ملخصات صحية

الطب النبوي والتداوي بالاعشاب والأغذية الصحية

الطب النبوي والتداوي بالاعشاب والأغذية الصحية.. الملخص الجامع من مقاطع الدكتور المغربي محمد الفائد حول التغذية والأعشاب، مجموع في موضوع واحد لتيسير الإستفادة منه.. أنصح به المهتمين بالمجال لما يتضمن من نصائح وتوضيحات نحسبها جيدة، ولا نزكي على الله أحدا..


أولا: عائلة الأشربة


* الأشربة الأساسية

هي الواردة في قوله تعالى: “وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ * وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ “.

أول شراب هو الماء، وأعلى المياه جودة هو ماء المطر، لأنه لا يحتوى على الملوثات والأملاح، فهو ماء مقطر خالص، ويُنصح به عند الإستشفاء (وأقوى منه للعلاج ماء زمزم، ولكن ماء زمزم أصبح يُعالج الآن)، ثم ماء الثلوج بعد إذابتها فهو مثل ماء المطر، ثم ماء الآبار والعيون، والعيون والآبار الموجودة في الجبال جودتها أعلى من مياه المنحدرات والسهول.

ثاني شراب هو اللبن (والمغربة يطلقون عليه الحليب)، قال الله تعالى: “وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ”، فهو خارج من بين فرث ودم، ولا يقبلهما الإنسان.
وفيه كل العناصر المغذية ما عدا الألياف. لاحظ أن هذا خلق الله، فلا يمكن لمصنع ولا شركة أمريكية أو غير أمريكية، أن تُخرج اللبن بتلك الطريقة من بين فرث ودم، أو تصنع لبنا مثلما تصنعه الأنعام، فسبحان الله، كل ما يفعلونه هو أخذ الحليب وتعليبه وإضافة أو نقص بعض الأشياء منه (لإفساده، الملاعين)، ثم بعد ذلك ينكرون وجود خالقهم ويعتبرون أنفسهم متحضرين!
والبقر في كل الأرض ينتج حليبا له نفس التركيز، لا فرق في ذلك بين البقرة الموريتانية والمغربية والبرازيلية. كذلك النحل في العالم كله ينتج العسل بنفس الطريقة.
ويجب الإنتباه إلى أن الحيوان إذا كان يأكل أشياء خبيثة فإنها تمر إلى الحليب فيتضمنها، كالأدوية التي يحقن بها الحيوان، فهي موجودة في حليبه، كذلك النفايات التي يعلف بها، والأشياء المغيرة وراثيا الأخرى التي يعطونها له، لهذا نجد أن وصف إخراج اللبن من بين فرث ودم كلبن سائغ خالص خارج من بطون الأنعام، هو الوصف الدقيق.
والعلم الحديث لا يعترف بمرور ما يتناوله الحيوان من أدوية وغيرها إلى حليبه.
ومصانع انتاج الحليب لا تقبل بالحليب إلا بعد التأكد من خلوه من المضادات الحيوية، لذا فإن الحليب الذي يباع في المصانع قد يكون أسلم من الذي يباع في الطرقات على شكل لبن مخمر أو في المقاهي، لأن ذلك الحليب قد يكون مما لم تقبل به المصانع، فيجب الإنتباه لذلك.
ويوجد اختبار صارم تقوم به كل الشركات المنتجة قبل شرائها للحليب من الفلاحين، فهي تختبر الحليب في المكان الذي هو فيه أي في المزرعة، فإن وجدت فيه آثار المضادات الحيوية تتركه، وتلك مراقبة صارمة لذا من الصعب أن يكون حليب المصانع متضمنا لهذه المضادات. وربما إذا حقن الفلاحون الحيوانات بهذه المضادات، لا يعرضون الحليب على المصانع بل يبيعونه في الشوارع والمقاهي وغيرها. لذا يجب أن تكون تغذية الحيوان سليمة وأن لا يحقن بالأدوية.
فالقرآن أكثر تفصيلا من تعريفات وكلام المنظمات الحديثة التي تتكلم عن لبن البقر خاصة، فهو يتكلم عن لبن الأنعام عموما بما فيها الإبل وغيرها، ويذكر مرور الأشياء إلى الحليب وهو ما لا يذكرونه هم.
ولا يوجد في الأسواق الآن إلا حليب البقر، والواجب أن يوجد معه لبن الإبل وغيره، لأن بعض أنواع الحليب يصلح للأطفال، وآخر للمسنين، وآخر لمن لديهم بعض المشاكل على مستوى الجهاز الهضمي، وبعض الأطفال لديهم مشكلة كالحساسية مع حليب البقر الذي لا يوجد غيره في الأسواق، لأن بعض الأبقار تعلف بأشياء مغيرة وراثيا كالذرة مثلا، وكذلك تستعمل لها بعض الهرمونات وغيرها، لذا نلاحظ أن كثيرا من الأطفال والنساء لديهم حساسية تجاه الحليب.
ويجب على المرأة الحامل أن لا تكثر من استهلاك حليب البقر والأجبان، لأن ذلك قد يتسبب في ظهور الحساسية لدى الطفل، خاصة الجبن، عليها تجنبه، ويمكنها أخذ كوب من الحليب أي القليل، فلا بأس، لأن الجبن مركز ويتضمن “الكاسيين ألفا أس 1” بكمية كبيرة، والأنعام الأخرى لا تتضمن هذه الكاسيين ألفا، فالإبل تتضمن شيئا ضئيلا منها يمكن اعتباره مهملا، لذا يقترب حليب الإبل من حليب المرأة، لذا فإن حليب الإبل هو الحليب الأنسب للرضيع، متبوعا بحليب الغنم ثم الماعز ثم البقر في الدرجة الرابعة.
وحليب الضأن أفضل من حليب الماعز، والضّأن حيوان ذو صوف من الغنم، يتميّز عن النّوع الآخر من الغنم الذي له شعر، وهو الماعز.

الفرق بين الضأن والماعز:
ينتميان إلى فصيلة البقريات، ويختلفان في بعض الخصائص والصفات:
فالضأن (ويسمى أيضا بالأغنام Sheep) يتميز بانتمائه إلى فصيلة الوعول، بوجود صوف عليه، وهو مصدر للصوف، ويحتاج لقص صوفه كل عام لمنع ارتفاع درجة حرارته في الصيف. وذكره يسمى خروف وكبش، وصغيره حمل، ومعظمه بلا قرون، والذي له قرون تكون ملتفة حول نفسها، وذيله طويل نازل للأسفل، وله غدد مسيلة للدموع أسفل العينين، وغدد الرائحة في القدمين، ويفضل أكل الحشائش القصيرة، ويتجاهل عادة الشجيرات الطويلة. ووزنه أثقل من وزن الماعز.
ولا يلد إلا صغيرا واحدا في كل حمل.
أما الماعز (Goats) ، فلا ينتمي إلى فصيلة الوعول، وله شعر بدلا من الصوف، وذكره يسمى تيس، وصغيره يسمى جَدْي، وذيله قصير وملتف لأعلى، ولذكوره قرنين تستخدمهما للدفاع عن نفسها، وقرونه مرتفعة لأعلى، ولها غدد رائحة أسفل الذيل، وهو ما يجعل ذكورها ذات رائحة سيئة خاصة في موسم التزاوج. وتحب الماعز أكل كل الطعام حتى لو لم يكن من أكلاتها، كما أنها تفضل أكل الأشجار والشجيرات والأغصان، وتقف على أرجلها الخلفية للوصول إلى الأغصان. ووزنها خفيف، وجسمها رشيق. وتلد في العادة توأما في كل حمل. وتنتج لبنا أكثر من الضأن. ولها لحية أما الضان فله لبدة.
وحليب الجياد قوي كذلك، وهو أجود من حليب البقر، ولكنه قليل.
ويمكن للجميع استهلاك لبن البقر ما عدا المسنين والذين لديهم أمراض وسرطانات وأمراض المناعة الذاتية، فهؤلاء من الأفضل لهم الإبتعاد عنه، ويشربون حليب الإبل إن وُجد، أو حليب الماعز أو حليب الغنم، أو لا يستهلكوا الحليب من أساسه، فالإنسان يمكنه العيش بدون حليب.
ولو فهمت دولنا الفروقات بين أنواع الحليب لكان تركيزها على انتاج الحليب منصبا على حليب الإبل أولا، ثم حليب الغنم، ثم حليب الماعز، ثم حليب البقر رابعا، فلماذا يُحكم علينا باستهلاك حليب البقر لمجرد أن الغرب يستهلكه؟
وتستورد بعض دول المغرب العربي نوعية من البقر تسمى الهولشتاين تعطي كمية حليب أكبر من غيرها، ولكن هذه البقرة تشرب 110 لتر في اليوم، وتأكل كثيرا، وسيكون من الصعب إطعامها، فهي تناسب بئتها الأوربية حيث المطر ينزل 350 يوما في السنة، والحشائش كثيرة، لذا من الأفضل التركيز على النوعية التي تأكل أقل ولو كانت تنتج حليبا أقل، فهي أفضل لبئتنا.
الشراب الثالث هو السَّكَر، قال الله تعالى: “ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون”. لاحظ تغير الخطاب هنا، فالإنسان هو الذي يصنع هذه الأشياء، لأن الثمار لا يمكنها أن تتخمر لوحدها لتتحول إلى كحول، لذا لم يقل الله تعالى “نسقيكم” بل قال “تتخذون”، لأن الإنسان هو الذي يخمرها ويصنع السَّكر.
والسكر هو الخمر، ويُصنع من العنب في الدول الغربية لأنها تفتقر إلى النخيل.
وهو المشروب الذي نحصل عليه عند تخمر العنب أو التمر، لدرجة 12 جيلوساك في الدول الغربية، و14 في الدول المشرقية (بسبب ارتفاع الحرارة)، ولا يمكن أن يتجاوز التخمر تلك الدرجة، فإذا تجاوزها فإن التركيز يقضى على الخمائر المنتجة، وهذا خلق الله سبحانه وتعالى (الجيلوساك عبارة عن وحدة، فالشراب يكون خمرا إذا وصل إلى 12 أو 14).
والفواكه التي تعطي الدرجة 12 أو 14، هي التمر والعنب، فقط، لأن تركيز السكر فيها يعطي خمرا بهذا المستوى بعكس تركيزه في الفواكه الأخرى، فسبحان الله، تبين لنا سورة النحل علم الأغذية، ولا تتحدث فقط عن الحلال والحرام، فالله تعالى يصف لنا كيفية صناعة هذه الأشياء وطريقة خروجها بصورة دقيقة لا توجد في العلوم الأخرى، فهي إما أن توافقه، أو يزيد عليها، أو يخالفها، وهو الأصل لا هي، فضع هذه القاعدة في بالك.
وقد ذكر الله تعالى الخمر من بين الأشربة لأنه يتحدث عنها بصورة علمية، فلابد من ذكره لأنه شراب تعارف عليه الناس، وكان حلالا لهم، وحُرم علينا، وقد قال الله تعالى في سورة يوسف “ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون”، أي يصنعون خمرا.
ولتر الخمر الواحد يتضمن 120 ml من الكحول الخالص، لذا فهو مؤثر على الكبد، ولو تم شرب ذلك اللتر مرة واحدة في الحياة. والذين شربوا الخمر يكون لديهم دائما الكبد منتفخا في جهة اليمين.
ويصنعون الجعة من الشعير ومن التفاح، ويسمونه عصيرا، وهو في الحقيقة خمر، ويتضمن 5-6 درجات جيلوساك أي نصف الموجود في الخمر.
والخمر يصنع من العنب الذي لا يصلح للإستهلاك، وهو العنب المنكمش الجاف، وذلك ما يرفع نسبة المواد الصلبة والسكر فيه، وكذلك خمر التمر كان يصنع من جودة لا تصلح للإستهلاك، وهو معنى الرزق الحسن. وإذا تحول السكر إلى خل فربما يدخل ذلك في معنى الرزق الحسن. فيمكن إنتاج خمر ثم تحويله إلى خل، وذلك جائز شرعا، والخل مصدره الخمر، فلا يمكن انتاجه بدون تخمر كحول.
الشراب الرابع: العسل. قال الله تعالى: “وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، فهنا قال “يتفكرون”، وفي الآية السابقة قال “يعقلون”، وفي التي قبلها قال “يسمعون”، ونفس الترتيب موجود في الآيات التي تتحدث عن الأغذية، والفقيه يقول للطالب “اسمع واعقل وتفكر”، أي اسمع وقيد وتفكر فيما تعلمت.
وعندما يقول الله تعالى “إن في ذلك لآيات”، فذلك عند الحديث عن خلق السماوات والأرض، وغالبا ما نجد “يعقلون” عند حديثه عن خلق السماوات والأرض.
النحل عالم واسع ودقيق، وهو بارع في الهندسة والرياضيات والفيزياء والبيولوجيا والكيمياء، وفي كل العلوم لسبب واحد، وهو أنه يتبع ما يوحَى إليه، أي يتبع الوحي.
قال تعالى: “وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا”، أي الأماكن العالية الخالية من مفرزات الحضارة الغريبة من ملوثات، فالإرتفاع أفضل لكل المخلوقات الطائرة لأن نزولها على الأرض يرهقها، حتى العصافير ترهق عند النزول على الأرض بعكس نزولها على الأغصان والشجر، لذا من الأفضل أن يحط على أماكن مرتفعة، فالأفضل وضع صناديق تربية النحل في إرتفاع بين 3-7 متر، لأن بعض النحل يسقط على الأرض إذا هبط إليها، وهذه إشارة قوية من القرآن إلى ضرورة الإرتفاع في هذه الحالة، فالمعروشات هي الأشياء المرتفعة عن الأرض ب 4-10 أمتار.
وقوله تعالى “اتخذي”، أي النحل الذي يسكن في مكان، وليس النحل الذي يتجول به أصحابه من مكان لآخر ليأخذ من رحيقه، فالقرآن يتحدث عن النحل الساكن، فالإتخاذ هو السكون في مكان.
ثم قال تعالى: “ثم كلي من كل الثمرات”، فإذا توفرت هذه الأمور، فذلك هو العسل الجيد.
ثم قال “فاسلكي”، أي أن النحل يتبع خطوطا دقيقة.
وقد ورد النحل بصيغة التأنيث لأن الإناث هي العاملات التي تنتج العسل ولا دخل للذكور في إنتاجه.
ولا علاقة للعسل الطبيعي بالعسل الذي يباع في الأسواق حاليا، فحتى النحل تغير، ولم يعد النحل الأصلي البلدي.
ثم قال: “فيه شفاء للناس”، بعد ذلك، و”في” للتبعيض.
والآن بسبب التلوث لاحظوا اختفاء بعض النحل من بعض الأماكن، أي هروبه منها!
والعسل عبارة عن رجيع النحل أي أنه يخرج من فمه، فالنحلة تُدخل الرحيق إلى بطنها وتبلله بالأنزيمات ثم تخرجه وتسلمه لنحلة أخرى لتفعل نفس الشيء وتسلمه إلى ثالثة وهكذا، وعندما يتشبع بالأنزيمات ويصل إلى تركيز عالي منها، يتم وضعه في الخلية، ثم يتم تجفيفه من خلال رفع الحرارة عن طريق ضرب النحل بأجنحته، وهي عملية هندسية علمية معقدة، يتم فيها إخراج الماء وتجفيفه، وبالتالي تتركز سكرياته وأنزيماته، فالعسل ليست سكرا فقط بل أنزيمات أيضا، وقوته ليست في سكرياته بل في مضادات الأكسدة التي يجلبها النحل، ثم في الأنزيمات، فهي القوية فيه.
وكان أحد العلماء الأمريكيون قد ألف كتابا حول العلاج بالإنزيمات، فتم وصفه بما يصفوننا به من دجل واحتيال وقلة معرفة، ثم رجعوا الآن إلى فكرته وأصبحوا يقولون بأن العلاج بالإنزيمات هو أحدث العلاجات، فالسرطان مثلا يعالج بالأنزيمات. وهو علم حديث لا زالت المختبرات تبحث فيه على استحياء لأنهم أصلا لا يريدون هذه العلاجات بل يريدون علاجات أخرى تكون مربحة أكثر.
ويجب الإنتباه لحقيقة أن العسل الذي يباع في الأسواق ويطلب الناس به الشفاء، ليس العسل المذكور في القرآن، فلا النحل طبيعي، ولا هو ساكن، ولا المناطق سالمة من التلوث، ولا الأزهار سالمة من الرش بالمبيدات، إلخ.

* الماء

الأشخاص الذين يتناولون 3 لترات من الماء يوميا على الأقل لا يمرضون، ولا يصابون بالسرطان، وكذلك لا تكون لأجسادهم روائح لأن الماء يزيل كل ذلك.

والماء لا يضر، وشربه بكثرة مهم (ثلاث ليتر على الأقل يوميا)، ويمنع من الكثير من الأمراض كالسرطانات، والذي يشرب ماء كثيرا ويتبول كثيرا، جسمه سليم. ولكن عندما يكون هنالك خلل في افراغ ذلك الماء وحدوث انتفاخ وسمنة، فهنا يجب مراجعة الطبيب.

وماء المطر نقي وصحي يفتت الحصى التي في الكلى وينفع الكبد الذي يتطلب مريضه ماء نقيا مفلترا لأنه العضو الذي يتراكم فيه كل شيء.
وفي البوادي أو المناطق الجبلية البعيدة عن المدينة ومصانعها يمكن جمعه في أواني نظيفة حذرا من جراثيمها، ثم تصفيته وشربه، ويمكن انتظار مرور الأسبوع الأول من المطر لأن المطر في بدايته ينزل في أجواء مشحنة بالغبار وغيره، وبعد ذلك تصفو السماء.
وكان النساء يجمعن ماء المطر ويغسلن به الثياب لأنه يزيل البقع التي فيها لخلوه من الأملاح.
وشرب الماء بكثرة مفيد لبعض الأمراض المزمنة، خاصة ما تعلق بالحساسية كالربو وغيره، فهؤلاء يجب أن لا ينزلوا عن 3 لترات من الماء في اليوم، إما معدني أو مصفى، لأن حدوث حكة في الجلد بسبب الحساسية تتطلب ماء كثيرا لإخراج المتراكم في الكبد بسببها، فالحرص هنا على الكبد بالدرجة الأولى.
وعلى أصحاب الربو التنفس تنفسا عميقا في الصباح الباكر في الخارج أو على أسطح البيوت، وذلك لمدة 4 دقائق ثم يشرب الماء بكثرة في اليوم.

ولا ينبغي عند الإحساس بالعطش الإنتظار، لأن حاجة الجسم للماء أكثر من حاجته للأكل، وعدم تلبية تلك الحاجة قد تسبب موت بعض الخلايا، ومشاكل الكلى وغير ذلك.
والماء أثقل من الأكل لذا عندما يشرب الواحد وهو يأكل ينزل الماء إلى الأسفل ويصعد الأكل إلى أعلى البطن.

وعند العطش لا يجب شرب الماء متواصلا من لحظة وضع الإناء في الفم حتى الإنتهاء، بل شرب شربة وانزال الإناء، ثم رفعه وشرب شربة ثم إنزاله، وهكذا، وهذا كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، وبعض الرياضيين يموت نتيجة مخالفة هذا، فيشرب لترين أو أكثر من ماء بارد مرة واحدة، أو بعضهم يكون في الحمام الساخن جدا وعندما يخرج منه يشرب ماء فيموت.
فإذا كان العطش موجودا يجب أولا تفادي الماء البارد تماما بل الذي له درجة حرارة عادية، ثانيا لا يشرب الماء مرة واحدة، فيشرب نصف كوب وينتظر حتى يمر ذلك الماء ثم يتبعه بالبقية.

والأفضل شرب الماء على فترات متقاربة، مثلا كل ربع ساعة، بدل شرب لترين مرة واحدة لأن ذلك خطير على الجسم.

وفي رمضان يفطر على كوب صغير من الماء وينتظر، ولا يشرب بكثرة لأن الماء ثقيل لتره يزن الكيلوجرام.
فعليه أن لا يكثر الأكل في الفطور لأنه سيأخذ سوائل مثل العصائر وغيرها، وينتظر 30 دقيقة ليشرب الماء بعد الأكل في الوقت الذي قاربت المعدة فيه على الأكل، وهنا يمكن أن يشرب بكثرة.
وفي رمضان السوائل أهم من الأكل، فالأفضل الأكل في أول الليل كما نأكل في أول النهار عند السحور، أما بينهما فالأحسن شرب الماء، أي وجبتين هما الفطور والسحور، وبينهما الماء دون إضافة وجبة ثالثة كالعشاء، بل يأكل الفواكه والأشياء الأخرى التي تتضمن السوائل بدورها.
فيكثر من الماء بين الفطور والسحور، ويتحرك في النهار للرياضة، فهذا مفيد جدا، فقد يزيل بعض الأمراض لأن الأكل قل والماء كثر، والذي يخفف الدم هو النبات أما ما يثقله فهو الحيوان، فيجب الإتزان والميل للنبات.

هل ماء الحنفية صحي؟
المياه كلها تعالج، والمياه الطبيعية هي مياه العيون والآبار، ومياه العيون كلها جيدة في العموم إذا كانت نائية غير قريبة من المصانع التي قد يتسرب إليها شيء منها (هي ومياه الآبار).
وأحيانا يكون ماء الآبار مالح شيئا ما (أي فيه نسبة من الْفلِيُورْ زائدة لأنه ضد تسوس الأسنان، ولكن هذه لا تضر بل الأمريكيون يزيدونه في الماء).
أما مياه السدود والجارية، وهي المياه السطحية فلا يمكن أن تُستهلك دون معالجة لأن فيها الجراثيم والمواد الكبريتية وغيرها، فلابد من معالجتها، والكبريت هو الملوث الطبيعي الأول وتسببه عوادم السيارات وغيرها.

والماء المعدني جيد، وتعليبه في البلاستيك ليس مشكلا إن ظل فيه لمدة شهر على الأقصى (وفي الغالب يتم استهلاكه سريعا)، لأن الماء لا يمتص البلاستيك إلا بنسبة صغيرة جدا بعكس الزيت الذي يمتصه بنسب كبيرة ولا ينبغي وضعه فيه، ومن عنده كمية كبيرة من الماء المعدني يمكنه أن يفرغها في أواني طينية أو زجاجية أو إِنُوكْس. فلا ينبغي الخوف من وضع الماء في القنينات البلاستيكية إذا كان للإستهلاك.

كذلك الذين عندهم سمنة عليهم شرب الماء بكثرة لإخراج السموم من الجسد عبر البول.
ويلاحظ في بداية مرض السكري الحاجة المتكررة لشرب الماء، ولكن تلك علامة لذلك المرض.

* زيت الزيتون

قال تعالى: “اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”. وقال تعالى: “وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة” صححه الألباني.
وقوله تعالى: “لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ” يعلمنا كيف نزرع شجر الزيتون فهو يعني أن يكون مقابلا للشمس طيلة النهار، ولهذا الزيتون المغروس في الجبال حيث يتعرض للشمس كجبال الأطلس يخزن هذه الطاقة.
فالزيتون من المكونات الأساسية في التغذية كالحبوب والقطاني، أما اللحوم والألبان فليست منها، وهذا الغذاء نوعان الأول ثماره والثاني زيته، والعلم لا يفرق بين الزيت والدهن، فالزيت يصلح للإضاءة وذلك بعد تصفيته واخراج الماء الذي فيه لأن وجود الماء فيه يجعله يصدر دخانا، فتوضع فيه الفتيلة ويضيء، فهذا النوع – أي الزيت – للإضاءة، أما الذي للأكل فلا يجب تصفيته بل يجب أن يكون فيه أثر الزيتون (وهو الدهن).
والزيت في هذه الآية المقصود به الذي للإضاءة لأن الله تعالى ضرب لنا مثلا لنوره. أما الأية التي في سورة المؤمنون التي فيها “وصبغ للآكلين”، فهذا الزيت للأكل، فالأفضل في الزيت أن يؤكل، وأحسن طريقة أن يؤكل مع الخبز، أي النشويات، وإذا كان في الخبز نخالة يصبح علاجا فيرطب المرارة، وكانت حصوات المرارة قليلة في الماضي لأن الناس كانوا يأكلون هذه الغذية الطبيعية.
والدهن يتكون من الزيت إضافة إلى المكونات الأخرى كالبوليفينولات وغيرها، أي تركيبة من الجميع.
والزيت إذا تم تصفيته فهو للإنارة، والصانع يكتب عليه “للإضاءة Lampante” فيصدق مع الناس، ولكنهم يأكلونه (وتركيزه شبه خالي من مكوناته الأساسية).
وعندما يتم عصر الزيتون أولا يكتب الصانع Vierge أي أصلية (بِكر)، أما الدرجة الثانية فعندما يتم تكريرها، أما الدرجة الثالثة فيكتب Lampante، وكتابتهم لكلمة Lampante اليوم ليست أكثر من تهرب من القانون، يظهرون الصدق وهم يعلمون أن لا أحد يستخدم زيت الزيتون اليوم للإضاءة بل للأكل.
وزيت الزيتون فيه المضادات للأكسدة التي تحفظه من الأكسدة فلا يفسد إذا كان تركيزها مرتفع كالأورورلوبيين، ولكن عند تصفيته يضعف تركيزها فيضطرون لإضافة مادة حافظة من الأكسدة إليه.
وفي وقت ما وقع خطأ بإرغام القانون للصناع على إضافة الزيوت الغربية إلى زيت الزيتون بحجة إغناء التوكيفيرولات التي فيه لأنه يحتوي على الألفا الذي لا يفيد الجسم، أما زيوت المائدة فتحتوي على البيتا التي تنفع الجسم، وهذا خطأ لأن الألفا هي النافعة، وهي التي تحفظ زيت الزيتون من الفساد، أما إضافة الأخرى إليه فيفسده ويضره.

وزيت الزيتون يتم عصره بدون إضافة محاليل. وألوان الزيتون وطعمه تختلف حسب وقت عصره وتربته وشمسه وغير ذلك.
والصانع لابد له من طحن الزيتون بالملح لزيادة كمية زيته، لأن طحنه بدون ملح وهو الأصل، يعطي 11 بالمائة من مادته، فمثلا إذا طحنا 100 كيلوا من الزيتون نستخرج 11 ليتر منه، أما عند تنقيعه في الملح فإنه يرتخي ويعطي 19 أو 20 كيلو.
وأحسن نوع من الزيتون هو الزيتون الذي لم يطحن في الملح لأنه لا يتأكسد أما المطحون فإنه الملح يسرع تأكسده كما تقل جودته، فالأفضل طحنه بدون ملح للقادرين على ذلك، فذلك أفضل.
كذلك إذا كان للإستخدام كغذاء ودهن للجلد والشعر، الأفضل أن لا يكون فيه ملح.

فالزيتون يحفظ الجسم، ويمكن وضع قطرات منه للأذان والجروح فهو نافع في ذلك.
أما وضعه في البلاستيك فهذا سببه عدم وجود ما يوضع فيه غيره، والأفضل هو القنينات الزجاجية والداكنة (غير الملونة) لأن تعرض زيت الزيتون للضوء ووضعه في البلاستيك يفسده إذ يجعله يتأكسد بسرعة.
والبلاستيك لا يذوب في الماء ولكن يذوب في الزيت.

وقد قال الله تعالى عندما ذكر طعام الإنسان: “فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ”.
وقال تعالى: “هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”. يعني النشويات (الزرع) والزيتون.
فالأشخاص الذين لا يستهلكون زيت الزيتون يكون لديهم نقص في أجسامهم، فيجب استهلاكه بكمية كبيرة خصوصا للأطفال لما فيه من مضادات أكسدة مفيدة للجسم.
ويجب استهلاك زيت الزيتون المستخرج بالمطحنة التقليدية وبالتحثيل البطيء لكي تتركز هذه المكونات في زيت الزيتون.
وزيت الزيتون المصفى والمكرر يصلح للإنارة، ولا ينفع في الأكل.
فيجب استهلاكه يوميا في الصباح والمساء إن أمكن، مع التقليل من اللحوم واعتماد النظام الغذائي النباتي بصورة أكبر (كأس صغير منه يوميا لتأمين الجسم، إذ يحفظ من كل شيء حتى الجن).
والمقدار الكافي منه يوميا هو 50 جرام (50 ملليلتر أي نصف كأس صغير أي تقريبا 5-6 ملاعق كبيرة يوميا)، ويمكن استهلاك 100 جرام منه يوميا، والإكثار منه جيد لكن قد يكون المانع غلاء ثمنه.
وحبة الزيتون تشبه تماما مبيض المرأة، فالمرأة التي تأكل الزيتون بكثرة لا تجد مشاكل في المراكز الهرمونية، وهي الثدي والمبيض والرحم، ولا تجد مشاكل في المفاصل، ولا في الهضم. فإذا اعتمدت على النبات وزيت الزيتون مع التقليل من اللحم والقطاني ستحس بالراحة والسلامة.
والزيوت المصنعة قابلة للتأكسد، أما زيت الزيتون ففيه مكونات حافظة له، وتركيز هذه المكونات يكون بحسب المياه والمنطقة والتربة وعمر الشجرة، وتوجد مناطق في المغرب تكون نسبة هذه المكونات فيها مرتفعة نتيجة لتضافر الظروف كمنطقة الشاوية الجنوبية وبعض المناطق المغربية، فزيتها أفضل من زيت فلسطين وزيت أمريكا والدول الأوروبية، وقد أجرينا بعض التحاليل المخبرية فأثبتت أن تركيز زيتها ضعف أعلى تركيز لأي زيت آخر من زيوت العالم.
وزيتون المغرب كله جيد لكن تتميز منطقة الشاوية الجنوبة لوجود التربة الكلسية والمياه، والزيتون يحب الملوحة، ويمكن زرع الأرض التي هو فيها فلا يفسدها، كما أن فيه جمال، فبساتينه تشرح النفس وتطمئن النفوس. وقد ذكر الله تعالى الجنان فقال: “وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”، فالله تعالى يذكر النخل والعنب والزيتون عند ذكره للجِنان.
فالعاقل يقدم النظام الغذائي والحياتي التي وضع له خالقه سبحانه وتعالى لأنه النظام الأكمل، أما الأنظمة التي يضعها البشر فليست قيما مطلقة لا سلبيات فيها.
وقد أقسم الله تعالى بالتين والزيتون مما يدل على أنهما من خلقه العظيم، فقال تعالى: “وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ” (لاحظ قوله “أحسن تقويم” بعد ذكر التين والزيتون، ألا يدل على أن لهما علاقة بذلك؟).

وشجرة الزيتون جيدة كلها، جذورها وأوراقها وثمارها ونوى الثمار، كل ذلك نافع للإنسان، فسبحان الله.
وكانوا يصنعون كحلا للعيون من نوى الزيتون، فكانوا يحرقون هذا النوى ويتكحلون به، وفيه راحة للعين ووقاية لها. ويستخرجون منها زيتا يسمونه زيت العود (ويسمى بالفرنسية L’huile de grignons d’olive، والفرق بينه وبين زيت الزيتون L’huile d’olive أنه يستخرج من النوى أما زيت زيتون فمن الثمار، فهو أقل تركيز وجودة من زيت الزيتون، ولكن بفارق قليل، والإسم المتداول في المغرب هو زيت العود لأن التفرقة بينهما قد تكون صعبة لأن عصر زيت الزيتون يكون بعد طحن الثمرة كلها بما في ذلك النوى، لكن قد يستخرج زيت العود من النوى وحده)، كما يمكن طحنها وأكلها لأن فيها ألياف خشبية جيدة وفوسفور وكالسيوم وحديد، وأوراقه فيها حمض الإيلونوليك فتخفض الضغط بدون أن تحتوي على البوتاسيوم، وهذا عجيب لا يقدر على صنع مثله الإنسان، وحتى الذين لديهم تصفية للكلى يمكنهم أن يشربوا شاي أوراق الزيتون لأن ليس فيه بوتاسيوم فيخفض الضغط لديهم إن كانوا مصابين به. ويمكن لمن لديه ارتفاع في الضغط أن يغلي أوراق الزيتون ويحمل مائها معه ليشربه على مدى اليوم فيساعده ذلك كثيرا. فهي تخفض الضغط وترطب المصران فيكون الهضم جيدا.

وزيت الزيتون يحافظ على الخلايا فإذا شاخ الإنسان تكون شيخوخته جيدة، فيحافظ على عقله وكثيرا من حواسه بعكس الشيخوخة في الأمم الأخرى.

وزيت الزيتون هو الزيت الطبيعي الوحيد، بمعنى أنه يعصر من ثماره بطريقة مباشرة وذلك بفصل الزيت عن الماء، ولا يحتاج لمحاليل ومواد كيميائية ولا للتسخين ولا لعملية تكرير كبقية الزيوت الأخرى والتي تسمى زيوت المائدة. أي ليست فيه مواد إضافية كالحافظات من التأكسد وغيرها كبقية الزيوت المكررة.
وكانت الزيوت الأخرى في الماضي تستخرج بنفس الطريقة التي يستخرج بها زيت الزيتون وهي الطحن ثم العصر (الطريقة الباردة)، أما الآن فتستخدم الصناعة الحرارة والمحاليل والتكرير (التصفية)، فتتحول الحمضيات الدهنية من 6 إلى ترانس، و”الترانس فاتي أسيدز” حمضيات دهنية تتسبب في السرطان.

وقد يتم عصره في نوفمبر إلى بداية ديسمبر، وهنا تكون ثماره خضراء، وقد يتم عصره عندما ينضج جيدا ويكون لون ثماره أحمر أو أسود في بعض الأحيان، وذلك بوصوله إلى شهر يناير. وبذلك تختلف مكوناته حسب درجة نضجه.
فكلما نضجت ثماره كلما تحولت المادة الخاصة به وهي الأُوْرُولُوبِييِينْ (وهي من البولوفينولات) إلى التايروزول والهايدروكسيتايروزول، وكلها بولوفينولات جيدة، ولكن العنصرين الأخيرين أقوى من الأُوْرُولُوبِييِينْ.

وزيت الزيتون هو الزيت الوحيد الذي لا يتأكسد، فكل الزيوت التي تستخرج من المواد الأخرى كالفول السوداني أو نوار الشمس أو الذرة أو غيرها تتأكسد، أي تتغير رائحتها إلى رائحة كريهة عند تعرضها للهواء لمدة طويلة.
وتتم إضافة مركبات كيميائية لحفظ الرائحة إلى الزيوت المكررة لأن تركها في الهواء يعرضها للنتانة وبالتالي لنفور الناس من شرائها. أما زيت الزيتون فالمركبات الطبيعية التي خلقها الله فيه تحفظه من التاكسد، بل هنالك من خزنه لمدة 10 سنوات ولم يتغير، إلا حموضة قليلة في طعمه لا تضر.

وجرام من زيت الزيتون يعطي طاقة كبيرة للجسم (حوالي 9 كالوري).
وفيه الحمضيات الدهنية الغير مشبعة التي من أهم أدوارها الحفظ من أمراض القلب والشرايين. إضافة إلى عنصر الأوليوكونتال الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى الباحثين العلميين حول فوائده، بل منهم من يؤكد أن حوض البحر الأبيض المتوسط لم تكن فيه أمراض لأنه يستهلك زيت الزيتون بكثرة مع الإعتماد على النظام النباتي. فهذه المقولة موجودة في كل الأبحاث حول زيت الزيتون، لكنها غير دقيقة، لأن هذه المعلومة تنطبق على دول المغرب بالخصوص، والتي كانت تستعمل زيت زيتون 100 بالمائة أي لا تستعمل الزيوت المصنعة مثل دول الحوض الأخرى، إضافة إلى استهلاك الفواكه كاللوز والجوز والتمر، إضافة إلى النشويات والقطاني والسمك، فهذا هو النظام الناجح، والملاحظ في المغرب أنه قبل الخمسينات لم تكن هنالك أمراض القلب والشرايين، لكنها دخلت مع المستعمر الذي جلب الزيوت المكررة التي حلت محل زيت الزيتون (وجلب الخبائث).

ويحتوي زيت الزيتون على أحماض غير مشبعة وهي الألويك والليوليك واللينولينك، وتحتوي شجرته على حمض رابع موجود في أوراقها وهو الإيلونيليك، وهو حمض مضاد للفيروسات، وكابح للكثير من التفاعلات التي تحدث داخل الأوعية الدموية، وبالتالي يحفظها، إضافة إلى تخفيضه لإرتفاع الضغط.

فهذا الأوليوكونتال يكبح السيكلوأوكسيجينس، يعني يكبح السرطانات وأمراض القلب والشرايين. ويساعد كذلك على ضبط الهرمونات عند النساء لأن زيت الزيتون يحتوي على الفيتوستروجينات + الأحماض الغير مشبعة + الأوليوكونتال، فهذه المكونات الثلاث تجعله مفيد في كثير من الأمور، ومن بينها كونه مضاد بامتياز للإلهابات وخاصة التهابات المفاصل بل وجدوا بالبحث أن كبح هذه المكونات الموجودة في زيت الزيتون لإلتهابات المفاصل يصل إلى نسبة 60 بالمائة، في حين لا يتجاوز 15 بالمائة في حالة العقاقير الطبية المستخدمة كأدوية لإلتهابات المفاصل.
ومن أهم خصائص زيت الزيتون وجود مضادات الأكسدة التي فيه (المضادات للأكسدة تمتص الجذور الحرة داخل الجسم فتمنعها من تخريب الأنسجة الداخلية للأعضاء مما يسبب ظهور السرطان والأمراض المناعية والحساسية الداخلية وغيرها).

وإذا استخرج زيت الزيتون بطريقة نظيفة فذلك أفضل.
كذلك يجب ملاحظة أن الأوليوكونتال هو الذي يسبب حرقان في الحلق عند شرب زيت الزيتون، فكلما كان الحرقان أقوى كلما كان مستوى هذا المركب أعلى في زيت الزيتون.
ونحن نستهلك زيت الزيتون لسبب أساسي هو وجود هذه البولوفينولات التي جعلها الله تبارك وتعالى فيه، والتي هي مضادة للأكسدة وكابحة للسرطان والأمراض الخطيرة كالأمراض المناعية وارتفاع الضغط، فالأشخاص الذين لديهم أمراض القلب والشراين أو أمراض الضغط يجب أن يستهلكوا زيت الزيتون بدل الدهون الأخرى كالدهون الحيوانية وغيرها. فذلك يخفض من حدة هذه الأمراض بمستوى كبير إن شاء الله.

كذلك يمكن دهن الجلد والشعر بزيت الزيتون، وهو كذلك مضاد للإتهابات، ويمكن وضعه على بعض الجروح إذا كان جيدا، فهو يغلق فتحة الجلد، وكان هذا الإستخدام مشهورا قديما.

وقبل قرن من الزمان لم تكن هنالك زيوت غير زيت الزيتون فكان يطبخ به في الماء والمرق لأن درجة حرارة الماء لا تتعدى 100 درجة وبالتالي لا تخرب روابطه، أما القلي فقد تفوق الحرارة فيه 280 درجة وبالتالي تخرب روابطه وتجعله ساما، فيجب الإبتعاد عن قليه.
ويجب الطبخ بزيت الزيتون لأنه الوحيد الطبيعي، ولكن الزيوت التي تصنع من نفايات الزيتون من أجل الخروج بصابون أو غيره، فهذه يجب عدم استخدامها في الأكل.
وهنالك مسحوق يستخرجون به زيت الزيتون عند العصر يسمى الطَّالِكْ، وهو نفس الطالك الذي يستعمل لإمتصاص العرق من البشرة، وهو تركيب كيميائي.
فتتم إضافته إلى الزيتون قبل طحنه لأنه يزيد في مردودية استخراج زيت الزيتون من خليط الزيتون ونواه المطحون معه، فهو يجذب ذلك الزيت، فعندما يتم استخراج الزيت من الماء تبقى نفايات فيها كمية من الزيت قد تصل إلى 6 بالمائة لا يريد المنتج ضياعها فيضاف هذا المسحوق لكي يتم استخراج هذه الكمية يعني، استخراج أكبر قدر ممكن من الزيت.
وهذا الطالك ليس خطيرا لأنه لا يصل إلى الإستهلاك لأنه يبقى مع النفايات الصلبة، ولكن الخطير عندما يتم إعطاؤه للحيوانات وبعدها يكون خطرا على الإنسان.
والأثر الذي يكون في زيت الزيتون منه يكون قليلا، ولكن يجب مراقبته، ويوجد صناع زيت زيتون يضمنون جودته وعدم بقاء شيء عالق به.
ولا أعتقد أنها تبقى في الزيت ولكنها تبقى في مائه بعد فصل الماء عنه، ولهذا نصحنا بعدم شرب ذلك الماء إذا لم يكن نظيفا وليس فيه مبيدات أو هذا المسحوق (مائه يكون داكنا بعد فصله عن الزيت)، ولا يجب تناوله إذا كان الزيتون مرقدا في الملح أو غير نقي أو مأخوذ من العاصرات لأنه بذلك قد يجلب بعض الأمراض كالتيفوييد وغيره.
وكان الناس يطحنون الزيتون في منازلهم من قبل، ولكن الآن أصبح لديهم عجز في ذلك لأن الصناعة سهلت عليهم الأعمال (فتركوا العمل في البيوت وفضلوا الدفع للآخرين للقيام بما ينبغي أن يقوموا به بأنفسهم).

وشجرة الزيتون شجرة مباركة، معمرة مقاومة لأغلب أنواع الظروف.

وزيت الزيتون كابح للفيروسات، وحافظ من أمراض القلب والشرايين، وضابط للهرمونات لدى النساء، وهو جيد للبشرة لأنه ينشط الدورة الدموية.

وتوجد بعض الحمضيات الغير مشبعة في زيت الزيتون بنسبة عالية، فهي تمنع الكولسترول لذل يعتبر مستحيل في ظل استخدام زيت الزيتون، كما يرطب المرارة لأن عمل صفراء المرارة هو تذويب الدهنيات (استحلابها) وتوصيلها للأمعاء، ومع شرب زيت الزيتون يكون الإستحلاب سهلا، أما مع شحوم أخرى كالشحوم المحرمة كالخنزير مثلا فإن الإستحلاب لا يقع.
فزيت الزيتون يوسع قنوات المرارة ويحفظ من حصواتها، ويمنع بذلك الإمساك لأن إفراز المرارة يرطب الأمعاء (وعلى الذين يعانون من إمساك دائم فحص المرارة لأن نقص إفرازها قد يكون السبب فيه).

وحمض الإيلونيلنك هو المضاد رقم واحد في الطبيعة للفيروسات، إذ يقتل جميع الفيروسات بما في ذلك فيروس السيدا الذي يجرون حوله تجارب الآن بخصوصه.
وأصبحو يبيعون إيلونيلات الكالسيوم بعد إضافة الكالسيوم إليه، فهي موجودة في الصيدلايات ولكن الموجود منه في زيت الزيتون يكفي.

ومن قبل كان طعم زيت الزيتون أفضل ومكوناته أقوى، لأن طحنه كان بالأيدي وعلى مهل وفي المنازل. وزيت الزيتون يجب أن يكون مذاقه مرا وفيه أثر الزيتون لا مصفى وجميل المظهر فذلك للإضاءة أكثر منه للإستفادة كغذاء.
وقد تكونت الآن في فرنسا جمعية تسمى جميعة البوليفينولات تهتم بهذه المكونات، ومنها الأورولوبيين الموجود في الزيتون وتراهن عليه.

ومن طرق تمييز الأصلي من المغشوش منه:
الذوق، فعند تذوق الأصلي نجد طعم الزيتون قويا فيه.
كذلك وضعه في الثلاجة لمدة ثلاث أو أربع ساعات أو تركه ليلا في الثلاجة، فإذا تجمد وأصبح قطعة واحدة لا وجود لمائع فيها فهو أصلي.
كذلك عند وضع الأصلي على الجلد فإنه يتشربه بعد دقائق، فتجد أن الزيت اختفى بعكس الزيوت الأخرى.
كذلك عند وضعه في كأس بالاستيكي شفاف وإضاءة الهاتف ووضع الكأس على منبع النور إننا نلاحظ أن النور لا يخترق الزيت، يعني أنه لا يتجاوز مستواه في الكأس إلى رأسها، أما المغشوش فيصل النور من قاعدة الكأس إلى رأسها مخترقا كمية الزيت.
كذلك عند تذوقه إذا كانت الحموضة عالية فذلك يعني أنه رديئ، أما إذا كانت منخفضة فذلك يعني أنه جيد (ويجب أن لا تتعدى 1%).
كذلك يحتفظ برائحته القوية على المدى البعيد.
وقد جاءت كلمة الدهن في سياق التغذية والأكل، أما الزيت فلم يأت في ذلك السياق، فالدهن أكل، ولو فهم الناس معنى الدهن والزيت لما استهلكوا الزيوت الصناعية التي لا تصلح للإستهلاك أصلا.
قال الله تعالى: ” وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ”، فأصل هذه الشجرة هو منطقة طور سيناء، والطور في لغة العرب تعني الجبل. وأصل جميع الأشجار هو هذه المنطقة أي فلسطين والشام إلى إيران. ثم انتقلت إلى أوروبا عبر الأندلس وليس عبر إيطاليا.
وجاءت كلمة “الدهن” معرفة، وتم عطف نكرة تامة عليها، وهي “صبغ”، والمعرف أقوى من النكرة المعطوفة عليه، فشجرة الزيتون تنبت بالإثنين، أي بالدهن والصبغ، ويوجد الصبغ أيضا في أوراقها.

وقال “شجرة” أي نكرة، ولم يعرفها بالإسم، ولكنه عرفها بخصائصها وهي الدهن والصبغ. وقد أجمع العلماء والتفاسير على أنها شجرة الزيتون. وقد أخفى الله تعالى اسمها من أجل تعظيمها وربط الناس بها.
وتوجد أشجار أخرى تنبت بالدهن مثل الجوز واللوز والفستق، ولكنها لا تنبت بالصبغ، وكلمة الصبغ هي التي تعرف شجرة الزيتون لأن الصبغ هو المادة التي تحفظ الزيت، أما الزيوت غير زيت الزيتون فتتأكسد، فلا يمكن الإحتفاظ بزيت الجوز واللوز، أما زيت الزيتون فيمكن أن يبقى قرنا لأنه يحتوى على المواد الحافظة وهي البوليفينولات، وهي المواد الدابغة، والصبغ تعني ما يصبغ به وهو الدباغ أي المادة الدابغة. لذا فإن الزيتون عندما يُجرح يصبح أسود، وكذلك ماء الزيتون عندما يخمر يصبح أسودا، وهذه البوليفينولات هي التي تحفظ زيت الزيتون من التأكسد، أي من رائحة الزنخ. وهذا التأكسد هو ما يخيف صناع الزيوت لأن تأكسد الزيوت يعطيها رائحة ومذاق كريه لا يحتملهما الناس، لذا يضيفون إليها المواد الحافظة (ويفسدونها أكثر بها). لذا فإن زيوت المائدة المستخرجة من حبوب نوار الشمس والذرة، تتأكسد بسرعة، والأصل هو استهلاك المادة كلها للحصول على جميع فوائدها، مثلا استهلاك الذرة لنحصل على زيتها ضمنها، لا استخراجه، لأن ذلك يعرضه للتأكسد والفساد، لذا يعمد الصناع إلى إضافة المواد الحافظة ك BH2 وBHA، وهي مواد مسرطنة، ليبقى الزيت سنتين بدون تأكسد.
لذا فإن الزيت الوحيد القادر على الصمود وعدم التأكسد هو زيت الزيتون أما غيره فيضيفون إليه هذه المواد الخطيرة على الصحة.
والفرق بين الدهن والزيت، هو أن الدهن هو حالته وهو غير مصفى، فعندما نستخرج زيت الزيتون بعصره مباشرة، يكون ضبابيا غير شفاف، وهو الأجود، ومع الوقت يصبح شفافا لأن المواد العالقة به تضيع، ويبقى الزيت وحده.
والدهن هو عصير الزيتون أي ما نستخرجه من الزيتون، فهو عبارة عن الزيت مضاف إليه بعض المواد الأخرى، لذا فهو مادة غذائية.
والقرآن في الآية السابقة تكلم عن الدهن أي صفة الزيت الخام، كغذاء، في حين تكلم عنه في سورة النور كإضاءة، فقال تعالى: ” يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ”، فكلمة دهن ليست زيتا من الناحية العلمية، ولو فهم الناس ذلك لما أكلوا زيوت المائدة.
فزيت الزيتون يُعصر فقط أي يستخرج فقط، أما الزيوت الأخرى فتستخرج بمحلول، ثم تخضع لعمليات التكرير والتصفية، ثم تضاف إليها مواد لحفظها ضد التأكسد الذي يعطيها رائحة كريهة كرائحة الشحوم المتعفنة.

فالزيت يصلح للنور والإضاءة، وكان الناس يضعون فتيلا فيه ويشعلونه للإضاءة، وكلما كان الزيت صافيا خالصا يكون الضوء وهاجا جيدا بدون دخان.
لذا فإلزيت هو الدهن المصفى المنزوع منه الأشياء الغذائية الأخرى النافعة للصحة، التي عندما يتم نزعها منه يسمى زيتا، وهذا هو الفرق بين الدهن والزيت.

وفي لغات الآخرين لا يوجد فرق بين الدهن والزيت، كلاهما عبارة عن شيء واحد عندهم.
وتقوم صناعتهم للزيت على تصفيته ليكون ذهبيا شفافا، فينزعون منه المواد القوية، ويبيعونه للناس على أساس أنه ذا جودة عالية، ولكن زيت الزيتون هو الوحيد الذي لا يصفى ولا يكرر ولا يُصنع بل يكفي استخراجه فقط، ولا يحتاج لمحاليل ولا لمواد حافظة.
والأجداد كانوا لا يستهلكون الزيت إلا إذا دار عليه الحول، أي إذا مرت عليه سنة، لأنه يكون أجود كلما تقادم ومر عليه الزمن، ومع ذلك يقول علماء التغذية اليوم إن الزيت القديم خطير على الصحة!
بل وصل الأمر في وقت من الأوقات في المغرب إلى فرض إضافة زيت المائدة إلى زيت الزيتون على أصحاب معصرات زيت الزيتون، بذريعة إضافة مادة التوكوفيرول إليه لإغنائه، وهم في الحقيقة يلوثونه ويفسدونه بذلك.
وكانت المراقبة ترغم أصحاب المعصرات على إضافة ما بين 10-30 بالمائة من زيوت المائدة، وهذا إفساد وتضليل بالعلم (العلم الخبيث علم شيطاني هدفه الأساسي الإفساد في الأرض بأذية الناس وغيرهم).
حتى شجرة الزيتون مرت غراستها بمرحلة خطيرة بسبب التدخلات، فالمغرب يوجد فيه نوع واحد من أشجار الزيتون وهو البيشيلين ، في حين يوجد في سوريا أكثر من عشرين نوع، وكذلك في فلسطين ومصر وتونس.
وسوريا وفلسطين هما الأكثر أنواعا، وحتى الأندلس – اسبانيا الآن، لديها أنواع عديدة، أما المغرب فحُكم عليه بأن يزرع نوعا واحدا فقط!
كذلك يعتبر الزيتون البري جيدا وذا جودة عالية ويمكن خلطه مع الزيتون الذي يُغرس.
كذلك تتضمن أوراق الزيتون الصبغ فهي مفيدة أيضا.

الزيتون المخلل:
من الأفضل استهلاك الزيتون مباشرة، وألا يكون مخللا أو مضروب بالصودا، وأن لا تزال منه مرارته لأن مذاقه المر هذا هو نتيجة للمكون الرئيسي فيه، وهو البوليفولونات، وهي مضادات الأكسدة، وهي في الزيتون مكون الأُورُولُوبَيِينْ الذي يتكون من حمض الإلونيليك + جزيئات من الجلوكوز، وعندما يتم تخمير أو تخليل الزيتون فالبكتيريا اللبنية تستهلك جزيئات الجلوكوز وبالتالي يضيع هذا المكون.
ولا توجد إلى الآن شركة على وجه الأرض استطاعت أن تصنع الأُورُولُوبَيِينْ (يعني تمثيله وصناعته)، وقد حاولوا ذلك فعجزوا حتى الآن. فهذا المكون إضافة إلى مكونات أخرى مضادة للأكسدة هي الفائدة الكبرى لإستهلاك ثمرة الزيتون، فالأفضل أن يكون مذاقه مر، وهذا هو الأصل فيه. فعند إزالة مذاقه المر لا يبقى منه شيء. ويجب فهم أن الله خلق هذه الأنواع وجعل منها ما هو حلو ومر، فكل يتناول لفائدته.
والأجداد كانوا يستهلكون صباحا 3-4 حبات من الشجرة مباشرة. ومع تقدم العلوم أصبح هنالك أسلوب وهو معالجة الزيتون بالصودا، والتي تقضي على البوليفولونات فلا نستفيد منه أي شيء.
ووضع حبوب الزيتون في الماء يفسد تماسكها. أما إبقائها في قليل من الملح فمعقول. وحتى الزيت يجب أن توجد فيه مرارة لأن الزيت الذي يحرق في الحلق هو الأجود، وكذلك حبوب الزيتون لأن فيها الأوليوكونتال الذي من خصائصه أنه يحرق في الحلق.
وكانوا من قبل يستهلكونه ويطبخون به ويتناولون حبوبه.
ويمكن على سبيل المثال شراء 50 كيلو من حبوب الزيتون، ووضعها في ماء وملح لإستهلاكها على المدى الطويل، فهي جيدة مع زيتها، وهذا التخليل بالملح جيدا للزيتون.
فيجب الإستفادة من هذه القوة التي في الزيتون وزيته، وهي البوليفولونات التي أول من يستفيد منها هم مرضى القلب والشرايين والسكري والتهابات الجهاز الهضمي، لكن بالنسبة لمن لديهم مشاكل في الهضم يتناولون حبوب الزيتون لكن ليست الموضوعة في الصودا.
كذلك يجب على الأطفال والحوامل استهلاك زيت الزيتون.
واستهلاك حفنة من حبوب الزيتون يوميا يحصن الجسم ضد الأكسدة بنسبة كبيرة. وهذا يمنع الخرف والأمراض المترتبة على الجذور الحرة.
وزيت الزيتون هو الزيت الوحيد الغير مكرر، والعالم كله يرجع إليه الآن لما فيه من فوائد.
وزيت الزيتون هو الزيت الطبيعي الوحيد، أما غيره من الزيوت فمكررة.

الزيوت المهدرجة:
يسميها الناس زيوتا وهي ليست زيوت، لأن كلمة زيت تعني المادة الدسمة السائلة المستخرجة من النبات مثل زيت الزيتون، ففيها روابط غير مشبعة (أي روابط ثنائية).
وعندما يكون الدسم مشبع أو صلب نسميه شحما، كالشحوم الحيوانية مثل زبدة البقر، فالزبدة المستخرجة من الحليب عبارة عن شيء صلب لأن فيها حمضيات دهنية مشبعة، يعني ممتلئة بحيث لم يبق مكان للروابط الغير مشبعة.
فالزيوت المهدرجة لكي تصبح صلبة يتم إشباعها صناعيا بالهيدروجين والنيكل، وفي حرارة مرتفعة جدا تفوق 350 درجة. إذن لا يمكن تسميتها زيوت لأنها لم تعد زيتا بل أصبحت مادة صلبة، وهي شيء اسمه المارْجَارِينْ، وهو ليس زيوت ولا شحوم، بل شيء تضاف إليه مواد لتكون فيه نكهة الزبدة الحيوانية (وكلمة مارجارين تعني المنتوج).
وقد رأيت في أوروبا الشرقية من يستخدم التعبير “زبدة نباتية”، وهذا غير ممكن لأن الزبدة لا تكون إلا من المنتجات الحيوانية.
المقصود أن كلمة زيوت مهدرجة يجب أن لا تستخدم، لأنه لا يوجد شيء اسمه زيوت مهدرجة في السوق، بل الموجود هو المارجارين.

* العسل

قال الله تعالى: “وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ”.
فالله تعالى هو الذي يوحي إلى النحل لينتج العسل، ومن كل الثمرات، ومختلف ألوانه، وكلما كان العسل داكن اللون كلما كان جيدا، يعني أنه يجمع الكثير من الفلافونويدات والبوليفينولات خصوصا الكَارُوتِينوِيدَات فهي كثيرة في العسل، وهي كلها مضادات للأكسدة، وهي سر العلاج الذي في العسل.
فالعسل فيه مكونات تعالج لأن النحل يدخل مكونات النبات في جسمه ثم يخرجها على شكل رجيع لتعطيها نحلة لنحلة حتى يضعونها في الخلية، وقوة النبات تكون دائما في نوارة الزهرة، فإذا دخلت المكونات النباتية إلى معدة النحل اجتمعت معها الأنزيمات أعطت قوة العسل.
والنحلة هداها الله تعالى لتقوم بوحي الله تعالى بعمل جبار لكي ينتج العسل، فالنحل يجتمع ويضرب بأجنحته حتى يخرج الماء من ذلك العسل، حتى تصل نسبة النشاط الماء فيه إلى 0.6 (أي يتبخر الماء)، فتنعدم فيه الحياة، وبالتالي يمكن حفظه لسنين. فمثلا طحين القمح لا ماء فيه وكذلك اللبن المجفف كمسحوق.
فالنحلة تحدت الهندسة بإزالتها للماء إلى أن يصل إلى نسبة النشاط 0.6. وتحدت الرياضيين إذ جعلت خليتها على شكل سداسي، فلو كانت دائريا لدخل منه البرد والحشرات، ولكن في السداسي لا يمكن. كذلك خليتها مائلة لكي يجتمع العسل ويخرج البرد ولا يفسده. والشكل السداسي هو الشكل الذي يأخذ أقل نسبة من الشمع في صناعته إضافة إلى جماله في العين. فكل عمل النحلة يذكر بالخالق الذي هداها لذلك.
وإذا خرج النحل إلى الزهور يخرج في مسار محدد لا تحيد عنه، ولا تضل أبدا عن مكان الزهور إذ تهتدي بطرق خاصة تعرفها محددة بأشعة الشمس حسب الزاوية التي تصنعها تلك الأشعة مع الخلية.

وخلايا النحل يجب أن تكون مرتفعة عن سطح الأرض بأمتار كلما زادت كلما كان ذلك أفضل، وقد نبهت بعض الغربيين إلى عدم وضع خلايا النحل على الأرض.
ولاحظ في القرآن أشار الله تعالى إلى الإرتفاع بذكر “الجبال” وسطوح المنازل (الأعرشة)، وكانت بارتفاع 6 أمتار في المغرب القديم، واليوم ارتفاعها 2.5-3 أمتار .
ووضع جُرة من الطين أو الفلين (جذع البلوط) أو أي خشب دون صبغه، يكون عسله أفضل.
والنحل يصنع مادة تسمى العَكْبَرْ (البروبوليس Propolis ويوجد لدى الصيدلية والأفضل أن يكون صيدلاني ليكون خالصا لمن أراد ان يشتريه، ومسحوقه أفضل)، لم ينجح مختبر واحد في العالم حتى اليوم في تحليل هذه المادة، فهي مادة لا تذوب في المحاليل، وإذا ذابت فيها، مثلا في محلول الإيتانول تتغير تركيبتها ولا تبقى جزيئاتها كما كانت، وهي صمغ مثل العلكة لا تذوب، وإلى حد الآن لا يعرف العلماء كنهها، ولا يُعرف لها غير مصدر واحد، والمصادر الأخرى غير معروفة، والنحل يأخذها من جميع الأشجار.
وهي مادة يسد بها النحل الخلية لمنع دخول الريح او الماء أو الهواء أو الضوء، كذلك هي مطهرة تقتل الحشرات المتسللة، وإذا دخلت الخلية حشرة كبيرة يقوم بتحنيطها بها فلا تفسد العسل ولا تضر الخلية.
وملكة النحل تعيش بين 5-6 سنوات أما النحل الآخر فيعيش 3-6 شهور.
ويخرج النحل مادة من الغدد التي في رأسه تسمى غذاء الملكات تأكلها الملكة وحدها فيطول عمرها، وهي مادة بيضاء مثل الحليب.
وقد كتب أحد الغربيين كتابا حول النحالة الذين يعملون في مجال النحل، فوجد أن متوسط العمر لديهم 100 سنة، ولم يجد فيهم من لديه سكري أو سرطان أو ربو، إلا نسبة قليلة جدا.
وتوجد أنواع كثيرة من العسل، والنحل يبدأ في الخروج للجمع في الشهر 2 و3 حسب الموجود من أنواع الأشجار، لكن بعض الأنواع مثل الزقوم والخروب والسدر تتأخر.

وأنواع العسل هي بحسب المناطق كأشجار الليمون والكاليبتيس Calyptus، والنحل يميل دائما للزهور الصفراء (نوارة التين الشوكي والعصفر والخروب والزقوم)، والبيضاء (نوارة القصبر والليمون)، والبرتقالية ثم أخيرا الزرقاء، ولايوجد عسلا خالصا 100% من شجرة واحدة لا الليمون ولا الكاليبتيس، لكن قد تكون نسبتها فيه فوق 70%.
ويوجد عسل من الخَرْوَعْ والبابونج عسله قليل، ويوجد عسل أبيض رخيص الثمن، فهذا النوع جيد للتحلية به بدل السكر. وليس غلاء العسل دليلا على قوته بل دليلا على أن الطلب زائد عليه، وبالتالي رفع المنتج ثمنه.
وعسل الغابة أيضا جيد كما وجدنا في المختبر، ففيه قوة كبح للجراثيم قوية، والعسل الذي يمتلئ في فصل الربيع ويقطعونه في الصيف الذي فيه عدد كبير من الزهور، وكلما زاد عدد الزهور كلما كان العسل أقوى.
وكلما كان لون العسل داكنا اكثر كلما كان أجود.
ويوجد في ألمانيا واسبانيا عسل طبيعي وجيد وأرخص كثيرا منه في المغرب.
وبعض الناس يسبب لهم العسل الإمساك، وتلك علامة جيدة، فعليهم فقط زيادة الكمية المستهلكة منه.

وقد دخل المغرب عسلا من الدول الإفريقية يشترونه بثمن رخيص (30 درهم ويبيعونه للمغاربة ب 200 درهم) ليبيعونه بثمن أعلى، وهو قطعا دون العسل المغربي في الجودة.
والمشكلة في الدول الإفريقية ليست اعطاء النحل السكر لأنهم لا يفعلون ذلك، فعسلهم معقول، ولكنهم يسخنونه جيدا بالنار، وإذا تجاوزت درجة الحرارة 50-55 درجة مأوية يتحول إلى سكر (تنعدم صفة العسل فيه).
ويوجد من يعقم العسل، فلا يجب تسخينه ولا تعقيمه، ولا وضعه في قوارير شفافة بل في الداكنة أو المصبوغة، أو في الطين والزجاج، ولا يجب وضعه في قوارير بلاستيكية.
والأمراض القديمة كانت تعالج بالعسل لعدم وجود الظروف الفاسدة الحالية كالحلويات والألومنيوم والأغذية السريعة.
فالذي يريد أن يتعالج بالعسل عليه الإمتناع عن جميع المواد الصناعية، ويأكل خضر وفواكه وخبز بدون مبيدات، وذلك مستحيل في هذا الزمن، فالعسل ينفع الجسم كغذاء، ولكن كعلاج لا أعتقد، وإن كان ينفع في أشياء كتقويته لعضلة القلب، فإذا كان الشخص يواصل نظامه الغذائي الضار فلن ينفعه فعليه أن يمتنع عن كل ذلك أولا.
كذلك العسل يقوي الهرمونات لدى النساء لأن فيه العكبر وغذاء الملكات، لكن على النساء الإمتناع عن اللحوم ومشتقاتها ويعتمدن على النبات أولا.
وكل شيء مستورد من الغرب اليوم، فالطب الرياضي في المغرب هو طب فرنسي يعطي الموز للرياضيين، فلم لا نعطي الرياضيين ماء معدنيا وعسل وفواكه محلية نافعة. وأحسن شيء للرياضيين بعد الجهد هو ملعقة عسل في ماء معدني.

وفي العسل أشياء قوية يجمعها النحل فيدمجها بأنزيماته ومكوناته لتعطي مكونات نافعة قوية للجسم.

وفي الحديث عن أبي سعيد قال: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أخي استطلق بطنه، فقال اسقه عسلا فسقاه فقال إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقا فقال صدق الله وكذب بطن أخيك”. وفي المرة الرابعة شفي، لأن العسل كان يعيد توازن الفلورا والفيزيولوجيا الخاصة بالقولون فيزيد الإسهال حتى وصل إلى التوازن. وبالتالي الذي يسبب لهم العسل إسهالا أو تقيؤا عليهم مواصلة أخذه فتلك علامة جيدة.

وعسل الكاليبتيس جيد، ولكن بشرط أن لا تدخله التقنيات الإنتاجية الحديثة كتغذية النحل واعطاء المبيدات.
وقد انقرض النحل البلدي، وهو الذي كان موجودا في المغرب من قبل، أما الموجود اليوم فهو النحل الرومي المهجن الموجود في العالم كله، ويقضي على النحل البلدي بطريقة فظيعة.
والنحل البلدي لا يقاوم الأمراض، ويموت بسرعة، وانتاجه قليل، ولكنه قوي، أما الرومي فأقوى وأضعف إنتاجا.
حتى البقر والماعز دخلت المغرب أنواع منها غير البلدية تعطي حليبا أكثر بكثير من البلدية، ولكنه أضعف قيمة.

فالعسل إذا كان طبيعيا 100% فإن جميع أنواعه جيدة حتى الرخيص الثمن منها. فينتبه فقط لكونه طبيعيا، وصاحبه أمين لا يعطى الشمع الإصطناعي (البارافين)، وهو شمع ضار بالنحل قبل كل شيء، وكذلك السكر سام للنحل، فبدلا من اعطائه السكر يمكن إعطاؤه العسل الذي فضل لأنه لا يأكل كثيرا، كذلك يمكن جمع حبوب اللقاح ووضعها في عسل رخيص وإعطائها للنحل وبالتالي سيكون في صحة جيدة، ويعطي مردودا جيدا.
وإذا وجدت النحلة الخلية موضوعة على الأرض فإن وضع ما جمع فيها يتعبه جدا، وقد يسقط على الأرض. وإذا كانت الخلية عالية فإنها تضع حملها بسرعة.

والماء مهم للنحل في فصل الصيف، ويستهلكه بكثرة أكثر أحيانا من استهلاك الغنم له، والذين يعملون في مجاله يعرفون ذلك.
كذلك لا ينبغي تسخين العسل فوق 50 درجة.
ولا توجد طريقة للتأكد من جودة العسل إلا تقوى صاحبه.

واختلاف ألوان العسل تشير إلى اختلاف المكونات الكيميائية للعسل (أي تركيزه)، فعسل الليمون يميل إلى الشفافية والصفرة، ويوجد عسل أبيض كالحليب، ويوجد عسل أصفر كعسل القوم والخروب، وعسل داكن يميل إلى السواد كعسل الزعتر، فالعسل كله جيد، والإختلاف بين أنواعه يكون بسيطا من 10-15%، فإذا كان العسل طبيعيا غير قريب من حقول المبيدات ولا الشمع الصناعي ولا غيره، فهو جيد مهما كان نوعه.

وشرب العسل أفضل من أكله بشيء، وإذا كان شرب العسل مباشرة صعبا فيمكن وضع ملعقة أو ملعقتين منه في كأس ماء عادي الحرارة لأنه لا يذوب في الماء البارد، ووضعه في ماء يجعل الجسم يستفيد منه بسرعة، لأن أكله مباشرة يجعله يتوقف في المعدة ويتحول بالتالي إلى حموضة، أما كماء فيمر بسرعة، وإذا وضعنا 10 ملي من العسل في 50 ملي من الماء فكأننا استخدمنا 50 مللي من العسل.

وقد توصل البحث العلمي إلى أن علاج الحروق من الدرجة الأولى والثانية، الأساسي والكافي هو العسل، فيضعونه مباشرة على الحرق، وطبعا يجب أن يكون العسل طبيعيا غير مغشوش لأن المغشوش يزيد الإلتهاب.
فالعسل الطبيعي يمكن وضعه للحروق، ويمكن للنساء وضعه في العين والأنف والأذن، والمضمضة به، وعلاج ألم الأضراس بالمضمضة به في ماء ساخن، كذلك يعالج شرابه أمراض الجهاز الهضمي وبعض أنواع الحساسيات.
وهو ممنوع على مرضى السكري، ولا يوجد عسل سدر كامل كما يقال، فالبعض ينصح بعسل السدر لأصحاب السكري. كما لا يداويه عسل الزقوم كما يشاع أيضا.
والسدر الذي في المغرب نوارته صغيرة، ولا يمكن للنحل أن ينتج عسلا من السدر خالصا 100% لكن يمكن أن تكون فيه 15%.
وقد وجدنا بالتجربة أن حقن العسل في الوريد مفيد، ولكن لا يزال الأمر بحثا علميا عالي المستوى (يتطلب وقتا قبل تأكيد نتائجه).
وهنالك فرق بين العسل والسوائل السكرية المصنعة للحلويات (كالتي تصنع للشباكية)، فهذه لا تسمى عسلا، ولا تحتوي على ما يحويه من قيم مستخرجة من رحيق الأزهار.
والعسل سريع الإمتصاص يمر مباشرة بعد شربه إلى الدم.
والناس تتهافت على عسل الزقوم الذي ثمن الكيلو فيه ب 600 درهم، ولا يعلمون أنه يكفي أن يكون العسل طبيعيا سواء كان لليمون أو القرافص أو العنب أو أي نوع آخر.
وهو لا يداوي السرطانات كما يشاع، وإن كان من الممكن أن يداوي كل شيء لأن الله تعالى ذكر أنه شفاء، لكن أهميته هي الوقاية وتقوية وحماية الجسد هي المنطلق.
ويمكن اعطاؤه للرضيع لكن أحيانا تكون لديه حساسية من بعض النباتات، فإذا لاحظت الأم أي تأثير تتوقف عن إعطائه ذلك النوع من العسل وتستشير الطبيب، أما بعد 9 أشهر فيمكن خلطه له بالمواد الغذائية الأخرى كالعصائر (البرتقال والليمون) وغيرها لأنه نافع في كثير من الأمور.
ومن الخطأ خلطه له بلبنه الذي يرضع عن طريق الزجاجة، والخطأ ليس في كونه غير صحي، بل في كون ذاكرة الطفل ستجعله يعتاد على الأغذية الحلوة فلا يتقبل غير الحلوة والمحايدة، لذا إن كان ولابد من وضعه في زجاجة لبنه فليكن قليلا جدا.

والعسل مادة طبية يجب شراء كيلو أو كيلوجرامين منه لإستهلاكه وقت الحاجة عند الإحساس بمرض كنزلة البرد أو غيره، لا اعتباره مادة من بين مواد الغذاء يجب وضعها على الطاولة دائما. ولم يكن المغاربة في القديم يبيعون العسل والحليب، بل كانا يوهبان مجانا لكن مع ارتفاع نسبة الإستهلاك أصبح الأساس هو شرائه.
والذخيرة تقال لما لا يفسد من الأطعمة المدخرة التي تبقى في المنزل طيلة الفصول كالتمر والعسل وزيت الزيتون واللوز إلخ.
والعسل مادة طبية لا يجب وضعه على المائدة مع الوجبات للأكل في كل وقت، بل يدخر ليأخذه من عنده مشكل كالتقيؤ والتسمم والزكام وآلام الرقبة إلخ.
وما أفسد جودة العسل إلا انتاجه للإستهلاك، مما قلل جودته وجعله كثيرا، في حين يكفي منه كدواء كيلوجرامين للسنة.
واللوز والزبيب والتمر والفول السوداني منتوجات أساسية في الغذاء، وجيدة للأطفال الصغار تنفعهم في النمو والذكاء والتحصيل.

* الشاي الأخضر

أغلب الناس في المغرب يشربون الشاي بعد الوجبات، والأفضل أن لا يتم تناوله بعد الوجبة إلا بعد 30 دقيقة، والأفضل بعد ساعة، لأن السوائل التي يتم تناولها بعد الأكل ترشح انزيمات الهضم (أي تجعلها تتسرب) فيزيد وقت الهضم على المقدار الطبيعي.
أما الوجبات الخفيفة كالخبز فلا يؤثر معها الشاي أو السوائل الأخرى بل ينفع.
ويمكن عمل الشاي من بعض الأوراق كأوراق شجر الريحان والزيتون، فذلك جيد للجسم، وأفضل شاي للجسم هو شاي أوراق الزيتون.

* النعناع

إذا كان النعناع طبيعيا مزروعا في المنزل، أو الحق برعاية شخصية فهو جيد للصحة.
ويوجد نوع منه يسمى النعناع العَبْدِي (Peppermint) وليس بالنعناع الآخر، يمكن وضعه في الشاي، أو شربه وحده في ماء دافئ، وينكهون به الحلويات الصناعية للصغار، وهو جيد للقولون ويرخي الأمعاء. المهم أن لا يكون معه سكر.
وينفع في التهابات الرقبة بالنسبة للأطفال.
وقد أزالت جمعيتنا النعناع من قاموس التغذية، ونصحنا بالإقلاع عنه، لأن رشه بالبروميتيل الذي يشبه سم الفئران أصبح أمر واقع لابد منه بالنسبة للبائع. لأنه إذا لم يفعل فلن يبيع شيئا، حتى البصل والحمص والفول والحلبة وحب الرشاش أصبحت ترش بعد أن كانت سالمة من ذلك، فكل الأغذية ترش الآن.
والرش يكون على أوراقه.
لذا يجب الإقلاع عن النعناع الذي يباع، وبدلا من ذلك زرعه في البيت أفضل.

وموسم النعناع هو الشهر 5 إلى 7 فيكون أكثر خضرة وأقوى رائحة، ففي هذا الموسم يجب شربه لأن فيه مادة التَّايْمول التي تبرد الجسم، وهي التي توضع في بعض حلويات الأطفال لتبرد الفم.

* النعناع الفلفلي

أو النعناع الأسود، ويسمى أيضا في المغرب بالنعناع العَبْداوِي، وهو عشبة معروفة لدى الناس.
وله نكهة قوية، وهي نكهة النعناع بطعم الفلفل، ويسمى يالإنجليزية Pepper Menthe، وبالفرنسية La Menthe Poivree.
ورائحته قوية وزكية، ويستعمل بقدر قليل لقوة رائحته ومذاقه، وله استعمالات طبية.
ويحتوي على مادة المانتول، وهي مادة منعشة، لذا تستعمل في صناعة العلكات، وتجعل الواحد يحس ببرودة في فمه، وهذه البرودة هي التي تنفع في الإلتهابات.
كما يحتوي على مكونات أخرى، وهذه المكونات هي مصدر قوته.
وهو كابح للجراثيم ككل النباتات. وله استعمالات تعطي نتيجة أحسن، كاستهلاكه طازجا، فذلك أفضل للعلاج، ويكون ذلك بطحنه ووضعه في ماء أو عصير فواكه أو عصير خضر، أو إضافته لأعشاب أخرى، فالأفضل استهلاكه طازجا.
لكن عند استعماله طبيا، الأفضل هو طحنه واستعماله كما ذكرنا أو وضعه في الغذاء.
ولا يكثر الواحد من الأعشاب، فالإكثار منها للعلاج خطأ، لأن الوقت هو الذي يهم، فيجب استخدام حبة أو اثنتين منه في ماء، وتكرار ذلك كل يوم مثلا بدلا من الإكثار منه. فهذه الأشياء عندما يكثر الواحد منها تسبب له الغثيان، ويصبح كارها لها.
وزراعته سهلة، لا يتطلب شيئا، ويكون في أقوى تراكيزه في الشهر السابع والثامن.
وينفع في الجهاز الهضمي كآلام البطن والأمعاء، وسوء الهضم والإمتصاص. ويرطب الجهاز الهضمي، وينفع في تقرحات القولون كتقرحات كرون، ولا توجد عشبة غيره تنفع فيه.
وينفع في التهابات البواسير.
وهو جيد للإمساك لأنه يريح الجهاز الهضمي.
ثانيا، ينفع في الجهاز التنفسي، كالجيوب الأنفية والقصبة الهوائية.
ثالثا ينفع في ارتفاع الضغط، وأيضا في آلام الرأس، وكانوا من قبل يضعون أوراقه تحت طاقية الرأس عندما يحسون بآلام في الرأس لأنه يمتص حرارة الرأس ويسكن الألم، لأن مركب المانتول معروف بأنه مسكن للآلام.
كذلك ينفع في آلام الدورة الشهرية، فيمكن للمرأة شربه قبل الدورة بيوم أو اثنين، أو حتى أثناء الدورة، أو تقطيعه وأكله مع السلطة، وأي استهلاك عادي له جيد، وأفضل من الخلطات.
وينفع الكرفص أيضا في آلام الدورة الشهرية، والأفضل أكله طازجا على شكل سلطة (مع الخل وغيره)، وتنفع فيها أيضا أوراق التين.
كذلك يساعد على الهدوء بالنسبة للجهاز العصبي، وبالنسبة للطلبة أثناء الإمتحان، فهو جيد لهم في زمن الإمتحان (هو وشاي اللويزا).

* الخُولِنْجَانْ

الخُودِنْجالْ باللغة المغربية. من نفس فصيلة الزنجبيل، والمكون الأساسي فيه هو الجالانْجِينْ (الجيم معقودة).
ويستهلك في آسيا يوميا، وأكثر من الزنجبيل.
وهو أقوى من الزنجبيل، وشرابه أقوى من شارب الزنجبيل، وهو شراب ساخن وجيد.
ولا تؤثر هذه المشروبات على الجهاز الهضمي بل بالعكس تخفض من الآلام.
ولديه مذاق حار، ويسكن آلام المفاصل وغيرها من الآلام الناتجة عن الإلتهابات.
ويساعد في توافق الجهاز العصبي مع الجهاز العضلي مما يسهم في تناسق الحركة وخفتها.
وينفع في البرد، ولا يحس شاربه بالرعشة، وذلك لأنه ينظم النظام الهرموني، والذين لديهم خلل هرموني يحسون برعشة في الجسم.
فهو شراب قوي يمكن وضعه في الشاي أو العصير أو الحساء أو شوربة الخضر، ويمكن اعطاؤه للأطفال فلا مشكل فيه.
وهو منظم للهرمونات وخافض للكولسترول ومضمد للجهاز الهضمي، ومفيد للذين يحسون بأعضائهم ثقيلة خاصة عند الإستيقاظ، وهذا عرض لمشكل في الدورة الدموية أو في الكولسترول، وسببه هو فقد التناسق بين الجهاز العصبي والعضلات.
وهو وهذه الأشياء يجب أن تكون داخل النظام الغذائي حتى لا يصيب الجسم أي خلل.
وأخذ الأعشاب كلها بكثرة يسبب سموما، لذا الأفضل أخذ القليل منها. والكركم واللخولنجان هما الوحيدين من بين الأعشاب اللذين يمكن استهلاكهما بكثرة.

* الزنجبيل

اسْكَنْجْبِيرْ باللغة المغربية. من التوابل العادية وليس فيه زيادة عليها، فلا يفوق القرفة أو الخرقوم أو الخولنجان. وبما أنه من شراب الجنة يقول البعض إنه يشفي من الأمراض، ولكن الجنة لا أمراض فيها.
والبعض يتاجر فيه حتى أصبح يُستجلب طريا، والطري يكون مائة بالمائة معدلا وراثيا، لأن المنتج إذا أحس بارتفاع في الطلب فإن ما يهمه وقتها هو توفير المنتج، ولا يبالي بأي حال يكون عليها حتى إن ضر المشترين.
فالزنجبيل ليس فيه فوائد كثيرة أو خارقة، بل إذا قارناه بالبصل الأحمر أو الخولنجان الذي هو من نفس فصيلته، نجدهما أحسن منه، كذلك حبوب الكتان أحسن منه، والزعتر أحسن منه، وكذلك الزعفران أحسن منه كثيرا.

والمادة القوية فيه هو فلافونويد يسمى الجنجرول، ولديه مذاق حار أو مر، وهو في الزنجبيل حار.
ويدخل الزنجبيل في لائحة الأغذية الحارة لأنه يسخن الجسم، وفيه فتيوستروجينات تنشط الهرمونات في الجسم، ونشاطها ينشط بقية الأعضاء.
ويوقف الغثيان لأنه يسد مدخل المعدة، لذا هو مهم للمرأة الحامل التي يكون لديها غثيان وتقيؤات في أشهر الحمل الأولى.
كذلك مفيد في البرد لأنه يسخن الجسم ويسبب العرق فينظفه.
كذلك يسكن الآلام لأن فيه فلافونويدات، وكل النباتات التي فيها فلافونويدات مسكنة للآلام أي كابحة لها، فتسكين الآلام ليس خاصا بالزنجبيل فهو في البصل والثوم والزيتون (وأوراقه) والزعتر والزعفران والخولنجان والقرفة وغيرها. فالفلافونويدات تسكن الآلام، وتساعد على وصول السكر إلى الخلايا بالنسبة لمرضى السكري الذين لديهم مقاومة الإنسولين، وخافضة للكوللسترول الخبيث وللضغط شيئا ما، فالذين لديهم الضغط يمكنهم شرب القرفة أو كل الأشياء التي تخفضه، ويكون ذلك داخلا في غذائهم لا كعلاج. كذلك يمكن استهلاكها لتقوية المناعة والوقاية من الأمراض.

وكان الناس يأخذون الزنجبيل في فصل الشتاء، ويضعون قليلا منه في براد الشاي ويشربونه فيوقف سيلان الأنف الذي يسببه البرد، ويسخن الجسم.
ورغم أن الزنجبيل حار إلا أنه لا يضر الكبد ولا يضر أصحاب القولون العصبي.

* الكركديه

نبتة جيدة للضغط لأن فيها بوتاسيوم، وهي جيدة للجسم وذات مذاق طيب. وجميع النباتات تخفض الضغط بشرط الإمتناع عن الأملاح واللحوم، والمواظبة على الحركة. وأحيانا يكفي الإنسان القيام بالقليل من الحركة لطرح السموم التي تزعجه.

* الشيبة

أو الشُّوَيْلاءْ بالعربية نبات عجيب، ويمكن وضعها في كل الأشربة كالماء والحليب والعصير، بل يمكن وضعها في الطبيخ لما لها من نكهة جيدة.
ومكوناتها القوية هي الأبْسانْتِين وهو من مضادات الأكسدة، ومادة الآجْوينْ وهي المخدر طبيعي لا يدخل في المخدرات الأخرى، وتركيزها لا يضر فليست بقوة المخدرات الأخرى.
وعودها قاتل للديدان.
والكمية التي نستهلك من هذا النبات وهي ورقتين أو ثلاث أو أربع، أو حتى عرش صغير، يوضع في ماء ساخن لشربه فهو لا يضر لأنه مسخن للجسم، وهي ليست سامة كما يروج المتطفلون على علم الأغذية لجهلهم بتركيب المواد.
ويمكن إعطاؤها للأطفال في فصل البرد بوضعها لهم في الحليب لأنها تسخنهم.
ويلاحظ المصابون بالزكام الذين لديهم سوائل تقطر من الأنف أنه عند شربها يتراجع الزكام.
وفيما يخص تسخين الجسم فإنها تصنف مع الزنجبيل والخولنجان ونبتة الحياة (وكل المسخنات تنفع في الزكام).
وكان مشروبها يعطي للحوامل، وكانت المرأة تأخذها قبل الولادة بيوم ويومين لأنها تساعد في آلام الولادة.
وتساعد على النوم بعكس الشاي والقهوة التي تنشط.
وكذلك يساعد في النوم الزعفران واللويزا. والزعفران والشيبة أقوى في ذلك.
وقد جعل الله تعالى وقت خروجها في زمن البرد، فتشرب مساء لأنها تسخن الجسم وتخرج السعال من الرئتين.
وقد مُنع وضعها في الشاي وبعض المشروبات للتنكيه، في بعض الدول ككندا، وذلك باعتباره مخدرا (أقول: أم كندا لا تعنينا، كفانا استدلالا بما يجري في الدول الغربية العدوة، فهي لا تستدل بما عندنا ولا تقربه ولو كان الحق المبين، فكفانا انبطاحا للغرب المجرم اللعين، الذي يعامل المسلمين في دوله أبشع معاملة – أقصد حكوماته لا شعوبه ففيها من هو خير إنسانيا من أبنائنا -، ولا أخفيكم سرا، فأنا أمسح أي ذكر لأمريكا أو ثناء عليها لأني لا أحتمل زيفها وكذبها واستعمارها لدولنا).

* الخزامى

من الأعشاب المعروفة لدى الناس، ويمكن استعمالها بدون خوف، لكن ينصح بعدم الإكثار من الأعشاب عموما. وتناولها مرة أو مرتين في اليوم. ومن الأفضل استعمالها مساء.
وهذه العشبة تتسمى بها مدينة الحسيمة الجميلة الموجودة في شمال المغرب، حيث يتم انتاجها بكثرة هنالك.
وتنبت في البلدان لمحاذية للبحر الأبيض المتوسط، ولونها جميل، وكذلك زهرتها جميلة، ورائحتها زكية، فإذا وضعت في البيت وأغلق عليها فإنها تساعد على النوم نتيجة لزيوتها الطيارة.
ولديها خاصية البنج لبعض الآلام فتسكن الألم محليا بوضعها عليه.
وتحتوي على اللينالول، وهو موجود في العطور ومواد التجميل نتيجة لرائحته الزكية وتغطيته على رائحة العرق.
وتحتوي على لافاندولول ولافاندوليل، ولا يوجدان إلا فيها.

وزيتها يصلح لكثير من الأشياء، ويباع مستقلا فمن لم يجدها يمكنه شراؤه، ووضع قطرة منه في ماء وشربه، ولا يوضع زيتها على الجلد لأنه يؤرقه.

وخاصية الخزامى الأولى هي المساعدة على النوم، ففيها مواد كالكافور وغيره.
ولديها خاصية ضد الجراثيم نتيجة لمركب الأوكاليبتول القاتل لجميع الجراثيم والفيروسات والخمائر.
وهي مضادة للإلتهابات، ونافعة في الألم، و جيدة في أوبئة الغرب.
ولها دور في خفض ضغط الدم لأنها من مميعات الدم، وتعطي ليونة للشرايين.
كذلك تنفع في مشاكل الجلد كالإكزيما، وتنفع في لسعات الحشرات إذا وضعت عليها.

فيمكن وضع قليل منها – يؤخذ بين الأصابع – في ماء مغلي لعمل شاي به (أي عدم غليها في الماء لأنها لا تغلى).
وهي منكهة للأكل والشوربة والبقوليات، فيمكن وضعها في البقوليات، فإذا وضعت فيها فإنها تمنع الغازات، هي والحلبة، ويجب دائما طهي البقوليات جيدا أي بتأني بدون عجلة.
كذلك يمكن وضعها في العصير لرائحتها ولونها الجميل.

وهي مطهرة لأجهزة الجسم، كالجهاز الهضمي والكلية والطحال والكبد، لذا من الجيد شربها على شكل شاي، فهي تطرح الكثير من السموم.
ويمكن وضعها في الوجبات الغذائية عند الطبخ أو شرب شايها.
وهي غير موجودة في الدول الآسيوية، ولو كانت موجودة فيها لكان صيتها ذائعا.
فيجب شراء الخزامى كشراء النعناع، والتعود عليها لفوائدها الكثيرة.
ويمكن للأطفال شربها.
لكن بالنسبة للحوامل، الأفضل لهن الإبتعاد عن الأعشاب بصفة عامة حتى يتم الوضع، فتستعملن الأعشاب بعده مباشرة، لأن الجسم يعيد بناء فيسيولوجيته والأعشاب تساعد في ذلك.

* المَتَّة

تعتبر من الأعشاب المعروفة، وهي عشبة بلدان أمريكا اللاتينية، وتعرف فقط في بعض الدول العربية مثل لبنان وسوريا والعراق وفلسطين والأردن وسوريا، وتستهلك بكثرة في لبنان على شكل شاي. ولا تنمو في المغرب العربي والخليج.
وتدخل في صف الأعشاب التي تغلى لتشرب على شكل شاي. وهي عشبة طبية بامتياز.
ومذاقها مر شيئا ما ولكنه مقبول.

وتحتوى على منشط الكافيين بصورة قوية، ولكن بتركيز أقل منه في القهوة، وهو منشط قد يؤثر على القلب.
وتحتوي كذلك على حمض الديكافويكينين ويسمى السيليمارين، وهذا المركب العجيب لا يوجد إلا في الخرشوف، وينظف الكبد.
ويمكن اضافتها للمواد الغذائية.
وكذلك يمكن وضعها في بعض الخلطات العلاجية.
وتثبط عمل ال PIH وهي مركبات سامة تضر النظام الأندكروني. وهذا هو أقوى دور لها، ويليه كبحها للفيروسات.
كذلك تطرح السموم من الجسم.
كذلك تساعد في عدم الإحساس بالإرهاق والتعب.
كما تساعد على الراحة والنوم لأنها تتضمن منشط الكافيين.
ولا تستهلك مع بعض المكونات كالشوكولاتة ومشروبات الطاقة التي تحتوي على الجوارانا التي يشربها حتى الأطفال للأسف، فذلك قد يسبب مشاكل على مستوى القلب وغيره من المشاكل. لذا يجب عند شربها تجنب مشروبات الطاقة، وتجنب كل ما فيه شوكولاته حتى لو كان عصير الشوكولاته.
وتخفض مشروبات الطاقة الخصوبة عند الرجال.
وحتى مع احتوائها للكافيين، فهي لا تضر الجسم، بل فيها مكونات قوية نافعة. فشرابها مريح لمن لديه ارهاق، ومريح للذين يمارسون الرياضة، وهو خير من مشروبات الطاقة.
والأفضل شربها قبل الرياضة لأنها تجعل العضلات تتحمل أكثر، فهي شراب الرياضيين بامتياز، وشرابها هو شراب الذين يعملون بعضلاتهم.
فهي من الأعشاب التي تقاوم الجراثيم، وتزيل العياء وتعطي قوة للجسم (تقوي العضلات).
ويمكن استيرادها.


ثانيا: عائلة الحبيبات

* البذرات الغذائية

البذرات الغذائية هي الحبوب الصغيرة كالسمسم وحبوب الكتان والحبة السوداء والحلبة وحب الرشاد والينسون والشمر وحبوب الكزبرة وحبوب الشيبا (حبب الشيبا لا تنبت في المغرب لذا يُنصح بها من في الخارج).
وهي مهملة – هي والتوابل – خاصة في الدول الغربية التي تتجاهلها، وتتعالى عليها بعلمها الحديث – أو الخبيث بمعنى أصح – رغم أنها منتجات طبيعية أصيلة كانت معتمدة في الأزمنة الماضية، وكان القدماء يعرفون القدر الذي يستخدمون منها بعكس الناس اليوم.

وتدخل الأعشاب الغذائية ضمن الأغذية، أي أنها لا تضر، لذا يجب إدراجها في الغذاء، ووضع القليل منها في الوجبات عند طبخها. ويكفي منها ما توفر، كنوع أو اثنين أو ثلاث، ليس شرطا وضع الكثير من أنواعها في الطعام (والرخيص منها يغني عن الغالي). فمثلا يمكن وضعها في الحساء والكسكس وغيرهما. فهي ضرورية في التغذية، لا يجب إهمالها فيها، فتُدمج مع الأغذية لتكون ضمن النظام الغذائي اليومي، ويكفي منها القليل.
ويجب دائما استعمال الأعشاب بقلة وليس 5 مرات في اليوم، فهي ليس لها سمومية إذا استعملت بقلة، فتستعمل بقلة على المدى البعيد (ورائحة أكثرها القوية تدل على أنه يجب استخدام القليل منه) لأن فوائدها تظهر على المدى الطويل، وليس بأخذ كميات مركزة من العشبة في آن واحد، ذلك هو ما يضر. فلا يجب شرب العشبة 5 مرات في اليوم على سبيل المثال، ولا أخذ قبضة كبيرة منها مرة واحدة، بل القليل منها يكفي، وشربها مرة أو مرتين في اليوم يكفي، أو وضعها في الوجبات الغذائية.
والطب الغربي يحذر من الأعشاب، ولا تراه أبدا يحذر من الأدوية الكيماوية رغم أن مشاكلها أكثر بكثير.
ولا بأس بتهيئة شاي في كل يوم، ووضع عشبة واحدة على الأقل فيه، ويواظب على ذلك، فذلك جيد.
ويجب تجنب عمل الخلطات بها، كمزجها بالعسل ومثل ذلك كوصفات للعلاج، فذلك خطير على الصحة، لأن تراكيزها مرتفعة، أما إدخال القليل منها كحفنة بين الأصبعين توضع في الوجبات من 3-5 أنواع، فينفع الجسم بإدخال العناصر التي يحتاجها إليه، ولا يضر لأن الكمية قليلة، والجسم يحتاج فقط إلى القليل.
وتوضع البذرة كما هي في الطبخ إذا كانت صغيرة كالحبة السوداء، وذلك أفضل من طحنها، أما الحبوب الأكبر حجما كالحلبة وحبوب الكزبرة، فيمكن طحنها.
وإذا تمت إضافتها للوجبات فلا حاجة لعمل شاي منها فذلك يكفي.
وشراب الكزبرة أو الكمون أو الينسون، يُشرب على شكل شاي بعد الأكل لا قبله.

وأقواها حبوب الكتان. وتمنع البذرات من الأمراض، فعند استعمالها والإصابة بمرض، فذلك يعني وجود عوامل خارجية تسببت فيه كبعض الأدوية وغيرها.

وهي محفزة للإمتصاص، وبالتالي جيدة لمن لديهم فقر الدك (الأنيميا).

ويمكن انباتها بوضعها في قماش مبلل. وانباتها لا يزيد من قيمتها، بل يفقدها بعض خصائصها.

وتوجد أعشاب طبية وغذائية في نفس الوقت مثل الزعفران والثوم والكراث وأوراق الكزبرة إلخ، فيمكن إضافتها للغذاء.
أما الأعشاب الطبية فلا تستعمل إلا في حالة المرض، أي للعلاج فقط، ولمدة محدودة أكثرها شهر، وبتركيز معين لكل مرض.
وتوجد أعشاب لا يمكن استهلاكها يوميا، بل بنسب معروفة، وإلا كانت خطيرة على أعضاء الجسد كالكلى والكبد.
أما بالنسبة للأعشاب الغذائية فلا خوف منها، ولا حاجة للسؤال عن الكمية المناسبة منها، ولا متى تؤخذ، بل تجعل في الغذاء، وبكميات قليلة، فتؤكل باستمرار (تكفي حفنة بين الأصابع توضع في الوجبة عند طبخها).
والأعشاب الغذائية تستعمل كوقاية من الأمراض بصورة أساسية لا كعلاج لها، فتستهلك باستمرار لكي تقي من حدوث الأمراض، فمثلا يمكن استهلاك الحبة السوداء يوميا في الخبز بعجنها مع عجينه، وهي أفضل طريقة لإستهلاكها، أو تستهلك مع غيره من الوجبات الأخرى، فلا مشكل، لكن المغاربة القدماء كانوا يعجنونها في الخبز، وذلك ذكاء منهم.
والأشياء التي تقي الجسم يجب استهلاكها باستمرار مع الغذاء كالزعفران والبروبوليس والحلبة وحب الرشاد وأوراق الزيتون، لتضمنها لمركبات طبية أودعها الله سبحانه وتعالى فيها لمساعدة الناس على الوقاية من الأمراض والتغلب عليها.
والأفضل عدم الإكثار من البذرات الغذائية والأعشاب، أي عدم شربها ووضعها في الوجبة، يكفي وضعها في الوجبة (فعل ذلك مرة واحدة يوميا يكفي، واستخدام 3 أنواع منها يكفي، وكانوا في الماضي يستعملون 5-7 أنواع).

ويتطلب ظهور تأثير الأعشاب الطبي على الأمراض عند التداوي بها، فترة أطول، أي بعد شهور أو سنة أو سنتين، بعكس أدوية الطب الحديث الكيميائية، فمثلا حبوب الصداع، عند أخذها تعطي مفعولا سريعا بوقف الألم مباشرة (لكن هل هنالك آثار جانبية؟).

والتوابل مذاقها لاذع إلا القليل منها كالزعفران والكمون، والأفضل استعمال أنواع منها معا لتماشيها مع بعضها البعض، وهي قاتلة للطفيليات، ومنشطة للجهاز العصبي، ونافعة للبطن، ومضادة للأكسدة.
وهي جيدة لأن مركباتها تعمل مع بعضها، ومن أمثلتها: الكُبَّار أو القبار، والكركم والقرنفل والقرفة والزنجبيل وحبوب الكزبرة والخولنجان وحبوب الغار وجوزة الطيب والفلفل.
وعندما تتجمع هذه المركبات تعطي قوة مضاعفة. فمثلا لا يعمل الكركم لوحده بل مع القرنفل ولبزار الأسود والأبيض وإكليل الجبل والسالمية (المرمية)، فهنا تجد مادته ما يكملها في تلك العناصر.
ويكفي استعمال القليل منها، وليس المهم الكمية بل العدد، يعني استخدام 3 أنواع معا، وبنسب قليلة (كحفنة بين الأصابع من كل نوع).
والتوابل مهمة في ألم الركبة وألم العنق وألم الظهر، إلخ.

وجميع الأشياء التي تنتجها الطبيعة حتى وإن كانت سامة لا تضعف المناعة، اما الأشياء المصنعة فهي التي تؤثر على المناعة كالأدوية وغيرها من المستحدثات.
والصباغاتمن أخطر شيء على النساء لأنها مسرطنة، فالشعر يمتص الصباغات المصنعة.
ولا يرفع المناعة ويعززها إلا النظام الغذائي الخالي من الكيماويات، والذي يتوفر على القليل من البذرات، لذا فإن نظام البوادي البسيط خير من النظام المدني الخطير.
ويجب الإبتعاد عن الأشياء المغيرة وراثيا (من أطعمة ونباتات وغيرها)، فأول ما تُحدثه، وهو أقل أضرارها، الحساسية.

والجوع مهم للجسم لأنه يزيد من الأوتوفاجيل، وهو الذي يأكل الخلايا الغير عادية ويتخلص منها، لذا من المهم التعود على الصوم، ففي الجسم عناصر متجولة تتعرف على الخلايا الغير طبيعية وتتخلص منها.

ومن الأشياء المفيدة السمن الحار، وهو السمن المتخمر لمدة طويلة، وكذلك زبدة الماعز (سمن الماعز)، كذلك الخل البلدي، وهو خل التفاح، ولا يوجد خل الأعشاب، ومن يبيع ذلك فهو كذاب. ويمكن تهيئة خل التفاح في المنزل، فهو سهل.
كذلك المر الموجود في اليمن والخليج (العلكة). وزيت الزيتون. وذروة الإبل. والثوم والبصل (ولا يجب طحن وشرب البصل لأنه لا يشرب خشية إضراره بالمعدة).

والمغرب ثاني بلد في الأعشاب الطبية بعد البرازيل، ولكنه يركز على سياسة الإنتاج من أجل التصدير، وهذا خطأ ترتكبه كل الدول العربية، فيجب أن يكون الإنتاج موجها للإكتفاء الذاتي بصورة أكبر.

ويحتاج الجسم لثلاثة أشياء، ولا يتم تدريس ذلك في المدارس.
يحتاج أولا لمكونات الطاقة التي يحيا بها، وهي مكونات المادة الحية وهي البروتيين والكربوهيدرات (السكريات) والدهون، وهذه الثلاثة لا يمكن استخراج الطاقة منها إلا بواسطة الفيتامينات والأملاح المعدنية، ثم ما تبقى من فضلات يتم رميه عن طريق الألياف فهي التي تكنسه.
ويحتاج ثانيا لضابطات الهرمونات، فهو يعمل بالهرمونات، ولا علاقة لها بالطاقة، فيحتاج للهرمونات النباتية وتسمى الفيتوستروجين، ويحتاج للفيتوستيرول لأن الأول يعمل معه.
ويحتاج ثالثا للواقيات من الأمراض، وهي الأشياء الموجودة في الأعشاب الطبية، وهي مضادات الأكسدة أي المواد الدابغة، فلا بد منها.

ولا يتم تعليم ذلك للناس في المدارس رغم ما فيه من نفع لهم، بل لا يتم تعليمهم دينهم الذي يُسهم في جعلهم أسوياء في مجتماتهم! كل ما يتعلمونه هو إفرازات الحضارة الغربية الآسنة ليتخرجوا كفارا علمانيين أو مجرمين رأسماليين!

ولكي يكون للعلاج أثرا، يجب اتباع شروط ثلاثة وهي الحركة والصوم والإلتزام بالنظام الغذائي الطبيعي وحده أي الإبتعاد عن ل ما هو طبيعي وأوله المصنعات.

والملاحظ الآن أن أكثر الناس يشكون من مشاكل المعدة، وهذه الأعشاب التي نتكلم عنها – مثل الزعتر – أول خواصها أنها تنفع الجهاز الهضمي، ثم بعده الجهاز التنفسي، ثم الدموي، ثم السرطانات، ثم الأمراض المناعية.
والناس يتخوفون من الأعشاب، أو يحتقرونها ولا يعطونها أي أهمية، ويسمعون فقط لكلام دكاترة الطب الحديث.
ولا تتعارض الأعشاب مع الأدوية كما يعتقد البعض، بل تقويها وتساعد في العلاج، وربما تكون حلا للكثير من المشاكل، مثل تقرحات كرون على مستوى القولون الذي لا يوجد حل طبي له، والذي يعطون له الكورتيكويدات فقط، ودورها تأخير المرض فحسب.
والنظام الغذائي هو أول عامل في هذا المجال، فيجب أولا أن يكون الغذاء طبيعيا ثم بعد ذلك تُستعمل هذه الأعشاب، وستنفع بإذن الله.

وليس ضروريا أن تتوفر كل الأعشاب في المنزل، يكفي منها الموجود والرخيص، المهم هو أن تكون ثقافة، لا أن يغفل الناس عنها، فمثلا لماذا يشرب الناس الشاي أربع مرات في اليوم، ولا يشربون هذه الأعشاب المهمة؟
لماذا قبِل الناس كل ما أدخل إليهم الغرب المستعمر، وأكثره أكاذيب، وتركوا ما كان عند أجدادهم من الخير المتوارث النافع؟!
لماذا تستورد بلداننا الشاي؟
لماذا لا تعلمنا الحرب الأوكرانية الجديدة أن لا نستورد أي شيء، وبدلا من ذلك نكتفي بما لدينا؟!
إن دخول هذه الأعشاب في ثقافتنا الغذائية سينقص من الأمراض بنسبة 100 بالمائة، ولدي مراسلات مع بعض الأشخاص عندما اتبعوا هذه النصائح، مرت سبع سنوات حتى الآن، ولم يزوروا طبيبا أو يشتروا دواء بعد أن كانت تلك عادتهم.
نحن نريد أن ننقص من الأمراض، ولكن توجد فئة أخرى تريدها أن تظل باقية، بل تريدها أن تزيد، لأن تجارتها مربحة بالنسبة لها (وهو واقع الرأسماليون الذين يديرون العالم).
ويجب شراء الأعشاب والتوابل كما هي، وتجنب شرائها مطحونة، لأنها في هذه الحالة مغشوشة، فالباعة لم يطحنوها إلا لكي يغشوا المشتري، فالأفضل شرائها غير مطحونة وطحنها في المنزل.
ويجب تجنب شراء الخلطات الجاهزة التي يبيع العشابة وغيرهم زاعمين أنها تشفي من الأمراض، وقد يحكون في ذلك قصصا، فكلها أكاذيب وغش واحتيال، وقد تؤذي الجسم بدل أن تنفعه.
والبوليفينولات هي المواد القوية التي في التوابل، وهي سر التوابل، وهي تراكيب كيميائية وضع الله تعالى في كل عشبة (ما بين 150-200 مركب كيميائي! فسبحان الله)، ولكي نحصل على الفوائد يجب استخدام المادة كلها، وليس استخراج بعض زيوتها أو غليها في ماء فقط، فمثلا يجب استهلاك الحبة السوداء كلها، وكذلك الكركم، لا التركيز على استخراج بعض الأشياء منها.
وخميرة الخبز الكيميائية التي تباع في البقالات، عبارة عن خطأ علمي، لأن الخبز لا يخمر بالخمائر بل بالبكتيريا اللبنية.
والأخطاء العلمية كثيرة (أو بمعنى أصح الغير علمية، هذا العلم الخبيث الذي يسمونه العلم الحديث، والذي باع البعض دينه لأجل سواد عيونه، فكان الجزاء الوباء والمواد المغيرة وراثيا والغش والكذب والكفر والإجرام)، ومنها معالجة ارتفاع الكولسترول بالدواء، وهو ليس مكروب لذا لا يعالج بالدواء.

* المواد الواقية للجسم

لابد للجسم من المواد الأساسية للمادة الحية وهي البروتينات والدهون والسكريات، ولكي تعمل هذه المكونات لابد من وجود ماء لتسهيل التفاعلات الكيميائية، والفيتامينات التي تسهل الإستقلاب، فهي المحفزات التي تجعله يمشي في الإتجاه الصائب، ثم الأملاح المعدنية وهي التي تقوم بالتوازن المائي في الجسم، فتساعد في طرح النفايات وغير ذلك.
ثم هنالك مكونات أخرى هي التي تضبط كل مكونات الجسم، وهي ما نسميه الواقيات، وهي الفِيتُوسْتْرُوجِينَاتْ والْفْلاَفُونْوِيدَاتْ والْبُولِيفِينُولاَتْ والأَنْتُوسِينَاتْ، وهي المواد الواقية ضد التأكسد، فهي التي تحفظ الجسم من كل الأضرار. وكلها موجودة في النبات فقط دون الحيوان.
وقد أعطى الله تعالى لهذه المكونات ألوان، فألوان النبات أشهرها لون الجوز والتين والزيتون الذي فيه أحمر وأسود وأخضر، وكذلك تختلف ألوان الأوراق. فهذه الألوان هي التي تشير إلى المواد الطبية الموجودة فيها. فمثلا بعض النباتات عندما يتم جرحها أو تعرض للبرد، على سبيل المثال إذا قطعنا الزيتون أو الخرشوف أو الباذنجان أو البطاطس يصبح لونها أسود، معنى ذلك أن هذه المكونات هي المضادة للأكسدة، فتأخذ الأكسجين ويتغير لونها، فهي مضادة أو كابحة للتأكسد.
والتأكسد داخل الجسم هو الذي يسبب جميع الأمراض، فهو الذي يحرر الجذور الحرة، ويؤدي ذلك إلى اختناق الجسم، بمعنى أنه إذا ارتفعت حموضة الدم لا يمكن للجسم أن يقوم بالمبادلة بين خلاياه، فلا يمكن للدم أن يأخذ النفايات من داخل الخلايا أو الأنسجة. ولذلك فإن النظام النباتي القاعدي يعطي ph فوق 7، يعني أنه لا يزيد حموضة الدم، أما اللحوم والألبان والبيض ومشتقاتها فترفع حموضة الدم، فإذا أكل الإنسان اللحم وحده فسوف يموت بعد أيام، أما النبات فيمكن أن يعيش به عمره كله.
لذا فإن النبات يحتوي على مكونات تخفض حموضة الدم، ولا يوجد فيه مكون يضر بجسم الإنسان، فهو خال من الكولسترول والصوديوم (ارتفاع الصوديوم على البوتاسيوم في الجسم يؤدي إلى مشاكل منها خلل في الكلى)، وهو الوحيد الذي يحتوي على الألياف الخشبية التي تسهل مرور النفايات الغذائية من الجهاز الهضمي ليتم طرحها، لأن تراكمها في القولون يجعلها تسبب تسممات، لأن الإستقلاب يحرر الجذور الحرة ويُبقي بعض الفضلات مثل المكونات الأسيتونية والأدهيدية، وهي التي توجد مع هذه النفايات، فكلما بقيت هذه النفايات في الأمعاء كلما سببت التسمم للجسم، لأن الجسم يمتصها على مستوى المعي الغليظ والمستقيم، فيجب أن يكون الهضم لينا وأن تمر الفضلات بسهولة، وأن تزال من الجسم في كل يوم، وإلا أحس الجسم باللإختناق لأن القولون هو كل شيء في الجسم فهو المحرك الأساسي له، وهو الذي يقع فيه الإمتصاص، وهو الذي يأخذ الفيتنامينات والأملاح والأشياء النافعة وكذلك السموم، فيجب أن لا تبقى الفضلات في داخله لمدة طويلة كيومين أو ثلاثة.

والمضادات للأكسدة تكون على شكل بوليفينولات وفلافونويدات، فمثلا يوجد في المشمش البِيتَاكَارُوتِينْ وهو فلافونويد يقي الجسم، ويأتي في مرتبة أولى في الفائدة قبل الجزر الذي يحتوي على البيتاكاروتين. فالله تعالى أعطاه لونا جميلا محببا لكي يتم استهلاكه بكثرة، شريطة أن يكون طبيعيا غير مغير أو متلوث بمبيدات أو مكونات كيميائية تجعل انتاجه كثيرا وتدخل الضرر إليه، فالذي نتكلم عنه هو المنتجات الطبيعية التي تنبت في بيئة طبيعية غير ملوثة.

كذلك نلاحظ ان بعض الثمار والخضروات تأخذ ألوانا حسب المواد التي فيها، فللعنب لون أحمر لأن فيه فلافونويد يسمى الرِّيزْفِرَاتْرُولْ يقي الجسم من التأكسد ويلين الشرايين ويمنع انسدادها (مفيد لمرضى القلب).

كذلك يوجد الأَلُوسِيِّين في البصل والثوم. والأُورُولُوبِيِّينْ في الزيتون وهي التي تعطيه المذاق المر (ويجب أن لا تتم تصفية زيت الزيتون لأن ذلك يزيل هذه المادة، ونفس الشيء بالنسبة للعسل إذا تمت تصفيته تزول الأشياء الواقية للجسم الموجودة فيه)، وهو أفضل إذا كان مذاقه مرا. والسِّلِيبَارِينْ في الخرشوف. والكَرْسِيتِينْ في البلوط. واللِّكُوبِينْ في الطماطم والبطيخ الأحمر. والبِيتَايِينْ في البنجر (الباربا بالمغربية، Betteraves). كذلك في الرمان حمض الإِيلاَجِيكْ وحمض التَّانِيكْ (وهو الدِّباغ)، والرمان كله بقشوره الداخلية والخارجية وحبوبه وجذور شجرته وأوراقها وأزاهرها، كل ذلك جيد.
وكل الأغذية النباتية الملونة جيدة للجسم. وكذلك الأغذية النباتية ذات المذاق المر تعالج الجسم، ومصدر مرارتها هو وجود البوليفينولات والفلافونويدات فيها. والله تعالى جعل لكل مادة لونا يميزها ليعرف الناس – حتى البسطاء منهم – دورها وما تنفع فيه، فليس شرطا أن يكون دكتورا متخصصا ليكتشف إمكانيات كل نبتة على حدة.
وهذه الألوان تختلف لإختلاف المكونات المسببة لها، فكل مادة تعطي لونا خاصا بها.

لاحظ المذاق المر في الخرشوف والزيتون. إذا لم يكن الزيتون مرا فليست فيه مكونات طبية بل فقط الألياف الخشبية، ويزيلون مرارته بالصودا.
نلاحظ كذلك أن كل الأوراق مرة، كأوراق الرمان والزيتون والتين. كذلك حبوب الثمار الداخلية كحبوب التفاح والعنب والتين الشوكي والإجاص والخرشوف، وكل الحبوب الداخلية لديها مذاق مر، والناس قد لا يأكلونها لكنها مهمة في التغذية، وأشهرها حبوب العنب الداخلية وهي الدواء.
لكن هذه الحبوب قد تحتوي على الأُوكْسَالاَتْ، ولكن مستواه فيها لا يمنع من الإستفادة منها، وهو ليس سام إلى درجة أن ترمى معها، لأن منافعها أكثر من ضرر الأوكسالات، لكن يُمنع على مرض القصور الكلوي والأطفال الذين لديهم الأوتيزم (التوحد). كذلك في هذه الحبوب بعض السِّيَانْيِيرْ، ولكنه فقط أثر قليل لا يضر، والسيانيير يوجد في اللوز الحار (المر)، ولا يمكن للطفل أن يتسمم به إلا إذا أكل 50 حبة، وهذا غير ممكن، فخمس حبات لا تضر الطفل، وعشر حبات لا تضر البالغين.
والبرقوق الأسود يحتوي على الفيتوستروجينات العالية، وهو مفيد للنساء في مشاكل اضطراب الدورة وارتفاع الحرارة بعد سن اليأس وغيرها، كما يضبط الوظائف على مستوى الغدة الدرقية والقولون.
كذلك بذور القرعيات كالقرعة الحمراء واليقطين، وهذه النوى فيها مضادات الأكسدة وغيرها، فهي دواء، وتنفع في سرطان البروستات. كذلك نوى الزيتون جيد ويمكن تحميصها وصنع قهوة منها. كذلك نوى التمر لا يهتم به الناس، ويمكن أن تطحن وتستهلك لأن فيها ألياف خشبية لا توجد إلا فيها، وتقي من الإمساك الحاد، وتوجد فيها عناصر مفيدة أخرى.
فبذور الثمار مهمة للصحة، ويمكن الإستفادة منها بدل رميها، والناس في هذا الزمن بحاجة إليها لأن مستوى المواد الطبيعية في غذائهم قليل جدا، أما الأوائل فكان كل غذائهم طبيعيا. والحقيقة أن الناس انتقلوا من حياة بيولوجية طبيعية إلى حياة كيميائية. وأصبح النظام الغذائي فارغا ليس فيه إلا البروتينات والدهون والسكريات.

كذلك الطحالب البحرية جيدة، ولكن في المغرب يستخرجون منها المادة المجمدة لتصديرها ثم يرمونها، وهي ليست نفايات.

والشعير يحتوي على المواد المضادة للأكسدة، ويلاحظ أن عجينه إذا تخمر يتحول إلى اللون الأسود لوجودها فيها، وخبزه يكون أسودا في حين لا يكون خبز القمح كذلك. والشعير البلدي هو الجيد أما المستورد فعلف للحيوانات.

كذلك الحشائش التي كان الناس يأكلونها مثل لحريق والخبيزة والحميضة والسكون والدوم والخروب والنبق (ثمار السدر) والبلوط المفيد للصحة هو وأوراقه.
وهناك حبوب لا تؤخذ للتغذية فليس فيها ما يغذي مثل الشمر والينسون وإيلان (الدخن) والقصبور والمقدونيس والكرفس، فهذه نباتات مهمة جدا، يجب استهلاكها بكثرة على شكل مشروبات أو طازجة، وليس كتزيين للوجبات.
كذلك بعض التوابل مثل الكركم (الخرقوم) فيه فلافونويد يسمى الكِرْكِيمِينْ يحفظ الجسم من السرطانات.
كذلك الزنجبيل فيه مادة الزَّنْجِيرُولْ وهي مضادة للأكسدة وتحفظ الجسم.
كذلك في الحبة السوداء مادة النِّجِيلِين وهي أيضا حافظة للجسم ضد التأكسد، وبالتالي كل هذه الأشياء الحافظة من التأكسد تحفظ من كل الأمراض حتى الأرق لأنه ناجم عن خلل في الجسم.
كذلك في القرفة حمض السِّينَامِيكْ وله دور المضادات للأكسدة فهو مثلها، فيحفظ الجسم من السرطان، كذلك يعتبر مطهرا من الجراثيم فيقتل الخمائل الموجودة في الأمعاء.

هذه المواد المضادة للأكسدة هي التي أصبح الرهان عليها في ضمان صحة الجسم بعد أن كان على السعرات الحرارية، ولكن استهلاكها قليل جدا فيجب العودة إليها لأن ارتفاع نسبتها في الوجبات الغذائية يقي الجسم من الأمراض كالسرطانات وأمراض القلب والشرايين والضغط والسمنة وغيرها لأنها كلها نتيجة لخلل في الجسم سببه انعدام استهلاك هذه المواد.

وكل ما خلق الله تعالى على الأرض فيه دواء، ويكبح الأمراض لكن التدخل البشري غير طبيعة هذه الأشياء فأصبحت ملوثة بالمبيدات وغيرها، وبالتالي قل مفعولها ضد التسممات.
والقرآن تكلم عن هذه المواد المضادة للأكسدة فذكر ألوان النبات في الآية: “وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ”.

* حبوب الكتان

أو زَرِّيعَةْ الكتان باللغة المغربية. تعتبر حبوب الكتان والحلبة وحب الرشاد والحبة السوداء والخردل والينسون والشمر، من الأشياء التي تدخل في التغذية كموكون أساسي.
وحبوب الكتان أقوى في الأهمية من الحبة السوداء. وكل هذه الحبوب حبوب زيتية، يعني تكون فيها نسبة 20% وأكثر من الزيوت.
وتتميز الحبة السوداء على حبوب الكتان بوجود الأوميجا 6 أكثر فيها، ولكن في حبوب الكتان الأوميجا 3 بكثرة.
ولا يمكن أكل أكثر من 10 حبات من الحبة السوداء يوميا، أما حبوب الكتان فتتميز بأنها الوحيدة التي يمكن استهلاك أكبر كمية منها، كاستهلاك ما بين 30-50 جرام في اليوم.
والألياف الخشبية الموجودة فيها تعتبر أكثر من الموجود في غيرها من الحبوب.
ويجب استهلاكها هذه الحبوب كاملة لا استخراج زيتها وحده، لأن الزيوت المستخرجة من هذه الحبوب تتأكسد بسرعة حتى إن الواحد ليعجز عن شمها، فالله تعالى خلقها لتؤكل في الحب، لذا لم يتكلم القرآن إلا عن زيت واحد هو زيت الزيتون أما زيت الحبة السوداء وحبوب الكتان والحلبة فلا يجب استهلاكه.
وكذلك لا يستحسن تحميصها، بل تستهلك طازجة كأن تطحن وتضاف إلى الطاجين وغيره، أو تستهلك مباشرة لأن مذاقها مقبول.
وقد خلق الله تعالى في الزيوت كلها ست روابط (كيميائيا)، أما الرابط ترانس فلا يوجد في الطبيعة، ولكن يوجد في الزيوت التي كررها الإنسان (التكرير هو الصناعة بالحرارة والمحاليل وتصفيتها)، أي التي صنعها الإنسان، ويسبب السرطان، أما الروابط الطبيعية فلا تسببه.
وفي حبوب الكتان الفِتوسْتِرولْ 2، ويوازن الهرمونات عند النساء، كما يوزان هرمونات أخرى داخل الجسم لذا فهذه الحبوب مفيدة للنساء.
وفيها حمض الألفا لنولينك الموجود في الأشياءالطبيعية الأخرى، وهو الذي يتحول إلى الجاما لينولينك إذا دخل الجسم (الأوميجا 3)، مما يعني أن الأوميجا 3 لا يوجد في الطبيعة بل يتكون في جسم الإنسان بتحول الألفا لينولينك إليه عن طريق أنزيم موجود في الجسم يقوم بهذا الدور، وهذا الإنزيم قد يكون مكبوح أو قليل فلا يعمل بصورة جيدة، ويكون ذلك عادة في المصابين بداء السكري والمكثرين من اللحوم وشاربي الكحول.

وفيها الأملاح المعدنية وغيرها.
وكل هذه الحبوب ترفع من مناعة الجسم لأنه إذا اجتمعت الألياف الخشبية مع حمض الأوميجا 3 فإن ذلك يؤدي إلى منع تكون السرطان في الجسم هو وأمراض القلب والشرايين والإمساك وحصوات المرارة والكلى.
والأوميجا 3 هو رحمة من الله جعلها في هذه الحبوب، وعندما ذكر “الحب” في القرآن قدمه مما يعني أنه أساسي في الغذاء ولا ينبغي اهماله.

وبدل استهلاك حبوب الكتان مباشرة بأخذ ملعقة أو ملعقتين من أجل التعالج – وذلك خطأ لأن هذه الأعشاب لا تعالج، الذي يعالج هو النظام الغذائي الذي تدخل فيه – يجب تغيير النمط الغذائي بجعلها أساسية فيه، أما الشفاء فبيد الله سبحانه وتعالى وحده.
وبدل خلط حبوب الكتان مع العسل أو زيت الزيتون أو غيره، لماذا لا تؤكل بشكل عادي مع الخبز والحساء وغيره، أو مع التين المجفف المطحون والتمر المطحون.. إلخ.
وليست هنالك آثار جانبية لأكلها وحدها ولكن الأفضل أكلها مع الغذاء ليكون مفعول الجميع أكبر.

والألياف الخشبية التي في حبوب الكتان جيدة للأشخاص الذين لديهم تقرحات في القولون، وكذلك للقولون العصبي، فهي جيدة لمشاكل القولون لأنها تضمد هذه المشاكل.
ومن الأحسن عدم تحميصها لأن ذلك يحرقها ويضيع مكونها الأساسي. يمكن تسخينها لكن حرقها لا، فمكوناتها لا تتأثر بالتسخين كحمض الأوميجا 3 والزيوت.
والأفضل عدم تحميص أي نوع من الحبوب الأخرى، فمثلا الحبة السوداء الأفضل أكلها طازجة أفضل، وكذلك حبوب الخردل (حب الرشاد) تؤكل طازجة مع الحليب أو الحساء أو غيره.

والبعض ينصح بعدم الإكثار من حبوب الكتان بدعوى أنها تصيب الغدة الدرقية، وهذا كذب.

*الحبة السوداء

تسمى في المغرب السَّانُوجْ، وهي من نفس فصيلة حبة البركة التي في المشرق والتي أصلها باكستان والهند، لكن تركيز السانوج من النيجيلين والمكونات الأخرىن أقوى من الذي في حبة البركة، ويكفي شمهما بالأنف لمعرفة أن مركباتهما واحد.
وتزرع في المغرب كثيرا، وتنتج كمية كبيرة، وهي عشبة جميلة جدا.
واسمها اللاتيني هو النيجيلا، ومكونها الأساسي مشتق من اسمهما وهو النيجيلا (الجيم معقودة).
وليست أكثر أهمية من الحبوب الأخرى، لأن الحبوب الأخرى تشترك معها في المكونات القوية، لكنها النبات الوحيد الذي يجتمع فيه حمض الأوميجا 3 والأوميجا 6، وهذا عجيب.
الأوميجا 3 يوجد في اللوز والجوز والسمسم وحبوب الكتان والسمك.

والجسم يحتاج للقليل من الأوميجا 6. والعجيب أنه توجد ثلاث مكونات في الجسم هي البروستاجلاندين 1 و2 و3 (الجيم معقودة)، فال 1 و 2 تكبح الألم، أما ال 3 فتسببه، والأوميجا 3 يساعد على انتاج البروستاجلاندين 1 و3، في حين يساعد الأوميجا 6 على انتاج البروستاجلاندين 2، ويبدو هذا كتناقض عجيب في الحبة السوداء، أنها تجمع بينهما، وأحدهما يسبب الألم والآخر يكبحه.

لماذا يحس الشخص بالصحة الجيدة عندما يتناول الحبة السوداء؟
لأنها ككل الحبوب – أي ليس ذلك خاص بها وحدها – تعطي ذلك الإحساس مثل الحلبة وغيرها.
وفيها الفيتوستروجينات، وهي كابحة للسرطانات، ومخفضة للضغط، وجيدة في وقاية القلب والشرايين لأنها تنظف الأوعية الدموية، وكذلك تضبط الهرمونات عند النساء والرجال، وأمور أخرى كثيرة.
فالفيتوستروجين الذي في الحبة السوداء هو النيجيلين الذي ينشط انتاج الأَنْدُورْفِينْ في الجسم، والأندورفين هو مزيل الألم في الجسم، وهذا هو الذي تتميز الحبة السوداء بزيادة إنتاجه على الحبيبات الأخرى.
وجميع الحبيبات تنشط الأبوبوزيس الذي يحول دون شيخوخة الخلايا، والذي عندما يكون مرتفعا تكون المناعة قوية.
فالحبة السوداء تنفع في الألم وتزيد المناعة لرفعها من الأبوبوزيس، ولكن ليست وحدها تفعل ذلك، فالحبوب الأخرى يمكنها متضافرة القيام بهذا العمل فلا يجب إهمالها.
أما الستيرولات فالحبة السوداء قوية في مجالها لأن فيها ثلاثتها كحبوب الكتان، ولكن تركيز هذه الثلاث في الحبة السوداء أكثر (وهي الألفا سيتوستيرول والجاماسبيناستيرول وستيجماستيرول)، فالحبة السوداء تتميز بأنها تحوي أكبر تركيز منها.

وكلامنا عن الحبة السوداء بضرورة عدم نسيانها، هو كلام عن الحبيبات الأخرى التي يجب أيضا الإهتمام بها، فيجب التركيز على الجميع وعدم أخذ بعض وترك بعض، ففي كل من هذه الحبيبات مكونات قوية من الفيتوستروجينات والستيرولات، وتتفاوت النسب والمحتويات.

ورغم ما في الحبة السوداء من منافع، فقد ثبت أن بذور الكتان أقوى منها في الشفاء 5 أضعاف.
وثبت كذلك أن الكَرْكَمْ أقوى من الزنجبيل في الشفاء 5 أضعاف.
ويجب أن تكون الحبة السوداء أساسا في الغذاء، لا إنتظار الإحساس بمرض لتناولها.
وقد كان المغاربة يستهلكون الحبة السوداء مع الحبوب الأخرى كالينسون والشمر، بصفة يومية، وطيلة النهار، لأنهم كانوا يضعونها في الخبز، وطبعا تقي من الكثير من الأمراض.

ويجب استخدام الحبة السوداء إلى جانب الأشياء القوية الأخرى كالبصل والثوم وغيره، من أجل وقاية أفضل.
والمرض في هذا العصر سببه التغذية فإذا توقف المرء عن الغذاء الخاطئ واستعان بالأعشاب والمكونات المفيدة، واستعمل أواني الطين في الطبخ وتخزين المياه، فإن ذلك يساعد في الحد من الأمراض.

وفي الحبة السوداء الكثير من المكونات القوية، والصانع يهدف من صنع زيت الحبة في الأساس إلى الربح، فهو يصنع زيتها ويضعه في قاروة ويضع عليه ورقة دعائية ملونة، ويبيعه بأضعاف ثمن الكيلو جرام من الحبة السوداء الذي يباع ب 10 دراهم مغربية، أما زيتها فيبعه بأكثر من 4000 درهم للتر! فالصانع يبحث عن القيمة المضافة لا عن صحة الناس.
والحقيقة انه عند استعمال النبات كله تتم الإستفادة من كل مكوناته الطبيعية، أما الزيت فجزء من النبات، ويكون مركزا، فلا يمكن استعماله إلا بوصفات خاصة، ثم إنه لا يحتوي إلا على 30 بالمائة من القوة العلاجية للنبات (أي من مكوناته).
وفي الحبة السوداء 38 بالمائة من الزيوت، أي كمية كبيرة منها، ضعفي ما في حبة الزيتون، يعني أن الكيلو منها يعطي 400 مللي من الزيت وهذا مقدار كبير، والعلاج بزيتها كارثة لأنه مركز جدا، وحتى حبوبها لا يجب أكل فوق 3 إلى 5 جرامات في اليوم منها.
وتناول نصف قطرة من زيتها يعادل 40-50 جرام من حبوبها، وهذا كثير على الجسم البشري.

وقوة العلاج التي في الحبة السوداء موجودة في اللألكالويدات والفيتوستروجينات.
وإذا تم عصر زيت الحبة السوداء تضيع الألكالويدات، لذا تفقد الكثير من مفعولها الشفائي لأن عناصرها تتحد مع بعضها لتكون ذات فعالية.
والفيتوستروجينات التي في الحبة السوداء تحد من الآلام كآلام المفاصل وآلام الدورة الشهرية.
وأذكى طريقة هي عجنها مع الخبز كما كان يصنع المغاربة حيث كان لابد للمرأة المغربية عند عجن خبزها أن تضع فيه الحبة السوداء واليسنسون والشمر، فهذه هي أفضل طرق تناولها.
فيجب استخدام الحبة السوداء كغذاء مع الأغذية اليومية والحبوب الأخرى، والإبتعاد عن زيتها.
والمقدار الذي لا ينبغي تجاوزه منها في اليوم هو 10 حبات، أما حبوب الكتان فقوية جدا، وفيها ال أوميجا 3، ويمكن تناول 30-50 جرام منها في اليوم بدون مشاكل (وتزيد عليها الحبة السوداء بوجود ال أوميجا 6 فيها).

ولا ينبغي الإكثار من هذه الحبوب فهي ليست لتغذية وبناء البدن مثل العدس والفول واللوبيا، بل لإدخال المكونات الخاصة التي يحتاجها الجسم بنسب قليلة يوميا، وذلك للوقاية من الكثير من الأمراض وأولها السرطانات.
ويمكن إستخدام نصف ملعقة صغيرة يوميا من الحبة السوداء (ربما يقصد بتوزيعها على الوجبات؟).

وقال الدكتور رمزي محمد مدير “معهد البحوث التطبيقية بمؤسسة حمد الطبية بالدوحة”، متخصص في أمراض السرطان، وله 37 سنة في البحث العلمي أمضى منها جزء في أمريكا:
الحبة السوداء – أو حبة البركة -، وردت في الهدي النبوي للتداوي، وقد أثبتت الدراسات العلمية فعاليتها في تقوية مناعة الجسم وعلاج بعض الأمراض بدء بالصداع الشديد مرورا بضغط الدم، بل تشير الأبحاث إلى جدواها في الوقاية من السرطان.
وفي صحيح البخاري: “إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام” (السام: الموت).
وقد أجريت أبحاث على مرضى الإيدز في نيجيريا فقضى زيتها على الفيروس في الجلد، وهو ما لم تنجح فيه العلاجات الحديثة.

ويمكن شرب الحبة السوداء، أو دهن الوجه بزيتها لإزالة حب الشباب، وإذا كان تركيز زيتها 20% فهو أقوى من دواء حب الشباب الموجود. والحبة السوداء مجربة على 50 مرض، يعني مجربة على أغلب الأمراض، فيمكن تجربتها على كل الأمراض بدء بالصداع.

وتناولها بالنسبة للشخص العادي في البيت شرطه أن تؤخذ بشكل قليل، فأي واحد في بيته إذا لم يبالغ يمكنه أخذها، لإن الإفراط فيها هو المضر. وحسب الدراسات والأحاديث النبوية تكفي 7 حبات في اليوم، وهذا قد يقول البعض إنه قليل جدا لأن الحبة صغيرة جدا. وبعض الأخصائيين يقولون ملعقة شاي صغيرة جدا منها مرة في اليوم، وفي هذه الحالة يمكن استعمالها لأسبوعين ثم التوقف.
وأحسن استعمال لها هو وضعها في الفم وتركها فيه مع مضغها رغم كون طعمها مر قليلا، لكن يتعود الإنسان عليه، ومن الخطأ بلعها ، لأن غشاء الحبة الخارجي عبارة عن سيليلوز، ولا تهضمه معدتنا ولا الأمعاء، لذا يفيد المضغ في استخراج فوائدها وتسهيل هضمها.
كذلك من الخطأ غليها وتنضيجها لأنه يفقدها مكوناتها.
وأحسن شيء طحنها ووضعها في أواني زجاجية داكنة اللون لتجنيبها الضوء لأنه مفسد لها، ولا يجب وضعها في الثلاجة بل تترك في درجة الحرارة العادية.

وأهم فوائد الحبة السوداء هي تقوية المناعة، ولهذا أول الدراسات السريرية التي عملوها بها عملوها على مرضى الإيدز (الذي توجد دراسات سريرية حوله قضت على الفيروس وعلى البكتيريا وغيرها من مركبات المرض) واثبتوا أن طحين الحبة السوداء أفضل حتى من زيتها في معالجة المرض.
كذلك تنفع في الربو والإلتهابات والصداع والسكري وأمراض الأوعية الدموية والقلب وارتفاع الضغط وفقدان الذاكرة والسرطانات، لكن دراستها في كل هذه الأمراض كانت دراسات مختبرية، فالدراسة تكون بداية في المختبر، ثم يُقام بتجربتها على الحيوان، ثم بعده تصبح سريرية بدراستها على الإنسان، فالدراسة المختبرية مرحلة سابقة لا ترقى إلى الدراسة السريرية. ودراستها السريرية على الإنسان قليلة، توجد فقط 10 دراسات.
والتداوي بها يكون بتناول ملعقة صغيرة منها يوميا لمدة 14 يوما، ويتم التوقف لفترة كأسبوع أو أسبوعين ثم المعاودة، وبهذا يتم أخذها في دورات زمنية لأن الأطباء يخشون من آثار استخدامها المتواصل، لأنه لا توجد دراسات كافية على الإنسان.
وهم حتى الآن بهذه المقادير لم يكتشفوا لها أضرارا ولكن للحذر.
ويوجد في نواة الخلية السرطانية جزئ هو المسؤول عن تكاثرها وانتشارها، وهذا الجزيء لا يوجد علاج طبيبي لكبحه، والحبة السوداء تقوم بذلك، فتقي وتشفي بعون الله، ولكن هذه التجارب تم اجراؤها في المختبر وعلى الحيوان، ولم تجر على الإنسان بعد (وقد أجريت من طرف العرب).
وقد وجدوا أن الحبة السوداء تقلل من سمية الأدوية الكيماوية التي تقتل الخلايا الضارة وما حولها من خلايا صحيحة، وهذه الدراسة جرت على الكلى في تركيا، لما أعطوها مع الحبة السوداء ارتاح المريض أكثر لأنها قللت من سمية تلك الأدوية، وكذلك تمت دراستها مع دواء سرطان البنكرياس.
وتقلل الحبة السوداء من الحموضة لذا يمكنها الإسهام في التخفيف من الإرتجاع، وفي الكثير من الأمراض.
ويشاع أن الحبة السوداء تسبب العقم لدى الرجال بقتلها للحيوانات المنوية، لكن لا إثباتات سريرية لذلك (وفي دراسة أخرى العكس).
أما الربو وحساسية الصدر فتدعم البحوث السريرية تأثير الحبة السوداء فيهما، فقد تعاونت جامعة لندن مع الجامعات السعودية في تجربتها على 80 مريضا بالربو، أعطوهم 1 غرام لكل يوم من زيت الحبة السوداء على مدى 4 أسابيع، وهو وزن كبسولة دواء الربو. فكانت النتيجة ممتازة.
فبالنسبة لزيت الحبة السوداء قالت الدراسات أنه فعال جدا، ولا أعتقد أنه يشفي من الربو تماما، ولكن يختلف من شخص لآخر لآخر حسب شدة الحساسية والربو.
والدراسات السريرية التي أجريت للحبة السوداء كانت إيجابية، وهي على السمنة، وعلى زيادة الدهون في الأوعية الدموية، وعلى تأثير توزيع الدهن في الجسم، وأمراض القلب. وهذه الدراسة أجريت في جامعة اندنوسيا حيث أخذ 96 مريضا استخدموا 300 ملليجرام مرتين يوميا من مستخلص البذور المطحون، واستنتجوا أن هنالك تأثير مفيد على الدهون وعلى أمراض القلب.
أما التجارب السريرية التي لم تخرج نتائجها بعد (تتطلب سنوات أحيانا ) فهي على ارتفاع الضغط ونقص الوزن والحموضة في المعدة ومرض السكري، والأخير دراسته تتم على 80 مريض في جامعة أغا خان بباكستان وحتى أواخر 2017 لم تنشر نتائجها.

* الحلبة

سميت الحلبة لأنها تدر الحليب لدى المرضع، فكانوا في المغرب عندما تضع المرأة مولودها يطعمونها وجبة فيها العدس والحلبة والدجاج البري، ويسمون هذه الوجبة الرّْفِيسَة، وتسمى ”الكبسة” في المشرق. فكانت هذه الوجبة تقوم على أساس من خبز القمح مع وجود الحلبة التي فيها مكونات تنشط النظام الهرموني الذي يفرز الحليب.
واستهلاك الحلبة يكون على شكل حبوب وبكمية بسيطة جدا، فمثلا لا يقدر الإنسان على استهلاك ملعقة كبيرة منها يوميا، مع إمكان استهلاك ملعقة كبيرة أو حتى اثنيتن أو أكثر لمن شاء. والأفضل أن لا تستهلك هذه الحبوب بكميات كبيرة.
ويمكن إضافتها إلى الكثير من الأطباق كالحريرة والكسكس وغير ذلك، لكن المشهور عند النساء هو استعمالها للرفيسة، أو دقها وشربها مع الماء، وذلك خطأ، فالأفضل هو استهلاكها مع المواد الغذائية لا إدخالها في خلطات ووصفات للعلاج الكاذب.
أما مكوناتها، فهي غنية بالبروتينات مثل حب الرشاد وحبوب الكتان، لكن نتيجة استهلاك كمية صغيرة منها لا نستفيد كثيرا من ذلك بعكس الخبز مثلا، فالفرد يستهلك في المغرب مقدار 450 جرام أي نصف كيلو من دقيق القمح يوميا في شكل خبز، وهذا يجعله يستهلك كمية أكثر من البروتيين نتيجة لتلك الكمية الكبيرة.
وهي كذلك غنية بالأملاح المعدنية وبمكونات أخرى لكن لا تُذكر نتيجة للإستهلاك القليل لها.
لكن فيها أشياء يحتاجها الجسم بكميات قليلة جدا، وهنا تأتي أهميتها وقوتها، فهي تحتوي على “التريجونولين” وهو من الفيتوستروجينات، وهو مكون مهم. وتوجد فيها أيضا ألياف غذائية مميزة لا توجد في الطبيعة إلا في هذه الحبوب كحب الرشاد والحلبة وغيرها، وتسمى الجالاكتومانان، وهي عبارة عن سكر مركب يعطي مادة هلامية داخل الجسم تحفظ الجهاز الهضمي، وربما تضمده، وتقي من حموضة المعدة والمغص وآلام المعدة، لذا كانت في العصور القديمة تباع وزنا بوزن بالذهب.
والمغرب من البلدان المنتجة لها ولهذه الحبوب (الحلبة وحب الرشاد وحبوب الكتان والحبة السوداء والسمسم).
والتريجونولين (اسمها العلمي تريجونيلا) لا يوجد إلا في الحلبة وحدها، وهو إضافة إلى الجالاكتومانان، المكونان القويان في الحلبة.

والحلبة جيدة لأصحاب السكري ولكن لا تعالج السكري. فهي جيدة في تغذية المصابين به أي بوضعها في الوجبات الغذائية، أما نقعها في الماء وشربها صباحا عوض الأنسولين فلا.
فهي جيدة، ويجب إدخالها في الغذاء المتكامل لا الإعتماد عليها وحدها، مع التوقف عن أكل اللحوم. والغذاء المتكامل يتضمن السمسم وحبوب الكتان والحلبة وزيت الزيتون والخضر والبولوفينيلات والألياف الجيدة ومضادات الأكسدة وغيرها، فهذا النظام هو الجيد لمرضى السكر من النوع الثاني، فهو مع المراقبة قد يؤدي إلى نفعهم كثيرا.
وإذا دخلت الحلبة في النظام الغذائي – هي وغيرها – يتم تفادي الكثير من الأمراض، لأنها تنشط ضد الخلل الهرموني، وتنشط البنكرياس في انتاج الأنسولين إلخ، فهي مساعدة وواقية للجسم.

والطبخ في الأواني الفخارية أفضل.
والبعض ينتقد الحلبة لرائحتها ولكونها تخرج أشياء من الجسم كالرائحة وأشياء صفراء من الإبط والعرق وغيره، وهذا سببه كونها منظفة للجهاز الهضمي إضافة إلى ضبطها لهرمونات وانزيمات وفيسيولوجية الجسم.
ويمكن وضع حبيبات منها في الجيب ومضغها، والبعض يرى أن ذلك تخلفا ومع هذا تجده يحمل معه شوكولاتة ويترك الحلبة الأفضل لصحته (ووضعها في الغذاء أفضل).

وفي الحلبة مواد كابحة للأكسدة وبالتالي تكبح السرطان.
وتتحكم في جميع هرمونات الجسم بما في ذلك الأنسولين، لذا تزيد في الهرمونات التناسلية، خاصة عند المرأة مما يزيد من احتمال حملها، كما تحكم في هرمون الحليب لأن كمية الحليب ليست مما تأكل المرأة بل ما تمتصه، فالإنسان لا يعيش بكل ما يأكله بل بما يمتصه جسمه فقط، وقد يكون نسبة قليلة جدا من كمية الأكل. والحلبة عند النفساء تزيد من القدرة على امتصاص الحديد لأنها فقدت الكثير الدم.
كذلك تطرد حبوب الحلبة الغازات. فيمكن إدخالها في الحساء والمرق والكسكس، أو طحنها ووضعها فيها أو في الدجاج مع القصبور والمعدنوس، فهذا دواء لزيادة احتمال الحمل لدى النساء، وكانوا يملؤون بهذه المكونات الدجاج (يعني وضعه في داخل القطعة).
والله سبحانه وتعالى جعل للإنسان ما ينفعه في غذائه وفي الطبيعة، أما الغربيين المؤذيين فيحاولون التبطر على النعمة، وصنع أشياء بالتغيير الوراثي، ويزعمون أن ذلك للنفع وهو ضار وخطير على الإنسان لأنه غير طبيعي.

وفي جواب على سائلة قالت إن الحلبة تضرها وتحس بانها تتعبها، قال إن كل إنسان يتميز بجسمه وتكوينه، يوجد أشخاص لديهم حساسية من الحليب أو الزيت، كل واحد وطبيعة جسمه التي خلقه الله تعالى عليها، فيجب على الشخص معرفة ما ينفعه وما يضره. وبعض الناس يأكلون الفول فيمرضون، وآخرون تمرضهم أنواع من اللحوم.
وبصورة عامة إذا حدثت تغيرات في الجسم عند تناول أي شيء (ما عدى التسممات)، كالإحساس بسخونة أو تعرق أو نشاط، فذلك يدل على أن الجسم يتفاعل جيدا مع ذلك الشيء. وبصفة عامة عندما يطرأعلى الجسم أي حدث كالحمى مثلا يجب تناول الماء الدافئ بكثرة لأنه الوحيد الذي يدور في كل الجسم ويمنع حدوث الكثير من المشاكل.
وعلى كل حال يمكن استهلاك كمية قليلة من الحلبة يوميا كملعقة صغيرة أو نصف ملعقة كبيرة، وهذه الكمية القليلة لا تسبب روائح مبعثة من الجسد، وإذا زادت عن ذلك فيمكن التحرك جيدا وشرب الماء بكثرة لتفادي تلك الروائح.
وتنتج تلك الروائح بسبب مساعدة الحلبة للجسم على التخلص من أوساخه، ويوجد منفذين أساسيين لإفراز الأوساخ على شكل مواد صفراء أو دهنية، الأول تحت الإبطين، والثاني غدد خلف العنق، وتوجد منافذ أخرى في بقية الجسد.
رائحة الحلبة لا تدوم كثيرا لدى الذين يتحركون لأنهم يتعرقون، ولا الذين يشربون 3 ليترات من الماء يوميا على الأقل.
والمرأة أقل تعرقا من الرجل، والسبب هو أن نشاط جسم الرجل أكثر، إضافة إلى أن جسم المرأة يتكون من الشحوم أكثر لأنه لين، إلخ.
وينصح من لديهم حصوات في الكلى أن يجعلوا الحلبة في غذائهم لأنها تمنع ترسب تلك الحصوات.
ويمكن أكل أوراق الحلبة مثل كل الحبوب.
وإستنبات الحلبة مهم لأن الحبوب فيه تكون مكوناتها أقوى مفعولا. يمكن استنبات الحلبة في البيت، وذلك بترطيبها بالماء واغلاق إناء عليها حتى تخرج أجنتها، وهي جذور بيضاء عليها وريقات صغيرة خضراء، فإذا ظهر الجذر والوريقات يمكن حينها أكل الحلبة للإستفادة من تركيز مكوناتها في هذه الحالة، ويكون مفعولها مضاعف 25 مرة (وتكون بلا رائحة)، ويُنصح بالإستنبات في كثير من الحبوب، واليوتيوب مليء بالمقاطع التي تشرح طرقه.
ويمكن أن لا تظهر أي مضاعفات أو تعرقات، أو أي شيء من ذلك عند أكل الحلبة المستنبة.
والحلبة ليست هي التي تزيد الوزن بل تعمل على زيادة امتصاص الجسم للغذاء وبالتالي يستفيد أكثر منه ويزداد وزنه.
وآلية الإمتصاص يتم تنشيطها على مستوى الأمعاء.
والبعض يقول لن آكل الحلبة لأنها تزيد وزني. هذا خطأ، فالأحسن أن يأكلها لكن يقلل نسبة الأكل فقط، لأن تناولها أفضل من عدمه.
والحلبة هي العنصر الوحيد الموجود الذي يزيد في الإمتصاص، فهي مهمة لأصحاب الأنيميا وهشاشة العظام ومن لديهم وزن ناقص، فيجب أن تكون في أكلهم اليومي، وليس مهم كيف، المهم أن توجد في الوجبات وغيرها.
والعبرة بالقليل الذي يتناوله الجسم ويمتصه جيدا، لا بالكثير ك 6 كيلوجرامات في اليوم، ولا يحتاج الجسم منها إلا ل 250 جرام، والباقي ضياع.
فأكل 10 جرامات مع الحلبة يشبه أكل 200 جرام بدونها.

* حبوب الكروية

الكَرْوِيَّة (le carvi). من صنف الينسون والشمر ونجم البحر، ولديها تقريبا نفس المكونات، وتشترك معها في أهم ما فيها وهو الفيتوستروجينات والفيتوستيرولات.
وتمتاز الكروية بقوة الفلافونويدات، فهي تزيد في هذا النوع على الشمر والينسون والكمون رغم أنها تشبههم، إضافة إلى وجود قسط كبير من الفيتوستروجينات والفيتوستيرولات، فالقوة المضادة للأكسدة أكثر فيها.
ومكونها الأساسي هو الكارْفونْ، ولا يوجد في غيرها، وهو مشتق من اسمها وغير موجود إلا فيها، وهو فلافونويد قوي، أي مضاد للأكسدة، حتى أنها تدخل في النظام الغذائي الواقي من السرطان.
ورائحتها زكية، وتنكه الطعام.
ولديها قوة في كبح بعض الأمراض.
وتلين الشرايين لذا تعتبر مهمة للقلب، وتخفض كذلك الكولسترول الخبيث LDL، وتمنع تأكسد الكولسترول الحميد HDL إلى الخبيث لتضمنها الفيتوستروجينات والفيتوستيرولات.
فيجب أن تكون في النظام الغذائي للأشخاص الذين لديهم أمراض كالسرطان وأمراض الضغط والشرايين.
وهي مضادة للإلتهابات لأنها تتضمن مضادات الأكسدة.
وكذلك طاردة للغازات من الجهاز الهضمي، ومخففة للآلام على مستواه.
وكانوا قديما يرشون بها بعض الأشياء لتجنب وقوع الحشرات عليها، كالذباب والناموس وغيره، فهي طاردة للحشرات.

وتناول الكروية على الإفطار يقوي المناعة، وقوتها المضادة للأكسدة أكثر من قوة التوابل الأخرى.
ويستعملونها في آسيا في كل أنواع الأغذية لأنها جيدة في التنكيه ودفع الأمراض.

* الزؤان

أو “ازْوَانْ” بالمغربية (L’alpiste)، يشترك مع النشويات في النشا، وفيتامينات B1 وB3، وغيرها.
ويمتاز بقوته المضادة للأكسدة، فهو أقوى من الفيتامين C فيها. وهذه القوة تضبط أيضا الهرمونات في الجسم.
وهو أكثر من القمح في مجال البروتينات.
ويحوي كالنشويات على حمض الأرجينين الذي يكبح تكاثر الفيروسات.
ويكبح حمض اللايزين عمله، لذا يجد من يأكل اللحوم مع النشويات كالخبز، مشكلة في الإستفادة منه لأن اللحوم تحتوي على اللايزين الذي يكبحه.
ويحفز الأرجينين المرارة على افراز الصفراء لتسهيل عملية الهضم، لذا له دور مهم وكبير في الجسم.
ويتميز بأن لديه قوة في خفض الكولسترول أكثر من النشويات الأخرى.
كذلك له قوة في استخراج الطاقة من الجسم.
وقد تدنت زراعته في المغرب مؤخرا حتى يكاد الناس لا يعرفونه إلا كحبوب مغذية للعصافير، في حين أنه أقوى من القمح والذرة والأرز والشوفان.
وفي المكسيك يطحنونه طازجا ويصنعون به عصيرا ويشربونه، وذلك أفضل لأن التسخين بالحرارة يقضي على بعض مكوناته.
لذا نتمنى أن لا يكون انتاجه متدنيا، ولا أن يكون فقط – كما هو الواقع – للتصدير لأنه قوي جدا.
وتناول ملعقة منه تعطي الجسم نسب عالية من احتياجاته ك 20 بالمائة من حاجته للبروتينات، وأيضا تعطيه فيتوستروجينات ومضادات للأكسدة، لذا يجب تركيز الناس على النبات الطازج لأنه يحتوي على هذه الأشياء لا المشتقات الحيوانية التي لا تحتويها.

حبوب الزؤان، أو الزّْوَانْ في المغرب. يحرث مع القمح، ويتم حصدهما معا، والفصل بينهما بغربال أو غيره.
ويتم إعطاؤه للعصافير، لذا تعود الناس على أنه للعصافير فقط!
وقد كان المغرب من كبار الدول المصدرة له، أما الآن فأصبح يستورده، لأن الفلاحين تركوا زراعته لأن ثمنه كان منخفضا وغير مجدي لهم، أما الآن فقد ارتفع الثمن، فعليهم العودة إلى زراعته.
ويصنف مع الحبوب النشوية كالشعير والأرز وغيرها، ولا يحتوي على الْجْلِيتِينْ كالأرز، ويتضمن حمض الفُولِيكْ (الفيتامين B9) الذي لا يوجد في النشويات الأخرى. لذا من أكله فكأنما أكل النشويات التي لا خطر فيها (أي بدون الجليتين)، وفي نفس الوقت أكل البقوليات لتضمنه لحمض الفوليك.
ويمتاز أيضا بالسْتِيرُولاتْن وهو أقوى من جميع الحبوب في مجالها.
وهو حبوب طبية بامتياز، أقوى من حبوب الكتان. أي عشبة طبية بإمتياز، ومكون غذائي في نفس الوقت.
وهو أغنى من جميع النشويات فيما يخص الأملاح المعدنية، ويتضمن انزيم الّليبَيْزْ الذي يهضم – أو يكسر – الشحوم في الجسم، وعند طهيه يتلاشى هذا الأنزيم بعكس شربه طازجا على شكل حليب.
ولديه أسرار كثيرة، فهو ينفع الذين لديهم السكري.
كما ينفع الأطفال لأنه محفز للنمو، لذا هو جيد لهم.
وينفع النساء اللواتي لديهن مشاكل مع الهرمونات والنقرس والكولسترول المرتفع.
ولا يترك كولسترول الأغذية يمتص عن طريق القولون.
ويخفض الكولسترول في الدم عبر إفراز صفراء المرارة، لذا هو عجيب.
وهو غني بالفيتوستيرول، وهو عنصر أصبح نادرا في التغذية الآن، ونتج عن ذلك الكثير من الأمراض.
وهو مادة غذائية فيمكن استهلاكه بأي كمية، لكن الأفضل أن يقتصد الناس فيه، فكوب واحد من حليبه يكفي.
والأفضل نزع غلافه لأنه يتضمن مادة سامة، وليست خطيرة، وقد يوجد في السوق منزوع الغلاف.
كذلك يمكن إضافة حبوبه إلى الوجبات كالحريرة وغيرها.
ويستهلك على شكل عصير وحليب، أي يطحن مع الماء ويصفى لإزالة القشرة (لابد من إزالتها).
ويمكن ان يضاف للخبز لأنه بلا جليتين، أي يضاف دقيقه إلى القمح أو الشعير لعمل الخبز.
ويمكن أن يطهى بالبخار مثل الأرز.
وأحسن طريقة لطبخه هي عمل حساء به كحساء الشعير والفول.
وكانت النساء لا يأكلن اللحوم، وكن يعملن ويتحركن، لذا كن يعمرن أكثر من الرجال.

ويجب الإنتباه إلى أن استهلاكه مع اللحوم لا ينفع، لأنها تتضمن الَّليْزِينْ الذي يحول دون امتصاص الأرجنين.
وبروتيناته تمتاز بالفينيلأنالين والأرجينين. والأخير يوصف كدواء للذين لديهم أمراض فيروسية، لذا كان يجب في الجائحة تهيئة حليب الزؤان وشربه، فكوب صغير من حليبه يكفي للواحد. فيجب على الأمهات الحرص على أن يشرب الأطفال شيئا منه باستمرار.

والأرجينين يخفض الكوليسترول. وكذلك الفيتوستيرول يخفض الكوليسترول والضغط، ويريح الكلية ويحفظ القلب والشرايين ويمنع النقرس، أي يرطب كل وظائف الجسم، أي يهدئ جميع التفاعلات الخبيثة في الجسم.
والفيتوستيرول ضروري للنساء، لأنه يساعد على ضبط الهرمونات عند النساء، وكذلك استقلاب الشحوم عندهن.

وله وظائف مهمة جدا، منها رفع افراز الْجْلِيكَاجُونْ، وهو مكون مهم في الجسم. ورفع إفراز هرمونات النمو، وهو ما يحتاجه الأطفال. وتحفيز إفراز الأنسولين (لكن الذين لديهم مشكل الفينيلأنالين – وهي أمراض عصبية – عليهم تجنبه لأنه يتضمن هذا العنصر).

ويدخل في تغذية – لا علاج – من لديهم السرطان أو الأمراض المناعية، فهو نافع لهم.

* السمسم

واسمه الجلْجْلانْ في المغرب. كان هو والحبوب الأخرى أمر متداول قديما، ولكن قل ذلك الآن، إلا الحلبة لا زالت متداولة شيئا ما، ولهذه الحبوب فوائد عظيمة لما تحتويه من فوائد.
ومشكلة هذه الحبوب أن زراعتها وحصادها يتطلب يدا عاملة أكثر، لذا يهرب منها المزارعون.
والمغاربية لا يستهلكون السمسم إلا استهلاكين، الأول في رمضان مع بعض المساحيق، والثاني لتزيين الحلويات.
والحقيقة أن السمسم يجب أن يستهلك يوميا على شكل عصير أو في الخبز أو في الحساء أو مع القطاني، بل مع جميع الأطباق حتى الكسكس.
وحبوبه صغيرة وتهضم بسرعة، وليست فيها مضادات الأكسدة، وهو غني بالكالسيوم والحديد والنحاس، لكن لكي يكون له تأثير جيد، يجب استهلاك كمية أكبر منه.
ويحتوي على الأملاح المعدنية، وفيه الفيتوستروجينات بنسبة عالية وقوية، ويتميز بنوعين منها هي السيزامين والسيزامولين، وهي خاصة به وحده، أي لا توجد في غيره، وتساعد في خفض ارتفاع الضغط، وتساعد في مشاكل القلب والشرايين، وتكبح كذلك السرطانات المتعلقة بالهرومونات كسرطان الثدي والرحم والمبيض والبروستات عند الرجال، فهي كابحة لها لا نقول معالجة.
فاستهلاك السمسم مع الفيتوستروجينات الموجودة في نخالة القمح وزيت الزيتون والشعير والسمك وغيرها، هذه تقي من هذه السرطانات المتعلقة بالهرمونات.
فهذه الفيتوستروجينات هي التي أصبحت ضرورية للجسم في ظل النمط الحياتي الغربي السيء الذي أصبح منتشرا.
وتوجد أيضا في الفستق بنسبة أقل من السمسم.
وملعقة كبيرة من السمسم يوميا، تكفي للجسم من هذه المركبات.

ولا يُستهلك لأجل البروتين الذي فيه كغذاء، بل من أجل أشياء أخرى توجد فيه – وفي الحبيبات – بشكل ضئيل، والجسم يحتاج منها كميات قليلة.
فمثلا لابأس من إضافة نصف ملعقة أو ملعقة كبيرة أو أكثر قليلا من السمسم إلى حساء الحريرة، أو إلى أي وجية، فذلك لا بأس به. فيجب أن يدخل السمسم في النظام الغذائي لا العلاجي، أي كوقاية.
والسمسم بغلافه أفضل، ولكن لابأس إن كان بدونه. وزراعته لا تطلب المبيدات، وهي سهلة لكن حصاده هو الذي يتطلب عملا شاقا ويد عاملة كثيرة.

* حب الرشاد

أو حبوب الخردل. الفرق بين حب الرشاد وحبوب الكتان هو أن فيه الفيتوستروجينات قوية، لذا تُستخدم كمية قليل منه، مثل أخذ ما بين الأصابع (تماما كما يفعلون عند إضافة الينسون والشمر إلى الخبز، يأخذون ما بين الأصابع فقط).
فتكفي نصف ملعقة صغيرة من حب الرشاد. ويمكن إضافتها للحليب لأنه متوافق معه ومع حساء الشعير، وكذلك مع بعض الوجبات القديمة التي لم تعد النساء تصنعها، ويمكن أن يترافق مع اللبن الرائب ومع الجبن البلدي للماعز والبقر.
والأفضل أن يوضع في الوجبات، أو في الحليب، لا استخدامه وحده.
وهو إضافة للسمسم، أغنى الحبوب بالكالسيوم، ويُسخن على مستوى القولون والمستقيم، وذلك جيد، وفيه مواد كبريتية لذا تنتج رائحة كريهة في البراز وذلك عادي، وتدل على أن تفاعله على مستوى القولون جيد.
وفيه اليود الذي ينشط الهرمونات (والغدة الدرقية)، ويُسخن ضد الرعشة والبرودة.
وفي موسم البرد لابأس من وضع حبيبات من حب الرشاد في اللبن الساخن ليشربه الأطفال.
وإذا كان في اللبن الرائب، فإنه ينتفخ ويلين ويصبح لزجا، وتكون مفعوليته أكبر على القولون، فينظفه، وهو أفضل في هذه الحالة منه مسخنا.

ولا يؤكل مطحونا. ولا يعالج الأمراض وإنما يدخل في التغذية لحفظ الجسم وإعادة توازنه.
وبما أنه مسخن، فهو وكل المسخنات، ينفع في السعال، فمثلا الثوم مع زيت الزيتون، فالثوم لديه نفس القوة الحرارية التي في حب الرشاد، إلا أن الصبر عليه أهون من الصبر على حب الرشاد، فيتم دق الثوم ووضعه في زيت الزيتون لمدة قليلة (ساعة مثلا)، ثم يصفى الزيت من الثوم ويحتفظ به لشربه قبل النوم أو في المساء.
وكذلك الزنجبيل مفيد، ويمكن طحن حب الرشاد ووضع نصف ملعقة منه مع نصف ملعقة من الزنجبيل اليابس (المطحون)، في كأس ماء ساخن وتركه لمدة 5 دقائق وشربه، فهذا مفيد للسعال ويسخن الجسم في زمن البرد.
وحب الرشاد لا يضر، ويمكن تناوله حتى لمرضى القلب والضغط والكلى، لكن تناوله بكيمة غير كبيرة أفضل، لأنه يدخل في المسخنات التي لا ينبغي الإكثار منها.

وكانوا قديما يعطونه للأطفال ولطلبة المحاظر بعد غليه في اللبن لكي يساعدهم في تحمل البرد لأنه مسخن طبيعي للجسد.
وفيه كمية من الدهون مثل أوميجا 9، أما أوميجا 3 فقليلة فيه، وبالتالي لا يستفيد منها الجسم.

وفيه حمض الإيريسك الذي يخفض السيلينيوم في الجسم، ويسبب ذلك بعض مشاكل القلب.
وفيه مكونات مضادة للسرطان لكن لا يجب استهلاكها بكثرة لأنها قد تضر الذين عندهم مشاكل في الغدة الدرقية.

وأخذ ملعقة صغيرة منه لا يضر حتى للأطفال، وأخذ ملعقة كبيرة لا يضر الكبار، لكن يجب عدم أخذ كمية كبيرة، فمثلا يمكن الإكثار شيئا ما من الحلبة والسمسم، أما حب الرشاد والحبة السوداء فلا ينبغي الإكثار منهما.

وحب الرشاد ضروري للأطفال وللنساء، والرجال كذلك، فيجب أن يكون في النظام الغذائي لكن بكميات قليلة، والأفضل أن يتم وضعه في الأغذية لا استخدامه لوحده، كوضعه مثلا في الحساء وشربة الخضار، لأن المهم فيه هو تلك المكونات المهمة التي يتضمنها، ويحتاجها الجسم بكميات قليلة.

* الينسون والشّمَرْ

حبوب الشمر، أو النافع (لأنه نافع) أو حبة لحلو أو السَّانُوتْ بالمغربية كما يسمى في المغرب، تنبت وحدها في البر، وتنضج في شهر 6 و7. وإذا التقطت واستهلكت طرية فهي أقوى.
وقد كان من المستحيل على المرأة المغربية أن تعجن الخبز سابقا، دون أن تضع فيه الحبة السوداء والينسون والشمر. فهذه العناصر جيدة في الخبز.
ويوضع الينسون والشمر كذلك في شربة الخضر والطبيخ والطاجين والكسكس والحريرة وأي شيء، ويجب أن تكون هذه الحبوب في كل الأغذية لأنها تؤخذ بكمية قليلة، وفيها نكهة جيدة، وفيها الفيتوستروجينات الجيدة.
والخلطات التي نسمع عنها بخلط عدد من الحبوب والقول بأنها وصفة علاجية، هذا نصب واحتيال، فالأفضل لهذه الحبوب أن توضع في النظام الغذائي خاصة الخبز، لأنها جيدة للإمتصاص ومفيدة للجسم.
وهذه الحبوب تؤخذ بقلة مثل ما بين الأصابعين مثلا، وتوضع في الغذاء.

والأفضل في الغذاء هو أن يكون متنوعا، أي مكون من القطاني والنشويات وزيت الزيتون واللوز والجوز والفواكه الجافة والحبيبات، فذلك أفضل من البطاطس المقلية والدجاج والخبز الأبيض، لأنه يزود الجسم بما ينقصه كمضادات الأكسدة والفيسوتروجينات وغيرها.

وحبوب الشمر عجيبة، فرائحتها زكية، وتستعمل كمنكه للمواد الغذائية. وهي قوية جدا. وقد أجريت أبحاث عليها، ولوحظ أن مكوناتها تكبح الجراثيم ولا تترك ال DNA يتخرب لأن الأمراض الناتجة عن ذلك ليس لها علاج.
فيجب العودة إلى الغذاء الطبيعي وترك العناصر الضارة، وذلك ما يقوي المناعة التي تحفظ الجسد من كل الأمراض.
وهو عشبة طبية، وفي نفس الوقت عشبة غذائية، لأنه هو من الأعشاب التي لا ضرر في إدخالها في الوجبات.

وكانوا في السابق يعجنون به الخبز، فلم يكن الخبز يخلو منه ومن الينسون والحبة السوداء (وهي السانوج الموجود في المغرب، وهو أقوى في التركيز من حبة البركة الموجودة لدى المشارقة، وهو الذي يجب استخدامه في العلاجات).
فكان الخبز يتضمن هذه البذرات فلم يعرف الناس مشاكل الجهاز الهضمي ولا الأنيميا، وعجن الخبز به هو أحسن استعمال له في الغذاء، فتضاف ملعقة منه وملعقة من السانوج وملعقة من الينسون لكيلو أو اثنين من الدقيق (ملعقة فقط، منه ومن غيره، أي عدم الإكثار).

ويمكن غليه وشربه كشاي، كما يمكن طحنه وشربه في ماء غير مغلي، وذلك أحسن من شربه كشاي مغلي.
ويمكن إضافته لعصير الخضروات.

ويجب أن يعرف الناس ثقافة البدائل عند الإصابة ببعض الأعراض، فمثلا إذا أحس الواحد بألم في بطنه فعليه بالنعناع الفلفلي، فإن لم يجده يستخدم الزعتر، فإن لم يجده يستخدم الكرفس، فإن لم يجده يستخدم الشمر، فإن لم يجده يستخدم الحلبة.. إلخ.

ويتضمن الشمر الترانسأنيتول والفينكون، وبعض المواد الأخرى.
والترانسأنيتول له مفعول البنج، وعلماء المغرب لم يحرموه ولم يحرموا الشويلاء ولا جوزة الطيب ولا الحرمل، ولكن بعض المشارقة حرم ذلك. ولست مع تحريمه.
ولدى الترانسأنيتول والفينكون خاصية قوية، وهي أنه لا يترك الكيماويات تخرب ال DNA، وهو ما يؤدي إلى ظهور السرطانات والتشوهات الخَلقية. وبالتالي يكبح كل التمثيلات السامة في الجسم بما في ذلك البروتينات الخطيرة، ومنها البروتين الجديد الذي ظهر مع الوباء.

وهو مسكن للألم على مستوى القولون والمعدة.

وهو مدر للحليب لدى المرأة المرضع، فيجب أن تستهلكه. كما تزيد الحلبة في الحليب أيضا، وسميت الحلبة لأنها تدر الحليب. فيجب أن تستهلك المرأة هذه البذرات بعض الوضع مباشرة لحاجتها إليها.
ويجب على المرأة الحامل الإبتعاد عنه وعن هذه المواد عموما.

وبالنسبة لمرضى السرطان، يمكن استعماله مع النباتات التي يتماشى معها، فيمكن اضافته للزعتر والحبة السوداء والحلبة والكروية، ويكفي توفر نوعان فقط من هذه البذرات، فليس بالضرورة جمع كل أنواعها.
فهو مضاد لكل أنواع السرطان، وخاصة سرطان القولون، فالمرضى به يمكنهم استهلاك ملعقتين منه، فهو غير سام، ويمكن أن يمزج مع الزعتر والحلبة وحبوب الكزبرة، والأشياء التي يتماشى معها.

* حبوب اللقاح

اثبتت معظم التجارب العلمية أن قيمتها الغذائية عالية جدا، فتستعمل هي والعسل في علاج الكثير من الأمراض كالضعف الجنسي وأمراض الجهاز النفسي وأمراض الجلد وعلاج الحروق والمغص المعوي وأمراض الكلى.
وتستخدم كمهدئ، ويستفاد منها في علاج أمراض الحساسية وسوء الهضم ومشاكل البروستات.
وتوقف تساقط الشعر، وتحث النمو، وتستعمل على البشرة ضد التجاعيد والقروح.
وتتميز بسرعة هضمها لأنها لا تخضع لعمليات الهضم الطويلة التي يخضع لها غيرها.
وفيها الكثير من الفيتامينات المساعدة في النمو الصحيح للجنين، وتنشيط عمليات الهضم، وتنشيط الذاكرة، والتغلب على ضعف التركيز وكبت الإنفعال السريع، وضد الإحساس بالغثيان الذي يصيب الكثيرين، فهو جيد للمدخنين والمرضى الذين في النقاهة والحوامل وللذين يفكرون كثيرا ويرهقون أدمغتهم وعقولهم.
وكل هذه الحقائق أثبتها البحث العلمي منذ 1936م.


ثالثا: عائلة التوابل

* السكر الأبيض

قمت بوضعه مع التوابل لأهميته، وليس منها.
بالنسبة للسكر لابد من المواظبة على الرياضة والصيام لأجل نقص الخزان الموجود منه في الجسم.
وهو ليس سما أبيضا كما يسميه البعض، لأنه موجود في الطبيعة، إذ يوجد في قصب السكر، وفي بعض التمور بنسب كبيرة.
وخطورته ككل المواد، تكمن في الكمية الزائدة منه، فالجسم يمكنه استقلاب 6 كيلوجرام سنويا منه، وإذا حسبناها نجدا 13-15 جرام يوميا، يعني قطعة سكر في اليوم (أي مكعب واحد)، أما أكثر من ذلك فلا يقدر الجسم عليه (قال أحد الدكاترة إن بعض الناس لا يتأثر بالسكر! إذ لو كان الأمر كذلك لضر الأجداد من قبلنا، فقد كانوا يستهلكونه بنسب كبيرة ولم يكن يحدث لهم شيء، فبعض الناس قابل للتأثر سلبا بالكمية الكبيرة من السكر، والبعض لا).
وعند استهلاك كمية كبيرة منه في اليوم لا يقدر الجسم على التخلص منها فيتراكم، وهذا يؤذي الجسم، ويسبب له أكثر من 130 عرَض مرضي، حتى الزهايمر والسرطان وأمراض الأمعاء.

وهنالك فرق بين السكر والمحليات، فالمحليات عبارة عن مكونات كيميائية، لذا تشكل خطرا لأنها كيميائية لها طعم الحلوى، والأسبارتان مكون كيماوي له مذاق حلو، فعلى أصحاب السكري أن يمتنعوا عنه لأنه يسبب لهم مشاكل أخرى.
وهذه المحليات يحلون بها الأدوية، فيحلونها بالأسبارتاين وغيره، وتوجد مشروبات غازية محلاة به، وعصائر أيضا، فيكتبون على العلبة أو القنينة E950 حتى E959، وتلك هي علامة وجود الأسبارتاين، حتى الحلويات يحلونها بهذه الأشياء.

* الملح

قمت بوضعه مع التوابل لأهميته، وليس منها.
الملح لا يوجد في الطعام، الموجود فيه هو الصوديوم، أما الملح فيضيفه الإنسان إلى الطعام.
والملح موجود في الطبيعة كمعدن بلوري، أو ذائبا في الماء، أو على شكل سائل مركز.
ومن أقوى خواص الملح قضاؤه على الجراثيم.
وتوجد في المغرب كل أنواعه. وتوجد مناجم يستخرج منها الملح على شكل بلورات (حصى)، وكذلك يستخرج الملح الذائب في البحر (ملح البحر)، وفيه نسبة أكبر من اليود مقارنة بالملح الصخري (ملح المناجم)، وفي الأخير نسبة من الحديد أكثر من الموجودة فيه.
وفي الملح الصوديوم والبوتاسيوم ومعادن أخرى، ويستعمل من أجل المذاق فقط.
وهو حافظ للطعام، فعند تمليح اللحم أو السمك، أو أي مادة، وتجفيفها يتم حفظها، فهو كابح للجراثيم، والتجفيف يخرج الماء حتى إذا قل نشاط الماء انعدمت حياة الجراثيم.
ويزيل الملح مرارة الزيتون لذا يتم تخميره فيه. والمعروف كيميائيا أن الملح يرغم مغادرة الماء للمادة، فإذا خرج الماء من الزيتون تخرج معه المكونات المسؤولة عن المرارة. وقد عرف الإنسان القديم ذلك بالملاحظة والإستنتاج.
وتركيز الملح في البحار يصل لدرجة الإشباع، لذا وصفها الله تعالى بوصف “الأجاج” أي المالح جدا، فهو لا يصلح للري ولا السقي، ويأكل كل ما يُرمى فيه من الجراثيم بواسطة الملح فتموت. فالبحر في حد ذاته محلول مطهر. وقد اقترحت على باعة الأسماك تركها قبل التصنيع في ماء البحر. يمكن حفظ السمك واللحوم في علب فيها ماء البحر.
والملح الذي في جسم الإنسان هو الصوديوم، والإنسان لا يتحمل تركيزه المرتفع فهو يؤثر على القلب والكلية، وإذا أكل الواحد طعاما مالحا فعليه أن يكثر من الشراب.
وإذا كان الصوديوم زائدا على البوتاسيوم في الجسم لا تخرج السوائل من الجسم، والعكس صحيح. وكل المواد الطبيعية فيها بوتاسيوم، أما المواد التي صنعها الإنسان فالصوديوم هو الزائد فيها لأنه يضيف إليها الملح.
وجميع ما خلق الله تعالى فيه البوتاسيوم أكثر من الصوديوم، يعني أن الصوديوم فيه قليل، لذا لا تضر الأشياء الطبيعية أصحاب القلب والشرايين.
وجميع الزيوت التي خلق الله تعالى روابطها من ستة روابط، أما ما صنع الإنسان ففيها رابط ترانس الزائد الذي يسبب السرطان. وجميع الأشياء التي خلق الله تعالى في الطبيعة فيها الفوسفور أكثر من الكالسيوم، وذلك هو الأفضل، وهذا هو التوازن الذي جعله الله تعالى في هذه الأغذية لتكون نافعة ولا تضر.
والأربعة البيضاء المضرة للإنسان هي الملح والسكر والشحم الحيواني وطحين القمح الأبيض.
وتركيز الملح الطبيعي في الطبيخ والجسم هي 8.5 جرام للتر ، وإذا زاد على ذلك يصبح مالحا. والطبيخ لا يحتاج للملح لأن الصوديوم موزع بين مكونات الوجبة الطبيعية، ولكن الناس يضعونه لإعتيادهم على ذلك المذاق، ولكن لا يجب الإكثار منه، بل قرصة منه بأصبعين تكفي، والأفضل عدم إضافته.
ومشتقات الحليب كالجبن معروفة بكثرة الملح.
ومصدر الصوديوم هو بعض المواد الطبيعية، ولكن يوجد مصدر آخر له هو الملح الصيني (المونوصوديوم جْلِيتامِينْ)، ويضاف حتى للمشروبات، وهو موجود في معظم المواد الغذائية المصنعة كالبسكوت وغيره، وليس له مذاق مالح، بل هو منكه، لذا فإن الشخص لا يعرف الكمية التي أكل من الملح لأن هذا الملح لا طعم له، ولهذا منعناه على المرضى ببعض الأمراض كأمراض القلب والشرايين والكلى، خوفا من عدم إحساسهم باستهلاكه.
والكميات التي يستهلكها الأطفال من الصوديوم في اليوم قد تكون كثيرة بسبب هذا الملح الصيني المتخفي، فمثلا إذا أكلوا النقانق ومشتقات الحليب والبسكوت والحلويات وغيرها، ستجتمع في أجسامهم كمية كبيرة من الصديوم، ولهذا نلاحظ ارتفاع الضغط عند الأطفال في هذا الزمن.
والصوديوم خطير على مرضى القلب والكلية، عليهم الإنتباه لذلك، فيجب عليهم التوقف عن كل المواد الصناعية لأنها تحتوي على صوديوم متخفي لا يوجد له طعم.
أما الآيودين فموجود في السمك وطحالب البحر بل وجميع مواد البحر، والجسم لا يحتاج كمية كبيرة منه. والبعض ينصح بملح مزود باليود، وهو مفيد لمشاكل الجواتر لكن الإكثار منه قد يؤدي إلى السرطان.
ومشكل الغدة الدرقية أن الجسم قد تكون فيه عناصر كالصويا مانعة لإمتصاص اليود فلا يتم امتصاصه رغم تناوله بكثرة.
وكنا في المغرب قد أضفنا اليود في ملح الطعام لحل مشكل الجواتر، وبعد ذلك بدأ التراجع عن هذه الخطوة لأنهم لاحظوا أن نسبة اليود أصبحت مرتفعة لدى المغاربة. ووجدوا ان نسبة الذين استأصلوا الغدة الدرقية أكثر منها في الأوروبيين.
والغدة الدرقية تحتاج للقليل جدا من الأيودين. وهذا الملح المزود باليود كان يجب أن يوزع فقط في المناطق الموبوئة بنقص اليود، أما تعميمه فخطأ أدى إلى ارتفاع نسبة مشكل الدرقية.
ونلاحظ ان مشاكل الغدة الدرقية أكثر في النساء لأن لديهن دهون، واليود يؤثر على المراكز الهرمونية وهي عند النساء أكثر.
واليوم يتم استهلاك الصوديوم بكثرة، فيتم وضعه في الطعام، وكذلك يوجد في المواد المصنعة خاصة الملح الصيني الذي يعيطي للطعام نكهة محببة، وأصبح ضرورة بالنسبة للصانع، وهو يصنع في جميع الدول وليس فقط الصين.
فإما أن يتم تفادي المواد المصنعة أو يتم نقص الملح من الطعام حتى لا تجتمع التراكيز من كل جانب.
ويجب إعطاء الأطفال القليل من المواد المصنعة كالبسكوت والشوكولاتة وغيرها تجنبا لتركيز الملح.

ملح الأبْسُومْ (Epsom salt):
هو ملح انجليزي مكونه الأساسي هو سِيلْفات المغنيسيوم. وعنصر المغنيسيوم جيد للجسم إذا لم يتم الإكثار منه.
وهذا الملح بدأ الآن تصديره، فلا بأس بذلك فهو مادة طبيعية عرفها الإنسان منذ القدم، وكانوا في أرضه يشربونه، ولكن الجرام الواحد منه بدرهم مغربي.
ويستعمل في الحمام لتنظيف الجسد أو الرجلين، ويمكن شربه لكن من الأفضل عدم اعطاؤه للأشخاص الذين لديهم مشاكل على مستوى الكلى، وكذلك من لديهم أمراض القلب والشرايين والسكري.
فهذا الملح يريح الجهاز الهضمي وكذلك الجهاز الدموي لوجود المغنيسيوم الذي ينفع حتى للجهاز العصبي للأشخاص الذين لديهم توتر وأرق، وكذلك الأشخاص الذين لديهم مشاكل في طرح السموم كمرضى التوحد، كذلك جيد للذين يريدون تنظيف الجسم فهو مثل الكربونات في ذلك إلا أنه أفضل منه (يمكن الحصول عليه من السوبرماركت). لكن استعماله يجب أن لا يتعدى شهرا أي لمدة 22 يوم جيد، فلا يستعمل على طول السنة، ولا يعطى للأطفال والشيوخ لأنه قوي جدا.
والمغنيسيوم موجود في كل النباتات.
وهذا الملح من الأحسن شربه مع عصير، أو وضعه مع الأكل ليكون كغذاء، والملح الذي نستعمل في المطبخ هو ملح الصوديوم وقد يكون معه شيء من البوتاسيوم والكالسيوم، ويوجد ملح خالص من الصوديوم، ونحن نضيف ملح المطبخ القليل منه، وهذا القدر لا يسبب خطرا، لكن الملح الذي يستعمل في بعض الأغذية المصنوعة كبعض الحلويات والبسكويت والنقانق والمملحات والمكسرات حتى الأجبان يملحونها، فهذه الإستعمالات الصناعية هي التي قد يضر فيها، فهو مثلا يسبب بعض المشاكل لدى الأطفال كارتفاع الضغط لديهم.
والملح الإنجليزي يوازن الماء في الجسم، لأن الأملاح هي التي تضبط حالة الفضلات في القولون، فنلاحظ أن أكل الكثير من الفواكه التي فيها الأملاح بكثرة تسبب اسهالا باردا، فالملح الإنجليزي كذلك يساعد في ذلك، وليس بالضرورة أن يكون هو بالضبط، فكثير من الأملاح والمواد توازن الجسم.

* الخميرة البلدية

قمت بوضعها مع التوابل لأني لم أعرف أين أضعها، ولأهميتها، وهي ليست منها.
عند إضافة الماء إلى أي مادة تتخمر لأن الله تعالى جعل منه كل شيء حي، فعند أخذ دقيق القمح الكامل بنخالته أو الشعير وحده أو خلطهما، وإضافة الماء إليه يتخمر. ولتسريع التخمر يمكن إضافة أي شيء حلو إليه كالتمر أو التفاح أو الليمون أو كأس من اللبن الحامض أو الزبيب أو التين الجاف أو الحمص أو الفول أو غيره (يمكن دق هذه الأشياء وإضافتها أو إضافتها دون دقها).

وعندما تتخمر الخميرة تعطي كحول الإِيتَانُولْ الذي يتحول إلى حمض الآسِيتِيكْ، وهذا الحمض يجلب ذبابة الدّْرُوزُوفِيلاَ (ذبابة الفواكه)، فعندما تلاحظ المرأة أن ذلك الذباب بتجمع حول الخميرة فذلك يعني أنها قد حَمُضَت وأصبحت جاهزة.

فيوضع الدقيق والماء والشيء الحلو المضاف، في إناء وإغلاقه، ويترك الخليط من الليل حتى الصباح ليتخمر (يتطلب التخمر 8 ساعات)، بعدها تكون الخميرة جاهزة صباحا لعجن دقيق الخبز (صنع العجين الذي سيتحول إلى خبز).

ومفهوم تربية الخميرة يعني أنه بعد صنع العجين يتم ترك قطعةمنه، والأفضل أن تكون قطعة كبيرة (مقدار نصف كيلو لأن ترك القليل لا يسهم في سرعة التخمر) لتخميرها في الغد من أجل العجين الجديد.
وقد حضرت إحدى الباحثات الخميرة من التمر واللبن والشاي وغيره، وكانت النتيجة أن البكتيريا التي تتخمر وهي الْفْلُورَا هي نفسها مهما اختلفت طرق التخمير، فلا فرق بين طرق التخمير.

ولا يجب وضع الخميرة في البرودة كالثلاجة، بل في درجة حرارة عادية.

ويعتقد البعض أن الخبز بالخميرة يسمن، ولكن العكس هو الصحيح، فهو ينحف لوجود حمض اللاَّكْتِيكْ الذي يطهر الجهاز الهضمي، كذلك الباكتيريا اللبنية الموجودة في الخبز البلدي تنشط خلايا القولون ويستحيل وجود الغازات في الأمعاء إذا كان الخبز البلدي يستهلك.

وعلى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الإعتماد على خبز الخميرة البلدية الذي بنخالته. وكذلك الذين عندهم السكري.
أما الذين لديهم تقرح كرون أو القولون العصبي فالأفضل لهم الشعير بنخالته معجون بالخميرة البلدية، ولا بأس بالقمح.
والذين لديهم إمساك حاد أو إسهال يتناولون خبز القمح الكامل أو الشعير أو الذرة معجون بالخميرة البلدية.
وكذلك النساء الذين لديهم أنيميا يأخذونه فهو أفضل.
فالخبز البلدي مفيد للجميع، ويعطي طاقة وقوة للفتيات.

وإذا تركت النساء اللحوم والسكر واعتمدن على الخبز بالنخالة والخميرة البلدية فإن الكولسترول ينخفض والسمنة تنقص ويتم ضبط السكري.
ويجب لمن لديهم ربو وحساسية أو أطفال التوحد أن لا يعتمدوا على الخبز الأبيض بالخميرة الرومية، وحتى الأشخاص الذين يتعالجون من الأمراض الخطيرة عليهم بالخبز الكامل، والأفضل أن يخلطوا هذه الحبوب فمثلا يخلطوا القمح والذرة ونسبة عشر بالمائة من الحمص أو الفول، ويطحنوا المزيج لصنع الخبز منه، فذلك يسهم في قوة التخمر ويعطي نتائج طيبة.

وأهمية الخميرة البلدية في الغذاء أهمية قصوى ومع ذلك يركز الناس على أشياء أخرى.
وإذا التقي الخبز البلدي مع زيت الزيتون والفواكه، يكون نظاما كافيا حتى للذين يتعالجون من الأمراض المستعصية.

ولا يصلح استخدام الخميرة الرومية (الغربية المغيرة وراثيا التي تباع في السوق) في الخميرة البلدية لأن الخميرة الرومية تقضي على البكتيريا التي في البلدية.
ويجب الصبر على خبز الخميرة البلدية لأنه هو الجيد للصحة حتى وإن كان إعداده يتطلب وقتا أو شكله يميل إلى اليبوسة، فهو الأفضل (والبعض للتغلب على ذلك عندما يدخل عجينه إلى الفرن يدخل تحته صحنا فيه ماء مغلي ليساعد في انتفاخ الخبز).
ويجب طبخ خبز الخميرة البلدية في فرن الكهرباء أو الحطب لا فرن الغاز، وأن يأخذ وقته في النضج لا تسريع نضجه.

الخميرة الكيميائية (Levure chimique):
تحدثنا عن خطورة شرب بيكربونات الصوديوم عشوائيا، وهذه الخميرة الكيميائية تحتوي عليها، وعلى حمض التارتريك والبيروفوسفات وقليلا من النشا لكي يتجانس دقيقها، إضافة لما تضيفه الدول المنتج من أشياء أخرى كمادة ملونة أو غير ذلك.
والمشكل في الأساس يأتي من المركبين الكيميائيين حمض التارتريك والبيروفوسفات لسموميتهما، أما البيكربونات فليست خطيرة على الجسم – أي ليست فيها سمومية – وهي موجودة في الطبيعة، وتدخل في مجال الملح وحمض الستريك، كذلك النشا لا مشكلة فيه.
فعندما تتفاعل البيكربونات مع حمض التارتريك في وسط مائي يحدث انتفاخ للكيكة كالإسفنجة، وهو النتفاخ سريع يطلبه الذين يقومون بإعدادها.

* الزعتر

أو الصَّعْتَرْ، من الأعشاب المعروفة للناس، وهو أنواع، وينبت في الدول العربية التي على حوض الأبيض المتوسط، وكان المغرب يصدره من قبل للدول الأوروبية.
ويزعم البعض أنه عالج بالزعتر أمراضا كالسرطان، وهذا كذب، فيجب الحذر من الدجاجلة، واستخدام هذه الأشياء بطريقة صحيحة يكون بجعلها في الأغذية، ويمكن بعد ذلك أن تعالج السرطان، لم لا.

الزعتر قوي ومعروف، ويجب أن يتوفر دائما في المنزل لأهميته. وعشبته عشبة قوية، وهي عشبة طبية، وفيه مركبات كثيرة، وتمثل الكارفاكرول والتايمول 70 بالمائة منها.
ومركباته تعمل مع بعضها البعض، والكارفاكرول من البوليفينولات، ويقوي الآبوبتوزيس التي عندما تكون في وضع جيد يقاوم الجسم كل الأمراض وأولها السرطانات.
ومركبات الزعتر طيارة، نشمها عندما نغليه، لذا فإن استنشاق بخار الزعتر ينظف المجاري التنفسية ويقضي على الجراثيم.
ويكفي استنشاقه 3-4 مرات يوميا لمدة 30 ثانية (أو أكثر قليلا) في كل مرة (أي بدون مبالغة)، فهو ينفع في الجهاز التنفسي.
وللعلم فإن استنشاق بخار الأعشاب كلها، مفيد.

وجميع المركبات الموجودة في النباتات مسكنة للأم.
وكان الناس يستعملون الزعتر كثيرا للآلام، كآلام المعدة وديدانها، وكذلك مشاكل الإمساك وغيره.
فكانوا من قبل يغلونه في ماء ويشربونه، لأنه يقضي على جميع أنواع الجراثيم.

والزعتر مفيد للإمساك والتقيؤات ومرض كرون، ومضاد لتخثر الدم، ويقوي الآبتوبوزيس، لذا ينفع في بعض أنواع السرطان كسرطان القولون والمعدة والمرارة، ثم بعدها سرطانات أخرى كسرطان الثدي والرحم والمخ والدم، والفضل في ذلك يعود للبوليفينولات الموجودة فيه.

وطريقة استعمال الزعتر هي غليه في الماء وشربه إذا كانت توجد آلام على مستوى الجهاز الهضمي كالتسمم والمغص إلخ.
أما استعماله الدائم للوقاية من الأمراض، فيكون عن طريق إدخاله في الغذاء، أي استعمال كمية قليلة من مسحوقه، تطبخ في الوجبات، فيمكن إضافته للشربة وحساء الشعير، وهو أحسن استخدام له، وكذلك لحساء الفول.
وأفضل من كل ذلك عجن الخبز به، فهو يعطل عمل الليكتينات هو وزيت الزيتون، ولا يتركها تؤثر على من لديهم مشاكل معها.
ولكي لا تسبب البقوليات الغازات والإنزعاجات الأخرى، يجب أولا طبخها جيدا بإعطائها الوقت الكافي عند طبخها، ثم وضع الثوم والزعتر وزيت الزيتون فيها.

ويمكن استخدام مسحوق الزعتر لعلاجات أخرى، دون الإكثار منه، لأن الإكثار من كل شيء يضر، حتى الفواكه عند الإكثار منها تسبب الإسهال، فيجب استخدام الأشياء بتوسط.
والزعتر ينفع جيدا مع الحلبة والحبة السوداء والكروية، فيتكامل معها من جهة المركبات، إذ تكمله ويكملها.
واستخدام الزعتر واقي من الأمراض بالنسبة للأصحاء، أما بالنسبة للمرضى فينفعهم في تأخيرها وشفائها، فهو نافع في السكري وغيره.

وبالنسبة لمرضى السرطان يستخدموا مسحوق الزعتر. والأفضل بعد العلاج الكيميائي شرب الماء بكثرة، وكذلك شرب الزعتر المغلي واللويزا لأنه يحبس سمومية تلك الأشياء، والأفضل استخدامه كمسحوق فهو أحسن بالنسبة للعلاجات الثقيلة من الزعتر المغلي، كالسرطانات والأمراض المزمنة الأخرى، ولا يستعمل بكمية كبيرة، بل تكفي ملعقة كبيرة واحدة منه في اليوم، أو تقسيمها إلى ملعقتين صغيرتين على مدى اليوم، فلا بأس.
والأفضل استعماله مع الحبة السوداء والحلبة والكروية، أي أخذ ملعقة كبيرة من مسحوق كل واحد منها يوميا للعلاجات الثقيلة، وإذا أضيف لذلك القسط الهندي فجيد، وإلا فلا بأس.
وهذه الأشياء تنفع في السرطانات الهرمونية كسرطان الثدي والبروستات. وكذلك في سرطان المعدة والقولون، وفي هذه الحالة يمكن إضافة شيء من القرفة، ولكن خمس الكمية فقط، يعني خمس الملعقة الكبيرة، لأن القرفة قوية لا يقدر عليها الناس، وهي مضادة للسرطان لأنها تحتوي على حمض السيناميك الذي يعتبر من أقوى المركبات الكيماوية التي تكبح السرطان. ولكنها – القرفة – ممنوعة على الذين عندهم مشاكل في الكلية كالقصور الكلوي.

أما الإستخدام العادي للزعتر فهو غليه، أو إفراغ ماء مغلي عليه وانتظار بعض الوقت حتى يمتزج به، ولا ينفع نقعه في ماء، فهو ليس من الأعشاب التي يصلح لها ذلك، أما الشاي والكركديه فبعكسه، لا ينفع فيهما الغلي، بل ينقعان في الماء.
ولا يجب الخوف من هذه الأعشاب، فهي مفيدة للجسم، ولا بأس من طلب شاي بالزعتر في المقاهي ليكون ذلك عادة، فالأعشاب في الأغذية لا تضر، ولكن المرأة الحامل تقلل منها أو تبتعد تماما عنها، أما غيرها فلا مشكل عنده في ذلك.

كذلك يغلى الزعتر ويعطى للأطفال الذين لديهم كحة أو تسمم على مستوى البطن.

ومن قوة الزعتر أن القنفذ عندما يأكل الأفاعي، يأكله مباشرة بعدها، فمن علمه ذلك غير الخالق سبحانه وتعالى.
وزيوت الزعتر الطيارة تقتل الحلزون.

ويدخل الزعتر في لائحة المشروبات المرفهة النافعة، وهو عشبة قوية جدا، أقوى من الأعشاب الأخرى كالشاي واللويزا، وفيه من المكونات الطيارة الشيء الكثير كالكَارْفَاكْلُورْ المضاد للأكسدة وغيره من المكونات الموجودة في الزعتر.
وهو مهم في إعادة ترميم خلايا الجسم، فيمنع شيخوختها، فيرفع الأبُّوبُوزِيسْ التي إذا ارتفعت فإن خلايا الجسم تكافح جميع الأمراض وأولها السرطان.
وهو معروف ضد المغص والإسهالات والتقيؤات والتسممات الغذائية عموما، فأحسن شيء يتناوله المصابون إذا حدثت هذه التسممات هو مشروب الزعتر أو الشاي أو اللويزا، أو الثلاثة معا أو اثنين اثنين، لأن مكونات الزعتر هي مكونات مطهرة تقتل الجراثم.
وعند الإصابة بتسمم غذائي يجب أولا التوقف عن الأكل، والإعتماد على شرب الماء. ومن الجيد شرب شراب ساخن كالزعتر بغليه في الماء، وتشرب كمية جيدة منه ككوبين كبيرين، فلا مشكل (شرب كميات كبيرة من هذه الأعشاب يسبب تسمما للكبد، لذا الأفضل التقليل، ولكن الزعتر يدخل في الغذاء، فلا بأس إذا كان الشخص مريضا أن يشربه ليتعالج)، فلا بأس بكوب منه أو كوبين، وهو يشرب بدون سكر، وإذا كان مع الأكل يكون أفضل، وإذا تم طحنه يمكن أن يضاف إلى كل الوجبات، وإلى الشاي بدل النعناع لأنه أفضل من النعناع بكثرة (فالفكرة هي إدخاله بكمية قليلة في الأكل، وفي حالة وجود مرض شربه مباشرة ليسهم في العلاج).

والتسممات البسيطة تسببها ميكروبات عديدة، ويمكن للزعتر الحد منها، لكن يجب الإنتباه لوجود تسممات تسببها جراثيم أخرى تترافق مع الحمى كالتيفوود التي يسببها ميكروب السالمونيلا، فهذه يجب فيها الإشراف الطبي.
ويمكن شرب الزعتر أثناء الوجبة الغذائية لتحفيز عملية الهضم – ويستحسن لأن يكون بكمية معتبرة كنصف كوب كبير مثلا.
ويجب ملاحظة أن الزعتر جيد للأمعاء، أما الحلبة فجيدة للمعدة.
وفي الزعتر بعض الكابحات للجراثيم المسببة للتخمر في الأمعاء، رغم أن فيه التوربينات التي زيادتها قد تضر بالكبد، ولكن القليل منه يوميا لا يضر فليست فيه سمومية بل ينفع في الجراثيم التي تسبب الإنتفاخات.

* الكركم

الخَرْقُومْ باللغة المغربية. من التوابل، وهو عشبة طبية وغذائية في آن واحد.
وينتمي لعائلة الزنجبيل، ولونه الأصفر ناجم عن المواد الدابغة التي يتضمنها (البوليفينولات). وكان الناس يستخدمونه لأجل لونه الأصفر.
وهو من التوابل، وهي مواد تستخدم لأجل المواد النافعة للصحة التي تتضمنها، لا لأجل الطاقة.
ومركبات الكركم ثلاث تسمى كِيرْكِيمِيدَاتْ، وهي التي تعطيه اللون الأصفر كما أن مذاقها جيد.
وأول بلد في العالم يستعمل الكركم في العلاج هو باكستان.
وقد ظهر في المغرب مركب كيميائي يعطي اللون الأصفر تستخدمه النساء بكثرة، ويسمونه الخرقوم، وهو في أكياس صغيرة، فهذا ليس الكركم، بل مركب كيميائي مسرطن خطير، ممنوع في أوروبا.
ويمكن شربه مع عصير الخضروات أو الفواكه، فيضاف إليها، وإضافته إلى الليمون جيد لحصوات المرارة والكلية.
وأيضا شربه في ماء مع فلفل أحمر وقبار والزنجبيل والخولنجان والقرفة إلخ.
وليست فيه سمومية لذا يمكن استعماله يوميا، فهو ليس خطير.
والأفضل لإستعماله هو وضعه في غذاء أو في ماء أو عصير.
وينبغي تناوله للوقاية والمساعدة في العلاج، لا لكونه يعالج.

والكركم يعمل جيدا مع الإبزار الذي يحفز مركباته. والمغاربة يضعونهما معا في الوجبات.
فهو يعمل مع الفلفل الأحمر، ومع الزنجبيل والخولنجان والقرفة والقُبَّار وغيرها، يعني أنه يعطي نتيجة أقوى إذا كان مع أحد هذه المواد.
ويعمل مع الحلبة، ومع أعشاب أخرى تشرب كالزعتر والزعفران وأوراق الزيتون ونبات الغار.
وبما أنه يتضمن مضادات الاكسدة، فهو مسكن للآلام لأنها ضد الإلتهابات.

وهو جيد للربو.
وجيد للنسيان، ويقي من الزهايمر.

وينظف الكبد من المواد السامة.
وبالنسبة للذين لديهم مرض الكبد عليهم عدم شربه مع الزعتر.
وكان يستعمل لعلاج مرض الجونديس، وهو ظهور لون أصفر في العينين بدون وجود التهاب كبدي فيروس.

وبالنسبة للذين لديهم القولون لا يتناولونه مع الحبة السوداء.

وهو يقي من سرطان القولون، ولا يعالجه، لذا يجب إدخاله في النظام الغذائي.
ويبالغ البعض في جعله علاجا لأمراض مستعصية كالسرطان، والحقيقة أن الكثير من المواد التي في الطبيعة تعالج الأمراض ومنها السرطان، وليس هو وحده، لكن المهم أن يعرف الواحد طريقة استعمال هذه الأشياء وأن يتخذها كوسائل واقية ومساعدة في العلاج، ويتفادي الخلطات التي تباع بزعم أنها تعالج من الأمراض.

والقرفة أقوى من الكركم في جميع العلاجات، ولكن تستعمل بكمية قليلة، وتعطي مفعولا في وقت أقصر مما يعطيه الكركم.

والمكون الخاص بالكركم هو الكِرْكِمِينْ، وهو أقوى مادة فيه (عند استخلاص مادة من المنتج تُعطى نصف اسمه ليسهل حفظ اسمها)، وهو من مضادات الأكسدة وكابحات السرطان، ويدخل في المسائل الكابحة والمسكنة للآلام كآلام المفاصل، وكذلك آلام الجهاز الهضمي، لذا كان يستخدم في المطبخ كثيرا.
وهو المادة الوحيدة التي درجة سموميتها قليلة جدا، فلا يضر من لديهم السكري وغيره، لذا يمكن استهلاكه بكثرة فهو لا يضر بعكس القرفة التي الإكثار منها يضر، بل هي خطيرة على من لديهم قصور كلوي.

ويمكن وضعه في العصير وشربة الخضار والحساء، لكي يتم استهلاكه مع الأغذية بكمية جيدة. فهو مفيد في المغص والتهابات الجهاز الهضمي. كما يحفظ من السرطان، وخاصة سرطان القولون.
كما يثبط الآلام على جميع مستويات الجسد سواء على مستوى القلب أو المفاصل أو الجهاز الهضمي لأن المضادات للأكسدة معروفة بأنها مسكنات للإلتهاب.

وأخذ الأعشاب كلها بكثرة يسبب سموما، لذا الأفضل أخذ القليل منها. والكركم واللخولنجان هما الوحيدين من بين الأعشاب اللذين يمكن استهلاكهما بكثرة.

* الكمون

أهم شيء في الكمون هو رائحته الزكية. ويحتوي على مركبات قوية، ومركبات طيارة هي التي تعطيه رائحته الطيبة، وهو للإستهلاك لأهميته، فهو مخفض الحرارة لمن لديهم حمى، ويستهلكه الأطفال أيضا لأنه غذائي، وهو مضاد للجراثيم، ويعمل جيدا مع الكزبرة، ويخفض الكولسترول إذا استهلكت منه 5 جرامات في اليوم، ويخفض الوزن إذا تم شربه منقوعا في ماء مغلى لمدة، ويخفض الإرهاق والتوتر، ويساعد على النوم إذا شُرب في المساء، ويُشرب في كل وقت، ويمكن اضافته للشاي أو شربه لوحده، ويعمل جيدا مع الحبة السوداء والينسون النجمي والينسون والشمر.

وهو مسكن للألم الذي على مستوى الجهاز الهضمي، ويشرب بعد الأكل لمساعدته في الهضم، والتخفيف من مشكل التحمضات والغازات على مستوى الأمعاء، وللذين لديهم تقرحات على مستوى القولون، فهو مفيد في تلك الأشياء، وله أسرار أخرى فهو من كوابح السرطان، ويشرب للسكري كمريح للمصابين به، وليس علاجا له.

والأعشاب والتوابل التي تنفع في الحساسية والربو، لا تشفي من ذلك، ولكنها تساعد فيه. فمنها الريحان (هذا هو اسمه وليس الحبق) والصنوبر والأوكاليبتيس، فعمل الشاي بهذه الأشياء مساء يكون جيدا.

* القرفة

واسمها La cannelle بالفرنسية وCinnamon بالإنجليزية. وتقترن بمنطقة السيلان الموجودة في الهند، هي والشاي، فسكان هذه المنطقة لديهم بشرة داكنة ولا توجد لديهم شيخوخة مبكرة ولا أمراض القلب والشرايين، حتى السرطان يقل فيهم.
وبالنسبة لنا كباحثين واعتمادا على المختبر يمكن اعتبار القرفة أفضل من الزنجبيل.
والمكون الأساسي لها هو السِّنامَلْدِهايْدْ (مشتق من اسمها وهو السِّينامِنْ بالإنجليزية)، وفيها مكونات تخفض السكر في الدم لأنها تساعد مثل كل مضادات الأكسدة، على وصول السكر إلى الدم، وكذلك تخفض الضغط وتنشط خلايا البنكرياس. وتثبط كذلك الآلام كآلام المفاصل والروماتويد وآلام الظهر، فلا تترك حمض الآراشيدونيك المسبب للألم يخرج.
أي أنها تساعد المرضى وتقي، لا نقول أنها تعالج، ولا نعرض الوصفات بناء على ذلك، فحديثنا عن المكونات الغذائية النافعة ومنها القرفة. وإذا وفق المريض إلى تناولها مع أشياء أخرى ربما يكون العلاج، لم لا، فالشفاء بيد الله وحده.

والقرفة قوية لذا قد تسبب مشكل للناس الذين لديهم قصور كلوي، فالأفضل بالنسبة لهؤلاء أن يتجنبوها في الأكل.

وهي كابحة للجراثيم، وإذا أضيفت للأكلات – حتى اللحوم – لا تفسد ولا تتعفن، وبذلك يتم حفظ الطعام.

ويمكن شربها كقهوة، تعصر في العصارة كقهوة بنفس الطريقة وتشرب كشراب ساخن، وقد تمزج مع الزنجبيل (تسخن الجسم وتعطيه حرارة كالزنجبيل) والخولنجان معا، فيمكن تناولها مساء كغذاء بالنسبة للناس الذين لديهم آلام، فهي تسخن الجسم وتعرقه وتطرد السموم من الجسم، وبالتالي تدخل في النظام الغذائي لأنها منظمة للجسم بطرد السموم وغيرها.

ويستهلكون في القارة الهندية التوابل الحارة كالزنجبيل والقرفة والإبزار، أما في المغرب فنستورد الأكاسيا، وهو نبات من نفس الفصيلة ولكن تركيز المكونات فيه أقل من القرفة الحقيقية، ولكن لابأس به.

وأهم فائدة لها هو كبح التعفنات الناتجة عن تواجد الجراثيم في الطعام عند حفظه في الثلاجة، ولا أوصي بحفظ الطعام بل أكله أو التصرف فيه، وعدم حفظه لأن الجراثيم التي قد تتسلل إليه قد تسبب سموما، خاصة للأطفال.

ويمكن إضافة القرفة إلى الشاي والعصير والشوربة والأرز والحريرة وكل المأكولات.
والواجب إستهلاكها يوميا.

ومكوناتها كلها عجيبة، فهي تخفض الضغط والسكر في الدم ككل مضادات الأكسدة، لذا يجب إدخالها في الغذاء اليومي لمرضى السكري.
وتنفع كذلك في آلام المفاصل وآلام الجسم ككل، مثل آلام الظهر، إذ تساعد في نقص الآلام.
ولكنها خطيرة على من لديهم قصور في الكلى لأنها تضر بها.

ويمكن شربها كقهوة (ووضعها في عصارة القهوة مثلها)، وتشرب كشراب ساخن، ويمكن مزجها بالزنجبيل أو الزعتر أو الزعفران أو الخولنجان، فهي مسخنة للجسم مثل الزنجبيل، فلا بأس بشربها مساء بالنسبة لمن لديهم آلام في المفاصل والظهر.
وتستهلك في الهند هي والتوابل الأخرى بكثرة مقارنة بالمغرب.

* القرنفل

واسمه بالفرنسية girofle. يدخل في التوابل. وكانوا قديما يتطيبون به لرائحته الزكية.
وكذلك حبوبه لها قوة، فتستهلك منها حبيبات فقط، ومن يقدر على استهلاك ملعقة صغيرة منه، فلا بأس، لكن التوابل عموما تستهلك بكميات قليلة إلا الكركم يمكن استهلاك ملعقة كبيرة منه أو أكثر.
فأي كمية قليلة من هذه التوابل تكفي للجسم ولو كانت قليلة، لأن دورها تحفيزي للمكونات الأخرى فلا داعي للإكثار منها. ويعني ذلك أن استهلاك القرنفل وحده سيضيعه لأنه محفز، لذا يجب استهلاكه مع أشياء أخرى.
وهو يحتوي على مكونات قوية نافعة في كثير من المشاكل. ففيه الأجينول والكاريفونيل، وهو قوي يحرق في الفم، وهو مسكن، كما يستعمل كثيرا في طب الأسنان لتهدئة آلامها لأنه يقوم بتبنيجها تقريبا.
ونلاحظ أن هذه الأشياء إذا كانت مع بعضها البعض تكون أقوى، فمثلا الجمع بين الكركم ولبزار في وجبة، إلخ.
فهذه التوابل تستهلك مع الأغذية، ويمكن إضافتها لشراب القهوة أو القرفة، أو لشراب الزنجبيل فذلك جيد.

وقد ثبت ببحث أجري على الحيوانات أن القرنفل يكبح بعض خلايا السرطان، ولكن هذا على مستوى الحيوان حسب التجربة.
والناس يركزون على القرفة ولبزار والكمون، وينسون القرنفل.

* الإبزار

وفيه النوع الأسود والنوع البيض. وفي الدول المنتجة له يستهلكون حبوبه طرية مع الغذاء، أما نحن فنستخدم الحبوب اليابسة المطحونة.
وهو لا يضر المعدة حتى بالنسبة لمن لديهم تقرحات في المعدة، فهو يضمد هذه القروح إلا قرحة المعدة فإنه يُمنع على أصحابها، يعني أنه في العموم مفيد للمعدة.
ويكفي منه القليل كأخذ ما بين الإصبعين.
والبِيبِيرينْ الموجودة فيه تزيد في مفعول كل المكونات الأخرى، يعني وضع القليل من الإبزار مع المكونات الأخرى ينشط هذه المكونات بما فيها الكركم.
ويمكن اضافة حفنة بين الأصبعين منه إلى القهوة وشراب الكركم وشراب القرفة والزنجبيل والزعتر والزعفران، وكل المشروبات ليحفزها، فهو محفز للكثير من المواد.

والإنسان اليوم أصبح غير قادر على الإبزار بسبب ضعف جهازه الهضمي نتيجة للظروف المستجدة في هذا العصر، فهو ليس كالإنسان القديم القوي. فربما يضع الواحد منه قليلا في الوجبة ويحس بحرقة في المعدة. وعلى العموم لا يضر إذا استخدم بالكمية المناسبة، وهي قرصة اصبعين في الطبيخ أو مشروب ما.
وفي المغرب العربي لا نضيف الإبزار إلى الشراب كالزنجبيل أو العصير أو الشاي لكي تحفز البيبيرين مكونات هذه الأشياء، وذلك مطلوب.

* الفلفل الحار

من الخضروات التي تعتبر توابلا.
وقد يسحق أو يجفف، ويضاف إلى الطبيخ.
ولكل نبات سر، فمادته القوية هي الكابسايشين، وتستعمل في القنابل المسيلة للدموع.
وهو جيد للمعدة، ينشطها ويضمد جراحها.
وينشط كذلك الهرمونات مثل كل التوابل الحارة.
ويدخل في نظام المصابين بالسكري لأنه يساعد في ضبط الدم.
وهو ضد التهابات الجهاز الهضمي، ويقضي على الطفيليات فيه. وهو جيد للمعدة كالزنجبيل الذي لا يؤذيها.
والممنوع هو استخدام كمية كبيرة منه، أما القدر الضئيل ككل التوابل، فلا بأس.
وهو محفز للبهارات الأخرى.
ويسخن الجسم فيحس آكله بالتعرق.
والأفضل إدخاله في النظام الغذائي – هو والتوابل الأخرى – ليعمل كواقية، وكشفاء من الأمراض، فالشفاء بيد الله.

* إكليل الجبل

يسمى باللغة المغربية اليَزِير والروزماري (Romarin)، يعتبر عشبة آمنة الإستخدام. ويمكن شربه كشاي هو والكثير من الأعشاب.
وقد بدأ الناس يهتمون به ويزرعونه بكثرة في الآونة الأخيرة كمكون سحري بعد أن كان مهملا.
فهو والزنجبيل أقيمت حولهما دعاية كبيرة حتى ظن الناس أنهما يشفيان من كل الأمراض.
وقد كان استخدامه مقتصرا على وضعه في بعض الوجبات، ولم يكن المغاربة يشربونه.
وهو عشبة لها رائحة زكية ونكهة جيدة، ويكن شربها كشاي أو وضعها في الشاي، وفيها مكونات طيارة.
وينتمي لفصيلة النعناع. وفيه “الرُّوزْمَارِي أَسِيدْ” والبُورْنْيُولْ والسِّينْيُولْ.
وللإستفادة منه لا يجب فصل مكوناته عن بعضها البعض لأن ذلك يفقدها قوتها فهي تعمل مع بعضها البعض، فمثلا لا يستحب استهلاك زيته وحده (كل الزيوت المستخرجة من النبات ناقصة المكونات، لذا من الأفضل استخدام النبتة ككل بدل فصلها عنها)، ولا يوجد له خل كما يزعم البعض.
ومكوناته الطيارة مسكنة للآلام، وتساعد على الهضم بالنسبة للذين لديهم مشكل فيه، يمكنهم شربه بعد الوجبة، والأفضل بعد الأكل بساعة لكي يكون الهضم جيدا (معظم السوائل ينبغي شربها بعد الأكل بمدة ليكون الهضم جيدا).
وعندما يغلى إكليل الجبل في الماء تضيع نسبة 70 بالمائة من زيوته الطيارة.
ويمكن استهلاكه كمسحوق.
وعندما يكون في طور الإزهار يكون تركيز مكوناته أكبر.
وهو عشبة عادية جدا يمكن شربها مع الشاي أو قبل النوم لأنها تساعد عليه.
وهي عشبة حافظة للجهاز العصبي مثل السالمية واللويزا، والأخيرة أفضل منهما لأنها تمنع القلق وتساعد على الإرتخاء والنوم، وتدفع شيخوخة الجهاز العصبي. وكل هذه الأعشاب تساعد في ذلك.
فالأفضل هو استهلاكه لأنه مفيد.

* الزعفران

يسميه المغاربة “الزعفران الحر أو الزعفران شَعْرَة”، ويدخل في التغذية. وكانوا من قبل يصبغون به الثياب والشعر، ويكتبون به.
ولا تستطيع الحشرات الآكلة للكاغد – الورق – ـن تأكل ما كتب به، ففيه مواد حافظة للجسم كالفلافونويدات، ولونه لون السرور الأصفر، وطعمه جيد.
ومواده القوية هي الكْرُوسِينْ والبِيكْرُوكْرُوكْسِينْ والسَّافْرَانَالْ، فهو مهدئ جيد للأعصاب، وكابح للسرطانات كسرطان القولون.
وفيه أملاح معدنية كالسيلينيوم الذي يعتبر قليلا في الطبيعة، وهو من مضادات الأكسدة. ومضاد للغازات التي يشتكي منها أغلب الناس اليوم، والتي تعني أن الجهاز الهضمي أصبح مريضا، ولا يمكن أن يمرض إلا بسبب الغذاء الغير سليم، فالأكل عندما يدخل الجسم يخلف جذورا حرة، والزعفران مضاد لتلك الجذور.
ولا يوجد دواء محدد للغازات لذا دواؤها الأنجع هو الغذاء الطبيعي الجيد كعصير السفرجل في ماء، والبطاطا الحلوة والقصبية، وغيرها.
وثمن الزعفران مرتفع شيئا ما، وهو منتوج مغربي وطني، وهو مادة قوية، ويباع منه القليل بالكثير من المال مما يوحي بأنه مثل الذهب الذي يباع بالجرام بسعر غالي.
وهو مفيد للتوتر العصبي ولمشاكل الغازات، ومنقي للبول إذ يوزان الماء داخل الجسم، ومفيد كذلك لمرضى السرطان.
وهو مفيد في حفظ الجسم، والأفضل وضع 5 شعرات منه في ماء ساخن وتركها تنقع مدة ثم شرب ذلك وأكل الشعيرات، ويصلح للكبار والصغار.
ويمكن وضعه في الشاي، فهو شراب قوي جدا أقوى بأضعاف من الزنجبيل (يجب ملاحظة أن الزنجبيل قد دخله التغيير الوراثي لأن الطلب العالمي عليه أصبح مرتفعا).

ويفضل شرب منقوع الزعفران ليلا لأنه يساعد على النوم، ومن الأفضل شربه ساعتين – على الأقل – بعد الوجبة لأن مكوناته تساعد على الإرتخاء والراحة والنوم.
فهو مفيد للذين يعانون من الأرق والقلق ومشاكل الأعصاب. ويكفي القليل منه لأنه غالي الثمن، و0.5 جرام منه يوميا تكفي الجسم.
ومكوناته مضادة للإلتهابات بصفة عامة.
وليست له سمومية ولا يدخل في الأعشاب الطبية بل في الأغذية.

ويمكن للأطفال شرب قطرة منه لأنه مهدئ لأعصابهم.
وكذلك الذين يتعالجون من السرطانات يساعدهم، وهو خير لهم من المشروبات السكرية الأخرى.

ويجب أخذ الأوراق البنفسجية مع شعيراته الحمراء الجميلة معا، لأن تلك الأوراق يمكن استخدامها كشراب أو كتوابل في الأطعمة، فلا يجب أخذ الشعيرات وترك بقية مكونات الزهرة، ففيها مكونات قوية نافعة للجسم.

* القُبَّارْ

نبات الكُبَّارْ باللغة المغربية، وبالإنجليزية Capers. من التوابل، ويتم إنتاجه كثيرا في المغرب العربي. ولكن القليل في المغرب من يعرفه رغم أن المغرب من المصدرين له، لذا يقل استهلاكه.
وله مذاق حار. وهو مثل التوابل الأخرى يستعمل بقلة في الغذاء ليقي الجسم، أما استخدامه بكثرة فقد يضر الكبد والبنكرياس والكلى وغيرها.
وفيه مكونات قوية موزعة بينها كل حسب ما يميزه.
وفي القبار مادة الكارْيُوتينْ، وفيه مادة الرُّوتينْ التي تعتبر من مضادات الأكسدة القوية جدا، وفيه الكارْيُوفيلينْ التي توجد في القرنفل بنسبة أقل، والأجينولْ الذي في القرنفل لا يعمل إلا مع الكارْيُوفيلينْ والكامْبْفيرولْ، إذن يتماشى معه القبار (كذلك تتماشى البيبيرين الموجودة في الإبزار – الفلفل الأسود – مع الكركمين الموجودة في الكركم. وكل التوابل تتماشى مع بعضها البعض لأن فيها مواد محفزة للجميع، يعني أخذ القليل من كل التوابل يضاعف قوة الجميع).
وإذا تمت إضافة الكمون وحبوب الكزبرة وبعض الأشياء كالينسون والشمر والكروية ونجم البحر إلى التوابل يكون أفضل.
ومادة الروتين هي التي تنشط افراز أكسيد النيتروجين الذي يساعد على تمدد الشرايين فلا تضيق بالدم وبالتالي يخفض ذلك من الضغط ويجعل أصحابه وأصحاب أمراض القلب والشرايين يرتاحون.
كذلك فيه مادة الْكْوِيرْسيتينْ الجيدة لأصحاب الربو والحساسية، وهي مادة توجد في شجر البَلُّوطْ (الكويرتس)، فالدباغ الذي كان يؤخذ من هذه الأشجار غني بهذه المادة.
وفيه القليل من الأحماض المهمة التي تحفز الأشياء الأخرى.

* الريحان

قال الله تعالى: “وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ”. فلماذا اختار الله تعالى الريحان في هذه الآية عندما ذكر ما وضع في الأرض ومن ضمنه الأشجار، كما اختار الإبل التي لا يشبه خلقها خلق أي حيوان آخر؟
اختارها لأن الريحان هو سيد الأشجار فيما يخص الرائحة الزكية والتطهير، ولا يضر ما يغسل به، حتى الرضع يمكن غسلهم به.

وشجرة الريحان شجرة صغيرة تصل إلى 2 متر أحيانا. وهي دائمة الخضرة كالطلح والسدر، ولا تسقط أوراقها كالأوكاليبتس والنخيل. وتنتج ثمارا سوداء.

وشجرة الريحان هي الشجرة الوحيدة الغير مثمرة التي وردت في القرآن، وقد وردت في القرآن أشجار منها “اللينة” وهي غير معروفة، وشجر التين والزيتون والعنب والرمان والتمر. فهذه الخمس يجب إعطاؤها أهمية أكبر من غيرها.
وقد تم ذكر الثمار بصفة عامة في سورة النحل. وقد أقسم الله تعالى بشجرتين هما التين والزيتون. وتم ذكر أشجار ذات ثمار لا تؤكل، وذلك في سورة سبأ مثل الأثل والسدر والخمط، فهذه ذكرت كنقمة، فالناس لا يعيشون بالنبق ولا الخمط ولا الأثل.

فشجرة الريحان تطهر، ولا يوجد نبات على وجه الأرض يطهر مثل الريحان، فماء الريحان يغسل الجسم من الخارج ويعطيه رائحة طيبة. وهو غير مضر.

ويطهر جيوب الأنف عند استنشاق رائحة مائه. ويمكن المضمضمة به، ويغرغر به، ويشرب، ويقطر في العين والأذن، ويغسل به الشعر والجسد كله، وطريقته أن يتم غليه في ماء، ويجعل المستحم مائه هو آخر ما يصب على جسده وشعره إذا انتهى.
وحتى الأطفال الرضع الأفضل أن يتم غسلهم بماء الريحان.
وفي الريحان مواد طيارة.
وهو مطهر للجسم أيضا من الداخل، فيقتل الجراثيم بفعالية.
فشجرته تدخل في التغذية، وهي ليست ضارة ولا تصنف مع الأعشاب، فيمكن الطبخ بأعراشها كما يُفعل بالمعدنوس والبقدونس، وكذلك يمكن غليها كشاي، أو وضعها في الشاي والحليب، فذلك أفضل لتلك المشروبات.
وهي شجرة مطهرة ومعطرة. وحتى المناطق التي تكون فيها تكون مناطق غير ملوثة.
وهي شجيرة غابوية مقاومة للحرارة، وتخرج بعض الحبيبات في الشهر الخامس والسادس، ويكون تركيز المواد الفعالة في حبوبها أكثر منه في أوراقها.
وهي شجرة طاردة للحشرات، وتعطر المنزل، يمكن وضع أعراشها في السيارة لتعطي رائحة جيدة مقارنة بروائح الزيوت المنبعثة فيها. ويمكن وضعها في البيوت لطرد الحشرات فالأخيرة لا تقربها.
وهي مسكنة للجهاز الهضمي بالنسبة للذين لديهم غازات أو مشاكل على مستوى الجهاز الهضمي. وتطهر الجهاز البولي من التكيسات التي تكون على مستواه، ولا نتحدث هنا عن وصفات سحرية للعلاج، بل نذكر خصائص هذه الشجرة. فهي غير سامة ويمكن شربها.

وبعض الناس لديهم روائح في أجسامهم، وتوجد في شعرهم وبين أظافرهم وفي أرجلهم بعض الخمائر، ويغتسلون بكل شيء إلا الريحان مع أنه الأنفع لهم.
ولا يجب غسل الوجه بالصابون لأنه يتعب البشرة، فبشرة الوجه جلد ناعم وخاص، وشعيراته الدموية قريبة جدا، تخرجها أبسط حكة. فغسله بالصابون الذي فيه بعض العناصر كالزئبق، خطير عليه، ولا بأس بالصابون الطبيعي.
وغسل الوجه بالريحان يجعله ينظف العينين من جراثيمها، وينظف الأنف، ويكون الوجه وضاء، والجلد مستريح، بعكس إكثار النساء من مواد التجميل حتى وصلن إلى درجة لا يمكنهن معها الخروج بدون وضع مواد التجميل، يعني أنهن اتبعن طريقة غير طبيعية ولا بسيطة. والبساطة أفضل وأكثر بركة.

وإذا شرب الريحان في المساء يهدئ الأعصاب، وينظف الجسم من الخارج والداخل.

والزعتر يستعمل أكثر من الريحان، والريحان أقوى منه.

* حبوب القرعيات

أو بذور القرعيات، كالبذور التي في البطيخ الأحمر والأخضر، وبذور الشمَّام وبذور القرعيات وبذور اليقطين. نصنفها مع الحبيبات لأنها تحتوي على المكونات القوية الموجودة تي فيها كالفيتوستروجينات والفيتوستيرولات، ولا يستهلك كثير منها، لكن يمكن استهلاك كمية معقولة، أما بذور نوار الشمس فمادة غذائية يمكن استهلاك حتى 50 جرام منها.
وفي بذور القرعيات مواد خاصة بها، وتتميز بزيوتها، واستهلاك حفنة من البذور يوفر كمية لا بأس بها من زيتها (يجب الإبتعاد عن الزيت المستخرج، واستهلاك الحبوب بدلا من ذلك).
وفيها الأوميجا 3 والفيتامين E (التُّوكِيفِيرُولْ) وكلاهما مضاد للشيخوخة، وفيها معدن السيلينيوم وهو مضاد للشيخوخة أيضا، وفيها معدن الزنك، والقليل من الآيودين، وفيها التريبتوفين الذي يساعد على النوم.
ويجب استهلاك بذور القرعيات بغلافها فذلك أفضل لما تتضمنه من ألياف جيدة وملينة ونافعة للقولون.
ويجب استهلاك بذور القرعيات بدون ملح لأن كثرته تجعلها غير نافعة بل ضارة، خاصة للأطفال.

ومعادن السيلينيوم والنحاس والمنغانيز، تحفز انزيم “الْجْلِيتاتينْ أوكسيديز” وأنزيم “السِّيبِيرْأُوكْسايْدْ دِيسْمِيتايْزْ” 1 و2 (SOD) في داخل الجسم، وهذين الأنزيمين إذا كانا ناشطين في الجسم فلا يمكن أن يتسمم أو يقع فيه تخرب داخلي، وهذه المعادن الثلاثة موجودة في بذور القرعيات.

وفيها مواد أخرى، ولكن أقوى مكوناتها هي الأوميجا 3 والسيلينيوم والزنك وحمض التريبتوفين والألياف الملينة للجهاز الهضمي والفيتوستروجينات والفيتوستيرولات.
فيجب أن تدخل بذور القرعيات في الغذاء (أي في الوجبات اليومية).
وهي مفيدة للبروستات لكن لابد للمرضى بها من التوقف عن تناول اللحوم.
أما ضبط الهرمونات في الجسم فيؤدي إلى راحته من أغلب الأمراض. والحبوب عموما تساعد على ذلك إذا دخلت في الغذاء.

* الكزبرة

إما أن تكون طرية أو على شكل حبوب، وحبوبها خفيفة مكونة تقريبا من الغلاف وحده، فلا تعطي وزنا ملاحظا إلا بكميات كبيرة لذا لا يحبها الفلاحون.
وزراعتها لا تتطلب سماد ولا مبيدات، ولا أي شيء، ومع هذا يستوردها البعض عندنا من فرنسا.
وفي القِدم كانت النساء يحرقنها ويتبخرن بها ويشممنا بذريعة أنها تطرد الجن.
وهي قوية من حيث الفيتوستروجينات والفيتوسترولات.
وتخفض الضغط وتحفز الهرمونات الداخلية مثل الأنسولين.
ومركباتها تقتل جراثيم المعدة والجهاز الهضمي ولا تمس البكتيريا اللبنية. وقد جربنا تركيزا منها بخمسة أضعاف ولم يقتل البكتيريا اللبنية.
وتمنع كذلك تمثيل بعض البكتيريا التي تنمو بخفية في الغذاء.
وتقضي على البكتيريا الضارة في القولون مع تركها للبكتيريا اللبنية النافعة.
وعند تناولها لا يكون إمساك.
وإذا اجتمعت مع زيت الزيتون وحبوب الكتان والكركم والشعير، لا يحدث إمساك.
ويمكن شرب الكزبرة بدقها ووضعها في ماء ساخن. كذلك طحنها ووضعها في دقيق القمح أو الشعير أو في شوربة، فذلك جيد. يمكن دقها وتخزينها في زجاجة مثل بقية التوابل ليسهل استخدامها.

* لَمْخَيْنْزَة

اسمها بالعربية الأَثْنِيَة العِطْرِية.
وهي منكهة للطبيخ، وتضاف للعصائر، وتستعمل في العلاج الطبي.
ويكفي منها ورقتان توضعان في الأكل.
وهي مهمة جدا، ويجب توفرها في المنزل.
وتعمل جيدا مع قشور الفواكه الحامضة كالليمون الحامض.
ويجب استعمالها بكمية بسيطة. وانتظار نتائج ذلك على المدى الطويل، لا شربها 5 مرات في اليوم، وأخذ قبضة كبيرة منها، بل القليل منها يكفي.
ويمكن غليها لعمل شاي بها، أو وضعها في الطبيخ، أو في العصائر، خاصة عصير الخضروات لأنها تتضمن مادة تعمل جيدا مع الخضروات.

وتحتوي على الهِيسْبِيرِيدِينْ وعلى بعض الحمضيات والفلافونويدات والمكونات الأخرى.
وتنفع الهيسبيريدين في الشرايين فتحفظ من التأكسدات، وتنشط الدورة الدموية في حال الدوالي والبواسير، وتوصف لعلاج الدوالي.

وتقضي على جميع طفيليات الجهاز الهضمي، ولها خصائص مضادة للإلتهابات.
وتنفع الجهاز الهضمي لمرضى التوحد لأن مشاكل تعفنات الأمعاء ظاهرة عندهم، وهي مضادة للفطريات والخمائر.
وكل ما يقضي على الفطريات يقضي على الفيروسات أيضا.

وليس لها سمومية، وتصلح للكثير من المشاكل كالتعفنات ومشاكل الدورة الدموية.
وتخفض الحرارة في حالة الإصابة بمرض تعفني.

وتستعمل في طرح السموم من الجسم بوضعها في عصائر الخضروات والفواكه (أي في الديتوكس).

ويمكن وضعها على الجلد وفي الشعر، وكذلك تقطيرها في آذان الأطفال لعلاج التعفنات.

وهي مسكنة للآلام.

* التالغودة

هي عشبة غذائية وطبية في نفس الوقت، فلا داعي للتخوف منها.
وتسمى بالتَّالْغُودَة، وهي نبتة لها جذور وبصلة صغيرة، معروفة مغاربيا، وتعرف في المغرب أيضا بالبَكْبُوكَة.
وكان الناس في المجاعات يتغذون عليها مثلما كانوا يتغذون على عشبة يَرْنِيكْ التي لها بصلة صغيرة أيضا، ولكن نكهة التالغودة أفضل. فكانوا يعيشون بها في المجاعات.
وتصل ل 60 سنتمتر في الإرتفاع.
وقد أجريت حولها أبحاث كثيرة تثبت فوائدها للغدة الدرقية. وربما يشير اسمها إلى أهميتها للغدة الدرقية (غودة).

وأفضل استعمال لها هو عجنها في الخبز، أو طبخها في الحساء أو الشوربة، ويمكن استهلاك كمية كبيرة منها أكثر مما يمكن استهلاكه من الأعشاب الأخرى، فهي عشبة مغذية، وفيها المركبات الطبية، وسرها هو مركب الكَارْدْيَاكْ جْلِيكُوزَايْدْ، وهو ستيرويد متحد بسكر، وهذا المركب هو الذي يضبط نبضات القلب.
وتصلح كذلك لجميع الغدد الموجودة في الجسم وليس فقط الغدة الدرقية، فتضبط جميع الغدد، وتنفع مبيض المرأة، بل لها شكله.
ولكن الغدة الدرقية هي أهم غدة في الجسم لأنها التي تنظم الحرارة والشهية ونبضات القلب والخصوبة خاصة عند الرجال فإنها تنفعهم جدا كما تنفع النساء، ولكن بدرجة أقل من النساء.
وربما لا يقع الحمل، ويكون السبب في ذلك هو الغدة الدرقية التي لها تأثير على عدد الخلايا المنتجة للحيوانات المنوية، فقد يكون المشكل من الغدة الدرقية، وهو ما يجهله الكثيرون حتى من الأطباء.
كما تضبط الغدد الصماء، وسميت الغدد الصماء لأنها تفرز في الدم مباشرة، أي لها علاقة بالدم.
والكثير من الناس يشتكون من الغدة الدرقية، لكن يجب عند استخدام هذه العشبة، معرفة أن أولا شيء يجب القيام به هو تجنب الأشياء التي تخرب الغدة الدرقية وهي المعادن الثقيلة، فالتسمم بالرصاص الكادميوم، يخربها، كذلك التسمم بالزيوت المهدرجة والزيوت المكررة (زيوت الطبخ لأن فيها الترانس، ثم مواد التجميل ومواد التنظيف ومواد التطهير، كالمواد التي توضع في الحمام لتنظيف الجسد بها، وحتى معجون الأسنان).
كذلك خطر استخدام حبوب منع الحمل. فالأفضل أن تبتعد المرأة عن حبوب منع الحمل، لأن جميع الهرمونات تخرب الغدة الدرقية.
كذلك يخرب البلاستيك النظام الأندوكريني، لذا على الذين يعانون من الغدة الدرقية أن لا يأكلوا ولا يشربوا من الأواني البلاستيكية، وكذلك الابتعاد عن مواد التنظيف والتطهير كلها، سواء منها الذي يستعمل لغسل الثياب أو الأواني أو غير ذلك.
كذلك الأشعة التي تجرى للأسنان والفم بدون واقي، تخرب الغدة الدرقية.
وتوجد أشياء أيضا في الجو يتم استنشاقها وتخربها.
ومن الأعراض البسيطة ما يسمى الْجْوَاتَرْ، فهذا يتعايش الناس معه، لكن يجب أن يكون فحصه جيدا.
كما توجد أورام في الغدة الدرقية، وهي لا تنتشر في الجسم. فإذا كانت التحاليل جيدة، ولا توجد أعراض كتسارع نبضات القلب والحرارة، فلا يجب التسرع فيوجد وقت للعلاج.
ولابد من الحجامة للذين لديهم مشكل في الغدة الدرقية.
يعني لابد من اتباع العلاج، ثم يأتي دور التالغودة، وهي نبات بري، ولا يجب شرائها بثمن مرتفع، فالباعة يفزعون النساء ليبيعونهم أشياء عادية وموجودة كأنها نادرة، وقد كانت هذه العشبة تباع بدرهم واحد، وهي موجودة في كل البلدان.
ويمكن استهلاكها طازجة أو مع اليوغورت، وأحسن استعمال لها أن تطحن وتستعمل مع عصير الخضروات، ويكفي منها 3-5 حبات فلا مشكل لأنها مادة غذائية، فتوضع في العصير، حتى عصير الفواكه.
وتحتوي على البوليفينولات، وبوليفينولاتها تتفاعل مع الهرمونات، لذا تضبط الغدة الدرقية بعد مدة 3 أشهر أو سنتين، الله اعلم، فالأعشاب الطبية تتطلب وقتا.
واستهلاك 5-6 حبات يوميا كافي، وبالنسبة للذين لديهم الغدة الدرقية يمكن استعال ذلك مرتين في اليوم.
وينفع البروبوليس كذلك في الغدة الدرقية، لكن يجب الإنتباه للبروبوليس الذي على شكل بودرة أو المخلوط بعسل، فهذا ليس حقيقيا.

وكذلك تساعد على النوم، ولها طعم محبب ورائحة زكية وشكل جميل.
وتقضي على طفليات الأمعاء، ومشكل الطفيليات هو المشكل الأول لدى مرضى التوحد، فتعطى لهم.
ولديها زهور وبالتالي حبوب، وحبوبها طاردة للغازات لذا جيدة لمن لديهم مشكل الغازات، وتضبط الخمائر الموجودة في الأمعاء.

وهي مضادة للسرطان.

* جوزة الطيب

الجُوزَة باللغة المغربية (الجيم معقودة Noix de muscade). نُدخلها مع التوابل – وليست منها – لأنها من الأشياء التي يجب استخدام القليل منها في الطعام مثل التوابل.
وتستعمل في رمضان ووجبات الحفلات والأعراس أكثر، ولا تستعمل في الأيام العادية بكثرة.
والمكون القوي فيها هو المِيرِيسْتِيسِينْ، ويساعد على النوم فلديه فاعلية ضد الأرق، وتساعد كذلك على الراحة.
فالقليل منها لا يضر كنصف حبة أو حبة إلى حبتين.
ولكي يكون لها تأثير سلبي يجب أن يؤكل منها 5 جرامات، وهذا غير ممكن.
وهي لا تضر، وليست سامة، ولا تصل لحد التخدير رغم أن مادتها مريحة جدا.
وهي منكهة للحلويات وغيرها، وتساعد على الراحة، وفيها مضادات للأكسدة.
وهي مثل كل التوابل نافعة للقلب والشرايين والكولسترول لأنها تشترك مع التوابل في المكونات التي تنفع في ذلك.


رابعا: عائلة الفواكه

* الفواكه

ينصج باستهلاك الفواكه خارج أوقات الوجبات ليكون لها تأثيرا أفضل على الجسم، لا استهلاكها على معدة مملوءة.
واستهلاكها بعد الوجبات عادة فرنسية سيئة أدخلها المستعمر إلى دولنا.

وتساعد الفواكه على تجنب الأكل الكثير، فتساعد من يأكل كثيرا على التخلص من الجوع، ولا تؤذيه. ويمكن مثلا حمل بعضها وتمضية النهار به، فهو يكفي كالتمور والجوز وأمثالهما، مع شرب الماء بكثرة.

* التمر

التمر من الفواكه الجافة. ولا يستهلك في أوروبا وأمريكا (استهلاكه هنالك ضعيف).
ويجب استهلاكه باستمرار، وعدم فعل ذلك من رمضان إلى رمضان، وهو أساسي في التغذية، خاصة في الإفطار لأنه سهل الإمتصاص ويعطي الطاقة، وكذلك يلين الجهاز الهضمي.
وهو أسهل مادة يهضمها الجهاز الهضمي، فامتصاصه يكون مباشرة وبصورة كاملة، ويحد من الإمساك، ويخفض الكولسترول لأنه يمسك صفارة المرارة في الأمعاء.
ولا يسبب مشاكل للجسم ولا يولد أمراضا. لذا هو مهم للتغذية وللأطفال، ومهم للتركيز وكثرة الأعمال إضافة إلى كثرة شرب الماء.
وهو غني بالأملاح المعدنية ففيه مستوى جيد من الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم (يساعد على راحة الفكر والعضلات)، وفيه كذلك كمية لا بأس بها من اليود (الآيودين) الذي هو خاص بالمنتجات البحرية، وهو المهم للغدة الدرقية، ويهدئ الأعصاب لأنه ضد القلق والضجر.
وفيه B5 و B6، وفيه القليل من النحاس. وفيه أجود أنواع الألياف الغذائية هو والتين، وهي مهمة جدا.
وهو مفيد للحوامل لأنه ضد الإمساك، وإذا اجتمع مع التين وزيت الزيتون وبعض القطاني لا تجد الحامل إمساكا في شهور حملها الأخيرة.
والقوة المضادة للأكسدة فيه تكاد تفوق قوة الفيتامين C، ففيه البوليفينولات والفلافونويدات بشكل قوي.
والألياف الغذائية التي فيه جيدة جدا، وهي جيدة لأمراض القلب والشرايين، ولكن لا يستطيع المصابون بالسكري استهلاك التمور لأن تركيز السكر مرتفع فيها، ويلاحظ أن بعض أنواع التمور قد يصل فيها التركيز إلى أكثر من 25 في المائة.
وبعض أنواعه فيه السكروز – سكر المطبخ الموجود أيضا في الطبيعة، مثلا في قصب السكر والبنجر والشمندر، وبعض الفواكه بنسبة أقل -، فيوجد بنسبة أكبر في نوع من التمر عندنا صلب أخضر، أما الأنواع الأخرى من التمور فنسبته فيها ضئيلة جدا.
وسكر الفواكه هو الفركتوز والمالتوز، وتوجد نسبة ضئيلة من السكروز في بعض الفواكه.

ولهذا يُنصح المسلم بالإفطار بالتمر لسهولة هضمه (يصل للدم بعد 5-7 دقائق فقط من تناوله)، وكذلك يهيئ المعدة للهضم.
ويجب عدم أكله مع اللحوم أو بعد وجبة ثقيلة أو بعد أكلات أخرى، أما مع الحليب فلا بأس ولكن القليل كتمرة أو تمرتين مع كوب حليب، فهو متجانس مع الحليب وينقص من سموميته.
ومن الأفضل أكله في المكتب عندما لا يكون شيئا موجودا، وبذلك يقوي التركيز والطاقة، ويحول دون الصداع الذي يسببه انخفاض السكر في الدم، ويلتهي الواحد فيه.
ويمكن أكل كميات متفاوتة منه بقدر الحاجة، والأفضل في كل شيء عدم الإسراف، والكمية الكبيرة منه غير مضرة في التغذية لكن إذا استطاع الواحد ذلك، فكل واحد حسب قدرته على إحتمال أكل المزيد.

والآن يقوم البعض بتحميص نوى التمر وعمل مشروب به يسمونه قهوة التمر، وهذا لا علاقة له بالقهوة، لأن القهوة عبارة عن حبوب البن المخلوقة في الطبيعة، فهذه تشترى كحبوب وتهيئ في المنزل كقهوة (وذلك أفضل لتهيئة القهوة).
أما هذا فأسميه رماد، وليس فيه مكونات بعد تحميصه إلا الأملاح المعدنية فقط لأن المادة العضوية تحولت بعد حرقها إلى طاقة، وربما تظهر فيه أشياء خطيرة لأن حرق الأشياء يؤدي إلى تكون مثبطات في داخلها كمثبطات الانسولين.
فتحميص نوى التمر ليس منتجا راقيا، أي لا يمكن أن يدخل في علاج الأمراض أو الفائدة، وإذا سمي ذلك بقهوة التمر فذلك تضليل.
حتى القهوة لا يجب أن تسخن حتى تتحول إلى فحم عند إعدادها حتى لا تفقد مكوناتها العضوية كالكافايين وغيره.
ونشرب القهوة من أجل الكافايين، ونشرب الشاي من أجل الكاتيشين وهو مثل الكافايين.
والأغذية التي وردت في القرآن خصها الله تعالى بالبركة كالتمور والزيتون، فمثلا أكل حفنة من التمر تشبع، وتأمل في قوله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ”، فكل ما ينبت حول هذا المسجد من ثمار كالتمور والزيتون، مبارك.

ويمكن تحضير دبس التمر، وذلك استخراج للسكر الموجود فيه، وهو أفضل من السكر المكرر الذي خضع للتصنيع وأضيفت إليه مواد أخرى. فيضاف ماء قليل إلى التمور بعد نزع نواتها وتطبخ ليُستخرج السكر، وترمى الألياف الباقية.
وتعرض التمر للحرارة يُذهب المكونات التي تتأثر بها ثم ترمى الألياف، لهذا لا يستخدم دبس التمر إلا كسكر سائل فقط. ومذاقه قوي شيئا ما ولا يعجب الأطفال، ولكن يمكن استخدامه في صنع بعض المواد الغذائية، فهو أفضل من السكر المكرر، ولا يعتمد عليه كغذاء كامل بل يستخدم في هذا الإطار فقط.

ولدى الجزائريين حلوى طبيعية جيدة تسمى المَقْرُوطْ أساسها سميد القمح والتمر، ولم يكن يعجن إلا بأشياء طبيعية كزيت الزيتون أما اليوم فيعجن بالمارجارين وزيت المائدة.
فالتمر المعجون أو هذه الحلوى أفضل من دبس التمر، فهذه الأشياء طبيعية ليست فيها مضافات صناعية مما يتطلبه التعليب، وما هو طبيعي خير منها.

* البطيخ الأحمر

أو الدَّلاَّح. يكون في الشهر 6-7. وتوجد فيه نسبة عالية من اللايْكوبينْ، وهو الذي يميزه (ويميز الطماطم كذلك)، وهو المكون الذي يعطيه لونه الأحمر، ويعتبر الثاني في نسبته بعد الطماطم.
وهذا المكون يدفع السرطان، ومفيد لأمراض القلب والشرايين.
وفيه أيضا الريفيزيراتول، وهو أيضا في العنب، وفي العنب الأحمر بصورة أكثر، وهو مفيد للقلب والشرايين يفتح الأوعية.
وفيه فيتامينات مضادة للأكسدة.
وهو مفيد كذلك للعينين، وفيه النحاس.
وهو معروف بارتفاع نسبة الماء، وهذه النسبة المرتفعة من الماء، إضافة للأملاح المعدنية، تحول دون حدوث الإمساك، لذا يحول استهلاك الفواكه وتنويعها دون الإمساك. ويجب استهلاك كمية معقولة من الفواكه، وليس فقط برتقالة أو نصف تفاحة، خاصة الذين يعانون من الإمساك الحاد.
ويجب مراقبة مستوى المبيدات في كل المنتجات الزراعية.

* العنب

العنب من الفواكه السامية التي هي الأغنى من حيث تغذية الجسم وعدم إرهاقه بالكالوريات وغيرها. وهو من فواكه الصيف لذا ينعش الجسم لأن فصل الصيف لا يحتاج الجسم فيه للبروتينات والكالورويات بل للأملاح المعدنية والفيتامينات وبعض المضادات للأكسدة والألياف الخشبية، وكل ذلك موجود في العنب.
وشجرته تدخل الطمأنية إلى الجسم إذا جلس تحتها الإنسان أو اقتطف ثمارها، ولهذا وصف القرآن الجنة بالعنب فقال “جنات معروشات” والمعروش هو ما يصعد.

ويوجد في العنب مضاد للأكسدة قوي يسمى الرِّزْفِيرَاتْرُولْ، وينتجه العنب ليدافع به عن نفسه ضد بعض الفطريات، وهو يحمي القلب ويقي الشرايين من التصلبات، وهو موجود في قشور ثمرة العنب ونواه أكثر مما يوجد في لبه، وهو مادة مرة، وكل الأشياء المرة في الطبيعة دواء.
واللب يحلي تلك المرارة لذا يجب اكل الثمرة كلها. وأفضل شيء هو طحن العنب وشربه دون تصفيته.

وشكل عنقود العنب على شكل القلب، في إشارة ربانية إلى نفعه له، دون الحاجة لعلوم أو غيرها، فمن شكل عنقوده يمكن للإنسان البسيط استنتاج أنه يصلح للقلب. كذلك شكل جل أوراق الأشجار والنبات على شكل القلب مما يعني أن نظام النباتات مفيدة للقلب.

وسكر العنب فيه نسبة مرتفعة من الجلوكوز، خاصة في أواخر جني ثماره أما في بداية خروجه وجنيها فيكون حامضا وهذه الحموضة تزيل حصوات الكلى والمرارة، ففيه حمص المَالِيكْ، فيمكن لمن لديه تلك مشاكل في ذلك استهلاكه حامضا، أما في آخر موسم جنيه فيبدأ في الإنكماش لأنه بدأ يجف لذا يكون صالحا أكثر للتخمر، وأسهل شيء هو تجفيفه ليكون زبيبا، ولا يفسد منه إلا القليل من الفيتامينات، وتبقى الأملاح المعدنية والحديد وفيتامينات أخرى (ملاحظة: كل الحوامض كالليمون والبرتقال – وكل الفواكه قبل نضجها – تكون حامضة، فهي تذيب هذه الحصوات، وتطهر أحماضها الجهاز الهضمي، وتتقوى بها البكتيريا النافعة على مستوى القولون لمواجهة البكتيريا الضارة).
وحديد العنب يتم امتصاصه مائة في المائة لأن تركيز الفيتامين C مرتفعا فيه.
والعنب غني بالماء والأملاح المعدنية والفيتامينات ومضادات الأكسدة، والألياف الخشبية التي ترطب الجسم الجهاز الهضمي وتقي من الإمساك.

ويجب الحذر من شرب ما مغلي فيه أوراقه أو أكلها لأن المبيدات التي تستخدم للعنب والبرتقال في المغرب، من أقوى وأخطر المبيدات.
والمصابين بالسكري من النوع الأول يمنع عليهم تناول العنب. أما الذين لديهم قصور في الكلى يجب عليهم استشارة الطبيب لأن مادة البوتاسيوم التي فيه – رغم أنها غير مرتفعة – قد تضرهم وقد لا تضرهم. وما عدى هذه الحالات فهو لا يضر، ويمكن الإكثار منه بدون مشاكل.

والعنب من الثمار التي لا يصبها أي فساد ولا تسبب أي تسمم، وإذا طال عليها الأمد تتخمر فقط، لكن إذا كان عليها أشياء خارجية كالمبيدات – التي أصبحت أمرا لابد من إضافته بالنسبة للمنتجين من أجل زيادة المردودية، ولا أتفق مع نظرية تلويث الأغذية بالمبيدات حرصا الإنتاج، فذلك يكون على حساب ما يتغذى الناس لأجله أصلا وهو الصحة (لا مبرر لعاقل في اباحة رش ما يأكل بالمبيدات، والناس لم يكونوا يعرفون ذلك، ولم يقتلهم الجوع، لكن ما العمل؟! عدوى الحماقة والغباء القادمة من الغرب المتخلف منتشرة اليوم، حتى ليخيل لك أن الإنسان أصبح حيوانا! وأصحاب المال والسلطة في هذا الزمن هم الأجشع والأكفر والأغبى، حفظنا الله من كل شر، وجميع المسلمين).

فيجب غسل العنب غسلا جيدا قبل أكله.

والعنب يقضي على بكتيريا الفم، ومضغ حبوبه يقضي على بعض الطفيليات التي في الأمعاء.

وهو من الأشياء التي تحمي من السرطان، وقد يعالجه، لم لا، فهو من مضادات الأكسدة، ولا توجد إلا في النبات، وفي صفار البيض البلدي وحده من مشتقات الحيوان (فيه البِيتاكاروتِينْ)، وفي بعض منتجات البحر، أما المواد الحيوانية فلا تقي الجسم من السرطان والأمراض، لهذا ركز سبحانه وتعالى على الحب والزيتون والفواكه والخضر.
والسرطان لا يمكن أن يقاوم مضادات الأكسدة، ولا أعترض على القصة التي ذكرتها إحدى الأخوات عن رجل تعالج من السرطان بالعنب، لأن المضادات للأكسدة يمكنها الحد من التورمات السرطانية خاصة في الطور الأول، فيمكنها تعطيل الخلايا السرطانية، ويعيش الإنسان بذلك، وتوجد حالات تم علاجها بها لأن الشفاء بيد الله تعالى، بل هنالك من عالج نفسه من السرطان بالماء وحده.
فإذا كان العنب طبيعيا لا مبيدات فيه، وفيه تركيز عالي من هذه المضادات للأكسدة فإن الشفاء من مرض كالسرطان أمر وارد.
وإذا كان الإنسان يعيش في جو نقي كالبادية، ويتغذى على ما ينفع، فإن ذلك يقيه من الكثير من المشاكل.
وسكر العنب (الجلوكوز) يتم امتصاصه مباشرة، فينشط الجسم مباشرة بعد أكله.

ومضادات الأكسدة وحمض الأوميجا 3 والريزفيراترول تنشط الجهاز العصبي (الذاكرة)، ويليها في ذلك الكالسيوم والفوسفور واليود والفيتامين B.

والله تعالى عندما يذكر لنا ما نقتات به يذكر دائما الزيتون والتمر والعنب، والعنب نجده في معظم آيات القرآن التي تذكر الغذاء.

وإنتاج مادة في غير موسمها حرصا على البيع يزيد في سمومية المادة وينقص من قيمتها الغذائية، وقد أثبتت ذلك بعض الدراسات على الخيار والبصل وغيره.
والعلم يدفع الإنسان إلى البحث والإختراع والتحدي لكن لا يجب الخروج عن حدود القناعة والرضا من خلال تغيير خلق الله إلى أشياء ضارة، لذا يعرف الناس أن المحلي الطبيعي خير من الغربي المستورد، فإذا سألت مغربي بسيط أيهما خير البلدي أو الرومي سيجيبك البلدي.
ولم يستطيعوا تسريع انتاج الثمار التي تخرج من الأشجار كالعنب والتمور وغيرها، ولكن استطاعوا تسريع التي تأتي من النبات كالفراولة وغيرها.
واستطاعوا زيادة مردودية شجرة العنب ليزيد انتاجها. وبعض الدول تعطيها هرمونات لزيادة الإنتاج، وهي منتجات كميائية تزيد المردودية النحس ولكنها تنقص التركيز.
وأي شيء يضاعفون انتاجه يخرج عن طبيعته، فمثلا الأبقار الأوروبية تنتج عشرات الليترات من الحليب ولكنه يسبب مشاكل للأطفال هنالك.
وإذا لم يكن العنب في موسمه، الأفضل أكل المجفف منه (الزبيب)، ونفس الشيء بالنسبة للتين.
وإذا كان العنب محفوظا بالبرودة فلا بأس باستخدامه في غير موسمه، أما إذا كان ينتج في كل فصول السنة كما هو الحال في أمريكا فهذا إفراط في استخدام العلوم الخبيثة، وله مضاره لأن الله تعالى جعل لكل مادة وقتا.
فالتغيير الوراثي الذي يجعلنا ننتج العنب على مدى فصول السنة خطأ وليس علم، بل شيطنة وتجاوز للحدود.
ولا يجب قبول التعديل الوراثي لأن خلق الله تعالى خلقه كاملا لا يحتاج لأي تعديل وراثي، وقد ظهرت مساوئ ذلك التعديل المشؤوم، ولكن الجشع يعمي أبصار المنتجين، والغباء والإعلام الشيطاني الذي يروج لكل ما هو ضار ويسكت عن كل ما هو نافع، يصمان آذان المستهلكين. فلا أكمل ولا أفضل من خلق الله تعالى.

فالذين لديهم إمساك حاد يتوقفوا عن تناول المواد الصناعية ويأكلون العنب بكثرة وفي أي وقت، وسيزول الإمساك في 24 ساعة.
والعنب يؤكل مع الخبز ومع الأغذية الدسمة لأنه يساعد على الهضم.
وكانوا من قبل يسافرون به لأنه يساعد على الإسترخاء في السفر، ويهدئ الجسم، فهو مفيد للجهاز العصبي.

ولا يوجد فرق كبير بين أنواعه كالعنب الأبيض والأسود والأحمر، وفي وقت من الأوقات كان المغاربة يقدمون العنب الأبيض للضيوف فقط ويأكلون الأحمر والأسود إذا كانوا وحدهم. وكل أنواع العنب جيدة.
وعلى الذين لديهم انسدادات في الشراين أو الضغط والكولسترول أن يستهلكوا العنب بكثرة وستتحسن حالتهم.

* الزبيب

هو العنب المجفف، ويعالجونه للأسف بغاز الكبريت للتخلص من الفطريات، وهذا خطير.
وفي العموم إذا كانت الفواكه جيدة وليست عليها فطريات ثم جففت تحت الشمس فلا مشكل.
وفيه نفس مكونات العنب، لكن فيه نقص في الماء وارتفاع في تركيز السكر نتيجة لذلك (يفوق ال 50 بالمائة).
وسكره هو سكر العنب، وهو الجليكوز والفركتوز وسكريات أخرى، فعلى المصابين بالسكري تجنبه لإرتفاع نسبة السكر فيه.
وتبقى فيه الأملاح المعدنية كالكالسيوم والصوديوم والمغنيسيوم والحديد والنحاس والفوسفور.
والحديد مرتفع فيه قليلا مقارنة بالفواكه الأخرى. وفيه شيء من النحاس الذي يساعد على امتصاصه.
والبوتاسيوم مرتفع في الفواكه الجافة، في حين أن الصوديوم قليل جدا، وهو قليل في النباتات عموما.
والبوتاسيوم يدخل في تغذية المصابين بامراض الضغط والقلب والشرايين للغير مصابين بالسكري.

والزبيب لا يدخل في تغذية المصابين بالقصور الكلوي لأنه يحتوي على البوتاسيوم، وقد لا يضرهم إذا لم يكثروا منه.

والألياف الغذائية الموجودة فيه هي البكتينات (الألياف الغذائية النباتية)، ومن فوائدها تخفيض الكولسترول.
فيجب دخوله في الغذاء للوقاية من الكثير من المشاكل ككل المنتجات الغذائية، ولا نصفه للناس كدواء لأن هذه المواد وقائية بالدرجة الأولى.

ويحول دون الإمساك، وليس وحده في ذلك، فمثله التمر والتين والنشويات كالنخالة والشعير وزيت الزيتون، كلها تساعد في منع الإمساك، بل الملاحظ أن الناس عندما يكثرون من الفواكه تكون لديهم إسهالات.

والمكون القوي في العنب عموما ثم في الزبيب، هو الريزفيراترول – من البوليفينولات -، وهو حمض يقي من أمراض القلب والشرايين لأنه ينظف الشرايين، ويحفظها، ويخفض الكولسترول، ويضبط الهرمونات عند النساء، ولكنه يعمل بشكل أفضل في وجود الأوميجا 3 والبوتاسيوم، فيجب توفرهما معه.
ويخفض الضغط إذا تناول المريض منه حفنة صباحا مع وجبة الإفطار.

والزبيب يدخل في تغذية الأطفال نتيجة لمكوناته القوية.

* التفاح

الفواكه لا تتماشى مع الحليب، وأسوأ عصير هو عصير الحليب بالفواكه، والبعض يصنع عصيرا بالتفاح والحليب، وهذا خطأ.
ويمكن مزج التفاح في العصير من الفواكه الأخرى، ومع الخضروات كالخيار والفقوس وغيرها. وإذا اجتمع التفاح مع البنجر (الشمندر أو الْبَارْبَا بالمغربية Betterave rouge)، يكون أفضل لأنه يغسل جميع الأعضاء كالكبد والمرارة والأمعاء والكلية والمثانة (إلا أن البنجر ممنوع على أصحاب السكري لأن فيه سكريات).
ويجب طحن التفاح للعصير ببذوره لما فيها من فوائد، والنوى في الفواكه يكون مرا ولا يضر، وبعد طحنه يصفى ويشرب.

ويجب عند شراء التفاح المستورد تقشيره لأن فيها مواد حافظة، والأفضل طحنه في ماء معدني فذلك أحسن من وضعه في الحليب، والأفضل تقشير الفاكهة وأكلها مباشرة.
والتفاح البلدي لم يعد موجودا إلا في المغرب، ونتمنى بقائه لأن الفلاحين ينتقدون عليه صغر حجمه، لكنه الأفضل. وهو صغير، ويتم جنيه في الشهر السادس، ورائحته تختلف تماما عن التفاح الآخر.

والتفاح شكله شكل القلب فكأن ذلك إشارة ربانية إلى فوائده للقلب، فهو من أنفع الأشياء له وللشرايين.
وكل أنواع التفاح جيدة، وسواء الأخضر والأحمر، لكن البعض يصاب بغثيان بسبب رائحة الأخضر.
والتفاح يحفظ الدماغ لأن حمض الكلورجينيك الموجود فيه له تأثير على الخلايا الدماغية.

* خل التفاح

انتشرت قنينات الخل في السوق، وتباع بثمن باهظ بين 200 إلى 600 درهم. ويبيعون الزجاجة التي فيها 100 ملليلتر ب 30 درهم، وهذا ثمن باهظ، فهو أغلى من جميع السوائل، وكل هذا بسبب النصائح المغرضة التي لا تضع في الإعتبار أن الخل قد يسبب مشاكل على مستوى المعدة.
والتفاح هو الأصل، فلا يمكن للخل أن يكون أقوى منه، إضافة إلى أنه قد يكون مغشوشا مخلوطا بالماء.
والتفاح لا يضر إن استهلك بكثرة، ولا يسبب إسهالات كبقية الفواكه التي إن أكلت بكثرة قد تسببها مثل البرقوق وغيره.
ولكن البعض يستغل الأمور التي وردت في القرآن أو جاء فيها أحاديث من أجل الربح المادي فقط، ويُلاحظ ذلك في الزنجبيل، وفي إكليل الجبل الخطير على كثير ممن لا ينبغي لهم تناوله. وكذلك زيوت إكليل الجبل التي يجب أن لا تستهلك، لأن الذي يستهلك هو إكليل الجبل فقط.
والخل فخطير على الذين لديهم قرحة في المعدة، كذلك يسقط حصوات المرارة فإذا دخلت في البنكرياس يمكن أن يذهب صاحبها إلى الحالات المستعجلة.
فالخل جيد كغذاء، والخل الذي كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس خل التفاح.
من ناحية أخرى لا يوجد خل للأعشاب، فالبعض يضع الخل في الزنجبيل ويقول إنه خل الزنجبيل، فهذا كذب وغير قانوني.
كذلك استنبات القمح في البيت، لم يعد يوجد قمح نظيف مائة بالمائة لكي يستنبت لأنه قد يكون متأثر بالمبيدات أو مغير وراثيا وبالتالي يكون استنباته خطيرا.
وإذا كان ولابد من شيء يشفي من الأمراض فلم لا يتم صنع عصير خضر طبيعية، فذلك يشفي.
فيجب الحذر من هؤلاء الذين يوزعون النصائح في الفضائيات بغير حساب، فقد أضروا أكثر مما نفعوا.

* الليمون

أو “الحامض” باللغة المغربية. هو أقوى الحوامض من حيث الفوائد، هو البرتقال الهندي (Pompe le mousse، وهو مثل البرتقال إلا أن لون باطنه أحمر). والأخير هو الأقوى، ويليه الليمون، ثم يلي ذلك باقي الأنواع الأخرى من البرتقال، وكلها تزرع في المغرب بكثرة.
والليمون يستهلك بقشوره، لأنه أقل تطلبا للمبيدات من البرتقال، فإذا كان خاليا من المبيدات وتم غسله جيدا فيمكن استهلاكه بقشوره.
أما البرتقال فالأفضل إزالة قشوره.
وقوة الليمون والبرتقال الهندي موجودة في البذور المرة التي في داخله (النوى). وجميع الأشياء المرة فيها جْلِيكُوزِيدَاتْ (الجيم معقودة)، وهذه تدخل مع البوليفينولات والفلافونويدات التي هي المواد الطبية التي خلق الله سبحانه وتعالى في النبات، وكل النباتات المرة كالسدر وأوراق الزيتون والرمان والتين وآرجان (الجيم معقودة)، جيدة.
وفي الليمون أعلى مستوى من الفيتامين C (ثلاثة أضعاف ما في البرتقال). أما مذاقه الحامض فسببه بعض الحمضيات كحمض السَّايْتْرِيكْ وحمض المَالِيكْ وأحماض أخرى.
والليمون ينظف الكبد (وهو العضو الذي يخلص الجسد من السموم)، وينقص من حصوات المرارة.
ولكي يكون معالجا للأمراض ينبغي التوقف عن الأسباب كاللحوم والألبان، واتباع نظام غذائي جيد والوقت. وإذا توقف الإنسان عن السموم ثم تناول أي شيء من الطبيعة مغليا في الماء فإنه يعالجه، حتى أوراق الصنوبر والريحان والأَكَالِيبْتِيسْ، وتناول خبز الشعير وزيت الزيتون.
حتى العنب من الأفضل أكله في وقت حموضته أي قبل نضجه تماما.
ويجب استهلاكه في جميع الوجبات حتى الفطور، والأفضل أكله مباشرة (فذلك أفضل من العصير).
ويمتص السموم، وفيه البِكْتِينْ والفيتوستروجينات والألياف الغذائية الذائبة والغير ذائبة، والكبتين، وهي جزيئة تتكون من حمض الجْلِيكُيونيكْ الجيد للأشحاص الذين لديهم تأكسدات، والجيد للكبد لأن البكتين تمتص الأشياء السامة فتنفعه.

والفيتامين C مضاد للسرطان، ويوجد منه ما هو مصنع، والطبيعي هو الأفضل، لذا استخراجه من الليمون الطبيعي الذي لم يتعرض للمبيدات أفضل، وفي أمريكا يحقنون مرضى السرطان ب 5 جرام منه للأشخاص الذين يتابعون العلاج الكيميائي، ويراقبون المريض مع إعطائه نظام غذائي فيه مضادات للأكسدة، ويذيب ذلك التورمات.
لذا يساعد الليمون ضد هذه الأمراض، لكن الكمية التي يتناولها الفرد عن طريق الفم منه دون تركيز تلك الحقن بكثير، لذا لا نقول للناس تناولوه وستشفون بل نقول لهم اعتمدوه في الغذاء كوقاية من الكثير من المشاكل، ومساعدة في التخفيف منها. وكذلك يجب تناول الحوامض الأخرى معه كالبرتقال وغيره لأن هذه الحوامض هي المصدر الرئيسي للفيتامين C. وإذا تعود الإنسان على أكل هذه الحوامض بكثرة لا تكون لديه سرطانات ولا حصوات المرارة ولا الكولسترول ولا تسمم الأعضاء كالكبد والطحال والبنكرياس، ولا مشاكل الجهاز الهضمي، فالأشياء الحامضة تريح المعدة وتسرع الهضم لأنها تزيد حموضة المعدة برفع مردودية البيبسين فيكون الإمتصاص أعلى.
والليمون لا يتأثر كثيرا بالمبيدات وأمراضها، فهو أقل في ذلك من البرتقال، لذا يُغسل جيدا ويستهلك بقشوره مع النوى، فأكل 5-9 حبات من الليمون يوميا أمر جيد.
والحوامض عموما لا تضر القلب كما يشاع.

* الموز

يجب التنوع في الغذاء الصحي، وعدم الإقتصار على نوع أو بضع أنواع فقط.
وأفضل شيء هو استهلاك كل فاكهة في موسمها أي وقت خروجها، وبهذا يتم التنوع بطريقة متوازنة وصحية، فالميزان هنا هو وقت خروج الفاكهة، فنتناولها فيه، وبهذا يحدث التنويع.
ففي حالة القطاني يمكن استهلاك 100-200 جرام يوميا، لكن في حالة التمور لا يمكن استهلاك 100 جرام، وكذلك في حالة التفاح لا يمكن الزيادة على تفاحة أو تفاحتين، لأن الجسم لا يقبل إلا نسبة محددة منها.

ولون فاكهة الموز الأصفر هو لون ادخال السرور على النفس.
ويُعطى الموز للرياضيين لسهولة استهلاكه ووجود نسبة من البوتاسيوم مهمة فيه رغم وجود فواكه أكثر منه بوتاسيوم.
وفي الموز مهدئات ومضادات للأكسدة، وفيه أملاح معدنية، وحوامض لكن الأخيرة نسبتها قليلة جدا فيه.
وقبل نضوجه تكون فيه نشويات، ويكون صلبا عند مضغه، لكن عندما ينضج تتحول النشويات إلى سكريات (جلوكوز)، وهذا غريب.
والموز يجنى الآن قبل نضجه، وقد يتركونه في البيوت أو يستخدمون بعض التقنيات التي تستخدم الغازات الضارة كغاز الكبريت، في إنضاجه، وهو الأساس في ذلك اليوم (ويتبعه غاز ثاني أكسيد الكربون)، وقد يمتص من هذه الغازات كميات كبيرة لأنها تمتص بكثرة.
وهذه التقنيات مستعملة بكثرة الآن، وهذا هو الشيء الضار في الموز اليوم، إضافة إلى استخدام المبيدات الخطيرة لأشجاره وللتربة التي ينبت فيها، واستخدامها في التربة أو قبل خروج الفواكه لا يضر لأن الشجر لا يمتصها حينها، لكن إذا استخدمت بعد خروج الفواكه بالرش، فهنا يكون الخطر.
والمستهلك يزيل القشرة الخارجية التي تحتوي على أكثر تلك المبيدات.
ودول المغرب العربي لا تنتج الموز، وخير لها بدل العناء واستخدام المبيدات تركه، والتركيز على ما تنتجه كالعنب والرمان والزيتون والتين الشوكي والتفاح المحلي والتمور، هذه هي التي يمكن انتاجها عندنا بطريقة أسهل.
والبرتقال والتين الشوكي أحسن من الموز بالنسبة للرياضيين، والتمور هي الأفضل من بين كل الفواكه للرياضيين.
والموز يحتوي على البيرودوكسي، وهو فيتامين B6، وله دور في الأعصاب كما ينتج الكريات الحمراء وينشطها في الدم، وذلك من عجائب أسرار الموز، إضافة إلى وجود مادتي الدوبامين والكاتوشين معا فيه وحده. إضافة إلى قوة الألياف الموجودة فيه وتميزها عن بقية الألياف، فألياف الفواكه هي أجود الألياف. إضافة إلى وجود الكروتين القوي جدا، وهو عنصر يوجد في جميع الفواكه الصفراء.

* التين

الكَرْمُوسْ باللغة المغربية. ورد ذكره في القرآن، وشجرته هي الوحيدة التي لا تزهر، وتخرج الفاكهة مباشرة من الأغصان، وهي الفاكهة الوحيدة التي تأخذ الماء مباشرة بفضل فتحة فيها، فيمكنها امتصاص الرطوبة بها، وهذه خاصية لها. كما أنها بلا نوى، وهي من أشجار الجنة.
ولا يقسم الله تعالى إلا بعظيم خلقه، وقد أقسم بالتين والزيتون، فهو العالم بأسرار خلقه.
وكل الأشجار التي تنبت حول بيت المقدس وجبل الطور، أشجار مباركة. والعلماء الآن يثبتون أن هذه المنطقة هي الأصل في الأرض. وهي أصل هذه الأشجار كالزيتون وغيره، وقد جلبها المسلمون إلى شمال افريقيا والأندلس.

والتين يثمر في الصيف، وعند تجفيفه يستخدم في أوقات أخرى، أما الزيتون فيكون في زمن البرد، وليس هنالك شجر ينبت بالدهن والصبغ إلا الزيتون.
والتين فيه الأبيض والأحمر والأسود.
وقسم الله تعالى به ينبهنا إلى هذا القسم لكي نستهلكه باستمرار وكثرة. اسأل أي طبيب عن مصدر الكالسيوم، وسيقول لك إنه الحليب، لكن يجتمع الكالسيوم والبوتاسيوم في التين بنسبة أقل، مما يعني أن هنالك توازن هام، وهذه الثنائية في التين تعتبر من أفضل ما فيه.
كذلك فيه ثنائية الحديد مع النحاس الذي يسهل امتصاص الحديد بتنشيط الإنزيم الذي يحوله من حديد غذائي إلى حديد دموي.
كذلك فيه ثنائية الفيتامينات A وC، فاجتماع الأخير مع البوتاسيوم يسهل امتصاص الحديد، فهذين الفيتامينين من مضادات الأكسدة، والأشخاص الذين يستهلكونهما بكثرة لا يصابون بالسرطان.
كذلك يرمم التين الفيتامين K الذي يخثر الجروح، ويكون ناقصا عند المدخنين. وينصح بأكل مصادره قبل الختان أو العمليات لأنه يساعد على شفاء الجروح بسرعة إذا كان مرتفعا في الدم فلا يحدث نزيف وتبرأ الجروح (بتخثيره للدم).
ويتضمن كذلك المغنيسيوم والفيتامين B والكالسيوم، ووجوده مع البوتاسيوم يجعل الطبع هادئا، لهذا تجد الذين يستهلكونه كثيرا هادئي الطبع وأذكياء، لهذا ينصح الأطباء بأكله لتهدئة النفس.
والتين الطري فيه فيتامينات أكثر من المجفف، فالمجفف فيه فيتامينات لكن ال C وبعض الفيتامينات الأخرى تقل بسبب التجفيف، أما الأملاح المعدنية فتبقى.
واستهلاك التين الأسود بنزع قشوره يفقده الكثير من عناصره المهمة الموجودة في القشورK فالقشور في كل الفواكه مهمة، كقشور الليمون وغيره، وحتى القمح.
وفي التين سكر الفريكتوز أكثر من الجلوكوز، والفريكتوز لا يحتاج للأنسلوين، يعني يستقلب مباشرة إذا دخل الجسم لأن الجلوكوز هو الذي يحتاج للأنسولين.
لكن يضر التين مرضى السكري لأن نسبة الجلوكوز فيه مرتفعة. والمقولة التي تقول أن التين المجفف يهبط من السكر، صحيحة إذا تم تناوله وحده. والتين الأسود لا يضر، وبإمكان مريض السكر أكل 5-6 حبات منه لأنه يتضمن مواد جيدة لمرضى السكري.
ولو علم النساء أهمية الفلافونويدات (الألياف) التي في التين الأسود لأكثرن منه، لأنه يوازن الهرمونات لديهن، خاصة في هذا الزمن الذي أصبح فيه خلل الهرمونات كبيرا، فتجد نساء لديهن شعر في الوجه، بل حتى القلق وتغير لون البشرة يسببه الخلل في الهرمونات.
والمرأة التي لديها خلل هرموني تتعرض لإرتفاع الحرارة المتكرر في العامين قبل سن اليأس، ويعقبهما هشاشة في العظام. فهذه الألياف التي في التين الأسود تنظم الهرمونات وتوازنها.

وتعطي شجرة التين نوعين من الثمار، الأول هو بواكيرها، وهي أول الثمار خروجا، وتخرج في الشهر 5، وتكون كبيرة، وتفسد بسرعة مما يدل على أنها غنية بالإنزيمات (وعلامة غنى الفاكهة بالأنزيمات هي سرعة فسادها)، والناس لا يهتمون بها كثيرا لسهولة فسادها، ثم بعد سقوطها تثمر مكانها الثمار الصغيرة التي تسمى التين الحر، وهو المستخدم على نطاق واسع (الكرموس الحر).
وللنوعين نفس المكونات، إلا أن الأول فيه مكونات لا تكون في النوع المعهود، ومع هذا لا يبالي الناس به.
وتوجد نوعية ثالثة من التين تستخدم كلقاح لشجره ولا تؤكل، ولكنها تدخل في مجال الأعشاب الطبية لأنها تتضمن بعض الفوائد في المجال الطبي.

ويسبب أكل التين بدون غسله مشاكل في الشفاه بالنسبة للبعض، كالتشققات والتورمات.
ويستخدم التين في صنع بعض المراهم الجلدية، وكمشورب للذين يعانون من داء النقرس، والتين الطري يذيب النقرس أكثر من المجفف لأنه يتضمن هذا حليب شجرته. وهو حليب حامض مركز يؤثر على الجلد، وهو حليب غير مغذي، لكن لديه قدرات شفائية لغناه بالأنزيمات المهمة للهضم والمعدة وإزالة الغازات، وفيه مواد تشبه الهرمونات، ففيه مادة تشبه الأنسولين بالنسبة لمرضى السكري. ويقتل كذلك الثآليل.
ولإستخدامه يمكن غلي أوراق شجرة الزيتون الطرية، وتناوله 2 أو 3 مرات يوميا كشاي ينقص الإنسولين بنسبة 30 بالمائة.

ويمكن خلط التين والزيتون سواء ثمارهما أو أوراقهما أو زيت الزيتون مع التين، ولاحظ أنهما مذكورين معا في القرآن، وخلطهما ينفع كثيرا في ارتفاع ضغط الدم والسكري، لأن التين ينفع في السكري، والزيتون وفي الضغط، وأكلهما معا يقي من هذه الأمراض. والملاحظ أن أصحاب السكري يكون لديهم ارتفاع في الضغط وفي الكولسترول في نفس الوقت.
والأشجار التي ذكرها الله تعالى في القرآن أجزاؤها كلها نافعة بورقها وثمرها وأغصانها إلخ.

وحتى التين العقيم أو الزيتون البري، فيهما عناصر نافعة بل قد يكون فيهما عناصر بصورة أكثر من الثمار المستخدمة.

والإكثار من التين الطري قد يسبب الإسهال، ولكنه تنظيف للجهاز الهضمي، فهو إسهال بارد يدل على أن خلايا القولون بدأت تنشط، وذلك جيد، خاصة للصغار، وكان الناس يبدؤون في إفطارهم بالتين أولا قبل التين الشوكي (الهندية بالمغربية) الذي يسبب إمساكا شديدا قد يؤذي الأطفال.

كذلك لا يصاب المداوم على أكل التين المجفف بالإمساك.

وإذا اجتمع التين الشوكي مع العنب والتين، فلا يمكن الإصابة بالتسمم ولا السرطان، بل تتفح البشرة وتتلاشى آلام المفاصل، فمن المهم الجمع بين هذه العناصر الثلاثة.

هل للإكثار من أكل التين مضاعفات؟
بما أنه من المواد الغذائية فلا توجد كمية محددة أو أخرى تضر، فمثلا الخبز أو غيره يمكن أكل الواحد لما يشاء منه، ولكن الإكثار من كل شيء قد يسبب بعض الأعراض، فمثلا الإكثار من الفواكه قد يسبب اسهالا باردا لغناها بالأملاح المعدنية، ولا أعتقد أن الكميات التي نأكلها من التين تضر لأنها كميات عادية.

والمقصود بالتين اليابس التين الذي تيبس لوحده أي بالطبيعة، كالتمر واللوز وغيره، أما المجفف صناعيا فذلك شيء آخر (والأفضل تفادي كل ما يمر بالصناعة المشؤومة بل الملعونة التي تغتر بها الأكثرية وبأصحابها الكلاب).

ومن المهم معرفة أن التين اليابس يتماشى مع الزيتون فيمكن وضع شرائح منه في زيت الزيتون وستتحلل، ثم يمكن الإفطار بها أو أكلها في أي وقت، وزيت الزيتون ملين، وجيد للمرارة فإذا اجتمع مع ألياف التين فيمكن تفادي كل مشاكل القولون. وذلك يقي من سرطان القولون لأن جميع الأغذية السامة عندما تدخل الجسم تستقر في القولون وبالتالي قد تؤثر على خلايا الإمتصاص.
وينصح اللواتي تأتيهن آلام الدورة الشهرية بأن يبدأن قبل الدورة بثلاثة أيام في تناول شاي أساسه أوراق التين، وأن يتركن تناول السكريات وأكلات الشارع.

وعلى مرضى الكولستورل ترك كل الدهنيات وخاصة دهنيات الحيوانات المشبعة، لكن بإمكانهم تناول السمك ففيه الأوميجا 3 الذي يُذيب الكلوسترول ويخرجه من الدم.
أما الزيوت الموجودة في الغرب ففيها أحماض تضر في وجود الكولسترول، أما زيت الزيتون فقد لا يضر أصحاب الكولسترول، ولكن من الأحسن ترك جميع الدهون، ولا يضر إستخدام زيت الزيتون في الطبخ يعني في الغذاء العادي.

والتين والتمر مفيدان للحامل لأنهما يرطبان الجهاز الهضمي، فلا يجب عليها ترك تناولهما أثناء فترة الحمل، ففي التين الكثير من الفوائد إضافة إلى فيتامين K الذي يحول دون حدوث نزيف أو يقلل من آثاره إذا وقع.
وفيهما كذلك الأملاح المعدنية (كالكالسيوم والبوتاسيوم) التي تُخرج النفايات، وذلك يقيها من الإمساك الحاد الذي يقع في آخر الحمل والذي قد يسبب البواسير، كذلك فيهما الفيتامينات الأخرى.

لذا عليها الإكثار من التمور من الشهر الأول ولا تخشى شيئا إذا حدث اسهالا فذلك جيد لأن المرأة الحامل يجب أن تتجنب الإمساك، لذا عليها شرب الماء بكثرة، وكذلك تناول زيت الزيتون والتين والتمر، والتين الطازج أفضل لها.
ولا نوصي بتقشير التين بل أكله بقشرته لأن قشرته تحتوي على أكثر من 60 بالمائة من قيمته، فالمهم ليس فقط الطعم الحلو، فالنبات ينتج تلك المكونات ليحفظ بها نفسه، وهي موجودة غالبا في قشرته أي محيطة بالثمرة لتحفظها، لذا من الأفضل على سبيل المثال أكل الليمون بقشرته (إن كان مضمونا؟!)

ونلاحظ أن التمر يمكن اعطاؤه للرضيع أبو أسبوع، فكانوا يحنكونهم به في الأسبوع الأول، أما التين فيمكن اعطاؤه لهم في عمر السنتين.
والتين مهدئ للأطفال ويقويهم. فمن الأحسن وضع التمور أو التين للطفل في حقيبته عند ذهابه إلى المدرسية ليأكل ما ينفعه. والتين أحسن لأنه يصبره على الجوع، فيجب تعويد الطفل على هذه العناصر الطبيعية المباركة فهي خير له من الحلوى الغربية اللعينة.

والتين يؤكل في أي وقت، ولكنه أفضل في موسمه، فيتم غسله جيدا، خاصة في هذا الزمن لأننا بحاجة للعناصر المضادة للأكسدة.
ويمكن أكله يوميا، وتجفيفه في المنزل، وأكله مع زيت الزيتون والتمر، وعمل شاي بأوراقه أو أوراق الرمان أو أوراق العنب أو أوراق الزيتون، فتجفف في الظل وتقطع وتؤخذ كشاي، فذلك مفيد جدا، خاصة للنساء فعليهن الإكثار منه لأنه ضابط للهرمونات وكابح للسرطانات، إضافة إلى أن استهلاك التين يحول دون تسمم الجهاز الهضمي.

* التين الشوكي

الهِنْدِيَّة باللغة المغربية. تختلف هذه الفاكهة عن كل الفواكه لأن شجرة الصبار ليس لديها جذع بل تنبت ورقة فوق ورقة، وهي لا تُروى، ويمكن سقيها لتعطي نتائج جيدة، لكن الفلاحين اعتادوا عدم سقيها، وهي شجرة مقاومة تنبت حتى في الأراضي الصخرية، وفي الحرارة المرتفعة والجفاف الشديد.

وفي المغرب يمكن استهلاك التين الشوكي على مدى 5-6 أشهر، وآخر ما يظهر من أنواعه يكون في شهر 10-11.
وهو محاط بقشرة فيها أشواك، لذا لا يُستهلك كثيرا، ومع ذلك تبقى فاكهته رقم واحد إلى جانب الرمان والتين الذي هو سلطان الفواكه.
وبداخله بعض الحصوات الحادة التي قد تخدش الأمعاء.
ولا يجب الإكثار منه لأنه يتصلب في الأمعاء ويسبب مشاكل.
وهو مثل الكاكي الذي يجب أن لا يُستهلك على معدة فارغة فقد يسدها، وربما يحتاج المريض لعملية جراحية، فيجب أن يستهلك مع أغذية فيها مياه كثيرة، أو مع الفواكه وحساء الشعير، وأخذ 6-8 حبات منه جيد.
ولا يجب على الأطفال استهلاكه كفاكهة، بل يطحن لهم ويصفى لإزالة النوى، ويعطى لهم فهو جيد لأنه ينمي عضلات الجسم.
والملاحظ أن الرياضيين في الإستراحات يتناولون موزة لأن فيها 300 مليجرام من البوتاسيوم في حين أن التين الشوك يحتوي علىي 900 مليجرام، فالأفضل لهم هو عصير التين الشوكي.
وفي التين الشوكي مركبات أخرى مفيدة للجسم. وترتفع فيه نسبة بعض الفيتامينات القوية بحيث يضاهي الفواكه المتخصصة فيها.
فهو جيد للرياضيين والذين يعملون بجهد لأنه يحتوي على الكالسيوم والمنغانوس المضاد للتعب، كذلك يمكن الجسم من استعادة الطاقة والمواد التي بذلها أثناء أداء الجهد، في أقرب وقت ممكن بعد تناول عصيره.

وهو أيضا فاكهة المجاعات، وعند انخفاض مستوى الأمطار، فتعطى أوراقه للحيوانات كعلف، ويأكل الإنسان فاكهته.
وتناول 4-5 حبات منه يعطي الإحساس بالشبع لذا أنصح بتناوله في السحور في رمضان إذا كان في موسمه، ومثله في ذلك سميد الشعير.
والتين الشوكي هو سلطان الفواكه ووزيريه الرمان والسفرجل، ولكن السفرجل يجب أن لا يسلق ويضاف إليه السكر بل يؤكل طازجا بالصبر على طعمه، وبالصبر عليه يصبح عادة. ومن الجيد شراء صندوق منه ومن البرتقال الهندي والتين، في فترة موسم هذه الثمار بدل شراء كيلو في كل مرة.

والتين الشوكي مشبع بالماء – وهو لا يُسقى – لذا لا يتلوث، وأوراقه فيها ألياف وأملاح وبروتينات فهي تعالج كاللفت والخضر الأخرى.
وكل النبات يخفض السكري بشرط ترك للحوم والمنتجات الحيوانية.

* الرمان

ورد ذكره في القرآن الكريم، وكل ما في القرآن قوي ومبارك. ويكون استهلاكه بأكل غلافه الداخلي معه، وسمى ذلك الغلاف بشحم الرمان، وهو مر الطعم، لكن يمكن أكله مع الحبوب الحلوة تجنبا لمرارته.
ويجب استهلاك الرمان للتغذية، يعني رمانتين أو أكثر في اليوم لمن يريد تعجيل فوائده كالذين لديهم مشاكل في القلب والشرايين، لأن الرمان مادة غذائية أي للأكل ولا تضر، فهي ليست عشبة سامة.
كذلك يستهلك الرمان بكثرة للنساء اللواتي لديهن مشكل في الهرمونات.
ويحتوي الرمان على حمض الإيلاجيك الذي يتفاعل مع الجلوكوز ليعطي الإلاجيتامين وهي أقوى من الإيلاجيك. وينتج الرمان الإيلاجيك ليدافع عن نفسه ضد الجراثيم والحشرات، وكل النباتات تنتج أشياء تدافع بها عن نفسها (هي سر قوتها).
ويمكن تيبيس قشور الرمان وحفظها لأنها لا تتعفن، وبالتالي استهلاكها على مدى السنة لما فيها من كابحات السرطان ومنظفات الشرايين، وهي مرة المذاق (ويبيع العشابون الجشعون قشوره المجففة بأثمان مرتفعة).
وهذه الأشياء إذا استهلكها الناس لا يصلون إلى درجة المرض، كما تحول دون تفاقم حالة المرضى بعون الله.
وقشور الرمان بعد تيبيسها يمكن وضعها في الوجبات والحساء أي تناولها مع الأغذية كوقاية، فذلك أفضل من أخذها كوصفات يعرضها البعض من أصحاب الكذب والأطماع هنا وهناك.

* السفرجل

هو فاكهة من الفواكه، ولكن يعتبره المغاربة من الخضروات. وشجرته مقاومة، وتعطي مردودية جيدة، وثمارها ثقيلة جدا، ومنكمشة، وليست طرية بل صلبة شيئا ما، لذا يصعب استهلاكها طازجة، لذا يقوم مستهلكها بطهيها، والأفضل أن تؤكل طازجة لأنها تجمع ما في الرمان والتفاح والإجاص، ثم تمتاز على تلك الفواكه بفيتامين PP، وفيها الفيتامين C مثل بقية الفواكه، وتشترك مع الرمان في حمض الإيلاجيك، وفيها 26 مركبا من مضادات الأكسدة أشهرها “الفْلاَفَانْ تِرْوِي أُولْ” الذي يوجد بنسبة قليلة في الفواكه الأخرى، وتركيزه الأكبر موجود في السفرجل، وهو مركب قوي جدا يحفظ القلب والشرايين، ويلتهم الجذور الحرة ولا يترك المجال لها، ويشكل ثلثي فاكهة السفرجل.
والفواكه كلها بصفة عامة تحتوي على مضادات الأكسدة التي تحفظ القلب والشرايين.
وفيه الأملاح المعدنية كالمنغانيز والمغنيسيوم، ويمتاز بها، وله فوائد كثيرة على الجسم.
ويلاحظ آكله حموضة قوية في فمه، وهذه الحموضة ناتجة من الجهاز الهضمي، فهو غاسل جيد للجهاز الهضمي، يزيل تقرحاته، لكن بشرط استهلاكه طازجا، وأفضل استهلاك له هو أن يطحن في ماء معدني كعصير، أو يؤكل مباشرة ويشرب عليه الماء، أو يقطع وتصنع منه سلطات مع فواكه أخرى، فذلك خير من طبخه.
والحموضة الموجودة فيه حموضة قوية تذيب حصوات المرارة.
والبعض يجنيه قبل نضجه ويتركه لينضج في الحوانيت، فذلك يضعفه، فالأفضل أن يُترك حتى ينضج ويصبح لونه أصفرا ليُجنى، وإلا أصبح طعمه غير مناسب.
وعند شراء السفرجل يستحسن أن يكون جديدا، وعلامة ذلك وجود شعيرات عليه (كالصوف)، لأن استهلاكه مباشرة بعد الجني أفضل بكثير، لأن مرور 15 يوما على جنيه أو شهر، يجعله يفقد الكثير من مكوناته، لذا من الأفضل شرائه جديدا.

* النبق

قال الله تعالى: “فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل”.
عاقب الله تعالى قوم سبأ بأن أذهب جنانهم وأبدلهم مكانها جنتين فيهما السدر، وفاكهته هي النبق، وهذا لا يعني أن النبق بلا فائدة، فالناس في ذلك الزمن لم تكن لديهم أمراض وتسوسات كما في هذا الزمن، لذا كانت التغذية هي الأهم عندهم، لا المواد المعالجة التي لا تغذية فيها، لأن الأمراض كانت أقل منها الآن، بعكس الناس في هذا الزمن فهم يحتاجون للمواد الحافظة من الأمراض (ولا تغذية في أكثرها)، أكثر من حاجتهم للمواد المغذية التي ينمو بها الجسم.
فعاقب الله تعالى قوم سبأ بمنعهم من الغذاء، وأعطاهم السدر، وفيه فوائد علاجية كثيرة.
ففي النبق حمض البِيتُولِينِيكْ والزِّيزِيفَايْنْ، وهي مواد مانعة من السرطان.
كما تكبح الإحساس بالحلاوة، فعند أكل شيء حلو مع النبق، لا تحس بمذاقه الحلو، وذلك أمر عجيب.
كما تكبح حصوات الكلية، ولا تتركها تتكون، ولا أقول إنها تعالجها، بل تكبح تكونها.
وعند خلط النبق مع المواد الأخرى يقوم بتحفيزها ويقوي خواصها العلاجية، فعند خلط الزيزيفين مع المواد العلاجية الأخرى فإنها تحفزها أكثر، لذا لا بأس بإضافة النبق للمواد الأخرى لكي يزداد نفعها.
وبعض المواد فيها تغذية وعلاج، مثل زيت الزيتون الذي فيه دهون تعطي طاقة قوية ونظيفة، وفيه مضادات للأكسدة تحفظ القلب والشرايين، ولا يجب على الذين لديهم كوليسترول الخوف منه، لأنه يخفف الكولسترول ولا يرفعه، ولا علاقة له بالكوليسترول لأن هذه الدهون مشبعة (عبارة عن شحوم)، أما دهونه فغير مشبعة.
ويعتبر الإستياك بعود الآراك جيدا للفم، فهو قاتل للجراثيم ومانع من التسوس ومريح لعضلات الفم، وغير مفطر في رمضان.

* اللوز

شجرته من الأشجار الزيتية مثل شجرة الجوز والفيتق وغيره، وهو من المواد الغذائية القوية، يضاهي اللحوم في غناه بالبروتين، وهو كذلك غني بالأملاح المعدنية كالمانغنيز والمغنيزيوم والفوسفور والكالسيوم (وهو مثل الحليب قوة بالنسبة للكالسيوم)، ويحتوي على حمض الأوميجا 3 بنسبة قد تصل إلى 24 بالمائة من زيته، فهو مصدر قوي له.
واللوز البلدي أفضل من المستورد.
وفيه دهون ممتازة لأنها خالية من الشوائب الخطيرة ككل الدهون النباتية.

وهو مقوي للنظام الهرموني لدى الرجال، ويزيد في الخصوبة والقوة الجنسية.

وعند تخزين ثماره لا تتأكسد لأن النشاط المائي منخفض فيها وبالتالي لا يمكن للجراثيم أن تنمو فيه (أي لا يسمح بوجود حياة فيه). لذا يمكن استهلاكه هو والتمور والجوز والفواكه الجافة على مدى السنة دون الحاجة للتبريد.

ويستهلك اللوز مباشرة كفاكهة، وذلك هو الأفضل، وفيه بركة لكثرة الدهون والبروتينات.
وتناول أي كمية منه جيدة، ك 6-10 حبات مثلا، ويجب تناوله يوميا فذلك أفضل، لكن بالنسبة لأصحاب الحساسية والربو عليهم الإبتعاد عنه وعن المكسرات عموما كالفستق وغيره، وعن جميع المواد الصناعية كالبسويت والحلوى وغيرها لما فيها من مواد صناعية تؤثر عليهم. وكذلك السمسم فهو يؤثر عليهم.
ويجب الإبتعاد عن قليه في النار أو شيه، أما سلقه فممكن إذا كان سيضاف لبعض الأطعمة، ولكن السلق يزيل قشرته التي فيها مكونات مهمة من بينها ما يضبط الهرمونات في الجسم.
ففيما عدى مشكلته مع الحساسية يمكن للجميع تناوله، وهو مغذي خاصة للأطفال الذين ليس لديهم حساسية، وكذلك النساء، فهو جيد لهن، فيجب تناوله يوميا، لكن بشرط أن يكون اللوز البلدي أما المستورد فلا ننصح به لأننا لا نعلم هل هو مغير وراثيا أم لا، فالسوق الدولية فيها أشياء كثيرة مغيرة وراثيا، واللوز داخل فيما تم اللعب به.

واللوز ليس فيه سكريات بل الدهون، فهو يدخل في تغذية ذوي الأمراض المزمنة كالسرطان، فالخلية السرطانية لا تقدر على الدهون.
وحفنة من اللوز تضاهي 100 جرام من اللحم فيما يخص البروتينات، فهو قوي في مجالها.

وجني اللوز يتم في شهر 7-8.

* الجوز

اسمه “القَرْقَاعْ” باللغة المغربية (القاف معقودة). يجنى في فصل الخريف.
مشبع بحيث يصعب استهلاك 5 حبات منه، وتكفي منه حبة أو اثنتين.
وهو غني بالدهنيات إذ تصل إلى 25 بالمائة منه، وتصل في الجوز الأبيض إلى 30 بالمائة، هو نوع من الجوز لا يوجد إلا في المغرب.
وهو فاكهة المخ، ويحفظ من الشيخوخة، ويلاحظ أن المناطق التي ينبت فيها لا تكون فيها شيخوخة.
وهو غالي، لكن يكفي إستهلاك القليل منه.
وإعطاء نصف حبة للطفل يوميا جيد، والأطفال قد لا يحتملونها، لكنه جيد لهم.

والفواكه الجافة عموما يجب أن تستهلك يوميا وبأقصى ما يمكن.

ويشترك مع الفواكه الأخرى في الأملاح المعدنية، ويرتفع فيه الآيودين والسيلينيوم وحمض الأوميجا 3، فهذه العناصر الثلاثة هي التي تحفظ الجهاز العصبي من التأكسد، وتحفظ الجسم من السرطانات، وتحفظ الغدة الدرقية.
ولا تجتمع هذه الثلاثة في الطبيعة إلا في بذور القرعيات والسمك والجوز.
وفيه أيضا مادة الترفاس (فطر الكمأة)، وهو المصدر الأول للسيلينيوم، ولا يوجد فيه الآيودين.
ويمتاز الجوز على السمك بوجود الألياف الخاصة بالنباتات، وكذلك بوجود الفيتوستروجين التي تساعد النظام الهرموني داخل الجسم، واجتماعها مع السيلينيوم والأورميجا 3 يعطي خصوبة للرجال والنساء.

والجوز فاكهة المخ بإمتياز، وفيه مضادات الأكسدة كالزيجزانتين وهو من الفلافونويدات القوية (ويضاهيه في القوة الفيتامين E).
وفيه الدهون، والدهون تعطي طاقة.
وفيه البروتينات بكمية كبيرة، ولكن بما أن المتناول منه قليلا كحبة واحدة أو اثنتين، فما فيهما لا يكفي الجسم منها، لذا لا نعده مصدرا للبروتينات بالنسبة للجسم، بل نركز على محتوياته القوية الأخرى. وهكذا كل المواد، نجد فيها أشياء كثيرة، لكن المهم والمعتبر منها هو ما يؤثر فعلا على الجسم، فمثلا الشاي، مثل فيه مادة الكاتيشين، وتشكل نسبة 30 بالمائة منه، لذا هي المهمة فيه، أما ما فيه من أملاح معدنية وبوتاسيوم فقليل لا يعد (الكاتيشين من المواد المضادة للأكسدة، وتضبط الهرمونات عند النساء).

وهو مفيد في خفض الكولسترول الذي يسبب أمراض القلب والشرايين، ويفسد الجهاز المناعي، ويسبب الخلل الهرموني عند النساء، ويسبب عجزا في الحركة حتى أن المراة التي لديها نسبة زائدة منه لا تقدر على الوقوف بسهولة.

* الصمغ العربي

أصله السودان الشقيق، والدول المجاورة له، والسودان هو أكبر دولة منتجة له (خاصة دارفور).
وهو نوعان الأكاسيا سينيغال والأكاسيا سيال، وهما المنطقتين اللتين تشتهران بإنتاجه.
والحديث هنا ليس عن المنتج الذي يسمى بالْعِلْكْ ويستخدم في الشاي في الجنوب المغربي، وهو أيضا صمغ، كلامنا عن الصمغ العربي المعروف (حتى لا تختلط الأشياء. والعلك مفيد أيضا ولكن بدرجة أقل من الصمغ العربي).
وهو موجود في الدول العربية كلها ولكن ثمنه مرتفع. ويستخدم في الكثير من الصناعات، حتى المشروبات الغازية يضيفونه لها لأنه يعطي تجانسا بين المكونات وله نكهة جيدة.
ومادة الصمغ العربي تتكون بنسبة 90 بالمائة من الألياف الغذائية الذائبة، وعندما يتم ذكر الألياف يجب ذكر مفعولها الإيجابي على القلب والشرايين والكلى، خاصة الأخيرة.
فالبكتيريا الصديقة التي في القولون هي مفتاح التغلب على الأمراض لأن القولون هو الموزع الأساسي للأشياء الجيدة والضارة في الجسد، فهو مثلا عندما يمتص المعادن لا يمتص الجيد منها فحسب بل يمتص كل ما يدخل الجسد.
والبكتيريا الصديقة هي التي تساعد على الإمتصاص، وتنشط الجسم، فتعطي القوة لإستخراج الطاقة مما نتناوله، لذا فإن الأشخاص الذين لديهم تقرحات والتهابات على مستوى الجهاز الهضمي خاصة السفلي، تساعدهم الألياف التي في الصمغ العربي كثيرا.

فالصمغ العربي يدخل في النظام الغذائي الجيد، لذا يجب تناوله مع الغذاء، خاصة للأشخاص الذين لديهم مشاكل، فهو إضافة إلى النظام الغذائي الجيد الآخر نافع بإذن الله، فهو مخفض للكولسترول ومريح للشرايين وينفع في التقرحات التي على مستوى الجهاز الهضمي، كالذين لديهم تقرحات على مستوى القولون كتقرحات كرون والقولون العصبي.

كذلك يدخل في نظام تنظيف الجسم لأنه يساعد في طرح السموم منه، لذا يساعد مرضى التوحد، وكذلك الذين لديهم سموم ثقيلة، فهو نافع في كل ذلك لأن الألياف تكنس الجسم وتساعد في التبادل على مستوى القولون والتبادل على مستوى الكلية.

* البَلُّوطْ

أشجاره تسمى الفِّلِّينْ، وهي شجرة مقاومة للحرارة. وهي فاكهة غذائية اعتمد عليها الإنسان في تغذيته في أيام الجفاف والمجاعة ونقص الإنتاج.
وموسمه هو فصل الخريف.
ويتميز بوجود النشا فيه، وهو الفاكهة الوحيدة التي فيها النشا، لذا لا يلاحظ آكله كمية الدهون الكبيرة التي فيه.
ويلاحظ المستهلك أن فيه نوع مر وآخر حلو، فالمر الذي لا يطاق طعمه، هو النافع للجسم، خاصة في هذا العصر الذي انتشرت فيه مسببات الأمراض.

ويحتوي البلوط على الدهون أكثر من الزيتون. وهو مُشبع عند تناوله، وقد كان طعام المجاعة هو والتين الشوكي.
والدهون التي فيه غير مشبعة، وتصلح ككل الدهون النباتية للإنسان. بل إن الدهون النباتية مفيدة لأمراض القلب والشرايين وغيرها.
وزيت البلوط من أحسن الزيوت، فهو أقوى من زيت الزيتون فيما يخص الدهون الغير مشبعة، فهي أكثر فيه، إضافة إلى أنواع أخرى موجودة بقلة في زيت الزيتون، وهي حمض الأولييك والينوليك والينولينك، إلا أن زيت الزيتون يزيد عليه بالإيلونيليك.
فتركيبته الدهنية نادرة في الطبيعة فهو يجمع خواص زيت الزيتون مع خواص زيت رجان، كما يكاد يجمع كل أنواع الفيتامين ب.
وإذا تم عصر الزيتون تستخرج منه نسبة 18 بالمائة على شكل زيت، أما عصر البوط فيعطي 24-35 بالمائة إلا أن الناس تعودوا على عصر الزيتون فلا يعصرونه كثيرا.

ويمتاز بالبوتاسيوم والكالسيوم الفوسفور، وليس فيه الصوديوم لذا لا يضر أصحاب الضغط. وهو مفيد لأصحاب السكري لأن الثلاثة الأولى هي التي تحقق التوازن المائي في الجسم.
وفيه النحاس المهم في تحويل الحديد المعدني إلى عضوي.
وفيه الفيتامينات B، من B1 إلى B6، وحمض الفوليك.
وليس فيه سكريات مضرة بل فيه سكريات مركبة، وهو جيد للنساء إذا تركن النظام المبني على اللحوم.
وهو مادة غابوية لا تعالج بالمبيدات إلا في حالة وجود الجراد، وإذا لم يوجد الجراد فإنه يسلم من المبيدات.

ويباع عند أبواب المدارس في فصل الخريف لأنه حار.
والأشياءالمرة فيها فائدة للجسم فهي التي تحفظه من الشيخوخة ومن التأكسدات كالسرطانات وغيرها، ولكن الإنسان يميل إلى الأشياء الحلوة.
ويخفف التخمير من مرارة الزيتون بنسبة 50 بالمائة، لذا كانوا يخمرونه لأجل ذلك، والبعض يعالجه بالصودا فتضيع مرارته تماما ويصبح بلا فائدة.
ويخفف الطبخ في الماء من مرارته. ومن صبر على مرارته وجد فائدته.
ويجب تذوقه، فإذا كان حلوا يعطى للأطفال.

وفيه مضادات أكسدة قوية كالكْوِيرْسِتِينْ المهمة للربو وغيره، والتي تباع في كبسولات، وهو مصدرها هو وشجرته.
وهو جيد للذين لا تخرج أجسامهم الماء لأنه يسهم في إعادة التوازن المائي للجسم.
وهو مفيد لأصحاب الضغط والسكري، وللذين يريدون التخلص من الشحوم والزوائد والسمنة.
وكانوا قديما ييبسونه ثم يطحنوه ويضيفونه إلى عجين الخبز لفوائده، لأنه إذا أكِل مع النشويات يزيد من القيمة الغذائية لما فيه من دهون ومضادات للأكسدة.


خامسا: عائلة الخضروات

* الخضروات القديمة

قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا”. هذه هي الخضروات القديمة النافعة التي كان الإنسان في صحة جيدة عندما كان يركز عليها في تغذيته.

البقول:
هي التي تطحن في ماء دافئ اليوم وتشرب لعلاج السرطان، وهي الخضر الورقية التي تستهلك مباشرة كالخص والبصل والثوم والكراث والبقدونس والكرفس، وأوراق اللفت والبطاطا الحلوة.
وقد بدأت الآية في سورة البقرة بالبقول.

الغثاء:
ثم ذكرت الآية الغثاء، وهو الفقوس (كما يسمى في المغرب). ويُستهلك طازجا. وكانوا في المغرب يستهلكونه كفاكهة مباشرة، ويعطونه كفاكهة للأطفال يُفرحونهم بها، وهو من الخضر الباردة أي أنه منعش، ينعش أكثر من الفواكه الأخرى.
ويدخل في مجال تنظيف الجسم من السموم، وذلك بطحنه في ماء وشربه، أو طحنه مع الكرفس أو المقدونس أو أوراق الكزبرة البرية فهي أقوى، ولا يتزامن معها لأنها تكون في غير موسمه.
وإذا تم طحن الكزبرة معه يكون ذلك جيدا في تنظيف الجسم.
وهو من العصائر التي تعالج السرطان، ويمكن إضافة أشياء أخرى كالزنجبيل وغيره، إلى عصيره.
ويزيل حموضة الدم برفعه ل PH الدم، ويخفض الضغط بذلك (وينفع الكركديه والثوم وأوراق الزيتون كذلك، في تخفيض الضغط، وأقواها في تخفيضه أوراق الزيتون).
وهو فاكهة عجيبة وقوية لا ينتبه لها الناس، وتخرج في الصيف لأنه منعش.

الفُوم والعدس والبصل:
ثم ذكرت الآية الفوم في قوله تعالى: “وَفُومِهَا”، فاختلف العلماء فيه، والراجح عندي أنه النشويات، لأنه كان يطلق على الخبز عند العرب، فالفُومَةُ هي الخبزة، ويُفَوِّمُ أي يخبز، وذلك إشارة إلى النشويات.
أما قوله تعالى: “وعدسها”، فالعدس يمثل البقوليات (وهي الحمص واللوبيا والفول… إلخ)
ثم يأتي البصل. وهو من الخضروات القديمة، وكان يستعمل في قتل الجراثيم وتحنيط الموتى.
وعائلة البصل من مطهرات، وهي التي تنظف الجهاز التنفسي.
فهذه اللائحة التي ذكر الله تعالى في هذه الآية هي الخضروات القديمة التي كانت موجودة أنذاك، وهي المهمة للصحة والعلاج، وهي التي عندما كان الإنسان القديم يتغدى بها لم تكن توجد أمراض، وكانت الطبيعة السائدة نظيفة مساعدة في ذلك. وهي التي تعالج السرطان اليوم.
والخضروات هي عائلة اللفت، وعائلة البصليات، ثم البقوليات كالحمص والفاصوليا، ثم النشويات، ثم الغثاء، ثم البامية وهي الملوخية في المغرب (ليست الملوخية المصرية)، ثم الجرجير الذي يعتبر عصيره قويا في علاج السرطان.

* الخضروات الباذنجانية:
هي الخضروات التي يركز عليها الناس اليوم، أو الخضروات الحديثة، فقد ترك الناس الخضروات القديمة الأكثر نفعا وفائدة للجسم. وأصبح أكثر من 80 بالمائة مما يستهلكه الناس اليوم هو الخضروات الجديدة التي لم تكن معروفة قديما. ومنها الطماطم التي جاءت من أمريكا اللاتينية، وهي من الخضر الباذنجانية، ومنها البطاطس التي منها أيضا، والتي لا ندري كيف دخلت، فقد اهتم الناس بها وزرعوها، وركزوا عليها لأنها تدخل في بعض الصناعات الحديثة كالكتشوب والعصائر.. إلخ.
وكان المزارعون يحرقون أوراق الطماطم لأنها تقتل بعض مواشيهم!
والخضر الباذنجانية الأربعة هي التي يشتريها الناس اليوم بكثرة، هي الطماطم والبطاطس والباذنجان والفول، وهي التي تحتوي على لِيكْتِينْ السُّولَانِيلْ الذي يسبب مشاكل القولون، كبعض الثقوب والآلام والإنتفاخات والغازات، فمن لديه هذه الأعراض، فعليه التوقف عن هذه الأنواع الأربعة من الخضر ليرى هل هي سبب المشكل.
وتسبب هذه الأنواع أيضا آلام المفاصل عند النساء.
وعندما تُستهلك في غير وقتها، تكون نسبة السولانيل مرتفعة فيها.
وقد جعل الله تعالى المزروعات موسمية حتى يغيرها الإنسان، فلا يستهلكها إلا في موسمها، ليكون ذلك أنفع له، ولكن الناس اليوم يستهلكون الطماطم والبطاطس والبصل، طوال السنة، وهذا غير جيد للصحة.
ولا بأس بأكل البطاطس عندما تُطهى، ولكن قليها في الزيت يسبب السرطانات.
وتسبب البطاطس كثرة الحركة عند الأطفال، وتسبب عسر الهضم، وغير ذلك.
والبطاطا الحلوة ليست البطاطس، فالبطاطا الحلوة لها جذر، والخضروات التي لها جذور، تعتبر خضروات قوية جدا.

ويتضمن الباذنجان مكون يسبب حصى الكلى، فمن لديهم مشاكل في الكلى عليهم تجنبه، أما من ليس لديهم مشاكل فيها، فيمكنهم استهلاكه ففيه فوائد كثيرة.
ومن لديهم نقص في الحديد يقال لهم لا تشربوا الشاي بعد الأكل، وهذه نصيحة خاطئة لأن الشاي يشرب بعد الأكل، لا مشكلة في ذلك، لكن يجب عليهم عدم استهلاك الباذنجان.

* البطاطس والبطاطا الحلوة

البطاطس:
أو “البطاطا الرومية” بالمغربية. تعد من الخضر الباذنجانية، وتسمى بالخضر الباذنجانية لأنها تشترك في الليكتينات السامة كمادة السُّولانِينْ والبِيرَالِيزِيدِينْ والتّْرُوبِينْ والآنْدولْ والبِيرَالِيزِيدِينْ، والأخيرة هي الأكثر سمية، ولكنها قليلة جدا، والأكثر هو مادة السُّولانِينْ.
والبطاطس هي أكثر هذه الخضروات الأربعة تركيزا من هذه المواد السامة، خصوصا إذا كانت في غير موسمها، أو إذا أصابها هواء أثناء النمو في الأرض، فتجتمع فيها تلك المكونات الخضراء (مادة السُّولانِينْ). فالأفضل قطع تلك البقع وعدم استهلاكها.
وتسبب البطاطس بعض المشاكل لبعض الأشخاص، فبعض النساء لديهن حساسية تجاه مادة السُّولانِينْ، وبالتالي قد تسبب لهن الغازات في الأمعاء وبعض الآلام في المفاصل. لذا يستحسن للنساء اللواتي لديهن هذه العراض الإبتعاد عن الخضر الباذنجانية.
والبطاطس هي الخضرة الوحيدة التي تحتوي على النشا، والنشا لا يوجد إلا في الحبوب النشوية كالقمح وغيره. لكن الغريب أن تركيبها تقريبا يتكون في مجمله من النشا. وفيها من مضادات الأكسدة عنصرين فقط تركيزهما أكبر، وهما الجْلُوكُونِينْ والْبَاتاتِينْ (الجيم معقودة، والباء خفيفة)، فعند تقطيعها يتغير لونها إلى الأسود، والأشياء التي فيها مضادات للأكسدة إذا تعرضت للهواء يتغير لونها بتأكسدها.
وتحتوي البطاطس على بعض الفيتامينات أيضا لكن بصورة أقل من الخضر الأخرى لكن فيها مضادات الأكسدة.
وفيها ليكتين غريب يسمى الشِّيكُونِينْ، يقوم بدور سلبي في الجسم إذ يكبح “الْكُولِينْ إِسْتِيرِيزْ” الذي له دور مهم جدا كموصل عصبي. وهذا الليكتين يوجد في الخضروات الباذنجانية الأخرى، وخصوصا في البطاطس.

وتعتبر البطاطس غذاء مغذيا لأن فيها النشويات (وهي ألياف ذائبة تنقي القولون من قروحه، فالنشا يمتص سمومية الأشياء). لذا يمكن تسميتها بخبز الخضروات.
وكانت تؤكل بكثرة في عصور المجاعات لأنها مغذية. وقد عاش الإنسان على مكون النشا، وهو موجود في الحبوب وكذلك الخضروات على شكل ألياف، لكن نقص استهلاكه في هذا الزمن مما أدى إلى ظهور الكثير من الأمراض.
والبطاطس غذاء للأطفال، لكن يجب النظر هل لديهم حساسية تجاه مادة السُّولانِينْ أم لا حتى يتم اعطاؤهم كميات كبيرة منها.
والبطاطس خضرة جيدة يمكن أكلها بدون مشاكل فنسبة السولانين فيها لا تشكل خطرا، لكن يجب أكلها في موسمها، وهو من الشهر الرابع حتى نهاية السابع.
وعندما يتم قليها تتكون فيها المِيلانْوِيدَاتْ والبِيرُوكْسِيدَتْ والآكْرِيلاَمِيدْ، والأخير ينتج من تسخين النشا في 250 درجة، ويوجد في ثلاثة مكونات فقط هي البطاطس المقلية والشيبس والبوب كورن (الذرة المقلية).
فإذا تم قليها يصبح هضمها صعبا، وتحول كذلك دون هضم الجسم لبقية المكونات المأكولة معها، وذلك مثل اللحم إذا تم طبخه في ماء يستفاد من البروتينات التي فيه، أما إذا تم شيه أو قليه فتنضاف إليه البيروكسيدات، وكذلك تتأكسد شحومه فيصعب هضمه.
كذلك إذا قطعنا الخضروات إلى قطع صغيرة وتم سلقها في ماء ثم طحنها فيه تتم الإستفادة من كل مكوناتها ما عدى الأنزيمات والقليل من الفيتامينات. أما إذا تم إدخال الخضروات في أشياء أخرى مستجدة كالبيتزا، فإن أثرها يضيع.
كذلك إذا تم سلقها في ماء والتخلص منه لعمل سلطة منها، تضيع كل مكوناتها ما عدى الألياف الخشبية.
والسلطات تؤخذ قبل الأكل لأنها تساعد على الهضم، لأن فيها الأنزيمات كالخس والخيار والقثاء والفجل والبطاطا الحلوة. وسلقها في الماء ثم عمل سلطة منها يفقدها تلك الأنزيمات، وبالتالي لا يكون مهما أكلها قبل الوجبة.
والفاصل الدموي A نسبة البيبسين في معدته قليلة لذا يحتاج لما يساعده على الهضم كالسلطات (خضروات وفواكه)، أما الفاصل الدموي O فلا يحتاج لما يساعده في الهضم.

البطاطا الحلوة:
الفرق بين البطاطا الحلوة والبطاطس هو أن الأبطاطا الحلوة تخفض الوزن والكلولسترول، وتساعد على توازن البكتيريا الصديقة في القولون مما يجعل الإمتصاص جيدا فتقل الأنيميا وهشاشة العظام، فهي مفيدة للهضم والإمتصاص.
ولا يجب قليها، بل تطبخ في الوجبات، أو كشربة، أو تشوى، أو في السلطة، لأنها حلوة ففيها الفركتوز الذي يحلي أكثر من الجلوكوز، فحلاوتها ليست كحلاوة التمور والعسل، فلديها حلاوة مميزة، ولا أعتقد أن لها أثر سلبي إلا في حالة القصور الكلوي فعلى أصحابه تبخيرها فقط لتفادي البوتاسيوم.
وإذا حدثت انزعاجات نتيجة لأكلها فإن الإستمرار عليها ثلاثة أيام يعيد التوازن، ولا تعود تسبب أي إزعاج.
ولا تضر الأطفال في سن أربعة شهور وأربع، إذ يمكن سلقها لهم (كشربةن وذلك خير من إعطائها لهم طازجة مع أن ذلك لا يضر). والملاحظ أن ما يعطونه أكثر للأطفال في هذه السن هو البطاطس لأنها مغذية من حيث وجود النشا، كما أنها سهلة الطبخ والعجن.
والبطاطا الحلوة موسمية تظهر في الشهر التاسع وتستمر في العاشر، ولا يمكن للذين يخزنونها في الثلاجات بعد موسمها الحفاظ عليها لمدة أسبوعين أو ثلاثة لأنها غنية بالأنزيمات.
وهي جيدة للنساء اللواتي في سن اليأس لأنها تمنع تراكم الكولسترول في الجسم، كما أن فيها الحديد الجيد لهن.
والمهم للعظام ليس الكالسيوم وحده بل الفوسفور والكالسيوم والحديد ثم تأتي الفيتاينات D وA في درجة ثانية، وبعض الهرمونات.
والأفضل أن تؤكل خضراء فتصبح مساعدة في الهضم، وهي أحسن مساعد في الهضم. أو إذا تم طحنها تؤكل بمكوناتها دون تصفية.
وزراعتها سهلة لكن تتطلب تربة صلبة. والمزارعون لا يعلاجونها كيميائيا لأنها من الخضر القوية التي لا تتطلب ذلك.
أما البطاطس فيستورد المغرب بذورها، ويتم وضع المبيدات لحمياتها، وتتطلب الري بصورة كبيرة، وتهاجمها الحشرات بقوة، بعكس البطاطا الحلوة التي لا تحتاج إلا للماء والتربة الغنية الجيدة.
فهي نبات جيد وقوي، ويجب استهلاكها في موسمها بأقصى كمية ممكنة، فهي من الخضروات الخريفية التي لا تبقى في السوق إلا مدة شهرين.
وهي مفيدة للبصر، ومهمة للأطفال تساعدهم في البصر وغيره، ذلك إضافة إلى معالجة الإمساك.
ولا مشكل فيها لمرضى السكري لأن البعض يخاف من كلمة “الحلوة”.
وسكر الإينيلين الذي يوجد فيها يتكون من الفريكتوز الذي لا يحتاج للأنسلوين بعكس الجليكوز الذي يحتاج له، وبالتالي لا يجب تناول مرضى السكري للعنب مثلا لأن فيه الجليكوز، لكن يمكنهم تناول الجزر والبطاطا الحلوة.
والبطاطا الحلوة لا تعالج السكري، بل هي داخلة في لائحة الممكن عليهم تناوله فقط.
وتناولها في الوجبات لا يضر.
ويعطون عصيرها لمرضى السرطان في كوريا .

* الثوم

من الخضر، وقوته معروفة في الطب التقليدي القديم، فقد كان مكونا أساسيا في كثير من الأدوية القديمة، ولا يزال الطب الهندي يستخدمه هو والكركم.
وفيه مواد كبريتية لذا رائحة لا تطاق، ورائحته تخرج من الفم، وهي أقوى روائح الخضروات.
ومكوناته قوية في كبح الجراثيم (الفلافونويدات والبوليفينولات)، وهي مكونات طيارة نشمها عند تقطيعه.
وهو والبصل مصدر للكبريت العضوي الذي يعتبر جيدا للجسم بخلاف الكبريت المعدني الذي في مواد التطهير والسماد والحوافظ، والذي يعتبر ضارا.
وقد لاحظ القدماء بأنه فعال تجاه الطاعون والكوليرا وغيرها، فهو مطهر جيد.
وينفع في الخمائر (من الفطريات) كخمائر الكانديدا التي تصيب الشعر وتسبب سقوطه، فيتم وضعه على فروة الشعر فيقتل تلك الخمائر، وقد أجرينا تجارب مخبرية حول فعاليته فيها، فهذا النوع من تساقط الشعر الذي سببه الخمائر ويشكل بقع في الرأس، يتم علاجه بالثوم الطازج بحكه عليه.
كذلك يعالج تقرحات وجروح الفم التي تكون بسبب الخمائر، فيتم القضاء عليها بمضغه. فالثوم والقرفة ينفعان في الخمائر. وعند وضعهما في الأكل فلن توجد غازات في الأمعاء، والبعض يشتكي من القطاني كمسبب للغازات، فإذا تمت اضافة الثوم إليها، يكون حلا.
والكمية الكبيرة من الأغذية عموما لا تضر، فيمكن الإكثار من الثوم حسب الرغبة والذوق، فالجسم لا يضره من الغذاء إلا الكمية التي تزيد وزنه، كأكل اللحوم والقطاني بإفراط مثلا.

وكان الناس يضيفون الثوم لبعض اللحوم المحفوظة وغيرها، وكان يحفظ لهم الطبيخ من النتن السريع.
وهو مطهر للجهاز التنفسي العلوي، فيمكن استخدامه بالنسبة للذين لديهم تعفنات في البلعوم أو على مستوى القصبة الهوائية، فالفلافونويدات التي فيه قوية جدا وتسخن الجسم وتسبب له التعرق، لذا يدخل في الأشياء التي تنظف الجسم. وهو ضابط للهرمونات في الجسم، لذا يفيد النساء، وكن في القديم يسمينه – هو وبعض المواد – بالمواد المسخنة للجسم.

وينفرد بتركيزه المرتفع من السيلينيوم الذي يوجد أيضا بقوة في السمك والكمأة، وبصورة أقل في بعض البذور كبذور القرعيات والبصل الأبيض. والسيلينيوم من المواد المضادة للأكسدة لذا يكبح السرطان.
والثوم يستهلك بكمية قليلة لأن الجسم يحتاج مكوناته، والتركيز القليل منها يكفي لإظهار مفعلوها إذا دخلت الجسم.
وكانوا يخللونه بالملح هو والليمون وبعض الخضر كاللفت المحفور وغيره.
وفيه انزيمات وأملاح معدنية كالسيلينيوم والبوتاسيوم المرتفع فيه. وهو مخفض للضغط لأنه ينشط الدورة الدموية. لذا يفيد مرضى الضغط والقلب والسكري، والذين يتبعون العلاجات الثقيلة كالعلاج الكيميائي.

والأفضل أن يكون استهلاكه كغذاء لا كوصفات علاجية مخلوط فيها عدة أنواع من التوابل والأعشاب، فيقولون إن هذه الخلطات تعالج السرطان، فمثلا يقولون إن القرفة تعالج السرطان، وهذا كذب، لكن تحفظ القرفة الجسم من السرطان، أو تعطل نموه لأن الورم إذا بقي صغيرا لا يتجاوز 30 مليمتر مثلا فإن الجسم يعيش بسلام، فهذه المواد كالقرفة والقرنفل وحبوب الكتان والكركم وغيره، تحفظ من السرطان أو تؤخر نموه إذا كان النظام الغذائي طبيعيا، والمريض ممتنع عن المواد الضارة.

وفيه الفيتامين ب المريح لأصحاب السكري.
وكذلك ترتفع نسبة البوتاسيوم فيه، وارتفاع البوتاسيوم في الجسم جيد لأصحاب الضغط والسكري.

والبصل والثوم من أقدم الخضر، وقد ذكرها الله تعالى في سورة البقرة في قصة بني إسرائيل. وقد عثر على بعض الجثث الفرعونية محطنة بالبصل والثوم. وكانوا قديما يحفظون القديد بالثوم من خلال تخليله فيه لأنه مطهر وحافظ من الجراثيم.

والثوم المستورد من اسبانيا وغيرها، مغير وراثيا، لذا نلاحظ ضخامة حجمه. أما الثوم المحلي فأفضل.

ويؤكل الثوم طريا أو بطبخه في الطبيخ.
وأول المستفيدين منه هم أصحاب الضغط، ويليهم الذين لديهم كحة بسبب البرد – والبعض تدوم معه هذه الكحة لسنوات -، فالثوم مطهر للجهاز التنفسي العلوي.
والذين لديهم كحة عليهم أولا الإمتناع عن الحليب ومشتقاته، وعن المواد المسببة للحساسية كاللحوم والحلويات والمقليات، ثم يشربون زيت الزيتون ويأكلون الثوم الطازج معه، إما في خبز أوغيره، وكانوا قديما يضعونه في التمر.
كذلك يمكن وضعه في ماء دافئ والغرغرة به للذين لديهم مشاكل اللوزتين أو التهاب في الحلق لأنه مطهر، فذلك صالح للأطفال والكبار على حد سواء.

* البصل

يتضمن البصل مادة الفولاتين، ولديها تقريبا نفس مفعول الإنسولين بالنسبة لأصحاب السكري، فهو مفيد لهم، والأفضل أن يتجنبوا البطاطا الحلوة وحتى الجزر رغم أنه جيد لهم، أما الطماطم فلا تضرهم ولا تنفعهم.
والفلافونويدات التي في البصل تحد من مشكلة البروستات فتنقص من حجمها، فعلى أصحاب السكري والبروستات وارتفاع الضغط والكولسترول أن يتناولوا عصير البصل، ويمكن طحن فواكه معه أو ليمون أو خضروات، وطعمه ليس حارا بل المواد السولفيدية التي تخرج من الأنف هي التي تؤثر فيه، ويمكن شربه.
وأكل البصل طازجا بعد الوجبات – في سلطات أو غيرها – أفضل لأنه يساعد في الهضم لأن فيه أقوى الأنزيمات المساعدة للمعدة، ولهذا يؤكل مع اللحوم المشوية لأنه حامض ويزيد من حمضيات المعدة.

ويحمي من تكون حصوات المرارة.
وهو مطهر أي قاتل للجراثيم، ويحفظ الأشياء، فيوضع مثلا مع اللحم وشيئا من الخل، فلا يفسد. وإذا وضع اللحم في عصيره أسبوعا لا يفسد.
والجراثيم لا تقربه إلا الفطريات التي لديها القدرة على إفساده. وهذه الفطريات لا تضر لأنها فطريات حقول.

ويجب أن يستهلك بشكل كبير، ومرتين أو ثلاث في اليوم. والبصل الطازج أحسن من المطبوخ، لأن الطبخ يفقده المكونات الطيارة والأنزيمات، ولكن تبقى الفلاونويدات والبوليفينولات والألياف.
ومكونات البصل تقوي الجسم وتحفظه.

والبصل بالنسبة للرياضيين مهم هو والكرافس، لأنهما يجعلان العضلات تتحمل ولا تتعب في حالة الرياضات الطويلة كالعدو الريفي وكرة القدم.

وشرب عصير البصل يجعل الجسم يستفيد من الإنزيمات التي فيه، فالبصل يدخل في المكونات التي تغسل الجسم، فالأنزيمات التي في البصل تزيل جميع الأشياء السامة بما في ذلك الجذور الحرة على مستوى القولون، وكذلك على مستوى الكلية والكبد والبنكرياس والطحال وحصوات المرارة التي في بداية تكونها.
لكن إذا أراد الشخص تنظيف الجسمه بأكل مثل هذه الخضروات فيجب عليه تجنب المواد الدسمة، فلا يمكن أن يغسل جسمه وهو مستمر في تناول الأشياء التي تحمض الدم، وهي ثلاثة: اللحوم والأجبان والحلويات (يعني السكريات).
ويمكن أكل السمك عوض اللحوم. ولا بأس بشرب اللبن مع التركيز عل النظام المعدني.
ومن الأحسن أن يتم شرب عصير البصل بعد أكل شيء لأنه حامض، زيمكن أن يسبب قرح في المعدة، فيأكل طعاما أولا، ثم يتناوله.

وإذا كان تساقط الشعر بسبب خميرة الشعر الكانديدا (الخمائر من الفطريات) فيمكن حكه بالبصل والثوم لكبح تلك الجراثيم، أما إذا كان تساقطه بسبب داخلي كتحمض الدم وغيره فلن ينفع حكه به.
والبصل ينفع في الإلتهابات الجلدية التي تتعلق بالجراثيم، وإذا لم يمكن وضعه مباشرة عليها فتوضع الضمادة ويوضع عليها وستنفذ مكوناته الطيارة إليها، أو لفه بضمادة عليها.
وبعض الأطباء يضع البصل على بعض التورمات الحميدة التي في الجلد فينقص حجمها.

والبصل يؤكل في أي وقت، ولكن على معدة فيها شيء، أما الطماطم فيجب الإبتعاد عنها في الصباح.
وفي البصل تركيز عالي من فيتامينات A-C-E، ففيتامينات A-C هي التي تؤخر الشيخوخة وتمنع الكثير من الآفات التي قد يتعرض لها الجسم.
وكان بناة الأهرامات يستهلكون البصل بكثرة لأنه يمنع تراكم حمض اللاَّكْتِيكْ في العضلاتK وهو الذي يسبب الألم والعياء.

وهو مطهر يقتل الجراثيم وحتى الفيروسات.
والأطعمة التي يتركز فيها لا يقربها الذباب.
,يسيل الدموع من العين، وذلك تطهير لها وتنشيط، ويجب عدم حك العين بل غسلها بعد ذلك بماء دافئ فقط.
كذلك يطهر الجهاز التنفسي العلوي، فينفع في تعفنات الحنجرة والقصبة الهوائية، وينفع في الكحة. وعصيره في ماء دافئ يشفي من الكحة.

وهو جيد لأصحاب الربو والحساسية لأنه مضاد للحساسية، ويزيلها. حتى الحساسية التي تخرج في الجلد على شكل حكة يساعد فيها. ويساعد في لسعات الحشرات، وذلك بالإكثار من شرب عصيره.
والبصل الأخضر أو الذي لديه أوراق (البصلة الخَضَّارِيَّة بالمغربية) تؤكل بأوراقها لأن المواد القوية تتركز في الأوراق.

معلومة: الدجاج البلدي يقضي على العقارب لأنه يأكلها، فتربيته في المكان الذي توجد به أمر مهم.

* القثاء والخيار

القثاء مذكور في القرآن في سورة البقرة، وهو الأصل، أما الخيار فمن فصيلته، والقثاء أقوى من الخيار، ويسمى في المغرب “الفَقُّوسْ”.
ومنطقة المغرب العربي المطلة على ضفة البحر الأبيض المتوسط أرقى من المنطقة الشمالية الأوروبية في كل شيء، وأول ذلك الغذاء. وعندما استعمرت فرنسا المغرب العربي لم يكن الخيار معروفا بل الذي كان معروفا هو القثاء، وكان المعروف من الخيار هو نوع صغير منه وقليل.
وكان القثاء يزرع مع البطيخ الحمر، فكان ينضج قبل البطيخ. وهو طويل ومعوج وليس مستقيما كالخيار. وشجرة الخيار ترتفع وحدها أما القثاء فينبت على الأرض مثل البطيخ.
والغثاء يؤكل كله بنواه الداخلي، ويعتبر فاكهة لا خضرة فيؤكل طازجا وذلك أفضل، ويبرد الجسم وينعشه، ويخفض الضغط، ويساعد على الإسترخاء.
وكان الجميع يزرعونه قبل الإستعمار. وزراعته سهلة، ومردوديته هائلة إذ يتم جنيه ليلا وفي الصباح يرجع كما كان.
وهو لا ينبت في أوروبا، وقد هجنوه وراثيا فيها فأصبح شيئا بين القثاء والخيار (أي مسخ مشوه ككل ما تؤدي إليه طرق زراعتهم الخبيثة، أو الحديثة كما يسمونها).
والقثاء أقوى من الخيار لأن فيه تركيز الِّليتِيِّينْ والزِّجْزَانْتِينْ (الجيم معقودة) أقوى فيه من الخيار، وهو لا يقشر مثل الخيار. ومذاقه ليس كمذاق الخيار، وإذا كان مرا فذلك أفضل لأن المرارة هي الدواء، ولكن الناس لا يصبرون على المرارة.
وهو غني بالألياف الغذائية والبوتاسيوم، وهو جيد للضغط، يطحن ويشرب في ماء نقي معدني أو غيره فينفع في ارتفاع الضغط، وينفع كذلك لأصحاب السكري.
ويؤكل طازجا لأن فيه انزيمات مفيدة تساعد في مشاكل القولون.
وفيه البيتاكاروتين والألفاكاروتين وهي مضادات للأكسدة، ولا تظهر لأن لونه الأخضر طاغي. وفيه الليتيين والزجزانتين، ومكون الليتيين مهم جدا للنساء لأنه ضابط هرموني.
وفي القثاء من الألياف كمية أكبر من الخيار، وفيه الفيتامين A وC وK. والفيتامين K مهم جدا للعظام (أهم من الفيتامين D لها) لأنه يعطيها صلابتها وقوتها، كما أنه مهم لمرضى الزهايمر.
والقثاء مدر للبول، وكل الأشياء المدرة للبول تخرج الماء من الجسم وتمنع الخلل الفيسيولوجي.
وأكل القثاء يجب أن يكون طازجا للإستفادة منه جيدا، فهو للأكل كفاكهة، وهو أقوى من التفاح والموز.
وكان المغاربة القدماء يستخدمونه كفاكهة يعطونها للأطفال ويأكلونها.
وفي الحديث الذي رواه عبد الله بن جعفر قال: “رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب”. فالعرب المسلمون هم أهل علم التغذية وكل العلوم، ولا يقارنون بالغرب، فالغرب لا يطبخ اليوم بعكس العرب، وما أمرض المسلمون إلا التحول من نظامهم إلى النظام الغربي الفاسد المفسد الذي حشر نفسه فيهم.
واجتماع الرطب (التمور) مع القثاء يعطي غذاء قويا جدا، إذا تجتمع كل الأشياء كالإنزيمات والألياف الخشبية والمكونات الأخرى. والجمع بين فاكهة باردة (القثاء) وفاكهة مسخنة (التمر). والجمع بين الفيتامينات، ففي التمر B، وإذا كان رطبا يكون فيه C.
وإذا تأملنا اللائحة التي تم ذكرها في سورة البقرة كالبصل والعدس والبقل والغثاء والفوم، نلاحظ أن هذه المواد تخرج في وقت واحد، ففي فصل الصيف يخرج البصل والقثاء والعدس، والفوم إما أن يكون الثوم أو الحنطة (القمح)، أما البقول فتعني الأشياء الخضراء كالمعدنوس والرّجْلَة والعدس. وفي ذلك الزمن كانت الأنواع أكثر، وحتى الان لا زال الإنسان يكتشف ما خلقه الله تعالى.
فالقثاء موسمي، يخرج في شهر 5-6 حتى الشهر السابع لأنه يكبر، فإذا كبر يخرج نوى فيحتفظون بها ليزرعونها في السنة المقبلة مثل كل القرعيات كالبطيخ وغيره.
وقد خلقه الله تعالى ليُستهلك في ذلك الموسم ليعطي فائدته. وكل الأغذية النباتية تكون أقوى في فترة مواسمها.
والقثاء يخفف من أمراض القلب لأن فيه البوتاسيوم الذي يعمل على التوازن المائي للجسم، وهو مقوي لعضلات القلب لأن الفلافونويدات التي فيه تمدد الشرايين وتنفع في أنسجة الخلايا. كما أنه مخفض للكولسترول إذا تم تناوله مع غير اللحوم كالسمك.
ومن لم يجد القثاء يمكنه تناول الخيار لأنهما من نفس النوعية، والقثاء أحسن من الخيار، وأفضل للبشرة مثلا – بالنسبة للنساء – فيمكن وضع أوراقه على الوجه لتبريد البشرة.
وعلى الذين يقومون بالتصفية للكلى عدم تناول القثاء.

أما الخيار:
فقد شاعت شائعة أنه مسمم ويضر البشرة وغيرها، ولا أعتقد أن ذلك ينطبق على الإنتاج المغربي، لكن في أوروبا نعم، لأن عندهم انتاج تتدخل فيه الصناعة والتغيير الوراثي وغير ذلك، وبالتالي لا يمت للطبيعة بصلة. ولا يجب الإعتقاد بأن علم التغذية متقدم في أوروبا بل بالعكس هو متقدم في الدول العربية أكثر.
والقوت الموجود على الأرض هو 5 أضعاف ما يحتاجه البشر.
وفي المغرب يوجد اليوم تناقض، فيقولون إذا لم نتبع طرق الإنتاج الحديثة فإن الهكتار لن يعطي مردودية 50-60 قنطار من القمح الطري. ويوجد بعض الفلاحين الذين وصلوا لإنتاج 65 قنطار، وعجزوا عن بيع منتجهم بل أعطوا أجزاء منها للحيوان. فالله تعالى قدر في الأرض أقواتها، وأصبغ على الإنسان نعمه، فلا يجب قبول أي خطاب تخويفي يخوفنا من الجوع وغير ذلك (مثلما يخوفون من الإحتباس الحراري في حين أن الأرض العظيمة تسع أضعاف ما عليها الآن).
فإذا اتبع الناس النظام الطبيعي وقنعوا، ونظموا غذائهم حسب المواسم لكل موسم منتجاته من الأغذية، مع وضع الغبار الطبيعي (السماد العضوي) وماء الآبار والعناية بالحق، فهذا يكفي دون مبالغات.

والخيار والقثاء جيدين لبشرة الوجه، ويمكن وضع قطعه على الوجه المتعرض للشمس فيبرده، وكل القرعيات تبرد الوجه. ويمكن وضعه على العينين.
واليقطين أيضا يبرد الجسم ويطرد الذباب، ويقي من حروق الشمس، وطحينه يبرد الإلتهابات، لاحظ كيف أنبت الله تعالى على سيدنا يونس شجرة من يقطين.
والخيار يخفف الوزن لأن الجسم الذي لا يخرج الماء منه يكون ثقيلا، والخيار لا يترك الماء لأن فيه البوتاسيوم وفيه الألياف الخشبية ومضادات الأكسدة، فإذا تم الإكثار منه في نظام نباتي خالص بدون لحوم فإنه ينقص الوزن، ويسوي الجسم فيمنع تشوهات أعضائه كخروج البطن وغير ذلك.
والخيار أسهل في الإنتاج من القثاء إذ يمكن انتاجه على مدى 4-6 أشهر بل على مدار السنة في ظل وجود الدور الزجاجية، لكن القثاء لا، لا يمكن وجوده في الشتاء، وإذا وجد يجب الإبتعاد عنه لأنه فاكهة صيف فهو منعش للجسم ويساعد على الهضم، وهو جيد مع السمك.
والكورنيشون هو نوع من الخيار يتم جنيه صغيرا.
والخيار أنواع فيه أنواع ثقيلة في الوزن، وبعضه يكون فيه تجعدات وهو الكورنيشون الذي تم تركه ليكبر.
وعلى المشتري أن يجرح ثمرته بظفره قليلا ليرى هل هو طري أم صلب، فإذا كان صلبا فذلك يعني أنه قديم، وأخذ الصغير الطري أفضل.
ويمكن غسل الخيار بالملح والخل للقضاء على الجراثيم التي قد تكون عليه مثل بكتيريا الإيكولاي التي أثارت ضجة في أوروبا لوجودها عليه، وهذه البكتيريا لا تقاوم الملح والحموضة، لكن غسل الخيار بالملح وحده قد يزيده رطوية فيلتوي، لكن يمكن مزج الملح مع الخل وغسله.
أو يمكن وضع الخيار في ماء فيه خل فقط لمدة دقيقتين ثم تقشيره وأكله.
والأفضل أكل الثمار في مواسمها والتقليل منها في غير مواسمها.
وبعض المرضى كمرضى الروماتيزم قد يُمنعون من أكل الخيار، فالطبيب هو الذي يحدد النافع للمريض في هذه الحالة.

* البقدونس

البَقْدُونِسْ أو المَعْدْنُوسْ بالدارجة المغربية (Persil). من الخضروات.
يستعمل للتنكيه، وأهميته أكبر بكثير من التنكيه.
ويدخل في كل الوجبات تقريبا حتى السلطات، ورائحته قوية وجيدة، وهي ناجمة عن زيوت طيارة.
والناس يفضلونه على الكزبرة وغيرها، ومن خواص زيوته الطيارة كبح الجراثيم، ونسبتها فيه جيدة.
وفيه الفيتوستروجينات التي تسخن الجسم وتنفع النساء جدا في المجال الهرمونات (مثل الكزبرة والكرفس، والأفضل فيها جميعا أن تستهلك طازجة لتعطي مفعولا أكبر).
وفيه مضادات للأكسدة كثيرة. ويمكن استهلاكه طازجا بوضعه في عصير خضروات (لا عصير الفواكه)، فتتحد هذه المواد الطيارة مع مكونات الخضروات الأخرى لتكون الفائدة أكبر.
ويساعد على خروج الماء من الجسم وإدرار البول، وينشط عمل الكلية كذلك.
وغليه في الماء وشربه ممكن، وجيد لمن لديهم مشاكل في الكلى، فهو عامل مساعد وليس علاجا. فهذه النباتات لها أدوار مهمة في الجسم وتنفع أعضائه إذا تم الإعتماد عليها كوقاية من الكثير من الأمراض.

ويستهلك وحده مسلوقا في ماء، ويطحن على شكل شربة، والأفضل أخذ كمية كبيرة منه لتظهر فوائده سريعا، كتسخين الجسم وغير ذلك. وإذا استهلك طازجا مع خضروات أخرى كعصير تكون قيمته أكبر.

والسلطات يجب أن تهيأ من أشياء طازجة، وكان لدى المغرب نوع واحد من السلطات وهو مكون من الطماطم والبصل وزيت الزيتون وقليلا من الملح، أما الآن فأصبح الناس ينوعون اتباعا للغرب.

* الجزر

مذاقه حلو فيه سكريات وحموضة، وكل هذه الملخلوقات تتميز بمكونات وطعم وألوان خاصة بهان فسبحان الله، ولهذا يمكن أكله مباشرة بعد غسله جيدا وتقشيره، أو عمل عصير به أو وضعه في السلطة، ولا بأس بقلبه فلا ضرر فيه.
يتميز بوجود البيتاكاروتين، وهي من مضادات الأكسدة النافعةفي السرطانات والشيخوخة،.ك
وفيه الفيتامين A المانع من السرطان، والذي يؤخر سرطان الرئة أحيانا عند من لديهم 35 سنة من المدخنين ممن قد يظهر لديهم لأنهم لا يتوفرون على هذا الحافظ الموجود في الجزر، فالسرطان تكبحه الموانع فلا يظهر إلا متأخرا في الستين أو السبعين، ولكنه يظهر بسرعة في هذا الزمن لأن الكابحات لم تعد موجودة في الغذاء اليومي.

وقوة الجزر التي تميزه هي وجود مضاد للأكسدة قوي فيه وهو “الفالكارين”، وهو خاص به، لا يوجد في غيره.
والجزر خضرة موسمها الشتاء والربيع بالخصوص.
والخيار الذي زمنه الشهر 3 و 4 إذا تم انتاجه في غير موسمه يفقد تركيزه، وهكذا كل الخضروات تكون قوية في وقتها، والجزر في الصيف يكون ضعيف المذاق والتركيز، أما الطماطم فوقتها هو الصيف.

* الكرفس

هو عشبة غذائية وطبية في نفس الوقت، وهو أقوى من الزعتر وإكليل الجبل والزعفران.
وهو عشبة طبية بامتياز، له رائحة ومذاق قويان، يدلان على وجود مركبات قوية، وهما السِّيدَانُولِيدْ والبِيتِيفْتَالِيدْ، ولا يوجدان في غيره (يوجد في كل نبات ما يميزه عن غيره، ولا يوجد إلا فيه، فسبحان الله).
ولا يعطي الكرفس أي طاقة، بل يُعطِي الألياف الغذائية ومضادات الأكسدة، لذا هو جيد لمن لديهم سمنة.
وفيه تركيبة كيميائية عجيبة لا يمكن لغير الخالق أن يضع مثلها، لذا هو عشبة طبية بامتياز، أي يتوفر على خصائص علاجية.
وهو من الخضروات، يعني أنه ليس خطيرا.
وتكفي منه حبة واحدة مع الجذر، لصنع الشوربة أو غيرها. لا يجب الإكثار من هذه المواد، لأن الإكثار من كل شيء يؤدي إلى ظهور مضاعفات.
ومن الأفضل عدم استهلاكه في وسط النهار، لأنه يساعد على الإستراخاء، وذلك لتجنب الكسل مساء.
وهذه وهذه المواد لا ضرر منها – لأنها داخلة في الغذاء – إلا على قلة ممن لديهم الحساسية وبعض الأشياء القليلة الأخرى. أي أنه ليس ساما، بل تستعمل جذوره كخضروات في أوروبا.
وهو كمادة غذائية يستهلك في زمن البرد، أما في فصل الصيف فالأفضل عدم الإكثار منه لأنه مسخن للجسم، ولكن إذا كان استخدامه للعلاج، فلا بأس.

وإذا تم مزج الكرفس مع أعشاب أخرى فإنه يعمل جيدا. فمثلا يعمل الكركم معه جيدا، فيمكن صنع شربة كرفس تتضمنه.
ويعمل جيدا مع الفول، فهما صديقان، لاحظوا استهلاك الناس في رمضان للفول والكرفس، وبالتالي ينامون جيدا إذا اجتمع الكرفس مع الفول.

وهو مسكن للآلام بامتياز، فيمكن طحنه ووضعه طازجا في ماء نظيف، وشرب كوب منه (يكفي، إذ لا يجب الإكثار)، فهذا ينفع لآلام الرأس التي سببها التعب وغيره.

ومفيد للجهاز الهضمي، لأن مركباته مضادة للإلتهابات.
وتغذي جذوره التي تشبه اللفت الصغير، البكتيريا الصديقة، ويمكن استهلاكها كخضرة.
وهو مفيد للقولون مع الحلبة والخضروات التي فيها الإينولين كالبطاطا الحلوة والقلقس والخرشوف واللفت والقرعيات، فهذه كلها تطبخ جيدا ويضاف إليها زيت الزيتون والكرفس والحلبة لأنها تتضمن الجَالَاكْتُومَانْ الذي ينعش البكتيريا الصديقة.

وهو جيد للكبد والمرارة.
وهو جيد للتعب والإرهاق.

ومفيد للذين لديهم الكولسترول مرتفع، ويخفض الكولسترول، وبالتالي يحول دون مشاكل الشرايين.

ويقوي عضلة القلب، هو والتمر.

وبالنسبة للرياضيين يعطي قوة وصلابة للعضلات، كمن يمارس رياضة تقوية الجسم، فيمكنه استهلاك صحن سلطة منه قبل دخول قاعة الرياضة، وبعد الإنتهاء يشرب ماء دافئ، ويأكل تمور، فذلك مهم، ثم يتناول ما شاء من غذاء، والبقوليات جيدة له.
وينصحون لاعب التنس أن يشرب ماء ويأكل موزة، وهذا خطأ، فأفضل شيء له أن يشرب ماء ويتناول 3 حبات من التمر لا الموز، لأن الرياضيين يحتاجون للماء والأملاح المعدنية، والتمر فيه تركيز جيد منها.
والأفضل إستهلاك الكرفس والتمر قبل المباراة الرياضية ب 5 أو 10 دقائق، لتجنب مشاكل كالجلطات وغيرها.

ومفيد لأصحاب مرض بركينسون إذ يُبْقِي الغشاء الذي يحول دون الإصابة به، سليما. والذين لديهم باركنسون يستهلكونه مع زيت الزيتون يوميا، أو مرتين في اليوم لا مرة واحدة.

وينفع في آلام الدورة عند بعض النساء، فهو خير من المسكنات التي يعطي الطب الحديث، وتخرب الدورة الشهرية. وهو العشبة الوحيدة التي تزيل آلام الدورة الشهرية. وسبب هذه الآلام هو استهلاك اللحوم والألبان يوميا، وبكثرة، لأن الكولسترول يلخبط النظام الهرموني.فيجب الإبتعاد عن اللحوم والسكر وزيوت المائدة، على الأقل 3-4 أيام قبل الدورة، واستهلاك الكرفس، إما بطهيه على شكل شربة مع بعض التوابل، أو طحنه وشربه في ماء، ويمكن إضافة الخضروات إليه، أو استهلاكه كسلطة، فيتم تقطيعه جيدا ويضاف له زيت الزيتون، وتتناول المرأة، صحنا في الأيام التي تسبق الدورة. وهذا الألم قد يدل على ظهور مشاكل في الرحم كالسرطان فيما بعد، فمن الأفضل اتباع النصائح السابقة لحل هذا المشكل، والحل ليس في الأدوية، فلها آثار جانبية.
وتسخن شربة الكرفس مع الثوم وزيت الزيتون، الجسم، لأن الكرفس مسخن له، ويُستهلك في الفصل البارد لا الحار (التقليل منه في الفصل الحار أفضل لأنه مسخن).

وينشط أو يهيج النظام الهرموني عند الرجال، ويقويه، وكذلك عند النساء، لكن النساء لا يحتاجون لتهييج النظام الهرموني أما الرجال فيحتاجونه.

وهو جيد للذين لديهم نقص هرموني يتسبب لهم في الإحساس بالبرد والرعشة ويدفعهم للأغطية كثيرا، كما يلاحظ عند بعض الأطفال وغيرهم، فهؤلاء يأخذون الكرفس، فهو جيد لهم.

وينشط الأُوتُوفَاجِي، وهو ما يتخلص به الجسم من الأمراض الخطيرة كالسرطان، فالأوتوفاجي هي التي تأكل الخلايا الميتة، وقد أجريت تجارب على الكرفس، ولاحظ الباحثون بعد استهلاكه اختفاء الخلايا السرطانية.
فهو يخفض حجم الورم جيدا. وبالنسبة للسرطان يجب على المصاب به استعمال الكثير من الأشياء معا، كالكرفس مع غيره مما ينفع فيه، وليس الكرفس وحده، مع ترك اللحوم والسكر الأبيض وزيوت الطبخ والمصبرات والمعلبات والغذاء السريع.
وعلى مرضى السرطان أن يبدؤوا في علاج أنفسهم، وعصير الخضر الطازجة ضروري لمرضى السرطان، مثلا عمل عصير من الخضر الطازجة (2-6 أنواع منها)، وتكون في موسمها أفضل، وتطحن في ماء دافئ، وتضاف إليها التوابل كالكركم والزنجبيل والقرفة، ويطحن معها الكرفس بكمية جيدة، وزيت الزيتون. فذلك كله جيد في عصير الخضروات.
وهو من المكونات التي توقف المِيتَاسْتَازِيسْ، وهو انتشار السرطان في الجسم، فالمكون الذي يوقفه هو البروبوليس، لكن الكرفس هو الوحيد الذي يوقفه من الأعشاب، ولا توجد عشبة أخرى توقفه. وإذا توقف الورم فلا يوجد خطر على المريض، وهذا ما بدأ فيه الأطباء في أمريكا، بدءوا في التريث لأن عواقب الجراحة لا يُدرى إلى أين تقود، فيجب التريث ومراقبة المرض، وإذا اقتضى الأمر الجراحة، يقوم بها، ولكن بعد التريث والمراقبة، وترك المريض يقرر، فإذا لم يكن يريد الجراحة، يراقبون حالته، فإذا كان المرض يزيد، يخبرونه، وهو يختار ما يريد. فيجب احترام المريض واعتبار نفسيته، لا استغلاله.
وللكرفس قوة في النظام الغذائي لمرضى السرطان.

* اليقطين

أو القرعة السلاوية باللغة المغربية، هو نوع من القرعيات، ولكنه ليس تلك الحمراء والصفراء، بل الخضراء أو ما يسمى بالقرعة السلاوية.
ومن فوائد القرعيات اجتماع السيلينيوم وحمض الأوميجا 3، وبالتالي الوقاية التامة من السرطان، فالأوميجا 3 يحول دون التفاعلات الكيميائية الخبيثة، والسيلينيوم يحول دون خراب ال DNA الخاص بالخلايا، والذي إذا تخرب تنقلب إلى خلايا سرطانية.
ويمكن أخذ السيلينيوم على شكل أقراص، لكن يجب أن يحدد الطبيب المقدار وطريقة أخذه، فلا يجب أن يكون أخذه بشكل يومي. وهو موجود في السمك والبيض البلدي والدجاج البلدي والكرفس واللوز البلدي (غير المستورد) والشعير (موجود فيه أكثر من القمح) والجوز.. إلخ.
والنقص الحاد للسيلينيوم يسبب الربو.

وبذور القرعيات تقضي على الديدان المعوية، والذين لديهم ديدان معوية لا ينبغي أن يأكلوا أشياء طازجة، ولا أن يكون لديهم كلاب وقطط في المنزل، ولا أن يلمسوا اللحم الطازج بأيديهم لأن هذه الطفيليات تأتي في أغلبها من الحيوان.

واليقطين خضرة لا تحتاج لمبيدات، لذا فيه نسبة كبيرة من العناصر القوية، ولن يتغير إلا إذا دخلته الأفكار الغربية المشوهة لكل شيء، أما ما دام الإنتاج طبيعيا فلا مشكل.

والنساء يرمين وسط الثمرة المليئ بالبذور، وذلك خطأ إذ يجب استخدام تلك البذور.
واليقطين الفتي بلا بذور – أو بذوره قليلة – وكلما طال عمر ثماره كلما ازداد عدد بذوره.

وإذا تمت إضافة اليقطين الطازج للوجبات يقضي على الميكروبات التي فيها.
وترقيد القديد فيه – وضعه فيه – يمنع من وجود الجراثيم، فهو مبيد للميكروبات.

ومن المؤكد عندي أن اليقطين المذكور في القرآن هو النوع المسمى عندنا في المغرب ب”القرعة السلاوية”.
واليقطين هو الخضرة الوحيدة المذكورة في القرآن.

وأهمية أوراق شجرة اليقطين أكثر من أهمية ثمارها، ولهذا ذكر الله تعالى شجرته، واليقطين هو الخضرة الوحيدة التي يمكنها التسلق أو التلوي على شيء كشجرة أو حائط حتى تصل إلى ارتفاع 7 أمتار وأكثر.
وأوراقه كبيرة جدا، تلتقط أشعة الشمس بكثرة، وعند الإستظلال باليقطين لا يتم الإحساس بالحرارة حتى وإن كانت درجتها 60 درجة لأن من خواص اليقطين (مثل القصب) أنه يمتص الماء من التربة ويطلقه في الهواء فيرطب الهواء.
وسيدنا يونس كان في بطن الحوت الذي أثر على جسد، وكان خائر القوى عندما رماه الحوت في منطقة حارة، فاأنبت الله تعالى عليه شجرة اليقطين لأنها مظللة ومرطبة للجو وطاردة للذباب ومضمدة للجروح.
فأوراقه تبرد التهابات الجلد، وتطرد الذباب، ولهذا تخرج في فصل الصيف، ويجب الإكثار من اليقطين واستهلاكه على مدى اليوم وطازجا، ويمكن طحنه وشربه كعصير، فهو غني بالأنزيمات والبوليفينولات القوية لهذا يتحول لونه بعد قليل إلى اللون الأسود.
وهو مبرد للجسم، أي منعش في فصل الصيف، ومدر للبول، وفيه ألياف خشبية لا يمكن حصول الإمساك معها إذا تم شرب كأسين من عصيره المطحون.
ويكون مرا إذا تم جنيه باكرا.
ويؤخر الشيب لدى الذين يستهلكونه. والهنود يشربون عصيره لتأخير خروج الشيب.

وأي لسعة تسبب انتفاخا وحساسية، يمكن ازالة الحساسية المسببة للحكة بحكها بقطعة من اليقطين.
وإذا كان الرضيع أو الأطفال في مكان كثير الحشرات والناموس، فيمكن تقطيع قرعة، ووضع قطعة منها بجوار رأسه ليلا لأنه طارد للحشرات.
وعند شرب كأس من اليقطين المطحون لا يحس الواحد بالعطش بعده.

كذلك الذين لديهم حب الشباب عليهم ترك أكل اللحوم والسكر، ثم شرب اليقطين المطحون وحك تلك البثور به أو بذلك العصير.
والناس يبولون أكثر في فصل الشاء لأن الماء لا يخرج على شكل عرق لقلة العرق في فصل البرد، أما في فصل الصيف فالبول قليل مهما كثر شرب الماء لأن التعرق موجود.

وفي الصيف يخرج اليقطين والبصل، فلو طحنهما الناس وشربوهما معا فذلك جيد، فاليقطين يقضي على الإلتهابات، والبصل يبرد الجسم – وفي نفس الوقت يسخنه -، ويطهر الجهاز الهضمي، وبالتالي يحسن الإمتصاص، ويغسل الجهاز التنفسي العلوي، فهما جيدين في فصل الصيف، ويريحان من مشاكل الحرارة والإرهاق وغيرها.
وجميع فصائل القرعيات لديها مكونات تشبه مكونات اليقطين.
واليقطين يخفض الكولسترول والشحوم في الدم مما يزيد من التبادل على مستوى الجهاز العصبي كما يحتوي على أملاح تنشط الجهاز العصبي كالمنغنيز، فهو إذن مفيد في تنشيط الدماغ والحفظ من الإرهاق الفكري أو العصبي.
وفيه كذلك القليل من الدهون النباتية التي تساعد في تنشيط الخلايا العصبية (والبوليفينولات والأوميجا 3 هي التي تنشط الجهاز العصبي).

واستهلاك اليقطين يكون بطحنه وشربه على شكل عصير ، ويمكن اضافة فاكهة أخرى إليه، أو صنع شربة منه، ويمكن في شربته اضافة المعدنوس والقصبور وبعض التوابل كالكمون والقرفة لزيادة القيمة الحافظة للجسم.

وهو في العموم قوي في مجال الألياف الخشبية والفلافونويدات.

واليقطين اليوم لم يعد كما كان من قبل بل قلت قيمته قليلا (بقيت فيه نسبة 80 بالمائة من مكوناته، وذلك جيد).
وهو الخضرة الوحيدة التي لا تحتاج لسماد، والخضرة الوحيدة التي لا تنتن.
وعندما يكبر يتم تفريغه، ويخزن فيه كوعاء، الزيتون والسمن والزيت والدقيق والعسل وكل المأكولات، ولا تقربه اللحشرات.

* الخرشوف

الخَرْشُوفْ، أو الخَرْشَفْ في بعض البلدان هو خضرة قوية موطنها حوض بحر الأبيض المتوسط.
وفي المغرب نسميه الخرشوف البري، لأنه ينبت لوحده ولا يُزرع. ويتميز بأن قوته 10 أضعاف الخرشوف الضخم الذي يُزرع الآن ويباع.
وكان لا يباع لأنه كان موجودا في كل مكان، وهو أقوى مادة غذائية للإبل (موجود في البر)، وكذلك يمكن نهيئة طعام به، ولم يكن يباع. فلا يجب شرائه بل استعماله إن كان متوفرا.
وتكمن قوة جذور الخرشوف في تنظيف الجسم من السموم التي دخلت إليه، سواء عن طريق الأكل أو غيره. فيتم شربها، والأفضل أن يكون معها البروبوليس ليكون مفعولها أكبر.
ويمكن كذلك استهلاك ساق الخرشوف البري أيضا.
وكانت النساء تجمع رؤوسه (زهوره أو نواره) لعمل الجبن البلدي الطبيعي بها، وذلك أفضل.
والخرشوف الذي يباع في السوق ليس كالخرشوف البري، يوجد فرق كبير بينهما (البري هو القوي).
وتزن جذوره كيلوجرامين، وقد يصل وزنها إلى 5 كيلوجرامات، وهي دائما طرية حتى في الصيف، وأفضل وقت لإستعمالها هو آخر الربيع. وتحتوي على مكونات قوية مثل مادة السيليمارين وحمض الكافييك وغيرها.
ومادة السيليمارين تنظف الكبد، وتباع في الصيدليات لأجل ذلك. والخرشوف أقوى من المادة التي تباع.
وتنفع جذوره في التهاب الكبد الغير فيروسي الغامض الذي ظهر عند بعض الأطفال بعد الوباء.
وينفع الذين أكلوا تسممات، فتخلص جذوره الكبد منها.
وتدخل جذوره في تنظيف الجسم، فيتم شربها مع الماء (كعصير، وإذا أضيف إليه الزنجبيل فجيد، هذا إضافة للصوم الذي ينفع في تنظيف الجسم).
واستهلاك جذوره على شكل شوربة أو مع خضر أخرى لا بأس به، والأفضل شربه طازجا، فتقشر جذوره (تُجرد بالسكين)، وتغسل بالماء جيدا، وتقطع إلى قطع صغيرة وتطحن مع الماء، وتشرب (دون الإكثار منها).
الأفضل استهلاك جذوره طازجة بطحنها مع الماء وشربها بدلا من سلقها. ويمكن إضافتها لشربة خضروات فيها ثوم وبصل وغير ذلك إلخ.
وإذا لم يكن متوفرا يمكن شراء أكياس السيليمارين من الصيدلية وشربها، وكذلك البروبوليس لأن يتماشى معه.

وتنفع جذوره البكتيريا الصديقة والقولون والشرايين وصفراء المرارة والكلية، وتريح الجسم.
وتنفع الذين لديهم مشاكل في القولون، كالذين لديهم تقرح كرون، فجذوره مغذية للبكتيريا الصديقة التي إن قويت يرتاح الجسم.
والذين عندهم مشاكل القولون يكون عندهم نقص في الإمتصاص غالبا، فيكون وزن الجسم ناقصا عندهم، ويعجزون عن القيام بالأعمال الصعبة، فتنفعهم جذوره جيدا.

وجذوره دواء للتكيسات عند النساء، وهو أقوى من الدغموس بخمسة أضعاف.

وعلى الذين لديهم أمراضا مناعية، إدخاله في تنظيف الجسم – لأنهم مضطرون إلى تنظيف الجسم كل شهرين – فيمكنهم عمل الحجامة إضافة لجذوره.

كذلك ينفع الذين لديهم مشاكل على مستوى الدم، فهو ينظف الجهاز الدموي بامتياز.

كذلك ينفع في بعض مؤشرات السرطان، ويدخل في تغذية الذين لديهم سرطان، وقد يساعد في العلاج، لكنه يدخل بصورة أساسية في الغذاء. وعصير الخضروات جيد لهم، فإذا أضافوا له جذور الخرشوف يكون جيدا.

* اللفت المحفور

وهو اسمه باللغة المغربية (Panais) أو الجِذْر الأبيض. لفت أبيض له مذاق مر. وهو نوع من اللفت، وفيه المكونات التي في أنواع اللفت. ويُعرف باستخدامه في الكسكس، ويصعب استهلاكه طازجا لمرارته، لكن يمكن استخدامه في الطاجين والشوربة.
وهو خضرة قوية جدا، فهو رقيق بعكس اللفت الأبيض المنتفخ، وهو أكثر تركيزا من اللفت البيض.
والناس لا يستهلكونه لمرارته، لكن يجب عليهم استهلاكه لأنه قوي جدا.
ولا يجب ابقائه لمدة طويلة في التربة لأن ذلك يعرضه للمشاكل، فيجب استهلاكه في وقته وهو فصل الربيع.
والنساء لا تحب اللفت بل تميل إلى الخضر الباذنجانية كالطماطم، وهي التي تضرهم.
وهو خضرة رقيقة جدا ولكنها مركزة جدا، قوي في مجال الفيتوستروجينات، ودورها ضبط الهرمونات، لذا يسخن الجسم جيدا إذا تم أكله أو شربه في الشوربة (وعلامة نقص الهرمونات في الجسم هي الإحساس الدائم بالبرودة والرعشة).
وكانت النساء ييبسن اللفت ويخزنه، وكانوا يطحوننه وينكهون به للإستفادة منه لما فيه من فيتوستروجينات مفيدة لهن، لذا يدخل في تغذية النساء الضرورية.

* الخَسُّ

الخُصّ من الخضروات التي تساعد على الهضم إذا تم أكله في سلطة قبل الوجبات مثل البطاطا الحلوة وغيرها (الخص بالمغربية، وتعني باللغة الفصحى بيت من شجر).


سادسا: عائلة القطاني

* الحمص

من الأغذية الأساسية الداخلة في مجموعة القطاني. وكان يمثل مادة غذائية ضرورية لدى دول البحر الأبيض المتوسط ومنها دول المغرب، وكان المغاربة يسلقونه في الماء مع شيء من الملح والتوابل، وكانوا يضعونه هو والعدس في شربة الحريرة، وبدونه لا تسمى حريرة. فكانوا يضيفونه بكثرة لما يكفي 6 أشخاص منها (أي مقدار 250 جرام منه، وقديما كانوا يضيفون نصف كيلو لأنهم كانوا ينتجونه وكان متوفرا لديهم).

والقطاني تشترك كلها في معدن الموليبدينوم، وهي مصدره الوحيد في الطبيعة.
وتشترك كذلك في حمض الفوليك (فيتامين B9)، وهي أول مصدر في الطبيعة له.
والقطاني الطرية (الخضراء) فيها هذا الحمض بنسبة ثلاثة أضعاف مقارنة بالقطاني الجافة، وهذا الحمض هو الذي يُخرج الطاقة من السكريات، ويساعد على خفض لكولسترول في الجسم لذا هو جيد للقلب والشرايين، ويقي من إنسدادات الشرايين والأوعية الدموية.
وهو ضروري للحوامل ولمرضى السكري.
وتشترك كذلك في نسبة البروتين المرتفع (22 بالمائة من تكوينها من البروتيين)، فالقطاني إن جاز التعبير، يمكن أن تسمى اللحوم نباتية، لأنها تضاهي اللحوم في هذه المادة.
ثم تشترك في الفيتوستروجين، وهو فيها أكثر منه في النشويات، لكن نسبته فيها أقل من الحبوب الطبية (الخردل وحبوب الكتان وحب الرشاد والحبة السوداء والينسون والشمر وأمثالها).
وتشترك كذلك في الألياف الغذائية الذائبة (لكن ليست كتلك الموجودة في النشويات) التي على شكل سائل متخثر، وهذه الألياف عندما تطهى في ماء ينتج عنها مرق متماسك، ومن فوائدها أنها تغذي البكتيريا الصديقة الموجودة في القولون. فالقطاني تشترك في الأشياء الأربعة السابقة.

إضافة إلى أن بروتينات القطاني تعد غنية بالتريبتوفين الذي يعطي السيروتونين الذي يساعد على النوم، ويبيعون التريبتوفين في الصيدليات في الغرب، للمساعدة على النوم، لأن مشكلة نقص النوم سببها نقص هذا العنصر في الغذاء.
ولا بأس بأخذ المكملات كالفيتامينات وغيرها من الصيدلية إن كانت التغذية ناقصة، ولكن النظام الغذائي الطبيعي متكامل لا ينقصه شيء، فلا حاجة لها في ظله، وسبب كل المشاكل هو الوجبات السريعة (والمغيرة، وحضارة أهلها المؤذية).

والبروتينات الموجودة في القطاني نظيفة لأنها غير مصحوبة بالكولسترول والشحوم، فنسبة البروتينات التي في القطاني هي نفسها التي في اللحوم، ولكن بروتينات اللحوم تشوبها بعض الأشياء كالدسم (الدهون المشبعة) والكولسترول، لذا تعد اللحوم مادة غذائية صعبة جدا بعكس القطاني التي تعد مادة مضمونة.

ونلاحظ أن استهلاك القطاني أصبح ضروريا يوميا لأن معدن الموليبدينوم يُخرج الكبريت الكيميائي الذي يسمم الجسم (ليس الكبريت العضوي الذي يمتصه الجسم من الأغذية)، وهذا الكبريت الكيميائي موجود في دخان السيارات والمبيدات والكثير من الأشياء، فالتلوث البيئي أول شيء فيه هو التلوث بالكبريت، يليه الكلور الذي لا ينتمي للطبيعة، والذي هو من صنع الإنسان.
فمعدن الموليبدوم هو الذي يحفز الإنزيم الطارد لهذه السموم، ولا يعمل بدونه، لذا يجب استهلاك القطاني يوميا لأنها مصدر هذا المعدن.
كذلك ينقص في النظام الغذائي الحديث مكون قوي آخر، وهو مكون الفيتوستروجينات (الفيتو كيميكولز)، وهي هرمونات نباتية طبيعية توجد في القطاني وفي كثير من النباتات، ولكن توجد بكثرة في الحمص.
ويتميز الحمص بوجود مكون النحاس، فالقطاني الأخرى لا تتوفر عليه.
ويتميز كذلك بارتفاع المنغانيز (أملاح معدنية)، فهو أكثر القطاني احتواء عليها.
وقوة مضادات الأكسدة فيه أقوى منها في غيره من القطاني.
ويوجد كذلك في الحمص “السيلينيوم” الذي لا يوجد في غيره من القطاني، ولكن نسبته قليلة فيه.

ويلاحظ المستهلكون أن هضم الحمص هو هضم قوي تنتج عنه أحيانا الغازات، والسبب في ذلك أن بروتينات الحمص غنية بالكبريت، والحمص مصدر أساسي لمكون الكبريت المهم في الغذاء، والذي يسبب نقصه ظهور بعض الأشياء في الجسم. كذلك مكون الكلور، وهو مكون ضروري وموجود أيضا في الحمص.
وكمية البروتين الموجودة في الحمص كافية للجسم، بل قد يزيد عليها لأن الجسم لا يخزن البروتيين لذا تعد كثرتها وزيادتها من سوء التغذية لأنها تتعارض مع امتصاص الفيتامينات والأملاح، فتوجد مثلا أنيميا الحديد، وهي لدى أناس يستهلكون البروتينات بكثرة ثم لا يحصلون على ما يكفيهم من الحديد والكالسيوم لأن نسبة البروتيين المرتفعة تحبس امتصاصهما.

ولا ضرر من استهلاك الحمص، لكن بالنسبة للبوتاسيوم (الذي في الحمص نسبة مرتفعة منه)، فإن القطاني عموما ممنوعة على الذين لديهم قصور كلوى.
والبوتاسيوم جيد للذين عندهم أمراض الضغط والشرايين، كالذين عندهم ارتفاع الضغط.
والبوتاسيوم عنصر أساسي في التغذية لأنه يُخرج الماء من الجسم لأن اجتماع الماء في الجسم أمر خطير.

ويستهلك الحمص مع الفواكه الجافة التين واللوز والتمر مثلا، لأنها بلا بروتينات فيكملها (إلا اللوز، ففيه بروتينات).
كذلك يمكن استهلاكه مع النشويات بمزج طحينه مع طحين القمح أو الذرة وصنع الخبز، وغير ذلك.

* الفول

من الأغذية الأساسية الداخلة في مجموعة القطاني، وهو نوعان الفول الأخضر الطري الذي يستهلك كخضار، والفول اليابس.
والفول مثل اللحم في نسبة البروتيانات، ويحتوي على أملاح معدنية، وتتميز فيها كل القطاني، والقطاني هي المصدر الأساسي لفيتامين B9 (حمض الفوليك) الذي يستخرج الطاقة من الكربوهيدرات (السكريات)، إضافة إلى معدن الموليبدونيوم الذي يحفز ما يُخرج الكبريت من الجسم.

والناس يقولون إنهم يجدون مشكلة في هضم القطاني، والسبب هو تعطل هضم البروتينات لساعات، وإذا كان الهضم غير متكامل أو لم يتم فذلك قد يسبب مشكل للأمعاء.
لذا فالفول والقطاني مغذية ولا تحتاج للحم معها، ومن خصائص الفول طهوه في الماء كحساء هو والبازلاء (الجلبانة)، أو ما يعرف بالبصارة، فطبخه بهذه الصورة عملية ذكية لأن صحن صغير من هذه البصارة يكفي الشخص لليوم كله أي ل 24 ساعة من احتياجات الجسم لأن فيه بروتينات وألياف وأملاح معدنية وفيتامينات، وكل شيء.
والفول لا يُستهلك مع الخبز ككل القطاني مثل الفاصوليا والعدس، فالقطاني الأفضل فيها أن تستهلك لوحدها لأن استهلاك مادة غذائية فيها بروتينات كثيرة مع نشويات يسبب عسر الهضم لأن كلا المكونين قويان. بل حتى اللحوم لا تستهلك مع الخبز إلا في حالة كان النبات أكثر من اللحم في الوجبة فلا بأس.
والفول يحتوي على فيتوستروجينات أكثر من الصويا، فهو فضل منها لأن استهلاكه ليس كاستهلاكها.
والفول يستهلك إما مسلوقا في الماء مثل الحمص أو على شكل حساء، ولكن لا يوضع في الوجبات كالحريرة وغيرها.
ويمكن استهلاك حساء الشعير في وجبة الإفطار صباحا لأن فيه طاقة، وكذلك مساء لأن فيه مكون حمض الأموني تريبتوفين الذي يساعد مساء على النوم بتنشيط انزيمات داعية إليه. فحساء الشعير وحساء الفول في المساء يساعدان على النوم.
والمغاربة كانوا يستهلكون حساء الفول (البصارة) أكثر في المساء، لكن في زمن البرد قد يستهلكونه صباحا.
وصحن من الفول يعطي كمية من الإلدوبا ELDOPA الذي ينفع مرضى الباركينسون، ويشترونه على شكل حبوب كدواء لهم. والإلدوبا تميز الفول لأن القطاني الأخرى ليس فيها هذا المكون لذا يدخل في تغذية المصابين بأمراض الجهاز العصبي مثل الزهايمر وغيره، وليس فقط الباركنسون.

والفول جيد للأطفال لأن فيه الفيتوستروجينات وهي هرمونات نباتية، والهرمونات النباتية تساعد على النمو. كذلك فيه مضادات الأكسدة.
إذن عند أكل الفول يحصل الجسم على بروتينات وألياف غذائية ذائبة جيدة وأملاح معدية وفيتامينات، وعلى مكونات طبية مثل الإلدوبا، وعلى حمض الفوليك الذي يحتاجه الأطفال والنساء الحوامل ومرضى القلب والشرايين ومرضى السكري، وهذا الحمض هو الذي يخرج الطاقة من السكريات، ويساعد على خفض لكولسترول في الجسم لذا يعتبر جيدا للقلب والشرايين، فهو يقي من الإنسدادات على مستوى الشرايين أو الأوعية الدموية، كذلك هو ضروري للحوامل ولمرضى السكري.

واستهلاك القطاني كلها في المنزل يؤدي إلى حصول الجسد على الكمية الكافية من حمض الفوليك، والفول بالذات جيد لتقوية بنية الأطفال وتقوية الجسد لديهم ولدى الكبار، فالفول يقترن بنمو الجسم، حتى الرياضيين الذين يبنون عضلاتهم، تكفيهم القطاني لما فيها من عناصر غذائية تعوض الطاقة وتنمي الجسم، لأن ممارس الرياضة يحتاج للبروتينات لبناء جسمه وبقائه على قوته بعد بذل المجهود، والقطاني هي المصدر الأول للبروتين، فيها نسبة متقاربة مع النسبة الموجودة في اللحوم إلا أن بروتيناتها أنظف لأنها خالية من الكولسترول والشحوم. وكذلك فيها الأملاح المعدنية والفيتامينات لأن الرياضي يحتاج إلى التركيز والقوة. فالبروتينات التي في الفول تكفيه، فالله تعالى خلق البروتينات في الغذاء على مستويات، فنسبتها المأوية في النشويات ما بين 10-12، وهو مستوى كافي للجسم، وفي القطاني ما بين 22-24، وفي اللحوم 22.
والنظام الغذائي السليم هو النظام المتنوع الذي فيه مناوبة بين القطاني والنشويات واللحوم والأسماك وغيرها.

وبالنسبة للقطاني يجب أن تستهلك بشكل يومي لأن فوائدها مهمة وقوية، فقط توجد أنيميا أساسها تحلل الدم، وهي خطيرة قد تسببها حساسية البعض تجاه الفول، لذا وجب فقط الإنتباه لذلك، لأن بعض الأطفال عندهم هذه الأنيميا بسبب الفول وأهاليهم لا يعرفون ذلك، فوجب الإنتباه فقط، أما في العموم فالفول جيد ولا يضر.

* العدس

من الأغذية الأساسية الداخلة في مجموعة القطاني. يمتاز عن القطاني بكون الحديد الذي فيه هو الأسرع امتصاصا بالنسبة للجسم، وإلا فإن كمية الحديد الموجودة في العدس هي تقريبا نفسها الموجودة في القطاني الأخرى كالحمص والفول وغيره.
وسبب سرعة امتصاص الجسم للحديد الموجود في العدس هو وجود مكون النحاس في العدس. والنحاس هو الذي يحول الحديد المعدني الداخل إلى الجسم إلى حديد عضوي يستفيد منه الأخير.
كذلك يشترك العدس مع القطاني الأخرى في المكونات التي تتكون منها، وقد ذكرناها.

ويمتاز على الفول والحمص بكونه يحتوي على فيتامين B1، ويحتوي كذلك على الكثير من الفيتامينات.
ويمتاز بارتفاع البوتاسيوم فيه – هو والفاصوليا – مقارنة مع القطاني الأخرى لذا لا ينصح به من لديه قصور كلوي.
ويعمل حمض الفوليك (الموجود في كل القطاني) مع المغنيسيوم على تأكسد المواد التي تسبب انسدادات في الشرايين، وبالتالي طرحها خارج الجسم وتفادي أمراض القلب والشرايين (جميع القطاني مفيدة في طرح هذه المواد الضارة).

وأقوى القطاني الفول ويليه العدس لأن فيه مواد جيدة مجتمعة.
والعدس كالقطاني الأخرى، يعطي السيروتونين المهدئ الذي يتكون في الجسم ولا يوجد في الطبيعة بل يوفره حمض التريبتوفين الموجود في القطاني، لذا ينصح بأكل القطاني والشعير قبل الغروب لتساعد في النوم (أخذها قبل الغروب لكي يجد الجسم الوقت لهضمها).
والبعض يفضل العدس على بقية القطاني لأنه لا يسبب الغازات الكثيرة، والذي يعطي غازات أكثر من القطاني هو الحمص.

* الجلبانة

وهو اسمها باللغة المغربية، وهي البازلاء (Petit pois)، تعتبر من الأغذية الأساسية الداخلة في مجموعة القطاني، وهي نوعان طرية ومجففة، والتي سنتحدث عنها هي المجففة التي تدخل مع القطاني.
كانت في القديم تستهلك كالفول، لكن في المغرب لم تعد تستهلك كثيرا، إلا الطري منها لأنه يدخل مع الخضروات.
وتشترك مع القطاني في مكوناتها المهمة التي ذركنا فوائدها.
وتمتاز عن القطاني الأخرى باحتوائها على فيتامين B5 الذي يدخل في عملية الإستقلاب واستخراج الطاقة من الجسم، والذي يزيده وجود نسبة كبيرة من البوتاسيوم الموجود في جميع القطاني، قوة.
وعند تحضير حساء منها (البيصارة، وذلك بطبخ حبوبها أو دقيقها طبخا جيدا حتى تتحول إلى حساء)، نلاحظ أنه يكاد يكون متماسكا (متخثرا)، وذلك بسبب الألياف التي فيها، وهذه خاصيتها، وبذلك تعتبر جيدة للقولون، لأن هذه الخاصية تعطيها قوة على مستوى الجهاز الهضمي، وتميزها عن بقية القطاني.

وتوجد فيها مواد خاصة بها مثل الكومسترال (وهو قليل في الطبيعة)، والسابونين المعروفة بأنها من مضادات الأكسدة القوية، وتباع الأخيرة اذا استخلصت كدواء واقي من نوبات الربو الليلية التي يسببها طرح الرئتين للسموم بعد منتصف الليل.
كذلك فيها الفيتوستروجينات، والقطاني مصدر لها، وفتوستروجينات الفول أفضل من التي في الصويا التي فيها منها ما قد يؤذي الغدة الدرقية.
وتنفرد الجلبانة بالزيغزانتين والليتينات التي لها أدوار مهمة من بينها موازنة الهرمونات لدى النساء.

* الفاصوليا

اللُّوبيا باللغة المغربية. تشترك مع القطاني الأخرى في مكوناتها الأساسية المهمة التي لا توجد إلا في القطاني.
وتمتاز بمضادات الأكسدة، وتحتوي على حمض الجاليك وهو بوليفينول يقي خلايا الجسم من التأكسد، ويدخل في تغذية المسنين والمصابين بأمراض التآكل والمصابين بالسرطانات، فيدخل في تغذية المصابين بالسرطان الذين يأخذون أدوية له.
والعدس والفاصوليا ممنوعين على الأشخاص الذين لديهم قصور كلوي.
والبوتاسيوم الذي في الفاصوليا أكثر من الذي في بقية القطاني.

والفاصوليا تصنف مع العدس لأنها فيها نحاس، وفيها أيضا حديد مثل القطاني الأخرى، أما الفول فيصنف مع الحمص، لذا يساعد النحاس الذي في الفاصوليا والعدس الأشخاص الذين لديهم أنيميا في امتصاص الحديد.
والحديد لا ينقص في الطبيعة فهو موجود بكثرة في كثير من المواد، ولا داعي لأن يتناول الناس أقراص الحديد الدوائية، المهم هو أن يمتصه الجسم، فيجب تناول ما يساعد في امتصاصه. وإذا كانت في الجسم تسممات من الألومنيوم وغيره فإن هذه تمنع وصول الحديد إلى الدم ولو تناوله الشخص على شكل أقراص.
ومن البوليفينولات المهمة التي تحتوي عليها الفاصوليا وتمتاز بها، مكون الروتين، وهو أيضا مضاد للأكسدة، يعطي وجوده مع حمض الجاليك للفاصوليا قوة مقارنة بالقطاني الأخرى.
وتحضير الفاصوليا سهل، والناس يحبونها أكثر من القطاني الأخرى، وخاصة الأطفال.

* الصويا

تنتمي لفصيلة القطاني، وهي الوحيدة من بينها التي تحتوي على دهون، ونسبتها مرتفعة فيها (20-22 بالمائة).
وكل النباتات التي تحتوي على دهون تحتوي على فيتامين A و K، مثل الفول السوداني وغيره. وهذا ما يميز الصويا عن القطاني الأخرى.
ووجود الدهون يعني وجود حمض الأوميجا 3 الذي يساعد في كل استقلابات الجسم، ويقي بذلك من أمراض القلب والشرايين، ويضبط الهرمونات عند النساء، ويكبح بعض السرطانات المرتبطة بالهرمونات كسرطان الثدي والبروستات.
وهو موجود في النباتات التي تحتوي على دهون كالجوز واللوز وغيرها، ولا يوجد إلا في مصدر حيواني واحد، وهو السمك. وهو نتيجة لتحول الأفا لينوليك الموجود في الطبيعة إلى بيتا لينولونك ثم إلى جاما لينولينك الذي هو الأوميجا 3، فشكله في الطبيعة هو ألفا وليس جاما. ويوجد بنسبة جيدة في بذور الكتان والسمسم والجوز واللوز، وكذلك في الصويا، ففيها تقريبا ما في حبوب الكتان منه.
ويقول البعض إن الصويا تؤذي الغدة الدرقية، ولكن هذا الإستنتاج غير دقيق لأن المكون القوي الذي تمتاز به الصويا، وهو الجينيستين (من الفيتوستروجينات)، يكبح الغدة الدرقية، ولكنه يكبح كذلك الأنجيرجينيزيس، وهو تجمع الأوعية الدموية الذي يتحول إلى ورم، وكل السرطانات تبدأ بهذا التجمع. وهذا المكون يفكك ذلك التجمع ولا يتركه.
ويلاحظ أن الدول التي تستهلك الصويا تقل فيها السرطانات ولا توجد فيها مشاكل في الغدة الدرقية، لذا يمكن وصفه بأنه مكون جيد. والمواد الدهينة أو الزيوت التي في النبات كالصويا لا تسبب أي مشاكل إذا تم تناولها مباشرة مع النبات، مثل تناول حبوب الصويا، ولكن عندما تستخرج وتكرر (تدخلها الصناعة) فهنا يحدث المشكل، لأن الروابط الطبيعية التي تجمع جزيئاتها تتحول إلى روابط ترانس، وتكون بذلك من مسببات السرطانات، وهذا ما يعاني منه الغرب الآن.
وقد ينصح البعض بزيوت مكررة كزيت نوار الشمس وزيت الذرة، لكن كل هذه الزيوت مستخرجة من النبات ومصنعة، وبالتالي خطيرة على الجسم لأنها صناعية، لم تعد الزيوت الأصلية التي كانت في النبات (لتغير روابطها).

وتشترك الصويا مع القطاني الأخرى فيما ذكرنا من أساسيات.
والمغاربة لا يعرفون الصويا جيدا بل يعوضونها بالقطاني الأخرى، والآن يحاولون إدخال تقنية زراعة الصويا الى المغرب، والإنتاج بالطرق المحلية أفضل، والفول أسهل زراعة منها.
ويقولون إن الصويا مكون مهم لأنه يمكن استخراج الدهون والحليب منه، لكن الإنتاج الدولي منها – وكذلك من الذرة – هو إنتاج يعتمد على التغيير الوراثي.
والعلماء الآن يتراجعون عما يسمونه حليب الصويا لأنهم لاحظوا أنه ليس بالأهمية التي يعتقدون، والحقيقة أنه ليس حليبا بل عصير أو غير ذلك، سمه ما شئت.


سابعا: عائلة النشويات

* الأرز

لم يكن معروفا فهو كالصويا ليسا من المنتجات المحلية بل مستوردان من آسيا، ويشترك مع النشويات في النشا، وفي الأملاح المعدنية إلا أن نسبة السيلينيوم والمنغانوز ترتفع فيه مقارنة ببقية النشويات.
وفيه كمية نشا كبيرة فأغلبه تقريبا مكون من النشا.
وفيه البروتينات بنفس النسبة الموجودة في النشويات الأخرى، ولكنه يتميز بأنه لا يحتوي على الجليتان، والمشكل ليس في الجليتان بل في الجيليادين الذي يكون الجليتان، فهو الذي يسبب حساسية عند بعض الأشخاص الذين لديهم مرض السيلياك أو التوحد أو تقرحات على مستوى الجهاز الهضمي.
وللسيلينيوم والمنغانوز (الأملاح المعدنية) دور مهم في تحفيز انزيمات الجسم الطاردة للسموم الداخلية كسموم الكبد وغيرها، فهذين الإنزيمين مهمين جدا.
والأرز مكون غذائي أساسي لا يمكن إهماله، وفيه فيتامين B1 و B3 مثل النشويات، لكن يزيد عليها بوجود B6 (ودور الفيتامينات B1 إلى 9 هو الإستقلاب أي استخراج الطاقة من الدهون والسكريات والبروتينات).
لكن القوة المضادة للأكسدة الموجودة في الأرز أقل منها في النشويات الأخرى كالشوفان (La voine)، والزؤان (L’alpiste) (وهو الأقوى في مجالها)، والشعير.
ويمتاز الأرز بكونه سهل الهضم لأنه لا يحتوي على جليتان، ولا يسبب حساسية، وفيه “فينيل آنالين” مثل الشعير، لذا على الأشخاص الذين لديهم مشكل مع هذا المكون أن لا يتناولوا الأرز والشعير بل القمح، والطري منه أحسن لهم.

والأرز يدخل في تغذية الأشخاص المصابين بالحساسية والربو، خاصة الأطفال فهو مهم جدا لهم، فيمكن اختياره لهم بدل النشويات الأخرى كالقمح، لأنه مثلها.
وهو سهل الهضم، ويصلح للأطفال في سن الشهرين أو ثلاث، وكذلك للأطفال الرضع الذيين يجب إبعادهم عن القمح.
وللذين عندهم مشاكل في الهضم إذا تناولوا القمح، بل هنالك أشخاص يسبب لهم القمح زيادة في الوزن أو تقرحات على مستوى الجهاز الهضمي.

وقد لاحظنا بالتجارب العلمية أن النساء اللواتي يستهلكن الأرز بصورة أكثر أقل وزنا من اللواتي يستهلكن القمح بصورة أكثر، ولاحظ ذلك في الدول الآسيوية التي تستهلكه بكثرة، فليس لديها مشكل السمنة، لذا فإن استهلاكه لا يُخاف منه في مسألة زيادة الوزن.
والأرز بغلافه أكمل من الأرز المنزوع الغلاف (الأرز الأبيض)، وعندما يكون بغلافه يسمى الأرز الكامل، ونزع غلافه يزيل 70 بالمائة من مكوناته القوية (مثل نزع نخالة القمح) لأن الغلاف هو الذي توجد فيه الفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف الغذائية.
وفي الدول الآسيوية يفضلون الأرز الملتصق Sticky rice، أما نحن فلا.

* الذرة

الذرة من النشويات، وسنتحدث عن الذرة البلدية التي تزرع في الشهر 2 ويتم حصدها في الشهر 7، لأن انتاج الذرة البلدية أصبح نادرا.
وثمن الذرة يزداد ارتفاعا لأنها أصبحت ضرورية في الغذاء، لأن البعض ممن لديهم أمراض التوحد يعتمدون عليها وعلى الأرز.
فالكلام هنا ليس عن الذرة المستوردة بل المغربية، لأن المستوردة قد تسبب أمراضا.
فالذرة البلدية هي الطبيعية، ولونها أصفر، وذلك بسبب مكون مضاد للأكسدة تتمتع به.
وتشترك مع جميع النشويات كالقمح والشعير في كثير من المكونات، ولكنها لا تحتوي على الجيلوتين الموجود في القمح والشعير، ولهذا هي مهمة في علاج بعض الأمراض التي ستظهر في المستقبل.
وهي تزيد قليلا على الشعير في البروتينات، وتزيد قليلا في نسبة الزيوت على النشويات الأخرى.
وتتضمن سكر جلوكوز يستخرج من نشاها (يسمونه عسل وليس بعسل).
وفيها مكون قوي مهم للأطفال والنساء، بمعنى أنها هي والشوفان والأرز بالنسبة للنساء، أفضل النشويات.
كذلك هي والشعير والذرة جيدين، والشعير أفضل منها إلا في فصل الشتاء.
وطبعا هي مفيدة للأطفال والأشخاص الذين لديهم مرض التوحد ومرض سِيلْياكْ، لأن هؤلاء ممنوعون من الجليتين الموجود في الشعير وغيره.

ونسبة البروتيين في الذرة متوسطة ولكنها كافية للجسم، كذلك توجد مضادات الأكسدة، إضافة لفيتامينات وأملاح معدنية وألياف غذائية من الجودة العالية (النشا).
وليست فيها نخالة كثيرة، وهذا جيد، لأن القمح عند إزالة نخالته تزول نسبة 70 بالمائة من المغذيات الأساسية، وهي الفيتامينات والألياف والأملاح، ولا يبقى إلا النشا والقليل من البروتيين وغيره.

وتمتاز الذرة بسكر النشا الذي لا يضر الجسم، وكذلك بالأملاح المعدنية القوية المهمة في تحفيز الأنزيمات التي تُخرج السموم من الجسم، وتمتاز بالفيتامينات، وتتفوق على النشويات الأخرى بزيادة بعض الفيتامينات فيها على بقية النشويات، وتمتاز بمضادات الأكسدة، ودقيقها يحتوي على أغلب مكوناتها لأنها لا تحتوي على نخالة.
والملاحظ أن هذه النشويات كالقمح والشعير والذرة تتكامل مع بعضها.
والذرة لا تعجن لأنها تفتقر إلى الجيليتين الذي يعطي خاصية التمدد للعجين مثلما يحدث للقمح والشعير، وهو ليس موجودا في الشوفان أيضا، لكن يوجد فيه لافينين المساعد في التمدد.

وبمكوناتها تكون الذرة مغذية لا يمكن أن يلحق مشكل الجسم بسببها من ناحية الهضم لأنها غنية بالمواد المساعدة فيه، لذا هي مادة غذائية لا تخلف مواد ضارة بعد هضمها كما يحدث عند هضم اللحوم الذي يخلف جذور حرة وغازات خطيرة داخل الجسم، أما النشويات فنظيفة لا تخلف شيئا ضارا بعد هضمها.

وتستهلك الذرة كحساء وفي الكسكس (باللبن أو المرق) على شكل سميد (يتم صب اللبن المتخمر على سميد الذرة، في المغرب العربي)، وابتكار هذا الكسكس باللبن ابتكار ذكي لأهميته لوجود اللبن المخمر مع سميد الشعير أو سميد النشويات كلها، لأن حمض الفيتيك المكافح للسرطان يمنع الجسم من امتصاص الأملاح المعدنية، ولكن بكتيريا التخمر الموجودة في اللبن المخمر تحلله فتجعل تأثيره عليها منعدم.
كذلك الخميرة البلدية تحلل هذا الحمض، لذا نجد الخبز المصنوع بالخميرة الصناعية فيه حمض الفيتيك، ولا يسمح بامتصاص الجسم للأملاح المعدنية، ولكن إذا تم عجنه بالخميرة البلدية يتم التغلب على هذا المشكل.
إذن هذه البكتيريا الطبيعية التي تحرر الأملاح المعدنية موجودة في اللبن المخمر وفي خميرة الخبز البلدية، لذا عندما نصب اللبن المخمر على الكسكس أو النشويات عموما نحرر الأملاح المعدنية.
وكانت الذرة قديما تستهلك كخبز بإضافة ربع أو خمس الكمية من دقيق القمح لكي يمكن عجنها. وكان خبزها معروفا في المغرب.

* حول القمح

لماذا يمنعون القمح؟
بدأ البعض يخوف الناس من القمح لأنه يحتوي على الجليتين، وهذه مبالغة لأن الإنسان عاش منذ القدم على القمح، وفي سورة يوسف ذِكرٌ للقمح وتركه في سنبله، فالإنسان عاش منذ القدم بالحبوب وكانت أساسا عنده.
والآن يمنعون القمح بحجة أن المشكل في الجليتين، والحقيقة أن المشكل ليس في الجليتين بل في التغيير الوراثي الذي دخل إلى القمح والخميرة التي تستخدم في عجن الخبز، فالخبز المعجون بها مغير وراثيا، وهو ليس خبزا، فالخميرة الطبيعية تقوم على البكايريا اللبنية التي تحلل حامض الفِيتِيكْ.
إذن المشكل ليس في الجليتين وإن كان ممنوعا على أصحاب بعض الأمراض كالسيلياك والتوحد وبعض تقرحات القولون.
فلا يجب منع القمح بل منع تغيير هذه الأغذية المباركة وراثيا.

ما هو الفرق بين الدقيق الأبيض والدقيق المبيض؟
الدقيق الأبيض هو ذلك الدقيق الأبيض الخالص بدون النخالة، وعند ازالة التخالة تصبح أهمية الدقيق قليلة، وتنخفض ب 70 بالمائة بضياع الأملاح المعدنية والفيتامينات والألياف الغذائية، فلا يبقى شيء، فقط النشا والبروتينات.
فالدقيق الأبيض ليس خطيرا، ولكنه قليل التركيز فقط. أما الدقيق المبيض Farine blanchie فهو دقيق معالج بكيميائيات لكي يصبح دقيقا ناصع البياض، ويُصنع للحلويات والبيتزا وغيرها. فهو دقيق غير طبيعي، والكيميائيات التي عولج بها قد تكون خطرة على الصحة، فمنها مثلا ما يسبب السكري.
أما الدقيق الطبيعي فيطحن، ثم يمر بالآلات لإزالة نخالته، وهذه الآلات هي التي تكلف المطاحن المال، والأفضل طحن القمح وتعبئته بنخالته، فذلك أفضل وأسهل وأرخص.

هل تتم معالجة الحبوب؟
الحبوب التي تطحن، تعالج بمبيدات الحشرات مثل PH3 الذي يعالجون به الذرة والقمح وكل الحبوب في الدول المنتجة، وذلك عند تخزينها لكي لا تتعرض للحشرات (ويخسرون بعض النقود).
لذا يجب غسل الحبوب قبل طحنها، فهل يغسلها أصحاب المطاحن؟
يجب أن تكون هنالك رقابة على هذه الحبوب لأن تسممها كيميائي، وإذا تم طحنها وهي متسممة فلا توجد طريقة لإزالة السموم منها إلا بإتلافها، ولا تعطى بعد ذلك حتى للحيوانات.

حول الحبوب:
لا تستهلك الدول الغربية الذرة والشعير ونخالة القمح بل تضعها في خانة علف الحيوان (تبطر)، أما القمح فتستهلكه – بنوعيه الصلب والطري -، وتستهلك الأرز، وهو في آسيا أكثر، وتستهلك بنسبة أقل الشوفان (La voine).
فيجب أن تكون الزراعة كافية في دول المسلمين بدل استيراد ما يصدره هؤلاء الأوروبيون كعلف إلينا بعد دوابهم (وقد يكون خطيرا، وهو الشعير والذرة).

والشعير هو أقوى النشويات، ولا زال مستهلكا في الدول المغاربية، لكن دول الخليج تركته إلى الأرز، والوجبات المحضرة من الشعير هي الأنفع للأطفال.

ويتحدثون عن فوائد قلي الذرة في الزيت، ولا يذكرون الحقيقة، وهي أن النشا عندما يسخن في الزيت يعطي الإكْرايْلَمِيدْ والبيروكسيدات الضارة، والزيوت التي تقلى فيها تحتوي على مركبات ضارة كالترانس (لذا يجب افبتعاد عن الفشار Pop corn فهو عبارة عن قلي الذرة في الزيت، ولا يغذي الجسم بل هو للترفيه فقط).

والفوائد موجودة فقط في الذرة البلدية المحلية البورية التي لا تسقى، والتي كانت موجودة في جميع الدول العربية لكنها اندثرت للأسف، ولا يزال شيء قليل منها في المغرب.
أما الذرة الموجوة في السوق الدولية فمغيرة وراثيا، ثم عند قليها في زيوت المائدة تعطي الإكْرايْلَمِيدْ والبيروكسيدات.

وعند ذكر فوائد الفشار يجب معرفة أن المكونات النافعة الموجودة فيه هي مكونات الذرة التي فيه لا مكوناته هو التي من بينها المواد الضارة التي ذكرناها، فلا يجب تضليل الناس، ومن أراد الإستفادة من الذرة فليستهلكها في الأغذية الطبيعة كالخبز والكسكس والحساء، أو حتى قليها بالطريقة القديمة أي بدون زيت في اناء خبز الخبز الذي من الطين (الفرَّاحْ بالمغربية) لإعطائها للأطفال، وكانوا يهيئونها للأطفال إذا أحسوا بالجوع لأنها سريعة الإعداد، لا تتطلب وقتا.


ثامنا: عائلة اللحوم

* اللحوم

تسمى اللحوم كلها بما فيها الأسماك والدجاج باللحوم الحمراء، وقد أطلق الغربيون مصطلح اللحوم البيضاء للتفريق بين لحوم الدواجن واللحوم الأخرى، وترتب عن ذلك شر – ككل ما يصدر عنهم، وهو أن الطبيب عندما يمنع اللحوم على مرضى القلب والشراين (أو غيرهم)، يقول البعض إن لحوم الدواجن غير داخلة في ذلك، وهذا خطأ، فهي من اللحوم.
فمصطلح لحوم حمراء وبيضاء مصطلح مضلل، فكلها لحوم.
وتتكون اللحوم من خلايا خيطية طويلة هي خلايا ألفا وبيتا، فإذا غلبت البيتا على الألفا فإن اللون يكون أبيضا، واذا حدث العكس يكون أحمرا. فاللون الأحمر هو لون جزيئة الهيموغلوبين التي فيها الدم، والتي تعطي مع الميوجلوبين لون اللحم الأحمر.
وخلايا ألفا عبارة عن خلايا تأكسدية قوية، أي تعمل بالأكسجين، فهي سريعة الإستجابة، فمثلا عند نغز جزء من عضلة يستجيب الجسم بسرعة. أما الخلايا بيتا فهي خلايا غير تأكسدية، وهي بطيئة الإستجابة، وهي الخلايا المكونة للنسيج الداخلي للأعضاء مثل المعدة والأمعاء.
واللحم يتكون من الجيلاتين (وهي مادة لا تُهضم)، ومن الدسم، ومن العظام، ومن اللحم (أحمر بدون شحم، وهو الخلايا ألفا).
ونجد أن لحم الحمام أحمر لا أبيض ،وكذلك لحم بعض أنواع الطيور.
وكل اللحوم تشترك في الكولسترول والدهون المشبعة، فهي القاسم المشترك بين اللحوم.
ونقول في حالة الحيوانات “شحوم”، أما في حالة النبات فنقول “زيوت نباتات” لأنها زيوت غير مشبعة.
والكولسترول خاص بمنتجات الحيوان، ولا يوجد في المنتجات النباتية في الطبيعة إلا إذا دخلتها يد الإنسان المصنعة وغيرت كل شيء كالعادة.
كذلك لا يوجد الكولسترول في السمك والمنتجات البحرية التي لديها عظام، ولا توجد الشحوم في السمك، لذا نخرجه عن تصنيف اللحوم، فالسمك هو الحيوان الوحيد الذي ليس فيه كولسترول ولا دهون مشبعة، وهو بذلك بين النبات واللحوم.

واجتماع الكولسترول مع الدهون المشبعة هو الذي يسبب المشاكل، أما الكولسترول وحده فلا يسببها، فمثلا بيض الدجاج البلدي فيه كولسترول ولكن ليست فيه دهنيات، أما الحيوانات كالدجاج والغنم وغيرها، فيجتمع الكولسترول فيها مع الدهون.

وفي اللحوم بروتينات بنفس القدر الذي في القطاني، والأخيرة هي المصدر الأول للبروتينات (لا اللحم)، وتوجد أيضا بروتينات السمك (وهي الأقوى)، وبروتينات البيض والحليب.
والنسبة المأوية من البروتين في اللحم هي 21-22 بالمائة حسب العضو المأخوذ منه اللحم. أما في القطاني فالنسبة 22 بالمائة، وقد تصل إلى 24. وتصل في طحالب البحر إلى 30، وفي الحلزون إلى 16، وفي النشويات ما بين 10-12. ويُلاحظ أن الحلزون بين النبات والحيوان في هذه النسبة. لذا مصادر البروتيين في الطبيعة ليست اللحوم وحدها.

واللحوم غنية بالفيتامينات، وفيها أملاح معدنية لأنها معروفة بالحديد، وفيها الأحماض الأساسية التي يحتاجها الجسم. وحديدها يُمتص بسرعة لأنه عضوي.
وفيها الأملاح المعدنية كالمغنيزيوم والزنك، ولكن اللحوم ليس مصدرا للأول لأنه يوجد بقوة في النباتات.

وللإبل خصائص تمتاز بها، فشحوم سنامها شحوم مشبعة، ولكن تكاد تكون خالية من الكولسترول، وكلما كانت أعمار الإبل فوق 4 أو 5 سنوات تكون لحومها جيدة، أما الصغار دون السنتين فلحومها أقل جودة، وتكون فيها نسبة الكولسترول أكبر شيئا ما. أما كلية الإبل فمثل بقية اللحوم يوجد فيها الكلوسترول.
والأشياء التي يتغذى عليها الحيوان أو تحقن له تؤثر على لحومه، حتى الإبل لما بدؤوا يدخلون الصناعة في رعايتها تغيرت جودة لحومها.

ويحبسون الحيوان لتسمينه مثل الدجاج وغيره فتأتي لحومه بيضاء لأن الدورة الدموية ناقصة مع أن الأصل فيها الإحمرار، بعكس الحيوانات التي تتغذى من الرعي تكون لحموها حمراء جدا.

وبعد ذبح الحيوان وخروج الدم من جسمه تنقص كمية الماء في لحمه، وتبقى فيه حموضة تمنعه من الفساد لمدة يومين، والطريقة الإسلامية في الذبح هي الأفضل لأنها تخرج دم الحيوان الغني بالجراثيم التي كان يمكن أن تتكاثر في داخله كما هو ملاحظ في الحيوانات الميتة التي انحبس الدم فيها فتراكمت الجراثيم فانتفخت الجيفة، وتتوزع الجراثيم في الميتتة تتوزع من الجهاز الهضمي إلى بقية الأعضاء.
وفي الثيران كمية كبيرة من الدماء قد تصل إلى 100 كيلوجرام، والدم وسط غني تنمو فيه كل الجراثيم، فالذبح الإسلامي يعطي جودة ولون ونكهة للحوم لجفافها من الدماء.

واللحوم ليست تغذية راقية بل التغذية الراقية هي التغذية التي تجمع الجميع، بل هنالك وجبات أبسط وأرخص وأفضل. ويمكن الإستغناء عن وجبة اللحم رغم أنها مادة غذائية جيدة، والأفضل هو تناولها بطريقة متوسطة، لأنها غذاء وحلال ونافع، فيكفي تناولها مرة مرة، لكن أكلها على الدوام أو الإكثار منها هو الخطير.

واستهلاك اللحوم يتطلب الحركة الدائبة، ويتطلب كذلك معدة قوية لأن هضمها يتطلب 3-5 ساعات، بينما هضم الفواكه مثلا كالتمور يتطلب 6 دقائق، والخضروات 20 دقيقة، والنشويات 30 دقيقة، والقطاني ساعة ونصف، أما السمك فيهضم بسرعة رغم أنه من اللحوم.

وللحوم علاقة ببعض الأمراض كأمراض الجهاز الهضمي والسرطان وأمراض القلب والشرايين وحصوات المرارة وانتفاخ البروستات والخلل الهرموني عند النساء.
ووجود الأغذية الأخرى (النباتات وغيرها) مرافقة للحم تحد من الكثير من المشاكل التي قد تنتج عنها.

أما لحم القديد (الَخْلِيعْ في المغرب) فقد عرفه العرب منذ القدم، فقد كانوا يقطعون اللحم على شكل شرائح طولية ويملحونها وينشرونها في الشمس.
والبعض يتخوف منه على أساس أنه يتضمن الجراثيم والتعفنات والغبار، لكن ذلك تخوف لا أصل له. والغريب أننا في الختبر عندما قمنا بتحليل القديد وجدناه شبه معقم، بمعنى أنه لا وجود للجراثيم فيه، فتفاجئنا من ذلك.
وتمليح القديد بالملح يقضي على الجراثيم، ثم لما يجف يزول الماء الذي في داخل اللحم، أي يصبح نشاطه أقل من 0.5 فلا تكون هناك حياة، بمعنى أن الجراثيم لا يمكنها العيش فيه.
فالتمليح والتجفيف يمنعنان من وجود جراثيم في هذه المادة، اللهم إلا بعض الجراثيم كبعض الفطريات التي تلتصق بالسطح، فإذا وُضع القديد في أكياس البلاستيك أو تشرب بعض الماء أثناء حفظه تنمو على سطحه بعض الفطريات، فتكون باللون الأخضر أو الأصفر على سطحه.
وجودة القديد الغذائية متدنية مقارنة باللحوم الطرية، وفيه بعض البروتينات، وشحومه تتأكسد ويكون فيها بعض البِيروكْسيداتْ، وكان الناس لا يستهلكونه بل يستخدمونه كمنكه للأغذية كالكسكس والقطاني، لأن لديه نكهة ورائحة جيدة.
والعجيب أن الناس اليوم يستهلكون النقانق ويخافون من القديد رغم أن الخطر موجود في النقانق لا القديد.

ويجب مراقبة اللحوم من طرف الدولة لأن بعض الباعة الذين يشوونها في الأزقة قد يضيفون إليها النيترات لمنع فسادها لكي لا يخسروا، وهو مكون خطير على البيئة، ويسبب السرطان.
والنيترات لا توضع من الأغذية إلا في منتجات اللحوم كاللحم الطازج الذي يباع في المجازر وغيرها، وهو مكون مرخص له ويباع في السوق ويشتريه صناع النقانق، وقد أثار ضجة.
وهذه النيترات إذا تم شيها في اللحم فإنها تعطي مركبات مسرطنة (النيترُوزُو)، وقد منعت أوروبا ذلك.
ويصعب على المستهلك تمييز اللحوم التي أضيفت إليها هذه الأشياء، لكن يجب العلم بأن لون اللحم يجب أن يكون داكنا شيئا ما كلون الطماطم لا أحمرا تماما. لكن هذا دور الرقابة حرصا على سلامة المواطن (الذي يضعونه في ذيل أولوياتهم).

* الأسماك

تسمية الأسماك لا تشمل المنتجات البحرية الأخرى كالرخويات (الجمبري وغيره)، فالمقصود بها هو ما لديه عظام أو عمود فقري.
ولا تصنف الأسماك مع اللحوم لأنها لا تتضمن مايوجلوبين ولا هيموجلوبين. ولا تصنف مع الحيوانات ذات الدم الساحن كالدواجن وغيرها، لأنها تتكيف مع درجات الحرارة المنخفضة.
وهي اللحوم البيضاء حقا لأن بقية اللحوم كلها حمراء، سواء منها لحوم الدواجن أو غيرها.

وليس فيها كولسترول ولا شحوم، ولكن رخويات البحر تحتوي على الكولسترول.
وليس فيها شحوم.
والأسماك تكاد تصنف مع النبات لعدم وجود خطر فيها على المستهلك.
وفيها بروتينات مرتفعة نسبتها فوق 22 بالمائة، ولا تشوبها الدهون ولا الكولسترول، لذا أرقى البروتينات هي بروتيناتها.

والأسماك الكبيرة الحجم فيها تركيز من الفيتامينات والسيلينيوم أكثر من الأسماك الصغيرة، ولهما نفس التركيب.
وتحتوي الأسماك كلها على حمض الأوميجا 3، ولكن نسبته في الأسماك الكبيرة أعلى.
وفيها كذلك الفيتامين B12 (السايْنيكوبالامِينْ)، وهو أيضا أكثر في الأسماك الكبيرة. وفيها كذلك التريبتوفين والسيلينيوم. وهذه المكونات الثلاثة كلما كان حجم السمكة كبيرا كلما كانت نسبتها فيها أكثر.
وتكفي قطعة من السمك الكبير، أما الصغير فيمكن تناول بضع سمكات منه.
وهو اللحم الوحيد الذي يمكن تناوله يوميا حتى بالنسبة للأطفال والرضع، لكن يجب تفادي قليه في الزيت.

والمصدر الأول لليود هو منتجات البحر وملحه، وهو موجود كذلك في السمك.
والمصدر الأول في الطبيعة للفيتامين D هو السمك وزيوته، فهو الأول فيه وفي الفيتامين B12 والسيلينيوم.

وحمض الأوميجا 3 ينظف الجسم من الخلايا التي يمكن أن تتحول إلى خلايا سرطانية، ويحفز الخلايا المنتجة للطاقة، وينظف الشرايين، ويدخل في بعض الإستقلابات.

وفي السمك السيلينيوم وهو معدن يتميز به.
وبالتالي السمك مادة غذائية قوية جدا.
أما النحاس فهو موجود أكثر في بعض المنتجات البحرية كالجمبري، فهو أكثر من السمك في مجاله، وكذلك فواكه البحر أكثر فيه منه.

والسمك ليس فيه حمض الفوليك (وهو الفيتامين B9)، ولا يعمل بدون B12 أو B6، لذا من الجيد استهلاك القطاني التي تتضمن حمض الفوليك مع السمك، فذلك أفضل.

قال الله تعالى: “وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا”، فالسمك مسخر لنا، فهو ليس كالأنعام التي من كسبنا، نملكها ونبيع ونشتري فيها، لو لم يسخر الله تعالى لنا البحر لما قدرنا على دخوله واستخراج السمك منه.

ولحم السمك لحمه طري، فهو كالعجين لأنه لا يحتوي على الكولاجين، فمثلا عند الضغط عليه تحس بأنه كالعجين، أما لحم البقر مثلا، فعند الضغط عليه تحس بأنه صلب، فوصف تعالى لحم السمك بالطراوة، ولم يصف بها غيره، لذا فهو لحم طري ورطب، يُطبخ بسهولة ويُهضم بسهولة، بل كان بعض البحارة والصيادون يضيفون للأسماك قليلا من الملح، ويستهلكونها طازجة أي نية غير مطبوخة.

ولحم السمك ينتن بسرعة ويعطي رائحة كريهة، وسبب ذلك هو غناه بمختلف العناصر كالحديد والكالسيوم والفوسوفور والسيلينيوم وحمض الأوميجا 3 والفيتامين B12 ومعدن الآيونيين، إلخ.
وكلما تحللت المادة بسرعة كلما دل ذلك على غناها بالعناصر، فمثلا بعض الفواكه والخضروات تتحلل بسرعة، والنساء قد لا تحبها، ولكنها قوية، مثلا الفواكه التي تحتوي على الكثير من الأنزيمات المهمة للصحة، كالمشمش والخوخ، والفواكه الصغيرة كالفراولة وغيرها.
ومن الجيد استهلاك السمك بعد 30 دقيقة من صيده، ولا بأس بوضعه في الثلاجة فلن تنقص قيمته إلا ب 15 بالمائة مثلا، والمهم هو أن لا تظهر فيه بعض المركبات التي تفسد جودته كالأمونيا التي تظهر فيه عندما يتحلل. كذلك الهستامين وغيرها، وهي أمينات بيوجينية تسبب الحساسية والحكة والطفائح، وذلك مشهور عند التعود على تناول السمك القديم، والمشكل هنا ليس في الجلد وحده بل في الكبد، فعلى من يظهر عليه ذلك أن يتوقف فورا عن البروتينات الحيوانية كلها بما فيها السمك والمنتجات الحيوانية والبيض، وأن يشرب الماء بكثرة.
فالهستامين موجودة في اللحوم الأخرى، ولكنها أكثر في السمك، فهو المادة رقم واحد فيها. لذا من الأفضل استهلاك السمك الطازج أو الغير متأثر بالتحلل.

* الحلزون

له تركيب غريب، فهو بين النبات والحيوان، فتركيز البروتينات فيه وسط بينها أي 16، وهكذا.
والبروتونات الخاصة به ليست فيها شحوم ولا كولسترول، ولكن فيه زيوت، ويصنف في هذا المجال مع النبات، وليس فيه حمض الأوميجا 3 لكن فيه أحماض دهنية غير مشبعة.

وهو الغذاء الوحيد في الطبيعة الذي تزيد فيه الحمضيات الغير مشبعة على المشبعة، فنسبة الأولى فيه أعلى من 67 بالمائة.
وفيه تركيبات وعناصر غريب اجتماعها فيه، فهو يجمع فيتامينات الألبان والأسماك.
وفيه فيتامين B6، وهو من مميزاته، لذا من الجيد أكله مع القطاني التي فيها حمض الفوليك.
وهو الوحيد الذي فيه الصوديوم أكثر من البوتاسيوم مع أن البوتاسيوم خاص بالنبات، والصوديوم دائما قليل في المخلوقات الأخرى مقارنة بالبوتاسيوم.
وفيه السيلينيوم والزنك.
وفيه فيتامين التوكوفيرول وهو الفيتامين E، وهو خاص بزيوت النباتات كنوار الشمس وغيره، ويعمل ضد الشيخوخة. فتركيبة الحلزون غريبة جدا.
وفيه بعض الفيتوستروجينات، وهي خاصة بالحبوب كحب الرشاد والحبة السوداء.
وسر تركيبته القوية هو اجتماع الريبوفلافين مع B12 والسيلينيوم، وكذلك ارتفاع نسبة الحمضيات الغير مشبعة على المشبعة.

* الألبان

تعرف “المنظمة الدولية للحليب” الحليب بأنه: “حليب بقرة سليمة محلوب بطريقة متواصلة غير متقطعة”، ويظهر من هذا أنهم لا يهتمون إلا بحليب البقر. ولا يأخذ هذا التعريف الناقص بعين الإعتبار ما يأكله الحيوان، وقد ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ”. فالفرث هو كل ما يأكل الحيوان، وكل ما يأكله الحيوان يمر إلى حليبه، كذلك كل ما يحقن للحيوان في الدم يمر إلى حليبه، فكل الأدوية التي يداوون بها البقر عبر الأكل أو الحقن أو حتى معالجة الجروح، تمر إلى الحليب.
والبقر الذي يتناول المضادات الحيوية (البنسلين) أو الهرمونات، يجب أن يحلب لمدة 7 أيام للتأكد من أن تلك المواد زالت من دمه.
ولا تقبل معامل وتعاونيات الحليب في المغرب حليب الأبقار المحقونة بالبنسلين، والسؤال أين يذهب ذلك الحليب؟ أي كيف يتصرفون فيه؟

وقد أصبح حليب المعز والنعاج الآن في المغرب قليلا رغم جودته. ويوجد حليب الإبل.
وأجود أنواع الحليب للأنسان هو حليب الأم، ثم حليب الخيل ثم حليب النعاج ثم حليب الإبل ثم حليب المعز ثم حليب البقر والجاموس، وحليب البقر لا يصلح للرضيع إلا بعد إضافة أشياء إليه لأن فيه مكون قوي عليهم، وهو المكون الذي يخثر اللبن ويسبب لهم الحساسية فلا يقوون عليه. وهو غير موجود في حليب الإبل ولا النعاج (ولا الجياد) لذا يمكن إعطاؤه للرضيع، أما حليب الماعز فتوجد فيه منه نسبة قليلة.

والدهون في حليب البقر غليظة يصعب هضمها على الرضيع بعكس دهون حليب الأم والإبل التي تُهضم بسهولة.
والمكون المهم في الحليب للرضيع هو البروتينات الذائبة لأنها سهلة الهضم والإمتصاص، فمثلا عند تخثر الحليب وفصله عن مائه توجد بروتينات لا تتخثر تبقى ذائبة في الماء، وعند تسخين ذلك الماء فإنها تتخثر.
هذه البروتينات الذائبة يرتفع مستواها في حليب الأم والإبل والجياد، وينخفض جدا في حليب البقر، لذا من الأحسن لتغذية الرضع والمسنين (الذين تراجعت قدراتهم الهضمية) اعتمادهم على حليب الإبل.
وكذلك تركيز الفيتامين C في حليب الإبل هو 6 أضعاف الموجود منه في حليب البقر، فسبحان الله نجد في المناطق الصحراوية الفواكة تكاد تكون معدومة لذا سخر الله لهم هذا الفيتامين في حليب الإبل، فإذا شربوه كفى أجسامهم، وهو الفيتامين الوحيد الذي يحتاجه الجسم بكميات كبيرة، وغيره من الفيتامينات لا يحتاجها الجسم إلا بكميات قليلة.
وحليب الإبل لا يصلح للمنتجات الصناعية، ولا يصلح للألبان، فيجب استهلاكه كما هو أو تحميضه قليلا.
والبعض يحذر من حليب الإبل، والمشكل يكون فقط إذا كان الحيوان مريضا، ففي هذه الحالة يتغير حليبه، ولا يصلح للإستهلاك سواء كان إبلا أو بقرا، ولا يوجد مرض خاص بالإبل ينتقل إلى الإنسان كما يذكر البعض عند التحذير من لبن الإبل.

والحليب الأجود هو الحليب الطازج، ويليه لبن الخض.
والمنتجات الأوروبية بعضها مراقب لذا لا بأس بتناوله طازجا. ليس كل ما هو صناعي من مشتقات الألبان ضار.
ويهتمون الآن بحليب الحمير في أوروبا (الحمير)، وثمنه باهظ لأنهم يدخلونه في مجال الدواء. وكانوا في المغرب يقطرونه هو وحليب المرأة في العين المصابة للطفل سواء بالتهاب أو خدش فتشفى.

وحليب الإبل لا يسبب أي حساسية للأطفال بما فيهم التوحديون.
ولا يضر من لديهم أمراض، أما حليب البقر فيسبب المشاكل للأطفال الذين لديهم حساسية أو توحد، وحتى للكبار الذين لديهم مشاكل في القولون.

وإذا كان الحيوان يتغذى على الأعلاف المغيرة وراثيا، فلا نتحدث عن حليبه، بل عن الحليب الطبيعي المنتج في الظروف الطبيعية (لا حليب دعاة الشذوذ).

ويهيأ لبن الخض – أو اللبن البلدي المتخمر – من الحليب الطازج.ويسمونه في المغرب اللبن (الرائب، ويسمون غير الرائب الحليب).
وكلمة “ياغوورت” كلمة أرمينية تعني اللبن، والياغورت هو عبارة عن لبن رائب فقط (والكلمة أصلها شمال العراق وكردستان وأرمينيا).
وفي المغرب يتخمر اللبن في درجة 22-24 درجة. فيُترك الحليب ويخض حتى يتخمر، ثم تُستخرج منه الزبدة البلدية، وهي أحسن منتوج للأطفال لما فيها من عوامل النمو، لأن اللبن يهيء من الحليب الطازج، ركز على كلمة الطازج في صنع اللبن لأن تسخين الحليب يفقده أنزيماته.
والبكتيريا اللبنية التي في اللبن المتخمر تبطئ مفعول الكولسترول فيمكن لمن لديه سكري أو أمراض القلب والشراين شرب اللبن المتخمر.
والزبدة تتحول تحت تأثير بعض الإنزيمات إلى سمن وتسمى في دول المغرب بالسمن الحار (دهن حار).
ويجب الإنتباه لبعض المنتجات التي توصف بأنها سمن نباتي، فلا يوجد سمن نباتي لأن الدسم في النبات يكون زيتا فإذا ما تم اشباعه وتحول إلى مارغارين فيجب أن يسمى مارغارين لا سمنا.
فالزبدة تغسل بالملح وتوضع في جرة من الطين لتملأها جيدا حتى لا يدخل الهواء، فتتحول إلى سمن حار، وهذا السمن منتج جيد للطفل ولمرضى التوحد لما فيه من مكونات كالأحماض التي تقوي الجهاز الهضمي والقولون وتعطي الطاقة، وكذلك ينظف الجهاز التنفسي، فهو جيد لمرضى الربو. والجيد في كل هذا أنه يمكن تهيئته في المنزل، ولا زالوا يتبعون هذه الثقافة الغذائية في البادية أما في المدن فأصبحت قليلة.
فاللبن الرائب البلدي من أحسن مشتقات الحليب لما فيه من فوائد للأطفال والمسنين والحوامل والمرضعات، فهؤلاء يفيدهم مناعيا وغذائيا، هو والزبدة البلدية، كما يوجد فيه حمض اللاكتيك الذي يقضي على الجراثيم.
وقد أدخلت الجالية المغربية هذا اللبن الرائب إلى أوروبا، بل أدخلوا إليها الكثير من المنتجات المغربية النافعة. ونفس التأثير فعله الأتراك في ألمانيا بإدخال منتجاتهم كالشوارما وغيرها.
أما الجبن فكان يُصنع من حليب الماعز فقط وقليل في حليب البقر، أما الآن فأصبح يصنع بالطريقة الأوروبية، يشترون الأداة (منفحة)ويصنعون بها جبنا من الحليب. أما قديما فكان الطريقة بأخذ الحليب الطازج ووضع نبتة قوية فيه تسمى التيمطة في المغرب، وضع ورقتين منها فقط أو استخدام الخرشوف (Artichoke) وأشياء أخرى.

فالجبن هو تجبين الحليب الطازج وحده، وهو الحليب الأصلي السليم مع اتباع أسس النظافة، أما تجبين الأشياء الأخرى فلا.
ويُشرب الجبن كله دون إزالة ماء، وحتى عند صنعه بالمنفحة (الآلة)، لأن نزع مائه يفقده أملاحه المعدنية وفيتاميناته وبالتالي ننقص نسبة 50 بالمائة من قيمته.
ويوجد مشتق آخر مغربي بإمتياز يسمى الإكْلِيلَةْ، وهو أحسن أنواع الأجبان المطهية، وهي عبارة عن لبن قديم تحمض بقوة فتم تسخينه على الماء ثم تصفية مائه وترك خثارته مع إضافة قليل من الملح إليه مع قليل من حب الرشاد أو السمسم أو زيت الزيتون أو الزعتر أو الكمون، لكن الأفضل هو إضافة حب الرشاد، وتكفي منه حبيبات. ثم يصفى على قماش لإزالة مائه، ويعطى للأطفال ويؤكل بالملعقة لأنه يكون في شكل حبيبات.
والإكليلة لا تضر مرضى الكولسترول لأن تسخين اللبن يفقده دسمه، وكذلك هي جيدة للتغذية خاصة للطفل والمرضع والمسنين، وكذلك نافعة للرياضيين.

* الحليب

يمكن اعداد لبن الخض المتخمر من الحليب الطازج، أما الحليب المصنع المبستر بإضافة أشياء إليه، فهو ليس لبنا بل شيئا آخر يجب الحذر منه.
فيُترك اللبن الطازج حتى يتخمر تحت درجة حرارة 23 درجة، ثم يخض جيدا، وتستخرج منه الزبدة البلدية، وهي جيدة للأطفال لأنها تتضمن عوامل النمو المهمة لهم.
وكلمة “اليوغورت” كلمة أرمينية تعني اللبن، وكانوا يتركون اللبن في تلك المنطقة – في العراق العريق الذي حسدوا ودمروا – حتى يتخمر تحت درجة جرارة 45 ويصبح يوغورت بدون إضافة أي مواد مخمرة خارجية إليه.

والحليب الطازج من أحسن المنتوجات للصحة، وفيه مكونات مهمة في رفع المناعة والتغذية، لذا فإن أحسن تغذية للأطفال والمسنين والحوامل هي “اللبن والزبدة”. وعند غسل الزبدة بالملح ووضعها في جرة وإغلاقها جيدا بحيث لا يدخل الهواء، تتحول إلى السمن الحار، وهو أحسن منتج للأطفال، وللمصابين بالتوحد.
والسمن لا يوجد إلا من الحيوان أما النبات الذي يقولون أن منتجاته سمن، فهذا مارجرين، وهو شيء آخر.
والسمن جيد للربو وللكثير من المشاكل.
وهذه الأشياء تهيء في المنزل وهي مهمة جدا.

أما الجبن فكان يصنع من حليب الماعز والغنم فقط، لا من البقر، والآن أصبحنا نصنع الجبن بالطريقة الأوروبية، وهذا لا يسمى جبن، بل الصحيح هو صنعه بالحليب الطازج بإضافة النباتات التي تحوله إلى جبن، ذلك هو الطبيعي.
والجبن يشرب كله بدون إزالة الماء الذي يتضمن، لأنه أقوى به، لأن إزالة الماء تنقص أكثر من نصف قيمته.

أما اللبن البلدي فهو اللبن الحامض، وقد أدخله المغاربة إلى أوروبا اليوم، وهو جيد جدا للصحة.

أما الكليلة فهو منتوج مغاربي صرف، وهو أحسن الألبان المطهية، ويتم بتسخين اللبن المتحمض قليلا بعد إضافة حب الرشاد أو غيره إليه – وحب الرشاد جيد جدا للنساء – وإزالة الماء بتصفيته على قماش، ويؤكل بالملعقة لأنه على شكل حبيبات، ولا تتضمن دهنا لذا تعتبر مادة جيدة لمرضى القلب والشرايين (وقد ذكر الدكتور في موضع آخر أن عمل العصير بالحليب ليس جيدا للصحة، فالأفضل عمل العصير في ماء. كما انتقد البعض حليب البودرة المصنع، وقالوا إنه منزوع المواد الهاضمة لذا قد يسبب الإمساك، إضافة لتسببه في أمور أخرى، والقاعدة التي ذكر الدكتور هي الإبتعاد عن كل ما يمر بالدورة الصناعية الغربية الخبيثة التي تستهدف الجيوب ولو على حساب صحة الناس).


تاسعا: مواد أخرى

* الخشخاش المنثور

يعرف في المغرب ب “بَلَّعْمَانْ”، وهو عشبة برية طبية توجد في كل الحقول، وهي عشبة غير غذائية، أي لا يستخدم في الغذاء.
وهو نبات معروف يخرج في الربيع في البوادي والأرياف، وله زهور حمراء لها رأس، وزهرته هي الوحيدة التي لديها ذلك الرأس.
وعندما ينضج تتساقط حواف الزهور الحمراء وتبقى الرؤوس، وهي التي تُجمع للعلاج، ويمكن أن تجفف وتخزن لمدة سنة دون أن تتضرر.
وهو ليس شقائق النعمان. ويتميز برأسه، فالزهور التي تشتبه به لا تتضمن ذلك الرأس.
وكانت النساء تستخرج من زهوره الحمراء مادة ملونة حمراء، يستخدمنها في التزيين.
ويتضمن مكونات قوية، كالفايتول بنسبة كبيرة، وهو مادة طيارة، وتفرز منه الفيتامين A وK.
وفيه الرُّوَادِينْ والرُّوجَانِينْ.

وتنفع رؤوسه في الإستعمالات العلاجية، كتخفيض الحرارة (الحمى)، تغلى مع الماء أو الحليب في حالة ارتفاع الحرارة. وارتفاع الحرارة دائما ما يكون من أمراض تعفنية، كالتهاب جرثومي، وهذا النبات يقضي على الجراثيم التي تسبب ارتفاع الحرارة في الجسم.

كما تسكن الآلام، ولكنها ليست مسكن قوي لها.

كما تعطى لمن لديهم مشاكل كالربو ومشاكل الجهاز التنافسي.

وتعطى كذلك للذين لديهم مغص أو آلام في الجهاز الهضمي.

* عشبة الحَرْمَلْ

كان الحرمل يستعمل بكثرة قديما أما اليوم فلم يعد كذلك.
وكانوا يحرقون حبوبه لإستنشاق دخانها الذي يريح ويجعل الواحد يحس بالهدوء لما فيه من مواد مخدرة.
وهو كثير في المغرب.
والنحل يأخذ من زهرته، وبعض أنواع العسل فيها نسبة كبيرة من زهرته.
واستخدامه يكون بقلة فهو ليس غذاء، وكان الناس في القدم يستخدمون منه حبيبات قليلة جدا لأن الزيادة خطيرة.
ويتضمن 3 مكونات هي الأرمالول والآرمالين والأرمين، ولكن بتراكيز متفرقة في الجذور والأوراق والحبوب.
وحشيشته غريبة، وتعمل مع الأوبويدات (الخاصة بالجهاز العصبي) مع الأمعاء، وبالتالي الأحسن تجنبها لأنها يمكن أن تدخل مستعملها الحالات المستعجلة. لكن يمكن استخدام حبيبات قليلة منها.
فهي غريبة لأن الأبحاث الحديثة حول السرطان تتهم الأنجيوجينيجيس الذي هو عبارة عن تراكم الشعيرات الدموية الذي يتحول فيما بعد إلى سرطان، ومكوناتها تكبح الأنجيوجينيزيس وذلك بتنشيط العامل الخاص بإيقاف هذه التراكمات في الجسم، وفي نفس الوقت تكبح السيكلوأوكسيجينيس الخطيرة في الجسم وأشياء أخرى مسؤولة عن بعض المشاكل كالإلتهابات داخل الجسم. لذا اذا استعملت بقدر ضئيل مع الغذاء يمكنها أن تلعب دورا في الوقاية من السرطان، فهي مهمة للوقاية ولكن لا يجب التهور في استعمالها بل يكون ذلك بقلة جدا.
كذلك تفتح الأوعية الدموية، وتؤثر على الكوليسترول، وقد أجريت حولها أبحاث علمية كثيرة جدا.
والأنجيوجينيزيس عبارة عن التهابات، إذا كانت في أي منطقة تكون النتيجة الإتهابات التي تتحول إلى سرطان، فهي تكبح الأنجيوجينيزيس.
وتعطي كذلك شعورا بالراحة.

* عشبة العَلَنْدَة

أو Ephedra. يقولون إنها تشفي السرطان، والحقيقة أن جميع الأشياء الطبيعية كالخرشوف (Artichoke) تنفع فيه. ويوجد من تعالج منه بأبسط الأشياء (البعد عن الوصفات والخلطات، وبالمقابل الإعتماد على التغذية السليمة المتكاملة مع الإكثار من شرب الماء).

وهذه العشبة تمتاز بمكونات خاصة بها.
وكانت في الطب القديم معروفة بفوائدها في مجال الربو، لأن مكوناتها تفتح المسالك التنفسية التي يحدث الربو بسبب ضيقها.
فيجب الإبتعاد عن النصائح القائلة بغلي مائها وشربه، وغير ذلك مما لا ثبات له علميا كنفعها في السرطان.

* زيت القطران

هو زيت يتم استخراجه من شجر العَرْعَرْ، وأشهر الدول المنتجة له هي المغرب والبرتقال وفلسطين وجنوب لبنان، وكذلك يوجد في فرنسا.
وقد استخرجه الإنسان بتسخين أوراق شجرته على قِدر موضوع على حطب حتى يسيل هذا السائل شيئا فشيء، وهذ طريقة تثبت أن الإنسان القديم ذكي جدا، أذكى من الإنسان الحالي (الذي انطلت عليه أكذوبة تحضر الغرب).
وهو مادة سامة، ففيه الفينول، وهو أقوى مركباته، وهو سام جدا يؤثر على الخلايا العصبية والكلية والكبد، وفيه كذلك مركبات أخرى.
وكانوا في السابق يستخدمونه للقضاء على جرب الإبل وبعض الحكات على الجلد والإكزيما ولقتل القمل، ولكن الإستخدام الداخلي له خطير لإنه سام، بل حتى الخارجي يسبب تسممات لأنه يدخل من خلال الشعيرات الدموية إلى الجسم، فيجب خلطه مع شيء لأنه قوي جدا.
فمن استعمالاته الشهيرة طرد للحشرات، فلا تقربه، وقد كان يوضع على أفواه أواني الطين التي لها أعناق، أو عليها، وذلك لا يضر، خاصة الأواني التي يصعب غسلها (التي لها أعناق)، حتى لا تقربها الحشرات. كذلك كانوا يضعونه عند مداخل المنازل طردا للحشرات والزواحف كالعقارب والثعابين. فكانوا يخطون به خطا فلا تستطيع الحشرة عبوره.
ولديه رائحة قوية، هناك من يحبها وهناك من لا يحبها.
وكانوا يضعونها قديما على أنف الصغير ليشمها، ولم نجري حولها بحثا لمعرفة هل ينفع ذلك أو يضر.

ويوجد ما يسمى بالقطران الرقيق وهو أقل تركيزا من الأول، ويستعمل الآن في بعض الإستعمالات مثلا مع الحناء ومواد التجميل، فهنالك الكثير منها بالقطران كالشامبو والصابون وبعض المراهم وكريمات، وأشياء كثيرة يضاف إليها القطران الرقيق، وهذه الإستعمالات علمية لأنها مراقبة ولا تضر، أما الإستعمالات العشوائية فخطيرة.

* الطعام والشراب الساخن

ماذا عن تناول الماء والطعام الساخن الذي في درجة حرارة فوق 55 بالمائة؟
أجريت إستقراءات حول الدرجة 65، فوجدوا أن ذلك يسبب نسبة كبيرة من سرطان المعدة وسرطان المريء، فهذه الأنواع من السرطانات تسببها الحرارة الزائدة في الأكل، وهذا سبب فيزيائي، وتوجد أسباب ميكانيكية في حالات أخرى كتعرض بعض من يصابون بكسور في العظام لسرطان العظام بعدها، يعني أن هذه الأمراض لها أسباب مختلفة.
والشخص الذي يبتلع لقمة ساخنة جدا يلاحظ أن الدموع بدأت تسيل من عينيه، وأن الطعام يلتصق بالجلد الداخلي للفم ويحدث فيه حروق تقتل نسيجه لكنه يتجدد فيما بعد، أما المريئ وفم المعدة فلا يتجدد نسيجهما المحترق. ويحس من يتناول ذلك بألم في المنطقة فوق فم المعدة.
فلا مبرر لتناول الطعام والشراب ساخنا جدا، لا يقول الواحد أنا على عجالة من أمري أو أبحث عن الدفء، فذلك خطأ.
أما زيادة البرودة فتسبب مشاكل ضئيلة بالمقارنة مع زيادة الحرارة، والأفضل دائما هو الوسط، فيجب الحذر من تناول الأشياء الساخنة جدا كالشاي في تلك الحالة وغيره. ويمكن تحمل شرب الشاي في درجة 40-45، ولكن فوق ال 55 لا يمكن تحمله أما 65 فهو حارق. لذا عند إفراغ الشاي في الكوب يجب انتظار اربع دقائق تقريبا، فهي كافية لخفض درجة حرارته.

* تغذية كبار السن

الأشخاص الذين أعمارهم فوق الستين والسبعين غالبا ما تكون لديهم مشاكل صحية وتلزمهم العناية أكثر من العلاج.
فيكون لديهم مثلا مشاكل هشاشة العظام والقلب والشرايين والجهاز الهضمي.. إلخ. ولا نعمم لأن من في الستين ولديه السكري ليس كمن في الثمانين ولا يشكو من أي مرض.

ومشاكل النساء في الكبر أكثر من مشاكل الرجال، فهشاشة العظام لدى كبار السن من النساء، هي نتيجة تراكمات نمطها المعيشي وما كانت تتناوله، فاللواتي تجاوزن الخمسين – أي بعد سن اليأس – عليهن تجنب الشحوم الحيوانية والسكر وبعض الزيوت المهدرجة، لأنها تسبب لهن مشاكل كتكاثر الشحوم حول الحزام وبروز البطن ثم مشكل الركب، ويلاحظ أن جل المسنات لديهن مشكل في الركب، والمشكل ليس في الركبة بل في الوزن، والمرأة البدينة والقصيرة لابد أن تشكو من الركبة. فعليها نقص وزنها لأن الماء يتجمع في الركب ويسبب حرقة. فإذا نقصن في الوزن وتركن تناول المواد السابقة يكون خير.
وعليها كذلك الحركة، ولو بمساعدة عكاز لأن ذلك يروض الركبة، ولكن يكون ذلك مع اتباع النظام الغذائي الجيد مثل السمك الذي يهضم أحسن من اللحوم، فهو أسهل على الكبار ولا شحوم فيه، ثم زيت الزيتون الذي فيه حمض الأولييك ويمنع آلام المفاصل، ويتركن السكر لأنه يزيد في كل التراكمات والزوائد في الجسم ومنها الشحوم.

والنساء اللواتي يتعرضن لبعض المشاكل قبل سن اليأس عليهن أن يتغذين جيدا، ولا يكتفين بالأدوية، لأن بعضها يزيد في حدة الأعراض، وكلما كانت الحرارة التي ترتفع لدى المرأة في سن اليأس قوية فإن ذلك يصيبها أكثر فيما بعد عندما تكبر، بهشاشة العظام، فعليها تجنب الأشياء التي فيها شحوم وكولسترول وهي اللحوم والتركيز على السمك واللوز والجوز، ثم بعد مدة من ترك اللحوم يمكن تناول القليل منها مرة مرة، لا بأس.
ومما يرفع درجة حرارتها في سن اليأس السكر والزيوت المهدرجة (زيوت المائدة) واللحوم. فيجب اتباع نظام نباتي، وتتناول الحبوب التي فيها الفيتوستروجينات مثل حساء الشعير والقطاني والخضر والفواكه الجافة كالتمور والتين والزبيب واللوز والجوز لأنها غنية بالأملاح، والمرأة تحتاج في هذه الفترة للأملاح والفيتوستروجينات والألياف بكثرة، أي تحتاج للنبات الذي يحتوي عليها.
ثم تتحرك وتجوع سواء بالصوم أو غيره، فيبقى الجسم ست أو سبع ساعات لم يأكل، فذلك جيد (كان تتناول وجبة إفطار قوية ثم تبقى إلى المساء، والصوم أفضل من ذلك).
ونلاحظ أن النساء في البوادي لا يتعرضن لهذه المشاكل لأنهن لا يأكلن كثيرا ويتحركن جيدا، وتظهر عليهن النضارة، ويكن بصحة جيدة، فالحركة جيدة للمرأة، وكذلك قلة الأكل، أما في المدن فيأكلن اللحوم بكثرة ولا يتحركن.
وبعد هذه الحرارة أي في سن 60 أو 65 سنة يمكن للمراة أن يتجمع لها الماء في الركبة والمفاصل وتصبح غير قادة على الوقوف نتيجة لهشاشة العظام.
وتوقف الحيض يؤدي إلى احتباس في الجسم فيختنق، وتصبح المرأة قلقة ونومها مضطرب، وتأتيها الآلام والأرق ليلا، فيجب الإنتباه للغذاء لأن المرأة إذا تقدم بها السن فإن مشاكلها تكون أكثر من الرجال لأن لديها مسألة طغيان الهرمونات، فيمكن عندما تكبر أن يزيد وزنها أو يرتفع ضغطها إذا كانت مستعملة لحبوب منع الحمل في شبابها.
فأمر ارتفاع الحرارة ومشاكل الكبر في السن يمكن ضبطها باتباع النظام الغذائي السليم.

وإذا أرادت المراة تجنب سن اليأس المبكر أو ظهور الضمور في الوجه أو مشاكل القلب والشرايين وارتفاع الضغط، عليها اتباع النظام الغذائي الجيد.

أما بالنسبة للرجال فيوجد من تظهر عليه علامات الشيخوخة وهو في الأربعين، فقد بدأنا نلاحظ مرض الباركينسون في سن الثلاثين والخامسة والثلاثين، أما الزهايمر فبدأ يظهر في السبعين بعد أن كان في التسعين تقريبا.
فعلى الأقل، على الكبار الإمتناع عما كانوا يأكلوه من لحوم وغيرها، ويعتمدون على النظام الغذائي الجيد.
والمشكل الأكثر لدى الرجال هو تضخم البروستات، وسببها الرئيس لدى الرجال حسب الأبحاث هو الشحوم الحيوانية والكولسترول. ففي الأول يكون تضخم ثم يتحول إلى السرطان إذا لم يعالج في طور ثاني.
وإذا اجتمعت الشحوم التي فيها الدسم المشبع مع السكر فقد يحدث السكري من النوع الثاني (سكر الكلية) الذي يظهر غالبا لدى من فوق الخمسين سنة والخمسة وخمسين، ويمكن ضبطه بنظام غذائي سليم مثل الأكل في المنزل مع زيت الزيتون والمنتجات القوية التي ذكرنا كالأسماك والنشويات والقطاني والحبيبات.

فالمسنين الرجال فوق الستين يكون لديهم في الغالب إما تضخم البروستات، أو السكري من النوع الثاني مع ارتفاع الضغط، وسبب الأخير ضعف الدورة الدموية مما يجعل الشرايين تتصلب، ومما يساعد في تمدد الشرايين هو الحمض الأميني الأَرْجَانِينْ وهو موجود في الفواكه الجافة مثل اللوز والجوز، وفي بعض النباتات مثل الخبيزة والسلق والحميضة التي كان المغاربة يأكلونها من قبل.
فيجب أن يكون في تغذية المسنين حمض الأوميجا 3 الذي يمنع تصلب الشرايين وانسدادها مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط ومشاكل القلب.
فالحل في تجنب الشحوم الحيوانية والسكر والمقليات والحلويات، وهذه الأشياء قوية على أجساد المسنين لأن أجسادهم لا تتحمل سمومية أكثر فكل شيء ضعيف لديهم وناقص حتى التنفس لا يدخل الكثير من الكسجين إليهم.
ويركزون على الأشياء التي فيها الكالسيوم (الأملاح المعدنية) كالحبوب مثل الشعير والذرة والدخن (إيلان)، والقطاني التي فيها بروتينات نظيفة وأملاح معدنية كالمولبدينوم الذي يخرج السموم من الكبد، وزيت الزيتون والفواكه الجافة والخضر والفواكه، لأن الخضر والفواكه هي التغذية السليمة. حتى الفول السوداني جيد جدا لهم.
وهضم المسنين يكون متراجع فيتناولون الأشياء الطازجة لأن فيها أنزيمات تساعدهم في لهضم، ويتحركون.
كذلك يحتاجون للفيتوستروجينات التي مصدرها الأول هو الحبوب كحبوب الكتان والسمسم وغيرها، ويكفي منها استخدام نوع أو نوعين فقط، فذلك يكفي، وتضاف إلى الأكل فهي تخفض الضغط وتساعد في تمدد الشرايين.

ومن في طور تضخم البروستات من الكبار في السن إذا رجع إلى نظامه الطبيعي فإن ذلك يفيده جدا، ولا يصل إلى سرطان معمم لأن سرطان البروستات غالبا ما يؤدي إلى سرطان العظام.
والآن أصبح تتضخم البروستات يظهر في سن الأربعين والخامسة والأربعين بسبب أكل اللحم ليل نهار، وهذه العادة تؤدي إلى جميع الأمراض، لأن نقص الألياف مع الإكثار من الشحوم يؤدي إلى جميع الأمراض.
وإذا تعالج الواحد بالكيميوتيرابي واتبع النظام الغذائي الجيد فإن ذلك يساعده كثيرا ويمنع الإنتكاسات وغيرها.
فالنظام الغذائي الجيد والحالة النفسية المنشرحة بالإيمان والرجاء، كلها أمور تدفع المرض.

ويجب تجنب الوصفات والخلطات الجاهزة التي ينصح بها كل من هب ودب، فإن ذلك لا يجدي في الغالب بل يضر، وبدلا من ذلك يجب إدخال الحبيبات والأعشاب المهمة في الغذاء، وذلك يكفي.

* الكالسيوم إذا لم يتوفر الحليب؟

الكالسيوم الذي في الحليب هو كالسيوم عضوي يتم امتصاصه بسرعة في الجسم، فيمتص بنسبة 25-34 بالمائة (أي امتصاص جيد)، ولو تم امتصاصه 100 بالمائة لكان في ذلك خطر على الجسم.
كذلك الحديد الذي في اللحوم يمتص بسرعة لأنه عضوي.
أما كالسيوم الحبوب فلا يمتص فقط إذا كان الخبز محضرا بالخميرة الصناعية، وكذلك عند إزالة نخالة القمح تزول الأملاح المعدنية، وبالتالي يزول الكالسيوم الموجود في النخالة. ولحل هذا المشكل يجب عجن الخبز بالخميرة البلدية التي تصنع في المنزل، ولهذا لم يجد الناس قديما مشكل في هشاشة العظام وغيرها رغم أنهم كانوا يأكلون الخبز وحده.

* زبدة الفول السوداني

أو (Le beurre d’arachide). نريد هنا إلقاء الضوء على الفرق بين المأكولات التي يمكن صنعها في المنزل والتي لا يمكن صنعها فيه، فمثلا من المأكولات التي يمكن صنعها في المنزل المربى (فهو عبارة عن فواكه زائد سكر)، لكن مشروبات الصودا مثلا لا يمكن صنعها في المنزل.
وزبدة الفول السوداني يمكن أن تهيئ في المنزل، فيمكن تحميصه (أي تسخينه على النار قليلا دون أن يحترق) ثم طحنه، وسيعطي مذاقا جيدا محببا للأطفال (يوضع في الخبز كزبدة عادية)، وهو نفس المنتج المصنع الموجود في المتاجر إلا أن الأخير الذي تمت صناعته في المصنع أضيفت إليه أشياء زائدة على الذي تم عمله في المنزل، وذلك حتى يبقى طويلا دون فساد، أو لتغليظه أو ترقيقه وغير ذلك من الأمور، وهذا التصنيع والتغيير دخل حتى على الأجبان، فهنالك اليوم أكثر من ألف نوع منها، منها الصلب والرخو والمتوسط إلخ.
ومن المواد التي لابد منها عند التصنيع: المواد الحافظة من الفساد، والمواد المضادة للأكسدة.
ومن المواد التي يضيفونها حسب رغبة الصانع المواد الملونة والمحلية والمخثرة إلخ.
وإذا دخلت إلى الإنترنت تجدهم يطمئنون الناس بأن التراكيز التي في هذه المواد من المكونات الضارة تراكيز خفيفة لا تضر، ولكن الملاحظ هو أن الأمراض والحساسية والمصائب تزداد.
والفول السوداني يصنف في المغرب العربي من الفواكه الجافة، وهو مفيد للجسم، حتى أنه مع دسمه مفيد لمن لديهم مشاكل في القلب والشرايين.
والمادة الغذائية الطبيعية تكون هائلة النفع للجسم إذا تناولها الإنسان من الطبيعة، لكن عندما تدخلها الصناعة بصنع أشياء أخرى منها، يحدث الخلل، ومثال ذلك بذور نوار الشمس، فهي من المواد الغذائية الجيدة للصحة إذا تم أكلها مباشرة، لكن عندما تصنع باستخراج زيتها وتكريره لصنع زيوت المائدة منها، تصبح شيئا آخر، فالمادة الدسمة التي في بذور نوار الشمس أصلها 6 ولا تسبب السرطان، لكنها تتحول بعد التكرير إلى ترانس الذي يسببه.

* التخلص من المبيدات

الأشياء التي تؤكل طازجة وتطهى إذا كانت المبيدات فيها، فلا تؤثر الحرارة عليها. والحل ليس وضعها في ماء فيه ملح أو خل لمدة ساعة أو غيرها، فذلك لا يجدي شيئا، بل يكفي غسلها جيدا ثلاث أو أربع مرات مثلا، ومسحها لإزالة قطارت الماء اللاصقة بها لأنها قد تتضمن بقايا مبيدات، ثم تقشيرها، والتقشير في هذا الزمن يجب أن يكون لجميع الخضروات والفواكه كالحوامض والموز والتفاح والإجاص وغيره، وبعض الفواكه الصغيرة كالكرز والفراولة والمشمش والبرقوق التي يصعب تقشيرها، فهذه تغسل جيدا في الماء (فهو كافي)، وتترك لتجف أو تمسح بثوب جيد لكي نزيل على الأقل نسبة تلك المبيدات.
وبعض الأشياء فيها المبيدات بكثرة كالنعناع الذي يركز المبيدات في أوراقه كما ثبت بالدراسات، كذلك الكزبرة والكرافس تعالج بالمبيدات فيجب غسلها جيدا.
كذلك ماء عصر الزيتون يحتوي على جميع المبيدات التي استخدمت للزيتون، ويكون فيها النحاس، لذا يرتفع لدى الذين يشربون هذا الماء بكثرة، هو وغيره من المبيدات. فهذا الماء الأسود الذي ينتج عن فصل الزيت عن الزيتون يجب الإبتعاد عنه إلا إذا كان مضمونا، أي لم يتعرض الزيتون للمبيدات، لأن فيه بعض الفوائد.
ولا يجب على الأطفال اليوم أن يأكلوا أي شيء دون غسله وتقشيره، لأنه يكفي للإضرار بهم كمية ضئيلة من المبيدات، وليسوا كالبالغين الذين وزنهم 60-70 كيلوجرام (ومع هذا أثبت الوباء اللعين أن مناعة الأطفال أقوى!).
فالغسل بالماء جيدا والتنشيف مع التقشير يساعد في إزالة اكثر من نصف المبيدات. والحبوب كالقمح لا تستخدم لها المبيدات بتركيز عالي، أما الشعير فلم تكن تستخدم له ولكن بدءوا في ذلك. كذلك الذرة المنتشرة التي تعطى للبقر تعالج، وكذلك القطاني تعالج. كذلك الحشائش مثل الحميصة والسلق والخبيزة قد تكون ملوثة بالمبيدات لأنها تنبت بين المزروعات وتعتبر عند الفلاحين من الحشائش الضارة التي يجب القضاء عليها بالمبيدات. فيجب عدم أخذها من الحقول والبساتين التي تمت معالجتها بالمبيدات. وعند أخذها من غيرها يجب غسلها جيدا قبل تناولها.

وبعض المبيدات يؤذي النظام الهرموني للجسم كالغدة الدرقية. كذلك تؤدي إلى خفض الخصوية والإجهاض والتشوه الخلقي للجنين.
وتفادي المبيدات هو الأفضل، ولكنه مستحيل في هذا الزمن.
ويجب معرفة أن المبيد الحشري المستخدم في المنزل يدخل في لائحة المبيدات الضارة بل هو من أخطرها.

وقد تصل المبيدات المستخدمة للنعناع إلى 17، والموز 10، والعنب 13، والفول السوداني 8، وفي الطماطم قد تصل إلى 35.
فمن المبيدات ما يستخدم في التربة، ومنها ما يوضع في الجذور والأوراق والثمار، إلخ، فلكل لائحة من المبيدات عمل، وجمع أكثر من مبيد للنبتة الواحدة هو ما يقومون به.
فمثلا النعناع والكرفس عبارة عن أوراق فإذا أكلتها الحشرات فما الذي سيبيعه، لذا يجدون المبيدات ضرورية لتجارتهم. وقد وصل الإنتاج إلى مستوى يصعب فيه التخلي عن المبيدات، لكن يجب عليهم الحذر بوضع تراكيز منخفضة، ومحاولة تجنب أن تكون المبيدات في المحصول النهائي كالثمار والحبوب وغيرها. وذلك ممكن.
وإضافة للمبيدات يوجد السماد وأشياء أخرى تستخدم من أجل نمو النبات بسرعة كالهرمونات التي تستخدم للنبات.

وقد وجدوا في كندا أن ارتفاع الأمراض مقترن بزيادة المبيدات.
ويوجد الآن في العالم أكثر من 6000 مبيد. وفي المغرب وحده 4600 مبيد. وكل مبيد من هذه المبيدات يسبب نوعا من المشاكل للجسم كالسرطان والحساسية وغيرها. والمبيدات أقوى العوامل المتسببة في السرطان.
فما يستطيع الواحد القيام به لحفظ نفسه عليه القيام به، مثلا البطاطس إذا تم غسلها وتقشيرها يبقى فقط أثر من المبيدات، أما إذا تم غليها فتظهر إضافة إلى المبيدات أشياء أخرى خطيرة على الصحة، وكذلك تظهر أشباء إضافية حسب نوع الزيت والمعدن الذي غليت فيه، فكل ذلك يولد مكونات خطيرة على الصحة.
فيجب مراقبة المنتج حتى لا يكون همه الربح فقط على حساب صحة المستهلكين، بل يجب الموازنة بحيث لا يخسر المنتج منتوجه، وفي نفس الوقت لا يخسر المستهلك صحته.

* التسمم بالنحاس

أصبح التسمم بالمعادن الثقيلة ظاهرة في هذا الزمن، وأصبحوا في الدول الغربية يتهمون معدن الزرنيخ والزئبق والألومنيوم والرصاص وغيرها، وللأسف فإن هذه التسممات لا تظهر في الفحوصات والتحاليل إلا في المرحلة الأخيرة عندما تظهر الجلطات أو مرض باركنسون أو أمراض أخرى.
وتراكم النحاس في الجسم يؤدي إلى مشاكل كمرض ويلسون.
والتسمم بهذه المعادن قد يسبب جلطات في المخ، ويؤذي الكبد والكلى والجهاز الهضمي، ويؤدي إلى انخفاض الوزن وسقوط الشعر، وإلى مشاكل على مستوى الجهاز العصبي، وتؤدي دائما إلى مرض باركنسون في الأخير.
كذلك تسبب أحيانا الأنيميا بنقص الحديد لأن النحاس ينقص من كمية الزنك في الجسد، والزنك من المعادن التي تقلل من النحاس في الجسد لأنه يساعد في طرح الزائد منه خارج الجسد، وهو موجود في الحبوب كالشعير والقمح والذرة، والفواكه الجافة والسمك.
والجسم يحتاج النحاس ولكن ليس بكثرة، وهو مهم لأنه يساعد في تحول حديد الأغذية إلى حديد الدم، فالأنيميا قد يكون سببها الأكبر هو نقصه.
كذلك يسبب نقص الجيلاتين التي تشد الأعضاء كالمفاصل.
ويستعمل في الطبيعة كمبيد، والناس يعرفونه لأشجار الزيتون والرمان وغيرها، كما قد يستخدم بكمية ضئيلة في علف الدواجن لأنه يسهل إزالة الريش من الدجاج.
وهو الآن أصبح مرتفع النسبة في المواد الغذائية، فمثلا إذا كانت فواكه الزيتون تخلل في ماء وملح فإن النحاس ينساب في الماء، ولكن عندما تطحن بدون غسلها فربما يمر بعضه ويختلط بالزيت، وقد وجدنا في المختبر أن بعض العينات من زيت الزيتون يرتفع فيها النحاس بكثرة، لذا يجب غسل الفواكه جيدا لإزالة الغبار الذي عليها وهو الذي يشده عليها، وهو على أوراق الزيتون أكثر منه على الثمار لذا يجب إزالتها.
وقد يكون في مياه عصر الزيتون – وهي جيدة للصحة، بشرط أن تكون نظيفة من المبيدات والنحاس وغيره.
وإذا تم رميه على التربة فإنه يلوثها، وكذلك إذا تم رميه في المجاري فإنها تمر بالبوادي، وبالتالي يستخدمها الفلاحون أحيانا، وفي ذلك خطر، فيجب أن لا ترمى هذه المادة في الطبيعة (مثلا إذا كانت في ماء الزيتون، لا ترمى).
وكنا في السابق قد حذرنا من أكل مخ الذبائح لأن مخها فيه نسبة الكلوسترول الأعلى في جسد الحيوان، كذلك قد تتجمع فيه المعادن الثقيلة مثل النحاس.

* إخراج المعادن الثقيلة من الجسم بالمحاليل

توجد أشياء طبيعية تزيل المعادن الثقيلة (السموم) من الجسم كحبوب الكزبرة وأوراقها، كذلك الفحم المنشط، والطحالب البحرية (الكْلُورِيلاَ)، وكل النبات (الحشائش المعروفة) وكل المضادات للأكسدة يمكنها تنيظف الجسم شريطة استهلاكها طازجة أي غير مطهوة. ولكن الأقوي في ذلك هو الكزبرة والفحم المنشط.
ويوجد محلول اسمه بمحلول D.M.S.A يباع في الأسواق بحجة أنه يجذب المعادن الثقيلة ويخرجها، ولكن الحقيقة أنه لا يخرج فقط المعادن الثقيلة كالزئبق والرصاص بل يخرج جميع الأملاح حتى المغنيسيوم والكاليسيوم والحديد والزنك والمنغانيز وكلها، ولا يفرق بين المفيد والضار إضافة إلى أنه لا يخرج الزئبق المتركز في الخلايا ولا المعادن المتركزة في العظام. ثم عندما يتخلص الجسم مما أخرج ويتوقف شاربه عن تناوله يعود الوضع لما كان بل ربما يزيد عليه، كما لا يمكن استهلاكه طول الحياة.
وهذه المحاليل معروفة في المختبرات منذ السبعينات، لكن الغريب أن الناس أصبحوا يشربونها!
وإخراجه للكالسيوم مثلا يعتبر كارثة على الجسم، وكذلك إخراجه للمعادن النافعة الأخرى.

* شرب كربونات الصوديوم لا يرفع حموضة الدم؟

البعض يشربها من أجل الوصول بحموضة الدم ph إلى الحموضة المثالية وهي 7.3، فلا علاقة لها بحموضة الدم، فحموضة الدم تأتي من استهلاك اللحوم والألبان والسكر والمواد المصنعة بما فيها المشروبات الغازية.
وجميع الأغذية النباتية تقي من حموضة الدم، وجميع الأشياء الحامضة في الطبيعة كالفواكه والخضر واللبن الحامض تقي من حموضة الدم.
وبيكربونات الصوديوم منتوج طبي يباع في الصيدليات يعطى للذين عندهم مشاكل في المعدة كحموضة زائدة في المعدة أو عسر هضم، فيأخذون منه قدرا بسيطا، والكربونات كحول ولكن البيكربونات حمض (أسيد)، وهي التي تخمر بها النساء الحلوى والكيك، فهذه بيكربونات غذائية وتوجد الصيدلية، وتركيزها أكبر لأنها خالصة، يعني يمكن استهلاكها وليس في ذلك خطر، لكن أن يشربها الناس بنية أنها تزيل حموضة الدم فلا علاقة لها بذلك.

* شرب اليود

أو (الآيودين). هو محلول يسمى Lugol، وهو من فصيلة المطهرات التي تستعمل في المستشفيات، فقد كان من قبل المستعمل هو الميكروكروم ثم أصبح البيتادين (الذي فيه نفس مكونات المحلول Lugol كاليود). وهو يستعمل في المختبر في تلوين الجراثيم فهو مُثَبّت.
والآيودين مواد كيمياوية إذا دخلت الجسم بنسب قليلة لا تضر، لكن إذا استعملت بافراط أضرت، ولهذا لا يمكن شرب هذه المحاليل عشوائيا خارج الإطار الطبي، حتى الأدوية لديها تراكيز وظروف استعمال وأوقات، فلا يجب أخذها إلا عن طريق الطبيب.

* استهلاك قشور البيض

النصح باستهلاك قشور البيض للحصول على السيلينيوم عبارة عن مغالطة وتخلف، فينصحون بخلط قشور البيض مع مواد أخرى بكل بشاعة.
وكذلك النصح باستهلاك أرجل الدجاج، أمر غبي لا محل له من العلم.

* مكون البارافين

هذا المكون يضاف لمواد التجميل لحفظها من الفساد، فمعرفة خطورته أمر مهم للنساء اللواتي يستعملن مواد التجميل بكثرة، فهو مكون يسبب خلل هرموني يؤدي إلى مشاكل في الغدة الدرقية.
وقد أصبحت بعض شركات مواد التجميل تكتب على علبها “بدون بارافين” PARABEN FREE.
فعلى النساء اللواتي لديهن مشكل الغدة الدرقية أن يتجنبن ما أمكن مواد التجميل، وفلوريد الصوديوم، والأوميجا 6 الموجودة في الزيوت المكررة، والمواد المصنعة التي تتضمن الشحوم الحيوانية كالنقانق وغيرها.
والدول العربية دول مستوردة لمواد التجميل والأدوية، قليل منها ما يصنع فيها، ومع هذا يبقى الأسلوب الصناعي هو نفسه، أي مستوردا بدوره، أي مجرد تعليب.
وكثير من النساء لا يبالي بالكمية المكتوبة على العلبة للإستخدام الآمن، ولا بغير ذلك، بل يستخدمنها بطريقة عشوائية.
فمثلا معجون الأسنان يملأ الواحد الفرشاة منه، ويغسل فمه في حين أن المنصوح به هو مقدار حبة عدس منه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Back to top button
error: Content is protected !!