مستخلصات معرفية

خمسة أشخاص زعموا السفر عبر الزمن

مسافرو الزمن الذين تركوا أدلة تطارد أغبياء الحاضر

الكاتبة: فتاة المريخ

لطالما كانت فكرة السفر عبر الزمن جذابة للغاية، يعجز العلم عن تحقيقها حتى اليوم. فكرة أو كذبة شكلت جزءًا كبيرًا من الأفلام وكتب الخيال.

لكن بين الحين والآخر، يدعي بعض الأشخاص أنهم تمكنوا من تحقيق هذا الإنجاز المستحيل، بل وأحضروا أدلة تثبته. ورغم أن الكثيرين يرون هذه الادعاءات على أنها غريبة وغير موثوقة، إلا أن بعض الأدلة تجعل من الصعب تجاهلها كواقع محتمل.

إليك خمس قصص عن أشخاص ادعوا أنهم سافروا عبر الزمن، ولك أن تقرر بنفسك إن كانت مجرد خيال أم لها أساس من الواقع.

1. زيارة موبرلي وجوردين قصر فرساي

في عام 1901، زعمت الأكاديميتان “إلينور جوردين” و”شارلوت آن موبرلي” أنهما تعرضتا لـ”انزلاق زمني” غريب أثناء زيارتهما لقصر فرساي. وكتبتا عن هذه التجربة في كتاب بعنوان “مغامرة”.

قالتا إنهما شهدتا مشاهد تعود إلى أواخر القرن الثامن عشر في فرنسا، بما في ذلك رؤية أشخاص يرتدون ملابس من تلك الحقبة وحتى ماري أنطوانيت، زوجة الملك لويس السادس عشر.
ومع ذلك، فإن روايتهما قوبلت بالسخرية أكثر من التصديق.

قصة زيارة موبرلي وجوردين لقصر فرساي وتعرضهما لـ”انزلاق زمني” لاقت الكثير من السخرية والانتقادات،

إليك أبرز النقاط المنتقدة والساخرة المشككة في قصتهما:

  1. الخداع العقلي أو الهلوسة:
    الكثير من النقاد اعتبروا أن ما حدث معهما قد يكون نتاجًا لحالة من الهلوسة أو الخداع العقلي بسبب الأجواء التاريخية التي غمرت المكان، والتي قد تؤثر على التصور العقلي خاصة لمن لديهم شغف بالتاريخ.
  2. التمثيل أو إعادة التمثيل:
    بعض المؤرخين رأوا أن ما شهدته موبرلي وجوردين قد يكون مجرد مشاهد من إعادة تمثيل تاريخية أو وجود ممثلين يرتدون أزياء تعود للقرن الثامن عشر، وهو أمر معتاد في أماكن تاريخية مثل قصر فرساي.
  3. التناقض في الروايات:
    العديد من النقاد لاحظوا تناقضات في تفاصيل روايتهما، خاصة ما يتعلق بوصف الملابس والشخصيات التي شاهدوها.
  4. التأثير النفسي للجو المحيط:
    تم الإشارة إلى أن الأجواء التاريخية والهدوء الغريب للمكان قد يكونان لعبا دورًا في خلق شعور غير عادي لدى السيدتين، خاصة مع توقعاتهما المسبقة برؤية شيء مثير.
  5. السياق العصري في ذلك الوقت:
    في بداية القرن العشرين، كانت مثل هذه القصص تُعتبر تسلية شائعة وتلقى اهتمامًا كوسيلة لجذب الانتباه، مما جعل البعض يشكك في دوافعهما الحقيقية، ويرى أن القصة ربما كانت محاولة لجلب الشهرة أو الترويج لكتابهما. خاصة أنهما كانتا مثقفتين مهتمتين بالتاريخ الفرنسي.

 2. جون تيتر: “كرونوونوت” من المستقبل؟

في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، انتشرت منشورات على الإنترنت لشخص يدعى “جون تيتر” يدعي أنه مسافر عبر الزمن من عام 2036.

قدم تيتر تفاصيل دقيقة عن قصة حياته وآلية عمل آلة الزمن الخاصة به. ورغم أن معظم تنبؤاته لم تتحقق، مثل اندلاع حرب أهلية في الولايات المتحدة عام 2008 وحرب نووية عام 2015، إلا أن قصته جذبت اهتمام الكثيرين. ومع اختفاء منشوراته في عام 2001، انخفضت شعبيته.

⏰ 3. مايك “المجنون”: الذهاب أبعد مما يجب

في عام 1995، زعم “مايك ماركوم” أنه نجح في العثور على طريقة للسفر عبر الزمن باستخدام “سلم يعقوب”، وهو قوس كهربائي ينتج عن تفكك الغاز الكهربائي.

لكن لتحقيق مهمته، قام ماركوم بسرقة محولات طاقة من شركة محلية مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة. بعد قضائه عقوبة بالسجن لمدة 60 يومًا.
المضحك في محاولة ماركوم، هو قراره سرقة محولات طاقة من شركة الكهرباء المحلية. وكأن فكرة السفر عبر الزمن لم تكن كافية لجعل خطته تبدو جنونية، ليضيف إليها الجريمة.
ثم أعلن لاحقًا أنه قد بدأ مشروعه مجددًا بشكل قانوني – يا لوقاحته.
وفي عام 1997، اختفى تمامًا، ويعتقد البعض – من البلهاء طبعا، أنه قد سافر عبر الزمن.

⏰ 4. أندرو كارلسن: مسافر عبر الزمن في سوق الأسهم

في عام 2003، تمكن “أندرو كارلسن” من تحويل مبلغ 800 دولار إلى 350 مليون دولار في سوق الأسهم، مما أثار شكوكًا بأنه كان يتداول بناءً على معلومات داخلية.

ادعى كارلسن أنه مسافر عبر الزمن من 200 سنة في المستقبل، مما مكنه من تحقيق النجاح. ومع ذلك، هناك شائعات بأن القصة قد تكون مجرد تلفيق من صحيفة محلية لجذب المزيد من المبيعات.

⏰ 5. تجربة فاشلة: آل بيليك

يرتبط “آل بيليك” بتجربة فيلادلفيا التي جرت عام 1943، وهو مشروع عسكري أمريكي يهدف إلى جعل السفينة “يو إس إس إلدريدج” غير مرئية للرادار. لكن آل يدعي أن التجربة تسببت بنقله إلى عام 2137، حيث قضى 6 أسابيع في مستشفى للتعافي من إصابات إشعاعية.
وفكرة أن التكنولوجيا التي تهدف للتخفي انتهت بنقله إلى المستقبل تجعل القصة تبدو وكأنها حبكة فيلم خيال علمي منخفض الميزانية.

مزاعمه:

  1. زعم – بعد زعمه الأول والأكبر وهو الإنتقال عبر الزمن، أنه قضى ستة أسابيع في مستشفى عام 2137 للتعافي من “إصابات إشعاعية.” المشهد الذي يتخيله الناس هنا مضحك: ممرضات من المستقبل يعالجنه وكأن الأمر عادي، وربما يتساءلن: “ما الذي جاء بهذا الوسيم من الماضي؟”
  2. وصف العالم المستقبلي:
    وصف مشاهد مثل “مدن طافية” و”حكومات تعمل بالذكاء الاصطناعي.” هذه التفاصيل، رغم كونها خيالية، تبدو وكأنها مقتبسة من روايات الخيال العلمي القديمة، مما يجعلها تبدو غير أصلية ومبالغ فيها.
  3. الإصرار على السفر للعام 2749:
    بعد تعافيه، زعم أنه انتقل لاحقًا إلى عام 2749 وشاهد المدن الطافية مرة أخرى. الفكرة تبدو وكأنها سيناريو لفيلم خيال علمي من الدرجة الثانية، حيث ينتقل الشخص عبر الزمن مرارًا دون تفسير كيف أو لماذا. تماما مثل وعم أمريكا الوصول للقمر، الكذابة. كيف ولماذا لا ترجع إليه؟ لماذا لم تجد إلا فيديوهات مفبركة لعلم تهزه الرياح في مكان يفترض أن لا هواء فيه، لتستدل بها على كذبتها؟
  4. اللامنطقية في الرواية:
    بينما يدعي أن التجربة كانت سرية للغاية، يبدو أنه لا يجد مشكلة في الحديث عنها بتفاصيل دقيقة وكأنها تجربة يومية. هذا التناقض يجعل القصة تبدو هزلية أكثر منها مثيرة.

في المجمل، قصة آل بيليك تثير الضحك بسبب مبالغتها وعدم وجود أي دليل ملموس يدعمها، بالإضافة إلى الطريقة التي يسرد بها أحداثًا غير قابلة للتصديق كما لو أنها حقائق لا تقبل النقاش مثل أطروحات الطرق الصوفية الإسلامية التي تفرض نفسها كأنها حقائق مصدرها النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي غير قابلة للنقاش، وهي أكبر الأكاذيب لأن من كذب عليه، عليه الصلاة والسلام، فقد تبوأ مقعده من النار.

 قصص مصطنعة أم حقائق غامضة؟

رغم أن هذه القصص مثيرة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل الأدلة التي تدعمها أقوى من التفسيرات المنطقية التي تصفها بالخيال؟
ربما تكشف الأبحاث المستقبلية عن صحة هذه الروايات أو زيفها. ولكن حتى ذلك الحين، تقدم هذه القصص نظرة على إبداع العقل البشري وقدرته على تخطي حدود الخيال.
وعلى الكذب، فما أكذب الإنسان.
وعلى الجنون، فبعض الناس مجنون، والعياذ بالله.
وعلى هواية تصديق الخرافات، فبعض المثقفين العرب اليوم – وغيرهم، يحب هذا النوع من الأكاذيب، ويسارع إلى تصديقه حبا في الخيال والغرائب، يصدقون تسريبات الماسونية المبنية على الظنون، ويناقشونها كأنها أمور قطعية لا يقبلون الطعن فيها!
ومن أولئك المخابيل من يعتقد بالبوابات النجمية والانتقال بين العوالم المتوازية، فما الفرق بين هذا وبين السفر عبر الزمن؟
كذبة البوابات النجمية أشنع وأفدح.

سيد محمد

كاتب قصصي محب للحكاية، أؤمن أن في كل فكرة قصة، وفي كل قصة معنى يستحق أن يُروى. أكتب لأقرب الحلم من الواقع، وأشارككم هنا تأملاتي، تجاربي، وأخبارًا مختارة من زوايا مختلفة للعالم حولنا، في محاولة لفهمه… وربما تغييره ببعض الكلمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!