لماذا ينتصر الأشرار والقبيحون غالبا؟

💠 لماذا ينتصر الأشرار ؟

💠 لدي صديقة كانت دائمًا موجودة من أجلي. كانت دائمًا موجودة من أجل الجميع. الآن، تجد نفسها في قاع الحياة. في الأربعينيات من عمرها، تضطر للعودة للعيش مع والديها بعد مشاكل مالية كبيرة. أشخاص غير أمناء سرقوا مالها، ووجدت نفسها في قلب ظلم كبير.

💠 الحقيقة أنك لا تعرف الناس حقًا. ولكن على مدار العشرين عامًا الماضية، لم أرَ منها سوى شخص دائم الخير. دائمًا طيبة معي ومع الآخرين.
خلال مناقشتنا لمشاكلها، أفلتت منها عبارة غريبة:

“لم أحصل على شيء من كوني صادقة. في هذا العالم، لا يزدهر سوى غير الأمناء”

💠 لا أعرف ما إذا كانت تعني ذلك حقًا أم أن الحزن أو التعب هو من تكلم بدلًا منها. لكنها وصفت واقعًا رأيته مرارًا: في هذا العالم، الأشرار ينتصرون.

💠 عندما كنت أصغر سنًا، كنت أسمع الناس يقولون بعد حدوث ظلم:
“لا تقلق، الكارما ستلاحقهم”.
كنت أؤمن بشدة بعدالة الكون. أن من لم يلاحقه القانون البشري، سيلاحقه قانون الكون (أقول: الحمد لله على نعمة الإسلام).

💠 لكن كلما تقدمت في العمر، ازداد شكي في هذا الاعتقاد. الكاذبون، اللصوص، الحساد، الخائنون… يبدو أن كثيرًا منهم يعيشون حياة ظاهرها أفضل بعد أن ألحقوا الضرر بالآخرين.

💠 أخبرني شخص آخر مرة:
“الكارما تؤثر على الأبناء عبر الأجيال”.
اعتقاد غريب يجعل الأبناء يدفعون ثمن خطايا آبائهم.

🐉 حين يصادفك الظلم
بالصدفة، كنت أقرأ مؤخرًا كتابًا بعنوان “بيل آمي” للكاتب الفرنسي “موباسان”.
لن تمانع في أن أحرق لك أحداث رواية عمرها 150 عامًا تقريبًا.
الرواية تحكي قصة شاب يفعل أي شيء لتحقيق صعوده الاجتماعي.
يستغل كل من حوله لتحقيق أهدافه. لا يتردد في التظاهر بالحب عند الضرورة. البشر الآخرون مجرد أدوات في خدمته. يستخدم وسامته لإغواء النساء، وقسوته للتخلص من أي شخص يعترض طريقه.
ربما تكون واحدة من أكثر الروايات تشاؤمًا التي قرأتها.
بينما نتوقع سقوطًا مدويًا للشخصية الرئيسية بسبب كل أفعاله الدنيئة (وهو بالفعل شخصية مقززة)، يحقق انتصارًا ساحقًا.
انتصارًا كاملًا. على الحياة. على خصومه. على عشيقاته. على العالم. وعلى القارئ.

💠 هل عرف موباسان العالم أفضل منا؟
قبل 150 عامًا، هل فهم موباسان عالمنا بشكل أفضل؟
عالم يزدهر فيه الأشرار وينتصرون في النهاية؟
ربما.

💠 الواقع هو أن الحياة ليست عادلة دائمًا. العدالة التي نرغب بها قد لا تتحقق.
ولكن، ربما هناك دروس مستترة. الانتصار الظاهري للأشرار لا يعني أنهم يعيشون حياة ذات معنى أو سلام داخلي.

💠 لعل السؤال الحقيقي ليس لماذا ينتصر الأشرار، بل:

كيف يمكننا أن نحافظ على الخير في قلوبنا وسط عالم كهذا؟ 💠

Exit mobile version