مقدمة
لندع شات جيبيتي يجمع لنا بعض شبهاتهم ويحللها ويرد عليها، مع ضرورة التحري في حالة الشك في بعضها، والغالب عليها الجودة، والحمد لله.
لا زال يستخرج الحقيقة من كتب أهل السنة الحقيقيين موفرا على الباحثين الكثير من الجهد والوقت.
ويبدو أن شركة OpenAI محايدة مع المسلمين في الوقت الحالي على الأقل، بدليل عدم ترويض ذكائها على الكذب والأباطيل (إلا في مجال كروية الأرض)، وقد يروضونه مستقبلا عندما تستحوذ عليهم شركة شيطانة كمايكروسوفت أو جوجل على سبيل مثال.
مايكروسوفت التي إن سألت ذكائها عن مثل هذه المواضيع أجابك: هذا ليس من شأني (أو تخصصي كما يزعم)، وربما أساء الأدب معك وحظرك أو طردك.
السبب هو أنها شركات شيطانة تابعة للنظام الشيطاني السائد منذ عقود، والذي أولى أولوياته محاربة أهل الحق المسلمين والتدليس على الإسلام ونشر الأباطيل.
إذن لماذا لا نستغل هذا الذكاء الصناعي في الوقت الحالي، ما دام في بداياته، ونستخرج منه بعض الملعومات النقلية والعقلية المرتبة التي تحتاج لمراجعة عشرات الكتب، وشهور لجمعها!
والتي ستهدم لنا البدع الغبية المنتشرة فينا، ومنها التصوف الغبي الذي لا يؤمن به إلا كل عابد لهواه وما تستحسن نفسه الحائرة.
هذه السلسلة تهدف إلى ذلك، فلا تحتقر الموضوع فهو قوي بحول الله ومعونته.
نستعرض فيها الرد على هذه الطوائف:
الصوفية – الأشعرية – الشيعة – الخوارج – الإخوان – القرآنيين – الملاحدة
نوفر عليك وقت البحث والجمع، لكن بإمكانك فعل ذلك بنفسك، ففي الأمر يسر والحمد لله.
رأيي فيهم من تجربتي
مناظرة بين الشيعة والسنة بالدليل والمنطق اللذين يزعمون أنهم من أهلهما.
بمكن الرد على الشيعة بالعقل والمنطق دون دخول تعالم في متاهات البحث الذي لا علاقة لهم به: يقول الواحد منهم، افتح الصفحة كذا والمجلد كذا، واقرا قول فلان كذا.. وكذا.
يحاول التدثر بلباس العلم، وهم ابعد الناس عنه. ليعطونا فقط ما يثبت أن مخالفتهم للمنطق والعقل منطقية؟
ما هي طبيعة الرسالة الإسلامية أولا قبل التشعب؟
هل جاء الإسلام بنعبد الأشخاص كعلي وعمر وأبي بكر، أو حتى الرسول صلى الله عليه وسلم؟ لا، حاشاهم أن يكونوا من الدعاة إلى ذلك.
هل تكفير كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر يقبله عقل؟
يا أخي، النصاري واليهود يعتدون بأصحاب أنبيائهم ويحاولون عدم الأخذ من غيرهم، فلماذا هؤلاء يطعنون في أصحاب نبيهم إن حقا نبيهم؟ وهل هم أعقل منه ليحكموا عليهم بهذا الحكم بعد أن جاهدوا معه كل هذه السنين، وفتوحوا مشارق الأرض والمغرب، ولم يقل فيهم سوءا؟
هل هم أعلم من رب العالمين الذي اصطفاهم ليكونوا في صحبة نبيه، مما يدل على أنهم خير الناس، بل أكد على ذلك في غير سورة من القرآن؟
أيعقل أن يتهموا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بهذه التم البشعة؟
إلى آخر التساؤلات البسيطة اتي لا حاجة معها للتعالم ولا لفتح المجلدات والبحث فيها من أجل هدم دينهم من الأساس.
المجتمعون في غرف المناظرة يغوي بعضهم بعضا:
مثل كل أهل البدع، يجتمعون في حسينية أو في غرفة في التيكتوك والبالتالك، عليها رأس من شياطينهم، يغرهم بالإفتراءات والسخرية من المخالفين، والإستهزاء بهم وتكفيرهم.
يطرد مخالفيه دون اسماح لهم بالتعبير عن ىرائهم خاصة عندما يكونون ممن يعرف خبثه، ثم يجلس بعد ذلك يفاخر بذكائه وعقله ودينه، وتعصبه ذلك وقلة عدله مع المخالف، يثبتان وحدهما أنه على باطل، لاحظ ذلك في كل غرف أهل البدع.
الصادق الناصح لا يفتخر ولا يسب ولا يشتم، ولا يسخر ولا يستهزئ، ولا يتخذ الحوار حربا على مخالفه كأن بينه وبينه ثأر، المهم عنده في الأخير هو إحدى حسنيين:
أن يكون معه الحق فيفيد به غيره.
أو يكون هو الذي على باطل، فيستفيد من غيره.
الشيطان لا يترك أهل الباطل يصبرون على سماع الحق:
هذه لاحظتها فيهم جميعا، شيعة صوفية خوارج قرآنيون ملحدون. إذا تكلمت مع أحدهم في باطل من أباطيله، ركبه الشيطان، فاشتط وماطل، وتلاعب بالكذب والإفتراء مبيحا ذلك لنفسه، لا يرى في تلك اللحظة غير الدفاع عن شيطانه ودينه الباطل، وحتى بعدها قد ينسيه الشيطان أنه كذاب مفتر.
أما الباحث عن الحق منهم، وهو بعض عوامهم فقط، فهادئ مؤدب صابر على غيره.
ولا تدل كثرة النعيق والزعيق إلا على الإنحراف.
الشيطان هو سبب تحويل بعضهم للحوار إلى حرب عشواء، مثلما حوله كفار قريش إلى حرب على الرسول صلى الله عليه وسلم، ودفعهم إلى وضع أيديهم في آذانهم مثلما يفعل هؤلاء، لكي لا يسمعوا الحق. وإلى منع الناس من الإستماع إليه، كحجر هؤلاء على الأنعام الذين في غرفهم، كأن في إضلالهم أو نفعهم فائدة لهم.
مم يخافون إن كانوا من أهل حق والعقل كما يزعمون؟
نجد هؤلاء يقاطعون دائما، ويسبون ويحجرون على الرأي، فلماذا؟
ومهما تأدب الواحد معهم. قلت لأحدهم: لا حاجة لفتح المجلدات ساناقش من خلال نقاط عقلية بسيطة مدعومة بالدليل من الكتاب والسنة، وهي الأسس. فلم يتركني أفتح فمي، كان هدفه مثلهم جميعا هو إدخال محاوره في متاهات البحث العلمي التافه ليزداد الحاضرون حيرة وبعدا عن الحق. ذلك البحث القائم على الإفتراءات والصيد في المياه العكرة بتصيد الموضوعات وغيرها.
عجبا لمن يزعم أنه باحث عن الحق، ثم يكذب ويفتري!!
هذه تعجبني كثيرا في البشر، وتذكرني بأن النفاق والكذب خصلتين متجذرتين فيهما!
وطبعا ليس في التيكتوك عالم – إلا ما رحم ربي.
والمجلدات التي يناقش بها غن كانت من كتبه فأغلبها كذب لأنهم أكثر الطوائف كذبا كما قال ابن تيمية، وإن كان من كلامنا، فهو إما مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم أو ضعيف أو من الشبهات المثارة من طرف أعداء الدين.
حتى ابن تيمية حرفوا بعض كلامه، وصوروه ووضعوه في ملفات PDF ليظن الظان أنها كتبه!
والرد عليهم أبسط من ذلك، لأن البدعة ترد على نفسها كما قال السلف الصالح.
يجتمعون في مكان رقمي أو غير رقمي، يشجع بعضهم بعضا بزخرف القول. يتشفون في المخالفين بالسب والسخرية، فهل هذا منهج من في قلبه ذرة من عقل أو إنصاف؟ من يزعم أنه مفكر متحرر متجرد من كل المعيقات، عالم بحقائق الأمور، مستعد لإثباتها؟
فيا لها من صحبة دنية عكرة، صحبة القرآنيين لبعضهم، وصحبة الملحدين، لو خلا أحدهم بصاحبه لغدر به لأجل زجاجة خمر!
فيا لها من صحبة خسيسة مثل أكثرهم. ألا يعد خسيسا من يفتري ويكذب وهو يعرف أنه مفتري كذاب.
افتراء الشيعة على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
آيات القرآن التي تنزه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن الاتهامات:
حادثة الإفك: افترى بعض المنافقين على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك، ولكن الله سبحانه وتعالى برأها في القرآن الكريم:
قوله تعالى:
“إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ..” (سورة النور: 11-26).
هذه الآيات دليل قاطع على براءتها، وتكذيب صريح لمن يختلق الأكاذيب عليها.
مكانتها كأم للمؤمنين:
قوله تعالى:
“النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ” (سورة الأحزاب: 6).
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من أمهات المؤمنين بنص القرآن، ومن يطعن فيها يطعن في حكم الله وكرامتها التي أكرمها الله بها.
ثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليها:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام”
(رواه البخاري ومسلم).
هذا الحديث يبين مكانتها العالية عند النبي صلى الله عليه وسلم، ومن يفتري عليها يخالف النصوص الصحيحة.
وقال أيضًا:
“يا عائشة، هذا جبريل يقرئك السلام” فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته.
(رواه البخاري).
إذا كان جبريل عليه السلام يُقرئها السلام، فكيف يجرؤ أحد على الطعن فيها؟
اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للموت في بيتها:
توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنها وعلى صدرها، وهذا دليل على مكانتها العظيمة عنده:
“إن النبي صلى الله عليه وسلم كان بين سحري ونحري”
(رواه البخاري ومسلم).
لو كان هناك أي شبهة حولها، لما اختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضي آخر لحظاته في بيتها.
زواجها بأمر من الله:
زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها كان بوحي من الله:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“أريتك في المنام ثلاث ليالٍ، جاءني الملك بك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك. فأكشف عن وجهك، فإذا أنت هي، فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه”
(رواه البخاري).
زواجها بوحي إلهي يُبطل أي افتراء عليها.
طعن الشيعة يتناقض مع عدالتهم المزعومة:
الشيعة يعتمدون على روايات تفترى على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ومعظم هذه الروايات مكذوبة وغير صحيحة:
مثال: روايات تدّعي أن عائشة خرجت عن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم أو أنها ألحقت الأذى بالإسلام. هذه الروايات تأتي غالبًا من مصادر ضعيفة أو موضوعة، مثل كتب الرافضة التي تفتقد إلى السند الصحيح.
اعتراف علماء الشيعة بأن بعض رواياتهم غير صحيحة:
العديد من علماء الشيعة المعتبرين يعترفون بضعف وكذب بعض الروايات المنسوبة إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لكنهم لا يظهرون ذلك لعامة أتباعهم بسبب التحزب أو العقيدة.
نماذج من افتراءاتهم وردود عليها:
ادعاؤهم مشاركتها في معركة الجمل لإفساد الإسلام:
الحقيقة: عائشة رضي الله عنها خرجت للإصلاح، ولم يكن خروجها معصية، بل اجتهادًا منها. وقد ندمت على ذلك لاحقًا وقالت:
“وددت أني كنت جلست كما جلس غيري”
(مصنف ابن أبي شيبة).
هذا يدل على صدق نيتها ورغبتها في الإصلاح.
ادعاؤهم أنها حرضت على عثمان رضي الله عنه:
الحقيقة: الروايات التي تتهمها بذلك لا أصل لها، وعائشة رضي الله عنها كانت تدعو إلى الإصلاح، وليست مسؤولة عن قتل عثمان رضي الله عنه.
اتهامهم لها بالكيد لأهل البيت:
لا دليل صحيح يثبت ذلك. بل كانت عائشة رضي الله عنها محبة لآل البيت، وقد روت العديد من الأحاديث عن فضائلهم.
أقوال العلماء في الذب عن عائشة رضي الله عنها:
ابن كثير (رحمه الله):
قال في تفسيره عند براءة عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك:
“من اتهمها بعد ذلك فهو مكذب للقرآن”
(تفسير ابن كثير، سورة النور).
القاضي عياض (رحمه الله):
قال:
“من سب عائشة رضي الله عنها فقد كفر، لأنه أنكر القرآن”
(الشفا، ج2/107).
شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله):
قال:
“الرافضة من أكذب الناس في اتهامهم لعائشة، ويكذبون على الله ورسوله والطعن فيها طعن في النبي نفسه”
(منهاج السنة النبوية).
الإمام النووي (رحمه الله):
قال:
“أجمع المسلمون على كفر من قذف عائشة رضي الله عنها بعد تبرئة الله لها”
(شرح صحيح مسلم)
أقوال بعض علماء الشيعة في تكذيب الأقوال المفتراة على عائشة رضي الله عنها:
على الرغم من أن العديد من علماء الشيعة يستخدمون روايات للطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إلا أن بعض علماء الشيعة أنفسهم أقروا بضعف أو كذب بعض الروايات التي نُسبت إليها. فيما يلي أمثلة توضح ذلك:
الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (من كبار علماء الشيعة):
قال في كتابه “أصل الشيعة وأصولها”:
“وقد حشيت بعض كتبنا بالأخبار الموضوعة، والمكذوبات المفضوحة، التي لا يرتضيها العقل، ولا يوافقها النقل، والتي صنعها الغلاة وغيرهم ليدعموا بها باطلهم، ومنها ما نُسب زورًا إلى أم المؤمنين عائشة.”
هذا اعتراف صريح بوجود روايات مكذوبة وضعها الغلاة للطعن في أم المؤمنين.
العلامة الشيعي محمد باقر المجلسي:
قال في كتابه “بحار الأنوار”:
“بعض الروايات الواردة في شأن عائشة فيها مبالغة وتضخيم غير مقبول، ولا يمكن الاعتماد عليها.”
هذا اعتراف واضح بأن الروايات التي تطعن في عائشة قد تكون موضوعة أو مبالغًا فيها.
السيد محسن الأمين (من علماء الشيعة البارزين):
قال في كتابه “أعيان الشيعة”:
“الطعن في عائشة أو غيرها من زوجات النبي لا يعتمد على روايات صحيحة، بل أكثرها من وضع الغلاة والمغالين.”
يوضح أن معظم الروايات التي تُستخدم للطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مكذوبة أو موضوعة.
السيد الخوئي (مرجع شيعي كبير):
في كتابه “معجم رجال الحديث”، قال عن بعض الروايات التي تُستخدم للطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين:
“هذه الروايات فيها ضعف في السند، ولا يمكن الاعتماد عليها.”
هذا يشمل الروايات التي تطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
العلامة الطباطبائي:
قال في تفسيره “الميزان في تفسير القرآن” عند الحديث عن حادثة الإفك:
“حادثة الإفك مذكورة في القرآن الكريم، والتشكيك فيها أو إضافة روايات تناقض القرآن يعدّ تحريفًا واضحًا للنصوص المقدسة.”
الشيخ مرتضى المطهري:
قال في كتابه “الملحمة الحسينية”:
“بعض الغلاة وضعوا روايات للطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين، وهي روايات غير مقبولة لأنها تخالف القرآن والسنة الصحيحة.”
آية الله حسين فضل الله (من العلماء المجددين بين الشيعة):
قال في كتابه “قراءة جديدة للتاريخ الإسلامي”:
“لا يمكن أن نعتمد على كل الروايات التي تطعن في زوجات النبي، لأن بعضها وُضع في إطار الصراعات السياسية والمذهبية.”
شبهة دخول النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة ومعها رجل يكلمها:
الرواية وردت في صحيح البخاري (كتاب العلم، باب من رفع صوته بالعلم)، ونصها:
عن عروة، عن عائشة، قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يومي عند إحدانا (أي إحدى زوجاته) قبض طرف الثوب من شدة الحر وهو على فراشه، وعندها رجل يتحدث معها، فلا يغار، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا عائشة، من هذا؟”.
الرد على هذه الشبهة:
تحريف النصوص وإخراجها من سياقها:
غالبًا يتم بتر الرواية من سياقها الكامل لإيهام القارئ بمعنى مغلوط. الرواية لا تشير إلى وجود رجل عند السيدة عائشة رضي الله عنها في خلوة، بل هي حالة عادية حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم موجودًا، وعائشة تتحدث مع رجل.
من هو الرجل؟
الروايات الأخرى توضّح أن الرجل كان محرمًا لعائشة رضي الله عنها (مثل أخيها أو أحد أقاربها). وهذا أمر مألوف في البيئة الإسلامية ولا يثير الشك أو الريبة.
عدم الغيرة لا يعني الإباحة:
قول عائشة رضي الله عنها “فلا يغار” ليس بمعنى أن الأمر مستباح، ولكنه يُظهر ثقة النبي صلى الله عليه وسلم بزوجاته وحسن ظنه بهن، وهو خلق كريم للنبي صلى الله عليه وسلم.
غرض الرواية:
الرواية جاءت في باب العلم لتوضيح موقف النبي صلى الله عليه وسلم من العلم والتعليم، حيث لم يكن يمنع زوجاته من الحديث مع من يحتاج للعلم أو النصيحة، طالما كان ذلك في حدود الشرع.
رد عام:
استخدام هذه الرواية للطعن في السيدة عائشة رضي الله عنها أو الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو استدلال ضعيف ومغلوط.
الصحيح أن يُفهم النص في سياقه الشرعي والتاريخي، وهو بعيد تمامًا عما يُراد به من الشبهات.
الخلاصة:
الرواية لا تحتوي على أي شبهة أخلاقية. السياق واضح، والموقف طبيعي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأهله، ومن الضروري فهم النصوص في إطارها الكامل وعدم اجتزائها لتأويلات باطلة.
الرد على هذا التساؤل:
يتطلب توضيحًا دقيقًا مبنيًا على النصوص وفهم السياق، حيث يتم استغلال غموض بعض التفاصيل لزرع الشكوك، ولكن الحقيقة ثابتة في إطار الشريعة الإسلامية والتقاليد التي كانت قائمة آنذاك.
أولًا: من هو الرجل؟
الرجل المذكور في الرواية هو غالبًا قريب للسيدة عائشة، ومن المرجح أنه أحد محارمها، كأحد إخوتها من الرضاعة أو أحد أقاربها، وهذا وارد في تفسير العديد من العلماء.
الروايات التي تتحدث عن علاقة السيدة عائشة بمحارمها تشير إلى وجود إخوة وأقارب من الرضاعة مثل أبناء مرضعتها.
الأخوّة من الرضاعة:
الأخ من الرضاعة يُعد من المحارم في الإسلام، وهو ما يُجيز وجوده مع السيدة عائشة في حضور النبي صلى الله عليه وسلم. النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف كل محارم أزواجه، فلا مجال للشك أو سوء الظن.
ثانيًا: كيف صار أخوها؟
الرضاعة في الإسلام:
في الشريعة الإسلامية، يُصبح الشخص أخًا أو أختًا لمن رضع معه أو منها خمس رضعات مشبعات قبل سن الحولين (سنتين). هذا ما يقرّه القرآن الكريم والسنة النبوية:
قوله تعالى:
“وَأُمَّهَاتُكُمُ الَّلَاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ” (النساء: 23).
وجود إخوة للسيدة عائشة من الرضاعة:
السيدة عائشة كان لها إخوة من الرضاعة، ومنهم عبد الله بن الزبير (ابن أختها أسماء) وأقارب آخرون.
النبي صلى الله عليه وسلم كان دائمًا يراعي حدود العلاقة مع المحارم والأقارب.
ثالثًا: لماذا لم يذكر اسم الرجل في الرواية؟
اختصار الرواية:
في العديد من الأحاديث، لا تُذكر أسماء الأشخاص لأن الهدف هو توصيل الحكمة أو العبرة، وليس التفاصيل الشخصية. هنا، الهدف من الرواية كان بيان خلق النبي صلى الله عليه وسلم وسلوكه مع زوجاته.
التقاليد في تدوين الأحاديث:
علماء الحديث ركزوا على حفظ المعنى والشواهد الشرعية، وليس بالضرورة الأسماء إذا لم تكن مؤثرة على الحكم.
رابعًا: الرد على التشكيك:
النبي صلى الله عليه وسلم كان معروفًا بعلاقته الطيبة مع أزواجه ومحارمه، وكان منزهًا عن أي سوء ظن.
أي استدلال بهذه الرواية للطعن في السيدة عائشة أو النبي صلى الله عليه وسلم ينبع من إساءة فهم النصوص أو تحريفها.
الخلاصة:
الرجل المذكور في الرواية هو على الأرجح محرم للسيدة عائشة، مثل أخيها من الرضاعة أو أحد أقاربها. الأخوّة من الرضاعة أمر ثابت في الشريعة الإسلامية، وهو ما يفسر وجود الرجل عندها دون أي شبهة. الشكوك المثارة حول هذه الرواية تنبع من إخراج النص عن سياقه الطبيعي ومحاولة تحريف معانيه الواضحة.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأولاده رضي الله عنهم
علي رضي الله عنه، عند أهل السنة
له عندهم فضائل كثيرة وعظيمة، ويبجلونه ويحترمونه ويحبونه، ويحبون أولاده، ويقدرونهم إلى يومنا هذا، حتى أنك تجد بعض المجتمعات العربية تعطي لكل من عُرف بأنه من ذريته، أكبر تقدير وقيمة إلى يومنا هذا.
لكن المكذوب في فضائله كثير بسبب الإختلاف فيه، واهل السنة بريئون من ذلك.
وقد روي أهل السنة عن علي رضي الله عنه أكثر مما رووا عن بقية الخلفاء الراشدين.
له أكثر من 800 حديث في مسند أحمد، وللخلفاء الثلاثة معا 560 حديثًا؛ لأن عليًا رضي الله عنه تأخر بعدهم، واحتاج الناس إلى علمه.
ادعاء نزع الولاية من الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
هو جزء من المرويات التي يروج لها بعض الشيعة، ويزعمون أن الصحابة – خاصة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما – اغتصبوا حق علي في الخلافة بعد وفاة النبي ﷺ. لفهم هذا الموضوع، يجب أن ننظر إلى الحقائق التاريخية والعقلية والشرعية كما يلي:
أولاً: ادعاء نزع الولاية باطل شرعاً وعقلاً
غياب النص الشرعي الواضح:
لم يثبت نص صريح قطعي الثبوت والدلالة من القرآن أو السنة يُلزم المسلمين باتباع الإمام علي كخليفة مباشرة بعد النبي ﷺ.
الآيات والأحاديث التي يستشهد بها الشيعة في هذا السياق إما عامة (مثل قوله تعالى: “إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ” [المائدة: 55]) أو ضعيفة السند.
اختيار الخلفاء بالشورى:
الإسلام يقرر مبدأ الشورى في اختيار الحاكم، كما في قوله تعالى: “وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ” [الشورى: 38].
أبو بكر رضي الله عنه اختير بالإجماع في سقيفة بني ساعدة، وكان علي حاضرًا ولم يعترض في حينها.
الإمام علي بايع الخلفاء الثلاثة:
الإمام علي رضي الله عنه بايع أبا بكر وعمر وعثمان، وكان وزيرًا ومستشارًا لهم.
لو كان يرى أن الخلافة حق مغتصب منه، لما بايعهم ولا عمل معهم.
ثانياً: العلاقة بين علي والصحابة
محبة الصحابة لعلي واحترامهم له:
علي رضي الله عنه كان موضع تقدير الصحابة جميعًا. أبو بكر وعمر كانا يُثنيان عليه ويقدمانه في المشورة، ويُظهران له الاحترام الكامل.
علي نفسه كان يُثني على أبي بكر وعمر، ووصفهما بأنهما أحق الناس بالخلافة بعد النبي ﷺ، كما في قوله المشهور: “خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر.”
المصاهرة بين علي والصحابة:
علي زوّج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب، وهذا دليل على العلاقة الطيبة بينهما.
كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يحظيان بمكانة عظيمة لدى أبي بكر وعمر، وقد أعطاهما عمر عطاءً خاصًا من بيت المال.
دور علي في نصرة الخلفاء:
الإمام علي كان نصيرًا للخلفاء في الفتوحات الإسلامية، وساهم في استقرار الدولة الإسلامية.
لم يسجل التاريخ أي محاولة من علي للتشكيك في شرعية خلافة أبي بكر أو عمر.
ثالثاً: الرد على الشبهات
حادثة الغدير:
يستشهد الشيعة بحديث الغدير: “من كنت مولاه فعلي مولاه.” لكن هذا الحديث لا يُفهم منه الخلافة؛ فالمقصود بـ”مولاه” المحبة والنصرة، وليس الولاية السياسية.
النبي ﷺ في خطبته قال: “اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه”، مما يؤكد أن السياق يتعلق بالحب والنصرة لا الحكم.
عدم الاعتراض في وقت البيعة:
لو كان علي يرى أن الخلافة حق إلهي له، لما تأخر في المطالبة بها عند اجتماع المسلمين في السقيفة.
علي رضي الله عنه كان عاقلًا وحكيمًا، وقدم مصلحة الأمة على أي خلاف شخصي محتمل.
رابعاً: موقف علي من الخلافة
الخلافة ليست غاية عند علي:
علي رضي الله عنه كان يرى أن الخلافة مسؤولية وليست مغنمًا. لذا لم يُنافس عليها بشكل يُفرق المسلمين.
قال في خطبته: “والله ما كانت الخلافة في عيني إلا كالجبل في نظر الحطام.”
قبوله لخلافة الخلفاء الثلاثة:
الإمام علي كان يرى شرعية الخلفاء الذين سبقوه، وعمل على تقوية الدولة في عهدهم.
تولي علي والأئمة شرط في الإسلام عند الشيعة
يقولون بدليل أن الني صلى الله عليه وسلم قال من كنت مولاه فعلي مولاه!
قلت للشيعي هذا لا يعني الإتباع في الشرع، ولزوم الإيمان به لدخول الجنة، هذه عقيدة وعلي ليس جزء منها، والنبي صلى الله عليه وسلم ولي لكل المؤمنين. وهو ولي للصحابة ولعلي وغيره، وذلك حزب الله لا حزب الشيطان الذي يُعبد من دون الله.
قال الله تعالى: “وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ”.
وقال تعالى: “إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ”.
وقال تعالى: “النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ”.
في هذه أيضا دليل على بطلان ما ذهب الشيعة إليه في أمنا عائشة رضي الله عنها وأخزاهم.
وجاء في سنن الترمذي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ وصَالِحُ المُؤْمِنِينَ”. فكل مؤمن ولي للنبي صلى الله عليه وسلم. فهل نقول إن على الأمة إتباع كل مؤمن لأن النبي صلى الله عليه وسلم مولاه؟ أم أنه لا صلة لتعبير الولاية بالإتباع لدخول الجنة، نعم كل المؤمنين أولياء للنبي صلى الله عليه وسلم ولعلي لكن لا يعني ذلك اتخاذه إله يعبد من دون الله، أو شرطا في الإسلام حتى حول الشيعة الإسلام إليه وإلى أبنائه وأحفاده، وجعلوا اتباع الباطل المكذوب عليهم شرعا فيه.
وعندما قلت للشيعي لماذا علي وليس عمار أو غيره من اتباع النبي الموالين له والموالي لهم؟
قال عمار ليس من آل البيت.
قلت وهل آل البيت كلهم صالحون ليتبعهم الواحد إتباع المعصومين؟
قال المقصود العترة وهم الأئمة الإثنا عشر الذين آخرهم المهدي (المسردب الذي يؤمنون به)!
قلت وهل اتباعهم وتوليهم شرط في الإسلام؟
لاحظ انا أكلمه عن العقيدة لأنهم جعلوا التشيع دينا، يعني كيف يكون لإتباع علي أو 12 إمام من أحفاده، علاقة بالجنة والنار؟
ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم متبعا للرسل من قبله، فلماذا لم يورث أحدهم أحفاده النبوة والرسالة؟ حتى هارون جعله موسى خليفة له في بني إسرايل فقط، ولو لم يكن نبيا لقلنا إن اتباعه ليس شرطا، وهو ليس شرط لأن موسى موجود، وهو الأصل.
هذه نظرية عبادة الأشخاص البغيضة، وهي أساس الضلال، أن يجعل البعض شخصا في مرتبة إله، لا يدخلون الجنة إلا باتباعه! فما علاقة هذا بالتوحيد وأوامر الله، أي أركان الإسلام الخمس التي من جاء بها دخل الجنة ولو لم يسمع بالشيعة كلهم ومعهم الصوفية؟!
هذا غير معقول، رسالة الإسلام منفصلة تماما عن الأشخاص، إلا النبي صلى الله عليه وسلم وحده من هذه الأمة، هو الذي يجب اتباعه وحده، وعدم ذلك يُدخل النار، أما علي وغيره، فلا!
والنبي بشر ككل البشر يزيد عليهم بما فضله الله به عليهم، لكن ليس له شيء من خصائص الألوهية فكيف يكون لغيره؟ فهو مثلا لا يمسك السماوات ولا يتصرف في الجنة والنار، ولا يقود السحاب، ولا يحيي ويميت، لكننا نجد مشايخ الصوفية وأئمة الشيعة يفعلون كل ذلك وأكثر!
فهؤلاء جميعا يعبدون بشرا لا حول لهم ولا قوة، أشخاص تتنزل عليهم الشياطين بالبدع مثل أئمة الصوفية، وهذا هو أساس الضلال، وأول ضلال بعد آدم كان بعد نوح عندما صنع الناس أصناما لبعض الصالحين لتذكرهم بهم، فدخلت الشياطين في اللعبة، وافسدت عليهم دينهم مثلما تفسده على الصوفية والشيعة.
مجرد رجال عبدهم أتباعهم من دون الله سبحانه وتعالى، فتلبسوا بالشرك والعياذ بالله، لأن ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى لا يجب وصف أحد من خلقه به، كالرزق والشفاء وإدخال الجنة والإخراج من النار إلخ، هذه أشياء لا يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالى، لكن تجد أئمة الصوفية والشيعة يقدرون عليها، بل منهم من يحيي ويميت!! وكتبهم تشهد بذلك.
وهذا من الشيطان كما هو واضح، لا من الدين، وأي عاقل غر مقيد بالهوى والمصلحة الدنيوية يدرك ذلك جيدا، لكن يستدرجه الشيطان حتى يقع في السحر مثما هو الحال مع شيوخ الصوفية، وبعدها يتورط حتى لا يمكنه الفكاك.
الإفتراء على الصحابة
ظلم الصحابة لفاطمة رضي الله عن الجميع
الشيعة يروجون روايات تفيد بأن الصحابة الكرام – كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما – ظلموا السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بعد وفاة النبي ﷺ، مثل أخذهم فدك بالقوة أو ادعائهم بأن عمر ضربها وكسر ضلعها. هذه المزاعم باطلة لأسباب عدة، ويمكن الرد عليها من عدة جوانب:
1. غياب الدليل التاريخي الموثوق
ضعف الروايات: الروايات التي يستند إليها الشيعة في هذا الادعاء ضعيفة أو موضوعة، وغالبها مأخوذ من كتبهم الخاصة، مثل “بحار الأنوار” و”الكافي”، وهذه الكتب ليست حجة عند أهل السنة.
غيابها في مصادر السنة الموثوقة: لم تُذكر هذه الحادثة في أي مصدر موثوق عند أهل السنة، مثل صحيح البخاري أو صحيح مسلم، رغم اهتمام هذه المصادر بتوثيق الأحداث التاريخية المتعلقة بالصحابة.
2. السيدة فاطمة رضي الله عنها كانت تُظهر الود للصحابة
العلاقة بين فاطمة وأبي بكر: عندما مرضت السيدة فاطمة رضي الله عنها، زارها أبو بكر رضي الله عنه وأرضاها، ورضيت عنه. وهذا ورد في الروايات الصحيحة.
حديث المصاهرة: عمر بن الخطاب رضي الله عنه تزوج من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وفاطمة، وهذا دليل قوي على العلاقة الطيبة بين الصحابة وآل البيت. كيف يُعقل أن يزوج الإمام علي ابنته لمن يزعم الشيعة أنه ظالم لزوجته؟
3. موقف الإمام علي رضي الله عنه
سكوته وعدم اتخاذه موقفًا: الإمام علي رضي الله عنه معروف بشجاعته وصلابته في الحق، وهو القائل: “والله لا أبالي أوقعت على الموت أم وقع الموت علي”. كيف يُعقل أن يُضرب عمر زوجته فاطمة أو يُظلمها وهو ساكت؟ هذا اتهام مبطن لعلي بالتخاذل، وهو ما لا يقبله الشيعة أنفسهم.
البيعة لأبي بكر: الإمام علي رضي الله عنه بايع أبا بكر رضي الله عنه وأخذ مكانه بين كبار الصحابة في إدارة الدولة الإسلامية. لو كان أبو بكر وعمر ظالمين لفاطمة، لما كان الإمام علي ليقبل التعاون معهم.
4. مكانة أبي بكر وعمر في الإسلام
عدالة أبي بكر وعمر: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما من العشرة المبشرين بالجنة ومن أعظم الصحابة قربًا للنبي ﷺ. كيف يُعقل أن يرتكبوا أفعالًا كهذه ضد السيدة فاطمة الزهراء، التي هي من أهل بيته ومن أحب الناس إليه؟
دفاعهم عن آل البيت: عمر بن الخطاب وأبو بكر كانا يحترمان أهل البيت، وكانا يقدمانهم في المشورة والرأي. بل إن عمر خصص عطاءً كبيرًا للحسن والحسين رضي الله عنهما في بيت المال.
5. بطلان قصة كسر الضلع
غياب الشهود: حادثة خطيرة مثل ضرب السيدة فاطمة وكسر ضلعها لا يُعقل أن تحدث دون أن يعلم بها أحد من الصحابة أو يُدوّنها المؤرخون الموثوقون.
تناقض الروايات: الروايات الشيعية التي تذكر هذه القصة متناقضة فيما بينها. فمنها ما يقول إنها أصيبت إصابات بالغة أدت إلى وفاتها، ومنها ما يقول إنها عاشت فترة طويلة بعد ذلك. هذا التضارب يدل على ضعف الرواية.
الاستنتاج: الرد العقلي والنقلي
الروايات الشيعية التي تزعم ظلم الصحابة للسيدة فاطمة رضي الله عنها غير صحيحة وغير ثابتة في أي مصدر موثوق.
الإمام علي رضي الله عنه كان حاضرًا وشجاعًا ولم يكن ليصمت على ظلم زوجته، وهذا يُكذب هذه الادعاءات.
الصحابة، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر، كانوا يتعاملون مع أهل البيت بمحبة واحترام، وعلاقتهم بالسيدة فاطمة رضي الله عنها كانت علاقة ود ورحمة.
الموقف الصحيح:
يجب أن يُفهم أن مثل هذه الافتراءات تهدف إلى زرع الفتنة بين المسلمين، وينبغي الرد عليها بالحكمة والدليل، وتوضيح الصورة الحقيقية المشرقة لعلاقة الصحابة بأهل البيت.
ادعاء الشيعة بأن الصحابة ارتدوا جميعًا بعد وفاة النبي ﷺ، باستثناء قلة قليلة منهم
هذا اتهام خطير يتعارض مع النصوص الشرعية والعقل السليم. هذا القول يمثل جزءًا من عقيدتهم في التبرير للطعن في الصحابة وشرعية الخلافة بعد النبي ﷺ. وفيما يلي الرد المفصل على هذا الادعاء:
1. موقف الإسلام من الصحابة
القرآن يثني على الصحابة:
قال الله تعالى:
“وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ” (التوبة: 100).
هذه الآية تثبت أن الله رضي عن الصحابة، ولا يمكن أن يرتدوا بعد أن أثنى الله عليهم.
وقال تعالى:
“لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ” (الفتح: 18).
الذين بايعوا تحت الشجرة كانوا من الصحابة، ولا يمكن أن يصفهم الله بالرضا ثم يرتدوا جميعًا.
أحاديث النبي ﷺ:
قال النبي ﷺ:
“لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه” (رواه البخاري ومسلم).
هذا الحديث يبين علو مكانة الصحابة وأنه لا يمكن أن يساويهم أحد في الإيمان والعمل.
2. الرد العقلي على الادعاء
استحالة ارتداد جماعي:
الصحابة هم الذين نشروا الإسلام في أرجاء المعمورة وضحوا بأموالهم وأنفسهم في سبيله. كيف يُعقل أن يرتدوا فجأة بعد وفاة النبي ﷺ؟
لو كان هذا الادعاء صحيحًا لما وصلنا الإسلام اليوم، لأن الإسلام انتشر بجهودهم.
الارتداد الجماعي يناقض تاريخ الأمة:
لم يثبت تاريخيًا أو واقعيًا أي حدث يدل على ارتداد الصحابة جميعًا أو حتى أكثرهم.
من قاتل المرتدين في حروب الردة؟ أليس الصحابة بقيادة أبي بكر رضي الله عنه؟
3. مغالطات ادعاء الشيعة
تخصيص القليل بالنجاة:
الشيعة يدعون أن الصحابة كلهم ارتدوا إلا عددًا قليلًا، مثل سلمان الفارسي وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الأسود.
هذا الادعاء يناقض الروايات الشيعية نفسها التي تمتدح صحابة آخرين، مما يدل على التناقض.
الطعن في نقلة الوحي:
الصحابة هم الذين نقلوا القرآن والسنة. فإذا ارتدوا، كيف يثق الشيعة بالقرآن نفسه أو الأحكام الشرعية التي وصلتهم عن طريق الصحابة؟
تناقض في مواقف الأئمة:
أئمة أهل البيت، مثل علي بن أبي طالب والحسن والحسين رضي الله عنهم، كانوا يعيشون وسط الصحابة وكانوا يتعاونون معهم. كيف يُعقل أنهم كانوا يعيشون مع مرتدين دون أن يُظهروا إنكارًا أو معارضة؟
4. الرد من تاريخ الصحابة
جهودهم في نشر الإسلام:
الصحابة بعد وفاة النبي ﷺ قادوا الفتوحات الإسلامية ونشروا الدين في أصقاع الأرض.
أبو بكر رضي الله عنه حارب المرتدين في حروب الردة، وأعاد القبائل إلى الإسلام.
التعاون بين الصحابة وآل البيت:
الإمام علي رضي الله عنه تعاون مع الخلفاء الراشدين في قيادة الأمة.
علي زوّج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب.
الحسن والحسين كانا يحضران مجالس الشورى ويشاركان في نصرة الإسلام.
ثناء أهل البيت على الصحابة:
علي بن أبي طالب كان يثني على أبي بكر وعمر. في “نهج البلاغة” (الذي يعد كتابًا معتمدًا عند الشيعة) نُقل عن علي ثناؤه على الخلفاء الراشدين.
5. أسباب هذا الادعاء عند الشيعة
تبرير الغلو في الإمامة:
ادعاء ارتداد الصحابة يُستخدم لتبرير عقيدة الإمامة لدى الشيعة، والقول بأن الخلافة الشرعية كانت لعلي فقط.
زرع الفتنة بين المسلمين:
الطعن في الصحابة يهدف إلى زعزعة ثقة المسلمين في دينهم وفي مصادر التشريع.
حديث “ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار”
يقولون إن هذا الحديث دليل على أن الصحابة فئة باغية.
الحديث ورد في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصوص عمار بن ياسر رضي الله عنه هو حديث مشهور، وجاء بلفظ:
“وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ.”
هذا الحديث جاء كإشارة نبوية إلى أن عمار بن ياسر سيُقتل على يد فئة باغية، وهو يدعوهم إلى الحق والصراط المستقيم المؤدي إلى الجنة، بينما هم يدعونه إلى طريق الباطل الذي يؤدي إلى النار.
وهناك أقوال لبعض العلماء والمحدثين الذين ناقشوا مسألة وجود زيادة في نص حديث “وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ”، خصوصًا في جزء “يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ”، حيث اعتبر بعض العلماء أن هذا الجزء هو من روايات أخرى أو زيادة مضافة.
أهم النقاط التي طرحها العلماء حول هذا الموضوع:
وجود روايات مختلفة للحديث: بعض روايات الحديث جاءت بدون الجزء “يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ”، ما جعل بعض العلماء يعتقدون أن هذا الجزء ربما يكون زيادة في بعض الروايات.
التثبت من أسانيد الحديث: رأى بعض المحدثين أن هذا الجزء لم يرد في بعض الأسانيد المعتبرة للحديث، وقد استشهدوا بأسانيد وردت عن البخاري ومسلم وغيرهما بدون هذه الزيادة، مما جعلهم يدرسون إمكانية كون هذا الجزء من قول أحد الرواة توضيحًا للحديث أو تعليقًا عليه.
رأي الإمام الدارقطني: ذكر الإمام الدارقطني رحمه الله وغيره من علماء الحديث أن هذا الجزء (“يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ”) قد يكون زيادة من بعض الرواة، ولكنه لم يُضعف الحديث ككل، بل اعتبر أن زيادة العبارة تحتاج إلى تثبت خاص، ويُعدّ الحديث صحيحًا بلفظه الأساسي.
توجيه العلماء المعاصرين: بعض علماء الحديث المعاصرين استعرضوا هذه المسألة، وبيّنوا أن الجملة يمكن اعتبارها تفسيرًا أو تعليقًا على الواقعة، حيث إن قتال عمار كان مع الحق ضد البغي، وهو ما يؤيده السياق.
الخلاصة: الحديث بلفظه الأساسي “وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ” متفق عليه بين العلماء، أما الجملة “يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ” فقد وردت في بعض الروايات واختلف العلماء في كونها زيادة من بعض الرواة أو من أصل الحديث، لكنها لم تؤثر على المعنى الأساسي، حيث اتفق العلماء على صحة الحديث وكون عمار يُقتل على يد فئة باغية.
طعنهم في معاوية رضي الله عنه
فضل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه:
هو أحد الصحابة الكرام وكاتب الوحي للنبي ﷺ، يتعرض للطعن من بعض الفرق، وخاصة الشيعة. تنزيه معاوية عن هذه الطعون واجب شرعي وتاريخي، ويجب أن يكون مستندًا إلى الأدلة الشرعية والعقلية. فيما يلي الردود والأدلة التي تثبت براءة معاوية وتنزهه عن الاتهامات:
1. فضل معاوية بن أبي سفيان في القرآن والسنة
مكانته كصحابي:
معاوية من الصحابة الذين صحبوا النبي ﷺ وآمنوا به. والصحابة جميعًا مشهود لهم بالفضل في القرآن الكريم:
قال الله تعالى:
“وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ” (التوبة: 100).
معاوية من التابعين بإحسان، فهو من الذين عملوا على نشر الإسلام وخدمته.
كاتب الوحي للنبي ﷺ:
معاوية رضي الله عنه كان من كتّاب الوحي، وهذه منزلة عظيمة لا ينالها إلا من يثق النبي ﷺ في أمانته ودينه.
2. تنزيه معاوية عن الطعون
عدم وجود أدلة صحيحة تثبت الطعون:
الروايات التي يستند إليها الشيعة في الطعن على معاوية أغلبها ضعيف أو موضوع، ومصدرها كتب لا يُعتمد عليها عند أهل السنة.
الدفاع عن الإسلام:
معاوية رضي الله عنه خدم الإسلام في جوانب عدة، أبرزها قيادة الجيش وفتوحات بلاد الشام، ولم يُسجل عليه خيانة أو انحراف في العقيدة.
3. موقف أهل السنة من معاوية
معاوية من الصحابة ولا يُطعن فيهم:
قال النبي ﷺ:
“لا تسبوا أصحابي” (رواه البخاري ومسلم).
هذا الحديث يشمل معاوية وكل من صاحب النبي ﷺ.
معاوية اجتهد ولم يُعرف عنه فسق:
معاوية اجتهد في أمور السياسة والحكم. والاجتهاد قد يصيب وقد يخطئ، لكنه لا يُعتبر فسقًا أو معصية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
“معاوية رضي الله عنه لم يكن يختصم مع علي في الدين، بل في الإمارة والسياسة.”
4. الرد على أهم الطعون
(أ) ادعاء طلبه للملك على حساب الدين
هذا ادعاء باطل:
معاوية رضي الله عنه طالب بدم عثمان رضي الله عنه الذي قُتل ظلمًا، وهو حق مشروع.
لم يُعرف عن معاوية إظهار ظلم أو انحراف في إدارة الدولة الإسلامية.
(ب) اتهام معاوية بالظلم والتسلط
معاوية رضي الله عنه حكم بالشورى وأسس نظامًا إداريًا قويًا أدى إلى استقرار الدولة.
شهد له كبار العلماء بالتقوى والعدل، مثل الإمام أحمد بن حنبل الذي قال:
“لا تقولوا إلا خيرًا عن معاوية، فهو صاحب رسول الله وكاتبه.”
(ج) الخروج على علي رضي الله عنه
معاوية لم يخرج على علي لأسباب دينية، بل بسبب اجتهاد سياسي مرتبط بدم عثمان.
معركة صفين كانت فتنة عظيمة، وكل الأطراف فيها اجتهدت، ولا يجوز تكفير أو تفسيق أحد منهم.
5. شهادات العلماء في فضل معاوية
ابن تيمية:
قال: “معاوية من خيار الملوك، وهو خير ملوك الإسلام.”
الإمام الذهبي:
قال في “سير أعلام النبلاء”: “كان ملكًا عظيماً، له عقل ورأي وسياسة، وما يُذكر عنه من عدله وحلمه يدل على فضله.”
6. العقل والمنطق
لو كان معاوية فاسقًا، لما كان كاتب الوحي:
النبي ﷺ لا يختار لكتابة الوحي إلا من يثق في دينه وأمانته.
الفتوحات الإسلامية في عهده:
معاوية كان من أعظم القادة الذين ساهموا في توسع الدولة الإسلامية، ولم يُسجل عليه أنه تسبب في ضعف أو ضرر للأمة.
يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
هو الخليفة الأموي الثاني، وقد أثار شخصه جدلًا كبيرًا بين العلماء والمؤرخين بسبب أحداث مهمة وقعت في عهده، مثل واقعة كربلاء وحادثة الحرة. تتفاوت أقوال العلماء فيه بين من ينتقده بشدة، ومن يتحفظ عليه، ومن يدافع عنه. فيما يلي عرض لأقوال أهل العلم في يزيد وتقييمها:
1. موقف من يذمه ويشدد عليه
أسباب الذم:
واقعة كربلاء: مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه في عهده كان سببًا كبيرًا للطعن عليه. يزيد لم يأمر صراحة بقتل الحسين، لكن كونه الخليفة وقتها جعله يتحمل جزءًا من المسؤولية.
واقعة الحرة: قيام جيش يزيد بانتهاك حرمات المدينة المنورة، وقتل أهلها، ونهب أموالهم، يُعد من الأحداث المؤلمة في عهده.
حصار الكعبة: جيشه هاجم الكعبة بالمنجنيق أثناء خلافه مع عبد الله بن الزبير.
أقوال العلماء:
الإمام أحمد بن حنبل:
قال ابنه عبد الله: سألت أبي عن يزيد بن معاوية، فقال: “لا نحبه ولا نسبه”.
يعكس هذا الموقف التحفظ وعدم المبالغة في الذم أو المدح.
الإمام مالك:
قال: “يزيد من الفساق”.
أبو الفرج ابن الجوزي:
ألف كتابًا بعنوان “الرد على المتعصب العنيد المانع من لعن يزيد”، وفيه يميل إلى ذمه.
الإمام الذهبي:
قال في “سير أعلام النبلاء”: “كان ناصبيًا فظًا، غليظًا، جلفًا، يتناول المسكر ويفعل المنكر، افتتح دولته بمقتل الحسين، واختتمها بواقعة الحرة.”
2. موقف من يتحفظ في الحكم عليه
أسباب التحفظ:
يزيد لم يكن حاضرًا في كربلاء، ولا توجد أدلة قاطعة أنه أمر بقتل الحسين مباشرة.
الأحداث السيئة في عهده تُنسب غالبًا إلى القادة الذين كانوا يعملون تحت سلطته.
لا يجوز سب أو لعن المسلمين عمومًا، وهو داخل في عموم قوله ﷺ: “لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا” (رواه البخاري).
أقوال العلماء:
شيخ الإسلام ابن تيمية:
قال: “يزيد بن معاوية ولد في خلافة عثمان، ولم يكن كافرًا، ولكن تولى بعده أحداث عظيمة، وقد لا يُعذر في بعضها”.
وأضاف: “لا يجوز لعنه ولا يُحب، وهو من ملوك المسلمين الذين لهم حسنات وسيئات.”
الإمام النووي:
قال في شرحه لصحيح مسلم: “الصحيح أن يزيد لم يأمر بقتل الحسين، لكن وقعت تلك الأمور في عهده، وكان الأولى أن يتبرأ منها.”
الإمام ابن كثير:
قال في “البداية والنهاية”: “يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين، وإن كان يتحمل بعض الوزر لأنه لم ينصف الحسين ولم يعاقب قاتليه.”
3. موقف من يدافع عنه
أسباب الدفاع:
الأحداث السيئة في عهده تُعزى إلى قادة الجيش، وليس إلى يزيد شخصيًا.
يُنظر إليه على أنه خليفة واجتهد في إدارة الدولة، وله بعض الإنجازات مثل حملات الفتوحات الإسلامية.
أقوال العلماء:
القاضي أبو يعلى:
قال: “لا يجوز سب يزيد لأنه من أئمة المسلمين، والسب يؤدي إلى الفتنة والفرقة.”
الإمام الغزالي:
قال في “إحياء علوم الدين”: “لا يجوز لعن يزيد، ولا يجوز الخوض في أمره، بل نسكت عنه.”
ابن العربي المالكي:
قال: “يزيد خليفة مسلم اجتهد وأخطأ، ولا يجوز سبه أو لعنه.”
الخلاصة: الموقف المتزن
حكم سب يزيد: لا يجوز لعنه بناءً على قاعدة شرعية عامة: “لا تسبوا الأموات.”
الموقف من أفعاله:
يتحمل جزءًا من المسؤولية عن الأحداث السيئة التي وقعت في عهده، كونه الخليفة.
يجب التفريق بين تصرفاته الشخصية وبين تصرفات قادة الجيش في عهده.
الموقف الشرعي:
يزيد ليس صحابيًا، لكنه من ملوك المسلمين الذين لهم حسنات وسيئات.
ينبغي أن يكون الحديث عنه بعيدًا عن الغلو في المدح أو الذم.
الواجب:
البعد عن اللعن والطعن، والاعتماد على التقييم الشرعي المتزن.
التركيز على استخلاص العبر من الفتن التي وقعت في عهده، والتأكيد على ضرورة الوحدة بين المسلمين.
موقف الإسلام من الحاكم المسلم الظالم
في الإسلام، الحاكم المسلم الظالم لا يُطاع في معصية الله، لكن يُلتزم بطاعته في غير ذلك لدرء الفتن والفساد، وذلك استنادًا إلى النصوص الشرعية التي توجب الصبر على جور الحكام بدلاً من الخروج عليهم. من أبرز النصوص:
النصوص من القرآن:
قال الله تعالى: “أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ” (النساء: 59).
الآية تأمر بطاعة أولي الأمر ما لم يأمروا بمعصية.
النصوص من السنة:
قال النبي ﷺ: “من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني” (رواه البخاري ومسلم).
قال ﷺ: “سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس.” قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: تسمعون وتطيعون للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع” (رواه مسلم).
2. لماذا حضَّ علماء السلف على الطاعة؟
علماء السلف دعوا إلى طاعة الحكام الظالمين درءًا للفتنة الكبرى التي تحدث بالخروج عليهم، والتي غالبًا ما تؤدي إلى:
إزهاق الأرواح: يؤدي الخروج إلى حروب أهلية ودماء تُسفك.
فقدان الأمن والاستقرار: تعم الفوضى، ويضعف المسلمون أمام أعدائهم.
استبدال الظلم الأكبر بالظلم الأصغر: قد يأتي حكام أسوأ من السابقين.
3. أبرز العلماء الذين دعوا إلى الطاعة ولزوم الجماعة
الإمام أحمد بن حنبل:
كان من أشد المدافعين عن لزوم الجماعة، ورفض الخروج على الحاكم حتى لو كان ظالمًا.
في فتنة خلق القرآن، صبر على السجن والجلد ولم يدعُ للخروج، وقال: “الفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء، وإذا أدبرت عرفها الجهال.”
الإمام النووي:
قال في “شرح صحيح مسلم”: “وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين.”
شيخ الإسلام ابن تيمية:
أكد في كتبه على ضرورة الصبر على ظلم الحكام، قائلاً: “60 سنة في ظل إمام جائر خير من ليلة واحدة بلا إمام.”
الإمام ابن كثير:
دعا إلى الطاعة في كتابه “البداية والنهاية”، مبرزًا أهمية درء الفتن بالالتزام بالطاعة.
4. العلماء الذين دفعوا الثمن بسبب مواقفهم من الحكام
الإمام أحمد بن حنبل:
سُجن وجُلد في فتنة خلق القرآن لكنه صبر ولم يدعُ للخروج.
الإمام مالك:
ضُرب بسبب فتواه بحرية البيعة في وقت استبداد الحاكم.
شيخ الإسلام ابن تيمية:
سُجن عدة مرات بسبب آرائه وفتاواه، ومع ذلك لم يدعُ للخروج على الحكام.
5. موقف الإسلام من الحكام الفساق والظلمة
هل يُعذرون عند الله؟
العدل في الميزان الأخروي:
الحاكم الظالم قد يغلب ميزان حسناته على سيئاته إذا كانت له أعمال عظيمة مثل الفتوحات ونشر الإسلام.
قال الله تعالى: “فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ” (الأعراف: 8).
المسؤولية العظيمة على الحكام:
الحاكم مسؤول عن رعيته، والظلم في حقوق الناس قد يطغى على حسناته. قال النبي ﷺ: “ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة” (رواه البخاري).
دور العلماء في السكوت عن ظلمهم:
السكوت ليس تأييدًا:
العلماء سكتوا عن الخروج ليس رضا بالظلم، بل لتقدير المصالح والمفاسد.
تشجيع الحاكم على الإصلاح:
العلماء كانوا يسعون إلى نصح الحاكم وإرشاده بالسر والعلن.
الخلاصة:
طاعة الحاكم الظالم واجبة في غير معصية الله، لدرء الفتن والفساد.
الخروج على الحاكم مفسدته أكبر من مصلحة عزله، وهو منهج الخوارج المذموم.
العلماء دعوا إلى الطاعة والصبر، ومنهم من دفع ثمن ذلك صبرًا وسجنًا.
الحكام الظالمون قد يُعذرون عند الله إذا غلبت حسناتهم على سيئاتهم، لكن ظلمهم للناس سيُحاسبون عليه يوم القيامة.
أمثلة لحكام جمعوا بين الظلم والإنجاز
1. الحجاج بن يوسف الثقفي:
كان معروفًا بظلمه وبطشه وقسوته مع خصومه، وخاصة تعامله مع أهل العراق.
قتل العديد من المعارضين السياسيين بغير وجه حق، مثل سعيد بن جبير.
استخدم القوة المفرطة في تثبيت سلطته.
لكن الفتوحات التي جرت في عهده كانت عظيمة.
كان له دور في الفتوحات الإسلامية شرقًا، خاصة في الهند وبلاد ما وراء النهر.
أمر بتنقيط المصحف وتشكيله، مما سهّل قراءة القرآن للمسلمين.
يُترك أمره إلى الله، وله حسنات وسيئات.
2. السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909)
الإنجازات:
حافظ على ما تبقى من الدولة العثمانية في وجه القوى الغربية المتآمرة.
نفذ مشاريع بنى تحتية عظيمة، مثل سكك حديد الحجاز.
دافع عن القدس وفلسطين أمام محاولات الاستيطان الصهيونية.
دعم التعليم وبنى المدارس، وأعاد الهيبة للخلافة الإسلامية.
الظلم:
حكمه تميز بالاستبداد، حيث ألغى الدستور العثماني بعد عامين فقط من إصداره.
استخدم جهاز المخابرات بكثرة لمراقبة معارضيه وسجن العديد منهم.
3. السلطان محمد الفاتح
الإنجازات:
فتح القسطنطينية عام 1453، محققًا نبوءة النبي ﷺ، وأسس مرحلة جديدة من العظمة للدولة العثمانية.
كان راعيًا للعلم والفنون وعمل على نشر الإسلام في المناطق المفتوحة.
الظلم:
بالرغم من إنجازاته العظيمة، استخدم الشدة والقوة ضد المعارضين أو من يشك في ولائهم.
أعدم شقيقه الرضيع بعد توليه الحكم، وذلك لضمان استقرار الدولة.
4. السلطان سليمان القانوني
الإنجازات:
وصلت الدولة العثمانية في عهده إلى أوج عظمتها العسكرية والسياسية.
أصدر قوانين كثيرة لتنظيم الدولة، لذا لُقب بـ”القانوني”.
وسّع أراضي الدولة من أوروبا إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
الظلم:
كانت نهايات عهده مغمورة بالمآسي العائلية بسبب تدخل زوجته (السلطانة خُرَم)، مما أدى إلى إعدام ولده الأكبر مصطفى بتهمة الخيانة بناءً على وشايات كاذبة.
5. السلطان الناصر محمد بن قلاوون (حكم متقطع في الدولة المملوكية)
الإنجازات:
أعاد بناء القاهرة وبنى قناطر للمياه والعديد من المدارس والمساجد.
صد الحملات الصليبية وحافظ على سيادة الدولة المملوكية.
الظلم:
استخدم الشدة والقوة ضد أمراء المماليك الذين شك في ولائهم.
كانت فترة حكمه مليئة بالمؤامرات والانتقام من خصومه.
6. نور الدين زنكي
الإنجازات:
كان قائدًا عظيمًا ومجاهدًا بارزًا في التصدي للصليبيين.
أسس دولته على العدل ونشر العلم.
مهّد الطريق لصلاح الدين الأيوبي لتوحيد الأمة الإسلامية.
الظلم:
استخدم القسوة مع بعض خصومه السياسيين لضمان استقرار حكمه.
لم يتسامح مع أي تهديد داخلي لحكمه.
7. السلطان المظفر سيف الدين قطز
الإنجازات:
قاد المسلمين في معركة عين جالوت عام 1260، التي أوقفت زحف المغول.
أعاد الهيبة للأمة الإسلامية بعد فترة من الضعف والتفكك.
الظلم:
وصل إلى الحكم بعد مؤامرة قتل فيها السلطان الأيوبي توران شاه.
واجه المعارضة بالقوة الشديدة.
8. الخليفة المنصور العباسي
الإنجازات:
رسّخ دعائم الدولة العباسية بعد فترة اضطرابات عقب سقوط الأمويين.
أسس بغداد كعاصمة للدولة، وجعلها منارة للعلم والحضارة.
كان إداريًا بارعًا وسعى لتثبيت الدولة وحمايتها.
الظلم:
قضى على كثير من معارضيه بوحشية، خاصة من بني أمية وأنصارهم.
قُتل الكثير من العلويين بسبب ثوراتهم على حكمه.
9. الملك عبد العزيز آل سعود
الإنجازات:
أسس المملكة العربية السعودية ووحّد مناطقها.
عمل على نشر التعليم والنهضة الاقتصادية والاجتماعية.
أسس نظامًا حديثًا في شبه الجزيرة العربية.
الظلم:
استخدم القوة في حروب التوحيد، خاصة ضد القبائل التي عارضت سلطته.
بعض الانتقادات لطريقة حكمه وشدته في التعامل مع المعارضين.
الخلاصة:
الحكام الذين جمعوا بين الظلم والإنجاز يمثلون واقعًا معقدًا:
إنجازاتهم الكبرى تُحسب لهم في ميزان الحسنات: مثل نشر الإسلام، فتح البلدان، وإقامة الحضارة.
ظلمهم يتحملون وزره أمام الله: خاصة إذا كان متعلقًا بحقوق الناس، لأن الله لا يترك ظلم العباد.
سلوك العلماء تجاههم: كان العلماء غالبًا ما يدعون إلى الصبر والطاعة، لأن مصلحة الأمة العامة كانت تستوجب ذلك، وتجنب الفتن والفرقة.
هذا التوازن يُظهر كيف تعامل التاريخ الإسلامي مع شخصيات معقدة ساهمت في بناء الحضارة، رغم أن حكمهم لم يكن خاليًا من الأخطاء.
القول بتحريف القرآن والعياذ بالله
أدلة على قولهم بتحريف القرآن
الحديث عن تحريف القرآن عند الشيعة يتطلب عرض الأدلة القاطعة من كتبهم المعتبرة، والتي اعترف فيها بعض علماء الشيعة إما بوجود روايات تدل على التحريف أو بمحاولات التأويل الباطل للآيات القرآنية. الأدلة على هذا الموضوع يمكن تقسيمها إلى نصوص من كتبهم وروايات معروفة بين علمائهم.
الأدلة على ادعاء الشيعة تحريف القرآن:
أولًا: اعتراف علماء الشيعة الكبار بوجود روايات عن تحريف القرآن
الطبرسي في كتابه “فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب”:
هذا الكتاب يعد من أبرز المؤلفات التي صرحت بتحريف القرآن. يقول الطبرسي:
“إن الأخبار الدالة على ذلك (أي تحريف القرآن) تزيد على ألفي رواية عن الأئمة الأطهار.”
الكليني في كتابه “الكافي”، وهو من أوثق كتب الشيعة:
روى عن أبي عبد الله (الإمام جعفر الصادق) قوله:
“إن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية.”
(الكافي، الجزء الثاني، ص634).
القرآن الكريم المعروف عند المسلمين يحتوي على حوالي 6200 آية، مما يدل على أن هذه الرواية تزعم نقص القرآن.
النوري الطبرسي:
صرح في كتابه “فصل الخطاب” أن القرآن الذي بين أيدي المسلمين ليس كاملًا، وادعى أنه قد حُذف منه الكثير مما يتعلق بفضائل أهل البيت.
نعمة الله الجزائري:
قال في كتابه “الأنوار النعمانية”:
“أن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن.”
(الأنوار النعمانية، ج2/357).
ثانيًا: روايات شيعية تتهم الصحابة بتحريف القرآن
اتهامهم الصحابة بتحريف القرآن وإسقاط آيات تتحدث عن أهل البيت:
جاء في الكافي أن القرآن قد أُسقطت منه سورة تسمى “سورة الولاية”، وجاء فيها:
“يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي والولي اللذين بعثناهما يهديانكم إلى صراط مستقيم.”
لا توجد أي آية بهذا النص في القرآن الكريم.
ادعاؤهم بحذف أسماء الأئمة:
يزعمون أن أسماء عليّ رضي الله عنه وأهل البيت كانت موجودة في القرآن وتم حذفها.
مثلًا، يقولون إن آية:
“إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ” (الرعد: 7)،
كانت تحتوي اسم عليّ وتم إسقاطه.
ثالثًا: أقوال علماء الشيعة الذين خالفوا فكرة التحريف
آية الله الخوئي:
حاول بعض علماء الشيعة المعاصرين مثل الخوئي في كتابه “البيان في تفسير القرآن” إنكار التحريف، لكنه يعترف بوجود روايات كثيرة تدل على التحريف في التراث الشيعي.
حسين فضل الله:
من المجددين بين الشيعة وقال:
“مسألة تحريف القرآن ليست إلا افتراءً على الإسلام، وهي لا تعكس إلا غلوًا سياسيًا وأهواءً طائفية.”
رغم ذلك، اعترافه بوجود روايات التحريف يكشف عن تناقض الفكر الشيعي.
رابعًا: القرآن ينفي التحريف بشكل قاطع
القرآن الكريم نفسه ينفي التحريف، وأي قول بتحريفه هو تكذيب لصريح النصوص:
قوله تعالى:
“إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” (الحجر: 9).
هذه الآية تؤكد أن القرآن محفوظ بحفظ الله.
قوله تعالى:
“لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ” (فصلت: 42).
تأكيد على استحالة التحريف.
الرد على ادعاءات التحريف
تناقض الشيعة مع القرآن والسنة:
أي ادعاء بتحريف القرآن يناقض النصوص القطعية التي تثبت حفظ القرآن.
اعتراف بعض علمائهم بأن القرآن الذي بين أيدينا غير محرف (مثل الخوئي) يكشف تناقضهم الداخلي.
ضعف سند الروايات:
معظم الروايات التي يستند إليها الشيعة في ادعاء التحريف ضعيفة السند أو موضوعة، واعترف بهذا بعض علماء الشيعة أنفسهم.
المصلحة السياسية:
فكرة التحريف استُغلت سياسيًا لتبرير دعاوى الإمامة وحصر الشرعية في آل البيت، وهو ما جعل الغلاة من الشيعة يختلقون الروايات لتدعيم مذهبهم.
الجفر عند الشيعة
الجفر هو مصطلح يشير إلى كتاب يزعم الشيعة أنه يحتوي على علوم خفية وأسرار مكتوبة نقلها النبي محمد ﷺ للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. يعتبر الجفر جزءًا من التراث المزعوم للإمامة لدى الشيعة، ويقال إنه يحتوي على:
علم ما كان وما سيكون: يدعون أن الجفر يحوي أخبار الماضي والمستقبل.
أسرار الكون: يزعمون أنه يشمل علوم الدين والدنيا، بما في ذلك أسماء الحكام وأحداث الأمم.
تعاليم خاصة: يشيرون إلى أنه وسيلة لمعرفة الحقائق التي لا يعلمها إلا الأئمة المعصومون.
أنواع الجفر:
الجفر الأبيض: يقال إنه يحتوي على الزبور والتوراة والإنجيل والقرآن.
الجفر الأحمر: يُقال إنه يحتوي على أسرار الحرب وأسلحة وآلات القتال.
الرد على هذا القول:
غياب الدليل الشرعي:
لا يوجد في القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة ما يثبت وجود كتاب اسمه الجفر.
الأحاديث التي يستدل بها الشيعة على وجود الجفر ضعيفة أو موضوعة.
مخالفته للعقيدة الإسلامية:
علم الغيب مختص بالله تعالى وحده، كما قال سبحانه:
“قُل لا يعلمُ مَن في السماواتِ والأرضِ الغيبَ إلا اللهُ” (النمل: 65).
ادعاء أن الجفر يحتوي على أخبار المستقبل يناقض هذه الآية الكريمة.
التناقض الداخلي في الروايات:
روايات الشيعة عن الجفر متناقضة، فتارة يُذكر أنه يحتوي على أمور معينة، وتارة أخرى يُنسب إليه محتوى مختلف.
هذا يدل على أن فكرة الجفر ليست متسقة، بل قد تكون مختلقة.
التحريف والتضليل:
الزعم بأن علوم الدين والدنيا مخفية في كتاب خاص بالإمام علي رضي الله عنه وأبنائه ينفي عمومية الرسالة الإسلامية التي أُمر النبي ﷺ بتبليغها، كما قال تعالى:
“وما أرسلناك إلا كافةً للناسِ بشيرًا ونذيرًا” (سبأ: 28).
الإمام علي والكتاب المسطور:
الإمام علي رضي الله عنه هو من أكثر الصحابة حرصًا على إظهار العلم والحق، ولم يُنقل عنه شيء يوحي بوجود مثل هذا الكتاب. كما أنه كان يُعلم أصحابه القرآن والسنة.
الاستنتاج:
الجفر هو ادعاء باطل لا أصل له في الشريعة الإسلامية، ويستخدمه البعض لتبرير دعاوى الغلو في الأئمة أو للتأثير على أتباعهم. الرد عليه يكون ببيان العقيدة الصحيحة والتأكيد على أن الإسلام دين واضح ليس فيه أسرار خفية محصورة لفئة دون أخرى.
الكذب على أهل الحديث والعلماء وعدم اعتبار كتبهم
كذب الشيعة على البخاري وأهل السنة؟ وأقوال العلماء في كذبهم
التشكيك في مصادر أهل السنة:
الشيعة يرون أن كتب الحديث عند أهل السنة، مثل صحيح البخاري، تحتوي على نصوص تعارض معتقداتهم، لذلك يلجأ البعض منهم إلى التشكيك أو التحريف للنيل من مصداقية هذه المصادر.
صحيح البخاري يُعتبر من أصح الكتب بعد القرآن الكريم عند أهل السنة، وهذا يُسبب حرجًا لمن يحاول إثبات ضعف الروايات أو تحريفها.
التأثير العقائدي والسياسي:
تاريخيًا، كان هناك صراع عقائدي وسياسي بين الشيعة وأهل السنة. لذلك، يستخدم بعض المتطرفين أسلوب الكذب لتشويه صورة أعلام أهل السنة ورواياتهم بهدف تعزيز معتقداتهم وإقناع أتباعهم.
التلاعب بالنصوص:
في بعض الأحيان، يتم اقتطاع النصوص أو تحريفها عن سياقها الأصلي، وهو أسلوب شائع في إثارة الشبهات حول المصادر السنية.
أقوال العلماء عن كذب الشيعة:
الكذب عند بعض غلاة الشيعة على أهل السنة كان محل انتقاد العديد من العلماء بسبب شيوع الروايات المكذوبة عندهم. من أبرز الأقوال:
ابن تيمية (رحمه الله):
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
“هم أكذب الطوائف على الإطلاق، والكذب فيهم قديم، حتى إن كبار شيوخهم يعترفون بذلك”
(منهاج السنة النبوية، ج1/59).
وأيضًا:
“إن الرافضة أكذب الناس في النقليات، وأجهلهم في العقليات، يكذبون عمدًا، ويكذبون خطأً، والذين عرفوا حقيقة الإسلام يعلمون أن الرافضة من أكذب الطوائف وأبعدها عن العلم، وأنهم أشد الناس تعصبًا وجهلًا”
(منهاج السنة النبوية، ج1/12).
الإمام الشافعي (رحمه الله):
قال الشافعي:
“ما رأيتُ أحدًا أشهد بالزور من الرافضة”
الذهبي (رحمه الله):
قال الإمام الذهبي:
“الكذب شعارهم، والتقية والنفاق دثارهم”
(ميزان الاعتدال، ج1/5).
الإمام مالك (رحمه الله):
قال الإمام مالك:
“لا تُؤخذ شهادة الرافضي، لأنه يكذب على خصومه، ويتعبد بالكذب والتقية”
ابن الجوزي (رحمه الله):
قال ابن الجوزي:
“ما علمتُ أحدًا أعظم إقدامًا على الكذب من الرافضة”
(تلبيس إبليس، ص136).
الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله):
قال الإمام أحمد:
“الرافضة لا يصح عندي قولهم، ولا شهادتهم”
(طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى، ج1/36).
وقال أيضًا:
“الرافضة هم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونهم، ويطعنون فيهم، ويكفرون الأئمة”
الإمام أبو حاتم الرازي (رحمه الله):
قال:
“علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الجهمية الوقيعة في أصحاب الحديث، وعلامة الرافضة الوقيعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم”
(شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي، ج1/179).
الإمام البخاري (رحمه الله):
قال الإمام البخاري:
“ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يُسلم عليهم، ولا يُعادون، ولا يُناكحون، ولا تُشهد جنائزهم، ولا تُؤكل ذبائحهم”
(خلق أفعال العباد، ص125).
الإمام ابن حبان (رحمه الله):
قال في الرافضة:
“دينهم قائم على الكذب والافتراء، وأحاديثهم لا أصل لها”
(المجروحين، ج1/27).
الإمام أبو زرعة الرازي (رحمه الله):
قال:
“إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة”
(الكفاية في علم الرواية، ص49).
الإمام مالك بن أنس (رحمه الله):
قال:
“من شتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس له في الإسلام نصيب”
(السير للذهبي، ج8/61).
الإمام ابن كثير (رحمه الله):
قال في تفسيره:
“وأما الرافضة فأشد الناس غلوًا فيهم، حتى إنهم يعتقدون العصمة في أئمتهم، بل يرفعونهم إلى منـزلة النبوة، بل إلى منـزلة الألوهية”
(تفسير ابن كثير، ج2/588).
الإمام الشوكاني (رحمه الله):
قال:
“وأما الرافضة فقد أفرطوا في الوقيعة في الصحابة، ولا سيما الخلفاء الثلاثة، وهم يعتقدون ذلك دينًا، فيرمونهم بكل حجر ومدر، ويقولون إنهم غصبوا عليًّا حقه”
(نيل الأوطار، ج7/86).
ابن القيم (رحمه الله):
قال:
“الرافضة أكذب الناس في الحديث، وأشدهم غلوًا في معتقداتهم، فهم لا يبالون بالكذب ما دام يخدم مذهبهم”
(المنار المنيف، ص110).
الإمام ابن حزم (رحمه الله):
قال:
“الرافضة أمة مخذولة، قد أضافوا إلى الكفر أقوالًا سخيفة، واختراعات سخيفة، وتعبدوا بالكذب والتحريف”
(الفصل في الملل والنحل، ج4/186).
اللالكائي (رحمه الله):
قال في عقيدة أهل السنة والجماعة:
“ونبغت في ذلك الرافضة، وهي فرقة عظيمة منكرة للأثر، مكذبة له”
(شرح أصول اعتقاد أهل السنة، ج1/36).
الإمام أبو إسحاق الإسفراييني (رحمه الله):
قال:
“من طعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أبطل القرآن، لأنهم هم الذين نقلوه إلينا”
(شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي، ج1/180).
الخطيب البغدادي (رحمه الله):
قال:
“الرافضة معروفة بالكذب، وهم يتعمدون وضع الأحاديث على أهل السنة ويكذبون على الأئمة الأربعة وغيرهم”
(الكفاية في علم الرواية، ص49).
الإمام النووي (رحمه الله):
قال في شرح حديث: “سيكون في أمتي قوم يكذبون على الله ورسوله”:
“هذا الحديث ينطبق على الرافضة الذين يضعون الأحاديث وينسبونها كذبًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم”
(شرح صحيح مسلم، ج1/75).
ابن عبد البر (رحمه الله):
قال:
“أجمع أهل العلم على أن الرافضة فرقة سوء كذابون على أئمة الإسلام وأئمتهم”
(جامع بيان العلم وفضله، ج2/119).
القاضي عياض (رحمه الله):
قال:
“وأما من شتم الصحابة واستباح أعراضهم، فهؤلاء ملعونون، وهم الرافضة الغلاة”
(الشفا بتعريف حقوق المصطفى، ج2/307).
الإمام ابن تيمية (رحمه الله) (إضافة لما سبق):
قال:
“الرافضة أكذب الناس في الحديث والآثار، وأبعدهم عن الفهم الصحيح للنصوص، وهم أكثر الطوائف وضعًا للأحاديث المكذوبة”
(منهاج السنة النبوية، ج4/50).
وقال أيضًا:
“إن الرافضة أعداء الإسلام في الباطن، يوالون أعداءه ويعادون أولياءه، يتظاهرون بحب آل البيت ويطعنون في خير الناس بعد الأنبياء”
(منهاج السنة النبوية، ج1/26).
الإمام السيوطي (رحمه الله):
قال:
“الرافضة لا يستندون إلى الأحاديث الصحيحة، وإنما يعتمدون على الموضوعات المكذوبات”
(تدريب الراوي، ج1/250).
الإمام ابن خلدون (رحمه الله):
قال:
“الرافضة يضعون الأحاديث بما يوافق مذهبهم، ولا يتورعون عن الكذب على أهل السنة”
(المقدمة، ص249).
ابن حجر العسقلاني (رحمه الله):
قال:
“الرافضة فرقة معروفة بالغلو والكذب على الصحابة، ويعتمدون على روايات لا أصل لها”
(لسان الميزان، ج1/11).
الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام (رحمه الله):
قال:
“أحاديث الرافضة لا يُقبل منها شيء، لأن الكذب مشهور فيهم”
(كتاب الأموال، ص218).
الإمام عبد القاهر البغدادي (رحمه الله):
قال:
“الرافضة هم الذين يطعنون في القرآن والسنة والصحابة، وأكثر طوائف الإسلام كذبًا”
(الفرق بين الفرق، ص35).
الإمام الآجري (رحمه الله):
قال:
“علامة الرافضة بغض الصحابة وتكفيرهم لهم، وأقوالهم بعيدة عن الحق وهي أقرب إلى الكفر”
(الشريعة، ج5/2499).
الإمام الشافعي (رحمه الله) (إضافة لما سبق):
قال:
“لم أرَ أحدًا أشهد بالزور من الرافضة، وما يُقال عنهم من كذب وزور فهو حق”
(السنن الكبرى للبيهقي، ج10/208).
الإمام النسائي (رحمه الله):
قال:
“الرافضة قوم لا دين لهم، يعتمدون الكذب والتحريف في كل ما يُنسب للإسلام”
(الضعفاء والمتروكين، ص89).
لماذا الكذب عند بعض الشيعة؟
عقيدة التقية:
عقيدة التقية تُجيز عند بعض الشيعة الكذب أو إخفاء الحقيقة إذا كانوا في موقف ضعف أو يرون أن ذلك يخدم مصلحتهم العقائدية.
تحريف النصوص:
تحريف الروايات عند بعضهم يأتي من رغبة في إثبات صحة عقائدهم أو التشكيك في رموز أهل السنة مثل الصحابة أو أمهات المؤمنين.