بين العلم والدين: حقيقة الأرض والفضاء
يتساءل البعض عن فكرة كروية الأرض، ومفهوم السلفية التي أسيء فهمها كثيرًا.
أولاً، هناك من يدافع بشدة عن فكرة أن الأرض كروية، مستندًا إلى “العلم الحديث”، دون أن يتأمل في الأدلة القرآنية التي تدل على أن الأرض مسطحة وثابتة.
القرآن يقدم وصفًا للأرض بأنها عظيمة، مذكورة جنبًا إلى جنب مع السماوات، كما في قوله تعالى: “وسع كرسيه السماوات والأرض”، فكيف تكون الأرض مجرد ذرة غبار في الفضاء؟
أدلة القرآن تشير إلى عظمة الأرض وثباتها، في مقابل ادعاءات الغرب التي تصورها ككرة تدور في فضاء لانهائي.
حتى العلم نفسه، كما يدّعي الغرب، مليء بالتناقضات والكذب. النظرية القائلة بأن الأرض تدور بسرعة هائلة حول نفسها وحول الشمس تتناقض مع مشاهداتنا اليومية. لو كانت الأرض تدور بهذه السرعات، لما شعرنا بالاستقرار عليها نتيجة قوة الدوران الرهيبة التي يرجعون إليها.
السلفية ليست كما يصورها الحاقدون عليها
السلفية، التي يتهمها البعض بالتحجر والتطرف، ليست إلا منهجًا يعتمد على القرآن والسنة بفهم السلف الصالح. السلفية لا تعادي أحدًا، بل تنصح الجميع، حتى الحاكم. هي منهج يدعو إلى الوحدة مع الجماعة واحترام ولاة الأمر، مع التزام الدليل في كل شيء وعدم الإبتداع في الدين حفظا له من الضياع.
البعض ينبز السلفية بأنها متشددة أو أنها مثل “داعش”، لكن الحقيقة هي أن السلفية هي ألد أعداء داعش. السلفية تعتمد على التوحيد، الذي هو أساس الدين، وترد على البدع بالدليل والمناظرة، لا بالعنف والإكراه. كما أنها تحترم العلماء والأمراء، خلافًا لبعض الدعاة الذين يسفهونهم ويشيدون بالعلم الغربي دون تمحيص.
نقد الدكتور محمد الفايد وأفكاره
الدكتور محمد الفايد كان يومًا قدوة للكثيرين في مجال التوعية الغذائية، ولدينا في هذا الموقع ملخصا لمقاطعه المنشورة على اليوتيوب، لكنه أثار الجدل بمواقفه المنكرة لبعض السنة النبوية وتشكيكه في صحيح البخاري. هذه المواقف ليست مجرد آراء شخصية، بل هي محاولات لهدم أسس الدين.
أخشى فقط أن ينضم للقرآنيين الذين لا علاقة لهم بالقرآن، أو يكون منضما لهم.
من تصريحاته المثيرة للجدل:
- إنكار أهمية السنة النبوية بحجة أن القرآن يكفي.
- وصف السلفية بأنها ضلالة.
- الثناء على العلم الغربي رغم كذب هذا العلم في كثير من الأمور.
- الطعن في الفقهاء واتهامهم بتعقيد الدين، وهذا ابعاد للناس عن العلماء.
هذه التصريحات لا تخدم إلا أعداء الإسلام، إذ تزرع الشكوك في عقول الناس وتبعدهم عن العلم الشرعي. بدلاً من تقديم الفايد لنموذج المسلم المثقف الذي يستفيد من العلم لخدمة الدين، نجد أنه يدعو إلى اتباع العلم الغربي بشكل أعمى، حتى في مسائل تتعارض مع الوحي.
السلفية: مع الحاكم وضد البدع
السلفية منهج متكامل يحترم التوحيد ويرد على أهل البدع بالأدلة. وهي تقف مع الحاكم ولا تدعو للخروج عليه، بل ترى أن الأمن والاستقرار أولى من الفوضى.
كما أنها ترد على البدع التي تنشر الخرافة وتبعد الناس عن الدين الصحيح، مثل التصوف الذي يعتمد على المبالغة في تقديس الأشخاص وأكاذيبهم التي لا دليل عليها، والشيعة الذين يبغضون الصحابة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، والديمقراطية التي تحكم بغير ما أنزل الله.
السلفية ليست مذهبًا جديدًا، بل هي الإسلام كما أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم. هي دعوة للتوحيد الخالص، الذي لا شريك فيه ولا واسطة. تحذر من الشرك والخرافات التي أضرت بالمسلمين وأضعفتهم.
العودة إلى القرآن والسنة: مفتاح النجاة
على المسلم أن يبحث عن الحق بالدليل، إن كان منصفا، والإنصاف من أجمل الخصال وأكثرها بركة، من كانت فيه كان باب الخير فيه قابل للفتح لا موصد عليه عفاريت الشياطين مثلما هو حال البعض.
فيبح عن الحق بالدليل بعيدًا عن التعصب للأفكار أو الأشخاص حتى إن كانوا الشيوخ. القرآن والسنة هما الأساس، ويجب أن تكون العقيدة خالصة لله، بعيدة عن البدع والخرافات.
دعوة السلفية ليست دعوة تعصب أو تطرف، بل هي دعوة علم ومنطق، تدعو الناس إلى توحيد الله واتباع نبيه. وأي دعوة تخالف ذلك، فإنها بدعة يجب الحذر منها.
إذا أردنا أن نتجاوز أزماتنا الفكرية والدينية، فعلينا أن نتجرد للحق ونتواضع للعلم الشرعي، وندرك أن الهجوم على السنة أو الفقهاء ليس إلا خطوة نحو هدم الدين، حفظنا الله من ذلك.