القرآنيون المعاصرون وبدعة انكار السنة النبوية.
من هم القرآنيون؟ وهل هم قرآنيون حقا؟ ما علاقة القرآن بهم؟
لندع شات جيبيتي يجمع لنا بعض شبهاتهم ويحللها ويرد عليها، مع ضرورة التحري في حالة الشك في بعض معلوماته، والغالب عليها أنها جيدة، والحمد لله.
من تجاربي معهم
في بدايات حواراتي المتواضعة كنت اعتقد – ولا زلت، أن إفحامهم ممكن من خلال كلامهم لا حاجة للبحث فيه – مع كثرة الكذب والتدليس الذي فيه.
اعتمد في ذلك على الإحترام والأدب اللذين لا وجود لهما عند كل المبطلين. كيف يتركك الصوفي تهدم زاويته، أو المعم أو القرآني، وتحرمه من غرورها وزيف نتائجها التي قد يكون من الذين يقتاتون عليها؟
لم ينفعني ذلك، بل أطمعهم في معتقدين أني ساذج، ثم عندما بدأت ازعجهم طردوني بعد كلام قصير، لم يصبروا على الرأي الآخر لأنهم أصلا لا يريدونه، فهل إحترامهم أمر مجدي؟ أم يجب العكس، وهو اللعب بهم كما يفعل، ما أمكن ذلك، وعدم الوضوح معهم مثلما يفعلون؟ البعض ينصح بذلك.
لكن هل هي طريقة مجدية؟ هل هي طريقة الأنبياء والرسل؟ ضلوات الله عليهم وسلامه.=
عند الدخول إلى غرفهم والبدء في الحديث أرى أنه يجب على الأقل تذكيرهم بحقوقك كمخالف، قل لهم إن أي مخالفة لتلك الحقوق تعني انهم هم المهزمون أمام جمهورهم المستمع، ذكر بما يلي:
1- حقك في ان تكون مخالفا، لأن البعض إذا جئته بدليل ضد ما يعتقد ثار عليك كأنك ترتكب جرما، أو على الأقل طمع في عقلك كأنك توافقه فيما يقول، يظل يهري ويقول: أليس ذلك صحيح؟ فقل له من البداية أنك مخالفت ولست موافقا أو تابعا، حتى يترك ذلك.
وهذا يفعلونه مع الذين يسمحون لهم بالكلام، لأن أصل سماحهم لهم بالكلام هو طمعهم في عقول الضعفاء لكي يجذبونهم بالكذب إلى تلك الباطيل، أما الخبراء فيهم فلا يريدونهم، وإذا حاورهم فاضطرارا فقط، كأن يكون هنالك تحدي امام جمهورهم إلخ.
باختصار هم شياطين لا يريدون الحق ولا يبحثون عنه، بل يريدون الباطل ويسعون لتجذيره، وبكل الطرق الخسيسة الممكنة.
عندما تقول للنكراني إنك متبع للسنة أو للبخاري أو للشيوخ، قد يغضب ويثور، ويقوم بإنزالك؟ وهذه ذريعة فقط لإنزالك كما فعل بعضهم معي. فلابد من التوضيح له من البداية أن الأمر حوار، فلك الحق كما له في عرض وجهة نظرك، وللمستمعين الحق في اتباع ما يرون، إن كان واثقا في نفسه.
2- ذكرهم بأن طرحهم ليس قرآنا منزلا، ولا طرحك، لذا لا يحدثك الواحد منهم بما عنده من خلط على أساس أنه هو الحق المبين، وكما لو أن أي اعتراض عليه يعني الطعن في الدين.
ذكره بأن عليه ذكر أدلته فقط، وتركك تذكر أدلتك لأنكما تتحاران، والجمهور هو من يحكم.
وأنه ليس وصيا على غير نفسه، فلا يطمع لا فيك ولا في غيرك من أتباعه، كل واحد حر ومستقل.
3- ذكره بأنك لست عالما ولا هو، فليترك التعالم جانبا، ويركز على إقناعك بالمنطق المبني على الدليل البسيط، فالدين يسر وليس عسرا، فليترك عنه المجلدات والخلافات المذهبية والأفوال الشاذة، وليركز على الأسس فيكفيها الدليل البسيط من العقل والنقل، وهو أصلا مخالف فيها لأنه مبتدع، وهي المهمة.
4- اطلب منه التركيز على اثبات دينه بدل السخرية من غيره والإستهزاء، فذلك ليس من المعرفة في شيء، ولا من الأدب خاصة مع الضيوف.. إلخ.
يجتمعون تحت راية باطلة في غرفة مظلمة في التيكتوك أو غيره، يهرف فيها رأسا من شياطينهم بما لا يعرف، فيغرهم بالأكاذيب والتدليس، والسخرية من المخالفين، والإستهزاء بهم، والبطولة بإنزاله من الحوار والكتم عليهم وطردهم، كأنه بفعل ذلك مدافع عن الحق الذي لو كان من أهله لصبر على مخالفه حتى يهديه، فما الفائدة من طرده؟
ثم يجلس بعد ذلك يفتخر بحجته وذكائه ودينه، وذلك وحده يثبت أنه المبطل، لاحظ ذلك في كل غرف أهل البدع.
الصادق الناصح لا يفتخر بما عنده، ولا يسب ولا يشتم، ولا يسخر، ولا يتخذ الحوار حربا على مخالفيه كأن بينه وبينه ثأر مثل الشيعة، المهم عنده في الأخير هو الأجر من الله الذي سيتحقق غن صبر على غيره وهداه.
فإما أن يكون معه الحق فيكون هادئا لغيره. وإما أن يكون معه باطل، فيهتدي ويتعلم.
في كلتا الحالتين فوائد جليلة، لو عرفها هؤلاء لتواضعوا وصدقوا.
الشيطان لا يترك أهل الباطل يصبرون على سماع الحق. اعلم أن الهادئ والرزين والصابر والمؤدب هو في الغالب صاحب الحق، أما كثير الزعيق والنعيق والإثباتات الفارغة المبنية على البحوث الغير علمية الظاهر غبائها، فهو صاحب الباطل لكثرة كلامه على قلة فائدة.
الشيطان موجود وهو سبب تحويل البعض للحوار إلى حرب، مثلما حوله كفار قريش مع الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا يصمون آذانهم عن كلامه ويمنعون الناس من الإستماع إليه، فلماذا؟
مم يخافون لو كانوا أهل حق أو حتى عقل كما يزعم أكثرهم؟
لذا تجد هؤلاء يقاطعون ويسبون، والغلط كله واقع منهم مهما تأدب الواحد معهم، لا يقدرون ذلك ولا ينظرون إليه للحيوانية والشيطانية المتوقدة في نفوسهم الأمارة.
قلت لأحدهم لا حاجة لفتح المجلدات وإتعاب النفس بالبحث – الغير موجود أصلا، وإلا لأهتدى إلى غير ما هو عليه. قم فقط بذكر ما تعتقد باختصار وناقشه انطلاقا منك، فلم يتركني أفتح فمي، كان هدفه، وهو هدفهم جميعا إدخال محاوره في متاهات البحث العلمي، مع العلم اليقين [نه لا يوجد في التيكتوك عالم – حتى لحظة كتابة هذه الكلمات، الصالحون منهم طلاب علم أو مدعون.
والمجلدات التي يستدلون بها قد تكون محرفة أو مطبوعة بطبعات أخرى، والرد أبسط من ذلك، فالبدعة ترد على نفسها بنفسها كما يقول السلف الصالح.
يجتمعون في غرفة أو صفحة تيكتوك على باطل، يشجع بعضهم بعضا على الباطل، ويتقذون على سب المخالفين والسخرية منهم، ثم لا يتركون للمخالف الفاهم اي فرصة للتعبير عن معتقده الصحيح، فهل منهج؟ إنه منهج من يزعم أنه مفكر ومتحضر ومتحرر، منهج هؤلاء الملاحدة المتخلفين الذين يعبدون العلم الخبيث والحضارة الغربية المتخلفة.
عندما يفهمون أن محاورهم قادر على محاورتهم ولو بالمنطق وحده، يحجرون على رأيه بإسكاته أو طرده. فما بالك بمن يحاورهم بالعلم والأدلة؟
هل هؤلاء متدبرون كما يزعمون؟
هل هم حملة فكر حر كما يزعمون؟
من كان مثلنا نحن حملة السنة والتوحيد فلا يخشى شيئا، أما حملة الاحقاد على الإسلام والصحابة والسنة، فهم شياطين، يتصرفون كالشياطين بالكذب والتدليس والحجر على الحق ثم السب والشتم والسخرية، وكلها علامات أهل الباطل.
تصرفاتهم تنبئ عنهم.
نكتهم من تجربتي
لاحظ كلمة أهل السنة والجماعة. إنها تعني إتباع السنة تماما، ولزوم الجماعة، فمن خالف عن ذلك؟
خالف الشيعة فاتبعوا دينا جديدا مستنبطا من كتب لا علاقة لها بالسند الإسلامي الأصلي.
خالف الصوفية فاتبعوا شيوخا جاءوهم بدين جديد – طرق، لم يعرفها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أحد من صحابته!
خالف الأشاعرة، فجحدوا بعض صفات الله سبحانه وتعالى التي أخبر بها عن نفسه بدون اتباع للسنة.
فمن هم القرآنيون؟ ولماذا يتسمون بذلك ولا علاقة لهم بالقرآن بدليل واقعهم معه؟
إنهم مجموعة من اليهود أو الملاحدة المتخفين، أو محبي الظهور من مدعي الفلسفة والعقل من الأغبياء محبي الثرثرة خاصة عندما يتوفر لهم الجمهور الغبي المتابع، ممن يستحيل عليهم العقل قبل الفلسفة، كل منهم يتبع هواه وشيطانه في الدين خارجا منه تماما لأنه ليس على طريق المسلمين، وبشهادة واقعهم. فمن لا يصلي كما يصلي المسلمون ليس بمسلم، إلخ.
دخلت على قوم منهم في التيكتوك، يتدبرون في سورة الشعراء بزعمهم، وكلامهم كله تفسير في تفسير، وهنالك فرق بين التدبر والتفسير، فالتدبر هو التواضع مع الآيات، أي محاولة تقوية الإيمان منها أو أخذ العبرة، كمن يتدبر في خلق الله، أو في عقاب المجرمين في القرآن.
يفسرون القرآن وهم لا يملكون اقل وسائل ذلك، وهي القدرة على قرائته بدون أخطاء!
أما إعرابه وفهم عباراته لغويا، فمستحيل عليهم.
قال أحدهم: لنا 13 ساعة ونحن نفسر (أو نتدبر بحسب قوله)، وفي كل ساعة يدخل لنا واحد يرفع ضغطنا!!
الحقيقة هي أنهم هم الذي يرفعون ضغط المسلمين، حفظ الله من شرهم.
فكتبت له اعرب لي كلمة “يهدين” يا مفسر. فقال وهل أنا نحوي؟
قلت أنت لا تنكر أنك مفسر، بدليل واقعك، ومن شروط المفسر معرفة الإعراب على الأقل لأنه يغير المعنى، فكيف تنكر أنك نحوي؟
ثم وصلوا إلى الآيات: “وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِلۡغَاوِينَ 91 وَقِيلَ لَهُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ 92 مِن دُونِ ٱللَّهِ هَلۡ يَنصُرُونَكُمۡ أَوۡ يَنتَصِرُونَ 93 فَكُبۡكِبُواْ فِيهَا هُمۡ وَٱلۡغَاوُۥنَ 94 وَجُنُودُ إِبۡلِيسَ أَجۡمَعُونَ 95 قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ 96 تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ 97 إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ 98 وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلَّا ٱلۡمُجۡرِمُونَ 99 فَمَا لَنَا مِن شَٰفِعِينَ 100 وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٖ 101 فَلَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةٗ فَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ”.
فعندما قرا مفسرهم “فكبكبوا فيها”، كتبت لهم: أنتم أحق بالكبكبة منهم .
فقرأ: “وجنود إبليس أجمعون”، فكتبت له: أنتم منهم.
ثم قرأ: “وما أضلنا إلا المجرمون”، قلت أنتم مجرمون تضلون غيركم، فلما انتهى من الآية كتبت لهم: تتحدثون عن أنفسكم في حضوري.. الله أكبر. ثم كتبت لهم: “الله أكبر” ظهر الحق.
واحدة أخرى قالت أعطوني دليلا واحد من القرآن على أن السنة وحي ثاني، فأعطيتها آية: “مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ” (80 سورة النساء)، فبحثت فلم تجدها في قاموس الشبهات التي جمعت، وفكرتها تحريف الآيات من خلال النظر فيما قبلها وبعدها لعلها تجد مخرجا، فلم تجد.
فقلت لها ما هي الطاعة هنا؟ فقالت أن نتبع القرآن، فقلت لها وهل هو درس مكتوب لكم كأطفال على السبورة، كل واحد منكم يفسر ويحلل ويناقش بحسب عقله المحدود، هذا يصلى بكذا وذلك يصلي بكذا.
وعندما تقيم عليهم أقل حجة، يقومون بطردك بدون تردد وباي حجة، لا يصبرون على الحق، كأن ما عندهم قيمة مطلقة، مغرورون وشياطين إلى أبعد الحدود، رغم مخالفتهم للإسلام وما كانت عليه أمته كلها على مدى 14 قرن من الزمان!
قلت لهم مرة اتركوا الأحاديث التي تصطادون في المياه العكرة الشيعية والإستشراقية وغيرها مخرجين لنا هذه الشبهات المدسوسة أو المساء فهمها، فطريقة الصلاة فعل أقرت الأمة كلها النبي عليه، فكيف يكون خاطئا؟!
اتركوا البخاري وابن تيمية، أنتم تناطحون الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا تحترمون أقواله وأفعاله، وهذا رد له، وكذب عليه بعد ذلك، وقد قال: “من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار”.
أغلب شبهاتهم إن كانت من سوء الفهم، وأكثرها مدسوس مكذوب على الإسلام، أما الباقي ففهم بالمقلوب للإسلام ولعمل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والعلماء، أي استخدام عقول فارغة للتحليل والإستنتاج والتشريع، والخطورة تكمن في التشريع كتشريعهم لصلاة أخرى غير صلاة المسلمين، ورفض الأخيرة، ما أجرأهم على الدين!
مثل شبهة أن الرسول أتي امرأته زينب بعد رؤية امرأة في الشارع. قالوا كيف؟ هذا رسول. ثم سخرت المتكلمة منه، وتلفظت بإيحاءات جنسية، وتزعم بعد ذلك أنها تنزهه! فلما قيل لها إن هذا طبيعي، وتعليم لأمته، ثارت وانفجرت وطردت القائل.
يعني يريدون فقط من لا يعرف لكي يمرروا أفكارهم أو يؤثرون عليه، أو من يوافقهم على طرحهم العفن.
مما ينبغي في معاملتهم:
عدم إدخال العاطفة، لا تخاطبهم بإخوتي، فلن ينفعك ذلك عندهم لأنهم يبحثون عمن لا يعرف فقط لا عن العارف أو اليقظ المؤدب. هذا يدخلونه نادرا، ويقاطعونه ثم يطردونه.
تكلم بثقة، بصوت الواثق ولو كنت مبتدئا، هؤلاء بشر، والحياء لا يكون إلا من الله، وهم أصلا أعداء الله، فتعلم من خلال المواجهة وبقوة من البداية، فالثقة تزيدك وتقلل من طمعهم في عقلك واتعابك بالتوافه التي يتعبون بها السذج.
ركز على توجيه ضربات قوية لهم في معتقدهم وفكرهم، لا تقل هذا تجاوز، فكل حياتهم عبارة عن تجاوز في تجاوز، والمهم هو ضربهم في الصميم ما داموا يستمعون إليك، فاستغل ذلك.
وقل في البداية مخاطبا الجمهور، أنتم الحكم بيننا، لأنهم سيهبطونني عند أول بيان أو حجة، فإذا فعلوا ذلك فهم المنهزمون.
قل في البداية كل واحد منا حر في معتقده، وكل يطرح فكرته، فلا تفرض فكرتك ولا أفرض فكرتي، والجمهور هو الحكم، وهو حر ليس لك أن تحجر عليه ليسمع فقط ماتريد له أن يسمعه! وإذا قال أريد الدليل قل وهل أنت أصلا عندك دليل؟ نقاشنا كله لدحض أدلتك المكذوبة.
قل في البداية لا تقاطعوني، اتركوني اعبر عن وجهة نظري مثلما سأترككم تعبرون عن وجهات نظركم، ووجهة نظري لن تعجبكم كما أن وجهات نظركم لا تعجبني، فإذا أردتم الحوار فاعطوني حقي فيه، ولا تحجروا علي ولا تفرضوا فقط ما تريدون.
هل النكارى يصلون؟
قال أحد الإخوة:
قال العلماء: من ينكر السنة أو القرآن فهو كافر.
وهذا صحيح، ولابد من الصراحة معهم، فمن ينكر عدد الصلوات فهو لا يصلي، إذن هو كافر، هذه تقال بوضوح دون تسمية معين قدر الإمكان، نعطي الحكم على الفعل، ونكرر ذلك ونركز عليه فهو ليس تكفيرا، لكن يخوفونا من التكفير لنقول لهم ما يريحهم ويزيدهم تماديا في الباطل.
سؤال يفحم النكراني وهو هل تصلي؟ فان قال نعم قيل له أعطنا عدد ركعات الصلاة التي تصلي من القرآن؟ وكذلك الزكاة والحج والصور، أعطنا كيفيتها كلها من القرآن؟
قال واحد منهم: الصلاة موجودة بهيئتها في القرآن لكن لم يكشف عها لنا بعد!
انظر مدى الغرور والتحليل!!
قالت واحدة منهم إن الصلاة التي يعبدون بها ربهم، ليست الصلاة الحركية التي يعبده المسلمون بها، وأن الدليل هو الآية: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآَثِمِينَ”.
وفسرت القرآن من كيسها كعادتهم، وإذا قرأنا الآية نلاحظ أن الأمر بحبسهما بعد الصلاة، أي الصلاة التي بعد الواقعة، وقد اجمع المفسرون على أنها صلاة العصر.
فكانت تكثر من السؤال: أي صلاة، هل هي العصر ام الظهر أم غيرهما؟ فكتبت لها العصر عدة مرات لكن لم تجب!
المهم أن استدلالاتهم كلها من جيوبهم، ولا يعرفون كيف يقرؤون القرآن أصلا!
قل لهم نهى القرآن عن الإقتراب من الحائض، فهل يعني ذلك نبذها تمام مثلما كان يفعل اليهود، حيث كانوا يضعون لها خباء ولا يلمسونها؟ أم لا؟
فإن قال لا، فقل له من اين عرفت هذا؟
كذلك فعل بعض المحرمات مثل المخدرات وغيرها. سيقول لك الدليل هو انها من الخبائث؟ فقل له هل ذكرت بالإسم، هذا رأيك أنت؟
وقل له هل كان النبي صلى الله عليه وسلم بين الصحابة يقرأ فقط القرآن أم كان يأمر وينهى بامور أخرى غير موجودة في القرآن، فإن قال مان يتكلم بغيره، فقل له هذا هو معنى السنة.
الوزغة المجرمة:
قالت إحدى النكرانيات ساخرة كعادتها:
كيف يأمر الحديث بقتل الوزغ في كل مكان، يقول إن السبب هو نفخه للنار على سيدنا ابراهيم؟ ما ذنب هذه الحشرة الكيوت؟
إذا في هذه الحال من حق اليهود اليوم قتل الأطفال والنساء في غزة؟
قلت لها:
إذا ثبت الحديث – وأعتقد انه ثابت، ولم أتحقق، فهذه وزغة مجرمة أشد غجرام من اليهوز الذين يقتلون الفلسطينيين اليوم!
قالت، وما ذنبها لتقتل؟
قبت لأنها نفخت النار على نبي جليل، وتلك مساعدة للكفر واهله.
قالت كيف هل هذا منطقي؟
قلت نعم منطقي، لماذا لا يكون منطقي؟ ألم يركب السفينة مع نوح وزغتين؟ كيف أتوا وركبوا؟ لا تحكمي بالمنطق القاصر على ما لا تعلمين، فالوزغ وغيره أمم أمثالنا، لا نحيط بعوالمهم إلا بما يخبرنا به العلم اليهودي الأوروربي الخبيث الكذاب الذي ثبت كذبه في وباء كورونا لكل العالم.
وتوجد حشرات الأفضل قتلها مثل العقرب والفأرة إلخ.
قالت كيف هذا لا إنسانية فيه؟
قلت لها إذا كان في بيتك عقرب أو حية هل تتركينها بدواعي الإنسانية؟
وعندما أدركت أني أستطيع الرد عليها بما يفسد انبساطها في الكلام الخاوي على الأقل، قامت بالحجر على كلامي في غرفتها.
ملخص كتاب “شبهات القرآنيين”
الشبهة 1: “من كتب عني غير القرآن فليمحه”، وقولهم إن السنة ليست جزء من الدين
قال برويز: “لو كانت السنة جزءاً من الدين لوضع لها رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجا كمنهج القرآن من الكتابة والحفظ والمذاكرة،.. لأن مقام النبوة يقتضي أن يعطي الدين لأمته على شكل محفوظ، لكنّه الله عليه وسلم صلى احتاط بكلّ الوسائل الممكنة لكتاب الله، ولم يفعل شيئا لسنّته، بل نهى عن كتابتها بقوله: لا تكتبوا عني غير القرآن، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه “.
الرد:
نقول: ما هذا المنهج في القرآن؟ وإذا لم يكن منصوصا في القرآن، وليس منصوصا قطعا – فمن أين علمتم بوجود هذا المنهج، وقد رفضتم السنة وجعلتموها مختلقة مفتراة؟ فكيف تستدلون بسنة مختلقة مفتراة بزعمكم على أهمّ المطالب عندكم وهي ادعاء أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع للقرآن منهجا في كتابته وحفظه ومذاكرته، ولم يعمل للسنة مثله.
أما السنة فقد رغب الرسول صلى الله عليه وسلم الأمة في حفظها فقال: “نضر الله امرأ سمع منّا شيئاً فبلّغه كما سمع، فرب مبلغ أوعى من سامع ” (أخرجه الترمذي) ، فهذا الحديث فيه أعظم حث على حفظ السنن، والمذاكرة من وسائل الحفظ وطرقه فليست مخالفة للحفظ، والوسيلة لها حكم المقصد.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ليبلغ الشاهد الغائب” (صحيح البخاري)، فيه حض على الحفظ أيضا إذ لا يمكن تبليغ ما لم يحفظ، إما اللفظ وإما المعنى.
فهذا كاف في حفظ السنة، مع علم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها من الذكر الذي تكفل الله بحفظه، وعلمه بحرص الصحابة على الحديث وأن بعضهم أحرص عليه من بعض. سأل أبو هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسعد النّاس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: لقد ظننت يا أبا هريرة ألاّ يسألني عن هذا الحديث أحد أوّل منك لما رأيت من حرصك على الحديث: أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله صدقاً من قلبه ” (صحيح البخاري).
والحديث الذي استدلوا به رواه مسلم من طريق همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد مرفوعاً بلفظ: “لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه” (1) .
وهو الحديث الوحيد الصحيح فيما أعلم الناهي عن كتابة الأحاديث النبوية، ووردت أحاديث عديدة صحيحة في الأمر بكتابة الأحاديث النبوية والرخصة فيها.
وقد سلك أهل العلم في دفع ظاهر التعارض بين هذا الحديث والأحاديث الأخرى مسالك متعددة:
المسلك الأول: مسلك الترجيح لأحاديث الإذن على حديث النهي.
المسلك الثاني: مسلك النسخ، وهو القول بأن أحاديث الإذن متأخرة عن حديث النهي ناسخة له.
المسلك الثالث: مسلك الجمع بينهما وفيه طرائق:
قال البيهقي: “لعله إن شاء الله أذن في الكتابة عنه لمن خشي عليه النسيان، ونهى عن الكتابة عنه لمن وثق بحفظه، أو نهى عن الكتابة عنه من خاف عليهم الاختلاط وأذن في الكتابة عنه حين أمن منه”.
وذكر الزركشي وجوها أخرى في الجمع بينهما فقال: “أحدها: أن النهي عن الكتابة مخصوص بحياة سيد البشر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن النسخ يطرأ في كل وقت فيختلط الناسخ بالمنسوخ.. الثاني: أن النهي لئلا يتكل الكاتب على ما يكتب ولا يحفظ فيقل الحفظ.. الثالث: ألا يتخذ مع القرآن كتابا يضاهى به”.
وهذا الخلاف كان في العصر الأول، ثم أجمعت الأمة على تسويغ كتابة الحديث والعلم، واستقر الأمر على ذلك.
وليس في مسلك من هذه المسالك التي سلكها أهل العلم ما يشهد لما ضلت به هذه العصابة وفرقت به الأمة وشذت به عن السواد الأعظم، {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
الشبهة الثانية: قول عبد الله جكرالوي مؤسس الفرقة: “إن الكتاب المجيد ذكر كل شيء يحتاج إليه في الدين مفصلا ومشروحا من كل وجه، فما الداعي إلى الوحي الخفي وما الحاجة إلى السنة”؟
ويقول في موضع آخر: “كتاب الله كامل مفصل لا يحتاج إلى الشرح ولا إلى تفسير محمد صلى الله عليه وسلم له وتوضيحه إياه أو التعليم العملي بمقتضاه”.
ويقول الحافظ أسلم في المعنى ذاته ما نصه: “قد انحصرت ضروريات الدين في اتباع القرآن المفصل ولا تتعداه”.
الرد:
هذا كفر بالقرآن الذي يزعمون الانتساب إليه لأن الله يقول:
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}، فموضع الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن موضع البيان له، فمن كذب ذلك فقد كذب نص القرآن. ومفهوم كتاب الله عند أهل العلم والإيمان يختلف عن مفهوم الكتاب عند هذه الفرقة المشبوهة.
حيث يطلق عند أهل العلم والإيمان على معنيين:
روى الشيخان من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد قالا: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل فقال: أنشدك الله إلا ما قضيت بيننا بكتاب الله، فقام خصمه وكان أفقه منه فقال: اقض بيننا بكتاب الله وائذن لي: قال: قل، قال: إن ابني كان عسيفاً على هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم، ثم سألت رجالاً من أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام، وعلى امرأته الرجم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لأقضينّ بينكما بكتاب الله جل ذكره، المائة شاة والخادم ردٌّ، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها، فاعترفت فرجمها.
وفي هذا الحديث طلب الخصمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهما بكتاب الله، وأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك وحلف ليفعلنّ، والحكم الذي حكم به بينهما هو رد مائة الشاة والخادم وجلد مائة وتغريب عام على الزاني ورجم الزانية، وليس الرجم ولا التغريب ولاردّ مائة الشاة والخادم منصوصا عليها في القرآن المنزل، مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلق على هذا الحكم أنه كتاب الله أي حكم كتاب الله.
قال أهل العلم والإيمان: كتاب الله ينطلق على معنيين:
المعنى الأول: ما حكم الله به وكتب به على عباده سواء أكان منصوصا في القرآن أم في السنة، وإطلاق كتاب الله على القرآن والسنة إطلاق اشتراك (المشترك: هو الكلي الذي له مسمّيان فصاعدا يسمى بكل منهما بوضع خاص)، فما ثبت بالسنة يطلق عليه أنه كتاب الله، ومن حكم بالسنة لم يخرج عن كتاب الله حكماً ومفهوما على هذا المعنى.
قال الواحدي: “وليس للجلد والتغريب ذكر في نص الكتاب، وهذا يدل على أن ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلم فهو عن كتاب الله”، قال الرازي: وهذا حق لأنه تعالى قال: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} فكل ما بينه الرسول عليه الصلاة والسلام كان داخلاً تحت هذه الآية.
والمعنى الثاني عندهم: أن كتاب الله هو القرآن وحده ولكن يطلق على مدلول السنة بأنه في كتاب الله بواسطة أمر الله لنا بطاعة رسوله واتباع أمره، و ” مَنْ قَبِلَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن الله قَبِلَ، لِما افترض الله من طاعته، فيجمع القبولُ لما في كتاب الله وسنة رسول الله القبول لكل واحد منهما عن الله ” .
ومن حكم بالسنة لم يخرج عن كتاب الله حكما ومفهوما على هذا المعنى أيضاً.
روى الشيخان واللفظ لمسلم عن عبد الله بن مسعود قال: “لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟ فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله؟ وهو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته، فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال الله عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.
روى البيهقي بسنده عن عبد الله بن محمد بن هارون قال: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول بمكة: سلوني عما شئتم أخبركم من كتاب الله فقال له رجل: أصلحك الله ما تقول في المحرم قتل زنبوراً؟ قال: بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} ، حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقتدوا بالذين من بعدي أبو بكر وعمر”، وحدثنا سفيان عن مسعر عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر أنه أمر بقتل زنبور.
قال الواحدي: “فأجابه من كتاب الله مستنبطا بثلاث درجات”.
الشبهة الثالثة: يقولون: إن السنة ليست وحياً من الله، وإنما لفقت ثم نسبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو صحت فإننا لم نؤمر باتباعها.
يقول عبد الله جكرالوي: “إنا لم نؤمر إلا باتباع ما أنزله الله بالوحي، ولو فرضنا جدلاً صحة نسبة بعض الأحاديث بطريق قطعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإنها مع صحة نسبتها لا تكون واجبة الاتباع؛ لأنها ليست بوحي منزل من الله عز وجل.
وقال في موضع آخر: “يعتقد أهل الحديث أن نزول الوحي من الله عز وجل إلى نبيه عليه الصلاة والسلام قسمان: جلي متلو وخفي غير متلو، والأول: هو القرآن، والثاني: هو حديث الرسول عليه الصلاة والسلام.. غير أن الوحي الإلهي هو الذي لا يمكن الإتيان بمثله، بيد أن وحي الأحاديث قد أتى له مثيل بمئات الألوف من الأحاديث الوضعية “.
ويرى برويز: “أنّ هذا التقسيم للوحي معتقد مستعار من اليهود (شبكتب) المكتوب، و (شَبْعَلْفَهْ) المنقول بالرواية وأنه لا صلة به بالإسلام”.
ويقول خواجه أحمد الدين: “إن الأصل الذي لا يتغير ولا يتبدل هو الوحي الإلهي فحسب، وهل أُمرنا بالبحث عن الوحي الإلهي في التوراة والإنجيل.. أو البخاري ومسلم أو الترمذي وأبي داود وابن ماجه. أو مسانيد أئمة آخرين ” .
الرد:
كذب عدو الله جكرالوي في المقام الأول، وهو زعمه عدم صدور هذه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومعنى قوله هذا: أنه لم يصدر منه صلى الله عليه وسلم غير هذا القرآن المتعبد بتلاوته.
وهذا أمر مناقض لِبَدَاْئِهِ العقول؛ إذ كيف يُتصور أن يكون رسولاً إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً يأمرهم بما يرضي الله ويوصل إلى جناته، وينهاهم عما نهى الله عنه ويوصل إلى نيرانه، ويصبغ حياتهم كلها بصبغة هذا الدين الذي أُمر بتبليغه إليهم ثم لا يصدر منه غير تلاوة القرآن عليهم.
فدعوى جكرالوي مناقضة للعقل الصريح ومنافية للقرآن الذي يتشدقون باتباعه.
قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (الجمعة:2) . وقال عز وجل: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (البقرة: 151) . وقال سبحانه: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (النساء:113) . وقال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ} (البقرة:231) . ففي هذه الآيات إخبار من الله سبحانه وتعالى أنه أنزل على رسوله وحيين: الكتاب والحكمة، وقد فسر أهل العلم والإيمان الحكمة بأنها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثبت ذلك عن قتادة، وروي نحوه عن أبي مالك، ومقاتل بن حيان، ويحيى بن أبي كثير.
قال أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي: ” فَذَكَرَ الله مَنَّه على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة، فلم يَجُزْ – والله أعلم – أن يقال هاهنا إلا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك أنها مقرونة مع كتاب الله “.
وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: “قد تأولت جماعة من أهل التأويل من الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين (الحكمة) في قول الله تعالى ذكره: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} (البقرة: 269) . أنها القرآن، وتأولت (الحكمة) في قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (آل عمران: 164) . أنها السنن التي سنها رسول الله بوحي من الله جل ثناؤه إليه، وكلا التأويلين في موضعه صحيح؛ وذلك أن القرآن حكمة، أحكم الله عز ذكره فيه لعباده حلاله وحرامه، وبين لهم فيه أمره ونهيه، وفصَّل لهم فيه شرائعه، فهو كما وصف به ربنا تبارك وتعالى بقوله: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ} (القمر: 4-5) ، وكذلك سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سنها لأمته عن وحي الله جل ثناؤه إليه حكمة حكم بها فيهم، ففصل بها بين الحق والباطل، وبين لهم بها مجمل ما في آي القرآن، وعرَّفهم بها معاني ما في التنزيل “.
وأكد أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي هذا المعنى الذي سبقه إليه غيره من أهل العلم وزاده وضوحا وإشراقا فكان مما قاله: “تأولت العلماء أن الحكمة هاهنا هي السنة؛ لأنه قد ذكر الكتاب، ثم قال: والحكمة، ففصل بينهما بالواو، فدلّ ذلك على أن الحكمة غير الكتاب، وهي ما سن الرسول صلى الله عليه وسلم مما لم يُذكر في الكتاب؛ لأن التأويل إن لم يكن كذلك فيكون كأنه قال: وأنزل عليك الكتاب والكتاب، وهذا يبعد “.
أما قول برويز: إن تقسيم الوحي إلى جلي متلو وخفي غير متلو مستعار من اليهود، الأول: المكتوب، والثاني: المنقول بالرواية، فيقال له: ضللت في التشبيه بين المسلمين واليهود؛ إذ يشترط المسلمون للرواية اتصال السند من مبدئه إلى منتهاه بالعدول الضابطين، وليس ذلك عند اليهود أو عند غيرهم من أمم الكفر والشقاق.
وقد دلّ القرآن على أن هناك وحياً من الله إلى رسوله زيادة على ما في القرآن المتلوّ، قال الله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} فقد كانت القبلة في أول الإسلام إلى بيت المقدس فأين في القرآن النص على وجوب التوجه إلى بيت المقدس؟ لم يثبت هذا الأمر إلا بالسنة، ثم نسخت بالقرآن.
الشبهة الرابعة: يقول عبد الله جكرالوي: “الحض على أقوال الرسل وأفعالهم وتقريراتهم مع وجود كتاب الله علة قديمة قدم الزمن، وقد برأ الله رسله وأنبياءه من هذه الأحاديث، بل جعل تلك الأحاديث كفراً وشركاً”.
ويقول الخواجه أحمد الدين في تفصيل هذه الشبهة ما نصه: “وقد وضع الناس لإحياء الشرك طرقاً متعددة، فقالوا: إنا نؤمن أن الله هو الأصل المطاع، غير أن الله أمرنا باتباع رسوله، فهو اتباع مضاف إلى الأصل المطاع، وبناء على هذا الدليل الفاسد يصححون جميع أنواع الشرك، فهل يصبح الأجنبي زوجا لمتزوجة بقول زوجها إنها زوجته، ألا وإن الله لم يأمر بمثل ذلك {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} (يوسف:40) .
يقال لعبد الله جكرالوي: أوجدنا أين برّأ الله رسله من هذه الأحاديث؟ وأين جعلها كفراً وشركاً؟ وكيف يبرأ الإنسان من أقواله وأفعاله وتقريراته؟ ونحن لا نفرق بين الله ورسله، بل نؤمن بالله ورسله ولا نفرق بين أحد منهم.
وأقوالهم هذه التي تفوهوا بها محض مشاقة لله ومعاندة سافرة للوحي المنزل، لأن الله دعا في كتابه إلى الإئتساء بالرسول صلى الله عليه وسلم فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (الأحزاب:21)، وقال سبحانه: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} (النور: 54)، فهل يقول من يصدق بهاتين الآيتين: إن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم شرك.
ويظهر من أقوال الخواجه أحمد الدين أنه يرى أن الأدلة الدالة على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم أدلة فاسدة؛ لأن وصف الدليل بالفساد يرجع إلى ذاته، ولو أراد فَهْمَ الناس للدليل لقال: إن استدلالهم فاسد، فالله يأمر باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وهم يأبون ذلك ويَعُدُّونه شركاً.
وما الكفر والشرك إلا في الطاعة التي يُتَدَيَّنُ بها ولم يُنْزِل الله بها من سلطان، أما وصف ما أنزل الله به سلطاناً بالكفر والشرك فهو خروج عن ربقة الإسلام، ووقوع في مهاوي الضلال، فما أجرأهم على الله وأوسع حلم الله عليهم !!
والمثال الذي ضربه الخواجه أحمد الدين بالغ القبح والشناعة، وينبئ عن فجور قلبه وسوء أدبه، حيث يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم بالأجنبي الذي يطمع في زوجة غيره، ويمثل الله سبحانه بما لا أعيد حكايته، وإن كان ناقل الكفر للرد عليه ليس بكافر، ثم إن الزوج لا يملك من زوجته شرعاً أن يبيحها من يشاء، أما الله سبحانه فهو فعال لما يريد لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، وقد حكم بأن الرسول يطاع بإذن الله.
أما قوله ” إن الله لم يأمر بمثل ذلك {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} ” فنقول: قد أمر الله باتّباع الرسول صلى الله عليه وسلم وقد مرّ آنفاً آيتان كريمتان في ذلك، ولا ريب أنّ الحكم لله وقد حكم الله باتّباع رسوله صلى الله عليه وسلم وطاعته، فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (النّساء: 59) . وقال سبحانه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} (الآحزاب: 36) . وقال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (النّساء:80) . وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} (النّساء: 64) . فظهر من هذه الآيات أنّ القوم إنّما فيهم كيد الإسلام وكراهته، وجعله شيئاً آخر يوافق أهواءهم العليلة،
كناطح صخرة يوماً ليوهنها … فلم يضرها وأوهى قرنه الوعلُ.
الشبهة الخامسة: يقولون: إن نسبة السنة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليست يقينية
لأنها أولاً: تأخر تدوينها ولا يوثق بناقليها.
وثانياً: رويت بالمعنى، مع عدم كفالة الله بحفظها كالقرآن، وكثرة ما غزاها من الأحاديث الموضوعة.
أما الشق الأول: فيقول عبد الله جكرالوي: “لم تدون السنة أيام حياته عليه الصلاة والسلام، وتناقلت سماعاً إلى القرن الثالث الهجري، وإذا كان سامعونا لا يستطيعون ذكر ما تحدثنا عنه في خطبة الجمعة الماضية فكيف بسماع مائة سنة وصحة بيانه”.
وأكد حشمت علي هذا المعنى فقال: “إن الصحاح الستة التي يُفْتَخَرُ بها والتي يقال بحاجة القرآن إليها، كل تلك الكتب جُمعت ودونت في القرن الثالث حسب إقرار المحدثين”.
ويضيف عبد الله جكرالوي قائلاً: “بالإضافة إلى هذا التأخر في تدوين السنة كان المجتمع المدني يضم كثيراً من المنافقين في صفوفه، وقد استحالت معرفتهم على النبي صلى الله عليه وسلم فخاطبه ربه بقوله: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} (التوبة: 101) ، فهذه الآية وشبيهاتها تنفي معرفة الرسول بهم، وأي شخص أكثر معرفة منه عليه الصلاة والسلام بهؤلاء “.
ووسع من هذا المفهوم في موضع آخر فقال: “ليس في وسع المرء أن يطلع على حقيقة رواة الحديث صدقاً وكذباً؛ لأنهما من الأمور الباطنية التي لا يطلع عليها إلا العليم بذات الصدور” .
ويقول الحافظ أسلم: “قد كان للعواطف البشرية يد في تصحيح السنة وتضعيفها، وإنا لنرى توثيق الرواة لم ينحصر في الصدق فحسب، بل تجاوزه إلى التلمذة والتشيخ والمشاركة الفكرية والعواطف والميول الوجدانية”.
الرد على الفرية الأولى: وهي تأخر تدوين الحديث:
إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يُعْنَوْنَ بتدوين أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته بإذن منه صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري بسنده عن همام بن منبه قال: سمعت أبا هريرة يقول: “ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً مني، إلا ما كان من حديث عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب”.
وروى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة … فقام أبو شاه – رجل من أهل اليمن – فقال: اكتبوا لي يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اكتبوا لأبي شاه”.
وأخرج البخاري بسنده عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي: هل عندكم كتاب؟ قال: لا، إلا كتاب الله، أو فهم أعطيه رجل مسلم، أو ما في هذه الصحيفة قال: قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر .
وروى الإمام أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك من حديث أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسئل أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتاباً، قال: فقال عبد الله: بينا نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولاً: قسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مدينة هرقل تفتح أولاً يعني قسطنطينية”.
ففي هذه الأحاديث وغيرها كثير دليل صريح على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يكتبون الأحاديث النبوية، وقد كانت لبعضهم صحائف مثل صحيفة عبد الله بن عمرو وصحيفة جابر بن عبد الله.
هذا وقد أحصى الدكتور محمد مصطفى الأعظمي الصحابة الذين كانوا يكتبون أو كانت لهم صحف فبلغ عددهم اثنين وخمسين صحابيا.
هذا جيل الصحابة فإذا جئنا إلى جيل التابعين نجد أن الكتابة انتشرت أكثر من جيل الصحابة فقد أوصل محمد مصطفى الأعظمي التابعين الذين كانت لهم صحائف ورسائل إلى أكثر من اثنين وخمسين ومائة تابعي.
ولعل مرد ذلك إلى الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز فقد روى أبو نعيم أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى الآفاق: “انظروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجمعوه “.
وأصدر أمره إلى أبي بكر بن حزم أن “انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء “.
وأما جيل تابعي التابعين فقد أخذت كتابة الأحاديث النبوية منحى آخر إذ أضيف إليها آثار الصحابة والتابعين وصُنفت على حسب الكتب والأبواب الفقهية.
وما من حاضرة من حواضر العالم الإسلامي إلا وقام علماؤها بتدوين هذه الكتب وتصنيفها، وكانت هذه الكتب مادة أساسية للكتب الستة.
قال الحافظ ابن حجر: “ثم حدث في أواخر عصر التابعين تدوين الآثار وتبويب الأخبار لما انتشر العلماء في الأمصار وكثر الابتداع من الخوارج والروافض ومنكري الأقدار، فأول من جمع ذلك الربيع بن صبيح، وسعيد بن أبي عروبة وغيرهما، وكانوا يصنفون كل باب على حدة، إلى أن قام كبار أهل الطبقة الثالثة فدونوا الأحكام، فصنف الإمام مالك الموطأ وتوخى فيه القوي من حديث أهل الحجاز ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ومن بعدهم، وصنف أبو محمد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج بمكة، وأبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي بالشام، وأبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري بالكوفة، وأبو سلمة حماد بن سلمة بن دينار بالبصرة، ثم تلاهم كثير من أهل عصرهم في النسج على منوالهم إلى أن رأى بعض الأئمة منهم أن يفرد حديث النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وذلك على رأس المائتين، فصنف عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي مسنداً، وصنف مسدد بن مسرهد البصري مسنداً، وصنف أسد بن موسى الأموي مسنداً، وصنف نعيم بن حماد الخزاعي نزيل مصر مسنداً، ثم اقتفى الأئمة بعد ذلك أثرهم، فقلَّ إمام من الحفاظ إلا وصنف حديثه على المسانيد، كالإمام أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم من النبلاء، ومنهم من صنف على الأبواب وعلى المسانيد معاً، كأبي بكر بن أبي شيبة”.
فسقط بذلك قول جكرالوي وبطلت دعواه أن تدوين الحديث تأخر إلى القرن الثالث.
أما قول حشمت علي: إن الصحاح الستة تأخر تدوينها إلى القرن الثالث فنقول: نعم، دونت في القرن الثالث فكان ماذا؟
لقد تبين آنفاً أن أصولها كانت مدونة مكتوبة، ويظهر من مجموع كلام الرجلين أنهما ضلا في مفهوم السنة وأنهما يظنان أن السنة هي الكتب الستة.
أما تشبث جكرالوي بقوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} (التوبة: 101) .
فالجواب عنه في ثلاثة مقامات:
المقام الأول: عدم معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم بأعيان بعض المنافقين لا يقتضي الشك في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن المنافقين كانوا معروفين بصفاتهم فكان الصحابة يأخذون حذرهم منهم، ففي الصحيحين من حديث عتبان بن مالك لما صلى له النبي صلى الله عليه وسلم في بيته فاجتمع إليه نفر من أهل الحي فقال قائل منهم: أين مالك الدخشن؟ فقال بعضهم: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقل له ذلك، ألا تراه قد قال: لا إله إلا الله، يريد بذلك وجه الله؟ قال: قالوا: الله ورسوله أعلم، أما نحن فو الله لا نرى ودّه وحديثه إلا إلى المنافقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله “.
فظهر من هذا الحديث أن الصحابة كانوا في غاية الصرامة في شأن المنافقين بحيث اتهموا من جالسهم وخالطهم وإن لم يبلغ به الأمر إلى الكفر الباطني كما شهد بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لمالك بن الدخشن ، أفتراهم يأخذون الأحاديث من المنافقين بعد ذلك؟ أو ترى المنافقين يجرؤون على اختلاق الأحاديث وبثها في الناس مع أنهم معزولون عن المجتمع المؤمن ومنبوذون فيهم؟
وليس عند جكرالوي شبهة دليل على أن المنافقين كانوا يتصدون لبث الأحاديث المختلقة وروايتها في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد مماته.
المقام الثاني: أن في الآية التي استدل بها ما يرد دعواه إذ أوعدهم الله عذابين في الدنيا قبل العذاب الشديد في الآخرة.
قال بعض المفسرين: أحد العذابين هو فضيحتهم بكشف أمورهم وتبيين سرائرهم للناس على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى ابن جرير بسنده عن ابن عباس في قول الله: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ث} (التوبة:101) . قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً يوم الجمعة فقال: اخرج يا فلان فإنك منافق، فأخرج من المسجد ناسا منهم ففضحهم “.
المقام الثالث: الاعتماد على الثقة في نقل الأخبار ضرورة دينية ودنيوية وأن وجود بعض الكذبة في المجتمع لا يسد عليهم باب نقل الأخبار وتلقيها من الثقات.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} (الحجرات:6) ، ففي هذه الآية لم يأمر الله برد خبر الفاسق وتكذيبه جملة وإنما أمر بالتبين فدل ذلك على أنه يقبل خبر العدل ولا يُتبين فيه.
وإذا رُد خبر الفاسق والعدل جملة على السواء لوجود بعض الكذبة ومن لا يوثق بخبره في المجتمع بطلت الأخبار الصحيحة والروايات الثابتة، وتعطلت حقوق الناس واختلت حياتهم واضطربت معيشتهم، وهذا فاسد ضرورة، وما أدى إليه – أعني فهمهم لآية سورة التوبة – فهو مثله.
أما ما ذهب إليه جكرالوي من أنه: “ليس في وسع المرء أن يطلع على حقيقة رواة الحديث صدقا أو كذبا؛ لأنهما من الأمور الباطنية التي لا يطلع عليها إلا العليم بذات الصدور “، وحاصله أنه أغلق باب معرفة عدالة النقلة وصدقهم من كذبهم.
فأقول: إن الله تعالى رد عليه فريته وأفسد عليه مزاعمه إذ قال:
{وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} (الطلاق:2) ، وقال: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} (البقرة:282) .
وقال: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} (المائدة: 95) .
ففي هذه الآيات أناط الله الشهادة والحكم بالشاهدين العدلين فدل ذلك على أن مناط العدالة يمكن الوقوف عليه والحكم بمقتضاه، فلو لم يمكن معرفة مناط العدالة لكان الله أمرنا بالمحالات والممتنعات، وهذا فاسد وما أدى إليه فهو فاسد مثله.
وأما قول الحافظ أسلم إنه كان للعواطف البشريّة يد في تصحيح السنّة وتضعيفها، ولم ينحصر التوثيق في الصدق بل تجاوزه إلى التلمذة والتشيّخ والمشاركة الفكرية.
فالجواب أن يقال: إنّ العدالة التي تشترط لراوي الحديث تشترط أيضا للمتصدّي للجرح والتعديل، فإذا كان يوثّق ويضعّف حسب الأهواء والميول فإنّه يسقط في ميزان المحدّثين ولا يحابون بهذا أحداً، فقد وُجد منهم الطعن في آبائهم وأبنائهم لأجل الاحتياط للرّواية، أفتراهم بعد ذلك يعدّلون من انتمى إلى مذهبهم وشاركهم فكريّاً إن كان لا يستحقُّ ذلك؟
سُئل علي بن المديني عن أبيه فقال: اسألوا غيري، فقالوا: سألناك، فأطرق ثمّ رفع رأسه وقال: “هذا هو الدّين، أبي ضعيف”.
ورُوي عن أبي داود صاحب السنن أنه كذّب ابنه عبد الله، وإ ن كان لهذه الكلمة تأويلٌ مقبول، إلاّ أنّ المقصود هنا إثبات أنّهم كانوا لا يحابون أباً ولا ابناً إذا تعلّق الأمر بالدّين.
الشق الثاني من شبهتهم: وهو كون السنة ليست يقينية بسبب روايتها بالمعنى مع عدم كفالة الله بحفظها، وكثرة ما غزاها من الأحاديث الموضوعة.
يقول الحافظ أسلم:”كل الروايات التي نسبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم جاءت بالمعنى ولم تأت بألفاظه عليه الصلاة والسلام والمعروف أن تغيير اللفظ موجب لتغيير المعنى ولو يسيرا”.
ويقول برويز: “اعلم أن الله عز وجل لم يتكفل بحفظ شيء سوى القرآن، فلذا لم يجمع الله الأحاديث كما أنه لم يأمر بجمعها ولا تكفل بحفظها”.
ويقول عبد الله جكرالوي: ” بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بمئآت السنين نحت بعض النّاس هذه الهزليات من عند أنفسهم ثم نسبوها إلى محمّدٍ صلى الله عليه وسلم وهو منها براء “.
الرد:
إن النبي صلى الله عليه وسلم حث أمته على أن ينقلوا عنه سنته ويُعْنَوْا بها ويبلِّغوها كما سمعوها منه فقال:” نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلّغه كما سمع، فرب مبلغ أوعى من سامع”.
ولا شك أن أداء لفظ الحديث كما سمع هو الأولى والأجدر الذي يتحقق به دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لسامعه إلا أن المعنى هو المقصود الأول من الأحاديث واللفظ وسيلة، فإذا روى الراوي الحديث وأصاب المعنى قبل منه ذلك.
وقد وضع أهل العلم لرواية الحديث بالمعنى ضوابط تكفل صونه من تغيير المعنى.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي: “قال جمهور الفقهاء: يجوز للعالم بمواقع الخطاب ومعاني الألفاظ رواية الحديث على المعنى، وليس بين أهل العلم خلاف في أن ذلك لا يجوز للجاهل بمعنى الكلام وموقع الخطاب، والمحتمل منه وغير المحتمل، فأما الدليل على أنه ليس للجاهل بمواقع الخطاب، وبالمتفق معناه والمختلف من الألفاظ فهو أنه لا يؤمن عليه إبدال اللفظ بخلافه بل هو الغالب من أمره.
وأما الدليل على جواز ذلك للعالم بمعناه. فهو اتفاق الأمة على أن للعالم بمعنى خبر النبي صلى الله عليه وسلم وللسامع بقوله أن ينقل معنى خبره بغير لفظه وغير اللغة العربية، وأن الواجب على رسله وسفرائه إلى أهل اللغات المختلفة من العجم وغيرهم أن يرووا عنه ما سمعوه وحملوه مما أخبرهم به وتعبدهم بفعله على ألسنة رسله سيما إذا كان السفير يعرف اللغتين.. وإذا ثبت ذلك صح أن القصد برواية خبره وأمره ونهيه إصابة معناه وامتثال موجبه، دون إيراد نفس لفظه وصورته.
وعلى هذا الوجه لزم العجم وغيرهم من سائر الأمم دعوة الرسول إلى دينه والعلم بأحكامه.
ويدل على ذلك أنه إنما ينكر الكذب والتحريف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتغيير معنى اللفظ، فإذا سلم راوي الحديث على المعنى من ذلك كان مخبرا بالمعنى المقصود من اللفظ، وصادقا على الرسول صلى الله عليه وسلم”.
قال المعلمي: “ولو قلت لابنك: اذهب فقل للكاتب: أبي يدعوك، فذهب وقال له: والدي – أو الوالد – يدعوك، أو يطلب مجيئك إليه، أو أمرني أن أدعوك له، لكان مطيعا صادقاً، ولو اطلعت بعد ذلك على ما قال فزعمت أنه قد عصى أو كذب، وأردت أن تعاقبه لأنكر العقلاء عليك ذلك، وقد قص الله عز وجل في القرآن كثيرا من أقوال خلقه بغير ألفاظهم؛ لأن من ذلك ما يطول فيبلغ الحد المعجز، ومنه ما يكون عن لسان أعجمي، ومنه ما يأتي في موضع بألفاظ وفي آخر بغيرها، وقد تتعدد الصور كما في قصة موسى، ويطول في موضع ويختصر في آخر، فبالنظر إلى أداء المعنى كرر النبي صلى الله عليه وسلم بيان شدة الكذب عليه، وبالنظر إلى أداء اللفظ اقتصر على الترغيب.
واعلم أن الأحاديث الصحيحة ليست كلها قولية، بل منها ما هو إخبار عن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وهي كثيرة، ومنها ما أصله قولي، ولكن الصحابي لا يذكر القول، بل يقول: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بكذا، أو نهانا عن كذا، أو قضى بكذا، أو أذن في كذا، وأشباه هذا وهذا كثير أيضا.
وهذان الضربان ليسا محل نزاع، والكلام فيما يقول الصحابي فيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيت وكيت، أو نحو ذلك.
ومن تتبع هذا في الأحاديث التي يرويها صحابيان أو أكثر ووقع اختلاف فإنما هو في بعض الألفاظ، وهذا يبين أن الصحابة لم يكونوا إذ حكوا قوله صلى الله عليه وسلم يهملون ألفاظه البتة، لكن منهم من يحاول أن يؤديها فيقع له تقديم وتأخير، أو إبدال الكلمة بمرادفها ونحو ذلك.
ومع هذا فقد عرف جماعة من الصحابة كانوا يتحرون ضبط الألفاظ، وكان ابن عمر ممن شدد في ذلك، وقد آتاهم الله من جودة الحفظ ما أتاهم.
فعلى هذا ما كان من أحاديث المشهورين بالتحفظ فهو بلفظ النبي صلى الله عليه وسلم، وما كان من حديث غيرهم فالظاهر ذلك؛ لأنهم كلهم كانوا يتحرون ما أمكنهم، ويبقى النظر في تصرف من بعدهم”.
أما قول برويز إن الله لم يتكفل بحفظ السنة فنقول: إن الله تكفل بحفظ الذكر، وهو يشمل القرآن والسنة لأنها بيان له لا تنفك عنه، ومظاهر حفظ الله للسنة النبوية بادية أمامنا، إذ لم تخل العصور الإسلامية من حفاظ الحديث الذين شمّروا عن ساعد الجدّ لحفظه في صدورهم وتتبعه من أفواه الرجال وقطع المفاوز والفيافي للقاء من سبقهم من الحفاظ، واشتد حرص كثير منهم في كتابة ما سمعوه فاجتمع لهم الضبطان: ضبط الصدر وضبط الكتاب، ثم كانوا إذا أرادوا أن يرووا عن رجل سألوا عنه وفحصوا حاله حتى كان يقال لبعضهم: أتريدون أن تزوجّوه، كل ذلك احتياطاً للسنة، ونشأ عن ذلك علمٌ قائم بنفسه هو علم الرجال، بحيث لا يخفى على المعنيّ بأمر الحديث حال الرواة جرحاً وتعديلاً، وهو علمٌ لا يوجد عند الأمم غير الإسلامية، فمن عرف اجتهاد المحدثين ونصحهم للأمة علم مدى عناية الله سبحانه بحفظ السنة النبوية.
أما إلغاء حجية السنة بسبب وجود أحاديث موضوعة فسيأتي في الجواب عن الشبهة الثامنة الكلام عن وجود الغش في النفائس عموماً، وأن هذا لم يصدَّ الناس عن أخذ الصحيح وترك المغشوش، هذا في الأمور الدنيوية فكيف يتركهم الله عُمياً فاقدي البصائر فيما يتعلق بدينهم؟ هذا بعيد عن حكمة الله.
ثم إن العلماء وضعوا لمعرفة الحديث الموضوع ضوابط تعين على إدراكه ليُعرف فيحذرَ، منها:
1- اشتمال الحديث على مجازفات لا يقول مثلها رسول الله صلى الله عليه وسلم كحديث “من صلى الضحى كذا وكذا ركعة أعطي ثواب سبعين نبياً”، قال ابن قيم الجوزية: ” وكأن هذا الكذاب الخبيث لم يعلم أن غير النبي لو صلى عمر نوح عليه السلام لم يعط ثواب نبي واحد “.
2- تكذيب الحس له.
3- سماجة الحديث وكونه مما يسخر منه كحديث “لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً، ما أكله جائع إلا أشبعه”.
4- مناقضة الحديث لما جاءت به السنة الصريحة المتواترة مناقضة بينة، فكل حديث يشتمل على فساد أو ظلم أو عبث أو مدح باطل أو ذم حق، أو نحو ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم منه بريء.
5- أن يُدّعى على النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل أمراً ظاهراً بمحضر من الصحابة كلهم وأنهم اتفقوا على كتمانه ولم ينقلوه كما يزعم الرافضة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد علي بن أبي طالب بمحضر من الصحابة كلهم، وهم راجعون من حجة الوداع، فأقامه بينهم حتى عرفه الجميع ثم قال: “هذا وصيّي وأخي والخليفة من بعدي”.
6- أن يكون الحديث باطلاً في نفسه كحديث “المجرة التي في السماء من عرق الأفعى التي تحت العرش”.
7- أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء، ولا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو وحي يوحى كحديث “النظر إلى الوجه الجميل عبادة “.
8- ومنها أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا مثل قوله: “إذا كان سنة كذا وكذا وقع كيت وكيت، وإذا كان شهر كذا وكذا وقع كيت وكيت”.
9- أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطرقية أشبه وأليق.
10- أن يكون الحديث مما تقوم به الشواهد الصحيحة على بطلانه كحديث عوج بن عنق الطويل، ففي حديثه أن طوله كان ثلاثة آلاف ذراع وثلاثمائة وثلاثة وثلاثين وثلثاً، مع أنه صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أن طول آدم ستون ذراعاً، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن”.
11- مخالفة الحديث صريح القرآن كحديث مقدار الدنيا وأنها سبعة آلاف سنة، قال ابن قيم الجوزية: “وهذا من أبين الكذب، لأنه لو كان صحيحاً لكان كل أحد عالماً أنه قد بقي للقيامة من وقتنا هذا مئتان وإحدى وخمسون سنة. قال تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ} (الأعراف:187).
12- أن تكون ألفاظ الحديث أو معانيه ركيكة يمجها السمع ويدفعها الطبع ويسمج معناها للفطن كحديث “إن لله ملكاً من حجارة يقال له: عمارة ينزل على حمار من حجارة كل يوم فيسعر الأسعار ثم يعرج”.
13- ما يقترن بالحديث من القرائن التي يُعلم بها أنه باطل مثل حديث وضع الجزية عن أهل خيبر، قال ابن قيم الجوزية، “وهذا كذب من عدة وجوه: أحدها أن فيه شهادة سعد بن معاذ، وسعد قد توفي قبل ذلك في غزوة الخندق. ثانيها: أن فيه ((وكتب معاوية بن أبي سفيان)) هكذا، ومعاوية إنما أسلم زمن الفتح، وكان من الطلقاء “، إلى آخر الوجوه التي أوصلها إلى عشرة.
ولم يكتفوا ببيان تلك الضوابط، بل أفردوا الموضوعات بكتب نُشر أكثرها، من أعظمها ” الموضوعات ” لابن الجوزي واشتمل على نحو خمسين كتاباً على ترتيب الكتب المصنفة في الفقه.
كما أن كتب العلل تذكر كثيراً من الحديث الموضوع، فهي السباقة لتنبيه الناس إلى الأحاديث الموضوعة، ولم يقتصروا على ذلك بل ألّفوا كتباً لبيان الضعفاء والمتروكين والوضاعين وأحاديثهم كالضعفاء للعقيلي والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي، وكتاباهما جامعان لما سبقهما من الكتب المؤلفة في الضعفاء كالضعفاء لعلي بن المديني والضعفاء للبخاري والشجرة في أحوال الرجال للجوزجاني والضعفاء والمتروكين للنسائي.
فكيف يحاول رجال بعد ذلك نزع الثقة بالسنة لوجود الأحاديث الموضوعة التي ميّزها أهل العلم وأُمن اختلاطها بالصحيح؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “الواجب أن يفرق بين الحديث الصحيح والحديث الكذب، فإن السنة هي الحق دون الباطل، وهي الأحاديث الصحيحة دون الموضوعة فهذا أصل عظيم لأهل الإسلام”.
طعنهم في الإمام البخاري
– ما هو صحيح البخاري؟
يعد من أصح كتب الحديث في الإسلام بعد القرآن الكريم، وقد أجمع علماء الحديث على أنه أصح كتاب جمع الأحاديث النبوية. ومع ذلك، هناك بعض النقاط التي يمكن مناقشتها:
إجماع العلماء على صحة الأحاديث:
الإمام البخاري وضع شروطًا دقيقة وصارمة جدًا لقبول الحديث في صحيحه، منها اتصال السند، وعدالة الرواة، وضبطهم، وعدم وجود الشذوذ أو العلة. لذلك، فإن غالبية الأحاديث التي جمعها العلماء في البخاري اعتُبرت صحيحة بلا جدال.
انتقاد بعض الأحاديث:
على الرغم من ذلك، فإن هناك عددًا قليلًا من الأحاديث في صحيح البخاري التي ناقشها العلماء لاحقًا، من بينهم علماء السلفية وغيرهم. الانتقادات غالبًا لم تتعلق بالسند وإنما أحيانًا بمسائل تخص فهم النص أو سياق الحديث.
عدد الأحاديث المنتقدة:
صحيح البخاري يحتوي على 7275 حديثًا (بالشواهد والمتابعات) و2602 حديثًا بدون تكرار.
الانتقادات التي طُرحت على بعض الأحاديث لا تتجاوز 20 إلى 30 حديثًا على أقصى تقدير. غالبية هذه الانتقادات تُعتبر “اجتهادات” أو خلافات في فهم الأحاديث، وليست تشكيكًا في صحة الكتاب ككل.
أمثلة على الأحاديث المنتقدة:
من الأمثلة التي أثير حولها نقاشات:
حديث “رؤية الله تعالى في المنام” (ورد بصيغ متعددة في صحيح البخاري).
حديث يتعلق بالذباب: “إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه…”، وقد ناقشه البعض من جهة المعنى.
موقف علماء السلفية:
علماء السلفية عمومًا يعتبرون صحيح البخاري مرجعًا لا غنى عنه في الحديث الصحيح، ويضعونه في أعلى المراتب. لكن حتى علماء السلفية الكبار (مثل ابن تيمية وابن القيم وغيرهم) لم يمنعهم ذلك من مراجعة بعض الأحاديث أو مناقشتها إذا دعت الحاجة.
الخلاصة:
صحيح البخاري كله صحيح، لكن هذا لا يعني أن كل الأحاديث فيه خالية تمامًا من النقاشات الاجتهادية.
الأحاديث التي انتقدها بعض العلماء تمثل نسبة قليلة جدًا جدًا (أقل من 1%).
الانتقادات غالبًا تتعلق بمسائل الفهم أو تفسير الحديث وليس بصحة السند أو الرواية.
إذا كنت تريد أمثلة محددة أو أسماء علماء انتقدوا بعض الأحاديث، يمكنني تزويدك بها.
من بين الأحاديث التي أثيرت حولها نقاشات أو انتقادات في صحيح البخاري
هناك عدد قليل جدًا ناقشه علماء الحديث عمومًا، ومن بينهم علماء السلفية. سأذكر بعض الأمثلة مع توضيح نقاط الانتقاد والموقف منها:
1. حديث رؤية الله في المنام:
النص:
ورد عن النبي ﷺ:
“رأيت ربي في أحسن صورة…”
(صحيح البخاري، كتاب التوحيد).
نقطة الانتقاد:
هذا الحديث أثار نقاشًا حول دلالته. بعض العلماء اعتبروا أن الرؤية هنا ليست رؤية الله بذاته، وإنما رؤية رمزية أو في المنام. آخرون رأوا أن الألفاظ تحتمل معاني مختلفة، مما دعا إلى تفسيرها وليس ردها.
رأي علماء السلفية:
الحديث صحيح السند عندهم، لكنهم اجتهدوا في تفسير معناه بما يتوافق مع عقيدة أهل السنة في إثبات صفات الله بلا تمثيل ولا تعطيل.
2. حديث الذباب:
النص:
قال النبي ﷺ:
“إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء.”
(صحيح البخاري، كتاب الطب).
نقطة الانتقاد:
بعض العلماء والمفكرين ناقشوا الحديث من باب المعنى العلمي، مشيرين إلى أن مفهوم “الداء والشفاء” قد لا يكون مفهومًا وفق المعايير العلمية الحديثة. هذا الانتقاد جاء من البعض في العصر الحديث أكثر من كونه اعتراضًا تقليديًا.
رأي علماء السلفية:
ردوا الانتقادات بأن الحديث صحيح سندًا ومتنًا، وأن الاكتشافات العلمية لا تعني نفي الحديث، بل ربما لم تُدرك أبعاده بعد.
3. حديث شق صدر النبي ﷺ في طفولته:
النص:
ورد في البخاري:
“فجاءه ملكان، فأخرجوا قلبه وغسلوه بماء زمزم.”
(صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق).
نقطة الانتقاد:
ناقش بعض العلماء هل الواقعة تفيد حدثًا حقيقيًا أم رمزيًا؟ بعض العقلانيين يرون أن الأمر رمزي يرمز للطهارة، بينما المحدثين التقليديين يرونه حدثًا حقيقيًا.
رأي علماء السلفية:
أثبتوا صحة الحديث سندًا ومتنًا، وأكدوا أن الواقعة حدثت فعلًا مع النبي ﷺ كمعجزة.
4. حديث السحر الذي أصاب النبي ﷺ:
النص:
“سُحر النبي ﷺ حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله…”
(صحيح البخاري، كتاب الطب).
نقطة الانتقاد:
ناقش البعض هذا الحديث لأنه قد يثير شبهة تأثير السحر على النبي ﷺ وعصمته.
رأي علماء السلفية:
أكدوا أن الحديث صحيح سندًا ومتفق عليه، وأوضحوا أن السحر كان في أمور دنيوية بسيطة، ولم يؤثر في تبليغ الرسالة أو الوحي.
5. حديث شفاعة النبي لأبي طالب:
النص:
“فيُخفف عنه العذاب، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه…”
(صحيح البخاري، كتاب الإيمان).
نقطة الانتقاد:
ناقشه بعض العلماء لاعتقادهم أن الحديث يتعارض مع القاعدة القرآنية:
“فما تنفعهم شفاعة الشافعين” (المدثر: 48).
رأي علماء السلفية:
فسروا الحديث بأن هذا ليس شفاعة بالمعنى التام، وإنما تخفيف للعذاب عن أبي طالب بخصوصية معينة للنبي ﷺ.
6. حديث بول الإبل كعلاج:
النص:
“أن ناسًا اجتووا المدينة، فأمرهم النبي ﷺ أن يلحقوا براعيه، يعني الإبل، فيشربوا من ألبانها وأبوالها.”
(صحيح البخاري، كتاب الطب).
نقطة الانتقاد:
البعض رأى الحديث يتعارض مع المعايير الطبية الحديثة التي ترفض فكرة استخدام البول كعلاج.
رأي علماء السلفية:
أكدوا صحة الحديث سندًا ومتنًا، وأوضحوا أن الطب النبوي له خصوصية، وأن الاكتشافات العلمية الحديثة أثبتت وجود فوائد علاجية لبعض مكونات بول الإبل.
7. حديث إفطار النبي في السفر:
النص:
“كان النبي ﷺ إذا خرج في رمضان، أفطر وشرب حتى ننظر إلى ظل الجدار.”
(صحيح البخاري، كتاب الصوم).
نقطة الانتقاد:
ناقشه البعض من جهة اختلاف الفهم حول الحكمة من الإفطار مع قدرة النبي ﷺ على الصوم، وهل هذا خاص به أم يعم الأمة؟
رأي علماء السلفية:
رأوا أن الحديث يدل على جواز التيسير على الأمة، خاصة في السفر، ولا تعارض مع عموم الأحكام.
8. حديث اشتراط النبي على الأنصار في بيعة العقبة:
النص:
“اشترط عليكم أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم.”
(صحيح البخاري، كتاب المغازي).
نقطة الانتقاد:
بعض المفكرين انتقدوا الحديث بناءً على صياغته، معتبرين أن الشروط تبدو مادية أكثر منها روحية.
رأي علماء السلفية:
أكدوا صحة الحديث سندًا، وبيّنوا أن النبي ﷺ كان يضع أسسًا للوفاء بالعهد وحماية الدعوة الإسلامية.
9. حديث القمل في رأس النبي ﷺ:
النص:
“أن النبي ﷺ حلق رأسه يوم الحديبية، وكان في رأسه قمل.”
(صحيح البخاري، كتاب الحج).
نقطة الانتقاد:
ناقشه البعض لاعتقادهم أن وجود القمل في رأس النبي ﷺ قد يُساء فهمه من غير المسلمين.
رأي علماء السلفية:
رأوا أن الحديث يعكس بشرية النبي ﷺ، ولا ينقص من مكانته النبوية شيئًا، بل هو من تواضعه وصفاته الإنسانية.
10. حديث انشقاق القمر:
النص:
“انشق القمر على عهد النبي ﷺ…”
(صحيح البخاري، كتاب مناقب الأنبياء).
نقطة الانتقاد:
ناقشه بعض العلماء الحديثيين والعقلانيين، قائلين إن انشقاق القمر لم يُذكر في روايات تاريخية خارج الإسلام.
رأي علماء السلفية:
أثبتوا صحة الحديث سندًا، واعتبروا أن الحدث معجزة لا تتطلب بالضرورة إثباتات مادية، خاصة أنها حدثت لفترة قصيرة.
11. حديث النبي مع الحمار (يعفور):
النص:
ورد أن النبي ﷺ خاطب حمارًا اسمه يعفور وقال له: “ما اسمك؟”، فأجابه الحمار.
(صحيح البخاري، لم يُذكر مباشرة، لكنه نُسب إليه في شروح الحديث).
نقطة الانتقاد:
أثار انتقادًا لدى بعض الباحثين حول إمكانية الحوار مع الحيوانات في غير معجزات الأنبياء.
رأي علماء السلفية:
لم يُثبت علماء الحديث صحة الرواية عن البخاري نفسه، بل وضعوها ضمن الروايات الضعيفة أو الموضوعة المنسوبة للبخاري.
12. حديث أُمّ زرع:
النص:
“حديث أُمّ زرع” الذي وصف فيه النبي ﷺ العلاقة الزوجية بصورة قصصية.
(صحيح البخاري، كتاب النكاح).
نقطة الانتقاد:
ناقشه البعض باعتباره يبدو قصة غير معتادة ضمن سياق الحديث النبوي.
رأي علماء السلفية:
أكدوا صحة الحديث، وأشاروا إلى أن القصة تضمنت تعليمًا حول العلاقات الزوجية والوفاء.
13. حديث “رؤية النساء ناقصات عقل ودين”:
النص:
“ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن.”
(صحيح البخاري، كتاب الحيض).
نقطة الانتقاد:
تعرض هذا الحديث لانتقادات من ناحية تفسيره، خاصة في العصر الحديث، حيث اعتُبر مسيئًا للمرأة.
رأي علماء السلفية:
فسروا الحديث بأنه لا ينتقص من كرامة المرأة، بل هو توصيف لحالات معينة (مثل نقص العبادة في فترة الحيض أو تغلب العاطفة).
14. حديث سجود الشمس تحت العرش:
النص:
“إن الشمس تجري حتى تستقر تحت العرش فتسجد…”
(صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق).
نقطة الانتقاد:
ناقشه البعض من جهة تعارضه الظاهري مع العلم الحديث حول حركة الشمس.
رأي علماء السلفية:
فسروا الحديث على أنه يعكس حقائق غيبية لا تتعارض مع العلم، مثل خضوع الشمس لأمر الله.
15. حديث كلام النملة مع سليمان عليه السلام:
النص:
“قالت نملة: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون.”
(صحيح البخاري، كتاب الأنبياء).
نقطة الانتقاد:
بعض النقاد رأوا أن هذا الحديث يحتوي على خرافة أو قصص غير واقعية تتعارض مع العلم الحديث عن النمل وقدراته.
رأي علماء السلفية:
أكدوا صحة الحديث، وبيّنوا أن القرآن الكريم نفسه أشار إلى هذه القصة، وأن الحديث يتماشى مع قدرة الله على منح الكائنات قدرات خاصة كمعجزة.
16. حديث قطع يد السارق وإن كان قليلًا:
النص:
“لا تُقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدًا.”
(صحيح البخاري، كتاب الحدود).
نقطة الانتقاد:
ناقش البعض قيمة السرقة الموجبة للحد واعتبروها غير متناسبة مع السياق الحديث.
رأي علماء السلفية:
أكدوا صحة الحديث وتطبيقه ضمن شروط الحدود الشرعية، مشيرين إلى أن الحكم الشرعي لا يخضع لتغير القيم الزمنية.
17. حديث قتل الكلاب:
النص:
“أمر النبي ﷺ بقتل الكلاب.”
(صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق).
نقطة الانتقاد:
أثار الجدل حول حكم قتل الكلاب، وهل الحديث يعمم هذا الأمر أم يقتصر على حالات معينة؟
رأي علماء السلفية:
فسروا الحديث بأنه كان خاصًا بفترة معينة بسبب انتشار داء الكلب أو تهديد الكلاب للناس، وأن الحكم ليس مطلقًا.
18. حديث الصلاة على النبي عند العطس:
النص:
“من عطس فحمد الله، فشمّته فإن لم يحمد الله فلا تشمته.”
(صحيح البخاري، كتاب الأدب).
نقطة الانتقاد:
بعض النقاد اعتبروا الأمر تشريعيًا غير مألوف، وتساؤلهم حول الحكمة من ذكر اسم الله بعد العطس فقط.
رأي علماء السلفية:
أكدوا أن الحديث صحيح، والحكمة منه مرتبطة بزيادة ذكر الله في كل الأحوال، وخاصة عند حدوث أفعال فطرية مثل العطس.
19. حديث الحبة السوداء شفاء لكل داء:
النص:
“عليكم بهذه الحبة السوداء؛ فإن فيها شفاءً من كل داء إلا السام.”
(صحيح البخاري، كتاب الطب).
نقطة الانتقاد:
البعض ناقش كيف يمكن أن تكون الحبة السوداء شفاءً من جميع الأمراض، خاصة الأمراض المستعصية.
رأي علماء السلفية:
أكدوا صحة الحديث، وفهموه على أنه يشير إلى أن الحبة السوداء علاج مساعد للأمراض في إطار الطب التكميلي، وليس بديلاً عن العلاج.
20. حديث الرجم بالحجارة للزاني المحصن:
النص:
“أتي النبي ﷺ برجل محصن زنى، فأمر به فرُجم.”
(صحيح البخاري، كتاب الحدود).
نقطة الانتقاد:
ناقش البعض الحديث من زاوية تعارضه مع القرآن الكريم الذي ذكر الجلد كعقوبة للزاني، ولم يذكر الرجم.
رأي علماء السلفية:
فسروا الحديث بأنه حكم شرعي مكمّل لما ورد في القرآن، وأن السنة تأتي لبيان الأحكام التفصيلية التي لم تُذكر صراحة.
21. حديث خلق السماوات والأرض في سبعة أيام:
النص:
“خلق الله التربة يوم السبت…”
(صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق).
نقطة الانتقاد:
ناقش البعض تعارض الحديث مع نصوص القرآن التي تشير إلى خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
رأي علماء السلفية:
قالوا إن الحديث قد يشير إلى ترتيب زمني مختلف، وإنه لا يتعارض مع القرآن إذا فُهم في سياق تكاملي.
22. حديث الخصاء للرهبانية:
النص:
“استأذن النبي ﷺ نفر من الصحابة في الخصاء، فقال: ‘ليس منا من خصى نفسه’.”
(صحيح البخاري، كتاب النكاح).
نقطة الانتقاد:
ناقش البعض الحديث باعتباره يظهر رأيًا قويًا في رفض الرهبانية، بينما يُفهم القرآن أن الرهبانية قد تكون مستحسنة في سياقات معينة.
رأي علماء السلفية:
أكدوا صحة الحديث، واعتبروه تأكيدًا على وسطية الإسلام ورفضه للتشدد المبالغ فيه.
23. حديث إحياء والدَي النبي:
النص:
“استأذن النبي ﷺ في الدعاء لأمه فلم يُؤذن له.”
(صحيح البخاري، كتاب الجنائز).
نقطة الانتقاد:
أثار الحديث نقاشًا حول مسألة إيمان والدي النبي ﷺ وحكمهما في الآخرة.
رأي علماء السلفية:
أكدوا صحة الحديث، وفهموه في إطار عدل الله، مع توضيح أن النبي ﷺ بُعث رحمة للعالمين، لكن أحكام الآخرة لله وحده.
24. حديث حول النسيان في الصلاة:
النص:
“إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون.”
(صحيح البخاري، كتاب الصلاة).
نقطة الانتقاد:
ناقش البعض الحديث لتعارضه الظاهري مع عصمة النبي ﷺ في أمور الدين.
رأي علماء السلفية:
أكدوا أن الحديث صحيح، وأن النسيان في الأمور البشرية دليل على بشريته ﷺ ولا يتعارض مع العصمة.
25. حديث رفع الأرض على قرني الشيطان:
النص:
“لا تقوم الساعة حتى يعبد فئام من أمتي الأوثان، وحتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الشيطان.”
(صحيح البخاري، كتاب الفتن).
نقطة الانتقاد:
تساءل البعض عن دلالة الحديث على المستقبل، وعن إمكانية عبادة الشيطان من أمة الإسلام.
رأي علماء السلفية:
أكدوا أن الحديث يصف وقوع انحرافات عظيمة في آخر الزمان، وأنه صحيح سندًا ومتفق مع نصوص أخرى تشير إلى الفتن.
26. حديث عذاب الميت ببكاء أهله:
النص:
“إن الميت ليُعذب ببكاء أهله عليه.”
(صحيح البخاري، كتاب الجنائز).
نقطة الانتقاد:
ناقش العلماء هذا الحديث لتعارضه الظاهري مع قوله تعالى:
“ولا تزر وازرة وزر أخرى.”
(الأنعام: 164).
رأي علماء السلفية:
فسروا الحديث على أن العذاب هنا يقع إن كان الميت قد أوصى بالبكاء عليه أو أنه لم ينكر ذلك في حياته، مؤكدين أن الحديث صحيح ولا يتعارض مع القرآن إذا فُهم في سياقه.
27. حديث سحر النبي ﷺ:
النص:
“سُحر النبي ﷺ حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله.”
(صحيح البخاري، كتاب الطب).
نقطة الانتقاد:
ناقش البعض الحديث من جهة تأثير السحر على النبي وعصمته.
رأي علماء السلفية:
أثبتوا صحة الحديث، وبيّنوا أن السحر لم يؤثر على تبليغ الوحي أو صدق الرسالة، بل كان في أمور دنيوية بسيطة.
28. حديث زواج عائشة رضي الله عنها:
النص:
“تزوج النبي ﷺ عائشة وهي بنت ست سنين، وبنى بها وهي بنت تسع سنين.”
(صحيح البخاري، كتاب النكاح).
نقطة الانتقاد:
أثار الحديث انتقادات حديثة من ناحية العمر، خاصة عند مناقشة القيم الاجتماعية الحالية.
رأي علماء السلفية:
أكدوا صحة الحديث، وبيّنوا أن الزواج كان متوافقًا مع الأعراف السائدة في ذلك الوقت، وأن الأحكام الشرعية لا تخضع لتغيرات الأعراف الثقافية.
29. حديث الشفاعة:
النص:
“يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.”
(صحيح البخاري، كتاب التوحيد).
نقطة الانتقاد:
ناقش البعض الحديث لتعارضه الظاهري مع فكرة الخلود في النار للكافرين.
رأي علماء السلفية:
أكدوا أن الحديث يخص الموحدين الذين وقعوا في كبائر، ويبيّن شمولية رحمة الله للمذنبين من أهل التوحيد.
30. حديث المرأة الناقصة عقل ودين:
النص:
“ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن.”
(صحيح البخاري، كتاب الحيض).
نقطة الانتقاد:
تعرّض الحديث لانتقادات من بعض المفكرين الحديثين لاعتباره ينتقص من المرأة.
رأي علماء السلفية:
أكدوا أن الحديث يصف حالات معينة (مثل نقصان العبادة أثناء الحيض)، وأنه لا ينتقص من قيمة المرأة أو مكانتها.
31. حديث أكل النبي لكتف الشاة:
النص:
“سم النبي ﷺ شاة فأكل منها…”
(صحيح البخاري، كتاب المغازي).
نقطة الانتقاد:
تساءل البعض عن حكمة النبي ﷺ في الأكل من طعام قُدّم له رغم إمكانية وجود خطر.
رأي علماء السلفية:
رأوا أن الحادثة تعكس إنسانية النبي ﷺ، وأنه تصرف بحسن نية، مع إثبات وقوع المعجزة بمعرفة السم في الطعام.
32. حديث القمر يشق نصفين:
النص:
“انشق القمر على عهد النبي ﷺ حتى صار فرقتين.”
(صحيح البخاري، كتاب المناقب).
نقطة الانتقاد:
ناقش البعض الحديث من زاوية عدم وجود أدلة تاريخية أو علمية تؤكد الحدث.
رأي علماء السلفية:
أكدوا صحة الحديث كسند، ورأوا أن انشقاق القمر كان معجزة آنية للرسول ﷺ، ولا يشترط أن يكون لها آثار مادية باقية.
33. حديث الجمل الذي اشتكى للنبي ﷺ:
النص:
“أن جملًا أتى النبي ﷺ فاشتكى إليه.”
(صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق).
نقطة الانتقاد:
ناقش البعض الحديث باعتباره قصة غير مألوفة من الناحية الواقعية.
رأي علماء السلفية:
أكدوا أن الحديث يبيّن إحدى معجزات النبي ﷺ وقدرته على التواصل مع المخلوقات، ولا يتعارض مع قدرة الله.
34. حديث نزول المسيح عليه السلام:
النص:
“والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم…”
(صحيح البخاري، كتاب الفتن).
نقطة الانتقاد:
ناقش البعض الحديث في سياق العقيدة، وهل نزول المسيح عليه السلام يعارض ختم النبوة.
رأي علماء السلفية:
أثبتوا صحة الحديث، وفسروه بأنه لا يتعارض مع ختم النبوة، لأن المسيح عليه السلام سينزل حاكمًا بشريعة الإسلام.
الخلاصة:
الانتقادات غالبًا تعود إلى سوء الفهم أو تعارض ظاهري مع العقل أو العلم الحديث.
علماء الحديث، وخاصة السلفيين، يؤكدون صحة هذه الأحاديث سندًا ومتًنًا مع تفسيرها وفق أصول العقيدة.
التفسير العلمي والفقهي لهذه الأحاديث يُظهر تكاملها مع النصوص الشرعية الأخرى.
إذا كنت تريد مزيدًا من الأمثلة أو التحليل حول أي حديث بعينه، فلا تتردد في الطلب.
طبيعة الانتقادات:
أغلب الانتقادات تتعلق بصعوبة فهم النصوص أو تعارضها الظاهري مع العقل أو العلم الحديث.
الأحاديث المنتقدة قليلة جدًا، ولا تتجاوز 20-30 حديثًا، وهي غالبًا مناقشات في المتن أو الدلالة وليس في السند.
ردود العلماء:
جمهور علماء الحديث، وخاصة علماء السلفية، دافعوا عن صحة هذه الأحاديث وأكدوا أن الانتقادات غالبًا ناتجة عن سوء فهم السياق أو النص.
إجماع العلماء:
يظل صحيح البخاري أحد أكثر الكتب مصداقية في نقل الحديث النبوي، والانتقادات لا تضعف مكانته العلمية.
جمهور العلماء والمحدثين، خاصة السلفيين، يُجمعون على صحة هذه الأحاديث سندًا ومتًنًا مع تفسيرها وفق أصول العقيدة، ويعتبرون الانتقادات ناتجة عن عدم فهم السياق أو عن اجتهادات عقلية بحتة.
ودافع ابن حجر العسقلاني (شارح البخاري) عن صحة الأحاديث المنتقدة في كتابه فتح الباري، ووضح أنها صحيحة سندًا وأن النقاش في بعض المتون يجب أن يكون في إطار العقيدة والأصول.
ابن تيمية:
كان يدافع عن كل الأحاديث التي في البخاري ويرى أن الانتقادات التي طالت بعض الأحاديث إما من باب عدم فهم النص أو عدم الدراية بالشروط الحديثية.
الألباني:
في كتابه صحيح وضعيف الجامع الصغير، أكد صحة أغلب الأحاديث التي انتُقدت.
الشبهة السادسة:
تعريف القرآنيين وأدلة كفرهم
شبهة القرآنيين حول تفسير القرآن والتدبر
1. ما هو “التدبر” في تفسير القرآن؟
التدبر: يعني التأمل والتفكر في معاني القرآن وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية. وعادةً ما يُفهم التدبر في إطار فهم آيات القرآن بما يتفق مع السياق العام والرسالة التي يحملها القرآن.
القرآنيون يزعمون أنهم يقومون بالتدبر فقط دون الاعتماد على تفسير العلماء أو الصحابة، وهذا لأنهم يعتقدون أن القرآن يجب أن يُفهم بشكل مباشر من خلال التأمل الشخصي في النصوص.
أي لا يحتاج إلى مرجعية خارج النص نفسه، مثل السنة النبوية أو أقوال الصحابة والعلماء.
يزعمون أنهم يتدبرون القرآن فقط باستخدام النصوص القرآنية ذاتها دون الحاجة إلى “تفسير” مبني على مصادر أخرى.
يعتبرون أن الرجوع إلى السنة أو أقوال الصحابة هو “تعقيد زائد” ويعتمدون على فهمهم الشخصي المباشر للنص.
2. ما السبب وراء جرأتهم على التفسير؟
إنكارهم للصحابة والعلماء:
السبب الرئيسي وراء جرأة القرآنيين على التفسير الشخصي للقرآن هو إنكارهم للسنّة والصحابة والعلماء، حيث يرون أن التفسير يجب أن يكون مقتصرًا على القرآن فقط، وأن العلماء في العصور التالية قد أضافوا تفسيرات قد تكون مشوهة أو محرفة.
كثير منهم يرفضون الأحاديث النبوية التي تفسر القرآن أو تشرح معانيه، ويرون أن القرآن يجب أن يُفهم كما هو دون الحاجة للرجوع إلى الشروحات التي وردت عن الصحابة أو العلماء.
أي ينكرون حجية السنة ويشككون في مصداقية الصحابة، مما يدفعهم لرفض التفسير المعتمد على أقوالهم.
يعتبرون أن أقوال الصحابة والعلماء مجرد اجتهادات بشرية لا تلزمهم.
وينكرون العلوم الشرعية التي وضعها العلماء لفهم القرآن (مثل علم أسباب النزول، علم الناسخ والمنسوخ، واللغة العربية المتعمقة)، مما يجعل تفسيرهم سطحيًا وغير دقيق.
3. الفرق بين “التدبر” و”التفسير”:
التفسير:
هو شرح معنى الآيات بناءً على سياقها التاريخي واللغوي والمعرفة الشرعية المستمدة من القرآن والسنة. يتطلب فهمًا عميقًا للغة العربية، السياق التاريخي، والشريعة الإسلامية.
التفسير لا يُقتصر فقط على الفهم الظاهري للآيات، بل يشمل النظر في أسباب النزول، والشروح المعتمدة التي قدمها العلماء عبر العصور.
فهو العلم الذي يشرح معاني آيات القرآن باستخدام أدوات شرعية ولغوية مثل:
معرفة أسباب النزول – الرجوع إلى السنة النبوية – الاستفادة من أقوال الصحابة والعلماء.
مثال على التفسير:
عند تفسير قوله تعالى: “وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ” (البقرة: 43)، يتم الرجوع إلى السنة النبوية لتحديد كيفية إقامة الصلاة وشروط الزكاة.
التدبر:
هو التأمل الشخصي في آيات القرآن، والتفكير في كيفية تطبيق معانيها في الحياة اليومية للمسلم.
التدبر يهدف إلى فهم الرسالة الإيمانية أو التوجيهات الأخلاقية في الآيات، لكنه لا يتطلب تفسيرًا شاملًا.
التدبر يركز على التفاعل الشخصي مع القرآن، وكيف يمكن للمرء أن يطبق الدروس المستفادة من الآيات على حياته، بينما التفسير يشمل دراسة أعمق ومراجعة ما قيل عن الآيات.
يعني التفكير العميق في معاني النصوص لفهم الرسائل العامة للقرآن وتطبيقها على النفس والحياة.
التدبر مرتبط بالعمل القلبي والتفكر في الرسائل الإيمانية والأخلاقية.
ويمكن لأي شخص أن يتدبر القرآن، لأن التدبر هو التأمل الشخصي في معاني الآيات وكيفية تطبيقها في الحياة. ومع ذلك، قد يكون التدبر الشخصي بعيدًا عن الفهم الصحيح إذا لم يكن مبنيًا على أسس علمية صحيحة.
مثال على التدبر:
عند قراءة قوله تعالى: “وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٌ” (يوسف: 76)، يمكن للشخص أن يتدبر كيف أن الله هو العليم المطلق، مهما بلغت درجة علم البشر. هذا التدبر يدفع الإنسان للتواضع أمام الله.
التدبر في آية الصبر:
“وَٱصۡبِرُوا۟ وَمَا صَبۡرُكُمْ إِلَّا بِٱللَّهِ” (النحل: 127)
في هذا السياق، التدبر يعني التفكير في كيفية تطبيق الصبر في حياتنا الشخصية. بينما التفسير سيشمل فحص السياق التاريخي وتحديد سبب نزول الآية.
التدبر في آية الأخوة:
“إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَٓ إِخۡوَةٌۭ” (الحجرات: 10)
من خلال التدبر، يمكننا التأمل في معنى الأخوة بين المؤمنين وكيفية تجسيدها في حياتنا اليومية، ولكن التفسير سيتطلب فحص التفسير اللغوي لهذه الآية ودراسة الأقوال المختلفة للعلماء حول معناها.
قوله تعالى: “فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ” (الشرح: 7).
التدبر: كيف يمكن للمؤمن أن يشغل نفسه بالطاعات بعد الفراغ من عمله الدنيوي ليبقى في عبادة مستمرة.
قوله تعالى: “وَلَا تَجۡعَلۡ يَدَكَ مَغۡلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبۡسُطۡهَا كُلَّ ٱلۡبَسۡطِ.” (الإسراء: 29).
التدبر: أهمية التوازن في الإنفاق وعدم التبذير أو البخل.
قوله تعالى: “ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ.” (آل عمران: 134).
التدبر: كيف يمكن للمؤمن أن يقتدي بهذه الأخلاق في حياته اليومية.
4. هل يمكن لكل شخص تفسير القرآن؟
لا يمكن لكل شخص تفسير القرآن بناءً على فكره الشخصي فقط.
التفسير يتطلب معرفة متعمقة باللغة العربية وعلوم القرآن مثل أسباب النزول، علم الأحاديث، الفقه، والتاريخ الإسلامي.
الشخص الذي لا يملك هذه المعرفة قد يُسيء فهم القرآن ويقوم بتفسيره بشكل خاطئ أو غير دقيق.
أي احتياج التفسير إلى أدوات علمية:
التفسير يتطلب إلمامًا بعلوم متعددة:
اللغة العربية: لفهم دلالات الكلمات ومعانيها الدقيقة.
أسباب النزول: لمعرفة السياق التاريخي للنصوص.
الناسخ والمنسوخ: لفهم الأحكام التي أُلغيت أو ظلت سارية.
السنة النبوية: لشرح المجمل وتوضيح المبهم.
خطورة التفسير الشخصي:
التفسير بدون علم يؤدي إلى إساءة فهم النصوص وتحريف معانيها.
قال النبي ﷺ: “من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ.” (رواه أبو داود والترمذي).
الجرأة على التفسير:
القرآنيون يتجاهلون أو يرفضون التفسير التقليدي للعلماء مثل تفسير ابن كثير أو الطبراني أو الطبري، ويقومون بتفسير القرآن بناءً على فهمهم الشخصي دون الاستناد إلى المصادر المعتمدة.
مشكلة هذا النهج: أن التفسير الشخصي قد يؤدي إلى أخطاء في الفهم ويعطي نتائج متناقضة مع فحوى النصوص الشرعية والسياق العام.
المشكلة الكبرى: قد يؤدي هذا إلى تحريف معاني الآيات بما يتناسب مع الأهواء الشخصية أو الأفكار المسبقة.
أدلة على أن تدبر القرآنيين للقرآن ورفضهم للسنة هو رفض للرسول ﷺ وهدم لشريعة الإسلام
1. إنكارهم لدور الرسول ﷺ كمُبَيِّن للقرآن
القرآن نفسه يثبت أن الرسول ﷺ هو المُبَيِّن للقرآن:
قال الله تعالى:
“وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ” (النحل: 44).
هذه الآية تؤكد أن الله أمر النبي ﷺ أن يُبَيِّنَ القرآن للناس، والتبيين يشمل:
شرح المعاني.
تفصيل الأحكام.
تطبيق الشرائع.
رفض السنة هو رفض صريح لهذا التبيين الإلهي.
أمثلة على تبيين الرسول ﷺ للقرآن:
الصلاة:
“وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ” (البقرة: 43).
القرآن يأمر بالصلاة، لكن النبي ﷺ هو من بيّن عددها، أوقاتها، وكيفيتها:
قال: “صلوا كما رأيتموني أصلي.” (رواه البخاري).
القرآنيون برفضهم للسنة اخترعوا صيغًا عشوائية للصلاة تتناقض مع الطريقة التي علّمها النبي ﷺ.
الزكاة:
القرآن يأمر بإيتاء الزكاة، لكن السنة بيّنت النصاب (2.5%) وأحكامها.
برفضهم للسنة، جعل القرآنيون الزكاة مجرد صدقة غير محددة.
2. إنكار السنة يؤدي إلى هدم الشرائع الأساسية:
أ. الصلاة:
رفض السنة جعل القرآنيين يبتكرون صيغًا مبتدعة للصلاة.
يزعمون أن القرآن لا يُلزم بعدد الركعات أو أوقات الصلاة، مما أدى إلى اختراعهم لصلاة لا تمت للإسلام بصلة.
النتيجة: تشويه ركن أساسي من أركان الإسلام.
ب. الزكاة:
السنة فصلت نصاب الزكاة وأوجه صرفها، لكن القرآنيين يدعون أن الزكاة مجرد “تبرع اختياري”.
هذا يُعطّل نظام الزكاة كوسيلة لتنظيم المجتمع الإسلامي ومساعدة الفقراء.
ج. الحج:
القرآن يأمر بالحج لكن لا يذكر تفاصيل المناسك.
النبي ﷺ قال: “خذوا عني مناسككم.” (رواه مسلم).
إنكار السنة يؤدي إلى عدم معرفة كيفية أداء المناسك.
د. الحدود والعقوبات:
السنة وضحت عقوبات الجرائم (مثل حد الزنا، حد السرقة).
القرآنيون ينكرون الأحاديث التي تحدد العقوبات، مما يؤدي إلى إلغاء الشريعة الجنائية الإسلامية.
3. جعل كل شخص شريعة خاصة به:
بدون السنة، يصبح تفسير القرآن خاضعًا للأهواء الشخصية.
كل قرآني يفسر النصوص كما يشاء، مما يؤدي إلى تناقضات وتشريعات شخصية متضاربة.
مثال:
قال الله تعالى:
“فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ” (المزمل: 20).
القرآنيون يفسرون هذه الآية بأن الصلاة يمكن أن تكون مجرد قراءة للقرآن فقط، متجاهلين الطريقة التي علمنا إياها النبي ﷺ.
4. إنكار السنة هو رفض للرسول نفسه:
دور الرسول في الشريعة:
الرسول ﷺ ليس مجرد ناقل للقرآن، بل هو مشرّع بأمر الله:
قال الله تعالى:
“وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْ” (الحشر: 7).
رفض السنة هو رفض للأوامر الإلهية التي نقلها النبي ﷺ.
منكر السنة يرفض طاعة الرسول:
قال الله تعالى:
“مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَ” (النساء: 80).
إنكار السنة يعني رفض طاعة الرسول ﷺ، وهذا كفر صريح.
5. هدم وحدة الأمة الإسلامية:
رفض السنة يجعل كل فرد يفسر القرآن بطريقته الخاصة، مما يؤدي إلى:
تعدد الفرق والطوائف.
انهيار الوحدة الإسلامية.
انتشار الفوضى الدينية.
6. خروجهم من ملة الإسلام:
أ. رفض السنة رفض للشريعة:
الإسلام دين شامل يعتمد على القرآن والسنة.
إنكار السنة يترك القرآن ناقصًا وغير مطبق.
ب. رفض السنة ينقض الإيمان:
قال النبي ﷺ:
“تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه.” (رواه مالك).
رفض السنة يجعل القرآنيين في ضلال صريح.
ج. تحذير النبي من أمثالهم:
قال النبي ﷺ:
“يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه.” (رواه أبو داود).
الحديث يصف من ينكرون السنة، وهم القرآنيون.
الخلاصة:
القرآنيون بهدمهم للسنة ينكرون وظيفة الرسول ﷺ كمبَيِّن للقرآن.
إنكارهم للسنة يؤدي إلى اختراع شريعة خاصة بهم تتناقض مع الإسلام.
رفضهم للسنة رفض للشريعة الإسلامية ككل، مما يُخرجهم من ملة الإسلام.
السنة هي المصدر الثاني للتشريع، وبدونها يُترك القرآن عرضة للتفسيرات الخاطئة والأهواء الشخصية.
تحليل شخصية القرآنيين وأسباب ميولهم الفكرية
1. هل هم أذكياء؟
الذكاء المزعوم:
قد يظهر القرآنيون بمظهر الأذكياء بسبب أسلوبهم البلاغي ومحاولتهم تفسير النصوص بأسلوب منطقي وفلسفي.
مع ذلك، ذكاؤهم غالبًا ما يكون سطحيًا وغير منهجي.
إنهم يتسمون أحيانًا بـذكاء انتقائي يستخدم لتبرير مواقفهم، لكنه يفتقر إلى العمق العلمي أو الشمولي.
التقييم العقلي:
عقولهم تتصف بالنمطية والتشبث برؤية فردية ضيقة.
إنهم يفتقرون إلى التفكير النقدي المتكامل الذي يشمل الجمع بين النصوص القرآنية والسياق التاريخي والسنة النبوية.
2. أسباب مرضهم النفسي والفكري:
أ. الرغبة في التصدر والظهور:
حب الشهرة:
يظهر في محاولتهم لفت الأنظار بفكر “مختلف” يدّعون أنه جديد ومتحرر.
يحبون أن يُنظر إليهم كـ “مفكرين مستقلين” أو “مصلحين”.
الثرثرة الفارغة:
يميلون إلى التحدث بشكل مفرط لإقناع الآخرين، رغم أن حججهم غالبًا ما تكون غير منطقية أو مشوهة.
ب. الانبهار بالذات:
لديهم قناعة مفرطة بأنهم يمتلكون فهمًا أعمق من العلماء والصحابة، وهو ما يعبر عن غطرسة فكرية.
الشعور بالتفوق العقلي:
يرفضون فكرة أنهم بحاجة إلى التعلم من غيرهم، ويعتبرون أنفسهم قادرين على الوصول للحقيقة بمفردهم.
ج. التأثر بالمفاهيم الغربية والفلسفات العقلانية:
التأثر بالنقد التاريخي:
استوردوا منهجية نقدية من المستشرقين دون إدراك لخطرها على الدين.
الإفراط في إعلاء العقل:
يعتقدون أن العقل وحده كافٍ لفهم الدين، مما دفعهم إلى إنكار مصادر التشريع الأخرى (السنة والإجماع).
د. النزعة إلى التمرد:
كثير منهم يتمردون على السلطة الدينية التقليدية، وينظرون إلى العلماء كرموز “تقييدية” تحبس حرية التفكير.
التمرد أحيانًا يكون نتيجة مواقف شخصية تجاه رجال الدين أو مؤسسات دينية، وليس نابعًا من تحليل علمي.
هـ. الجهل المركب:
يعانون من الجهل المركب؛ أي يجهلون أنهم يجهلون.
لا يعرفون علوم القرآن أو الحديث، لكنهم يظنون أنهم يفهمونها أفضل من المتخصصين.
3. تحليل نفسي لشخصياتهم:
أ. حب التميز والشعور بالنقص:
شخصيات نرجسية:
يحبون أن يُشار إليهم بأنهم مفكرون مختلفون.
غالبًا ما يعبر ذلك عن شعور داخلي بالنقص يدفعهم لتعويضه بإثبات أنفسهم بأي طريقة.
ب. الرغبة في الهروب من الالتزام:
إنكار السنة يساعدهم على التهرب من الالتزامات الدينية العملية مثل الصلاة والصيام وأحكام الشريعة.
يفضلون شريعة “مرنة” تتناسب مع أهوائهم.
ج. ضعف الثقة بالنفس:
رغم تظاهرهم بالقوة الفكرية، إلا أنهم يعانون من ضعف داخلي يجعلهم يرفضون كل ما هو تقليدي أو أصيل.
د. التأثر بالمجتمع:
في بيئات تمجد النقد والتمرد، يجدون أنفسهم أكثر قبولًا من المجتمع إذا أظهروا مخالفة للتقاليد.
4. هل هم محبون للتصدر والجدل؟
نعم، بشكل كبير:
يميلون للجدل الفارغ الذي يهدف فقط لإظهار “تفوقهم الفكري”، وليس للوصول إلى الحقائق.
يحبون مناقشة قضايا خلافية لإثارة الجدل حولها وجذب الانتباه.
5. أسباب اعتدادهم بأنفسهم:
أ. الاستقلالية المفرطة:
يعتقدون أن بإمكانهم فهم الدين دون الحاجة للسنة أو العلماء، مما يجعلهم يعتقدون أنهم متفوقون فكريًا.
ب. التناقض في الفهم:
يدّعون احترام القرآن، لكنهم يؤولونه حسب أهوائهم، وهذا يمنحهم شعورًا بالسيطرة الفكرية.
ج. التشكيك في التراث:
يشككون في كل ما هو مألوف وموروث، مما يجعلهم يعتقدون أن لديهم رؤية أعمق من الأجيال السابقة.
6. الخطر الفكري والنفسي:
التأثير السلبي على الآخرين:
يضللون غير المتعلمين أو ضعيفي العلم الشرعي، مما يؤدي إلى تشتيت الناس عن الدين الحق.
الفصل بين النصوص والشريعة:
رفضهم للسنة يجعلهم يقوضون شريعة الإسلام من أساسها.
الخلاصة:
القرآنيون ليسوا أذكياء بالفطرة، بل يظهرون ذكاءً سطحيًا يفتقر إلى العمق العلمي.
يعانون من مرض نفسي وفكري، يتمثل في النرجسية، حب التميز، والتمرد على السلطة الدينية.
اعتدادهم بأنفسهم نابع من شعور بالنقص الداخلي ورغبة في لفت الانتباه.
خطرهم كبير لأنهم يهدمون أسس الدين الإسلامي بمواقفهم الفوضوية التي تخلو من منهجية علمية أو شرعية.
أسباب ثورة غضب القرآنيين عند محاورتهم، خاصة أمام الحجة العقلية الواضحة
1. شعورهم بالتهديد الفكري
مواجهة ما يناقض قناعاتهم:
القرآنيون عادةً يبنون قناعاتهم على “فهمهم الخاص”، وحين يواجهون حججًا عقلية مدعومة بالنصوص الشرعية، يشعرون بأن أساس أفكارهم يتعرض للانهيار.
هذا يولد شعورًا داخليًا بالتهديد يجعلهم يلجؤون إلى الغضب كوسيلة دفاعية.
عدم القدرة على الرد:
عندما يواجهون حججًا عقلية دقيقة، يعجزون عن الرد بسبب ضعف أساسهم العلمي.
في هذه الحالة، يتحولون إلى الهجوم الشخصي والغضب بدلًا من مناقشة النقاط بموضوعية.
2. الغرور والاعتداد بالرأي
النرجسية الفكرية:
معظم القرآنيين يتمتعون بشخصية نرجسية، حيث يعتقدون أنهم يمتلكون “الحقيقة المطلقة”.
عندما يشعرون بأن محاورهم يمتلك حججًا أقوى، يتحولون إلى الغضب لأن ذلك يجرح كبرياءهم.
رفض الاعتراف بالخطأ:
طبيعة شخصياتهم تجعلهم غير قادرين على تقبل فكرة أنهم قد يكونون مخطئين.
النقاش العقلاني يمثل لهم تحديًا مباشرًا لصورتهم الذاتية، مما يثير غضبهم.
3. ضعف معرفتهم وقلة عمقهم العلمي
الجهل المركب:
معظم القرآنيين يفتقرون إلى معرفة علوم القرآن والسنة وأصول التفسير، ويعتمدون فقط على قراءتهم السطحية.
عندما يُواجهون بمحاور يفهم النصوص جيدًا، يشعرون بالنقص مما يدفعهم إلى الهجوم الدفاعي والغضب.
عدم استعدادهم للنقاش العلمي:
القرآنيون لا يملكون أدوات النقاش العلمي (مثل فهم السياق، أسباب النزول، اللغة العربية)، وعندما يُحرَجون، يستخدمون الغضب كوسيلة لتجنب النقاش.
4. التمرد النفسي والديني
رفض السلطة الدينية:
القرآنيون غالبًا ما يكون لديهم ميل نفسي للتمرد على أي سلطة دينية.
عندما يناقشهم شخص يمتلك حجة قوية ويبدو مطّلعًا، يثير ذلك لديهم شعورًا بالتمرد ويحول النقاش إلى صراع.
الإسقاط النفسي:
قد يكون لديهم تجارب سلبية مع علماء الدين أو المؤسسات الدينية، فيُسقطون غضبهم على أي محاور يمثل الفكر الإسلامي التقليدي.
5. عدم القدرة على تحمل النقد
نرجسيتهم تجعلهم حساسون للنقد:
أي نقد لفكرهم يعتبرونه هجومًا على شخصياتهم، وهذا يدفعهم للغضب كردة فعل دفاعية.
اللجوء للغضب كتكتيك:
بدلاً من الرد على الحجج، يستخدمون الغضب والتوتر لتشتيت المحاور وإخراجه عن تركيزه.
6. انعدام الصبر وقلة التواضع
عدم الصبر على النقاش الطويل:
القرآنيون يميلون إلى السطحية في التفكير، لذا يفقدون صبرهم بسرعة عندما يواجهون نقاشًا عميقًا.
إذا شعروا أن النقاش يتطلب منهم جهدًا إضافيًا، يلجؤون للغضب لإنهائه.
رفض التواضع أمام الحقيقة:
التواضع أمام الحقيقة يتطلب الاعتراف بالنقص، وهو أمر صعب جدًا بالنسبة لشخصياتهم المعتدة بنفسها.
7. الاعتقاد بأنهم ضحايا
دور الضحية:
القرآنيون غالبًا ما يرون أنفسهم ضحايا لسلطة دينية تقليدية “ظلمتهم”.
عندما يناقشهم شخص بقوة، يرون ذلك امتدادًا لهذا “الظلم”، مما يثير غضبهم.
شعورهم بالاستهداف:
أي نقاش يُفسرونه على أنه محاولة لإسكاتهم أو إخضاعهم فكريًا.
أمثلة على سلوكهم عند الغضب:
التهرب من النقاش:
قد يلجؤون إلى مقاطعة المحاور باستمرار لتجنب مواجهة الحجج.
الهجوم الشخصي:
تحويل النقاش إلى انتقاد شخص المحاور بدلاً من الرد على حججه.
الاستعلاء الفكري:
يدّعون أن المحاور “لا يفهم القرآن كما يجب”، أو أنه “يتبع علماء بشر مثلهم”.
الخلاصة:
ثورتهم على النقاش العقلاني نابعة من شعورهم بالتهديد الفكري وعدم قدرتهم على الرد.
شخصياتهم النرجسية تجعلهم غير مستعدين للاعتراف بالخطأ أو الاستماع لحجج أقوى.
غضبهم يعكس ضعفًا داخليًا في المعرفة والقدرة على النقاش المنهجي.
يمكن التعامل معهم بذكاء من خلال الهدوء والثبات، والتركيز على النقاط الجوهرية دون الانجرار إلى استفزازاتهم.
وضع شروط في البداية لضمان الحقوق في غرفهم
اقتراح شروط لدخول غرف الحوار مع القرآنيين أو المخالفين:
وضع شروط واضحة ومُسبقة عند الدخول إلى غرف الحوار يمكن أن يكون استراتيجية فعّالة لإظهار الحق وكشف من يتجنب الحوار المنطقي. الشروط تساعدك على ضبط النقاش وإلزام الطرف الآخر بسلوك محترم ومنهجي، مما يكسبك احترام الجمهور ويوضح للجميع من هو المخطئ إذا خرج النقاش عن السيطرة.
شروط مقترحة للحوار:
1. الالتزام بآداب الحوار:
النقطة: “نتفق منذ البداية على احترام آداب الحوار، فلا سب ولا شتم ولا تقليل من شأن الشخص الآخر.”
الغرض: ضمان بيئة نقاش محترمة تُظهر أنك مهتم بالحوار الموضوعي وليس بالصراع.
2. لا للمقاطعة:
النقطة: “من حقي أن أعبر عن فكرتي كاملة دون مقاطعة، ومن حقكم الرد بعدها. وأتعهد بعدم مقاطعة ردودكم.”
الغرض: إظهار أنك ملتزم بالإنصاف وتطلب المعاملة بالمثل.
3. الحوار حول الأفكار، لا الأشخاص:
النقطة: “لن نهاجم بعضنا شخصيًا. الحوار سيكون حول الأفكار والنصوص فقط.”
الغرض: منع الهجوم الشخصي والتركيز على المضمون.
4. الالتزام بمنهجية واضحة:
النقطة: “كل طرف ملزم بتقديم أدلة من القرآن أو السنة أو العقل المنطقي لدعم موقفه، وعلينا الرد مباشرة على الأدلة بدلاً من التهرب.”
الغرض: إلزام الطرف الآخر بالنقاش الجاد وعدم اللجوء للجدل الفارغ.
5. وقت محدد لكل طرف:
النقطة: “كل طرف يحصل على وقت محدد لتقديم حجته، وألا يتجاوز الوقت المخصص له.”
الغرض: منع السيطرة على الحوار من أي طرف وضمان العدالة.
6. الاتفاق على مرجعية النصوص:
النقطة: “نتفق على مرجعية النصوص. بالنسبة لي، أستشهد بالقرآن والسنة الصحيحة وأطلب منكم التفسير المنهجي للنصوص التي تناقشونها.”
الغرض: تقليص مساحة الجدل وتجنب التأويل العشوائي.
7. توثيق الحوار:
النقطة: “يُفضل تسجيل الحوار ليُعرض على الجمهور لاحقًا دون تحريف أو حذف أي جزء.”
الغرض: ضمان الشفافية وإثبات أي خروج عن الشروط.
8. لا للهروب من الأسئلة:
النقطة: “إذا سُئل أحدنا عن نقطة، فعليه الإجابة عنها مباشرة دون تهرب. وأي تجاهل للأسئلة يُعد ضعفًا في الحجة.”
الغرض: منع الطرف الآخر من الهروب من النقاط المحورية.
9. الاتفاق على هدف الحوار:
النقطة: “هدف الحوار هو الوصول إلى الحق، وليس إثبات من هو الفائز أو المهزوم.”
الغرض: إبراز نيتك الصادقة في الحوار وتحييد العواطف.
10. انسحاب مشروط:
النقطة: “إذا وُجدت إساءة، أو خُرقت الشروط مثل المقاطعة المتكررة أو الهجوم الشخصي، سأعتبر ذلك اعترافًا ضمنيًا بضعف الحجة، وسأخرج احترامًا للمنهجية.”
الغرض: حسم النقاش إذا أصبح غير مجدٍ وكشف ضعف الطرف الآخر أمام الجمهور.
كيف تستفيد من هذه الشروط؟
تعزيز المصداقية:
يظهر للجمهور أنك تدخل الحوار بمنهجية واضحة واحترام للطرف الآخر.
إحراج الطرف الآخر إذا خالف الشروط:
عندما يخرقون الشروط (مثل المقاطعة أو السب)، يصبح واضحًا للجميع أنهم يتجنبون الحوار الجاد.
كشف التهرب أو الغضب:
الغضب أو المقاطعة المتكررة دليل على ضعف الحجة، والشروط تسلط الضوء على ذلك.
كسب الجمهور المحايد:
الجمهور غالبًا ما يميل للطرف الهادئ والمحترم، وشروطك تضعك في هذا الموضع.
نصائح عند تطبيق الشروط:
ابدأ الحوار بتلاوة الشروط بهدوء واحترام.
إذا خالفوا الشروط، ذكّرهم بها بلطف.
لا تنفعل إذا خالفوا الشروط؛ بل استمر بهدوء لتكسب تعاطف الجمهور.
إذا استمروا في كسر الشروط، انسحب بلباقة واشرح للجمهور سبب انسحابك.
الخلاصة:
الشروط تُظهر أنك ملتزم بالحوار العادل والموضوعي، وتضع الطرف الآخر أمام مسؤولية الالتزام. إذا التزموا بالشروط، يسير الحوار بشكل بناء، وإذا خالفوها، يظهر ضعف موقفهم أمام الجمهور.
طريقة محاورة الكفار وأهل البدع
عير واحد إله النصارى المزعوم المصلوب، وقال إن إلهه قوي وإلههم ضعيف، فردت عليه واحدة بسب إلهه، فيمكن أن يكون عليه وزرا من ذلك لأن الله تعالى يقول: “ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم”.
وإذا لاحظنا، فإن هدف المسلم ليس التنقيص على الآخرين بل أخذهم بالهدوء والحكمة طمعا في هدايتهم لكي يقبلوا منه على الأقل، أما الشجارات والسباب فيزيد البعض نفورا، ويدفعهم للرد بسب مماثل، وسيبالغون عدوا بغير علم.
نصائح لمواجهة هذه الشبهات:
التثبت من مصادر الشبهات:
غالبًا ما تكون الشبهات مبنية على روايات ضعيفة أو غير موثقة.
يجب الرجوع إلى المصادر الأصلية مثل كتب الحديث والتاريخ.فهم السياق التاريخي:
كثير من الشبهات تتجاهل ظروف الزمان والمكان التي أثرت على قرارات الصحابة والعلماء.
الرد العلمي:
استخدام منهج علمي يعتمد على النصوص الشرعية الموثوقة وعلم الرجال والتاريخ.
إظهار فضل الشخصيات:
التركيز على الإنجازات والفضائل التي تميزت بها هذه الشخصيات، وبيان أثرها الإيجابي في الإسلام.
تفنيد الشبهات بمنهجية:
توضيح ضعف الروايات التي يعتمد عليها مثيرو الشبهات.
بيان التكامل بين النصوص الشرعية والسياق العملي في حياة الصحابة والعلماء.
الخلاصة
الشبهات المثارة حول الصحابة والتابعين والعلماء الكبار غالبًا ما تكون مبنية على روايات ضعيفة أو اجتزاء للنصوص من سياقها. الرد عليها يتطلب العلم الشرعي، فهم التاريخ الإسلامي، والقدرة على تقديم الحجج المقنعة بأسلوب علمي ومتزن.
كيفية الرد على هذا المنهج الباطل؟
إبراز النصوص كاملة:
عرض الآيات والأحاديث ضمن سياقها الكامل يُظهر زيف التأويلات.
الرجوع إلى شروح العلماء:
شروح العلماء توضح معاني النصوص وتفسرها بعيدًا عن التحريف.
إظهار التناقضات في منهجهم:
القرآنيون غالبًا ما يجتزئون النصوص عندما تخدم أهدافهم، ويتجاهلون النصوص الأخرى التي تُخالف تأويلهم.
الاعتماد على المنهج العلمي في الرد:
استخدام قواعد اللغة والسياق الشرعي لكشف التحريف.
الخلاصة:
اجتزاء النصوص من سياقها يُظهر عدم أمانة القرآنيين وأمثالهم، ويُبرز محاولاتهم لتشويه الإسلام. الرد عليهم يعتمد على تقديم النصوص كاملة، وبيان تفسير العلماء، وإظهار تهافت منهجهم وعدم اتساقه. إذا كنت بحاجة إلى المزيد من الأمثلة أو التحليل، يُمكنني تقديم المزيد.
من هم الخصوم؟ الذين يعتمدون على هذه الشبهات وينشرونها
يمكن تصنيفهم إلى مجموعات مختلفة، ولكل منهم دوافعه وخلفياته التي تؤثر على موقفه من الأحاديث النبوية. إليك تحليلًا لهذه الفئات مع طرق الحوار المناسبة لكل مجموعة:
1. القرآنيون (يعتبرون أنفسهم من المسلمين)
من هم؟
فئة تؤمن بالقرآن فقط وترفض السنة النبوية كحجة شرعية.
يرون أن الأحاديث النبوية غير موثوقة بسبب تعرضها للنقل البشري على مر القرون.
يعتمدون على تأويلات خاصة لبعض آيات القرآن التي يعتبرونها كافية لتشريع الدين.
لماذا لا يقبلون الحق؟
ضعف العلم الشرعي أو التأثر بالدعايات المناهضة للسنة.
سوء الفهم لمنزلة السنة النبوية كمصدر للتشريع.
الاعتقاد بأنهم يحافظون على “نقاء الإسلام” بتركيزهم على القرآن فقط.
كيف تحاورهم؟
إظهار الأدلة من القرآن نفسه على وجوب اتباع السنة:
مثل قوله تعالى: “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.” (الحشر: 7).
وقوله تعالى: “من يطع الرسول فقد أطاع الله.” (النساء: 80).
التدرج في الحوار والتركيز على أهمية السنة في تفسير القرآن، مثل تعليم الصلاة التي لم تُفصل في القرآن.
توضيح منهجية جمع الحديث وكيف تم التحقق من صحته.
كانت نشأتهم في الربع الأول من القرن الرابع عشر الهجري في شبه القارة الهندية على يد زمرة من أبناء تلك البقعة التي تفرّعت فيما بعد إلى ثلاث دول.
وكان هؤلاء المؤسسون ممن تأثروا بالفكر الغربي ورأوا في التمسك بالسنة عائقاً عن التقدم ومضعفاً للجامعة الإسلامية وتنفيذاً لمؤامرة أعجمية، فجاءوا بما لم يأت به من سبقهم من أهل الضلال، فأنكروا حجية السنة كلياً وعدُّوا اتباعها شركاً.
وتسمية هذه الفرقة بالقرآنيين ليست مدحا لهم أو تعبير عن شدّة تمسكهم بالقرآن، كلاّ، بل آتية لهم من حيث إنهم تنكروا للقرآن ورفضوا ما ثبت فيه من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته مما نشأ عنه ضلال كبير في تطبيق الأوامر القرآنية فخرجوا بذلك عن جماعة المسلمين، فسمّوا قرآنيين من ذلك الجانب.
وليس فيما سوّدت هذه العصابة أثارة من علم، أو بقية من بحث، فإن العلم إما نقل مصدّق، أو بحث محقق، وما سوى ذلك فهذيان مزوّق.
وإنما سلكوا فيما سوّدوا من صحائف مسالك السفهاء المارقين والزنادقة الملحدين، ولم تكن ضلالاتهم عن شبهات مؤثرة أو إيرادات محيّرة، وإنما كانت عماياتهم من جرّاء وساوس شيطانية وأهواء نفسية أو عمالات استعمارية.
2. الملحدون والمستشرقون (من غير المسلمين)
من هم؟
الملحدون: ينكرون الدين عمومًا ويرفضون الغيب.
المستشرقون: باحثون غربيون يدرسون الإسلام غالبًا بمنهجية نقدية وتحيزية.
كلا الفئتين يستغلون الشبهات حول الأحاديث للطعن في الإسلام ككل.
لماذا لا يقبلون الحق؟
موقفهم الأساسي هو رفض الإسلام بالكامل، وليس فقط السنة النبوية.
لديهم تصورات مسبقة عن الإسلام ويستخدمون الشبهات لتعزيزها.
يتعاملون مع النصوص الدينية بمنهجية مادية بحتة دون مراعاة البعد الغيبي أو الثقافي.
كيف تحاورهم؟
التركيز على الشبهات العلمية وإظهار أن الإسلام لا يتعارض مع العقل أو الحقائق العلمية.
تجنب الانفعال والتركيز على الردود العلمية والمنهجية.
سؤالهم عن مصدر معاييرهم الأخلاقية والعقلية التي يقيسون بها الإسلام.
توضيح البعد الروحي والديني للنصوص، مثل ارتباطها بعالم الغيب.
3. المسلمون المتأثرون بالثقافة الغربية أو الحداثة
من هم؟
مسلمون يرون أن بعض الأحاديث لا تتماشى مع العصر الحديث أو القيم الغربية مثل حقوق الإنسان وحرية المرأة.
غالبًا لديهم إلمام ضعيف بالعلوم الشرعية وتأثر عاطفي بالخطابات الحداثية.
لماذا لا يقبلون الحق؟
تأثرهم بالقيم المادية والعلمانية التي تُعارض بعض جوانب الدين.
فهمهم الخاطئ للسنة وعدم إدراكهم لتنوع النصوص وسياقاتها.
اعتقادهم أن الإسلام بحاجة إلى إصلاح جذري ليتناسب مع العالم الحديث.
كيف تحاورهم؟
توضيح الحكمة وراء التشريعات الإسلامية وربطها بمبادئ أخلاقية وإنسانية.
استحضار أمثلة على تطور العلم الذي أيد بعض الأحاديث التي كانت محل شك.
التركيز على شمولية الإسلام وأنه يتجاوز الزمان والمكان.
4. المنتسبون للفرق الإسلامية المتطرفة فكريًا
من هم؟
فرق أو جماعات إسلامية تنتقي من السنة ما يناسب أفكارها وتُشكك في البقية.
يستخدمون الشبهات لتشويه الخصوم أو دعم توجهاتهم.
لماذا لا يقبلون الحق؟
وجود تعصب فكري أو انتماء لفرقة معينة يمنعهم من قبول الردود المنطقية.
تعاملهم الانتقائي مع النصوص لتبرير مواقفهم.
كيف تحاورهم؟
التركيز على وحدة النصوص الشرعية وأنها تُكمل بعضها البعض.
استخدام مصادر معتمدة من العلماء الثقات لإبطال حججهم.
الحث على الحوار العلمي بدل الجدال العقيم.
الخصائص المشتركة بين كثير من هؤلاء:
غياب الإنصاف العلمي:
كثير منهم يقتطع النصوص من سياقها أو يعتمد على ترجمة غير دقيقة.
التوجه الانتقائي:
يركزون على الأحاديث التي تُثير الجدل ويُهملون الأحاديث التي تُوضح الصورة الكاملة.
الهدف الدعائي:
الغرض غالبًا ليس البحث عن الحقيقة، بل التأثير على الآخرين أو تشويه الإسلام.
كيف يحاورهم الواحد بطريقة صحيحة؟
تهيئة النفس للحوار:
الصبر وضبط النفس لأن الحوار مع غير الصادقين قد يكون مستفزًا.
الاستعداد بالعلم الشرعي الصحيح لفهم الأحاديث والشبهات المطروحة.
استخدام أسلوب منطقي وعلمي:
الابتعاد عن الجدال العاطفي أو الشخصي.
تقديم الأدلة بأسلوب منهجي، مثل بيان منهجية جمع الحديث وصحته.
التدرج في الحوار:
البدء بالأساسيات (حجية السنة النبوية) قبل الرد على التفاصيل.
توضيح المفاهيم والمصطلحات التي قد تكون غامضة بالنسبة لهم.
التحدي بالمصادر:
مطالبتهم بمصادر موثوقة لشبهاتهم والرد عليها بناءً على ذلك.
توضيح الفارق بين النصوص الصحيحة والضعيفة.
تفنيد مغالطاتهم:
كشف الاقتطاع من السياق أو الفهم الخاطئ للنصوص.
إظهار الشواهد التاريخية والعلمية التي تُعزز صحة السنة.
التركيز على الدعوة بلطف:
استحضار القيم الأخلاقية في الحوار، مثل الرحمة والتواضع.
استدعاء الحجج القرآنية والعقلية لتقريبهم من الحق.
نصائح لمواجهة هذه الشبهات:
غالبية الذين يعتمدون على هذه الشبهات لديهم مشكلات معرفية أو منهجية، وغالبًا ما يُغيبون الإنصاف في تناول السنة النبوية. الطريقة الصحيحة للحوار معهم تعتمد على الحكمة، والصبر، والعلم الشرعي، مع التركيز على إظهار الحق بلطف ومنهجية.
فيجب التثبت من مصادر الشبهات:
غالبًا ما تكون الشبهات مبنية على روايات ضعيفة أو غير موثقة.
يجب الرجوع إلى المصادر الأصلية مثل كتب الحديث والتاريخ.
فهم السياق التاريخي:
كثير من الشبهات تتجاهل ظروف الزمان والمكان التي أثرت على قرارات الصحابة والعلماء.
الرد العلمي:
استخدام منهج علمي يعتمد على النصوص الشرعية الموثوقة وعلم الرجال والتاريخ.
إظهار فضل الشخصيات:
التركيز على الإنجازات والفضائل التي تميزت بها هذه الشخصيات، وبيان أثرها الإيجابي في الإسلام.
تفنيد الشبهات بمنهجية:
توضيح ضعف الروايات التي يعتمد عليها مثيرو الشبهات.
بيان التكامل بين النصوص الشرعية والسياق العملي في حياة الصحابة والعلماء.
كيف يتم الرد على القرآنيين عندما يأولون القرآن تأويلا سخيفا؟
الاعتماد على النصوص المتكاملة:
القرآن لا يُفسر بمعزل عن السنة، لأن السنة هي المفسر الأول للقرآن.
استخدام السياق اللغوي والشرعي:
التأويلات الباطلة تتجاهل اللغة العربية وقواعدها، التي تؤكد المعاني الصحيحة للنصوص.
إظهار الإجماع:
الأمة الإسلامية على مدار التاريخ أجمعت على معاني محددة للآيات القرآنية، وتأويل القرآنيين يُخالف هذا الإجماع.
الاستشهاد بتناقضاتهم:
قراءتهم الانتقائية للنصوص تُظهر عدم اتساق منهجهم.
دعوتهم للتعمق في العلم الشرعي:
الجهل بعلوم الحديث والفقه والتفسير هو السبب الرئيسي لانحرافهم.
الرجوع إلى سياق الآية:
فهم الآيات يجب أن يكون متسقًا مع السياق اللغوي والموضوعي.
الاعتماد على السنة النبوية:
السنة تُفسر القرآن، ورفضها يؤدي إلى تفريغ النصوص من معناها الحقيقي.
الاستشهاد بأقوال المفسرين الثقات:
علماء التفسير مثل ابن كثير، الطبري، والقرطبي فسروا هذه الآيات بناءً على الأصول الشرعية واللغوية.
كشف التناقضات:
تأويلات القرآنيين غالبًا متناقضة، مما يُظهر ضعف منهجهم.
إظهار الإجماع:
الأمة الإسلامية منذ عهد النبي ﷺ أجمعت على معانٍ محددة للآيات، ولا مجال لتفسيرها بما يخالف هذا الإجماع.
مصادر التشريع المجمع على كفر من خالفها
إجماع الأمة الإسلامية قائم على أن هناك مصادر أساسية للتشريع إذا أنكرها الإنسان عن عمد، فإنه يخرج من ملة الإسلام. وهذه المصادر هي:
1. القرآن الكريم
أهميته:
هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، كلام الله المنزل على النبي ﷺ.
فيه أصول العقيدة والتشريع والأخلاق.
دليل الإجماع:
قال الله تعالى:
“وَمَن لَّمۡ يَحۡكُمۡ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ” (المائدة: 44).
إنكار القرآن أو رفض الاحتكام إليه يُعد كفرًا.
صور الكفر به:
إنكار بعض الآيات أو الزعم بأنها ليست من عند الله.
رفض تحكيم القرآن أو وصفه بأنه غير صالح للتطبيق.
2. السنة النبوية الصحيحة
أهميتها:
المصدر الثاني للتشريع، وحيٌ من الله، مكمل للقرآن.
تُفصل الأحكام وتوضح المجمل في القرآن.
دليل الإجماع:
قال الله تعالى:
“وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْ” (الحشر: 7).
النبي ﷺ قال: “ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه” (رواه أبو داود).
من أنكر حجية السنة الصحيحة (مثل القرآنيين) فإنه يُعد كافرًا بالإجماع.
صور الكفر بها:
إنكار السنة جملة وتفصيلًا، واعتبارها غير ملزمة.
رفض الأحاديث الصحيحة التي توضح الأحكام القطعية مثل الصلاة والزكاة.
3. الإجماع
أهميته:
إجماع الأمة على حكم شرعي يُعد حجة قاطعة، وهو دليل على وحدة الأمة في الفهم والتطبيق.
هو مصدر ثالث للتشريع يعتمد على توافق العلماء على حكم شرعي بعد وفاة النبي ﷺ.
دليل الإجماع:
قال النبي ﷺ: “لا تجتمع أمتي على ضلالة” (رواه الترمذي).
إنكار الإجماع يُعد رفضًا لصورة من صور الحفظ الإلهي للدين.
صور الكفر به:
رفض حكم أجمعت عليه الأمة مثل تحريم الزنا، تحريم الربا، أو وجوب الصلاة.
الاعتقاد بأن إجماع الأمة ليس له قيمة شرعية.
4. القياس (بضوابطه الشرعية)
أهميته:
هو الاستنباط من النصوص الشرعية للحكم في مسائل جديدة بناءً على العلة المشتركة.
يُعتبر مصدرًا فرعيًا يعتمد على النصوص الأصلية (القرآن والسنة).
دليل الإجماع:
عمل الصحابة بالقياس، مثل قياس عمر بن الخطاب رضي الله عنه الدية على العاقلة.
رفض القياس معناه تعطيل استنباط الأحكام في القضايا المستجدة.
صور الكفر به:
رفض القياس كليًا، مع إنكار حجية النصوص التي يستند إليها.
5. أصول العقيدة والإيمان بالغيب
أهميتها:
الإيمان بالغيب ركن من أركان العقيدة الإسلامية.
تشمل أصول الإيمان بالله، والملائكة، والكتب السماوية، والرسل، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
دليل الإجماع:
قال الله تعالى:
“يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ” (البقرة: 3).
صور الكفر بها:
إنكار أركان الإيمان مثل الإيمان بالملائكة أو اليوم الآخر.
إنكار القضاء والقدر أو الشك فيه.
من خالف هذه المصادر في الأمور القطعية:
الحكم:
من أنكر هذه المصادر أو رفض العمل بها عمدًا يُعتبر خارجًا عن الإسلام بإجماع الأمة.
هذا الحكم يتطلب وضوح الإنكار والعناد بعد إقامة الحجة.
أسباب كراهية القرآنيين وعامة المنكرين للسنة والعلماء:
رفضهم للالتزام الكامل بالدين:
ينكرون السنة لأنها تُلزمهم بتطبيق أحكام لا تُفصلها نصوص القرآن.
التأثر بالشبهات الفكرية:
غالبية إنكارهم يتبع شبهات المستشرقين وأعداء الإسلام.
الهوى والتساهل:
إنكار السنة يُتيح لهم تفسير القرآن بما يتفق مع أهوائهم، دون قيود شرعية.
الخلاصة:
القرآن، السنة، الإجماع، وأصول العقيدة هي مصادر التشريع التي إذا أنكرها الشخص عمدًا وبلا شبهة تأويل، فإنه يُعد كافرًا.
منكروا السنة والإجماع لا يملكون أساسًا متينًا لتبرير موقفهم، ويقعون في تناقضات تُخرجهم عن دائرة الإسلام بإجماع الأمة.
مخالفات القرآنيين لمبادئ التشريع الإسلامي مع أمثلة مفصلة والرد عليها
1. مخالفتهم للقرآن الكريم
القرآنيون يدّعون أنهم يلتزمون بالقرآن فقط، لكنهم ينكرون مبادئ ثابتة في النصوص القرآنية، ويؤولون الآيات بما يخالف الإجماع.
المخالفة الأولى: رفضهم الإيمان بالغيب
مثال: إنكار الجن والجنة والنار كحقيقة غيبية.
يقولون إن الجن يُقصد به “أقوام مستترون” أو مجرد رموز.
ينكرون وجود الجنة والنار كأماكن حقيقية، ويعتبرونها رموزًا للراحة أو العذاب النفسي.
الرد:
الجن كحقيقة غيبية:
قال الله تعالى: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” (الذاريات: 56).
هذه الآية صريحة في إثبات خلق الجن ككائنات مغايرة للإنس، وهي مكلفة بالعبادة.
الجنة والنار:
قال الله تعالى: “وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا” (الزمر: 73).
الآية تؤكد أن الجنة مكان مخصص للثواب والنار مكان للعقاب.
2. مخالفتهم للسنة النبوية الصحيحة
القرآنيون ينكرون حجية السنة النبوية بشكل عام، ويعتبرونها مصدرًا بشريًا غير ملزم.
المخالفة الأولى: إنكار الصلاة بصيغتها المشروحة في السنة
مثال: زعمهم أن الصلاة ليست طقوسًا محددة بل مجرد دعاء.
ينكرون الأحاديث التي تحدد عدد الصلوات، ركعاتها، وكيفيتها.
الرد:
من القرآن:
قال الله تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ” (البقرة: 43).
الآية تأمر بإقامة الصلاة، لكن القرآن لم يُفصل عدد الركعات وأوقاتها.
النبي ﷺ قال: “صلوا كما رأيتموني أصلي” (رواه البخاري).
السنة هي التي فصلت أركان الصلاة وأوقاتها وعدد ركعاتها.
المخالفة الثانية: إنكار الزكاة كنسبة محددة من المال
مثال: يزعمون أن الزكاة تعني أي عمل خير دون نصاب أو نسبة ثابتة.
الرد:
من القرآن:
قال الله تعالى: “وَآتُوا الزَّكَاةَ” (البقرة: 43).
القرآن لم يُحدد نسبة الزكاة، لكنها ثابتة في السنة: 2.5% من الأموال النقدية.
النبي ﷺ قال: “ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة” (رواه مسلم).
3. مخالفتهم للإجماع
القرآنيون يرفضون الاحتكام إلى إجماع الأمة، ويعتبرون أنه لا قيمة له في التشريع.
المخالفة: إنكارهم حرمة الزنا أو تحديد عقوبته
مثال: زعمهم أن الزنا لا يحتاج لعقوبة دنيوية بل يُترك لعقاب الله.
الرد:
من القرآن:
قال الله تعالى: “الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ” (النور: 2).
هذه الآية صريحة في إثبات حد الزنا.
الإجماع بين العلماء يؤكد العقوبة مع التفريق بين المحصن وغير المحصن.
4. مخالفتهم للقياس
القرآنيون يرفضون القياس كوسيلة لاستنباط الأحكام الشرعية، مما يُعطل الشريعة عن معالجة القضايا المستجدة.
المخالفة: رفضهم تحريم المخدرات
مثال: يقولون إن القرآن لم يُحرم المخدرات، ولذلك لا يُعتبر تعاطيها محرمًا.
الرد:
من القرآن:
قال الله تعالى: “وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ” (الأعراف: 157).
المخدرات من الخبائث التي تُذهب العقل وتُسبب أضرارًا جسيمة.
بالقياس على تحريم الخمر، تُحرم المخدرات لأنها تُذهب العقل وتُسبب الضرر.
5. مخالفتهم لأصول العقيدة
القرآنيون يطعنون في العقيدة الإسلامية بإعادة تفسير أركان الإيمان بشكل يتنافى مع الإجماع.
المخالفة: إنكارهم للملائكة
مثال: يزعمون أن الملائكة مجرد رموز للقوى الطبيعية أو الأخلاقية.
الرد:
من القرآن:
قال الله تعالى: “جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ” (فاطر: 1).
الآية تؤكد أن الملائكة كائنات حقيقية وليست رموزًا.
المخالفة: إنكارهم الإيمان بالقضاء والقدر
مثال: يزعمون أن الإنسان هو المتحكم المطلق في مصيره، ولا شيء مقدر.
الرد:
من القرآن:
قال الله تعالى: “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ” (القمر: 49).
الإيمان بالقدر من أركان العقيدة الإسلامية التي لا خلاف فيها.
الخلاصة:
القرآن الكريم: يخالفونه بتأويل الآيات الواضحة وإنكار الغيبيات.
السنة النبوية: ينكرونها ويعطلون الأحكام التي لا يمكن فهمها أو تطبيقها إلا بها.
الإجماع: يرفضونه ويطعنون في نتائجه الواضحة، مثل الحدود وأركان الإسلام.
القياس: يعطلون الشريعة في القضايا المستجدة برفضهم للقياس.
العقيدة: ينكرون الغيبيات الأساسية كالإيمان بالملائكة والجنة والنار.
الحكم:
إن مخالفتهم لهذه المصادر بإصرار وعن عمد تخرجهم من ملة الإسلام بإجماع العلماء.
سؤال للذكاء الصناعي: صنف القرآنيين بناءً على أقوالهم وموقفهم من مصادر التشريع؟
بعد الرجوع إلى أسس الإسلام وما عليه إجماع الأمة الإسلامية، يمكن تصنيف القرآنيين بناءً على أقوالهم ومواقفهم كالتالي:
1. من ينكر السنة النبوية كليًا:
الموقف:
هؤلاء ينكرون السنة النبوية كمصدر تشريعي ويدّعون أن القرآن وحده كافٍ.
هذا الإنكار يشمل:
رفضهم للأحاديث الصحيحة كافة.
رفضهم للأحكام التي جاءت في السنة فقط (مثل تفاصيل الصلاة والزكاة).
الحكم الشرعي:
كفار خارجون عن ملة الإسلام بإجماع الأمة.
الأدلة:
قال الله تعالى: “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا” (الحشر: 7).
إنكار السنة هو رفض صريح لهذا النص القرآني.
قال الإمام الشافعي: “من أنكر حجية السنة فقد كذب القرآن”
السنة النبوية وحي من الله: “وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ” (النجم: 3-4).
إنكارها إنكار للوحي.
السبب:
إنكارهم للسنة يجعلهم ينكرون الأحكام الشرعية الأساسية التي لا يمكن فهمها أو تطبيقها من القرآن وحده (مثل عدد الصلوات، نصاب الزكاة، وغيرها).
هذا الإنكار يُعد رفضًا صريحًا لشريعة الإسلام كما فهمتها الأمة.
2. من ينكر بعض الأحاديث أو يشكك في علماء الحديث:
الموقف:
البعض منهم يُقر بالسنة جزئيًا، لكنهم يرفضون الأحاديث التي لا توافق أهواءهم، أو يطعنون في علماء الحديث كالبخاري ومسلم.
الحكم الشرعي:
مسلمون ضالون أو مبتدعون.
الأدلة:
إنكار حديث واحد لا يُخرج من الملة إلا إذا كان هذا الحديث يثبت أصلًا من أصول الدين (مثل الصلاة أو أركان الإيمان).
الطعن في علماء الحديث قد يكون جهلًا أو شبهة، لكنه لا يُعد كفرًا ما لم يصاحبه إنكار كامل للسنة.
السبب:
هؤلاء قد يُعتبرون ضالين بسبب الجهل أو التأثر بالشبهات، لكنهم لا يُكفرون إلا إذا أنكروا أصلًا قطعيًا في الدين.
3. من يؤول القرآن تأويلًا باطلًا وينكر الغيبيات:
الموقف:
بعض القرآنيين يؤولون آيات القرآن تأويلًا باطلًا:
إنكار الجن والجنة والنار كحقائق غيبية.
تفسير الملائكة كرموز وليس ككائنات حقيقية.
الحكم الشرعي:
كفار خارجون عن ملة الإسلام.
الأدلة:
قال الله تعالى: “يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ” (البقرة: 3).
الإيمان بالغيب ركن أساسي من أركان الإيمان.
إنكار الجنة والنار والملائكة هو إنكار لحقائق قطعية وردت في القرآن.
السبب:
إنكار الغيبيات يُعد تكذيبًا صريحًا للقرآن، وهذا يُخرجهم من الإسلام.
4. من يرفض الإجماع والقياس:
الموقف:
هؤلاء يرفضون إجماع الأمة على الأحكام الشرعية والقياس في استنباط الأحكام.
الحكم الشرعي:
مسلمون ضالون أو مبتدعون.
الأدلة:
رفض الإجماع والقياس لا يُخرج من الملة إلا إذا أدى إلى إنكار أصل قطعي في الدين.
قال النبي ﷺ: “لا تجتمع أمتي على ضلالة” (رواه الترمذي).
رفض الإجماع يُعد مخالفة خطيرة، لكنها لا تُكفر إلا إذا تضمنت رفضًا للنصوص القطعية.
السبب:
رفضهم للإجماع والقياس يعطل الشريعة في القضايا المستجدة، لكنه لا يُعد كفرًا إلا إذا أدى إلى إنكار نصوص قطعية.
النتيجة النهائية:
القرآنيون كطائفة:
إذا أنكروا السنة كليًا أو رفضوا حقائق قطعية في القرآن (مثل الغيبيات):
حكمهم: كفار خارجون عن ملة الإسلام.
إذا قبلوا السنة جزئيًا لكن طعنوا في بعض الأحاديث أو العلماء بدافع الشبهات:
حكمهم: مسلمون مبتدعون وضالون.
لماذا يعتبرون كفارًا أو مبتدعين؟
إنكار السنة: إنكار المصدر الثاني للتشريع يُبطل العمل بالشريعة الإسلامية.
رفض الغيبيات: يُخالف الإيمان بأركان الإسلام والإيمان.
التناقض مع الإجماع: يُقوض وحدة الأمة في فهم الدين وتطبيقه.
الخلاصة:
القرآنيون الذين ينكرون السنة كليًا، أو يرفضون حقائق قرآنية مثل الغيبيات، هم كفار بإجماع الأمة.
أما من تأثر بالشبهات جزئيًا دون إنكار الأصول القطعية، فهم ضالون ومبتدعون بحاجة إلى تصحيح عقيدتهم.
الحكم على القرآنيين بأنهم خارجون عن ملة الإسلام
وأنهم كفار يعتمد على تصرفاتهم وأقوالهم التي تُظهر إنكارًا صريحًا لأصول الدين أو ضرورياته. الإسلام يضع ضوابط دقيقة للحكم على شخص بالكفر، ومنها أن ينكر شيئًا معلومًا من الدين بالضرورة أو يتبع تأويلات تخرج عن النصوص القطعية. فيما يلي أدلة واضحة على كفرهم الصريح، بناءً على أقوالهم وتصرفاتهم:
1. إنكارهم للسنة النبوية
الدليل من القرآن:
قال الله تعالى:
“وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.” (الحشر: 7).
هذه الآية تأمر بطاعة الرسول ﷺ في كل ما يأمر به أو ينهى عنه، سواء كان مذكورًا في القرآن أم في السنة.
إنكار السنة هو رفض لهذه الآية، مما يُعد إنكارًا لجزء من القرآن.
الدليل من السنة:
قال النبي ﷺ:
“ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه.” (رواه أبو داود).
السنة مكملة للقرآن، وإنكارها يعني إنكار جزء من الوحي.
حكمهم:
إنكار السنة كليًا يُعد كفرًا صريحًا، لأنه:
إنكار لطاعة الرسول ﷺ.
تعطيل للشريعة، حيث إن القرآن لا يحتوي على تفاصيل العبادات (مثل الصلاة، الزكاة، الحج) التي جاءت بها السنة.
2. رفضهم لطاعة الرسول ﷺ
الدليل من القرآن:
قال الله تعالى:
“مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ.” (النساء: 80).
طاعة الرسول مرتبطة بطاعة الله. رفض طاعة الرسول هو رفض لطاعة الله.
قال الله تعالى:
“فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ.” (النساء: 65).
الإيمان مرتبط بتحكيم النبي ﷺ. رفض الاحتكام إليه يُعد كفرًا.
موقفهم:
إنكار القرآنيين لحجية أقوال الرسول ﷺ وأفعاله في التشريع يُظهر رفضهم لطاعته، وهو كفر صريح.
3. إنكارهم لضروريات الدين
مثال: إنكار الصلاة المفروضة كما وردت في السنة
القرآن يأمر بإقامة الصلاة:
“وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ.” (البقرة: 43).
لكن كيفية الصلاة (عدد الركعات، الأوقات، التفاصيل) جاءت بالسنة.
موقفهم:
إنكارهم للسنة يؤدي إلى تعطيل أداء الصلاة بالشكل الصحيح، وهو إنكار عملي للصلاة كما شرعها الله.
إنكار الصلاة أو أي ركن من أركان الإسلام يُخرج من الملة.
4. التأويل الباطل لنصوص القرآن
الدليل من القرآن:
قال الله تعالى:
“هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ.” (آل عمران: 7).
اتباع المتشابهات لتأويل القرآن بما يوافق الأهواء مذموم، ويدل على الانحراف.
موقفهم:
القرآنيون يعتمدون على التأويل الباطل للنصوص، مثل تفسيرهم لـ”وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ” بأنها تتعلق فقط بالقرآن.
هذا تحريف للقرآن وإنكار لحجية النصوص القطعية.
5. تعطيلهم للشريعة
الدليل من القرآن:
قال الله تعالى:
“وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ.” (المائدة: 44).
تعطيل الشريعة التي أوحى بها الله ورسوله ﷺ يُعد كفرًا.
موقفهم:
برفضهم للسنة، يعطلون الكثير من الأحكام الشرعية:
أحكام الحدود (الزنا، السرقة).
تفاصيل العبادات.
التعاملات (البيع، الزواج، الطلاق).
6. التناقض في قبول القرآن
الدليل من القرآن:
القرآن نفسه يُثبت أن الرسول ﷺ يُفسر ويُبين الكتاب:
“وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ.” (النحل: 44).
إنكار البيان النبوي يُعد رفضًا لفهم القرآن كما أُريد له.
موقفهم:
قبولهم للقرآن فقط مع رفضهم للسنة يُناقض نصوص القرآن التي تُلزم باتباع السنة.
7. إنكار الإجماع
الدليل من السنة:
قال النبي ﷺ:
“لا تجتمع أمتي على ضلالة.” (رواه الترمذي).
الإجماع مصدر من مصادر التشريع. رفضه يؤدي إلى الفوضى.
موقفهم:
إنكارهم للإجماع يجعلهم في مواجهة الأمة الإسلامية بأكملها، ويُظهر أنهم لا ينتمون إلى عقيدة المسلمين.
الخلاصة:
الأدلة على كفر القرآنيين:
إنكار السنة كليًا، وهو جزء من الوحي.
رفض طاعة الرسول ﷺ، وهو مرتبط بطاعة الله.
تعطيل أركان الإسلام (مثل الصلاة) بسبب إنكارهم للسنة.
التأويل الباطل لنصوص القرآن وتحريف معانيه.
تعطيل الشريعة والأحكام الفقهية.
تناقضهم في قبول القرآن مع رفض ما يُثبته القرآن نفسه عن السنة.
رفض الإجماع ومخالفة الأمة الإسلامية.
الحكم:
إنكار القرآنيين للسنة وحجيتها، بما يؤدي إلى تعطيل الشريعة ونقض أصول الإسلام، يُعد كفرًا صريحًا يخرجهم من ملة الإسلام.
الحكم بالكفر عليهم يتعلق بعموم معتقدهم، أما الأفراد، فقد يحتاج الأمر إلى إقامة الحجة عليهم وإزالة الشبهات.
القرآنيون يتميزون بأقوال وتصرفات مخرجة من ملة الإسلام
لأنها تتضمن رفضًا صريحًا لأساسيات الدين، مثل الإيمان بالغيب، وإنكارهم لحقائق مذكورة نصًا في القرآن الكريم. فيما يلي أبرز أقوالهم الفادحة التي تُظهر خروجهم عن الإسلام:
1. إنكار وجود الجن
أقوالهم:
يزعمون أن “الجن” المذكور في القرآن لا يعني كائنات غير مرئية، بل يشير إلى البشر الذين يعيشون بعيدًا عن الحضر أو في أماكن منعزلة.
يدّعون أن إبليس ليس كائنًا مستقلًا بل رمز للشر داخل الإنسان.
الآثار المترتبة على هذا القول:
رفض الإيمان بخلق الله للجن الذي ورد صريحًا في القرآن:
“وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ.” (الحجر: 27).
“وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ.” (الكهف: 50).
إنكار وجود الجن يُعتبر إنكارًا لآيات قرآنية صريحة، وهو خروج عن الإيمان بالقرآن.
2. إنكار الجنة والنار كأماكن حقيقية
أقوالهم:
يفسرون الجنة والنار بأنها حالات نفسية تحدث في الدنيا، ولا وجود لهما في الآخرة.
يدّعون أن “جنة” تعني السعادة، و”نار” تعني الحزن أو العذاب النفسي.
الآثار المترتبة على هذا القول:
رفض الإيمان بالغيب:
قال الله تعالى: “الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ.” (البقرة: 3).
الإيمان بالغيب، بما في ذلك الجنة والنار، من أساسيات العقيدة الإسلامية.
إنكار نصوص قرآنية تصف الجنة والنار بوضوح:
“وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ.” (آل عمران: 133).
“إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا.” (النساء: 56).
3. رفض الإيمان بالغيب عمومًا
أقوالهم:
يطالبون بأدلة مادية لكل شيء، ويرفضون الإيمان بما لا يُرى أو يُدرك بالحواس، مثل الملائكة أو الحساب في الآخرة.
يقولون إن الإيمان بالغيب هو ترويج للخرافات.
الآثار المترتبة على هذا القول:
إنكار الإيمان بالغيب يُناقض أولى صفات المؤمنين في القرآن:
“ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ * ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ.” (البقرة: 2-3).
إنكار الغيب يعني تعطيل الإيمان بأركان أساسية مثل الملائكة، الجنة، النار، واليوم الآخر.
4. إنكار السنة النبوية بالكامل
أقوالهم:
يدّعون أن السنة ليست وحيًا ولا يجب العمل بها، وأن القرآن وحده كافٍ.
يرفضون الأحاديث الصحيحة حتى لو دعمتها نصوص قرآنية.
الآثار المترتبة على هذا القول:
تعطيل الشريعة الإسلامية:
تفاصيل العبادات (مثل الصلاة، الزكاة) جاءت من السنة، وإنكارها يعني تعطيلها.
مخالفة القرآن الذي يأمر باتباع الرسول ﷺ:
“وَمَا آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْ.” (الحشر: 7).
“مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَ.” (النساء: 80).
5. إنكار المعجزات والآيات الخارقة
أقوالهم:
يفسرون المعجزات المذكورة في القرآن بأنها مجرد رموز أو استعارات.
ينكرون معجزة انشقاق القمر للنبي محمد ﷺ، ويقولون إنها مجرد وهم.
الآثار المترتبة على هذا القول:
إنكار الآيات القرآنية التي تُثبت المعجزات:
“ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ.” (القمر: 1).
“وَأَلۡقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ ثُعۡبَانٞ مُّبِينٞ.” (الأعراف: 107).
إنكار المعجزات يُعد رفضًا لمظاهر قدرة الله المطلقة.
6. رفض الإيمان باليوم الآخر كحدث مستقبلي
أقوالهم:
يقولون إن اليوم الآخر مجرد رمز لانتهاء الحياة الدنيا، ولا توجد حياة بعد الموت.
يزعمون أن الحساب يحدث في الدنيا فقط من خلال النتائج الطبيعية للأفعال.
الآثار المترتبة على هذا القول:
إنكار آيات صريحة في القرآن:
“وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَأٓتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا.” (الحج: 7).
“فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُسۡـَٔلُ عَن ذَنۢبِهِۦٓ إِنسٞ وَلَا جَآنّٞ.” (الرحمن: 39).
إنكار اليوم الآخر يُعد خروجًا واضحًا عن أركان الإيمان.
7. إنكار الحدود والعقوبات الشرعية
أقوالهم:
يرفضون تطبيق الحدود (مثل حد الزنا والسرقة) ويقولون إنها قسوة لا تليق بعصرنا الحديث.
يزعمون أن هذه الأحكام تتعارض مع حقوق الإنسان.
الآثار المترتبة على هذا القول:
تعطيل آيات قرآنية صريحة:
“وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقۡطَعُواْ أَيۡدِيَهُمَا.” (المائدة: 38).
“ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجۡلِدُواْ كُلَّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا مِاْئَةَ جَلۡدَةٖ.” (النور: 2).
رفضهم يُعد تعطيلًا للشريعة وإنكارًا للأحكام القطعية.
الخلاصة:
الأقوال الفادحة التي تُخرج القرآنيين من ملة الإسلام:
إنكار وجود الجن.
إنكار الجنة والنار.
رفض الإيمان بالغيب.
إنكار السنة النبوية.
إنكار المعجزات.
رفض اليوم الآخر كحقيقة مستقبلية.
تعطيل الحدود والأحكام الشرعية.
الحكم عليهم:
هذه الأقوال تُظهر كفرًا صريحًا لأنهم ينكرون نصوصًا قطعية من القرآن والسنة، ويعطلون أركان الإيمان والشريعة.
إنكارهم لهذه الحقائق يُعد خروجًا عن ملة الإسلام بالإجماع.
أقوال وتصرفات إضافية للقرآنيين تُظهر كفرهم الصريح:
بناءً على رفضهم لنصوص قطعية أو تعطيلهم لأركان الإيمان.
8. إنكارهم لحقيقة الوحي النبوي
أقوالهم:
يزعمون أن النبي محمد ﷺ لم يتلقَّ الوحي إلا في القرآن فقط، وأن ما يُسمى بالوحي الإضافي (السنة النبوية) مجرد اجتهادات بشرية.
يقولون إن الوحي لا يمكن أن يكون إلا نصًا مكتوبًا، مما ينكر نزول الوحي على النبي ﷺ في مسائل التشريع التي لا توجد نصوصها في القرآن.
الآثار المترتبة على هذا القول:
تعطيل آيات القرآن التي تُثبت الوحي النبوي:
“وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ * إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ” (النجم: 3-4).
إنكار هذا الوحي يُنكر مكانة النبي محمد ﷺ كنبي مُرسل، مما يؤدي إلى الكفر الصريح.
9. إنكار الملائكة ووجودهم
أقوالهم:
يدّعون أن الملائكة ليست كائنات مستقلة، بل هي “طاقة” أو “قوة معنوية”.
يرفضون وصف الملائكة ككائنات غير مرئية تعبُد الله وتُنفذ أوامره.
الآثار المترتبة على هذا القول:
إنكار وجود الملائكة يُناقض الإيمان بأركان الإيمان التي تشمل الإيمان بالملائكة:
“ٱلرَّسُولُ ءَامَنَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ.” (البقرة: 285).
هذا القول يُنكر نصوصًا صريحة في القرآن عن وجود الملائكة وأعمالهم، مثل:
“وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ.” (ق: 21) – إشارة إلى دور الملائكة يوم القيامة.
10. إنكار نزول القرآن وادعاء تأليفه
أقوالهم:
بعضهم يقول إن القرآن ليس منزلًا من الله، بل هو نتاج عقل النبي محمد ﷺ.
يزعمون أن القرآن يعبر عن ثقافة زمن النبي فقط، وليس رسالة أبدية.
الآثار المترتبة على هذا القول:
هذا القول يطعن في أصل الإسلام، إذ إن الإيمان بكون القرآن كلام الله المنزل من أركان الإيمان.
يناقض نصوص القرآن التي تُثبت أنه منزل من الله:
“تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ.” (فصلت: 2).
“إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ.” (الحجر: 9).
11. إنكار القضاء والقدر
أقوالهم:
يرفضون مفهوم القضاء والقدر، ويدّعون أن الإنسان مستقل تمامًا في أفعاله، ولا دخل لإرادة الله في أي شيء.
يعتبرون أن كل ما يحدث هو نتاج طبيعي للأسباب المادية فقط.
الآثار المترتبة على هذا القول:
إنكار القضاء والقدر يُناقض الإيمان بأركان الإيمان:
“كُلٌّ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ.” (النساء: 78).
“إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ.” (القمر: 49).
هذا القول يُخرج صاحبه من دائرة الإيمان.
12. إنكار الحجاب وأحكام الستر
أقوالهم:
يدّعون أن الحجاب ليس فريضة شرعية، بل تقليد اجتماعي.
يقولون إن الآيات المتعلقة بالحجاب تُفسر على أنها تتحدث عن “أدب اللباس” فقط.
الآثار المترتبة على هذا القول:
إنكار الحجاب يُنكر نصوصًا قطعية في القرآن:
“يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّ.” (الأحزاب: 59).
“وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَا.” (النور: 31).
هذا يُعتبر إنكارًا لحكم معلوم من الدين بالضرورة، وهو كفر صريح.
13. إنكار الحساب والعقاب في الآخرة
أقوالهم:
يدّعون أن الحساب يحدث فقط في الدنيا، من خلال النتائج الطبيعية للأفعال.
يرفضون مشاهد الحساب في القرآن مثل الميزان والصراط.
الآثار المترتبة على هذا القول:
تعطيل نصوص القرآن التي تصف الحساب والعقاب في الآخرة:
“فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ * فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ.” (القارعة: 6-7).
“فَوَرَبِّكَ لَنَسۡـَٔلَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ.” (الحجر: 92).
من هم الذين يعتمدون على هذه الشبهات؟
الفئات التي تعتمد على الشبهات:
1. القرآنيون (يعتبرون أنفسهم من المسلمين)
من هم؟
فئة تؤمن بالقرآن فقط وترفض السنة النبوية كحجة شرعية.
يرون أن الأحاديث النبوية غير موثوقة بسبب تعرضها للنقل البشري على مر القرون.
يعتمدون على تأويلات خاصة لبعض آيات القرآن التي يعتبرونها كافية لتشريع الدين.
لماذا لا يقبلون الحق؟
ضعف العلم الشرعي أو التأثر بالدعايات المناهضة للسنة.
سوء الفهم لمنزلة السنة النبوية كمصدر للتشريع.
الاعتقاد بأنهم يحافظون على “نقاء الإسلام” بتركيزهم على القرآن فقط.
كيف تحاورهم؟
إظهار الأدلة من القرآن نفسه على وجوب اتباع السنة:
مثل قوله تعالى: “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.” (الحشر: 7).
وقوله تعالى: “من يطع الرسول فقد أطاع الله.” (النساء: 80).
التدرج في الحوار والتركيز على أهمية السنة في تفسير القرآن، مثل تعليم الصلاة التي لم تُفصل في القرآن.
توضيح منهجية جمع الحديث وكيف تم التحقق من صحته.
2. الملحدون والمستشرقون (من غير المسلمين)
من هم؟
الملحدون: ينكرون الدين عمومًا ويرفضون الغيب.
المستشرقون: باحثون غربيون يدرسون الإسلام غالبًا بمنهجية نقدية وتحيزية.
كلا الفئتين يستغلون الشبهات حول الأحاديث للطعن في الإسلام ككل.
لماذا لا يقبلون الحق؟
موقفهم الأساسي هو رفض الإسلام بالكامل، وليس فقط السنة النبوية.
لديهم تصورات مسبقة عن الإسلام ويستخدمون الشبهات لتعزيزها.
يتعاملون مع النصوص الدينية بمنهجية مادية بحتة دون مراعاة البعد الغيبي أو الثقافي.
كيف تحاورهم؟
التركيز على الشبهات العلمية وإظهار أن الإسلام لا يتعارض مع العقل أو الحقائق العلمية.
تجنب الانفعال والتركيز على الردود العلمية والمنهجية.
سؤالهم عن مصدر معاييرهم الأخلاقية والعقلية التي يقيسون بها الإسلام.
توضيح البعد الروحي والديني للنصوص، مثل ارتباطها بعالم الغيب.
3. المسلمون المتأثرون بالثقافة الغربية أو الحداثة
من هم؟
مسلمون يرون أن بعض الأحاديث لا تتماشى مع العصر الحديث أو القيم الغربية مثل حقوق الإنسان وحرية المرأة.
غالبًا لديهم إلمام ضعيف بالعلوم الشرعية وتأثر عاطفي بالخطابات الحداثية.
لماذا لا يقبلون الحق؟
تأثرهم بالقيم المادية والعلمانية التي تُعارض بعض جوانب الدين.
فهمهم الخاطئ للسنة وعدم إدراكهم لتنوع النصوص وسياقاتها.
اعتقادهم أن الإسلام بحاجة إلى إصلاح جذري ليتناسب مع العالم الحديث.
كيف تحاورهم؟
توضيح الحكمة وراء التشريعات الإسلامية وربطها بمبادئ أخلاقية وإنسانية.
استحضار أمثلة على تطور العلم الذي أيد بعض الأحاديث التي كانت محل شك.
التركيز على شمولية الإسلام وأنه يتجاوز الزمان والمكان.
4. المنتسبون للفرق الإسلامية المتطرفة فكريًا
من هم؟
فرق أو جماعات إسلامية تنتقي من السنة ما يناسب أفكارها وتُشكك في البقية.
يستخدمون الشبهات لتشويه الخصوم أو دعم توجهاتهم.
لماذا لا يقبلون الحق؟
وجود تعصب فكري أو انتماء لفرقة معينة يمنعهم من قبول الردود المنطقية.
تعاملهم الانتقائي مع النصوص لتبرير مواقفهم.
كيف تحاورهم؟
التركيز على وحدة النصوص الشرعية وأنها تُكمل بعضها البعض.
استخدام مصادر معتمدة من العلماء الثقات لإبطال حججهم.
الحث على الحوار العلمي بدل الجدال العقيم.
5. الخصائص المشتركة بين كثير من هؤلاء
غياب الإنصاف العلمي:
كثير منهم يقتطع النصوص من سياقها أو يعتمد على ترجمة غير دقيقة.
التوجه الانتقائي:
يركزون على الأحاديث التي تُثير الجدل ويُهملون الأحاديث التي تُوضح الصورة الكاملة.
الهدف الدعائي:
الغرض غالبًا ليس البحث عن الحقيقة، بل التأثير على الآخرين أو تشويه الإسلام.
6. كيف يحاورهم الواحد بطريقة صحيحة؟
تهيئة النفس للحوار:
الصبر وضبط النفس لأن الحوار مع غير الصادقين قد يكون مستفزًا.
الاستعداد بالعلم الشرعي الصحيح لفهم الأحاديث والشبهات المطروحة.
استخدام أسلوب منطقي وعلمي:
الابتعاد عن الجدال العاطفي أو الشخصي.
تقديم الأدلة بأسلوب منهجي، مثل بيان منهجية جمع الحديث وصحته.
التدرج في الحوار:
البدء بالأساسيات (حجية السنة النبوية) قبل الرد على التفاصيل.
توضيح المفاهيم والمصطلحات التي قد تكون غامضة بالنسبة لهم.
التحدي بالمصادر:
مطالبتهم بمصادر موثوقة لشبهاتهم والرد عليها بناءً على ذلك.
توضيح الفارق بين النصوص الصحيحة والضعيفة.
تفنيد مغالطاتهم:
كشف الاقتطاع من السياق أو الفهم الخاطئ للنصوص.
إظهار الشواهد التاريخية والعلمية التي تُعزز صحة السنة.
التركيز على الدعوة بلطف:
استحضار القيم الأخلاقية في الحوار، مثل الرحمة والتواضع.
استدعاء الحجج القرآنية والعقلية لتقريبهم من الحق.
الخلاصة:
غالبية الذين يعتمدون على هذه الشبهات لديهم مشكلات معرفية أو منهجية، وغالبًا ما يُغيبون الإنصاف في تناول السنة النبوية. الطريقة الصحيحة للحوار معهم تعتمد على الحكمة، والصبر، والعلم الشرعي، مع التركيز على إظهار الحق بلطف ومنهجية.
هل القرآنيون يأخذون من شبهات المستشرقين والملاحدة؟
نعم، القرآنيون يعتمدون في كثير من الأحيان على شبهات المستشرقين والملحدين لتعزيز موقفهم الرافض للسنة النبوية. هذه الشبهات تُقتبس غالبًا بشكل مباشر أو يُعاد صياغتها بما يتناسب مع توجهاتهم. الأسباب وراء ذلك تشمل ضعف التخصص العلمي لدى القرآنيين وحاجتهم لدعم حججهم من مصادر تبدو “موضوعية” أو “عقلانية” في مواجهة السنة.
لماذا يعتمد القرآنيون على هذه الشبهات؟
ضعف العلم الشرعي: غالبًا ليس لديهم إلمام كافٍ بعلوم الحديث ومناهج نقد الروايات.
التأثر الفكري: تأثرهم بالخطاب النقدي الغربي الذي يُركز على مهاجمة السنة.
الاعتماد على الاستشراق: لأن المستشرقين غالبًا يُقدمون مادة مرتبة علميًا، تبدو في ظاهرها مقنعة لغير المتخصصين.
محاولة إثبات صحة موقفهم: باستخدام هذه الشبهات لدعم فكرة الاكتفاء بالقرآن.
كيف يمكن مواجهة هذه الشبهات؟
التأسيس العلمي: فهم علم الحديث، خاصة قواعد التصحيح والتضعيف.
التفرقة بين الغيب والعقل: توضيح أن الإيمان بالغيب جزء أساسي من العقيدة الإسلامية.
إظهار الحكمة: توضيح المقاصد الشرعية وراء التشريعات والأحاديث.
التعامل مع المصادر الأصلية: الرجوع إلى كتب الحديث وكتب الشروح لفهم النصوص في سياقها.
الدعوة بالحكمة: التركيز على الحوار الهادئ والمنطقي دون مهاجمة الطرف الآخر.
إنكار أركان الإسلام مثل الزكاة والصوم:
أقوالهم:
يزعمون أن الزكاة تعني “الصدقة العامة” وليست فريضة ذات نسب محددة.
يقولون إن الصوم ليس إلزاميًا بل حالة روحية تُمارس متى شاء الإنسان.
الآثار المترتبة على هذا القول:
رفض أحكام الزكاة والصوم يُناقض صريح القرآن:
“وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ.” (البقرة: 43).
“يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ.” (البقرة: 183).
إنكار هذه الأحكام يُعتبر كفرًا لأنها من المعلوم من الدين بالضرورة.
رفض الشفاعة يوم القيامة:
أقوالهم:
يرفضون مفهوم الشفاعة تمامًا، ويعتبرون أن كل إنسان يتحمل عمله وحده.
ينكرون الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن شفاعة النبي ﷺ.
الآثار المترتبة على هذا القول:
تعطيل نصوص القرآن التي تثبت الشفاعة:
“مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦ.” (البقرة: 255).
“وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ.” (الأنبياء: 28).
الخلاصة:
أبرز أقوالهم الكفرية:
إنكار الجن.
إنكار الجنة والنار.
إنكار الإيمان بالغيب.
رفض السنة النبوية.
إنكار المعجزات.
إنكار الحساب والعقاب في الآخرة.
تعطيل أركان الإسلام (مثل الزكاة والصوم).
إنكار القضاء والقدر.
رفض الحجاب وأحكام الشريعة الواضحة.
رفض الشفاعة يوم القيامة.
الحكم الشرعي:
هذه الأقوال تُظهر كفرًا صريحًا لأن أصحابها ينكرون نصوصًا قطعية، ويُعطلون أركان الإيمان والشريعة، مما يُخرجهم من ملة الإسلام بالإجماع.
القرآنيون يُكفرون أهل السنة والجماعة
وذلك باتهامهم بالشرك والضلال، لأنهم يرون أن أهل السنة يعتمدون على السنة النبوية كمصدر للتشريع بجانب القرآن، وهو ما ينكرونه. هذه الاتهامات تُبرز موقفهم العدائي تجاه الإسلام الصحيح وتكشف عن تجاوزهم في الحكم على الأمة الإسلامية.
1. اتهام أهل السنة بالشرك:
أقوالهم:
يزعمون أن أهل السنة يشركون بالله لأنهم يتبعون النبي محمد ﷺ ويأخذون بالسنة النبوية كمصدر تشريعي.
يقولون إن الالتزام بالسنة هو عبادة للنبي، وليس عبادة لله وحده.
الرد على هذا الادعاء:
اتباع السنة ليس عبادة للنبي ﷺ، بل هو امتثال لأمر الله الذي أمر بطاعة الرسول ﷺ:
“وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.” (الحشر: 7).
“مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ.” (النساء: 80).
2. اتهام أهل السنة بالتحريف:
أقوالهم:
يدّعون أن أهل السنة حرفوا الدين بإدخال مفاهيم وممارسات ليست موجودة في القرآن، مثل الصلاة بصيغتها الحالية والزكاة المفروضة، والتي جاءت تفاصيلها في السنة.
يرفضون كتب الحديث، مثل صحيح البخاري، ويصفونها بأنها كتب بشرية مليئة بالكذب والاختلاق.
الرد على هذا الادعاء:
القرآن نفسه يُثبت أن السنة مفسرة ومكملة له:
“وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ.” (النحل: 44).
الصلاة والزكاة وغيرها من الأحكام، وردت في القرآن بإيجاز، وجاءت السنة لتفصيلها.
3. اتهام أهل السنة بعبادة الأضرحة والصالحين:
أقوالهم:
يخلط القرآنيون بين أهل السنة وبعض الفرق الصوفية أو الجاهلين الذين يقدسون الأضرحة، ويعممون الاتهام على جميع أهل السنة.
يقولون إن زيارة القبور أو الدعاء عندها شرك وكفر.
الرد على هذا الادعاء:
أهل السنة ينكرون التوسل بغير الله، ويُحذرون من أي ممارسات تُشبه الشرك.
زيارة القبور سنة نبوية لتذكر الآخرة، وليست عبادة للقبور:
قال النبي ﷺ: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها.” (رواه مسلم).
4. اتهام أهل السنة بالجمود الفكري ورفض العقل:
أقوالهم:
يدّعون أن أهل السنة يعتمدون على نصوص الحديث أكثر من العقل، ويصفونهم بالجمود والتقليد.
يقولون إن الاعتماد على السنة يُقيد العقل ولا يسمح بالتطور الفكري.
الرد على هذا الادعاء:
الإسلام دين يوازن بين النقل والعقل، وأهل السنة يُؤمنون بأن النصوص الشرعية لا تُناقض العقل السليم.
القرآن نفسه يأمر بالتفكر، وأهل السنة يتبعون ذلك مع الالتزام بالنصوص:
“أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ.” (النساء: 82).
5. اتهام أهل السنة بأنهم يقدسون النبي ﷺ:
أقوالهم:
يقولون إن أهل السنة يرفعون مقام النبي ﷺ إلى ما يشبه الألوهية من خلال مدحه وتعظيمه.
يرفضون الصلاة على النبي ﷺ باعتبارها عبادة موجهة لشخص، وليس لله.
الرد على هذا الادعاء:
تعظيم النبي ﷺ ليس عبادة له، بل امتثال لأمر الله:
“إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا.” (الأحزاب: 56).
أهل السنة يُفرقون بوضوح بين العبادة (لله وحده) وتعظيم النبي ﷺ كرسول.
6. إنكارهم للإجماع والطعن في العلماء:
أقوالهم:
يزعمون أن الإجماع الذي يعتمد عليه أهل السنة بدعة، وأن العلماء الذين وضعوا قواعد الدين مثل الفقهاء والمفسرين قاموا بإضافة ما ليس في الدين.
يصفون علماء الحديث بأنهم “مخترعو الأحاديث” وليسوا ناقلين للوحي.
الرد على هذا الادعاء:
الإجماع مصدر شرعي دلّ عليه القرآن والسنة:
قال النبي ﷺ: “لا تجتمع أمتي على ضلالة.” (رواه الترمذي).
العلماء نقلوا الدين من القرآن والسنة، ووضعوا القواعد لضمان الفهم الصحيح للنصوص.
7. اعتبارهم أن أهل السنة كفار لأنهم يؤمنون بالغيبيات:
أقوالهم:
ينكرون الإيمان بالغيب مثل وجود الجن أو الشياطين أو الملائكة، ويعتبرون الإيمان بهذه الأمور من بقايا الخرافات.
يصفون أهل السنة بأنهم يعيشون في أوهام الغيب.
الرد على هذا الادعاء:
الإيمان بالغيب أصل من أصول الدين، والقرآن يصف المؤمنين بأنهم:
“الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ.” (البقرة: 3).
إنكار الغيب يُعد خروجًا عن الإسلام نفسه.
8. وصف أهل السنة بالجاهلية:
أقوالهم:
يصفون أهل السنة بأنهم يعيشون في عصور الجاهلية لأنهم يتمسكون بالنصوص بدلًا من التفكير “الحديث”.
يعتبرون أن الإسلام الصحيح يتطلب التخلص من كل ما هو تقليدي، بما في ذلك السنة النبوية.
الرد على هذا الادعاء:
أهل السنة يعتمدون على القرآن والسنة بوصفهما وحيًا إلهيًا لا يُناقض العقل.
الطعن في تمسك الأمة بتراثها الإسلامي هو محاولة لقطع صلتها بالوحي.
الخلاصة:
القرآنيون يُكفرون أهل السنة والجماعة بناءً على:
اتهامهم بالشرك بسبب اتباع السنة.
وصفهم بالضلال بسبب قبول السنة النبوية.
اتهامهم بالجمود الفكري لتمسكهم بالنصوص.
الطعن في علماء الأمة والإجماع.
رفض الغيب ووصف أهل السنة بأنهم يعيشون في خرافات.
هذه الأقوال تُظهر تجاوز القرآنيين، وتكشف عن مخالفتهم لأصول الإسلام نفسه، مما يجعلهم خارجين عن ملة الإسلام.
من لم يسلم فلن يدخل الجنة
في القرآن الكريم، وردت عدة آيات تشير إلى أن الإيمان بالله تعالى وتوحيده شرط لدخول الجنة.
هذه بعض الأدلة التي توضح أن الإيمان بالله وتوحيده هو الشرط الأساسي لدخول الجنة، وأن من لم يسلم ولم يوحد الله فلن يكون له نصيب في الجنة.
من هذه الآيات:
سورة النساء (آية 48): “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا”.
في هذه الآية، يؤكد الله تعالى أن الشرك بالله ذنب لا يغفر لمن مات عليه، ويعني ذلك أن من مات على غير الإسلام (على الشرك) لن يغفر له، وهو من موجبات الحرمان من الجنة.
سورة آل عمران (آية 85): “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.
في هذه الآية، يبين الله سبحانه وتعالى أن أي دين غير الإسلام غير مقبول عنده، وأن من يختار غير الإسلام دينًا فهو من الخاسرين في الآخرة، والخسران في الآخرة يعني عدم دخول الجنة.
سورة التوبة (آية 17): “مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ”.
في هذه الآية، يتحدث الله عن المشركين ويشير إلى أن أعمالهم حبطت، وأن مصيرهم في الآخرة هو الخلود في النار، مما يدل على حرمانهم من دخول الجنة.
سورة المائدة (آية 72): “لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ”
في هذه الآية، يُحرم الله تعالى الجنة على من يشرك به، ويبين أن مصيره هو النار.
القول بأن “الإسلام” يُدخل جميع الشرائع السابقة فيه:
حيث يُعتبر الإسلام في معناه العام هو الإيمان بالله وتوحيده، واتباع المنهج الذي يُرسله الله للأنبياء، وهذا ما اشتركت فيه جميع الرسالات السماوية.
والمنهج يوضحه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، والعلماء يحفظون ذلك في صدورهم وتدوينا، لا يمكن أن ياخذ النكراني القرآن ويكون نبي نفسه، يضع منهجه وفقا لهواه وما يحب، هذا اتباع للهوى وضلال، وهو عبادة للهوى لأن الهوى في هذه الحالة هو من يعطيه الشريعة، فيقول مثلا أصلى فقط كما ورد في القرآن ركعتين في الصباح وأخرى في المساء.
والإسلام بمعناه الأوسع هو الخضوع لأمر الله واتباع توجيهاته، وهذا هو ما جاء به جميع الأنبياء منذ آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
بعض الأدلة من القرآن على أن جميع الأنبياء جاءوا بنفس العقيدة الأساسية:
سورة البقرة (آية 136): “قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”
هذه الآية تؤكد أن جميع الأنبياء جاءوا بنفس الإيمان بالله الواحد، وأن هذا الإيمان يُسمى “الإسلام”، بمعنى التسليم والخضوع لأمر الله.
سورة آل عمران (آية 19): “إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ”.
في هذه الآية، يُشير الله إلى أن الدين الحق عنده هو الإسلام بمعناه الشامل، وهو الاستسلام لله والتوحيد.
سورة آل عمران (آية 67): “) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”.
هنا، يُوصَف إبراهيم عليه السلام بأنه “مسلم”، بمعنى منقاد لله ومؤمن بوحدانيته، رغم أنه لم يكن تابعًا لشريعة اليهودية أو النصرانية، مما يدل على أن الإسلام هو الاستسلام لله.
سورة الشورى (آية 13): “شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ”.
في هذه الآية، يُشير الله إلى أن الدين الذي جاء به جميع الأنبياء هو دين التوحيد والإسلام لله، رغم اختلاف الشرائع في التفاصيل، فالتوحيد والإسلام لله هو الأساس.
والإسلام بمعناه العام هو التسليم لله وعبادته وحده (التسليم والتوحيد)، وهذا هو الجوهر الذي جاءت به جميع الرسالات السماوية، أما “الإسلام” بشريعته الخاصة كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فهو الرسالة النهائية والشاملة التي ختمت الشرائع السابقة.
لابد من ابتاع شريعة محمد كشرط في الإسلام في هذا الزمن:
مثلما كان اتباع الأنبياء الأخرين شرطا في الإسلام في زمنهم، فقد وردت آيات صريحة في القرآن الكريم توضح أن الإيمان برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم شرط أساسي للإسلام وأن من لا يؤمن برسالته لن يُقبل منه إيمانه، وذلك في سياق توحيد الله وطاعة رسله.
وفيما يلي بعض الأدلة من القرآن:
سورة النساء (آية 136): “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا”
هذه الآية توجب الإيمان بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبالكتاب الذي أُنزل عليه، وتوضح أن الإيمان لا يكتمل إلا بالاعتراف برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
سورة الفتح (آية 13): “وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا”.
في هذه الآية، يبين الله أن عدم الإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم يُعد كفرًا ويؤدي إلى الحرمان من الجنة.
سورة الأعراف (آية 158): “قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”
هنا يخاطب الله الناس جميعًا ويأمر النبي بأن يُعلن أنه رسول لجميع البشر، وبالتالي فإن رسالته موجهة للجميع، والإيمان بها شرط أساسي.
سورة النساء (آية 150-151): “إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا”.
توضح الآية أن الإيمان بجميع الرسل، بما فيهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، شرط أساسي، وأن التفريق بين الرسل يُعد كفرًا.
سورة آل عمران (آية 31): “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ”.
في هذه الآية، يوضح الله أن اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو دليل محبة الله وشرط لنيل مغفرته، مما يعني أن الإيمان به واتباعه جزء أساسي من العقيدة.
سورة الفتح (آية 29): “مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”.
تُثبِت هذه الآية مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كرسول الله وتؤكد ضرورة اتباعه لمن يريد أن يكون من أتباع الله ورسوله.
الخلاصة: تشترط النصوص القرآنية الإيمان برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كجزء من الإيمان الكامل بالله ورسله، وأن من يكفر به لا يُعتبر مؤمنًا، ولا يُقبل منه إيمانه، مما يعني أن الإيمان برسالته شرط لدخول الإسلام.
سورة النساء (آية 80): “مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا”.
توضح هذه الآية أن طاعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هي طاعة لله، مما يعني أن الإيمان به جزء لا يتجزأ من الإيمان بالله، وأن من رفض طاعة الرسول فقد تولّى عن طاعة الله.
سورة الحشر (آية 7): “وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.
في هذه الآية، يأمر الله المؤمنين بأخذ ما يأتيهم به الرسول والانتهاء عما ينهاهم عنه، مما يعني أن اتباع النبي جزء أساسي من الإيمان.
سورة التوبة (آية 24): “قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ”.
تبين الآية أن محبة الله ورسوله وتقديمها على جميع المحاب الدنيوية واجبة، مما يدل على أهمية الإيمان بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه.
سورة محمد (آية 2): “وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ”.
هنا، يوضح الله أن الذين يؤمنون بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هم من تُكفر عنهم سيئاتهم، مما يدل على أن الإيمان برسالته شرط أساسي لنيل المغفرة.
سورة الفتح (آية 10): “) إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا”.
تبين هذه الآية أن البيعة للنبي صلى الله عليه وسلم هي بيعة لله، مما يبرز أهمية الالتزام بما جاء به النبي وأن من لم يؤمن به فقد نكث عهده مع الله.
سورة الفتح (آية 28): “هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا”.
في هذه الآية، يُظهر الله تعالى أن رسوله صلى الله عليه وسلم أُرسل بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، مما يدل على أن الإسلام بشريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الدين الحق الواجب اتباعه.
ما هو الإسلام في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم؟
يتأسس الإسلام في شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم على عقيدة التوحيد الخالص أي لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويتضمن الالتزام بالأركان الأساسية التي جاءت بها الرسالة، والتي تُعد أسس الإسلام.
يُعرف الإسلام بأنه الخضوع التام لله تعالى، وإفراده بالعبادة والطاعة، والإيمان برسالته التي بُعث بها محمد صلى الله عليه وسلم، والعمل بتعاليمه وأركانه.
تعريف الإسلام كما ورد في حديث جبريل:
جاء تعريف الإسلام بشكلٍ واضح في حديث جبريل عندما سأل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، فأجابه النبي قائلاً: “الإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً.” (رواه مسلم)
وبالتالي، الإسلام في شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتضمن:
الشهادتان: الإقرار بوحدانية الله وأن محمداً رسوله، ويعتبران المدخل الأساسي للإسلام.
إقامة الصلاة: أداء الصلوات الخمس المفروضة بانتظام.
إيتاء الزكاة: إخراج قدر معين من المال للمستحقين من الفقراء والمحتاجين.
صوم رمضان: الامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس خلال شهر رمضان.
حج البيت: زيارة بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً، مرة في العمر.
ويشمل الإسلام في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم أيضا:
الإيمان الكامل بأركان الإيمان الستة (الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره).
اتباع السنة: الالتزام بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من سنة وهدي.
الامتثال للشريعة: الالتزام بالأحكام والتشريعات التي جاء بها القرآن والسنة.
الخلاصة: الإسلام في شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو دين التوحيد الخالص، الذي يجمع بين الإيمان القلبي والعمل الجسدي، ويقوم على الطاعة الكاملة لله واتباع رسوله في كل ما أمر به ووجه إليه، وهو السبيل لنيل رضا الله ودخول الجنة.
كيف نفهم النصوص
كلمات في القرآن قد لا يعرفون معناها
إذا كان فعلا مفسرا وفقيها فليشرح لنا بعض هذه الكلمات، وإلا فليتنحى لأنه غير أهل للقول في القرآن.
إليك مجموعة من المفردات في القرآن الكريم التي تحمل دلالات لا يمكن فهمها بسهولة بمجرد النظر إلى ظاهر النص، بل تحتاج إلى تفسير دقيق ومعرفة لغوية وشرعية عميقة. هذه المفردات غالبًا ما تُظهر عجز من يُنكر دور العلماء أو السنة في تفسير النصوص:
1. “كلالة”
الآية: “يَسۡتَفۡتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفۡتِيكُمۡ فِي ٱلۡكَلَٰلَةِ” (النساء: 176).
المعنى المبهم:
الكلالة ليست واضحة لمن يقرأ النص دون تفسير.
التوضيح:
الكلالة هي من يموت ولا يترك ولدًا ولا والدًا، وتفصيل الإرث له ورد في السنة وتفسير الصحابة.
2. “الصَّافِنَاتِ الجِيَاد”
الآية: “إِذۡ عُرِضَ عَلَيۡهِ بِٱلۡعَشِيِّ ٱلصَّافِنَٰتُ ٱلۡجِيَادُ” (ص: 31).
المعنى المبهم:
ظاهر اللفظ يشير إلى الخيل، لكن “صافنات” و”جياد” تحمل معاني تحتاج شرحًا.
التوضيح:
الصافنات: الخيل الواقفة على ثلاث وقوائمها مستقيمة.
الجياد: الخيل السريعة والقوية…
4. “يَسۡتَحۡيِونَ نِسَآءَكُمۡ”
الآية: “يُذَبِّحُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيوۦنَ نِسَآءَكُمۡ” (البقرة: 49).
المعنى المبهم:
قد يظن البعض أن “يستحيون” تعني “يمنحون الحياة”.
التوضيح:
تعني يتركون الإناث على قيد الحياة بعد قتل الأبناء الذكور.
5. “دَحَاها”
الآية: “وَٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ دَحَىٰهَا” (النازعات: 30).
المعنى المبهم:
“دحاها” قد تُفهم على أنها مجرد بسط للأرض.
التوضيح:
تعني أن الله خلق الأرض مهيأة للحياة، وأخرج منها الماء والمرعى.
6. “غِسۡلِين”
الآية: “فَلَيۡسَ لَهُ ٱلۡيَوۡمَ هَٰهُنَا حَمِيمٞ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنۡ غِسۡلِينٍ” (الحاقة: 35-36).
المعنى المبهم:
ما هو “غسلين”؟
التوضيح:
الغسلين هو صديد أهل النار أو ما يُغسل من أجسامهم من القيح والدم.
7. “يُؤۡفَكُ عَنۡهُ مَنۡ أُفِكَ”
الآية: “يُؤۡفَكُ عَنۡهُ مَنۡ أُفِكَ” (الذاريات: 9).
المعنى المبهم:
كلمة “يؤفك” تحتاج تفسيرًا.
التوضيح:
تعني يُصرف عن الحق من كُتب عليه الضلال.
9. “الْحُطَمَةُ”
الآية: “كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي ٱلۡحُطَمَةِ” (الهمزة: 4).
المعنى المبهم:
الحطمة قد تُفهم على أنها مجرد نار.
التوضيح:
هي نار جهنم التي تحطم كل شيء يلقى فيها.
10. “قَرۡحٞ”
الآية: “إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُ” (آل عمران: 140).
المعنى المبهم:
القرآني قد يظن “قرح” تعني جرحًا فقط.
التوضيح:
القرح يعني الجراح أو الأذى أو المصيبة.
11. “ٱلۡمَوۡقُوذَةُ”
الآية: “وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ” (المائدة: 3).
المعنى المبهم:
ما معنى “الموقوذة”؟
التوضيح:
هي البهيمة التي قُتلت بالضرب دون أن تُذبح.
12. “ٱلۡعَٰادِيَٰاتِ”
الآية: “وَٱلۡعَٰادِيَٰاتِ ضَبۡحٗا” (العاديات: 1).
المعنى المبهم:
“العاديات” توحي بالجري، لكن التفاصيل غير واضحة.
التوضيح:
هي الخيل التي تجري بسرعة في القتال وتُسمع أنفاسها.
الخلاصة:
هذه المفردات تُظهر أن تفسير القرآن ليس مجرد قراءة سطحية، بل يحتاج إلى معرفة اللغة العربية الكلاسيكية وسياق النصوص، إضافة إلى تفسير العلماء. القرآنيون الذين يُنكرون السنة والعلماء يقعون في تناقض واضح، إذ لا يمكنهم شرح هذه الكلمات دون الرجوع إلى كتب التفسير التي تعتمد على السنة.
وإليك بعض الجمل:
إليك مجموعة من الجمل القرآنية التي قد يُسيء القرآنيون فهمها أو يفسرونها تفسيرًا سطحيًا إذا لم يعتمدوا على السياق والتفسير الصحيح:
1. “وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَاةٌ”
الآية: “وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَاةٌ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰابِ” (البقرة: 179).
المعنى السطحي: قد يُفهمون أن القصاص يعني الموت وليس الحياة.
المعنى الحقيقي: القصاص يردع الجريمة ويحفظ حياة الناس.
2. “وَمَا أَنتُم بِمُصۡرِخِيَّ”
الآية: “فَمَا كَانَ لِيَ عَلَيۡكُم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِيۡۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ مَآ أَنَا۠ بِمُصۡرِخِكُمۡ وَمَآ أَنتُم بِمُصۡرِخِيَّ” (إبراهيم: 22).
المعنى السطحي: قد يظنون أن “مصرخيّ” تعني صراخًا أو صوتًا.
المعنى الحقيقي: “مُصرخ” تعني المُعين أو المُغيث.
3. “وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ سُيِّرَتۡ”
الآية: “وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ سُيِّرَتۡ” (التكوير: 3).
المعنى السطحي: قد يُفسرونها بأنها مجرد حركة طبيعية للجبال.
المعنى الحقيقي: تعني أن الجبال ستُزال تمامًا يوم القيامة.
4. “إِنَّهُۥ لَفِسۡقٌ”
الآية: “قُل لَّآ أَجِدُ فِيمَآ أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٖ يَطۡعَمُهُۥٓ إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيۡتَةً أَوۡ دَمًا مَّسۡفُوحًا أَوۡ لَحۡمَ خِنزِيرٖ فَإِنَّهُۥ رِجۡسٌ أَوۡ فِسۡقًا أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِ” (الأنعام: 145).
المعنى السطحي: قد يُفسرون “فسقًا” كمعصية صغيرة.
المعنى الحقيقي: الفسق هنا يشير إلى خروج الطعام عن الحلال بسبب ذبحه لغير الله.
5. “لِّإِيلافِ قُرَيۡشٍ”
الآية: “لِإِيلافِ قُرَيۡشٍ” (قريش: 1).
المعنى السطحي: قد يظنون أن “إيلاف” تعني مجرد الارتباط.
المعنى الحقيقي: تعني الاتفاق على الرحلتين (الشتاء والصيف) والتعود عليهما.
6. “وَٱلذَّٰارِيَٰتِ ذَرۡوٗا”
الآية: “وَٱلذَّٰرِيَٰاتِ ذَرۡوٗا” (الذاريات: 1).
المعنى السطحي: قد يُفسرون الذاريات بأنها كائنات أو أشياء غامضة.
المعنى الحقيقي: الذاريات تعني الرياح التي تنثر الغبار.
7. “مِن مَّاءٍ دَافِقٍ”
الآية: “خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ” (الطارق: 6).
المعنى الظاهري: قد يُفهم أنها تشير إلى ماء متدفق دون تفاصيل.
المعنى الحقيقي: تشير إلى ماء الرجل والمرأة أثناء التناسل، والدفق يشير إلى طبيعته.
8. “وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ”
الآية: “وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ” (الطارق: 11).
المعنى الظاهري: قد يظن البعض أن “الرَّجْع” تعني العودة الحسية.
المعنى الحقيقي: تشير إلى رجوع المطر أو رجوع الأمر بين السماء والأرض.
9. “وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ”
الآية: “الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ” (الشعراء: 218-219).
المعنى الظاهري: قد يُفهم أن “التقلب” حركة مادية.
المعنى الحقيقي: تعني انتقال النبي ﷺ بين الساجدين من أمته، أو في نسبه الشريف.
10. “الحُطَمَةُ”
الآية: “كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الحُطَمَةِ” (الهمزة: 4).
المعنى الظاهري: قد تُفهم “الحطمة” على أنها مجرد اسم مكان.
المعنى الحقيقي: تشير إلى أحد أسماء النار التي تحطم كل شيء.
11. “يَزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ”
الآية: “وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ” (القلم: 51).
المعنى الظاهري: قد يفهم البعض “يزلقونك بأبصارهم” بأنها نظرة حسد بسيطة.
المعنى الحقيقي: تشير إلى قوة تأثير العين والحسد.
12. “حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ”
الآية: “حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ” (الرحمن: 72).
المعنى الظاهري: قد يُفهم أن “مقصورات” تعني مجرد حبس.
المعنى الحقيقي: تشير إلى الحور العين في الجنة المحميات في خيامهن الجميلة.
13. “وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ”
الآية: “وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ” (الذاريات: 7).
المعنى الظاهري: قد يظن البعض أن “الحبك” تشير إلى الخطوط فقط.
المعنى الحقيقي: تشير إلى الزينة والنظام البديع في خلق السماء.
14. “قُرَّةُ عَيْنٍ”
الآية: “قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ” (طه: 40).
المعنى الظاهري: قد تُفهم “قرة عين” بمعنى الراحة العامة.
المعنى الحقيقي: تشير إلى الفرح والسرور المستمر.
15. “وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ”
الآية: “وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ” (الحجر: 43-44).
المعنى الظاهري: قد يظن البعض أن “الأبواب” تشير إلى مداخل مادية فقط.
المعنى الحقيقي: الأبواب هنا تشير إلى مراتب العذاب وأنواع الذنوب التي تقود إليها.
16. “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا”
الآية: “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا” (الشمس: 7).
المعنى الظاهري: قد تُفهم “سواها” على أنها مجرد إكمال مادي.
المعنى الحقيقي: تشير إلى التوازن النفسي والروحي الذي خلقه الله في الإنسان.
17. “الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ”
الآية: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى” (الإسراء: 1).
المعنى الظاهري: قد يُفهم أنه مكان عبادة فقط.
المعنى الحقيقي: يشير إلى قدسية المكان باعتباره مركز الإسلام.
18. “وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ”
الآية: “وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ” (الفجر: 3).
المعنى الظاهري: قد يُظن أن الوتر يعني الفرد فقط.
المعنى الحقيقي: يشير إلى الصلاة أو الأعداد الفردية.
19. “وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا”
الآية: “وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا” (النازعات: 1).
المعنى الظاهري: قد يُفهم أنها مجرد حركات للغوص.
المعنى الحقيقي: تشير إلى الملائكة التي تنتزع أرواح الكفار بقوة.
الخلاصة:
هذه المفردات والجمل تؤكد أهمية السياق اللغوي والدلالات الشرعية لفهم النصوص القرآنية، مما يُبرز حاجة الجميع إلى تفسير العلماء لفهم كتاب الله على الوجه الصحيح.
هذه الجمل تُظهر أن المعاني الحقيقية للقرآن تتطلب فهمًا للسياق اللغوي والدلالات الشرعية، مما يبرز حاجة القرآنيين إلى تفسير العلماء. الاعتماد على التفسير السطحي يُظهر عجزهم عن فهم النصوص بمفردهم.
معنى سياق الحديث
سياق الحديث يعني فهم النصوص الشرعية في إطارها الكامل، متضمنًا الظروف المحيطة، القصد من القول، الموقف الذي ورد فيه الحديث، والغاية التي أراد النبي ﷺ إيصالها. أي أن الحديث لا يُفهم بمعزل عن بيئته الشرعية والأخلاقية، بل يجب أن نراعي النصوص الأخرى المرتبطة به والتعاليم العامة للإسلام.
مثال: فهم سياق الحديث المرتبط بالشبهة المثارة حول حديث جابر رضي الله عنه:
نص الحديث: “رأى رسول الله ﷺ امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئةً لها، فقضى حاجته، ثم خرج إلى أصحابه فقال: إن المرأة تُقبل في صورة شيطان وتُدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فأعجبته، فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه” (رواه مسلم).
كيف نوضح معنى “سياق الحديث” بالمثال السابق؟
1. فهم الموقف الذي ورد فيه الحديث:
الحدث: النبي ﷺ رأى امرأة من غير قصد، فتأثر بشهوة فطرية، وهو أمر طبيعي في البشر.
الإسلام لا يُجرّم الغرائز الفطرية بل يُرشد إلى كيفية التعامل معها.
النبي ﷺ قدّم قدوة عملية في كيفية ضبط النفس، إذ لم يُمعن النظر، ولم ينجر إلى معصية.
تصرف النبي ﷺ: لجأ إلى وسيلة شرعية مباحة لإطفاء الشهوة، وهي الرجوع إلى زوجته زينب رضي الله عنها.
هذا يُعلم المسلمين أن الشهوة يمكن توجيهها في إطار الحلال.
2. الحكمة من الحديث:
النبي ﷺ أراد أن يُعلم أصحابه والمسلمين كيف يتعاملون مع الشهوة إذا تعرضوا لموقف مشابه.
الحديث يُظهر حلولًا عملية لتحقيق العفاف وضبط الغرائز:
“إذا أبصر أحدكم امرأة فأعجبته، فليأت أهله”
هذه دعوة إلى استخدام الحلال وسيلةً لحفظ النفس من الوقوع في الحرام.
3. الحديث في سياق الأخلاق والتشريع:
الحديث يُظهر أن الإسلام دين يراعي الطبيعة البشرية، ويضع لها حلولًا عملية بدلاً من إنكارها أو تجاهلها.
الشهوة في ذاتها ليست معصية، لكن الإسلام وضع لها ضوابط:
النظر المحرم ممنوع.
الشهوة توجه إلى الحلال، مثل الزواج أو العلاقة الزوجية.
4. الرد على الشبهة وفق سياق الحديث:
إذا أخذنا الحديث بشكل مجتزأ دون سياقه:
سيبدو أن النبي ﷺ يتصرف كأي إنسان عادي قد ينقاد لشهواته.
وهذا الفهم مغلوط لأنه يعزل الحديث عن المقاصد التشريعية والأخلاقية.
في سياق الحديث الكامل:
النبي ﷺ قدّم حلًا شرعيًا وأخلاقيًا للتعامل مع موقف طبيعي.
تصرفه يُظهر الانضباط والتحكم في الشهوة ضمن إطار الحلال.
كيف يُفسد المستشرقون والقرآنيون الفهم؟
التأويل المجتزأ:
المستشرقون والقرآنيون يعزلون الحديث عن سياقه، فيُظهرونه كأنه يصف موقفًا ينطوي على ضعف أو شهوة عابرة.
يركزون على الكلمات دون النظر إلى الغاية الشرعية أو الحكمة النبوية.
الرد وفق السياق:
النبي ﷺ كان يُعلم الأمة طريقة التعامل مع الشهوات بما يضمن حفظ النفس والمجتمع.
التصرف لم يكن فيه أي معصية، بل كان مثالاً على الالتزام بشرع الله.
أمثلة لفهم النصوص بالسياق:
1. مثال آخر على أهمية السياق:
قال النبي ﷺ:
“ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب” (رواه البخاري).
إذا أخذنا النص حرفيًا، قد يُفهم أن أي شخص يفعل ذلك يُطرد من الإسلام.
السياق: الحديث يتحدث عن النهي عن عادات الجاهلية في الحزن المبالغ فيه (مثل اللطم وشق الثياب)، وليس إخراجًا من الملة.
2. ربط السياق بالحديث الحالي:
النبي ﷺ لم يُقدم الحديث ليُظهر أنه تأثر بشهوة عابرة فقط، بل ليُعلم المسلمين كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف بما يحفظ الإيمان والعفاف.
الخلاصة:
سياق الحديث: هو النظر إلى الموقف كاملاً بما يشمله من الغاية، البيئة، القيم الشرعية، والحكمة العملية.
في مثال الشبهة: الحديث يُظهر بشرية النبي ﷺ وقدرته على التحكم في الغرائز، ويُعلم المسلمين كيفية التعامل مع المواقف المشابهة في إطار الحلال.
الخطأ في الفهم يأتي من عزل الحديث عن سياقه، بينما الفهم الصحيح يظهر بربطه بالحكمة التشريعية والأخلاقية.
كيف نفهم النصوص الشرعية؟
فهم النصوص الشرعية عملية تحتاج إلى منهجية علمية دقيقة قائمة على ترتيب المصادر التشريعية، وفهمها وفق أصول العلم الشرعي. القرآن الكريم يأتي في المرتبة الأولى كمصدر أصلي للتشريع، ثم تأتي السنة النبوية كمفسرة ومكملة له. هذا الترتيب يساعد على فهم النصوص الشرعية بفهم صحيح، وفيما يلي الخطوات التفصيلية لكيفية فهم النصوص الشرعية:
1. البدء بالقرآن الكريم
أ. القرآن هو المصدر الأول للتشريع
قال الله تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ” (النساء: 105).
القرآن يشتمل على القواعد الكلية والأسس الكبرى للتشريع.
ب. فهم القرآن في سياقه الكامل
الرجوع إلى النصوص المحكمة أولًا:
القرآن ينقسم إلى آيات محكمات (واضحة الدلالة) وآيات متشابهات تحتاج إلى تفسير.
قال الله تعالى: “هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ” (آل عمران: 7).
تفسير القرآن بالقرآن:
إذا وردت آية غير واضحة، يتم البحث عن آيات أخرى تُفسرها.
مثال: قوله تعالى: “أَقِيمُوا الصَّلَاةَ” (البقرة: 43)
يوضحه قوله: “وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ” (البقرة: 43)
الذي يُشير إلى أن الصلاة تشمل الركوع كجزء من أركانها.
فهم اللغة العربية:
القرآن نزل باللغة العربية، وفهمه يتطلب معرفة دقيقة بقواعد اللغة ومعاني الكلمات.
2. الرجوع إلى السنة النبوية
أ. السنة مفسرة ومبينة للقرآن
قال الله تعالى: “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ” (النحل: 44).
السنة توضح ما ورد مجملًا في القرآن وتفصّل أحكامه.
ب. أدوار السنة في التشريع:
تفسير المجمل في القرآن:
القرآن يأمر بالصلاة دون تفصيل عدد ركعاتها أو كيفيتها، وجاءت السنة لتوضيح ذلك.
قال النبي ﷺ: “صلوا كما رأيتموني أصلي” (رواه البخاري).
تقييد المطلق:
قال الله تعالى: “وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا” (المائدة: 38).
جاءت السنة لتبين أن القطع لا يكون إلا بشروط معينة (مثل نصاب السرقة).
تفصيل الأحكام:
السنة قدمت تفاصيل لم تُذكر في القرآن، مثل أحكام الصيام (الإفطار بالسهو)، والزكاة (أنصبة الأموال).
الإضافة إلى الأحكام:
أحيانًا تضيف السنة أحكامًا لم تُذكر نصًا في القرآن.
مثال: تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها في الزواج.
3. ترتيب العلاقة بين القرآن والسنة
أ. السنة لا تُخالف القرآن
السنة الصحيحة لا تأتي بحكم يُناقض نصًا قرآنيًا.
قال النبي ﷺ: “ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه” (رواه أبو داود).
هذا يدل على أن السنة مكملة للقرآن، وليست مستقلة عنه.
ب. السنة تُعتبر بيانًا عمليًا:
النبي ﷺ هو المفسر الأول للقرآن:
قوله ﷺ: “خذوا عني مناسككم” (رواه مسلم).
هذا مثال على كيف شرح النبي ﷺ القرآن عمليًا، مثل آيات الحج.
4. التدرج في فهم النصوص الشرعية
أ. تحديد النصوص المتعلقة بالمسألة:
البحث في القرآن:
تحديد الآيات المرتبطة مباشرة بالموضوع.
مثال: أحكام البيع تبدأ من قوله: “وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا” (البقرة: 275).
الرجوع إلى السنة:
البحث عن الأحاديث المتعلقة بنفس الموضوع.
ب. فهم النصوص بمجموعها:
لا يُفهم النص الشرعي من آية أو حديث بمعزل عن بقية النصوص.
مثال: آية “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ” (الماعون: 4) لا يمكن فهمها إلا بالآية التي تليها: “الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ”.
5. الاعتماد على تفاسير العلماء وشروح الحديث
أ. تفسير القرآن:
الاستعانة بالتفاسير المعتبرة، مثل: تفسير الطبري، ابن كثير، والقرطبي.
ب. شروح الحديث:
الرجوع إلى شروح الأحاديث مثل: فتح الباري لابن حجر، شرح النووي على مسلم.
6. قواعد لفهم النصوص الشرعية:
الجمع بين النصوص:
يُجمع بين النصوص المختلفة لفهم الحكم الكامل.
مثال: الجمع بين آية القتال في سورة البقرة “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ” وآيات الصفح والتسامح، لفهم متى يُشرع القتال.
الاعتبار بالسياق:
فهم النصوص في سياقها التاريخي واللغوي.
مثال: حديث النبي ﷺ عن “التداوي”، حيث يُفهم في ضوء تطور الطب.
مراعاة المقاصد الشرعية:
الشريعة تهدف إلى تحقيق مقاصد عظيمة مثل حفظ الدين، النفس، العقل، المال، والنسل.
التدرج في الأحكام:
بعض الأحكام نزلت متدرجة، مثل تحريم الخمر.
الخلاصة:
ابدأ بالقرآن الكريم:
افهم النصوص المحكمات واستعن بالمتشابهات عند الحاجة.
ثم انتقل إلى السنة النبوية:
استكمل الفهم من الأحاديث الصحيحة التي تُفسر القرآن وتفصله.
اجمع النصوص المتعلقة بالموضوع:
اربط الآيات والأحاديث معًا للوصول إلى فهم شامل.
استعن بعلماء التفسير والحديث:
لا تعتمد على الفهم الشخصي فقط، بل استند إلى شروح العلماء.
باتباع هذه المنهجية، يمكنك فهم النصوص الشرعية بفهم متكامل يحترم الترتيب التشريعي والضوابط الشرعية.
بعض الأمثلة على متشابه القرآن، وكيف نفهمه؟
الآيات المتشابهات في القرآن هي الآيات التي قد تحتمل أكثر من معنى أو تحتاج إلى تفسير إضافي لفهمها، لأنها قد تتشابه مع آيات أخرى أو تتطلب تفسيرًا يعتمد على المُحكمات (الآيات الواضحة الدلالة التي لا لبس فيها). فهم هذه الآيات يتم بناءً على القواعد الشرعية واللغوية، مع الرجوع إلى المحكمات والسنة النبوية وتفاسير العلماء.
1. معنى المتشابه في القرآن:
المحكم: هو الواضح الدلالة، الذي لا يحتمل إلا معنى واحدًا.
مثال: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ” (الإخلاص: 1) – هذا توحيد واضح وصريح.
المتشابه: هو ما يحتمل أكثر من معنى أو يتطلب تفسيرًا من العلماء أو الاعتماد على المحكم لفهمه.
مثال: “ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ” (الأعراف: 54) – هذا يتطلب فهمًا وتأويلاً يعتمد على القواعد الشرعية.
أمثلة على الآيات المتشابهات وكيف نفهمها:
1. آيات صفات الله عز وجل:
مثال:
قوله تعالى: “ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ” (طه: 5).
قوله تعالى: “يَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَيۡدِيهِمۡ” (الفتح: 10).
قوله تعالى: “وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا” (الفجر: 22).
فهمها:
هذه الآيات قد يُفهم منها معانٍ تُشبه صفات الله بصفات المخلوقين إذا أُخذت بظاهرها.
القاعدة: “ليس كمثله شيء” (الشورى: 11) هي المحكم الذي يُفسر هذه الآيات.
فهم أهل السنة: نؤمن بالصفات كما وردت دون تمثيل أو تشبيه، ونفوض الكيفية لله.
2. آيات القدر والإرادة:
مثال:
قوله تعالى: “وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ” (الإنسان: 30).
قوله تعالى: “وَٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ” (الفاتحة: 6).
فهمها:
قد يبدو للوهلة الأولى أن الإنسان لا يملك إرادة مستقلة.
المحكم: “لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡ” (البقرة: 286).
التفسير: مشيئة الإنسان تحت مشيئة الله، لكن الإنسان مكلف ومحاسب على اختياره ضمن إطار إرادة الله.
3. آيات الرؤية يوم القيامة:
مثال:
قوله تعالى: “وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ” (القيامة: 22-23).
مقابلها: “لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَهُوَ يُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَٰرَ” (الأنعام: 103).
فهمها:
الرؤية المذكورة في الآية الأولى هي رؤية حقيقية للمؤمنين يوم القيامة.
المحكم يوضح أن هذه الرؤية ليست كإدراك الأبصار المادي، فهي تليق بجلال الله.
4. آيات تتعلق بخلق الكون:
مثال:
قوله تعالى: “إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ” (الأعراف: 54).
مقابلها: “أَوَلَمۡ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ كَانَتَا رَتۡقٗا فَفَتَقۡنَٰهُمَا” (الأنبياء: 30).
فهمها:
الآيات تتحدث عن خلق الكون من جوانب مختلفة.
المحكم: الله هو خالق كل شيء وخلقه كان بإرادته وتدبيره الحكيم.
الجمع بين الآيات: خلق الكون كان على مراحل تبدأ من الفتق إلى التقدير.
5. آيات الجزاء والعقاب:
مثال:
قوله تعالى: “وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا” (مريم: 71).
مقابلها: “إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتۡ لَهُم مِّنَّا ٱلۡحُسۡنَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ عَنۡهَا مُبۡعَدُونَ” (الأنبياء: 101).
فهمها:
الآية الأولى تشير إلى المرور على الصراط الذي يكون فوق جهنم.
الآية الثانية تؤكد أن المؤمنين لن يدخلوا النار.
الجمع: الجميع يمر على الصراط، لكن المؤمنين ينجون منه، والكفار يسقطون فيه.
كيف نفهم الآيات المتشابهات؟
1. الرجوع إلى المحكمات:
المحكمات هي المرجع الأساسي لتفسير المتشابه.
مثال: آيات الصفات تُفسر بآية: “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ” (الشورى: 11).
2. تفسير القرآن بالقرآن:
البحث عن آيات أخرى توضح المعنى.
مثال: تفسير “يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ” (الفتح: 10) بالآيات التي تثبت قدرة الله.
3. الرجوع إلى السنة النبوية:
السنة تفسر المتشابه، كما فسرت كيفية الصلاة والزكاة.
مثال: آية “أَقِيمُوا الصَّلَاةَ” فُسرت بالسنة في عدد الركعات.
4. التفويض أو التأويل عند الحاجة:
التفويض: الإيمان بالآية كما جاءت دون الخوض في التفاصيل.
التأويل: فهم المعنى بما يليق بالله وفق اللغة العربية والمقاصد الشرعية.
5. الرجوع إلى تفاسير العلماء:
مثل تفسير ابن كثير، الطبري، والقرطبي الذين جمعوا بين النصوص.
الخلاصة:
المحكمات هي الأساس لفهم المتشابهات.
تفسير القرآن يجب أن يكون بمنهج متكامل يعتمد على:
القرآن نفسه.
السنة النبوية.
لغة العرب.
تفاسير العلماء.
المتشابه يهدف إلى اختبار الإيمان والرجوع إلى النصوص المحكمة لفهمه:
قال الله تعالى: “فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦ” (آل عمران: 7).
المؤمنون يلجأون إلى المحكمات لفهم المتشابهات دون محاولة تحريف النصوص.
أمثلة واضحة لآيات واضحة يأولها القرآنيون خطأ
وكذلك لأحاديث صحيحة جدا يرفضونها ويحرفون معناها،
أمثلة لأحاديث موضوعة أو مكذوبة لا تصح، يستدلون بها.
أولاً: آيات من القرآن الكريم يُؤوِّلها القرآنيون خطأ
القرآنيون يعتمدون على تأويلات باطلة للآيات القرآنية لدعم مواقفهم وإنكار السنة النبوية والتشريعات الإسلامية. فيما يلي أمثلة واضحة:
1. آية: “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ” (الحشر: 7)
تأويلهم الخاطئ:
يزعمون أن الآية تتحدث فقط عن الغنائم، وأن طاعة الرسول مقتصرة على التوجيهات الواردة في القرآن وحده، ولا تشمل أقواله أو أفعاله خارج النص القرآني.
الرد:
السياق في بداية الآية يتحدث عن الغنائم، لكن الأمر بطاعة الرسول ﷺ في نفس الآية مطلق ويشمل كل ما جاء به من تشريعات:
“وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا”.
قال النبي ﷺ: “ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه” (رواه أبو داود) – وهذا يثبت أن السنة مكملة للقرآن.
2. آية: “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ” (محمد: 19)
تأويلهم الخاطئ:
يزعمون أن الإيمان يقتصر على قول “لا إله إلا الله”، ولا يحتاج إلى الإيمان بالرسول ﷺ أو العمل بالتشريعات.
الرد:
الشهادة الصحيحة هي “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، والنبي ﷺ أكد ذلك في الأحاديث:
“من قال: لا إله إلا الله مخلصًا دخل الجنة” (رواه البخاري) – مع شروطها، ومنها الإيمان بالرسول ﷺ وطاعته.
3. آية: “أَقِيمُوا الصَّلَاةَ” (البقرة: 43)
تأويلهم الخاطئ:
يقولون إن الصلاة مذكورة في القرآن دون تفصيل، وبالتالي كل شخص حر في أداء الصلاة بالطريقة التي يراها مناسبة.
الرد:
القرآن أمر بالصلاة، ولكن السنة النبوية فصّلتها:
“صلوا كما رأيتموني أصلي” (رواه البخاري).
السنة النبوية وضحت عدد الركعات وأوقاتها وأركانها.
4. آية: “وَٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ دَحَىٰهَا” (النازعات: 30)
تأويلهم الخاطئ:
يزعمون أن كلمة “دحاها” تعني فقط بسط الأرض ولا علاقة لها بخلق الأرض أو تفاصيلها الجغرافية.
الرد:
اللغة العربية تثبت أن “دحاها” تعني بسطها وتكوينها وإعدادها للحياة، وهو ما أكده العلماء في تفاسيرهم.
أحاديث صحيحة يرفضها القرآنيون أو يحرفون معناها
1. حديث: “لا تكتبوا عني غير القرآن”
تحريفهم:
يزعمون أن النبي ﷺ نهى عن كتابة السنة، وبالتالي لا يجب الاعتماد عليها.
الرد:
الحديث صحيح لكنه كان في بداية الإسلام خشية اختلاط القرآن بالسنة، ثم سمح النبي ﷺ بكتابة السنة:
قال النبي ﷺ: “اكتبوا لأبي شاه” (رواه البخاري).
2. حديث: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” (رواه البخاري ومسلم)
تحريفهم:
يقولون إن الحديث يخص السنة المبتدعة فقط، وليس كل سنة نبوية غير موجودة في القرآن.
الرد:
الحديث يؤكد أن أي تشريع يخالف القرآن والسنة فهو مردود. والسنة النبوية ليست بدعة بل مصدر تشريع مكمل للقرآن.
3. حديث: “ما تركتُ شيئًا يُقربكم إلى الله إلا أمرتكم به” (رواه البزار)
تحريفهم:
يقولون إن النبي ﷺ ترك كل شيء في القرآن، فلا حاجة إلى السنة.
الرد:
الحديث يدل على شمولية الشريعة الإسلامية، ويشمل السنة كمصدر أساسي للتشريع.
ثالثًا: أحاديث موضوعة أو ضعيفة يستدلون بها زورًا ضد أهل السنة
1. حديث: “اختلاف أمتي رحمة”
ما يفعلونه:
يستخدمون هذا الحديث للطعن في أهل السنة بزعم أن الاختلاف مبرر لتأويلاتهم.
الحقيقة:
الحديث لا أصل له في كتب السنة الصحيحة.
2. حديث: “أنا مدينة العلم وعلي بابها”
ما يفعلونه:
يستخدمونه للطعن في صحة الأحاديث التي رويت عن غير علي رضي الله عنه.
الحقيقة:
الحديث ضعيف، وأحاديث العلم جاءت عن جميع الصحابة وليس علي وحده.
3. حديث: “إن الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا الموت”
ما يفعلونه:
يزعمون أنه مبالغة غير عقلانية وينسبون للأمة الجهل العلمي.
الحقيقة:
الحديث صحيح (رواه البخاري ومسلم)، ولا ينافي العقل؛ لأن النبي ﷺ لم يحدد وقت الشفاء، بل أشار إلى أهميتها في العلاج.
الخلاصة:
آيات يُؤوِّلونها خطأ:
مثل “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ” (الحشر: 7).
“أَقِيمُوا الصَّلَاةَ” (البقرة: 43).
أحاديث صحيحة يرفضونها أو يحرفون معناها:
“لا تكتبوا عني غير القرآن” (رواه مسلم).
“ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله إلا أمرتكم به” (رواه البزار).
أحاديث موضوعة وضعيفة يستخدمونها ضد أهل السنة:
“اختلاف أمتي رحمة” (لا أصل له).
“أنا مدينة العلم وعلي بابها” (ضعيف).
المطلوب عند الرد على القرآنيين:
توضيح المعاني الصحيحة من القرآن والسنة.
إظهار حقيقة الأحاديث التي يعتمدون عليها للطعن في أهل السنة.
أمثلة لما ورد مجملاً في القرآن الكريم وفصلته السنة النبوية
وهذا يُظهر التكامل بين المصدرين، أي بين القرآن والسنة.
1. الصلاة
في القرآن:
“وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ” (البقرة: 43).
“حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ” (البقرة: 238).
تفصيل السنة:
عدد الصلوات: خمس صلوات في اليوم والليلة.
أوقات الصلاة: حديث جبريل عليه السلام يبين أوقات الصلوات (رواه مسلم).
كيفية الصلاة: قال النبي ﷺ: “صلوا كما رأيتموني أصلي” (رواه البخاري).
2. الزكاة
في القرآن:
“وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ” (البقرة: 43).
تفصيل السنة:
نصاب الزكاة: قال النبي ﷺ: “ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة” (رواه البخاري).
مقدار الزكاة: 2.5% من الأموال النقدية، وأحكام تفصيلية للأنعام والزروع.
3. الصيام
في القرآن:
“يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ” (البقرة: 183).
تفصيل السنة:
كيفية الصيام: الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من الفجر حتى غروب الشمس.
السنن المتعلقة بالصيام: السحور، وتأخير السحور، وتعجيل الإفطار.
4. الحج
في القرآن:
“وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا” (الحج: 27).
“وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِ” (البقرة: 196).
تفصيل السنة:
مناسك الحج: الطواف، السعي بين الصفا والمروة، الوقوف بعرفة.
حديث النبي ﷺ: “خذوا عني مناسككم” (رواه مسلم).
5. حد السرقة
في القرآن:
“وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقۡطَعُواْ أَيۡدِيَهُمَا” (المائدة: 38).
تفصيل السنة:
شروط القطع: أن تبلغ السرقة نصابًا محددًا (ربع دينار).
حديث النبي ﷺ: “لا تُقطع اليد إلا في ربع دينار فصاعدًا” (رواه البخاري).
6. حد الزنا
في القرآن:
“ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجۡلِدُواْ كُلَّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا مِاْئَةَ جَلۡدَةٖ” (النور: 2).
تفصيل السنة:
التفريق بين المحصن وغير المحصن:
المحصن: الرجم.
غير المحصن: الجلد.
حديث النبي ﷺ: قصة ماعز بن مالك رضي الله عنه الذي أمر النبي ﷺ برجمه لأنه محصن.
7. الطهارة
في القرآن:
“وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْ” (المائدة: 6).
تفصيل السنة:
كيفية الغسل: قال النبي ﷺ لعائشة رضي الله عنها: “أما أنا فأفيض على رأسي ثلاثًا” (رواه البخاري).
أحكام الوضوء والتيمم: تفاصيل أركان الوضوء وأحكامه في السنة.
8. الميراث
في القرآن:
“يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيٓ أَوۡلَٰدِكُمۡ لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ” (النساء: 11).
تفصيل السنة:
حالات الكلالة: السنة النبوية توضح كيفية توزيع الميراث في بعض الحالات المعقدة.
9. تحريم أكل الميتة والدم
في القرآن:
“حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ” (المائدة: 3).
تفصيل السنة:
استثناء: قال النبي ﷺ: “أُحلت لنا ميتتان: السمك والجراد” (رواه أحمد).
10. النهي عن الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها
في القرآن:
“وَأَن تَجۡمَعُواْ بَيۡنَ ٱلۡأُخۡتَيۡنِ” (النساء: 23).
تفصيل السنة:
حديث النبي ﷺ: “لا يُجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها” (رواه البخاري ومسلم).
11. الأشهر الحرم
في القرآن:
“إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرًا” (التوبة: 36).
تفصيل السنة:
تحديد الأشهر الحرم: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، ورجب.
السنة وضحت ما هي الأشهر الحرم وكيفية احترامها.
12. تحريم الربا
في القرآن:
“وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْ” (البقرة: 275).
تفصيل السنة:
أنواع الربا: ربا الفضل وربا النسيئة.
حديث النبي ﷺ: “الذهب بالذهب، والفضة بالفضة… مثلاً بمثل، يدًا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدًا بيد” (رواه مسلم).
13. حقوق الزوجين
في القرآن:
“وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ” (النساء: 19).
تفصيل السنة:
حقوق الزوجة: النفقة، حسن المعاشرة.
حديث النبي ﷺ: “خيركم خيركم لأهله” (رواه الترمذي).
14. الأشربة المحرمة
في القرآن:
“يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ” (البقرة: 219).
تفصيل السنة:
تحريم الخمر وكل مسكر: “كل مسكر خمر، وكل خمر حرام” (رواه مسلم).
15. الإيمان بالملائكة
في القرآن:
“وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَشۡهَدُونَ” (النساء: 166).
تفصيل السنة:
أسماء وأعمال الملائكة: كجبريل الموكل بالوحي، وميكائيل الموكل بالرزق.
أمثلة أخرى:
10 أمثلة أخرى لما ورد مجملًا في القرآن وفصلته السنة النبوية:
1. القتل العمد والقتل الخطأ
في القرآن:
“وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا خَطَـٔٗا فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖ وَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَصَّدَّقُواْ” (النساء: 92).
تفصيل السنة:
تفاصيل الدية في القتل الخطأ، مثل دية الرجل والمرأة، وأحكام الكفارة.
حديث النبي ﷺ: “دية المرأة على النصف من دية الرجل” (رواه النسائي).
2. الأذان للصلاة
في القرآن:
“وَإِذَا نَادَيۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُوٗا وَلَعِبًا” (المائدة: 58).
تفصيل السنة:
صيغة الأذان وتفاصيله جاءت في حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه، حيث رأى رؤيا الأذان وأقرها النبي ﷺ (رواه أبو داود).
3. صيام القضاء والكفارة
في القرآن:
“فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَ” (البقرة: 184).
تفصيل السنة:
أحكام صيام القضاء، وكيفية الترتيب بين الأيام، ومتى يجوز الفطر في السفر أو المرض.
حديث النبي ﷺ: “إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته” (رواه أحمد).
4. أنواع المياه للطهارة
في القرآن:
“فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا” (النساء: 43).
تفصيل السنة:
السنة وضحت أنواع المياه الطاهرة والمياه النجسة.
قال النبي ﷺ: “الماء طهور لا ينجسه شيء” (رواه الترمذي).
5. تقسيم الغنائم
في القرآن:
“وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ” (الأنفال: 41).
تفصيل السنة:
تفاصيل تقسيم الغنائم بين المقاتلين، وكيفية التعامل مع الأسرى.
قال النبي ﷺ: “للمقاتل سهمان، وللفارس ثلاثة” (رواه البخاري).
6. التعامل مع الحائض
في القرآن:
“وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذٞۖ فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ” (البقرة: 222).
تفصيل السنة:
السنة وضحت أن الاعتزال يعني عدم الجماع فقط، بينما الملامسة مسموحة.
قالت عائشة رضي الله عنها: “كان النبي ﷺ يباشرني وأنا حائض” (رواه البخاري).
7. الكفارات عن اليمين
في القرآن:
“فَكَفَّارَتُهُۥٓ إِطۡعَامُ عَشَرَةِ مَسَٰكِينَ مِنۡ أَوۡسَطِ مَا تُطۡعِمُونَ أَهۡلِيكُمۡ أَوۡ كِسۡوَتُهُمۡ أَوۡ تَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ” (المائدة: 89).
تفصيل السنة:
السنة بينت المقادير المحددة للطعام، وكيفية تحرير الرقبة، وترتيب الكفارات.
حديث النبي ﷺ: “من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها، فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه” (رواه مسلم).
8. العقيقة
في القرآن:
لم تذكر العقيقة بشكل مباشر.
تفصيل السنة:
النبي ﷺ شرع العقيقة عن المولود:
“عن الغلام شاتان متكافئتان، وعن الجارية شاة” (رواه الترمذي).
9. قتال أهل البغي
في القرآن:
“وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ” (الحجرات: 9).
تفصيل السنة:
النبي ﷺ بين أحكام قتال البغاة، مثل عدم قتل النساء والأطفال.
حديث: “لا تقتلوا شيخًا كبيرًا، ولا طفلًا صغيرًا، ولا امرأة” (رواه أبو داود).
10. اللباس والزينة
في القرآن:
“يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ” (الأعراف: 31).
تفصيل السنة:
السنة وضحت أن الزينة تشمل اللباس النظيف والمناسب.
حديث النبي ﷺ: “كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا، من غير إسراف ولا مخيلة” (رواه النسائي).
الخلاصة:
هذه الأمثلة تظهر التكامل بين القرآن والسنة في التشريع. القرآن يضع المبادئ العامة، بينما تأتي السنة بالتفاصيل التي تجعل تطبيق الدين ممكنًا في حياة المسلمين.
بخصوص السنة واتباع النبي صلى الله عليه وسلم
التشكيك في صحيح البخاري
الحجة: يقولون إن صحيح البخاري كُتب بعد وفاة النبي بقرون، مما يثير الشك في صحة الروايات وصدق الرواة.
الرد من أهل السنة: علم الحديث تطور بشكل دقيق للغاية، حيث تم تحقيق السند والمتن وفق قواعد علمية صارمة، وصحيح البخاري من أكثر الكتب توثيقًا.
الحجة: يطعنون في الإمام البخاري نفسه، ويزعمون أنه غير معصوم وأن كتابه ليس مقدسًا.
الرد من أهل السنة: لا أحد يدعي أن البخاري معصوم، ولكن التحقق العلمي الذي اتبعه يجعل كتابه في أعلى درجات الصحة.
صحيح البخاري:
يُعتبر من أصح الكتب بعد القرآن الكريم في الإسلام، وقد خضع لمنهج صارم في جمع الأحاديث. ومع ذلك، فإن بعض الأحاديث التي وردت فيه يُساء فهمها أو تُقتطع من سياقها، مما يدفع البعض للسخرية منها أو التشكيك في صحتها.
والاعتراضات التي تُثار حول أحاديث صحيح البخاري غالبًا ما تكون نتيجة لسوء فهم النصوص أو إخراجها عن سياقها. الأحاديث النبوية تحتاج إلى تفسير عميق يراعي اللغة، والسياق، والغيب، والتشريع الإسلامي، مع العلم أن صحيح البخاري يُعد من أدق الكتب في توثيق السنة، وله منهج صارم يُثبت صحته وموثوقيته.
كتب ومؤلفات متخصصة في جمع الأحاديث التي أُثيرت حولها شبهات والرد عليها
كتب متخصصة في الرد على شبهات الأحاديث النبوية:
“دفاع عن السنة”
المؤلف: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
الموضوع: الكتاب يرد على الشبهات التي أُثيرت حول السنة النبوية والأحاديث الصحيحة، مع التركيز على منهجية العلماء في التثبت من الحديث.
“السنة النبوية في مواجهة شبهات الاستشراق”
المؤلف: مصطفى السباعي.
الموضوع: يناقش شبهات المستشرقين حول السنة النبوية، ويرد عليها بأسلوب علمي.
“شبهات حول السنة والرد عليها”
المؤلف: عبد الغني عبد الخالق.
الموضوع: يتناول الشبهات المثارة حول حجية السنة النبوية وصحتها، ويُقدم ردودًا مفصلة عليها.
“دفع الشبهات عن السنة النبوية”
المؤلف: الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي.
الموضوع: يرد على الانتقادات المتعلقة بالأحاديث النبوية ويُبين قواعد قبول الحديث في الإسلام.
كتب تركز على الدفاع عن صحيح البخاري:
“صحيح البخاري: مكانته، رواته، الرد على من شكك فيه”
المؤلف: محمد عمارة.
الموضوع: الكتاب يناقش مكانة صحيح البخاري بين كتب السنة ويُفند الشبهات الموجهة له.
“دفاع عن البخاري”
المؤلف: الدكتور مصطفى ديب البغا.
الموضوع: يُركز على الدفاع عن صحيح البخاري والرد على الانتقادات المثارة حول منهجيته ومحتواه.
“الإمام البخاري وصحيحه”
المؤلف: مصطفى السباعي.
الموضوع: يتناول حياة الإمام البخاري ومنهجه في جمع الحديث، مع الرد على الشبهات المثارة حول كتابه.
“الرد على الطاعنين في صحيح البخاري”
المؤلف: الشيخ محمد عوامة.
الموضوع: كتاب متخصص في تفنيد شبهات المعاصرين والمستشرقين حول الأحاديث الواردة في صحيح البخاري.
كتب عامة حول الدفاع عن السنة النبوية:
“حجية السنة النبوية”
المؤلف: الدكتور محمد حسان.
الموضوع: الكتاب يركز على إثبات حجية السنة والرد على من يُنكرها أو يُشكك فيها.
“السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث”
المؤلف: محمد الغزالي.
الموضوع: يناقش الشبهات المثارة حول السنة النبوية ويُبرز أهميتها في التشريع.
“المنهجية العلمية في قبول الحديث”
المؤلف: عبد الفتاح أبو غدة.
الموضوع: يُفصل منهجية العلماء في قبول الحديث ورده، مع الرد على الشبهات حول قواعد الحديث.
“السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي”
المؤلف: الدكتور مصطفى السباعي.
الموضوع: يناقش أهمية السنة النبوية في التشريع، ويرد على الشبهات التي تُثار حولها.
أبحاث ودراسات متفرقة:
“أحاديث موضع النقد في صحيح البخاري ومسلم”
المؤلف: مجموعة من الباحثين.
الموضوع: دراسة علمية تناقش بعض الأحاديث التي أثير حولها جدل، وتُبين مناهج الرد عليها.
“علم الجرح والتعديل وأثره في قبول الأحاديث”
المؤلف: الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجديع.
الموضوع: يُبرز منهج العلماء في الجرح والتعديل، ويُدافع عن دقة نقل السنة.
مقالات ودروس معاصرة:
العديد من العلماء والدعاة المعاصرين نشروا مقالات ودروس متخصصة حول هذا الموضوع، مثل:
الشيخ صالح الفوزان.
الدكتور شريف عبد العظيم.
الدكتور محمد إسماعيل المقدم.
شبهة تعدد روايات الحديث وتناقضها
الشبهة: يقولون إن الأحاديث النبوية مليئة بالتناقضات بين الروايات المختلفة، مما يُظهر أن نقلها كان عشوائيًا وغير دقيق.
الرد:
التعدد في الروايات لا يعني التناقض، بل يعكس اختلاف الألفاظ التي نقلها الرواة بحسب فهمهم.
علم الحديث تعامل مع هذه القضايا بمنهجية دقيقة تُدقق في الألفاظ، السياقات، والرواة لضمان صحة المعاني.
شبهة طول الفترة الزمنية بين النبي وجمع الحديث
الشبهة: يدعون أن الفترة الزمنية بين وفاة النبي ﷺ وتدوين الحديث (أكثر من مائة عام) تعني أن الأحاديث لا يمكن الوثوق بها.
الرد:
الأحاديث حُفظت ونُقلت بدقة شفهية في مجتمع عربي يعتمد على الحفظ القوي.
علم الإسناد نشأ مبكرًا جدًا لضمان توثيق كل نقل للرواية، ولم يكن الجمع الكتابي سوى مرحلة لاحقة لتثبيت هذه الروايات.
شبهة التأثيرات اليهودية والمسيحية على الحديث
الشبهة: يدعون أن الكثير من الأحاديث النبوية مأخوذة من التوراة والإنجيل، خاصة تلك المتعلقة بالغيبيات.
الرد:
الإسلام يؤكد أن بعض الحقائق الغيبية تتشابه بين الرسالات السماوية لأنها من مصدر واحد.
النبي ﷺ صرح بأن الوحي هو مصدر أحاديثه، ولا يوجد دليل علمي على تأثره بغير الوحي.
الأحاديث التي تتوافق مع الروايات اليهودية أو المسيحية غالبًا ما تكون عن أمور أقرها الإسلام، مثل خلق آدم أو يوم القيامة.
شبهة الإسرائيليات في الأحاديث
الشبهة: يدعون أن بعض الأحاديث مأخوذة مباشرة من روايات إسرائيلية ضعيفة أو خرافية.
الرد:
علماء الحديث تعاملوا مع الروايات الإسرائيلية بحذر، وميزوا الصحيح منها عن المكذوب.
كثير من الأحاديث التي تبدو متأثرة بالإسرائيليات لها أصول مستقلة في السنة.
اتباع النبي واجب على كل مسلم
لا يقبل الله دعوى من ادعى محبته سبحانه حتى يتبع نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، وجعل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعته، وضمن الهداية لمن أطاعه صلى الله عليه وسلم.
تصديق ذلك في الآيات الآتية:
قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (الأعراف: 158) .
وقال سبحانه: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} (آل عمران: 32) .
وقال جلّ وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (محمد: 33) .
وقال عز من قائل: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} (الفتح: 8 و 9) .
وقال سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (الحشر: 7) .
وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (آل عمران:31) .
وقال سبحانه: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} (النور: 54) .
وحثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على الاعتصام بسنته بعد وفاته فقال: “إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضّوا عليها بالنواجذ” وحذّر من الابتداع الذي من هجر سنته فقال بعد الكلمات السابقة: “وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة” (1) كما أخبر بالمترفين الذين يأتون بعده فيأبون من سنته فقال: “لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه” (2) .
فقد أخبر الله نبيه بما سيقع في أمته، فوقع كما أخبر دليلاً على نبوته ورسالته، وقد طابق خبره المخبر، وتتابعت الفرق الضالة على ردّ سنته وإلغاء حكمه من مقلّ ومستكثر من القرن الأول إلى اليوم.
النبي ﷺ هو المبيّن للقرآن، وشبهتهم حول الحكمة
قال الله تعالى: “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ” (النحل: 44).
إذا كنت تدّعي أن القرآن يكفي، فكيف نفهمه دون تفسير النبي ﷺ؟
التفصيل في هذه الآية:
شبهة القرآنيين حول الآية:
القرآنيون يُثيرون شبهة حول هذه الآية بقولهم إن كلمة “لِتُبَيِّنَ” تعني فقط قراءة القرآن وإبلاغه للناس، ولا تشير إلى أن النبي ﷺ مفسر أو مُبَيِّن لتفاصيل الأحكام التي وردت مجملة في القرآن. ويرون أن كل تفسير أو شرح خارج القرآن نفسه غير ملزم.
الرد على الشبهة:
فهم كلمة “لِتُبَيِّنَ” في اللغة العربية:
“التبيين” في اللغة لا يعني فقط القراءة أو الإبلاغ، بل يشمل الإيضاح والتفسير والتفصيل.
أدلة لغوية:
قال ابن فارس في “معجم مقاييس اللغة”: التبيين يعني “الإظهار والإيضاح”.
في سياق الآية، التبيين يشير إلى توضيح ما قد يكون مُجملًا أو مبهمًا في النصوص.
النص القرآني يُثبت حاجة التبيين إلى السنة:
القرآن يحتوي على أحكام مجملة تحتاج إلى بيان تفصيلي، مثل:
الصلاة: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ” (البقرة: 43).
القرآن لم يذكر عدد الركعات أو تفاصيل الأوقات. النبي ﷺ هو الذي بيَّن هذه الأمور.
الزكاة: “وَآتُوا الزَّكَاةَ” (البقرة: 43).
النص لم يحدد الأنصبة أو أنواع الأموال التي تُزكى. السنة هي التي فصَّلت ذلك.
النصوص الدالة على تفصيل النبي ﷺ:
قال الله تعالى: “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا” (الحشر: 7).
هذه الآية تُثبت أن ما يوضحه النبي ﷺ من تفسير أو حكم واجب الاتباع.
كيف فهم العلماء الآية؟
العلماء والمفسرون أجمعوا على أن التبيين يشمل:
إبلاغ النص القرآني: توصيل القرآن إلى الناس كما أنزل.
تفسير المعنى: إيضاح معاني الآيات، سواء بالشرح اللغوي أو التفصيل الشرعي.
التفصيل العملي: تطبيق الأحكام من خلال السنة القولية والفعلية.
أقوال المفسرين:
ابن كثير: “أي أن النبي ﷺ مُكَلَّف بتبليغ القرآن وتفسيره للناس بما يحتاجونه في دينهم”
الطبري: “تبيين ما نُزل إليهم هو تفسير معانيه وإيضاح المراد منه”
الرد على حصر التبيين بالقراءة فقط:
القرآن نفسه يُشير إلى أن النبي ﷺ كان يفسر ويشرح: “وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ” (الأحزاب: 34).
“الحكمة” هنا هي السنة التي كان النبي ﷺ يعلمها للناس.
إذا كان المقصود بـ”التبيين” مجرد الإبلاغ، فلماذا يُلزَم المسلمون باتباع السنة؟
النبي ﷺ قال: “صلوا كما رأيتموني أصلي” (رواه البخاري).
هذا بيان عملي لتفاصيل عبادة لم تُذكر كاملة في القرآن.
السنة نفسها وحي من الله:
قال الله تعالى: “وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ” (النجم: 3-4).
السنة النبوية وحي إلهي مكمل للقرآن، وليست مجرد اجتهاد بشري.
تناقض القرآنيين في التطبيق:
القرآنيون أنفسهم يُصلون ويصومون ويُزكّون، لكنهم لا يستطيعون تطبيق هذه العبادات دون الرجوع إلى السنة.
سؤال لهم: من أين عرفتم أن الصلاة خمس، والصيام يمتد من الفجر إلى المغرب، والزكاة لها نصاب؟
الإجابة: من السنة النبوية التي أنكرتموها.
الخلاصة:
الآية “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ” (النحل: 44) تُثبت بوضوح أن النبي ﷺ مكلف بتفسير القرآن وشرحه، وليس مجرد قراءته أو تبليغه.
التبيين يشمل:
إبلاغ النص.
شرح المعنى.
التفصيل العملي.
من ينكر السنة يُناقض نفسه لأنه يستحيل فهم الإسلام وتطبيقه بالكامل من القرآن وحده دون السنة.
أما الحكمة:
شبهة القرآنيين حول كلمة “الحكمة” وأقوالهم السخيفة فيها.
الشبهة:
القرآنيون يزعمون أن كلمة “الحكمة” في القرآن لا تعني السنة النبوية، وإنما تشير فقط إلى الفهم، العقل، أو مجرد الإرشاد الأخلاقي. ويقولون إن النبي ﷺ لم يُكلف إلا بتلاوة القرآن وشرح معانيه الظاهرة دون الحاجة إلى سنة تشريعية.
يضيفون أن الحكمة ليست مصدرًا مستقلًا للتشريع ولا علاقة لها بأفعال النبي ﷺ وأقواله.
أقوالهم السخيفة حول “الحكمة”:
1. الحكمة هي العقل والفهم:
يدّعون أن الحكمة تعني استخدام العقل والفهم للوصول إلى الصواب، وأنها ليست شيئًا مُوحى به للنبي ﷺ.
يقولون: “الحكمة يمكن أن تكون لأي إنسان لديه عقل راجح، ولا تتطلب وحيًا خاصًا”
2. الحكمة مجرد أخلاق حسنة:
يعتبرون أن الحكمة تعني فقط السلوك الحسن والتصرف الأخلاقي.
يزعمون: “الله أمرنا باتباع الأخلاق من خلال القرآن فقط، ولم يأمرنا باتباع أحاديث تُدعى سنة”
3. الحكمة موجودة داخل القرآن نفسه:
يقولون إن كل معاني الحكمة موجودة بالفعل داخل القرآن، ولا حاجة لوجود السنة كمصدر آخر.
يرددون: “الحكمة مذكورة في القرآن، فلماذا نحتاج إلى أحاديث كتبها بشر بعد وفاة النبي؟”
4. إنكار السنة التشريعية:
يقولون إن كلمة “الحكمة” لا تشير إلى السنة النبوية، لأنهم يعتبرون السنة مجرد اجتهاد بشري من الصحابة أو التابعين وليست وحيًا.
الرد على هذه الأقوال السخيفة:
1. الحكمة في القرآن تشير إلى السنة وشيء مستقل عن الكتاب:
لو كانت الحكمة مجرد الفهم أو الأخلاق، لما اقترنت دائمًا بالكتاب كشيء مستقل، مثل قوله تعالى:
“هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّۦنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ” (الجمعة: 2).
الكتاب هو القرآن. فماذا تعني الحكمة إذا لم تكن السنة؟
2. الحكمة في النصوص تشرح كيفية تطبيق الأحكام:
القرآن يحتوي على أوامر عامة، مثل الصلاة والزكاة، لكنه لا يذكر تفاصيلها، وجاءت السنة لتُبين:
الصلاة: قال النبي ﷺ: “صلوا كما رأيتموني أصلي” (رواه البخاري).
الزكاة: السنة فصّلت النصاب ومقدار الزكاة.
3. العلماء أجمعوا على أن الحكمة هي السنة:
ابن كثير: الحكمة هي السنة النبوية، التي جاءت لتوضح كيفية العمل بما ورد في القرآن.
الطبري: الحكمة تشير إلى العلم بالدين وكيفية تطبيقه، وهو ما علمه النبي ﷺ لأصحابه.
الشافعي: يقول: “ذكر الله الحكمة مع الكتاب، فسمعتُ من أرضى من أهل العلم يقول: الحكمة هي سنة رسول الله”
4. الحكمة وحي وليست اجتهادًا بشريًا:
قال الله تعالى:
“وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ * إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ” (النجم: 3-4).
السنة النبوية هي وحي مُكمل للقرآن، وليست اجتهادًا من النبي ﷺ.
5. تناقضهم في فهم “الحكمة”:
إذا كانت الحكمة تعني العقل والفهم فقط، فلماذا يُقرّون بأحكام كالزكاة والصلاة التي لا يُمكن معرفتها إلا عبر السنة؟
سؤال لهم: من أين عرفتم أن الصلاة خمس ركعات والزكاة لها نصاب؟
الإجابة: من السنة التي تُنكرونها.
6. الحكمة في القرآن والسنة هي التشريع:
الحكمة ليست مجرد أخلاق أو فهم، بل هي جزء من التشريع الإلهي:
قال الله تعالى:
“وَٱذۡكُرۡنَ مَا يُتۡلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱلۡحِكۡمَةِ” (الأحزاب: 34).
المقصود هنا هو القرآن والسنة، حيث كانت أمهات المؤمنين يُبلغن السنة التي قالها النبي ﷺ.
الخلاصة:
أقوال القرآنيين حول كلمة “الحكمة” مليئة بالتناقض والسذاجة، إذ يحاولون تحريف النصوص لتبرير رفضهم للسنة.
الحكمة في القرآن تشير بوضوح إلى السنة النبوية التي تُفصل القرآن وتُبين كيفية تطبيقه.
إنكارهم للحكمة كالسنة يجعلهم عاجزين عن تفسير النصوص وتطبيق الأحكام الشرعية، ويكشف جهلهم بطبيعة الدين الإسلامي وشموله.
لابد من اعتماد السنة لسلامة فهم القرآن
أنزل الله القرآن تبياناً ((لكل شيء من أمور الدين إما بالنص عليه، أو بالإحالة على ما يوجب العلم؛ مثل بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إجماع المسلمين)). هكذا فسّر ابن الجوزي قوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} (النحل: 89) . ونسبه إلى العلماء بالمعاني.
وقال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} يُعنى بالكتاب اللوح المحفوظ في قول ابن عباس الثابت عنه، قال: “ما تركنا شيئاً إلا وقد كتبناه في أمّ الكتاب”. وتبعه قتادة وابن زيد.
وفُسِّر الكتاب بالقرآن في القول الثاني لابن عباس، قال: “ما تركنا من شيء إلا وقد بيناه لكم”.
قال ابن الجوزي: “فعلى هذا يكون من العام الذي أريد به الخاص فيكون المعنى: ما فرطنا في شيء بكم إليه حاجة إلا وبينّاه في الكتاب إما نصاً وإما مجملاً وإما دلالة”.
وقال القرطبي: “ما تركنا شيئاً من أمر الدين إلا وقد دللنا عليه في القرآن، إما دلالة مبينة مشروحة، وإما مجملة يُتلقى بيانها من الرسول عليه الصلاة والسلام، أو من الإجماع، أو من القياس الذي ثبت بنص الكتاب، قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} وقال: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} وقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} فأجمل في هذه الآية وآية النحل ما لم ينص عليه مما لم يذكره، فصدق خبر الله بأنه ما فرّط في الكتاب من شيء إلا ذكره، إما تفصيلاً وإما تأصيلاً؛ وقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}.
وعلى كثرة نظري في كتب التفسير لاستجلاء معنى الآيتين لم أر من فهم منهما أن القرآن لا يحتاج إلى بيان النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خالف ما أجمع عليه المفسرون ظهر زيغه وانحرافه.
وقد كان الصحابة أرباب الفصاحة وكانوا مستغنين عن علوم الوسائل التي افتقر إليها المتأخرون، بيد أنهم احتاجوا إلى تفسير النبي صلى الله عليه وسلم، فبين ((أن الظلم المذكور في قوله: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} هو الشرك، وأن الحساب اليسير هو العرض، وأن الخيط الأبيض والأسود هما بياض النهار وسواد الليل، وأن الذي رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى هو جبريل، كما فسر قوله: {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} أنه طلوع الشمس من مغربها، وكما فسر قوله: {مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} بأنها النخلة، وكما فسر قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} أن ذلك في القبر حين يُسأل من ربك وما دينك، وكما فسر الرعد بأنه ملك من الملائكة موكل بالسحاب، وكما فسر اتخاذ أهل الكتاب أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله بأن ذلك باستحلال ما أحلوه لهم من الحرام وتحريم ما حرموه من الحلال، وكما فسر القوة التي أمر الله أن نُعدّها لأعدائه بالرمي، وكما فسر قوله: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} بأنه ما يجزى به العبد في الدنيا من النصب والهم والخوف واللأواء، وكما فسر الزيادة في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس: 26) بأنها النظر إلى وجه الله الكريم)).
وهي كما ترى معانٍ لا يُتوصل إليها بمجرد إتقان لسان العرب، فلو لم يأت بها بيان الرسول صلى الله عليه وسلم لكنا في عماية من أمرها.
فالسنة تبين مجمل القرآن، قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} وقال سبحانه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} وقال جل من قائل:
{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} ، فبين النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله أن الصلوات المفروضات خمس في اليوم والليلة وبين أعداد ركعاتها وشروطها وأركانها ثم قال: “صلوا كما رأيتموني أصلّي”، وبين أن الحائض لا صلاة عليها لا أداء ولا قضاء.
وكذلك الزكاة بيّن حقيقتها وعلى من تجب؟ وبيّن أنصبتها، وأنها تؤخذ من العين من الذهب والفضة والمواشي من الإبل والغنم والبقر السائمة مرة كل عام، وأوجبها في بعض ما أخرجت الأرض دون بعض .
“وبيّن أن الصيام هو الإمساك بالعزم على الإمساك عما أمر بالإمساك عنه من طلوع الفجر إلى دخول الليل”.
وفرض على البالغين من الأحرار والعبيد ذكورهم وإناثهم إلا الحيّض فإنهن يقضين عدة من أيام أخر.
وبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الحج لا يجب في العمر إلا مرة واحدة وبيّن ما يلبس المحرم مما لا يلبسه وحدّد مواقيت الحج والعمرة وبيّن عدد الطواف وكيفيته، كلّ ذلك ليس بيانه في القرآن.
وأوجب الله سبحانه قطع يد السارق فقال: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} فبينت السنة أنها لا تقطع إلا في ربع دينار فصاعداً وأنها تقطع من مفصل الكوع.
فلو تُرِكْنا وعقولَنا لم نعرف هذه الأحكام، فتبيّن أنه لا يُستغنى عن السنة في فهم القرآن، وقد عرف الصحابة ذلك فكانوا يعرفون للسنة قدرها، فهذا جابر بن عبد الله يقول أثناء سرده صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم: “ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به”.
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد” فقال ابن له، يقال له واقد: إذن يتخذنه دَغَلاً. قال: فضرب في صدره وقال: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقول: لا!
وروي عن عمران بن حصين رضي الله عنه أنه ذكر الشفاعة، فقال رجل من القوم: يا أبا نجيد، إنكم تحدثونا بأحاديث لم نجد لها أصلاً في القرآن، فغضب عمران وقال للرجل: قرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: فهل وجدت فيه صلاة العشاء أربعاً ووجدت المغرب ثلاثاً، والغداة ركعتين، والظهر أربعاً والعصر أربعاً؟ قال: لا. قال: فعمن أخذتم ذلك؟ ألستم عنّا أخذتموه وأخذناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أوجدتم فيه: في كل أربعين شاة شاة، وفي كل كذا بعيراً كذا، وفي كل كذا درهماً كذا؟ قال: لا. قال: فعمن أخذتم ذلك؟ ألستم عنا أخذتموه وأخذناه عن النبي صلى الله عليه وسلم؟. وقال: في القرآن {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (الحج: 29) . أوجدتم في القرآن: “لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام”؟ أما سمعتم الله قال في كتابه: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ؟! قال عمران: فقد أخذنا عن رسول الله أشياء ليس لكم بها علم.
وعن أيوب السختياني أن رجلاً قال لمطرف بن عبد الله بن الشخير: لا تحدثونا إلا بالقرآن. فقال له مطرف: “والله ما نريد بالقرآن بدلاً؛ ولكنا نريد من هو أعلم بالقرآن منا “.
فبهؤلاء السلف فلنقتد، ولتعظُم السنن في قلوبنا، ولنُربّ الأجيال على احترامها وتطبيقها، وما لم يكن يومئذ ديناً فلن يكون اليوم ديناً، فيا تُرى من أين يأخذ القرآنيون دينهم؟ ومَنْ إمامهم في بدعتهم؟
حكم منكر حجية السنة
يرى هؤلاء أن الأحاديث تخالف العقل والعلم عندهم
الحجة: يقولون إن بعض الأحاديث تحتوي على أمور تخالف العقل أو التفسير العلمي المعاصر.
الرد من أهل السنة: هذه المسائل تخضع للتفسير والسياق، كما أن العلم الحديث ليس معيارًا مطلقًا للحقيقة وقد يتغير.
ويزعمون بأن السنة مصدر للانقسام:
الحجة: يقولون إن الأحاديث هي مصدر للخلاف بين المسلمين، في حين أن القرآن يجمعهم.
الرد من أهل السنة: السنة النبوية تعزز فهم القرآن وتوضح معانيه، والخلاف لا ينبع من النصوص الصحيحة، بل من سوء الفهم أو الهوى.
يعتمدون على نصوص ضعيفة أو موضوعة للنقد:
الحجة: يستخدمون أحاديث ضعيفة أو موضوعة لإظهار تناقض السنة أو ضعفها.
الرد من أهل السنة: السنة الصحيحة موثقة وتمييزها عن الضعيفة تم وفق منهج علمي، ولا يجوز الحكم على السنة بالنصوص غير المعتمدة.
لقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن فيمن يقرأ القرآن منافقين فقال: “ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة: ريحها طيب وطعمها مر”.
وأوضح الله سبحانه أنه جعل أعداء للأنبياء يناوئونهم ويصدون الناس عنهم بكلام يزخرفونه فقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً}، فليعلم المسلمون أن كلّ كلام يخالف الشرع يزخرفه صاحبه لتمويهه والتلبيس به على الناس حتى يغتروا به ويتلقفوه. وكل عمل يخالف الشرع كذلك يزينونه حتى يروج بين الناس. فهؤلاء الأعداء الذين يتظاهرون بالإسلام ويكيدون له ليل نهار لم يَخْفَ أمرُهم على علماء الإسلام فنبّهوا الناس على سوء مذهبهم، ورموهم بالكفر والإلحاد إما وصفاً أو أعياناً، فإليك بعض ما قاله أهل العلم في منكري السنة:
قال محمد بن نصر المروزي عن المسح على الخفين: “من أنكر ذلك لزمه إنكار جميع ما ذكرنا من السنن وغير ذلك مما لم نذكر، وذلك خروج عن جماعة أهل الإسلام”.
قال الآجري: “جميع فرائض الله التي فرضها في كتابه لا يعلم الحكم فيها إلا بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا قول علماء المسلمين، من قال غير هذا خرج عن ملة الإسلام ودخل في ملة الملحدين”.
وقال ابن حزم: “لو أن امرأً قال: لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن لكان كافراً بإجماع الأمة، ولكان لا يلزمه إلا ركعة ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل، وأخرى عند الفجر؛ لأن ذلك هو أقلّ ما يقع عليه اسم صلاة ولا حد للأكثر في ذلك، وقائل هذا كافر مشرك حلال الدم والمال، وإنما ذهب إلى هذا بعض غالية الرافضة ممن قد اجتمعت الأمة على كفرهم”.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: “محمد صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الثقلين إنسهم وجنهم، فمن اعتقد أنه يسوغ لأحد الخروج عن شريعته وطاعته فهو كافر يجب قتله”.
وعلّق ابن دقيق العيد على طعون بعض الزائغين على حديث الذباب بقوله: “إن هذا وأمثاله مما تُرد به الأحاديث الصحيحة إن أراد به قائلها إبطالها بعد اعتقاد كون الرسول صلى الله عليه وسلم قالها كان كافراً مجاهراً، وإن أراد إبطال نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب يرجع إلى متنه فلا يكفر، غير أنه مبطل لصحة الحديث”.
قال السيوطي: “إن من أنكر كون حديث النبي صلى الله عليه وسلم قولاً كان أو فعلاً بشرطه المعروف في الأصول – حجة، كفر وخرج عن دائرة الإسلام وحشر مع اليهود والنصارى أو مع من شاء الله من فرق الكفرة”.
وقال المعلمي: “منكر وجوب العمل بالأحاديث مطلقاً تقام عليه الحجة، فإن أصرّ بان كفره. ومنكر وجوب العمل ببعض الأحاديث إن كان له عذر من الأعذار المعروفة بين أهل العلم وما في معناها فمعذور، وإلا فهو عاص لله ورسوله، والعاصي آثم فاسق. وقد يتفق ما يجعله في معنى منكر وجوب العمل بالأحاديث مطلقاً “.
قال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله: “إن ما تفوّه به رشاد خليفة من إنكار السنة والقول بعدم الحاجة إليها كفر وردة عن الإسلام؛ لأن من أنكر السنة فقد أنكر الكتاب، ومن أنكرهما أو أحدهما فهو كافر بالإجماع، ولا يجوز التعامل معه وأمثاله، بل يجب هجره والتحذير من فتنته وبيان كفره وضلاله في كل مناسبة حتى يتوب إلى الله من ذلك توبة معلنة في الصحف السيارة، لقول الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.
وقال أيضاً: “من المعلوم عند جميع أهل العلم أن السنة هي الأصل الثاني من أصول الإسلام وأن مكانتها في الإسلام الصدارة بعد كتاب الله عز وجل، فهي الأصل المعتمد بعد كتاب الله عز وجل بإجماع أهل العلم قاطبة، وهي حجة قائمة مستقلة على جميع الأمة، من جحدها أو أنكرها أو زعم أنه يجوز الإعراض عنها والاكتفاء بالقرآن فقد ضلّ ضلالاً بعيداً، وكفر كفراً أكبر وارتدّ عن الإسلام بهذا المقال، فإنه بهذا المقال وبهذا الاعتقاد يكون قد كذّب الله ورسوله، وأنكر ما أمر الله به ورسوله، وجحد أصلاً عظيماً فرض الله الرجوع إليه والاعتماد عليه والأخذ به، وأنكر إجماع أهل العلم عليه وكذب به، وجحده… ونبغت نابغة بعد ذلك، ولا يزال هذا القول يذكر فيما بين وقت وآخر، وتسمى هذه النابغة الأخيرة ” القرآنية ” ويزعمون أنهم أهل القرآن، وأنهم يحتجون بالقرآن فقط، وأن السنة لا يحتج بها؛ لأنها إنما كتبت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بمدة طويلة، ولأن الإنسان قد ينسى وقد يغلط، ولأن الكتب قد يقع فيها غلط؛ إلى غير هذا من الترهات، والخرافات، والآراء الفاسدة، وزعموا أنهم بذلك يحتاطون لدينهم فلا يأخذون إلا بالقرآن فقط. وقد ضلوا عن سواء السبيل، وكذبوا وكفروا بذلك كفراً أكبر بواحاً؛ فإن الله عز وجل أمر بطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام واتباع ما جاء به وسمى كلامه وحياً في قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى. مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى. وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}، ولوكان رسوله لا يتبع ولا يطاع لم يكن لأوامره ونواهيه قيمة.
وقد أمر صلى الله عليه وسلم أن تبلغ سنته، فكان إذا خطب أمر أن تبلّغ السنة، فدل ذلك على أن سنته صلى الله عليه وسلم واجبة الاتباع وعلى أن طاعته واجبة على جميع الأمة … ومن تدبر القرآن العظيم وجد ذلك واضحاً ” .
وكفّر سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز زعيم القرآنيين غلام أحمد برويز.
عشرين نموذجاً مما تكلّم به برويز أو سطّرت يده: فقال ابن باز رحمة الله عليه: “كلّ من تأمل هذه النماذج المشار إليها من ذوي العلم والبصيرة يعلم علماً قطعياً لا يحتمل الشك بوجه مّا أن معتنقها ومعتقدها والداعي إليها كافر كفراً أكبر مرتد عن الإسلام، يجب أن يستتاب، فإن تاب توبة ظاهرة وكذّب نفسه تكذيباً ظاهراً يُنشر في الصحف المحلية، كما نشر فيها الباطل من تلك العقائد الزائفة وإلا وجب على وليّ الأمر للمسلمين قتله، وهذا شيء معلوم من دين الإسلام بالضرورة، والأدلة عليه من الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم كثيرة جداً لا يمكن استقصاؤها في هذا الجواب، وكل أنموذج من تلك النماذج التي قدمها المستفتي من عقائد غلام أحمد برويز يوجب كفره وردته عن الإسلام عند علماء الشريعة الإسلامية”.
ومن النماذج التي نقلت عنه نموذج مضمونه أن الأحكام المالية في القرآن من الصدقات والتوريث وغيرها مؤقتة وإنما يتدرج بها إلى ” نظام الربوبية ” وقد انتهت أحكامها.
وهناك نموذج آخر مضمونه أن الرسول والصحابة استنبطوا من القرآن أحكاماً كانت خاصة بهم، ولكل من جاء بعدهم من أعضاء شورى حكومة مركزية أن يستنبطوا أحكاماً أخرى وليسوا ملزمين بتلك الشريعة السابقة.
ونموذج آخر مضمونه أن المراد من طاعة الله وطاعة الرسول إطاعة مركز نظام الدين الذي ينفذ أحكام القرآن فقط.
ونموذج آخر نصه “ليس المراد بالجنة والنار أمكنة خاصة، بل هي كيفيات للإنسان”.
تحريف حديث: “لا تكتبوا عني غير القرآن”
يزعمون أن النبي ﷺ نهى عن كتابة السنة، وبالتالي لا يجب الاعتماد عليها.
وحديث النبي ﷺ: “اكتبوا لأبي شاه” الذي ورد في صحيح البخاري يُعد دليلًا قويًا للرد على القرآنيين الذين ينكرون السنة، بحجة أن النبي ﷺ نهى عن كتابة غير القرآن. فهم يستخدمون حديث: “لا تكتبوا عني غير القرآن، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه” (رواه مسلم) للطعن في حجية السنة النبوية.
لفهم الرد الصحيح، يجب توضيح سياق الحديثين ومعنى كل منهما.
النص الكامل للحديث:
ورد في صحيح البخاري: “قام رجل في خطبة النبي ﷺ يوم فتح مكة، فقال: إن أبا شاه رجل من اليمن، فقال: يا رسول الله، اكتبوا لي. فقال رسول الله ﷺ: اكتبوا لأبي شاه”.
الرد على شبهة القرآنيين:
1. فهم حديث “لا تكتبوا عني غير القرآن” (رواه مسلم):
السياق التاريخي:
هذا الحديث ورد في بداية الإسلام عندما كان القرآن ينزل متفرقًا، وكان الحرص شديدًا على عدم اختلاط الوحي القرآني بغيره من كلام النبي ﷺ. لذلك، كان النهي عن كتابة السنة مؤقتًا لحماية القرآن من الالتباس.
عندما اكتمل نزول القرآن، وُضعت آليات واضحة لتمييز القرآن عن السنة، وأُزيلت هذه المخاوف.
توضيح:
النهي في الحديث ليس مطلقًا، بل كان مرتبطًا بظرف زمني معين. بعد ذلك، أمر النبي ﷺ بكتابة السنة كما يظهر في حديث “اكتبوا لأبي شاه” وغيره.
2. حديث “اكتبوا لأبي شاه” يثبت جواز كتابة السنة:
موقف النبي ﷺ: أمر النبي ﷺ الصحابة بكتابة خطبته لرجل من اليمن يُدعى “أبو شاه”. وهذا يُظهر أن النبي ﷺ أقر كتابة كلامه غير القرآني.
أهمية هذا الحديث:
الحديث دليل واضح على أن كتابة السنة لم تكن ممنوعة بشكل دائم، بل كانت مقبولة بأمر النبي ﷺ في المواقف المناسبة.
التفسير:
إذا كان النبي ﷺ ينهى عن كتابة السنة نهيًا دائمًا كما يزعم القرآنيون، لما أمر بكتابة خطبته لأبي شاه. هذا يُثبت أن السنة كلام مُوجه وموثق مثل القرآن، وإن اختلفت وظيفتها.
3. أمثلة أخرى تدل على إقرار النبي ﷺ كتابة السنة:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال:
“كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله ﷺ أريد حفظه، فنهتني قريش وقالوا: تكتب كل شيء تسمعه، ورسول الله ﷺ بشر يتكلم في الغضب والرضا. فأمسكت عن الكتابة، فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ، فأومأ بإصبعه إلى فيه، فقال: اكتب، فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق” (رواه أبو داود).
الدلالة:
النبي ﷺ أقر كتابة السنة، بل أكد أنها جزء من الحق الذي لا يخرج منه إلا ما يُطابق الشريعة.
4. التوفيق بين الحديثين (النهي عن الكتابة والأمر بها):
النهي في البداية:
كان النهي عن كتابة السنة لحماية القرآن في زمن نزوله.
الإذن لاحقًا:
لما زالت أسباب الالتباس، أمر النبي ﷺ بكتابة السنة.
خلاصة القاعدة:
النهي عن الكتابة كان لحماية الوحي القرآني فقط، وعندما انتهت هذه الحاجة، صار الأمر بكتابة السنة أمرًا مشروعًا.
5. الرد على القرآنيين بمبدأ التفسير والتكامل:
القرآنيون يجتزئون النصوص دون فهم سياقها. لو أخذوا نصوص السنة بشكل متكامل، لتبين أن النبي ﷺ أقر كتابة السنة لاحقًا.
القرآن نفسه يُثبت أهمية السنة:
“وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا” (الحشر: 7).
السنة هي ما يأتي به الرسول ﷺ من أقوال وأفعال لتفسير القرآن.
أمثلة أخرى:
فيما يلي أمثلة أخرى تُستخدم للرد على شبهة إنكار السنة وحجيتها، مع التركيز على أدلة تثبت اعتماد السنة النبوية كمصدر تشريعي أصيل:
1. حديث: “ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه”
النص:
قال النبي ﷺ: “ألا إني أوتيتُ القرآنَ ومثله معه، ألا يُوشِكُ رجلٌ شبعانُ على أريكتِه يقولُ: عليكم بالقرآنِ، فما وجدتم فيه من حلالٍ فأحِلُّوه، وما وجدتم فيه من حرامٍ فحرِّموه، وإنَّ ما حرَّم رسولُ اللهِ كما حرَّم اللهُ” (رواه أبو داود والترمذي).
الدلالة:
النبي ﷺ يُحذر من إنكار السنة، ويوضح أن السنة وحي يُكمل القرآن، وأن ما يحرمه النبي ﷺ له نفس قوة ما يحرمه القرآن.
الرد على القرآنيين:
هذا الحديث يُفند زعمهم أن القرآن وحده يكفي، ويُظهر أن السنة النبوية مصدر تشريع مستقل، مكمل للقرآن الكريم.
2. حديث معاذ بن جبل عند إرساله إلى اليمن
النص:
عندما أرسل النبي ﷺ معاذ بن جبل إلى اليمن، سأله:
“بِمَ تقضي؟ قال: بكتاب الله. قال: فإن لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله. قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو. قال: الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يُرضي رسولَ الله” (رواه أبو داود).
الدلالة:
هذا الحديث يثبت أن السنة تأتي بعد القرآن مباشرة في التشريع، وأنها المصدر الثاني لتفسير القرآن واستكمال أحكامه.
الرد على القرآنيين:
النبي ﷺ أقر باتباع السنة كمرجع تشريعي بعد القرآن، مما يُلزم الأمة بالاحتكام إليها.
3. حديث تحريم الذهب والحرير على الرجال
النص:
قال النبي ﷺ: “حرم لبس الحرير والذهب على ذكور أمتي، وأحل لإناثهم” (رواه الترمذي).
الدلالة:
هذا الحكم النبوي لم يرد في القرآن، ومع ذلك أجمع العلماء على تحريمه بناءً على السنة.
الرد على القرآنيين:
تحريم الذهب والحرير على الرجال لا يمكن إثباته بالقرآن وحده، مما يثبت الحاجة إلى السنة لتوضيح الأحكام.
4. حديث الصلاة: “صلوا كما رأيتموني أصلي”
النص:
قال النبي ﷺ: “صلوا كما رأيتموني أصلي” (رواه البخاري).
الدلالة:
تفاصيل الصلاة (عدد الركعات، هيئة الركوع والسجود) جاءت بالسنة فقط، ولم تُفصل في القرآن.
الرد على القرآنيين:
إذا كان القرآن وحده كافيًا كما يدعون، فمن أين عرف المسلمون كيفية الصلاة؟ السنة النبوية هي المصدر الوحيد لهذه التفاصيل.
5. حديث الزكاة: “خذوا من أموالهم صدقة”
النص:
قال النبي ﷺ: “خذوا من أموالهم صدقة تُطهرهم وتُزكيهم” (رواه البخاري).
وفي حديث آخر: “ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة” (رواه البخاري).
الدلالة:
القرآن يأمر بإيتاء الزكاة (“وَآتُوا الزَّكَاةَ”)، لكن تفاصيل النصاب والأنصبة لم تُذكر إلا في السنة.
الرد على القرآنيين:
تفاصيل الزكاة (مثل نصاب الزكاة) وردت في السنة فقط، مما يثبت أنها مكملة للقرآن.
6. حديث النهي عن الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها
النص:
قال النبي ﷺ: “لا يُجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها” (رواه البخاري ومسلم).
الدلالة:
هذا الحكم الشرعي لم يُذكر في القرآن، وجاءت السنة لتوضيحه.
الرد على القرآنيين:
إذا كانوا ينكرون السنة، فكيف يُفسرون هذا الحكم الذي لم يرد في القرآن؟
7. حديث: “كل مسكر خمر، وكل خمر حرام”
النص:
قال النبي ﷺ: “كل مسكر خمر، وكل خمر حرام” (رواه مسلم).
الدلالة:
القرآن حرّم “الخمر”، لكن السنة وسّعت المفهوم ليشمل كل ما يُسكر، سواء كان خمرًا تقليديًا أم غيره.
الرد على القرآنيين:
هذا الحديث يُبين أن السنة تفسر القرآن وتوسع معانيه بما يُناسب التشريع.
8. حديث: “لا تنكح المرأة على عمتها”
النص:
قال النبي ﷺ: “لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها” (رواه مسلم).
الدلالة:
هذا الحكم الشرعي التفصيلي غير مذكور في القرآن، مما يُثبت أن السنة مصدر أساسي للتشريع.
9. حديث: “إنما الأعمال بالنيات”
النص:
قال النبي ﷺ: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى” (رواه البخاري ومسلم).
الدلالة:
الحديث يُحدد قاعدة نية العمل التي لا تُذكر بوضوح في القرآن، لكنها أساسية لصحة الأعمال.
الرد على القرآنيين:
بدون السنة، كيف نعرف أهمية النية في العبادات والمعاملات؟
الخلاصة:
هذه الأمثلة تؤكد أن السنة النبوية ضرورية لتفسير القرآن، تفصيل الأحكام، وإضافة تشريعات لم تُذكر في القرآن مباشرة. إنكار السنة يُلغي جزءًا كبيرًا من الشريعة ويترك المسلمين بلا توجيه عملي في عباداتهم ومعاملاتهم.
اعتراضات على رواة الحديث
الحجة: ينتقدون بعض الرواة ويتهمونهم بعدم العدالة أو الوقوع في الأخطاء، مثل التركيز على بعض الرواة المختلف عليهم.
الرد من أهل السنة: العلماء في علم الجرح والتعديل درسوا حال الرواة بدقة، ولم يتم قبول أي رواية إلا بعد التحقق من عدالتهم وضبطهم.
الحجة: يقولون إن علماء الحديث أضافوا أمورًا إلى الدين لم يذكرها الله في القرآن، مما يجعلهم ينظرون إلى السنة على أنها اجتهاد بشري فقط.
الرد من أهل السنة: السنة النبوية ليست إضافة، بل هي تفسير وشرح عملي للقرآن الكريم، واتباع السنة هو امتثال لما أمر الله به في القرآن.
ادعاء عدم وجود السند في العهد النبوي:
الحجة: يقولون إن علم السند لم يكن موجودًا في عصر النبي، وبالتالي فإن الأحاديث التي تعتمد على السند غير موثوقة.
الرد من أهل السنة: السند كان وسيلة لضمان النقل الصحيح بعد عصر النبي، وهو ضرورة للحفاظ على السنة النبوية.
– غباء القرآنيين:
عجبا لهم يزعمون أنهم يتبعون العقل، وهم إما كفار مدسوسيين يتعمدون اثارة هذه الشبهات (قادتهم في الغالب لأن الغبي الذي يتبعهم لا يقدر على القيادة)، أو أغبياء يتبعونهم، جهلة بكل شيء حتى المنطق والعقل.
يقول الأبله منهم، وهو الذي يمثلهم: بما أنني عثرت على 10-20 احاديث يمكن الطعن فيها (أخذها من الكفار الذين سبقوه، وهم سلفه)، فلن أتعب نفسي في تقليب 8000 حديث، ساحكم مباشرة على أن الحديث كله باطل بسبب إجرام ناقليه!
انظر كيف يفكرون، بل كيف يفترون، يتركون 8000 حديث لمجرد حديث أو اثنين، نسبة قليلة جدا مقارنة بالعدد الأصلي، لم يعجب عقولهم الفارغة أو مأخوذ من الشيعة وأهل الكذب!!
ولا يريدون التعب في البحث في الحديث، بل يصرحون بعجزهم عن ذلك، وعدم أهميته عندهم، وفي نفس القوت يطعنون في البخاري وامثاله الذين لم يقلببوها فقط، بل حفظوها وعرفوها وعرفوا رواتها عن ظهر غيب!!
ويقولون إن البخاري لم يكن يعرف العربية؟ يستدلون على ذلك بأصله الغير عربي! وهل الإسلام موجه للعرب وحدهم؟ إن من علماء الإسلام الكبار من هو ليس عربي، وحتى يومنا هذا، أما معرفة العربية فشرط في العالم بالإسلام، ولو كان لا يعرفها لما جمع الحديث!
لكن هل تعرفونها أنتم؟
من رآكم تتخبطون في قراءة القرآن الذي تزعمون أنكم أهله كذبا وزورا، يعلم أنه لا خلاق لكم لا من عقل ولا من علم!
1. نسبة الأحاديث التي يطعن فيها القرآنيون مقارنة بالأحاديث الصحيحة
أ. تقدير نسبة الأحاديث المطعون فيها:
الأحاديث الصحيحة: يشمل صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما، والتي تم توثيقها من خلال منهج علمي صارم في علم الحديث.
الأحاديث المطعون فيها من قِبل القرآنيين: غالبًا ما يركز القرآنيون على عدد محدود جدًا من الأحاديث، مثل تلك التي يرونها تخالف تصوراتهم أو غير مفهومة بالنسبة لهم.
بالنظر إلى عدد الأحاديث الصحيحة المقبولة في كتب السنة، والتي تُقدر بعشرات الآلاف، فإن الأحاديث التي يطعن فيها القرآنيون تُشكل نسبة صغيرة جدًا:
النسبة التقديرية: قد لا تتجاوز 1%-2% من مجموع الأحاديث الصحيحة، إذا شملنا الأحاديث التي يُسيئون فهمها أو يرفضونها عمدًا.
ب. سبب التركيز على القليل:
القرآنيون يقتطعون الأحاديث التي يسهل تحريفها أو إساءة تفسيرها، مثل الأحاديث المتعلقة بالجوانب البشرية للنبي ﷺ.
ويتجنبون الحديث عن الكم الكبير من الأحاديث التي تتناول القيم الأخلاقية، العبادات، والمعاملات التي لا يمكنهم إنكارها بسهولة.
2. لماذا يرفضون كل الأحاديث لمجرد أن حديثًا أو اثنين لا يعجبهم؟
أ. استغلال حالات سوء الفهم:
القرآنيون يستغلون أحاديث معينة قد تكون ضعيفة أو موضوعة، أو تلك التي يفتقدون القدرة على فهمها ضمن سياقها الكامل.
مثال: حديث “رأى النبي ﷺ امرأة فأتى زينب رضي الله عنها…”، حيث يسيئون فهمه للطعن في السنة ككل.
ب. التعميم غير المنطقي:
يرفضون السنة بالكامل بناءً على اعتراضهم على بعض الأحاديث التي قد لا تعجبهم، وهذا يناقض منهجية التفكير العلمي.
مثلًا: إذا وُجد خطأ في تفسير حديث معين، فهذا لا يُبرر رفض جميع الأحاديث.
ج. دوافع رفض السنة بالكامل:
التخلص من الالتزامات الشرعية: السنة النبوية تأتي بتفاصيل الأحكام التي تُقيد الحرية المطلقة (مثل كيفية الصلاة، الصيام، حدود الربا والزنا).
التشكيك في موثوقية العلماء: يعترضون على منهجية نقل الحديث التي تعتمد على الثقة في السند، رغم أنها الأكثر دقة مقارنة بأي نظام تاريخي آخر.
3. إلى من هم أقرب؟
أ. مقارنة مع الشيعة:
التشابه:
مثل الشيعة، يرفض القرآنيون بعض الأحاديث بناءً على موقفهم من الصحابة.
يعتمد الشيعة على مجموعة محدودة من الرواة، بينما يرفض القرآنيون السنة بالكامل.
الاختلاف:
الشيعة يقبلون جزءًا من السنة وفق رواة محددين (مثل أحاديث الأئمة المعصومين).
القرآنيون يرفضون السنة كليًا، ولا يقبلون أي حديث، حتى منسوبًا لأهل البيت.
ب. مقارنة مع المستشرقين:
التشابه:
كلاهما يشكك في السنة النبوية ومنهجية نقل الحديث.
كلاهما يعزل النصوص عن سياقها التاريخي واللغوي لتشويه المعنى.
الاختلاف:
المستشرقون لا يزعمون الإيمان بالقرآن، بل يسعون لتشكيك المسلمين في دينهم.
القرآنيون يدعون الإيمان بالقرآن، لكنهم يشككون في النصوص المرتبطة به من خلال السنة.
ج. مقارنة مع الملاحدة:
التشابه:
القرآنيون والملاحدة يشتركون في رفضهم للتكاليف الشرعية الواردة في السنة.
كلاهما يستخدم العقل وحده للحكم على النصوص، مما يؤدي إلى تجاهل الوحي.
الاختلاف:
الملاحدة يرفضون الدين ككل، بينما يقتصر رفض القرآنيين على السنة، مع زعم الإيمان بالقرآن.
4. أسباب رفض القرآنيين للسنة النبوية:
أ. الشبهات المستوردة:
كثير من اعتراضات القرآنيين على السنة مستوردة من المستشرقين الذين استهدفوا الإسلام عبر الطعن في السنة.
ب. سوء فهم النصوص:
القرآنيون يعجزون عن فهم بعض الأحاديث التي تحتاج إلى تفسير سياقي أو علمي.
ج. رفض العلماء:
القرآنيون يعترضون على نظام الإسناد والعدالة الذي اعتمده علماء الحديث لنقل السنة.
د. دوافع فكرية:
كثير من القرآنيين ينطلقون من خلفيات علمانية أو ليبرالية تسعى لتحرير الناس من الالتزامات الشرعية.
الخلاصة:
نسبة الأحاديث التي يطعن فيها القرآنيون مقارنة بالأحاديث الصحيحة قليلة جدًا (1%-2% فقط).
رفضهم للسنة ككل نابع من تعميم غير منطقي ودوافع فكرية تهدف إلى تعطيل الشريعة.
القرآنيون أقرب في منهجهم إلى المستشرقين والملاحدة، حيث يشتركون معهم في إنكار السنة، لكنهم يدعون الإيمان بالقرآن لإخفاء نواياهم الحقيقية.
الرد عليهم يتطلب تفنيد شبهاتهم بعلمية وتوضيح أهمية السنة النبوية في استكمال الشريعة وتفسير القرآن.
20 نقطة لإفحام القرآنيين بالعقل
وإثبات تناقضهم وضعف منهجهم، يمكن استخدام النقاط التالية بشكل منطقي وعلمي لإظهار غبائهم الفكري، مع الالتزام بالأدب والحكمة في الحوار. كما يمكن أن يُظهر هذا تناقضهم مع الإسلام بشكل صريح:
1. القرآن نفسه يُثبت حجية السنة.
قال الله تعالى: “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا” (الحشر: 7).
كيف تُنكر السنة بينما يأمرك القرآن باتباع الرسول ﷺ؟ ألا يدل ذلك على تناقضك؟
2. النبي ﷺ هو المبيّن للقرآن.
قال الله تعالى: “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ” (النحل: 44).
إذا كنت تدّعي أن القرآن يكفي، فكيف نفهمه دون تفسير النبي ﷺ؟
3. القرآن لا يحتوي على تفاصيل العبادات.
أين في القرآن تفاصيل الصلاة؟ عدد الركعات؟ هيئة الركوع والسجود؟
إذا كنت تعتمد فقط على القرآن، فلماذا تُصلي كما جاء في السنة إن كنت تصلي أصلا؟
4. رفض السنة يُؤدي إلى تعطيل الزكاة.
كيف تعرف نصاب الزكاة ومقدارها من القرآن وحده؟
قال النبي ﷺ: “ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة” (رواه البخاري).
إنكارك للسنة يعطل الركن الثالث من أركان الإسلام.
5. الحج يحتاج إلى السنة.
القرآن يأمر بالحج “وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ” (الحج: 27)، لكنه لا يوضح المناسك.
كيف تعرف مناسك الحج دون السنة؟
النبي ﷺ قال: “خذوا عني مناسككم” (رواه مسلم).
6. ما الفرق بين الحلال والحرام في الطعام؟
القرآن يقول: “وَأُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ” (المائدة: 5).
لكنه لا يوضح كل أنواع الحرام. كيف تعرف أن أكل الحمار أو الكلب محرم دون الرجوع إلى السنة؟
7. تحريم الجمع بين المرأة وعمتها.
قال النبي ﷺ: “لا يُجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها” (رواه البخاري ومسلم).
أين هذا الحكم في القرآن؟ هل تُجيز ذلك لأنك تُنكر السنة؟
8. السنة وحي من الله.
قال النبي ﷺ: “ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه” (رواه أبو داود).
كيف تُنكر السنة وهي وحي مكمل للقرآن؟ أليس هذا إنكارًا للوحي؟
9. القرآن يذكر عقوبات عامة دون تفاصيل.
“وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا” (المائدة: 38).
ما معنى “قطع اليد”؟ من أي موضع؟ وفي كم؟ السنة وضحت ذلك.
10. الإسلام دين شامل، والسنة تُكمل الشريعة.
رفضك للسنة يُظهر أن الإسلام ناقص.
أليس رفضك للسنة اتهامًا للإسلام بعدم الكمال؟
11. القرآن يُثبت طاعة الرسول.
قال الله تعالى: “مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ” (النساء: 80).
إذا كنت ترفض طاعة الرسول ﷺ، أليس هذا عصيانًا لله نفسه؟
12. من أين تعلمت القرآن؟
إذا كنت ترفض الأحاديث، كيف وُصِلَ إليك القرآن؟
أليس نقله تم بنفس منهجية نقل الحديث؟
(قال لي واحد لم ينقله الصحابة ولا العلماء بل نقلته لي الأمة!!)
13. اعتمادك على تفاسير القرآن يُناقض موقفك.
القرآنيون يعتمدون على تفاسير للقرآن كتبها علماء السنة.
كيف تُنكر السنة وأنت تستند إلى شروح علمائها؟
14. هل تقبل الشهادة في الإسلام؟
كيف تقبل شهادة الصحابة الذين نقلوا القرآن وترفض حديثهم؟
أليس ذلك تناقضًا واضحًا؟
15. بعض الأحكام غير مذكورة في القرآن.
قال النبي ﷺ: “إنَّ اللَّهَ حرَّمَ بيعَ الخمرِ والميتةِ والخنزيرِ” (رواه البخاري).
هل تقبل بيع الخمر لأنه لم يُذكر تحريمه تفصيلًا في القرآن؟
16. السنة ضرورية لتفسير الغيبيات.
القرآن يذكر الجنة والنار والملائكة، لكن التفاصيل جاءت في السنة.
إذا أنكرت السنة، كيف تفهم الغيب؟
17. تناقض في الصلاة على النبي ﷺ.
قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ” (الأحزاب: 56).
كيف تُطبق هذه الآية دون السنة التي تُحدد صيغة الصلاة؟
18. نفي الشفاعة يناقض القرآن والسنة.
القرآنيون يُنكرون الشفاعة، لكن القرآن يثبتها:
“وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ” (الأنبياء: 28).
من أين تعلمت تفاصيل الشفاعة دون السنة؟
19. رفض السنة يساوي رفضًا للقرآن.
القرآن نفسه يُحيل إلى السنة لتفسيره وتطبيقه.
إذا أنكرت السنة، فأنت تُنكر طريقة تطبيق القرآن.
20. اتباع القرآن وحده لا يُفسر تناقضاتهم.
إذا كنت تعتمد على القرآن وحده، لماذا تختلف مع قرآنيين آخرين في تفسير نفس الآيات؟
أليس هذا دليلًا على حاجتك إلى السنة التي تُفسر المعاني؟
الخلاصة:
غباء المنهج القرآني يتضح من تناقضه الداخلي: يدّعون الالتزام بالقرآن، لكنهم يرفضون مصادر تفسيره وتطبيقه (السنة).
خطورة موقفهم العقائدي: إنكار السنة يساوي رفضًا لطاعة النبي ﷺ، وهو رفض لما أمر به القرآن.
قربهم الفكري: هم أقرب إلى الملاحدة والمستشرقين في مهاجمة السنة، مع إدعاء الإيمان بالقرآن كغطاء فكري.
عشرون نقطة أخرى:
إليك 20 نقطة إضافية تُظهر قوة حجية السنة النبوية ومنهجية نقل الحديث، وتُفحم القرآنيين وغيرهم من المنكرين للسنة:
1. القرآن نفسه نُقل إلينا بنفس منهجية نقل الحديث.
القرآن الكريم لم يُكتب كاملًا في عهد النبي ﷺ، بل جُمِع في عهد الخلفاء الراشدين بنفس دقة منهج الإسناد الذي استُخدم في نقل الأحاديث. إنكار السنة يُلزمهم بإنكار القرآن أيضًا، لأن المصدر واحد.
2. القرآن يأمر بالاقتداء بالنبي ﷺ.
قال الله تعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ” (الأحزاب: 21).
كيف يكون النبي ﷺ قدوة إذا لم نتبع سنته العملية؟
3. الصلاة التي يصليها القرآنيون نفسها مأخوذة من السنة.
القرآن لم يذكر تفصيل كيفية الصلاة ولا عدد ركعاتها. رفض السنة يُلغي صحة صلاتهم، لأن كل تفاصيلها وردت في السنة.
4. السنة وحي إلهي وليست اجتهادًا بشريًا.
قال الله تعالى: “وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ * إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ” (النجم: 3-4).
إنكار السنة هو إنكار للوحي الإلهي.
5. السنة مُصدقة للقرآن ومُفسرة له.
قال الله تعالى: “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ” (النحل: 44).
كيف نفهم القرآن دون السنة التي تُبينه؟
6. السنة تنقل تطبيق النبي ﷺ العملي للقرآن.
النبي ﷺ طبّق القرآن عمليًا أمام أصحابه، والسنة نقلت هذا التطبيق للأمة.
مثال: تطبيق النبي ﷺ لمناسك الحج.
7. الأحاديث النبوية حُفظت بمنهجية علمية دقيقة.
علم الحديث هو العلم الوحيد الذي اعتمد نظام السند (سلسلة الرواة) والجرح والتعديل للتأكد من صحة النصوص.
لا يوجد في العالم نظام توثيقي بمثل هذا الدقة.
8. الصحابة والتابعون وثقوا بالسنة كما وثقوا بالقرآن.
نفس الجهود التي بُذلت في حفظ القرآن بُذلت في حفظ السنة، فكيف يُرفض أحدهما ويُقبل الآخر؟
9. الأحاديث الصحيحة مدعومة بالإجماع.
الأمة الإسلامية أجمعت عبر التاريخ على قبول السنة الصحيحة، وإنكارها يُخالف إجماع المسلمين.
10. كيف تُطبق الحدود الشرعية دون السنة؟
حدود الزنا والسرقة والقصاص والتفاصيل المتعلقة بها وردت في السنة.
كيف يمكن تطبيق هذه الحدود بالاعتماد على القرآن وحده؟
11. القرآن أثنى على الصحابة الذين نقلوا السنة.
قال الله تعالى: “وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ” (التوبة: 100).
إنكار السنة هو طعن في عدالة الصحابة الذين زكاهم الله في القرآن.
12. إنكار السنة يفتح الباب للفوضى الدينية.
بدون السنة، يفسر كل شخص القرآن حسب أهوائه، ما يؤدي إلى تضارب كبير في فهم الدين.
13. الحديث النبوي مكمل للأخلاق القرآنية.
السنة مليئة بالأحاديث التي تُفسر وتفصل الأخلاق القرآنية، مثل حديث: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” (رواه البخاري ومسلم).
14. القرآن نفسه يُحيل إلى مصادر أخرى للتشريع.
قال الله تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ” (البقرة: 43).
أين تفاصيل هذه العبادات؟ لم تُذكر في القرآن بل في السنة.
15. شمولية الإسلام تعتمد على السنة.
القرآن وحده لا يحتوي على جميع الأحكام التفصيلية التي تحتاجها الأمة في حياتها اليومية، مثل أحكام البيوع، الزواج، والطلاق.
16. نبوءات النبي ﷺ دليل على صدقه.
العديد من الأحاديث تضمنت نبوءات تحققت لاحقًا، مثل حديث فتح القسطنطينية.
كيف يُفسر القرآنيون هذا الأمر إذا أنكروا السنة؟
17. التواتر الشفهي والكتابي.
السنة نُقلت بتواتر شفهي وكتابي منذ عصر الصحابة، مما يجعل إنكارها يُخالف قواعد العلم والتاريخ.
18. تطبيق السنة حفظ وحدة الأمة.
السنة النبوية وفرت أساسًا عمليًا موحدًا للمسلمين عبر القرون.
إنكارها يُفرق الأمة ويفتح الباب لاختلافات خطيرة.
19. كيف تعرف تفاصيل الإيمان؟
الإيمان باليوم الآخر، بالملائكة، والقدر جاء تفصيله في السنة.
رفض السنة يُعني نقصًا كبيرًا في فهم العقيدة.
20. القرآن والسنة مصدران متكاملان.
الإسلام دين متكامل لا يمكن فهمه أو تطبيقه بالقرآن وحده.
قال النبي ﷺ: “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي” (رواه الموطأ).
الخلاصة:
هذه النقاط تُظهر أن إنكار السنة النبوية يعني تفكيك الإسلام وتعطيل تطبيقه. السنة النبوية ليست إضافة على القرآن، بل هي جزء أساسي من التشريع. العقل والمنطق والتاريخ العلمي يُثبت أن منهجية نقل الحديث الإسلامي تُعد إنجازًا حضاريًا ودينيًا لا مثيل له.
مفكرون وشخصيات أثنوا على منهجية نقل الحديث
عدد من الشخصيات والمفكرين المنصفين، سواء من المسلمين أو غير المسلمين، أثنوا على منهجية نقل الحديث وروايته الإسلامية. هذه المنهجية تتميز بالدقة الفائقة والصرامة العلمية التي جعلتها موضع احترام حتى من قِبل من يدرسون الإسلام من الخارج. فيما يلي أقوال بعض كبار الشخصيات والمفكرين الذين أثنوا على ذلك:
1. المستشرق الألماني “غولد زيهر” (Ignaz Goldziher)
قال: “علم الحديث عند المسلمين هو أعظم ما أبدعته العقول الإسلامية في ميدان العلوم الدينية”
تعليقه:
أشاد بالمنهجية العلمية الصارمة التي اتبعها العلماء المسلمون في نقل الحديث وتمحيص الرواة.
2. المستشرق البريطاني “توماس أرنولد” (Thomas Arnold)
قال: “الإسلام قدّم أرقى نظام توثيقي في التاريخ من خلال علم الإسناد الذي يضمن نسبة الحديث إلى النبي محمد ﷺ بدقة”
تعليقه:
أشاد بـ”علم الإسناد” الذي وضع معايير دقيقة لتوثيق الحديث عبر سلسلة من الرواة الثقاة.
3. المستشرق الفرنسي “إتيان دينيه” (Etienne Dinet)
قال: “العلماء المسلمون في علم الحديث قد وضعوا معايير بالغة الدقة لتوثيق الأخبار، تفوق بها الإسلام على كل الأديان الأخرى في حفظ تراثه”
تعليقه:
أبرز دقة المسلمين في التمييز بين الصحيح والضعيف من الروايات.
4. المستشرق الهولندي “أرنولد جيوم” (Arnold Guillaume)
قال: “منهجية الحديث الإسلامي لا نظير لها في الأديان الأخرى. هذه المنهجية تعطي الإسلام تميزًا في التوثيق التاريخي”
تعليقه:
أقر بأن علم الحديث الإسلامي يمثل إنجازًا فريدًا في التاريخ الإنساني.
5. المؤرخ البريطاني “مارغريت سميث” (Margaret Smith)
قالت: “المنهج الإسلامي في نقد الحديث هو أفضل منهج عرفه التاريخ. قواعد الجرح والتعديل تمثل معيارًا صارمًا لم يُعرف في أي حضارة أخرى”
تعليقها:
أشارت إلى تفرد المنهجية الإسلامية في نقد السند والمتن لضمان صحة النصوص.
6. المستشرق الفرنسي “إرنست رينان” (Ernest Renan)
قال: “الإسلام يمتاز عن الأديان الأخرى بمنهجية علمية فريدة في نقل النصوص. علم الإسناد يعكس عبقرية المسلمين في مجال التاريخ والنقد”
تعليقه:
أبرز أهمية علم الإسناد في الحفاظ على تراث الإسلام بشكل موثوق.
7. المستشرق الألماني “كارل بروكلمان” (Carl Brockelmann)
قال: “علم الحديث في الإسلام هو نظام شامل يستحق الدراسة والتقدير. الجهد الذي بذله العلماء المسلمون لتوثيق السنة لا يُضاهى”
تعليقه:
أشاد بالنظام المنهجي الدقيق الذي استخدمه علماء المسلمين لحفظ السنة النبوية.
8. الكاتب الهندي “سوامي داياناند ساراسواتي”
قال: “الإسلام تفوق على الأديان الأخرى بفضل نظامه الدقيق في حفظ وتعليم تعاليم النبي محمد، وهو أمر يظهر جليًا في علم الحديث”
تعليقه:
أقر بأن الإسلام يتميز بمنهجية غير مسبوقة في توثيق النصوص الدينية.
9. المفكر المسيحي اللبناني “جورج جرداق”
قال: “الجهود التي بذلها علماء المسلمين في الحفاظ على السنة النبوية تظهر عبقرية فريدة في مجال التاريخ والنقد”
تعليقه:
أبدى إعجابه بمنهجية العلماء المسلمين في تحقيق الروايات.
10. المؤرخ البريطاني “مونتغمري وات” (Montgomery Watt)
قال: “التقنية التي طورها المسلمون في توثيق الحديث النبوي هي نموذج يُحتذى به في البحث التاريخي”
تعليقه:
أبرز دور منهجية علم الحديث في تقديم نموذج علمي للتوثيق والتحقيق.
11. المستشرق الأمريكي “جون ألدرسون” (John Alderson)
قال: “الإسلام قدم نظامًا نقديًا متكاملًا لتوثيق النصوص الدينية، وهو دليل على تفوق حضارته”
تعليقه:
أشاد بتفوق المسلمين في توثيق النصوص مقارنة بأديان وحضارات أخرى.
12. المستشرق الإيطالي “فرانشيسكو غابرييلي” (Francesco Gabrieli)
قال: “علماء المسلمين في علم الحديث أسسوا قواعد علمية دقيقة ومتفردة في النقد التاريخي”
تعليقه:
أقر بفضل العلماء المسلمين في تطوير منهجية نقد النصوص.
الخلاصة:
المنصفون من المستشرقين والمفكرين اعترفوا بأن علم الحديث الإسلامي تفوق على أي نظام تاريخي أو ديني آخر في توثيق النصوص.
علم الإسناد وقواعد الجرح والتعديل مثّلا أعظم الأدوات لضمان صحة النصوص.
هذه الإشادات تعكس اعترافًا عالميًا بعبقرية المنهجية الإسلامية في توثيق السنة النبوية وحفظها للأجيال القادمة.
الأدلة الواقعية وشهادات المنصفين على جهود علماء الإسلام في حفظه ونقله، ورد على القرآنيين:
1. جهود الصحابة في حفظ القرآن والسنة:
أبو هريرة رضي الله عنه:
يُعتبر من أكثر الصحابة رواية للحديث، وكان معروفًا بحفظه ودقته.
قال عن نفسه: “ما من أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثًا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب”
شهادة العلماء:
قال الإمام الشافعي: “أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في عصره”
شهادات المنصفين:
المستشرق الإنجليزي مونتغمري وات: “أبو هريرة كان من أبرز من ساهموا في نقل السنة، ولا يمكن التشكيك في دوره العظيم في توثيق الأحاديث النبوية”.
2. علماء الحديث أسسوا منهجًا علميًا فريدًا:
علم الجرح والتعديل:
المسلمون أنشأوا هذا العلم لتقييم الرواة بدقة.
قال المستشرق الألماني غولد تسيهر: “علم الحديث في الإسلام يُظهر دقة لا نظير لها في التحقق من صحة النصوص”
صحيح البخاري وصحيح مسلم:
يعتبران من أوثق كتب السنة.
البخاري جمع صحيحه بعد دراسة رواة الحديث ومعايير السند.
قال الباحث الفرنسي غوستاف لوبون: “لا يوجد دين آخر يحتفظ بنصوصه مع هذا المستوى من الدقة العلمية كما فعل المسلمون”
3. علماء الفقه نقلوا الأحكام الشرعية بدقة:
الإمام الشافعي:
وضع منهجًا في أصول الفقه يدمج بين الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
شهادات المنصفين:
قال آدم ميتز، المستشرق الألماني: “فقهاء المسلمين أسسوا علمًا يُظهر براعة في المزج بين الشريعة والمنطق”
الإمام مالك وأبو حنيفة:
اجتهدوا في نقل الأحكام الشرعية وتطبيقها على واقع المسلمين.
4. علماء العقيدة دافعوا عن الدين وحموا التوحيد:
ابن تيمية:
كتب عن العقيدة الصحيحة ورد على البدع.
كان موسوعي المعرفة، يجمع بين الفقه والعقيدة والتفسير.
سبب كراهية القرآنيين له:
ابن تيمية كان مدافعًا قويًا عن السنة النبوية، وفضح منهج من ينكرونها.
قال المستشرق الإنجليزي هاملتون جب: “ابن تيمية كان رمزًا للصلابة الفكرية والتجديد الديني”
5. لماذا يكرهون علماء الإسلام؟
القرآنيون ينكرون السنة، ويرون أن العلماء مثل أبو هريرة والبخاري وابن تيمية كانوا سببًا في توثيق الحديث الذي ينكرونه.
الحسد والجهل:
القرآنيون لا يملكون منهجية علمية مشابهة، ويشعرون بالعجز أمام التراث الإسلامي العظيم.
التبعية الفكرية للمستشرقين:
القرآنيون يتبعون شبهات المستشرقين في الطعن بالصحابة والعلماء.
أقوال المنصفين عن جهود علماء الإسلام:
1. المستشرق الإنجليزي توماس أرنولد:
“كان المسلمون أول من أسسوا منهجًا علميًا دقيقًا لنقل النصوص الدينية، وهو ما نفتقده في التراث المسيحي”
2. المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون:
“الإسلام دين محفوظ لأن علمائه اهتموا بالنقل والتوثيق بطرق علمية غير مسبوقة”
3. الفيلسوف الألماني شلايرماخر:
“الدقة العلمية في نقل الأحاديث تفوقت على كل ما عرفته الحضارات الأخرى في التوثيق”
الواقع العملي:
حفظ القرآن: الصحابة جمعوا القرآن وكتبوه بدقة، ولم يتركوا مجالًا للخطأ.
حفظ السنة: العلماء نقّحوا الروايات وأسسوا علوم الحديث.
استمرارية العلم: جهود العلماء حافظت على الإسلام من التحريف.
الخلاصة:
العلماء المسلمون أسهموا في حفظ الدين بمجهودات لا نظير لها في التاريخ الإنساني.
القرآنيون ينكرون فضل العلماء بسبب جهلهم وحقدهم وتبعيتهم للمستشرقين.
الواقع وشهادات المنصفين تُفحم القرآنيين وتُثبت خطأ طعنهم في العلماء.
القرآن والسنة نُقلا بنفس المنهجية
وإنكار السنة يقتضي إنكار القرآن أيضًا
1. القرآن لم يُجمع مكتوبًا بالكامل في عهد النبي ﷺ
تاريخ التدوين:
القرآن الكريم لم يكن مجموعًا في مصحف واحد في عهد النبي ﷺ، بل كان مكتوبًا متفرقًا على الرقاع، العظام، الجلود، وألواح الحجر، وكان يحفظ في صدور الصحابة.
النبي ﷺ لم يأمر بجمعه في مصحف واحد لأنه كان لا يزال في مرحلة النزول، وقد يتغير ترتيب السور والآيات وفق الوحي.
جمعه في عهد أبي بكر رضي الله عنه:
بعد وفاة النبي ﷺ وظهور خطر ضياع القرآن بسبب استشهاد العديد من الحفظة في حروب الردة، أمر الخليفة أبو بكر رضي الله عنه بجمع القرآن في مصحف واحد.
تولى الصحابي زيد بن ثابت رضي الله عنه هذه المهمة بمنهجية دقيقة تضمنت التحقق من الحفظة ومن النصوص المكتوبة.
جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه:
الخليفة عثمان رضي الله عنه نسخ القرآن في مصاحف موحدة ووزعها على الأمصار، لحماية النص من الاختلافات اللهجية.
2. منهجية نقل القرآن:
السند والإسناد:
القرآن نُقل إلينا بنفس منهجية الحديث عبر السند المتصل، إذ كان الصحابة يقرؤون القرآن للنبي ﷺ، ثم يقرؤونه لمن بعدهم، وهكذا وصولًا إلينا.
الإسناد في نقل القرآن تطابق مع منهجية نقل الحديث، حيث استُخدمت السلاسل المتصلة من الناقل إلى الناقل.
التحقق والتوثيق:
جمع القرآن في عهد أبي بكر وعثمان لم يعتمد فقط على الحفظ، بل شمل مقابلة النصوص المكتوبة مع ما كان محفوظًا في صدور الصحابة، تمامًا كما يحدث في توثيق الأحاديث.
3. إذا رفضوا منهجية الحديث، فكيف يقبلون القرآن؟
نفس الرواة:
الصحابة الذين نقلوا القرآن هم أنفسهم الذين نقلوا الأحاديث النبوية. إذا شكك القرآنيون في عدالة الصحابة وصدقيتهم في نقل الحديث، فإن التشكيك بالقرآن يصبح نتيجة منطقية.
نفس المنهجية:
اعتماد السند المتصل والتوثيق الصارم هو ما يميز نقل القرآن والحديث. إذا رفض القرآنيون علم الإسناد والجرح والتعديل الذي اعتمد عليه علماء الحديث، فعلى أي أساس يثقون في السند المتصل للقرآن؟
4. الحفظ في الصدور وحده لا يكفي لضمان صحة النصوص.
كثير من القرآنيين يزعمون أن القرآن محفوظ فقط بالحفظ في الصدور. لكن:
التدوين المكتوب: كان عاملًا حاسمًا في حماية النصوص.
التحقق: تطلب التوثيق مقابلة الحفظ مع النصوص المكتوبة، وهو ما اعتمد عليه زيد بن ثابت رضي الله عنه.
5. الصحابة كانوا أمناء على القرآن والسنة معًا.
تزكية الصحابة:
القرآن نفسه أثنى على الصحابة الذين نقلوا النصوص:
“وَٱلسَّٰابِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ” (التوبة: 100).
كيف يقبل القرآنيون نقل الصحابة للقرآن، ثم يطعنون في صدقهم وأمانتهم عند نقل السنة؟
6. أمثلة توضح الترابط بين نقل القرآن والسنة
أ. الصلاة:
القرآن يأمر بإقامة الصلاة: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ” (البقرة: 43).
تفاصيل الصلاة (عدد الركعات، الأوقات، الهيئات) نُقلت إلينا عبر السنة بنفس منهجية نقل القرآن.
ب. الزكاة:
القرآن يذكر الزكاة دون تفاصيل الأنصبة: “وَآتُوا ٱلزَّكَاةَ” (البقرة: 43).
تفاصيل نصاب الزكاة ومقاديرها نُقلت في السنة.
ج. الحدود الشرعية:
آية السرقة: “وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقۡطَعُواْ أَيۡدِيَهُمَا” (المائدة: 38).
السنة نُقلت بنفس منهج القرآن لتُفسر هذا الحكم (مكان القطع وشروطه).
7. الاعتماد على الصحابة في نقل الاثنين
النبي ﷺ ترك أمانة نقل القرآن والسنة معًا للصحابة.
إذا شكك القرآنيون في الأحاديث، فهم يطعنون في مصداقية الصحابة الذين نقلوا لهم القرآن.
8. السنة تُثبت النص القرآني عمليًا
القرآن يثبت أن النبي ﷺ أوتي علمًا وحيًا إضافيًا لتفسير النصوص.
“وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ * إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ” (النجم: 3-4).
كيف يفسر القرآنيون هذه الآيات إذا رفضوا السنة التي هي وحي مفسر؟
9. رفض السنة يعني فتح باب إنكار القرآن
إذا فتح القرآنيون باب إنكار الحديث بناءً على شكوكهم في الرواة، فهذا يفتح الباب لإنكار القرآن الذي نُقل بنفس المنهجية.
النتيجة: إنكار السنة يُفقدهم الثقة في النصوص الإسلامية ككل.
الخلاصة:
القرآن والسنة نُقلا بنفس المنهجية، واعتمدا على نفس الرواة، وأُثبتا بنفس معايير الدقة والتوثيق.
إنكار السنة النبوية هو إنكار لمنهجية نقل القرآن بشكل غير مباشر، مما يُظهر تناقض القرآنيين بوضوح.
الرد على هذه الشبهة يتم بإثبات الترابط بين القرآن والسنة كجزء واحد لا يتجزأ من الوحي.
وهذه أدلة أخرى:
إليك نقاطًا إضافية لإظهار الترابط بين نقل القرآن والسنة، والتأكيد على ضعف حجج القرآنيين عند إنكارهم للسنة:
10. القرآن نُقل بالتواتر، والسنة فيها المتواتر أيضًا
القرآن الكريم نُقل إلينا بالتواتر، وهو النقل عن جمع غفير من الناس يستحيل تواطؤهم على الكذب.
السنة النبوية تحتوي أيضًا على أحاديث متواترة (مثل أحاديث الصلاة والحج)، مما يجعلها بنفس درجة الثقة التي يتمتع بها القرآن.
11. الحديث الشريف يفسر آيات القرآن التي لم تُفصل
مثال:
“وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ” (البقرة: 43)
بدون الحديث: كيف نعرف عدد الركعات؟
الحديث: “صلوا كما رأيتموني أصلي” (رواه البخاري).
النتيجة:
إنكار السنة يؤدي إلى تعطيل العمل بأوامر القرآن التي لم تُفصل فيه.
12. إنكار السنة يؤدي إلى تعطيل الإيمان ببعض أركان العقيدة
القرآن يذكر أركان الإيمان إجمالًا:
“ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ” (البقرة: 285).
السنة فصلت كيفية الإيمان بالملائكة والرسل واليوم الآخر.
إنكار السنة يُلغي التفاصيل الضرورية لفهم العقيدة.
13. القرآن يُثبت دور السنة في التشريع
قال الله تعالى:
“وَمَا ٓءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْ” (الحشر: 7).
هذه الآية تُثبت أن السنة مصدر للتشريع بجانب القرآن.
إذا كانت السنة غير ملزمة كما يدعي القرآنيون، فلماذا يأمر القرآن باتباعها؟
14. كيف نفهم الآيات المجملة؟
القرآن يحتوي على آيات تحتاج إلى تفسير، مثل:
“وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ” (البقرة: 43).
السنة تفسر هذه الآيات:
الصلاة: “صلوا كما رأيتموني أصلي” (رواه البخاري).
الزكاة: “ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة” (رواه البخاري).
15. القرآن يُثبت عصمة النبي ﷺ في البلاغ
قال الله تعالى:
“وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ * إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ” (النجم: 3-4).
النبي ﷺ معصوم في تبليغ الوحي. إنكار السنة يعني اتهام النبي بعدم الدقة في نقل التشريع.
16. السنة نقلت عبر نظام الجرح والتعديل
علم الحديث يعتمد على دراسة دقيقة للرواة وسلوكهم وصدقهم، وهو منهج لم يوجد في أي حضارة أخرى.
نفس الصحابة الذين نقلوا القرآن هم من نقلوا السنة، والطعن فيهم يعني الطعن في المصدرين معًا.
17. القرآن يحتوي على إشارات تاريخية تحتاج للسنة لفهمها
القرآن يُشير إلى أحداث تاريخية دون تفاصيل:
“إِذۡ جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ” (المنافقون: 1).
السنة توضح السياق الكامل لهذه الأحداث، مما يُظهر تكامل المصدرين.
18. رفض السنة يُعني فتح باب التأويل الشخصي للقرآن
إنكار السنة يجعل كل شخص يفسر القرآن حسب أهوائه، ما يؤدي إلى تحريف معانيه.
مثال: تفسير الصلاة عند القرآنيين:
بعضهم يختصرها إلى “تواصل روحي” فقط دون ركوع أو سجود.
19. القرآن يُثبت أن النبي ﷺ مفسر ومُعلم للكتاب
قال الله تعالى:
“وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ” (البقرة: 129).
الحكمة هي السنة. كيف يُعَلِّم النبي ﷺ القرآن دون أن يفسره بالسنة؟
20. العلماء المسلمون نقلوا السنة والقرآن بدقة فريدة
نفس العلماء الذين نقلوا القرآن هم من نقلوا السنة، مثل الصحابي زيد بن ثابت وغيره.
التشكيك في السنة يُلغي الجهود المبذولة في حفظ القرآن أيضًا، لأن المصدرين نُقلا بطريقة واحدة.
الخلاصة:
القرآن والسنة متكاملان، ولا يمكن فهم الإسلام بشكل صحيح بالاعتماد على القرآن وحده.
إنكار السنة ليس فقط خطأ دينيًا، بل هو تناقض منطقي، لأن القرآن نفسه يُثبت حجية السنة ويدعو إلى اتباعها.
النقاط أعلاه توضح أن منهجية نقل القرآن والسنة واحدة، وإنكار السنة يفتح الباب للطعن في القرآن نفسه.
علم الإسناد والحديث: تعريفات ومصطلحات وأمثلة
علم الإسناد وعلم الحديث هما من العلوم الإسلامية الفريدة التي تهدف إلى التحقق من صحة النصوص المنقولة عن النبي محمد ﷺ، وهما العمود الفقري للحفاظ على السنة النبوية. يتضمن علم الإسناد دراسة سلسلة الرواة التي نقلت الحديث النبوي، بينما يتناول علم الحديث نقد متن الحديث وسنده.
1. تعريف علم الإسناد
الإسناد: هو سلسلة الرواة الذين نقلوا الحديث عن النبي ﷺ، ويمثل الطريق الموصل إلى متن الحديث.
مثال: قال البخاري: حدثنا محمد بن سلام قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي ﷺ إذا صلى لم يشغله شيء عن الصلاة”.
2. تعريف علم الحديث
علم الحديث: هو العلم الذي يُعنى بدراسة الأحاديث النبوية من حيث القبول أو الرد، ويشمل:
دراسة الإسناد: التحقق من عدالة وضبط الرواة في السند.
دراسة المتن: مراجعة نص الحديث للتأكد من صحته وعدم مخالفته للقرآن أو العقل.
3. المصطلحات الأساسية في علم الحديث
أ. السند:
تعريف: هو سلسلة الأشخاص (الرواة) الذين نقلوا الحديث من مصدره الأول (النبي ﷺ) وصولًا إلى المحدث الذي دوّنه.
مثال:
في الحديث السابق:
السند هو: محمد بن سلام ← عبد الله بن المبارك ← يونس ← الزهري ← عروة ← عائشة رضي الله عنها.
ب. المتن:
تعريف: هو نص الحديث نفسه الذي ينتهي إليه السند.
مثال: “كان النبي ﷺ إذا صلى لم يشغله شيء عن الصلاة”.
ج. الراوي:
تعريف: هو الشخص الذي نقل الحديث وشارك في سلسلة السند.
مثال: الإمام الزهري من أشهر رواة الحديث وهو الذي روى كثيرًا عن الصحابة.
د. العدالة:
تعريف: هي الاستقامة في الدين، والابتعاد عن الكذب أو الأفعال التي تُخل بالمروءة.
مثال: الإمام مالك بن أنس كان مشهورًا بعدالته واستقامته، لذا كان من أوثق الرواة.
هـ. الضبط:
تعريف: هو دقة الراوي في حفظ الحديث ونقله كما سمعه، سواءً كان حفظًا في الصدر أو كتابة.
مثال: البخاري كان يُعرف بقوة حفظه، وكان يختبر الرواة للتأكد من ضبطهم.
و. الجرح والتعديل:
تعريف: علم يُعنى بتقييم الرواة من حيث عدالتهم وضبطهم.
الجرح: ذكر العيوب التي تُضعف الراوي.
التعديل: توثيق الراوي وبيان أنه عدل وضابط.
مثال:
الجرح: راوٍ يُتهم بالكذب مثل “وضاع الحديث”.
التعديل: راوٍ موثوق مثل “سفيان الثوري”.
ز. الحديث الصحيح:
تعريف: هو الحديث الذي اتصل سنده، ونقله رواة عدول ضابطون، ولم يكن فيه شذوذ أو علة قادحة.
مثال:
حديث: “إنما الأعمال بالنيات” (رواه البخاري ومسلم).
ح. الحديث الحسن:
تعريف: هو الحديث الذي قلّ ضبط أحد رواته مقارنة بالحديث الصحيح، لكنه لم يصل إلى درجة الضعف.
مثال:
حديث: “الكلمة الطيبة صدقة” (رواه الترمذي).
ط. الحديث الضعيف:
تعريف: هو الحديث الذي فقد شرطًا من شروط القبول، مثل الانقطاع في السند أو وجود راوٍ غير عدل أو غير ضابط.
مثال:
حديث: “حب الوطن من الإيمان” (لا يصح، وهو ضعيف).
ي. الحديث المتواتر:
تعريف: هو الحديث الذي رواه عدد كبير من الرواة في كل طبقة من طبقات السند، يستحيل تواطؤهم على الكذب.
مثال:
حديث: “من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار” (رواه البخاري ومسلم).
ك. الحديث الآحاد:
تعريف: هو الحديث الذي لم يبلغ حد التواتر، لكنه يُقبل إذا توفرت فيه شروط الصحة.
مثال:
حديث: “لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين” (رواه البخاري).
ل. الحديث الموضوع:
تعريف: هو الحديث المكذوب الذي نُسب إلى النبي ﷺ زورًا.
مثال:
حديث: “من حج ولم يزر قبري فقد جفاني” (موضوع).
4. أمثلة من عمل الرواة:
أ. اختبار دقة الرواة:
الإمام البخاري كان يختبر دقة الراوي قبل قبول حديثه. يُروى أنه رفض حديثًا من راوٍ ثبت أنه خدع دابته ليجعلها تأتي إليه بإشارة وهمية.
ب. التحقق من السند:
الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه كان يسأل الراوي: “هل سمعت هذا من النبي ﷺ مباشرة؟” وإذا لم يكن، طلب منه ذكر السند.
ج. الجرح والتعديل في العمل:
الإمام أحمد بن حنبل كان يرفض الرواية عن راوٍ مشهور بعدم ضبطه مثل “وهب بن جرير” عندما تبين ضعفه.
5. أهمية علم الإسناد والحديث:
حفظ النصوص النبوية من التحريف.
التحقق من صحة الأحاديث والعمل بها في الشريعة.
تقديم نموذج علمي دقيق للتوثيق لا مثيل له في أي حضارة أخرى.
الخلاصة:
علم الإسناد والحديث هو الدرع الذي حفظ السنة النبوية عبر العصور. من خلال مصطلحاته الدقيقة، وعمل الرواة المخلصين، أثبت المسلمون قدرتهم على التوثيق والنقد العلمي، مما جعل السنة مرجعًا موثوقًا يُستند إليه في التشريع والأخلاق.
حديث الغرانيق
الحجة: يستشهدون بروايات زائفة عن حادثة الغرانيق للطعن في عصمة النبي ﷺ.
الرد من أهل السنة: حادثة الغرانيق ضعيفة ومردودة من حيث السند والمتن، ولا يمكن الاعتماد عليها.
30 دليلاً على حرص الصحابة على الحديث
الصحابة رضوان الله عليهم حرصوا على حديث النبي ﷺ بكل الوسائل المتاحة، سواءً بالحفظ أو التبليغ أو التطبيق. فيما يلي 30 دليلاً يبرز هذا الحرص:
1. الحفظ الشخصي
كان أبو هريرة رضي الله عنه يحفظ الأحاديث ويقول: “ما كان أحدٌ أكثر حديثًا مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو؛ فإنه كان يكتب ولا أكتب.”
الدليل: الحفظ الدقيق دليل على حرصهم على عدم نسيان حديث النبي ﷺ.
2. كتابة الحديث
طلب النبي ﷺ من الصحابة كتابة الحديث لبعض المواقف.
الدليل: قوله ﷺ: “اكتبوا لأبي شاه.” (رواه البخاري).
3. سؤال النبي ﷺ مباشرة
كانوا يسألون النبي ﷺ لتوضيح الأحكام، كما سأل الصحابي: “يا رسول الله، أرأيت إذا أضعت الصلاة، فما أفعل؟”
الدليل: حرصهم على الفهم المباشر من النبي ﷺ.
4. الرحلة لطلب الحديث
جابر بن عبد الله رضي الله عنه سافر شهرًا كاملاً إلى الشام ليلتقي عبد الله بن أنيس رضي الله عنه ليسمع حديثًا واحدًا عن النبي ﷺ.
الدليل: بذل المشقة والوقت للحصول على الحديث.
5. التأكد من صحة الحديث
كان الصحابة يتأكدون من الحديث قبل نشره. مثال: عمر بن الخطاب رضي الله عنه تأكد من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها عن المتعة بعد الطلاق.
الدليل: الحذر من نقل الحديث دون تحقق.
6. التطبيق العملي
كانوا يطبقون الأحاديث بحذافيرها. مثال: تطبيقهم لأحاديث الصلاة: “صلوا كما رأيتموني أصلي.” (رواه البخاري).
الدليل: اتباع السنة عملاً لا قولاً فقط.
7. الوصية بحفظ الحديث
النبي ﷺ أمر الصحابة بحفظ الحديث: “نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها.” (رواه الترمذي).
الدليل: امتثالهم لأمر النبي ﷺ.
8. تدوين الحديث لاحقًا
عبد الله بن عمرو بن العاص كان يكتب الحديث في صحيفة أسماها “الصحيفة الصادقة.”
الدليل: التوثيق الكتابي المبكر للحديث.
9. التحديث به عند الحاجة
كان الصحابة يحدثون بالحديث في المناسبات المختلفة لتوضيح الأحكام. مثال: رواية أنس بن مالك لحديث الوضوء عند تعليم التابعين.
الدليل: نقل العلم للأجيال القادمة.
10. تجنب الكذب على النبي ﷺ
قال أبو هريرة: “لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم.” مشيرًا إلى قوله تعالى: “إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ.” (البقرة: 159).
الدليل: خشيتهم من مسؤولية نقل الحديث.
11. التعليم في المسجد
كانوا يجتمعون في المسجد لتعلم الحديث وتدريسه.
الدليل: المسجد كان مركزًا لنقل العلم.
12. التفرغ للحديث
أبو هريرة رضي الله عنه ترك التجارة وتفرغ لحفظ الحديث مع النبي ﷺ.
الدليل: التضحية بالمصالح الشخصية لحفظ الحديث.
13. رفض الرأي المخالف للسنة
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يقول: “إذا قلت لكم قال رسول الله ﷺ فلا تقولوا قال فلان.”
الدليل: التمسك بالسنة ورفض الاجتهادات المخالفة.
14. تحذير من الكذب على النبي ﷺ
قال النبي ﷺ: “من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار.” (رواه البخاري).
الدليل: الصحابة كانوا يخشون التهاون في نقل الحديث.
15. النقل الجماعي
بعض الأحاديث نقلها مجموعة كبيرة من الصحابة، مما يعزز صحتها.
الدليل: تواتر الحديث.
16. توثيق الألفاظ بدقة
الصحابة كانوا يحرصون على نقل ألفاظ الحديث كما قالها النبي ﷺ.
الدليل: دقة النقل اللغوي.
17. الرواية للأجيال اللاحقة
الصحابة علموا التابعين الحديث ونقلوه لهم.
الدليل: استمرار السلسلة الإسنادية.
18. التحذير من العمل دون السنة
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “يوشك أن تهلك أمة تقول بالقرآن فقط وتترك سنة نبيها.”
الدليل: التنبيه لأهمية السنة.
19. المراجعة الجماعية
الصحابة كانوا يتذاكرون الحديث ويتأكدون من ألفاظه.
الدليل: تثبيت الحديث من خلال التعاون.
20. كتابة الحديث للنبي مباشرة
عبد الله بن عمرو كان يكتب الحديث بحضور النبي ﷺ، وكان النبي يُقره.
الدليل: الموافقة النبوية على التدوين.
21. تطبيق حديث الشورى
الصحابة طبقوا مبدأ الشورى كما علمهم النبي ﷺ.
الدليل: العمل بالسنة السياسية.
22. الحرص على تعلم الحديث في السفر
كان الصحابة يتناوبون في الحضور مع النبي ﷺ لتعلم الحديث، كما فعل عمر وابن عباس.
الدليل: تقسيم المهام لتوثيق العلم.
23. حفظ الحديث بالشهادة
كان النبي ﷺ يطلب الشهادة في بعض الأحاديث، مثل خطبة الوداع: “ألا هل بلغت؟”
الدليل: الإشهاد على الحديث.
24. استخدام الحديث في القضاء
الصحابة كانوا يستشهدون بالأحاديث في القضاء كما فعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
الدليل: الرجوع إلى السنة في الأحكام.
25. التأكد من النصوص القرآنية والسنة معًا
الصحابة كانوا يعرضون الحديث على القرآن لتأكيد توافقه.
الدليل: الحرص على التكامل بين المصدرين.
26. تبليغ الأحاديث المهمة
كان النبي ﷺ يوصي بتبليغ أحاديث معينة، مثل حديث الخلافة.
الدليل: الالتزام بالتبليغ.
27. رفض الحديث غير المؤكد
الصحابة كانوا يتحققون من الأحاديث قبل نشرها.
الدليل: رفض الشك.
28. حماية الحديث من التحريف
عثمان بن عفان رضي الله عنه جمع القرآن لحمايته، وضمن معه الحفاظ على السنة.
الدليل: توثيق الحديث.
29. التمسك بالسنة في الفتن
قال حذيفة رضي الله عنه: “اتبعوا سنة النبي ﷺ عند الفتن.”
الدليل: الرجوع إلى الحديث في الأزمات.
30. اتباع السنة في الأحكام الشرعية
الصحابة طبقوا الأحاديث في كل تفاصيل حياتهم، كحديث تقسيم الغنائم والزكاة.
الدليل: السنة كانت المرجع العملي لكل أمورهم.
الخلاصة:
الصحابة بذلوا أقصى جهدهم في حفظ ونقل حديث النبي ﷺ، مما جعل الإسلام يصل إلينا نقيًا ومتكاملاً.
إفحام القرآن لهؤلاء القرآنيين !
كيف يردون على تضارب بعض الآيات الظاهري
آية:”وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَٰهَا تَدۡمِيرٗا”:
والآية الآخرى: “قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ”.
كيف نجمع بينهما بدون السنة؟
هذا قول الملحد أن القرآن فيه تناقض.
قال القرآني: أمرنا مترفيها أي امرنا الترف كالغناء والثراء، وهذا غير صحيح، فالمأمور بشر كما هو واضح. والأدلة من القرآن كثيرة، منها “إلا وقال مترفوها”، إلخ.
الشبهة: تناقض بين الآيتين الكريمتين
قال الله تعالى: “وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَٰهَا تَدۡمِيرٗا” (الإسراء: 16).
يفهم منها الملحد أن الله أمر المترفين بالفسق، فوقعوا فيه.
وقال الله تعالى: “قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ” (الأعراف: 28).
هنا يصرح بأن الله لا يأمر بالفحشاء، مما قد يبدو تناقضًا ظاهريًا بين الآيتين.
الرد على الشبهة:
1. توضيح الفهم الصحيح للآية الأولى:
الآية لا تعني أن الله يأمر المترفين بارتكاب الفسق مباشرة.
المعنى الحقيقي: الله يتركهم لخياراتهم وأفعالهم التي تعبر عن طغيانهم وتكذيبهم، فيفسقون بما يتناسب مع طبائعهم الفاسدة، فتستحق القرية العذاب.
أدلة لغوية:
كلمة “أمرنا” تأتي بمعنى:
التقدير الإلهي: أي قدَّرنا وتركناهم لما اختاروه.
التمكين: أي مكّناهم من الإفساد بسبب غناهم وتكذيبهم.
مثال من القرآن:
“وَأَمَّا ٱلۡقَرۡيَةُ فَكَانَتۡ ظَٰلِمَةٗ” (الكهف: 74).
الله ينسب الظلم إلى القرية، لكن الفاعل الحقيقي هم أهلها.
2. الفهم الصحيح للآية الثانية:
“إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِ” يؤكد أن الله لا يأمر بالفحشاء كأمر تشريعي، بل ينهى عنها.
الله لا يأمر بالفسق والفحشاء، لكنه يترك للناس حرية الاختيار بين الخير والشر، ثم يعاقبهم على أفعالهم.
3. كيفية رد القرآنيين:
القرآنيون يعتمدون على تفسير لغوي سطحي غالبًا، وقد يقولون:
إن كلمة “أمرنا” تعني التقدير الإلهي، أي سمح الله بحدوث الفسق كاختبار، وليس كأمر تشريعي.
سيحاولون الالتفاف حول المفهوم دون تقديم شروح متكاملة لعدم اعتمادهم على السنة التي توضح المعنى الحقيقي للنصوص.
المشكلة في منهجهم:
يعتمدون فقط على فهمهم الشخصي، مما قد يؤدي إلى تفسيرات ناقصة أو مضللة.
لا يمتلكون منهجية متكاملة لتوضيح الترابط بين النصوص.
الرد من السنة النبوية:
1. السنة تشرح أن “أمرنا” تعني “مكنّاهم”:
النبي ﷺ أوضح في أحاديثه كيف أن الله سبحانه يترك للناس حرية العمل ضمن إرادته، لكن الفسق والفحشاء من أفعالهم.
الحديث:
قال النبي ﷺ: “إن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته” (رواه البخاري ومسلم).
الله لا يأمر بالظلم أو الفسق، لكنه يمهل الناس ليتوبوا.
2. كيف يفهم العلماء الآية بناءً على السنة:
ابن كثير:
في تفسيره، يقول: “أمرنا مترفيها أي سلطنا أئمة الشر عليهم”
هذا يدل على أن الله يمكنهم من أعمالهم التي تعكس فسادهم.
القرطبي:
يقول إن “أمرنا” تعني “كثرة النعم عليهم حتى بطروا وكفروا”
3. تطبيقات السنة في الحياة اليومية:
النبي ﷺ أوضح أن الترف يؤدي إلى الطغيان، وأن المجتمعات التي تتجاهل شرع الله تُهلك بسبب أفعالها:
قال النبي ﷺ: “ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم” (رواه ابن ماجه).
هذا الحديث يوضح أن الإفساد نتيجة لاختيارات الناس، وليس أمرًا من الله.
الخلاصة:
الرد العقلي:
الله لا يأمر بالفسق أو الفحشاء، لكنه يترك الناس لخياراتهم.
كلمة “أمرنا” تشير إلى التمكين أو التقدير، وليس الأمر المباشر.
الرد النقلي:
السنة تشرح الآيات وتوضح أن الأمر هنا يشير إلى إعطاء الفرصة للمترفين، وليس أمرًا تشريعيًا.
الكشف عن ضعف منهج القرآنيين:
القرآنيون يفتقرون للسنة التي توضح المعاني وتربط بين النصوص، مما يجعل ردودهم سطحية وغير متكاملة.
أمثلة أخرى:
1. التناقض الظاهري في آيات الميراث:
الشبهة: كيف يمكن تقسيم التركة إذا كانت الحصص المفروضة في آيات الميراث لا تتفق مع تقسيم 100%؟
قال الله تعالى:
“فَإِن كُنَّ نِسَآءٗ فَوۡقَ ٱثۡنَتَيۡنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَۖ” (النساء: 11).
“وَلِأَبَوَيۡهِ لِكُلِّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا ٱلسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ” (النساء: 11).
إذا جمعت الحصص (ثلثان للبنات + سدسان للأبوين)، قد تتجاوز 100%.
الرد من السنة:
السنة النبوية وضحت مسألة “العَوْل”، وهي توزيع التركة بحيث تتناسب الحصص مع التركة الفعلية.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين ظهرت هذه المشكلة: “إذا زادت السهام عن أصل التركة، قسمت بحسب النسب بين الورثة”
مثال عملي من السنة والتطبيق العملي للخلفاء الراشدين يدل على أن السنة تعالج هذه القضايا التفصيلية.
2. التناقض الظاهري في آية رؤية الله يوم القيامة:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“لَا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ” (الأنعام: 103).
تدل على أن الله لا يمكن رؤيته.
وقال:
“وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ” (القيامة: 22-23).
تشير إلى أن المؤمنين سيرون الله يوم القيامة.
الرد من السنة:
السنة النبوية حسمت المسألة:
قال النبي ﷺ: “إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تُضامون في رؤيته” (رواه البخاري ومسلم).
الجمع بين الآيتين:
“لا تدركه الأبصار” تعني أن الله لا يمكن إدراكه بكماله في الدنيا أو الآخرة.
“إلى ربها ناظرة” تشير إلى رؤية المؤمنين لله في الجنة بنعمة منه.
3. التناقض الظاهري في خلق الإنسان:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن طِينٖ” (المؤمنون: 12).
تدل على أن خلق الإنسان من الطين.
وقال:
“خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ” (الطارق: 6).
تشير إلى أن الإنسان خُلق من ماء.
الرد من السنة:
السنة توضح أن الخلق الأول كان من طين، والخلق المتجدد من الماء الدافق:
قال النبي ﷺ: “إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك” (رواه البخاري).
الجمع بين الآيتين:
“من طين” تشير إلى أصل الخلق الأول (آدم عليه السلام).
“من ماء دافق” تشير إلى الخلق البشري المتكرر (التناسل).
4. التناقض الظاهري في آيات القتال والسلام:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ” (البقرة: 190).
تدعو إلى قتال المعتدين فقط.
وقال:
“فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ” (التوبة: 5).
تبدو وكأنها تدعو إلى قتال كل المشركين.
الرد من السنة:
السنة توضح سياق كل آية:
الآية الأولى تتعلق بالقتال الدفاعي، حيث يُقاتَل المعتدون فقط.
الآية الثانية تتحدث عن القتال الهجومي ضد المشركين في حالة الحرب المستمرة.
النبي ﷺ قال: “دعوا الحبشة ما دعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم” (رواه أبو داود).
هذا الحديث يوضح أن القتال في الإسلام ليس عشوائيًا، بل بناءً على الظروف.
5. التناقض الظاهري في أوقات الصلاة:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ” (هود: 114).
تشير إلى ثلاث صلوات فقط.
وقال:
“حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ” (البقرة: 238).
تشير إلى خمس صلوات.
الرد من السنة:
السنة فصلت أوقات الصلاة وأعدادها:
النبي ﷺ قال: “خمس صلوات كتبهن الله على العباد” (رواه مسلم).
الصلاة المفروضة خمس، لكن الآية الأولى تشير إلى أوقات الصلاة، حيث “طرفي النهار” يشمل الفجر والعصر، و”زلفًا من الليل” يشمل المغرب والعشاء.
6. التناقض الظاهري في نسخ الأحكام:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرٖ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآ” (البقرة: 106).
تشير إلى نسخ الأحكام.
وقال:
“لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِ” (الأنعام: 34).
تشير إلى عدم تغيير كلمات الله.
الرد من السنة:
السنة تشرح أن النسخ متعلق بالأحكام، وليس بالوعد أو الوعيد:
قال النبي ﷺ: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها” (رواه مسلم).
النسخ يعني استبدال حكم بحكم آخر بناءً على حكمة الله وتغير الظروف، وليس تغيير النصوص أو المبادئ الإلهية.
أمثلة أخرى:
1. مسألة النهي عن قرب الصلاة في حالة السكر:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُواْ مَا تَقُولُونَ” (النساء: 43).
هذه الآية قد توحي بجواز شرب الخمر خارج أوقات الصلاة.
بينما قال:
“إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ” (المائدة: 90).
هذه الآية تحرم الخمر كليًا.
الرد من السنة:
السنة توضح مراحل تحريم الخمر تدريجيًا:
المرحلة الأولى: النهي عن الصلاة في حالة السكر (النساء: 43).
المرحلة الثانية: التحريم الكلي للخمر في قوله: “فَٱجۡتَنِبُوهُ”
النبي ﷺ قال: “كل مسكر خمر، وكل خمر حرام” (رواه مسلم).
هذا يوضح التطور التشريعي والتحريم النهائي للخمر.
2. مسألة الإكراه في الدين:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِ” (البقرة: 256).
يبدو أن الآية تمنع الإكراه تمامًا.
بينما قال:
“فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ” (التوبة: 5).
تبدو وكأنها تأمر بقتال المشركين بشكل عام.
الرد من السنة:
النبي ﷺ أوضح المقصود:
“لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِ” تعني أنه لا يُجبر أحد على الدخول في الإسلام.
“فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ” تشير إلى مشركي مكة الذين كانوا في حالة حرب مع المسلمين.
النبي ﷺ قال: “من قاتلنا قاتلناه، ومن سالمنا سالمناه” (رواه أبو داود).
هذا يوضح أن قتال المشركين مرتبط بسياق العدوان وليس الدعوة للإسلام.
3. مسألة كفارة قتل المؤمن خطأ:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا خَطَأٗ فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖ وَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِ” (النساء: 92).
تنص الآية على تحرير رقبة مؤمنة ككفارة.
بينما اليوم لا توجد رقاب لتحريرها.
الرد من السنة:
النبي ﷺ أوضح أنه إذا تعذر تحرير رقبة، يُصام شهران متتابعان كبديل:
قال النبي ﷺ: “الصيام عوض عمن لم يجد الرقبة” (رواه البخاري).
هذا يوضح كيف تُطبَّق الشريعة في حالات التغير الاجتماعي.
4. مسألة عدد السماوات والأراضين:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّ” (الطلاق: 12).
كيف نفهم “سبع أراضٍ”؟ هل هي كوكب الأرض وحده أم سبعة عوالم؟
الرد من السنة:
النبي ﷺ أوضح المعنى في قوله:
“من ظلم قيد شبر من الأرض طُوقه من سبع أراضين” (رواه البخاري).
الحديث يشرح أن الأرض تتكون من سبع طبقات، مما يتسق مع العلم الحديث.
5. مسألة “وجوه يومئذ باسرة”:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“وُجُوهٞ يَوۡمَئِذِۭ بَاسِرَةٞ” (القيامة: 24).
تبدو وكأنها تصف كل الوجوه بالبؤس.
بينما قال:
“وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ” (القيامة: 22-23).
تشير إلى وجوه مشرقة سعيدة.
الرد من السنة:
النبي ﷺ أوضح أن هذه الآيات تتحدث عن حالتين مختلفتين:
الوجوه الناضرة هي وجوه المؤمنين يوم القيامة.
الوجوه الباسرة هي وجوه الكافرين.
قال النبي ﷺ: “أما أهل السعادة فيسعدون… وأما أهل الشقاوة فيشقون” (رواه البخاري).
6. مسألة العمل الصالح ووراثة الجنة:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“وَتِلۡكَ ٱلۡجَنَّةُ ٱلَّتِيٓ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ” (الزخرف: 72).
تشير إلى أن العمل سبب دخول الجنة.
وقال:
“وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ” (التوبة: 27).
تشير إلى أن دخول الجنة بالتوبة والمغفرة.
الرد من السنة:
النبي ﷺ أوضح الجمع بين العمل والرحمة الإلهية:
قال: “لن يدخل أحد الجنة بعمله” قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته” (رواه البخاري).
هذا الحديث يوضح أن العمل سبب، لكن الرحمة الإلهية هي الفيصل.
آيات أخرى:
1. مسألة خلق السماوات والأرض في ستة أيام أم ثمانية؟
الشبهة:
قال الله تعالى:
“إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ” (الأعراف: 54).
تشير الآية إلى ستة أيام.
بينما قال:
“قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ… ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ… فَقَضَٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٍ فِي يَوۡمَيۡنِ” (فصلت: 9-12).
يبدو من الحساب الإجمالي أن المدة ثمانية أيام (يومان للأرض + أربعة لتقدير أقواتها + يومان للسماء).
الرد من السنة:
النبي ﷺ أوضح في السنة أن الزمن في الآية الأولى يشير إلى المجموع الكلي:
“فخلق الأرض وما فيها في يومين وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام، وهي ضمن اليومين السابقين” (تفصيل من ابن عباس وشرح الأحاديث).
التداخل بين “الأيام” في النصوص يُظهر وحدة المدة (6 أيام) وليس إضافتها بشكل منفصل.
2. مسألة المغفرة والشرك:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ” (النساء: 48).
تشير إلى أن الشرك لا يُغفر.
بينما قال:
“قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًا” (الزمر: 53).
تشير إلى أن جميع الذنوب تُغفر، بما في ذلك الشرك.
الرد من السنة:
النبي ﷺ أوضح أن الآية الأولى تتعلق بمن مات على الشرك دون توبة، بينما الآية الثانية تشمل التوبة:
قال النبي ﷺ: “إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر” (رواه الترمذي).
الشرك يُغفر إذا تاب العبد قبل الموت.
3. مسألة العذاب الجماعي أم الفردي؟
الشبهة:
قال الله تعالى:
“وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ” (الأنعام: 164).
تشير إلى أن كل شخص مسؤول عن أفعاله.
بينما قال:
“وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗ” (الأنفال: 25).
تشير إلى أن العذاب قد يصيب الجميع.
الرد من السنة:
النبي ﷺ أوضح أن العذاب الجماعي يقع عندما تفشو المعصية ولا يأمر الناس بالمعروف:
قال النبي ﷺ: “إذا ظهر الربا والزنا في قوم، فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله” (رواه الطبراني).
المسؤولية فردية، لكن الإهمال الجماعي يؤدي إلى العقاب العام.
4. مسألة أوقات النفخ في الصور:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“وَيَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ” (النمل: 87).
تشير إلى النفخة الأولى.
بينما قال:
“وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ” (الزمر: 68).
تشير إلى النفخة الثانية.
الرد من السنة:
النبي ﷺ أوضح أن هناك نفختين:
قال: “بين النفختين أربعون” (رواه البخاري).
النفخة الأولى للفزع، والثانية للبعث.
5. مسألة إكمال الدين ثم الناسخ والمنسوخ:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ” (المائدة: 3).
تشير إلى أن الدين اكتمل.
بينما قال:
“مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرٖ مِّنۡهَآ” (البقرة: 106).
تشير إلى إمكانية النسخ.
الرد من السنة:
النبي ﷺ أوضح أن “إكمال الدين” يتعلق بالتشريع الكلي، بينما النسخ كان جزءًا من مراحل تنزيل الأحكام:
قال النبي ﷺ: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها” (رواه مسلم).
النسخ جزء من التشريع قبل اكتمال الدين.
6. مسألة رؤية الله يوم القيامة:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“لَا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ” (الأنعام: 103).
تشير إلى أن الله لا يُرى.
بينما قال:
“إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ” (القيامة: 23).
تشير إلى أن المؤمنين سيرون الله.
الرد من السنة:
النبي ﷺ قال: “إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته” (رواه البخاري).
الإدراك هنا يعني الإحاطة الكاملة، بينما النظر يوم القيامة نعمة خاصة بالمؤمنين.
7. مسألة الشفاعة:
الشبهة:
قال الله تعالى:
“مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِ” (البقرة: 255).
تشير إلى أن الشفاعة لا تتم إلا بإذن الله.
بينما قال:
“فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ” (المدثر: 48).
تشير إلى أن الشفاعة لا تنفع.
الرد من السنة:
النبي ﷺ أوضح أن الشفاعة تنفع المؤمنين بإذن الله:
قال: “شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي” (رواه الترمذي).
الشفاعة مشروطة بالإيمان وإذن الله.
الآيات والأحاديث التي تحذر من فكر القرآنيين (منكري السنة)
أولاً: الآيات القرآنية التي تحذر من إنكار السنة واتباع الهوى:
التحذير من معارضة الرسول ﷺ:
قال الله تعالى:
“وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْ” (الحشر: 7).
هذه الآية تأمر المؤمنين باتباع أوامر الرسول ﷺ وأخذها بعين الاعتبار، مما يدل على أن السنة النبوية جزء من التشريع.
إنكار السنة هو مخالفة مباشرة لهذه الآية.
التحذير من اتباع الهوى وترك الوحي:
قال الله تعالى:
“فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُوا۟ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ” (القصص: 50).
الذين يرفضون الاستجابة للرسول ﷺ ويتبعون أهواءهم يعرضون أنفسهم للضلال.
التحذير من التفريق بين القرآن والسنة:
قال الله تعالى:
“وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡ” (النساء: 59).
الطاعة مزدوجة: طاعة الله (القرآن) وطاعة الرسول (السنة)، مما يدل على أن اتباع الرسول شرط للإيمان.
التنبيه إلى دور الرسول في تبيين القرآن:
قال الله تعالى:
“وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِم” (النحل: 44).
دور الرسول ﷺ في تبيين القرآن يثبت أن السنة النبوية مكملة للقرآن، وإنكارها يُعد إنكارًا لأمر الله.
التحذير من الابتعاد عن هدي النبي:
قال الله تعالى:
“فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَٰلِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ” (النور: 63).
الذين يخالفون أوامر الرسول ﷺ يحذرهم الله من الفتنة والعذاب.
ثانيًا: الأحاديث النبوية التي تحذر من إنكار السنة:
التحذير من الاكتفاء بالقرآن وترك السنة:
قال النبي ﷺ:
“ألا إني أوتيتُ الكتابَ ومثلَه معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه” (رواه أبو داود).
هذا الحديث يصف بوضوح فكر القرآنيين الذين يكتفون بالقرآن وينكرون السنة.
وجوب اتباع السنة:
قال النبي ﷺ:
“تركتُ فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي” (رواه مالك في الموطأ).
النبي ﷺ أكد أن القرآن والسنة معًا هما مصدر الهداية، ولا يمكن الاكتفاء بأحدهما.
من يعرض عن السنة ليس من أمة الإسلام:
قال النبي ﷺ:
“من رغب عن سنتي فليس مني” (رواه البخاري).
هذا تحذير شديد من الإعراض عن السنة أو محاولة إنكارها.
اتباع السنة شرط لدخول الجنة:
قال النبي ﷺ:
“كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى” قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: “من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى” (رواه البخاري).
طاعة النبي ﷺ تشمل طاعة السنة، وإنكارها يُعد عصيانًا.
ثالثًا: التحذير من فكرهم وانعكاسه على الإيمان:
إنكار السنة يعني إنكار الرسالة:
قال الله تعالى:
“مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَ” (النساء: 80).
إنكار السنة يعني رفض طاعة الرسول ﷺ، وهو رفض مباشر لأمر الله.
الفتنة في القلوب:
قال الله تعالى:
“فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗا” (البقرة: 10).
إنكار السنة وتفسير القرآن وفق الأهواء دليل على مرض في القلوب، مما يؤدي إلى الابتعاد عن الحق.
التحذير من التكذيب المتعمد:
قال الله تعالى:
“وَيَوۡمَ يُنَادِيهِمۡ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبۡتُمُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ” (القصص: 65).
التكذيب بالسنة هو تكذيب بالمرسلين أنفسهم، وهو ما سيحاسب عليه هؤلاء.
أحاديث غير منطقية عند القرآنيين العباقرة
حديث شق الصدر
الحجة: يعترضون على حديث شق صدر النبي ﷺ في طفولته، ويعتبرونه أقرب إلى الخيال وغير معقول.
الرد من أهل السنة: شق الصدر معجزة من المعجزات النبوية، ولا يقاس بمنطق البشر، والمعجزات في الإسلام تثبت أشياء خارقة للعادة.
حديث خلق حواء من ضلع أعوج
الحجة: يقولون إن حديث: “إن المرأة خُلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه”.
ينتقص من المرأة ويصفها بالاعوجاج.
الرد من أهل السنة: الحديث يوضح أن المرأة خُلقت بطبيعة مختلفة عن الرجل، ليكون هناك تكامل بينهما، وليس للانتقاص من مكانتها.
حديث “الإيمان يمان والحكمة يمانية”
الحجة: يقولون إن الحديث ينحاز إلى اليمن على حساب باقي الأقاليم الإسلامية، مما يثير تساؤلات عن تعميم الرسالة الإسلامية.
الرد من أهل السنة: الحديث يشير إلى صفات معينة لشعب اليمن في زمن النبي ﷺ، كالتواضع والإيمان، وهو ليس تفضيلًا مطلقًا بل مرتبط بسياق تاريخي معين.
حديث “المدينة تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد”
الحجة: يعترضون على هذا الحديث بزعم أنه يصور المدينة وكأنها تُقصي المخالفين أو غير المرغوب فيهم.
الرد من أهل السنة: الحديث يشير إلى الصفاء الأخلاقي الذي تفرضه بيئة المدينة، حيث لا يستقر فيها إلا من يناسب روحها الإيمانية.
حديث “من قتل وزغًا في أول ضربة كتبت له مائة حسنة”
الحجة: يقولون إن الحديث يُشجع على القتل دون سبب وجيه.
الرد من أهل السنة: الحديث مرتبط بضرر الوزغ، الذي وردت نصوص عن إيذائه للناس وارتباطه بقصة نفخه النار على إبراهيم عليه السلام.
حديث قتل الوزغ:
الحجة: يقولون إن قتل الوزغ (البُرص) ليس له مبرر علمي أو أخلاقي.
الرد من أهل السنة: الحديث جاء عن النبي ﷺ كتشريع خاص بسبب ضرر الوزغ ونفخه في نار إبراهيم عليه السلام، وهو توجيه تعبدي.
حديث “عذاب الميت ببكاء أهله”
الحجة: يعترضون على الحديث الذي يفيد أن الميت يُعذب ببكاء أهله، ويعتبرونه ظلمًا.
الرد من أهل السنة: الحديث يشير إلى تقاليد كانت تُمارس في الجاهلية مثل النواح، والمعنى أن الميت يتألم من سوء ذكره أو من تسبب في ذلك.
حديث “الحمى كفارة للذنوب”
الحجة: يرون أن هذا الحديث يبرر المعاناة ويعارض فكرة السعي لعلاج الأمراض.
الرد من أهل السنة: الحديث يبرز جانبًا روحيًا للمؤمن، حيث يُثاب على صبره، لكنه لا يمنع السعي للعلاج.
حديث “العين حق”
الحجة: يقولون إن الحديث يدعم الخرافات كالإيمان بالعين وتأثيرها.
الرد من أهل السنة: الحديث يعترف بوجود العين كواقع روحي، وأمر النبي بالتحصين بالدعاء والرقية، مما يوازن بين الإيمان والعمل.
حديث تحريم الذهب والحرير على الرجال
الحجة: يقولون إن تحريم الذهب والحرير على الرجال غير منطقي ولا أساس له.
الرد من أهل السنة: الحديث يُظهر حرص الإسلام على التفرقة بين الجنسين في الزينة، كما أن الذهب والحرير ارتبطا تاريخيًا بالتفاخر المذموم.
هل يعبد المسلمون الحجر الأسود؟
نتحداهم أن يأتوا بما يدل على أننا نعبد الحجر الأسود. فلا يليق بالنصارى الذين يعبدون المسيح ودمه والصليب والقربان (الخبز)ن والقسيسين الذين في الكنائس، يوزعون الماء الذي جعلوا فيه أقدامهم على الناس كماء مبارك، فليس لهم أن يتهموا المسلمين بما فيهم من عبادة غير الله. فالحجر عندنا مجرد حجر كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك”.
فهل التقبيل عبادة؟ من يقبل يد معظما عنده، هل يعبده؟
فهو حجر لا ينفع ولا يضر، لكننا نقبله لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل، وعقيدتنا أن سيأتي يوم القيامة يشهد لمن استلمه بحق، ففي الحديث: “لَيَبْعَثَنَّ اللهُ الْحَجَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ بِهِ عَلَى مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ”.
يشهد أي قول يا رب هذا الرجل طاف ببيتك الحرام، واعتمر إلخ.
وسبب تقبيلنا له هو أنه من الجنة، حنانا إلى دارنا الأصلية التي أنزلنا منها.
حديث طاعة الحاكم الجائر
الحجة: يقولون إن الحديث: “اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك”.
يدعم الطغيان ويخالف العدل.
الرد من أهل السنة: الحديث يشير إلى أهمية الحفاظ على الاستقرار العام وتجنب الفتن التي تؤدي إلى الفوضى، مع استمرار النصيحة والدعاء للحاكم بالهداية.
حديث “من أطاع الأمير فقد أطاعني”
الحجة: يقولون إن الحديث يُبرر الطغيان ويمنع الناس من معارضة الحاكم.
الرد من أهل السنة: الحديث يدعو إلى الطاعة في المعروف، ولا يمنع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
حديث “من بدل دينه فاقتلوه”
الحجة: يعترضون على هذا الحديث باعتباره يتناقض مع حرية العقيدة، ويعتبرونه قاسيًا وغير إنساني.
الرد من أهل السنة: الحديث مرتبط بالخيانة والردة التي تهدد استقرار المجتمع المسلم، وليس مجرد تغيير شخصي للعقيدة.
حديث “من مس ذكره فليتوضأ”
الحجة: يعترضون على هذا الحديث باعتباره يُضيق على الناس ويبالغ في شروط الطهارة.
الرد من أهل السنة: الحديث يبين أهمية الطهارة في الإسلام ويحث على النظافة الشخصية، مع وجود اجتهادات فقهية تخفف الحكم في بعض الحالات.
حديث الأضحية وشعر الأضحية
الحجة: يعترضون على الأحاديث التي تمنع صاحب الأضحية من أخذ شيء من شعره أو أظافره خلال العشر الأوائل من ذي الحجة.
الرد من أهل السنة: الحديث يعكس أهمية التفرغ للطاعة والتقرب إلى الله خلال هذه الأيام، وهو أمر تعبدي.
حديث نزول عيسى عليه السلام
الحجة: يقولون إن الحديث عن نزول عيسى في آخر الزمان غير منطقي ويتناقض مع فكرة ختم النبوة.
الرد من أهل السنة: نزول عيسى عليه السلام لا يتناقض مع ختم النبوة، بل يأتي كإقامة للعدل واتباعًا لرسالة النبي محمد ﷺ.
حديث “لو كان بيني وبينكم نبي لكان عمر”
الحجة: يعترضون على هذا الحديث باعتباره يُضفي طابع النبوة على عمر بن الخطاب.
الرد من أهل السنة: الحديث يعبر عن صفات عمر القيادية وفضله، دون أن يُفهم منه أي ادعاء للنبوة.
حديث “خلق الله آدم على صورته”
الحجة: يعترضون على هذا الحديث بزعم أنه يُشبه الله بالبشر.
الرد من أهل السنة: الحديث يُفسر بأن “صورته” تعود إلى هيئة آدم الكاملة، ولا يُفهم منه أي تشبيه بين الله وخلقه.
حديث “تحريم الكلاب إلا للصيد أو الحراسة”
الحجة: يقولون إن تحريم الكلاب يناقض الرحمة تجاه الحيوانات.
الرد من أهل السنة: الحديث لا يحرم الكلاب مطلقًا، بل يحدد ضوابط لامتلاكها، مراعيًا النظافة والتوازن البيئي.
حديث “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث”
الحجة: يقولون إن هذا الحديث يناقض مبدأ الجزاء المستمر عن جميع الأعمال.
الرد من أهل السنة: الحديث يوضح أن العمل المستمر يأتي من مصادر محددة، ولكنه لا ينفي الجزاء عن الأعمال الأخرى.
حديث “صلاة ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها”
الحجة: يرون أن هذا الحديث يُبالغ في أجر ركعتين.
الرد من أهل السنة: الحديث يُظهر أهمية صلاة الفجر في التقرب إلى الله، ويُفسر بأن أجرها يتعلق بمكانتها الروحية.
حديث “أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله”
الحجة: يعترضون على هذا الحديث بزعم أنه يدعو إلى الإكراه في الدين.
الرد من أهل السنة: الحديث يخص التعامل مع الكفار الذين يعتدون على المسلمين، وهو مرتبط بالسياق العسكري والسياسي، ولا يناقض مبدأ “لا إكراه في الدين”.
حديث السواك وفضله
الحجة: يعترضون على الأحاديث التي تبالغ في فضل السواك، مثل: “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة.”
الرد من أهل السنة: السواك أداة بسيطة للنظافة تم التأكيد عليها لما لها من أثر إيجابي على الصحة، والحديث يبرز محبة النبي ﷺ للتيسير.
حديث “إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر”
الحجة: يرونه تشريعًا لإفلات الحكام من المحاسبة على أخطائهم.
الرد من أهل السنة: الحديث يشجع على الاجتهاد مع الحرص على الصواب، ولا يعفي الحكام من المسؤولية إذا وقعوا في الظلم أو الإهمال.
حديث “الشياطين تدخل البيت إذا ترك بابه مفتوحًا”
الحجة: يعترضون على هذا الحديث بزعم أنه خرافي ويشجع على التفكير غير العقلاني.
الرد من أهل السنة: الحديث يربط بين الأسباب المادية والمعنوية، ويدعو للانضباط في الحياة اليومية، مع الإيمان بعالم الغيب.
حديث “عجبًا لأمر المؤمن”
الحجة: يرون أن الحديث الذي يقول: “عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير” يُبرر المعاناة ويمنع الناس من المطالبة بحقوقهم.
الرد من أهل السنة: الحديث يشجع على الصبر والتفاؤل في مواجهة المصاعب، لكنه لا ينفي السعي لتحسين الحياة والوقوف ضد الظلم.
حديث تحريم الصور والتماثيل
الحجة: ينتقدون تحريم الصور والتماثيل، ويرونه يتعارض مع الفنون والإبداع.
الرد من أهل السنة: التحريم مرتبط بمنع التشبه بالوثنية، أما الفنون المباحة التي لا تخل بالعقيدة أو القيم فلا حرج فيها.
حديث “من أتى عرافًا أو كاهنًا”
الحجة: يقولون إن تحريم اللجوء إلى العرافين والكهنة يعارض حرية الاعتقاد.
الرد من أهل السنة: الحديث يحمي التوحيد ويمنع اللجوء إلى السحر والخرافات التي تؤدي إلى فساد العقيدة.
حديث “إماطة الأذى عن الطريق صدقة”
الحجة: يعترضون على الأحاديث التي تعطي ثوابًا على أفعال بسيطة كهذا الحديث.
الرد من أهل السنة: الحديث يُبرز أهمية الأخلاق والاهتمام بالمجتمع، ويؤكد أن العمل الصغير يمكن أن يكون له قيمة كبيرة عند الله.
حديث “لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم”
الحجة: يعترضون على هذا الحديث بزعم أنه يحمل بني إسرائيل مسؤولية غير مبررة.
الرد من أهل السنة: الحديث يبين أثر المعاصي على البشر من خلال أمثلة تاريخية، وليس ذمًا مطلقًا لقوم بعينهم.
حديث صلاة التراويح
الحجة: يعترضون على الأحاديث التي تثبت صلاة التراويح في جماعة، بزعم أنها ليست من الدين.
الرد من أهل السنة: صلاة التراويح سنة مؤكدة جمعها عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتنظيم العبادة، وهي مرتبطة بالشهر الفضيل.
حديث “النهي عن الإلحاح في الدعاء”
الحجة: يقولون إن هذا الحديث يُعارض الأحاديث الأخرى التي تدعو للإلحاح في الدعاء.
الرد من أهل السنة: الإلحاح في الدعاء مطلوب، والحديث يُنهى عن الاعتقاد بأن الله لا يستجيب إلا إذا أُلح عليه، وهو تصحيح للنوايا.
حديث “ما أكل السبع فهو ميتة”
الحجة: يعترضون على الحديث باعتباره تشديدًا غير ضروري على المسلمين.
الرد من أهل السنة: الحديث يحرص على الطهارة والنظافة في الطعام، وهو تشريع لحفظ النفس من الأضرار الصحية والروحية.
حديث “لا تقوم الساعة حتى تهتز أليات نساء دوس حول ذي الخصلة”؟
حديث “لا تقوم الساعة حتى تهتز أليات نساء دوس حول ذي الخلصة” هو حديث صحيح، رواه البخاري ومسلم، ويتحدث عن أحد علامات الساعة. لفهم هذا الحديث وتوضيح الرد على الاعتراضات المتعلقة به، نُفصّل كالتالي:
ذو الخلصة: كان صنمًا يعبده أهل دوس في الجاهلية (قبيلة معروفة في اليمن)، وكان يُسمى “الكعبة اليمانية” لاعتباره مركزًا للعبادة الوثنية.
معنى الحديث: النبي ﷺ يُخبر بعلامة من علامات الساعة، وهي عودة عبادة الأصنام في بعض المناطق، حتى بعد انتشار الإسلام. وذِكر “نساء دوس” في الحديث يُشير إلى طبيعة الجاهلية التي كانت النساء يُشاركن فيها بالرقص والطواف حول الأصنام.
“تهتز أليات نساء دوس” يعني: يرقصن أو يتحركن حول هذا الصنم تعبيرًا عن عودة العبادة الوثنية.
الاعتراضات المثارة حول الحديث:
يزعمون أنه حديث يهين المرأة
وصف النساء بالاهتزاز حول الأصنام يُعتبر مهينًا ومُشينًا بحق المرأة
يقولون إن الحديث يتحدث عن المستقبل بشكل مبالغ فيه
يتساءلون كيف يمكن عودة عبادة الأصنام بعد انتشار الإسلام
الربط بالواقع المعاصر
البعض يُحاول إسقاط الحديث على ممارسات حديثة (كالرقص في الاحتفالات) دون دليل واضح.
الردود على الاعتراضات:
الحديث لا ينتقص من المرأة
النبي ﷺ في الحديث لا ينتقد المرأة بحد ذاتها، بل يُخبر عن فعل سيئ سيقع في المستقبل، وهو عودة عبادة الأصنام. النساء المذكورات في الحديث يُمثلن جزءًا من مجتمع يعيد الجاهلية وعبادة الأصنام، وليس الحديث انتقاصًا عامًّا من النساء.
عودة عبادة الأصنام متوقعة:
الحديث يتحدث عن المستقبل وعودة الانحراف عن التوحيد، وهو أمر ثابت في نصوص أخرى. فقد قال النبي ﷺ: “لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان” (رواه أبو داود والترمذي).
هذا يدل على أن عودة الوثنية ليست مستحيلة، بل هي من علامات الساعة الصغرى.
الحديث ليس مبالغة بل تنبؤ غيبي:
النبي ﷺ أُعطي علمًا من الله عن أمور الغيب التي ستقع قبل قيام الساعة. كثير من العلامات التي أخبر عنها النبي ﷺ تحققت بالفعل، مثل انتشار الفتن، والتطاول في البنيان، وغيرها. وهذا الحديث جزء من هذه العلامات الغيبية.
ذكر النساء هنا سياقي:
ذكر النساء في الحديث لا يعني تخصيصهن بالذم أو الانتقاص، بل هو إشارة إلى طبيعة بعض الممارسات في الجاهلية، حيث كان النساء يُشاركن في الطواف حول الأصنام بشكل لافت للنظر.
الإسقاط المعاصر غير صحيح:
لا ينبغي إسقاط الحديث على ممارسات معينة في العصر الحديث دون دليل واضح. الحديث يتحدث عن واقعة محددة ترتبط بعودة عبادة الأصنام في منطقة معروفة تاريخيًا.
الخلاصة:
حديث “تهتز أليات نساء دوس حول ذي الخلصة” هو إخبار نبوي عن علامة من علامات الساعة، وهي عودة الوثنية في بعض المجتمعات بعد انتشار الإسلام. الحديث لا ينتقص من المرأة ولا يتعارض مع العقل أو المنطق، بل يُبرز أهمية التمسك بالتوحيد والحذر من الانحرافات العقائدية، وهو تحذير لكل المسلمين، رجالًا ونساءً.
حديث “الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة”
نص الحديث: قال النبي ﷺ: “الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة.” (رواه البخاري ومسلم).
الاعتراض: يرون أن الحديث يُحقّر البشر ويصفهم بأنهم قلة قليلة منهم من يستحق الاحترام والاعتماد عليه.
الرد: الحديث لا يُقلل من قيمة الناس، ولكنه يُشير إلى واقع أن الأفراد المتميزين الذين يحملون المسؤوليات ويُعتمد عليهم قلائل مقارنة بالمجموع. وهو دعوة للاجتهاد والتحلي بصفات الاستقامة والقيادة.
حديث “أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهله”
نص الحديث: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.” (رواه الترمذي).
الاعتراض: ينتقد البعض الحديث بزعم أنه يُعطي الأولوية لعلاقات الرجل بأسرته فقط، ويُهمل علاقته بالمجتمع الأكبر.
الرد: الحديث يُبرز أهمية العلاقة الأسرية باعتبارها أساس المجتمع، دون أن يُقلل من قيمة العلاقات الاجتماعية الأخرى التي تناولتها أحاديث أخرى عديدة.
حديث “إن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها”
نص الحديث: “إن أمتكم هذه جُعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها.” (رواه مسلم).
الاعتراض: يرونه حديثًا يُقلل من قيمة الأجيال المتأخرة ويمتدح فقط الصحابة والتابعين.
الرد: الحديث يُبرز التحديات التي ستواجه الأمة الإسلامية مع مرور الزمن، ولا يُقلل من قيمة الأجيال المتأخرة، بل يُشجعها على مواجهة الفتن والابتلاءات.
حديث “لو كان بعدي نبي لكان عمر”
نص الحديث: “لو كان بعدي نبي لكان عمر.” (رواه الترمذي).
الاعتراض: يُزعم أن الحديث يُبالغ في مدح عمر بن الخطاب ويُثير تساؤلات حول النبوة.
الرد: الحديث يُبرز فضائل عمر القيادية وصفاته الفريدة، ولكنه لا يعني أنه نبي، بل يؤكد ختم النبوة.
حديث “اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب”
نص الحديث: “اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب.” (رواه أبو داود).
الاعتراض: يرون أن الحديث يدعو إلى قطع الصلاة لسبب بسيط وغير مهم.
الرد: الحديث يُظهر مرونة الإسلام في المحافظة على حياة الإنسان وسلامته حتى أثناء الصلاة، حيث الحية والعقرب من الحيوانات المؤذية.
حديث “لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر”
نص الحديث: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.” (رواه مسلم).
الاعتراض: يُزعم أن الحديث مبالغ فيه ويُقلل من قيمة الأشخاص الذين قد يمتلكون مشاعر طبيعية من الثقة بالنفس.
الرد: الحديث لا يُحرم الثقة بالنفس أو الفخر المشروع، بل يُحذر من الكِبر الذي يجعل الإنسان يظلم الآخرين أو يتعالى عليهم.
حديث “إذا سمعتم أذان الديك فصلوا”
نص الحديث: “إذا سمعتم أذان الديك فاسألوا الله من فضله، فإنه رأى ملكًا.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يُعتبر هذا الحديث خرافيًا ويُناقض العلم الحديث الذي يُفسر صياح الديك بأسباب بيولوجية.
الرد: الحديث يُبرز جانبًا غيبيًا لا يُدرك بالحواس، وهو إيمان المسلم بوجود الملائكة، دون أن ينفي الأسباب المادية.
حديث “تحريك الإصبع في التشهد”
نص الحديث: “كان يرفع أصبعه يحركها يدعو بها.” (رواه النسائي).
الاعتراض: يرون أن هذا الحديث يُبالغ في الحركات أثناء الصلاة التي يجب أن تكون هادئة.
الرد: الحديث يُظهر سنة نبوية تُعبر عن الإخلاص والتركيز في الدعاء أثناء الصلاة، دون أن تخل بهدوئها أو خشوعها.
حديث “ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًا من بطنه”
نص الحديث: “ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًا من بطنه.” (رواه الترمذي).
الاعتراض: يُنتقد الحديث باعتباره يدعو إلى التقليل المفرط في الطعام والشراب.
الرد: الحديث يدعو إلى الاعتدال في الأكل والشرب، وليس الامتناع الكامل، وهو توجيه صحي وروحي.
حديث “لا يدخل الجنة قاطع رحم”
نص الحديث: “لا يدخل الجنة قاطع رحم.” (رواه مسلم).
الاعتراض: يعتبرون أن الحديث يُبالغ في عقوبة من يُقصّر في صلة الرحم.
الرد: الحديث يُبرز أهمية صلة الرحم كجزء من الإيمان والعمل الصالح، ويُحذر من عواقب قطيعة الرحم على المجتمع.
حديث “الوضوء مما مست النار”
نص الحديث: “توضؤوا مما مست النار.” (رواه أبو داود).
الاعتراض: يرونه تشديدًا غير مبرر خاصة مع تغيّر أنماط الطعام.
الرد: الحديث كان تشريعًا في فترة معينة للتأكيد على الطهارة، ثم نُسخ بحديث آخر يرفع هذا الحكم.
حديث “المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء”
نص الحديث: “المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يرى البعض أن الحديث مبالغ فيه ويتعارض مع الحقائق البيولوجية.
الرد: الحديث يُشير إلى صفة الاعتدال والقناعة التي يتميز بها المؤمن مقارنة بالطمع والإفراط، وليس بالضرورة وصفًا ماديًا للجهاز الهضمي.
حديث “البركة في السحور”
نص الحديث: “تسحروا فإن في السحور بركة.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يعترض البعض على هذا الحديث باعتباره يُضيف طقوسًا غير ضرورية للصيام.
الرد: الحديث يُبرز جانبًا من رحمة الإسلام بالتخفيف على الصائم، والسحور سنة مستحبة تعين على الصيام وتُخفف المشقة.
حديث “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”
نص الحديث: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يرى البعض أن الحديث يُقلل من قيمة العلوم الأخرى مقارنة بتعليم القرآن.
الرد: الحديث يُبرز أهمية تعليم القرآن باعتباره الأساس في حياة المسلم، لكنه لا يُقلل من قيمة العلوم الأخرى، التي حث الإسلام عليها أيضًا.
حديث “الحياء لا يأتي إلا بخير”
نص الحديث: “الحياء لا يأتي إلا بخير.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يرى البعض أن هذا الحديث يُشجع على السلبية والخجل المفرط.
الرد: الحديث يُشيد بالحياء كصفة حميدة تُضبط بها الأخلاق، لكنه لا يُشجع على الخجل السلبي الذي يمنع الإنسان من المطالبة بحقه أو التعبير عن رأيه.
حديث “اللهم بارك لأمتي في بكورها”
نص الحديث: “اللهم بارك لأمتي في بكورها.” (رواه الترمذي).
الاعتراض: يعترض البعض بزعم أن هذا الحديث لا يتماشى مع اختلاف الأنماط الحياتية الحديثة.
الرد: الحديث يُبرز أهمية النشاط والعمل المبكر، لكنه لا يُلزم جميع المسلمين بالنوم المبكر أو الاستيقاظ المبكر في كل الأحوال، إذ يعتمد ذلك على الظروف.
حديث “لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه”
نص الحديث: “لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه.” (رواه مسلم).
الاعتراض: يُعتبر هذا الحديث مبالغًا في تشديد العلاقات بين الجيران.
الرد: الحديث يُحذر من الإساءة للجار لما لها من أثر كبير على استقرار المجتمع، لكنه لا يعني حرمان المسيء من الجنة إذا تاب.
حديث “الطفل المولود يستهل صارخًا من مس الشيطان”
نص الحديث: “ما من مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخًا من مسه.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يُعتبره البعض غير علمي ومخالفًا للواقع.
الرد: الحديث يُشير إلى جانب غيبي يتعلق بتأثير الشيطان في حياة الإنسان منذ ولادته، دون أن ينفي الأسباب الطبيعية لبكاء الطفل.
حديث “إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها”
نص الحديث: “إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به أو تتكلم.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يُفهم أحيانًا أن الحديث يُبرر النوايا السيئة إذا لم تُترجم إلى أفعال.
الرد: الحديث يُخفف عن المسلمين ويُبرز رحمة الله بعدم مؤاخذة الإنسان على خواطره إذا لم تتحول إلى أفعال أو أقوال.
حديث “رفع عن أمتي الخطأ والنسيان”
نص الحديث: “رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه.” (رواه ابن ماجه).
الاعتراض: يُعتبره البعض تساهلًا مفرطًا مع الأخطاء.
الرد: الحديث يُبرز عدل الإسلام بعدم مؤاخذة الإنسان بما لا يملك التحكم فيه، لكنه لا يُبرر الاستمرار في الأخطاء إذا كانت متكررة أو متعمدة.
حديث “إن الغضب جمرة يلقيها الشيطان”
نص الحديث: “إن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم.” (رواه الترمذي).
الاعتراض: يرى البعض أن الحديث يُقلل من أسباب الغضب النفسية والاجتماعية.
الرد: الحديث يُبرز الجانب الروحي للغضب ويُحث على التحكم فيه، دون أن ينفي وجود أسباب أخرى.
حديث “ليس الشديد بالصرعة”
نص الحديث: “ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يُعتبره البعض تقليلًا من أهمية القوة الجسدية.
الرد: الحديث يُظهر أن القوة الأخلاقية والتحكم بالنفس أعلى قيمة من القوة الجسدية، لكنه لا يُنكر أهمية القوة البدنية.
حديث “من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية”
نص الحديث: “من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.” (رواه مسلم).
الاعتراض: يُعتبره البعض تقييدًا للحريات في اختيار الحاكم.
الرد: الحديث يُشدد على أهمية الالتزام الجماعي لحفظ النظام، دون أن يُلغي دور الأمة في اختيار القيادة.
حديث “المرء مع من أحب”
نص الحديث: “المرء مع من أحب.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يرى البعض أن الحديث يُغفل أهمية العمل الصالح ويُركز فقط على المشاعر.
الرد: الحديث يُبرز تأثير الحب في تعزيز العمل، فلا يمكن أن يكون الحب وحده كافيًا دون عمل صالح.
حديث “صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل”
نص الحديث: “صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يُقال إن الحديث غير منطقي ويُظهر اهتمامًا مبالغًا بالصلاة في أماكن معينة.
الرد:
الحديث يتضمن حكمة تتعلق بطبيعة الإبل والغنم.
الغنم تُعتبر حيوانات هادئة، وتواجدها يُشجع على السكينة والخشوع أثناء الصلاة.
أما الإبل فهي معروفة بطبيعتها العدوانية أحيانًا، ومكان تجمعها قد يكون خطرًا أو يُسبب تشتيتًا للمصلي.
النبي ﷺ راعى الأحوال البيئية والصحية في أحكامه.
حديث “خلق الله آدم وطوله ستون ذراعًا”
نص الحديث: “خلق الله آدم وطوله ستون ذراعًا…” (رواه البخاري).
الاعتراض: يُزعم أن الحديث يخالف العلم الحديث، حيث لا توجد دلائل على بشر بهذا الطول.
الرد:
الحديث يتحدث عن خلق آدم عليه السلام، وهو حدث استثنائي يرتبط بالبدايات الأولى للبشرية، ولا يُقاس بمعايير اليوم.
الإسلام لا يُناقض العلم، ولكنه يُؤمن بأمور غيبية لا تُدرك بالحواس البشرية.
حديث “ما من نبي إلا رعى الغنم”
نص الحديث: “ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يسخر البعض من الحديث بزعم أنه يُقلل من مكانة الأنبياء بربطهم برعي الغنم.
الرد:
الحديث يُبرز حكمة الله في إعداد الأنبياء لتحمل المسؤوليات الكبرى.
رعي الغنم يُعلّم الصبر، والرحمة، والقيادة، وهي صفات ضرورية للأنبياء.
أحدايث تناقض العلم الخبيث عندهم
العلم الخبيث هو العلم الحديث الغربي اللعين الذي يعبده البعض الملاحدة والقرآنيين ودعاة التحضر العفن.
حديث الذباب
الحجة: يعترضون على حديث النبي ﷺ: “إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء”. ويرونه غير منطقي وغير علمي.
الرد من أهل السنة: الحديث لا يتعارض مع العلم الحديث، بل وُجدت دراسات تثبت وجود مضادات ميكروبية في أجنحة بعض الحشرات، كما أن غمس الذباب في الطعام هو خيار للضرورة، وليس إلزامًا.
حديث “إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه”
نص الحديث: “إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يُقال إن الحديث غير علمي ويُشجع على عدم النظافة.
الرد:
الحديث يتحدث عن ظرف استثنائي في بيئة فقيرة لا تتوفر فيها إمكانيات التخلص من الطعام بسهولة.
دراسات حديثة أظهرت أن الذباب يحمل مواد مضادة للبكتيريا على أحد جناحيه، مما يُؤكد الحكمة النبوية.
الحديث لا يُخالف النظافة، بل يُقدم خيارًا عمليًا في حال الاضطرار.
حديث “إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات”
الحجة: يرون أن الحديث مبالغ فيه من الناحية الصحية، خاصة مع تطور أساليب النظافة.
الرد من أهل السنة: الحديث ينبه على أمور صحية وروحية تتعلق بالطهارة، وأثبتت بعض الدراسات العلمية وجود بكتيريا ضارة في لعاب الكلاب.
حديث “إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات”
نص الحديث: “إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات أولاهن بالتراب.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يُقال إن الحديث يُبالغ في تشديد الطهارة.
الرد:
الحديث يُظهر دقة الإسلام في الحفاظ على الطهارة.
أثبتت الدراسات الحديثة أن لعاب الكلب يحتوي على ميكروبات يصعب التخلص منها إلا باستخدام مواد مثل التراب.
حديث بول الإبل للتداوي
الحجة: ينتقدون الحديث الذي يحث على التداوي ببول الإبل، ويرونه مخالفًا لمعايير الصحة العامة.
الرد من أهل السنة: الحديث جاء في سياق حالة طبية خاصة، وأثبتت دراسات لاحقة وجود فوائد لبعض مكونات بول الإبل في ظروف محددة.
حديث “المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء”
الحجة: يقولون إن هذا الحديث يتناقض مع حقائق علمية تتعلق بالجهاز الهضمي.
الرد من أهل السنة: الحديث ليس حرفيًا، بل يوضح الفارق بين المؤمن والكافر في القناعة والاعتدال في الأكل والشرب.
حديث معجزة انشقاق القمر
الحجة: يقولون إن انشقاق القمر لم يُثبت علميًا، ويعتبرونه خرافة.
الرد من أهل السنة: انشقاق القمر من معجزات النبي ﷺ، وله شواهد تاريخية، وهو أمر غيبي لا يخضع للمعايير العلمية الحديثة.
حديث “التفل في الماء الراكد”
الحجة: يعترضون على الحديث: “لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه”.
ويعتبرونه دليلًا على تشريعات غير ملائمة للصحة العامة.
الرد من أهل السنة: الحديث في حقيقته توجيه صحي وحضاري لمنع تلوث المياه، وهو ينسجم مع النظافة والبيئة.
مسألة المسواك وصحة الفم
الحجة: يعترضون على الأحاديث التي تحث على استخدام السواك ويرونها غير مناسبة للعصر الحديث.
الرد من أهل السنة: السواك وسيلة نظافة أثبتت فعاليتها علميًا، وهو سنة مستحبة، وليس بديلًا عن التطورات الحديثة.
حديث “إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء”
الحجة: يرون أن الحديث يبالغ في الاشتراطات الصحية المرتبطة بالطهارة.
الرد من أهل السنة: الحديث يُظهر حرص الإسلام على النظافة الشخصية، وهو سابق لعصره في الدعوة للاحتياطات الصحية.
حديث “نفي العدوى”
الحجة: يقولون إن الحديث الذي ينفي العدوى يخالف العلم الحديث.
الرد من أهل السنة: الحديث ينفي العدوى كقوة ذاتية مستقلة، لكنه لا ينفي تأثير الأمراض المعدية في سياق الأسباب التي خلقها الله.
حديث “الحبة السوداء شفاء من كل داء”
الحجة: يقولون إن هذا الحديث يتناقض مع العلم الحديث الذي يثبت محدودية فوائد الحبة السوداء.
الرد من أهل السنة: الحديث يبين الفوائد العامة للحبة السوداء، ولا ينفي الحاجة إلى الأدوية الأخرى، والمعنى قد يكون مقيدًا بسياقات وأمراض محددة.
حديث “الحمى من فيح جهنم”
نص الحديث: “الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يُزعم أن الحديث خرافي ويتناقض مع الطب الحديث.
الرد:
الحديث يُشير إلى تشبيه بلاغي يُبرز شدة الحمى وتأثيرها.
توجيه النبي ﷺ باستخدام الماء لتبريد الجسم يتوافق مع الأساليب الطبية الحديثة.
المرأة والقرآنيين
شبهة الإساءة إلى المرأة
الشبهة: يدعون أن السنة النبوية فيها أحاديث تقلل من قيمة المرأة، مثل حديث: “ناقصات عقل ودين.”
الرد:
الحديث يصف حالات شرعية محددة (مثل الشهادة) ولا ينتقص من المرأة كإنسان.
الإسلام كرّم المرأة ورفع مكانتها في العديد من النصوص الشرعية.
القراءة المتكاملة للنصوص تُبرز المساواة والتكامل بين الجنسين في الحقوق والواجبات.
تأويلهم للآية: “وَاضْرِبُوهُنَّ” (النساء: 34)
التأويل الباطل:
يدّعون أن الضرب في الآية لا يعني العقاب الجسدي، بل يعني ترك الزوجة أو ضربها بالموعظة فقط.
الرد:
العلماء وضحوا أن الضرب المذكور هو وسيلة أخيرة لحل الخلاف الزوجي، ويجب أن يكون خفيفًا وغير مؤذٍ، مع ضوابط شرعية واضحة.
التأويل الذي يقدمونه يُفرغ الآية من مضمونها، ويُخالف أقوال المفسرين.
أي:
يدّعون أن كلمة “واضربوهن” لا تعني الضرب الجسدي، بل تعني تركهن أو هجرهن، أو ضرب مثال لهن في التعامل.
الرد:
كلمة “واضربوهن” في اللغة العربية تعني الضرب الجسدي، ولكن الإسلام وضع ضوابط شديدة جدًا لاستخدام هذا الإجراء، بحيث يكون غير مؤذٍ ويأتي كحل أخير لإصلاح العلاقة الزوجية.
السنة النبوية فسرت ذلك، حيث قال النبي ﷺ: “ولا تضربوا إماء الله.” (رواه أبو داود).
القرآن نفسه يضع سياقًا متدرجًا لحل النزاعات الزوجية، يبدأ بالموعظة، ثم الهجر، وأخيرًا الضرب المقيد بضوابط الشرع.
شبهة حول الحديث الذي ورد فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى زوجته زينب رضي الله عنها
ويتم تأويل الحديث وتأويل نوايا رواية الحديث بشكل سلبي، تُعتبر واحدة من الشبهات المغرضة التي تهدف إلى تشويه صورة النبي ﷺ والطعن في السنة النبوية.
نص الحديث:
الحديث وارد في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “رأى رسول الله ﷺ امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئةً لها، فقضى حاجته، ثم خرج إلى أصحابه فقال: إن المرأة تُقبل في صورة شيطان وتُدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فأعجبته، فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه”.
الشبهة المثارة:
الطعن في نوايا النبي ﷺ:
يدّعون أن النبي ﷺ تصرف تصرفًا لا يليق بمقام النبوة، برؤية امرأة ثم الذهاب مباشرة إلى زوجته زينب.
الطعن في رواية جابر:
يزعمون أن جابر رضي الله عنه كان يراقب الموقف، مما يثير تساؤلات غير لائقة حول وجوده.
السخرية من الحكمة النبوية في الحديث:
يقولون إن الحديث لا يليق بالنبي ﷺ ولا يُعبر عن موقفه الأخلاقي.
الرد على الشبهة:
1. سياق الحديث وحكمته:
الحديث يُظهر البشرية في النبي ﷺ، فهو بشر يجري عليه ما يجري على باقي البشر من التأثر بالغرائز، لكنه قدم نموذجًا عمليًا لكيفية التعامل مع هذا الموقف.
النبي ﷺ أرشد المسلمين إلى وسيلة شرعية لكبح الشهوة عند رؤية ما يُثيرها، وهي اللجوء إلى الزوجة.
2. النبي ﷺ قدوة في التعامل مع الفطرة:
النبي ﷺ لم ينظر إلى المرأة بشهوة محرمة، بل أعطى درسًا عمليًا في كيفية التعامل مع المواقف الفطرية.
قال الله تعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”.
النبي ﷺ كان قدوة في كبح الشهوة بطريقة شرعية بدلًا من ارتكاب محرم.
3. موقف جابر رضي الله عنه:
جابر رضي الله عنه لم يكن يراقب النبي ﷺ، بل نقل الحديث الذي سمعه عن النبي ﷺ بعد الواقعة.
ادعاء أن جابر كان “يتفرج” هو افتراء على الصحابي وتشويه لرواية الحديث.
4. الحكمة من ذكر المرأة في صورة شيطان:
النبي ﷺ لم يصف المرأة بأنها شيطان بالذات، بل أشار إلى أن الشهوة قد تُزين الفتنة في صورة شيطان.
هذا بيان لطبيعة الإنسان التي تتأثر بالغرائز، وليس ذمًا للمرأة.
5. الحديث لا يُقلل من مقام النبوة:
النبي ﷺ لم يرتكب أي فعل محرم، بل تصرف في إطار المباح.
بشرية النبي ﷺ لا تُنقص من مقامه النبوي، بل تُعزز مكانته كقدوة للناس في التعامل مع المواقف الحياتية.
تفنيد الشبهة حول جابر رضي الله عنه:
نقل الحديث لا يعني الحضور:
جابر رضي الله عنه نقل ما سمعه من النبي ﷺ ولم يكن حاضرًا أثناء الواقعة.
هذا يتضح من أسلوب الحديث، حيث قال جابر: “رأى رسول الله…” وليس “كنت معه ورأيت”.
الطعن في الصحابي يُظهر سوء النية:
الصحابة نقلوا السنة بأمانة، والطعن في جابر رضي الله عنه هو جزء من محاولة التشكيك في السنة النبوية بأكملها.
الحكمة من الحديث:
التربية على ضبط النفس:
النبي ﷺ أرشد المسلمين إلى الوسائل الشرعية للتعامل مع الغرائز بدلًا من الوقوع في المحرمات.
تنبيه للرجال والنساء:
الرجال: إذا أُثيرت الشهوة، فليُشبعها في الحلال.
النساء: الالتزام باللباس والحشمة للحد من إثارة الفتنة.
إظهار بشرية النبي ﷺ:
الحديث يُظهر أن النبي ﷺ كان بشرًا، مما يجعله أكثر قربًا من الناس، ويُبرز إمكانية الاقتداء به في المواقف الحياتية.
الخلاصة:
الشبهة المثارة حول الحديث مردودة لأن الحديث يُظهر بشرية النبي ﷺ مع تقديم نموذج عملي لضبط النفس.
جابر رضي الله عنه نقل الحديث بأمانة، ولم يكن مراقبًا للنبي ﷺ، بل نقل الحكمة النبوية كما سمعها.
الحديث يُبرز الحكمة النبوية في تعليم الأمة كيفية التعامل مع الفطرة والغريزة بوسائل شرعية، بدلًا من الوقوع في الحرام.
ما هو أصل هذه الشبهة؟
أصل الشبهة حول الحديث المتعلق برؤية النبي ﷺ لامرأة ثم ذهابه إلى زوجته زينب رضي الله عنها، هو في الغالب مرتبط بمحاولات المستشرقين للطعن في شخصية النبي ﷺ والسنة النبوية، وقد تبناها لاحقًا القرآنيون وغيرهم من الطاعنين في الإسلام.
فيما يلي تحليل للأصل التاريخي لهذه الشبهة:
أ. منهج المستشرقين في الطعن في السنة النبوية:
المستشرقون سعوا لتشويه صورة النبي ﷺ من خلال إسقاط مقاييس أخلاقية مغلوطة على شخصه الكريم.
ركزوا على الأحاديث التي تتعلق بالجوانب البشرية للنبي ﷺ لإظهارها بصورة سلبية، متجاهلين السياق والحكمة الشرعية.
تعاملوا مع النصوص الإسلامية بانتقائية، وركزوا على الأحاديث التي يمكن أن تُفهم بشكل خاطئ إذا عُزلت عن سياقها.
ب. أشهر المستشرقين الذين ركزوا على هذه الشبهات:
ويليام موير (William Muir): طعن في شخصية النبي ﷺ بزعم أنه كان مدفوعًا بشهواته.
غولدتسيهر (Ignaz Goldziher): ركز على التشكيك في السنة النبوية ككل، مدعيًا أنها اختُلقت بعد وفاة النبي ﷺ.
جوزيف شاخت (Joseph Schacht): أنكر موثوقية الحديث النبوي، وادعى أنه أداة لفرض تشريعات لاحقة.
ج. كيفية صياغة الشبهة:
المستشرقون حاولوا استغلال هذا الحديث للطعن في:
أخلاق النبي ﷺ بزعم أنه تأثر بشهوة عابرة.
السنة النبوية ككل، من خلال إثارة الشبهات حول دوافع رواة الحديث (مثل جابر بن عبد الله).
دور القرآنيين في تبني الشبهة:
أ. موقفهم من السنة:
القرآنيون ينكرون السنة ككل، لذا تلقفوا هذه الشبهة من المستشرقين لتعزيز موقفهم.
استخدموا هذا الحديث وغيره للطعن في السنة النبوية، مدعين أن هذه الروايات تُسيء للنبي ﷺ، وبالتالي يجب رفضها.
ب. نشر الشبهة:
القرآنيون استخدموا الشبهات المستشرقية في كتبهم ومحاضراتهم لتبرير رفضهم للسنة.
ربطوا هذه الشبهة بمفهوم “عدم عصمة الحديث”، مدعين أن الأحاديث التي تتناول الجانب الإنساني للنبي ﷺ تخالف الصورة المثالية للنبي.
أصل الشبهة بين المستشرقين والفرق المناوئة للسنة:
أ. الفرق المناوئة للسنة قبل القرآنيين:
قبل ظهور القرآنيين، كانت هناك فرق مثل المعتزلة أو بعض الغلاة الذين شككوا في السنة النبوية ككل.
هذه الفرق لم تركز على الطعن في شخصية النبي ﷺ بقدر ما ركزت على التشكيك في حجية الأحاديث.
ب. تطور الشبهة بين المستشرقين والقرآنيين:
المستشرقون: صاغوا الشبهة ووجهوها نحو الطعن في النبي ﷺ.
القرآنيون: أخذوا الشبهة لإثبات موقفهم الرافض للسنة.
العلمانيون والمشككون الحديثون: استخدموا نفس الشبهات للطعن في الإسلام نفسه.
أهداف الشبهة:
المستشرقون: تقويض مكانة النبي ﷺ وإضعاف حجية الإسلام أمام الغربيين.
القرآنيون: نزع الثقة في السنة النبوية لإقناع الناس بالاقتصار على القرآن وحده.
العلمانيون والمشككون: تشويه صورة الإسلام ككل أمام المجتمعات المسلمة وغير المسلمة.
الرد على أصل الشبهة:
أ. تفنيد الشبهة من جذورها:
المستشرقون والقرآنيون يقتطعون الحديث من سياقه الأخلاقي والشرعي.
الحديث يُظهر بشرية النبي ﷺ وكيف تعامل معها في إطار الحلال، ما يجعله قدوة.
ب. الهدف من الحديث:
الحديث يُعلم المسلمين كيفية التعامل مع الشهوة في حدود الشرع.
النبي ﷺ يُثبت من خلال هذا الموقف أن الإنسان قادر على السيطرة على شهواته وتوجيهها في إطار الحلال.
ج. الرد على المستشرقين:
المستشرقون يعتمدون على تفسيرات مشوهة، بينما النصوص الإسلامية تقدم تفسيرًا واضحًا ومتكاملًا.
الخلاصة:
أصل الشبهة جاء من المستشرقين الذين ركزوا على الجانب البشري للنبي ﷺ للطعن فيه.
القرآنيون تبنوا هذه الشبهة لتعزيز موقفهم الرافض للسنة النبوية.
الرد عليها يكمن في بيان السياق الحقيقي للحديث وحكمة النبي ﷺ، مع توضيح أهداف المستشرقين في تشويه الإسلام واستخدام القرآنيين لهذه الأفكار.
وهو مثال في فهم سياق الحديث:
الحديث السابق رواه مسلم.
كيف نوضح معنى “سياق الحديث” بالمثال السابق؟
1. فهم الموقف الذي ورد فيه الحديث:
الحدث: النبي ﷺ رأى امرأة من غير قصد، فتأثر بشهوة فطرية، وهو أمر طبيعي في البشر.
الإسلام لا يُجرّم الغرائز الفطرية بل يُرشد إلى كيفية التعامل معها.
النبي ﷺ قدّم قدوة عملية في كيفية ضبط النفس، إذ لم يُمعن النظر، ولم ينجر إلى معصية.
تصرف النبي ﷺ: لجأ إلى وسيلة شرعية مباحة لإطفاء الشهوة، وهي الرجوع إلى زوجته زينب رضي الله عنها.
هذا يُعلم المسلمين أن الشهوة يمكن توجيهها في إطار الحلال.
2. الحكمة من الحديث:
النبي ﷺ أراد أن يُعلم أصحابه والمسلمين كيف يتعاملون مع الشهوة إذا تعرضوا لموقف مشابه.
الحديث يُظهر حلولًا عملية لتحقيق العفاف وضبط الغرائز:
“إذا أبصر أحدكم امرأة فأعجبته، فليأت أهله.”
هذه دعوة إلى استخدام الحلال وسيلةً لحفظ النفس من الوقوع في الحرام.
3. الحديث في سياق الأخلاق والتشريع:
الحديث يُظهر أن الإسلام دين يراعي الطبيعة البشرية، ويضع لها حلولًا عملية بدلاً من إنكارها أو تجاهلها.
الشهوة في ذاتها ليست معصية، لكن الإسلام وضع لها ضوابط:
النظر المحرم ممنوع.
الشهوة توجه إلى الحلال، مثل الزواج أو العلاقة الزوجية.
4. الرد على الشبهة وفق سياق الحديث:
إذا أخذنا الحديث بشكل مجتزأ دون سياقه:
سيبدو أن النبي ﷺ يتصرف كأي إنسان عادي قد ينقاد لشهواته.
وهذا الفهم مغلوط لأنه يعزل الحديث عن المقاصد التشريعية والأخلاقية.
في سياق الحديث الكامل:
النبي ﷺ قدّم حلًا شرعيًا وأخلاقيًا للتعامل مع موقف طبيعي.
تصرفه يُظهر الانضباط والتحكم في الشهوة ضمن إطار الحلال.
كيف يُفسد المستشرقون والقرآنيون الفهم؟
التأويل المجتزأ:
المستشرقون والقرآنيون يعزلون الحديث عن سياقه، فيُظهرونه كأنه يصف موقفًا ينطوي على ضعف أو شهوة عابرة.
يركزون على الكلمات دون النظر إلى الغاية الشرعية أو الحكمة النبوية.
الرد وفق السياق:
النبي ﷺ كان يُعلم الأمة طريقة التعامل مع الشهوات بما يضمن حفظ النفس والمجتمع.
التصرف لم يكن فيه أي معصية، بل كان مثالاً على الالتزام بشرع الله.
أمثلة لفهم النصوص بالسياق:
1. مثال آخر على أهمية السياق:
قال النبي ﷺ:
“ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب” (رواه البخاري).
إذا أخذنا النص حرفيًا، قد يُفهم أن أي شخص يفعل ذلك يُطرد من الإسلام.
السياق: الحديث يتحدث عن النهي عن عادات الجاهلية في الحزن المبالغ فيه (مثل اللطم وشق الثياب)، وليس إخراجًا من الملة.
2. ربط السياق بالحديث الحالي:
النبي ﷺ لم يُقدم الحديث ليُظهر أنه تأثر بشهوة عابرة فقط، بل ليُعلم المسلمين كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف بما يحفظ الإيمان والعفاف.
الخلاصة:
سياق الحديث: هو النظر إلى الموقف كاملاً بما يشمله من الغاية، البيئة، القيم الشرعية، والحكمة العملية.
في مثال الشبهة: الحديث يُظهر بشرية النبي ﷺ وقدرته على التحكم في الغرائز، ويُعلم المسلمين كيفية التعامل مع المواقف المشابهة في إطار الحلال.
الخطأ في الفهم يأتي من عزل الحديث عن سياقه، بينما الفهم الصحيح يظهر بربطه بالحكمة التشريعية والأخلاقية.
حديث قطع المرأة والكلب للصلاة
الحجة: يعترضون على حديث النبي ﷺ: “يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود”. ويرونه انتقاصًا للمرأة، وغير منطقي.
الرد من أهل السنة: الحديث يتحدث عن أمور تتعلق بقطع التركيز في الصلاة بسبب مرور أشياء أمام المصلي، وتفصيل ذلك يتطلب فهمًا لسياق الحديث وفق تفسير العلماء.
حديث المرأة ناقصة عقل ودين
الحجة: يقولون إن الحديث:
“ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن”.
يهين المرأة ويتناقض مع المساواة بين الجنسين.
الرد من أهل السنة: الحديث جاء في سياق محدد لتوضيح أمور شرعية، مثل أن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل في بعض الأمور المالية، لأسباب تتعلق بطبيعتها العاطفية وظروفها، وليس انتقاصًا من قدرها.
مسألة التعدد وحديث الميل للزوجة المحبوبة
الحجة: ينتقدون التعدد في الزواج، خاصة الحديث: “اللهم هذا قَسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك.”
بزعم أنه يدعم الميل الظالم لبعض الزوجات.
الرد من أهل السنة: الحديث يُظهر بشرية النبي ﷺ وأن العدل في المشاعر القلبية خارج عن إرادة الإنسان، لكنه كان يلتزم العدل في الحقوق المادية.
حديث صلاة المرأة في بيتها أفضل
الحجة: يقولون إن الحديث الذي يُفضل صلاة المرأة في بيتها يقلل من مشاركتها في الحياة العامة.
الرد من أهل السنة: الحديث جاء لحفظ خصوصية المرأة وراحتها، مع السماح لها بالصلاة في المسجد إذا أرادت.
حديث “ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة”
الحجة: يستخدمون هذا الحديث لانتقاد الإسلام بزعم أنه يهمش دور المرأة في السياسة والمجتمع.
الرد من أهل السنة: الحديث يشير إلى القيادة العليا التي تتطلب صفات معينة في سياق الظروف التاريخية والاجتماعية، مع ذلك فإن الإسلام لم يمنع المرأة من المشاركة في الشأن العام.
حديث “إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأولى”
الحجة: يقولون إن الحديث يجعل الرجال في المقدمة ويحط من شأن النساء، لأنهن في الصفوف الخلفية.
الرد من أهل السنة: الحديث يُبرز أهمية الترتيب في الصلاة الجماعية، ولا ينطوي على أي تفضيل شخصي، بل هو لضمان النظام والخشوع.
حديث “خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها”
الحجة: يقولون إن الحديث يُفضل الرجال على النساء، خاصة أن أفضل صفوف النساء آخرها.
الرد من أهل السنة: الحديث يراعي الخصوصية والحشمة، وهو لترتيب الصلاة فقط، ولا يمس مكانة المرأة في الإسلام.
حديث “الولد للفراش وللعاهر الحجر”
الحجة: يعترضون على الحديث باعتباره لا يمنح حقوقًا للأطفال الذين يولدون خارج إطار الزواج.
الرد من أهل السنة: الحديث يحدد النسب للحفاظ على استقرار المجتمع، أما الطفل فله حقوق كاملة في الإسلام من الرعاية والكرامة.
حديث “إنما الطيرة في المرأة والدار والفرس”
الحجة: يزعمون أن هذا الحديث يعزز فكرة التشاؤم وينتقص من المرأة.
الرد من أهل السنة: الحديث لا يدعو إلى التشاؤم، بل يصف واقعًا كان موجودًا في الجاهلية ويوجه المسلمين للتعامل معه وفق الضوابط الشرعية.
حديث “الشؤم في المرأة”
الحجة: يعترضون على الحديث الذي ينص على:
“إن كان الشؤم في شيء ففي المرأة والدار والفرس.”
ويرونه انتقاصًا من المرأة.
الرد من أهل السنة: الحديث يعبر عن بعض الأمور التي قد تكون سببًا في التعاسة، لكن الإسلام يُعلي من مكانة المرأة ويدعو لحسن اختيار الزوجة والرفق بها.
مسألة رجم الزاني المحصن
الحجة: يعترضون على حد الرجم ويقولون إنه لم يرد في القرآن، مما يجعله تشريعًا بشريًا.
الرد من أهل السنة: حد الرجم ثابت بالسنة النبوية المتواترة وأقره النبي ﷺ بنفسه، وهو مكمل للأحكام القرآنية، حيث القرآن أشار إلى الجلد للزاني غير المحصن.
حديث “النساء حبائل الشيطان”
الحجة: ينتقدون هذا الحديث بزعم أنه يشيء المرأة ويصفها بأنها وسيلة للشر.
الرد من أهل السنة: الحديث ليس نصًا عامًا ضد النساء، بل يحذر من فتنة النساء في سياق ضبط الشهوات، ويدعو إلى التعامل معهن بما يرضي الله.
حديث “المرأة خلقت من ضلع أعوج”
الحجة: يعترضون على وصف الضلع بالأعوجية، ويرونه انتقاصًا من المرأة.
الرد من أهل السنة: المقصود بالأعوجية هو الطبيعة العاطفية المختلفة للمرأة، وهو وصف يعكس الرحمة والتكامل بين الرجل والمرأة.
حديث “المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال”
الحجة: يعترضون على الحديث بزعم أنه يعارض الحريات الشخصية.
الرد من أهل السنة: الحديث يهدف للحفاظ على الهوية الطبيعية التي خلق الله عليها البشر، وهو دعوة للاتزان وليس قيدًا على الحريات.
حديث “ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة”
نص الحديث: “لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يُزعم أن الحديث يُحقّر من شأن المرأة ويمنعها من القيادة.
الرد: الحديث يُشير إلى حالة تاريخية محددة، وهي قيادة الملكة بوران في فارس، ولم يُعمم على جميع النساء. كما أن الإسلام لا يمنع النساء من أدوار قيادية في مجالات تناسبهن.
حديث “أكثر أهل النار النساء”
نص الحديث: “اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يعتبرون أن الحديث يُقلل من شأن المرأة ويُحملها الذنب الأكبر.
الرد: الحديث يُبرز بعض الأخطاء الشائعة التي تُرتكب، مثل الكفران بالنعمة، ويوجه النساء للتحذير من هذه السلوكيات، دون أن ينتقص من مكانتهن أو أهليتهن لدخول الجنة.
حديث “أكثر أهل النار النساء”
نص الحديث: “اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يُزعم أن الحديث يُقلل من مكانة المرأة.
الرد:
الحديث يصف واقعًا شاهده النبي ﷺ في رؤية غيبية، ويوجه النساء للتحذير من بعض الأخطاء الشائعة مثل كفران العشير.
الإسلام يُكرّم المرأة، وأحاديث كثيرة تُبرز مكانتها وأجرها عند الطاعة والعمل الصالح.
حديث “لا تنكح المرأة المرأة ولا تنكح المرأة نفسها”
نص الحديث: “لا تنكح المرأة المرأة، ولا تنكح المرأة نفسها.” (رواه ابن ماجه).
الاعتراض: يُنتقد الحديث على أساس أنه ينتقص من حرية المرأة في اختيار شريك حياتها دون تدخل ولي.
الرد: الحديث يُحافظ على النظام الاجتماعي ويضمن للمرأة حقوقها، حيث وجود الولي يُعتبر وسيلة لحمايتها من الاستغلال.
حديث “إنما النساء شقائق الرجال”
نص الحديث: “إنما النساء شقائق الرجال.” (رواه أبو داود).
الاعتراض: يزعم بعض المعترضين أن هذا الحديث يُستخدم لتقييد أدوار المرأة بحجة التكامل مع الرجل.
الرد: الحديث يُبرز المساواة بين الرجل والمرأة في الإنسانية والتكليف الشرعي، ويُؤكد تكامل الأدوار، دون أن يُقلل من شأن المرأة أو حريتها.
حديث “ما أكرم النساء إلا كريم”
نص الحديث: “ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم.” (رواه الترمذي).
الاعتراض: يعتبر البعض أن الحديث يُبالغ في تصوير العلاقة مع المرأة ويُهمل تعاملها مع الآخرين.
الرد: الحديث يُظهر أهمية الإحسان في معاملة المرأة كجزء من تكريم الإسلام للمرأة، دون أن يُهمل مسؤولياتها تجاه المجتمع.
قولهم في الآية: “وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ” (البقرة: 228)
التأويل الباطل:
يدّعون أن “القرء” لا يعني الحيض، بل يعني الطهارة، مما يؤدي إلى تأويل باطل لعدة المرأة.
الرد:
“القرء” في اللغة العربية له معنيان: الحيض والطهر.
العلماء رجحوا معنى الحيض بناءً على السياق الشرعي والسنة النبوية التي فصلت أحكام العدة.
هذا التأويل الباطل يؤدي إلى اضطراب في تطبيق الأحكام الشرعية.
الغيبيات عندهم كالجنة والنار والسماء إلخ
الإسراء والمعراج
القرآنيون يثيرون شبهة حول الإسراء والمعراج، ويزعمون أن المعراج خاصةً ليس له أصل في القرآن الكريم وأنه مجرد قصة مضافة لا دليل عليها. وتركز شبهتهم على النقاط التالية:
إنكار المعراج:
يستند القرآنيون إلى أن المعراج غير مذكور صراحة في القرآن الكريم، وأن الإشارة في سورة الإسراء تتعلق فقط بالإسراء (السفر الليلي) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. يقولون إن هذه الآية لا تشير إلى صعود النبي محمد ﷺ إلى السماوات العلا.
الآية التي يعتمدون عليها:
﴿سُبْحَانَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًۭا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَى ٱلَّذِى بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنْ ءَايَٰتِنَآ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ﴾
(الإسراء: 1).
يقولون إن هذه الآية تتحدث عن رحلة أرضية بين مكانين محددين على الأرض (المسجد الحرام والمسجد الأقصى)، ولا تحتوي على إشارة إلى صعود إلى السماوات.
رفض الروايات النبوية:
القرآنيون يرفضون الأحاديث النبوية التي تشرح تفاصيل المعراج، بما فيها لقاء النبي ﷺ بالأنبياء في السماوات، ورؤيته للجنة والنار، والوحي بتشريع الصلوات. يرون أن الاعتماد على السنة غير مقبول، لأنهم يعتبرون القرآن المصدر الوحيد للتشريع.
تفسير الإسراء بمعنى روحي أو رمزي:
يقولون إن الإسراء ليس حدثاً حقيقياً ولكنه رؤية أو تجربة روحية للنبي ﷺ، ويستشهدون بآيات أخرى في القرآن تشير إلى الرؤى مثل قوله تعالى:
﴿وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِىٓ أَرَيْنَـٰكَ إِلَّا فِتْنَةًۭ لِّلنَّاسِ﴾
(الإسراء: 60).
الرد على هذه الشبهة:
ثبوت الإسراء في القرآن:
الآية في سورة الإسراء تثبت الإسراء كحدث حقيقي، حيث استخدم الله لفظ “أسرى بعبده” وهو إشارة واضحة إلى رحلة انتقال فيزيائي.
الإشارة إلى “المسجد الأقصى” بصفته “الذي باركنا حوله” دليل على مكان جغرافي محدد، مما ينفي أن الإسراء كان رؤية أو مجرد تجربة رمزية.
ثبوت المعراج في السنة:
المعراج وردت تفاصيله في الأحاديث الصحيحة المتواترة عن النبي ﷺ، وهو جزء من العقيدة الإسلامية المثبتة بالسنة.
مثال: حديث المعراج الذي رواه البخاري ومسلم عن النبي ﷺ، وفيه تفاصيل لقاءاته في السماوات وتشريع الصلوات.
دلالة الآيات الأخرى على المعراج:
قوله تعالى في سورة النجم:
﴿وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ﴾
(النجم: 13-15).
هذه الآيات تشير إلى رؤية النبي ﷺ لجبريل عليه السلام في رحلة المعراج عند سدرة المنتهى، وهي مرحلة لا تتعلق بالأرض.
الاعتماد على السنة كمصدر للتشريع:
السنة النبوية مكملة للقرآن الكريم ومفسرة له، وقد أمر الله باتباع النبي ﷺ في مواضع عدة، منها:
﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُوا۟﴾
(الحشر: 7).
تفسير الإسراء والمعراج كآية ومعجزة:
الإسراء والمعراج كانت معجزة ربانية أيدت النبي ﷺ وشكلت اختباراً للإيمان للصحابة والمسلمين. الإسراء ذكر في القرآن الكريم، والمعراج أكمل ذكره في السنة لتكتمل الرواية الإيمانية.
الخلاصة:
الإسراء والمعراج حدثان متصلان ثبت الأول في القرآن والثاني في السنة النبوية الصحيحة. اعتماد القرآنيين على إنكار السنة لرفض المعراج يتنافى مع المنهجية الإسلامية التي تعتبر السنة مكملة للقرآن.
حديث فناء الأرض والسموات
الحجة: يعترضون على الحديث: “يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه.”
ويزعمون أن النص يبالغ ويخالف التصور العلمي للكون.
الرد من أهل السنة: الحديث يتحدث عن قدرة الله المطلقة، وهو جزء من الإيمان بعظمة الله، وليس تفصيلًا علميًا.
حديث الشفاعة ودخول غير المسلمين النار
الحجة: يعترضون على الأحاديث التي تنص على أن غير المسلمين في النار، ويعتبرون ذلك غير عادل ويخالف مفهوم الرحمة.
الرد من أهل السنة: الأحاديث المتعلقة بالشفاعة والجنة والنار تُبنى على عدل الله ورحمته المطلقة، والنصوص تؤكد أن من لم تصله الدعوة بوضوح يُعامل بعدل خاص يوم القيامة.
حديث “إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة”
الحجة: يعترضون على الحديث الذي ينص على أن الإنسان قد يعمل بعمل أهل الجنة حتى يصبح بينه وبينها ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار.
الرد من أهل السنة: الحديث يبين أهمية الإخلاص والخاتمة الحسنة، وأن الظاهر لا يكفي للحكم على المصير النهائي للإنسان.
حديث “النجوم أمان لأهل السماء”
الحجة: يقولون إن الحديث ينافي العلم الحديث الذي يفسر النجوم كأجرام سماوية لا علاقة لها بحراسة السماء.
الرد من أهل السنة: الحديث يتحدث عن النجوم كرمز للحفاظ على النظام الكوني، ويشير إلى معانٍ غيبية تتعلق بالجن وحماية الوحي.
حديث عذاب القبر وسماع الموتى
الحجة: يعترضون على أحاديث عذاب القبر وسماع الموتى، بزعم أن هذا غير مثبت ماديًا.
الرد من أهل السنة: هذه أمور غيبية يُؤمن بها بناءً على نصوص صحيحة من القرآن والسنة.
حديث “رؤية الله في الآخرة”
الحجة: يقولون إن أحاديث رؤية الله في الآخرة تخالف عقيدة التوحيد وتصور الله كأنه مادة.
الرد من أهل السنة: الرؤية في الآخرة ثابتة بالنصوص الصحيحة وتليق بجلال الله، ولا تقاس على مفاهيم البشر المادية.
حديث الدجال وأوصافه
الحجة: يعترضون على أحاديث الدجال بزعم أنها خرافية وتناقض المنطق الحديث.
الرد من أهل السنة: أحاديث الدجال من الأمور الغيبية التي أخبر بها النبي ﷺ، وهي جزء من الإيمان بعلامات الساعة.
حديث “لا يدخل الجنة قتات”
نص الحديث: “لا يدخل الجنة قتات.” (رواه البخاري).
الاعتراض: يُعتبره البعض تشديدًا مبالغًا ضد النميمة.
الرد: الحديث يُحذر من خطورة النميمة كسبب كبير لفساد العلاقات والمجتمع، لكنه لا يعني خلود النمام في النار، إذ يُمكن التوبة.
حديث “الشمس تذهب لتسجد تحت العرش”
نص الحديث: “إن الشمس تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها…” (رواه البخاري).
الاعتراض: يُقال إن الحديث يُناقض العلم الحديث حول حركة الشمس.
الرد:
الحديث يُشير إلى خضوع الشمس لأمر الله وسجودها تعبير رمزي عن الطاعة.
الإسلام يُؤمن بأن كل المخلوقات تسبح بحمد الله بطريقة لا نُدركها.
النص لا يناقض الحقائق العلمية حول الحركة الفلكية، بل يُبرز الجانب الغيبي المرتبط بقدرة الله.
حديث “يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام”
نص الحديث: “يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد…” (رواه البخاري).
الاعتراض: يُزعم أن الحديث يُقدم صورة أسطورية عن الشيطان.
الرد:
الحديث يُشير إلى تأثير الشيطان على النفس البشرية، ويُستخدم لغة رمزية لتحفيز المسلم على النشاط والعبادة.
النص يُبرز أهمية ذكر الله عند النوم واليقظة.
شبهة أحاديث علامات الساعة
الشبهة: يدعون أن أحاديث علامات الساعة مليئة بالخيال وغير معقولة، مثل حديث خروج الدجال، ونزول عيسى، ويأجوج ومأجوج.
الرد:
علامات الساعة أمور غيبية تُؤمن بها جميع الأديان السماوية.
الأحاديث المتعلقة بها جاءت بأسانيد صحيحة وتُبرز قوة الإيمان بالغيب.
بعض علامات الساعة الصغرى تحققت بالفعل، مما يُثبت صدق النبوة.
شبهة الأحاديث التي تتحدث عن الجن
الشبهة: يقولون إن الأحاديث التي تتحدث عن الجن، مثل حديث الاستعاذة منهم، خرافية وغير عقلانية.
الرد:
الإيمان بالجن جزء من العقيدة الإسلامية ويُؤكده القرآن الكريم.
الأحاديث المتعلقة بالجن تتماشى مع مفهوم الغيب الذي يُقره الدين.
الإسلام يُقدم منهجًا واضحًا في التعامل مع هذه الأمور، مثل التحصين بالأذكار.
شبهة الأحاديث المتعلقة بالرؤى والمنامات
الشبهة: يدعون أن الأحاديث التي تتحدث عن الرؤى، مثل رؤية النبي ﷺ للأنبياء أو الجنة والنار، تُشجع على الخرافة.
الرد:
الرؤى جزء من النبوة وهي وسيلة إلهية للتواصل مع الأنبياء.
الأحاديث المتعلقة بالرؤى تركز على تعليم الدروس والعبر، وليست خرافات.
هذه الرؤى تتسق مع المفاهيم الروحية التي يؤمن بها المسلمون.
تأويلهم للآية: “يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ” (الفتح: 10)
التأويل الباطل:
يقولون إن الآية تعني أن الله له يد حقيقية مثل البشر.
الرد:
هذا التأويل يجنح إلى التشبيه والتجسيم، وهو مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة.
أهل السنة يفسرون الآية بأن “يد الله” تعني قدرته وسلطانه وفق سياق الآية، دون تشبيه أو تمثيل.
الآية: “وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ” (الذاريات: 22)
التأويل الباطل:
يقولون إن الآية تعني أن الأرزاق تأتي من الغيب دون أي جهد بشري، مما يُلغي أهمية السعي والعمل.
الرد:
الآية تُبرز أن الله هو مصدر الأرزاق، لكنها لا تُلغي مسؤولية الإنسان في السعي: “فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه.” (الملك: 15).
الجمع بين التوكل والعمل هو منهج الإسلام.
شبهة القرآنيين حول سورة الجن وقولهم: “وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا” (الجن: 4)
الشبهة:
القرآنيون يزعمون أن كلمة “سفيهنا” في الآية تشير إلى بشر، وليست من كلام الجن عن أنفسهم.
يدّعون أن الآية تُشير إلى أن هناك بشرًا (ربما شخصًا محددًا) كان يُفترى على الله ويدّعي معلومات خاطئة عن الغيب، مما يُظهر أن السورة ليست كلام الجن عن أنفسهم.
الرد على الشبهة:
1. تفسير كلمة “سفيهنا” في السياق الصحيح
السياق يوضح أن المتحدثين هم الجن:
الآيات في سورة الجن تصف حوار الجن بأنفسهم بعد سماعهم القرآن:
“قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ.” (الجن: 1).
هذا يثبت أن الحديث عن الجن وليس البشر.
الآية “وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا” تعني أن الجن يعترفون بأن “سفيههم” (أي من كان يسفههم ويوجههم نحو الضلال) كان يقول على الله كلامًا باطلًا.
من هو “سفيهنا”؟
“سفيهنا” في كلام الجن يُقصد به إبليس، أو الجن الذين كانوا يضللونهم عن طريق الحق.
كلمة “سفيه” تُستخدم في اللغة بمعنى الجاهل والمضل، وهذا ينطبق على رؤوس الجن الكافرين، وليس على بشر.
2. الرد من القرآن على كون “سفيهنا” تشير إلى بشر
سورة الجن تتحدث عن خطاب الجن عن أنفسهم في أول السورة:
“وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ.” (الجن: 11).
هذا يدل على أنهم يتحدثون عن فئاتهم، بما في ذلك الصالحون والمضلون منهم.
كلمة “سفيهنا” تتكرر في سياقات قرآنية بنفس المعنى:
في قول قوم نوح عن نوح عليه السلام:
“قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ.” (الشعراء: 111).
السفيه يُطلق على من يضلل، وليس حصرًا على البشر.
3. لماذا يعتقد القرآنيون أن “سفيهنا” بشر؟
القرآنيون يعتمدون على اجتزاء النصوص وفهمها خارج سياقها، ويستخدمون هذه الشبهة للطعن في:
فهم الجن كوحدة قائمة بذاتها:
بعضهم يُنكر وجود الجن ككائنات مستقلة، ويعتبر أن ذكر الجن مجرد استعارة.
عالمية القرآن وبيان مخاطبته للجن والإنس معًا:
ينكرون أن القرآن يخاطب الجن ككائنات مستقلة، مما يُضعف فهمهم للسورة.
4. الرد اللغوي والمعنوي
“سفيهنا” تعني الجاهل أو المضل:
السفه في اللغة يعني خفة العقل والانحراف عن الحق.
في السياق، الجن يعترفون بأن “سفيههم” كان يضللهم ويقول كلامًا باطلًا عن الله.
الجن في السورة يصفون أنفسهم ومواقفهم:
الجن يتحدثون عن فئاتهم المختلفة (“منا الصالحون ومنا دون ذلك.”).
وصفهم لسفيههم يدل على أن الحديث عن قادة الضلال من الجن.
5. دلائل من السنة على وجود خطاب الجن
النبي محمد ﷺ خاطب الجن وبلغهم رسالة الإسلام:
في الحديث:
“إني أُمِرتُ أن أقرأَ على الجنِّ.” (رواه مسلم).
هذا يُثبت أن الجن كائنات مستقلة مسؤولة عن أفعالها، وكان منهم كافرون ومضللون، وهم من يقصدون بـ”سفيهنا”.
الخلاصة:
كلمة “سفيهنا” في سورة الجن تشير إلى قادة الضلال من الجن (مثل إبليس) الذين كانوا يضللونهم قبل سماعهم القرآن.
السورة تتحدث عن الجن بوضوح، ولا يوجد أي إشارة إلى أن الحديث عن بشر.
الشبهة ناتجة عن اجتزاء النصوص وتجاهل السياق الكامل للسورة، الذي يُثبت أن الجن يتحدثون عن أنفسهم.
الرد يكون بالاعتماد على السياق القرآني واللغوي، مع الاستشهاد بتفاسير العلماء التي تُجمع على هذا المعنى.
آيات تثبت وجود الجن غير سورة سورة الجن
بالطبع، هناك العديد من الآيات في القرآن الكريم التي تُثبت وجود الجن وتتحدث عنهم خارج سورة الجن. هذه الأدلة قاطعة وتُظهر أن الجن كائنات حقيقية خُلقت قبل الإنسان ولها خصائصها المستقلة.
أدلة من القرآن على وجود الجن:
1. الجن مخلوقون من النار
قال الله تعالى:
“وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ.” (الحجر: 27).
الآية تُثبت أن الجن مخلوقون من نار، وأن خلقهم سبق خلق الإنسان.
2. إبليس من الجن
قال الله تعالى:
“وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ.” (الكهف: 50).
إبليس، الذي عصى الله، ليس من الملائكة بل من الجن، وهذا يُثبت وجودهم واستقلالهم.
3. تكليف الجن بالعبادة
قال الله تعالى:
“وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.” (الذاريات: 56).
الآية تُبيّن أن الجن، مثل الإنس، مخلوقون للعبادة ومكلّفون بأوامر الله ونواهيه.
4. الجن لهم القدرة على سماع القرآن
قال الله تعالى:
“وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا.” (الأحقاف: 29).
الآية تصف حادثة استماع الجن للقرآن، مما يدل على أنهم كائنات واعية ولهم القدرة على فهم الرسالة.
5. تكليف الجن بالحساب يوم القيامة
قال الله تعالى:
“يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ.” (الرحمن: 33).
الخطاب هنا موجّه للجن والإنس معًا، مما يُثبت وجودهم وحضورهم يوم القيامة.
6. الجن كأعداء للإنسان
قال الله تعالى:
“إِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ.” (الأنعام: 121).
الشياطين، وهم من الجن، يوحون إلى البشر بالإغواء والضلال.
7. الجن يُشاركون الإنسان في بعض الأمور
قال الله تعالى:
“وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ.” (الإسراء: 64).
الآية تُشير إلى قدرة الجن على التسلل إلى حياة الإنسان والتأثير عليه في بعض الحالات.
8. الجن يعترفون بعجزهم أمام قدرة الله
قال الله تعالى:
“وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا.” (الجن: 6).
الآية تُبرز علاقة الإنس بالجن وتوضح عجز الإنس والجن عن تحقيق منفعة لبعضهم خارج إرادة الله.
9. الجن حاضرون في مشهد يوم القيامة
قال الله تعالى:
“وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنسِ.” (الأنعام: 128).
الآية تُشير إلى حشر الجن والإنس يوم القيامة، مما يدل على تكليفهم ومحاسبتهم.
10. الجن لهم إرادة واختيار
قال الله تعالى:
“وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ.” (الجن: 11).
الآية تُثبت أن الجن مثل الإنس، منهم الصالحون ومنهم الفاسدون، ولهم إرادة مستقلة.
أهمية الإيمان بوجود الجن
الإيمان بوجود الجن جزء من العقيدة الإسلامية لأنه مذكور في القرآن الكريم والسنة النبوية.
إنكار وجود الجن يُعد إنكارًا لآيات قطعية الدلالة من القرآن.
الحجة المفحمة للرد على المنكرين:
القرآن قطعي في ذكر الجن:
ذكر الجن في العديد من الآيات يؤكد أنهم كائنات حقيقية مستقلة، وليس مجرد استعارة أو خيال.
وحدة الخطاب للإنس والجن:
استخدام صيغة الخطاب الموجهة إلى الجن والإنس معًا (مثل سورة الرحمن) يؤكد وجودهم كشركاء في التكليف.
الجن مذكورون في جميع الشرائع السماوية:
الإيمان بالجن موجود أيضًا في اليهودية والمسيحية، مما يُثبت أن ذكرهم ليس خاصًا بالإسلام فقط.
الخلاصة:
وجود الجن ثابت في القرآن الكريم، وهو جزء من العقيدة الإسلامية. النصوص القرآنية تتحدث عن خلقهم، تكليفهم، ودورهم في الحياة. إنكار وجود الجن يُعد تجاهلًا للنصوص الصريحة التي لا مجال لتأويلها بغير معناها الظاهر.
الفرق بين استمع وسمع:
الفرق بين “استمع” و”سمع” يكمن في المعنى اللغوي والدلالة السياقية. القرآنيون وغيرهم قد يثيرون شبهة حول قوله تعالى:
“قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ.” (الجن: 1)
ويحاولون التركيز على استخدام كلمة “استمع” بدلًا من “سمع”، مدعين أن الجن ربما لم يكونوا في حالة فهم أو قصد عند سماع القرآن. لذا، من المهم توضيح الفرق بين الكلمتين بدقة.
الفرق بين “سمع” و”استمع” في اللغة العربية
1. معنى “سمع”:
“سمع” تعني سماع الصوت دون شرط التركيز أو قصد الإنصات.
قد يكون السماع عابرًا أو دون نية لفهم أو تدبر ما يُقال.
مثال:
قال الله تعالى:
“وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ؟” (يونس: 42).
هنا “تسمع” تشير إلى القدرة على السماع الفطري، وليس السماع الفعلي المرتبط بالفهم أو القصد.
2. معنى “استمع”:
“استمع” تعني السماع بقصد الإنصات والتركيز لفهم ما يُقال.
فيه جهد ونية لإدراك المعنى أو الرسالة.
مثال:
قال الله تعالى:
“وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.” (الأعراف: 204).
هنا “استمعوا” تعني الإنصات مع التدبر والنية لفهم القرآن.
لماذا قال الله “استمع نفر من الجن”؟
1. الدلالة على القصد والتركيز:
كلمة “استمع” تُشير إلى أن الجن لم يسمعوا القرآن سماعًا عابرًا، بل قصدوا الإنصات إليه بوعي وتركيز.
هذا يظهر في الآية نفسها:
“فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا.” (الجن: 2).
الجن أمروا بعضهم بالإنصات، مما يُظهر نيتهم في الاستماع بتركيز وفهم.
2. الفرق بين السماع العابر والقصد في السياق:
لو قال الله “سمع نفر من الجن”، لكان ذلك يوحي بأنهم سمعوا القرآن صدفةً أو بدون قصد.
استخدام “استمع” يُبرز أنهم حضروا المكان بقصد سماع القرآن والتركيز عليه.
3. تأثير الاستماع فيهم:
سماع الجن للقرآن لم يكن عابرًا، بل أثر فيهم تأثيرًا عميقًا:
قالوا: “إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ.” (الجن: 2).
هذا الإيمان ناتج عن استماع مقصود ومركز، وليس مجرد سماع عرضي.
الرد على الشبهة:
1. محاولة إنكار الفهم والقصد:
إذا كان الجن لم يقصدوا فهم القرآن، فلماذا قالوا:
“فَآمَنَّا بِهِ.”؟
هذا الإيمان نتيجة استماع مقصود وتدبر، وليس سماعًا عابرًا.
2. الإنصات يظهر القصد:
الجن طلبوا من بعضهم الإنصات: “قَالُوا أَنْصِتُوا.”
الإنصات دليل على الاهتمام والتركيز، وليس مجرد السماع بلا تدبر.
3. استخدام “استمع” يعكس تأثير القرآن:
القرآن ليس نصًا عاديًا، بل معجز في أثره، ومن ينصت له بنيّة صادقة يجد فيه الهداية:
“وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا.” (الأعراف: 204).
الحجة المفحمة:
التفرقة اللغوية واضحة:
“استمع” تعني الإنصات بقصد، و”سمع” تعني السماع العابر.
اختيار كلمة “استمع” في الآية يُبرز وعي الجن وإدراكهم لما سمعوه.
السياق يؤكد المعنى:
طلب الإنصات من الجن، وتأثرهم بما سمعوه، وإيمانهم بالقرآن كلها تؤكد أنهم لم يسمعوا سماعًا عابرًا.
الإيمان دليل على الفهم:
قول الجن: “فَآمَنَّا بِهِ.” دليل على أنهم فهموا القرآن بوعي بعد استماع مركز.
الخلاصة:
استخدام كلمة “استمع” في الآية يُظهر أن الجن كانوا في حالة تركيز وقصد لسماع القرآن، مما أدى إلى تأثرهم به وإيمانهم. أما “سمع” فتُستخدم للسماع العابر أو غير المركز. الرد على الشبهة يكون بإظهار الفرق اللغوي والسياقي بين الكلمتين، وأن اختيار “استمع” في القرآن دقيق ومقصود ليعكس الحالة الواعية للجن عند سماعهم القرآن.
الدلائل على وجود الجن:
وجود الجن ليس مجرد قضية إيمانية محصورة بالنصوص الدينية، بل هناك دلائل من الواقع والتاريخ والثقافة البشرية التي تدعم هذا الاعتقاد. البشر منذ القدم تعاملوا مع فكرة وجود كائنات غير مرئية تُشاركهم هذا العالم، وسُمّيت بأسماء مختلفة في الثقافات المختلفة.
1. دلائل من التاريخ والثقافات القديمة
أ. الاعتراف بوجود الجن عبر الثقافات:
العرب قبل الإسلام:
العرب كانوا يعرفون الجن، واعتقدوا أنهم يسكنون الأماكن المهجورة والبراري، ويتعاملون مع السحرة والكهنة.
ذكر في الشعر الجاهلي اعتقادهم بالجن، مثل قول الشاعر:
“وإني ليُصْدِرُني الهوى ويردني … على أعلَمٍ جنّيِّهِ في النواصفِ.”
اليونانيون والرومان:
كانوا يؤمنون بكائنات غير مرئية تُعرف بـ”Daemon” (الشياطين) التي يُعتقد أنها تُمثل الأرواح أو الكائنات الوسيطة بين البشر والآلهة.
الفرس والزرادشتيون:
الزرادشتية تُميز بين كائنات النور (الخير) وكائنات الظلام (الشر)، والتي يمكن أن توازي فكرة الجن والشياطين.
الثقافات الإفريقية والآسيوية:
الشعوب الإفريقية تؤمن بالأرواح الشريرة والطيبة، التي يُعتقد أنها تؤثر في الحياة اليومية.
في الهند، تُسمى الكائنات المماثلة بـ”الأرواح” أو “الراكشا” وهي كائنات غير مرئية تؤثر على البشر.
ب. في الكتب السماوية السابقة:
التوراة:
الجن مذكورون في العهد القديم، مثلما في قصة الملك سليمان الذي سُخرت له كائنات يُعتقد أنها الجن.
الإنجيل:
الأناجيل تشير إلى الأرواح الشريرة والشياطين التي تواجهها المسيحية، وهي كائنات تتصرف بطريقة مشابهة لما نعرفه عن الجن.
2. دلائل من الروايات التاريخية
أ. التعامل مع الجن في الحضارات القديمة:
سيدنا سليمان والجن:
النصوص الإسلامية واليهودية تشير إلى تسخير الجن لسليمان، مثل قوله تعالى:
“وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ.” (سبأ: 12).
يُذكر أن الجن ساعدوا في بناء الهيكل وأداء أعمال شاقة.
السحرة والكهنة:
في الحضارات القديمة، مثل الحضارة المصرية والبابلية، كان يُعتقد أن السحرة يتواصلون مع الجن لأداء السحر أو التنبؤ بالمستقبل.
3. دلائل من الواقع الحديث
أ. الشهادات الحية:
قصص البشر حول الظواهر الخارقة:
كثير من الناس عبر العصور يدّعون مواجهات مع كائنات غير مرئية في الأماكن المهجورة أو أثناء النوم (الكوابيس أو شلل النوم).
أمثلة تشمل سماع أصوات، رؤية كائنات غريبة، أو الشعور بحضور غير مرئي.
التجارب الروحية:
السحرة أو المشعوذون يدّعون التعامل مع الجن لتحقيق أغراض معينة.
علماء النفس يدرسون هذه الحالات بوصفها ظواهر غير مفسرة.
ب. تسجيلات الظواهر الخارقة:
بعض الظواهر التي تُنسب إلى الجن، مثل تحريك الأشياء دون لمسها أو سماع أصوات غريبة في أماكن خالية، تم تسجيلها بكاميرات وأجهزة حديثة.
4. دلائل من القرآن والسنة
أ. القرآن الكريم:
“وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.” (الذاريات: 56).
النص يثبت وجود الجن ككائنات مخلوقة ومكلفة بالعبادة.
“وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ.” (الجن: 6).
الآية تُظهر تفاعل الإنس مع الجن في طلب الحماية.
ب. السنة النبوية:
النبي محمد ﷺ تحدث عن الجن ورآهم، وبلغهم رسالة الإسلام:
“إني أُمِرتُ أن أقرأَ على الجنِّ، فأقرأَ عليهم القرآن.” (رواه مسلم).
الحديث يُثبت تواصل النبي مع الجن، وإيمان بعضهم بالرسالة.
5. الحجج العقلية والمنطقية
أ. الوجود غير المرئي:
هناك أشياء في العالم لا نراها، لكنها موجودة، مثل الأشعة فوق البنفسجية أو الموجات الصوتية.
الجن كائنات غير مرئية بحكم خلقتها، لكن آثارهم واضحة من خلال الشهادات والتجارب.
ب. التفسيرات الخارقة:
كثير من الظواهر التي لا يمكن تفسيرها علميًا يُمكن أن تُعزى إلى الجن، مثل الحوادث الخارقة أو الحالات النفسية الغريبة التي تتجاوز القدرات البشرية.
الخلاصة:
الجن معروفون للبشرية منذ أقدم العصور، وذكرتهم الكتب السماوية والثقافات المختلفة.
الروايات التاريخية والشهادات الحديثة تدعم فكرة وجود كائنات غير مرئية تشبه الجن.
القرآن والسنة يقدمان أدلة قطعية على وجود الجن، مع تفاصيل عن طبيعتهم ودورهم في الحياة.
الاعتراف بوجود الجن جزء من الإيمان بالغيب الذي لا يتعارض مع العقل أو الواقع.
الفرق بين “جِن”، “جَان”، و”جِنَّة” بالكسر يتضح من خلال السياق اللغوي والشرعي في اللغة العربية والقرآن الكريم. كل كلمة تحمل معنى محددًا، رغم اشتراكها في الجذر اللغوي المتمثل في “ج-ن-ن”، والذي يدل على الستر والخفاء.
1. “جِن” (بالكسر):
المعنى:
“جِن” تشير إلى الكائنات غير المرئية التي خلقها الله من النار.
الجن مخلوقات مكلفة مثل الإنس، ولها إرادة واختيار.
الاستخدام في القرآن:
قال الله تعالى:
“وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.” (الذاريات: 56).
هنا “الجن” تشير إلى المخلوقات المكلفة بالعبادة.
الخصائص:
مخلوقة من نار:
“وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ.” (الحجر: 27).
لهم القدرة على الاختباء والاختفاء.
يتفاوتون بين مؤمن وكافر:
“وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ.” (الجن: 11).
2. “جَان” (بالفتح):
المعنى:
“جَان” كلمة تُستخدم للإشارة إلى الجن بشكل عام، لكنها غالبًا ما تدل على أصل الخلق أو فرد معين من الجن.
أحيانًا تُستخدم للإشارة إلى إبليس أو رؤوس الجن.
الاستخدام في القرآن:
قال الله تعالى:
“وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ.” (الحجر: 27).
هنا “الجان” تشير إلى أصل الجن وخلقتهم من نار.
“فَوَقَعَتِ الْحَيَّةُ فَصَارَتْ كَأَنَّهَا جَانٌّ يَسْعَىٰ.” (النمل: 10).
في هذا السياق، تشير إلى حية صغيرة أو خفيفة الحركة، مما يعكس المعنى المرتبط بالخفة والسرعة.
الفرق عن “جن”:
“جَان” يمكن أن تشير إلى أصل الجن أو صفتهم في حالتهم الأولى.
“جن” تشير إلى الجماعة أو النوع بشكل عام.
3. “جِنَّة” (بالكسر):
المعنى:
“جِنَّة” لها معنيان رئيسيان:
الجِنَّة بمعنى الجن:
تستخدم للإشارة إلى الجن عمومًا، كما في:
“وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا.” (الصافات: 158).
هنا “الجنة” تشير إلى الجن بصفتهم مخلوقات خفية.
الجِنَّة بمعنى الجنون:
تُستخدم للإشارة إلى الحالة العقلية التي يُفقد فيها التحكم بالنفس، كأن العقل مستتر.
قال الله تعالى:
“مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ.” (سبأ: 46).
هنا “الجِنَّة” تعني الجنون.
الفرق عن “جن” و”جان”:
“جِنَّة” بالكسر تُستخدم للإشارة إلى الجن بشكل عام أو إلى صفة الجنون.
الفرق في السياق هو الذي يحدد المعنى.
الفروق اللغوية الدقيقة:
الكلمة
المعنى
الاستخدام
جن
الكائنات المخلوقة من نار والمكلفة بالعبادة
تشير إلى الجن كجماعة أو نوع.
جان
تشير إلى أصل الجن أو فرد منهم أو صفة محددة
تستخدم للإشارة إلى خفة الحركة أو إبليس أو أصل الخلق.
جنة
1. الجن بشكل عام. 2. الجنون (الستر العقلي).
تختلف حسب السياق: الجن أو صفة الجنون.
خلاصة:
“جن” تشير إلى الكائنات غير المرئية التي خلقها الله من النار.
“جان” تشير إلى أصل الجن أو أحد أفرادهم، وتُستخدم أحيانًا بمعنى خاص كإبليس أو خفة الحركة.
“جنة” قد تعني الجن بشكل عام أو الجنون حسب السياق.
كل كلمة تعبر عن معنى مختلف، والسياق هو المفتاح لفهم المعنى المقصود.
إنكار القرآنيين والملحدين لوجود الجنة
هذا يتطلب تفنيدًا علميًا ومنطقيًا قائمًا على النصوص القرآنية، والسنة النبوية، والحجة العقلية. الجنة جزء أساسي من العقيدة الإسلامية، وإنكارها يُناقض النصوص القطعية التي تثبت وجودها.
أولًا: الرد من القرآن الكريم
1. الجنة مذكورة في العديد من الآيات بوصفها حقيقة مطلقة
قال الله تعالى:
“وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ.” (آل عمران: 133).
الآية تثبت أن الجنة موجودة بالفعل، وأنها مخلوقة.
قال تعالى:
“وَفِي الْجَنَّةِ مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ.” (الزخرف: 71).
وصف الجنة في القرآن يفصّل ما فيها، مما يدل على حقيقتها.
2. الرد على قولهم بأن الجنة مجرد استعارة أو خيال
يزعم البعض أن الجنة ليست مكانًا حقيقيًا بل استعارة للسعادة الروحية.
الرد من القرآن:
قال الله تعالى:
“وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ.” (الشعراء: 90).
الآية تُظهر أن الجنة مكان مادي محسوس يُقرّب للمتقين.
قال الله تعالى:
“وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا.” (الزمر: 73).
ذكر الأبواب يُشير إلى أن الجنة مكان مادي حقيقي.
3. الجنة مذكورة بصيغة مادية واضحة
القرآن يذكر الأنهار، الأشجار، القصور، والثمار التي في الجنة:
“فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ.” (محمد: 15).
“كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ.” (الحاقة: 24).
ثانيًا: الرد من السنة النبوية
1. الحديث عن الجنة كحقيقة ملموسة
قال النبي ﷺ:
“لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها.” (رواه البخاري ومسلم).
الحديث يُظهر أن الجنة مكان مادي يفوق الدنيا.
حديث الإسراء والمعراج:
رأى النبي ﷺ الجنة ووصفها:
“أدخلتُ الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ.” (رواه البخاري).
النبي ﷺ وصف الجنة تفصيلًا مما يدل على حقيقتها.
2. وصف الجنة بوصف مادي دقيق
قال النبي ﷺ:
“إن في الجنة بابًا يُقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة.” (رواه البخاري).
ذكر الأبواب وأسماءها دليل على وجود الجنة كحقيقة مادية.
ثالثًا: الرد العقلي
1. مبدأ العدل الإلهي
إذا كانت الدنيا هي الفرصة الوحيدة للحياة، فكيف يُكافأ الصالحون ويُعاقب الظالمون؟
العدل الإلهي يتطلب وجود حياة أخرى (الجنة والنار) لتعويض المظلومين ومكافأة المتقين.
2. شواهد الحس والمنطق
الطبيعة نفسها تُظهر نظامًا بالغ الدقة. إذا كانت الحياة مخلوقة بهذا الإبداع، فمن المنطقي أن يكون هناك امتداد للحياة بعد الموت.
3. مفهوم السعادة المطلقة
البشر يسعون دائمًا للسعادة الكاملة، لكن هذه السعادة لا تتحقق في الدنيا. الجنة هي المكان الذي يُلبّي هذا التطلع الفطري.
رابعًا: الرد على بعض شبهات المنكرين
1. شبهة: الجنة مجرد وهم أو فكرة للترغيب
الرد:
إذا كان القرآن والسنة يصفان الجنة بكل هذا التفصيل، فمن غير المنطقي أن تكون مجرد وهم.
الوحي لا يقوم على الخداع أو التضليل.
2. شبهة: الجنة خيال بشري مستوحى من الحاجات الدنيوية
الرد:
وصف الجنة يتجاوز حدود الخيال البشري. مثال:
“فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ.” (رواه مسلم).
كيف يمكن لإنسان أن يبتكر وصفًا لما لم يره أو يسمع عنه؟
خامسًا: الأدلة الواقعية والوجدانية
1. ميل البشر للإيمان بالآخرة
الإيمان بوجود حياة بعد الموت هو شعور فطري موجود عند جميع الأمم والثقافات.
هذه الفطرة تتطابق مع الحقيقة التي يبينها الإسلام.
2. الشواهد على عالم الغيب
وجود الروح نفسها دليل على عالم غير مرئي. إذا كانت الروح موجودة وغير مرئية، فلماذا يُنكر وجود الجنة؟
3. شهادات الموتى في حالة الاحتضار
هناك العديد من القصص الموثقة عن أشخاص على فراش الموت رأوا مشاهد تشبه ما ورد في القرآن عن الجنة أو النار.
الخلاصة:
القرآن والسنة النبوية يثبتان الجنة كحقيقة مادية وروحية، لا مجال لإنكارها.
العقل والمنطق يدعمان وجود الجنة باعتبارها جزءًا من العدل الإلهي وتلبية لفطرة الإنسان.
إنكار الجنة يتناقض مع النصوص القطعية والمشاهدات الواقعية.
الردود المفحمة على من يُنكر الجنة تعتمد على استحضار الأدلة القرآنية، الحديثية، والعقلية مع كشف التناقضات في موقفهم.
علاقتهم الشاذة بالفقه والمذاهب الفقهية
تأويلهم للآية: “وَلَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى” (النساء: 43)
التأويل الباطل:
يقولون إن الآية تُبيح شرب الخمر طالما أنه بعيد عن وقت الصلاة، ويزعمون أن الإسلام لم يُحرم الخمر تحريمًا مطلقًا.
الرد:
هذه الآية نزلت في بداية التشريع، ثم جاءت آيات أخرى تُحرم الخمر تحريمًا قطعيًا، مثل قوله تعالى: “فاجتنبوه لعلكم تفلحون.” (المائدة: 90).
التدرج في التشريع لا يعني الإباحة، بل هو أسلوب حكيم في التحريم التدريجي.
شبهة حول الصلاة تتعلق بالآية “وأنتم سكارى”:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا”
(النساء: 43).
الشبهة:
يدّعون أن هذه الآية تفيد بأن الصلاة ليست واجبة في كل الأحوال، ويزعمون أن “إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ” تعني أن الإنسان يمكنه ترك الصلاة أو تأجيلها إذا كان في حالة جنابة أو ظروف خاصة.
بعضهم يستخدم هذه الآية للطعن في وجوب الغسل قبل الصلاة أو للتشكيك في التزام المسلم بالصلاة في جميع الأحوال.
الرد على الشبهة:
1. فهم الآية في سياقها الكامل:
الآية تُبيّن حالتين يُمنع فيهما أداء الصلاة:
في حالة السكر: “لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ”.
هذه كانت قبل تحريم الخمر نهائيًا، حيث كان المنع جزئيًا في أوقات الصلاة.
في حالة الجنابة: “وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا”.
يُستثنى من ذلك من يمر بمكان الصلاة دون أداء الصلاة، أي عابر سبيل، أو من كان مسافرًا ولم يجد الماء للاغتسال (كما توضح الأحكام المتعلقة بالتيمم).
2. معنى “إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ”:
التفسير الصحيح:
“عَابِرِي سَبِيلٍ” تعني المرور بمكان الصلاة دون أدائها، مثل الجنب الذي يدخل المسجد عابرًا دون جلوس.
الآية لا تعني السماح بترك الصلاة، بل تؤكد وجوب الطهارة للصلاة.
إجماع العلماء:
جميع المفسرين (مثل الطبري، القرطبي، وابن كثير) أشاروا إلى أن الآية تتعلق بمنع الصلاة في حالة الجنابة، إلا إذا كان هناك ضرورة مثل المرور بمكان الصلاة أو السفر مع التيمم.
3. الرد على إسقاط وجوب الغسل:
السنة النبوية تُبين وجوب الطهارة للصلاة:
قال النبي ﷺ: “لا تقبل صلاة بغير طهور.” (رواه مسلم).
الحديث يوضح أن الطهارة شرط لصحة الصلاة، وهو ما أكده القرآن في مواضع أخرى، مثل: “وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا.” (المائدة: 6).
4. الرد على استغلال الآية للطعن في وجوب الصلاة:
القرآن واضح في وجوب الصلاة على المسلم في كل الأحوال:
“وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ” (البقرة: 43)
“إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا” (النساء: 103)
الآية تتحدث عن شرط الطهارة للصلاة، وليس عن إعفاء المسلم منها.
الحجة القاطعة:
اقتصاص القرآنيين لهذه الآية من سياقها يؤدي إلى فهم مغلوط يتجاهل:
التفسيرات اللغوية للآية.
السنة النبوية التي تُفسر القرآن.
الإجماع الفقهي حول وجوب الصلاة وشرط الطهارة.
إذا كانت الصلاة غير واجبة أو يمكن تأجيلها، لما جاءت النصوص الكثيرة التي تحذر من تركها، مثل قول النبي ﷺ: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر” (رواه الترمذي والنسائي).
الخلاصة:
الشبهة القائمة على آية “ولا جنبًا إلا عابري سبيل” ناتجة عن اجتزاء النصوص من سياقها. الرد عليهم يكون ببيان السياق الكامل للآية، وإبراز تفسيرات العلماء، والاعتماد على السنة النبوية التي تُظهر أن الطهارة شرط للصلاة، وأن الصلاة واجبة في كل الأحوال.
وبعض الملحدين يستغلون آية “وَلَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى” (النساء: 43) للسخرية من الإسلام، متذرعين بتفسيرات خاطئة، ويحاولون تقديم الإسلام كدين متناقض أو غير منطقي. فيما يلي أبرز شبهاتهم حول هذه الآية مع الردود عليها:
شبهات الملحدين حول الآية:
1. الإسلام يناقض نفسه: السماح بالصلاة في حالة السكر ثم تحريم الخمر لاحقًا
الشبهة:
يدّعون أن الإسلام سمح بالصلاة مع وجود السكر، مما يُظهر تناقضًا في الأحكام الشرعية.
الرد:
الآية كانت جزءًا من التدرج في تحريم الخمر، وهو أسلوب حكيم يناسب المجتمع العربي في ذلك الوقت، الذي كان مُعتادًا على شرب الخمر.
التحريم النهائي للخمر ورد في قوله تعالى: “فاجتنبوه لعلكم تفلحون” (المائدة: 90).
التدرج لا يُعد تناقضًا، بل هو حكمة تشريعية تُراعي التغيير التدريجي لعادات المجتمع.
2. لماذا يُسمح لعابر السبيل بالصلاة وهو جنب؟
الشبهة:
يزعمون أن الإسلام يناقض نفسه بالسماح لعابر السبيل بالصلاة وهو جنب، مما يُظهر عدم اتساق الأحكام.
الرد:
الآية لا تُجيز لعابر السبيل الصلاة وهو جنب، بل تُستثنيه من المنع من المرور بمكان الصلاة (مثل المسجد) عند الضرورة، مثل السفر أو الحاجة.
هذا الحكم يُظهر مرونة الإسلام في التعامل مع الضرورات.
3. الإسلام يُناقض العقل: كيف يمنع الصلاة بسبب الجنابة؟
الشبهة:
يدّعون أن الإسلام يضع شروطًا غير عقلانية مثل الطهارة للصلاة، مما يجعل الدين صعب التطبيق.
الرد:
الطهارة شرط يعكس الاحترام والتقدير لعبادة الصلاة، وهي لقاء مع الله.
هذا الشرط منطقي ويُظهر النظام والنظافة التي يدعو إليها الإسلام، وهو ما يُميز الشعائر الإسلامية عن العبادات العشوائية.
4. لماذا تُذكر الصلاة مع السكر وهي محرمة لاحقًا؟
الشبهة:
يقولون إن الإسلام لم يكن واضحًا في تحريم الخمر، مما يدل على تناقض أو ضعف في التشريع.
الرد:
ذكر السكر في هذه الآية كان قبل التحريم الكامل للخمر.
التشريع الإسلامي متدرج، وهذا التدرج يعكس واقعية الإسلام في تغيير عادات الناس بدلًا من فرض أحكام قد تكون صعبة التنفيذ فجأة.
5. تفسير كلمة “عابر سبيل” للسخرية من الصلاة
الشبهة:
يدّعون أن عبارة “إلا عابري سبيل” تسمح للمسلم بالصلاة في أي حال أو تجاوز شرط الطهارة.
الرد:
“عابر سبيل” لا تعني السماح بالصلاة دون طهارة، بل تعني المرور دون أداء الصلاة في حالة الجنابة، أو في حالة السفر حيث يُرخص بالتيمم.
هذا يُظهر مرونة الإسلام في التخفيف عن الناس عند الضرورة.
الحجج القاطعة ضد السخرية:
1. التدرج في التشريع ليس تناقضًا
الإسلام اعتمد التدرج في تحريم الخمر لحكمة اجتماعية، وهو أسلوب يُثبت واقعية التشريع الإسلامي.
التدرج في الأحكام يُظهر عمق فهم الإسلام للطبيعة البشرية وضرورة الإصلاح التدريجي.
2. الطهارة رمز احترام للشعائر
الإسلام يربط بين الطهارة والعبادة لتأكيد أهمية النظافة والنظام، مما يجعل الشعائر عبادة روحية وجسدية.
3. آيات التحريم النهائية تُزيل اللبس
التحريم القطعي للخمر ورد بوضوح في آيات لاحقة (المائدة: 90)، مما يُزيل أي التباس.
4. تناقض الملحدين أنفسهم
الملحدون يزعمون أن الإسلام يُناقض العقل بتشديده على الطهارة، وفي نفس الوقت يسخرون من فكرة المرونة في التدرج أو التخفيف. هذا تناقض في خطابهم.
– الآية: “وَإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ” (المائدة: 6)
التأويل الباطل:
يقولون إن الآية لا تتحدث عن الوضوء المعروف، بل عن غسل الوجه فقط كإشارة رمزية إلى الاستعداد النفسي للصلاة.
الرد:
النص واضح ويتحدث عن الوضوء بشروطه المعروفة: غسل الوجه، اليدين، مسح الرأس، وغسل القدمين.
السنة النبوية شرحت الآية تفصيليًا، مما يؤكد أن الوضوء عبادة عملية وليس مجرد رمز.
الآية: “إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا” (النساء: 103)
التأويل الباطل:
يقولون إن الصلاة تعني فقط الدعاء في أوقات محددة، وليس العبادة الموقوتة بركوعها وسجودها.
الرد:
“الصلاة” في اللغة تعني الدعاء، لكنها في الاصطلاح الشرعي تعني العبادة المعروفة، وهذا ثابت بالنصوص والسنة.
التفسير السليم يُبرز أن الصلاة موقوتة بأوقات معينة، كما هو موضح في قوله تعالى: “أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل.” (الإسراء: 78).
التساؤل عن تعدد المذاهب الفقهية
الحجة: يرون أن وجود مذاهب فقهية متعددة يعكس تناقضًا في السنة النبوية ويثير الشكوك حولها.
الرد من أهل السنة: تعدد المذاهب يعبر عن الاجتهاد في فهم النصوص، ولا يعني تناقضها، بل هو توسع رحمة للأمة في استيعاب اختلاف الظروف.
شبهة حول العقوبات البدنية (مثل الرجم والجلد)
الشبهة: يقولون إن السنة تفرض عقوبات قاسية مثل الرجم والجلد، مما يتعارض مع “الرحمة” التي يدعو إليها الإسلام.
الرد:
هذه العقوبات نُفذت بشروط صارمة للغاية، وتطبيقها نادر جدًا.
السنة تُظهر التوازن بين الرحمة والعدل، وتُركز على الإصلاح الاجتماعي قبل العقوبة.
العقوبات تهدف إلى حماية المجتمع من الجرائم الكبرى مثل الزنا والسرقة.
تأويلهم للآية: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ” (البقرة: 43)
التأويل الباطل:
يقولون إن الصلاة في الآية لا تعني الصلاة المتعارف عليها (ركوع وسجود)، بل تعني الدعاء أو إقامة العلاقة الروحية مع الله.
وأما الزكاة، فهي تطهير النفس من الأخلاق السيئة، وليست إخراج مال محدد.
الرد:
السياق اللغوي للآية وسائر القرآن يُثبت أن الصلاة تعني العبادة العملية المعروفة بركوعها وسجودها.
السنة النبوية بيّنت كيفية إقامة الصلاة وعدد ركعاتها، ولا يمكن فهم الآية فهمًا كاملًا دونها.
الزكاة في الشرع هي حق مالي محدد يُخرج للفقراء والمحتاجين، وهذا ثابت في القرآن نفسه، مثل قوله تعالى: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها.” (التوبة: 103).
تأويلهم للآية: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ” (الكوثر: 2)
التأويل الباطل:
يدّعون أن “انحر” في الآية لا تعني ذبح الأضاحي، بل تعني رفع اليد إلى العنق أثناء الدعاء أو في الصلاة.
الرد:
“النحر” في اللغة يعني الذبح، وهذا هو المعنى الظاهر المتفق عليه بين المفسرين.
تفسيرهم يناقض السنة النبوية التي حثت على ذبح الأضاحي كنسك في عيد الأضحى.
المعنى الذي يقدمونه لا يتماشى مع السياق القرآني المتعلق بالعبادة العملية.
تأويلهم للآية: “وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ” (المائدة: 6)
التأويل الباطل:
يقولون إن المسح بالرأس في الوضوء ليس شرطًا، ويُكتفى بغسل الوجه فقط، وأن “امسحوا” تعني مجرد التفكير أو التذكر.
الرد:
لفظ “امسحوا” في اللغة وفي السياق الشرعي يعني المسح الحقيقي على الرأس، وهو جزء واضح من فروض الوضوء.
السنة النبوية بينت كيفية الوضوء بوضوح، وهو ما أجمعت عليه الأمة.
تأويلهم للآية: “وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ” (النساء: 23)
التأويل الباطل:
يدّعون أن الآية لا تعني تحريم الجمع بين الأختين في الزواج، بل تحرم الجمع بين الأختين في العداوة أو الخلاف.
الرد:
النص واضح وصريح في الحديث عن العلاقات الزوجية والمحارم، وليس عن العداوة.
التأويل يخالف إجماع الأمة وتفسير الصحابة والتابعين.
تأويلهم للآية: “فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ” (البقرة: 185)
التأويل الباطل:
يقولون إن الصيام في الآية ليس الامتناع عن الطعام والشراب، بل يعني الامتناع عن الفساد الأخلاقي والسلوكي.
الرد:
الصيام في الإسلام محدد بترك الأكل والشرب والجماع من الفجر حتى المغرب، وهو مفسر بالسنة النبوية.
هذا التأويل يُفرغ فريضة الصيام من معناها التعبدي ويُخالف إجماع الأمة.
تأويلهم للآية: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ” (المائدة: 3)
التأويل الباطل:
يقولون إن تحريم الميتة والدم في الآية لا يعني تحريمهما كطعام، بل تحريمهما كعمل غير أخلاقي أو فاسد.
الرد:
النص واضح ويتحدث عن الأطعمة المحرمة، وهو ما أكدته السنة النبوية.
تفسيرهم يخالف اللغة والسياق الشرعي.
تأويلهم للآية: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا” (البقرة: 168)
التأويل الباطل:
يقولون إن “حلالًا” تعني ما تراه النفس حلالًا، و”طيبًا” تعني ما تستسيغه فقط.
الرد:
الحلال والطيب في الآية مرتبط بما أحله الله وشرعه، وليس بما يراه الإنسان شخصيًا.
الآية تضع قواعد موضوعية لاختيارات الطعام، وليست مسألة أهواء فردية.
الآية: “وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا” (المائدة: 38)
التأويل الباطل:
يقولون إن “اقطعوا” تعني “أبعدوا” أو “احرموهم” من استخدام أيديهم في السرقة، وليس قطع اليد بالمعنى الجسدي.
الرد:
النص واضح وصريح في العقوبة البدنية.
السنة النبوية وضحت شروط تنفيذ الحد، مثل التأكد من الجريمة ووجود النصاب، مما يؤكد المعنى الجسدي للعقوبة.
طعنهم في الصحابة وتابعيهم والعلماء
الرد على القرآنيين في إنكارهم لعلماء المسلمين وناقلي الحديث
الرد يتطلب منهجًا شاملًا يعتمد على النقاط التالية:
أولاً: إظهار أهمية العلماء في تفسير القرآن نفسه
1. القرآن يوجه المسلمين لسؤال أهل العلم
قال الله تعالى:
“فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.” (النحل: 43).
هذه الآية تأمر بالرجوع إلى العلماء المتخصصين لفهم الدين.
إذا كان فهم النصوص الدينية ممكنًا للجميع دون الحاجة للعلماء، لما أمر الله بذلك.
2. أهمية التفسير لفهم القرآن
القرآن الكريم يحتوي على آيات محكمات ومتشابهات، كما في قوله تعالى:
“مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ.” (آل عمران: 7).
العلماء هم من وضحوا المحكم والمتشابه، وصنفوا الأصول والقواعد لتفسير الآيات بشكل صحيح.
إنكار جهود العلماء يؤدي إلى الفوضى في تفسير القرآن.
ثانيًا: بيان أهمية السنة النبوية في فهم القرآن
1. السنة تفسر القرآن الكريم
قال الله تعالى:
“وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ.” (النحل: 44).
الآية تُظهر أن النبي ﷺ هو المفسر الأول للقرآن، والسنة هي البيان العملي للنصوص.
مثال: كيفية الصلاة والزكاة والحج لم تُذكر تفاصيلها في القرآن، وإنما جاءت في السنة.
2. رفض السنة يؤدي إلى تعطيل الشريعة
بدون السنة النبوية، كيف يُفسر القرآنيون:
“وأقيموا الصلاة.” (البقرة: 43): كيف تُقام الصلاة؟ كم عدد الركعات؟
“وآتوا الزكاة.” (البقرة: 43): كم النصاب؟ وعلى أي الأموال تُفرض؟
السنة قدمت الإجابة على هذه الأسئلة بالتفصيل.
ثالثًا: الرد على إنكارهم لأمانة ناقلي الحديث
1. منهجية علم الحديث تُثبت أمانة الناقلين
علماء الحديث وضعوا قواعد صارمة لتحري صحة الأحاديث:
السند: التحقق من سلسلة الرواة.
العدالة والضبط: التأكد من صدق الرواة وأمانتهم.
المتن: فحص النص لمعرفة إن كان يخالف القرآن أو العقل.
2. شهادة القرآن لأمانة الصحابة
قال الله تعالى:
“وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ.” (التوبة: 100).
هذه شهادة من الله على عدالة الصحابة الذين نقلوا الدين.
من يطعن فيهم، فإنه يُطعن في نقل القرآن نفسه، لأن القرآن وصل إلينا عبر الصحابة.
3. التناقض في موقفهم
القرآنيون يعتمدون على القرآن، لكنه نُقل عبر نفس الصحابة الذين نقلوا الأحاديث.
إذا كانوا يثقون في نقل القرآن، فلماذا يُنكرون نقل الأحاديث مع أنه تم بنفس الدقة؟
رابعًا: بيان الحاجة للعقلاء الذين ينظمون فهم الدين
1. علماء المسلمين قدموا أصولًا لفهم الدين
العلماء لم ينقلوا الحديث فقط، بل وضعوا أصولًا وقواعد تُنظم فهم النصوص:
أصول الفقه: لفهم النصوص التشريعية.
علم التفسير: لفهم معاني الآيات.
علم الحديث: لفحص صحة الروايات.
2. إنكار العلماء يؤدي إلى الفوضى
بدون العلماء، سيكون لكل شخص تفسيره الخاص للقرآن، مما يؤدي إلى:
تناقض في الأحكام الشرعية.
انتشار الفهم الخاطئ للنصوص.
تفرق الأمة الإسلامية.
خامسًا: الرد على دعواهم أن العلماء حرفوا الدين
1. استحالة تحريف الدين
الله تعالى وعد بحفظ القرآن والسنة ضمنيًا:
“إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.” (الحجر: 9).
الذكر يشمل القرآن وما يلزم لفهمه، أي السنة.
2. العلم الحديث يدعم جهود العلماء
المخطوطات القديمة تثبت دقة ما وصل إلينا من القرآن والسنة.
التحقيق في الأحاديث يُظهر التزام العلماء بالبحث عن الحقيقة.
سادسًا: كشف تناقضاتهم
1. كيف يعتمدون على القرآن فقط؟
القرآن لا يمكن فهمه بشكل كامل دون السنة:
“وأقيموا الصلاة.” كيف تُقام؟
“وأحل لكم صيد البحر.” (المائدة: 96) ما تفاصيل الأحكام؟
2. الطعن في العلماء = الطعن في الإسلام
إذا كانوا يرفضون العلماء وناقلي الحديث، فلماذا يقبلون القرآن الذي نقلوه؟
الطعن فيهم يُفقد الدين مصداقيته.
سابعًا: عرض الحجة العقلية عليهم
1. العلماء أداة لفهم النصوص
كما أن التخصص ضروري في الطب أو الهندسة، فإن العلم بالدين يحتاج إلى متخصصين.
العلماء لم يفرضوا شيئًا من عندهم، بل نقلوا عن الرسول ﷺ ونظموا الفهم.
2. نقل القرآن والأحاديث كان جماعيًا
الدين لم يُنقل عن شخص واحد، بل عبر آلاف الصحابة والتابعين.
استحالة تواطؤ هذا العدد على الكذب.
الخلاصة:
العلماء وناقلو الحديث جزء أساسي من حفظ الدين ونقله، والقرآن نفسه يأمر بالرجوع إليهم (وحفظهم له امر ساعد في بقائه وفهم الناس له، ولو تركناه لكل عقل على حدة يتفلسف فيه، لضاع الدين كله لأن إنكار العقول الفارغة والظالمة لما هو واضح أمر شائع في هؤلاء الضالين، كإنكارهم للجن والزكاة، وما لا يختلف عاقلان فيه).
الطعن فيهم يؤدي إلى فقدان الإسلام مصدره الموثوق، وهو تناقض يقع فيه القرآنيون.
الرد عليهم يكون بإظهار الحاجة للسنة لفهم القرآن، وبيان عدالة العلماء ودقة منهجهم في نقل النصوص.
شبهة ظلم خالد بن الوليد لمالك بن نويرة
الشبهة المثارة حول خالد بن الوليد في قصة زواجه تدور حول اتهامه بزواج أم تميم بنت المنهال بطريقة ظالمة وغير أخلاقية، حيث يُزعم أنه تزوجها دون اعتبار لزوجها مالك بن نويرة، بل وأعدمه ظلمًا.
هذه الشبهة تُثار عادة من قبل الذين يحاولون الإساءة إلى خالد بن الوليد أو الطعن في عدالة الصحابة.
تفاصيل القصة كما ترد في الروايات التاريخية:
كان مالك بن نويرة من زعماء بني يربوع، وقد جمع الزكاة لكنه لم يُسلمها لخليفة المسلمين (أبو بكر الصديق) بعد وفاة النبي ﷺ.
وقد وُجد خلاف حول موقفه، فالبعض يقول إنه ارتد بعد وفاة النبي ﷺ.
والبعض الآخر يقول إنه تردد أو تأخر في أداء الزكاة، ولم يكن مرتدًا بشكل واضح.
أرسل أبو بكر الصديق خالد بن الوليد لمحاربة المرتدين في اليمامة وأماكن أخرى، وكان مالك بن نويرة ضمن من اشتُبه بهم، حيث اعتبره خالد متمردًا ومرتدًا لامتناعه عن دفع الزكاة.
وفي روايات أخرى، يُقال إنه أُعدم بناءً على فهم خالد بأن مالك أعلن ردته.
زواج خالد بن الوليد من أم تميم:
تزوج خالد من زوجة مالك بن نويرة بعد إعدامه بفترة قصيرة، وهو ما أثار جدلًا. ويُقال إن زواجه كان سريعًا جدًا، مما دفع البعض للتساؤل حول دوافعه.
الشبهات المثارة حول القصة:
اتهام خالد بالظلم في إعدام مالك:
يُقال إن خالد أعدم مالك بن نويرة ظلمًا، دون دليل قاطع على ردته.
بعض الروايات تزعم أن خالد كان يطمع في زوجة مالك، وأن هذا أثر على قراره.
اتهام خالد بالاستعجال في الزواج:
يدّعي البعض أن زواج خالد من أم تميم مباشرة بعد إعدام مالك يُظهر قلة الاحترام وعدم مراعاة الأحكام الشرعية المتعلقة بالعدة.
تشويه سمعة خالد:
تُستخدم القصة للطعن في خالد بن الوليد كقائد وصحابي، ووصفه بالاندفاع أو التصرف بطريقة غير أخلاقية.
الرد على الشبهة:
أولا: موقف مالك بن نويرة:
مالك بن نويرة كان في موضع شبهة قوية بالردة بسبب امتناعه عن دفع الزكاة، وهو ما اعتُبر خروجًا عن الإسلام.
خالد بن الوليد كان ينفذ أوامر الخليفة أبو بكر الصديق في محاربة المرتدين، وقرار إعدام مالك كان اجتهاديًا في ظل ظروف الحرب.
والروايات التاريخية تشير إلى وجود لَبْس في موقف مالك، وليس دليلًا قاطعًا على ظلم خالد له.
ثانيا: زواج خالد من أم تميم:
الزواج تم بعد إعدام مالك، ولكن توقيته ليس دليلًا على سوء النية.
الإسلام يجيز زواج المرأة بعد انقضاء عدتها، وقد تكون العدة انتهت سريعًا بسبب الظروف القتالية أو لأن مالك كان مرتدًا (باعتبار المرتد لا تجب له عدة).
بعض الروايات ضعيفة أو مكذوبة تُبالغ في وصف سرعة الزواج، ولا يُعتمد عليها.
ثالثا: عدالة خالد بن الوليد:
خالد بن الوليد كان قائدًا عظيمًا وصحابيًا جليلًا، وكان اجتهاده في الأمور القتالية أحيانًا موضع نقاش، لكنه لم يكن ظالمًا.
وأي خطأ اجتهادي لخالد لا يُشكك في مكانته كصحابي، وهو معروف بإخلاصه للإسلام وشجاعته.
وأبو بكر الصديق لم يُؤاخذ خالدًا على هذه الحادثة، بل دافع عنه أمام من عارضوه.
رأي العلماء في القصة:
عدم وجود دليل قاطع:
كثير من الروايات التي تُستخدم للطعن في خالد ضعيفة أو مختلقة.
الروايات التي تُشير إلى سوء النية تعتمد على أقوال المؤرخين وليس على أسانيد صحيحة.
التوجيه العام:
خالد بن الوليد كان في ظروف حرب، وأحيانًا تُتخذ قرارات صعبة بناءً على اجتهاد القادة.
أخطاؤه (إن وُجدت) كانت اجتهادية وليست متعمدة أو بدوافع شخصية.
التعامل مع الروايات التاريخية:
العلماء يُشددون على ضرورة التمييز بين الروايات التاريخية الضعيفة والصحيحة.
ليس كل ما يُروى في التاريخ يُعد حجة على الصحابة أو الإسلام.
كيفية التعامل مع الشبهة:
التركيز على ضعف الروايات التي تتهم خالدًا:
كثير من الروايات التي تُستخدم للطعن فيه مصدرها رواة ضعفاء أو مغرضون.
توضيح سياق الحروب:
القرارات التي اتُخذت في حروب الردة كانت شديدة بسبب خطورة الموقف، وكانت اجتهادية في ظروف قتال معقدة.
إظهار عدالة الصحابة:
الصحابة اجتهدوا في ظروف صعبة، وخالد بن الوليد كان معروفًا بصدقه وإخلاصه، وقراراته كانت دائمًا لخدمة الإسلام.
الخلاصة:
القصة المتعلقة بخالد بن الوليد وزواجه من أم تميم تُثار غالبًا لتشويه سمعته كقائد عظيم وصحابي جليل.
الروايات التاريخية المتعلقة بالحادثة تحتاج إلى تدقيق شديد، والكثير منها ضعيف أو غير موثوق.
خالد بن الوليد اجتهد في ظروف صعبة ولم يكن ظالمًا في قراراته.
التعامل مع الشبهات يجب أن يكون بالرد العلمي وتوضيح السياق التاريخي والشرعي للحادثة.
شبهة حول عدالة الصحابة بشكل عام
الشبهة: يُقال إن الصحابة لم يكونوا جميعًا عدولًا، وإن هناك أدلة على ارتكاب بعضهم أخطاء جسيمة.
الرد:
الإسلام لم يدّع عصمة الصحابة، لكن عدالتهم الجماعية ثابتة بالقرآن والسنة:
“والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه.” (التوبة: 100).
الأخطاء الفردية التي وقع فيها بعض الصحابة لا تُنقص من عدالتهم العامة، بل تُبرز بشريتهم وإمكان وقوعهم في الخطأ مع التوبة.
شبهة حول معاوية بن أبي سفيان
الشبهة: يُقال إن معاوية كان طامعًا في الملك، واستغل الإسلام لتأسيس حكم وراثي، كما اتُهم بقتل الحسن بن علي أو التورط في ذلك.
الرد:
معاوية بن أبي سفيان كان صحابيًا كاتبًا للوحي وله فضل كبير في تثبيت الدولة الإسلامية.
الخلاف السياسي بينه وبين علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان اجتهاديًا في ظروف معقدة، وليس بدافع شخصي.
اتهامه بالتورط في قتل الحسن بن علي افتراء لا دليل عليه، وهو يتناقض مع ما عُرف عنه من حسن معاملة آل البيت.
شبهة حول عمر بن الخطاب
الشبهة: يُقال إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أساء معاملة النساء، وفرض عليهن قيودًا شديدة مثل منعهن من الصلاة في المسجد.
الرد:
عمر بن الخطاب كان من أكثر الصحابة احترامًا للمرأة، وأمره بعدم الصلاة في المسجد لبعض النساء كان لظروف أمنية محددة، وليس تقليلاً من شأنهن.
عمر رضي الله عنه ساهم في حماية حقوق المرأة، مثل تنظيم المهور ومنع ظلم الزوجات.
شبهة حول أبي هريرة
الشبهة: يُتهم أبو هريرة بالإكثار من الرواية، ويُقال إنه اخترع أحاديث كثيرة لم تكن عن النبي ﷺ.
الرد:
أبو هريرة كان من أكثر الصحابة ملازمة للنبي ﷺ، وقد دعا له النبي بالبركة في الحفظ.
العلماء دققوا في رواياته ولم يجدوا أي دليل على وضعه للأحاديث.
اتهاماته تأتي غالبًا من المستشرقين والشيعة الذين يعادونه لدوره الكبير في نقل السنة.
شبهة حول الحجاج بن يوسف الثقفي
الشبهة: يُقال إنه كان ظالمًا مستبدًا وسفك دماء المسلمين بلا مبرر.
الرد:
الحجاج كانت له أخطاء كبيرة، لكن أيضًا كانت له إنجازات مهمة مثل ضبط المصاحف وتنظيم الدولة.
العلماء ينقسمون حوله، لكن لا يُنكر أحد أنه اجتهد في إدارة الدولة رغم قسوته.
شبهة حول الحسن البصري
الشبهة: يُتهم الحسن البصري بالتناقض في مواقفه السياسية، حيث دعم أحيانًا الثورات وأحيانًا عارضها.
الرد:
الحسن البصري كان حكيمًا وداعية للحق، وتعامل مع الظروف السياسية بمرونة بما يخدم مصلحة المسلمين.
موقفه من الثورات كان يعتمد على تقدير المصالح والمفاسد، وليس تناقضًا.
شبهة حول الإمام أبي حنيفة
الشبهة: يُقال إنه قدم العقل على النصوص الشرعية، وترك السنة في كثير من المسائل.
الرد:
الإمام أبو حنيفة كان من أعظم الفقهاء، وكان يعتمد على السنة الصحيحة والاجتهاد العقلي عند عدم وجود نص.
لم يُقدم العقل على النص، بل اجتهد في فهم النصوص وفقًا للواقع، وهو منهج أقره العلماء.
شبهة حول الإمام الشافعي
الشبهة: يُقال إن الإمام الشافعي كان متناقضًا بسبب تغيير مذهبه بين العراق ومصر.
الرد:
الإمام الشافعي غير اجتهاداته بناءً على الظروف والأدلة الجديدة التي ظهرت له، وهو دليل على مرونته وعمق اجتهاده.
هذا لا يُعد تناقضًا، بل تطورًا فقهيًا طبيعيًا يعكس اجتهاده العلمي.
شبهة حول الإمام البخاري
الشبهة: يُقال إن الإمام البخاري جمع أحاديث ضعيفة، واعتمد على رواة غير موثوقين في صحيحه.
الرد:
صحيح البخاري هو أصح الكتب بعد القرآن الكريم، ورواياته مرت بأشد معايير التحقق.
الشبهات حوله غالبًا ناتجة عن سوء فهم لعلم الحديث أو عن أهواء شخصية ضد السنة النبوية.
شبهة حول الإمام ابن تيمية
الشبهة: يُقال إن ابن تيمية كان متشددًا، وكفّر العديد من المسلمين، وهو مسؤول عن ظهور الفكر المتطرف.
الرد:
ابن تيمية كان عالمًا مجددًا واجتهد في إصلاح العقيدة الإسلامية.
لم يكفّر أحدًا إلا بناءً على أصول شرعية واضحة، ولم يدعُ إلى التطرف، بل كان يُحارب البدع والجهل.
شبهة حول عائشة رضي الله عنها وزواجها من النبي ﷺ
الشبهة: يُقال إن زواج النبي ﷺ من السيدة عائشة وهي صغيرة لا يتماشى مع القيم الحديثة، ويُعتبر غير مقبول.
الرد:
الزواج كان وفقًا للأعراف السائدة في الجزيرة العربية آنذاك، حيث كان بلوغ الفتاة معيار النضج للزواج.
السيدة عائشة نفسها كانت فخورة بهذا الزواج ولم يُذكر أي اعتراض منها أو من أهلها.
هذا الزواج كان له حكمة عظيمة في حفظ العلم والسنن، إذ أصبحت السيدة عائشة من أكثر رواة الحديث.
شبهة حول علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان
الشبهة: يُقال إن الخلاف بين علي ومعاوية يدل على أن الصحابة كانوا يسعون للسلطة فقط، وليس لنصرة الدين.
الرد:
الخلاف كان سياسيًا واجتهاديًا في ظروف عصيبة عقب مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
كلا الطرفين كان يسعى لإصلاح الأمة، ولكن بطرق مختلفة.
النبي ﷺ أخبر عن وقوع الفتن وحث على التمسك بالجماعة، مما يُبرز أن هذه الأحداث كانت جزءًا من الابتلاء للأمة.
شبهة حول عثمان بن عفان واتهامه بالمحاباة
الشبهة: يُزعم أن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يُعين أقاربه في المناصب، مما أدى إلى إثارة الفتن ضده.
الرد:
تعيين الأقارب جاء لأنهم كانوا من الأكفاء، ولم يكن لأغراض المحاباة.
كبار الصحابة مثل علي بن أبي طالب كانوا يثنون على عدالة عثمان وأمانته.
الفتن التي أُثيرت ضد عثمان كانت بتحريض من المنافقين وأعداء الإسلام.
شبهة حول أبي بكر الصديق وردة بعض القبائل
الشبهة: يُقال إن أبا بكر رضي الله عنه حارب القبائل العربية التي ارتدت عن الإسلام بسبب امتناعها عن دفع الزكاة فقط، مما يُعتبر تصرفًا عنيفًا.
الرد:
الامتناع عن دفع الزكاة كان بمثابة رفض لسلطة الدولة الإسلامية وإعلان حرب.
الزكاة ركن من أركان الإسلام، وتركها بعد وفاة النبي ﷺ يُعتبر ردة عن الدين.
أبو بكر كان حريصًا على وحدة المسلمين ومنع انهيار الدولة الإسلامية.
شبهة حول الحسن والحسين وطلب السلطة
الشبهة: يُقال إن الحسن والحسين كانا يسعيان للحصول على الحكم مثل معاوية، مما يُظهر أن الصحابة والتابعين كانوا يتنافسون على السلطة.
الرد:
الحسن رضي الله عنه تنازل عن الحكم لمعاوية حفاظًا على وحدة الأمة، مما يدل على زهده في السلطة.
الحسين رضي الله عنه خرج لطلب الإصلاح بعدما رأى الفساد في حكم يزيد، ولم يكن ذلك حبًا في السلطة، بل حرصًا على استقامة الدين.
شبهة حول ابن الزبير وموقفه من يزيد بن معاوية
الشبهة: يُقال إن عبد الله بن الزبير أعلن التمرد على يزيد بن معاوية بدافع شخصي وطمعًا في الحكم.
الرد:
عبد الله بن الزبير كان من أئمة الصلاح، ورفضه لحكم يزيد كان بسبب ممارسات يزيد التي رأى فيها خروجًا عن تعاليم الإسلام.
موقفه كان نابعًا من اجتهاد شرعي، وليس بدافع شخصي.
شبهة حول الإمام مالك وحادثة ضربه
الشبهة: يُقال إن الإمام مالك كان مواليًا للحكام بسبب موقفه من طاعة الخليفة المنصور، وهو ما أدى إلى تعرضه للضرب.
الرد:
الإمام مالك كان عالمًا وقورًا يلتزم بالحكمة في نصحه للحكام.
الضرب الذي تعرض له كان نتيجة سوء فهم لأحد أقواله، ولم يكن موقفه تأييدًا للظلم.
شبهة حول الشافعي وقوله: “رأيي صواب يحتمل الخطأ”
الشبهة: يُقال إن الإمام الشافعي شكك في صحة آرائه الفقهية كلها من خلال هذا القول، مما يعني أنه لا يوجد يقين في الفقه.
الرد:
قول الشافعي يُبرز تواضعه العلمي وحرصه على الاجتهاد.
الشافعي كان ملتزمًا بالنصوص الشرعية، واجتهاداته كانت في الأمور التي لم يرد فيها نص قطعي.
شبهة حول الإمام أحمد ومعارضته خلق القرآن
الشبهة: يُقال إن الإمام أحمد تسبب في فتنة كبيرة بسبب موقفه من قضية خلق القرآن، وكان يُمكنه التنازل عن رأيه لتجنب الفتنة.
الرد:
موقف الإمام أحمد كان دفاعًا عن عقيدة المسلمين ومنعًا للبدع التي أراد المعتزلة فرضها بالقوة.
ثباته في وجه المحنة أصبح مصدر إلهام للصمود أمام الظلم والانحراف.
الحرب والسيف في الإسلام
شبهة حول غزوة بني قريظة
الشبهة: يُزعم أن النبي ﷺ أمر بقتل جميع رجال بني قريظة (من اليهود) وأخذ النساء والأطفال سبايا، مما يُعتبر وفقًا للمعايير الحديثة عملاً وحشيًا.
الرد:
خيانة بني قريظة كانت تهديدًا وجوديًا للمسلمين في المدينة أثناء غزوة الأحزاب، إذ تحالفوا مع المشركين ضد المسلمين رغم العهد.
الحكم الذي صدر كان بناءً على قوانينهم التوراتية التي تنص على معاقبة الخائن بمثل هذه العقوبة.
هذه العقوبة كانت موجهة لمن ثبتت خيانتهم، ولم تكن موجهة لجميع اليهود.
شبهة حول الفتوحات الإسلامية
الشبهة: يُقال إن الفتوحات الإسلامية كانت بهدف التوسع والغزو، وليس لنشر الإسلام.
الرد:
الفتوحات الإسلامية كانت ردًا على عدوان الإمبراطوريات المجاورة، مثل الفرس والروم.
الإسلام أعطى حرية العقيدة للناس في الأراضي المفتوحة، ولم يُجبر أحدًا على الدخول في الدين.
شبهة حول النظام الاقتصادي (الجزية)
الشبهة: يُقال إن الجزية كانت وسيلة لاضطهاد غير المسلمين في الدولة الإسلامية.
الرد:
الجزية كانت بديلاً عن الزكاة التي تُفرض على المسلمين، وهي ضريبة عادلة مقابل حماية الدولة لغير المسلمين.
الإسلام لم يُجبر أحدًا على الدخول فيه لإعفائه من الجزية.
الإسلام لا يظلم
جاء في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن قال: (إنك تأتي قومًا أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم. فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) (في الصحيحين).
وقد كان في اليمن أهل شرك ويهود، فأمره بأن يبدأ بالتوحيد، وختمها باتقاء دعوة المظلوم حتى إن كان كافرًا.
فهمهم الفاسد للقرآن
آية: “فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ”
لماذا لا تقتلون المشركين في كل وقت؟
قال هذا خاص بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
فقيل له: وآية: “قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗاۖ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَٰقٖ”. هذه الآية المخاطب فيها هو النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تلى على من حوله بعض المحرمات عليهم، فهل ذلك مقتصر على زمنه فقط؟ إذا قال النكراني لا، قيل له لماذا في هذه الآية تعممون وفي الأخرى لا؟
قالوا إن القرآن رسول! فهل كان يمشي في الأسواق؟
شبهة القرآنيين:
يزعم بعض القرآنيين أن لفظ “الرسول” في القرآن الكريم يشير إلى القرآن نفسه وليس إلى النبي محمد ﷺ، ويستدلون بآيات مثل:
“إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٍ” (التكوير: 19).
“يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ” (الأنفال: 27) حيث يزعمون أن المقصود هنا هو القرآن.
الردود العقلية والنقلية:
1. إثبات أن “الرسول” هو النبي محمد ﷺ من القرآن نفسه:
الآيات الصريحة التي تشير إلى الرسول كشخصية بشرية:
قال الله تعالى:
“مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ” (الأحزاب: 40).
هذه الآية تحدد بوضوح أن الرسول هو النبي محمد ﷺ وليس القرآن.
قال الله تعالى:
“قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا” (الأعراف: 158).
الرسول هنا يتحدث مباشرة إلى الناس، وهذا لا يمكن أن ينطبق على القرآن ككتاب.
“إطاعة الرسول” في القرآن:
قال الله تعالى:
“مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَ” (النساء: 80).
الطاعة تشمل الالتزام بأوامر وسنن الرسول ﷺ التي وردت في السنة النبوية.
2. “الرسول” يشير إلى شخص بشري في سياق الرسالة:
قال الله تعالى:
“وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِم” (يوسف: 109).
هذه الآية تؤكد أن جميع الرسل كانوا بشرًا، وليسوا كتبًا أو رسائل مكتوبة.
3. تفنيد الاستدلال بآية “إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٍ”:
الآية: “إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٍ” (التكوير: 19).
التفسير الصحيح:
“الرسول الكريم” هنا هو جبريل عليه السلام، لأن الله أرسل الوحي عن طريقه إلى النبي محمد ﷺ.
هذا يتضح من سياق الآيات التي تذكر صفات جبريل:
“ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٍ.” (التكوير: 20).
4. القرآن يتحدث عن نفسه بوضوح ككتاب وليس كرسول:
قال الله تعالى:
“وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٌ” (فصلت: 41).
القرآن يُعرِّف نفسه ككتاب مُنزل وليس كرسول.
قال الله تعالى:
“تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ” (السجدة: 2).
“تنزيل الكتاب” يُظهر بوضوح أن القرآن هو وحي مكتوب نزل على الرسول.
5. العلاقة بين الرسول والقرآن:
قال الله تعالى:
“وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ * إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ” (النجم: 3-4).
النبي ﷺ هو الذي يُبلغ القرآن عن طريق الوحي، مما يدل على أن القرآن شيء والرسول شيء آخر.
6. الرد على الزعم أن طاعة الرسول تعني طاعة القرآن فقط:
قال الله تعالى:
“وَأَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡ” (النساء: 59).
التفريق بين طاعة الله وطاعة الرسول يدل على أن الرسول له دور إضافي في التشريع وبيان الأحكام.
7. السنة توضح أن الرسول شخصية بشرية مكلفة بالتبليغ:
قال النبي ﷺ:
“تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وسنتي.” (رواه مالك).
هذا الحديث يوضح أن السنة النبوية مكملة للقرآن، وأن النبي ﷺ هو الشخص الذي أُرسل ليبلغ القرآن ويوضح أحكامه.
8. الرد على فكرة “الرسالة تكفي وحدها”:
القرآن نفسه ينص على أن الرسول له دور في البيان:
“وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِم” (النحل: 44).
هذا يعني أن النبي ﷺ هو من يوضح القرآن للناس، وليس القرآن هو الذي يفسر نفسه.
9. فهم خاطئ للسياق القرآني:
القرآنيون يقتطعون الآيات من سياقها مثل آية:
“لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ” (الأنفال: 27).
المقصود في هذه الآية هو النبي ﷺ، لأنه كان يتعامل مباشرة مع المؤمنين، ولم يكن القرآن يتحدث إلى الناس بذاته.
أدلة قاطعة على أن القرآن لا يمكن أن يكون الرسول:
1. الرسول بشر يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق:
قال الله تعالى:
“وَقَالُوا۟ مَالِ هَٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأۡكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمۡشِي فِي ٱلۡأَسۡوَاقِ” (الفرقان: 7).
هذه الآية توضح أن الرسول بشر مثل الناس، يأكل الطعام ويمشي في الأسواق.
القرآن كتاب مكتوب، لا يأكل ولا يشرب ولا يتحرك، وبالتالي لا يمكن أن يكون الرسول.
2. وظيفة الرسول: دعوة الناس مباشرة ومخاطبتهم:
قال الله تعالى:
“يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَـٰكَ شَاهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا” (الأحزاب: 45).
هذه الآية تحدد أن الرسول يقوم بأدوار بشرية، مثل التبشير والإنذار.
القرآن ككتاب لا يستطيع أن ينذر الناس أو يخاطبهم مباشرة.
3. الرد على الكفار الذين طلبوا آيات مادية من الرسول:
قال الله تعالى:
“وَقَالُوا۟ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ مَلَكٞ” “وَلَوۡ جَعَلۡنَـٰهُ مَلَكٗا لَّجَعَلۡنَـٰهُ رَجُلٗا” (الأنعام: 8-9).
الكفار طلبوا أن يكون الرسول ملكًا، والله رد عليهم بأنه إذا كان ملكًا، لجعله في هيئة بشر.
هذا دليل واضح على أن الرسول يجب أن يكون كائنًا بشريًا لكي يتواصل مع الناس، وليس كتابًا جامدًا.
4. الرسول يتحمل مسؤوليات بشرية:
قال الله تعالى:
“إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ” (الكهف: 110).
هذا تصريح مباشر بأن الرسول بشر، يحمل صفات إنسانية مثل بقية الناس.
القرآن ككتاب لا يشارك البشر صفاتهم، مما ينفي إمكانية أن يكون هو الرسول.
5. الرسول يتعرض للأذى والاتهامات البشرية:
قال الله تعالى:
“وَإِذۡ يَقُولُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلٗا مَّسۡحُورًا” (الإسراء: 47).
الكفار اتهموا الرسول بأنه رجل مسحور، مما يوضح أنه إنسان قابل للتأثر بالأذى.
القرآن ككتاب لا يمكن اتهامه بهذه الصفات البشرية.
6. الرسول يُخاطب الناس مباشرة:
قال الله تعالى:
“وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِم فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ” (النحل: 43).
جميع الرسل الذين أُرسلوا كانوا رجالًا يتواصلون مع أقوامهم بشكل مباشر.
القرآن ككتاب لا يستطيع التواصل أو التفاعل مع البشر.
7. الرسول يتلقى الوحي:
قال الله تعالى:
“نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ * عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ” (الشعراء: 193-194).
الوحي نزل على قلب النبي محمد ﷺ، مما يعني أن الرسول هو إنسان يحمل الوحي.
القرآن هو الرسالة التي نزلت، وليس الكيان الذي يتلقى الوحي.
8. الرسول يحتاج الحماية الإلهية:
قال الله تعالى:
“وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ” (المائدة: 67).
العصمة هنا تشير إلى حماية الله للرسول ﷺ من الأذى.
القرآن ككتاب لا يحتاج إلى عصمة أو حماية، لأن وظيفته تختلف عن وظيفة الرسول.
9. القرآن يتحدث عن نفسه كرسالة وليس كرسول:
قال الله تعالى:
“إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُ” (النساء: 105).
القرآن يوصف هنا ككتاب منزّل ليكون مرجعًا للرسول محمد ﷺ في الحكم.
لا يمكن للقرآن أن يكون رسولًا لأنه موضوع للرسالة وليس حاملها.
10. القرآن يتطلب رسولًا يبلغه:
قال الله تعالى:
“وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلۡقُرۡءَانَ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ عَلِيمٍ” (النمل: 6).
النبي محمد ﷺ هو الذي يتلقى القرآن ليبلغه للناس، مما يدل على أن الرسول شخص منفصل عن الرسالة نفسها.
شبهة أن القرآن يمكن أن ينزل على أي عبد من عباد الله مستدلين بعبارة “على من يشاء من عباده”
هي شبهة تُظهر اجتزاءهم للنصوص وعدم فهمهم للسياق. الرد عليهم يكون بالمنهجية الآتية:
أولاً: دحض الشبهة من خلال نصوص القرآن الكريم
1. القرآن يصرح بأن النبي محمد ﷺ هو الوحيد الذي نزل عليه القرآن
قال الله تعالى:
“وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا” (الشورى: 52).
الآية توضح أن الوحي بالقرآن نزل على النبي محمد ﷺ تحديدًا.
القرآن لم يذكر أن الوحي نزل على أي شخص آخر.
2. الحصر في النبي محمد ﷺ كنبي آخر الزمان
قال الله تعالى:
“مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ” (الأحزاب: 40).
الآية تنفي أي نبي آخر بعد محمد ﷺ، وبالتالي تنفي نزول القرآن أو الوحي على أحد غيره.
3. خصوصية النبي محمد ﷺ في تلقي القرآن
قال الله تعالى:
“إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ” (القدر: 1).
الضمير “أنزلناه” يشير إلى القرآن الذي أنزله الله على النبي محمد ﷺ فقط.
كل النصوص المتعلقة بنزول القرآن تُحيل إلى النبي محمد ﷺ دون غيره.
ثانيًا: الرد على تأويلهم لعبارة “على من يشاء من عباده”
1. السياق القرآني للعبارة
الآية التي يستدلون بها تقول:
“اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ” (الأنعام: 124).
العبارة “على من يشاء من عباده” تشير إلى اختيار الله لأنبيائه، وليس إلى إمكانية نزول القرآن على أي شخص.
الله اختار محمدًا ﷺ خاتمًا للأنبياء، كما اختار موسى وعيسى عليهم السلام.
2. القرآن لا يتكرر نزوله
قال الله تعالى:
“وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ” (فصلت: 44).
القرآن نزل مرة واحدة على النبي محمد ﷺ كرسالة عالمية، وليس كل مرة على شخص جديد.
ثالثًا: دحض ادعاءهم بالعقل والمنطق
1. هل يمكن للقرآن أن ينزل على الجميع؟
إذا كان القرآن يمكن أن ينزل على أي شخص، فما فائدة وجود النبي محمد ﷺ؟
القرآن جاء ليكون رسالة واحدة واضحة للبشرية جمعاء عبر رسول واحد.
2. مفهوم الوحي في الإسلام
الوحي في الإسلام مرتبط بالنبوة، والنبي محمد ﷺ هو خاتم الأنبياء.
زعم القرآنيين بأن الوحي يمكن أن ينزل على آخرين يفتح الباب للفوضى الدينية وادعاء النبوة.
3. الحفاظ على وحدة الرسالة
الإسلام دين كامل وشامل، قال الله تعالى:
“الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ” (المائدة: 3).
نزول القرآن على النبي محمد ﷺ فقط يُظهر اكتمال الرسالة ووحدتها.
رابعًا: الرد بالنصوص التي توضح خصائص النبي محمد ﷺ
1. النبي أُرسل رحمة للعالمين
قال الله تعالى:
“وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ” (الأنبياء: 107).
هذا النص يُظهر خصوصية النبي محمد ﷺ كرسول عالمي.
2. النبي مسؤول عن تبليغ القرآن
قال الله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ” (المائدة: 67).
الوحي نزل على النبي محمد ﷺ بصفته مسؤولًا عن التبليغ.
3. القرآن تحدى البشرية أن تأتي بمثله
قال الله تعالى:
“وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ” (البقرة: 23).
التحدي موجه إلى المشركين على أن القرآن نزل على عبد واحد: النبي محمد ﷺ.
خامسًا: كشف تناقضات القرآنيين
1. لماذا يدعون أن القرآن ينزل على غير النبي محمد ﷺ؟
إذا كانوا يؤمنون بالقرآن، فلماذا لا يقبلون النصوص الصريحة التي تحدد النبي محمد ﷺ كرسول الله الوحيد للقرآن؟
موقفهم يكشف رغبتهم في التشكيك، وليس البحث عن الحقيقة.
2. زعمهم يُناقض مفهوم ختم النبوة
القرآن نفسه ينص على أن النبي محمد ﷺ هو خاتم النبيين.
إذا كان الوحي ينزل على غيره، فهذا يلغي ختم النبوة، وهو ما يناقض صريح القرآن.
الخلاصة:
القرآن الكريم نزل حصريًا على النبي محمد ﷺ كرسالة عالمية.
الآيات التي يستخدمها القرآنيون لتبرير شُبهتهم مقتطعة من سياقها وتفسيرها الصحيح.
الرد عليهم يكون بإبراز النصوص القرآنية الصريحة التي تحدد النبي محمد ﷺ كرسول للقرآن وخاتم للأنبياء.
موقفهم يعكس تناقضًا واضحًا بين زعمهم الإيمان بالقرآن ورفضهم لنصوصه الواضحة.
شبهة القرآنيين حول الآية: “فَاسْتَمْسِكْ بِمَا أُوحِيَ إِلَيْكَ” (الزخرف: 43)
القرآنيون يستخدمون هذه الآية للاعتراض على أهمية السنة النبوية ويقولون:
إن الله أمر النبي ﷺ بالتمسك فقط بالقرآن، وبالتالي لا حاجة للسنة أو أقوال النبي ﷺ، زاعمين أن الوحي مقتصر على القرآن الكريم فقط.
الرد على الشبهة:
أولاً: فهم الآية في سياقها الكامل
الآية تقول:
“فَاسْتَمْسِكْ بِمَا أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”
النص يتحدث عن الوحي الإلهي، والوحي في الإسلام يشمل:
القرآن الكريم: كلام الله المتعبد بتلاوته.
السنة النبوية: الوحي البياني الذي يشرح ويفصل القرآن.
القرآن نفسه يوضح أن النبي ﷺ لا ينطق إلا بوحي:
“وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ” (النجم: 3-4).
هذا يشمل السنة النبوية كجزء من الوحي.
ثانيًا: القرآن يأمر باتباع السنة
وجوب طاعة النبي ﷺ:
قال الله تعالى:
“وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا” (الحشر: 7).
هذا نص صريح يُلزم باتباع السنة النبوية.
اعتبار طاعة الرسول جزءًا من طاعة الله:
قال الله تعالى:
“مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ” (النساء: 80).
كيف يمكن الامتثال لهذه الآية دون اعتبار السنة؟
تجربتي: عرضت هذه الآية هلة واحدة منهم، فلم تكن من الايات المكتوبة أمامها، والتي يرجعون لما قبلها وما بعدها ليقولون إن الأمر في شيء معين، فبحثت عنها وقرأت ما قبلها وبعدها، ثم قفزت هاربة، فقلت لها انتظر، أولا ما رأيك في الآية؟ فلم تقل ذلك في كذا أو كذا، بل قالت الأمر بطاعة النبي هو باتباع القرآن، قلت لها وهل هو درس مكتوب على سبورة كل واحد ياخذه بعقله ويحلل ويناقش؟
تحذير من مخالفة النبي ﷺ:
قال الله تعالى:
“فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” (النور: 63).
السنة جزء من أمر النبي ﷺ، ورفضها يؤدي إلى مخالفة الدين.
ثالثًا: الرد على اقتصار الوحي على القرآن فقط
السنة النبوية مفسرة للقرآن:
مثال: “وأقيموا الصلاة” (البقرة: 43)
القرآن لم يوضح تفاصيل الصلاة، والسنة النبوية جاءت بالتفصيل (عدد الركعات، الأوقات، كيفية الأداء).
النبي مُرسل لشرح القرآن:
قال الله تعالى:
“وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ” (النحل: 44).
هذا يدل على أن النبي ﷺ مأمور ببيان القرآن، وهو ما تحقق في السنة.
أحاديث النبي ﷺ جزء من الدين:
قال النبي ﷺ:
“ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه” (رواه أبو داود).
الحديث يُثبت أن السنة وحي غير متلو يُكمل القرآن.
رابعًا: كشف تناقضات القرآنيين
القرآن يأمر باتباع النبي ﷺ:
إذا كانوا يرفضون السنة، فهم يخالفون القرآن نفسه الذي يأمر بطاعة النبي ﷺ.
القرآن غير مكتمل بدون السنة:
العديد من الأحكام الشرعية تعتمد على تفسير السنة، مثل:
تفاصيل الصيام.
أحكام الحج.
أحكام المواريث.
تناقض موقفهم مع منهجهم:
إذا اعتمدوا على الآية “فاستمسك بما أوحي إليك” لرفض السنة، فإنهم يقتطعون النصوص من سياقها ويتجاهلون الآيات التي تُثبت أهمية السنة.
خامسًا: الحجة العقلية
القرآن وحده لا يكفي لفهم الدين:
الإسلام دين شامل ومفصل، ولا يمكن فهم تفاصيله من القرآن فقط.
مثال: عدد ركعات الصلاة، نصاب الزكاة، كيفية الصيام، كلها أوضحتها السنة.
كيف كان النبي ﷺ يطبق الإسلام؟
النبي ﷺ كان يُبين القرآن عمليًا من خلال أفعاله وأقواله (السنة).
إذا كانت السنة غير ضرورية، فكيف تعلم الصحابة الإسلام؟
السنة ضرورية لحفظ الدين:
السنة هي التطبيق العملي للقرآن، ورفضها يؤدي إلى تشويه الدين وفقدان الكثير من أحكامه.
الخلاصة:
الآية “فاستمسك بما أوحي إليك” لا تعني الاقتصار على القرآن فقط، بل تشمل الوحي كله، بما فيه السنة النبوية.
القرآن نفسه يُثبت أن السنة جزء من الوحي الإلهي وضرورية لتفسير النصوص وتطبيق الشريعة.
موقف القرآنيين يفتقر للمنطق ويتناقض مع النصوص القرآنية التي تأمر بطاعة النبي ﷺ واتباع سنته.
الرد عليهم يكون بتوضيح سياق الآية وإبراز العلاقة التكاملية بين القرآن والسنة.
الآية: “إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ” (المجادلة: 10)
التأويل الباطل:
يقولون إن “النجوى” في الآية تشير فقط إلى الأحاديث السرية السيئة، لكن يمكن النجوى في الخير دون أي ضوابط.
الرد:
النجوى إذا كانت تدور حول الخير فهي مستحبة، كما في قوله تعالى: “لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس” (النساء: 114).
الآية تُحذر من النجوى التي تُثير الفتن أو تعزز الشيطان.
الآية: “كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ” (المدثر: 38)
التأويل الباطل:
يقولون إن الآية تعني أن كل إنسان مسؤول فقط عن أفعاله، وأنه لا حاجة للتوبة أو العمل الجماعي.
الرد:
الآية تتحدث عن الجزاء الفردي، لكنها لا تُلغي ضرورة التوبة أو العمل الجماعي الصالح.
القرآن نفسه يحث على التوبة والعمل الصالح: “وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون” (النور: 31).
الآية: “وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ” (الصافات: 96)
التأويل الباطل:
يقولون إن الآية تُثبت أن أفعال البشر مخلوقة بالكامل ولا إرادة لهم، مما يعني الجبرية المطلقة.
الرد:
الآية تشير إلى أن الله هو خالق كل شيء، لكنه أعطى الإنسان إرادة واختيارًا: “وهديناه النجدين” (البلد: 10).
الإسلام يُقر الجمع بين إرادة الله المطلقة ومسؤولية الإنسان عن أفعاله.
الآية: “إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ” (التوبة: 28)
التأويل الباطل:
يقولون إن الآية تعني أن أجساد المشركين أو قلوبهم نجسة ماديًا، وبالتالي لا يمكن التعامل معهم بأي شكل.
الرد:
النجاسة هنا معنوية، وتتعلق بالكفر، وليس بنجاسة الأبدان.
الإسلام يُبيح التعامل مع غير المسلمين بالحسنى، كما فعل النبي ﷺ مع اليهود والنصارى.
الآية: “وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ” (الذاريات: 21)
التأويل الباطل:
يقولون إن هذه الآية تشير إلى الإيمان بقدرة الإنسان المطلقة على تحقيق كل شيء داخليًا، دون الحاجة إلى الإيمان بالغيب أو الاعتماد على الله.
الرد:
الآية تدعو للتأمل في خلق الله وإبداعه في النفس البشرية، وليس لإثبات قدرة ذاتية مطلقة للإنسان.
الإسلام يؤكد أن الإنسان مخلوق ضعيف يعتمد على ربه: “وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا” (النساء: 28).
الآية: “يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ” (السجدة: 5)
التأويل الباطل:
يدّعون أن التدبير المذكور في الآية هو القوانين الطبيعية فقط، وليس تدبيرًا مباشرًا من الله.
الرد:
الآية تُظهر قدرة الله في خلقه وتدبيره لكل شيء، بما في ذلك القوانين الكونية.
الإسلام لا يفصل بين القوانين الطبيعية وإرادة الله، بل يرى أن الطبيعة هي جزء من تدبيره.
لآية: “كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا” (الأعراف: 31)
التأويل الباطل:
يقولون إن هذه الآية تبيح كل أنواع الأطعمة والمشروبات، حتى المحرمة منها، طالما أن الإنسان لا يُسرف.
الرد:
الآية تتحدث عن الأطعمة والمشروبات الحلال، والإسراف هنا يعني التجاوز في الكمية أو الكيفية.
الآيات الأخرى تُقيد ذلك بتحريم المحرمات مثل الخمر والميتة: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ” (المائدة: 3).
الآية: “وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ” (الذاريات: 22)
التأويل الباطل:
يدّعون أن هذه الآية تعني أن الرزق لا علاقة له بالسعي والعمل، وأنه يأتي من السماء بلا جهد.
الرد:
الإسلام يُقر أن الرزق من الله، لكنه يوجب السعي والعمل: “فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ” (الملك: 15).
الآية تُذكر الإنسان بمصدر رزقه لتقوية إيمانه، وليس لإلغاء أهمية الجهد البشري.
الآية: “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا” (الإسراء: 32)
التأويل الباطل:
يقولون إن التحريم هنا لا يشمل العلاقات الرضائية بين البالغين إذا لم تُسبب أذى للمجتمع.
الرد:
النص واضح في تحريم الزنا بكل أشكاله، وليس هناك استثناءات.
السنة النبوية شددت على خطورة الزنا ووضعت عقوبات محددة لردع هذه الجريمة.
الآية: “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ” (المؤمنون: 5)
التأويل الباطل:
يقولون إن الحفظ المذكور في الآية يعني فقط تجنب الإضرار بالفرج، وليس الامتناع عن الزنا أو الشهوات المحرمة.
الرد:
الحفظ هنا يعني الامتناع عن العلاقات المحرمة، وهو واضح في السياق التالي للآية: “إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ” (المؤمنون: 6).
هذا التأويل الباطل يُناقض النصوص الشرعية والأخلاق الإسلامية.
الآية: “يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ” (الأعراف: 157)
التأويل الباطل:
يقولون إن “الطيبات” و”الخبائث” تُحدد بناءً على أهواء الإنسان وما يراه طيبًا أو خبيثًا.
الرد:
الأحكام الشرعية تحدد الطيبات والخبائث وفقًا لما جاء في النصوص القرآنية والسنة النبوية.
الإسلام لا يترك الأمر للأهواء، لأن ذلك يؤدي إلى الفوضى في التشريع.
الآية: “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” (الحجرات: 13)
التأويل الباطل:
يدّعون أن الآية تنفي الحاجة إلى الطاعات والعبادات، وأن التقوى تعني فقط النية الحسنة دون العمل.
الرد:
التقوى في الإسلام تشمل النية والعمل معًا، كما في قوله تعالى: “وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ” (البقرة: 197).
العمل الصالح جزء أساسي من التقوى، والسنة النبوية أكدت ذلك.
الآية: “فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ” (المزمل: 20)
التأويل الباطل:
يدّعون أن “فَاقْرَءُوا” تعني الحفظ والتلاوة فقط، وليس العمل بمضامين القرآن.
الرد:
“فَاقْرَءُوا” في اللغة العربية تعني القراءة والتدبر والعمل، والسياق يؤكد أهمية القيام بما يُستطاع من العبادة وفقًا لما جاء في الآية.
السنة النبوية تُوضح أن التلاوة تتبعها أفعال تطبيقية مثل إقامة الصلاة والعمل بالآيات.
الآية: “وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ” (المعارج: 24)
التأويل الباطل:
يدّعون أن “الحق المعلوم” يعني الإحسان العام، ولا يلزم إخراج الزكاة بشكل محدد.
الرد:
الآية تُشير إلى الزكاة الواجبة بمقدار محدد، وهو ما بيّنته السنة النبوية وأجمع عليه الصحابة.
الزكاة نظام اجتماعي مفصل، وليس مجرد إحسان عام، كما ورد في القرآن والسنة.
الآية: “وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا” (البقرة: 143)
التأويل الباطل:
يقولون إن القبلة ليست شرطًا في الصلاة، وإنها مجرد توجيه رمزي للوحدة بين المسلمين.
الرد:
النص واضح في تحديد القبلة كشرط لصحة الصلاة، والسنة النبوية أكدت على ضرورة استقبال القبلة في الصلاة.
ترك تحديد القبلة يؤدي إلى الفوضى في العبادة ويناقض النصوص الصريحة.
الآية: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً” (البقرة: 30)
التأويل الباطل:
يقولون إن “خليفة” تعني أن الإنسان هو الإله على الأرض وله كامل الصلاحيات في إدارة شؤونها.
الرد:
“خليفة” تعني مسؤولية الإنسان في الإعمار والعبادة، وليس الهيمنة المطلقة.
الإسلام يؤكد أن الإنسان عبد لله، مكلف بتنفيذ أوامره في الأرض.
الآية: “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ” (البقرة: 183)
التأويل الباطل:
يقولون إن الصيام في الآية لا يعني الامتناع عن الأكل والشرب، بل يعني الامتناع عن الذنوب فقط.
الرد:
السنة النبوية شرحت الصيام بأنه الامتناع عن الأكل والشرب والجماع من الفجر حتى المغرب، مع الامتناع عن الذنوب.
تفسيرهم يُفرغ الصيام من مضمونه التعبدي.
الآية: “لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ” (البقرة: 284)
التأويل الباطل:
يقولون إن الآية تُشير إلى أن كل شيء في الكون يسير تلقائيًا بدون تدخل إلهي، مما يُنكر صفة التدبير.
الرد:
الآية تُثبت ملكية الله المطلقة للكون وتدبيره له، كما في قوله تعالى: “يدبر الأمر من السماء إلى الأرض” (السجدة: 5).
إنكار التدبير يناقض جوهر الإيمان الإسلامي.
الآية: “وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ” (البقرة: 184)
التأويل الباطل:
يدّعون أن الصيام ليس فرضًا بل مجرد خيار أفضل.
الرد:
الآية تتحدث عن أفضلية الصيام مقارنة بالرخصة لمن كان مريضًا أو على سفر.
النصوص الأخرى مثل “كتب عليكم الصيام” تؤكد وجوبه.
الآية: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ” (التوبة: 71)
التأويل الباطل:
يقولون إن “أولياء” تعني أن الرجل والمرأة متساويان في جميع المسؤوليات والواجبات دون مراعاة الفروقات الشرعية.
الرد:
الولاية هنا تعني التعاون في الطاعة والعمل الصالح، لكنها لا تُلغي الفروق الفطرية بين الجنسين في التشريعات.
الإسلام يُعطي لكل من الرجل والمرأة أدوارًا تتناسب مع طبيعتهما.
الآية: “وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ” (الدخان: 38)
التأويل الباطل:
يدّعون أن الآية تشير إلى أن الإنسان هو محور الكون، وأنه الهدف الوحيد من خلق السموات والأرض.
الرد:
الآية تُؤكد حكمة الله في خلق الكون، وليس أنها تُركز فقط على الإنسان.
الإسلام يُبرز دور الإنسان كعبد لله ضمن نظام كوني متكامل.
الآية: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ” (البقرة: 21)
التأويل الباطل:
يقولون إن “اعبدوا” تعني المعرفة العقلية فقط، وليس القيام بالشعائر والعبادات.
الرد:
“اعبدوا” تشمل الطاعة الكاملة لله، بما في ذلك الشعائر التعبدية مثل الصلاة والصيام.
الإسلام لا يقتصر على المعرفة العقلية، بل يتطلب العمل والتطبيق.
الآية: “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ” (البقرة: 256)
التأويل الباطل:
يقولون إن هذه الآية تعني أن الشريعة لا تُطبق على من يرفض الالتزام بها، بما في ذلك المسلم الذي يترك الإسلام (إنكار حد الردة).
الرد:
الآية تتحدث عن عدم إجبار أحد على الدخول في الإسلام، لكنها لا تعني إلغاء أحكام الشريعة بعد الدخول في الإسلام.
حد الردة ثابت بالسنة النبوية والإجماع: “من بدل دينه فاقتلوه” (رواه البخاري).
تطبيق الحدود جزء من نظام الشريعة، ولا يتناقض مع الآية.
الآية: “وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ” (النساء: 29)
التأويل الباطل:
يدّعون أن الآية تحرم القتال في سبيل الله لأنها تعني عدم تعريض النفس للخطر.
الرد:
الآية تُحرم الانتحار أو قتل النفس ظلمًا، وليس القتال المشروع في سبيل الله.
القرآن نفسه يمدح القتال المشروع: “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم” (البقرة: 190).
الآية: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ” (الأنفال: 60)
التأويل الباطل:
يقولون إن “القوة” في الآية تعني فقط الإعداد الفكري والروحي، ولا تشمل الإعداد العسكري.
الرد:
السياق واضح في الحديث عن الإعداد الشامل لمواجهة الأعداء، بما في ذلك القوة العسكرية.
السنة النبوية فسرت القوة في الحديث: “ألا إن القوة الرمي” (رواه مسلم).
الآية: “إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ” (التوبة: 28)
التأويل الباطل:
يقولون إن الآية تعني نجاسة أجساد المشركين ماديًا، مما يُبرر مقاطعتهم كليًا.
الرد:
النجاسة هنا معنوية وتتعلق بالشرك والكفر، وليس بأبدانهم أو أشيائهم المادية.
النبي ﷺ تعامل مع المشركين تجاريًا واجتماعيًا، مما يدل على عدم وجود نجاسة مادية.
الآية: “وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ” (البقرة: 221)
التأويل الباطل:
يقولون إن الآية تعني تحريم الزواج بالمشركات فقط إذا كنَّ معاديات للمسلمين، وليس بشكل عام.
الرد:
النص صريح في تحريم الزواج بالمشركات، باستثناء أهل الكتاب الذين ورد استثناؤهم في آية أخرى.
التأويل الباطل يناقض النصوص الواضحة وإجماع العلماء.
الآية: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ” (المائدة: 33)
التأويل الباطل:
يقولون إن “يحاربون الله ورسوله” تعني فقط الكفر، وليس الأعمال الإجرامية مثل القتل أو السرقة بالإكراه.
الرد:
الآية تشمل الجرائم الكبيرة التي تهدد أمن المجتمع، مثل الحرابة والسرقة المسلحة.
السنة النبوية وسياق الآيات يُثبتان أن هذه العقوبات تُطبق على جرائم محددة.
الآية: “وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْكَافِرِينَ” (غافر: 50)
التأويل الباطل:
يقولون إن الكافرين يمكن أن يدخلوا الجنة إذا كانت لديهم أعمال صالحة.
الرد:
النصوص القرآنية واضحة في حصر دخول الجنة بالمؤمنين: “إن الذين كفروا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء” (الأعراف: 40).
الأعمال الصالحة للكافرين تكون جزاءً دنيويًا فقط، ولا تُدخلهم الجنة.
الآية: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ” (النساء: 59)
التأويل الباطل:
يقولون إن طاعة الرسول هنا تعني فقط طاعته في القرآن الذي جاء به، ولا تشمل السنة.
الرد:
طاعة الرسول ﷺ تشمل اتباع سنته وأقواله وأفعاله، كما ورد في آيات أخرى: “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” (الحشر: 7).
السنة هي البيان العملي للقرآن الكريم.
الآية: “وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ” (النور: 59)
التأويل الباطل:
يقولون إن الحلم يعني القدرة على التمييز فقط، وليس البلوغ الجسدي.
الرد:
الحلم في اللغة والشرع يعني البلوغ الجسدي، وهو ما أكدته السنة النبوية.
هذا التأويل يناقض مفهوم التكليف في الإسلام الذي يبدأ بالبلوغ.
الآية: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ” (البقرة: 219)
التأويل الباطل:
يقولون إن الآية لا تُحرم الخمر بشكل قطعي، بل تترك الحرية للمسلم في اجتنابها أو شربها.
الرد:
التحريم القطعي للخمر ورد في قوله تعالى: “فاجتنبوه لعلكم تفلحون” (المائدة: 90).
هذا التأويل يتجاهل التدرج التشريعي في تحريم الخمر.
الآية: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا” (الروم: 21)
التأويل الباطل:
يقولون إن الآية تشير فقط إلى علاقة روحية بين الرجل والمرأة، وليس إلى الزواج الشرعي.
الرد:
النص واضح في الإشارة إلى الزواج الشرعي كعلاقة قائمة على السكينة والمودة.
الإسلام يضع ضوابط واضحة لهذه العلاقة.
الآية: “وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ” (التكوير: 24)
التأويل الباطل:
يقولون إن الغيب في الآية يعني العلوم المادية التي يستطيع الإنسان اكتسابها.
الرد:
الغيب في النصوص الشرعية يشير إلى الأمور التي لا تُدرك بالحواس أو التجارب، مثل الآخرة والجنة والنار.
الإسلام يفرق بين الغيب والعلوم المادية.
الآية: “فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ” (البقرة: 37)
التأويل الباطل:
يقولون إن الكلمات التي تلقاها آدم ليست دعاءً أو توبة، بل تعليمًا علميًا حول الحياة.
الرد:
الكلمات التي تلقاها آدم هي دعاء وتوبة، كما ورد في الآيات الأخرى: “ربنا ظلمنا أنفسنا” (الأعراف: 23).
التأويل العلمي لا يستند إلى أي دليل لغوي أو شرعي.
الآية: “قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ” (النور: 30)
التأويل الباطل:
يقولون إن غض البصر يعني عدم التركيز على الأمور السلبية فقط، وليس الامتناع عن النظر إلى المحرمات.
الرد:
غض البصر في الآية واضح في السياق الأخلاقي، وهو منع النظر إلى ما حرم الله.
السنة النبوية أكدت ذلك في حديث
الآية: “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ” (الماعون: 4)
كيف يجتزئونها؟
يقولون: “الصلاة ليست فرضًا، بدليل أن القرآن يُدين المصلين”
الحجة ضدهم:
السياق الكامل يوضح المعنى: “فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون” (الماعون: 4-5).
الآية تُدين من يُهمل صلاته أو يؤديها رياءً، وليس الصلاة نفسها.
الآية: “إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ” (العصر: 2)
كيف يجتزئونها؟
يدّعون أن القرآن يُؤكد أن كل البشر خاسرون، بغض النظر عن أعمالهم.
الحجة ضدهم:
السياق الكامل يُظهر الاستثناء: “إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ” (العصر: 3).
الآية تضع الإيمان والعمل الصالح كشرط للخلاص.
الآية: “وَلَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ” (النساء: 43)
كيف يجتزئونها؟
يدّعون أن الصلاة ليست واجبة دائمًا، مستدلين بجزء الآية فقط.
الحجة ضدهم:
السياق الكامل يُوضح المعنى: “ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون”
الآية تتحدث عن حالة محددة (حالة السكر قبل تحريمه نهائيًا)، ولا علاقة لها بوجوب الصلاة.
الآية: “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ” (البقرة: 256)
كيف يجتزئونها؟
يدّعون أن الإسلام لا يفرض أي تشريعات أو عقوبات شرعية.
الحجة ضدهم:
الآية تتحدث عن الدخول في الإسلام اختيارًا، لكنها لا تُلغي الالتزام بالشريعة بعد الدخول فيه.
بقية النصوص القرآنية والسنة تُثبت وجوب الالتزام بأحكام الدين.
الآية: “يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ” (الفتح: 10)
كيف يجتزئونها؟
يقولون إن الله له يد مثل البشر، مما يؤدي إلى تشبيه أو تجسيم.
الحجة ضدهم:
الآية في سياقها تُعبر عن الدعم الإلهي للمؤمنين في بيعة الرضوان، وهي تُفسر بمعنى قدرة الله وسلطانه، وليس يدًا مادية.
حديث: “إنما الأعمال بالنيات”
كيف يجتزئونها؟
يدّعون أن النية وحدها كافية للنجاة، دون الحاجة للأعمال.
الحجة ضدهم:
الحديث في سياقه يؤكد أن النية شرط لقبول العمل، لكنه لا يُلغي أهمية العمل نفسه.
الإسلام يُشترط النية والعمل معًا لتحقيق القبول.
حديث: “أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله”
كيف يجتزئونها؟
يقولون إن الإسلام دين قتال ويفرض العقيدة بالقوة.
الحجة ضدهم:
الحديث في سياقه يُشير إلى محاربة الكفار المحاربين الذين يعتدون على المسلمين، وليس فرض الدين بالقوة.
الإسلام يحترم حرية العقيدة، كما في قوله تعالى: “لا إكراه في الدين” (البقرة: 256).
حديث: “من بدل دينه فاقتلوه”
كيف يجتزئونها؟
يدّعون أن الحديث يتعارض مع حرية الاعتقاد.
الحجة ضدهم:
الحديث في سياقه يتعلق بالخيانة العظمى المرتبطة بالردة المصحوبة بالفتنة أو الحرب ضد الإسلام.
الحرية الدينية مكفولة لمن يعيش بسلام مع المسلمين.
حديث: “ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة”
كيف يجتزئونها؟
يدّعون أن الإسلام يُهين المرأة ويرى أنها غير صالحة للقيادة.
الحجة ضدهم:
الحديث في سياقه يتحدث عن حالة سياسية خاصة (قيادة بوران بنت كسرى للإمبراطورية الفارسية).
الإسلام أقر أدوارًا قيادية للمرأة في مجالات أخرى.
الآية: “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ” (البقرة: 190)
كيف يجتزئونها؟
يقولون إن الإسلام دين عدوان يدعو إلى قتال الناس كافة، مستدلين بجزء من الآية: “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ”
الرد:
السياق الكامل يُظهر أن القتال مقيد بعدم الاعتداء: “ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”
الآية تحدد القتال في حالة الدفاع عن النفس أو مواجهة العدوان.
الآية: “فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ” (التوبة: 5)
كيف يجتزئونها؟
يدّعون أن الإسلام يأمر بقتل المشركين جميعًا بغض النظر عن موقفهم.
الرد:
السياق يبين أن الآية تتحدث عن مشركين خانوا عهدهم واعتدوا على المسلمين، وليست دعوة عامة.
الآيات الأخرى تؤكد أن من عاش بسلام مع المسلمين فهو آمن: “فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم” (التوبة: 5).
الآية: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” (البقرة: 258)
كيف يجتزئونها؟
يقولون إن الله يترك بعض الناس دون هداية، مما يُظهر عدم عدله.
الرد:
السياق الكامل يوضح أن الله لا يهدي من يصر على الظلم والكفر برغم قيام الحجة عليه.
الهداية مقرونة بالإرادة الإنسانية، كما في قوله تعالى: “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا” (العنكبوت: 69).
الآية: “وَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ. لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ” (الغاشية: 21-22)
كيف يجتزئونها؟
يقولون إن الإسلام دين دعوة فقط ولا يفرض عقوبات أو تشريعات.
الرد:
الآية تتحدث عن طبيعة الدعوة في بدايتها بمكة، وليس عن التشريعات التي نزلت في المدينة.
السياق الكامل للإسلام يشمل الدعوة والإلزام بالشريعة.
الآية: “فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ” (الكهف: 29)
كيف يجتزئونها؟
يدّعون أن الإسلام يُقر حرية الاعتقاد المطلقة بدون عقوبات على الردة.
الرد:
الآية تُظهر حرية الاختيار في الدنيا، لكن الجزاء في الآخرة محكوم بالإيمان والكفر: “إنا أعتدنا للظالمين نارًا”
الإسلام يُقيم نظامًا متوازنًا بين الحرية الشخصية والالتزام بالشريعة.
حديث: “إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً” (صحيح البخاري)
كيف يجتزئونها؟
يقولون إن الحديث يبالغ في التشدد على النظافة بشكل غير منطقي.
الرد:
الحديث يدعو إلى الاحتياط من النجاسة، خاصة في زمن كانت الأيدي تُستخدم بشكل مباشر في كثير من الأعمال اليومية.
النظافة جزء من الإيمان، والحديث يعكس حرص الإسلام على الطهارة.
حديث: “ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء” (صحيح البخاري)
كيف يجتزئونها؟
يدّعون أن الحديث ينتقص من المرأة ويُحملها مسؤولية الفتنة.
الرد:
الحديث يُحذر الرجال من الانجراف وراء شهواتهم، وليس ذمًا للمرأة ذاتها.
الإسلام يُقدّر المرأة ويدعو إلى الاحترام المتبادل، كما ورد في قوله ﷺ: “خيركم خيركم لأهله”
حديث: “من حمل علينا السلاح فليس منا” (صحيح البخاري)
كيف يجتزئونها؟
يقولون إن الحديث يُظهر الإسلام كدين إقصائي، ينفي كل من يخالفه.
الرد:
الحديث يتحدث عن حمل السلاح ضد المسلمين، وهو عمل يُعتبر عدوانًا وخيانة.
الإسلام لا يُقصي أحدًا بسبب معتقده، ولكنه يحمي جماعته من العدوان.
حديث: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء” (صحيح مسلم)
كيف يجتزئونها؟
يقولون إن الحديث يعني أن كل أفعال الإنسان مقبولة إذا كانت بنية حسنة، حتى لو خالفت الشريعة.
الرد:
الحديث يدعو إلى الإحسان في كل عمل مشروع، وليس في الأفعال المحرمة.
النية الحسنة لا تُبيح المحرمات، كما في قول النبي ﷺ: “من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد” (صحيح مسلم).
حديث: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده” (صحيح البخاري)
كيف يجتزئونها؟
يدّعون أن الإسلام يُعطي أهمية للمعاملات فقط دون العبادات.
الرد:
الحديث يُركز على أهمية الأخلاق والمعاملات، لكنه لا يُلغي أهمية العبادات التي هي أساس الإسلام.
النصوص الأخرى تؤكد أهمية الصلاة والزكاة والصيام كأركان للإيمان.
حول الأنبياء والإسلام كدين
إنكار وجود آدم كشخصية حقيقية
شبهة القرآنيين حول آدم عليه السلام:
ما يقولونه:
يزعم بعض القرآنيين أن قصة آدم عليه السلام ليست تاريخًا حقيقيًا، بل هي مجرد رمزية تشير إلى بدايات الوعي البشري أو قصة رمزية عن الخير والشر.
يقولون إن الإنسان وُجد نتيجة التطور، وليس من خلق مباشر كما جاء في القرآن.
يستشهدون بقوله تعالى: “إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي خَٰلِقُۢ بَشَرٗا مِّن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ” (الحجر: 28)، معتبرين أن كلمة “بشر” هنا تعني نوعًا متطورًا من الإنسان.
إنكار أن آدم هو أول البشر:
يدّعون أن كلمة “آدم” في القرآن لا تشير إلى فرد معين، بل هي رمز للجنس البشري كله.
يقولون إن البشرية كانت موجودة قبل آدم، وأن آدم كان أحد الأفراد الذين حصلوا على الهداية الإلهية، لكنه لم يكن أول البشر.
الرد على الشبهة:
1. آدم عليه السلام مذكور كحقيقة تاريخية في القرآن:
القرآن يذكر آدم عليه السلام كشخصية حقيقية، وليس كرمز أو أسطورة:
“وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗ” (البقرة: 30).
الخطاب مع الملائكة هنا يتعلق بشخصية آدم كخليفة على الأرض.
“وَقُلۡنَا يَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ” (البقرة: 35).
ذكر آدم وزوجه بوضوح يدل على أن الحديث عن شخصين حقيقيين.
2. آدم عليه السلام هو أول إنسان مكرم بالوعي والتكليف:
قال الله تعالى:
“ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةٗ… فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ” (المؤمنون: 14).
خلق الإنسان مر بمراحل، لكن البداية كانت بخلق آدم مباشرة من الطين.
آدم كان أول البشر المكلفين بالرسالة، وليس نتيجة تطور من الكائنات الأخرى.
3. القرآن يذكر التمييز بين آدم والبشر الآخرين:
“وَلَقَدۡ خَلَقۡنَٰكُمۡ ثُمَّ صَوَّرۡنَٰكُمۡ ثُمَّ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ” (الأعراف: 11).
النص واضح في التمييز بين خلق البشر عمومًا (ذريتهم) وخلق آدم بشكل خاص.
4. الرد على التطور:
القرآن يؤكد أن آدم خُلق من طين مباشرة، وليس تطورًا من كائنات أخرى:
“وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ” (الحجر: 26).
هذه الآية تبيّن طبيعة خلق آدم، والتي تختلف عن بقية الكائنات.
5. رد على قولهم إن آدم ليس أول البشر:
آدم هو أول إنسان مكرم بالعقل والوعي والتكليف، وأب للبشرية كلها:
“يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا” (النساء: 1).
النص يبين بوضوح أن البشر جميعًا ينحدرون من نفس واحدة هي آدم.
6. السنة النبوية تؤكد حقيقة آدم:
النبي ﷺ قال:
“إن الله خلق آدم على صورته.” (رواه البخاري ومسلم).
هذا يؤكد أن آدم خُلق خلقًا خاصًا، وليس نتيجة تطور أو رمز.
النبي ﷺ قال:
“كلكم لآدم، وآدم من تراب.” (رواه الترمذي).
الحديث يثبت أن البشرية كلها تعود إلى آدم عليه السلام.
7. الطعن في آدم يُنكر الإيمان بالرسالة:
إنكار وجود آدم كشخصية حقيقية يعني إنكار كل الرسالات التي ورد فيها ذكر آدم، ومنها الإسلام.
الطعن في آدم يؤدي إلى التشكيك في النصوص القرآنية والسنة النبوية.
كيف نفهم إنكارهم؟
أسباب إنكار القرآنيين لآدم:
التأثر بالفكر الغربي والعلمي:
تأثرهم بنظرية التطور التي تفسر وجود الإنسان دون الحاجة إلى خالق.
رفض السنة النبوية:
إنكارهم للسنة يجعلهم يفتقدون التوضيحات النبوية لقصة آدم.
الخلاصة:
القرآن والسنة يؤكدان أن آدم عليه السلام شخصية حقيقية، أول البشر، وأب للبشرية.
قصة آدم ليست رمزية، بل حقيقة تاريخية تشمل خلقه من طين، إسكانه الجنة، ومعصيته ثم نزوله إلى الأرض.
إنكار القرآنيين لآدم هو إنكار لأصل الإنسانية وللنصوص الشرعية التي تؤكد مكانته.
الرد على الشبهة يتم بتوضيح النصوص القرآنية والسنة النبوية التي تؤكد حقيقة وجود آدم ودوره.
شبهتهم حول سحر النبي صلى الله عليه وسلم
أولا الحديث الذي ورد فيه سحر النبي صلى الله عليه وسلم، حديث صحيح، اتفقت الأمة على صحته إذن الراجح صحته، فهم أسبق منا لعهد الرسول وأعلم.
ثانيا الأنبياء قد يُسحروا، مثلما سحر موسى أمام سحرة فرعون فأوجس خيفة منهم.
ثالثا الأنبياء معصومون في الوحي من كل ما يتعلق بالشياطين ومنه السحر، لكن في الامور الدنيوية وعند ما يريد الله أن يختبرهم ويعلم الأمة، مثل حالة موسى عليه السلام، يمكن أن يقع السحر على النبي بدليل وقوعه على موسى، ومن القرآن.
رابعا السحر الذي وقع على الانبياء هو سحر التخييل، وبما أنه وقع على موسى ولم يؤثر في كتابه، فممكن وقوعه على النبي، ولم يؤثر على رسالته ايضا.
بما أننا نعترف بالحديث لأن من قبلنا زكوه، فما الضير؟
إذن سحر النبي إما أن يكون من طرف الشياطين، وذلك في أمور مثل سحر موسى بالضبط، وهي التخيل كما في الحديث، وذلك لا يمس بالوحي والرسالة.
ويمكن أن يكون ذلك السحر من نوع آخر غير تأثير الشياطين، فالسحر علم كما في آية سورة البقرة “واتبعوا ما تتلوا الشياطين”، والذي سحر النبي إنسي وهو اليهودي، إذن يمكن أن يسحره بدون استخدام الشياطين.
ولا مانع من أن يكون من الشياطين في أمور بسيطة كالتخيل، فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم كما في الحديث، ولم يقل إلا الأنبياء، بل الأحاديث تدل على عصمة النبي من الشياطين في الرسالة، مصال ذلك قرينه، فقد أعين عليه فأسلم، لكن ظل موجودا مثل كل البشر.
الخلاصة:
أولا سحر الأنبياء ممكن وغير مستحيل، بدليل سحر موسى عليه السلام من القرآن.
ثانيا نوع السحر بسيط، وهو التخيل، ولا علاقة له بالوحي حتى لا يقول أحد: لا أتبع رجلا مسحورا، لأن السحر ليس بذلك المعنى.
ثالثا الأمة اتفقت على سحر النبي، هذه الأحاديث لم تصحح اعتباطا، بل هي منقولة من أكثر الناس علما بالدين وعدالة.
فما الضير من قبول سحر النبي؟ لماذا يكبرون الأمر إلى درجة إنكار الحديث؟
رأي شات جيبيتي:
الرد على شبهة “النبي لا يمكن أن يُسحر لأن الشياطين لا تتسلط عليه”:
1. السحر الذي أصاب النبي ﷺ لم يكن من الشياطين مباشرة:
النبي ﷺ سُحر على يد إنسان مشرك وهو لبيد بن الأعصم، وليس بشكل مباشر من الشياطين.
السحر هنا كان بفعل بشري تم بمساعدة أدوات وعقد مادية، وليس بسبب تسلط شيطان أو جن على النبي ﷺ.
2. وقوع السحر لا ينفي العصمة:
النبي ﷺ معصوم في تبليغ الرسالة، لكن هذا لا يعني أنه معصوم من الأذى الجسدي أو الأمراض.
السحر الذي وقع للنبي ﷺ لم يؤثر على عقله أو رسالته، بل كان في أمور دنيوية بسيطة (كظنه أنه أتى أهله ولم يفعل).
قال النبي ﷺ:
“إن الله عز وجل قال: لنبيًّا قبلك قالوا إنه مسحور أو مجنون، فكذّبوا.” (رواه البخاري).
هذه النصوص تبين أن السحر قد يصيب النبي دون أن ينال من مقامه أو صدقه.
3. الأدلة القرآنية على أن الشياطين لا تؤثر في الرسالة:
قال الله تعالى:
“وَمَا تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ * وَمَا يَنۢبَغِي لَهُمۡ وَمَا يَسۡتَطِيعُونَ” (الشعراء: 210-211).
الشياطين ممنوعة من التأثير في الوحي أو تبليغ الرسالة.
قال الله تعالى:
“فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ” (النحل: 98).
الاستعاذة تحمي النبي والمسلمين من تأثير الشياطين.
4. السحر كان ابتلاءً وليس تسلطًا:
السحر الذي أصاب النبي ﷺ كان اختبارًا وابتلاءً له ولأمته:
قال الله تعالى:
“أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ” (العنكبوت: 2).
السحر هنا كان فتنة لتعليم الأمة كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف.
5. حكمة وقوع السحر للنبي ﷺ:
تعليم الأمة:
النبي ﷺ أُصيب بالسحر ليُعلم الأمة كيفية التعامل مع السحر وكيفية التحصن منه بالدعاء والرقية الشرعية.
إظهار قوة القرآن في العلاج:
النبي ﷺ رُقي بسورة الفلق والناس، مما يدل على أن القرآن شفاء من السحر.
اختبار صدق النبوة:
رغم وقوع السحر، لم يتأثر الوحي أو الرسالة، مما يظهر أن النبوة محفوظة.
6. السنة النبوية تثبت أن السحر لم يؤثر على الرسالة:
في الحديث عن عائشة رضي الله عنها:
“سُحر النبي ﷺ حتى إنه ليُخيَّل إليه أنه فعل الشيء وما فعله… قالت: حتى جاءه ملكان، فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال أحدهما للآخر: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب…” (رواه البخاري ومسلم).
الحديث يبين أن السحر لم يؤثر إلا على أمور دنيوية بسيطة ولم يمس الرسالة أو العقل.
7. الرد على القول بأن الشياطين لا يمكنها التأثير على الأنبياء:
الشياطين لا تستطيع التأثير على الرسالة أو الوحي، لكن الأذى الدنيوي قد يقع:
قال الله تعالى:
“إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ” (الحجر: 42).
الآية تشير إلى أن المؤمنين (بما فيهم الأنبياء) محميون من التسلط الروحي للشياطين، لكن قد يُختبرون بالأذى الدنيوي.
الخلاصة:
النبي ﷺ سُحر بفعل بشري وليس بتسلط شيطاني مباشر.
السحر لم يؤثر على الوحي أو الرسالة، بل كان في أمور دنيوية.
وقوع السحر كان ابتلاءً لتعليم الأمة كيفية التعامل معه.
الشياطين لا تستطيع التأثير في الرسالة، لكن الأذى الدنيوي قد يقع كابتلاء.
هذه الشبهة نابعة من الفهم الخاطئ لطبيعة النبوة ولحكمة الله في الابتلاء.
الأحاديث التي تؤكد أن الشياطين لا يمكنها التأثير على النبي ﷺ حتى في الأمور الدنيوية:
النبي ﷺ معصوم من تأثير الشياطين في الوحي والرسالة، ولكن الأحاديث تبين أيضًا أن الشياطين لا يمكنها التأثير عليه في حياته الدنيوية بشكل يؤثر على صدقه أو استقامته. وفيما يلي الأحاديث التي تؤكد ذلك:
1. حديث الحفظ الإلهي للنبي ﷺ:
قال النبي ﷺ:
“ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّل به قرينه من الجن.” قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: “وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير.”
(رواه مسلم).
الدلالة:
النبي ﷺ محفوظ من تأثير قرينه من الجن، بل إن قرينه أصبح مسلمًا ولا يأمره إلا بالخير.
هذا يشير إلى الحماية الإلهية للنبي ﷺ من تسلط الشياطين في الأمور الدنيوية والدينية.
2. حديث إغلاق الطرق على الشياطين:
قال النبي ﷺ:
“إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.”
(رواه البخاري ومسلم).
الدلالة:
الحديث يُظهر تأثير الشيطان على عامة البشر، لكن النبي ﷺ محفوظ من هذا التسلط بتأييد الله وحفظه.
3. حديث الشيطان في الصلاة:
قال النبي ﷺ:
“إن الشيطان إذا سمع النداء أدبر وله ضراط حتى لا يسمع التأذين.”
(رواه البخاري ومسلم).
الدلالة:
هذا الحديث يدل على ضعف الشيطان أمام الأعمال التي يقوم بها النبي ﷺ كالتأذين، مما يشير إلى عدم قدرته على التأثير عليه.
4. حديث الحماية في النوم:
عن النبي ﷺ:
“من قال حين يصبح وحين يمسي: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم يضره شيء.”
(رواه الترمذي).
الدلالة:
النبي ﷺ كان محافظًا على الأذكار التي تحصنه، مما يدل على استمرارية الحفظ الإلهي له في كل جوانب حياته.
5. حديث منع الشياطين من الاقتراب من الوحي:
قال النبي ﷺ:
“تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقلها.”
(رواه البخاري).
الدلالة:
الشيطان لا يستطيع التأثير في وعي النبي ﷺ ولا في حفظه للقرآن، حتى في أموره الشخصية.
6. حديث نزول السكينة عند الذكر:
قال النبي ﷺ:
“ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله… إلا غشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة.”
(رواه مسلم).
الدلالة:
النبي ﷺ محاط بالسكينة والملائكة، مما يمنع أي تسلط شيطاني حتى في حياته اليومية.
خلاصة الحماية من الشيطان:
الشياطين لا تستطيع التأثير على النبي ﷺ لا في الوحي ولا في حياته الدنيوية، بفضل الحفظ الإلهي.
النبي ﷺ محمي بالأذكار والتأييد الإلهي، مما يبعد عنه أي أذى دنيوي أو روحي من الشياطين.
الأحاديث تؤكد أن الشيطان قد يكون له تأثير على عامة البشر، لكن النبي ﷺ مستثنى من ذلك تمامًا.
أدلة العلماء على أن النبي ﷺ قد سُحر وكيف برروا ذلك
الأدلة على وقوع السحر للنبي ﷺ:
حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري ومسلم:
قالت عائشة رضي الله عنها:
“سُحِر النبي ﷺ حتى إنه ليُخيَّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله… قالت: حتى جاءه ملكان، فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال أحدهما: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب. قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم… قال: في مشط ومشاطة في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان…”
(رواه البخاري ومسلم).
الحديث مروي بسند صحيح وهو متفق عليه بين العلماء.
القرآن يشير إلى وقوع السحر:
قال الله تعالى:
“وَاتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَ” (البقرة: 102).
هذه الآية تُقر بوجود السحر، وتُشير إلى تأثيره في السياقات التي شاء الله أن تقع، بما في ذلك كونه ابتلاءً.
السحر كحقيقة مثبت في الإسلام، ولا ينافي قدرة الله وحفظه للأنبياء في الوحي والرسالة.
السحر لم يؤثر على الرسالة:
قال الله تعالى:
“وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ” (المائدة: 67).
العصمة المقصودة هنا عصمة النبي ﷺ في أداء الرسالة وتبليغ الوحي، وليس عصمة مطلقة من الابتلاءات الدنيوية كالأمراض والسحر.
كيف برر العلماء وقوع السحر على النبي ﷺ؟
1. السحر كابتلاء دنيوي:
تفسير العلماء:
الأنبياء، مثل بقية البشر، قد يُصابون بأمراض أو أذى دنيوي كالسحر أو الجروح. وهذا لا يتعارض مع عصمتهم في تبليغ الرسالة.
قال ابن القيم:
“السحر من جملة الأمراض التي تعرض لبني آدم، وهو مرض عارض لا يؤثر على مقام النبوة.”
دليل من السنة:
النبي ﷺ كان يتألم مثل غيره من البشر:
قال: “إني أوعك كما يوعك رجلان منكم.” (رواه البخاري).
دليل على أن الأنبياء يتعرضون للأذى كاختبار إلهي.
2. الفرق بين العصمة في الوحي والابتلاء الدنيوي:
عصمة الوحي:
الله تعالى ضمن للنبي ﷺ أن يكون الوحي محفوظًا من أي تسلط شيطاني:
“وَمَا تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ * وَمَا يَنۢبَغِي لَهُمۡ وَمَا يَسۡتَطِيعُونَ” (الشعراء: 210-211).
السحر لا علاقة له بالوحي:
السحر الذي وقع على النبي ﷺ كان في أمور حياتية بسيطة، مثل تخيله أنه فعل شيئًا ولم يفعله.
قال النووي في شرح مسلم:
“ما وقع من السحر لم يكن له تأثير على النبي ﷺ في ما يخص تبليغ الرسالة أو الوحي، وإنما اقتصر على أمور دنيوية.”
3. حكمة وقوع السحر على النبي ﷺ:
ابتلاء وتعليم للأمة:
النبي ﷺ أصيب بالسحر ليعلم أمته كيفية التحصن واللجوء إلى الله.
دليل ذلك رقيته لنفسه بسورة الفلق والناس، مما يوضح أهمية استخدام القرآن للعلاج.
إظهار بشريته ﷺ:
وقوع السحر دليل على أن النبي ﷺ بشر، يتعرض للأذى كغيره:
قال الله تعالى:
“قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ” (الكهف: 110).
البشريّة تزيد من ارتباط المؤمنين به والتأسي به.
إظهار قوة الله في دفع السحر:
السحر زال بفضل الله ورحمته، مما يوضح أن الله يحفظ نبيه ويدفع عنه الضرر.
4. الرد على شبهة تسلط الشياطين:
الشياطين لا تتسلط على النبي ﷺ:
قال الله تعالى:
“إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ” (الحجر: 42).
النبي ﷺ محفوظ من الشياطين، لكن السحر الذي أصابه لم يكن بفعل مباشر من الشياطين، بل كان بفعل بشري من لبيد بن الأعصم.
الفرق بين السحر والتسلط الشيطاني:
السحر فعل بشري يستخدم أدوات مادية (مثل العقد والخيوط)، ولا يعتمد على تسلط الشيطان مباشرة على عقل النبي ﷺ.
قال ابن حجر في “فتح الباري”:
“السحر الذي أصاب النبي ﷺ كان بسبب عمل البشر وليس بسبب تدخل الشياطين مباشرة.”
5. عصمة النبي ﷺ كاملة في الرسالة:
قال العلماء إن وقوع السحر على النبي ﷺ لا ينافي عصمته:
ابن القيم:
“الأنبياء معصومون من الكذب فيما يبلغونه عن الله، أما الابتلاء الدنيوي فهو سنة الله في خلقه.”
النووي:
“ما أصاب النبي ﷺ من السحر لم يؤثر على عقله أو رسالته، بل كان في أمور دنيوية بسيطة.”
الخلاصة:
وقوع السحر للنبي ﷺ ثابت بأحاديث صحيحة متفق عليها.
السحر الذي أصاب النبي ﷺ كان في أمور دنيوية بسيطة ولم يمس الوحي أو الرسالة.
الشياطين لا تتسلط على النبي ﷺ، والسحر كان بفعل بشري، وليس بتسلط شيطاني مباشر.
العلماء برروا ذلك كابتلاء دنيوي لحكمة إلهية، منها تعليم الأمة كيفية التحصن بالسنة والقرآن.
شبهة القرآنيين حول سحر النبي ﷺ والرد عليها:
الشبهة:
يدّعي القرآنيون أن النبي ﷺ تعرض للسحر بناءً على روايات وردت في صحيح البخاري ومسلم، حيث يزعمون أن ذلك يتنافى مع عصمته كنبي وأنه قد يؤثر على مصداقيته في تبليغ الوحي. ويقولون إن هذه الروايات تخالف العقل والمنطق، وينكرون صحتها بناءً على فهمهم الخاص.
الرد على الشبهة:
1. الروايات الواردة حول سحر النبي ﷺ:
الروايات الموثوقة في البخاري ومسلم تشير إلى أن النبي ﷺ قد تعرض لنوع من السحر على يد لبيد بن الأعصم، لكنه كان سحرًا يقتصر على الأوهام المتعلقة بأمور حياتية بسيطة، مثل تذكّره أمورًا خاصة، ولم يؤثر ذلك على الوحي أو التبليغ.
عن عائشة رضي الله عنها:
“سُحِرَ رسول الله ﷺ حتى أنه ليُخيَّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله…” (رواه البخاري ومسلم).
2. فهم الروايات في ضوء العصمة:
العصمة النبوية:
العصمة في الأنبياء تعني حفظهم من الخطأ في التبليغ عن الله فقط، وليس حفظهم من الابتلاءات أو الأمراض التي يتعرض لها البشر.
تعرض النبي ﷺ للسحر يدخل ضمن الابتلاءات التي تصيبه كإنسان، ولا ينقص من مقامه النبوي، بل يزيده رفعة لأنه ابتُلي وصبر.
عدم تأثير السحر على الوحي:
الروايات واضحة أن السحر لم يؤثر مطلقًا على وحي النبي ﷺ، وإنما اقتصر على أمور شخصية.
هذا يتسق مع قوله تعالى:
“وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ” (المائدة: 67)، حيث العصمة تشمل الوحي وحمايته من التحريف أو التأثر.
3. السحر في القرآن الكريم:
القرآن الكريم يثبت وجود السحر وتأثيره في حدود معينة:
قال الله تعالى:
“فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦ” (البقرة: 102).
هذه الآية تؤكد إمكانية تأثير السحر في نطاق معين، وهو ابتلاء يختبر الله به عباده.
تعرض النبي ﷺ للسحر لا يعني عجزه، بل هو دليل على بشريته، كما تعرض الأنبياء قبله لابتلاءات مختلفة:
“وَكَذَٰلِكَ نَفۡتِنُ ٱلۡبَشَرَ أَيَحۡسَبُ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ” (العنكبوت: 2).
4. الرد على دعواهم بأن الروايات تخالف العقل:
السحر موجود شرعًا وعقلًا:
إنكار السحر يخالف النصوص القرآنية والعقلية، لأن السحر واقع يشهد عليه التاريخ الإنساني.
السحر كان معروفًا في زمن النبي ﷺ، وقد تحداه الإسلام وحذّر منه.
لماذا سُحر النبي؟
هذا الابتلاء يظهر قدرة الله على حفظ نبيه من أي ضرر يمس مهمته في التبليغ.
كونه تعرض للسحر ثم شفاه الله هو دليل على أن الله عز وجل يعينه وينصره، كما قال:
“وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ” (المائدة: 67).
5. الغرض من روايات السحر:
هذه الروايات تسلط الضوء على:
بشرية النبي ﷺ:
النبي ﷺ بشر مثلنا، يتعرض للأذى والابتلاء، مما يقربه من أمته ويجعله قدوة في الصبر.
قدرة الله على كشف السحر وإبطاله:
السحر لم يستمر طويلًا، وعلم النبي ﷺ بما حدث له من خلال الوحي، مما يدل على عناية الله به.
فضح السحرة:
القصة تضمنت كشف لبيد بن الأعصم، الذي أراد إيذاء النبي ﷺ، ولكن الله أبطل كيده.
6. تناقض موقف القرآنيين:
القرآنيون يدعون أن الروايات تخالف القرآن، لكن القرآن نفسه يثبت وجود السحر.
إنكار الروايات يجعل موقفهم متناقضًا:
إذا كانوا يؤمنون بالقرآن، فكيف ينكرون السحر الذي ورد ذكره فيه؟
إنكارهم لهذه الروايات ينبع من رفضهم للسنة ككل، وليس من تحليل منطقي أو علمي.
الخلاصة:
تعرض النبي ﷺ للسحر لا ينافي عصمته، لأنه لم يؤثر على الوحي أو التبليغ.
السحر ابتلاء من الله، وهو دليل على بشرية النبي ﷺ وصبره على الأذى.
الروايات تؤكد عناية الله بنبيه وكشف السحر وإبطاله.
إنكار القرآنيين للروايات ليس قائمًا على دليل عقلي أو شرعي، بل على رفضهم المبدئي للسنة النبوية.
الرد عليهم يكون بإثبات أن هذه الروايات لا تناقض القرآن، بل تكمله، وأن السحر ابتلاء عابر يظهر قدرة الله وعدله.
أدلة إضافية حول موضوع سحر النبي ﷺ ورد الشبهات:
1. عصمة النبي ﷺ من تأثير السحر في التبليغ:
العصمة التي منحها الله للنبي ﷺ تتعلق بسلامة الوحي وتبليغه.
السحر الذي تعرض له النبي ﷺ لم يؤثر على رسالته أو على نقله للوحي.
قال الله تعالى:
“وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ” (المائدة: 67).
هذه الآية تثبت أن الله تكفل بحماية النبي ﷺ من أي ضرر يمس مهمته كنبي.
2. كشف السحر من خلال الوحي:
الله عز وجل أطلع النبي ﷺ على حقيقة السحر الذي تعرض له:
الوحي أبلغه عن مكان العقد التي استُخدمت للسحر وكيفية فكها.
هذا يدل على أن السحر لم يكن يؤثر إلا في الأمور الشخصية البسيطة، وليس في الوحي أو الرسالة.
3. إبطال السحر دليل على قدرة الله وحفظه لنبيه:
السحر الذي تعرض له النبي ﷺ كان ابتلاءً عابرًا، وكشفه وإبطاله أظهر قدرة الله على حماية نبيه.
قال الله تعالى:
“فَيَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا” (الطارق: 15-16).
السحرة كادوا للنبي ﷺ، لكن الله رد كيدهم في نحورهم.
4. القرآن يثبت وجود السحر وأثره:
السحر حقيقة شرعية وعقلية، والقرآن يشير إلى تأثيره المحدود في بعض الأحيان:
قال الله تعالى:
“فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦ” (البقرة: 102).
هذه الآية تؤكد أن السحر يمكن أن يؤثر في العلاقات الشخصية، لكنه لا يغير الحقائق الكبرى أو يتدخل في الوحي.
5. سياق العصمة لا يعني عدم الابتلاء:
العصمة النبوية لا تعني أن النبي ﷺ لن يتعرض للابتلاءات الدنيوية.
الأنبياء قبله تعرضوا لألوان من الابتلاءات، مثل مرض أيوب عليه السلام أو أذى فرعون لموسى عليه السلام.
تعرض النبي ﷺ للسحر كان جزءًا من الابتلاءات التي تزيد من رفعة مقامه.
6. إبطال السحر كان معجزة ودليلاً على النبوة:
كشف السحر وإبطاله أظهر:
أن الله عز وجل يحيط نبيه ﷺ بعنايته.
أن النبي ﷺ فوق كيد البشر، وأن الضرر الذي ألحقوه كان محدودًا ومؤقتًا.
7. دليل من السنة النبوية:
النبي ﷺ قال:
“إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تكلم به.” (رواه البخاري).
حتى إن ظن النبي ﷺ بعض الأمور في حياته اليومية بسبب السحر، فإن الله تجاوز عن ذلك ولم يؤثر على دوره كنبي.
8. الرد على زعم تنافي ذلك مع العقل:
السحر حقيقة واقعية:
السحر ظاهرة موثقة تاريخيًا ومثبتة في نصوص القرآن والسنة.
تأثير السحر محدود:
حتى لو تأثر النبي ﷺ بالسحر، فهذا التأثير كان في نطاق الأمور الشخصية فقط، وليس في الأمور الكبرى كالوحي أو القيادة.
9. كيف نفرق بين الابتلاء والسحر الحقيقي؟
السحر الذي تعرض له النبي ﷺ كان ابتلاءً مقصودًا لإظهار عناية الله بنبيه وإبطال كيد الكافرين.
الابتلاءات لا تنقص من مقام النبي ﷺ، بل تزيده رفعة وتظهر عظمة رسالته.
10. دحض الادعاء بأن الروايات تخالف العقل:
الروايات الواردة حول السحر جاءت بأسانيد صحيحة ومتفق عليها بين علماء الحديث.
قال الإمام النووي:
“هذا الحديث صحيح متفق عليه، ولا مطعن فيه.”
إنكار السحر يفتح باب الطعن في النصوص القرآنية التي تثبت وجوده.
11. موقف العلماء من الحادثة:
ابن حجر العسقلاني:
قال إن السحر الذي أصاب النبي ﷺ لم يكن يؤثر على رسالته، وإنما كان في نطاق الأمور الدنيوية.
القرطبي:
أكد أن ما حدث للنبي ﷺ هو دليل على بشريته، وأن الله أظهر كمال قدرته في إبطاله للسحر.
الخلاصة:
السحر الذي تعرض له النبي ﷺ كان ابتلاءً شخصيًا ولم يؤثر على الوحي أو التبليغ.
القرآن والسنة يثبتان أن السحر حقيقة محدودة التأثير.
كشف السحر وإبطاله أظهر عناية الله بنبيه ﷺ.
إنكار القرآنيين لهذه الروايات ينبع من رفضهم للسنة وليس من تعارض الروايات مع العقل أو الشرع.
شبهة القرآنيين حول مفهوم “الحنيفية”
وقولهم إن إبراهيم عليه السلام كان حنيفًا:
الشبهة:
يزعم القرآنيون أن إبراهيم عليه السلام كان حنيفًا، مما يعني، حسب زعمهم، أنه كان مستقلًا عن الشرائع، لا يتبع أي دين أو منهج محدد، وأن الحنيفية تعني عبادة الله فقط دون الالتزام بتفاصيل العبادات أو الشرائع.
يستخدمون هذا التأويل للطعن في الشريعة الإسلامية وفي ضرورة الالتزام بالسنة النبوية، بدعوى أن الإنسان يمكن أن يكون حنيفًا مثل إبراهيم دون الحاجة للسنة أو الأحكام.
الرد على الشبهة:
1. معنى “حنيفًا” في اللغة والقرآن
الحنيف في اللغة العربية يعني المائل عن الباطل إلى الحق، أو المتوجه إلى عبادة الله وحده.
قال ابن منظور في لسان العرب: “الحنيف هو المائل إلى الإسلام.”
في القرآن، وصف الحنيفية دائمًا يُقترن بالتوحيد وعبادة الله الخالصة، وليس التحرر من الشرائع:
“إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.” (النحل: 120).
إبراهيم كان موحدًا بعيدًا عن الشرك، وليس مستقلًا عن شريعة أو دين.
2. الحنيفية ليست رفضًا للشرائع
إبراهيم عليه السلام لم يكن حنيفًا بمعنى الاستقلال عن الشرائع، بل كان ملتزمًا بوحي الله:
قال الله تعالى: “وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ.” (الحج: 26).
إبراهيم كان مأمورًا بتفاصيل عبادية (مثل تطهير البيت، الطواف، الصلاة).
3. الحنيفية تتضمن الالتزام بالشرائع
إبراهيم عليه السلام كان ملتزمًا بأوامر الله، وأُمر بعبادات وأفعال محددة:
الصلاة:
قال الله تعالى على لسان إبراهيم: “رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي.” (إبراهيم: 40).
الأضحية:
أمره الله بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام (في رؤيا اختبر الله بها طاعته)، وهو أصل شعيرة الأضحية.
الحج:
قال الله تعالى: “وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ.” (الحج: 27).
هذا يُثبت أن إبراهيم لم يكن مستقلًا عن الشرائع، بل كان ملتزمًا بتوجيهات إلهية واضحة.
4. الحنيفية في الإسلام:
الإسلام جاء ليُكمل الحنيفية التي كان عليها إبراهيم عليه السلام.
قال الله تعالى: “قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا.” (الأنعام: 161).
النبي محمد ﷺ جاء ليُظهر الدين الحق الذي سار عليه إبراهيم عليه السلام.
الحنيفية لا تعني رفض الشرائع، بل الالتزام بالتوحيد مع تطبيق الشرائع التي أوحى الله بها.
5. الرد على دعوى الاستغناء عن السنة
النبي محمد ﷺ سار على ملة إبراهيم، كما أمره الله:
“ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا.” (النحل: 123).
ملة إبراهيم تضمنت عبادة الله وفق أوامر محددة، وليس عبادة عشوائية أو مستقلة عن الشريعة.
السنة النبوية تُفسر وتُكمل ما جاء في القرآن، كما أن إبراهيم عليه السلام تلقى الوحي بتفاصيل العبادات.
6. تناقض القرآنيين:
إذا كان القرآنيون يرفضون السنة، فكيف يفسرون تفاصيل الحنيفية؟
القرآن لا يذكر جميع تفاصيل ملة إبراهيم (مثل عدد الصلوات، وكيفية الحج)، وهذه التفاصيل جاءت بالسنة النبوية.
رفضهم للسنة يناقض التزام إبراهيم عليه السلام بوحي الله.
الحجة القاطعة:
إبراهيم لم يكن مستقلاً عن الشرائع:
كان ملتزمًا بأوامر إلهية تشمل العبادات (الصلاة، الحج، الطواف، الذبح).
الحنيفية تعني الالتزام بالتوحيد والشريعة:
الحنيفية هي الانحراف عن الشرك إلى التوحيد، وليس التحرر من الشرائع.
النبي محمد ﷺ أكمل ملة إبراهيم:
الإسلام جاء ليُظهر ملة إبراهيم الحنيفية كاملة، والسنة جزء أساسي من هذه الملة.
الخلاصة:
ادعاء القرآنيين أن إبراهيم عليه السلام كان حنيفًا بمعنى التحرر من الشرائع يتناقض مع النصوص القرآنية التي تُثبت أن الحنيفية تعني التوحيد مع الالتزام بالعبادات وأوامر الله. النبي محمد ﷺ جاء ليُظهر ملة إبراهيم الحنيفية بأكمل صورة، والسنة النبوية جزء أساسي في هذا البيان.
شبهة القرآنيين حول وصف إبراهيم عليه السلام بأنه “أمة”
القرآنيون يتمسكون بالآية:
“إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.” (النحل: 120)
ويحاولون تفسير كلمة “أمة” بأنها تعني أنه كان مستقلًا في فهمه وعبادته، ولم يحتج إلى الأنبياء أو الشرائع التي سبقته أو جاءت بعده. ومن هنا، يزعمون أنه يمكن لأي فرد أن يكون “أمة” في ذاته، فيعبد الله مباشرة دون الالتزام بالسنة أو الشريعة الإسلامية.
الرد على الشبهة:
1. معنى “أمة” في اللغة العربية
الأمة في اللغة تأتي بمعانٍ عدة، وأهمها:
القدوة أو الإمام: شخص يُقتدى به في الخير.
الجماعة: مجموعة من الناس يشتركون في دين أو نهج معين.
المدة الزمنية: فترة طويلة من الزمن.
في سياق الآية، المقصود بـ”أمة” هو أن إبراهيم عليه السلام كان:
قدوة في الخير والتوحيد.
جامعًا لخصال الخير التي قد تُوجد في أمة كاملة من الناس.
2. تفسير العلماء لـ”أمة”
قال ابن كثير في تفسيره:
“الأمة هنا تعني القدوة في الخير والدين.”
قال الطبري:
“أمة تعني أنه كان جامعًا لجميع صفات الخير، كأن الخير كله وُجد فيه وحده.”
3. لماذا وُصف إبراهيم بـ”أمة”؟
قدوة في التوحيد:
إبراهيم كان متميزًا في التوحيد بين قومه، الذين كانوا يعبدون الأصنام.
دعا إلى عبادة الله وحده، وحارب الشرك.
اجتمعت فيه خصال الخير:
إبراهيم كان قانتًا، حنيفًا، شاكرًا، صابرًا، وداعيًا إلى الله.
هذه الصفات تُشبه ما قد يوجد في جماعة كاملة، لكنه جمعها وحده.
تميز في زمن الشرك:
في وقت كان الناس فيه غارقين في الشرك والضلال، كان إبراهيم وحيدًا في دعوته للتوحيد، وكأنه أمة بمفرده.
4. هل “أمة” تعني الاستقلال عن الشرائع؟
لا، لأن:
إبراهيم عليه السلام لم يكن مستقلًا عن الوحي، بل كان مأمورًا من الله:
“وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا.” (الحج: 26).
“إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا.” (البقرة: 124).
إبراهيم تلقى أوامر شرعية وأداء العبادات مثل:
بناء الكعبة.
أداء الحج.
إقامة الصلاة.
وصف إبراهيم بـ”أمة” لا يعني أنه كان مستقلًا عن الشريعة أو الاجتهاد الشخصي، بل أنه كان قدوة في اتباع أوامر الله وإقامة الحق.
5. تناقض موقف القرآنيين
إذا كان إبراهيم مستقلاً كما يزعمون، فلماذا أرسل الله له الوحي؟
إبراهيم عليه السلام كان نبيًا يتلقى الوحي، وكان ينفذ أوامر الله بدقة.
كيف يمكن لشخص أن يكون “أمة” دون اتباع الشريعة؟
العبادة الفردية دون التزام بالشريعة لا تؤدي إلى أن يكون الإنسان قدوة للآخرين.
6. الأدلة على أن “أمة” تعني القدوة وليس الاستقلال
القرآن يشير إلى أن إبراهيم عليه السلام كان ملتزمًا بوحي الله:
“إِنِّي أَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.” (يوسف: 36).
المحسن هو الذي يعبد الله كما أمره، وليس بالاجتهاد الشخصي.
النبي محمد ﷺ سار على ملة إبراهيم:
“ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا.” (النحل: 123).
لو كانت الحنيفية تعني الاستقلال عن الشريعة، لما جاء النبي محمد ﷺ ليكملها ويُظهرها.
7. الحنيفية في الإسلام:
الحنيفية هي التوحيد الخالص مع الالتزام بأوامر الله.
إبراهيم عليه السلام كان ملتزمًا بالشريعة التي أوحى الله بها، ولم يكن يعمل بعبادة عشوائية.
الخلاصة:
وصف إبراهيم عليه السلام بأنه “أمة” يعني أنه كان قدوة جامعًا لصفات الخير، وليس أنه كان مستقلاً عن الشرائع.
القرآنيون يجتزئون الكلمة من سياقها ويحاولون إسقاط معانٍ لا تدل عليها الآية.
إبراهيم عليه السلام كان نبيًا ملتزمًا بالوحي، وأعماله وشريعته تُظهر أنه لم يكن متحررًا من الشرائع كما يدعون.
الحكمة في أمر النبي محمد ﷺ باتباع إبراهيم عليه السلام
الأمر الوارد في قوله تعالى:
“ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.” (النحل: 123)
يتضمن حكمة عظيمة تهدف إلى التأكيد على وحدة الرسالات السماوية، وأن الإسلام هو الامتداد الطبيعي لدين إبراهيم عليه السلام. يمكن تلخيص الحكمة في النقاط التالية:
أولاً: بيان وحدة الدين وتوحيد الله
إبراهيم عليه السلام رمز للتوحيد الخالص:
إبراهيم عليه السلام يُمثل نقاء العقيدة والتوحيد الخالص، فقد جاء في قوله تعالى:
“وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ.” (الزخرف: 26-27).
اتباع ملة إبراهيم يُظهر أن الإسلام امتداد لرسالة التوحيد التي حملها إبراهيم عليه السلام.
تحقيق الربط بين الرسالات السماوية:
الأمر باتباع إبراهيم يُبرز أن الإسلام ليس دينًا مبتدعًا، بل هو امتداد للدين الذي جاء به إبراهيم عليه السلام، الذي يُعتبر أبًا للأنبياء.
جاء في القرآن:
“مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا.” (آل عمران: 67).
ثانيًا: تعزيز المصداقية أمام أهل الكتاب
الاحتجاج على اليهود والنصارى:
أهل الكتاب (اليهود والنصارى) يعترفون بإبراهيم عليه السلام كنبي عظيم.
بإبراز أن النبي محمد ﷺ مأمور باتباع ملة إبراهيم، يُظهر الإسلام أنه استكمال للدين الحق.
قال الله تعالى:
“إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا.” (آل عمران: 68).
الرد على دعواهم الحصرية:
اليهود والنصارى زعموا أن إبراهيم عليه السلام ينتمي إلى أديانهم، فجاء الإسلام ليُوضح أنه كان مسلمًا حنيفًا وأن النبي محمد ﷺ يُكمل دعوته.
ثالثًا: إظهار القدوة العملية
إبراهيم نموذج في الطاعة المطلقة:
إبراهيم عليه السلام مثال في الامتثال لأوامر الله، مثلما امتثل لأمر الله في ذبح ابنه إسماعيل.
النبي محمد ﷺ مأمور بالسير على هذا النهج من الطاعة المطلقة.
تعزيز القدوة للمسلمين:
اتباع النبي محمد ﷺ لملة إبراهيم يجعل إبراهيم عليه السلام قدوة للمسلمين، مما يعزز ارتباط الأمة بجذور الإيمان.
رابعًا: استكمال البناء التشريعي للملة الإبراهيمية
تأكيد العبادات التي أسسها إبراهيم:
شعائر الإسلام، مثل الحج والطواف بالكعبة، هي امتداد لما أسسه إبراهيم عليه السلام:
“وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ.” (الحج: 26).
إبراز كمال الإسلام:
الإسلام يُكمل ملة إبراهيم من خلال تشريعاته الشاملة التي تُناسب البشرية جمعاء.
الشبهة التي قد يثيرها القرآنيون:
الشبهة: لماذا يُؤمر النبي محمد ﷺ باتباع إبراهيم وهو أفضل الأنبياء؟
القرآنيون قد يُثيرون تساؤلًا: إذا كان النبي محمد ﷺ خاتم الأنبياء وأكملهم، فلماذا يُؤمر باتباع إبراهيم عليه السلام؟ وهل هذا يُشير إلى نقص في شريعته أو مكانته؟
الرد على الشبهة:
الأمر بالاتباع لا ينقص من مقام النبي محمد ﷺ:
الأمر باتباع ملة إبراهيم عليه السلام لا يعني أن إبراهيم أفضل من محمد ﷺ، بل يُظهر أن الإسلام متصل بجذور التوحيد منذ البداية.
النبي محمد ﷺ جاء ليُظهر الدين الكامل الذي ابتدأه إبراهيم عليه السلام.
إبراهيم عليه السلام رمز عالمي للتوحيد:
إبراهيم عليه السلام يُعتبر أبًا للأنبياء ورمزًا عالميًا للتوحيد.
اتباع ملة إبراهيم يُبرز أن رسالة الإسلام رسالة توحيد عالمية، تتسق مع جميع الرسالات السابقة.
الإسلام يُكمل ملة إبراهيم:
الإسلام لم يأتِ ليُعارض ملة إبراهيم، بل ليُكملها بتشريعات شاملة.
النبي محمد ﷺ جمع مكارم الأخلاق والتشريعات الكاملة التي أتمت رسالة التوحيد.
النبي محمد ﷺ أفضل الأنبياء:
النبي محمد ﷺ هو خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، كما ورد في الحديث:
“أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر.” (رواه مسلم).
اتباعه لملة إبراهيم يُظهر اتساق دعوته مع رسالة التوحيد الأصلية.
الخلاصة:
الحكمة من اتباع إبراهيم عليه السلام:
بيان وحدة الرسالات السماوية والتأكيد على التوحيد.
إبراز الصلة بين الإسلام والرسالات السابقة.
الرد على أهل الكتاب وتوضيح أن الإسلام استكمال لملة إبراهيم.
الشبهة مردودة:
اتباع ملة إبراهيم لا يعني نقصًا في مقام النبي محمد ﷺ، بل يُؤكد مكانته كخاتم للأنبياء الذي أتم دين التوحيد الذي بدأه إبراهيم.
الإسلام هو الكمال الذي جمع بين عقيدة إبراهيم وتشريعات النبي محمد ﷺ.
الآية: “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ” (آل عمران: 81)
التأويل الباطل:
يقولون إن هذه الآية تعني أن جميع الأنبياء مأمورون باتباع النبي محمد ﷺ حتى قبل بعثته.
الرد:
الآية تشير إلى العهد العام بين الله والأنبياء بتبليغ الرسالة، وليس إلى اتباع النبي محمد ﷺ قبل بعثته.
الأنبياء يُصدّقون بعضهم البعض في الرسالة العامة للتوحيد والإيمان.
الآية: “إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ” (الرعد: 7)
التأويل الباطل:
يدّعون أن الآية تعني أن لكل قوم نبيًا مستقلًا بعد النبي محمد ﷺ، مما يفتح المجال للادعاءات النبوية.
الرد:
النبي محمد ﷺ هو خاتم الأنبياء بنص القرآن: “ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين.” (الأحزاب: 40).
الآية تشير إلى أن لكل أمة هاديًا يُرشدها إلى الله عبر ما جاء به الأنبياء.
شبهة القرآنيين حول قوله تعالى “كلمة سواء”
﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۭ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡـٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ﴾ (آل عمران: 64).
الشبهة:
يزعم بعض القرآنيين أن هذه الآية تدعو المسلمين إلى اتباع التوراة والإنجيل لأن فيها دعوة إلى “كلمة سواء”، مما يعني وفق زعمهم أن التوراة والإنجيل هما جزء من العقيدة التي يجب أن يلتزم بها المسلمون.
الرد على الشبهة:
1. معنى “كلمة سواء”:
الآية تخاطب أهل الكتاب (اليهود والنصارى) وتدعوهم إلى اتفاق على أساسيات التوحيد:
“أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡـٔٗا.”
الكلمة السواء هنا هي التوحيد الخالص، وترك الشرك بالله.
2. لا تشير إلى اتباع التوراة والإنجيل الحاليين:
التوراة والإنجيل اللذان كانا موجودين وقت نزول القرآن قد تعرضا للتحريف، وهذا ثابت بنصوص القرآن:
قال الله تعالى: “يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ.” (النساء: 46).
وقال: “فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ.” (البقرة: 79).
3. دعوة للاتفاق على التوحيد وليس اتباع كتبهم:
الهدف من الآية: دعوة أهل الكتاب إلى العقيدة الصحيحة التي جاء بها الإسلام، وهي التوحيد الذي كان موجودًا في رسالات الأنبياء قبل التحريف.
“أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ” تعني ترك الشرك بالله، وهو ما خالفه أهل الكتاب حين عبدوا غير الله (مثل اتخاذ عيسى ابن الله عند النصارى).
4. القرآن يصحح عقائد أهل الكتاب:
لو كان المسلمون مأمورين باتباع التوراة والإنجيل بعد تحريفهما، لما جاء القرآن ناسخًا ومهيمنًا عليهما:
“وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِ.” (المائدة: 48).
القرآن جاء ليصدق الحق الذي تبقى في التوراة والإنجيل، لكنه يحكم عليهما ويبين ما حُرف.
5. المسلمون مأمورون باتباع القرآن فقط:
الإسلام هو الرسالة الخاتمة، والقرآن هو الكتاب الشامل الكامل الذي يُلزم المسلمين:
“إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ.” (الإسراء: 9).
قال النبي ﷺ: “لو كان موسى حيًا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني.” (رواه أحمد).
6. “كلمة سواء” ليست دعوة للتشريع:
الدعوة إلى “كلمة سواء” لا تعني الاتفاق على اتباع كتب أهل الكتاب، بل الاتفاق على عبادة الله وحده.
هذا واضح من السياق: “وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡـٔٗا.”
7. فهم مغلوط للآية:
القرآنيون يحاولون تحريف معنى الآية لجعلها تتفق مع إنكارهم للسنة والتشريعات الإسلامية.
الآية في حقيقتها دعوة للتوحيد، وليست دعوة لاتباع التوراة والإنجيل بعد تحريفهما.
الخلاصة:
“كلمة سواء” تشير إلى التوحيد وترك الشرك بالله.
التوراة والإنجيل تعرضتا للتحريف، والقرآن جاء مهيمنًا عليهما.
المسلمون مأمورون باتباع القرآن والسنة النبوية فقط.
الآية دعوة لتصحيح عقائد أهل الكتاب، وليس اتباع كتبهم الحالية.
هل يمكن الإستدلال عليهم فيما سبق بآية “ومهيمنا عليه” أو بان التوراة والإنجيل نسخا:
الاستدلال على نسخ التوراة والإنجيل وهيمنة القرآن من القرآن نفسه:
1. آية: “وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ” (المائدة: 48)
نص الآية:
“وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ.”
الاستدلال:
“مُهَيْمِنًا عَلَيْهِ” تعني أن القرآن جاء ليحكم على الكتب السابقة (التوراة والإنجيل)، وليصحح ما تم تحريفه منها.
القرآن يشهد بالحق الذي بقي في التوراة والإنجيل، لكنه يلغي ما نسخ منها أو ما تعرض للتحريف.
الهيمنة هنا تشمل:
تصديق الحق: إثبات أن ما تبقى من التوراة والإنجيل الصحيح هو وحي من الله.
إلغاء الأحكام المنسوخة: الأحكام التشريعية التي كانت في التوراة والإنجيل أصبحت ملغاة، ووجب اتباع التشريع القرآني.
توضيح التحريف: القرآن أشار إلى تحريف أهل الكتاب لكلام الله:
“يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ.” (النساء: 46).
الرد على القرآنيين باستخدام الآية:
إن كانوا يعتقدون أن التوراة والإنجيل لم يُنسخا، فكيف يكون القرآن “مهيمناً عليه”، ويصف تحريفهما؟
الهيمنة تعني أن القرآن ناسخ لهما ومتفوق عليهما تشريعًا، وإلا لما كانت هناك حاجة لتنزيله.
2. نسخ التوراة والإنجيل من القرآن والسنة:
أ. من القرآن الكريم:
“اليوم أكملت لكم دينكم”:
قال الله تعالى: “ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينًا.” (المائدة: 3).
الإسلام هو الدين الكامل الذي أكمل الله به التشريع، مما يعني نسخ الشرائع السابقة.
“ومن يبتغ غير الإسلام ديناً”:
قال الله تعالى: “وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينًا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ.” (آل عمران: 85).
الإسلام هو الدين الوحيد المقبول بعد بعثة النبي ﷺ، مما يعني انتهاء صلاحية التوراة والإنجيل.
ب. من السنة النبوية:
حديث: “لو كان موسى حيًا”:
قال النبي ﷺ: “لو كان موسى حيًا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني.” (رواه أحمد).
هذا الحديث صريح في أن شريعة الإسلام ناسخة لجميع الشرائع السابقة.
حديث: “والذي نفسي بيده”:
قال النبي ﷺ: “والذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار.” (رواه مسلم).
هذا الحديث يؤكد أن الإيمان بالنبي ﷺ وبالقرآن شرط لدخول الجنة، مما يدل على نسخ الشرائع السابقة.
3. الحكمة من نسخ التوراة والإنجيل:
التحريف: التوراة والإنجيل تعرضتا للتحريف، ولم يعودا صالحين للتطبيق كليًا:
“فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ.” (البقرة: 79).
التطور التشريعي: الشريعة الإسلامية جاءت لتناسب كل زمان ومكان، بخلاف الشرائع السابقة التي كانت موجهة لأقوام معينين.
الخلاصة:
القرآن الكريم يشهد بأنه ناسخ للتوراة والإنجيل من خلال هيمنته عليهما (“وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ”).
النصوص القرآنية والسنة النبوية تؤكد نسخ التشريعات السابقة وعدم صلاحيتها بعد الإسلام.
دعوة القرآنيين لاتباع التوراة والإنجيل الحاليين تتناقض مع نصوص القرآن نفسه التي تثبت التحريف والنسخ.
شبهة القرآنيين حول الصلاة على النبي ﷺ في الآية التالية
قال الله تعالى:
﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسۡلِيمًا﴾ (الأحزاب: 56).
الشبهة:
يزعم القرآنيون أن الأمر بالصلاة على النبي ﷺ في هذه الآية غير واضح، ويتساءلون عن الكيفية التي نصلي بها عليه، مدعين أن الصلاة على النبي هي دعاء فقط، ولا حاجة لصيغ محددة كالتي وردت في السنة النبوية.
الرد على الشبهة:
1. معنى الصلاة على النبي ﷺ في اللغة والشرع:
الصلاة لغةً: الدعاء بالخير والبركة.
الصلاة شرعًا:
إذا كانت من الله: تعني الرحمة والثناء عليه في الملأ الأعلى.
إذا كانت من الملائكة: تعني الاستغفار للنبي ﷺ.
إذا كانت من المؤمنين: تعني الدعاء له بالرحمة والبركة وزيادة الفضل.
2. كيف نصلي على النبي ﷺ؟
السنة النبوية بينت كيفية الصلاة على النبي ﷺ، وأفضل صيغة هي ما ورد في حديث النبي ﷺ:
قال النبي ﷺ: “قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.” (رواه البخاري ومسلم).
3. أهمية السنة في تفسير الآية:
القرآن لم يفصل كيفية أداء الصلاة على النبي ﷺ، ولكنه أمر بها. هنا تأتي السنة النبوية لتبين لنا الكيفية، وهذا دليل على تكامل القرآن والسنة:
قال الله تعالى: “وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْ.” (الحشر: 7).
4. الرد على زعم أن الصلاة دعاء فقط:
الصلاة على النبي ﷺ ليست مجرد دعاء عادي، بل عبادة لها صيغتها الخاصة التي وردت عن النبي ﷺ.
لو كانت الصلاة تعني الدعاء العام فقط، لما احتاج النبي ﷺ أن يُعلم أصحابه صيغًا محددة.
5. لماذا نلتزم بالصيغ الواردة؟
الالتزام بصيغ الصلاة على النبي ﷺ يعكس:
اتباع السنة النبوية.
تحقيق المعنى الكامل للصلاة، الذي يشمل الدعاء والبركة والتقدير.
عدم الالتزام بها يعني تفويت جزء من التعظيم والتقدير للنبي ﷺ.
6. “وسلموا تسليمًا”:
الأمر بالتسليم يعني:
طاعة النبي ﷺ: كما قال تعالى: “مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَ.” (النساء: 80).
إظهار الاحترام الكامل له: بما يشمل الإقرار بفضله ومكانته.
الخلاصة:
الصلاة على النبي ﷺ واجب شرعي أمر به الله في القرآن.
السنة النبوية فصلت كيفية الصلاة، وأفضل صيغة هي التي وردت عن النبي ﷺ.
زعم القرآنيين بأن الصلاة مجرد دعاء عام يتجاهل الصيغ الواردة في السنة النبوية، التي تكمل فهم القرآن.
التسليم للنبي ﷺ يعني طاعته واحترامه التام، وهو جزء من الإيمان به كنبي ورسول.
شبهة القرآنيين حول قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (الأحزاب: 56).
الشبهة:
يقول القرآنيون إن الأمر بـ “وسلّموا تسليمًا” في هذه الآية لا يتطلب طاعة النبي ﷺ في كل أوامره ولا يتضمن الالتزام بالسنة النبوية، وإنما يعني فقط قول السلام عليه أو التسليم عليه عند ذكره، ولا يحمل معنى الطاعة المطلقة.
الرد على الشبهة:
1. معنى “التسليم” في اللغة:
“التسليم” في اللغة:
يعني الانقياد والخضوع.
يشمل قول السلام على النبي ﷺ والإذعان لأوامره وقبول حكمه دون اعتراض.
2. معنى “وسلّموا تسليمًا” في السياق الشرعي:
التسليم على النبي ﷺ:
يشمل الدعاء له بالسلام كما في الصلاة عليه.
التسليم لأوامره:
يعني الطاعة الكاملة والإذعان لما جاء به من شرع، سواء أوامر القرآن أو السنة.
الله عز وجل يأمر المؤمنين بأن يسلموا للنبي ﷺ في كل ما يأمر به أو ينهى عنه.
3. أدلة على أن التسليم يشمل الطاعة:
قوله تعالى:
“فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا” (النساء: 65).
التسليم هنا واضح بمعنى القبول والطاعة الكاملة.
قوله تعالى:
“وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ.” (النساء: 64).
التسليم يتضمن الطاعة لرسول الله ﷺ لأنه مبلغ عن الله.
4. السنة تشرح “وسلّموا تسليمًا”:
النبي ﷺ أوضح أن التسليم له لا يقتصر على السلام اللفظي، بل يشمل اتباع سنته:
قال ﷺ: “لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به.” (رواه النووي).
5. الرد على حصر التسليم في السلام اللفظي:
اقتصار التسليم على السلام اللفظي يتجاهل سياق الآية واللغة العربية.
الأمر الإلهي بـ “التسليم” يشمل:
القبول الكامل: لأوامر النبي ﷺ دون اعتراض.
التطبيق العملي: لما جاء به النبي ﷺ في حياته وبعد وفاته.
الخلاصة:
“وسلّموا تسليمًا” تعني أكثر من مجرد السلام اللفظي، فهي تشمل الطاعة الكاملة للنبي ﷺ والإذعان لأوامره وقبول سنته.
إنكار القرآنيين لمعنى الطاعة في التسليم يتناقض مع النصوص القرآنية الأخرى ومع تفسير العلماء وسياق الآية.
شبهة التوراة أنزلت لجميع الناس وليست لبني إسرائيل فقط
ما يقولونه:
يدّعي القرآنيون أن التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام لم تكن موجهة لبني إسرائيل فقط، بل كانت كتابًا عالميًا لجميع الناس، مستدلين بآيات مثل:
“وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ” (البقرة: 213).
ويزعمون أن كلمة “الناس” تعني البشرية جمعاء، وليس قومًا بعينهم.
الرد على الشبهة:
1. التوراة نزلت خصيصًا لبني إسرائيل:
قال الله تعالى:
“وَكَتَبۡنَا لَهُۥ فِي ٱلۡأَلۡوَاحِ مِن كُلِّ شَيۡءٍ مَّوۡعِظَةٗ وَتَفۡصِيلٗا لِّكُلِّ شَيۡءٍ فَخُذۡهَا بِقُوَّةٖ وَأۡمُرۡ قَوۡمَكَ يَأۡخُذُواْ بِأَحۡسَنِهَا” (الأعراف: 145).
هذه الآية توضح أن التوراة كانت موجهة إلى “قوم” موسى، أي بني إسرائيل، وليس للعالم أجمع.
قال الله تعالى:
“وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَعَلَ فِيكُمۡ أَنۢبِيَآءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكٗا” (المائدة: 20).
هذا يؤكد أن رسالة موسى عليه السلام كانت لقومه فقط، وهم بني إسرائيل.
2. القرآن يصرح بأن التوراة موجهة لبني إسرائيل:
قال الله تعالى:
“إِنَّآ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسۡلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ” (المائدة: 44).
كلمة “الذين هادوا” تشير بوضوح إلى أن التوراة أنزلت خصيصًا لليهود، وهم بني إسرائيل.
قال الله تعالى:
“وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ ٱلۡكِتَٰبَ فَأُنزِلَتۡ أُمَمٗا” (القصص: 43).
الآية تظهر أن التوراة كانت موجهة لأمة محددة، وليس للناس كافة.
3. طبيعة رسالة موسى عليه السلام مقارنة برسالة محمد ﷺ:
رسالة موسى عليه السلام كانت رسالة قومية محددة:
موسى عليه السلام أرسل لقوم بني إسرائيل فقط:
قال الله تعالى:
“وَإِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِهِۦ فَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ فِرۡعَوۡنَ” (هود: 97).
الخطاب في هذه الآيات يظهر أن موسى أُرسل لقوم معينين.
رسالة النبي محمد ﷺ كانت رسالة عالمية:
قال الله تعالى:
“وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا” (سبأ: 28).
النبي محمد ﷺ هو أول نبي أرسل للناس كافة، أما الأنبياء السابقون فكانت رسالتهم محصورة بأقوامهم.
4. معنى كلمة “الناس” في الآيات:
كلمة “الناس” في السياق القرآني قد تُستخدم للإشارة إلى مجموعة معينة، وليس البشرية جمعاء:
مثال: قال الله تعالى:
“ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُم” (آل عمران: 173).
“الناس” هنا تشير إلى مجموعة معينة (المشركين الذين كانوا يهددون المسلمين).
في آية:
“لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ” (البقرة: 213)،
السياق يشير إلى أن التوراة كانت موجهة لبني إسرائيل ليحكموا بها فيما اختلفوا، وليس للعالم أجمع.
5. تفنيد استدلالهم:
القرآنيون يعتمدون على تفسير حرفي دون الرجوع إلى السياق.
الآيات القرآنية الأخرى تثبت أن التوراة ليست كتابًا عالميًا، بل شريعة خاصة ببني إسرائيل:
قال الله تعالى:
“وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ” (الإسراء: 4).
هذا نص صريح أن التوراة موجهة لبني إسرائيل فقط.
6. الرد من السنة النبوية:
النبي ﷺ أكد أن التوراة والإنجيل كانت شريعة سابقة موجهة لأقوام معينين:
قال النبي ﷺ:
“كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي.” (رواه البخاري).
هذا الحديث يوضح أن الرسالات السابقة كانت لقوم بني إسرائيل فقط، بينما رسالته ﷺ عالمية.
7. شمولية الإسلام والنسخ:
الإسلام جاء ناسخًا للشرائع السابقة:
قال الله تعالى:
“وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِ” (المائدة: 48).
القرآن هو الكتاب المهيمن، وجاء ليخاطب البشرية جمعاء.
الخلاصة:
التوراة كانت موجهة إلى بني إسرائيل فقط، بنص القرآن والسنة.
رسالة النبي محمد ﷺ هي الرسالة الوحيدة التي أرسلها الله للعالم أجمع.
القرآنيون يسيئون فهم السياق القرآني ويفسرون النصوص بشكل سطحي دون الرجوع إلى السياق الكلي للآيات.
القرآن والسنة هما المرجعان اللذان يبينان بوضوح خصوصية الرسالات السابقة وعالمية الإسلام.
إفتراءاتهم على أهل السنة
شبهة أكل الداجن لبعض آيات القرآن
الشبهة:
يزعم البعض، وخاصة منكري السنة (القرآنيون)، أن حادثة أكل داجن (ماعز أو شاة) لبعض الصحف التي كُتبت عليها آيات من القرآن دليل على نقص القرآن وعدم حفظه.
يستشهدون برواية مذكورة في بعض كتب الحديث عن أن الشاة أكلت صحيفة كان مكتوبًا فيها آيات متعلقة بـ”الرضعات المحرّمات” و”آية الرجم”، وأن هذا أدى إلى فقدان هذه الآيات من القرآن.
الرواية المثارة:
جاء في رواية عند ابن ماجه في سننه:
“عن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً، وكانت في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله ﷺ وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها”
الرد على الشبهة:
1. القرآن محفوظ بحفظ الله:
قال الله تعالى:
“إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ” (الحجر: 9).
الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ القرآن كاملاً، ولا يمكن لأي مخلوق أن يؤثر على هذا الحفظ.
الحفظ يشمل الحفظ في الصدور (المُحفِّظون) والحفظ في السطور (النسخ المكتوبة).
2. القرآن لا يعتمد فقط على الكتابة:
القرآن الكريم لم يُحفظ فقط بالصحف أو الأوراق، بل كان:
محفوظًا في صدور آلاف الصحابة الذين حفظوه عن ظهر قلب.
متواترًا بين المسلمين منذ نزوله، حيث كان يتلى في الصلاة والعبادة اليومية.
حتى لو صح حادث أكل الداجن، فهذا لا يعني ضياع الآيات، لأن الحفظ الأساسي كان في الصدور.
3. آيات الرجم والرضاعة ليست جزءًا من النص القرآني الحالي:
آية الرجم:
“الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة”
هذه الآية كانت حكمًا شرعيًا منسوخ التلاوة، لكنها بقيت معمولاً بها كحكم.
النسخ في القرآن نوعان:
نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
نسخ التلاوة والحكم معًا.
السنة النبوية نقلت حكم الرجم وأكدته:
قال النبي ﷺ: “إذا زنت المحصنة فارجمها” (رواه مسلم).
آية رضاعات الكبير:
كان الحكم متعلقًا بـ”رضاعة الكبير عشرًا”، لكنه نُسخ إلى “خمس رضعات”.
النسخ تم في حياة النبي ﷺ وتلاوة هذه الآيات توقفت بأمر الله.
4. الرواية في حد ذاتها ضعيفة أو قابلة للتأويل:
بعض العلماء اعتبروا الرواية ضعيفة، لأن سندها غير قوي أو يشتمل على راوٍ ضعيف.
حتى لو صحت الرواية، فإن ما أكلته الداجن لم يكن جزءًا من القرآن المحفوظ المتواتر، بل كان حكمًا شرعيًا مدونًا على الصحيفة.
5. الفرق بين القرآن المحفوظ والوحي غير المتلو:
ليس كل ما أوحي إلى النبي ﷺ جزءًا من القرآن:
القرآن هو الوحي المتلو، الذي نزل بلفظه ومعناه وحُفظ بالتواتر.
الأحكام والتشريعات التي نزلت بوحي لكنها ليست جزءًا من القرآن محفوظة بالسنة.
6. الرد من الناحية العقلية:
لو كانت حادثة أكل الداجن قد أثرت على القرآن، لما بقي النص القرآني محكمًا ومتواترًا بين المسلمين في جميع العصور.
المسلمون أجمعوا منذ عهد النبي ﷺ على حفظ القرآن كاملًا، وما وصل إلينا هو نفسه ما نزل على النبي ﷺ.
الخلاصة:
القرآن محفوظ بحفظ الله تعالى، ولا يمكن لمخلوق أن يعبث به.
حادثة الداجن لا تتعلق بالقرآن المحفوظ، بل بأحكام شرعية نُسخت تلاوتها.
الاعتماد على الرواية في الطعن بالقرآن يعكس سوء الفهم لآلية الوحي والحفظ.
السنة النبوية تؤكد الأحكام المنسوخة وتشرح السياق، ما يثبت انسجام النصوص التشريعية.
القرآن كما هو اليوم محفوظ كما وعد الله، وما يُثار من شبهات لا يعدو كونه تأويلاً سطحيًا أو تشويشًا غير قائم على دليل صحيح.
تفصيل حديث “الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة”
النص الوارد في الحديث:
ورد في روايات عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:
“إن الله بعث محمدًا ﷺ بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة، وقد قرأناها ووعيناها، ورجم رسول الله ﷺ ورجمنا بعده” (رواه البخاري ومسلم بألفاظ مختلفة).
تفصيل معنى الحديث وما ورد فيه:
1. النص القرآني ونسخ التلاوة:
آية الرجم:
“الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة”
هذه الآية نُسخت تلاوتها، أي لم تعد جزءًا من النص القرآني المقروء، لكنها بقيت معمولاً بحكمها الشرعي.
النسخ نوعان:
نسخ التلاوة وبقاء الحكم: مثل آية الرجم.
نسخ التلاوة والحكم معًا: مثل آيات رضاع الكبير عشرًا.
سبب النسخ:
النسخ جزء من حكمة التشريع الإلهي، حيث ينسخ الله بعض الأحكام أو التلاوات لتحقيق مقاصد معينة، مثل تخفيف العبء على الأمة أو توضيح الأحكام بشكل أوسع في السنة.
2. حكم الرجم في الشريعة الإسلامية:
الرجم حكم شرعي ثابت في الإسلام للزاني المحصن (الذي سبق له الزواج) إذا ثبت عليه الزنا بالشروط التالية:
شهادة أربعة شهود عدول على الواقعة.
الإقرار الشخصي بالزنا.
غياب الشبهات.
حكم الرجم ثابت بالسنة النبوية وإجماع الصحابة:
عن النبي ﷺ أنه رجم ماعز بن مالك والغامدية بعد اعترافهما بالزنا. (رواه مسلم).
3. هل آية الرجم كانت من القرآن؟
نعم، آية الرجم كانت تُتلى في زمن النبي ﷺ، لكن نسخت تلاوتها في وقت لاحق بأمر الله، بينما بقي الحكم الشرعي ساريًا:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها في المصحف”
هذا يدل على أن الحكم الشرعي معترف به، لكن النص التلاوتي لم يعد جزءًا من القرآن.
4. الرد على الشبهات حول الحديث:
أ. الشبهة الأولى: كيف يُنسخ نص قرآني ويبقى حكمه؟
الرد:
النسخ نوع من التشريع الإلهي، وقد ثبت أن بعض الأحكام تبقى سارية بعد نسخ تلاوتها:
مثال: آية الرجم.
الحكم موجود في السنة النبوية، التي تُعد مصدرًا أساسيًا للتشريع.
ب. الشبهة الثانية: لماذا لم تُكتب آية الرجم في المصحف؟
الرد:
الصحابة كتبوا في المصحف فقط ما كان متواترًا من النصوص التلاوتية.
آية الرجم رغم أنها كانت معروفة في زمن النبي ﷺ، إلا أنها نُسخت تلاوتها، ولم تُكتب في المصحف لتعليمات إلهية.
ج. الشبهة الثالثة: أليس نسخ التلاوة ينافي حفظ القرآن؟
الرد:
حفظ القرآن لا يعني عدم وجود نسخ في التلاوة.
النسخ في التلاوة جزء من التنزيل الإلهي، حيث يُبقي الله على ما يشاء ويُنسخ ما يشاء، وفقًا لقوله تعالى:
“مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرٖ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَا” (البقرة: 106).
5. الحكمة من نسخ التلاوة وبقاء الحكم:
إظهار مرونة التشريع:
نسخ التلاوة مع بقاء الحكم يوضح أن النصوص القرآنية لم تكن تهدف فقط للحفظ، بل للتطبيق العملي.
التأكيد على أهمية السنة النبوية:
بقاء حكم الرجم دون النص المكتوب يبرز دور السنة كتشريع مكمل للقرآن.
اختبار الإيمان والطاعة:
الله سبحانه أراد اختبار إيمان الناس بالتشريع النبوي وقدرتهم على اتباع السنة.
6. تثبيت حكم الرجم من السنة والإجماع:
السنة النبوية:
قال النبي ﷺ: “خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلًا: البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم” (رواه مسلم).
إجماع الصحابة:
الصحابة عملوا بحكم الرجم بعد وفاة النبي ﷺ:
عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “إن الرجم حق في كتاب الله على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء”
الخلاصة:
آية “الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة” كانت جزءًا من الوحي، لكنها نُسخت تلاوتها بأمر الله.
الحكم الشرعي للرجم ثابت بالسنة النبوية وإجماع الصحابة، وهو جزء من الشريعة الإسلامية.
النسخ في التلاوة لا يُعد نقصانًا في القرآن، بل هو جزء من حكمة الله في التشريع.
الرد على الشبهة يعتمد على فهم النسخ ودور السنة في التشريع، التي تُكمل النص القرآني وتوضح أحكامه.
مسألة “إرضاع الكبير” وكيفية الرد على الطاعنين
النص الوارد في الحديث:
ورد الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ أمر سهلة بنت سهيل بإرضاع سالم مولى أبي حذيفة، لتزول حرمة الخلوة بينهما:
“قالت: يا رسول الله، إن سالمًا يدخل علينا، وقد بلغ ما يبلغ الرجال، وعلم ما يعلم الرجال. قال: أرضعيه تحرمي عليه” (رواه مسلم).
الشبهة المثارة:
يزعم الطاعنون في الإسلام أن حديث “إرضاع الكبير” يشير إلى تصرف غريب وغير مقبول عقليًا أو أخلاقيًا، مما يثير استهزاءهم بالدين أو السنة.
الردود المفصلة على الشبهة:
1. خصوصية حكم “إرضاع الكبير”:
الحديث خاص بحالة معينة:
الواقعة تخص سالمًا مولى أبي حذيفة، وهو عبد تبنّاه أبو حذيفة قبل تحريم التبني، وكان يعيش معهم في البيت كابن.
عندما كبر وأصبح رجلاً بالغًا، كان وجوده في البيت مع النساء غير جائز شرعًا.
لتفادي الحرج الناتج عن الخلوة، أمر النبي ﷺ بهذه الرخصة الخاصة.
الدليل على خصوصية الحكم:
قال الإمام النووي في شرح مسلم:
“هذا الحديث خاص بسالم وبمن كان في حالته”
أي أن الأمر لا ينطبق على غيره.
2. “إرضاع الكبير” لا يعني الرضاعة المباشرة:
الرضاعة في هذه الحالة لا تعني المص المباشر للثدي، بل كان يتم استخراج الحليب ووضعه في إناء ليشرب منه سالم.
هذا متوافق مع الحياء والأخلاق الإسلامية:
قال ابن حجر في “فتح الباري”:
“لا يشترط في الرضاع التقام الثدي، بل يكفي وصول اللبن إلى الجوف”
3. الأحكام العامة في الإسلام لا تُستنبط من الحالات الخاصة:
القاعدة في الفقه الإسلامي:
“الحكم على الشيء فرع عن تصوره”
حديث “إرضاع الكبير” حكم خاص ولا يُعد قاعدة عامة.
لو كان الحكم عامًا، لكانت جميع أمهات المؤمنين قد عملن به، لكن عائشة رضي الله عنها كانت الوحيدة التي أخذت به، بينما لم تعتمده بقية زوجات النبي ﷺ.
4. سياق الحديث وأسبابه:
التبني كان معمولاً به في الجاهلية، وكان سالم يُعتبر “ابنًا بالتبني” قبل أن يحرّم الإسلام التبني.
لتحريم الخلوة في البيت بعد بلوغه، شرع النبي ﷺ هذا الحكم كاستثناء لتجنب الفتنة وحفظ الأخلاق.
5. النسخ في الرضاعة:
في البداية، كان يُعتبر الإرضاع مؤثرًا في المحرمية حتى لو كان كبيرًا، لكن ذلك نُسخ لاحقًا إلى أن يكون الرضاع المحرِّم قبل الحولين.
قال النبي ﷺ: “إنما الرضاعة من المجاعة” (رواه البخاري).
هذا الحديث يحدد أن الرضاع الذي يُنشئ المحرمية هو ما كان في السنتين الأوليين.
6. الطاعنون يتجاهلون السياق الكامل:
الطعن في الحديث دون النظر إلى سياقه وخصوصيته دليل على سوء الفهم أو سوء النية.
النبي ﷺ لم يشرع هذا الحكم كقاعدة عامة، بل كان حلاً خاصًا لمشكلة واقعية.
الرد على الطاعنين في السنة والإسلام:
1. احترام السياق الشرعي:
الإسلام دين شامل يُنظم الحياة اليومية وفقًا لمبادئ أخلاقية، وأحيانًا يشرع أحكامًا خاصة لحل مشكلات اجتماعية بعينها.
2. السنة النبوية ليست مجالًا للاستهزاء:
الطعن في السنة النبوية يعني رفض المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، مما يؤدي إلى التشكيك في كل الأحكام الشرعية.
3. مقارنة مع التشريعات الأخرى:
الأديان والثقافات الأخرى بها أحكام قد تبدو غريبة دون فهم السياق، لكن ذلك لا يعني انتقاصها.
4. تفنيد المغالطات:
المغالطة الكبرى هي اعتبار الحكم الخاص قاعدة عامة، وهو ما يخالف منهجية التشريع الإسلامي التي تراعي الظروف والأسباب.
الخلاصة:
خصوصية الواقعة: حديث “إرضاع الكبير” خاص بسالم مولى أبي حذيفة، ولا يُعمم.
لا رضاعة مباشرة: الرضاع تم بطريقة تتماشى مع الحياء والأخلاق الإسلامية.
نسخ الحكم لاحقًا: الرضاع المحرم يقتصر على الصغر قبل السنتين.
منهجية التشريع الإسلامي: الأحكام تستند إلى سياقات وظروف خاصة، ولا يمكن فهمها بشكل سطحي.
رسالة للطاعنين:
الإسلام دين حكيم، وكل حكم فيه قائم على حكمة إلهية. إنكار السنة أو الاستهزاء بها دليل على جهل أو سوء نية، ويجب دراسة النصوص بإنصاف وسياقها الكامل لفهم مغزاها.
أقوال علماء المسلمين في واقعة “إرضاع الكبير”:
1. قول الإمام ابن القيم:
ابن القيم رحمه الله في كتابه “إعلام الموقعين” شرح خصوصية واقعة إرضاع سالم مولى أبي حذيفة:
قال:
“هذا الحديث خاص بسالم، ولا يجوز القياس عليه لأنه كان متبنى في الجاهلية، وكان يدخل على أهل البيت قبل نزول تحريم التبني”
أكد ابن القيم أن هذا الحكم استثناء خاص لحالة اجتماعية معينة، ولا يُؤخذ كقاعدة عامة.
2. قول الإمام ابن تيمية:
ابن تيمية رحمه الله تناول الواقعة في سياق النسخ والتخصيص:
قال في “مجموع الفتاوى” (34/60):
“حديث إرضاع الكبير من خصوصيات سالم مولى أبي حذيفة، وهو حكم خاص لهذه الحالة، ولم يُعمل به بعد ذلك، لأن النبي ﷺ بيَّن أن الرضاع الذي يُحرّم هو ما كان في الحولين”
ابن تيمية أوضح أن الحديث لا يناقض السنة النبوية الأخرى التي تحدد الرضاعة المحرمة للصغر.
3. قول الإمام النووي:
الإمام النووي في شرح صحيح مسلم أقر بخصوصية الحديث:
قال:
“حديث إرضاع الكبير خاص بسالم مولى أبي حذيفة، والأمر به كان لحاجة، وهو من خصائصه، وليس عاماً في الأمة”
وأضاف أن الرضاع المحرم بعد ذلك تم تحديده ليكون في السنتين فقط.
4. قول الإمام ابن حجر العسقلاني:
ابن حجر تناول الحديث في “فتح الباري” ووضح السياق الأخلاقي والفقهي له:
قال:
“لا يشترط في الرضاع الذي يُحرّم أن يكون بالمص المباشر، بل يمكن أن يُعطى اللبن في إناء أو وسيلة أخرى، وهذا يتفق مع الحياء والمروءة”
وأكد أن الحديث كان في حالة خاصة ولم يُعمم على بقية الأمة.
5. قول الإمام الشوكاني:
الشوكاني في “نيل الأوطار” ركز على خصوصية الواقعة:
قال:
“واقعة سالم دليل على أن النبي ﷺ تعامل مع قضية اجتماعية تتطلب حكمًا استثنائيًا، ولم يكن ذلك تشريعًا عامًا، بدليل عدم عمل الصحابة به بعد ذلك”
وأضاف أن الرضاع المحرم كان منسوخًا بما جاء في السنة عن تحديد الرضاع قبل الحولين.
6. قول الإمام القرطبي:
القرطبي في تفسيره تناول الحديث أيضًا وأوضح:
قال:
“هذا الحديث كان لضرورة خاصة بسالم مولى أبي حذيفة، وحُكم الرضاع المحرم يُفهم من الحديث الآخر: ‘إنما الرضاعة من المجاعة'”
بيَّن أن الحديث لا يُؤخذ كتشريع عام بل كحل مؤقت لموقف معين.
النقاط المشتركة بين أقوال العلماء:
خصوصية الواقعة: جميع العلماء أكدوا أن حكم إرضاع الكبير خاص بسالم مولى أبي حذيفة ولا يُعمم.
النسخ بالتشريع اللاحق: الحديث الآخر “إنما الرضاعة من المجاعة” نسخ حكم الرضاعة بعد الحولين.
السياق الاجتماعي: الواقعة كانت تتعلق بحالة التبني في الجاهلية ومعالجتها بعد الإسلام.
التوافق مع الحياء: الرضاع في هذه الحالة كان يتم بطريقة لا تخالف الحياء (عن طريق حلب اللبن وإعطائه في إناء).
الخلاصة:
علماء الإسلام اتفقوا على أن حديث “إرضاع الكبير” كان حكمًا خاصًا لا يُقاس عليه، وكان مرتبطًا بسياق اجتماعي محدد.
الحديث لا يتعارض مع مبادئ الإسلام أو الحياء، وتم توضيح حده التشريعي لاحقًا.
الطعن في الحديث يعكس سوء الفهم للسياق التاريخي والتشريعي.
دعوات أو قضايا مشابهة في الإسلام والحديث تعرّضت للطعن بسبب الفهم الخاطئ
1. حديث شرب بول الإبل:
النص:
النبي ﷺ أمر بعض المرضى الذين اشتكوا من أوجاع البطن بشرب بول الإبل وألبانها، فقال: “اشربوا من ألبانها وأبوالها.” (رواه البخاري).
الشبهة:
ينتقد البعض الحديث معتبرين شرب بول الإبل أمرًا غير منطقي ومخالفًا للعلم.
الرد:
الحديث كان في سياق علاجي لحالة معينة في زمن النبي ﷺ.
العلم الحديث أثبت وجود مركبات علاجية في بول الإبل تُستخدم في بعض العلاجات، مما يدحض الطعن العلمي.
2. حديث الطاعون والجُدري:
النص:
قال النبي ﷺ: “إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه.” (رواه البخاري).
الشبهة:
ينتقد البعض الحديث، مدّعين أن البقاء في أرض الطاعون يزيد انتشار العدوى.
الرد:
الحديث يعكس حجرًا صحيًا مبكرًا، وهو مبدأ علمي متبع اليوم لمنع انتشار الأوبئة.
النبي ﷺ أمر بالبقاء ليس لنشر العدوى، بل للحد من انتقال المرض إلى مناطق أخرى.
3. حديث إفطار الحامل والمرضع:
النص:
النبي ﷺ قال: “إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحامل والمرضع الصوم.” (رواه الترمذي).
الشبهة:
البعض اعتبر الحديث تمييزًا ضد النساء وتخفيفًا مفرطًا.
الرد:
الحديث رحمة إلهية تراعي ظروف المرأة الصحية والجسدية، خاصة أثناء الحمل والإرضاع.
الطب الحديث يدعم ضرورة الاهتمام بتغذية الحامل والمرضع.
4. حديث النهي عن الخروج أثناء المطر الشديد:
النص:
النبي ﷺ قال: “إذا اشتدت الرياح أو المطر فأقيموا في رحالكم.” (رواه البخاري).
الشبهة:
يُنتقد باعتباره قيدًا غير ضروري على الحركة.
الرد:
الحديث دليل على حرص الإسلام على سلامة الناس من الأخطار الطبيعية، مثل الانزلاق أو الغرق.
5. حديث السواك:
النص:
النبي ﷺ قال: “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة.” (رواه البخاري).
الشبهة:
يُنتقد بأنه تشديد غير ضروري على النظافة.
الرد:
الحديث يعكس اهتمام الإسلام بصحة الفم والأسنان.
العلم الحديث يؤكد فوائد السواك في قتل البكتيريا وتنظيف الأسنان.
6. حديث المرأة و”ناقصات عقل ودين”:
النص:
النبي ﷺ قال: “ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن.” (رواه البخاري).
الشبهة:
يُتهم الحديث بأنه ينتقص من مكانة المرأة.
الرد:
الحديث يتحدث عن أمور طبيعية: نقص الدين بسبب عدم الصلاة أثناء الحيض، ونقص العقل في شهادة المرأة (بسبب الانفعالات العاطفية أحيانًا، وليس التقليل من العقلية العامة).
الإسلام أعطى المرأة مكانة كبيرة، وحفظ حقوقها في الميراث والعمل والتعليم.
7. حديث رؤية الله يوم القيامة:
النص:
النبي ﷺ قال: “إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته.” (رواه البخاري).
الشبهة:
يدّعي البعض أن الحديث يوحي بتشبيه الله بخلقه.
الرد:
الحديث يشير إلى وضوح الرؤية، وليس إلى التشبيه.
“لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ” (الشورى: 11) تنفي أي تشبيه.
8. حديث المرأة والكلب يقطعان الصلاة:
النص:
النبي ﷺ قال: “يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود.” (رواه مسلم).
الشبهة:
يُتهم الحديث بالإساءة للمرأة.
الرد:
الحديث يتعلق بوضع معيّن يفسد تركيز الصلاة، وليس إهانة للمرأة.
في سياق الحديث، الإشارة إلى المعيقات في الصلاة بسبب الحركة أو الانشغال.
9. حديث غسل الإناء من ولوغ الكلب:
النص:
النبي ﷺ قال: “إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعًا، أولاهن بالتراب.” (رواه مسلم).
الشبهة:
يدعي البعض أن هذا الحديث مبالغ فيه وغير ضروري.
الرد:
العلم الحديث أثبت وجود ميكروبات في لعاب الكلب يمكن أن تسبب أمراضًا خطيرة، وغسله بالتراب يعمل كمطهر فعال.
هل يجوز الدعاء على الكفار
الدعاء على الكفار أو من يطعنون في الدين ليس ممنوعًا مطلقًا:
بل يختلف الحكم فيه باختلاف الحالات والظروف. وقد وردت نصوص من السنة النبوية وأفعال الصحابة تدل على جواز الدعاء على الكفار في بعض المواقف، خصوصًا إذا كانوا رؤوسًا في الضلال أو يؤذون المسلمين أو يقفون حجر عثرة أمام نشر الدين. ومن الأمثلة على ذلك:
أمثلة من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كبار الكفار:
الدعاء على قريش في بدر:
في غزوة بدر، دعا النبي صلى الله عليه وسلم على كبار قريش الذين كانوا يقودون الحرب ضد الإسلام والمسلمين، فقال:
«اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض».
فهلك رؤوس قريش مثل أبو جهل وأمية بن خلف في المعركة.
الدعاء على بعض قادة قريش:
في حادثة رجيع، عندما قتل الكفار بعض الصحابة غدرًا، دعا النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت:
«اللهم العن فلانًا وفلانًا وفلانًا» وذكر أسماء أعيان من قريش مثل: سهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، وغيرهم.
الدعاء على أبي لهب:
لما أظهر أبو لهب العداء للنبي صلى الله عليه وسلم، دعا النبي عليه بالهلاك، فاستجاب الله دعاءه ونزلت فيه:
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1].
الدعاء على الأحزاب:
في غزوة الأحزاب، عندما اشتد حصار الكفار على المدينة، دعا النبي صلى الله عليه وسلم:
«اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب وزلزلهم».
فهُزم الأحزاب بعد ذلك وانهزموا شر هزيمة.
أمثلة من دعاء الصحابة:
دعاء عمر بن الخطاب على أعداء الإسلام:
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يدعو على من يظهر العداء للمسلمين، وقد دعا على بعض قادة الفرس والروم الذين أذوا المسلمين.
دعاء سعد بن أبي وقاص على المرتدين:
سعد بن أبي وقاص دعا على الفرس عند معركة القادسية وقال:
«اللهم اكفناهم بما شئت».
دعاء الصحابة على مسيلمة الكذاب:
الصحابة دعوا على مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة وأفسد عقيدة كثير من الناس، وأهلكه الله في معركة اليمامة.
التفريق بين الدعاء العام والدعاء الخاص:
الدعاء العام على الكفار: يمكن أن يكون مشروعًا في حال ظلمهم وعداوتهم للمسلمين، كما ورد في السنة.
الدعاء الخاص على معين: الأصل الدعاء لهم بالهداية، إلا إذا كانوا رؤوسًا في الضلال أو أظهروا عداوة شديدة للإسلام والمسلمين، كما فعل النبي مع أبي جهل وأبي لهب.
الخلاصة:
الدعاء على الكفار، وخاصة رؤوس الضلال وشياطين الإنس الذين يفسدون في الأرض، جائز إن كان في حقهم ظلم وعداوة واضحة. أما الدعاء للعوام من الكفار بالهداية فالأولى الدعاء لهم بذلك، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي دعا لكثير من الكفار بالهداية مثل:
«اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون».
الدعاء على الكفار ورد في السنة النبوية وأفعال الصحابة والتابعين، وهو مشروع في مواضع معينة، خاصة إذا كان هؤلاء الكفار رؤوس ضلال أو معتدين على الإسلام والمسلمين. إليك بعض أقوال الصحابة والتابعين المتعلقة بالدعاء على الكفار:
أقوال الصحابة رضي الله عنهم:
عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
كان عمر بن الخطاب يدعو في صلاته على أعداء الإسلام، خاصة عند مواجهتهم في المعارك، ومن دعائه:
«اللهم اكفنا أعداءنا، اللهم اجعل بأسهم بينهم، وفرق جمعهم، وشتت شملهم».
علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
في معاركه مع الخوارج وأعداء الإسلام كان يدعو:
«اللهم اخذلهم، وفرق جمعهم، وأضعف شوكتهم، واقطع دابرهم».
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
دعا على النضر بن الحارث الذي كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ويكذب بالقرآن:
«اللهم اخزه في الدنيا والآخرة»، فقتل يوم بدر.
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
دعا على أبي جهل وأمية بن خلف لما أظهرا العداء للإسلام:
«اللهم العنهم، واهلكهم».
أقوال التابعين رحمهم الله:
سعيد بن جبير:
دعا على الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان يظلم المسلمين:
«اللهم اكفنا شره، وأرح العباد من ظلمه».
الحسن البصري:
قال الحسن في سياق الدعاء على الظالمين من الكفار:
«يا رب، اجعل بأسهم بينهم، واشغلهم بأنفسهم».
الإمام الأوزاعي:
قال في الدعاء على أعداء الإسلام:
«إذا أفسدوا وأضروا بالمسلمين، فالدعاء عليهم أولى».
الإمام أحمد بن حنبل:
كان يرى جواز الدعاء على الكفار الظالمين، خاصة في أوقات المحن، وقال:
«إن كانوا من المعتدين، فالدعاء عليهم جائز».
مواقف ورد فيها الدعاء:
في المعارك:
الصحابة والتابعون كانوا يدعون على الكفار أثناء المعارك طلبًا للنصر، مثلما حدث في معركة بدر واليرموك والقادسية.
عند وقوع ظلم:
إذا أظهر الكفار ظلمًا وعداوة للمسلمين، كان الدعاء عليهم شائعًا، كما فعل الصحابة مع أبي جهل وأمية بن خلف.
في القنوت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يدعون في القنوت على أعداء الإسلام، وخاصة إذا كان هناك اعتداء على المسلمين.
القاعدة العامة:
الدعاء بالهداية: الأصل الدعاء للكفار بالهداية، خاصة العوام الذين لم تبلغهم الدعوة.
الدعاء عليهم: إذا أظهروا العداء وكانوا من رؤوس الضلال والمفسدين في الأرض، جاز الدعاء عليهم بالهلاك والدمار.
الدعاء على الكفار ثابت في الكتاب والسنة وأفعال السلف، لكنه يتسم بالحكمة وتقدير المصلحة العامة للإسلام والمسلمين.