العنصرية بلاء: احتقار العنصريين لغيرهم

❌ الموقف من العنصرية
ظهرت موجة من العنصرية المتأججة في موريتانيا عقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2024. بعض العنصريين من الزنوج استغلوا النتائج لمحاولة إثارة الفتن وإظهار الحقد تجاه العرب.
استغل هؤلاء هزيمة مرشحهم الحقوقي العربي الأسود الذي لا يعنيهم أمره في شيء في الواقع، كوسيلة للتعبير عن كراهيتهم للعرب.

الدولة، التي عادة ما تتجنب إثارة الشقاق، اضطرت إلى مواجهة هذه التوجهات العنصرية بحزم. فبحسب تصريحات وزير الداخلية، العنصريون كانوا المحرك الأساسي للمظاهرات. لقد أظهرت الدولة وجهًا صارمًا ومهيبًا للرد على هذه الفتن، وضربت بيد من حديد عليها لإيقاف المهزلة منذ البداية.

❌ الديمقراطية وسيلة للفتنة

الديمقراطية في العالم الإسلامي ليست سوى أداة شيطانية يستغلها الغرب لإثارة الفوضى لأنها دخيلة عليه، لا يعرفها إسلامه ولا تعرفه.
تلك المظاهرات التي يُروج لها تحت شعار “السلمية” قد تتحول سريعًا إلى فوضى مدمرة، كما حدث في سوريا وليبيا واليمن ومصر. لذلك، وجب ألا يُسمح بأي تجاوز باسم الديمقراطية أو حقوق الإنسان، أو أي دعوى، لأن أمن البلاد واستقرارها فوق كل الإعتبارات.

❌ الموقف من الحقوقي المتبرم

أعتقد أنه ليس عنصريًا، لكنه يسعى وراء المكاسب الشخصية كغيره من السياسيين والحقوقيين. غاضب من سياسات الرئيس الحالية أو متغاضب بمعنى اصح، لكنه لا يحمل مشروعًا تدميريًا كالذي يحمله العنصريون من حركة “الشعلة”. ويجب على الدولة الإبتعاد عن العنصريين والمغرضين، بإبعادهم عن مراكز القرار والتأثير، وتلك أكبر ضربة لخططهم.

❌ الحزم مع العنصريين وأعداء الاستقرار

بعض العنصريين من الزنوج يحملون كراهية وحقدًا دفينا تجاه العرب، يظهر ذلك بوضوح في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي فلتات الألسنة.
هؤلاء يسعون لتدمير استقرار البلد عبر إثارة النعرات العرقية البغيضة. وعلى الدولة أن تواصل الحزم معهم بتطبيق القانون، ومعاقبة كل من يجرؤ على نشر الفتنة أو التحريض.

❌ الأرض للجميع، ولكن تحت مظلة القانون

الأرض ليست لأحد بل لله، يورثها من يشاء من عباده.
الادعاءات الباطلة التي يروج لها العنصريون حول أحقية الزنوج وحدهم بها أمر باطل لا أساس له. العرب والزنوج، والبربر قبلهم عاشوا على هذه الأرض منذ القدم، وكل منهم له حقوقه المشروعة، لا يمكن أن يُسمح للعنصرية أو الكراهية بتفريق الصفوف أو تهديد الوحدة الوطنية.

❌ الدور المطلوب من الدولة والمجتمع

  1. حزم الدولة:
    • تطبيق القانون بحزم وصرامة ضد كل من يروج للعنصرية أو الفتنة.
    • عدم مكافأة المنافقين والمغرضين بمناصب في الدولة، لأن ذلك يقوض هيبتها ويزيد من الجرأة عليها، الأمر ليس تجارة بل مواجهة بلاء بخبرة وحزم وشطارة.
  2. تعزيز التعليم الديني:
    • إعادة التعليم الديني إلى المدارس لترسيخ مبادئ الإسلام، الذي ينبذ العنصرية والحقد. لا مكان فيه لأنا أبيض وانت أسود، أو العكس، وهذه أرضي أو أرضك، تلك دعوات شيطانية يحاربها الإسلام.
      الأرض والرزق والمُلك بيد الله وحده يهبها لمن يشاء.
  3. التعامل مع العنصريين:
    • مواجهة العنصريين بكلام شديد يضاهي كلامهم في وسائل التواصل الاجتماعي، وبالحجة، لتذكيرهم بأنهم ليسوا وحدهم من على هذه الأرض.
  4. عدم المجاملة:
    • التوقف عن المجاملات غير الواقعية التي تُظهر العنصرين كإخوة، دون استثنائهم. فهم ليسوا بإخوة بل أعداء، ويصرحون بذلك لا يكتمونه.

❌ خاتمة

موريتانيا تحتاج إلى وحدة وطنية ترتكز على الإحترام المتبادل في ظل الدين والقانون والعدل. العنصرية، من أي جهة كانت، مرفوضة، والدولة مسؤولة عن كبح جماح العنصريين والمفسدين. أما الشعب، فعليه أن يتجنب الفتن، ويركز على بناء بلد يسوده الأمن والاحترام المتبادل بين جميع أطيافه.

إن القانون موجود، ويمكنه تغييبهم وراء القضبان بالحق لمجرد تلفظهم بعبارات العنصرية التي أصبحنا نسمع من البعض في وسائل التواصل الإجتماعي دون أدنى ذرة من خلق أو حياء أو مراعاة للجوار.
لا يجب قبول العنصرية من أي أحد، ولا قبول التنغيص من الدولة ولا الجيش ولا الشرطة، لما في ذلك من تجريء للعوام وفتنة.
هذا النوع ليس رأيا ولا مناظرة بالحجة، بل ظلم وعدوان وافتراء وقلة دين.

لقد انقسم العرب إلى 3 أقسام، قسم ساكت لا يتحدث في أحد، مغلق بيته عليه، مسالم يتمنى فقط أن يسلم من العنصريين الذين يستهدفونه دون أي وازع من حياء أو دين، حتى لم يعد يطمئن إذا خرج من بيته على نفسه أو عرضه أو أولاده. وقسم أقل، مكون من المثقفين، منهم من يكره العنصرية ويمقتها، ويعلم أنها ليست من الدين في شيء، وأنها أصبحت موجودة بدليل كثرة دعاتها اليوم، فيرد بمبالغة أحيانا، وذلك ليس طبعه.
وأكثر المثقفين كأكثر السياسيين، أصبحوا طلاب دنيا، لا يعترضون على باطل إلا عندما لا تكون هنالك خسارة مادية.
لذا يعتبر الرد على العنصريين بكلام أشد، أمر مطلوب الآن، وطبيعي كدفاع عن النفس على الأقل بدل التغاضي والمجاملة الفارغة، على الأقل لتذكيره بأنه ليس الوحيد الموجود على هذه الأرض.
أي الرد على الكلمة بكلمة أقوى منها، وذلك حق الجميع، أما إذا تدخلت اليد فالأمر حينها من اختصاص الدولة، هي الوحيدة المخول لها تقويم من تشاء من المعوجين.

أين كان هؤلاء العنصريون منذ البداية؟
سيجيبك غرابهم دون دليل ولا بينة: كنا هنا في موريتانيا!
فما أدراه ان آبائه لم يأتوا من الهند أو حتى الصين؟
أين كان البشر عندما كانوا في ظهر آدم؟ وأين كانوا عندما اهبط إلى الأرض؟

أمامي بعض الرطب – من تمور آدرار اللذيذة، ولله الحمد والمنة. فكرت في أن هذه الرطب مثل البشر، فيها الجيد والرديء، والرديء من العنصريين والحاقدين على الدولة يجب على الدولة تقويمه برمي علفته في السجن حتى تُخرج نباتها، على الأقل لينشغل بنفسه عن المسلمين.
لا يمكنهم الإدعاء بأن آدرار لهم، وسيفعلون!
جلست أتأمل في الرطب شاكرا أنعم ربي، فقلت في نفسي: هذه تمثلنا نحن، وهي رمز من رموز أرضنا، لا يعرفها هؤلاء، فكيف يزعمون أن الأرض لهم وهم لا يعرفونها ولا تعرفهم؟
ألا يمكننا بدورنا القول بأن من لا يعرفها لا نعرفه وليس من أهلنا ولا أهلها؟
سيقول البعض ولكنها موجودة في منطقة لا يوجد فيها الزنوج؟
أقول لكم هي موجودة في الكثير من مناطق الوطن التي لا يعرفها الزنوج!
ثم ألا يزعم هؤلاء أن الأرض كلها لهم، فكيف يجهلونها؟

إنهم أقلية من الأغبياء الحاقدين، يحلمون بطرد من هو أفضل منهم؟!!

قلت لأبله منهم، قام بتقسم خريطة موريتانيا على التيكتوك إلى قسمين، قسم علوي أعطاه للعرب – ولو قدر ما أعطاهم شيئا لبخله وشراهة نفسه الدنية، وقسم في الأسفل أخذه للزنوج.
كتبت له: أيها المعتوه، القسم الذي نهبت بغير وجه حق، تملكه طائفتان كبيرتان من العرب هما أهل الشرق وأهل القبلة، والطريق الممتد من بوتلميت حتى النعمة (1000كلم مربع وأكثر) كله لهم ولمواشيهم التي هي خير من أمثالك وأكثر فائدة وبركة، فبأي حق تعطيه للزنوج؟
أيها الغبي، ردنا عليك بالمثل ليس حرمانا لك من أرض لا يملكها إلا رب العالمين، بل لتستخدم عقلك ولو لمرة، فالأرض لله يهبها لمن يشاء، وهي لمن عليها مدة من الزمن وسيعود إليها ليأتي غيره، لن يخرج من الدنيا بصك من صكوكها.

يقول البعض إن بعض القبائل تحسن فعلا باحتكارها لبعض المناطق، ورفض أي دخيل. قد يكون في ذلك حق، فالدخيل قد يتحول بعد عقود قليلة من التوالد الذي لا يتوقف بالشرع والحرام، إلى طارد لأصحاب الأرض الأصليين.
مثال ذلك المقاطعة الخامسة، كانت في ثمانينات القرن الماضي للعرب، عشنا فيها طفولتنا الجميلة والحمد لله، ثم دخلتها في مظاهرات الزنوج 2023، فهجموا على سيارتي، وهم يهتفون بأقذر عبارة: “بيظاني بيظاني” كمن وقع على صيد، لا بارك الله فيهم.
تخيل أرضنا التي ترعرعنا فيها أصبحنا غرباء عنها، نهان فيها بهذه الطريقة؟!
وإذا كنا نحن 5% كما يقول الكلب المتظاهر في فرنسا، ومن حوله من الكلاب ينادون: “بل أقل أقل”!
فلماذا أغلب مناطق موريتانيا عربية تلبس الدراعة والملحفة، تهتف بلهجة الصحراء: “أنا حسانية لا أعرفكم”؟
إنهم يعرفون ذلك جيدا لأنهم أقلية حتى يومنا هذا والحمد لله!
لو كانوا أكثرية لثارت الفتنة بلا شك، فليس عندهم وازع من دين ولا عقل.

وليس كل الزنوج عنصريون، هذا لا يقول به عاقل، فهم مسلمون في الأول والأخير، نحن نقصد العنصرين المجاهرين بعنصريته، والزنوج أنفسهم يعلمون أن موجودون فيهم، وقد يتحمل الآباء مسؤولية ترك الحبل على القارب لأبنائهم المارقين، عندما يتركونهم يقضون أوقاتهم في التسلي بالسخرية من العرب، ولو ببراءة، ولا براءة في السخرية من الخير، خاصة إن كان هنالك احتمال أن يكون أفضل من الساخر في الدين وغيره. هذا منهي عنه في الدين والعرف.
تلك السخرية قد تتحول إلى احتقار ثم عدوان، وهو ما يحدث احيانا.
ثانيا بترك بعضهم يصل لدرجة العنصرية، كان على الأب تعليم ابنه مبادئ الإسلام، وهذا واجب الدولة قبله، لكنها محتلة من طرف الفرنسيين، ولا يريدون أي تعليم إسلامي في مدارسها التي لا تعنيهم في شيء.
كذلك منعه منعا باتا من الخروج في مظاهرة قد يرجع منها جثة هامدة إلى أهله، وتكون المسؤولية على من دعاه إلى الخروج.

رسالة إلى الذين يتملقون للزنوج، نقول لهم:
الطيبون من الزنوج إخوتنا في الدين قبل الأرض، لكننا نستثني العنصريين، فهم ليسوا إخوتنا، ولا يتقون الله فينا، ولا يريدون الخير لنا، هؤلاء لا يعرفونا وبالتالي لا نعرفهم، وعلى الدولة تأديب من شاءت منهم كيفما شاءت، وهو أقل ما يستحقون.
وعلى كل من يتحدث اليوم بكلام إيجابي عن الزنوج، أن يذكر الطائفة العنصرية المتربصة، فقد أصبحت ظاهرة، يعرف ذلك كل من على هذه الأرض، بل انضمت إليها قلة من العرب السود المحرومين، بحسب رأيي.

لا لتوزيع مناصب الدولة على كل من هب ودب.
يكفي هؤلاء الحقوقيين البقاء في منظماتهم، ويكفي السياسيين بعض القبب المخصصة لهم كالبرلمان، مع ضرورة خفض رواتبهم لتكون مثل رواتب بقية المسلمين كالمعلمين مثلا، فهم أشرف منهم.
اتركوهم يتصارعون على البرلمان والمنظمات، وأبعدوهم عن مصالح الدولة ووزاراتها وقيادات أركانها إبعادا تاما.

Exit mobile version