وهم الأكثرية: حقيقة أعداد أهل البدع
لفترة طويلة كان يُعتقد أن أهل البدع، كالمتصوفة والأشاعرة، هم الأغلبية بين المسلمين، استنادًا إلى مزاعمهم بأنهم يمثلون “السواد الأعظم”. لكن الحقيقة أن هذه الادعاءات غير صحيحة.
ومع ذلك الكثرة لا تدل على اتباع الحق لأن اكثر الناس ضالون، وحتى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانت الكثرة على ضلال.
معظم الأمة اليوم، كما يظهر في بلدان مثل مصر والسودان، هم عوام المسلمين، وهم على فطرتهم، بانتظار التوجيه نحو المنهج السلفي الصحيح، قابلين له مع دعاته كما نلاحظ في كل مكان، أي مع الحق إذا عرفوه، وساكتون عن التصوف وغيره لأنهم لا يعرفونهما.
عوام المسلمين ليسوا بالضرورة متبعين لأهل البدع، بل هم غالبًا ضحية الجهل بالدين بسبب التعتيم المتعمد على التوحيد ونشر البدع بين الناس. بدليل أن العوام يميلون للحق عند التوجيه الصحيح، كما يظهر في مناظرات السلفيين مع المتصوفة في السودان مثلا، حيث يلاحظ انحياز الناس إلى السلفية بمجرد سماعهم للأدلة.
رؤوس البدع: العدو الحقيقي
رؤوس البدع هم قادة الطرق الصوفية، معممو الشيعة، قادة الأحزاب الضالة، حملة لواء أي ضلال. هؤلاء لا يبحثون عن الحق، بل يسعون وراء المنافع المادية والشهوات فقط، وبعضهم مدسوس، قد يكون على غير ملة الإسلام أصلا.
هؤلاء الأشخاص هم الشياطين الحقيقيون الذين يشوهون الدين ويستغلون جهل العوام لجمع الأموال والسيطرة على العقول والتضليل. هدفهم إشباع رغباتهم الدنيوية وإعلاء كلمة شيطانهم تحت ستار الدين.
على عكسهم، السلفيون لا يطمعون في أموال الناس ولا يقبلونها، بل يخافون أن تضيع عليهم الأجر. هذا الاختلاف الجوهري يكفي لإثبات أن السلفيين هم أهل الحق.
جمهور المسلمين: أمل الأمة
جمهور المسلمين هم الأغلبية الصامتة التي لا تنتمي إلى أهل البدع، وهم على فطرتهم السليمة. يحتاجون فقط إلى التوجيه الصحيح ليتقبلوا الحق لأنهم ليسوا ضده بسبب الحوائل الأخرى مثلما هو الحال عند كبار أهل البدع الشياطين.
والتاريخ والحاضر يظهران أنه عندما يظهر قائد موحد من أهل الحق يدعو إلى التوحيد، فإن أغلب الناس يلتفون حوله.
وحتى مع وجود الجهل بالإسلام، فإن عوام المسلمين يظهرون تقبلًا للحق كلما عُرض عليهم. جرب إقناع أحدهم، وستجد ذلك سهلا لسلامة قلبه بعكس الشياطين حملة الغل والحسد والأحقاد، والمدافعين عن المنافع التي يحصلون من أتباع بدعتهم، وهي نار في بطونهم.
دعم التوحيد ومحاربة البدع
في فترات الضعف والانحطاط، سيطر أهل البدع على شؤون الدين والتعليم، مدعومين أحيانًا من ولاة الأمر الجاهلين بحقيقة الإسلام. لكن في بعض الدول، مثل السعودية، دعم ولاة الأمر التوحيد، مما أثار حفيظة أهل البدع وأعداء الإسلام.
البدع تستمر فقط بسبب الجهل بالإسلام، وواجب العلماء والدعاة هو كشف زيفها والدعوة إلى العقيدة السليمة.
كما أن محاربة البدع لا تعني فقط مواجهتها فكريًا، بل أيضًا إزالة تأثيرها على التعليم والمساجد والإعلام.
العقيدة السلفية: الحق الواضح
السلفية ليست مذهبًا جديدًا، بل هي منهج أهل السنة والجماعة القائم على القرآن والسنة بفهم السلف الصالح. العقيدة السلفية تثبت لله ما أثبته لنفسه دون تحريف أو تعطيل، كما قال الإمام مالك: “الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة”. فمن قال إنهم مجسمة فهو مفتري.
وهي ضد داعش لأن داعش ببساطة لا تحتمل الحاكم، أما هي فتحتمله. فكيف يتفقان أو يكونا شيئا واحدا؟
وهي ضد التشيع والديمقراطية وكل بدعة، وتتميز بأهم شيء وهو كونها الوحيدة التي تدافع عن الإسلام الحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ضد البدع والإنحرافات التي تهدده، أما غيرها فمتوافقون بينهم كأنهم أحزاب ديمقراطية أخرى.
لاحظ رضا الصوفية عن الأشاعرة والإخوان، والعكس. ولاحظ صحبة الإخوان للشيعة.. إلخ.
أما السلفية فهي الوحيدة التي ستجدها تدافع عن الدين ضدهم جميع، وبالدليل لا السيف أو اليد. لهذا يكرهونها ويتهمونها بالغلو والتطرف لمجرد دفاعها عن الإسلام ضد بدعهم القذرة.
في المقابل، يتجنب أهل البدع التركيز على العقيدة، ويحاولون تعقيدها وتحويلها إلى ألغاز وطلاسم لإبعاد الناس عنها. هذا التهرب من العقيدة يعكس خوفهم من التوحيد الذي يهدم أسس بدعهم.
أكاذيب أهل البدع وخرافاتهم
أهل البدع يلجؤون إلى الكذب والتشويه ضد السلفية لتشويه سمعتها ومنع الناس من الانصياع لها. ومن ذلك افتراؤهم بأن السلفيين مجسمة أو متشددون. لكن الحقائق والأدلة تدحض هذه الأكاذيب، فالسلفية تعتمد على نصوص القرآن والسنة كما هو واضح.
مثال ذلك: كان أحد الأشخاص يكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فأعطاه أحدهم كتابه “التوحيد” بدون الغلاف، وقال له اقرأه واخبرني بما فيه من مخالفات، فقرأه وقال: لم أجد فيه إلا قال الله وقال رسوله! فقال له ذاك كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فأسقط في يده وعاد عن غيه.
كذلك يزعم الخوارج والإخوان أن السلفية مداخلة، وسبب ذلك هو تركيز الشيخ ربيع المدخلي عليهم في ردوده، حتى آلمهم بذلك وافتروا عليه!
وإذا تأملت فيما ينتقد اهل البدع على السلفية سواء الوهابية او المداخلة أو الجامية، وكلها أسماء يطلقها أهل البدع على السلفية زورا، ولا تتسمى بها، فإنك تجد تلك الإنتقادات عادية، لا علاقة لها بجوهر الدين، مثل:
موافقة الحاكم – الشدة على أهل البدع، يعتبرون ذلك تطرفا – إضافة دعاء في صلاة التراويح – القول بصفات الله التي أثبت لنفسه في القرآن، وهذا قول الله سبحانه وتعالى قبل أن يكون قول السلفية، لكنهم يقولون إنها تشبهه بمخلوقاته، مع علمهم أنها تنطلق قبلهم من أنه لا مثيل ولا شبيه.
أما إذا جئت لبدع أهل البدع فتجدها تمس العقيدة أي تفسد الإسلام أو بالكاد يسلم منها: مثل بدعة الطرق الصوفية، التي هي دين جديد لم يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه.
وبدعة التشيع التي هي شيء آخر غير الإسلام.
وبدعة الخوارج الذين لديهم مخالفات كثيرة في العقيدة مثل المعتزلة، ويقتلون المسلمين بغير حق بعد تكفيرهم.
وبدعة الأشاعرة التي تمس العقيدة لنفيهم لبعض صفات الله بغير دليل، اتباعا للعقل والهوى.
ومع هذا يتهمون السلفية بانها على ضلال. ففي أي الأسس هي على ضلال مثلهم؟
بعض قصص أهل البدع، مثل مبالغاتهم في كرامات شيوخهم أو زعمهم بأن قراءة بعض أدعيتهم تعادل قراءة القرآن آلاف المرات، تُظهر زيفهم. هذه الأكاذيب لا تخدع إلا من يجهل الدين الصحيح.
أهل البدع قلة، لكن الخطر الحقيقي في الجهل والعلمانية
أهل البدع، رغم ظهورهم بين الحين والآخر، هم قلة مقارنة بجمهور المسلمين. والخطر الأكبر اليوم يكمن في الجهل بالإسلام والعلمانية التي تسيطر على المناهج التعليمية والإعلام في العالم الإسلامي.
الماسونية والعلمانية قد تمثلان الخطر الأكبر على الإسلام، حيث تسعى لإفساد العقيدة والأخلاق.
الخلاصة
أهل البدع ليسوا الأكثرية، بل هم قلة تستغل جهل العوام لتحقيق مصالحها، وتتغذى عليهم بدليل الواقع.
جمهور المسلمين على الفطرة، بانتظار من يبين لهم الحق.
العقيدة السلفية هي السبيل الوحيد للحفاظ على الإسلام كما أنزله الله، ومحاربة البدع والعلمانية واجب على كل مسلم حريص على دينه، لكن قليل من اهل البدع من يحارب أهل البدع لأنهم جميعا سواء.
التوحيد هو الأساس، ولا خلاص للأمة إلا بالعودة إليه.