ملخصات أجنبية

ملخص كتاب نظام التفاهة آلان دونو

ملخص كتاب نظام التفاهة آلان دونو بتصرف.. الملخص من مقدمة ترجمة الكتاب العربية التي كتبتها مشاعل عبد العزيز الهاجري mashael.alhajeri@ku.edu.kw

فكرة الكتاب مبينة على حقيقة عيشنا لمرحلة تاريخية غير مسبوقة، تتعلق بسيادة نظام أدى تدريجيا إلى سيطرة التافهين على كل مفاصل الدولة الحديثة والحياة.

يلحظ المرء صعودا غريبا لقواعد تتسم بالرداءة والإنحطاط، فتدهورت متطلبات الجودة العالية، وغاب الأداء الرفيع، وهُمشت منظومات القيم، وبرزت الأذواق المنحطة، وأُبعد الأكفاء وعُزلوا (وبعضهم عزل نفسه إما عجزا عن المنافسة أو خوفا منها)، وسادت إثر ذلك شريحة من التافهين والجاهلين من ذوي البساطة الفكرية لخدمة أغراض سوق التفاهة (أغراض من أقامه من اليهود ومن معهم من العبيد)، ودائما تحت شعارات الديمقراطية والشعبوية والحرية الفردية والخيار الشخصي (المعدوم).
والأدهى من ذلك انهم الآن يسعون إلى فرض نظام عالمي جديد دينه واحد وكذلك اقتصاده وجيشه، وكل شيء! يعني أقذر استعمار سيشهده التاريخ، والبداية بالإتفاقيات الدولية التي يغض حكام العرب عنها أنفسهم ويعتبرونها عالمية وتواصلية وتعاونية، كمن يتعاون مع ذئب على أكله!

توجد وسيلتان ترسخان نظام التفاهة:

الأولى البهرجة والإبتذال

حيث يسعى البعض لتخليد اسمه بأي شكل من الأشكال، أيا ما بلغ من فجاجة هذا الشكل أو سطحيته، بل وقبحه أحيانا. فلأجل الشهرة قد يكفر، فيكون كمن حرق المعبد في زمن الرومان لمجرد أن يشتهر. يقول تاليران: “كل ما يبالغ فيه فهو أمر غير ذي أهمية”.
طلب الممثل محمود عبد العزيز في فيلم “الكيف” من أحد الشعراء أن يكتب له أغنية لينتجها، فلما وجدها جادة رفضها بشدة، وطلبا منه ان يكتب له أغنية غيرها لأن الناس لا يريدون ذلك!
قال له بوضوح واختصار: “أريد كلمات تافهة يا سيدي”.
ومما يدل بقوة على أن الواحد منا اليوم محاط بالتفاهة، رؤية نفسه وسط أجواء من البهرجة والإبتذال!
هذه كلها مؤشرات على غياب العقل، وعلى الحاجة إلى إذهال العين للفت الأنظار، وشغلها عن إدراك الفراغ الكبير التي تركه غياب العقل والدين والمنطق.

الثانية المبالغة في التفاصيل

إن التافهين يعملون أيضا، وبجد، بل وبمبالغات أحيانا، فالأمر يتطلب مجهودا للخروج ببرنامج تلفزيوني ضخم على سبيل المثال (أو فيلم كفيلم باربي 2023 البغيض، أو أفلام نتفليكس الملعونة). يقومون بهذه الأشياء بجدية ليصدقهم الناس، وليقنعون أنفسهم قبل كل شيء بأنها أعمال هامة، فهم بذلك كالذين انتقدهم الكلب نيتشه من الشعراء المدعين بقوله: “يكدرون مياههم كي تبدو عميقة”.
يصبح ذلك العمل الجبار محض مجهود مجرد من القيمة بسبب تفاهته وعدم الحاجة إليه.
وصف أحد المفكرين المغاربة “طفيليي الثقافة” بقوله: “إن ما يقومون به مجرد ابتذال صرف، فهم يحضرون تدشين المعارض والندوات وغيرها، كمناسبات إجتماعية بالنسبة لهم، وحين يدخلون يتظاهرون بالنظر إلى اللوحات، ويبالغون في ابداء اهتمامهم لأنهم يعرفون أن الآخرين يلحظونهم. وبعد تأدية المهمة يبحثون عن معارفهم، فالمعرض بالنسبة لهم حدث اجتماعي، مكان للقاءات. وهم لا يعبؤون إطلاقا بالأدب والفنون، ولكنهم إذا رأوا شاعرا يصرخون “الشاعر! كيف حال شاعرنا؟”.
حاول ذلك المغربي الزاهد – ربما حتى في الدين –  تجنب ذلك الإبتذال من خلال عدم الظهور في الواجهة، وعدم ارتداء ألوان صارخة، والزهد التام في الإحتفاء، والهرب السريع من كل الأضواء.. لكن إلى اين؟
أقول:
ربما لهذا نجحوا في عزل الجادين!. قد  يكون كل ذلك الصعود والإبتذال، في مقابل ابعاد وعزل الجادين والصادقين حتى كادوا ينعدمون في هذا الزمن.. انظر حولك، هل ترى منهم أحدا.. غيرك؟
إنه استبعاد وعزل كل ما يمت بصلة للكفاءة والقدرة والجودة والذكاء وحرية الرأي والصدق والأخلاق.. والدين.. أما الأخير فقد عزلوه منذ البداية، لم يصبروا عليه، حتى تحولت دولة كفرنسا من يوما الديمقراطي الأول إلى دويلة ديمقراطية مجرمة كئيبة.
إن هم التافهين الأول هو الإنشغال بالتفاصيل التافهة وإظهارها بمظهر الأهمية (مثل أمرأة قضت بضع ساعات في طلاء أظافرها، ثم بعد ذلك كله تستخدم المجهر لترى هل بقيت هنالك فراغات غير مرئية حتى تملأها بالطلاء!).
ومن المعلوم أن التافهين يسبغون أهمية كبيرة على صغائر الأمور.

الأمر مجرد لعبة

ملخص الإطار العام هو أن الأمر كله مجرد لعبة.
أصبحت التفاهة لعبة يلعبها الجميع، ولا أحد يتكلم عنها. فأصيب المجتمع بالفساد، وفقد الناس تدريجيا اهتمامهم بالشأن العام، واقتصرت همومهم على فردياتهم الصغيرة السخيفة التي لا تقدم ولا تؤخر. انظر كيف يتغافلون عن دك غزة بالقنابل على مدى أشهر، والنساء يستغثن والأطفال يردمون تحت الأنقاض!
لم يكن هذا حال الناس، فما السبب يا ترى غير نشر التفاهة والبعد عن الدين فيهم، وبفعل فاعل، اليهودي وعبده النصراني أو الملحد.
ورغم وجود أناس طموحين ذوو معايير عالية تنشد النجاح الرفيع، يوجد آخرون ذوو طموحات متدنية، يبحثون عن النجاح السهل. هؤلاء هم الذين يديرون اللعبة اليوم لأنهم الأقرب إلى متطلبات الطبيعة اليومية للحياة من التبسيط ونبذ للمجهود وسرعة، وللقبول بكل ما هو كاف للحدود الدنيا.
ولما لم يرتفع هؤلاء إلى المرتبة التي فوقهم، حرصوا على أن يهبط الذين فوقهم إليهم، لينحدروا ويقعوا في هاويتهم، حتى يجد الواحد منهم نفسه قد سقط من عليائه، وانضم لمن في السفح من الأنعام والوحوش لأن التسفل أيسر من الترفع.
وفي النهاية لا توجد أهمية لأي شيء – إلا الدين – كما يتم إيهام الناس، فلا سياسة ولا جامعة ولا إعلام، ولا شؤون الصالح العام، أمر يهم، الأمر في النهاية لا يعدو كونه مجرد لعبة.

لغة خطاب التفاهة

تختلف قدرات الناس، وهي محدودة، إما طبيعة (كمعدلات الذكاء الناقصة)، وإما إعدادا (كالجهل المعرفي)، وإما كسلا (كالتقاعس)، وإما تأثرا (كضعف شخصية)، وإما خوفا (كخشية الإنتقام).
توجد مهارات من المهم تعليمها للناس، منها مهارة اعتناق الآراء، ومقاومة إغراء الإنتماء إلى معسكر فكري (إلا معسكر التوحيد إن كنت تريد فهم دينك أيها المسلم، فأساسه هو التوحيد، وله أهله، فهل تعرفهم؟ هذا المعسكر الفكري هو الوحيد الذي يستحق الإنتماء إليه).
إن التفاهة تريد مناصرين، تريد الإنضمام لمعسكرها، وتستخدم لذلك عدة وسائل، منها أسلوب القص الساذج، وذلك يدل إما على ضحالة القاص أو على ضحالة المتلقي. لذا يكثرون من القص الساذج في الدين وغيره (التبسيط السخيف).
ومنها اللغة الخشبية، وهي أداة أخرى من أدوات التفاهة، وهي اللغة الجوفاء المحملة بالحقائق والتأكيدات.
أي النطق بتحصيل الحاصل الذي يقوم على الحشو أو مجرد التكرار بألفاظ مختلفة، وكأن في الأمر قضية جديدة تدفع بمعرفتنا إلى الأمام، رغم أنه لا يضيف إلى ما هو معروف شيئا! مما يعني أنها مجرد ألفاظ زائدة على أصل المعنى من دون فائدة. هدف المتكلم بها هو الكلام، وفقط، لا دفع الأشياء إلى الأمام.
فهي مزايدة لغوية لكسب الرهان بإيقاظ اهتمام الرأي العام، ولا تعدو في النهاية كونها محض لغو (ككلام السياسيين وغيره). بل قد تزيد على ذلك بوصولها إلى حد التكلف والتحمل والإدعاء والتخمين والإستنتاج من مقدمات غير ثابتة (أي إضلال الناس بغير علم كما يفعلون جميعا).
ومنها التبسيط الخطير، ففي هذا الزمن ازداد المعقد تعقيدا، لا سيما مع تطور المعارف وتداخلها، فمثلا أصبحت الكتابات الأكاديمية تبالغ في التعقيد حتى كاد الأسلوب الجاف يتحول إلى ما يشبه الموضة في الأوساط الفلسفية، إلى درجة صارت معها الكتابة الواضحة عرضة للإشتباه بالسطحية وغياب أصالة الفكر!
ولا شك أن التبسيط في حالات مثل هذه مطلوب، لكن إن تجاوز حدوده كما يريد نظام التفاهة، صار خطرا لأنه يخفض من الجودة.
وإن بولغ فيه فقد يصل إلى درجة لا يرتجى معها التطور العقلي المجتمعي الصحي، بل يصير مهددا له.
قال آينشتاين: كل شيء ينبغي أن يكون في أبسط أشكاله، لكن يجب أن لا يكون أبسط مما هو عليه.
تأمل في تبسيطهم لقواعد الدين وأحكامه وشرعه، حتى جعلوها ديمقراطية سخيفة لا يخرج منها المسلم بأي فهم سليم أو عبرة أو أمان!

الأكاديميا

تتأثر الإعتبارات الأكاديمية أيضا بأجواء التفاهة التي تحيط بها من كل جانب. ففي الجامعة توجد ظاهرة طلب العلم – وهل هو علم أصلا حتى يطلب؟ عجبا لمن جعل لنا علم الإقتصاد المبني على نظريات اليهودي الملحد ماركس الربوية، علما! – لأغراض المظهر الإجتماعي، لا طلبا للحكمة العالية. فيوجد هوس الحصول على الشهادات العلمية العالية من ماجستير ودكتوراه لأعراض الظهور الإجتماعي وحده. كتب حاجي خليفة: “ومنها أن يقصد بالعلم غير غايته، كمن يتعلم علما للمال أو الجاه – وما أكثرهم اليوم، بل كلهم لا يتعلمون إلا لمنصب أو جاه أو مال – . فليس الغرض من العلوم الإكتساب، بل الإطلاع على الحقائق وتهذيب الأخلاق. ومن تعلم علما للإحتراف لم يأت عالما بل شبيها بالعلماء – تاجر يشبه العلماء، وهذا وقع حتى في مجال الدين -. وقد كان يشتغل بالعلم أرباب الهمم العالية والأنفس الزكية الذين يقصدون العلم لشرفه والكمال به، فيأتون علماء يُنتفع بهم وبعلمهم.. أما إذا صار عليه أجرة تدانى إليه الأخساء وأرباب الكسل، فيكون سببا لإرتفاعهم وفساده”.
وتباع الجامعات اليوم للجهات الممولة التي تتفضل بالمنح وغيرها عليها، فتتملكها بذلك، ويتحول الأساتذة والقائمون عليها إلى تجار يهتمون بالزبائن أكثر من الإهتمام بالعلم.
والباحث الشغوف لن يمكنه النجاح إلا إذا حصل على منحة تمكنه من تجاوز بعض التعقيدات المؤسسية (أو إذا باع دينه بنقده، أو باع وطنه بإثارة النعرات، هذا هو الباحث المثير للجدل الذي يحبه اليهود ومؤسساتهم الغربية الممولة للباطل، والداعمة له)، حيث تكون السيادة للمعايير الكمية واعتبارات الرعاية.
كذلك المبالغة في الإكثار من التخصصات الجامعية الدقيقة، هي سبب آخر للتفاهة، فأيهما أفضل: أن تتعمق في تخصص واحد، فتحفر فيه نازلا كالقندس، فلا ترى إلا جزيئاته، أم أن تحلق عاليا في سمائه فترى كل ما يتعلق به وبغيره من بعيد، فتكون كالمشرف على مكان من بعيد وهو غير داخل فيه.. هذا هو حال المتخصص اليوم، يعرف من كل شيء قليلا، ولا يعرف أي شيء. أي يستطيع أن يصف لك المكان الذي يشرف عليه من بعيد، لكنه لا يعرف ما بداخله.
ثم صارت الجامعات ممولة من قِبل الشركات التجارية التي تقدم المنح التي تملي من خلالها إرادتها على الجامعة، لينتهي الأمر بإنتاج الخبراء ذوي التخصص الضيق الذين يخدمون السوق، لا العلماء ذوي الأفق الواسع القادرين على مواجهة المشاكل الحياتية.
فأصبح “الخبير” في مقابل “المثقف” ذي الفكر الحر وما يمثله من التزام بالقيم والمبادئ.
فالخبير له هوية مؤسساتية، وبالتالي فإن ظهوره مرتبط بالشروط الموضوعية لمؤسسته التي لا تهتم بغير ازدهارها والمادة، لذا هو ملتزم بأهدافها فيما ينتجه من أفكار مقابل ما يحص عليه من مكافآت، ي مجرد وكيل (مثال ذلك دعم الأطباء لمن أتي بكورونا ودعايتهم له، ودعم أكثر المسلمين للإقتصاد الربوي في دول المسلمين). على خلاف المثقف الذي تحركه الحوافز الأخلاقية والدوافع النضالية، فإن دور الخبير وعلاقاته جميعها تتسم بالمصلحية الواضحة والبحتة.
قال باسكال: “بما أنك لا تقدر أن تكون شاملا، وتعرف كل ما يمكن معرفته من كل شيء، فاعرف من الكل بعضه. فاجمل لك أن تعرف البعض من كل شيء من أن تعرف الكل من شيء واحد. ولو تيسر لك الأمران لكان أفضل لك، ولكن إذا تعين الخيار فاختر هذا”.
إذن الجامعة هي المسؤولة عن بروز ظاهرة الخبير بخلقها لتخصصات أصغر فأصغر إلى درجة العبث وانعدام الجدوى. عوضا عن توسعة المعارف بما يحقق الإحاطة من كل علم بطرف منه، مع التركيز على تخصص بعينه بدرجة معقولة، وقبل ذلك التركيز على القيم والأخلاق.
فهل يمكن للعالم أن لا يعرف إلا الفقه أو الحديث أو السيرة؟! لابد من معرفة الجميع أولا، ثم بعدها تخصص يا أخي فيما شئت..

التجارة والإقتصاد

للمؤسسات التجارية أيضا دور في الإنحطاط المجتمعي والأخلاقي الذي آلت إليه حياتنا المعاصرة، والتي أدت إلى تمكن نظام التفاهة من مفاصل الحياة.
إن الحوكمة تتعلق ببناء مجلس إدارة للشركة، موهوب ومنضبط وأخلاقي. لكن عندما وصل حكم التكنوقراط في عهد تاتشر إلى الحكم في بريطانيا، نقل فكرة الحوكمة إلى المجال السياسي، واستبدل الحوكمة بالسياسة، ففرغت السياسة بذلك من الأفكار الكبرى كالحق والواجب والعمل والإلتزام والقيمة والصالح العام. واستعيض عن ذلك بمفهوم الحوكمة، وشيئا فشيئا تحول الإهتمام بالصالح العام من شان سياسي قيمي إلى مجرد إدارة عملية، فخلا العمل من منظومات الأخلاق والمفاهيم والمثل العليا والمواطنة والإلتزام، وصار الهم العام هو الخصخصة وتحويل المشروعات العامة إلى القطاع العام بهاجس تحقيق الربح فقط، وكأن الدولة محض شركة تجارية.
وما ازداد استخدام كلمات مثل الحوكمة والشفافية والمساءلة، مثل الآن، ومع ذلك فلم يسبق لظاهرة الفساد أن ازداد حجمها مثلما ازداد الآن (في الوقت الذي تزداد فيه الشعارات الرنانة يقضي نظام التفاهة والربح المادي على كل شيء).
كذلك تتبنى الرأسمالية فكرة النظام التلقائي للسوق الحرة المدارة بأقل قدر من التنظيم الرسمي، أي تحجيم دور الدولة بحيث تقوم بأقل الوظائف، فتقتصر فقط على السهر على المرافق الأساسية الثلاثة، وهي الأمن الخارجي والداخلي والقضاء. أو ما يعبر عنه بوظيفة الحارس الليلي، وترك كل ما عدا ذلك لآليات السوق، بدل أن تتدخل في السوق بناء على وظيفتها الحمائية الأولى لتحميه وتحمي المواطن الذي ضاع بينها وبين كلاب الأعمال الجشعين المتهارشين.
فأثر ذلك على سوق العمل حيث تراجعت “الحرفة”، فصارت مجرد مهنة يعمل فيها الفرد كمحض مصدر للرزق، فيمكن للناس الآن إنتاج الوجبات على خطوط الإنتاج من دون أن تكون لهم أدنى معرفة بالطبخ، وإعطاء تعليمات للعملاء رغم أنهم هم أنفسهم لا يفهمونها، وبعضهم صحفي أو كاتب أو مقدم برامج أو وزير أو حتى رئيس، وهو لا يتمتع بأدنى مقومات ذلك العمل.
بذلك صارت المهنة بعيدة كليا عن الحرفة والخبرة المستقاة من التجربة الطويلة المريرة، فتحدرت إلى مستوى متدني من الإنحطاط بسبب طغيان التفاهة.

الثقافة

لقد أصبحت الثقافة أداة هامة في توطيد أركان نظام التفاهة رغما عن التسميات المؤثرة والهالات اللامعة التي تحيط بكل ما له علاقة بالثقافة.
الصحافة:
الصحافة مثلا صناعة، والصناعة في آخر المطاف يحركها هاجس المصلحة والتسويق دائما. فهي تبخر ما يقع تحت يدها من أخبار، ثم تكثفه، ثم تقتطع منه ما تشاء وتدس ما تشاء، ثم تصيغه وفق ما يلائم مصالح ملاكها وتوجهاتهم السياسية والإقتصادية، ثم تبسطه بحيث تكون قراءة الموضوع مناسبة للسواد الأعظم من المطالعين، ثم تضع له عناوين عريضة تضخ فيها الكثير من الإنفعالات المبالغ فيها لأجل التسويق.
وقد برزت صحافة التبلويد Tabloid، وهي النمط الذي يهتم بموضوعات الفضائح والترفيه وقصص الإهتمام الإنساني وأخبار المشاهير، إدراكا للعوائد التجارية التي تجنيها من وراء إشباع شهية الجمهور لقصص المشاهير وصورهم (انظر كيف حولوا الجمهور إلى التفاهة، لهذا لم يعد الناس يفهمون أي شيء، سكتوا عما حدث في غزة، ولم يغير أحد منهم ساكنا بل تغافل وتجاهل، واهتم ببطنه وفرجه، وفقط. وأصبحت الدول بذلك عرضة للوحوش الغربية تنفرد بما شاءت منها دون اعتراض من أحد – وقد يفعلون ذلك ببلدنا الغني بثرواته، لا قدر الله، وحينها لن يعترض أحد من المسلمين، وهو ما يريدون، حتى تقول آخر دولة عربية: “أكلت يوم أكلت البقرة البيضاء”. أي أنهم مثلما سنوا للناس سنة ترك المجرم يرتكب جريمته في وضح النهار أمام الجميع دون تدخل من أحد خوفا من تبعات قانونهم المشجع لكل ما فيه فساد في الأرض. تركوا الأمر لبضع آلاف من رجال الشرطة قد يأتون بعد ارتكاب الجريمة. وكذلك الحال بالنسبة للدول ترك العرب فلسطين تضرب بالقنابل في وضح النهار على مدى أشهر، مما يعني أنهم سيتركون غيرها تلاقي نفس المصير دون تحريك ساكن، وهو ما سيشجع اليهود وعبيدهم الغربيين على العدوان مستقبلا على الكثير من الدول العربية الآمنة، ولعل بوادر ذلك قد بدأت، فقد أفسدوا في السودان، وربما بلدنا هو الهدف التالي لا قدر الله).
فهي صحافة تنشر المادة التافهة للقراء، وأغلبها يتعلق بملاحقة المشاهير وتصويرهم والتنصت عليهم. وهنا نتساءل ما حدود حرية التعبير، وهل هناك سقف أعلى لحرية تدفق المعلومات؟ وما هو نطاق سرية المعلومات الخاصة؟ هل يمكن تعيين الحد بين المعلومات المتاحة للعامة وتلك القاصرة على أشخاص معينين؟
وفي رواية “هوس العمق” لأحد الألمان، يكتب أحد النقاد عن فنانة شابة تقيم معرضها الأول: “فنانة موهوبة ينقصها بعض العمق”. وسرعان ما ردد هذه العبارة كتاب أفاقون، فانتشرت في الصحف والمجلات بسبب الكتاب الذين كانوا يكررون ما يسمعون عن غير علم، حتى أصيبت الفنانة بالإكتئاب الذي انتهى بها إلى الإنتحار، لتنشر الصحف في اليوم التالي عن “انتحار فنانة واعدة كان ينقصها بعض العمق”. وهكذا صارت العبارة التافهة الصادرة عن كاتب تافه أداة قاتلة قضت على شابة في بداية حياتها.
ويحذر أحد الشعراء الإسيان من صحافة تؤدي إلى انتاج من أسماهم ب “الأميون الجدد”، كتب عنهم قائلا: “ثمة نوع من الأميين الجدد جزئيا الذي يمكن رؤية أصحابه يحومون حول أكشاك بيع الصحف كنحلات طنانة تحوم حول زهرة نضرة بحثا عن المقادير التي ستصنع عسل حياتها الفكرية. إنهم لا يقرأون الكتب ولكنهم مفتونون بتكاثر المجلات وبمواضيع أغلفتها. هؤلاء أهل للشفقة لأنهم بعيدا عن إعفاء أنفسهم مشقة العناء كقراء، فهم في غاية السخاء والكرم حين يتعلق الأمر بها. يقرأون الأعمال الضعيفة بشراهة، يعودون لمنازلهم محملين بالمجلات التي يحرثون فيها بعيونهم لساعات، دون أن يحصلوا بالنهاية على أكثر مما يحصل عليه طفل يلهو بأحجية بانورامية لا يبدو أنها ستنتهي، عاجزين عن رؤية الصورة الكبرى التي يبدو فيها كل شيء في مكانه الصحيح.. إنهم الأميون الجدد، وهم على درجة من التأثير والخطورة تتجاوز كثيرا الأميين أمية بحتة، فهم يرفضون البقاء في الدرك الأسفل مع الشيطان في ظلمات الجهل، ويطمحون للوصول إلى ضوء المعرفة المقدس.. إن هؤلاء الصغار يبدؤون حياتهم وهم مسلحون بمهارات القراءة والكتابة الأولى فقط، واثقين من أنهم تمكنوا من السيطرة على جهلهم الأولي، ثم يفاجئون لاحقا بأن غريما قويا ينتظرهم عند الزاوية.. وهم محكومون بحكم مؤيد للعيش مدى الحياة في شكل مختلف من تخمة الجهل”.
وهكذا فإن أكثر الناس يقينا هم عادة أكثرهم جهلا، فهم على ثقة كاملة من صحة الأخبار المنشورة في الصحف، فيرونها عنوانا للحقيقة. وفي الواقع فإن نظام التفاهة لا يثبت فعاليته القصوى إلا مع مثل هؤلاء الناس.

الكتب

يصنف الأدب عادة إلى أدب رفيع وآخر شائع. وقد ظهر الأخير في نهاية القرن الماضي وهو يرتبط بالظهور الإقتصادي للطبقة الوسطى وبزوغها كواقع اجتماعي جديد ومستمر إلى زمننا الحاضر. وكانت بداياته في عالمنا العربي من خلال الترجمات والمسلسلات والروايات التاريخية (روايات جورجي زيدان مثالا)، وقصص محمود كامل المحامي وعبد الحليم عبد الله ويوسف السباعي ولإحسان عبد القدوس، وغيرهم من كتاب مكثرين ذوي إنتاج غزير لأنه يخلو من الصعوبة والتحديات.
ولهذا الأدب مفاهيم عامة مطلقة، وهو يقصد بالنهاية إلى إشباع مشاعر القراء ومخاطبة وجدانهم. ويتسم عموما بالبساطة والمباشرة والنمطية والتكرار. أما فنيا، فهو يرد على شكل حلقات متتابعة تتضمن جملة من المواقف والعواطف التي هي أقرب ما تكون إلى القوالب الجاهزة المألوفة والمريحة التي لا تتطلب عظيم جهد للفهم والمتابعة. لكل ذلك، فإن النقد عادة ما يشيح بوجهه عن مثل هذه الكتابات فلا يحملها على محمل الجد، ولذلك فالكتابات النقدية عنها – إن وُجدت – قليلة.
وينعكس ذلك على قوائم الكتب الأكثر مبيعا التي هي في الغالب أقلها قيما فكرية. بالنسبة لي صار مجرد وجود الكتاب على رف “الكتب الأكثر مبيعا” هو دلالة  مبدئية على ضحالته إلى أن يثبت العكس. لذا صارت لدي عادة التوجه التلقائي نحو أطراف المكتبات وجوانبها فور دخولي إليها بدلا من الأرفف المتصدرة التي في الواجهة.

التلفزيون

تصم التلفزيون اليوم وصمتان كبيرتان، تتعلق الأولى بمذيعه والثانية بضيوفه. فأما المذيع، فأصبح الإكتفاء بمعيار الجمال هو الأساس، فبإمكان أي جميلة بلهاء أو وسيم فارغ، عرض أنفسهم على المشاهدين من خلال عدة منصات، هي في أغلبها منصات هلامية، وغير منتجة، لا تخرج لنا بأي منتج قيم، لذا صرنا نشاهد المذيعات يتقافزن من فقرات الربط إلى المسلسلات والفوازير، والعكس. ولاعبو كرة القدم المصابون بمشاكل في الركب يكتشفون في أنفسهم فجأة مهارة تقديم برامج المسابقات، يشجعهم على ذلك افتقارنا لثقافة الجمال الحقيقي، ثم أتون الفضائيات التلفزيونية المستعر الذي يتطلب مادة تلفزيونية يومية كوقود لازم للحفاظ على استمرارية ذلك الموقد الجهنمي المشؤوم.
أصبحت صناعة المشاهير معتمدة على غرفة صغيرة في التلفزيون تتضمن مقعدين ومذيعة بثياب مزركشة، تقدم لنا ما يراه صاحب المحطة صالحا لنا حتى في مجال وجهات النظر!
فتعدد المشاهير، وزادت وسائل التقاطع الإجتماعي الجديدة الطين بلة…
مواقع التواصل الإجتماعي
نجحت هذه المواقع في اختصار مسيرة طويلة كان تبادل الفكر فيها يتطلب أجيالا من التفاعل (المناظرات والخطابات والمراسلات والكتب والتوزيع والقراءة والنقد ونقد النقد). ورغم كل هذه الفرص فقد نجحت هذه المواقع في “ترميز التافهين” كما يقال، أي تحويلهم إلى رموز!
وبدلا من أن يكون معيار النجاح هو العمل الجاد والخير للأهل والوطن وحسن الخلق والعلم، أصبح المعيار هو التفاهة المبهرجة والنعيق والزعيق في هذه الوسائل وغيرها.
واختزلت جميع معايير النجاح في المال وحده. فأصبح من يريد تحقيق النجاح يدخل من بابه وحده أو من خلال انتقاد أهله من لصوص مال عام وخاص أي من خلال السياسة، بل وانتقاد الدولة وحكومتها إلى درجة اللعن.

الفن

غابت معايير الجمال في الموسيقى وغيرها من أمور الفن، وتحولت إلى التفاهة والحمورية في الموسيقى والرقص، حتى المسرح والتمثيل أصبحا مبتذلين فارغين تافهين، ومثل ذلك الكتابات الشعرية والروائية، كلها تقليد أو اهتمام بالشكل أكثر من الجوهر والمضمون. وحتى الشكل يفشلون في النجاح في عرضه!
حتى الدين ظهر تافهون يزعمون التخصص فيه، كلامهم كله عبارة عن قشور مبنية على أسخف الأخطاء. ابحث في اللعنة التي تسمى التيكتوك تجد كثيرا منهم يناقش البخاري ومسلم، ويسفه مالك والشافعي، ويلعن الصحابة باعتبارهم مجرد بشر كذابون! واللئيم الكافر يرى كل من حوله لئام كفار..

السياسة

هذا هو المجال الذي يغيظني أكثر لذا سأبالغ قليلا في عرض رأيي..
أكبر لعنة عرفتها البشرية في هذا الزمن هي اللعنة الديمقراطية الشيطانية التي آمن بها الجميع حتى فقهاء المسلمين! ولنا نقد لها طالعه هنا، فهو يبين مدى إجرامها وكفرها.
أصبحت السياسة تقاد بالتفاهة والمال والنعيق والزعيق في المهرجانات، وحتى بتجاوز القانون لكي يدخل صاحبها السجن فيُعرف ويشتهر كمناضل! اللعنة.. بناء على مقولة “خالف تعرف”، ولو بالتشيطن والباطل. حتى أن البعض يستسهل الطعن في ثوابت الدين ليرضى عنه الغربيون، يعتقد أنهم سيرضوا عنه، وعندما يطلب اللجوء إليهم، وهو هدفه من الأول، أي باع دينه بعرض من الدنيا والعياذ بالله،، يؤوونه أياما ثم يغتصبونه أو يغتصبونها، لذا نسمع بانتحار كثير منهم إن لم تكن حقيقة الأمر هي قتل أولئك الأعداء لهم.
ولا تحفظ الديمقراطية أي حقوق، بل هي عبارة عن ألاعيب واكاذيب موجودة حتى في الدول المتقدمة زعما لا حقيقة، بدليل أفعالها واعوجاج طريقها دوليا ومحليا، فالسياسة الدولية الظالمة مبنية على نهب الدول وظلمها واستعمارها، استعمار القوي للضعيف ليأكله ويغتصب نسائه (وهو تخصص هؤلاء الغربيين وأجدادهم الملاعين).
بدليل الفيتو الذي يمنع كل خير ويسمح بكل ظلم وشر، والذي ينعدم معه حق المستضعفين – الشعوب – في التعبير عن رأيها حتى فيما يخص الظلم الواقع من ذلك المتحضر الإنساني الكذاب عليها!
وإذا حدث مشكل محلي في دولة ما، لا يعني ام الغرب في شيء، تسابق المجرمون إلى ذلك البلد ليحتلوه لاعبين دور شرطة العالم وهم أكابر مجرميه!
ولنا في تدخلهم في شؤون الدول الضعيفة أكبر دليل على ذلك، وكذلك فيما حدث في غزة من إبادة للملايين ليل نهار في أواخر 2023، واستمر القصف والقتل أشهرا، حتى لحظة كتابة هذا الموضوع! وعلى عينك يا تاجر.
ففيه أكبر دليل على أن السياسة الدولية فاشلة ومبنية على الظلم، ظلم اليهود وعبيدهم للناس وللمسلمين خاصة!
أما محليا، في دولهم الباردة الثقيلة المملة، فقد سقط قناع القانون والمصداقية الذي كانوا يخدعون به الناس هنالك، حتى أن أكثرهم يتمنى اليوم الفرار من اللقاحات الآسنة إلى المغرب وغيره من الدول الآمنة التي لا يحكمها اليهود بصفة مباشرة.
فظهر للجميع أن اللوبي المسيطر هنالك لا يردعه قانون ولا أخلاق، وزاد الطين بلة فرضه للشذوذ على الأبناء في المدارس، حتى أصبحت الطفلة الصغيرة ترجع إلى ذويها لتقول لهم وهي ضاحكة ببراءة لن تدوم، أن المدرس – أو المدرسة – أمر زميلها بتحسس أعضاء جسدها الجنسية بغرض التعلم والإستكشاف!
إن سلاسة تداول السلطة المبنية على التزوير والكذب في حقيقتها، هي ما تغر به الديمقراطية الناس بعد أن جعلت أساس مشاكلهم وابتلائهم في الحياة هو الحاكم!
طالبتهم بالتركيز عليه، حتى أن بعضهم يعتقد أن البلد ملك لأبيه وأن الحاكم نهبه وينسى التاجر المجرم واللص والمرابي، ونفسه إن كان من أهل الغش والخيانة!
والحقيقة أن الأرض لله يورثها من يشاء، لا يملك أحد فيها إلا ما تحت يده مباشرة كاستعارة فقط، والأمر كله عبارة عن ابتلاء، يعطي ربنا هذا الملك ليرى ما الذي سيفعله فيه، وابتلاؤه ذلك قد يكون أكبر من ابتلاء ذلك الملفس الطامع الذي لا هم له إلا انتقاد الدولة وكلاب الأعمال. بل وصل الأمر ببعض الأراذل في بلدنا إلى اعتبار جنس معين سببا في فقر الأجناس الأخرى! فيا له من جهل بالدنيا والدين والواقع والناس. وهذا ما تريده الديمقراطية ومن ورائها: الإفساد في الأرض. والبلهاء يبتلعون الطعم!
إن تداول الحكم أمر لا يعني العامة في شيء، لأن الشعب كله لا يمكنه الجلوس على الحكم مرة واحدة، وما أدراه أن القادم إلى ذلك الحكم ألعن عليه ممن كان فيه؟! إنها شهوة ككل الشهوات المفسدة للإنسان والأرض، والشيطان قريب منها، لذا ضل أغلب من حكم عن الصراط المستقيم وضاع، وبعضهم كانت شعاراته قبل الحكم في واد مزهر فلما حكم تحول أصبحت في جحيم، وتبعها..
لذا فإن الديمقراطية هي أكبر كذبة عرفتها البشرية في العصر الحديث، وهي دين، لأنها تشرع للناس – حتى للمسلمين للأسف – الذين تركوا شرع ربهم من عقوبات وغيرها، ليعتمدوا شرع الفلاسفة الملحدين الذين وضعوها، ومع ذلك الكل يفتخر بها، الكبير قبل الصغير، ويدعو إليها كأنه نبي رسول من طرف شيطانها إلى الناس ليخرجهم من النور إلى الظلمات، وهو واقعها.
وكل الذين وصلوا للحكم في أوروبا وأمريكا منذ قيام الديمقراطية، مجرمون أيديهم جميعا ملطخة بدماء البشرية بشهادة التاريخ، ولا أعتقد شخصيا أن في الديمقراطيين جميعا رجل رشيد، لأن الغاية عندهم جميعا تبرر الوسيلة، ووسيلتهم هي الكذب حتى قيل إن الصدق في السياسة حرام!
ومنهجهم مبني على النفاق والدناءة والإنحطاط، حتى أنهم باعوا شعوبهم في 2019 لصانع كورورنا ليبطش فيها، فكان ذلك الوباء المدسوس رسالة ليفهم الناس من يحكمهم، وقليل منهم من يذكر أو تنفعه الذكرى.
واكثرهم مستعد للقتل في سبيل المنصب، ويعتبر ذلك من السياسة!
والأسوأ وجود نساء سياسيات لا يطرف لهن جفن عند التوقيع على ضرب مدينة آمنة بالصواريخ في سوريا أو غزة أو غيرها، أو قتل البشرية جمعاء، ويعتبرن ذلك من النصاحة السياسية!
وأعجب من ذلك أولئك البلداء المحللون الذي نراهم في الفضائيات التلفزيونية يبررون للظالم ظلمه، كأن يقولوا لأمريكا الحق في مساعدة إسرائيل أو  ضرب العراق وسوريا دفاعا عن مصالحها!!
عن أي مصالح تتحدثون أيها البلهاء؟!
لا يمكنك أن تضرب لنا الأوربيين والأمريكيين كمثال جيد للديمقراطية، فهم الأبعد عن الدين والأكفر للنعمة والأكثر تعاسة وكآبة وشراسة وإجرام، بشهادة واقعهم، فلا تصدع رؤوسنا بهم (المقصود عتاة السياسة الذين يحكمونهم ومن يحكمهم من اليهود).
باختصار الديمقراطية دين وضعه الشيطان وبثه رسله اليهود ومن آمن بهم من الغربيين ومن تبعهم، فخدعوا به الشعوب الغربية حتى سلخوها من الدين إلى الإلحاد، وحكموها بالمال وتقديم الأراذل الذين يسميهم الناس السياسيون. أولئك المنافقون الفارغون المستعدون لكل شيء في سبيل أهدافهم الخسيسة، التي أصبحت علما يدرس للأبناء في الجامعات ليتخرجوا سياسيين ناجحين! وياله من نجاح، به عم الظلم والنهب وضاع الدين والأخلاق!
لقد بث اليهود النظام الديمقراطي في الناس ليغيروا به الدين والعقول، وليحكموا أوروبا وأمريكا – بدليل تبعيتهما لهما اليوم، لذا لن يتغير هذا الواقع إلا بحرب طاحنة، أو باستيقاظ الشعوب الغربية المخدوعة والمستعبدة من طرف اليهود خاصة بعد مسرحية كورونا الدموية. أما الشعوب العربية فالعمل على قدم وساق لسلخها من آخر جذور دينها، بدليل ان ذلك وصل إلى السعودية التي كانت تمثل الحصن الحصين للإسلام، ولا زالت، تداركها الله وجميع الدول العربية برحمته وحفظها من كيد هؤلاء الأعداء المجرمون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Back to top button
error: Content is protected !!