الحوار بين الطوائف الإسلامية المختلفة هو السبيل لإظهار الحق والابتعاد عن البدع التي تغلغلت في المجتمعات الإسلامية، لكن الشيطان يظل أكبر عائق أمام هذا المسعى.
هذا ممكن مع غير الرؤوس في البدعة، أغلب أولئك شياطين، اما المحاور العادي الباحث عن الحق، فهو الذي يُفيد ويستفيد.
أهمية الحوار في كشف الحقائق
- الحوار كوسيلة للتصحيح: الحوار الهادئ القائم على الأدلة يُمكّن الجميع من الوصول إلى الحقيقة أو تقديمها للآخر.
- فوائد الحوار: إما هداية المخالف أو التوصل إلى الحق.
- معوقات الحوار: الشيطان الذي يغذي الحقد والتعصب، ويثير أكثرهما باطلا ليثور ويشتط مثله، ويخرج عن أطواره بالسب والشتم والشجار، فيحول الخلاف الفكري إلى عداوات شخصية.
قليل من أهل الباطل من يصبر على مخالفه، والسبب هو افتقاره للحق، ومعرفة عقله الباطن بتلك الحقيقة المؤلمة التي يكذبها عقله الظاهر.
مشكلات البدع وتأثيرها
- تشويه العقيدة: الابتعاد عن الكتاب والسنة يؤدي إلى التعلق بالخرافات والبدع.
- الإفتراء على السلفية: يتهمها البعض بأنها “مجسمة” رغم وضوح أدلتها القائلة بضد ذلك، والمستمدة من القرآن والسنة.
- رفض الحوار: التعصب يمنع الاستماع إلى المخالفين، ما يؤدي إلى تفاقم الفجوة الفكرية. ويظل المبتدع في بدعته معرض عن الحق مثلما ظل كفار قريش الذين لم يؤمنون، في كفرهم معرضون، لا ينصتون للحق ولا يحتملونه، وهذا حال أكثر أهل البدع لا ينصتون للحق ولا يحتملونه ولا يحتملون أهله، وتلك أكبر علامة على ضلالهم. لأن صاحب الحق يريد للآخرين أن يهتدوا لذا تجده دائما يعطيهم المجال للتعبير ويرأف بهم، بعكس أهل الباطل معه.
الحل في التواضع والإخلاص
- تجرد النية: البحث عن الحق يتطلب إخلاصًا وترك الحقد، وهذا يتطلب شخصا صالحا، فإذا كان المبتدع فاسدا أصلا، قلبه غير سليم، فيندر أن تكون نيته وتصرفاته سليمين. إذن هي الهداية، والله يهدي من يشاء، ومن المهم تنقية القلب من الشوائب ودعائه.
- قبول الحوار مع الجميع: حتى المخالفين كالصوفية والشيعة، بهدف فهم الحقائق أو تقديمها.
- دور الحكام والعلماء: على الحكام فرض الحوار على من يرفضه، ليتمكن الناس من رؤية الأدلة وتبيان الحق من الباطل. أو على الأقل المساعدة في ذلك يدعم الفضائيات القائمة على الحوارات والتشيع على ذلك.
أما العلماء فدورهم أكبر لأنهم ورثة الأنبياء، فلا يجب أن يغتروا بالدنيا الفانية ويتركوا أهم طريق، وهو طريق التوحيد، دعوة الأنبياء لأجل بعض العلاقات السخيفة والأدب الزائف مع المخالف الذي يردي إلى تركه يفسد دين الإسلام بذريعة حسن المعاملة والصبر عليه.
ومن قال لهم اضربوه؟ ليردوا عليه بالأدلة فقط بدل هذا الصمت المريب الذي أعتقد شخصيا أنهم سيدفعون ثمنه عند ربهم، الأمر بين، التصوف بدعي، فكيف يتعايشون معه دون نصح للمسلمين؟ هذه خيانة. ما ذنب من يموت عليه عندهم، وبينه وبين أحدهم منزل أو منزلين؟!
المسؤولية الملقاة على العلماء
- قول كلمة الحق: يجب على العلماء التصدي للبدع وإظهار الحق دون خوف أو مجاملة.
- إحياء الحوار: ترسيخ ثقافة النقاش الموضوعي يُسهم في الحد من تأثير البدع.
- مخاطر الصمت: التهاون في مواجهة البدع قد يؤدي إلى استمرارها وانتشارها. وهي كما قال السلف” “هدم للدين”، فكيف يهدم أمام أنظارهم وهم يزعمون أنهم علماء؟
روايتي “مدينة العواصف”
- تدور أحداثها في زمن خيالي قريب من النهاية، حيث يتواجه أهل الحق وأهل البدع معا، الكفار الغربيين في ملحمة كبرى.
- تصور الرواية مدينة تجمع ممثلين عن السلفية والصوفية والشيعة، في محاولة لطرح الحوار كوسيلة لتصحيح المسار.
- الهدف الأساسي من القصة هو إثارة تلك القضايا والنصح للمسلمين.
ختام
إن إحياء ثقافة الحوار بين الطوائف الإسلامية ضرورة لا تقبل التأجيل. بالابتعاد عن الشخصنة والتعصب، وبتجرد النية للبحث عن الحق، يمكن الحد من البدع التي تهدد وحدة الأمة الإسلامية، وبذلك يتحقق وعد الله بالنصر والتمكين لمن ساروا على طريقه المستقيم.