ملخصات إسلامية

ملخص عقيدة الولاء والبراء​ في الإسلام

عقيدة الولاء والبراء في الإسلام من أهم العقائد الإسلامية التي ينبغي العلم بها، خصاة في هذا الزمن الذي استسهل فيه السياسيون الديمقراطين كل ارتباط بالكفار وعبادة لهم..


معنى الولاء والبراء

قال ابن عثيمين رحمه الله:
يوجد من المسلمين من لا يتبرأ من المشركين، وإن تبرأ بلسانه لم يتبرأ بقلبه، يحبهم ويواليهم، لكن الله يقول في القرآن الكريم: ﴿لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾.
وكيف يقول الإنسان: إنه مؤمن بالله محب لله وهو يحب أعداء الله؟!
أتحب أعداء الحبيب وتدعي *** حباً له ما ذاك في الإمكان
كل إنسان يحب أعداء الله فإنه ليس محباً لله، وهذا شيء مفطور عليه الناس، وكل الأمم مفطورة على هذا، فحذار من هذه الوصمة أن تحب أعداء الله، حتى وإن برزوا في العلم، والطب، وفيما ينفع الناس، فهم أعداء ولا يمكن أن يسعوا في مصلحة المسلمين أبداً، بل إنهم يسعون لإضعاف وتفريق المسلمين وتمزيقهم إما تصريحاً أو تلميحاً.
وأما ما أشار إليه مما يرى في الأفلام (مما يبث في قلوب الصغار حب هؤلاء والرهبة منهم)، فهذه نكبة كبيرة، يجب على كل إنسان يتقي الله عز وجل ويخاف يوم الحساب، أن يحمي أولاده من ذلك، وأن يمنعهم منعاً باتاً من مشاهدة أي شيء يخل بعقيدتهم، ويوجب الولاء لأعداء الله مهما كان الثمن؛ لأنه مسئول عن أولاده وعائلته، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته».
وكذلك يمنع ما يُشاهَدُ في بعض المجلات الخليعة التي تمجد ما تدعي أنهم أبطال، فيأخذها الصبي ويقرأها ويتعلق قلبه بهؤلاء، ويحتقر المسلمين وما هم عليه من الدين (أقول: وهو واقع بعض الشباب اليوم).

وقال ابن باز رحمه الله في عقيدة الولاء والبراء:
لا ريب أن الواجب على المسلمين الحب في الله والبغض في الله، وموالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله، هذا أمر واضح من كتاب الله عز وجل، ومن سنة نبيه ﷺ وسيرته وسيرة أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، وسيرة أتباعهم بإحسان، ومن تدبر القرآن وعني بهذا الأمر وجد ذلك واضحًا، كما في الآيات الكريمات، ومن ذلك قوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”، ومن ذلك قوله جل وعلا: “لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ”، ومن هذا قوله سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * ها أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ”.
فأعداء الله سواء كانوا يهودًا أو نصارى أو وثنيين أو شيوعيين أو غير ذلك كلهم يسرهم ما يضرنا، ويسوؤهم ما ينفعنا، كلهم أعداء، لكن متى وُفّق المسلمون لبغضهم في الله ومعاداتهم في الله وصبرهم وتقواهم، لم يضرهم كيدهم “وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا”.
فالواجب هو بغضهم في الله ومعاداتهم في الله، وعدم موالاتهم مع الصدق في ذلك، والصبر والتقوى على جهادهم، والله سبحانه يحمي المسلمين ويكفي شرهم إذا صدق المسلمون في معاداتهم وفي بغضهم في الله.
والواجب على المؤمنين أينما كانوا مع أعداء الله بغضهم في الله ومعاداتهم في الله، سواء كانوا حربًا أو سلمًا، إن كانوا حربًا لنا وبيننا وبينهم الجهاد صارت مساعدتهم بالقليل أو بالكثير ردة عن الإسلام ومظاهرة لأعداء الله كما يقول سبحانه: “وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ”، فمظاهرة الكفارة ومساعدتهم ضد المسلمين من نواقض الإسلام عند جميع العلماء.


معنى التوحيد

كلمة التوحيد هي “لا إله إلا الله”، ومعناها: “لا معبود بحق إلا الله”، وبذلك ننفِي الإلهية عما سوى الله ونثبتها لله وحده.
أما شقها الثاني”محمد رسول الله” فمعناه تجريد متابعته صلى الله عليه وسلم فيما أمر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر.
ومن هنا كانت (لا إله إلا الله) ولاء وبراء، نفياً وإثباتاً.
ولاء لله ولدينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين.
وبراء من كل طاغوت عُبد من دون الله: “فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ”، وفي هذا يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: “واعلم أن الإنسان ما يصير مؤمناً بالله إلا بالكفر بالطاغوت، والدليل هذه الآية”، يعني الآية السابقة.
وكلمة التوحيد ولاء لشرع الله: “اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ”.
وبراء من حكم الجاهلية: “أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون”.
وبراء من كل دين غير دين الإسلام: “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.
ثم هي نفي وإثبات، تنفي أربعة أمور. وتثبت أربعة أمور. تنفي: الآلهة والطواغيت والأنداد والأرباب.
فالآلهة: ما قصدته بشيء من جلب خير أو دفع ضر، فأنت متخذه إلهاً.
والطواغيت: من عُبِد وهو راض، أو رشح للعبادة.
والأنداد: ما جذبك عن دين الإسلام من أهل أو مسكن أو عشيرة أو مال، فهو ند لقوله تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ”.
والأرباب: من أفتاك بمخالفة الحق وأطعته، مصداقاً لقوله تعالى: “اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أرباباً من دون الله”.

وتُثبت أربعة أمور:
القصد: وهو كونك ما تقصد إلا الله.
والتعظيم والمحبة: لقوله تعالى “وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ”.
والخوف والرجاء: لقوله تعالى “وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ راد لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”.
فمن عرف هذا قطع العلاقة مع غير الله، كما أخبر تعالى عن إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام بتكسير الأصنام وتبريه من قومه: “قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ”.
ولقد جاء القرآن من أوله إلى آخره يبين معنى لا إله إلا الله، بنفي الشرك وتوابعه، ويقرر الإخلاص وشرائعه، فكل قول وعمل صالح يحبه الله ويرضاه هو من مدلول كلمة الإخلاص، ويقرر ذلك أن الله سماها كلمة التقوى.
والتقوى: أن يتقي سخط الله وعقابه بترك الشرك والمعاصي، وإخلاص العبادة بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله.
اية الولاء والبراء.

شروط كلمة التوحيد (لا إله إلا الله):
وقد ذكر العلماء رحمهم الله شروطاً سبعة لـ (لا إله إلا الله) لا تنفع هذه الكلمة صاحبها إلا باجتماع هذه الشروط فيه. وإليك شرحها:
قال وهب بن منبه لمن سأله: “أليس (لا إله إلا الله) مفتاح الجنة؟ قال: بلى. ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك”.
وأسنان هذا المفتاح هي شروط (لا إله إلا الله) الآتية:
الشرط الأول: العلم بمعناها المراد منها نفياً وإثباتا، المنافي للجهل بذلك، قال تعالى: “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ”. وقال تعالى: “إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ”. أي: بـ “لا إله إلا الله”: (وهم يعلمون) بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
وقال تعالى: “شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”.
وفي الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علبه وسلم (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة).
الشرط الثاني: اليقين المنافي للشك. معنى ذلك: أن يكون قائلها مستيقناً بمدلول هذه الكلمة، يقيناً جازماً، فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن، قال تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ”.
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقي الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة). وفي رواية (لا يلقي الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة).
الشرط الثالث: القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه، وقد قص الله عز وجل علينا من أنباء ما قد سبق من إنجاء من قبِلَها وانتقامه ممن ردها وأباها كما قال تعالى: “وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ * قَالَ أَوَ لَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ * فانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ”.
الشرط الرابع: الانقياد لما دلت عليه، المنافي لترك ذلك. قال تعالى: “وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ”. وقال: “ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجه لله وهو محسن”.
وفي الحديث: “لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به”. وهذا هو تمام الانقياد وغايته.
الشرط الخامس: الصدق المنافي للكذب، وهو أن يقولها صدقاً من قلبه، ويواطئ قلبه لسانه، قال تعالى: “الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ”. وقال تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ”.
وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار”.
قال العلامة ابن القيم: “والتصديق بلا إله إلا الله يقتضي الإذعان والإقرار بحقوقها وهي شرائع الإسلام التي هي تفصيل هذه الكلمة، والتصديق بجميع أخباره وامتثال أوامره واجتناب نواهيه. فالمصدق بها على الحقيقة هو الذي يأتي بذلك كله، معلوم أن عصمة المال والدم على الإطلاق لم تحصل إلا بها وبالقيام بحقها، وكذلك النجاة من العذاب على الإطلاق لم تحصل إلا بها وبحقها”.
وفي الحديث، قال صلى الله عليه وسلم: “شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه”.
وقال ابن رجب: “أما من قال لا إله إلا الله بلسانه، ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذَّب فعله قوله، ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، “وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ”، “وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ”.
الشرط السادس: الإخلاص، وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك.
قال تعالى: “ألا لله الدين الخالص”، وقال تعالى: “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء”.
وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: “أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه – أو نفسه”.
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: “إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً. والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة”.
ولقد ضرب الله سبحانه في القرآن العظيم مثلاً واضحاً للمخلص في توحيده وللمشرك، قال تعالى: “ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً”.
الشرط السابع: المحبة لهذه الكلمة، ولما اقتضته ودلت عليه، ولأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها، وبغض ما ناقض ذلك، قال تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ”. وقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ”.
وفي الحديث: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار).
قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله:
(وعلامة حب العبد ربه: تقديم محابه وإن خالفت هواه، وبغض ما يبغض ربه وإن مال إليه هواه، وموالاة من والى الله ورسوله. ومعاداة من عاداه واتباع رسوله، واقتفاء أثره وقبول هداه. اية الولاء والبراء).
ويقول ابن القيم في النونية:
شرط المحبة أن توافق من تحب … على محبته بلا عصيان
فإذا ادعيت له المحبة مع خلا … فك ما يحب فأنت ذو بهتان (أي ذو كذب)
أتحب أعداء الحبيب وتدعي … حبا له ما ذاك في إمكان
وكذا تعادي جاهدا أحبابه … أين المحبة يا أخا الشيطان
ليس العبادة غير توحيد المحبـ … ـة مع خضوع القلب والأركان

يتبع..


المصادر

الولاء والبراء ابن عثيمين – الولاء والبراء ابن تيمية pdf – الولاء والبراء ابن باز – الولاء والبراء في الإسلام القحطاني pdf – البراء والولاء pdf – عقيدة الولاء والبراء pdf – الولاء والبراء بين الغلو والجفاء pdf – الولاء والبراء pdf – بحث عن الولاء والبراء doc – حقيقة الولاء والبراء pdf.

محب التوحيد

قلمي بالحق نابض.. وحروفي تنادي بوضوح.. أن لا إله إلا الله.. محمد رسول الله.. أكتب للعقول.. وأغرس في القلوب حب التوحيد.. لعل كلماتي تكون سراجًا.. في درب الباحثين عن اليقين.. أنا حامل للواء السلف.. بنور من الكتاب والسنة.. لا أنحني لعواصف البدع.. ولا أسير في دروب الهوى.. أنظر إلى الصحابة بعين الإجلال.. وأقتفي آثارهم دون تردد.. هم النجوم، وهم الدليل.. لمن ضل عن الطريق.. أعلم الناس أن الله أحد.. لا شريك له ولا ولد.. فيا كل قلبٍ تائه.. عن الحق طريقك هنا.. في زاد من الكلمات.. تصدح بالتوحيد والنصيحة.. تنير لك درب الصواب..

المواضيع المتعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!