ملخصات صحية

اعراض الامراض النفسية عند الاطفال

اعراض الامراض النفسية عند الاطفال وعلاجها، ملخص من دورة “الصحة النفسية للطفل” في موقع إدراك 2015.


أولا: مراحل التطور عند الطفل

المرحلة الأولى: الطفل الرضيع (من الولادة حتى سنتين)، وهي مرحلة حساسة جدا، واهم ما فيها هو قدرة الطفل على التواصل مع الأم.. لأن الطفل إذا لم يدرك وجود من يراعاه دائما، سيجد مشكلة في اقامة علاقات حميمة في المستقبل، كعلاقته مع زوجه على سبيل المثال، فالتواصل مع الأم يعطيه نوعا من الثقة في أنه سيوجد دائما من يراعيه ويلبي حاجياته.. وقد اثبتت الأبحاث أن الأطفال الذي يحرمون من الحنان والرعاية في صغرهم، تكون سلوكياتهم منحرفة، لأن الطفل يحتاج إلى كل لمسة حنان في هذا العمر.. لقد أثبت العالم “هارلو” أن الحنان مهم حتى في حياة الحيوان، فقد أدخل قردا صغيرا في قفص مع قرد اصطناعي لين يدر لبنا، وآخر غير لين يدر أيضا لبنا، فلاحظ أن القرد يمضي أكثر وقته مع اللين الذي يدر لبنا!

وقد أثبت “بولبي” أن الطفل أيضا يحقق للأبوين أمورا مهمة في حياتهما، فمثلا يمكن للأبوين تذكر أو ابتسامة لولدهما! أيضا يحس الطفل بنوع من الحماية في الدنيا التي قدم إليها وهو لا يعرف شيئا عنها!..

المرحلة الثانية: من السن الثانية إلى السادسة: أهم ما يميز هذه المرحلة أن الطفل يحس أن الدنيا كلها تدور حوله هو! أيضا يخلط بين الواقع والخيال، وهو ما يسمى بالتفكير السحري! مثلا قد يحكي لك قصته مع الشخصيات الكرتونية التي يحبها كأنه يتعامل معها في العالم الحقيقي! أيضا يوجد لدى الطفل في هذه المرحلة نوع من الخوف والقلق على سلامة جسمه، فمثلا إذا جُرح جرحا بسيطا يحس بأن جسمه كله في خطر، وبأن العناية كلها يجب أن تتوجه إليه!

المرحلة الثالثة: بين السن السادسة إلى الثانية عشر: وهي مرحلة المدارس الابتدائية والمتوسطة، وأهم شيء فيها هو قدرة الطفل على التحكم في أمور معينة، فيبدأ بالإهتمام بأمور معينة، وتعلم مسائل، وبمحاولة التفوق على غيره، وبرياضة معينة، وبصنع الصداقات، فيبدأ في هذه المرحلة بخلق صديق مقرب منه.أيضا يتغير نمط تفكيره، فيبدأ في إدارك معنى أن يؤدي أمر ما إلى أمر آخر، فيتفهم أمور كثيرة في الحياة، ويبدأ في معرفة كيف يتعامل معها.

مرحلة المراهقة: من 12 إلى 18 سنة: وأهم ما فيها إحساس المراهق بنوع من الإستقلالية، هذه الإستقلالية تضايق الكثير من الآباء، بحيث يحس بأن ابنه يرفض الإنصياع وسماع الكلام، والحقيقة أن هذا الرفض لسماع الكلام جزء مهم من تطوره النفسي لأن الطفل يريد أن تكون له هوية مختلفة لأنه يمر من مرحلة الطفولة إلى الإستقلالية أكثر أو مخالفة لهوية الآباء، فتفهم الآباء مهم جدا..أما من الجانب البيولوجي فتحدث تغيرات كثيرة، فتظهر هرمونات كثيرة، ويبدأ بالإهتمام بأمور لها علاقة بالإنجاب مستقبلا. ومن الأمور المهمة للمراهق في هذه المرحلة رأي الناس فيه، وبالذات أصدقائه، هل يتقبلونه، ويهتم أيضا بشكله، ورأي الناس في شكله..ويظهر لديه ما يسمى بالتفكير المجرد، فيرى الأمور الدنيوية على تعقيداتها، وليس بالشكل المبسط الذي كان يراها من خلاله في طفولته.


ثانيا: بعض نظريات علم النفس في التطور

وطبعا هي مجرد نظريات وليست قطعيات..
نظرية أيريك أركسون (1902-1994م) وهي “النظرية النفسية الإجتماعية للتطور”: يرى أن مراحل الإنسان ثمان مراحل، وأساس نظريته هو أنه إذا وُجد أمر كان ينبغي إتمامه في مرحلة سابقة ولم يتم، فإنه يرافق الإنسان إلى مرحلة تالية، وهكذا..
وعنده ان المرحلة الأولى (من الولادة إلى سنة)، وسماها “ثقة مقابل عدم الثقة”، وقد تحدثنا عن أهمية رعاية الأم للطفل في هذه المرحلة بحيث تكون عنده ثقة في أناس آخرين عندما يكبر..

أما المرحلة التي بعدها، وهي من سنة إلى ثلاث سنين، فقال إن أهم شيء فيا هو أن يتحكم الطفل في وظائف الإخراج، والطفل الذي يفشل في ذلك تستمر معه هذه المشكلة إلى مرحلة تالية..

المرحلة التي بعدها تمتد من ثلاثة إلى ست سنين، قال إن الطفل يقدر فيها على أخذ المبادرة في أمور، مثلا الإبتعاد قليلا عن والدته، واستكشاف الدنيا، والتحرك مبتعدا قليلا..
المرحلة التي تليها هي من ست إلى 12 سنة، وفيها يثابر الطفل لكي لا يشعر بالدونية، فيجتهد في التميز والتقدم كما قلنا، ويحس بأنه قادر على الإنتاج والمنافسة علميا ورياضيا.

المرحلة التي تليها من سن 12 إلى عشرين سنة، قال إن أهم شيء فيها هو بدء المراهق في تكوين شخصيته المستقلة..
تليها المرحلة بين 20 و 40 سنة، قال إن أهم ما فيها أن يلقى الإنسان من يرتبط به ويقيم أسرة بدلا من العزلة!..
تليها المرحلة من 40 إلى 60 سنة، وأهم ما يميزها القدرة على إعطاء المعلومات والقدرات المكتسبة للآخرين بدل الركود، فمثلا يعطي لأبنائه والمحيطين به ما تعلمه وجربه، ويبدأ في مساعدة الآخرين على النجاح..

تليها مرحلة ما فوق أل 65 سنة، قال إن الإنسان فيها إما ان يحس بالسعادة والرضا أو يحس باليأس، فأهم شيء فيها هو تقييم الإنسان لحياته بشكل عام، وأن يحس بأنه كان له دور ورسالة قد أداهما على أكمل وجه على الطريقة التي تجعله راضيا..
نظرية جان بياجيه (ت 1980م) وهي “نظرية النمو المعرفي”: حاول ان يعرف كيف يصل الطفل إلى الإدراك، فقال إن هناك أولا الحافز ثم الإستجابة ثم الإدراك، فمثلا عندما يلمس شيئا ساخنا سيكون هناك هذا الحافز، ثم الإستجابة بحيث يسحب يده بسرعة، ثم الإدراك بحيث يبتعد في المستقبل عن مثل هذه الأشياء التي تؤذيه..

وقسم ذلك إلى عدة مراحل حسب عمر الطفل، فمن 0 إلى 2 سنة (من الولادة إلى عمر سنتين)، قال إنه يوجد حافز معين يستجيب له، وعن طريق ذلك يحصل الإدراك، أيضا يبدأ الطفل يفهم أن عدم رؤيته للشيء لا تعني أن ذلك الشيء غير موجود، مثلا إذا أخفيت عنه قطعة معدنية يعلم أنها موجودة رغم أنه لا يراها..
من 2 إلى 6 سنة، تحصل عدة أمور في هذه المرحلة، أولها التطور في اللغة فيتعلم الطفل كيف يتواصل مع الآخرين. أيضا يشعر الطفل انه محور العالم، أيضا يحس بأن كل الأمور من وحي الخيال فيختلط عليه مع الواقع، أيضا هي مرحلة بدائية للتطور الأخلاقي، فيعرف فيها فقط ما هو الصحيح وما هو خاطئ!

من 7 إلى 12 سنة، يبدأ الطفل باكتساب التفكير المنطقي، فيبدأ المنطق يحل محل الخيال الذي كان يشغل عالمه، ويبدأ في فهم أن الآخرين أيضا لهم آراء، وأن آرائهم تلك يمكن أن تختلف مع آرائه! أيضا يفهم أن الأشياء قد تأخذ صورا متعددة، فمثلا يفهم أن الماء الذي في الكوب هو نفسه الثلج المتجمد بعد إخراج الكوب من الثلاجة..

من 12 إلى اعلى، يبدأ في التفكير المجرد، والتفكير الإستنباطي..
نظرية سجموند فرويد (ت 1939م): هو أيضا عالم نفسي، ونظرياته لم تقتصر على التطور بل تعدته إلى تفسير الأحلام وعلاقة الإنسان بالدين، وتعرضت للكثير من الإنتقادات، كان طبيب اعصاب من النمسا، يعتبر الأب الروحي لعلم التحليل النفسي..

قسم نظريته للتطور إلى 5 مراحل، الأولى هي “المرحلة الفموية”، وهي من الولادة إلى سنة، قال إن أهم ما فيها هو الرضاعة.
تليها “المرحلة الشرجية” وهي من 1 إلى 3 سنة، قال أن الطفل يهتم فيها بالتحكم في الإخراج، وهذا يعطيه انطباعا بأنه قادر على التحكم في وظائف الجسم، ومن المعلوم أن العلماء يربطون بعض الأمراض كالوسواس القهري بعدم قدرة الطفل على التحكم في عملية الإخراج في هذه المرحلة..

تليها “المرحلة التناسلية”، وهي من 3 إلى 5 سنة، ولعلك سمعت عن عقدة “أوديب”، وهي أن الطفل لو كان ولدا ينجذب إلى والده، ولو كان أنثى تنجذب إلى والدتها، وتنتهي المرحلة بأن يحل الطفل المشكلة، فيميل إذا كان ذكرا إلى والده وأصدقائه الذكور، وتميل إذا كانت فتاة إلى والدتها وصديقاتها..
تليها “مرحلة الركود”، وهي من 6 إلى 11 سنة، قال إنه لا تحدث تغيرات جنسية كبيرة في هذه المرحلة..
تليها “مرحلة المراهقة” وهي من 12 إلى 18سنة، ويتم فيها التركيز على الأمور الجنسية أكثر..


ثالثا: هل توتر الطفل وقلقه من الأمراض النفسية؟

لنُعَرف أولا بالفرق بين الإضطرابات المرحلية قصيرة الأمد والأمراض النفسية، فبالنسبة للإضطرابات المرحلية قصيرة الأمد، تكون قصيرة، أي لمدة يوم أو يومين وهكذا، بعكس الأمراض النفسية التي من أهم صفاتها طول مدتها، وهذا يختلف من مرض نفسي آخر، فلا يمكن تشخيص المرض النفسي إلا إذا طالت مدته، فمثلا يتم تشخيص الإكتئاب إذا طال لمدة أسبوعين، وتشخيص مرض “الإفراط في الحركة وقلة التركيز” إذا استمرت أعراضه عند الطفل مدة 6 شهور.

أما الإضطرابات النفسية فتكون محدودة من جهة المدة. وهي عادة لا تؤثر على قدرة الطفل على ممارسة حياته الطبيعية كالذهاب إلى المدرسة ورؤية أصدقائه وتجاوبه مع أهله المحيطين به، في حين تمنعه الأمراض النفسية من كل ذلك..
أيضا في حالة الإضطرابات المرحلية قصيرة الأمد، يكون السبب فيها واضحا، فمثلا الطفل عنده امتحان، فطبيعي جدا أن يكون مضطربا، أما المرض النفسي فقد تظهر أسبابه وقد لا تظهر، فمثلا قد تكون كل الأمور على ما يرام في المنزل والمدرسة ومع هذا يصاب الطفل بالقلق أو الإكتئاب.

وبالنسبة للإضطرابات المرحلية قصيرة الأمد، فغالبا ما تتحسن وتكون مؤقتة. أما الأمراض النفسية فتحتاج لعلاج من المتخصصين، فإما أن يجلس المتخصص مع الطفل ويتفهم مشاكله ويحلها له، أو يتم علاجه بالأدوية..


رابعا: مرض فرط الحركة وقلة التركيز (َADHD)

هو الأكثر انتشارا بين الأطفال بحيث أنه يصيب من 5 إلى 12 في المائة منهم. ويُعتقد أنه أكثر شيوعا في الذكور منه في البنات، وهو عندهن بدل أن يكون فرطا في الحركة يكون نقصا في التركيز، فمثلا يمكن للمدرس في الفصل ملاحظة الطفل الذي عنده حركة زائدة وتحويله إلى الطبيب، أما البنت فتظل ساكنة لكن بلا تركيز!، وبالتالي يصعب تشخيص حالتها، ولهذا قلت إنه يُعتقد أنه أقل في البنات.

ولتشخيص هذا المرض يجب أن تظهر على الطفل الأعراض لمدة 6 شهور على الأقل. وهو مرض يبدأ مبكرا مع الطفل، فمعظم الأطفال يتم تشخيصه فيهم في مرحلة ما قبل المدرسة!

ولتشخيص المرض نحتاج لست أعراض على الأقل لها علاقة بالتركيز، فمنها أن الطفل حتى إن كان جالسا وحده مع المدرس، لا يقدر على التركيز!. ومنها أنك تلاحظ أنه مشتت، يهتم ويلتفت إلى ما حواليه أكثر من اهتمامه بما يدرسه.
إذن تحتاج لست اعراض من النوعية السابقة لها علاقة بالتركيز..

أيضا تحتاج لست اعراض لها علاقة بفرط الحركة (أي الحركة الزائدة)، أو تكون من نوع عمل الطفل لأمور دون أن يفكر فيها، مثل تنفيذه لكل فكرة تأتيه دون أن يفكر فيما يمكن أن ينتج عن ذلك!
كيف نعرف أن الطفل عنده فرطه في الحركة؟
سؤال مهم لأن الأطفال وخصوصا الصغار منهم يكونون بطبعهم كثيروا الحركة، فمثلا الطفل الذي في 5 سنين، حركته كثيرة، فليتم تشخيص المرض فيه يجب أن يكون ما يفعله غير متوقع في مثل سنه تلك..

أيضا من أجل تشخيص المرض يجب أن تظهر هذه الأعراض في كل مكان يتواجد فيه الطفل، وليس فقط في المدرسة، أو في البيت وحده..
ولاحظ أن الطفل قادر في بعض المسائل المعينة التي تجذبه كلعب الألعاب الإلكترونية، أن يجلس هادئا مركزا، ولكن هذا لا يعني أنه سليم من المرض..
وأعراض هذا المرض تكون موجودة في الغالب قبل سن سبع سنين، ويجب ملاحظة أن كل الأمراض النفسية لا تصنف كذلك إلا إذا كانت تؤثر على حياة الفرد، فإذا كان الطفل يفقد التركيز أحيانا وبطريقة غير مؤثرة عليه تماما، فلا يعني ذلك أنه مصاب بالمرض.

ما هي أسباب هذه المرض؟
ككل الأمراض النفسية تكون الأسباب مختلفة، فغالبا ما يكون هناك مسبب جيني (أي وراثي)، وآخر من عوامل البيئة، وقد أثبتت الدراسات وجود تأثر جيني وراثي بهذا المرض..

كيف نعالج هذا المرض؟

ليس الدواء هو الحل الأول في كثير من الأمراض النفسية (كالإكتئاب مثلا)، لكن في هذه الحالة هو الحل الأول، وهو عبارة عن بعض المنبهات التي توازن مادتي ال Dopamine و Norephenephrine وهي مواد كيميائية في الدماغ غالبا ما ينتج هذا المرض بسبب اختلال فيها..

ثانيا نلجأ إلى العلاج السلوكي، وقاعدته بسيطة فأي سلوك نريد استمراره نقوم بمكافئته، وأي سلوك لا نريد استمراره نقوم بعدم مكافأته أو تعريضه للعقاب!..
ثالثا أن يساعد المعالج الآباء في تعاملهم مع الطفل، وأيضا مساعدة الطفل في مسائل كالتنظيم..
كذلك على المدارس أن تساعدهم من أجل الإستمرار الطبيعي في دراستهم، مثلا بوضعهم في أول الصف نتيجة لتشتت انتباههم، وأيضا تساعدهم على التنظيم، تنظيم أدواتهم في مجلدات لها ألوان مختلفة… إلخ..


خامسا: الأمراض المزاجية عند الأطفال

وتؤثر على مزاج الطفل، وهي عدة أنواع سنتناول منها..
أولا: مرض الإكتئاب عند الأطفال:
تقول الإحصائيات أن نسبة 1 إلى 2 من الأطفال قبل البلوغ يصيبهم هذا المرض. وتصبح هذه النسبة من 3 إلى 8 في المائة بعد البلوغ، وذلك بسبب التغييرات الهرمونية الكبيرة..
ويصيب هذا المرض البنات أكثر من الأولاد، بنسبة 3 بنات لكل ولد!

أعراضه: يجب أن توجد هذه الأعراض لمدة أسبوعين على الأقل، وطبعا يوجد اختلال في المزاج كالحزن الشديد، والحزن هو أهم أعراض الإكتئاب، لكن يوجد فرق هنا مع اكتئاب الكبار، فالأطفال لا يشترط أن يكون عندهم حزن، فقد يكون عندهم نوع من الغضب، وطبعا يوجد الحزن لكنه ليس شرطا في حالة الأطفال.

أيضا يقل اهتمام الطفل بأمور كان يحبها من قبل، مثل قلة اهتمامه بلعب الكرة الذي كان يحب القيام به في كل يوم، فتراه لا يحب الخروج للعب مع أصدقائه بل البقاء لوحده في البيت. لكن ننوه إلى أن من طبيعة الأطفال أن اهتماماتهم تتغير مع الوقت، وهذا تغير طبيعي يحدث مع السن، لكن في حالة هذا المرض يكون التغير مفاجئا..
أيضا من الأعراض وجود تغييرات في حركة الطفل، أي تزيد جدا أو تقل جدا، والمقصود هنا هو الحركات العصبية (وليس الإنتقال)، فيتحرك جسمه أكثر وهو جالس مثلا، أو العكس، لا يتحرك مطلقا!

أيضا تلاحظ أن الطفل يفقد طاقته، فهو دائما تعب لا يقدر على الحركة ولا على عمل أي شيء!..
أيضا توجد تغيرات في النوم، فلا يقدر عليه، فمثلا إذا كان يُمضي 5 دقائق إذا آوى إلى سريره قبل النوم، تجده يمضي 3 ساعات!، وأيضا قد يكون نومه متقطعا، أو يستيقظ مبكرا.
ومن النادر أن يحدث العكس في حالة هذه التغيرات التي تحدث في النوم، لكنه قد يحدث، فتجد نوم الطفل يزيد على حده المعهود..

ومن الأعراض أيضا وجود تغيرات في الشهية، فيفقد شهيته، وطبعا يتغير وزنه بنسبة 5 في المائة أو أكثر، هذه هي النسبة التي يمكن أن تدل على الإكتئاب. وفي الحلات الغير عادية يمكن أن تزيد الشهية! ويزيد النوم!..
أيضا يفقد الطفل الثقة في نفسه، وتكون أفكاره سلبية عن نفسه وعن من حوله، ويحس أنه غير قادر على فعل أي شيء، وأحيانا يحس بانعدام القيمة، فلا قيمة له في الحياة!. وأحيانا يفقد الأمل، بل قد يفكر في إنهاء حياته، وطبعا هذا أقل في مجتمعاتنا الشرقية.

وقد يعرض نفسه للخطر، فمثلا قد يأخذ المراهق السيارة وينطلق بها بسرعة قصوى! فهذه قد لا تكون رغبة مباشرة في الإنتحار، لكنها سلوكيات معينة قد تؤدي إلى الوفاة!..
ومن الأعراض نقص التركيز، والفرق مع مرض “فرط الحركة وقلة التركيز” هو أن الأخير يبدأ مع الطفل مبكرا، عادة قبل 7 سنين، في حين أن الطفل الذي يفقد التركيز بسبب الإكتئاب عادة يكون فقدانه له مفاجئا أو مختلفا عن الوضع الذي كان عليه تركيزه.

التشخيص: يجب أن يستمر مدة معينة كأسبوعبن، وأيضا أن يكون له تأثير سلبي على قدرة الطفل على العطاء..
أسبابه: عديدة، منها ما هو جيني، وبيئية (بسبب محيط الطفل)، وما هو بيولوجي، فليس كل سبب يؤدي إلى الإكتئاب وحده بنسبة مائة في المائة.
والأطفال الذين لهم آباء من المكتئبين تزيد نسبة تعرضهم له جينيا..
كذلك البيئة المحيطة بالطفل، فمثلا إذا كانت الأم مصابة تكون أكثر حزنا وغضبا وانفعالا، وبالتالي تُظهر للطفل أسلوب معين في الحياة فيقلدها معتقدا أنه السلوب الطبيعي!

أيضا تؤدي سوء معاملة الطفل إلى الإكتئاب، فالأطفال الذين يتعرضون لحوادث عنف أو جنس يكونون معرضون له أكثر..
كذلك قد يؤدي إليه حدوث حالة مثل وفاة مقرب منه أو مرضه، وفي الحالات الطبيعية يكتئب الطفل قليلا ثم يتحسن الوضع، لكن إذا لم يتحسن واستمر لمدة معينة فيمكن التشخيص على أنه مرض الإكتئاب..
ومن الأمور التي نلاحظ عند الأطفال المصابين بالإكتئاب، نمط التفكير، فيكون تفكيره دائما سوداوي سلبي، وهذا طبيعي فالإنسان الذي يفكر دائما بتفكير سلبي ويعتقد أن الدنيا سلبية سيكون دائما مكتئبا..

أيضا من المسببات اختلالات في مواد في الدماغ، فنرى الإختلال في مادتي Seratonin و Norephenephrine ، والأدوية المعالجة تحاول تحسين هذا الإختلال (وفي حالة هذه الأمراض إما ان تكون بعض الأجزاء من المخ صغيرة أو كبيرة، أي مختلفة بين الأطفال المصابين والأطفال السليمين، كما لاحظ العلماء).
علاجه: له وسائل متعددة، وفي حالة الأطفال يستحسن العلاج الوجداني الإدراكي قبل الأدوية، وذلك عن طريق جلسات مع المعالج، ثم نلجأ للأدوية..

وتوجد علاجات نفسية أخرى تساعد الطفل على الشفاء، كأن تضع الأطفال المصابين بهذا المرض في مجموعة ويتكلم كل واحد عن حالته..
أيضا يجب أن تحاول المدرسة مساعدة الطفل، وتفهم مرضه، ومحاولة تغيير الأمور التي تزيد من اكتئابه في المدرسة.
ثانيا: أمراض القلق والتوتر عند الأطفال:
القلق من أكثر الأمراض شيوعا عندهم، وتتراوح النسبة بين 4 إلى 20 بالمائة.. وهو أكثر شيوعا عند البنات..

أنواعه: عديدة، منها الخوف المرضي من الإنفصال، وهو أحد امراض التوتر الموجودة فقط عند الأطفال. والخوف من الإنفصال عن الأب أو الأم شعور طبيعي، ويكون مرضيا إذا كان أكثر مما نتوقعه في مثل سنه، أو جاء من طفل ليس مرتبطا بتلك الدرجة بأبويه..
وفي هذا المرض يعجز الطفل عن الإبتعاد عن أمه.. وأحيانا تظهر عنده آلام في البطن أو صداع، وتلاحظ أن ذلك لا يحدث له إلا في الأيام التي يجب عليه الذهاب فيها إلى المدرسة، فهو سليم معافى في أيام العطل!..

ومنها الرهاب الإجتماعي، وهذا المرض يجد صاحبه مشكلة في التواصل إجتماعيا في الأماكن التي فيها كثير من الناس، أو التي يحس أن الناس يمكن أن ينتقدوه فيها أو يجرحوه.. وهذا مرض شائع عند الصغار والكبار، وتوجد مسائل طبيعية جدا كالقلق عند الذهاب إلى مكان لا يعرفه الإنسان، أو إلقاء محاضرة أمام كثير من الناس، فهذا طبيعي.. لكن عندما يتحول إلى قلق زائد جدا، بحيث يتجنب الطفل الأماكن التي يخشاها، وقد يرفض حتى الذهاب إلى المدرسة!، وفي الحالات الحادة يعجز عن الرد على التلفون إذا اتصل أحدهم..

ومنها القلق العام، فالطفل يقلق من كل شيء، هل إذا خرج سيتعرض لحادث أم لا؟ هل إذا ذهب الأب إلى العمل سيعود أم لا؟ وهكذا، يفكر في أسوأ الإحتمالات ويسأل عنها، ويكون القل عام وليس حول مسألة محددة..
ومنها الرهاب المحدد، وهو شائع عند الصغار والكبار، ويكون من أشياء محددة، فمثلا لا أحد منا يحب منظر الدم، لكن يوجد من إذا رأى الدم أمامه يمكن أن يغمى عليه، فهذا مرض، أو من لا يقدر على صعود المرتفعات، وقد يمنعه الخوف من عمل تحليل للدم خوفا من الإغماء، وغير ذلك..

ومنها الهلع، وهو حالة من القلق الشديد، لكنه يختلف معه في أنه تكون معه أعراض جسمية كالزيادة في نبضات القلب، أو الإحساس بنبضاته – التي لا يحس بها الإنسان في العادة -، أو بأنه يختنق فيحاول أخذ نفسه، أو التعرق الشديد، أو ظهور آلام في البطن. وعادة لا يكون قبل هذه الحالات من الهلع أي نوع من الضغوطات التي عرفها كما في حالة مرض “الكرب ما بعد الصدمة”..
ويوجد منه نوع يسمى الخوف من الأماكن التي لا يمكنه الهرب منها كالأماكن المفتوحة!..

ومنها الوسواس القهري، فالوساوس هي أفكار معينة تحاصر الإنسان، وتأتيه بكثرة، وتضايقه بحيث يرغب في فعل أي شيء من أجل التخلص منها، فمثلا يوجد البعض عنده وسواس قهري في النظافة، فيخاف الطفل من الجراثيم في هذه الحالة، ويكرر عملية غسل يده حتى يتشقق جلده ولا يقدر على التوقف. أيضا أحيانا يكون عنده وسواس متعلق بالأمان، فيتأكد مرارا وتكرارا من أنه أغلق الباب جيدا، وهكذا. أيضا أحيانا توجد أرقاما معينة، لابد أن يعد حتى يصل إليها قبل أن يترك البيت أو يفعل شيئا معينا..

وطبعا إذا كان قدر الوسواس قليلا فلا يعتبر مرضا، لكن إذا زاد وكان غير طبيعيا في سنه، مثل عده لرقم معين لا يمكنه الخروج من البيت إلا بعد الوصول إليه، فهذا مرض..

ومنها الكرب ما بعد الصدمة، وهو ينتج بعد تعرض الطفل لحادث أليم، مثل حالات الحروب، أو حادث سيارة خطير، أو زلزال، فيزيد القلق، وتقل القدرة على النوم، ويكثر الخوف والرهبة، وتأتيه ذكريات عن الحادث بحيث لا يقدر على منعها، وتأتيه كوابيس لها علاقة بالحادث، فيفقد الثقة والأمان، ويتوقع أن يتكرر الحادث معه، ويحاول الإمتناع عن أماكن معينة أو أشياء يمكنها أن تذكره بالحادث، كتجنب الطريق الذي تعرض للحادث فيه سابقا..

أسباب أمراض القلق: تختلف حسب أنواعه، وبصفة عامة – ككل الأمراض النفسية – هي أسباب متعددة جينية وبيئية، عوامل نفسية، وعوامل لها علاقة بالتنشئة، وعوامل لها علاقة بالشخصية، وعوامل بيولوجية..
فالمسببات الجينية، من المعروف أنه في حال وجود آباء مصابين بهذه الأمراض، فإن احتمال الإصابة يكون كبيرا. ويوجد جين مسئول عن زيادة هذا التوتر له علاقة بمادة Seratonin الموجودة في المخ، ويُعتقد أن الأطفال الأكثر عرضة لهذه الأمراض يكون عندهم نوعية مختلفة من هذا الجين.

وتوجد عوامل لها علاقة بالبيئة المحيطة بالطفل يمكن أن تسبب له التوتر والقلق، فمثلا إذا شاهد ذلك في والديه، يتعلم ان هذا أسلوب حياة، وأنه من عاداتها أن يكون فيها الخوف والقلق، ويقلدهما. أيضا يكون لتربية الأبوين الشديدي القلق والخوف، علاقة بالتربية، فيتم منع الطفل من الأمور التي تخشاها الأم أو الأب، فينشأ وعنده خوف منها..

أيضا لوحظ وجود اختلاف في أجزاء المخ بين ألأطفال المصابين والسليمين..
علاجه: من المستحب دائما البدء بالعلاجات النفسية والسلوكية، وإذا لم تفلح نلجأ إلى الأدوية.. فالعلاجات النفسية لها أنواع متعددة منها العلاج الإدراكي السلوكي عند الأطفال، ويستخدم أيضا في أمراض الإكتئاب عند الأطفال، وهو لإعادة هيكلة نوعية التفكير الذي يؤدي للقلق، ويمكن استخدام رسومات وغيرها..

أيضا من الوسائل السلوكية أن تدرب الطفل على التنفس ببطيء، أو التفكير في أشياء معينة، وتساعده على الإرتخاء، ويمكن أيضا في بعض أمراض القلق كالوسواس القهري أن تحاول تعريض الطفل للأمور التي يخاف منها، مثلا إذا كان يخاف من الميكروبات، تبدأ بطريقة ممنهجة وبطيئة في أن تظهر له صورا لمسائل يخاف منها، كصور مكان غير نظيف، ثم تعرضه تدريجيا له بحيث يكون في مكان أقل نظافة حتى يقل خوفه، لأن الطبيعي في حالات الخوف والقلق أن يحاول الإنسان تجنب الأشياء التي تخيفه، وهكذا تعرضه تدريجيا للأمر الذي يخاف منه لكي يبدأ في التغلب عليه..

وإذا لم تنفع هذه الوسائل السلوكية نبدأ في الأدوية، وهي نفس الأدوية المستخدمة في معالجة الإكتئاب.


سادسا: الأمراض الذُّهانية

وهي سلسلة من الأمراض من أشهرها الشيزوفرينيا (الفصام)..
تمثل هذه الأمراض نسبة 1 في المائة، هذا في الكبار، وخصوصا مرض الفصام، وهذه الدراسة بالنسبة للكبار أما الأطفال فلا نعرف بالضبط، ولكن يعتقد انها أقل من 1 في المائة..
وهي عندما تأتي الطفل في صغره تكون آثارها أكثر خطورة منها لما تأتيه في سن المراهقة..

وهي أكثر شيوعا لدى الأولاد، وأكثر سن يتعرضون فيه إليها بين 15 و20، وبالنسبة للفتيات تكون السن أكبر، أي من 20 إلى 30، وطبعا هذه مجرد احصاءات، وكل الإحتمالات ممكنة..
وفي الأطفال لا تتجلى الأمراض الذهانية كفصام فقط بل كأمراض عضوية مثل أمراض الغدد وغيرها..
أيضا قد يؤدي استخدام المخدرات والحشيش والكحول إلى أعراض الأمراض الذهانية..

أيضا يمكن للأمراض المزاجية أن تؤدي إلى أعراض الأمراض الذهانية، فتوجد حالات نادرة من الإكتئاب ترافقها أمراض ذهانية..
ولتعريف المرض الذهاني نقول إنه سلسلة من الأعراض كالإنفصال عن الواقع، فيعيش الطفل في أجزاء من حياته منفصلا عن واقعه، ويمكن أن يرافق ذلك هلاوس، أو حالة من الشك المرضي الزائد، أو تصرفات غريبة جدا وغير متوقعة، أو أفكار غريبة جدا لا تتسق مع الواقع.

ومن المهم ان نتفهم أن خيال الأطفال واسع، وأن هذه الأمراض ليست مجرد خيال واسع أو أفكار غريبة، لذا لابد من وجود أكثر من عرض في نفس الوقت لتشخيصها (ككل الأمراض النفسية فهي تتشابه)، وأن تكون الفكرة غريبة بالقياس على سن الطفل، فمثلا يفكر الطفل في سن معينة في أشياء غريبة على سنه أو وضعه كأفكار لا يشاركه فيها أهله ومن في مثل عاداته ودينه..

وتوجد أعراض تشبه أعراض الفصام لكنها ليست منه، مثل مرض التوحد الذي قد تظهر فيه أعراض عدم المشاركة الإجتماعية، والفرق مع الأمراض الذهانية، ان مرض التوحد يبدأ قبل سن الثالثة في حين أن الأمراض الذهانية لا تأتي في هذه السن بل في سن متأخرة.. أيضا لا توجد في التوحد هلاوس أو أفكار غريبة لدى الطفل..

مرض الفصام:
يحتاج هذا المرض لتشخيصه إلى عرضين على الأقل، وأن يستمرا لفترة لا تقل عن الشهر.
وهذه الأعراض هي الأفكار الغريبة التي لا تتسق مع الواقع، وأيضا الهلاوس، ويمكن ان تكون سمعية أو بصرية أو حسية كالإحساس بعدم وجود لمس، أو الإحساس بالشم مع عدم وجود رائحة.

أيضا يمكن أن يوجد حديث مشتت لا يمت للواقع بصلة، أيضا يمكن أن يكون سلوك الطفل غريبا جدا، فتصرفاته غريبة وغير متوقعة. أيضا يمكن أن يفقد الطفل الإهتمام بكل شيء، فلا يرغب في الكلام ولا في فعل أي شيء، وهذا العرض هو أكثر الأعراض شيوعا. أيضا ككل المراض النفسية لابد أن يؤثر هذا المرض على الحياة الإجتماعية أو على قدرة الطفل على أداء الواجبات المتوقعة منه في مثل سنه..
ويوجد من أنواع الفصام ما ترافقه تغيرات مزاجية، فيكون مرضا فيه مرضين: الفصام والإكتئاب..

ويجب الإنتباه لحديث الطفل عندما يكون في سن معينة ويتحدث في مسألة غريبة لا تلائم سنه، وقد قلنا أن الطفل في مرحلة من 3 سنين يكون لديه تفكير سحري، فما يقوله قد لا يدل على المرض الذهاني، وإذا قال ذلك طفل في العاشرة فقد يكون عرضا له..
أسبابه: متعددة وليست سببا واحدا (ككل المراض النفسية)، فمنها ما هو جيني، فلو كان احد الأبوين عنده هذا المرض، فإن نسبة إصابة الطفل تكون 10 بالمائة، ولو كان الأبوين مصابين ترتفع إلى 46 بالمائة.

ويُعتقد أن الفصام يؤثر على مادة كيميائية في المخ اسمها الدوبامين Dopamine بحيث تزيد في أجزاء من المخ وتقل في أجزاء أخرى منه، والأدوية المعالجة لهذا المرض تؤثر على مادة الدوبامين، وبعضها على مادة Seratonin..
ويزيد تأخر الأب في الإنجاب من احتمال حدوث المرض في الطفل..

وتوجد عوامل بيئية تزيد من نسبة الإصابة بالفصام في أوقات معينة يتعرض فيها الإنسان لضغوطات شديدة، مثلا عند التحول من المدرسة إلى الجامعة في أول شهور، وكذلك التحول إلى الخدمة العسكرية في أول شهور..
ويُعتقد أيضا أن لفترة الولادة علاقة بهذا المرض، وإن لم تكن علاقة قوية، فالمولودون في الربيع أو بداية الشتاء، أكثر عرضة للإصابة من غيرهم، وهذه الملاحظة تظهر بجلاء في القطب الشمالي والجنوبي.
كذلك سوء معالمة الأطفال يزيد من نسبة الإصابة بالمرض..
كذلك بعض المشاكل التي تحدث في الحمل، مثلا التعرض للأنفلوانزا، قد تزيد من الإصابة بالمرض..

علاجه: يُنصح بالدواء أولا، لأنه مرض شديد ومؤثر جدا، كذلك يمكن للطفل الإستفادة من العلاجات السلوكية التي تساعده، وتساعد أهله على التكيف مع مرضه..
مرض اضطرابات الأكل: يختلف عدد الإصابة بهذا المرض باختلاف الدول.. وهذه الأمراض تصيب البنات أكثر من الأولاد، فما بين 10 إلى 20 عندهن هذا المرض، يوجد طفل واحد، ومن الملاحظ أن معظم الأمراض النفسية في الطفولة تصيب البنات بنسبة أكبر، وفي الدول الغربية بدأت هذه الأمراض تزيد في الشباب، لكنها مازالت أكبر في البنات بكثير..

ونسبة 85 في المائة من هذه الأمراض تأتي بين سن 13 و20 أي مرحلة المراهقة..
وهذه الأمراض هي من أكثر الأمراض النفسية التي تؤدي إلى الوفاة، فنسبة 6.6 في المائة من المصابين بهذا المرض في مدة 10 سنين يتوفون..
أنواعها: سنتكلم عن نوعين رئيسيين، الأول فقدان الشهية العصبي، والثاني الشره العصابي..

فقدان الشهية العصبي: من أعراضه، وهو أهمها، أن يكون المصاب غير قادر على جعل وزنه في المستوى المتوقع بالنسبة لطوله وسنه، فتقريبا يكون أقل من 85 في المائة بالنسبة للوزن المتوقع لمن هو سليم. أيضا يكون فيه خوف شديد من زيادة الوزن، والغريب أن المصاب بهذه الأمراض يكون لديه اضطراب ذهاني عن وزنه وشكل جسمه، فترى البنت المصابة بهذا المرض تموت من كثرة ما فقدت من وزنها، وهي متخيلة أن وزنها زائد ولابد لها من انقاصه، وهذه تكون فكرة مسيطرة على الشخص، فلا يمكن إقناعه بعكسها، حتى أن المعالجين أحيانا يطلبون من الطفل رسم نفسه، فيرسم نفسه على أنه سمين!..

أيضا يحصل نوع من الإضطراب في الدورة الشهرية لدى البنات، فتمتنع الدورة لمدة 3 شهور، وهذا بسبب الإضطرابات الهرمونية الناتجة عن قلة الأكل.
وينقسم هذا المرض إلى نوعين، الأول يحدد فيه المصاب ما يأكل (أي يقلله)، فتراه مهتما بعدد السعرات في كل أكلة، ويركز على تقليل ما يأكل.
والثاني عكس الأول، يأكل الكثير، لكنه يحاول أن يفقد الوزن المترتب على ذلك بطريقة غير سليمة أو طبيعية، مثل أن يجبر نفسه على القيء أو أخذ أدوية تسبب الإسهال ليتخلص مما أكله..

الشره العصبي: وفيه تكون هناك زيادة للأكل لفترات محدودة، فمثلا في فترة ساعتين، يأكل المصاب كميات مهولة من الأكل غير طبيعية عند العاديين، ويحس بأنه غير قادر على التحكم في جوعه وشرهه!.
ويمكن أن يرافق هذا المرض نوع من إجبار نفسه على التقيئ، وأخذ ادوية لنقص وزنه، أو تؤدي إلى الإسهال ليتخلص مما أكل.

ولتشخيص هذا المرض لابد أن تترافق الزيادة في الأكل مع السلوكيات الغير سليمة للتخلص منه، وأن تحدث هذه السلوكيات مرتين في الأسبوع لمدة 3 شهور..
والمصاب بهذا المرض يهتم بشكله وجسمه ورأي الناس فيهما..
ويوجد نوعان من هذا المرض الأول يقوم الشخص فيه بسلوكيات تؤدي إلى فقدان الوزن. زالثاني لا يقوم بذلك..

أسبابه: تحتلف هذه المسببات إلى حد ما عن مسببات بعض الأمراض النفسية الأخرى، فهنا المرض في عامل كبير منه له علاقة بالثقافة والبيئة والبلد الذي يعيش فيه الإنسان. ففي الغرب يهتم الناس بأشكالهم، وخصوصا البنات لذا يكثر المرض..
والملاحظ أن نسبة هذا المرض بدأت تزيد في الدول ومنها العربية، والسبب هو تغيرات في الثقافة وذلك نتيجة للتأثر بالثقافة الغربية، والتركيز في الإعلام والمجلات على شكل الجسم والموضة..

ومن المؤثرات البيئية زيادة التوتر أو القلق، فمثلا في مرحلة البلوغ تحدث تغيرات في جسم الطفل ومشاعره وهرموناته، فتزداد احتمالية الإصابة بالمرض..
أيضا للمؤثر الجيني دوره، فيكون التوارث للمرض ممكنا..
أيضا توجد عوامل هرمونية معروفة، فمثلا هرمون GNRH تكون نسبته أقل في المصابين باضطرابات الأكل..

أيضا المصابين باضطرابات الأكل، عادة ما يكون لعوائلهم سمة أساسية، وهي تحكم الآباء بصورة زائدة في الطفل، وهذه ملاحظة، ولا يعني ذلك أن كل الأطفال المتعرضين لهذه التجربة مصابين بالمرض..
أيضا يكون عند الطفل غالبا نوع من الكمالية الزائدة، فيرغب دائما في أن يكون كاملا، وهذا يعرضه لضغوطات نفسية كثيرة.

أيضا تكون لديه وساوس زائدة، يفكر كثيرا، ويطمح للكمال كما قلنا..
علاجه: أهم شيء في العلاج هو المحافظة على الوزن، بل يكون الطفل أحيانا محتاجا إلى دخول المستشفى، وأخذ تغذية تعيده إلى وزنه الطبيعي، لأن الوفاة تحدث بسبب نقص التغذية التي تختل فيها وظائف الجسم..
أيضا توجد علاجات نفسية، وهي غير مؤثرة جدا، لكن يوجد نوع من العلاج النفسي العائلي لأن جزء كبيرا من المشكل يكون سببه التحكم ومحاولة السيطرة داخل العائلة.

ومن المهم ان يشمل العلاج فريقا من المعالجين كاختصاصي التغذية والمعالج السلوكي وطبيب الأطفال العام لمتابعة الوزن…
ودور الأدوية النفسية محدود جدا في هذا المرض، فساعات يصاحب المرض اكتئاب أو قلق وتوتر شديد، وفي هذه الحالات تستخدم الأدوية النفسية، لكن بصفة عامة تأثير الأدوية النفسية ليس قوي جدا في هذا المرض.


سابعا: مرض المتلازمات العصبية

تتراوح نسبة الإصابة بهذه الأمراض بين 4 إلى 24 في المائة، وهي في أطفال سن المدارس..
ويوجد منها نوع اسمه متلازمة تُورِتْ Tourette’s Syndrome، هذا النوع نسبته 2.9 إلى 299 من كل 10 آلاف طفل، وهي أكثر عند الأطفال الذين في حدود العشر سنين، وهو أكثر في الذكور، فلكل بنت ولدين..
والأطفال الذين لديهم متلازمة تورت يكون عندهم مرض فرط الحركة بنسبة 50 بالمائة، وكذلك يكون عندهم مرض الوسواس القهري..

أعراض متلازمة تورت: مثل الحركة اللاإرادية للعينين تغميضا وفتحا (ترميش لا إرادي سريع)، أو تحريك الفم حركة لا إرادية، أو الأصوات بحيث يصدر من الطفل كلمات بدون تحكم فيها، مثل الكلمات البذيئة التي تحرجه داخل الفصل مثلا..
أيضا يجب أن تظهر هذه الأعراض باستمرار في معظم الأيام لمدة سنة، ولا تمر فترة 3 شهور دون ظهور الأعراض.. ولابد أن تظهر هذه الأعراض قبل سن 18..
أيضا لابد أن لا توجد أسباب أخرى لهذه الحركات العصبية كأخذ الأدوية مثلا..

وتوجد إضرابات اللازمة الحركية المزمنة، وهي حركات عصبية حركية فقط، وتوجد اضطرابات اللازمة الصوتية، وهي أصوات فقط، وإذا اجتمعت الإثنتان (أي حركات وأصوات) حصلنا على متلازمة تورت..
أيضا لابد في هذه الحالة أن تظهر الأعراض على طول السنة، ولا تمر فترة 3 شهور بدون ظهورها..

أيضا لابد أن تسبب هذه الأمراض مشاكل للطفل كالضيق وغيره، فحركة العينين البسيطة إذا لم تكن مزعجة للطفل فلا تشخص كمرض نفسي، وهذا حال كل الأمراض النفسية لا يتم تصنيفها نفسية إلا إذا أثرت على حياة الطفل ومردوديته..
كذلك يجب أن لا يكون هناك أسباب طبية لهذه الحركات، مثل تناول بعض الأدوية..
أيضا يوجد ما يسمى اضطراب اللازمة العصبية العابر، وهو مؤقت لا يُمضي فترة طويلة، وفيه لا بد من استمرارا الأعراض لمدة 4 أسابيع، وأن لا تكون هناك الموانع التي ذكرنا في الحالات الأخرى..

أسبابها: منها ما هو جيني يرثه الطفل من أبويه، فإذا كا الأب أو الأم مصاب، تزيد نسبة اصابة الطفل لتصل إلى 10 في المائة، كذلك الإضطرابات في الحمل تؤدي إلى الإصابة بالمرض..
كذلك توجد علاقة للإصابة بالمخ..
وتوجد بعض الإلتهابات البكتيرية (البكتيريات) إذا أصابت الطفل يصاب بالمرض..
أيضا قد تزيد الأمور النفسية من احتمال الإصابة، فمثلا القلق والتعرض لضغوطات نفسية يزيد من المرض..

العلاج: يجب تثقيف الطفل والأهل حول هذه اللازمات، متى تأتي ومتى تختفي، ويوجد أيضا علاج يركز على التدريب على عكس العادة، فيجب مساعدة الطفل على الإنتباه عندما تأتيه اللازمة، فكثير منهم لا يحس بهذه الحركة الاإردية.. ونحاول تدريبه على عمل أمور أخرى غير العادة، وهذا تدريب شاق لكنه مفيد..
وللعلاج ننظر قدر الأذى الذي يلحقه المرض بالطفل، فهو يجعله غير واثقا من نفسه، أو تعرضه لسخرية الأطفال الآخرين، وهذا قد يسبب له الإكتئاب، وفي هذه الحالة ينصح الأهل باللجوء إلى العلاج بما في ذلك العلاج الدوائي..

ويوجد نوعان من الأدوية الأول مضادات الأمراض الذهانية، فهذه تساعده، ويوجد نوع آخر من الأدوية يستعمل عادة في ارتفاع ضغط االدم، فقد أثبتت بعض الأدوية من فصيلة “Alpha Agonists” أنها تساعد على تقليل بعض أعراض متلازمة “توريت”.


ثامنا: مرض التوحد

نسبته 1 في كل 88 طفل، وهي تزيد، ومن غير المعروف بالضبط ما هي أسباب هذه الزيادة، وتختلف الأطروحات المبررة لها..
وهو أكثر في الأولاد، نسبته فيهم 1 لكل 45 ولد، في حين أنه في البنات 1 لكل 255 بنت..
وهو مرض في التواصل الإجتماعي، ونلاحظ فيه مشاكل في التخاطب، وفي الإدراك.. ونحتاج لوجود عدد معين من أعراضه حتى نشخصه..

فمن الأعراض أن الأطفال المصابين به يعجزون عن التواصل مع الآخرين بطريقة غير لفظية، فهو لا يستطيع النظر في عيني مخاطبه، ولا يفهم تعبيرات وجهه، كذلك عنده مشكلة في التواصل مع الأطفال في مثل سنه، فنراه يلعب وحده، وفي هذا المرض لا يكون للطفل رغبة أصلا في التواصل، وهذا ما يميزه عن مرض الرهاب الإجتماعي الذي يكون المانع فيه من التواصل هو الخوف أو القلق..

أيضا المصاب به لا يستطيع مشاركة غيره في فرحه، مثلا لا يستطيع مشاركته في لعبة مفرحة، أيضا لا يستطيع التفاعل معه كأن يتحدث ثم ينتظر دوره في الحديث!..
أيضا توجد مشاكل في التخاطب، فأحيانا لا يتكلم الطفل تماما، وأحيانا يكون كلامه بطيئا، وأحيانا يعجز عن التواصل مثل انتظار فراغ كلام محدثه وأخذ دوره، وأحيانا يستخدم ألفاظا بتكرار شديد، أيضا تجده لا يستطيع تخيل قصة عندما يلعب بأشياء كما يفعل معظم الأطفال، أيضا تلاحظ وجود أمور متكررة عنده ككلام أو حركات معينة، وأيضا تكون اهتماماته قليلة جدا، ويهتم بها جدا جدا..

ونسبة 75 في المائة من المصابين عندهم تأخر في الإدراك، لكن ليس كلهم، فقد يكون ذكيا جدا، واهتماماته مقصورة جدا، مثلا في الفضاء وحده، وتفاجئ بكم المعلومات الذي يعرفه طفل في مثل سنه، وهذا قد يفيده في المستقبل.
أيضا تجد عنده قلة قدرة على التكيف أو انعدام المرونة!
أيضا تلاحظ حركات متكررة كضرب الرأس في الحائط، أيضا قد يركز بطريقة زائدة على أجزاء معينة من شيء ما..

ومن المفيد لتشخيص المرض أن يتم ذلك مبكرا، أي قبل 3 سنين، وهو مرض له علاقة بالنمو، وقد لا يلاحظ في الطفل ويتأخر تشخيصه إلى سن 15 سنة!
أسبابه: أول من أطلق على هذا المرض اسم “التوحد” هو “ليو كانر” وكان في الخمسينات والستينات، واعتقد هو وغيره من العلماء أن هذا المرض له علاقة ببرود الأم العاطفي، وأسموها الأم الثلاجة!، أي أنها لا تغدق على طفلها الحنان، فيكون ذلك سببا في هذا المرض، لكن ثبت خطأ هذا الإعتقاد فلا علاقة للأم بالمرض..
وللتوحد جانب جيني، فمثلا الطفل الذي عنده هذا المرض تكون فرصة إصابة أخيه به 20 في المائة..

ولم يتم إثبات أي علاقة بيولوجية بالمرض، لكن لوحظ أن الأطفال الذين لهم رؤوس كبيرة يكونون قابلين له أكثر.. كذلك لا ينشط الجزء من المخ الخاص باستكشاف الوجوه لديهم.. أيضا توجد لديهم بعض التغيرات الأخرى في المخ التي تميزهم عن الأطفال السليمين.
علاجه: ليس له علاج يقضي عليه تماما، فهو مرض مزمن، ويوجد بعض المصابين به الذين عندهم عنف، أو يضربون رؤوسهم في الحائط، أو عندهم فرط الحركة وقلة التركيز، فهؤلاء تنفعهم الأدوية في التخفيف من ذلك.

أيضا العلاج السلوكي كجلوس الأخصائي معه، لا ينفع لأن الطفل لا يريد التواصل أصلا، لكن توجد علاجات سلوكية أخرى تنفع فيه.. أيضا من المهم مساعدته في دراسته، وفي الوقت الحالي يتم عمل اختبارات على هرمون يساعد على التواصل بين الطفل الرضيع وأمه، يسمى هرمون الأوكسيكوتين “Oxycotin”، ينظرون في إمكانية مساعدته للطفل المصاب بالتوحد على التواصل مع غيره.

سبب هذا المرض الأساسي هو اللقاحات الشيطانية التي يضخها الماسون في أجساد الأطفال تحت ذريعة الوقاية من الأمراض، فهل كان أبناء القدماء يأخذون مثلها؟ لا تعتقد انهم متخلفون بل هم أقوى وأكمل عقلا ودينا منا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Back to top button
error: Content is protected !!