أتأمل في الكون المترامي الأطراف الذي أشغل منه هذا الحيز الصغير الذي يزداد ضآلة وانكماشا يوم بعد يوم.. من أنا؟
في أعماقي يصور لي الشيطان أني كل شيء، محور الكون، لكن في الحقيقة أنا ولا شيء مقارنة بالخلق العظيم المحيط بي..
نعم، أنا الخليفة في الأرض، لكني ضعيف عاجز ومقصر.. وكلها صفات تبعدني كل البعد عن الكمال..
تغمرني السعادة كلما ارتبطت بما حولي أو ارتبط بي، وازداد هما وغما كلما ابتعدت عن طريق الصواب..
قطتي الصغيرة التي أرتاح لها، تبادلني نفس الشعور، بمنتهى الصدق والبراءة.. البراءة التي أصبح الاتصاف بها في هذا الزمن دربا من المستحيل..
أرى الملحد يقف على حافة الكون مشرفا على الهاوية يعميه الغرور وهو يحملق في آيات الخالق الصارخة في وجهه “أيها الغبي”، متكبرا، متحديا ما لا قبل له به.. فأعجب من كفره وقساوة قلبه ورأسه، من حقده الدفين على خالقه الكريم..
ما الذي فعله له الخالق؟
إنه يتقلب في نعمه وحلمه فلماذا يطغي؟
حرمه من الشهوة الحرام لما فيها من خطر عليه قبل غيره، من الخمر لما فيها من خراب لصحته قبل غيره…
الغبي، غره الشيطان بتحويل المسألة التي يمكن حلها بالتفكر والتدبر، إلى حرب على الخالق وأتباعه..
ولن يربح منها ومن السخرية السخيفة التي يتغذى عليها بعض المرضى، غير الخسران..
“القافلة تسير والكلاب تنبح”..
أين هو من معرفة كنه الروح؟
أين العلم الذي يعلمه الإلحاد من معرفة كنهها؟
غنه مثل علمه ومن وراء علمه، لا شيء أمام قوة وقدرة الخالق.
تحداهم بأن يعرفوا كنهها، وإلى هذه الساعة – بل إلى الساعة الكبرى، لن يعرفوه.
أين هو من تسخير الأرض وكل ما عليها للإنسان؟!
How؟ الصدفة لا تصنع نظاما مسخرا للإنسان بمثل هذا الإبداع؟
الصدفة لا تصنع شيطانا يدفع إلى الحرب الخالق لأنه يعرف أنه موجود؟
يعلم كل ضال أنه موجود، وأنه السبب في ضلاله!
أين هو وكل الملحدين والديمقراطيين من صنع ذبابة واحدة؟
الذبابة أشرف وأقوى من أكثر صناعتهم الإلكترونية تعقيدا!
فبماذا يتبجحون، وبأي عقل يحكمون؟
أتأمل في القرآني الجديد!
عجبا له من بعيد..
يزعم انه يأخذ الدين من القرآن حده وهو عاجز عن مجرد نلاوته!
كيف يعرف معناه، وأسباب نزوله وإعرابه، وهو عاجز عن مجرد تلاوته؟
يفسر القرآن زاعما أنه يتدبر، وهيهات..
أحدهم قرأ “مكيال” بدلا من “ميكائيل”، مما يثير شبهة الجهل المدقع، أو اندساسهم في التيكتوك والأمة..
فهل مثل هذا يفسر؟
أو حتى يتدبر؟
ما هذا بتدبر، التدبر هو التفكر في مخلوقات الله مثلا، ليزداد يقينا وإيمانا لا تفسير القرآن، التفسير كلام عن الله سبحانه وتعالى، ويحتاج لقواعد صارمة يعجز هؤلاء عن أقلها وهو تلاوة القرآن بطريقة صحيحة..
عندما يقول الواحد منهم أنا لا أصلي الصلوات الخمس، هنا يخرج الأمر عن نطاق الرأي إلى الكفر البواح، الأمر في هذه الحالة لم يعد تدبرا ولا تفسيرا بل كفرا بواحا، وقليل منهم من يتقي (إن كانوا أصلا من المسلمين لأن مثل هذه الجرأة لا يوجد في أبناء المسلمين)..
يقول ذلك لإعتداده برأيه التافه، ولشدة بغضه للصحابة والحديث.. والرسول!
يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغنا القرآن فقط، كانه لم يكن يتكلم بغيره، لا هو ولا أصحابه ولا العلماء..
وإذا قيل لهم ممن أخذتم القرآن؟ أليس ممن حمل السنة ممن تكرهون؟
أو لماذا تقرؤون بحفص وتتركون القراءات الأخرى؟
وما دليلكم على أن الصلاة الصحيحة هي صلاة المجوس التي تصلون؟
وهل صلاها أحد من أمة الإسلام على مدى 1400 عام قبلكم؟
هذه ال 1400 عام تخرج الواحد منهم عن طوره وتفحمه..
كيف يخالفون 5 مليار مسلم على مدى 1400 عام، اتفقوا جميعا على الأخذ بالسنة والحديث، وكانوا أقرب إلى القرآن وأهله منهم؟
أحيانا أفكر في أن أكثرهم يهود مندسون يتحدثون باللغة العربية، أخرسهم الله، أو نصارى وملحدون، لكن كيف يقبل هذا مسلم؟
هل وصلنا إلى هذه الدرجة المزرية من الجهل بالدين وبكل شيء بسبب اتباعنا لقواعد الغرب العدو ونظمه، وأولها تعليمه الشيطاني السخيف!
طالع هذا الموضوع الكاشف لأكاذيب القرآنيين هنا..
أتأمل في الصوفي المسكين..
لماذا تتبع طريقة لم يعرفها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا العلماء؟
ألهذه الدرجة تثق بشخص ظهر من العدم في القرن السابع عشر مثلا، ليس من المعصومين ولا القرون المفضلة، زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه يقظة، هو الذي لم يات أحدا منص حابته ولا تابعيهم يقظة، ولم يثبت عنه ذلك لا في القرآن ولا في الحديث، بل ثبت عكسه؟
كيف تأخذ منه هذا الدين المغشوش الذي إن كان فيه خيرا – وليس فيه، فخير منه الثابت الأصلي من العبادات والأدعية؟
من قال لك أن ذلك الشيخ الكذاب سينقذك يوم القيامة؟ بل سيرديك ويخذلك مثل خذلان كل شيطان رجيم لأصحابه..
ما الحاجة للطريقة والدين قد اكتمل، وفيه كل ما يغني عنها من الثوابت المباركة؟
هل بلغ بك الغباء والهوى إلى درجة ابتاع هذه المزاعم التي لا يقوم عليها دليل لا من العقل ولا من الدين..
طالع هذا الموضوع الكاشف لأكاذيب الطرق الصوفية هنا..
والأشاعرة هنا..
ومن الذكاء الصناعي الذي رد عليهم ردودا تدل على سخافة دينهم.
أتأمل في المذنب المدمن على المعاصي، إنه يلهث خلف الشهوات والشبهات دون كلل أو ملل، رغم ما فيها من ضنك وشقاء وبعد عن الصواب.. لا يشبع منها، ولا من نفخة الشبهات الشيطانية، فأتذكر الضعف البشري الذي لا معين عليه غير الإستعانة برب العالمين..
ألا يعلم ذلك العاصي أن الشيطان يزين له القبائح؟
ذلك هو عمله الأساسي.. الكذب والتزيين!
يزين الفاسدة القبيحة في نظر المجنون بالشهوة حتى يقع عليها، ولعد ذلك يدرك أنه أضاع ماله ووقته الثمين، وجهده وكرامته على ذبابة.. فمن زين له ذلك القذر غير نفسه والشيطان؟
والبديل قريب وحلال، سهل مبارك، عين ماء حارة مريحة يفر منها إلى المستنقعات الآسنة الباردة؟
أنا القمر المنير في عالمي الصغير المغلف بسماء واسعة مزينة بالكواكب الرائعة، بالهواء النقي الذي يشفي العليل، بالشمس الدافئة الممتعة، بالقمر الرائع في جميع أطوار اكتماله التي تتكرر في كل شهر..
أنا المخلوق الضعيف الذي على فطرته، كيف أغتر بأكاذيب الشيطان وأتوهم الجبروت؟
من أنا؟ كيف أغتر بدنيا فر من شرها العقلاء والصالحون؟
أنا جوهر الحياة لكن بشرط النجاح في امتحانها..
أنا القوى حقا لكن بشرط التغلب على نفسي الأمارة والشيطان..
أتأمل في كأس الماء التي بجانبي، قال ابن حزم رحمه الله: “من عجيب تدبير الله عز وجل للعالم أن كل شيء اشتدت الحاجة إليه كان ذلك أهون له، تأمل ذلك في الماء فما فوقه. وأن كل شيء اشتد الغنى عنه كان ذلك أعز له، تأمل ذلك في الياقوت الأحمر فما دونه”..
هل نحن أغبياء؟
هل نحن بحاجة إلى حضارة الغرب القذرة التي تسن لنا الشذوذ، وعندنا الإسلام ورباط الجهاد؟!
هل تحن بحاجة لفلسفتها وقوانينها الديمقراطية السخيفة، ولغاتها الأجنبية الدخيلة، وسياساتها المراوغة الشيطانية، وعندنا علومنا وشرعنا ولغة قرآننا، والشورى التي تأخذ في الإعتبار العدول من المؤمنين بدل الفساق السياسيين؟!
هل أصبحنا عبيدا للكفار في هذا الزمن؟
هل أصبحنا عبيدا لشهواتنا ومصالحنا الآنية؟
كذبوا على الله، فزعموا أنه غير موجود..
وكذبوا على الأرض فزعموا انها كرة سابحة في فضاء..
وكذبوا على السماء فزعموا أنها هواء..
سماء بنيانها موصود الأبواب، مستعصية عليهم وعلى شياطينهم..
كذبوا على الشمس فقالوا انها الأصل، وما هي إلا مصباح مسخر في بيت يمتحن فيه الإنسان يسمى الدنيا..
زعموا أن الأرض تجري حول الشمس، وحول المجرة، والكل يجري في فراغ، وكذبوا؟
عجبا لمن يحترم الكذابين ويتبعهم..
كذبوا على العلم فقالوا إنه “العلم الحديث”، وحقيقته هي أنه “العلم الخبيث”..
مفرزاته خبيثة مثلهم.. انتجوا به الأسلحة الفتاكة، وما يغير الأغذية والمزروعات والأدوية..
أنتجوا به الأوبئة واللقاحات القاتلة، وكل ما يضر الإنسان والحيوان والشجر والأرض والهواء..
كذبوا على القوانين فقالوا إن قوانينهم الديمقراطية أفضل من شرع رب العالمين، فأعطوا المجرم حقا العيش في احترام، فزادوه غيا وبطشا، واعتبروا الجاهل بقانونهم مغفلا لا يستحق الرحمة حتى إن كان بريئا، وانتشر كلابهم الذين يسمون بالمحامين، يدافعون عن كل شر لأجل المال وحده، لا رادع لهم من دين ولا خُلق، بل جعلوا ذلك الإثم قمة في الحذاقة والشطارة!
عجبا لتغير الفطر في هذا الزمن، وهذه هي نتيحة اتباع الكفار.
كذبوا على التعليم فجعلوه تعليما غربيا لا مكان فيه للعلوم الشرعية المباركة التي كانت تخرج الناس من الظلمات إلى النور، وتصلح نفوسهم على الأقل، بعكس تعليمهم القذر المبني على المصلحة الأنانية، والذي هو سبب كل مشاكل المجتمع..
إني أتخيل الأرض قبل الإنسان، وعليها قبائل الجن تعيث فسادا مثلما يفعل الأمريكيون والأوروبيون وعملاؤهم اليوم.. ثم تجليها الملائكة إلى البحار..
فمن سيُجلي هؤلاء؟
الحضارة الغربية اللعينة تتهدم يوما بعد يوم، وهي سنة الحياة..
أول ما يفتضح فيها اليوم هو دينها الديمقراطي الكاذب الذي غر الناس على تفاهته ووضوح كذبه، خاصة بعد اتخاذها الشذوذ شعارا، وما ارتفعت لقوم جاهروا به راية..
أنا القمر المنير إذا عرفت ربي حق المعرفة، إذا اتبعت التوحيد الذي عند السلفية – ليست داعش لأنها مع الحاكم، ولا كل أهل البدع لأنها تأخذ من المصادر الموثوقة فقط، أي من السنة واحدها..
إذا اتقيت ربي حق تقاه، فتزوجت لأحصن نفسي، واقتصرت على الطاعة والحلال، وتركت البغي والحرام..
إذا صدقت في المقال..
إذا جعلت الدين الحق – لا الدين الباطل، أساس الحياة..
إذا دعوت لله على بينة لا أبحث عن جزاء من غيره..