدك الآثمة عليها.
وتوجد الشريفة نص نص، التي تستصعب عليك أسبوعا أو اثنين، ثم تستسلم لك أو للشيطان، في النهاية.
ويوجد نوع منهن يُظهر الصعوبة في البداية، ثم يذهب رفقة صائده، ولكن لا يسمح لأحد بلمسه، فهذا لا بأس به للزواج.
ويوجد نوع سهل، يقوم يقدم خدماته قبل حتى الحديث معه، ولا يتردد في القفز في السيارة إن توقفت بجانبه، ولا في خلع ملابسه إن طُلب منه ذلك، ويمكن أن تتعلل بأنها واقعة في غرامك، ولا صبر لها عنك. فهذا النوع معتاد على هذه الأشياء، وهذه هي العاهرة التي لا تجد حرجا من ذلك، فيجب عدم الزواج بهذا النوع لأن الخيانة هي طبعه، طال الزمن أو قصر، وما فعلته معك قد فعلت أكثر منه مع غيرك إن لم تتب، ولا مشكلة عندها في ذلك (وفي الشرع لا يجوز الزواج بالزناة).
ويوجد نوع يقول لك انه كان في علاقة سابقة، فإن كانت العلاقة مع شخص محترم كمدير أو ابن ناس محترم، فلا بأس، لكن إن كانت مع حشرة وضيعة، فلا، فالتي تصاحب من لا يساوي بصلة من الأراذل يجب الإبتعاد عنها لأنها هي أيضا رذلة ولا تساوي بصلة، وربما مر عليها كل الأراذل لأنها مثلهم، والطيور على أشكالها تقع.
من نصائح فريطس
استمرار المرأة في الإدعاء بأنها تحب بعكس الرجل
معايير جمال
يمكنك معرفة هل الفتاة جميلة أم لا من خلال مقاييس ثيابها وأحذيتها!
ويجب العلم بأن الطول المناسب مقدم على الجمال، فيستحسن أن تكون الفتاة ذات طول مناسب على أن تكون جميلة بلا هذه المقاييس.
فالفتاة أو المرأة الجميلة في المعتاد – لأن هنالك من يحب الطوال جدا، والسمان أو القصار جدا، فهذا لا نخاطبه، بل نخاطب من يريد الجمال المعتاد المتعاهد عليه في النساء – يكون مقاس ثيابها الأمثل ما بين 38-44 (للسروال والقميص)، أما مقاس الحذاء فما بين 36-40، أما الوزن فما بين 50-65 (خبرة).
أما الطول فما بين 1.55 متر إلى 1.70 متر.
والفتاة التي تتوفر فيها هذه المقاييس، تعتبر جميلة.
ويمكن أن تقول لها أنك ستشتري لها ثوبا كهدية، وتسألها عن مقاييسها لتعرفها فالحرب خدعة.
تستطيع المرأة الإستمرار في الإدعاء أنها تحب بعكس الرجل
المرأة ليست كالرجل الذي إن كذب بقوله إنه يحبها فضحته حركاته وظهر ملله. أما هي فيمكنها الإستمرار في الكذب إلى أن تقرر العكس ولن يظهر عليها شيء أي بدون أن يفتضح كذبها.
وطبعا لن يظهر حبها الزائف على حقيقته إلا في أوقات الشدة كتحول الرجل من الغنى إلى الفقر، وغير ذلك، حينها لن تبالي في إظهار حقيقة حبها الكاذب له لأنها ترى أنها لم تعد مضطرة إلى الكذب عليه.
المشاريع في المغرب
لا يُنصح بالإستثمار في المغرب بل في أوروبا إن كانت الضرائب معقولة أو في الخليج، والأفضل أن لا يكون في المشروع شريك. ففي المغرب لا توجد منافسة، يعني أن من يريد فتح قهوة ثانية بجانب قهوة ناجحة عليه الإبتعاد مسافة كيلومتر، ولكن يأتي 10 ويفتحون مقاهيهم وينقصون الثمن بالنصف، وربما يكون ما عندهم أفضل، إضافة للسحر والمرتزقة الذين يتحججون لأجل الرشوة، فلا ربح معهم، فإما إعطاء الرشوة أو الإغلاق 10 أيام وفساد العمل.
ويقومون بالطرق الملتوية كإرسال من يقول إنه تسمم بسبب القهوة، ويطالبون بتعويض كبير الإفساد المشروع.
كذلك لا يجب شراء الأرض بل كرائها حتى ينجح المشروع، وبعد ذلك شراء المكان.
ويجب الحذر من الأقارب ففي الغالب لا يكونون مخلصين.
واحد في أوروبا تم النصب عليه في قهوة، قالوا له متى ستقدم إلى مراكش لترى القهوة، فقال لهم في يوم كذلك، فجلبوا 300 شخص ليأكلوا مجانا، وأروه الكثير من المداخيل في تلك الأيام، فاشتراها بالغلاء ليكتشف فيما بعد أن من يجلس فيها شخصان أو ثلاث في كل يوم، يعني استحالة استرجاع النقود التي استثمر فيها.
والخطير في الأمر هو أن المنافسين مستعدون لكل شيء لإفساد المشروع، كوضع الحشيش في المحل والسحر والقتل إن كان ذكيا صعب المراس.
وحتى عند شراء الأرض قد يبيعونه أرضا بيعت 4 مرات، فيدخل في قضايا ومحاكم لا نهاية لها نضيع وقته وجهده.
واسبانيا من أفضل البلدان للإستثمار، ففتح المطاعم في اسبانيا مثلا، مربح مقارنة بالمغرب، فإضافة إلى الأمان والضمانات الموجودة والمريحة، يكون الربح كبيرا مقارنة بالمغرب، فثمن الوجبة أضعاف أضعاف ثمنها في المغرب.
تزوج المرأة في السنة الأولى من طلاقها يجعلها ترتاح
قال المدردش: إن الذي سيتذكر المرأة في الغالب هو زوجها الذي بجانبها، هو الذي سينفعها، أما الأولاد فلن يجدوا وقتا لها ولن يهتموا بها في الغالب، وهم الذين يمنعون أمهم – أو أباهم – من الزواج، فهم أنانيون، يفعلون ذلك لمصلحتهم وحدها، ولا ينظرون إلى مصلحة الأب أو الأم في ذلك الزواج الذي يكون أحيانا ضروريا! وفي الأخير يجذبهم زوجاتهم بعيدا عن الآباء، ويبقى هؤلاء مرميين في وحدتهم بلا معين، لا أحد يهتم بهم، فيجب الزواج فهو أهم من الأولاد، وهو المضمون لا هم.
قالت له واحدة، لا أستطيع الزواج بعد طلاقي لأني أخاف من ضياع الأولاد، فأجابها: هل ستتزوجين كينغ كونغ الذي سيفترسهم؟
والتي في الأربعين، لا زالت صغيرة، أمامها أربعين سنة أو أكثر أو أقل، فلا يجب أن تشيخ في داخلها قبل الأوان.
فعلى المرأة أن تتزوج، وكذلك الرجل الأعزب أو المطلق، خاصة في عصر الفتن هذا الذي لا استقرار فيه به بدون ذلك، وهذه الغريزة أساسية كغريزة الأكل والشرب، لا يمكن إهمالها أو تجاهلها أو التعالي عليها لما في ذلك من مضرة على النفس والجسم والدين والأخلاق والسمعة.
وعلى المرأة أن تتزوج من هو أكبر منها في حدود 10 سنين، والعكس بالنسبة للرجل عليه الزواج بالتي أصغر منه في حدود 10 سنين.
وإذا لم تتزوج المرأة بسرعة بعد طلاقها فإن قد تتحول إلى ضحية لطليقها الأناني، فقد يزعجها أو يزعج أبنائها لأنه يعتبرها متاع تابع له، وقد يعتقد أنها تنتظره، أما إذا تزوجت فإنه يتركها وشأنها وينساها، فترتاح منه.
ومن الأفضل حسب رأيي، أن لا تترك المرأة حقوقها، خاصة إن كانت فقيرة، فبعض المسكينات عندما تتطلق تترك حقوقها للرجل معتقدة أن ذلك من حسن الفراق، وتكون النتيجة عكسية في الغالب، لأنه قد لا يحس بذلك ولا يعتبره، فيؤذيها بعد ذلك، بعكس الذي تنتزع منه حقوقها فإنه يعطيها لها ويتركها.
يعني أنه لا يجب الإعتقاد بأن اللين والتساهل يجلبان منفعة، فقد يجلبا عكسهما وهو القسوة والمضرة، وهو الغالب.
والغالب أن النساء عندما لا يجد زوجا يقلن لم نتزوج لأجل الأولاد وغير ذلك من الذرائع الوهمية، أما إذا عثرن على الرجل المناسب فإنهن يتزوجن مباشرة.
وأحيانا يكون الولد الذي يمنع أمه من الزواج قد وضعها في رأسه، واصبح يغار عليها، فهذا عليها أن تعالجه في مصحة نفسية.
قالت واحدة إنها تعتقد أن المرأة المطلقة التي لديها أزواج عليها أن لا تتزوج لأجل الأولاد، خاصة إذا كانوا ذكورا، لأن البنات قد يحتملن زوج الأم أما الذكور فلا. فأجابها بأن أولادها لن يهتموا بها ولن يكافئوها على تلك التضحية.
ثم ذكرت له إحدى جرائم اغتصاب زوج الأم الحيوان للبنت وقتله لها، تخويفا من زواج المرأة المطلقة، فذكر لها بإحدى جرائم قتل الزوجة لزوجها وأولاده كمثال مضاد، يعني أنها جرائم شاذة تقع من الطرفين، ففي الناس ظلم وفساد، ولكن ليس الجميع. احرض على تلاوة أذكارك في كل اليوم فالحافظ من الشرور هو الله وحده، حفظنا الله وإياكم من كل شر.
من نصائح فريطس
المفلس مفلس من الناس أيضا
القراءة في المدارس مضيعة للوقت
لا أضيع في هذا العصر من الذين درسوا حتى تخرجوا، فهل الموضوع يستحق المناقشة؟
المتخرجون من الجامعات أجهدوا عقولهم وأضاعوا أعمارهم في الدراسة، ثم في الأخير وجدوا أمامهم البطالة، أو احتقار المدير لأحدهم صائحا فيه: أين كنت يا حمار!
والراتب الذي يحصلون عليه زهيد يحصل الميكانيكي على أضعافه، ومدرب كرة القدم التافه يجني الملايين، وأهل الحِرف لديهم ما يفعلون بعكس العاطل عن العمل، ويربحون ما ينفعهم.
فيكفي تعلم القراءة والكتابة للتميز على الجهلة، أما المبالغة في الدراسة فالغالب أنها بلا نتيجة.
أقول: وهي مضيعة للجهد والعمر، لأن النظام الغربي اللعين كذب على المسلمين وحول تعليمهم من الديني المبارك إلى الأجنبي الملعون المرتكز على الدنيا ولغات الأجانب وتاريخهم وشرعهم (القانون)، فكذبوا بقولهم إن كل من يدرس يحصل على وظيفة!
ذلك كذب مكشوف، ولكن الناس مصرون على تصديقه حتى اليوم، يصرون على تعذيب أبنائهم وأنفسهم بهذا التعليم السخيف التافه الغير مبارك الذي يستمر أكثر من 30 سنة أحيانا، 30 سنة من الصرف على الأبناء ونقلهم إلى المدرسة صباح مساح ودفع فواتير تعليمهم وكتبهم، ثم في الأخير يكون كل ذلك بلا فائدة، لأن الإبن يخرج مجرما رأسماليا ربويا بلا دين، أو يسقط في مستنقع البطالة فيصبح كأن لم يذهب يوما إلى المدرسة التي أعيته وأعيت أبويه أيام دراسته.
فالمدارس الغربية المشؤومة التي يديرها في بعض الأحيان أجانب مسيحيون أو ملحدون أو بلا أخلاق، تُخرج الآلاف في كل عام، ولكن كم نسبة الذين يتوظفون من بينهم؟
1 بالمائة أو 0 أحيانا!
فلماذا تعلق الأسر عليها كل تلك الآمال؟ خاصة أنها تحرم الأبناء من تعلم دينهم فيها، فلا مكان له بجانب مناهج الشيطان (الشيطان أقوى شخصية من كبار المسلمين اليوم؟!).
يخرج الواحد وهو جاهل بدينه الذي هو أساس صلاحه وصلاح مجتمعه، والذي من دونه يكثر في المجتمع الإنحراف والتعلمن والإلحاد لأن التعليم رأسمالي مادي شيطاني.
فأهم شيء هو الدين، يجب تعليمه للأبناء، ومواده أكثر سعة من الرياضيات والفيزياء، فتفسير القرآن وحده أكثر منهما مجلدات، ثم يليه اللغات، هي المهمة لأنها وسيلة التواصل والتعلم والعمل، خاصة الإنجليزية في هذا العصر، طبعا بعد اللغة العربية، هذه هي الأساس، يا عباد الله، هل الألمان الذين يدرسون بلغتهم الغريبة أعقل منا؟!
لست مع فكرة إتعاب الأبناء بالدراسة السخيفة التي مصير صاحبها البطالة كأن لم يدرس شيئا! لماذا نتعبه بالإستيقاظ كل يوم باكرا، والذهاب إلى المدرسة التي بلا فائدة، ليبقى فيها حتى المساء حتى يتجاوز الخامسة والعشرين أو الثلاثين، مع التكاليف المبذولة في التجهيز والنقل والكتب والدفاتر والمصاريف ورشوة المعلمين والمدراء إلخ، كل ذلك على مدى طفولته وشبابه!
فأي عذاب ذلك، وعلى ماذا؟ البطالة؟
فعلى دولنا أن ترأف بالأبناء وآبائهم، وأن لا تستمر في الكذب على الناس بذلك الشكل فحضارة الغرب التي تتبع مبنية على الكذب، ليس فيها شعارا واحد يمكن تطبيقه على أرض الواقع مثلما يزعمون، فقولوا للناس الحقيقة على الأقل، قولوا لهم إن البطالة هي المصير الراجح لنسبة 98 من المتعلمين ليستريح الآباء من ذلك العناء ولا يعلمون أولادهم إلا الأساسيات، وفي مدة أقصر!
قولوا لهم إن الدولة تعجز عن استيعاب كل الخريجين ولابد لهم من البطالة أو حمل الأحمال.
قولوا لهم إن مواد الدين هي الأهم لإصلاحها للمجتمع قد تم إرغامكم من طرف الغرب على إبعادها أو ضعوها في مناهج التعليم حتى لا يضيع الجهد والعمر هباء، فلو درستموها للأبناء وكانت البطالة مصيرهم، لهان الأمر كثيرا!
قولوا لهم الحقيقة بدل تعذيبهم بهذه الدراسة الشيطانية المادية العلمانية كما لو كانت شرطا في الوجود مثلما أقنعكم أولياؤكم الغربيون!
والحقيقة أن الذين لم يدخلوا مدارسكم أفضل في كثير من الأحيان من الذين دخلوها، على الأقل لديهم بيوتا مفتوحة أكثر مما لدى العاطلين. إضافة للتواضع وفهم الحياة على حقيقتها من خلال التجربة بعكس الخريج المنفوخ كبرا وزيفا وعلمانية.
النقود تقود إلى معرفة معادن الناس
قبل أن تهب وتندم، أو تصاحب أو تتزوج، جرب الآخر بطلب شيء منه، أو الذهاب معه إلى المطعم، فإن كلف نفسه وبحث لك عن المبلغ الذي تريد، أو دفع فاتورة المطعم، فاعلم أن فيه خير، مع الحذر من المحتال الذي يعطي ليأخذ فهو موجود.
المال هو الأعز على النفس، من سخى به سخى بكل شيء سواه، من يعطيه يأخذ الدنيا على حقيقتها، ويعتبرها وسخا زائلا، وقليل من يفعل ذلك، فالأكثرية لا تسمح بخروج فلس من جيبها، وإذا خرج فكطعم سنارة أو مع الكثير من المن والشح.
فالمال هو المعيار لا كثرة الكلام المعسول.
فيجب تجربة الآخر من البداية، لا تطل معه المصاحبة وكثرة الهدرة، بل جرب جيبه، فإن سخى بما فيه فهو على قدر المسئولية، وإلا فلا، لا تصاحبه سنين ثم تأتي لتلومه بل لم نفسك فأنت السبب، لأنك لو جربته منذ البداية لربما وفرت عليك مشقة ترك الظروف تثبت لك أنه لئيم لا يستحق الوقت والإهتمام الذي أعطيته.
قال آخر: إذا أفلس المرء سيلاحظ انسحاب المقربين من حوله، وسيستغرب لذلك، ويقول لنفسه لماذا كل هذه العجلة؟ اجلسوا اشربوا شايا أو قهوة؟ ولا شاي ولا قهوة!
وسيبقى حوله صنفان الأول المقريبن من الحبائب، سيبقون مجاملة له لفترة ثم يتبعون غيرهم.
الصنف الثاني القلة القليلة التي تحبه فعلا وتريد له الخير، ويمكن أن تقف معه وتساعده. فإذا كان محظوظا سيكونون 2 أو 3، والغالب أنه واحد فقط أو شيء.
وسيظهر على السطح صنفان جديدان لم يرهما من قبل، الأول المفلسون القدامى، سيقتربون من لأنه أصبحت مثلهم.
الثاني الحُساد والحاقدون المبغضون، وهم من الذين تركوه في البداية مع الآخرين، سيظلون على اتصال به من بعيد لبعيد ليسألوا عن حاله، ليس تقربا منه او وفاء له، بل لمتابعة أخباره لأجل التأكد من أنه لن ينهض بعدها ويعود إليه غناه لأن حدوث ذلك يمرضهم، وبمعنى الكلمة. وسيكتشف لاحقا أنهم يكرهونه جدا، وفرحين بحاله الذي أصبح عليه.
فلا يجب تأليف سيناريو قصة لشكر الظروف التي جعلته يكتشف حقيقة الناس، فحقيقتهم تلك ثابتة، بل هي الأصل فيهم، فهم جميعا لا يبحثون إلا عن مصالحهم، ولا يتواجدون إلا حيث كانت، ولو كانت سخيفة، فوجودهم حوله ليس إلا لذلك، فلا يجب أن يصاب بصدمة، وأن يكون مثلهم عندما ترجع أمواله، فيعاملهم على أساس “خذ وهات” “البيع والشراء”، أي على أساس المصلحة المتبادلة وحدها لكي لا يخسر، يعني أن يحاول ان يربح منهم مثلما يربحون منه، ويومها عندما يتعرض لأي موقف وينفضوا من حوله، لن تكون الصدمة شديدة عليه، بل بالعكس سيعذرهم ولا يفكر حتى فيهم لأن المصلحة هي التي جلبتهم وهي التي سحبتهم!
فالدنيا دار ابتلاء ومصالح، قليل فيها الأوفياء المخلصين المحبين حقا، وهم موجودون والحمد لله، ابحث عنهم واختبرهم وتمسك بهم عندما تجدهم لا تقدم عليهم دواب المصالح، وقل مرحبا لأصحاب المصالح إذا كانت فيهم فائدة ولو إضحاكك، لكن التسلية لا يكون مقابلها إلا تسلية مثلها، فعاملهم على أساس تبادل البضائع التي من نفس النوع والجودة، وإذا زدت لتكن صدقة لله لأن الجزاء عنده وحده، أما هم فلن يجازيك أكثرهم إلا بالنكران إن انتظرت منه شيئا.
ستكتشف أن العلاقة التي تربط معظم الناس في الدنيا هي علاقة مصالح، لا الحب والصداقة وغير ذلك من العواطف!
قد تنصرف الفتاة عن شاب خلوق تحبه لمجرد أنه بلا مال، وترتمي في أموال خنزير يعذبها فيما بعد! وقد ينصرف الأب عن أبنائه إلى أبناء زوجته الثانية إذا احتقرهم وهمشهم فاعتقاده أن مصلحته في غيرهم (وكيف تكون مصلحة الأب في غير أبنائه؟! حقا بعض الناس بلداء، وهذا النوع موجود ولكنه نادر لأن الغالب على الأبوين الشفقة بأبنائهم وحبهم، وهذا من الله وحده لولاه لما احب أحد أحدا في هذه الدنيا ولما احترمه لذا وجب تعليم الأبناء الدين في المدارس فهو أفضل شيء لهم).
وقد يفعل الأبناء نفس الشيء، فالمصلحة هي التي تحرك الناس في الأساس اما غيرها فحالات شاذة نادرة تطفو على السطح مرة مرة، قليل من تدخل عالمه.
من نصائح فريطس