وصل الحال ببعض المسلمين اليوم إلى التشكيك في ثوابت الدين، حتى تلك المتواترة التي أجمع عليها المسلمون عبر القرون. أصبح الحديث عن الله والدين في المدارس والأماكن العامة محفوفاً بالمخاطر، إذ يُتهم المتحدث بنشر “أفكاره الخاصة” (الإرهابية بين قوسين إذا كان فيها منع أو زجر)، وكأن الدين أصبح محرما على النقاش.
إقصاء الدين وتبني البدائل المشبوهة
- هيمنة الفلسفة والديمقراطية: يُسمح في المدارس بمناقشة الفلسفات والإيديولوجيات، حتى تلك التي تتعارض مع الإسلام كالديمقراطية الربوية، لكن الحديث عن الدين يُعتبر مشكلة.
- تغريب التعليم الشرعي: عمد المستعمر والعملاء بعده إلى فصل المسلمين عن دينهم، بإقصاء التعليم الديني واستبداله بأيديولوجيات غربية، والتعايش مع الشبهات التي تشوه العقيدة.
عبادة الهوى والجهل بالحق
- اتباع الهوى دون علم: الكثيرون يرفضون البحث عن أهل الحق، منهم؟ أين هم؟ ما منهجهم؟
ويتبعون ما تمليه عليهم عقولهم وقلوبهم من الهوى، مدّعين أن في ذلك كفاية للهداية. - جهل الجماهير: الغالبية تقف على الحياد، ترفض التصوف والتشيع مثلا لكنها في الوقت نفسه تنتقد السلفية دون إدراك لحقيقتها، مما يؤدي إلى التخبط الديني. وهذا عادي لأن أصله الجهل لا الحقد والعناد مثلما هو الحال عند كبار أهل البدع.
السلفية هي الفرقة الناجية التي تتبع منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين، الملتزمة بالكتاب والسنة بفهم السلف وحدهم لا تبتدع جديدا في العقيدة ولا في غيرها. - إقصاء السنة: بعض المنحرفين يرفضون السنة النبوية ككل، وينكرون حتى هيئة الصلاة، مما يجعلهم على حافة الكفر. والغريب أن لكل واحد منه شريعة ابتدعها بعقله، فهذا يصلى صلاة وذاك أخرى، وهكذا، ويزعمون أنهم قرآنيون، ولا علاقة لهم بالقرآن. قال أحد الإخوة لواحدهم: قلت ان كل شيء في القرآن، فما هو يوم الحج الأكبر؟ قال عرفة. قال: من قالها لك. قال اقرأ الآية، فقرأ عليه” وأذان من الله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسولُه”، فصاح الغبي، وهو كهل بالمناسبة ليس صغيرا، توقف: كيف يكون الله بريئا من رسوله؟
الغبي، مثلهم جميعا لا يعرف القرآن حتى! ثم قال بعد ذلك بقليل: أنتم اتخذتهم القرآن مهجورا، فتذكرت قول ابن تيمية رحمه الله: “الرد على المبتدع موجود في طيات كلامه” (أو ما معناه). الغبي اتهمهم بما هو فيه، وأعطى عليه دليل منذ لحظات، إذ كيف يكون من أهل القرآن وهو لم يسمع بالآية السابقة من قبل؟ وهكذا هم جميعا، اغبياء يجمعون الشبهات من هنا وهنالك، ولم يقرؤوا القرآن كاملا ولا يعرفون الإسلام، بل إن اكثرهم في نظري ملحد او يهودي مدسوس.
مخاطر اتباع البدع
- الصوفية والشيعة والديمقراطية: اتباع هذه الطوائف والتيارات يؤدي إلى الانحراف عن العقيدة الصحيحة، إذ يعتمد بعضها على الخرافات والبعض الآخر على الإيديولوجيات الغربية. وكلها تربط الناس بالأشخاص كربطهم بالأصنام، أما صنم الديمقراطية فهو اتخاذها مشرعا إلخ.
- خطر الديمقراطية: هي دين العصر الحديث، أو البدعة الجديدة، نظام شيطاني قائم بدوره على عبادة الهوى. تشرع للناس من دون رب العالمين، وترد احكامه وقواعد وأسس الإسلام.
الحل: البحث عن الحق
- التجرد للحق: على المسلم الصادق أن يبحث عن الحق بصدق، بعيداً عن التعصب للأهواء أو التقاليد، متبعاً الدليل لا الأشخاص ولو كانوا شيوخه، كيف يخافهم وهم اموات في طيات التراب؟
- العودة إلى المصادر الصحيحة: التمسك بالقرآن والسنة وفهمهما وفق منهج السلف هو السبيل للنجاة من البدع والانحرافات.
رسالة إلى المسلمين
لا تكن عبدًا لهواك، ولا تشرع لنفسك ما لم يأذن به الله.
ابحث عن الحق، وتعلم دينك من أهله الموثوقين الذين عليك أولا معرفتهم.
في زمن غلبت فيه الفتن والشبهات، تبقى العودة إلى منهج السلف الصالح هي السبيل الوحيد للخروج من الظلمات إلى النور، وعودة الأمة إلى عزها.