أسس علم التغذية في القرآن.. ملخص من مقاطع الدكتور المغربي الفائد حول الموضوع..
الأساس الأول: الطيبات
أي الحلال والحرام.
إن علم التغذية مرتبط بالقرآن ارتباطا وثيقا لأنه علم ينبني على الحلال والحرام الذي يقودنا إلى تناول الطيبات والطيبات فقط، ولا يمكن فصل علم الغذاء عن القرآن.
والطيبات هي الأشياء التي خلق لنا الله تعالى، لا الأشياء التي تدخل فيها الإنسان، والأشياء المجهولة.
ونستنبط هذه الأسس من القرآن المعجز، ولا توجد في غيره من علوم الحضارات الأخرى.
فيجب الإنطلاق من الحلال والحرام عند الحديث عن علم التغذية، وكل ما أحله الله ففيه خير، وكل ما حرم ففيه ضرر، لذا يجب أن يكون كل ما نأكل حلال.
وفي القرآن الكريم حقائق لو ترجمت للشعوب الأخرى ووصلت إليهم دون حواجز، لأسلموا، لما فيه من حق ونفع للبشرية، فقد جاء ليصلح الإنسان وما حوله، فهو من عند الله تعالى، لا تناقض فيه ولا خطأ. لكن للأسف يضعه البعض في الدروج، ولا يهتم به، مع أنه كتاب حياة وتشريع ونصائح قيمة للمسلم والأمة.
والأشياء التي لا توجد في الطبيعة كتمثيل بعض الأغذية من بعض الجزيئات، لا يجب أن يأكلها الإنسان لأن ما في الطبيعة صنعه الخالق وهو العالم به، أما ما يصنعون فلا يمكن التحقق من نفعه لجهلهم وقصورهم، وسوء نيتهم وماديتهم وجشعهم.
فيجب أن يكون الإفتاء مبني على القرآن، لا أن يكون القرآن مبنيا على ما يقولون، كاستدلال البعض على القرآن بالنظريات العلمية التافهة الغير مثبتة أصلا (مثل نظرية الإنفجار العظيم الكاذبة)! القرآن ليس بحاجة لإثباتاتهم تلك، فهو من عند الخالق، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. فالإنطلاق من العلوم للوصول إلى القرآن خطأ، يجب القيام بالعكس.
وفي أوروبا يجامل المُفتون هنالك الحكومات الموجودة، ويفتون أحيانا بأشياء ضد القرآن، فيحلون الحرام مجاملة أو خوفا من القوم، فيذللون الإسلام لهم بدل إعزازه كدين حق، وتنفيذ أوامره المباركة المُنجية من العناء والعذاب (عندما بدأت دعوات الغرب إلى الشذوذ في 2023، ووصل ذلك إلى فرضه في المدارس على الأبناء، وسحب أبناء المسلمين في السويد وغيرها، إذا اعترضوا على ذلك، قام أحد المسلمين المقيمين في السويد أو النرويج، وكان يملك مطعما ناجحا، وعضو في مجلس مدينته الديمقراطي، فقام بإلغاء كلمة في المجلس، معتقدا أن القوم ديمقراطيون كما يزعمون، قرأ فيها آية خلق البشر من ذكر وأنثى، فقامت القيامة عليه هنالك، فتم طرده من المجلس، وأصبح عملاء القوم يتهجمون على مطعمه مطالبين باستعاد نقود الوجبات التي اكلوا من قبل! ولكن المثير للحفيظة هو تبرؤ الجمعية الإسلامية التي كان أيضا أحد أعضائها، منه ومما قال! وصل الحد إلى مجاملة الكفار في الدين! أما سحبهم لأبناء المسلمين هنالك دون اعتراض، فحدث ولا حجر، حتى أن البعض ينصح باستغلال الصيف للفرار من تلك الدولة بذريعة التشمس لأنها لا تترك الآباء المسلمين يخرجون أبنائهم منها!! أصبح المسلمون أذل الشعوب في كل مكان، وكل من أراد فرض شيء كالشذوذ وغيره، يبدأ بتعذيب المسلمين به، حتى أن بعض المسيحيين أصبح يتعاطف معهم! أقول إن دل هذا على شيء فإنما يدل على أننا بلا حكام في هذا الزمن، لم يعد هنالك حاكم واحد يجرؤ على الإعتراض ولو بكلمة على الدول الغربية! فماذا كانت ستكون ردة فعل السفارة السويدية أو الأمريكية عند خدش مواطن مقيم في بلد من بلداننا ولو بكلمة؟! فكيف إذا تم سحب بلد عربي لأبناء مقيمين؟ فلماذا لا نفعلها بحجة أن أبنائهم يفسدون إسلام أبنائنا بأزيائهم القصيرة ولغتهم الأجنبية وحضارتهم الخبيثة؟! إنها نفس الذريعة التي يتهجمون بها علينا في دولهم كأن لهم كل الحق في ذلك! وهذا يدل على أن الجهاد قائم إلى الساعة، فإما الجهاد في سبيل إرساء ما يريد الله، وإما العكس مثلما يفعلون لتحقيق مراد الشيطان، ولا وسط ولا ديمقراطية في ذلك! اللعنة على الديمقراطية بالمناسبة، طالع الموضوع الكاشف لحقيقتها هنا).
وأكل الحلال يجعل الناس يبتعدون عن الأمراض، فلن يستهلكوا الأشياء المستحدثة كالزيوت المهدرجة وغيرها، وسيكون طبخهم طبيعيا، وبالتالي نافعا.
وجميع المواد المصبرة تحتوي على الأقل على مادة محرمة، أي أنها حرام في ديننا، ولو اتبعنا أوامر ربنا لحرمنا على أنفسنا ما حرم علينا، ولما انتشرت هذه الأمراض الحديثة التي تكاد تعم.
ومشكلتنا أننا مخدرون منبهرون بحضارة القوم الخبيثة، لا نريد أن تكون لدينا وسائل بحث، وبدل تتبع ما اكتشفه الآخرون، وما يقومون به، علينا استكشاف واكتشاف ما في القرآن أولا.
ولا يجب نسيان الحلال والحرام، فكيف نُدرس في مدارسنا أشياء محرمة في ديننا، ونحن لا ننتبه؟
إننا ندرس في المدارس الفلسفة الكفرية وكل شيء، إلا الدين غير موجود! فآآه من ذلنا آآآه.
تقول الدراسات إن التغيير الوراثي غير ضار، ولكن مصدرها هو أهله المنتفعين منه، لا الباحثين المستقلين الذين أكدوا أنها ضارة.
وقد وصلنا اليوم لأكثر من التغيير الوراثي، وسيأتي اليوم الذي نقول فيه يا ليتهم توقفوا عند التغيير الوراثي!
فهم اليوم ينتجون منتجات حيوانية كلحوم الدجاج والبقر والخنزير، في المختبرات Cultured meat، وبدعوى الشفقة على الحيوان من الذبح إلخ (كلما أرادوا شيئا تذرعوا بذريعة براقة كدليل على إنسانيتهم في حين أنهم وحوش، كذريعة العطف على الشواذ، وعلى أبناء الجالية المسلمة المقيمة فيهم، والذين يختطفونهم خطفا حتى أنهم أعطوا طفلة سورية في السادسة من عمرها لأسرة مسيحية لتربيها على ذلك! يقولون إنهم يرعون حقوق الطفل! وممن؟ من أهله أقرب الناس إليه؟!).
وفي الدول الغربية يمنع الذبح منعا باتا في كل هذه الدول، ولا ينفع في ذلك تنويمه أو صعقه، وديننا يشترط الذبح بوضوح (والآن اللحوم الآتية من عندهم تباع فينا بدون أي رقابة).
فالتي تُضرب بالعصا أو التيار الكهربائي أو محروقة فهي موقودة في رأيي، لذا تدخل في مجال المحرمات، وقد فصّل القرآن في ذلك.
كذلك يقومون بإخفاء حقيقة وجود الدواء وما ينفع في المواد الطبيعية، فمثلا يقومون بالدعاية لجزيئة اصطناعية تخفض الضغط، ويهملون تماما آلاف العناصر الطبيعية الموجودة في الطبيعة التي تخفضه!
كذلك هنالك حقيقة أخرى وهي أن أغلب ما نستورد من الغرب للأكل، ليس بحلال! فمتى ننفصل عن هؤلاء بطلقة ثالثة لا رجعة بعدها؟!
الأساس الثاني: كمية الأكل
لا يمكن لطبيب في العالم أن يحدد كمية الأكل التي يقدر عليها الإنسان، لأن الأكل غريزة لا يمكن معرفة مداها، والمعدة تتمدد عند الإكثار من الأكل. وعندما تتمدد المعدة الطبيعة تصبح غير طبيعية، ويجب أن لا تتمدد وتتوسع، وتصبح معدة كبيرة.
وصاحب المعدة الممددة يحس بالجوع كثيرا. لذا يمكن ملؤها بالخضروات التي لا طاقة فيها، والإعتماد على الصوم لكي تعود إلى طبيعتها.
والمعدة الطبيعية هي التي سعتها لتر وربع تقريبا، وهي غير المعدة الضخمة المتسعة.
ما معنى الجملة “كل جيدا” التي يرددها الأطباء كثيرا؟
هل تعني أكل المواد الصناعية التي أوصلت الناس اليوم إلى الكوارث الصحية؟
ما هي كمية الأكل الواجب أكلها؟
تحدد كمية الأكل بالجوع لأن معناه أن الجسم استنفد الطاقة، فهو يحتاج إليها، وعند إعطائها له يجب إعطائه ما يحتاجه منها بالضبط، لا إعطائه كمية أكبر من حاجته، تجعله يخزنها على شكل شحوم وزوائد، فتتكون فيه بعض الأشياء الخبيثة.
لذا يستحسن أن يكون الأكل مرافقا للصيام، أو الجوع، وكما يأكل الواحد جيدا عليه أن يصوم جيدا، أو يجوع لكي تتم موازنة الطاقة في الجسم (أي يمضي ساعات بدون أكل، يشرب فقط الماء، ويقلل من الأكل).
وبدون الجوع أو الصوم يستحيل ضبط الطاقة، ويردد البعض مفاهيم خاطئة تقول بأنه يجب استهلاك البروتيين والكربوهيدارات، وإذا لم يستهلك اللحوم فلن يتوفر الجسم على الحديد، وإذا لم يستهلك الحليب فلن يكون هنالك كالسيوم إلخ، فهذه نظريات غريبة مضحكة.
فمثلا الدول الإسكندنافية هي الأكثر استهلاكا للحليب، ومع ذلك هي الأكثر عرضة لنقص الكالسيوم! في حين أن الدول الإفريقية هي الأقل استهلاكا للحليب، بل تكاد لا تستهلكه أصلا، ومع ذلك عظام الفارقة قوية، ولا يوجد لديهم أي نقص في الكالسيوم، فكفى تصديقا لهذه النظريات الخاطئة والمضحكة في آن واحد.
فالنصح باللحوم والحليب من أجل الحديد والكالسيوم، أمر باطل، وتضليل، وهو الذي أدى إلى هذه الأمراض، والبديل موجود في الطبيعة، ويوفر كل تلك العناصر بدون أي مخاطر صحية، لذا عندما نصحت بترك الحليب سألتني واحدة بماذا أعوض الكالسيوم، فأجبتها بأن البدائل كثيرة ومتوفرة.
أولا لننطلق من حقيقة واضحة وهي أن كل ما في القرآن خير، قال تعالى: “طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى”، لذا نجد أن الأشياء التي فيها وعيد شديد، أشياء خطيرة ضارة بالإنسان، لذا يحذره ربه منها بقوة لأنها مُهلكة، فمثلا أنزل وعيدا شديدا في أكل الربا، فقال “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله”، هذا من الوعيد الشديد لما فيه من حرب من الله ورسوله على أصحابه، والهدف منه هو تبيين خطر الربا.
وكل المجتمعات الموجودة اليوم يخنقها الربا، فهو جاثم على صدرها، لذا فإن الربا من المهلكات.
كذلك في القرآن التشديد تجاه كمية الأكل، وعندما يتشدد القرآن تجاه شيء فهو مهلك، لذا فإن الإسراف في الأكل من المهلكات، لذا تشدد القرآن تجاهه. قال تعالى: “يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”، فوضع حد وتقييدا بالنهي عن الإسراف، وشدد أكثر فقال “إنه لا يحب المسرفين”، أي انه لا يحب المسرفين في الأكل.
وقال جل وعلا أيضا: “وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ”، فذمهم بوصفهم بالأنعام، لأن الأنعام هي الوحيدة التي تأكل 24/24 ساعة كالبقر والغنم والماعز والإبل، فالله تعالى خلقها هكذا لتخزن الطاقة لأنها تنتج اللحوم والحليب، ولديها خمس معدات، فذم المكثرين من الأكل بتشبيههم بها (أقول: عندما كنت في زمن الدراسة في المغرب أسافر بين تطوان والرباط، كان أهم ما يلفت عدم رؤية حيوان من الأغنام التي ترعى رافعا رأسه عن العشب!).
وقال تعالى “كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى”، وهذا تشديد في الوعيد.
أي كلوا من الطيبات، والطيبات هي ما خلق الله تعالى لنا، لا ما صنع الإنسان المحدود الإدراك والذي تصعب الثقة فيه (خاصة الكفار الماسون الغربيين). ولا تطغوا فيه أي لا تزيدوا عن الحد بكثير، فالطغيان يكون بالزيادة بالكثير لا القليل، كأن يأكل الواحد أكل خمسة أشخاص لأن معدته تمددت وتوسعت حتى أصبحت معدة خمسة أشخاص!
وسبب إكثار الناس من الأكل هو نصح الطب الحديث لهم بذلك هربا من سوء التغذية، فنصحهم بالوجبات المتعددة في النهار بمعدل سبع وجبات بعضها أساسي والآخر ثانوي، فيظل الإنسان يمضغ كالأنعام التي تأكل ليل نهار!
و العالم اليوم يكثر من الأكل ولا يستهلك الطيبات إلا قليلا.
وإذا لاحظنا فإن بعد هذه الآيات التي أوردنا، آيات أخرى يقول فيها الله تعالى انه غفار تواب، وذلك يعني أنه حتى إذا حدث الإسراف فإن الله تعالى يقبل الراجع عنه، ويساعده ويبارك له في عودته إلى الحق، فالحلول دائما موجودة.
ومعنى الطغيان في الأكل، هو الإستمرار فيه بعد الإحساس بالشبع، فهذه هي الزيادة المذمومة الخطيرة على الصحة. فالشبع هو المعيار الذي يتم به حساب كمية الطاقة التي يحتاج إليها الجسم، فالأفضل عدم الوصول إلى حد الشبع. فالوصول إلى حد الشبع وما بعده يعني أن المعدة قد بدأت في التمدد والتوسع، ولم تعد المعدة الطبيعية.
وإذا كان لابد من الأكل، ولا صبر عنه، فيوجد معه الحل وهو الصوم، فليرافقه.
والذين يصومون جيدا في رمضان هم الفقراء الذين لا يستطيعون ملء موائدهم بعكس الأغنياء، فالأكل كثيرا ليلا يجعل الصوم محدود النفع على الجسم. فالذين يملؤون موائدهم يصبحون مرضى لظهور الكثير من الأمراض لديهم بسبب الشحوم وغيرها. والأفضل أن لا تملء الموائد لأنها إذا ملئت فإن الأكل غريزة، لن يقدر الواحد على إمساك نفسه عنها.
فهؤلاء يقولون نحن ميسورون ونتمتع بالأكل، ونأكل جيدا، فلماذا إذن حصلت كل هذه الأمراض، بعكس من لا يكاد يأكل، وإذا أكل أكل ما هو طبيعي، فهذا تقل لديه الأمراض، بل تنعدم.
إذن أن يكون الأكل قليلا، وأن يكون طبيعيا لا علاقة له بالصناعة وملحقاتها، فمثلا أكل طبق حمص أو فول أو خبز شعير وزيت زيتون أو بعض الفواكه الجافة كاللوز والجوز إلخ، أفضل بكثير من أكل المصنعات.
والإستيراد هو سبب أكثر الأمراض.
ولو أننا استنبطنا من القرآن طريقة عيشنا وما ينفعنا، لما أصابت الأمة هذه الأمراض المنتشرة.
وإذا أصيب الواحد بالأمراض فعليه أولا بتغيير نمط غذائه بترك المصنعات والمواد المجهولة، حتى يكون للعلاج أثر.
والبعض يعتقد أن اللحوم شرط في الغذاء، وهذا خطأ كبير، وخطير على الصحة.
كذلك يجب ترك الإدمان على الأكل وتغيير نمط الغذاء، ثم الحركة والصوم.
فيجب على المريض أولا ترك المصائب التي سببت له الأمراض.
الأساس الثالث: وقت الأكل
الأكل له وقت، والجسم له ساعة بيولوجية، ولابد له من الراحة، لذا جعل الله تعالى الليل والنهار، قال الله تعالى: “وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا”.
فالليل آيته ممحوة، أي أنها للسكون وعدم الحركة، أي للنوم.
وتقل سرعة الدورة الدموية عند النوم، ويتوقف الإستقلاب، إلا الإستقلاب الداخلي، لأنه توجد بعض الأعضاء تبقى شغالة بطريقة أقل من عملها في النهار.
ويتم انتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المساعد على النوم، ولا يفرزه الجسم إلا في الظلام، لذا عندما يكون البيت مضيئا، لا يتم إفرازه بقوة، ولكن يمكن وضع شيء على العينين أو إغماض العينين، والأحسن أن لا تكون الإنارة موجودة عند النوم.
فالليل للسكون وليس للحركة والأكل، وقد يصلح للمراجعة والقراءة والقيام لأن التركيز يكون أقوى، والإزعاج قليل، لذا يكون التركيز أحسن، وقراءة القرآن في ذلك الوقت أفضل أيضا.
والسمع في الليل يكون صافي لإنعدام الأصوات المشوشة، لذا نصلي الصلاة جهرا.
ويجب الإمتناع بعد صلاة العشاء عن الأكل، والأحسن الأكل قبلها، لأن الجسم لن يعرف ما يفعل بذلك الأكل، وبالتالي سيخزنه، ثم يكون الإستقلاب ضعيفا، فالهضم والإمتصاص يكون ضعيفا، لأن الإنزيمات والهرمونات لا تعمل جيدا في الليل، وعوامل النمو تتعطل.
إذن يجب أن لا يأكل الناس في الليل ليتركوا الأعضاء تستريح ، وثانيا تطرح السموم باستنفاذ ما أخذت في النهار، ويتوقف البنكرياس والكبد عن إفرازاتها، كذلك ليعمل الطحال بالليل لتنظيف الدم، وكذلك تستريح الكلية.
بالمناسبة الصوم لا يشكل خطرا على الكلية، فالبعض يقول إنه يسبب لها الجفاف والحاجة للماء، والحقيقة أن الجسم يحتاج للماء عندما نأكل، لأن المفاعلات الداخلية ستحتاج للماء، أما عندما لا نأكل فلا نحتاج للماء، لذا ليس هنالك أي خطر على الكلية، وقول ذلك منكر، ولو كانت هذه المقولة صحيحة لأصيب الكثيرون بالإجتفاف بسبب الصوم، فلا يمكن أن يفرض الله تعالى علينا الصوم ليضرنا، والذين يقولون ذلك محاربون للإسلام، ويبحثون عن طرق للطعن فيه.
إذن يجب في الليل التوقف عن الأكل، ولا بأس بشرب الماء لأنه لا يتطلب استقلاب ولا انزيمات ولا أي شيء، فهو يمر مباشرة، أو إذا أحس الواحد بالجوع يتناول فواكه طازجة لأنها تحتاج لجهد قليل من أجل هضمها فهي تمتص مباشرة لأنها أقل طاقة بالنسبة للهضم وتتضمن انزيمات.
والأكل ليلا خاصة بعد الإستيقاط من نوم، لا يساعد على النوم بل بالعكس.
وقلة النوم ليلا يترتب عنها التوتر العصبي فيما بعد.
ويوجد ما يسمى بمتلازمة الأكل بالليل، وهذه تسبب الإضطراب في النوم والتوتر، وكذلك تسبب زيادة الوزن. وكل هذا بسبب الأكل في الليل.
فالأكل ليس بالليل لأن كل الفيزولوجيا والمفاعلات الكيميائية داخل الجسم تكون متوقفة تقريبا، وتبقى فقط الدورة الدموية وتكون هادئة شيئا ما، ويبقى التنفس لأن المفاعلات الكميائية التي في داخل الجسم تحتاج للأكسجين لحرق الطاقة، ونتنفس في الليل ما بين 30-40 بالمائة، أي فقط الكمية الكافية لإبقاء العناصر حية، وهذه الكمية غير كافية لحرق الأكل في الليل، بمعنى أن الجسم سيخزن هذه الطاقة على شكل شحوم، وبالتالي يزداد الوزن.
ومن الأحسن للذين لديهم أمراض مثل التوتر العصبي أن لا يأكلوا في الليل، أو إن كان ولابد، يتناولوا الأشياء التي لا تتطلب هضما وتساعد على النوم، كشرب بعض الأعشاب فقط. كذلك الذين لديهم سرطانات، لأن كثرة الشحوم في الجسم تجعل السرطان يزداد، لذا يجب تجنب الأكل بالليل بالنسبة للذين لديهم أمراض.
فمثلا الذين لديهم سكري إذا تعشوا في منتصف الليل بوجبة دسمة، يرتفع تركيز السكر عندهم، وذلك ملاحظ.
كذلك أصحاب الأمراض المناعية الذاتية، وهي الأمراض الحديثة.
ومن قبل كان الناس ينامون مبكرا بعد الصلاة، ولا يأكلون في الليل، وهو أقوى عامل كان يمنع من الأمراض.
واليوم شرع هؤلاء للناس أكبر وجبة، فجعلوها وجبة الغداء في منتصف النهار، وهذا خطأ، فأكبر وجبة هي وجبة الفطور، أما وسط النهار فيتناول أشياء بسيطة كالتمر والتين والزبيب، وشرب الماء، والخبز والفواكه، فكانوا يأخذون معهم هذه الأشياء إلى أعمالهم ليأكلوها نهارا، وعندما يرجعون يتناولون وجبة المساء، وهي قليلة أيضا مقارنة بالصباح، فالصباح هو الذي يمكن الأكل فيه كثيرا إن أراد الواحد، لا العكس.
فيجب على الطلبة جعل وجبة الغداء مكونة من ماء وفواكه، وذلك يجعلهم نشطين بعكس تناول الوجبات الدسمة الذي يجعلهم ينامون في الفصل.
فالليل للسكون وليس للأكل، والأكل فيه إضافة للأكل في كل وقت، سبب مهم في حدوث الأمراض.
ويمكن شرب الماء فيه جيدا، وترك الأعضاء تستريح وتطرح السموم، فمثلا الرئة تبدأ في طرح السموم مع منتصف الليل، لذا يكون لدى أصحاب الحساسية والربو مشكل دائما في منتصف الليل، فيستيقظوا ليستخدموا البخاخ، فعليهم أن يشربوا كوبين كبيرين من الماء الدافئ، فذلك يساعد الرئة في طرح السموم لأن هنالك أعضاء لا تخزن الماء منها الرئة والقلب والكبد.
وبالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة، فإذا أرادوا الإستراحة من الأمراض المزمنة والأمراض المناعية الذاتية، عليهم الإمتناع عن جميع المواد المصنعة كالمصبرات وغيرها، وأن يكتفوا بطبخ المنزل، وأن لا يأكلوا في الليل، وأن يشربوا ماء دافئا بالليل.
وبالنسبة للمكملات، يستحسن عند الصوم الإفطار بوجبة خفيفة نباتية لا مشتقات حيوانية فيها لأن المشتقات الحيوانية هي التي تفسد العلاج، ثم بعد ساعتين أو ثلاث يتناول المكملات، لأنها لا تمر من الإستقلاب، وليس لها طاقة، وهي تعمل في الليل عندما تتوقف العمليات الفيسيولوجية على مستوى الأعضاء، فهي أحسن في الليل أي بعد ساعة أو ساعتين على الأقل من الوجبة.
ويجب الإبتعاد عن المواد المصنعة، فمثلا يقول البعض أنا أستخدم زيت الصويا، وهو جيد، نعم، الزيت الموجود في الصويا في الطبيعة جيد، ولكن عندما يستخرج ويمر بمراحل التصنيع يشبه شيئا آخر غير الزيت الأصلي ولا علاقة له به، وكذلك زيت نوار الشمس، لا علاقة للمصنع منه بحبوب نوار الشمس.
فالحبوب مثل اللوز ونوار الشمس وغيرها، زيت ذا جودة عالية، لكن إذا صنع أصبح شيئا آخر، فيضاف إليه الترانس وبعض المواد الكيميائية ويصبح شيئا آخر، لا يُنصح به.
فالأفضل الإبتعاد عن المصنعات، حتى القهوة من يحبها، الأفضل أن يشتري البن ويطحنه في منزله ويشربه، لأن القهوة المصنعة لا علاقة لها بالبن بل أضيفت إليها مواد صناعية فهي ليست مادة أولية خام.
الأساس الرابع: الصوم
الصوم أساس من أسس التغذية لا يمكن إغفاله إذا أردنا أن تكون التغذية مفيدة، فهو إضافة إلى الأساسين السابقين نافع للجسم ولابد منه من أجل الصحة.
وصوم رمضان فرض لما فيه من الخير والبركة. قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ”. لاحظ قوله “وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ”، قال إن غير القادرين على الصوم إذا تطوعوا وصاموا، فهو خير لهم، وأن الصوم خير من عدمه في كل الأحوال، يعني حتى المرضى عليهم محاولة الصوم فذلك خير من تركه.
وقال “كتب عليكم الصوم”، فكلمة “كتب” مبني للمجهول، والأشياء التي جاء فيها البناء على المجهول، قطعية لا جدال ولا آراء فقهية فيها، مثل “حرمت عليكم الميتة”.
ثم قال: “يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”، قال البعض إنه نسخ لما قبله، وهذا غير صحيح بل يُسر في الحياة الدنيا من صحة وقوة شخصية، لأن القادر على ترك الطعام وهو عنده، يقدر على كل شيء.
قال تعالى “وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”، فجعل المسلم هو أفضل وأعلى الناس بشرط الإيمان، فهو الأقوى والأصدق والأشرف إلخ، ولكن للأسف ضعفت شخصية المسلم اليوم بسبب الدسائس والكيد المبثوث في الدول الإسلامية على عينك يا تاجر، مما أبعد الناس عن فهم دينهم والإهتمام بتدبر قرآنهم والعمل به، وأظهر فيهم فئة من الجهلة ينتقدون كل شيء حتى القرآن باعتباره لا يساير التطور السخيف الذي عند الغرب (وحقيقته أنه تخلف وحيوانية)!
وكثرة الأكل في الإفطار مما يملئ البطن يسبب انزعاجا على مستوى الجهاز العصبي أيضا، ولا يقدر صاحبه على التراويح، فلا يمكن للإنسان أن يركز إذا كان البطن ممتلئ، لذا يُنصح الطلبة في يوم الإمتحان بعدم الغداء، بل أكل التمر مثلا وشرب الماء فقط، فذلك يساعدهم على التركيز أكثر.
والصحابة لم يكونوا يأكلون كثيرا، وكان بعضهم يربط حجرا على المعدة، وذلك يساعد في تقليص حجمها، وهو ما يتبعه العلم اليوم بربط أشياء تشد المعدة للتقليل من حجمها.
ولم يكن العلماء المغاربة من قبل يأكلون كثيرا، بل كانوا يأكلون سميد الشعير في ماء، وهي التشيشة أو الدشيشة، وسمي أحد العلماء عندنا بذلك (وهو بودشيش)، وله زاوية تسمى البودشيشية (أقول: يجب الحذر من التصوف فهو بدعة وضلالة وأكاذيب شيطانية لا تخفى، يكفي انه دين يتعبد به الله، ولم يعرفه النبي ولا أحدا من صحابته وتابعيهم بإحسان! والله تعالى يحب أن يعبد بما أمر به، وقد أمر بما هو ثابت معروف، واكتمل الدين قبل ظهور الطرق الصوفية فلا حاجة لها ولا مصداقية بعد ذلك، ولا دليل لها غير أقوال مشايخها الغير معصومين الراجح تنزل الشياطين عليهم بتلك الطرق وأمثالها).
وعند صوم النافلة والأيام المنصوح بها، يجب عدم الإكثار من الأكل أيضا، والإبتعاد تماما عن اللحوم، والتركيز على النشويات والأشياء الخفيفة النافعة ليكون للصيام نفع أكبر.
والصوم الجيد هو أن الواحد كلما أحس بأن معدته امتلأت عليه أن يصوم في اليوم الموالي دون ملء مائدة الإفطار بالطعام، لأنه سيأكل جيدا في اليوم الثالث.
وعليه أن يصوم على الأقل يومين في الأسبوع كما هو منصوح به في ديننا العظيم، وهما الإثنين والخميس.
ويكفي عند الإفطار أكل تمر وشرب ماء فقط، ثم بعد ذلك أكل شوربة فيها عدس وأكل فواكه وسلطات وخبز منزلي وشاي أعشاب، وفقط، وإذا امتنع أحد عن بعض هذه واكتفى بالماء فأفضل.
أما السحور فليس وجبة كاملة بل هو بركة، يكفي كوبين من الماء مع قليل من التمر وتفاحة أو برتقالة، فالسحور ليس وجبة يجلس لها الواحد، يكفي أن يأخذها واقفا بسرعة لأنها وجبة خفيفة.
والموائد المليئة موجودة في الدول الإسلامية رغم تحذير الإسلام من الطغيان في الأكل، أما الآسيويين فهم الأقل أكلا، ثم الأفارقة لندرة المعيشة، ثم الدول اللاتينية الأمريكية وأمريكا، ثم الأوروبيين، ثم الدول الإسلامية التي هي الأكثر أكلا، وهذا تناقض! فحتى الأوروبيين يأكلون أشياء خفيفة ولا يعرفون الموائد المليئة التي عند المسلمين.
والناس يراكمون الزوائد مما يأكلون طيلة السنة، وتتراكم هذه الزوائد على مدى السنين، فعندما توجد في الجسم طاقة زائدة على شكل دهنيات فإنها تخزن في الجسم على شكل ليبيدات، أما السكريات فلا تخزن في الجسم إلا قليلا من سكر الجليكوجين يتم تخزينه في الكبد، فالسكر إما أن يحرق أو يتم تخزينه على شكل شحوم يتم تحويله إليها.
كذلك البروتينات لا تخزن، فالجسم لا يخزن النيتروجين (الآزوت) لذلك يجب استهلاك البروتينات يوميا.
ويخزن الجسم بروتينات خاصة به على شكل لحوم ودهون. وهنالك زوائد أخرى من بعض الترسبات كالكولسترول وحصوات المرارة والكلية والمثانة وغيرها.
والشحوم الزائدة تتجمع في الحزام فتكون هنالك بطنة، وتتجمع حول الأمعاء كالقولون الذي إذا تشحم تتولد مشاكل منها التأخر في قضاء الحاجة في المرحاض بسبب ذلك وليس بسبب الإمساك. كذلك تتجمع حول الأعضاء كالكلية والكبد وغيره. فيحدث بسبب ذلك مشاكل منها السمنة وحموضة الدم وخلل في الأيض (الإستقلاب).
والمعادن الثقيلة تتجمع في الشحوم أو على شكل ترسبات كالحصوات التي في المرارة والكلية والمثانة.
فقبل رمضان تكون هنالك تراكمات سببها كثرة الأكل، وتكيسات (جيوب مملوئة بالماء) بأحجام متفاوتة في الكلية والمخ والكبد والرحم والبروستات وكل الأعضاء، وفِيبْرُومَاتْ في الثدي والأعضاء لدى المرأة. وتورمات حميدة أو خبيثة فكل ذلك زوائد. وتراكمات أخرى.
وفي التغذية لدينا ثلاثة مكونات غذائية هي البروتينات والليبيدات (أو الدهون) والسكريات، فإذا دخلت الجسم بكثرة أخذ حاجته منها وخزن الباقي على شكل روابط دهنية (دهون)، فعندما لا يجد الجسم الطاقة في حالة الصوم والحمية فإنه يأخذها من الشحوم المخزنة فيهدمها.
والصوم يتغير زمنه حسب الفصول ليستفيد الناس من ظروفها وما تنتجه من مواد، والإنسان في الشتاء يحتاج للطاقة (البروتينات) أكثر منه في الصيف الذي يحتاج فيه أكثر للأملاح المعدنية والفيتامينات والألياف الغذائية والمياه. وطول الليل أو قصره في رمضان، كل ذلك إيجابي لصالح الصائم.
ولا يوجد نظام لتخفيف الوزن إلا الجوع لأن التقليل من الأكل مع الإكثار من السوائل يهدم الأشياء الزائدة في الجسم.
فعندما يأكل الناس أكثر من حاجتهم من الطاقة يتم تخزينها على شكل شحوم ولحوم فتنتج السمنة.
وليس هنالك في ليل رمضان – كما جاء في السنة – ثلاث وجبات، بل وجبة واحدة، وهي وجبة الإفطار لأن السحور ليس وجبة متكاملة بل شيء بسيط لتقوية الحالة النفسية كشرب ماء أو أكل تمور أو تفاحة.
والصوم النافع هو الذي يجب على الصائم فيه أن يفطر جيدا وبأشياء نقية كالتمور والنبات السهل الهضم وشربة الخضار والفواكه مع شرب الماء وما شاء، ثم في الليل بعد الإفطار لا يأكل إلا الفواكه مع ماء حتى يكون كمن لم يأكل إلا وجبة الإفطار، وبذلك يجوع جسمه مع توفير حاجته من الغذاء السهل.
ولا يتناول المواد الصناعية ولا اللحوم ولا السكريات ولا أي شيء ضار.
ولا يستهلك الأشياء الباردة، بل الأشياء التي بدرجة حرارة عادية، وأن تكون العصائر بفواكه مع الماء نظيف، أو أن يستهلك الفواكه وحدها، أو يصنع سلطة فواكه وحدها أو مع خضروات.
والجسم يجب أن يعطش ويجوع ويرهق لكي يطرح السموم المتراكمة فيه.
والصوم أسهل على النساء من الرجال لأن لديهن خزان شحوم أكثر من الرجال. ويضبط الصوم نظامهن الهرموني، وينعم جلودهن وبشرتهن وشعورهن، فالجوع ينفعهن إذا اعتمدوا على النبات، أما الرجال فلا يؤثر الصوم على جلودهم وبشرتهم.
ولا يجب على الحوامل الخوف من الصوم لأنه مبارك (طالع الموضوع المتعلق بهن هنا، ففيه تفصيل في المسألة).
والرياضة أثناء شهر رمضان كالمشي وغيره فجيدة. والذين لديهم حرف ووظائف تطلب حركة أجسامهم فهذه رياضتهم ولا يحتاجون لممارسة الرياضة.
والرياضة تفتح مسام الجلد فيطرح الجسم الكثير من التسممات عبرها، ومن الأفضل القيام برياضات هادئة في رمضان كالمشيء، وحتى إن كانت كرة تقدم تلعب بهدوء بدون جري مبالغ فيه وإجهاد للجسم.
أما الجالسون في المنزل والمكاتب فإن صيامهم يكون ناقصا إذا لم يتحركوا. والأهم بالنسبة للنساء أن يخرجن بعد الظهر أو قبل الفطور بساعة أو نصف ساعة ليتميشين ألف أو ألفين متر، وإذا قدرت على 6 آلاف فجيد لأن أغلب مشاكلهن تأتي من التراكمات، والرياضة تساعد الصوم في تنظيف الجسم، وبالتالي يكون الصوم جيدا.
وحتى السائقون وربابنة القطارات وغيرها يجب أن يتمشوا قبل الفطور 2000-3000 متر، فلا يعتقد الواحد أنه يمارس الرياضة بسياقة سيارة أو غيرها.
أما الذين يأكلون الليل كله ثم ينامون النهار حتى الواحدة، فهؤلاء لا يستفيدون من الصوم من الناحية العضوية الجسدية. وعندما يستيقظون يبقوا جالسين، فهؤلاء لن يفيدهم الصوم بشيء.
فالرياضة عامل ضروري للإستفادة من الجوع، وهذين العاملين (لجوع والرياضة) هما أساس استفادة الجسم. لذا من المهم جدا أن ترافق الصوم رياضة.
ويجب ممارسة الرياضة بشكل يومي لا بتقطع كيومين في الأسبوع، ولو بالقيام بحركات في المنزل. وعامل الرياضة غير مهم جدا لدينا نحن العرب، ولكن في آسيا يتعلمون ضرورة القيام بها يوميا لذا تجدهم يقومون بحركات قبل الذهاب إلى العمل أو في أي وقت من النهار.
وبالنسبة للمسنين إذا لم يتحركوا تتراكم الشحوم لديهم وتتضخم البروستات، والرياضة تفيد النساء المسنات أكثر خصوصا اللواتي لديهن أعراض مثل إلتصاق الرحم ومشاكل الهرمونات والأنيميا التي تنفعها الرياضة كثيرا.
وفي رمضان الأفضل القيام بالرياضة قبل الفطور حتى إذا أحس الشخص بالعطش والجفاف كان قريبا من الفطور، ولكن يمكن القيام بها صباحا إن كان ذلك أنسب للصائم.
وعلى من مارس الرياضة أن لا يشرب ماء باردا في الفطور، وأن لا يشرب ماء مع وجبة الفطور، بل يكتفي بكوب ماء مع حفنة من التمور وليس ثلاث أو أربع تمرات، بل كمية ليستعيد الجسم الأملاح التي ضيع بالتعرق، ثم يأكل وجبة الفطور، ثم بعد ساعتين يبدأ في شرب الماء طيلة الليل، ويؤخر العصير فلا يشربه مع وجبة الفطور لأنه يجب أن يؤخذ لوحده لا مع الوجبة، فيؤخره إلى ما بعد العاشرة والنصف ليلا.
والأفضل للرياضين أن يتناولوا الفواكه كما هي بدل العصير، وذلك للحصول على الألياف الغذائية إلى جانب الأملاح المعدنية، لأن الألياف هي التي تخفض الكولسترول. والرياضيون الإحترافيون يجب أن لا يكون لديهم كولسترول ولا أشياء زائدة في الجسم تؤثر على العضلات وغيرها.
فالرياضة جيدة في رمضان وتزكي الصوم لأن الصائم سيتحرك ولو بالمشيء، وذلك أفضل من الخمول.
طالع الموضوع المعرف بفوائد الرياضة وأضرارها هنا.
ويجب عند الإحساس بأي شيء خلل في الجسم تذكر عامل الجوع، واللجوء إليه كأول شيء، فهو الحل الأول الموجود في يد المريض، ويساعد كثيرا في استقرار الجسم، حتى السرطان يجب التفكير في الجوع إذا تم تشخيصه، لأنه يعطي مجالا أكبر للعلاج منه. فيجب الإنتباه لعوامل الجوع والحركة والغذاء السليم، لأن ذلك يساعد في كل الأمراض ويقي منها.
والأفضل تعويد الجسم على الجوع والصوم قبل رمضان حتى إذا هل هلاله أتي على البقية الباقية من الزوائد في الجسم.
وإذا لم يتخلص الجسم في رمضان من كل الزوائد، فيمكن صوم أيام أخرى بعد رمضان مثل صوم 6 أيام من شوال المنصوح بها في السنة، والأحسن أن تكون هذه الأيام متتالية بعد العيد (مع أكل القليل السليم).
وبالنسبة للأصحاء (والمرضى) يختلفون، فمنهم من يستطيع تحمل الجوع والعطش ومنهم من لا يقدر. لكن الصوم معجزة وبالتالي يقدر عليه الجميع، وفصيلة O يتحمله أكثر من الفواصل الأخرى.
وكثير من المرضى يقدرون على الصوم مع الأكل الطبيعي القليل بالليل مع تجنب المواد الصناعية والمقليات واللحوم، وذلك أفضل لهم.
ومنهم من يصعب عليه الصوم، فهؤلاء أهل الرخصة كمن يأخذ حقنة الانسولين من أصحاب السكري.
كذلك هنالك أشخاص لديهم أمراض كالتصلب الويحي والتهاب الكبد لا يقدرون، وكذلك الأشخاص الذين في أسرة المستشفيات لا يقدرون، فهؤلاء جميعا مرخص لهم في عدم الصوم.
أما الذين لديهم أمراض مزمنة ويتناولون أدوية، هؤلاء يمكنهم تنظيم مواعيد أخذ الدواء مع الطبيب لتكون في الليل، ولوحظ انهم يستفيدون من الدواء أكثر إذا صاموا لأن الدم يكون أخف والجسم في حالة أفضل.
والذين لديهم أمراض في القلب والشرايين وارتفاع الضغط فمنهم من يستطيعون الصوم، وسينفعهم إذا اعتمدوا على النظام الغذائي الجيد.
وليس هنالك علاج لأي مرض دون أن يغير الإنسان نمط عيشه، فجميع الأمراض تأتي مما يأكل الناس ويشربون ويستنشقون إضافة إلى الحالة النفسية وقلة الحركة. وإذا مرض الإنسان عليه مراجعة نمطه، فيعرف سبب المرض هل هو مجاورة مصنع، أو أكل أشياء ضارة، ثم يتوقف عن ما يضره ويبدأ في العلاج، فمثلا لا يمكن معالجة أمراض القلب والشرايين والمريض لا زال يأكل اللحوم، كذلك حتى إن شفي المريض من السرطان لابد أن يعود إليه المرض إن لم يغير نمط عيشه.
والنساء اللواتي لديهن خلل هرموني أفضل فرصة للشفاء هي الجوع وأكل النبات مع تجنب مشتقات الحيوان، فرمضان علاج لهم، والجوع علاجهم الأفضل لأن الأدوية التي يعطيهم الطباء عبارة عن هرمونات صناعية خطيرة عليهن.
ونتيجة صوم رمضان جيدا هي تصحيح الخلل الهرموني لدى النساء والتكيسات في الثدي والرحم، أو طرح حصوات المرارة والكلى، فيجب أن يستفيد الناس من هذا الشهر، ويكون الجزاء في الدنيا بالشفاء وصحة الجسم.
ويمكن التعود على الصوم وأقله صوم 8 أيام في الشهر ، سواء متتالية أو متفرقة (كل أسبوع يومين). وأقصاه صوم يوم وإفطار يوم بصورة متتالية، وهو صوم لا يمكن أن يبقى معه شيء من الزوائد في الجسم، وهو صوم سيدنا داود عليه السلام كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم.
والصوم هو الضابط الوحيد لمناعة الجسم.
أما أصحاب القرحة المعدية وأصحاب تقرحات الأمعاء وحصوات المرارة والكلية، فهؤلاء الصوم أفضل لهم لأن فيه راحة للجهاز الهضمي، والأدوية التي يأخذون للقولون العصبي وكرون مثلا ليست إلا لتخفيف الألم.
أما السمنة فهنالك انواع منها، فمنها ما يكون سببه تناول أدوية كالكورتيزون للحساسية أو الأمراض المناعية الأخرى أو بعض الأدوية ضد التوتر والقلق وغيره، فهذه ليست سمنة بل أعراض جانبية لدواء، ويحدث ذلك للنساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل، وفي هذه الحالة عليهن عند ملاحظة تضخم الجسم كالأصابع وغيرها أن يتوقفن عن أخذ هذه الحبوب لأنها مكونات خطيرة وليست حلويات، وتُصنع من الكولسترول وتسمى بالهايدروكولسترول، وهي عبارة عن هرمونات صناعية.
فهذا ليس سمنة. وحله هو غسل الجسم، وقد يتطلب ذلك 6 أشهر لأن الأدوية متراكمة فيه.
أما السمنة المتعلقة بالأكل فهذه إذا لم يتخلص منها الناس في رمضان فلن يتخلصوا منها في غيره. ونتيجة ذلك عند بعض النساء هي وجود مشاكل في الرُّكَب، وسبب ذلك هو عجز عظام الساق عن حمل الوزن الزائد، فالأفضل تخفيض الوزن بدل استعمال أدوية المفاصل التي قد تؤدي إلى أعراض أخرى كمشاكل الأمعاء وغيرها.
والجوع والحركة في رمضان هو أفضل طريقة للتخلص من الوزن. والأفضل ملأ البطن بأشياء لا طاقة فيها ولا بروتين مثل الخضر، وتفادي اللحوم والسكر وغيره. وعند الصوم والحركة أكل النبات فقط كالحبوب والقطاني والخضر والفواكه الجافة ثم الفواكه الطرية (والأفضل استعمالها في فصول خروجها)، وهي جيدة لأصحاب السمنة. ويمتنعون عن اللحوم والحليب والسكريات.
فالنبات فيه بروتينات كافية ونظيفة، وفيه مضادات للأكسدة وألياف غذائية، فمع الحركة والصوم والنظام النباتي يستحيل أن لا ينقص وزن الجسم لأنه سيعود إلى ما خزنه من طاقة من قبل فيهدمه.
وخطورة الشحوم المتراكمة في الجسم أنها تؤدي إلى أشياء كثيرة أخطر من السمنة كالسكري والسرطان وأمراض الكلى والشرايين وسرطان القولون والحصوات والخلل الهرموني.
أما الأمراض المناعية فكثيرة جدا، وهي عبارة عن خلل في الجسم سببه المعادن الثقيلة والتوكسينات. فهي مثل التهاب المفاصل والسكر من النوع الأول والتصلب الويحي ومرض بهجت وغيرها. فهذه الأمراض المناعية تترتب على خلل في برمجة خلايا الجسم فتصبح لا تعرف بعضها البعض.
وهنالك أمراض مناعية يتعرض أصحابها لنوبات أو يأخذون أدوية مزمنة، فهؤلاء يمكن أن لا يصوموا، وحتى في هذه الحالة يمكنهم الصوم.
والأمراض المناعية عموما يستفيد أصحابها من الصوم الصحي لأن الخلايا تنشط فيه وتعود إليها حيويتها.
والمسنين الذين لديهم الزهايمر وباركنسون إذا قدروا على الصوم فهو أفضل لهم لأنه يعطي حيوية للخلايا.
فالصوم يكون بمواد طبيعية تماما، أي الطبخ بأواني صحية تماما (لا الألومنيوم والتيفلون وأواني البلاستيك)، وأن لا يكون بالمايكروويف أو فرن، وأن يكون ببطء على نار هادئة، وبدون لحوم، ويمكن أكل القليل من السمك، وبروتينات القطاني جيدة لهم. ويبتعدون عن الأغذية المصنعة والزيوت المكررة والدقيق الأبيض، وكل ما تمت صناعته لما فيه من إضافات ومركبات خطيرة. وعن مواد تطهير المنزل ومواد التجميل، ففي استنشاقها خطورة عليهم.
والأفضل في الخضر أن تستهلك طازجة كالبصل والخيار والبطاطا الحلوة، وبعض الحشائش مثل الرِّجْلَة، وإذا تم إنضاجها أن يكون ذلك قليلا.
وإذا أحس أصحاب الأمراض المناعية بتحسن ولو قليلا فعليهم المواصلة في ذلك النظام بعد رمضان.
أما أصحاب الخلل الهرموني الذي يتعلق بالهرمونات التناسلية عند الرجال (هرمون البروستات) والنساء، وحتى الهرمونات الأخرى، فإن النظام الهرموني كله تتم تسويته بالصوم.
والنظام الهرموني عند النساء معقد جدا، فلديهن هرمونات أكثر من الرجال، كهرمون الثدي البْرُولاكْتِينْ (موجود عند الرجال ولكنه لا يعمل كثيرا)، وهرمونات المبيض LH و LTH، وهرمونات الرحم. فهذه الأعضاء كلها منظمة بواسطة الهرمونات.
وسبب الخلل الهرموني هو خلو النظام الغذائي من الألياف الغذائية (ولا توجد إلا في النبات وفيها الفيتوستروجينات التي هي الهرمونات الطبيعية)، فالنساء اللواتي يعشن على الأغذية السريعة والمقليات والبسكويت واللحوم والأجبان، لديهن خلل هرموني، وبعضهن لديه التصاق في الرحم ونزيف دائم.
والهرمونات التي تعطى كدواء لمنع الحمل وتنظيم الدورة الشهرية هي أدوية كيميائية، ولا تعمل نفس عمل هرمون الجسم الأصلي البروجسترون لأنه يفرز في إطار هرموني منظم. وصناعة حبوب منع الحمل هي أسهل صناعة.
والعامل الثاني المسبب للخلل الهرموني بعد نقص الألياف الغذائية هو الكولسترول مع الدسم المشبع، فعندما يكون النظام الغذائي غني بهذه العناصر فإن ذلك يؤدي إلى الخلل الهرموني.
والعامل الثالث هو القلق والإرهاق النفسي.
والخلل الهرموني لدى النساء يؤدي إلى السرطان لذا يجب محاولة القضاء عليه.
والمشكل عند الرجال هو تأكسد التستسترون، وسببه كثرة الدسم وانخفاض الألياف الغذائية. وعندما تتأكسد التستسترون يتساقط الشعر وتتضخم البروستات.
والخلل الهرموني يؤدي إلى جميع الأمراض، ولا يوجد حل طبي له، لكن الحل بسيط وهو الإمتناع عن كل المواد الصناعية، وعن الزيوت المكررة لأن فيها الترانس، واستبدالها بزيت الزيتون، ثم تتبع النظام النباتي زائد السمك فقط، لأن في النبات الألياف الغذائية التي فيها الليجنانات التي تمنع سرطان الثدي وتضخم البروستات وسرطان القولون لأنها تقي جداره، وكذلك تحول دون تكون حصوات المرارة، وكذلك دون وقوع أمراض القلب والشرايين. وفي زيت الزيتون أيضا الليجنينات وكذلك مضادات الأكسدة التي تضبط الغدد والنظام الهرموني.
ويتناولن القطاني لأن فيها البروتينات وهرمونات طبيعية (الفيتوستروجينات). ويتناولن السمك لأن فيه حمض الأوميجا 3 وفيتامين D والآيودين الذي ينظم الغدد الصماء. ويتناولن زيت الزيتون المبارك.
وهذا النظام هو الحل الوحيد، أما نظام اللحوم والمواد الصناعية والأدوية، فمضر وخطير.
والنظام النباتي فيه ثلاثة أمور لا توجد في الحيوان وهي الألياف الغذائية والفيتوستروجيات ومضادات الأكسدة. كذلك فيه الفيتاميناتن أما الفيتامين D ففي السمك (والأحسن أن لا يكون مقليا بل مغلي أو في شربة).
فالنظام النباتي هو الحل الوحيد، ثم استغلال عامل الجوع والحركة في رمضان (بعده).
والإكثار من القطاني، إضافة لإدخال الحبيبات في التغذية كحبوب الكتان والسمسم والحبة السوداء والحلبة وحب الرشاد والينسون والشمر.
أما بالنسبة لمرضى الجهاز الهضمي، فعليهم تغيير نمط العيش بعد معرفة أسباب المرض لكي ينجح الدواء معهم. فالدواء وحده لا يشفي بل لابد من ترك مسببات المرض، والقيام بما يفيد الجسم، فالطبيب معين فقط باستشارته أما المريض فهو الذي يعالج نفسه.
وتظهر في الجهاز الهضمي التقرحات. والسرطان الذي يصيب المعدة يكون في القولون أكثر من المعي الدقيق لأن الأكل عندما يهضم يستقر في القولون، فتتجمع فيه المواد السامة والجذور الحرة فينعدم الإمتصاص ويتلف الجدار المعوي، فينتج عن ذلك التهابات كتقرحات كرون أو تقرحات القولون العصبي وغيرها، ومآل تلك التقرحات السرطان، وكل ذلك ناتج عن الغذاء الضار.
والذي يحفظ الجهاز الهضمي من كل التقرحات هو الألياف الغذائية (السِّيلُولُوزِيسْ) لأنها الله تعالى خلقها لا تهضم، وحتى الألياف الغذائية الذائبة عندما يتم هضمها (تُهضم) فإنها تمتص السمومية، مثل النشا الموجود في النشويات، ومثل سكر الإينولين الموجود في بعض الخضر كالبطاطا الحلوة والقلقاس والخرشوف واللفت والقرعيات كالقرع الأحمر، وكذلك الألياف الذائبة الموجودة في الفواكه (البيكتات).
كل هذه تحفظ الجهاز الهضمي، إلى جانب الدور الكبير الذي تقوم به المضادات للأكسدة الموجودة في النبات، والتي تتسابق إلى الجذور الحرة لكي تلتهمها فلا تؤذي خلايا الجسم، بمعنى أنها تثبط عمل هذه الجذور الحرة.
وهذه المضادات للكسدة لا توجد في الغذاء السريع وغذاء الشارع.
فمضادات الأكسدة تمسك الجذور الحرة وتعطلها، فيزول الخطر بنسبة 90 بالمائة، ثم تأتي الألياف الغذائية لتكنس الجسم، فتخرج منه الفضلات والنفايات الصلبة. فبدون الألياف الغذائية لا تخرج النفايات، وبالتالي لا يتم الحفاظ على الجهاز الهضمي.
وقد ظهرت التهابات الجهاز الهضمي بعد أن ترك الناس الشعير والذرة ونخالة القمح، وتركوا النبات، وبدؤوا في استهلاك البطاطس المقلية والدقيق الأبيض الصناعي واللحوم والأجبان وأمثال ذلك، وهو نظام تنعدم فيه الألياف الغذائية.
والذين لديهم التهابات في المعدة عليهم الإمتناع عن اللحوم لأن هضمها يطول (إذ تبقى 5 ساعات في المعدة فتتعبها)، ثم بعد هضمها تعطي الأمونيا NH3 وغاز السلفيد وغيره من المواد الضارة، ويسبب ذلك تحمض الدم الذي يؤدي إلى كل الأمراض. وهذه الغازات التي يخلغها هضم اللحوم هي التي تخرب الجهاز الهضمي.
والسمك بالنسبة لمرضى الجهاز الهضمي يُهضم أسرع من اللحوم لأنه رطب وخالي من الدسم ومن الكولاجين (النسيج الصلب الذي تتماسك به جزيئات اللحوم)، ويطبخ بسرعة، ويهضم بسرعة.
فالحل هو أن يكون الأكل نباتيا 100 بالمائة بالنسبة لأصحاب التقرحات، وأن يستهلكوا زيت الزيتون لأنه يتمتع بقوة مضادة للإتهابات لما فيه من مضادات الأكسدة، ومضادات الأكسدة كلها مكافحة للإتهابات، وهذا من ميزاتها.
فزيت الزيتون ومضادات الأكسدة الأخرى تبطل الألم والحرقة التي يحس بها هؤلاء نتيجة الإلتهابات.
فيصوم هؤلاء بدون اللحوم، وياكلون السمك والنبات وزيت زيتون بالطبخ به، ويأكلون كل الأشياء النباتية إلا القليل منها كبعض الخضروات التي تسبب الغازات مثل اللفت والقرنبيط، وذلك أمر بسيط.
ويلاحظ الصائمون صياما جيدا، أي الذين يكتفون بالقليل من الطعام الصحي، أنه لا تكون لديهم غازات، لذا أقولها مرتين، إن دواء الغازات هو الجوع، لا يوجد دواء فعال لها غيره، وكل ما يوجد من أدويتها فهو للتخفيف فقط، والدواء الفعال هو الجوع. فيجب فهم ذلك من رمضان، وبالتالي تجويع المعدة 7 ساعات مرات، والإعتماد على النبات، ولن يتحدث الغازات ولا الإنتفاخات ولا عسر هضم.
والتقليل من الأكل كأكلة واحدة وقليلة، وبدون ملأ البطن، ثم بعد الأكل يتوقف عنه على الأقل 6 ساعات ليجوع نفسه، ويتحرك خلالها بالعمل أو الرياضة أو المشيء.
أما بالنسبة لمرضى القلب والشرايين، فنعلم أن الجهاز الدموي جهاز مهم في الجسم لأنه الذي يغذي الجسم، فإذا كانت هنالك انسدادات فيه، فإن الدم لا يصل إلى جهات من الجسم، وبالتالي لا يصل إليها الأكسجين، مثل بعض أصحاب السكري تحدث لديهم الغنغرينا وهي تعفن اصبع الرجل الكبير بسبب عدم وصول الأكسجين إليه، وسبب ذلك قلة حركتهم وضعف الدورة الدموية في أجسادهم، ونفس المشكل يحدث لأصحاب القلب والشرايين، فتتعفن أصابع اليد أو الرجل كلها، فيكون الحل هو البتر.
وسبب أمراض القلب والشرايين هو اجتماع الكولسترول مع الدسم مع قلة الألياف الغذائية التي تخفض الكولسترول، أما في حالة انفراد كل واحد منهما، فلا يضر.
فتتجمع الهوموسيستين داخل الشرايين وتجرحها فتتكون صفائح ويتجلط فيها الدم وتتكون انسدادات، فيكون صبييب الدم ناقصا، ولا يجد القلب إلا ارتفاع الضغط، فيضرب بقوة لكي يوصل الدم إلى الجسم، فتتعب عضلة القلب.
أما ارتفاع الضغط السفلي فيُمرض الكلية، وما بين القلب والكلية توجد الرئة التي هي تهوية الجسم كله.
فارتفاع الكولسترول والدسم المشبع مع نقص الأوميجا 3 والألياف الغذائية وحمض الفوليك، هو الذي يؤدي إلى انسداد الشرايين. فإذا عرف المريض ذلك يمكن أن يساعد نفسه مع الدواء باتباع نظام غذائي جيد، ثم إذا تحسنت الحالة يمكنه ترك الأدوية.
فالذين يقدرون على الصوم من مرضى القلب والشرايين، فإن الصوم جيد لهم، وحتى أصحاب الشلل النصفي يعنيهم الصوم.
ودور الصوم في المساعدة هو أن الصائم يجوع، وبالتالي يكون الدم خفيفا، وبالتالي تكون الدورة الدموية جيدة، ولهذا أوجبنا الرياضة لأن ذلك يسرع الدورة الدموية، وبالتالي دخول الأكسجين، وبالتالي يتم كنس هذه السدادات (الهوموسيستين).
فيعمل حمض الفوليك مع الفيتامين ب 12 والمعادن الأخرى كالمنغانوز والكالسيوم وغيره، في تخليص المريض من هذه المشاكل.
ويجب على المريض التوقف عن اللحوم تماما لكي لا يؤخر استفادته من النبات الذي أصبح نظامه الأساسي هو وزيت الزيتون المبارك، مع اجبارية أكل السمك عليه، لأن فيه حمض الأوميجا 3 والفيتامين D الذي يساعد في الإستقلابات على مستوى الكبد.
وحمض الأوميجا 3 موجود كذلك في الحبيبات، كالسمسم وحبوب الكتان وبذور القرعيات والصويا واللوز والجوز والفول السوداني، وقليلا في حب الرشاد.
وممنوع على المريض تناول الأشياء المالحة.
والنساء اللواتي لديهن خلل هرموني إذا شفين يمكنهم العودة إلى اللحوم شيئا فشيئا، أما أصحاب القلب والشرايين فلا يجب ان يقربوا اللحم حتى وإن كانت في وجبة من الخضار، بل يكتفون بالنظام النباتي والقطاني.
وباتباع النظام السليم يمكن أن تتحسن الحالة، وبالتالي يتم نقص الأدوية لأن البعض قد يتناول الكثير من أنواع الأدوية إذا كان مرضه يؤدي إلى أمراض أخرى، وإذا كانت هذه الأدوية مزمنة فإن الكلية لن تحتمل ذلك، وبالتالي قد يكون المآل الغسيل، لذا عليهم اتباع النظام السليم للتحسن والتمكن من التخلي عن بعض الأدوية.
وإذا توقف أصحاب القلب والشرايين عن اللحوم وحدها فستتحسن حالتهم بنسبة أكثر من 60 بالمائة، وإذا زادوا على ذلك بإدخال الأشياء الغنية بحمض الأوميجا 3 ومضادات الأكسدة (من الفواكه الغنية بها الرمان والتين والبرقوق والبابايا، والعنب الأحمر، وإذا اجتمع مع الرمان يريح مرضى القلب والشرايين بنسبة 30 بالمائة مما كانت ستريحهم به كل الفواكه).
والكولسترول الحميد HDL الذي يلين الشرايين لا يمكث في الجسم في وجود الجذور الحرة، فهو غير ثابت فيتأكسد بالجذور الحرة ويتحول إلى الكولسترول LHL الخبيث الذي يسد الشريين، لأن الغذاء في هذا الزمن مليء بالجذور الحرة لذا لا وجود للكولسترول الحميد في الجسم غالبا.
والهومسيستيين هي التي تحفر في الشرايين حتى تتسبب في انسدادها، ولا تتحول إلى السيستيين بدون حمض الفوليك وفيتامين ب 12 والبايرودوكسين ب 6. وإذا بقيت تحفر في الشرايين وتضيقها فإن القلب سيضطر لضخ الدم بقوة لإيصاله إلى الجسم، وهنا تحدث المشاكل.
والفواكه والخضروات الحامضة هي التي تنقص حموضة الدم وتحفز الهضم، بعكس المواد المسكرة.
وتحمض الدم يضعف البنية، ويجعل الشخص عاجزا عن العمل مدة دوامه، فهؤلاء عليهم القيام بكشف طبي لمعرفة حالة الكلية والكبد وتحمض الدم لأن الذين لديهم مشاكل في هذه الثلاثة لا يقدرون على العمل وإن كان من طبعهم الجد والرغبة في العمل.
والذين لديهم حموضة في الدم تكون أجسامهم مثقلة وقد لا يقدرون على الوقوف عند الإستيقاظ صباحا.
و”المِيتَابُولِيكْ سِينْدْرُومْ” (متلازمة الأيض) يترتب عنها ارتفاع السكر والدهون في الدم، وتؤدي إلى السكري من النوع الثاني، وأشياء أخرى.
وحموضة الدم لا يمكن أن تبقى في ظل الصوم بالنظام النباتي، فالنبات عليه أن يكون غالبا على اللحم، فالنظام المغربي كان يضع قطع قليلة جدا من اللحوم في الوجبات ويركز على النبات، وتوجد وجبات مغربية كثيرة لا لحوم فيها.
وبالنسبة لمتلازمة الأيض (المِيتَابُولِيكْ سِينْدْرُومْ)، فإذا كانت نسبة الشحوم والسكر (الجليكوز) مرتفعتين في الدم فذلك يعني وجود هذه المتلازمة، ويترتب عن ذلك مشكل كبير، لأن الجسم في هذه الحالة يحس كله بذلك لأن الدم يمر فيه كله.
ويقولون في أمريكا أن هذا المرض هو عرض العصر وأنه مرض الحياة الحضارية المرفهة، وأنه ليس له أسباب معروفة. والمواد التي فيها أخطار محتملة على الجسم كالتوكسينات والمعادن الثقيلة وغيرها، هي التي تسرع هذه المتلازمة في الجسم.
ومما ينتج عن تلك الأخطار أن البنكرياس ينتج الإنسولين ولا يصل الأخير إلى الخلايا، وبالتالي يظل البنكرياس يضخه حتى يتوقف ويظهر السكري من النوع الثاني، والحل هو إدخال الجوع والصوم والحركة وعوامل أخرى للعودة بالجسم إلى طبيعته.
فالسبب الرئيسي لهذه المتلازمة هو التغذية الضارة، فيجب الإبتعاد تماما عن المواد الصناعية وعن اللحوم والطبخ الحديث في المايكروويف وغيره، ويتم الإعتماد على نظام غني بالمضادات الأكسدة والألياف الغذائية، وهو النبات، فذلك يضبط هذه المتلازمة ويضبط مشكلة عدم وصول الإنسولين إلى الخلايا.
وتناول عصير خضر طازجة والأوراق الخضراء التي تؤكل طازجة في ماء، يحل هذه المشاكل.
وبالنسبة لمرضى الجهاز العصبي، نعلم أن كل أجهزة الجسم تستفيد من الصوم، بل لابد للصيام أن يدخل في ثقافتنا اليومية لكي يجوع الجسم فيستفيد، لأن الجوع هو العامل الوحيد الذي يتحكم في كل وظائف الجسم. والجوع بصفة عامة يبقى فيه الشخص عدة ساعات دون الأكل والأفضل أن يفطر صباحا ويتوقف عن الأكل حتى العصر ليستفيد من هذا العامل، أما الصوم فيتوقف عن الأكل والشرب من طلوع الشمس إلى غروبها بصفة إجبارية، ولابد أن يستفيد الجسم من ذلك إذا رافقه نظام غذائي سليم مع الحركة.
والجهاز العصبي هو أول الأجهزة استفادة من الصوم لأنه المتحكم في كل الجسم، يتحكم في الهرمونات والإنزيمات والتفاعلات الكيميائية، وإذا اضطرب تضطرب جميع الأعضاء، فمثلا عند الفزع المباغت ينقلب حال الجسم كله. كذلك في حالة القلق الشديد ترتفع الأدرنالين فيتدخل الجهاز العصبي لإعادتها إلى طبيعتها، وكذلك لتسكين الإنفعال لأن استمراره يعني نهايته.
وأصحاب التوتر والأرق والأفكار السوداوية، هذه مشاكل على مستوى الجهاز العصبي تتفاوت حدتها، وفي كثير من الأحيان يكون سببها خلل في المغنيزيوم والكالسيوم (يجب أن يتساويا في المقدار). أما المشكل في الفينيل آنالين فيؤدي إلى الجنون. وكذلك نقص الموصلات العصبية السيروتونين، أو إذابة المِيَالِينْ التي تحيط بالخلايا العصبية، وغيرها. كل هذه مشاكل عصبية يضبطها الصوم.
فمثلا الصوم بالنبات يوفر ما يكفي الجسد من المغنيزيوم والكالسيوم لأنه مصدرهما ومصدر معادن أخرى معهما.
ويلاحظ الباحثون أن الإنتحارات تقل في رمضان لأن التحكم في العقل يكون أكبر. وضغط الحياة وسرعتها هو ما يؤرق الجهاز العصبي، وفي رمضان يرمي الجوع بتلك الشحنات خارج الجسم.
لذا ينصح المرضى بأن يصوموا بأقل القليل من الغذاء ليخف الدم ويرتاح الجسم والجهاز العصبي. حتى الطلبة عليهم أثناء الإمتحانات أن لا يأكلوا اللحوم بل يخففوا.
والصوم يكون بالنبات لأن الكولسترول والدسم يحدثان الإضطرابات العصبية. والأشخاص الذين لديهم اكتئاب وارهاق وزهايمر وباركنسون عليهم الصوم بدون السكر والمحليات الصناعية والملح الصيني والحليب لأن كل ذلك يحدث تذبذبات في الجهاز العصبي. ثم عليهم الإكثار من القطاني لأن فيها السيروتونين الذي يساعدهم كثيرا.
أما أصحاب التسممات بالمواد الكيميائية والمعادن الثقيلة، فهذه هي الأدهى لأن تسممات الجراثيم التي تنتج اسهالات وتقيؤات، تزول بسرعة إذا تم الإمتناع عن الأكل ثم شرب الماء بكثرة مع ترك اللحوم لمدة 48 ساعة.
وتسممات البلاستيك والديوكسينات وأمثالها تؤدي على المدى الطويل إلى الحساسية والربو والسرطانات، أما التسممات بالمعادن الثقيلة فتكون نتيجتها الجلطات في الأعضاء كالكلية والكبد أو الطحال والبنكرياس والمعدة والأمعاء والجهاز العصبي.
ومآل التسممات هو سرطان الدم ومرض باركنسون، وفي بعض الدول التي فيها معادن ثقيلة كثيرة بسبب الحروب، فيها الكثير من الأمراض.
وكثير من الناس تبدأ أمراضهم بالتسمم بالمعادن الثقيلة، ولا يحسون بها، ثم يبدأ الوزن ينقص وتظهر أعراض كتساقط الشعر وتخلخل الأسنان وآلام في الأذن والركبة والعياء حتى لا يستطيع صعود السلم، والإضطراب في النوم حتى تأتيه الأفكار السوداوية والنسيان وتنمل اليد أو الرجل أو الرأس، فلا يحس بجلده.
ويمكن لهذه التسممات بالمعادن أن تؤثر على العظام ثم تؤدي إلى سرطان الدم.
وهذه المعادن الثقيلة هي الكَادْمِيُومْ والزرنيخ والمِيرْكِيرِي والألومنيوم والرصاص، وهي موجودة في المبيدات، والمياه، والمواد الغذائية المعلبة، وأواني الطبخ، والبطاريات الصغيرة المستخدمة (فيها الكادميوم)، والصباغة، وآلات التجميل، وكحافظ في الأغذية (فيها الميركيري والألومنيوم)، واللقاحات، والبلاستيك، ولعب الأطفال، والفليور والفليورايد.. إلخ.
يعني أصبح شرا لا مناص منه.
إلى جانب الغازات المنبعثة من الإحتراقات كاحتراق البلاستيك وغيره، كغاز الكبريت والأمونيا.
وفي المدن الكبرى لا يزداد وزن الطفل، ويكون تحصيله ناقصا كوزنه، وقد يكون سبب قلة التحصيل الأنيميا، وأغلب الأنيميا في هذا الزمن (لدى كل الأعمار) بسبب التسمم بالرصاص الذي يمنع امتصاص الحديد في الجسم.
والحل الوحيد لهذه التسممات هو غسل الجسم بالصوم والحركة، وأكل الأشياء الطازجة كالفواكه والخضر بصفة أكثر، والخضر كلها يمكن أن تؤكل طازجة، فالأفضل بدل عصير الفواكه وحده، مزجهما وشرب كل شيء من ذلك العصير حتى البذور. ويشربوا الماء النظيف بكثرة (مياه معدنية مفلترة أو مقطرة)، ويكون الماء دافئ على درجة حرارة 30، ويشربوا كثيرا من الماء ليلا (3 لترات).
ويلتزموا بنظام نباتي محض ليس معه سمك ولا لحم ولا حليب، وتكون فيه الحبوب والقطاني والفواكه، ويكثروا من الخضر والفواكه.
والجسم المتسمم لا يحتاج للبروتينات بكثرة ولا للدسم، لأن هذه تعرقل الغسيل.
والألياف الغذائية تجذب السموم وتطرحها من الجسم، ونفس الدور تقوم به بعض الألكولويدات التي توجد في بعض الأوراق مثل أوراق الكزبرة والبقدونس والقرفص والرّجْلَة (هذه الأوراق تطحن مع الماء وتشرب، فتساعد على طرح هذه السموم من الجسم).
والأشخاص الذين لديهم أمراض لا يعرفون مصدرها، وجسمهم يتراجع، عليهم إجراء تحليل للمعادن الثقيلة وإن كان ثمنها مرتفع قليلا (وفي أوربا تحليلها أمر عادي).
أما أمراض الكبد، فقد أجريت أبحاث كثيرة حول تأثير الصوم على الكبد، فوجدو أنه يؤثر على بعض المؤشرات التي تعرف بها حالة الكبد كالبايلوروبين والترانزامينات وأشياء أخرى. والبالوروبين هي مواد سامة عبارة عن مخلفات الحديد وإذا كانت ذائبة يمكن للكبد التخلص منها أما إذا لم تكن ذائبة فلا يمكنه التخلص منها، والصوم يساعده في التخلص منها.
أما الترانزامينات فترتفع إذا كان الكبد ملتهبا بالفيروسات B وC (ومرضى هذا النوع لا يجب أن يأكلوا اللحوم)، أو متأثرا بأشياء كيميائية بعيدا عن الفيروسات. وكل ذلك يساعد فيه الصوم.
والكبد عضو حساس جدا، وهو العضو الذي يستقر فيه الحديد، ومنه تمر كل الأشياء السامة.
وينك الكبد بالتسممات الكيميائية، كما ينهك بالإلتهابات الفيروسية. وعندما يكون منهكا ويعطى الحديد فذلك يزيده تعبا لذا يدخلون التقليل من الحديد في علاج الكبد في أمريكا، والحجامة من الأشياء التي تنفع في تقليله.
كذلك ينهك عند وجود حصوات المرارة التي تعطل عمله.
وعندما يكون الكبد منهكا يبدأ نشاطه في الضعف، فيتناقص من 100 إلى 70 وغيرها حتى يصل إلى مستوى لا يكون فيه الدم قادرا على دخوله، كالأشخاص الذين كان لديهم التهاببات بالفيروسات B وC، ووصلوا إلى حالة السيروزيس، وأصبح الدم يخرج من أفواههم، فماتوا لأن حالة الكبد وصلت إلى نهايتها، وترتب عن ذلك تجمع الماء في الجسم إلخ.
والصوم يساعد الكبد على التنظف من السموم وطرحها. لكن عندما يكون مستوى البروتينات مرتفع فقد لا يؤثر الصوم على الكبد، لذا من الأفضل التقليل من اللحوم والبروتينات الحيوانية أثناء الصوم.
أما أمراض السرطان، فالذين يتداوون بالكيميوتيرابي أو الراديوتيرابي أو أثقلت عليهم الحصص، لا يقدرون على الصوم، من أصحاب الرخصة في رمضان. أما الذين قاموا بها وهم أقوياء قادرون، فلا بأس بالصوم لهم.
والذين انهوا العلاج الكيميوتيرابي عليهم الصيام بقوة والجوع والإعتماد على المواد الطبيعية والنبات فقط فذلك أفضل لهم.
ويساعد الصوم المصابين بالسرطان بأكثر من 30-40 بالمائة إذا كان بالمواد الطبيعية، ويمنع عليهم أي مادة مرت بالصناعة كزيوت المائدة والمشروبات الغازية وغيرها، واللحوم والسكر. ويطبخون في المنزل بأواني طبيعية، ويستهلكون الحبوب والقطاني والفواكه، ولو صاموا فقط بالنبات لكان خير لهم.
والذين أكملوا العلاج يجب أن لا يعودوا إلى النظام السابق. أما الذين ما زالوا في طور العلاج فيجب أن يتبعوا نظاما غذائيا طبيعيا وإلا انخفضت المناعة، ويصلون إلى منتصف الطريق وتكون الكارثة، فلا هم قادرون على مواصلة العلاج، ولا هم قادرون على ترك الورم باقيا في أجسامهم.
فالنظام الغذائي يجب أن يكون طبيعيا 100 بالمائة، ويصومون ويتحركون بالرياضة وغيرها. فالصوم يردع السرطان، فهو يوقفه على الأقل ويترك للمريض وقتا للعلاج، كما أن الجوع يجعل الجسم يطرح الزوائد، فالصوم مهم لأصحاب السرطان حتى خارج رمضان.
أما الذين اانخفضت مناعتهم بسبب العلاج فهؤلاء لا يقدرون على الصوم، وإذا تطوعوا وصاموا أياما فالصوم لا يؤذيهم.
وعلى الذين يتعالجون أن يراقبوا المناعة فإذا كانت منخفضة ولا تسمح بالكيميوتيرابي فيجب أن لا يأخذوا جرعة زائدة منها.
فالمناعة يجب أن تكون مرتفعة طيلة العلاج الكيميائي (ومن أسباب ارتفاعها التباع النظام الغذائي الجيد، والإبتعاد عن التغذية الفاسدة).
ولا يمكن للمريض أن يبقى على نمط عيشه السابق بعد العلاج وإلا عاد إليه المرض بعد مدة بمضاعفات أخطر من الأولى.
والصوم مفيد لجميع الأمراض بما فيها السرطان، وكذلك الحركة لأن الخلايا السرطانية لا تحب الأكسجين، وكلما تحرك الشخص كلما أخذ الجسم أكسجين واختنقت هذه الخلايا.